إختبار الملك.
كان يا مكان في أحد الأزمان ملكٌ يحكم بلادًا واسعة , وكان مجلسه دائم الإقتظاظ بالوفود والشعراء والكتاب المادحون له عدله و إنصافه
و جوده عليهم, فكان دائمًا ما يسبغ بالأموال والطعام عليهم . وكان للحاكم يساعد الحاكم في الحكم وزيرٌ , وفي القضاء كبير القضاة.
وكان هذان الإثنان ينقلون للحاكم بأنّ الرعيّة تعيش بشكلٍ عادل وبكرامة , فكان الملك مطمئنّاً لأتباعه , ولكنّ الواقع كان بالعكس فالرعيّة كانت تعيش
الظلم وعدم العدل فيما بينهم بسبب القاضي والوزير الفاسد.
وفي أحد الأيّام توفي قاضي القضاة و استلم مكانه قاضٍ عادل لا يظلم أحدًا . وبعد فترةٍ من تولّيه القضاء إطّلع على الظلم الذي يقع على النّاس من إجبارٍ
على الإعتارف بذنوبٍ لم يقترفوها إلى سلب أرزاقهم ,غيرها الكثير من الأفعال الشنيعة . عندها أخبر القاضي الملك سرًّا بهذا الفساد الذي كان مخفيّاً عنه .
وفي ذلك اليوم أخذ الملك يفكّر بطريقةٍ تمكنه من التأكد من قول القاضي الجديد , ف خطرت له فكرة رائعة و قرّر تنفيذها في اليوم التّالي. وفي الصباح
أخفى الملك تاجه وادّعى أنّه سرق , وأمر الوزير وصاحب الشرطة بأن يمسكوا بالسارق .
وبعد بضع ساعات قيل للملك بأنّ السرقة كانت بتدبير عشرة أشخاص وقد قبضنا عليهم و ها هم في قاعة العرش ,
حينها خرج الملك إليهم وأطلق سراحهم قبل أن يخرج تاجه ويرى الجميع بأنّ الخداع قد انكشف .
وبعد هذا الإختبار قام الملك بالإصلاحات الإداريّة اللّازمة وتعلّم أن يسلّم الرعيّة لأحد وعليه أن ينظر شؤونهم مباشرةً.