قتيلاً على الأقل في درعا وجبلة وسط اعتقالات مكثفة
الاثنين 25 ابريل 2011
مفكرة الاسلام: قتل ما لا يقل عن 18 شخصًا في العمليات بنيران قوات الأمن السورية والموالين للرئيس بشار الأسد في عدد من المدن حيث تشن حملة اعتقالات واسعة، وخصوصًا مدينة درعا الجنوبية التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات المطالبة بالحرية.
وقال ناشط حقوقي سوري في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" في نيقوسيا، إن "خمسة أشخاص على الأقل قتلوا بالرصاص في درعا التي اقتحمتها صباح اليوم الاثنين قوات الأمن السورية مدعومة بالدبابات والمدرعات" للقضاء على حركة الاحتجاج المناهضة للنظام المستمرة منذ ستة أسابيع.
وأضاف: "رأيناهم بأم اعيننا. كانوا في سيارة مزقها الرصاص"، مشيرا إلى أن هناك "نداءات استغاثة تطلق من مآذن المساجد"، وأشار إلى أن "قوات الأمن اقتحمت المنازل وأطلقت النار على خزانات المياه لحرمان الناس من المياه"، لافتًا إلى حدوث اشتباك بين قوات الأمن والجيش، وقال "أطلقوا النار على بعضهم".
من جهته، أكد الناشط السوري عبد الله الحريري إطلاق نار كثيف في درعا، وأن "رجال الأمن دخلوا بالمئات إلى المدينة مدعومين بدبابات ومدرعات". وأوضح أن "رجال قوات الأمن يطلقون النار عشوائيا ويتقدمون وراء المدرعات التي تحميهم"، مشيرا إلى أن "الكهرباء والاتصالات الهاتفية قطعت بالكامل تقريبا".
وأكد ناشط في اتصال هاتفي من درعا أن "هناك قتلى وجرحى"، لكن لم يتمكنوا من تحديد عدد القتلى لاأ "الجثث في الشوارع ولا يمكن نقلها". وأضاف ان "قناصة تمركزوا على السطوح وتمركزت الدبابات في وسط المدينة".
وفي دوما (15 كلم شمال العاصمة)، قال ناشطون إن قوات الأمن تقوم بعمليات مداهمة في المعضمية قرب دمشق. وصرح شاهد في المكان أن قوات الأمن تنتشر بكثافة الاثنين في دوما.
وأضاف أن "قوات الأمن طوقت جامعا وأطلقت النار بدون تمييز. الشوارع معزولة عن بعضها البعض ودوما معزولة عن العالم الخارجي". وقال الناشط إن عددا كبيرا من الأشخاص اعتقلوا في هذه البلدة".
وأكد شهود عيان أن الطرق المؤدية إلى "المناطق الساخنة" القريبة من العاصمة كانت مغلقة ليلا وأقيمت فيها حواجز للتفتيش الهويات ولا يسمح بدخولها سوى السكان.
وفي جبلة قرب اللاذقية شمال غربي سوريا، قتل 13 شخصا وجرح عديدون آخرون برصاص قوات الأمن، وفقم ناشط حقوقي. وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن سقوط أربعة قتلى في جبلة.
وذكر شاهد أن "مجموعة من القناصة ورجال الأمن أطلقوا النار في شوارع جبلة الأحد بعد زيارة قام بها محافظ اللاذقية الجديد عبد القادر محمد الشيخ إلى المدينة للاستماع إلى مطالب السكان".
لكن "بعد خروج المحافظ تم تطويق جبلة من جميع الأطراف وانتشر عناصر من الأمن وبدأوا باطلاق النار"، على حد قوله.
وتقوم قوات الأمن خلال الأيام الاخيرة بحملة مداهمة في العديد من المدن اعتقلت خلالها ناشطين مناهضين للنظام.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين أن "الأمن اعتقل عشرات اليوم والأمس في سراقب (شمال غرب) ودير الزور (شمال شرق) وفي الرقة (شمال) وفي دوما (ريف دمشق) وبانياس (غرب)" موردا اسماء المعتقلين.
وتشهد سوريا منذ الخامس عشر من مارس الماضي تظاهرات احتجاجية غير مسبوقة تطالب بإطلاق الحريات وإلغاء قانون الطوارئ ومكافحة الفساد وتحسين الخدمات ومستوى معيشة المواطنين. وتحولت المظاهرات إلى مواجهات دامية أحيانا أوقعت مئات القتلى، بحسب ما أعلن نشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.