04-18-2011, 08:23 PM
|
|
مظاهر ضعف العقيدة في عصرنا الحاضروطرق علاجها للدكتورالعلامة/صالح بن فوزان الفوزان
*بسم الله الرحمن الرحـــــــــــــــــــــــيم*
هذه المادة من شريط مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا الحاضر، وطرق علاجها، للدكتور العلامة صالح بن فوزان الفوزان ,وتم تفريغ مادة هذا الشريط ،من قبل مجموعة آل سهيل الدعوية..وإليكم هذه المادة.. وبحثنا لكم في الإنترنت عن المحاضرة صوتيه ولمن يُريد سماعها يتفضل بالدخول على هذا الرابط: بدوون تحميل
https://www.box.net/shared/ikv6gubj86
الحمد لله رب العالمين ،وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد ،وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد...
فإن العقيدة، يراد بها، ما يعتقده الإنسان، بقلبه،ويجزم به وينطق بهِ بلسانه ،ويعلنه، ويعملُ بجوارحه بما تتطلبه هذه العقيدة.
أقول من عقد الشيء، إذا شده وأحكمه ،والمراد بها هنا عقيدة التوحيد، التي هي أساس الإسلام ,وأساس الملة والتي تبنى عليها جميع الأعمال،فهي الأساس الذي يقوم عليه الدين، وتصح به الأعمال، والأقوال، وهي الركن الأول، من أركان الإيمان.
والركن الأول، من أركان الإسلام، فأول ركن من أركان الإسلام، شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله.
وأول ركن من أركان الإيمان، كذلك شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
وهي أول ما يدعوا إليه الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأتباعهم، وكل رسول يقول لقومه:
(يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ][وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)
فهي البداية، وهي الأساس، وهي المُعتبرة، في صحة الأعمال، أو بُطلانها، فإن كانت العقيدةُ صحيحةً، مبنيةً على كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،صحت معها جميع الأعمال،إذا كانت موافقةً لسنةِ الرسول صلى الله عليه وسلم.
فإن العملَ لا يُقبل إلا بشرطين:
الشرط الأول /الإخلاص لله عزٌ وجل، بأن لا يكون فيه شيءٌ من الشرك، وهذا معنى" لا إله إلا الله "
الشرط/ الثاني/أن يكون العمل موافقاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ليس بهِ بدعة، ولا إحداثٌ في الدين، وهذا من معنى"شهادةِ أن محمداً رسول الله"
فهذه هي العقيدة، وهذه أهميتها، في دين الإسلام، ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم كإخوانه من النبيين، أول ما بعثه الله في مكة، أول ما دعا إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
قال"صلى الله عليه وسلم: (: أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ،فإذا قالوها عصموا مني دمائهم ،وأموالهم إلا بحقها)
فأمضى صلى الله عليه وسلم ثلاثةَ عشره سنة، في مكة قبل الهجرة، يدعوا إلى توحيد الله،وينهى عن الشرك، ولقي في ذلك ما لقي كإخوانه من النبيين من الأذى، وتحمل ذلك في سبيل الله عزٌ وجل، وتبِع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك صحابتهُ الكرام، والتابعون، لهم بإحسان، ومن جاء بعدهم من أئمة الإسلام ، يعتنُون بهذه العقيدة، وتأصِيلها، وتعليمها للناس، والدعوة إليه، والذب عنها،وأثارهم في ذلك موجودة في مؤلفاتهم، التي تقوم على هذا الأساس.
وهذا مما يدل على أهمية العقيدة، وأنها يُبدأ بها أولاً، فإذا صحت أُتجه إلى بقية الأعمال.
ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذً اِبن جبل إلى اليمن، قال له : " إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، أول ما تدعوهم إليه ..شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك،فأعلمهُم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ،فإن هم أجابوك لذلك، فأعلمهُم أن الله افترض عليهم صدقةًً تؤخذ من أغنيائهم ،تُرد في فقرائهم"
فلم يطلب من معاذ أن يُعْلمهم بالصلاة، والزكاة، إلا بعد ما يجبوا بشهادة ألا لا إلا الله وأن محمداً رسول الله..
بأنه لا فائدةً، من الصلاةِ، والزكاةِ، وسائر الأعمال، بدون تحقيق الشهادتين، وهذا مما يدل على أهمية العقيدة، ومكانتها في الإسلام، وأنها يُبدأ بها قبل كل أمرٍ بمعروف، أو نهيٍ عن منكر ،وهي عبادة الله وحدهُ لا شريكَ لهْ، وترك عبادة ما سواه، وكما قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا)( أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
والطاغوت: هو عبادة غير الله سبحانه وتعالى، لأن العبادةَ لا تصح إذا كان معها شرك ،لا تصح إلا إذا كانت خالصةً لله عز ُوجل، أما الذي يعبد الله ،ويعبد معه غيره ،عبادته غير صحيحة، كما في الحديث القدسي أن الله جلٌ وعلا قال: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك،من عَمِل عملاً أشرك معي فيه غيري، تركته وشركه) وفي روايةٍ : (فهو للذي أشرك، وأنا منه بريء)
ولا يأتي الأمر بالتوحيد، إلا ومعه النهي عن الشرك، لأن التوحيد لا يتحقق إلا بِتجنبْ الشرك، فهما متلازمان، فلا يكفي أن الإنسان يقول: أنا اعبد الله، أُنا أُصلي،أنا أصوم ،أنا أحُج ،أنا أتصدق، ولا يمنع هذا أن أدُعوا الحسن، والحُسين، وعبد القادر، وأستغيث بالأموات ،هذا لا يُقبل منه عمل،ولا تصح منه حسنةً واحده، حتى يُخلصَ عبادته لله سبحانه وتعالى فلا يشرك بربه أحد.
(وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)- (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِيِنَ له الدِّينَ)
أي مُخلصين له الدُعاء، فلا تدعوا الله، وتدعوا معه غيره، من أصحاب القبور، والأموات، والغائبين، تستنجدوا بهم، تدعوا هذا ،وهذا ،
هذا شركٌ أكبر، يُخرج من الملة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أو تعبد الله، وتقول لا إله إلا الله، ثم تذبح للقبور، أو تنذر للأموات ،وغير ذلك، فهذا تناقض لا يقبله الله سبحانه وتعالى ،كما سمِعتم في الحديث(من عمل عملاً، أشرك معي فيه غيري، تركته وشركه "وفي روايةٍ"(فهو للذي أشرك، وأنا منه بريء )
أما مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا ،فهي كثيرة، تجب معالجتها، وإلا فأنها سيكون لها أثارٌ قبيحة على العقيدة، وقد لا تبقى معها عقيدة إذا لم تُعالج .
*من مظاهر ضعف العقيدة *
1-التقليلُ من شأنها، لأن بعض الناس مع الأسف وقد يكونون من المتعلمين، أو من الدعاة حتى، لا يهتمون بالعقيدة، ويقولون العقيدة تُنفِّر،لا تُنفروا الناس ،لا تُعلموهم العقيدة، اتركوا كلاً على عقيدته، ولكن ادعوهم إلى التآخي،والتعاون، وادعوهم إلى الاجتماع، وهذا تناقض، لأنه لا يمكن التآخي، ولا يمكن التعاون، ولا يمكن الاجتماع، إلا على عقيدةٍ واحدة، صحيحة ،سليمة، وإلا فإنه سيحصُل الاختلاف،وكلٌ يُؤيد ما هو عليه، ولا يجمع الناس إلا كلمةُ التوحيد "لا إله إلا الله، نطقاَ، واعتقاداً، وعملاً، أما مجرد أنهم ينتسبون إلى الإسلام، وهم مختلفون في عقيدتهم فهذا لا يُجدي شيئاً،
المشركون، الذين بُعثَ إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يعترفون بتوحيد الربوبية، يعتقدون أن الله هو الرب وحده، وهو الخالق ،وهو الرازق، وهو المحيي ،المميت ،المُدبر، ولكنهم في العبادة لا يخلصون العبادة لله، وإنما كلُ ُ يعُبد ما استحسنه، فصاروا متفرقين في عباداتهم، وإن كانوا يعترفون كلهم بتوحيد الربوبية، لكنهم في العبادة، والتأله، متفرقون، منهم من يعبُد الشمس والقمر،ومنهم من يعبُد المسيح وعُزير، ومنهم من يعبُد الشجر والحجر، ومنهم من يعبُد ويعبُد....الخ
كل له آلهة، وكان من أثر ذلك أنهم مُتناحرون، أنهم مُتفرقون، أنهم مُتباغضون ،أنهم مُتعصبون، كلٌ يتعصب لِآلهتِهِ لهذا قال يُوسف عليه السلام: (ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)
( ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنـزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
فكانوا مُتفرقين، مُتناحرين، كلُ ُ يتعصب لِملته، ونِحلته، وآلِهته، وإن كانوا يقولون ربُنا واحد، لكن معبودا تهم متفرقة، فلما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد، وإفراد الله بالعبادة، واستجاب له من استجاب،
اجتمعوا وصاروا إخوةً متحابين، وصاروا أُمةً واحده، وصار سلمان الفارسي ،وبلال الحبشي ،وصُهيب الرومي، وغيرهم من سادات المسلمين، صاروا إخوة لبني هاشم، أشرف العرب ،صاروا إخوة مُتحابين، مُتلاحمين بكلمة التوحيد، التي وَحَدْتِهم والذي أيدك بنصره، وبالمؤمنين، ما اجتمعوا إلا بالإيمان، أيدك بنصره، وبالمؤمنين، وألف بين قلوبهم، (لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ")
ألّف بينهم بأي شيء ؟
بالعقيدة الصحيحة، توحيد لا إله إلا الله، هذا الذي ألّف الله بهِ بينهم، ولا يؤلّف المسلمين اليوم، ويردهم إلى وحدتهم ،وقوتهم، إلا ما ألف بين السابقين, ولهذا قال الإمام مالك -رحمه الله-: "لا يصلح أخر هذه الأمة، إلا ما أصلح أوله " فإذا كانوا يُريدون جمع الأمة ،والتآخي، والتعاون، فعليهم بإصلاح العقيدة، وبدون إصلاح العقيدة لا يمكن جمع الأمة، لأنه جمعُ ُ بين المتضادات، ولو حاول من حاول، لو عُقَدت المؤتمرات والندوات لجمع الكلمة هذا لا يمكن إلا بإصلاح العقيدة، عقيدة التوحيد
يقول: الشاعر
إذا ما الجُرحُ رُمَّ على فسادٍ
تبين فيه إهمـــــــال الطبيبِ
الجُرح لابد يُعالج، ويُنقٌى، ويٌطهر، وُيرم على دواء نافع، أما إذا رُمٌى على فساد،فإن هذا إهمال من الطبيب، كذلك الذي يريد أن يجمع الأمة، ويُلمها على غير التوحيد، والعقيدة الصحيحة ،هذا مُهمل.
فبطلت بذلك مقولة، أن العقيدة تنفر الناس، والدعوة إلى التوحيد يُنفر الناس، ادعوهم إلى الاجتماع، ادعوهم إلى الوقوف ضد العدو، العدو يفرح بمثل هذا الكلام، لأنه يعرف إنه لا جدوى له.
فمن أعظم مظاهر ضعف العقيدة، التقليلُ من شأنها،لأن فيه من يقلل من شأن التوحيد، من شأن العقيدة، ويدعوا إلى الالتفاف تحت مسمى الإسلام، ومظلة الإسلام العامة ،مع أنه لا يكون إسلام إلا بالعقيدة الصحيحة،التي هي رأسه، وأُسُسُه، ولا يكون إسلام وإن سَمْوُه إسلام ، فليس هو الإسلام.
2-كذلك من مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا الحاضر، عدم اهتمام كثيرٍ من الدعاة بها ،دعاة يدعون إلى الإسلام، لكن أي إسلام يدعون إليه؟!
لا يدعون إلى العقيدة،قد يكون يدعون إلى الصلاة ، إلى الصدق، إلى الأمانة ،إلى الأعمال الطيبة، لكن العقيدة لا تأتي لهم على بال، فكيف يكونوا دعاةً بهذه الصفة؟!
هؤلاء ليس دعاة إلى الإسلام، بالمعنى الصحيح،الدعاة إلى الإسلام يهتمون بأساس الإسلام، ومنبع الإسلام، وقوة الإسلام، وهي العقيدة، فلذلك لا تجد للدعوة إلى التوحيد، في مناهجهم، لا تجد لذلك ذكراً، ولا اهتماماً، فهذا من مظاهر الضعف، بل ربما أن أغلبهم لا يعرفون التوحيد، بالمعرفة الصحيحة ، لأنهم لم يدرسوه،ولم يتعلموه، وهم يدعون إلى الإسلام، كيف يدعون إلى الإسلام، وهم لا يعرفون أساسه، ويعرفون أصله؟! فيجب على الدعاة وفقهم الله،أن يتعلموا العقيدة أولا،ً ويهتموا بها، ويفهموها،وينظروا في واقع الناس اليوم، وما وقع من الخلل في العقيدة، ثم يقومون بإصلاحه قبل كل شيء، هذا هوا الأصل الصحيح، والمنهج السليم، للدعوة إلى الإسلام، و إلا فإن الدعاة إلى الإسلام، والجماعات،وجمعيات،وجهود،ومراكز،لكن أين الأثر؟
والشرك يعُج في الأمة الإسلامية الآن ،والأضرحة في كل مكان،إلا ما شاء الله ،وعبادة غير الله، تُعلن جهاراً، نهاراً، بالاستغاثة بالأموات، والذبح للأموات، وربما للجن، والشياطين، والدعاة ساكتون!!
يدعون إلى أي شيء إذن؟
ولذلك لم تُثمر دعوتهم، بينما إذا قام عالم واحد محقق، ودعا إلى التوحيد، نفع الله به الأمة، وهوَ ما عنده أعوان، ولا عنده أموال، ولا عنده......الخ
لكنهُ يدعوا إلى التوحيد ،وإلى العقيدة السليمة، يدعوا إلى الله على بصيرة،كما قال الله عزٌ وجل: لنبيه صلى الله عليه وسلم"قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ "
سبحان الله، أي ينزَّه الله سبحانه عما لا يليق به، وما أنا من المشركين، يتبرأ من المشركين، هذه طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى التوحيد، التي أمره الله أن يعلنها للناس على بصيرة، أنا، ومن اتبعني، فأتباع الرسول يدعون إلى الله على بصيرة ،أما الذي يدعوا إلى الله على جهل، أو على عدم اهتمام بالعقيدة، فهذا ليس على بصيرة، وإن كان عالماً، إذا لم يهتم بالتوحيد فهو ليس على بصيرة، فهذا من مظاهر ضعف العقيدة، في عصرنا الحاضر، أن كثيراً من الدعاة، والجماعات ،والجمعيات ، لا تُعيرها اهتماماً، لا تعلماً، ولا تعليماً، ولا دعوةً، وإنما يهتمونَ بمخططات يضعونها لأنفسهم، ليست على أساسٍ سليم، فهذه لا تُجدي شيء، وتضيع الجهود كلها، ويبقى الناس على ما هم عليه،
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكذلك من مظاهر ضعف العقيدة، في عصرناالحاضر،..
3/عدم التركيز عليها، في المناهج الدراسية، لا يركزون عليها، ويجعلون لها الصدارة، في الوقت،وفي الحصص، وفي الكُتب المفيدة ،النافعة، لا يركزون عليها في الغالب،وإنما المناهج محشوة بمواد دنيويه ،علوم دنيويه، أو أمور تنسب إلى الدين ،من حسن التعامل، وحسن الجوار،والصدق في المعاملات ......والخ
لكن نصيب العقيدة في المناهج الدراسية إلا من رحم الله نصيبُُ ُ ضعيف، ونصيب الأسد لغيرها، فهذا مما أخر المسلمين ،وأنشأ جيل جاهل بالعقيدة، يتخرج من الدراسات العليا ،وهو لا يعرف العقيدة المعرفة اللائقة، فكيف يُرجى حينئذ أن العقيدة تنتصر، وتنمو، وهي لا وجود لها في المناهج، وإن وُجد لها ذكر، فهو ذكرُ ُ ضعيف، لا يسمن، ولا يُغني من جوع، ما فيه تفصيل، ما فيه بيان، ما فيه تركيز، وحتى لو وُجد في المناهج حيّزُُ للعقيدة، فالغالب إن الذين يدرسونها لا يهتمون بها، ولا يُفٌهمون الطلاب ،وإنما همهم التحدث مع الطلاب ،ومدح الإسلام، ومدح الدين، لكن من غير اهتمام بالعقيدة، ولا فهمٍ لها، ولا معرفةِ لها ،أو همهم أن ينجح الطالب ولو بالدف على ما قالوا، ولو مع الضعف، همهم إنه ينجح الطالب، وليس همهم في الغالب أن يكون فاهم للعقيدة، فاجتمع عدم التركيزُ عليها في تخطيط المناهج ،واجتمع ضَعف المدرسين، أو عدم اهتمامهم بها، وانشغالهم بالأفكار، والأشياء، والثقافات، دون أن يهتموا بالعقيدة، ويلقنوها للطلاب تلقيناً صحيحاً، ويختبروهم فيها ،ويعلمونهم الاهتمام بالعقيدة، ويُبٌيُنُونَ لهم أهمية العقيدة، قلٌ هذا في مجتمعات المسلمين ،في بلادنا ولله الحمد، المناهج فيها نصيبُ ُكبير للتوحيد، والعقيدة، ولكن نرجوا الله أن يهيئ لها معلمين، ورجال مخلصين، يَفهمون العقيدة، ويُوصلونها إلى الطلاب، فليس المقصود وُجُود الكتب، أو وُجُود الحصص، هذا طيب...
لكن المقصود وُجُود المدرس، الذي يُفهم الطلاب العقيدة، وُيوضحها لهم، هذا هو المهم .
كذلك من مظاهر ضعف العقيدة،
4/التأثر بما يبثه أعداء الإسلام، وأعداء التوحيد، من تهوين للعقيدة، ورمْيٍ لها بأنها تشدد،يرْمون العقيدة بأنها تشدد، وأنها تكفيرية ، وأنها من منابع التطرف، يقولون هذا في الفضائيات، وفي الكتابات، وفي الصحف ،والمجلات، بأن العقيدة، و أهل التوحيد، أنهم أهل تطرف، وأهل غُلو، فيتأثر بهم من يسمع هذا الكلام، فيزهد في العقيدة، أو لا يُحب الكلام فيها، لئلا يُتهم بأنه متطرف، وأنه غالي ،وأنه تكفيري، وأنه ....الخ
يا عباد الله هذا أمرٌ لا يجوز، فالعقيدة لا مساومة عليها، مهما قال القائلون، ومهما أثار الأعداء من الشُبهْ،ويقولون خلوا عندكم إنسانية، خلوا عندكم محبةً للبشرية، لا تكرهوا الناس كُره الأخر، يتأثر بهذه الأفكار الخبيثةَ من هو ضعيفُ الإدراك، فيزهد في العقيدة،العقيدة عبادة لله عزٌ وجل، العقيدة ولاءُ ُ وبراءَ، ولاء للمؤمنين، وبراء من المشركين،
العقيدة فارقة بين الحق والباطل ،بين الشرك والتوحيد،بين الكفر والإيمان، وإلا إذا ضعُفت العقيدة، وضعُفت مداركها في الناس، حصل الضلال والفساد الكبير في الأرض، بسبب ترك العقيدة، المسلم يتميز بعقيدته، وتوحيده، ولكن مع هذا يكون عنده حكمة، ويكون عنده فقهُ ُ في دين الله، ويكون عنده رغبة في هداية الناس، ودعوتهم إلى الله بالحكمة، والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، ليس الغرض من تعلُمنا للعقيدة والتمسك بها أننا نُصبح وحشاً كاسراً، كما يتصورنا الأعداء ، وأننا نكفر الناس، وأننا....الخ .
لكن مهمتنا أننا نحمل العقيدة، حملاً صحيحاً، ونبينها للناس، ونوضحها للناس، بالحكمة، والموعظة الحسنة ،والجدال بالتي هي أحسن، نحنُ لا نريد الشر للبشرية، نريد الخير للبشرية،نريد لهم الخير، نريد لهم الإيمان، نريد لهم التوحيد،ونريد لهم النجاة من النار، هذا الذي نريده للبشرية، النصح لعباد الله، لا كما يتصورن أننا نَنْغَلَقْ، وأننا نُبْغِض البشرية، وأننا, وأننا، نحنُ لا نُبْغِضُ إلا من يُبْغِضَهُ الله، ورسوله، نُوالي في الله، ونُعادي في الله، ولكن نبذل جُهدنا، وعلمنا، وإمكانياتنا، في إخراج الناس من الظلماتِ إلى النور، فنحنُ أنفع للبشرية من الذين يُداهنون في دين الله، ويساومون على دين الله، ويريدون بذلك كما يقولون، يريدون التآخي، لبني الإنسان، والإنسانية .........والخ
الإنسانية الصحيحة هي في عبادة الله سبحانه، هي في اِتباع أوامر الله، هي في ترك ما نهى الله عنه، ليست الإنسانية بالبهيمية، والشهوانية، ليست البهيمية بالشرك بالله عزٌ وجل، ليست الإنسانية بالشرك بالله تعالى ،ليست الإنسانية بالبدع، والمحدثات،الإنسانية الصحيحة هي عبادة الله وحده لا شريك له، كما شرع الله لنا على لسان نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، هذه هي البشرية الصحيحة، أما ما عداها فهو البهيمية ، ما عداها هو الجاهلية، وإن كانوا يسمونه بالتقدم، والرقي، والحضارة ،الحضارة، والرقي،والتقدم، في الإسلام، في دين الإسلام، الذي هو دين الله جٌل وعلا، الذي هو دين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، هذا هو الذي فيه الحضارة،والرقي ،والتقدم، والخير للبشرية، الله جلٌ وعلا خلق الخلق لعباداته، ما خلقهم ليعبدوا فلانً، وفلانة، وما يهوون، خلقهم لعباداته، وتكفل لهم بالأرزاق،والهداية،قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون*ما أُريد منهم من رزق وما أُريد أن يطعمون*أن الله هو الرزاق ذو القوةِ المتين) وهو لا تنفعه عبادة العابد، أو طاعة المُطيع،
ولا تضره معصية العاصي، وشرك المشرك، و أنما هذا يرجع إلى العباد، فالله أمرهم بعباداته، لمصلحتهم هم، وإلا فإن الله غني عنهم.
·*إن تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ *
ولكنه يأمره بعبادته، وطاعته، لمصلحتهم، لصلتهم بالله عزٌ وجل، ليرزقهم ،ليعافيهم ،ليهديهم، ليدخلهم الجنة، والله يدعوا إلى دار السلام، يدعوكم ليغفر لكم، من ذنوبكم، (أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ )
فهو حينما أمر الخلق بعباداته، إنما أمرهم لمصلحتهم هم، أما لو كفروا جميعاً، فإنهم لن يضروا الله جلٌ وعلا، ولو صلحوا جميعاً، لن ينفعوا الله عزٌ وجل، فهو النافع، الضار،الغني، الكريم سبحانه وتعالى، فكيف نزهد بعقيدةٍ هذا شأنُها ،كيف نذهب إلى غير الله ،نعبد غير الله، نترك الحي الذي لا يموت ،ونعبد الأموات، والرمم البالية في القبور، أين العقول؟أين المدارك؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله .
لكن كما قال الإمام ابن القيم –رحمه الله-:"هربوا من الرق الذي خُلقوا، له وبُلوا برق النفسِ والشيطانِ"
فمن لم يكن عبداً لله، صار عبداً للشيطان.
قال تعالى: (وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)
كيف تعبدوا عدوكم؟ وان اعبدوني، هذا صراطٌ مستقيم، فمن ترك عبادة الله، اِبْتُلِيَ بعبادة الشيطان، وحينئذ لا يدري أين يذهب؟ ولا أين يصير؟؟
من يُشرك بالله (فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيق)
هذا مآل الشرك بالله عز ٌوجل، فنحنُ إذا نظرنا إلى المجتمعات البشرية، قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظرنا إلى اجتماع المسلمين بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، عرفنا الفرق بين الكفر، والإيمان، وبين الشرك، والتوحيد، فهذه مظاهر سببت ضعف العقيدة في وقتنا، أو اِنعدامها في بعض البلدان، ولا حول ولا قوة إلا بالله
فلا بد من لفتة صادقه من المسلمين، نحو عقيدتهم، في تعلٌمها، في تعليمها،في الدعوةِ إليها، في المحافظة عليها،
ولا تحفظ هذه العقيدة إلا بأمرين :
الأمر الأول :العلم بالعقيدة الصحيحة، وهذا لا يحصل إلا بالتعلم، والدعوة، وكذلك السلطة التي تحمي هذه العقيدة، فإذا توفرا لعلم، والسلطة فإن العقيدةَ تكون في عز،ٍ وأمانٍ، وحماية، أما إذْا لم يكن هناك علم، أو كان هناك علم، وليس هناك سلطة، فإن العقيدة تضعُف، فلا بد لِعز العقيدة، ولابد من أمرين :العلم النافع، والسلطة التي تحمي هذه العقيدة من عبث العابثين، ولهذا لما قام شيخُ الإسلام الإمام محمد ابن عبد الوهاب –رحمه الله- في هذه البلاد، بالدعوة إلى التوحيد، وانضم إليه الإمام محمد بن سعود، بالجهاد في سبيل الله، وحماية الدعوة، أثمرت هذه الدعوة، مما تعيشون الآن في ظله، ونسأل الله، أن يستمر وأن يبقى، وأن ينتشر في البلاد الأخرى، ما قام إلا على أمرين:على العلم، وعلى والسلطة التي تحمي هذه الدعوة، وهذا التوحيد، فلابد من الأمرين،وهذا مما تقوم بهِ العقيدة، ومما يُعالج بهِ ضعف العقيدة، تضافُر العلم مع السلطة،العلم الذي يُوضح الحق من الباطل، والسلطة التي تنفذ الحق ،وتقمع الباطل، ونسأل الله سبحانه وتعالى، أن يُعيد لهذه العقيدة عزتها، ومكانتها، وأن يثبتها في قلوبنا، وفي بلادنا، وأن ينشرها في بلاد المسلمين، ولكن هذا لا يحصل بالتمني، و أنما يُحصل بالعمل، أولاً:الاهتمام بالعقيدة تعلماً، وتعليماً، من المصادر الصحيحة، والكتب الصافية المفيدة،وهي موجودة، ومتوفرة، ولله الحمد لكنها في الرفوف، وماذا تغني إذا كانت في الرفوف بدون أن يُنتفع بها، ويُشرح ما فيها، للناس ويوضح .
ثانياً: الدعوة إلى هذه العقيدة، وتبصير الناس، وتعليم الناس هذه العقيدة، أما مجرد أنك تعرف التوحيد، وتعرف العقيدة الصحيحة، وتسكت، فوجودك كعدمه، فلابد لمن منٌ الله عليه، بمعرفة هذه العقيدة، أن يقوم بالواجب، بالتعليم،بالدعوة إلى الله، بنشر العلم ،بنشر الخير .
ثالثاً:لما كانت التعليم في وقتنا في الغالب تعليماً نظامياً، فلابد أن يُجعل للعقيدة الصدارة في مناهج التعليم، ولابد أن يُختار لها المدرسون الأكفياء، الناصحون، لابُد وإلا منهج وكتاب، بدون مدرس، لا يُجدي شيئاً لابد أن نطرح الأفكار التي تُضاد هذه العقيدة، وهي تُروج الآن مع الأسف ،تُروج الأفكار المضادة لهذه العقيدة،لابد أن نفضحها،لابد أن نطرحها، لابد أن نحذر منها،إذا كُنا نريد أن تبقى هذه العقيدة، وإلا إن لم نقم بهذا، فإن الله جلٌ وعلا يقول: (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)
نخشى أن تُسلب هذه النعمة من هذه البلاد، والله لا يُضيع دينه، يُقيض له من يقوم بهِ غيرنا، لك،نُحن الذين نضِيع، وإلا فإن الدين والعقيدة لا تضيع بإذن الله، بل يُهيئ الله لها من يقوم بها،(وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ) (يأيها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوماً يحبوهم ويُحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومةَ لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)فإذا لم نتبه لعقيدتنا، ونتدارك ما دبٌ إليه من الضعف، ونقمع من يريد القضاء عليها، أو التقليل من شأنها، فإنها سَتُسلب، وتُعطى لغيرنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نسأل الله، أن يوفقنا وإياكم جميعاً، لصالح القول، والعمل ،أن يرزقنا وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، والتواصي، بالحق والتواصي بالصبر.
وصلى الله وسلم على نبينامحمد وعلى آله أجمعين..
جزا الله، معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، خير الجزاء ،على ما تفضل بهذهالمحاضرة القيمة، الطيبة ،النافعة..
معالي الشيخ يقول السائل:
س/هل هنالك ضوابط أو قواعد للتفريق بين الشرك الأصغر والشرك الأكبر ؟وجزأكم الله خيراَ؟
ج/نعم هناك فوراق كبيره، بين الشرك الأكبر، والشرك الأصغر، وإن كان كُل منهما شر، لكن الشرك الأكبر يخرج من الملة، ويُبطل الإيمان، ويُصبح الإنسان كافراً مشركً،والشرك الأصغر لا يُخرج من الملة، لكنه يُنقص في العقيدة، ويُنقص من الإيمان، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر ،لا يتهاون بهِ .
س/أنا مدّرس لمادة التوحيد في الصف السادس الابتدائي ما نصيحتكم لي تجاه الطلاب لكي يثبت العقيدة في نفوسهم؟
ج/كما سمعت يا أخي أولاً: لابد أن تكون على علمٍ بالعقيدة،لابد أن تكون فاهماً للعقيدة، على الوجه الصحيح.
ثانياً: لابد أن تهتم بتوضيحها، وإيصالها إلى الطلاب ،بالوجه السليم
ثالثاً:لابد أن تشرح مقرر التوحيد الذي بأيديهم ،توضحه لهم،تُبينه لهم ولا تترك منه شيء ، تقول هذا غير مهم لأننا مع الأسف نسمع أو قد عايشنا في وقت الطلب، من يُقسم المقرر إلى مهم، وإلى غير مهم،ويُوجه الطلاب إلى مراكز الأسئلة في الامتحان ،ويترك بقية الكتاب، ويخرج الطلاب لم يفهموا الكتاب، نُوصي المدرس أن يتقي الله، وإن يشرح الكتاب بِكامله، حسب استطاعته، وإمكانيته،أن يشرحه، ولا يقسمه إلى مهم، وغير مهم، ويُلغي بعض الأشياء، قد يكون الذي ألغيته هو المهم، وقد يكون الذي ألغيته مرتبط ولا يُفهم الذي تهتم به، لا يُفهم إلا بالذي حذفته، لأن العلم مترابط بعضه مع بعض .
س/هذا سائل من الإنترنت من ليبيا يقول ما هي الطريقة الصحيحة للعملية لتقوية العقيدة في قلب المسلم؟
ج/الطريقة الصحيحة أولاً: قوة الإيمان بالله، والتوكل عليه، والاعتصام بهِ،وسؤاله التوفيق، وإخلاص النية لله عُز وجل، في العلم، والعمل،والتعليم.
ثانياً :الأمانة في توصيل المعلومات للطلاب،بأن تُوضح لهم العقيدة الصحيحة،لاسيما إذا كان في أيديهم كتابُ ُ مقرر، لابد أن تعتني بهذا الكتاب،وبشرحه، ولا تقتصر على فََهمك،أو على مجرد قراءة الكتاب،لابُد أن تُراجع الشروح، وكلام أهل العلم، حول مسائل هذا الكتاب، حتى تفهمه وتُفهمه لطلابك.
س/نجد كثيراً ممن يدعون الناس إلى التوحيد في الدول الإسلامية يتفرقون وينقسمون إلى جماعات، وكلهم يدعون إلى التوحيد للأسف مع أن العقيدة تجمع ولا تُفرق؟
ج/ما أظن هذا صحيح،ما أظن أن المتفرقين يدعون إلى التوحيد،لو كانوا يدعون إلى التوحيد ما تفرقوا،لكنهم يدعون إلى أفكار، و إلى مناهج، كلُ ُ له منهج، وكلَ حزبٍ بما لديهم فِرحون،وإلا لو كانوا يدعون إلى التوحيد دعوةً صحيحة لاجتمعوا، ولتألفوا، لأن التوحيد هو الذي ألف بين من قبلنا، وهو يؤلفنا ويؤلف من بعدنا، إنما الجهل بالتوحيد، أو عدم الاهتمام به ،هو الذي يفرق الدعاة.
س/ يقول السائل معالي الشيخ إني أُحبكم في الله ما لفرق بين عقيدة المرجئة، والخوارج، وكيف نعرف عقيدة الجماعة الصحيحة؟
ج/عقيدة المرجئة متناقضة، مع عقيدة الخوارج ،الخوارج مُتشدِدُون والمرجئة مُتساهِلُون، الخوارج يُكَفْرون بالذنوب التي دون الشرك والمرجئة، يقولون الذنوب لا تضر،ما دون الشرك لا يضر عندهم ولو كانت كبائر،صاحبها مؤمن كامل الإيمان لا تضره المعاصي، والعمل ليس من الإيمان ،العمل إنما هو قول، واعتقاد ،أو اعتقاد فقط ،أو معرفةُ ُ بالقلب فقط ،ولو لم يعتقد، لأن المرجئة فِرق كثيرة، لكن المهم إنهم على النقيض من الخوارج،الخوارج متشددون ،غالونَ والمرجئة مُتَساهِلُون، وكلا الطائفتين على ضلل.
س/يقول السائل فضيلة الشيخ كيف يمكن الجمع بين قول النبي عليه الصلاة والسلام"ستفترق أمتي إلى ثلاثة وسبعين فرقة، وأن نجمع كلمة الأمة على قول واحد؟
ج/على فرقة واحده،وهي قوله صلى الله عليه وسلم "كلها في النار إلا واحده قيل من هي يا رسول الله قال:من كان مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي "
ندعوهم إلى هذه الفرقة الناجية، وبذلك يسلمون من النار، يسلمون من الضلال ،وهذه الفرقة الناجية ولله الحمد فيها الخير فيها البركة.
س/هل تجوز الصلاة في المساجد التي فيها قبور صلاة صوريةً فقط ،وذلك لتأليف قلوب أهل القبور، ثم دعوتهم لترك عبادة القبور، وقد نفعت هذه الطريقة على قول من قام بهذه الطريقة؟
ج/هذه طريقة ضالة، مخالفه لما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة عند القبور، ونهى عن اتخاذ القبور مساجد، ونهى عن البناء على القبور، الذي يصلي عند القبور مخالف لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم ،وصلاته غير صحيحة، لأن النهي يقتضي الفساد، فهو صلى صلاةً منهيٍ عنها، ولا تكون صحيحة، وليس هذا هو طريق التأليف، وطريق الدعوة، هذه مداهنة في دين الله لا يجوز،أنت بيٌن لهم أنه لا يجوز البناء على القبور ،لا تجوز الصلاة عند القبور ، لا يجوز تعظيم القبور تعظيماً يخرج عن الشرع، فإن قبلوا فالحمد لله ،وإن لم يقبلوا أنت لا تتنازل عن شيء من الدين،يفرحون هم بهذا لا شافوك طاوعتهم، ومشيت معهم فرحوا بهذا،وأيضا يقولون لو فيه خلاف ما صلى معنا ،لو إن هذا ممنوع ما صلى معنا ويحتجون بك أيضا.
س/إذا كان عندي نقصٌ في العقيدة، فكيف أعالج ما كان عندي من نقص وجزأكم الله خيراَ؟
ج/بأمرين: الأمر الأول إصلاح النية، و إحسان القصد، وطلب الحق
والأمر الثاني:تعلم العلم النافع ،تعلم العقيدة الصحيحة على أهل الإيمان،وعلى أهل العلم، ما نتعلمها على الجُهٌال، والمُتعالمين، أو تقرأها من الكتب، وتعتمد على فهمك لا،تعلمها على أهل العلم، الراسخين في العلم.
س/هنالك من يقول نحنُ نجمع المسلمين أولاً ،ثم ندعوهم إلى التوحيد بعد تجميعهم وتكتِليهم؟
ج/ما يمكن تجمعهم، ولا يُطيعونك تجمعهم وهم على عقائد مختلفة، ما يمكن هذا، هذا تناقض،ما يجتمعون إلا على التوحيد، والعقيدة الصحيحة، فإذا كنت تُريد جمع المسلمين فأجمعهم على العقيدة الصحيحة، التي يؤلِّف الله بها بين قلوبهم .
س/ ما حكم الطواف على القبور، لأجل الدعوة إلى الله، وهل هذه المسألة خلافية؟
ج/هذه سبق الجواب عنها، هذا مثل اللي يقول أنا أصلي عند القبور عشان يتألفوا،أطوف بالقبور عشان يتألفوا، يا سبحان الله أنت تنهى عن الشرك، وعن البدع،وتفعلها من أجل التألف؟ هذا لا يجوز، والتألف ليس بهذه الطريقة التألف بالحكمة،والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أهي أحسن، لا بموافقتهم، أو مشاركتهم فيما هم عليه من الضلال، والبدع .
س/فضيلة الشيخ وفقكم الله هل تنصحون بإنشاء قنواتٍ العلمية مثل قناة المجد العلمية بالتصدي لأهل البدع كالجفري وغيرهم من الضُلال الذين ينشرون سموهم عبر الفضائيات وهل من كلمة بخصوص التصدي لأهل البدع وجزأكم الله خير؟
ج/نعم هذا أمرٌ ضروري، أن يوجد قناة يتولاها أهل العلم، تشرح فيها العقيدة الصحيحة، ويُبين ما يُضاد العقيدة، من الشرك،والبدع إذا وِجدت قناة بهذا الصفة فهذا عملٌ جليل، وهذا يُضاد القنوات الأخرى، ويسد عليها الطريق ونسأل الله أن يحقق هذا.
س/شيخنا الكريم سمعت عن فرقة الجامية أو الجهمية التي حذرتم منها، وهل هذه الفرقة موجودة الآن، ومن هو الشيخ محمد الجامي؟
ج/محمد الجامي هو أخونا، وزميلنا، تخرج من هذه الجامعة المباركة، وذهب إلى الجامعة الإسلامية، مدرسً في الجامعة الإسلامية، وفي المسجد النبوي، وداعي إلى الله سبحانه وتعالى، وما علِمنا عنه إلا خيراً، وليس هناك جماعة تُسمى بالجامي، وهذا من الافتراء،ومن التشويه هذا ما نعلمه عن الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله-
لكن لأنه يدعوا إلى التوحيد، وينهي عن البدع، وعن الأفكار المنحرفة، صاروا يُعادونه، ويُلقبونه بهذا اللقب.
س/سماحة الشيخ هناك من يقول لا تضيقوا على الشباب وتحذروهم من قراءة بعض الكتب ككتب دعاةِ الضلالة فإن الشباب يميزون بين الحقِ والباطل ،اتركوهم يقرؤون وهم يميزون بين الحق والباطل فهل هذه الحجة صحيحة؟
ج/هذه حجة شيطانيه، يعني نضيع الشباب ونقول لهم اقرؤوا من الكتب ما شئتم التي فيها الضلال، وفيها الإلحاد، لكم الحرية، ولا نضيق عليكم ،هذا ما هو بتضييق هذه حماية ،هذه من الحماية لهم ،ومن النصح لهم ، ومن الشفقة عليهم ،من التحصين لهم ،ومن التربية لهم .
س/معالي الشيخ ما نصيحتكم لمن يُماشي، ويطعن في هذه الدولة المباركة، بل قد يصل بهم الأمر إلى تكفيرها ما نصيحتكم لهذا الشاب؟ وما نصيحتكم للطاعنين؟
ج/نصيحتنا إن كانوا جُهُالاً، ولا يعرفون هذه الدولة، ولا يعرفون ما هي عليه، يُبين لهم، ويُشرح لهم، ما عليه هذه الدولة، ومنهج هذه الدولة، وما قامت عليه، يُبين لهم، لأنهم قد يكون يجهلون هذا، ويسمعون كلاماً من الأعداء ويصدقونه، فلابد من البيان لهم، فإذا بُين لهم ولم يقبلوا فإنه يجب هجرهم،والبعد عنهم، وعدم تمكينهم من مجتمعاتنا
س/يقول السائل ما حكم شراء إقامة، في بلدِ من بلاد الإسلام في المملكة العربية السعودية، بغرض الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، هذا من فرنسا؟
ج/هذه مسألة نظامية، يرجع فيها إلى النظام، والإقامة لها نظام، لا بد من التقيد به والتمشي عليه.
س/يقول لدي معاملة وهي إدخال الكهرباء للمنزل، قد تعطلت المعاملة فترة طويلة، وذكر لي المعقب أن أحد الموظفين لا مانع لديه من إنهاء المعاملة بشرط مبلغٍ وقدره.. وأنا لا مانع لدي فما حكم ذلك؟
ج/هذه رشوة، قد لعن النبي صلى الله عليه وسلم: (الراشي والمرتشي) والرشوة سُحت، ولا يجوز دفعها، ولا أخذها، ولا السعي فيها، وهذا الموظف فوقه موظفون يأخذون على يده، يُرفع بشأنه إلى المسئولين للأخذ على يده، وأمثاله، ولا يُتركون على هذا الأمر، وهذا من إنكار المنكر، ومن النصيحة للمسلمين، أن تُجتث هذه الفكرة ، فكرة الرشوة، وأصحاب الرشوة.
س/ هل الاستغاثة بحي قادر، وموجود هل تجوز، وجزأكم الله خيراً؟
ج/نعم لا بأس بذلك، أن تستعين بأخيك الله جلٌ وعلا قال:"وتعانوا على البرِ والتقوى "، وقال صلى الله عليه وسلم: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)، والاستعانة بالمخلوق، فيما يقدر عليه في الأمر المباح لا بأس،بذلك قال الله تعالى:عن موسى عليه السلام"استغاثهُ الذي من شيعته بالذي من عدوه"
فالاستغاثة بالمخلوق، فيما يقدر عليه وفي أمرٍ مباح لا بأس بذلك، وهو من التعاون على البرِ والتقوى .
س/يقول السائل هل من أسباب ضعف العقيدة وهو ضعف الإيمان،وهل يوصف بمن عنده عدم اهتمام بالعقيدة، أنه ضعيفُ الإيمان؟
ج/ضعف العقيدة،يحصُل من أحد أمرين: إما من عدم الإيمان، أو ضعف الإيمان في القلب، وإما من الجهل.
الجهل بالعقيدة يُضعٌفه، أو لا تُوجد معه العقيدة الصحيحة، فلا بد من الصدق مع الله ،وإخلاص النية ولابد من التعلم الصحيح.
س/معالي الشيخ يقول السائل كيف يمكنني دعوة الكافر وأنا اكرهه في الله ،هل أُظهر له الكراهية ،أم أُداريه،وما الفرق بين المدارة، والمداهنة وفقكم الله وزادكم من علمه؟؟
ج/تكره الكافر لكفره، وتُحب له الهداية ،ما دام إنك تحب له الهداية تدعوه إلى الله ،و ما دام إنك تكره لكفره، فلا تُداهنه، وتتنازل عن شيء من الدين، أو من الدعوة إلى الله، من أجل إرضائِه، والمداهنة معناها: التنازل عن شيء من الدين، لأجل إرضاء الناس، أو لأجل نيل دنيا، تُعطى إياهُ ثمن لدينك، وأما المدارة فهي دفع الإكراه، أو دفع الضرر مع التمسك بالدين ،تدفع الضرر عنك وحتى يُرخص لك عند الإكراه، أن تتخلص ولو بالكلام الذي من كلام الكفر،لكن تكون عقيدتُك في قلبك عقيدة سليمة، كما حصل لعمار بن ياسر رضي الله عنه،لمّا أخذوه المشركون، وعذبوه،وأبو أن يَطلقوه، إلا أن يسُب محمد صلى الله عليه وسلم فأجابهم إلى ما قالوا، وتكلّم بما طلبوا منه وندم رضي الله عنه وجاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبرهُ، بما حصل فقال له صلى الله عليه وسلم: "كيف تجدُ قلبك؟"قال:مطمئنٍ بالإيمان يا رسول الله، قال: "إن عادوا فعُدْ"،وأنزل الله:" مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ" هذه هي المدارة "لَا يَتَّخِذ ِالْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً"هذه هي المدارة، لا تتنازل عن شيئاٍ من دينك، في قلبك، وفي عقيدتك، وأما دفع الشر فتدفعه عنك بما لا يكون نقصاً على حساب دينك.
س/ معالي الشيخ يقول السائل أنا أعمل في المملكة، وفي بلدي بقٌالة أملُكها، يعطيني بعض الناس مبلغاً من المال، والعامل الذي في البقُالة في بلدي يُعطيها قريب هذا الرجل، وأنا أخذ عمولة على ذلك، فما حكم هذا العمل؟
ج/هذا فيه أشكال لأنه صرف، يُعطيك دارهم هنا وتُعطيها بدلها في بلدك وتأخذ عليها عُملة كما ذكرت، إلا فيه إشكال، إن أمكن إنك ترسل الدراهم مع أحدٍ أمين يسلمها لأهلك، هذا هو الطريق السليم، وإذا لم يمكن فبإمكانك أنك تصرف الدراهم هنا،تصرف العملة هنا،بعملة ببلدك وتحولها إلى بلدك.
س/يقول فضيلة الشيخ هل أكون مؤهل للدعوة إلى العقيدة السلفية، إذا حصلت على الامتياز، في دورة مقامة في مكتب الدعوة والإرشاد وجزأكم الله خيراَ؟
ج/لا يحصل هذا إلا بالعلم، إذا عرفت هذا في ذاكرتك، وتصورته تصوراً تاماً ،حصل لك العلم في ذلك، أما مجرد الامتياز وأنت لم تفهم الشيء، هذا ما يكفي كم ممن أخذ الامتياز ودرجة الشرف الأولى، وهو ما يفهم وكم ممن أخذ مقبولاً ،أو لم ينجح حتى ، ولكن عنده معرفة وإدراك ،ما هو بالعبرة بالشهادات، العبرة بالإدراك، والمعرفة الحقيقية العلمية.
س/ظهر أحد الدعاة في بعض الصحف، يقول ما من أحد إلا وقع في شيء من الهوى، حتى الأنبياء، فما رأي فضيلتكم في هذه الكلمة؟
ج/إذا كان الأنبياء ما سلموا منه، واتهمهم بالهوى، فما بالك بالبقية هذه من جملة شرهم وصحافتهم، وتناولهم لأمور الدين، عليهم من الله ما يستحقون .
س/سائلة سماحة الشيخ تقول استخدمت حبوب إيقاف الدورة،وارتبكت الدورة عندي، فأصبح الدم الذي في صفة الحيض،ينزل سبعة أيام، أو ثمانية أيام، وبقية الأيام ينزل دماً ليس فيه صفة الحيض، قد يبلغ شهراً كاملاً، فما حكم الصلاة والصيام في ذلك؟
ج/عليك مراجعة الأطباء، فإذا قرروا أن الدم الزائد عن صفات الحيض،أنه ما هو بدم حيض، فلا يكون حيضاً، وإلا على الأقل ما تجاوزين خمسة عشر يوماً، ما زاد على خمسة عشر يوما هذا آخر حد.
س/إذا أردت أن أدعوا غير المسلمين في بلدي، فهل ألجأ إلى محادثتهم والتبسم إليهم، ومناقشتهم، وهذا كله غرضه الدعوة إلى الله، ودخولهم في الإسلام ؟
ج/المهم أن يكون عندك علم، وبصيرة، فإذا كان عندك علم، وبصيرة عرفت كيف تدعوا الناس .
س/ورد في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله، عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جمع بلا مرضٍ،ولا مطر، نرجوا التوضيح والإفادة عن هذا الحديث؟
ج/هذا الحديث من المشكلات، من مشكلات الأحاديث، وهو من المتشابهة والمجمل، والأصل أن الصلوات في مواقيتها، و أنه لا يجوز الجمع إلا للسفر، أو المرض، أو للمطر ثلاثة أعذار، للسفر،للمرض،للمطر بين المغرب والعشاء وماعدا هذا لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع،فهذا من الأحاديث المشكلة، ونرجع إلى الأحاديث الواضحة،وقوله تعالى": إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا"- وإلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" صلي الصلاة في وقتها"
س/ ما حكم الدعاء بهذا الدعاء(اللهم أن كنتُ كتبتني في الأشقياء، فأمحوها، واكتبني في السعداء ،فإنك تمحوا ما تشاء، وتثبت عندك أم الكتاب)؟
ج/المهم ثبوت هذا الدعاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم ،إذا ثبت فإنك تدعوا بهِ، وإذا لم يثبت اتركه، فيحتاج إلى مراجعه.
س/ هذا سائل يقول لم يحلق شعره بعد العمرة فما حكم عمله؟
ج/ما تمت عمرته إلى الآن،يذهب ،و يلبس ملابس الإحرام، ويُبادر ثم يقص شعره في أي مكان، وإن كان حصل منه جماع لزوجته،فإنه يفدي في مكة يذبح فدية في مكة، ويوزعها على فقراء الحرم.
س/ هل المرآة تجهر بالصوت في الصلاة الجهرية، حين تصلي لوحدها في البيت أثابكم الله؟
ج/المرآة لا تجهر، الجهر للرجال ،ما أعلم أنها تجهر في الصلاة الجهرية، إنما تسر،ولا مانع إنها ترفع صوتها، بقدر ما تُسمع نفسها لا بأس في ذك.
س/فضيلة الشيخ وقفكم الله، يذكُر بعضِ رؤساء التبليغ، أن فضيلتكم قد تراجعتم عن تخطِئتهم، وأنكم تقولون الآن بأنهم على صواب، فهل هذا القول صحيح؟
ج/الكذب ما يعوزهم أبد ، الكذب عليٌ، وعلى غيري، ما يعوزهم إذا كانوا صادقين، يجيبون كلامي إما مسجلاً،وإما مكتوباً، فإذا كنت قلت هذا مسجلاً، أو مكتوباً، فأنا استغفر الله وأتوب إليه،أخطأت.أما إذا كان مجرد كذب، وافتراء، هذا ما ينفعهم شيء
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، ما حكم التصوير بكاميرة الفيديو، وماذا نردُ على أنكم أبحتم ذلك، بخروجكم في التلفاز، وبقناة المجد؟
ج/سبحان الله أنا أبحت هذا؟ أما الخروج أنا ما خرجت، لكن هم جاؤوا وحضروا في المسجد، وصوروا المحاضرة، والحاضرين هم الذي فعلوا هذا، وبدون استئذان، وبدون مشورة،أنا ما أبحت هذا ولا رضيت بهِ حتى ،هم يصورون ابن باز رحمه الله- وهو ما يرضى بهذا،ويُحذر منه، يجون في الحفلات، والمجالس، ويأخذون صورته، وتظهر في التلفزيون هل هذا معناه أن ابن باز أباح التصوير؟ حاشى وكلا ،مات وهو يقول التصوير بجميع أنواعه حرام .
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، من يفرق بين الفرقة الناجية، والفرقة المنصورة ،أو الطائفة المنصورة، هل تفريقه صحيح؟
ج/هذا ما هو عن علم، هذا عن جهل، ما فيه فرق، ما تكون منصورة إلا إذا كانت ناجية، ولا تكون ناجية إلا كانت منصورة، لكن هذه حذلقة، أظهرها بعض المتحذلقين، ولا أصل لها.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، الأشاعرة هل يُعدون من الفرق الثلاثة والسبعين فرقة الضالة؟
ج/كل من خالف ما عليه، أهل السنة والجماعة، يا أخي عندك ضابط ما يحتاج تسأل، ما خالف مذهب أهل السنة والجماعة فهو من الفرق الضالة، لكن قد يكون ضلاله ضلال شديد، وقد يكون ضلاله خفيف.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله هناك مقولة يرددها بعض الدعاة وهي وحدة الصف لا وحدة الرأي فهل هذا صحيح؟
ج/هذا محال،يستحيل أنه يتحد الصف مع اختلاف الرأي،( ولا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)؛ النزاع والاختلاف سبب للتفرق (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا) فهذا من المتناقضات، وحدة الصف لا وحدة الرأي هذا تناقُض.
س/أحسن الله إليكم،هذا سائل يقول رجلٌ يدعوا في المجالس، بقاعدة ويحُثُ الناس عليها، وهي نجتمعُ فيما اتفقنا عليه،ويعذرُ بعضنا فيما اختلفنا فيه، ويدعوا بها في التلفزيون ،وفي مجامع الناس، بل أنه يندد بمن خالفها كأمثال فضيلة الشيخ ابن باز –رحمه الله؟
ج/هذه قاعدة الإخوان المسلمين، معروف, الذي قالها هو حسن البنٌا،مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وهي قاعدة باطله، كيف نجتمع على ما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضَ فيما اختلفنا ،إذا كنٌا مختلفين في العقيدة يعذر بعضنا بعضَ؟ نجتمع مع الشيعة!ومع القبوريين! ومع الصوفية! يعني اختلفنا فيه على إطلاقه، أي اختلاف نصبر عليه؟ لا هذا ما هو بصحيح، ما نجتمع على خلاف، وهذا من التناقض أيضا ، القاعدة هذه متناقضة لأنه ما يمكن الاجتماع مع الاختلاف، أبداً يقول نجتمع ويقول فيما اختلفنا فيها! ما يمكن اجتماع مع اختلاف أبداً، لابد من اتفاق في العقيدة ،في المذهب ،في السلوك ،في المنهج، ما نجتمع وحنا مختلفين أبداً.
س/ أحسن الله إليكم،هذا يقول ما رأيكم فيمن يقول أنني أنصح ولاة الأمر بالتخلي عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، لأنها لا تناسب الدولة في هذا العصر؟
ج/هذا كلام مجنون، الدولة ما قامت إلا هذه الدعوة المباركة، فإذا تركتها ضاعت دولتُها، والدولة إن شاء الله ما تٌصغي لمثل هذا، والواجب أن هذا يُبلغ عنه الجهات المختصة، و أنا قلت لكم أن المدرسين أكثرهم يلقنون الطلاب هذه الأفكار، وهذه الضلالات،ولا يدرسونهم المقررات .
س/أحسن الله إليكم، هذا يقول لقد قرأتُ بأن كتاب الإبانة لابن بطة، بأنه لا يخلو من الأخطاء ،فما صحة هذا الكلام؟
ج/والله مشكلة، إن كان إنك في صف ابن بطة و تبي تُخطِّي ابن بطة، وعطاك الله علمٍ غزير تساوي ابن بطة أو تَفْضُل عليه, ودنا نعرفك ونشوفك.
س/أحسن الله إليكم، هذا سائل يقول نسمع من يقول بأنه لا يُفتي في أحكام الجهاد إلا من كان من المجاهدين ،وأن الفتوى في ذلك لا تؤخذ من غيرهم،فما يُقال لهؤلاء؟
ج/أبد لا تطيعونهم لا قالوا الكلام ذا؟ا العالم يُفتي ويُبين الحق، سواء كان مع المجاهدين، أو ما هو مع المجاهدين ،الحق يُبيّنه له، ويُوضحه للناس.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، هل يُعرف من هو أول من قسٌم التوحيد إلى أقسام ثلاثة الربوبية،والإلوهية،والأسماء والصفات؟
ج/يعني عندكم تشكيك في هذا؟ يعني تبون تحذفون أقسام التوحيد كما يقوله بعض الملاحدة في هذا العصر،أقسام التوحيد مأخوذة من القرآن، كل الآيات التي تحدثت عن الخلق، والرزق، والإحياء،والإماتة، فهي من توحيد الربوبية، وكل الآيات تتحدث عن العبادة، والشرك، فهي توحيد الإلوهية، وكل الآيات التي تحدثت عن أسماء الله، وصفاته، فهي من توحيد الأسماء، والصفات هذا مأخوذ من القرآن.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله هل الردود على أهل الباطل تُقسي القلوب بأن هناك أُناسٌ يُبعدُوننا عن كتب أهل العلم التي ترد على أهل الباطل؟
ج/عدم الرد عليها هو الذي يُقسّي القلوب، لأنها شُبهات تدخل القلوب، ثم تقسوا، أما الرد عليهم، وبيان الحق، فهذا مما يُلين القلوب، ويردها إلى الحق، فلا تلفتوا لمثل هذه الأقوال الباطلة،الصادرة عن أُناس يريدون أن تُروج الأباطيل، والشُبهات، ولا يُعترض عليها، ولا ترد،ويقولون هذه حرية الرأي ،هذا الرأي الأخر ،هذا رأيٌ والرأي الأخر يعني صار الدين أراء الدين ما فيه أراء، الدين وحيٌ من الله عزٌ وجل، تنزيلٌ من حكيمٍ حميد،ما وكلنا الله إلى آراءنا، وعقولنا، بل أمرنا بإتباع الكتاب، والسنة والتفقه فيهما، والعمل بهما،ورد ما يُخالفهما من الشُبهات، والأقوال الباطلة، ولولا الرد على أهل الباطل لما انتصر الحق، ولا اتضح الحق للناس، ولكن أقول وما زلتُ أقول، ما يرد على هذه الأمور إلا أهل العلم، أما المتعلم، وطالب العلم، والمتعالم، ما يجوز يرد على هذه الأمور، لأنه ربما يرد بجهل فيكون رده أشر من المردود عليه، لأن الرد إذا لم يكون بعلم صار فساده أكثر منه، فأقول لا يرد عليهم إلا أهل العلم ،الراسخون في العلم، اللي يردون بعلم، وحجج،وبراهين، أما اللي ما تمكن من العلم فلا يرد عليه، لأن رده ربما يكون أسوأ من المردود عليه .
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، هناك من يقول ويُكرر هذه المقولة، وينشرها، وهي خذ من العلماء الكبار العلم، لكن لا تأخذ منهم المنهج،وفتاواهم في الجماعات، لأنه مُلَبْس عليهم من قبل المحيطين بهم،فما رأيكم في هذا القول وفقكم الله؟
هذا تناقض،العلماء صاروا ما يفهمون المناهج الباطلة، والأقوال الباطلة؟وأنهم يصدقون الناس، بدون تثبت وبدون ما يأخذون بقوله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا "هذا تجهيل للعلماء في الحقيقة وهذا تناقض، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
س/يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، نرى على بعض الإعلانات التي تكون على أغلفة الأشرطة، لبعض الدعاة، رسوم كالأنهار، والزروع ،إذا كان الحديث عن الجنة ،ويرسمون ظلً يزعمون بهِ محاكاة ظلال الشيطان، إذا كان الكلامُ عن شر، فهل هذه الأفعال جائزة؟
ج/لا هذي ما هي بجائزة، هذي فيها بيان لعلم الغيب، الذي لا يعلمه إلا الله الجنة ما يعلمها إلا الله، والنار ما يعلمها إلا الله، فلا يجوز أنها تصور على ورق النار، أو أنها تصور الجنة ،أو الصراط، مثل ما يوزع الآن ورقة أو تُحط في المساجد فيها صورة الجنة، وصورة النار، والصراط ،ومدري كيف، هذا لا يجوز أبداً وهذا من الجهل.
س/ يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله، في حديث أخرجه الترمذي عن أبي أُمامة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:في شأن الخوارج كانوا مسلمين، فصاروا كُفار، الحديث هل القصد أنهم كُفار كفرٌ أكبر، أم كفرٌ أصغر؟
ج/والله هذا يحتاج على وقوف على الحديث، ووقوف على شرحه، من أهل العلم، ولكن الرسول أخبرنا:" أن الخوارج يمرقون من الدين كما يمُرق السهمُ من الرمية"؛ ثم لا يعودون إليه، أخبر عنهم صلى الله عليه وسلم بذلك، والله أعلم ،إنما هم ضُلٌال على كل حال، وظلمة، ومسيئون إلى الإسلام، والمسلمين ،بلا شك، ومُستحلون لحرمات الله،و كل هذه الآفات فيهم، ويشقون عصا الطاعة، ويُفرقون الجماعة كل هذا من مذهبهم .
|