باسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلامم على نبيه الكريم وبعد:
فان الله تبارك وتعالى قال:"ياأيها الذين أمنوا اتقو الله ولتنظرنفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون" (اية18 سورة الحشر) نداء من الله تبارك وتعالى الى أهل الايمان أن يعدوا العدة للقائه والموقف بين يديه جل وعلا .
ياأيها الذين امنوا أي يامن أمنتم بي وصدقتم كتابي وأمنتم برسلي اتقوني ولتنظر نفس ماقدمت لغد .
اخواني ان هذه الأعمال وهذه الأوقات هي رأس مال العبد في هذه الدنيا ,ينبغي للمرء أن يحرص قدر استطاعته على استغلالها في تلاوة القران والاستغفار وذكر الله عز وجل وصلة الأرحام وكذلك اسداء الخير الى عامة المسلمين فقد صحت الأخبار عن سيد الدعاة وامام المرسلين ,صحت عنه احاديث كثيرة ترغب في نفع المسلمين واسداء المعروف اليهم ,حتى قال صلى الله عليه وسلم "الساعي على الأرملة واليتيم والمسكين كالساعي في سبيل اله "قال أبوهريرة راوي الحديث :وأحسبه قال :"كالقائم لا يفتر وكالصائم لايفطر" متفق عليه.
وهذا يدل على أنه من أجل ما يتقرب به الى الله عزوجل نفع العباد واسداء الخيلر اليهم .
واعلمو اخواني أننا الى الله صائرون واليه منقلبون والسعيد من وعظ بغيره ,فكم كان معنا في الأعوام الماضية المنصرمة من أقوام يؤملون هذه الساعات ويرجون هذه اللحظات ,بغتو بهادم اللذات وقاطع الشهوات واتتهم السكرات وهم عن الموت غافلون وبالدنيا منشغلون ففارقوا الدنيا في وقت لم يحتسبوه وزمان لم يظنوه .
فالواجب على الانسانأن يبتدر بالتوبة والأوبة والانابة والرجوع الى الله والاكثار من طاعته سبحانه والعمل الصالح فان الشيطان قد قعد للانسان بالرصد .
فلا يطلب المرء سبيلا من طاعة الله ولا يلتمس طريقا في محبة الله الا زهده الشيطان في تلك الطاعة.
وأوصي نفسي واياكم اخواني أخواتي بأمرين هما سعادة الانسان في هذه الحياة:
لاتمس ولاتصبح وفي قلبك أحب اليك من الله وأرهب اليه من الله ’أمران هما جناح السلامة :محبة الله من كل قلبك والخوف من الله من كل قلبك .
قال بعض السلف:"المؤمن على حناحي الأمن والخوف " وقد وصف الله عز وجل أهل الجنة فجمع لهم بين الصفتين :الخوف والرجاء .
الرجاء فيما عند الله تبارك وتعالى والخوف من عذابه سبحانه فقال جل وعلا "انهم كانو يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانو لنا خاشعين "(اية90سورة الأنبياء) قال رغبا ورهبا .
فمحبة الله تعالى والخوف منه يستجمعهما الانسان في قلبه لا يكن في قلبه احب اليه من الله ,فمهما تفكرت في حياتك انظر الى أحب حبيب اليك واجعل محبة الله فوقه,وانظر الى أخوف من تخاف واجعل خوفك من الله فوقه ,واعلموا اخواني أخواتي أنه لن يستجمع أحد محبة الله والخوف منه الا كان له ذلك أعظم زاد في الاستكثار من الخير ,فوالله مامن قلب يحب الله ويخاف منه الا استجمع خصال الخير فيكون اللسان رطبا بذكر الله والقدوم عليه وذلك بأمرين :الخوف من الله ومحبته سبحانه .
أما محبة الله فينسى العبد معها كل شهوة والخوف من الله ينسى معها كل رهبة ,فلماذا لا نحب الله .
اخواني لو أن أحدنا ضاقت عليه الدنيا بما رحبت واحتاج الى مال لأهله و ولده ولم يجد ما يغنيه حتى أصبح في كرب وهم وغم شديد ثم مضى الر رجل فعلم بحاله وأعطاه مالا يدفع به تلك الثغرة ,بالله عليك كيف يكون ذلك الرجل في عينه كيف يكون نظره اليه ؟يملكه ويأسره بمعروفه والخير الذي أسداه اليه , فأين فضل الله عليك ؟اين فضل الله ؟أين نعم الله؟
فضل العباد الشئ الوحيد الذي يكثر الناس الثحدث فيه يأتي المرء داره أول شئ يثحدث عنه فضل الناس عليه يقول :ذهبت اليوم الى الادارة فساعدني فلان فأعانني علان .أما نعم الله الغزيرة فلا يكاد انسان يتحدث بها قليل من يتحدث بها .من منا اخواني جلس مع أصدقائه وأهله فقال كنت فقيرا فأغناني الله كنت وضيعا فرفقني الله كنت حقيرا فأجلني الله كنت جاهلا فعلمني الله .
فما لنا لا نملأ القلب بمحبته والخوف منه .فلذلك اخواني تعرفوا على الله فوالله ما من انسان من اللحظة ما من انسان يخاول يجرب وسيجد ان شاء الله ذلك يحاول أن لا يكون في قلبه أحب اليه من االله ولا أخوف اليه من االله اذا قيل له اتق الله ترتعد فرائسه خشية من الله وحق لها أن ترتعد من خشيته قال بعض السلف :"أدركت أقواما اذا ذكر الله انتفض الواحد منهم كما ينتفض العصفور من الماء.
فاملؤوها بمحبة اللهوالخوف منه فواللله ما من انسان يملأ قلبه محبة وخشية لله الا غير الله في حاله على قدر ما غير من هيبة الله ومحبته .هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله والتابعين و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
