أمره بالمعروف صلى الله عليه وسلم بسبب التقصير في أداء الزكاة<من سلسلة الرسول يأمر وينهى>
أمره بالمعروف صلى الله عليه وسلم بسبب التقصير في أداء الزكاة الزكاة حق المال ، وهي فريضة يجب على كل مسلم أداؤها ، إذا حال الحول على ماله وقد بلغ النصاب ، ومن حق الله تعالى . فإذا امتنع العبد عن أدائها وجب على الوالي أن يجبره على إخراجها ، فإن امتنع عن ذلك استحلالا وتكبرا عن أدائها ، قال العلماء يستتاب فإن تاب وإلا قتل .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بالاحتساب على المقصرين أداء شيء منها ، وينبه إلى وجوب إخراجها مع ذكر الوعيد الشديد للمتهاونين فيها في كل مناسبة تقتضي ذلك .
فعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : إن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابنة لها ، وفي يد ابنتها مسكتان(1) غليظتان من ذهب فقال لها : (( أتعلمين زكاة هذا ؟ قالت : لا ، قال : أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة بسوارين من نار ؟ قال : فجعلتهما فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت : هما لله عز وجل ولرسوله )) (2(
والشاهد من هذه القصة أن هذه المرأة لم تؤد زكاة هذا الذهب فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم بإخراجه وخوّفها من التساهل في إخراج الزكاة وبين لها أن مصيرها سيكون النار ، وتعذب بهذين السوارين ، وقد بادرت المرأة ـرضي الله عنها ـ إلى إلقاء السوارين حسبة لله سبحانه وتعالى .
(1)- مسكتان : المسكة بالتحريك ، السوار من الذين وهي قرون الأوعال . النهاية لابن الأثير ( 4/331 ) .
(2) - أخرجه أبو داود في سننه كتاب الزكاة ( 2/212/ح1563 ) وحسنه الألباني، وسنن النسائي كتاب الزكاة ( 5/38 ) ، وسنن الترمذي (2/12) حجرية .