آآآه من قسوة قلوبنا وغفلتنا
قال تعالى
(( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ )) الحديد
متى دمعت عيناك آخر مره ؟؟؟
قل لى اخى الكريم واختى الكريمه
متى دمعت عيناك آخر مرة؟.
هل كان دموعها من خشية الله ؟.
هل دمعت وأنت تتلو كتاب الله ؟.
عفواً .... متى قرأت كتاب الله آخر مرة ؟
أم متى سمعت كلام الله يُتلى عليك ؟
وهل أصابك الخشوع إذ سمعته ؟ ؟؟
آهٍ من قسوة قلوبنا
وآهٍ من غفلتنا عن ذكر الله
كلنا ندعي حب السلف الصالح
فهل كانت صحبتهم للقرآن كصحبتنا له ؟
هل كانوا لايقرأونه إلا يوم الجمعة ؟
هل كانوا لا يخشعون عند تلاوته ؟
هل كانوا يقرأونه ولا يعملون به ؟
قال الله تعالى : (( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذكراللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
فهل تقشعر جلودنا حين نسمع
كلام الله أو نتلوه ؟
عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال
، قال لي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:اقرأ علي القرآن ، قلت: يا رَسُول اللَّهِ أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري ،فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً}
(النساء ) قال: حسبك الآن ,, فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان.( مُتَّفَقٌ عَلَيهِ)
كم قرأ الناس : (( وأحل الله البيع وحرم الربا )) ، ثم لم يتورعوا
عن الربا .
وكم قرأ الناس : (( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا
مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ
أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ))
ثم أطلقوا لأبصارهم العنان كأن لم
يقرأوها أو لم يعلموها .
ما أعجب أحوالنا اليوم ، معاصينا
كثيره ، وآمالُنا عريضة
، كأن الجنة ما خُلقت إلا لنا
، وكأننا لم نذنب ولم نقصر
.
ان أوقاتُنا تضيع في غير طاعةٍ
ولا طلبِ علم ٍ ولا أمرٍ بمعروفٍ
ولا نهيٍ عن منكر، ورغم ذلك تُقرِّبُنا
الأيام والليالي من آجالنا وتُبعدنا
الأماني الفارغة عن الاستعداد لما
أمامنا فلا حول ولاقوة إلا بالله .
كم دمعت أعينُ أناسٍ لا من خشية الله
ولكن تأثراً من نهايةِ مسلسلٍ حزين
،
أو حُرقةً لهزيمة فريقٍ في مباراةٍ ،
أو شوقاً إلى وهمٍ خادع وعشق وغرام .
لكنها مع الأسف لم تلتحق بركب
من يبكون من خشية الله
ذلك أنها ربما لم تكتحل تلك
الأعين برؤية حديث السبعة
الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل
إلا ظله ومنهم : ( رجلٌ ذكر الله خالياًففاضت عيناه)
.
أسأل الله الكريم أن يعينني وإخواني
المسلمين وأخواتي المسلمات على
مراجعة انفسنا وأحوالنا والتوبة
إلى الله من تلك الذنوب والمعاصي
التي أعقبتنا قسوةً في قلوبنا
وتمادياً في غفلتنا .
اللهم اشرح صدورنا لتلاوة كتابك
وتدبره ، واجعلنا ممن تطمئن قلوبهم
بذكر الله ، ومن عبادك الصالحين المنيبين
المستغفرين واغفر لنا ولجميع إخواننا
المسلمين ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين
آمنوا ، ووفقنا لما تحبه وترضاه