عرض مشاركة واحدة
قديم 01-13-2010, 03:13 PM   رقم المشاركة : 17
أبو رويم
مشرف سابق






 

الحالة
أبو رويم غير متواجد حالياً

 
أبو رويم عضوية تخطو طريقها

شكراً: 2
تم شكره 59 مرة في 30 مشاركة

 
افتراضي رد: موسوعة القصص الإسلامية

التوبة الصادقة

كان يقطن فى مدينة الرياض يعيش فى ضياع ولايعرف الله إلا قليلا،منذ سنوات لم يدخل المسجد،ولم يسجد لله سجدة واحدة،ويشاء الله -عز وجل أن تكون توبته على يد ابنته الصغيرة !


يروى قصته فيقول:


كنت أسهرحتى الفجر مع رفقاء السوء فى لهوولعب وضياع تاركا زوجتى المسكينة،وهى تعانى من الوحدة والضيق والألم،ماالله به عليم،لقد عجزت عنى تلك الزوجة الصالحة الوفية،فهى لم تدخر وسعا فى نصحى وإرشادى ولكن دون جدوى.



وفى إحدى الليالى جئت من إحدى سهراتى العابثة،وكانت الساعة تشير إلى الثالثة صباحا،فوجدت زوجتى وابنتى الصغيرة وهما تغطان فى سبات عميق،فاتجهت إلى الغرفة المجاورة لأكمل ماتبقى من ساعات الليل فى فى مشاهدة بعض الأفلام الساقطة من خلال جهاز الفيديو،تلك الساعات التى ينزل فيها ربنا إلى عز وجل،فيقول هل من داع فأستجيب له؟هل من مستغفر فأغفرله؟هل من سائل فأعطية؟


وفجأة،فُتح باب الغرفة،فإذاهى ابنتى الصغيرة التى لم تتجاوزالخامسة،نظرت إلى نظرة تعجب واحتقار،وبادرتنى قائلة:عيب عليك ياوالدى اتق الله (رددتها ثلاث مرات)،ثم أغلقت الباب وذهبت،أصابنى ذهول شديد،فأغلقت جهاز الفيديو،وجلست حائرا وكلماتها لاتزال تتردد فى مسامعى وتكاد تقتلنى،فخرجت فى إثرها فوجدتها قدعادت إلى فراشها،أصبحت كالمجنون،لاأدرى مالذى أصابنى فى ذلك الوقت وماهى إلا لحظات حتى انطلق صوت المؤذن من المسجدالقريب ليمزق سكون الليل الرهيب،مناديا لصلاة الفجر.توضأت وذهبت إلى المسجد،ولم تكن لدى رغبة شديدة فى الصلاة،وإنما الذى كان يشغلنى ويقلق بالى كلمات ابنتى الصغيرة.


وأقيمت الصلاة،وكبر الإمام،وقرأما تيسرله من القرءان،وماإن سجد وسجدت خلفه ووضعت جبهتى على الأرض حتى انفجرت ببكاء شديدلاأعلم له سببا،فهذه أول سجدةأسجدها لله عز وجل منذ سبع سنين.


كان ذلك البكاء فاتحةخيرلى،لقدخرج مع ذلك البكاءكل مافى قلبى من كفرونفاق وفساد،وأحسست بأن الإيمان بدأ يسرى بداخلى.


وبعد الصلاة جلست فى المسجد قليلاثم رجعت إلى بيتى فلم أذق طعم النوم حتى ذهبت إلى العمل،فلما دخلت على صاحبى استغرب حضورى مبكرا،فقد كنت لاأحضرإلا فى ساعة متأخرةبسبب السهرطوال ساعات الليل،ولما سألنى عن السبب أخبرته بما حدث البارحة،فقال: احمد الله أن سخرلك هذه البنت الصغيرة التى أيقظتك من غفلتك،ولم يرسل إليك ملك الموت ليقبض روحك على تلك الحالة.


ولما حان وقت صلاة الظهركنت مرهقا،حيث لم أنم منذوقت طويل،فطلبت من صاحبى أن يتسلم عملى،وعدت إلى بيتى لأنال قسطا من الراحة،وأنا فى شوق لرؤية ابنتى الصغيرةالتى كانت سببا فى هدايتى ورجوعى إلى الله.


قال :ورجعت إلى البيت وأنا فى شوق شديدلرؤية تلك الإبنة المباركة،فكنت أشعر بأن أقدامى تسابق الريح. فلما وصلت البيت وجدت زوجتى واقفة أمام باب المنزل-على غير عادتها-وصرخت فى وجهى قالت:أين كنت؟قلت: كنت فى العمل.قالت:اتصلنا بك كثيرافلم نجدك فأين كنت ؟


قال:كنت فى المسجدالذى فى مكان العمل،فما الذى حدث،وما الذى جعلك تقفين أمام الباب فى تلك الساعة؟


قالت:لقد ماتت ابنتك.


قال الرجل:لم أتمالك نفسى من هول الصدمة فانفجرت فى البكاء،ولم أتذكر إلاكلمتها(عيب عليك ياوالدى اتق الله،عيب عليك ياوالدى اتق الله)).


قال:اتصلت على صاحبى وقلت له:لقد ماتت ابنتى التى جعلها الله سببا لخروجى من الظلمات إلى النور.


فجاء صاحبه إليه مسرعا،ودخل الرجل فغسل ابنته وكفنها وذهبوا بها إلى المسجد فصلوا عليها ثم ذهبوا إلى المقبرة،فقال له صاحبه:خذابنتك وضعها تحت التراب.

فكل باك فسيــبكى وكل نـــاع فسينــعى


وكل مذخورسيفنى وكل مذكور سينســى


ليس غير الله يـبقى من عــلا فــالله أعـلى


فأخذ الرجل ابنته ودفنهاوهو يقول للناس من حوله:والله أنا لاأدفن ابنتى،وإنما أدفن النور الذى أضاء لى الطريق إلى الله (جل وعلا)هذه البنت جعلها الله سببا لهدايتى وأنا أسأل الله أن يجمعنى بها فى جنته.فبكى الناس من حوله بكاءً مريرًاحتى كادت قلوبهم أن تتقطع حزنا على تلك الإبنة المباركة.


وهكذا أيها الإخوة والأخوات الكرام،لايدرى الإنسان متى يأتيه ملك الموت،صغيرًا كان أوكبيرًا.


قال الله تعالىفإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون) (النحل:61).


فلنسرع الخطا إلى الله ولنعلنها توبة صادقة عساها أن تكون آخر ساعة فى العمر ويكون الجزاء فى جنةالرحمن.

رد مع اقتباس