مجزرة في الزاوية والتلفزيون الليبي يعلن استعادتها
الاحد 06 مارس 2011






مفكرة الاسلام: اقتحمت الكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمر القذافي وسط مدينة الزاوية غرب طرابلس بعد قصفها بالدبابات، وسط أنباء عن ارتكابها مجزرة ضد سكان المدينة، التي تعتبر مركزا استراتيجيا للثورة، وشهدت مواجهات عنيفة خلال الأيام الماضية سقط فيها عشرات القتلى والجرحى.

ونقلت فضائية "الجزيرة" عن شهود، إن الدبابات كانت تطوق المدينة وتسدّ كل منافذها قبل اقتحامها، مؤكدين سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وذكر الجراح في مستشفى بالزاوية حمدي أبو حسنتيبي أنه استطاع إحصاء عشرة شهداء من المدنيين و16 قتيلا في صفوف كتائب القذافي، مشيرا إلى وجود نقص في المعدات الطبية والغذائية في المدينة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن طبيب عبر الهاتف، إن القوات التابعة القذافي ارتكبت "مجزرة" في الهجوم الذي شنته السبت على مدينة الزاوية، وقال "لقد كانت هذه مجرزة حقيقية. الوضع كارثي. لقد قتلوا العديدين. وقتلوا ابنتي".
وتحدث شهود عن قصف بنيران الدبابات طال مباني وسيارات مدنية كان تستخدم في عملية نقل جرحى، لأن سيارات الإسعاف مستهدفة، وأيضا عن انتشار قناصة على سطح بعض المباني.
وقال أحدهم واسمه عبد الفتاح الزاوي إن الكتائب الأمنية التابعة للقذافي صفّت في ميدان الشهداء سبعة من ثمانية أفراد من مؤيدي القذافي وقعوا في أسر الثوار سابقا، وتعرضت الجثث ذاتها لاحقا للذبح، لكنه أوضح أنه لا يعرف ما إذا كان الذبح من عمل الكتائب الأمنية أم من سكان انتقموا لقتلاهم.
وأعلن التلفزيون الحكومي الليبي الأحد، أن قوات القذافي استعادت مدينتي الزاوية ومصراتة الساحلتين المهمتين من المقاومين. وأضاف أن القوات الحكومية اتجهت أيضا إلى بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا في شرق البلاد ومركز الانتفاضة التي بدأت قبل اسبوعين ضد حكم القذافي الذي بدأ قبل 41 عاما.
في غضون ذلك، أعلن الثوار الليبيون إسقاط مروحية فوق بلدة رأس لانوف النفطية، وأخرى فوق مدينة بن جواد بعد سيطرتهم على البلدتين. وذكرت قناة "الجزيرة" أنها حصلت على صور حصرية للطائرة العمودية الليبية المحطمة فوق رأس لانوف.
كما بثت القناة الخامسة في التلفزيون الفرنسي صور إسقاط الثوار الليبيين طائرة حربية كانت تقصف مواقعهم قرب رأس لانوف التي يسيطر عليها الثوار منذ يوم الجمعة. وبثّت القناة صور حطام الطائرة التي أُسقطت بمضادات أرضية وجثتي الطيارين اللذين كانا يقودانها.
واحتفل أهالي بلدة رأس لانوف النفطية المطلة على المتوسط بسقوط البلدة التي تعتبر آخر ميناء لتصدير النفط بقي تحت سيطرة القذافي الذي فقد السيطرة على كامل الشرق الليبي تقريبا، وأيضا على مناطق عديدة من الغرب.
وكان آلاف الثوار في مدينة العقيلة الشرقية -التي سيطروا عليها سابقا- والغراميد قد زحفوا على رأس لانوف لمساندة ثوارها، بعد أنباء عن انشقاق داخل كتيبة موالية للقذافي فيها. كما قال الثوار إنهم سيطروا على بلدة بن جواد على بعد 525 كلم شرق طرابلس، وهم الآن يتقدمون نحو سرت حيث ولد القذافي.
وحسب شركات إنترنت أمريكية، فقد قطعت السلطات الليبية تماما شبكة الإنترنت، وقالت شركة "آربور نتوورك" الأمريكية إن حركة انسياب المعلومات من ليبيا وخارجها متوقفة منذ الخميس، في حين قالت غوغل إن حركة مرور المعلومات على الإنترنت من هذا البلد انخفضت إلى الصفر.
وفي بنغازي، أكد مراسل "الجزيرة" سقوط عشرات القتلى وأكثر من ألف جريح في انفجار ضخم استهدف مخازن ذخيرة في بلدة وادي القطارة شرقي المدينة.
وتحدث المراسل عن أشلاء بشرية وقطع سيارات وحطام أبنية تناثرت على بعد مئات الأمتار من مركز الانفجار الذي وقع في منطقة يسكنها عمال آسيويون، في حين غصت المستشفيات بالجثث المشوهة والجرحى، وتواصل البحث عن ضحايا محتملين تحت الأنقاض.
ورجّحت مصادر أن يكون الانفجار وقع بسيارة مشبوهة، لكن المراسل نقل عن شاهد عيان قوله إنه رأى أربعة رجال يتسلقون سور المعسكر ويضرمون النار في مخازنه لتتكفل الذخيرة