بسم الله الرحمن الرحيم
السلامة عليكم ورحمة الله وبركاته
الانهيار العصبي اصطلاح يرد على السنة الناس , ولا يبحث في الكتب والمراجع
الطبية كحالة مرضية محددة قائمة بذاتها , وان كانت الاوساط الطبية تستعمل
الاصطلاحات بكثرة للدلالة على حالات الاضطراب النفسي التي تتصف بالشدة وبالسرعة
والحدة التي تحدث فيها الاعراض المرضية النفسية في المريض .
ان الانهيار العصبي , كالنحول العصبي , لا يدل على وجود افة عضوية او مرض عضوي
في الاعصاب يؤدي الى حالة الانهيار . وكل ما يفيده هذا الاصطلاح , هو ان المريض
قد وصل الى نقطة تداعت فيها مقوماته النفسية بشكل عام وواسع . والى درجة يتعذر
فيها عليه الاحتفاظ بتوازنه النفسي . وفي ذلك افتراض ينطبق على الواقع , وهو ان لكل
فرد مقدارا معينا من المناعة النفسية يستطيع ان يتحمل بها الجهد والارهاق . والى الحد
الذي لا يستنفذ فيه الفرد حدود هذه المناعة وما زاد عن هذه الحدود فانه يتعرض الفرد
الى انهيار مقاومته والى اضطراب كيانه النفسي . والناس يتفوتون في درجات مناعتهم
وفي مدى تحملهم لعوامل الضغط والارهاق واكثر الناس استعدادا للانهيار هم اصحاب الشخصية
(( المعرضة والمياة )) وهم الذين يعيشون على هامش الحياة النفسية السليمة وسرعان ما يقعون
في ازمة نفسية عند تعرضهم لاقل تجربة مرهقة تزيد ولو بقدر يسير عما تعودوا عليه في ظروف
الحياة وتجاربها . على ان الانهيار العصبي لا يقتصر على هذه الفئة من الناس . اذ من الممكن لاي
فرد مهما اشتدت مناعته النفسية ان يصاب بالانهيار فيما لو اخضع للقدر الكافي من عوامل الارهاق .
ان العوامل التي يمكن ان تؤدي الى الانهيار العصبي كثيرة وهي متشابهة للعوامل المختلفة التي
يمكن ان تؤدي الى قيام مختلف حالات المرض النفسي وقد يتضافر اكثر من عامل واحد في
ان واحد او بالتتابع في احداث الانهيار العصبي . وقد ياتي فعل العوامل المسببة بشكل تدريجي
خلال مدة طويلة , وقد ياتي فعلها بسرعة تؤدي الى الانهيار في خلال دقائق او ساعات وفي
معظم الحالات التي يحدث فيها الانهيار العصبي يتوفر الدليل على وجوداضطراب نفسي
سابق في المريض وقد يكون المرض معانيا لحالة او اخرى من حالات المض النفسي قبيل حدوث الانهيار العصبي
الاعراض المرضية التي يستدعي توفرها لوصف الحالة المرضية بانها انهيار عصبي كثيرة وليس من المهم كثرة هذه الاعراض بقدر شدتها وحدتها وفي الانطباع الذي تعطيه الحالة المرضية الاجمالية للمريض ,من تغلب الاعراض المرضية عليه وبشكل يفقده السيطرة على مقوماتهالنفسية , ويصبح عاجزا عن تفهم حدود حالته المرضية وعن اقامة الارتباط بين مرضه واسبابه حتى مع توفر التفسير الكافي لمثل هذا الارتباط , وفي بعض الاحيان قد يبلغ الانهيار درجة من الشدة بحيث يؤثر في بصيرة المريض و وفي حكمه على الامور , مما يجعل تفريق الانهيار العصبي عن الانهيار العقلي امرا متعذرا .
ان الاعراض الغالبة في الانهيار العصبي هي اعراض الحالة المرضية النفسية التي يتجه اليها انهيار المريض , على ان معظم المرضى ينهارون الى اكثر من حالة مرضية نفسية في نفس الوقت , فتظهر على المريض مثلا اعراض القلق والنحول في ان واحد وفي بعض الحالات الشديدة يبدو المريض وكانه يمثل جميع الانفعالات النفسية في عملية الانهيار , ويعبر عن مثل هذه الحالات بالامراض النفسية الشاملة ( pan-Neuroses ) غير ان من اكثر حوادث الانهيار وقوعها هي الحالات التي تتصف بالكابة وخاصة الانفعالية او القلقة منها , ويصعب تفريق هذهالحالات عن مرض الكابة بشكل عام وان كان النحول العصبي بشقيه العقلي والجسمي اكثر وضوحا في حالات الانهيار العصبي منه في مرض الكابة
((( العلاج )))
القاعدة الاولى والهامة في علاج حالات الانهيار العصبي هي ضرورة عزل المريض عزلا تاما عن الظروف المسببة والمؤدية للانهيار , سواء كانت هذه الظروف مادية او عاطفية ومثل هذا العزل ضروري لايقاف فعل عوامل الارهاق على الكيان النفسي للمريض كما وانه من الضروري لاعطاء الراحة العصبية للجهاز العصبي المنفعل بسبب هذه العوامل وقد يقتضي الامر ادخال المريض الى المستشفى او بتغيير مكان سكنه او بنقله بعيدا عن مكان انهياره , وقد لا تتوفرجميع هذه الامكانيات للمريض وهذا ما يؤخر في عملية الشفاء , ويؤدي الى مضاعفة الحالة المرضية وتعقيدها اما المبادئ العلاجية الاخرى فتهدف الى السيطرة على الاعراض المرضية التي تظهر في الانهيار العصبي هو عارض الارق باشكاله المختلفة , ونجاح الطبيب في اعطاء المريض نوما هادئا وطويلا منذ البداية يساهم في رد الكيان النفسي للمريض واعطاء المريض الثقة والامل في الشفاء وقد يكون النحول والقلق والانفعال من الاعراض البارزة والهامة في الحالة المرضية وهذا يوجب اعطاء النوع المناسب والمقدار الملائم من المهدئات والوصول الى تقرير ذلك يتطلب ملاحظة تفاعل الدواء مع المريض بشكل متواصل , ولما كان النحول الجسمي هو احد الاعراض المؤدية او الناجمة عن الانهيار العصبي فان من اللازم الاهتمام بالغذاء وتوفيره بالقدر والنوع الملائمين ,ويفيد في هذا الامر اعطاء المشهيات والمقويات والفيتامينات و وفي بعض الحالات التي يتضح فيها وجود نقص عظيم في الوزن فمن الممكن اعطاء ما يعرف بالعلاج الانسلوني المعدل Modified insulin) وهي طريقة علاجية تساعد في ارجاع الوزن الى حالته الطبيعية وتكسب المريض درجة من الهدوء والاطمئنان في نفس الوقت اما الحالات المرضية التي تكون فيها الكابة مظهرا غالبا في الانهيار , فان علاجها يتبع نفس الاسس التي تعالج بموجبها حالات الكابة بما في ذلك الوقاية من اخطار المحاولات الانتحارية
شكرا لكل قارئ هذا الموضوع وربي يبعد عن الجميع الانهيار العصبي
منقوول للفائده