--> 17 <--
O?°'¨) إغسل قلبك من الغل و الحسد .. تبلغ منازل الأبرار ( ¨'°?O
عن أنس بن مالك قال : كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
" يطلع عليكم الآن رجلاً من أهل الجنه "
فطلع رجلاً من الأنصار تتقطر لحيته من ماء وضوئه
وقد علق نعليه بيده اليسرى ..
فلما كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
مثلما قال فى اليوم السابق
" يطلع عليكم الآن رجلاً من أهل الجنه
"
فطلع ذلك الرجل مثل المرة الاولى
فلما كان اليوم الثالث
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
مثلما قال فى اليومين السابقين
...!!
فطلع ذلك الرجل على مثل حالته الاولى
فلما قام الرجل تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص
ثم قال له :
إن أبى أغضبنى فأقسمت ألا أدخل عيه ثلاثه فإن رأيت أن تؤينى إليك أكون لك شاكراً
قال : نعم
..
قال أنس
فكان عبد الله أنه بات معه تلك الليال
فلم يره يقوم من الليل شيئاً
غير إنه إذا تقلّب على فراشه ذكر الله
حتى إقتربت صلاة الفجر قام فتهجد قليلاُ
ثم خرجنا لصلاة الفجر
.. وهكذا كل ليله
فلما مضت الليال الثلاث
وكدت أن أحتقر عمله
قلت :
" يا سعد
.. لم يكن بينى وبين أبى غضب
ولكنى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول لنا ثلاث مرات
.. " يطلع عليكم رجلاً من أهل الجنه
"
فطلعت أنت فى المرات الثلاث
فأردت أن آوى إليك لأنظر ما عملك فأقتدى بك
ولكنى لم أرك تصنع كبير عمل
فما الذى بلغ بك هذه المنزلة
؟؟؟ "
قال : " ما هو إلا ما قد رأيت "
فلما وليت دعانى
فقال : "ما هو إلا ما رأيت
..غير أنى لا أحمل لأحد من المسلمين
حسداً ولا غلاً على خير أعطاه الله إياه
وأبيت كل ليله طاوياً قلبى على هذا الصفاء
قال عبد الله :
" إن إجتهادك فى تصفيه قلبك هو الذى بلغك منازل الأبرار
"
ولما رجع إبن عمرو إلى رسول الله
قال له : " يا عبد الله إن إستطعت أن تبيت وليس فى قلبك غل لأحد
وذلك من سنتى
.. فمن رغب عن سنتى فليس منى .