بسم الله الرحمن الرحيم
|ْ| الــســؤال الأول |ْ|
ما حكم قراءة بعض الأدعية قبل الامتحان وبعده مثل دعاء بداية المذاكرة " اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين أن تجعل لساني عامراً بذكرك وقلبي خاشعاً بخشيتك وسري بطاعتك فأنت حسبي ونعم الوكيل " ، وعند الخروج من المنزل والتوجه إلى الاختبار " اللهم إني توكلت عليك وأسلمت أمري إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك " ، وعند نهاية الإجابة " الحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله " ، عند تعثر الإجابة " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث " ، وغيرها كثير ؟.
|ْ| الجــــواب |ْ|
الحمد لله
لم يَرِدْ في السُّنة أحاديث فيها بيان ما يقال في الامتحانات ، وما يشاع بين الطلاب مما يقال في " المذاكرة " وعند " استلام ورقة الامتحانات " وعند " تعثر الإجابة " وعند " تسليم الورقة " وغيره : كله مما لا أصل له في السنة النبوية المطهرة , لا في الصحيح ولا في الضعيف ، بل كله موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم .
ونسبة شيء من ذلك للسنة مع علم صاحبه بعدم ثبوته يدُخله في زمرة الكاذبين على النبي صلى الله عليه وسلم .
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن كذِباً عليَّ ليس ككذبٍ على أحدٍ ، مَن كذب عليَّ متعمِّداً فليتبوأ مقعده من النار ) رواه البخاري ( 1229 ) ومسلم ( 4 ) .
ومن أشاع هذه الأحاديث المكذوبة ومثيلاتها وهو يعلم أنها لا تصح نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم : فهو كاذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وإثمه إثم مفتريها وكاذبها .
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن حدَّث عنِّي بحديثٍ يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) رواه مسلم في " مقدمة صحيحه " .
قال النووي رحمه الله :
" ضبطناه " يُرى " بضم الياء ، و " الكاذِبِينَ " بكسر الياء وفتح النون على الجمع ، وهذا هو المشهور في اللفظين ، قال القاضي عياض : الرواية فيه عندنا الكاذبين على الجمع , ورواه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه المستخرج على صحيح مسلم في حديث سمرة " الكاذِبَيْنِ " بفتح الياء وكسر النون على التثنية ، واحتج به على أن الراوي له يشارك البادي بهذا الكذب " انتهى . " شرح مسلم " ( 1 / 64 ، 65 ) .
وقد ثبت الدعاء عند الخروج من المنزل لكن لا كما ذكره السائل ، وثبت حديث " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث " ، وثبتت أحاديث تقال عند الشدة والكرب ، وكل ما سبق يشمل الامتحانات وغيرها من الشدائد والمصاعب ، وهذه هي الأحاديث مخرجة :
أ. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن قال - يعني : إذا خرج من بيته – بسم الله , توكلت على الله , لا حول ولا قوة إلا بالله : يقال له : كُفيت ووُقيت وتنحى عنه الشيطان ) رواه أبو داود ( 5095 ) والترمذي (3426) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
ب. عن أنس بن مالك أيضاً رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمرٌ قال : ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ) رواه الترمذي ( 3524 ) ، وحسَّنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 3182 ) .
ج. عن أنس أيضاً رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً ) رواه ابن حبان ( 3 / 255 ) ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2886 ) .
د. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت : "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له ) رواه الترمذي ( 3505 ) ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1644 ) .
والخلاصة : أنه لا يجوز اختراع أدعية ونسبتها للشرع ، وما صح من الأحاديث التي تقال في الشدة والكرب كافٍ .
والله أعلم .
المصدر: محمد صالح المنجد
|ْ| الــســؤال الثاني |ْ|
إحدى الطالبات تقول : نحن بالمدرسة اختبرنا رياضيات والعلامات اللي حصلنا عليها قليلة فطلبنا من المعلمة أنها تعمل لنا إعادة امتحان تحسين فرفضت بحجة أن أحد الشيوخ أفتى لها بأن التحسين حرام فما رأيك ؟
|ْ| الجــــواب |ْ|
الحمد لله
إذا لم يترتب على عملية الإعادة مخالفة لنظام المدرسة ، أو ظلم لغيركم ، فلا حرج في ذلك ، والظلم هنا تارة يكون للفصول الأخرى الموجودة بالمدرسة ، إذا لم تعط فرصة الإعادة أيضا ، وتارة يكون لبعض طلاب الفصل نفسه ، أو الفصول الأخرى ، ممن حصّل درجة مرضية ، ويكون في إعادته للامتحان تكليف وإرهاق له ، أو احتمال نقص درجاته . فإذا أمكن إعادة الامتحان من غير وقوع في الظلم ، فلا حرج حينئذ ، وبعض أنظمة التعليم تسمح لمن شاء من الطلبة من إعادة الاختبار ، وتسجل له الدرجة الأعلى من الاختبارين .
وإذا كان نظام المدرسة يمنع الإعادة ، فلابد من إذن الإدارة وموافقتها .
والله أعلم .
المصدر: محمد صالح المنجد
|ْ| الــســؤال الثالث |ْ|
ما حكم غش الطلبة في اختبارات المدارس ؟.
|ْ| الجــــواب |ْ|
حديث : (من غشنا فليس منا) صحيح ، وهو عام يشمل الغش في البيع والشراء ، وفي النصيحة وفي العهود والمواثيق ، وفي الأمانة وفي اختبار المدارس والمعاهد، ونحوها ، سواء كان نقلاً من الكتب أم أخذاً عن التلاميذ أم إعطاء لهم كلاماً أم عن طريق الكتابة وتناقلها بينهم .
المصدر: اللجنة الدائمة
|ْ| الــســؤال الرابع |ْ|
أنا طالب في إحدى المدارس وأرى زملائي -هدانا الله وإياهم- يقومون بالغش في الاختبار، وحينئذ هل يلزمني إنكار مثل هذا المنكر، أو بماذا توجهونني، علماً بأني أخشى منهم؟
|ْ| الجــــواب |ْ|
لا يجوز الغش في الاختبار؛ لأن هذا خيانة، ويجب نصيحتهم وتحذيرهم من هذا العمل؛ لأن المؤمن أخو المؤمن، والمسلم أخو المسلم، والله -جل وعلا- يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [(27) سورة الأنفال]. ويقول سبحانه: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [(58) سورة النساء]. ويقول عز وجل في وصف المؤمنين: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [(8) سورة المؤمنون]. فعليك أن تلاحظ ذلك حسب الطاقة مع المسؤول، من أجل أداء الأمانة.
المصدر: عبد العزيز بن باز
|ْ| الــســؤال الخامس |ْ|
بمناسبة قرب الامتحانات للنصف الأول سماحة الشيخ هل من كلمة للطلاب والطالب
|ْ| الجــــواب |ْ|
نعم، نوصي الجميع بتقوى الله جل وعلا، والعناية بالدروس والاستعداد الكامل والمذاكرة بينهم ومراجعة مراجعهم حتى يستفيدوا وحتى ينجحوا إن شاء الله، ونوصيهم بالحذر من الغش، فإن الغش لا يجوز، في جميع المواد لا في المواد الدينية ولا في غيرها، يجب الحذر من الغش، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من غشنا فليس منا)، فالواجب الحذر، ولأن الغش يترتب عليه شر كثير، فنوصي الطلبة جميعاً بالحذر من الغش، ونوصيهم جميعاً بالعناية بالإعداد والمذاكرة ومراجعة الدروس ومراجعة الكتب التي يختبرون فيها، والمذاكرة بينهم فيما يشكل، وسؤال الأساتذة عما يشكل قبل الاختبار، حتى إذا جاء الاختبار، فإذا هو قد هيأ نفسه.
المصدر: عبد العزيز بن باز
|ْ| الــســؤال السادس |ْ|
عندما أكون مذاكرة جداً ولكنني نسيت شيئاً ما، وحاولت سؤال صديقتي وكان ذلك في امتحان، هل هذا يُعتبر من الغش؟
|ْ| الجــــواب |ْ|
الذي يظهر أن هذا الامتحان ليس فيه سؤال، إذا كان الامتحان يمنع فيه السؤال من التلميذة لزميلتها والتلميذ لزميله، هو يكون من الغش، فيكون البحث والاجتهاد قبل ذلك، قبل الحضور إلى قاعة الامتحان، أما في قاعة الامتحان فعلى الطالب والطالبة الالتزام بالتعليمات، وليس لأحد منهم مخالفة التعليمات؛ لأن المقصود معرفة مالديهم من العلم والفضل والبصيرة والفقه.
المصدر: عبد العزيز بن باز