فرسان الإسلام

شكراً: 0

تم شكره 394 مرة في 171 مشاركة

البطين الأيمن (الجمال):
قال رجل : يا رسول الله , إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة , قال صلى الله عليه وسلم : ((إن الله جميل يحب الجمال))
اعلم .. أخي الحبيب ..أن الله لا يكره منك أن تبحث عن ثوب جميل يفصل على مقاسك من خامة نسيج جيد ولون طيب في حدود الشرع بعيداً عن الحرام
ولو أن شخصاً يحب أن يرتدي حذاءً غالي الثمن ويحب أن يزين شقته في حدود الحلال والمباح فلا حرج في ذلك.
ولكننا نريد جمال الروح , جمال الأخلاق , جمال الكلام , جمال القلب , جمال الطلب , جمال ردود الأفعال , جمال تلقي القضاء والقدر ، جمال تنفيذ وتأييد أوامر الشرع , نريد كل ذلك قبل جمال الصورة والمظهر.
بل جمال الترك نفسه , أي أنه حين ينهى الله عن النظر ويأمر بغض البصر , فالمفروض حينها في ترك المناهي , أن تتركها بسماحة , لا أن تتركها وأنت مجبر , ففي قصة أصحاب الغار
قالت المرأة : (اتق الله , ولا تفض الخاتم إلا بحق)
قال : (فتحرجت من الوقوع عليها , فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي)
لاحظ معي واسمع قوله : (فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي)
أي تركها وهي أحب الناس ولم يتركها كرهاً لها ، وإنما اتقاءَ الله .. فاتقِ الله.
اللهم اجعلنا من المتقين
إذن القضية هنا هي السماحة في ترك المناهي , والسماحة في تنفيذ الأوامر , فلا أقوم لصلاة الفجر وأنا حزين , وأنا أشعر بثقلها على نفسي , ولا أذهب للصلاة وأنا أفتح عيني نصف فتحة , ولا أريد أن أفتحها جيداً حتى لا يذهب النوم! لماذا هذا كله؟؟
صلاة الفجر بالذات صلاة جميلة , المفروض فيها استشعار الجمال .. جمال نسيم الفجر العليل , وجمال السماء وقت الشروق , جمال الوقت والحال.

واسمحوا لي أن نركز على ملمح من قول سيدنا النبي _صلي عليه_صلى الله عليه وسلم
حين قال : ((نفث روح القدس في روعي أن نفساً لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها , وتستوعب رزقها , فأجملوا في الطلب , ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله , فإن الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته))
(أجملوا): جمال الطلب .. أريدك أن تكون رجلاً جميلاً وأنت تعمل ، رجلاً جميلاً وأنت تقبض ، رجلاً جميلاً وأنت تدفع .. جمال الطلب ..
والحديث يخبرك بحقيقة يقينية : ((نفساً لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها))
فعمرك لن يقصر ولو ثانية .. والذي كتب لك ستراه.
إذن كن رجلاً جميلاً .. ولا داعي للقلق الذي يكدر الحياة .. ولا داعي للهم الذي ينغص العيش وعندما يكون الإنسان جميل الخلق في جمال الطلب .. حينها يعيش الحياة الجميلة.
اللهم أحينا حياة طيبة ..
ومن الجمال : العفو والصفح ومسامحة الخلق : ((فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85))) الحجر
وهكذا البطين الأيمن إلى جوار الأذين الأيمن .. فصار الجمال إلى الثقة.
ثقة جميلة .. ثقة بجمال ..
وصمام هذا البطين حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ((كلوا , واشربوا , والبسوا , وتصدقوا , في غير إسراف ولا مخيلة))
فلا إسراف .. ولا عجب .. ولا اختيال ..
اللهم ارزقنا الجمال ورؤية الجمال.