المخاطب تلك المرأة في بيتها، والمرأة في مدرستها، والمرأة في عملها وفي مجتمعها. فإن الناظر لتاريخ الدعوة يرى عمق نجاح الدعوات الفردية وما الأنبياء والعلماء والمجددون إلا أفرادٌ نجحت بهم الدعوة ونُشر بهم الخير . يقول الشيخ السعدي رحمه الله:" وإذا كانت الدعوة إلى الله، وإلى شهادة أن لاإله إلا الله فرضاً على كل أحد، كان الواجب على كل أحد بحسب مقدوره، فعلى العالم من بيان ذلك والدعوة والإرشاد والهداية أعظم مما على غيره ممن ليس بعالم، وعلى القادر ببدنه ويده أو ماله أو جاهه وقوله أعظم مما على من ليست له تلك القدرة، قال تعالى ]فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[ ورحم الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة، وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين ." وبهذا الكلام ندفع وهماً قد يقع في الأذهان وهو أن العمل الفردي في الدعوة لا يمكن أن يؤتي ثماره كالعمل الجماعي الذي تتجمع فيه الطاقات.
بل من الممكن أن تكوني داعية أنت وحدك، ومن بيتك.
_ كوني داعية
يقول الله تعالى] وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ[ قال صاحب اللسان1 "ودعاء الله خلقه إليها كما يدعو الرجل الناس إلى مدعاة أي إلى مأدبة يتخذها وطعام يدعو الناس إليه ". ودار السلام هي الجنة، يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره:"عمَّ تعالى عباده بالدعوة إلى دار السلام و الحث على ذلك والترغيب ".
من هو الداعي ؟
قال صاحب اللسان: "والدعاة قومٌ يدعون الناس إلى بيعة هدى أو ضلالة، واحدهم داعٍ، ورجل داعية :إذا كان يدعو الناس إلى بدعة أو دين" إذن قد ندعو ونُسمى: دعاة ولكن لماذا ندعو، وإلى ماذا، و متى، وكيف، وأين، و من ندعو ؟
إجابات هذه الأسئلة ستحدد هل نحن دعاة للناس إلى بيعة هدى أو ضلالة ؟هل نحن دعاة إلى بدعة أو دين ؟
يقول ابن القيم رحمه الله: "الدعاة جمع داعٍ، كقاض ٍوقضاة، ورامٍ ورماة، وإضافتهم إلى الله للاختصاص، أي الدعاة المخصوصون به، الذين يدعون إلى دينه وعبادته ومعرفته ومحبته وهــؤلاء هم خواص خلق الله، وأفضلهم عند الله منـزلة وأعلاهم قدراًَ " .
وسنحاول الإجابة على هذه الأسئلة سريعاً علَّ الأمر يتضح.
أولا : لماذا ندعو؟
_______________
1. لعظم أجر الداعي إلى الله
وهذا الأجر المترتب مذكور بنصوص كثيرة :
· فالداعية من أحسن الناس قولاً، قال تعالى ]وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ[ "فصلت:33"
· وللداعي مثل أجور من تبعه، عن أبي مسعود t قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)[1].
· ولاستمرار ثواب الداعي بعد موته. عن أبي هريرة t أن رسول الله e قالإذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقةٍ جارية أو علمٍ ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له)رواه مسلم.
انظري وقارنـي !! إننا نترحم على الأموات من علمائنا ودعاتنا كلما ذكرنا أسماءهم أو قرأنا كتبهم ونهلنا من علمهم، في مقابل أننا في أيام كثيرة ننسى خواص أقربائنا من الأموات.وعُدِّي كم من طلبة علم يقولون: ابن تيمية رحمه الله، وابن القيم غفر الله له، وخواص أمواتنا لا يترحم عليهم غيرنا .
كوني داعية ...
2 . استجابة لأمر النبي e : ( بلغوا عني و لو آية) .
فالدعوة سبيل اتباع الأنبياء صلى الله عليهم وسلم، قال تعالى]قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [ "يوسف:108". يقول الشيخ السعدي رحمه الله:"يقول الله تعالى لنبيه محمد r ]قل[للناس]هذه سبيلي [أي طريقي التي أدعو إليها، وهي السبيل الموصلة إلى الله، وإلى دار كرامته، المتضمنة للعلم بالحق، والعمل به، وإيثاره وإخلاص الدين لله وحده لا شريك له ".
كوني داعية ..
3. لكي تُعذري أمام الله يوم القيامة ..
قال الله تعالى:] وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ[ "الأعراف:164"،
يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية: "فقال الواعظون: نعظهم وننهاهم]مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ[ أي لنُعذر فيهم ]وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ[ أي يتركون ما هم فيه من المعصية فلا نيأس من هدايتهم، فربما نجع فيهم الوعظ وأثًّر فيهم اللوم، وهذا هو المقصود الأعظم من إنكار المنكر ليكون معذرة، وإقامة حجة على المأمور والمنهي، ولعلًّ الله أن يهديه فيعمل بمقتضى ذلك الأمر والنهي".
ويقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره :" ] مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ[ أي فيما أخذ علينا من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، ]وَلَعَلَّهُــمْ يَتَّقُون[ يقولون ولعلًّ لهذا الإنكار يتقون ما هم فيه ويتركونه ويرجعون إلى الله تائبين ".
كوني داعية ..
4. طلباً للنجاة في الدنيا و الآخرة ..
قال الله تعالى ] وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
[ "الأنفال:25".
يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيرها:"] وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً[ بل تصيب فاعل الظلم وغيره، إذا ظهر الظلم فلم يغير فإن عقوبته تعمَّ الفاعل وغيره. وتقوى هذه الفتنة بالنهي عن المنكر وقمع أهل الشر والفساد، وأن لا يمُكنوا من المعاصي والظلم مهما أمكن"
كوني داعية ...
5. لتصلحي ويصلح بك المجتمع :
تبذل الأم الجهود في البيت لتُصلح نشأة ولدها، فإذا خرج وجد ما يُضاد هذه التربية علماً وعملاً وسلوكاً واعتقاداً .
فلو وقعت الدعوة موقعها وعَلم الناس ما يجهلون، لاجتمعت العقول على مقياس الصواب. والقلوب إذا لم تجتمع على عقيدة سلفية سليمة كان أصحابها في شقاق لن تجمعهم الأنساب ولا الألقاب، فاجتماع الأبدان لن يكون إلا مؤقتاً إذا كان عِقدُ القلوب مشتتاً.
كوني داعية ...
_ 3. فأهل الباطل يبذلون جهودهم وأهدافهم دنيه، وأهل الحق أولى بالبذل:
والواقع يشهد بذلك، فجهود أهل الكفر لا تتوقف،بل جهود أهل البدعة لا تكلُّ ولا تملُّ،فأين جهود أهل السنة؟!
يقول الله تعالى ] وَلا تَهِنوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا[ " النساء:104"
فإذا تساوت الآلام واختلفت الآمال، فمن كان رجاؤه بالله صحّ له الاندفاع والثبات بخلاف غيره .
كوني داعية ...
4. لكي يسمع الناس الحق، فلا ينقلب الحقُّ باطلاً،والباطل حقاً لسكوتنا.
تذكري: عندما يسكت أهل الحق يقبَل الناس الباطل، فسبب انتشار الباطل ترك تعليم الحق وبيانه. ولا يصدك عن ذلك عدم قبول المنتصحين، بل يكفي إسماعهم صوت الحق والنصوص في ذلك كثيرة. يقول الله تعالى: ] قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ[ " النور:54" .
كوني داعية ...
8 . ليحصل الأمن العقلي والحصانة الفكرية :
يقول الله تعالى ]وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ[ "هود:117"، والشرط أن يكونوا مصلحين ولا يكفي أن يكونوا صالحين. لذلك أهل الدعوة من أهل السنة والجماعة يُقعِّدون القواعد ويدفعون الشبه على طريقة السلف لا ينتظرون أن تقع المشكلة ثم يكونون أهل ردود أفعال فقط، بل يعلِّمون ويؤسسون أصول هذا الدين فإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف، علموا إلى من يردّوه وتحت أي قانون عام يضعوه.
كوني داعية ...
9. لا تكوني منهزمة نفسياً تخجلين من الدعوة إلى الدين :
أحياناً تدور في الذهن كلمات مخذِّلة (الحرية الشخصية- ذاتية القرارات..) فننهزم أمامها، في مقابل أنه لا يسمح لأحد في أي بقعة في العالم أن يعبر والإشارة حمراء، و لا يخجل أي أحد أن يلومه أو يوبخه ! لا تتوقفي لأنك تخجلين بل الشريعة هي الحضارة، وكل ماسواها رجعية و انتكاسة. يقول النبي e :"لا يمنعن رجلاً منكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه و علمه " الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد.
كوني داعية ...
10. لأن الإنسان بطبعه داعٍ لما يؤمن به :
انظري إلى ما يقع في المجالس، فنحن دعاة إما إلى مَلْبسٍ أو مأكل أو مشرب أو تسوق، نُقنِع ونجادل وندافع وكأننا شركاء لأصحاب هذه الأماكن، وانظـري إذا تعلّمت إحدانا طريقة جديدة لطهي الطعام، ثم مهرت فيها فإنها تتحول إلى داعية لتلك الطريقة، نُعلّم الجاهلين خاصةً من نحب لهم الخير،فالدعوة إذاً دلالة المحبة لكن إلى شيء ندعو ؟
ثانيًا : إلى ماذا ندعو ؟
_________________
جاء في صحيح البخاري في كتاب التوحيد ( باب ما جاء في دعاء النبي e أمته إلى توحيد الله تبارك و تعالى) : عن ابن عباس t قال:لما بعث النبي e معاذاً إلى أهل اليمن، قال له : "إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى". وفي رواية أخرى "إلى شهادة أن لا إله إلا الله، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات .." قال الإمام محمد بن عبد الوهاب في مسائل كتاب التوحيد: وفيه البداءة بالأهم فالمهم، ومن هنا يُعلم أهمية ترتيب الأولويات في الدعوة، وذلك لأن أعظم ما يكون في البيت أساسه، وفي الشجرة جذورها.
والرسول المصطفى_ صلى الله عليه وسلم _
أمضى ثلاث عشرة سنة وهو يدعو إلى التوحيد قبل دعوتهم إلى الصلاة والزكاة وبقية الشرائع، وما ذاك إلا لأن التوحيد هو الحصن الحصين والركن الشديد، يثبت العقول، وعليه تجتمع القلوب. فيجب أن يُعلم : أن الصلاة مهمة في الإسلام لكن التوحيد أهم، وأن ترك المعاصي والكبائر مهم، لكن ترك الشرك أهم.
كيف يُعرف الأهم فالمهم ؟
رعاية الأهم ومعرفة المهم مصدرها الشرع، وليست العقول والأقيسة، فدعوة الرسل قررت الأهم فالمهم ونحن أتباعهم .
وهي تدور حول ثلاثة أمور :
· معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته .
· معرفة شريعته الموصلة إلى دار كرامته .
· معرفة الثواب للطائعين والعقاب للعاصين .
ولا تعتقدي أن أحوال الناس وأوضاعهم تغيرت فلم تعد تحتاج لهذا الترتيب، فما أُرشد إليه معاذ tمن المعلم الأولr يبقى هو المنهج لا منهج غيره، وما تكرار الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك إلا لحاجة الناس إليه مؤمنهم وكافرهم. أما الكافر فيخرجه من الكفر إلى الإسلام، وأما المؤمن فيثبته ويرشده إلى صحة الإيمان .
ثالثًا : متى ندعو ؟
_
يقول الشيخ بن باز رحمه الله: (وبذلك يتضح لكل طالب علم أن الدعوة إلى الله من أهم المهمات، وأن الأمة في كل مكان وزمان في أشد الحاجة إليها، بل في أشد الضرورة إلى ذلك) مجموع فتاوى و مقالات متنوعة للشيخ بن باز جـ1/333.
إذن تنقسم الإجابة على هذا السؤال و هو
متى ندعـــــــــــــــو ؟
_
إلى شقين:
أ ) متى ندعو؟ ب) أهلية الداعي.
(الوقت) متى أصلح أن أكون داعية ؟
أ ) الوقت :
يقول الشيخ بن باز رحمه الله:
"في كل مكان و زمان"
فنحن ندعو إلى الله فى كل وقت .
·
كفعل نوح عليه السلام، قال الله تعالى
]قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًا [ "نوح:5".
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : "يخبر تعالى عن عبده ورسوله نوح عليه السلام.. وما بيّن لقومه ووضح لهم ودعاهم إلى الرشد والسبيل الأقوم فقال]رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًا[أي لم أترك دعاءهم في ليلٍ ولا نهار امتثالاً لأمرك وابتغاء لطاعتك".
ندعو فى أصعب المواقف وأشدها
_
كفعل يوسف عليه السلام عندما دعا إلى الله وهو في السجن .
قال تعالى:]يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَءَابَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ[. "39-40:يوسف"
يقول الشيخ السعدي رحمه الله:"فيوسف عليه السلام دعا صاحبي السجن لعبادة الله وحده وإخلاص الدين له".
ندعو حتى فى مرض الموت
_
كفعل يعقوب عليه السلام، قال الله تعالى]أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ ءَابَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ["البقرة :133"،
يقول الشيخ السعدي رحمه الله:
"فقال لبنيه على وجه الاختبار، ولتقر عينه في حياته بامتثالهم ما وصاهم به، ] مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي[ ".
· ندعو عند الغرغرة ..عن أنس بن مالك t قال : كانت عامة وصية رسول الله r حين حضرته الوفاة وهو يغرغر بنَفَسه: (الصلاة وما ملكت أيمانكم ).
بل لو استطعنا لدعونا الناس بعد مماتنا..
كما فعل العبد الصالح في قوله تعالى]وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُون وَمَالِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ءَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ ءَالِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلا يُنْقِذُونِ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِنِّي ءَامَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُون قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَر َلِي رَبِّي وجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ[ "يس :20-27".
ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية:]
يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ [قال قتادة رحمه الله: لا تلقى المؤمن إلاناصحاً لا تلقاه غاشاً، وقال ابن عباس رضي الله عنه : نصح قومه في حياته بقوله :] يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ[ و بعد مماته في قوله ]يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُون بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ[رواه ابن أبي حاتم. لكن هذا لا يمنع مراعاة أحوال المخاطبين فلا نثقل عليهم بل نبذل جهودنا في كل وقت لكن مع أشخاص مختلفين .
ب) أهلية الداعي لأن يكون داعياً:
متى نكون أهلاً للدعوة ؟
_
إن النساء في هذا الأمر طرفان ووسط، فمنهن من تطير بالكلمة دون فهم، ولا علم. ومنهن من تنتظر إلى أن تصبح عالمة راسخة في العلم حتى تدعو إلى الله .وحتى يكون هناك توازن، يجب أن يُعلم حال التوازن بين العلم والتبليغ .
فالتبليغ ينقسم إلى قسمين
تبليغ نصي
تبليغ تفهيمي
والقسمان يعتمدان على علم المبلغ .
والنبي r دعا لمبلغ كلامه إلى غيره، فعن جبير بن مطعم t قال: قال رسول الله r
( نضَّر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه )
رواه ابن ماجه رقم الحديث 244.