سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

العودة   ملتقى مونمس ® > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي العام

المنتدى الإسلامي العام يحوي قصص وروايات ومواضيع دينية نصية

!~ آخـر 10 مواضيع ~!
إضغط على شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع
من 5 عدد المصوتين: 0
انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-01-2016, 06:20 PM
الصورة الرمزية -قمر الليالي-
مشرفة القسم الإسلامي والأسرة
 
شكراً: 4,039
تم شكره 3,394 مرة في 1,199 مشاركة

-قمر الليالي- عضوية معروفة للجميع-قمر الليالي- عضوية معروفة للجميع-قمر الليالي- عضوية معروفة للجميع-قمر الليالي- عضوية معروفة للجميع-قمر الليالي- عضوية معروفة للجميع-قمر الليالي- عضوية معروفة للجميع









افتراضي حسن الظن بالعلماء

 
[frame="1 80"]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



حسن الظن بالعلماء

عرفنا أن حسن الظن ركن مكين في حفظ تماسك الأمة الإسلامية، وأساس متين في تحصينها الداخلي من الغوائل التي تتربص بتفككها واندثارها، وانتهى بنا المطاف إلى تقسيم حسن الظن إلى عدة أنواع، عرفنا منها حسن الظن بالله تعالى، وحسن الظن بالناس عمومًا، وحسن الظن بين الزوجين. ونلج اليوم باب نوع آخر من أهم هذه الأنواع، وأشدها تأثيرا في صلابة المجتمع المسلم وقوته، وهو حسن الظن بالعلماء.







إن العلماء المخلصين هم مصابيح الدجى، ومنارات الهدى، ومفاتيح النجاح، ودروب الفلاح، الذين يدلون على الخير، ويهدون بالحق وبه يعدلون. فضلهم الله بعلمهم على كثير من خلقه فقال: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]، ورفع درجاتهم بهديهم فقال: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11]، وأعلى مقامهم، فوضعت لهم الملائكة أجنحتها رضى بما يصنعون، وأعظم قدرهم، فاستغفر لهم من في السماوات ومن في البحر، حتى الحيتان في جوف الماء، وجعل فضلهم على العباد الذين يقومون الليل، والزهاد الذين يصومون النهار كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، لأنهم ورثة الأنبياء في علمهم، والهادون إلى طريقتهم وهديهم.







هؤلاء بهذا المقام العلي، وهذا القدر السني هم أولى من وجب إحسان الظن بهم بعد الله تعالى وأنبيائه، إذ حقهم علينا في التدليل على الله عظيم، والتبصير بتوحيده جليل. قال تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18]. فوجب علينا أن نجلهم لإجلال الله لهم، وأن نوقرهم بما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقهم، وأن نحبهم لما يفتون الناس به مما يصلح أحوالهم، ويسدد تدينهم، بل بما يتعبدون الله تعالى به، ويكون سبيلا لدخول جنته، ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43].







بل إن ذهاب العلماء عد من علامات الساعة، فقد قيل لسعيد بن جبير رحمه الله: "ما علامة الساعة وهلاك الناس؟ قال: إذا ذهب علماؤهم".



وقال الحسن البصري رحمه الله: "كانوا يقولون: موت العالم ثُلمة في الإسلام، لا يسدها شيء ما اختلف الليل و النهار".





وقد يُحيي الله بعالم أمة بكاملها، كما أحياها بأبي بكر الصديق رضي الله عنه زمن الردة، وبالإمام أحمد زمن الفتنة. قال سفيان الثوري رحمه الله: "لو أن فقيهاً على رأس جبل، لكان هو الجماعة".



فكيف نجد مع كل ذلك من يمضغ أعراض العلماء، ويَلَغ في علم الفقهاء، ويشوه سمعة المربين، ويرمي بالزيغ والعته فتاوى المفتين، ويضحك من تأصيلات الأصوليين المجتهدين، بل عشنا زمنا يلمز به فقهاؤنا المعتدلون بالإرهابيين، وتصنف فيه مجامع علمائنا ضمن خانة الفتانين المتطرفين، في الوقت الذي يفسحون فيه الطريق لكل متحامل مغرض، فيجعلون له المنابر المشهورة صهواتٍ يصول فيها ويجول، والقنوات العديدة يبدي فيها ويعيد، يلمز هذا العالم بالجهل والضلال، ويسم هذا بالتطرف والخروج، ويعيب هذا بعدم الفهم، ويقذف هذا بالسرقة، ويرمي هذا بالتزلف، حتى شككوا الشباب في علمائهم الذين كانوا بالأمس يكنون لهم كل الاحترام، وشوهوا صورة دعاتهم الذين كانوا يحظون منهم بكل الإجلال والإعظام، ففتنوا الناس فتونا، وأمطروهم من أنواع التلبيس فنونا، ليخرجوا على الناس بأعاجيب الفتاوى، وغرائب البلاوى، التي ما سمع بها إنس ولا جان.





ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: "سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصادق، ويُؤتَمن فيها الخائن، ويُخوَّن فيها الأمين، ويَنطق فيها الرُّوَيبِضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة" صحيح الجامع.



وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تعجبكم في الرجل طنطنته، ولكنه من أدى الأمانة، وكف عن أعراض الناس فهو الرجل".



وكأن ما نشاهده اليوم منهجية مدروسة لمحاربة العلماء الربانيين، وتشويه صورتهم، واستعاضتهم بأحداث يحسنون الشتم والقذف وسوء الظن. ولا شك أن هذا خطر عظيم، منذر بما لا تحمد عقباه.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر" صحيح الجامع.

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لا يزال الناس صالحين متماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أكابرهم، فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا".



وقال ابن قتيبة: "لا يزال الناس بخير ما كان علماؤهم المشايخ، ولم يكن علماؤهم الأحداث".



وليس المقصود بالصغر صغر السن، بل الصغر في العلم. قال بعض أهل العلم: "إن الصغير المذكور في الحديث، إنما يراد به الذي يُستفتى ولا علم عنده".



وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "علماؤكم وخياركم يذهبون، ثم لا تجدون منهم خلفًا، ويجيء قوم يقيسون الأمور بآرائهم، فَيُهدم الإسلام ويُثْلَم".





ها هي الفضائيات اليوم تعج بمثل هؤلاء الأحداث، يخرجون على الناس بالعجب العجاب من الأقاويل، يخالفون بها سلف الأمة من أمثال الإمام مالك، وأحمد، وابن عيينة، والثوري، وغيرهم، همهم الطعن في علم الأكابر، ليثبتوا ذواتهم أنهم هم العلماء تجملا لا حقيقة.



قال حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيِّ: "إِنَّهُ يُوشِكُ إِنْ طَالَ بِكُمُ الْعُمُرُ أَنْ يُتَجَمَّلَ بِالْعِلْمِ كَمَا يَتَجَمَّلُ الرَّجُلُ بِثَوْبِهِ".

حتى علماؤنا اليوم، الذين كان لهم فضل كبير على كثير من المتدينين، يحملون علم الاستدلال بالنصوص، وينافحون عن السنة المطهرة الصحيحة، نالهم من هؤلاء ما جعلهم يصغرون في عين أتباعهم، عبر هذه الوسائل الإعلامية الحديثة، والرسائل الهاتفية القصيرة الفاتنة، والفيديوهات الموتورة المغرضة، فكثرت الشكوك، وضاعت الحقائق بين ركام الخصومات والردود. قال أبو الدرداء: "وَكَفَى بِكَ إِثْماً أَنْ لاَ تَزَالَ مُخَاصِماً، وَكَفَى بِكَ إِثْماً أَنْ لاَ تَزَالَ مُمَارِياً".



لقد كان لأنبياء الله نصيب من سوء ظن أعدائهم قبل العلماء.

فيوسف عليه السلام يقول: ﴿ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي ﴾ [يوسف: 26].

وفي موسى عليه السلام يقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ﴾ [الأحزاب: 69].


وقال تعالى في مريم: ﴿ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 156].

وأساء المشركون الظن بنبينا صلى الله عليه وسلم، فاتهموه بالسحر، والشعر، والجنون، والافتراء على الله.







فلا غرابة أن نقف اليوم على من نذر نفسه للإساءة إلى العلماء، والظن القبيح بهم، مما يجر إلى كثرة القيل والقال، المفضيين إلى الغيبة والنميمة، والوقوع في الأعراض، والتقول بغير علم، والتسرع بإصدار الأحكام، ومحاكمة النوايا بغير بينة. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " أيها الناس، إني أكلمكم بالكلام، فمن حفظه فليحدث به حيث انتهت به راحلته، ومن لم يحفظه فأحرج بالله على امرئ أن يقول عليّ ما لم أقل".



قال الشيخ السعدي رحمه الله: "وكم أشاع الناس عن الناس أموراً لا حقائق لها بالكلية، أو لها بعض الحقيقة فنميت بالكذب والزور، وخصوصاً عند من عرفوا بعدم المبالاة بالنقل، أو عرف منهم الهوى. فالواجب على العاقل التثبت، والتحرز، وعدم التسرع، وبهذا يعرف دين العبد، ورزانته، وعقله".



واعجب لهذه القصة التي أوردها محمد بن علي الشوكاني في كتابه: "رفع الأساطين عن حكم الاتصال بالسلاطين" قال: "يُحكى عن بعض أهل المناصب الدينية، أن سلطان وقته أراد ضرب عنق رجل لم يكن قد استحق ذلك شرعاً، فما زال ذلك العالم يدافعه ويُصاوله ويحاوره حتى كان آخر الأمر الذي انعقد بينهما، أن يُضرب ذلك الرجل بالعصا، واشترط السلطان أن يكون ذلك العالم هو من يضربه، فلما ضربه تفرق الناس وهم يشتمونه أقبح شتم.. ولو انكشفت لهم الحقيقة، واطلعوا على أنه بذلك أنقذه من القتل، وتفاداه بضرب العصا عن ضرب السيف، لرفعوا أيديهم بالدعاء له، والترضِّي عنه".



فهل آن الأوان لنرجع إلى أنفسنا، فنتربى على أصول سلفنا في احترام الصغير، وتوقير الكبير، وإجلال العالم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منَّا مَنْ لم يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرَنا، ويَعْرِفْ لعالِمِنا حقَّهُ" صحيح الترغيب.







المصدر : موقع الألوكة الشرعية

[/frame]

-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share


التعديل الأخير تم بواسطة -قمر الليالي- ; 04-01-2016 الساعة 06:30 PM
رد مع اقتباس
قديم 04-23-2017, 02:58 PM   رقم المشاركة : 2
mohaamed
عضو جديد





 

الحالة
mohaamed غير متواجد حالياً

 
mohaamed عضوية تخطو طريقها

شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

 
افتراضي رد: حسن الظن بالعلماء

موضوع فى غاية الروعة جزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لموقع مونمس / " يمنع منعاً باتا المواضيع السيئة المخالفة للشريعة الإسلامية" التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما رأي الكاتب نفسه
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0