سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته


!~ آخـر 10 مواضيع ~!
إضغط على شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع
من 5 عدد المصوتين: 0
انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-02-2013, 10:09 PM
عضو جديد
 
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 2 مشاركة

..abdullah.. عضوية تخطو طريقها








افتراضي إنما الأعمال بالنيات

 

المقاصد والنيات هي محل نظر الله جل وعلا , وهي من الأعمال بمثابة الروح من الجسد ,
فكيف يكون حال الجسد إذا نزعت منه الروح , وكيف يكون حال شجرة اجتثت من فوق
الأرض ما لها من قرار , وكل عبادة لم تقم على نية صالحة ومقصد شرعي صحيح ,
فإنها في ميزان الله هباء تذروه الرياح , وسراب إذا طلبه صاحبه لم يجده شيئا ,
من أجل ذلك عني الشرع عناية عظيمة بإصلاح مقاصد العباد ونياتهم ,
وورد في ذلك الكثير من النصوص في الكتاب والسنة .

ومن الأحاديث العظيمة التي وضحت هذا المعنى الحديث الذي في الصحيحين
عن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ,
فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها , فهجرته
إلى ما هاجر إليه ).

فهذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور عليها الدين , ولذلك صدر به أهل العلم كتبهم ,
وابتدؤوا به مصنفاتهم , قال الإمام الشافعي رحمه الله : ( هذا الحديث ثلث العلم ,
ويدخل في سبعين بابا من أبواب الفقه , وما ترك لمبطل ولا مضار ولا محتال
حجة إلى لقاء الله تعالى ) .

[blink] والنية هي القصد الباعث على العمل ,
ومقاصد العباد تختلف اختلافا عظيما بحسب ما يقوم في القلب .[/blink]

فقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ) يعني أحد أمرين
الأول : أن وقوعها واعتبارها شرعا لا يكون إلا بالنية , فكل عمل اختياري يفعله العبد
لا بد له من نية باعثة على هذا العمل ,
والثاني: أن صحة هذه الأعمال وفسادها , وقبولَها وردَّها ,
والثواب عليها وعدمه لا يكون إلا بالنية .

فالعبادات والأعمال الصالحة بأنواعها , من طهارة وصلاة وزكاة وصوم وحج
وغيرها لا تصح ولا تعتبر شرعا إلا بقصدها ونيتها ، بمعنى أن ينوي تلك العبادة
المعينة دون غيرها , فلا بد من النية لتمييز صلاة الظهر عن صلاة العصر مثلا ,
ولا بد منها لتمييز صيام الفريضة عن صيام النافلة , وهكذا .

وكما أن النية مطلوبة لتمييز العبادات بعضها عن بعض , فهي مطلوبة أيضا
لتمييز العادة عن العبادة , فالغسل مثلاً يقع للنظافة والتبريد ، ويقع عن الحدث الأكبر ،
وعن الجمعة ، والنية هي التي تحدد ذلك , وهذا المعنى للنية هو الذي يذكره
الفقهاء في كلامهم .

وأما المعنى الثاني , فهو تمييز المقصود بهذا العمل , هل هو الله وحده لا شريك له ,
أم غيره, ففيه دعوة للعبد إلى إخلاص العمل لله في كل ما يأتي وما يذر ,
وفي كل ما يقول ويفعل , فيحرص كل الحرص على تحقيق الإخلاص وتكميله ،
ودفع كل ما يضاده من رياء أوسمعة ، أوقصد الحمد والثناء من الخلق ،
وهذا المعنى هو الذي يرد ذكره كثيرا في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة ,
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم بعد ذلك : ( وإنما لكل امرئ ما نوى ) , أي أنه ليس
للإنسان من عمله إلا ما نواه من خير أو شر , فمن نوى نية حسنة تقربه إلى الله ,
فله من الثواب والجزاء على قدر نيته , ومن نقصت نيته وقصده نقص ثوابه ,
ومن اتجهت نيته إلى غير ذلك من المقاصد الدنيئة فاته الأجر والثواب , وحصل على ما نواه .

ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثالا للأعمال التي صورتها واحدة ,
واختلف صلاحها وفسادها بسبب اختلاف نيات أصحابها , وهو مثال الهجرة من دار
الكفر إلى دار الإسلام , كما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ,
فأخبر أن هذه الهجرة تختلف باختلاف النيات والمقاصد منها , فمن هاجر إلى دار الإسلام
حبا لله ورسوله ورغبة في تعلم دين الإسلام , وإظهار شعائره التي يعجز عنها في دار
الشرك , فهذا هو المهاجر حقا , وهو الذي يحصل أجر الهجرة إلى الله ورسوله ,
ومن هاجر لأمر من أمور الدنيا , أو لامرأة في دار الإسلام يرغب في نكاحها ,
فهذا ليس بمهاجر إلى الله ورسوله على الحقيقة , وليس له من هجرته إلا ما نواه .

وسائر الأعمال الصالحة في هذا المعنى كالهجرة , فإن صلاحها وفسادها
بحسب النية الباعثة عليها , وحين سئل صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة
أو حمية أو ليُرَى مكانُه , أيُّ ذلك في سبيل الله ؟ قال : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي
العليا فهو في سبيل الله ) كما في الصحيحين , وقال تعالى في اختلاف النفقة
بحسب النيات : {ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم
كمثل جنة بربوة ... الآية } (البقرة 265 ) وقال : { والذين ينفقون أموالهم رئاء
الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ... الآية } (النساء 38) وهكذا جميع الأعمال.

فالأعمال إنما تتفاضل ويعظم ثوابها بحسب ما يقوم بقلب العبد من الإيمان والإخلاص ،
حتى إن صاحب النية الصادقة يكون له أجر العامل نفسه ولو لم يعمل ,
ولهذا لما تخلف نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن غزوة تبوك
بسبب بعض الأعذار الشرعية التي أعاقتهم عن الخروج قال عليه الصلاة والسلام
كما في الصحيح : ( إن بالمدينة أقواماً ما سِرْتُم مسيراً، ولا قطعتم وادياً
إلا كانوا معكم حبسهم العذر ) .

وكما تجري النية في العبادات فكذلك تجري في المباحات , فإن قصد العبد
بكسبه وأعماله المباحة , الاستعانة بذلك على القيام بحق الله والواجبات الشرعية ,
واستصحب هذه النية الصالحة في أكله وشربه , ونومه وراحته , ومكسبه ومعاشة ,
أُجر على تلك النية ، ومن فاته ذلك فقد فاته خير كثير , يقول معاذ رضي الله عنه
( إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي ) , وفي الصحيح عنه صلى الله عليه
وسلم أنه قال : ( إنك لن تعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلا أجرت عليه ،
حتى ما تجعله في فيِّ امرأتِك ) ، وأما الحرام فلا يكون قربة بحال من
الأحوال حتى لو ادعى الإنسان فيه حسن النية .

وبذلك يكون هذا الحديث جامعاً لأمور الخير كلها , فحري بالمؤمن

أن يفهم معناه وأن يعمل بمقتضاه في جميع أحواله وأوقاته .


-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share


التعديل الأخير تم بواسطة همسات مسلمة ; 04-03-2013 الساعة 10:20 PM سبب آخر: التنسيق
رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ ..abdullah.. على المشاركة المفيدة:
قديم 04-03-2013, 02:57 AM   رقم المشاركة : 2
Smile hope
عضو سوبر






 

الحالة
Smile hope غير متواجد حالياً

 
Smile hope عضوية مشهورة نوعاً ماSmile hope عضوية مشهورة نوعاً ماSmile hope عضوية مشهورة نوعاً ما

شكراً: 1,128
تم شكره 1,614 مرة في 682 مشاركة

 
افتراضي رد: إنما الأعمال بالنيات

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
ما شاء الله موضوع رائع و جميل
اتمنى لك التوفيق

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ Smile hope على المشاركة المفيدة:
قديم 04-03-2013, 10:23 AM   رقم المشاركة : 3
mohamad-1
عضو جديد






 

الحالة
mohamad-1 غير متواجد حالياً

 
mohamad-1 عضوية تخطو طريقها

شكراً: 13
تم شكره 6 مرة في 5 مشاركة

 
افتراضي رد: إنما الأعمال بالنيات

السلاام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع جميل ومبهر حفظك الله

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ mohamad-1 على المشاركة المفيدة:
قديم 04-03-2013, 01:50 PM   رقم المشاركة : 4
ahmad-alahmad
عضو جديد






 

الحالة
ahmad-alahmad غير متواجد حالياً

 
ahmad-alahmad عضوية تخطو طريقها

شكراً: 13
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة

 
افتراضي رد: إنما الأعمال بالنيات

اسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضوع جميل وبنتظار موضوع

أخر مثله وبحفظ الله ورعايته

آخر تعديل ابتسامة يوم 04-03-2013 في 10:33 PM.

رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 03:50 PM   رقم المشاركة : 5






 

الحالة
سارقة القلوب غير متواجد حالياً

 
سارقة القلوب عضوية ستكون لها صيت عما قريب

شكراً: 21
تم شكره 68 مرة في 39 مشاركة

 
افتراضي رد: إنما الأعمال بالنيات

السلام عليكم

موضوع جميل

شكراً

آخر تعديل ابتسامة يوم 04-03-2013 في 10:32 PM.

رد مع اقتباس
قديم 04-03-2013, 10:24 PM   رقم المشاركة : 6
همسات مسلمة
مشرفة القسم الإسلامي






 

الحالة
همسات مسلمة غير متواجد حالياً

 
همسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 4,865
تم شكره 5,050 مرة في 2,081 مشاركة

 
افتراضي رد: إنما الأعمال بالنيات

نسأل الله أن يرزقنا الصدق والإخلاص فى جميع أعمالنا
جزاكم الله خيراً أخى وجعل ما قدمتم فى ميزان حسناتكم
إنــه ولى ذلك ومـــــولاه.

رد مع اقتباس
قديم 04-25-2013, 02:32 PM   رقم المشاركة : 7





 

الحالة
د /عبدالله براك غير متواجد حالياً

 
د /عبدالله براك عضوية تخطو طريقها

شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في مشاركة واحدة

 
افتراضي رد: إنما الأعمال بالنيات

مضوع جدا رائع واشكرك اخي على الطرح
اللهم صفي نوايانا

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لموقع مونمس / " يمنع منعاً باتا المواضيع السيئة المخالفة للشريعة الإسلامية" التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما رأي الكاتب نفسه
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0