المنتدى العام مواضيع عامة - مناقشة مواضيع عامة - معلومات عامة - نقاشات | يمنع النقل الحرفي للمواضيع في القسم |
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
او
لمشاركة اصدقائك! |
|
LinkBack | أدوات الموضوع |
5.00 من 5
عدد المصوتين: 1
|
انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||
|
|||||
الإجازة الإجازة، وما أدراك ما الإجازة ؟. لدينا منها ما يكفي دولا مجتمعة؛ ثلاثة أشهر للصيف، وشهر لرمضان والحج، فهذه أربعة، بقي من السنة ثمانية للدراسة، في كل شهر منها ثمانية أيام - يومي الخميس والجمعة – إجازة، فهذه حوالى شهرين، هكذا تكتمل في ستة أشهر؛ نصف عام إجازة مدرسية. ثم يضيف الطلاب والمدرسون وأولياء الأمور أسبوعا في أول الفصل يسمونه: "المهمل". وقبل الاختبارات آخر يسمونه: "الميت"، فمجموع الفصلين شهر كامل، مع الستة تكون سبعة، في دول شرق آسيا إندونيسيا وغيرها، لا تتجاوز الإجازة السنوية شهرا واحدا !!!. ومع ذلك، فلا مانع من إجازة كهذه تتجاوز النصف عام، لو أنها تستثمر في مهمتين: الأولى: التطبيق العملي لكل ما درس أثناء العام، في المصانع والمؤسسات والأسواق. الثانية: تعلم وإتقان مهن وحرف يدوية، لتكون صنعة في اليد تقي نوائب الدهر. لكن، لا هذا ولا هذا يكون، كافة أيام الإجازة والبالغ عددها 210 أيام، مجموع ضرب ثلاثين يوم في سبعة أشهر، للتلاميذ والتلميذات فيها هم آخر، هم يصنعونه بالتعاون مع أسرهم؛ آبائهم وأمهاتهم، يعينهم على ذلك رجال أعمال منتفعون من النشاط الأسري في الإجازات، هذا الهم يتحدد في: الملاهي، والتسالي، والنوم نهارا والسهر ليلا، وتبديد الأموال المجموعة في عام كامل، لا شيء غير ذلك ؟!!. مفهوم الإجازة بهذا المعنى سلبي محض في شقيها: المدة الطويلة، واستغلالها في اللهو المطلق. هذا المفهوم دخيل على المجتمع، بل هو بدعة لا تكاد توجد بهذه الصورة المجتمعة في أي مكان في العالم، فلا توجد دولة جمعت في إجازتها بين: طول المدة، والتركيز على اللهو. بخاصة مدة الإجازة، أما الإغراق في اللهو، فهي سمة في أكثر دول العالم. الناس منذ تاريخ قديم لا يعرفون مصطلح الإجازة، الذي عرفوه الاستجمام، والإنسان بحاجة للاستجمام وليس الإجازة، وفرق بينهما: الإجازة: الكف من العمل؛ لمزاولة اللهو وتبديد الأموال في المتع، لأيام أو أشهر. الاستجمام: من الجمام وهو الراحة؛ التي تعقب العمل المضني الشاق، لا يحد إلا بالقدر الذي يعيد للنفس والجسد والعقل نشاطه، يحدده المستجم، قد يكون لساعات أو أيام. ومع دخول التعليم والعمل المنظم الأسبوعي والسنوي، تطلب ضبط هذا الاستجمام بساعات وأيام محددة وسميت إجازة، ولا بأس في ذلك، فالأمور تغيرت، والعمل الجماعي طغى على الفردي، فلا بد من هذا الضبط، وهذا ليس فيه خلل، الخلل في أمر آخر: في التوسع الزائد في مدة الاستجمام، فمدته المشروعة الطبيعية محددة بما يعيد للإنسان نشاطه، لكن مع هذا المفهوم الجديد المسمي بـ"الإجازة"، تجاوز حد الاستجمام إلى الدعة والكسل والخمول؛ فإن الإنسان إذا أخذ قسطه من الراحة، ثم عاد للعمل فهو منتفع براحته، لكن إذا عاد ليضاعف قسطه من الراحة، دخل في عالم البطالة، فإذا عاد للعمل أو التعلم عاد بكسل كارها. هذا الخلل السلبي لطول مدة الإجازة، جلب معه أثرا آخر، هو: الاستغراق في الملاهي والتسالي وترك ما عداه. وكلاهما يضعف قدرة الإنسان على التعلم والإنتاج. ففي الاستجمام يهدف المستجم إلى مزاولة ما هو خفيف على النفس والبدن والعقل، ليجمع شتاتها، فالعمل المضني يفرق قوة الإنسان، وعزيمته، وفكره، فيعاني تفرقا يحتاج معه إلى هذا الاستجمام؛ ليعود مجتمعا غير مضطرب. وهذا يلزمه أن يستجم بما يجمعه، لا بما يزيده تشتتا وفرقة في ذاته. فإذا ما بولغ في مدة الإجازة، والاستغراق في التسالي والملاهي، فإفساد للاستجمام؛ لأن هذه المبالغات تضعف العزيمة واجتماع العقل على العمل الجاد النافع. فالمتمتع بإجازة طويلة سيؤخر كل عمل جاد، باعتبار أن لديه فرصة من الزمن، يسوف ويؤخر حتى تنقضي الإجازة، فيخرج منها بلا عزيمة ولا تفكير جاد. والذي يقضي إجازته مغرقا في الملاهي، فإنه يعطل نفسه عن العزيمة والفكرة تماما، فكل هذه لا تجتمع مع الملاهي والملاعب والتسالي. نتاج هذا: أن التلميذ يعود إلى المدرسة، وليس به شوق، ولا تجدد في النشاط والعزيمة، يعود كارها ماقتا للتعلم والمدرسة والمدرسين، غير قادر على التأقلم مع أجواء العلم، بعدما تطبع بأخلاق الكسل والدعة والنوم نهارا، يعاني لذلك معاناة تصرفه على التحصيل الجاد، بل لا ينبعث لذلك، ولا يجد ما يحفزه لبذل شيء من الجهد. والمراقبون يجمعون على أن التعليم وصل مستويات من التدني غير مسبوقة، يكفي تدليلا على ذلك: أن كثير طلاب الجامعة لا يحسنون الإملاء، والقراءة،والقواعد. وهؤلاء نتاج تعليم امتد ثنتا عشرة سنة، لم يحسنوا فيها أن يتعلموا بدهيات، فكيف بالنظريات ؟. فهذه المدد الطويلة والاستغراق في اللهو، أورث الطلاب شعورا بعدم جدية التعليم، وعدم الحاجة إلى بذل المجهود لتجاوز المراحل. بل لم تعد لديهم أشواق إلى التعلم والقراءة. ما يحدث أن الإجازات لم تعد استجماما، بل عدوانا وخروجا عن الحد الطبيعي؛ فمفهوم الإجازة لدى الناس يعني: صرف وتبذير الأيام والأموال، والتسلي والتلهي. وبدون هذه الأمور لا معنى ولا طعم للإجازة، والذي لا يمَكِّن أولاده وأزواجه منها، فقد حرمهم حقا، وأغلق عنهم خيرا. فيندفع كل والد لتحقيق مفهوم الإجازة، ولو بالدَّين وتبديد ما جمع، فهو لا يستطيع مخالفة عرف سائد، وقانون سرى في مفاصل المجتمع، حتى صار يعتقد صوابه وحسنه، وليس في ذهنه مجرد التفكير في خطئه. هذا لأن مفهوم الإجازة بني على فكرة خاطئة، هي: أن الفراغ من المدرسة يعني ضرورة الإعراض عن كل عمل جاد. هناك غلو واضح، يخرج عن حد الاستجمام الطبيعي: المعتدل في مدته بقدرة الحاجة، الذي مقصوده راحة البدن والروح والعقل، وتجديد نشاطها. هذا الخروج جعل من الإجازة شؤما؛ يفلس، ويضيع المال، ويضر بالصحة، وبالنشاط. لأجل هذا كان من اللازم ضبط مدة الإجازة ونشاطاتها، بما يتلاءم مع حاجة الإنسان. ولعله من الممكن تحديدها بالإفادة الطبية والشرعية ؟. فالأطباء يزعمون أن حاجة الإنسان للنوم والراحة في اليوم ثمان ساعات؛ أي الثلث. وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، فإن كان ولا بد فاعلا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه). فالنَفَس موضع الاستجمام، والطاعم الآكل يحتاج ثلث وقت الطعام للنَفَس. وثلث العام أربعة أشهر، لو قدرت إجازة للتلاميذ - شيء منها للصيف والبقية مفرقة بحسب الحاجة - فهي مدة معقولة، بالشرط: أن تصرف في التدريب العملي لما درس أثناء العام، وفي تعلم حرف يدوية. حين تكون الدولة من دول العالم الثالث؛ أي في ذيل الدول المتقدمة، وتصنف كذلك لعقود، ولا تزال في مكانها لم تتقدم، يتوجب عليها - أفرادا وجمعيات ومؤسسات وحكومات - أن تبذل كل ما بوسعها لتنزاح عن هذا التخلف، ولا يمكن ذلك إلا باستغلال عاملين هما الأساس في كل تقدم: الإنسان، والوقت. فيبنى الإنسان بتعلم العلوم والمهن، حتى تستوعب الأمة جميع التخصصات والمهن، فلا تحتاج إلى عمالة من خارج، ولا يتحقق ذلك إلا باستغلال أمثل للوقت، فلا تضيع الدقيقة منه في غير هدف التقدم، فإذا ما جاء أحد يريد إشغال الناس بالملاهي والملاعب يغرقهم فيها، لينسوا مقابلها مصيرهم، يقال له: قف هنا، ما تفعله ضار، ولا ينبغي أن تعان. هذه الخطة الجادة هي السبب في تقدم الدول، دول نشأت وتقدمت وهي لا تملك من موارد الأرض إلا الطين، وهي اليوم من الدول الصناعية الكبرى؛ لأنها بنت الإنسان وعرفته قيمة العلم والعمل، ولم تترك فرصة من الوقت تضيع، ولا وسيلة لاستغلال أمثل للدقائق إلا واتخذته. بالإنسان وحده كانت قوة عظمى. لدينا الإنسان وموارد الأرض، ولدينا رسالة إلهية وقيم عظمى، لكن لم نوفق حتى اللحظة كما ينبغي، ولا زلنا نفوت الفرص، ونصر على التصرف كقوة عظمى، هذا مع أن القوى العظمى هي نفسها في حاجة إلى بناء إنسان، لا ليقيم الدولة فحسب، بل يصونها كذلك، فليس شي أسهل من الهدم. للتقدم شروط ما لم نأت بها، لا أقول نبقى في المكان ذاته، كلا، بل نعود إلى الوراء: أولا: الاحترام والعمل بالمبادئ العقدية والسلوكية. ثانيا: بناء الإنسان بالعلم والمهن الحرفية. ثالثا: بناء اقتصاد متماسك. رابعا: بناء قوة عسكرية رادعة. خامسا: الثقل السكاني. هذه الشروط لو تحققت، فإنها تجعل للأمة إرادة خالصة تُعجز القوى، وآمال المخلصين أن تتخلص الأمة من هذه المرهقات والأخطاء المتزايدة يوما بعد يوم، عسى أن يكون قريبا، فمهما كان التشاؤم سيد الموقف، فمن رحم التفاؤل تتحقق الآمال. |
3 أعضاء قالوا شكراً لـ المتدور الاسباني على المشاركة المفيدة: |
03-21-2012, 01:23 AM | رقم المشاركة : 2 |
شكراً: 6,448
تم شكره 7,271 مرة في 1,920 مشاركة
|
رد: ْْ الاجازة ْْْ
تسلم على الموضوع ههههه احلى شي الفصل المهمل هع
وموضوع روووعة جدا وابداااع والله
|
|
03-21-2012, 01:24 AM | رقم المشاركة : 3 |
شكراً: 1,372
تم شكره 1,691 مرة في 741 مشاركة
|
رد: ْْ الاجازة ْْْ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده محمد وعلى آله وصحبه وبعد 1. نداء إلى كل مسلم و مسلمة تتوق نفسه إلى أن يكون صالحاً في نفسه مصلحاً لغيره ونافعاً لأمته إلى النفوس الأبية التي تأبى أن تعيش على هامش الحياة . إلى كل من يحمل هم أمته وإعادة مجدها . وسؤددها سنسابق الزمن قبل أن نتفاجأ بقدوم الإجازة فننشغل بمطالبها عن مثل هذه الوصايا التي نحتاجها فيها . حديثي هذا اليوم تعمدت تقديمه لأترك مساحة للتفكير والتخطيط قبل مجئ الإجازة أولاً : الوقت هو الحياة ، وقيمة الإنسان في استثماره لوقته ، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : إضاعة الوقت أشد من الموت ، لأن الموت يقطعك عن الدنيا وأهلها ، وإضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة .. وأشد الناس غبناً يوم القيامة أشدهم تضييعاً لوقته في الدنيا ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " ومن عظيم شـأن الوقت والزمان ، أن الله أقسم به في كتابه بل ، وأقسم بجميع أجزائه ، فلئن كان الوقت فجرأ وضحى وعصراً ؛ فلقد أقسم الله بالفجر ، وأقسم بالضحى ، وأقسم بالعصر . يقول تعالى " والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " والعصر هو الزمان فماهي العلاقة بين العصر والخسر ؟ العلاقة بينهما عكسية فمن استثمر العصر سلم من الخسر ومن ضيع العصر وقع في الخسر ثم ختمت السورة بالاستثمار الحقيقي للعصر وذلك بالإيمان بالله والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر . ومن تأمل سير الناجحين والمبدعين والمصلحين الذين تركوا آثاراً بعد رحيلهم ، يجد أن القاسم المشترك بينهم هو استثمار هذا الوقت ، واغتنام الزمان فيما يعود عليهم وعلى أمتهم بالخير والفائدة . فلولا عناية العلماء بأوقاتهم ما حفظت الأحكام ولاجمعت السنة ، ولادونت الدواوين ، فبهم حفظ الله هذا الدين ، وباستغلال أوقاتهم خدموا دينهم وأمتهم وأوطانهم . واليوم وفي هذا العصر الذي تقاربت فيه الثقافات وسهلت فيه العلوم والآلات ، نجد أن أمتنا التي قادت الأمم وبنيت على أكتافها الحضارات ، أصبحت عنايتها بالأوقات مهملة ، وأمسى الكثير من الناس إلا من رحم الله يعيش على هامش الحياة ، بعيداً عن عوامل البناء ومقومات التغيير والعطاء . يخرج من عمله أو متجره أو مدرسته ويعود إلى بيته ليأكل وينام ثم يقلب الشاشات ، ويسامر الأصحاب في الاستراحات ثم يعود إلى بيته وهكذا تقتل الهمم وتنزف الطاقات لم تضف له الحياة ثقافة يتعلمها أو مهارة يكتسبها ، وليس له أي مشاركات تطوعية تعود على أمته ووطنه بالنفع والفائدة . ونشأت أجيالُ تعادي العلم ، والمعرفة ، وتنتهز الفرص لتتخلص من المشاريع الجادة ، فتحيى على اللهو واللعب ، وتنافس عليه ، وإذا جاءت الإجازات فالهموم محصورة ، مابين لهوا وسفر ولعب وأنسٍ ونومٍ وطرب . .. أبهذا تبنى الحضارات ؟ وتعود الريادة وتصنع الإنجازات ؟ و هاهي الإجازة على الأبواب .. يترقبها الجميع ، فهل سنجعل منها مصدرأ لبناء ثقافتنا وزيادة مهاراتنا ومعارفنا . ، أم ستستهلكنا ليالي السهر وأجهزة اللعب . لقد أئتمنكم الله على أنفسكم وعلى أبنائكم وكل راع مسؤول أمام الله عن رعيته كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وحاجة أبنائكم إليكم في الإجازة أشد من حاجتهم إليكم قبل الإجازة أتدرون لماذا ؟ 1. لأنهم قبل الإجازة لديهم مايشغلهم من مدرسة يقضون فيها ربع يومهم وربما انشغلوا بالاستعداد لها بعد عودتهم أما الإجازة فهم متفرغون تماماً من هذا كله . 2. ولأن الإجازة تكثر فيها الملهيات والمشغلات التافهة ويكثر احتكاكهم بالآخرين ، وطبيعة المجتمع تساهم في مساعدة الشباب على السهر ووسائل الإعلام تلعب دورأ كبيراً في القضاء على بقايا القيم بما تعرضه من تبرج وسفور وتغييب عن الدين . و مما يؤسف عليه أن ثقافة بعض الآباء وتصورهم عن الإجازة خاطئة وجارفة فبعض الآباء يرى أنه إذا اصطحب أبناءه إلى دولة أجنبية أو دولة عربية وأنفق عليهم في الملاهي بسخاء ، وزار بهم دور السينماء يرى أنه الأب المثالي المتحضر المخلص لأسرته والمحقق لهم عوامل النهضة والاستقرار والتقدم ، وأنه بهذا قد أجزل لهم المثوية وكافأهم على جدهم واجتهادهم طوال العام . وما علم المسكين أنه ممن يخربون بيوتهم بأيديهم بما جنى عليهم من تمكين لرؤية ومخالطة مجتمعات لايضبطها دين ولا قيم . - لنجعل من الإجازة مصدراً لبناء أسرنا والارتقاء بقيمهم وأخلاقهم ومعارفهم ومازالت ولله الحمد والمنة في مجتمعاتنا أسر تهتم بذلك وتحرص عليه ، وكثير من الآباء يشغلهم وضع أبنائهم في الإجازة ويهتمون لها أشد الاهتمام . وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة " وحتى نضئ للحريصين على أنفسهم وأسرهم الطريق للاستغلال الأمثل للإجازات ، وبعد قراءة وإطلاع ، ومشاركة في دورات تهتم بالتخطيط الأمثل للحياة عموماً ، وللإجازات خصوصاً ، فسأجمل لكم المجالات الثمانية التي ينبغي أن تبنى عليها أهدافنا في الحياة عموماً ، وفي الإجازة خصوصاً وقبل ذلك نسأل أنفسنا السؤال التالي : 2. لماذا هذه الدورة ؟ لأن كثرة طرق الحياة وتشعب دروبها تحول بيننا وبين تحقيق أهدافنا فحياتنا في مد وجزر تتجاذبنا وتتنازعنا مطالب كثيرة فلا يدري الواحد منا هل يلبي حاجاته المادية أو رغباته العلمية أو ظروفه الاجتماعية أو شهواته الخفية .. فليس أمامنا إلا أن نخطط لأهدافنا ونرسم لتحقيق طموحنا 3. لماذا نخطط ؟ - نخطط ..لأن أي بناء في الدنيا يفتقر إلى تخطيط سليم . وأفضل بناء هو بناء الإنسان الذي به يكون بناء الأمم فحاجته إلى التخطيط أولى. - نخطط ..لأن المشغلات كثيرة و الصوارف متعددة . - نخطط.. لأن وضوح الرؤية لا تتهيأ إلا لمن يخطط . - نخطط..لأن متعة الحياة ولذة الإنجاز لا تنال إلا حينما نسير على وفق خططنا ونتذوق طعم انجازاتنا . - نخطط .. لكي نستثمر إمكاناتنا في تحقيق أهدافنا وأمنياتنا. - نخطط..لكي ننشر ثقافة التخطيط . - نخطط.. لأن الذي لايخطط حتماً سيخلط ويتخبط. 4. لماذا الإجازة ؟ - لأنها الفرصة التي يفوتها الكثير منا . - لخلوها من تكاليف الدراسة والوظيفة في أغلب الأحوال. - لكثرة البرامج المتنوعة المقدمة فيها . - لوجود من يعينك على تحقيق أهدافك فيها . - لأن ملايين الطاقات من شباب وفتيات تهدر فيها وتستنزف في ثناياها . 5. ما المراد بالتخطيط ؟ كثرت تعريفات التخطيط فسبكت لكم بعض الكلمات التي توضح معناه بيسر وسهولة - التخطيط هو : استثمار الإمكانات لتحقيق الأهداف ورصد الإنجازات فالذي يريد أن يستفيد من إجازته في تحقيق أهدافه فإنه سيرسم خططاً توصله نحو الهدف المنشود ومن خلال سبر وتقسيم يمكن أن نجمل المجالات التي ينبغي أن تبنى عليها أهدافنا في الحياة عموماً وفي الإجازة خصوصاً في المجالات الثمانية ----------------------------------------- أولاً : في مجال العلم والمعرفة يقول الله نعالى : يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " فاحرص أن يكون لك ولأسرتك أهدافٌ في هذا المجال من قراءةٍ لكتب نافعة أو حضور لدورات مفيدة كلٌ في تخصصه ورغبته وكذلك أن تستمع أو تشاهد بعض البرامج التي تهتم بجانب العلم والمعرفة وتجمع وتلخص انجازاتك في هذا المجال لتستفيد منه في مستقبل حياتك وكذلك قراءة كتب الثقافة وإجراء المسابقات الثقافية التي تزيد من ثقافتك الدينية والطبية والصناعية والتاريخية الخ
ولو هيأنا لأبنائنا بعض الكتب والقصص التي تبني فيها القيم النبيلة وتزرع فيهم المعاني العظيمة ونمنح المنجزين منهم مكافآت رمزية أو ساهمنا في حضورهم لبعض الدورات في القراءة والإطلاع ومهاراته المكتسبة . لكان ذلك انجازاً أسرياً كبيراً . ولنحذر من الروايات الفاسدة والمجلات الهابطة الماجنة فإن خطرها عظيم وضررها كبير ومن الأفكار المساعدة في هذا المجال : - قراءة الكتب واختيارها بعناية واستشارة - حضور الدورات والمؤتمرات - متابعة المجلات العلمية والاستفادة من إنتاج بعض العلماء وبحوثهم. - حاول أن تكون 80 % من أهدافك في مجالك و تخصصك العلمي و 20% في تخصصات أخرى. - لاتنس القراءة في كتب الأدب والأخلاق وأمراض القلوب . - تابع الجديد من البحوث والكتب والإصدارات العلمية . - تعاون مع غيرك في تلخيص المفيد ونشره . ثانياً في مجال العبادات المحضة هناك من يسمي هذا المجال بالمجال الإيماني وهذا خطأ كبير لأن جميع أعمال المسلم داخلة في مسمى الإيمان فتخصيص الإيمان بالعبادات المحضة إخراج لبقية الأعمال من مسمى الإيمان لذلك الصحيح أن نسمي هذا المجال بالعبادات المحضة يقول الله تعالى " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " وأعظم زاد يتزود به العباد تقوى الله ومن ذلك الإتيان بالعبادات التي تقوي الروح وتزيل الهم بإذن الله فتحرص أن يكون لك إنجازات تعبدية مابين صيام وقيام وحفظ أو تلاوة للقرآن وأن تحيي في أسرتك جانب الذكر والمحافظة على الأوراد التي تحفظهم بإذن الله ولو اجتمعت أنت وأسرتك على مائدة الإفطار يوم الإثنين أو الخميس ليتربوا على الصيام أو قمتم بزيارة الحرمين وأداء العمرة والاعتكاف ولو لساعات قليلة فإن هذه العبادات تعود عليك وعلى أسرتك بالخير والرحمة والبركة . ومن الأفكار المساعدة في هذا المجال : - ليكن لك مع القرآن ختمتان ختمة تلاوة وختمة تدبر. - احرص على أن تأتي بالأذكار والأوراد بقلب حاضر حتى تؤتي ثمارها بإذن الله - تدرج في قيام الليل وابدأ بأول الليل إن كان يصعب عليك آخره . - اجعل لنفسك ساعات – ولو في الأسبوع مرة - تخلو بها مع الله وتحاسب فيها نفسك إما بعد صلاة الفجر أو قبيل السحر أو في أي وقت مناسب وأكثر فيها من الثناء على الله وكثرة الذكر والاستغفار . - اقرأ في كتب فضائل الأعمال وتعاهد الأعمال الثابتة الصحيحة مستشعراً فضلها . - اجعل لعبادتي الذكر والاستغفار حظاً من وقتك فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه ويستغفر في المجلس الواحد سبعين مرة . ثالثاً : في مجال الدعوة و الأعمال التطوعية يقول الله تعالى : ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين " ويقول النبي صلى الله عليه وسلم " خير الناس أنفعهم للناس " وذلك بأن يكون لك ولأسرتك مشاركات تطوعية في المجتمع باستضافة أيتام في بيتك أو زيارتهم أو صنع طعام لأسر فقيرة وزيارتهم في بيوتهم أو زيارة أطفال مرضى السرطان وتقديم الهدايا لهم مع بعض البرامج المرحة أو المساهمة في تنظيف بيوت الله أو توزيع الكتب والأشرطة النافعة . ومن الأفكار المساعدة في هذا المجال : - اجعل لك مشروعاً دعوياً أو تطوعياً في هذه الحياة إما على أرض الواقع أو في الإنترنت واجمع همك وفكرك على تطويره ونجاحه . - ساهم في تعليم الناس ودعوتهم ومساعدتهم بحدود قدراتك وإمكاناتك ولو بالدلالة والتوجيه . - قم بزيارة المواقع المتخصصة أو الجمعيات التطوعية لتستفيد من بعض الأفكار لتقوم بتطبيقها . - ابدأ بوضع صندوق الأسرة الخيري بحيث يضع فيه جميع أفراد الأسرة ماتيسر من مال وفي نهاية الشهر أو العام تصرف هذه الأموال في صدقات جارية أو أوقاف خيرية . - كون لك فريق عمل تتلاءم معه وتتعاون في تحقيق أهداف دعوية أو تطوعية فإن العمل الجماعي أثره كبير بإذن الله . - اختر شخصية علمية أو دعوية قريبة منك ويسهل الوصول إليها لتستضئ بتوجيهاتها وتجعل منها مستشاراً لك . - احرص في طرحك ومشاريعك على التجديد وقلل من التقليد إلا في العمل المفيد . وأن تبدأ من حيث انتهى الآخرون لا أن تبدأ من حيث بدأو . رابعاً : في مجال البدن والصحة لقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم قول سلمان لأبي الدرداء : وإن لبدنك عليك حقاً " وقال صلى الله عليه وسلم : المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ويقول الله تعالى : إن خير من استأجرت القوي الأمين فتنمي هذا المجال وذلك بالاشتراك في بعض الأندية المحافظة أوممارسة الرياضات النافعة من مشي منتظم أو جري محكم أو سباحة وركوب للخيل ورماية أو بعض مهارات الدفاع عن النفس وأن تكون المشاركة في هذه الأندية لا لغرض التسلية وإنما للفائدة وبناء الجسم الذي تتقوى به على طاعة الله وخدمة دينه وكذلك الحرص على تناول أغذية مفيدة ووضع المنافسات والتحديات بين أفراد الأسرة على ذلك . ولو حصل زيارة لبعض الجمعيات التي تزيد من ثقافتكم الصحية لكانت حسنة كبيرة منك عليهم . ومن الأفكار المساعدة في هذا المجال : - إن كنت قليل الحركة فتجنب الدهون والشحوم والحلويات والمشروبات الغازية . - حدث نفسك بالرياضة لكي لا تركن إلى الخمول والكسل . - تذكر أن النشاط الرياضي يزيد من قدرتك على الاستيعاب والحفظ والإنتاج - التزم بوقت محدد لممارسة الرياضة سواء في المنزل أو خارجه. خامساً : في مجال المال والتجارة والوظيفة يقول النبي صلى الله عليه وسلم : نعم المال الصالح للرجل الصالح " وذلك بأن تحرص على التفكير الجاد في بعض المشاريع التجارية أو الحصول على دورات تزيد من مستواك الوظيفي وتساهم في تعليم أبنائك بعض الأعمال التي يكتسبون منها مهارات تساعدهم على حسن التعامل مع المال وقد قامت إحدى الجمعيات بمسابقة لأطفال الفقراء بإعطائهم مبلغاً يسيراً من المال في أحد المراكز التجارية وطلبوا منهم أن يشتروا بهذا المبلغ اليسير أشياء مفيدة بأقل تكلفة ممكنة فحرص الأطفال على المقارنة بين السلع والأسعار فاستفادوا من هذه المسابقة أنه يمكن بمال يسير تأمين أكبر قدر ممكن من الحاجات الضرورية بأقل سعر ممكن . ومن الأفكار المساعدة في هذا المجال : - التفكير في مشاريع صغيرة بالتعاون مع الثقات . - الاطلاع على النشرات المتعلقة بالمشاريع الصغيرة . - البدء في الادخار الشهري وإحياء هذه الفكرة في المنزل . - تكليف الأبناء ببعض المهام التسويقية لبعض المنتجات المستهلكة . سادساً : في مجال العلاقات النافعة يقول النبي صلى الله عليه وسلم : إن حسن العهد من الإيمان وذلك حينما أكرم صاحبة خديجة رضي الله عنها وحسن العهد يكون مع كل قريب أو جار أو صاحب وصديق فتجعل من الإجازة فرصة لتقوية علاقتك بهم وتعاهدك إياهم باتصال أو إرسال فإنه من أعظم الوفاء وتبدأ بوالديك فتخصص لهم من وقتك الثمين وقتاً تحادثهم وتجالسهم وتسامرهم وتقضي حاجاتهم ثم أسرتك وإخوانك وأخواتك وأرحامك وجيرانك وأصحابك وأن تحرص على اكتساب علاقات جديدة مع شخصيات تنتفع بهم وتنمي مهاراتك وخبراتك بمجالستهم . ومن الجميل أن تعيد العلاقات المتهالكة مع كل من حصل بينك وبينهم خلاف أوشقاق ومن الأفكار المساعدة في هذا المجال : - أن تنظم لقاءً أسرياً شهرياً تجتمع فيه مع أفراد أسرتك وإخوانك وأخواتك . - استرجع ذكرياتك الجميلة واجمع أسماء أصدقائك وأصحابك وحاول أن تصل إلى أرقامهم وتتتعاهدهم بالسؤال والاطمئنان على الحال ولو برسالة جوال . - حاول أن تتعاون مع إمام مسجد حيك وتدعوا جيرانك لزيارتك في بيتك ومناقشة قضايا الحي المهمة . - قم بزيارة العلماء والدعاة ومن تكتسب منهم خبرات واختر الأوقات المناسبة لهم . - حاول أن لا تخسر أحداً – إلا في الله - واحرص أن يكون حبل المودة موصولاً إن لم يكون متيناً . سابعاً : في مجال الخبرات و المهارات المكتسبة يقول الله تعالى عن داود عليه السلام " وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم " فكل مهارة أو خبرة تخدم به دينك وأمتك فإنه نصر منك للدين فتجعل من الإجازة فرصة لحضور الدورات واكتساب الخبرات والمهارات في اللغة أو البرمجة والتصميم أو في مهارات الاتصال أو في تقوية الذاكرة أو في التخطيط الاستراتيجي أو في الإبداع والتميز إلى غيرها من الدورات المفيدة كل بحسب حاجته فالزوجان يحتاجان دورات أسرية أكثر من غيرها والموظف يحتاج ما ينفعه في وظيفته والطالب يحتاج ما ينفعه في دراسته مع الحرص على الدورات التي تهتم بمهارات التعامل مع الآخرين . ومن الأفكار المساعدة في هذا المجال : - اختر من الدورات ما يتناسب مع أهدافك وطموحك . - إن لم يتيسر لك الحضور المباشر يمكنك المشاهدة عبر البرامج المسجلة . - حاول أن تلخص من كل دورة المهم وتضعه في ملف خاص تراجعه بين فترة وأخرى لأن كثرة الدورات ينسي بعضها بعضا . - حاول أن تطبق ماتعلمته مباشرة - استفد من المواقع الإلكترونية والمنتديات التي تقدم دورات تخصصية . ثامنا ً : في مجال الأنس والمؤانسة لنعلم أن حمل النفس على الجد بشكل دائم قد يوهنها ويضعفها ، ويمنعها من المضي في طريق تحقيق أهدافها وطموحها ، فلا بد للنفس من أنس ومؤانسة وترويح مشروع وهذا هو المجال الثامن : الأنس والمؤانسة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " ساعة وساعة " وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمازح أصحابه ويسابق زوجته . ومن أعظم الجهل استدلال بعض الناس على فعل شيء من المحرمات بقوله صلى الله عليه وسلم : ساعة وساعة وكأن النبي صلى الله عليه وسلم – وحاشاه- أوصى أن تكون حياة المسلم دائرة بين ساعة للمعاصي وساعة للطاعات وهذا خطأ خطير . ومن قرأ سبب ورود الحديث علم أن المقصود ساعة جد وطاعة وساعة راحة في مباح من حديث مع الأهل أو إيناس لهم . إن منح النفس شيئاً من الترويح بما تهواه وترتاح له -مما لا يخالف شرع الله- هو كالمكافأة لها على صبرها وجدها واجتهادها والمتأمل في واقعنا في الإجازات يجد أن هذا المجال يستوعب الإجازة بأكملها وهذا خطأ كبير لأنه يحرمنا من الإنجاز الحقيقي . أحرص أن تكون ساعات وأوقات اللهو و اللعب لك و لأبنائك مؤقتة بأوقات محددة لكي يستقر في الأذهان أنها ليست الأصل في حياة المسلم . وحاول أن تكون مرتبطة بما ينجز من أهداف في المجالات السابقة فمكافأة النفس على العجز والتقصير قتل لها . اختر من الألعاب ما تساهم في تنمية المواهب واحرص على الألعاب الحركية التي تقضي على الخمول والكسل . يمكن أن يكون هذا المجال في رحلة صيد أو جلسة على شاطئ محافظ أو سياحة مشروعة أو اجتماع مع من تحب لن أزودك بأفكار مساعدة في هذا المجال لأن حياتنا مليئة بالأفكار المساعدة في هذا المجال . - أخيراً - عند كتابة الأهداف حاول أن تكون الأهداف مشروعة وواقعية وقابلة للقياس - ستجد في الموقع m3alah.net طريقة كتابة جدول الأهداف يمكنك الاستفادة منه وهو للتقريب فقط . أعلم أن لديك الكثير من الأفكار وما ذكرت من أمثلة إنما هو للتقريب فقط وإلا لك أن تختار في كل مجال من المجالات السابقة ما يناسبها . . إذا أردت أن يبارك الله فيك و في أولادك فأحسن تربيتهم باهتمام وتخطيط وقراءة وإطلاع وإذا أردت أن يشكرك أبناؤك حينما يكبرون فاغرس فيهم القيم النبيلة ، والأخلاق الفاضلة ، وهذه لن يجدوها في القنوات ، ولا الصحف والمجلات وإنما يكتسبونها منك وبما تقوم به من مشاريع تربوية تذكر أيها المسلم المبارك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مامن راع يسترعيه الله رعية يموت وهو يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة " رواه الإمام مسلم في صحيحة ومن أعظم الغش أن يغشوا في دينهم وأخلاقهم بأن يهيأ لهم ما يفسد عليهم دينهم ويضيع أخلاقهم ..
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ المتدور الاسباني على المشاركة المفيدة: |
03-21-2012, 01:27 AM | رقم المشاركة : 4 |
شكراً: 6,448
تم شكره 7,271 مرة في 1,920 مشاركة
|
رد: ْْ الاجازة ْْْ
وياتي الابدااااااع الثاني تسلم على الابدااااااع
والعطلى لها ايامها وشكووووووووووور ثاني مرة قريت نصة لانه طويل عغ
|
|
03-21-2012, 01:27 AM | رقم المشاركة : 5 |
شكراً: 1,372
تم شكره 1,691 مرة في 741 مشاركة
|
رد: ْْ الاجازة ْْْ
في هذه الأيام تزداد رغبة الناس في السفر وذلك لبدء الإجازة . وهذه بعض الوقفات والأحكام حول السفر أردت من خلالها تذكير الإخوة والنفس بها .. أولاً : لابد للمسافر أن يسأل نفسه سؤالاً مهماً لماذا تسافر ؟ وما ما الوجهة التي يقصدها المسافر والغاية من هذا السفر؟ فالسفر إلى بلاد غير المسلمين أو إلى بلاد مسلمة يظهر فيها العري والخمور ويكثر فيها الزنا، فتلك بلاد لا ينبغي السفر إليها، وللمسافر أماكنُ كثيرة نظيفة غنية عن تلك الأماكن، والغاية من السفر إن كانت للأمور المحرّمة كشرب الخمور والرقص في المراقص الليلية ومعاشرة العاهرات والجلوس على شواطئ التبرّج والعري فذلك سفر ومقصد خبيث ... ونحن هنا لا نقول للناس : لا تسافروا ولا ترتحلوا، فالسفر كما قيل: فيه سبعة فوائد، ولكن ننصح ونذكّر كلّ من كان هذا قصده وغايته أن يتّقي الله في نفسه، وليعلم أن تلك الأرض التي سوف يذهب إليها هي من أرض الله وخلق الله، وستأتي يوم القيامة تشهَد لك أو عليك، تلك الخطوات والأميال التي قطعت، كلّها والله ستكتب وسوف يشهد عليك يوم القيامة الشهود، ولن ينفعك والله ما متعت به نفسك من متَع زائلة تزول في وقتها ويبقى عليك رجسها .. ثانياً : قصر الصلاة للمسافر : المسافر له حالتين : الحالة الأولى : أن يسافر المرء إلى بلد و لا يعلم متى يعود ، وأنه متى أنقضت حاجته رجع وهذا يعتبر مسافراً ولو طالت مدة بقائه . الحالة الثانية : أن يصل المرء إلى بلد ويعلم أنه سيمكث فيه مدة معينة معلومة ، وهذا أختلف العلماء فيه على قولين : القول الأول : وهذه المسألة من مسائل الخلاف التي كثرت فيها الأقوال فزادت على عشرين قولاً لأهل العلم، وسبب ذلك أنه ليس فيها دليل فاصل يقطع النزاع، فلهذا اضطربت فيها أقوال أهل العلم، فأقوال المذاهب المتبوعة هي: أولاً : مذهب الحنابلة رحمهم الله أنه إذا نوى إقامة أكثر من أربعة أيام انقطع حكم السفر في حقه ولزمه الإِتمام . ثانياً : مذهب الشافعي ومالك : إذا نوى إقامة أربعة أيام فأكثر فإنه يلزمه الإِتمام، لكن لا يحسب منها يوم الدخول ، ويوم الخروج وعلى هذا تكون الأيام ستة، يوم الدخول، ويوم الخروج، وأربعة أيام بينها . ثالثاً : مذهب أبي حنيفة : إذا نوى إقامة أكثر من خمسة عشر يوماً أتم ، وإن نوى دونها قصر. اهـ . فتبين أن أقوال المذاهب المتبوعة متفقة على جواز قصر الصلاة لمن نوى الإقامة ثلاثة أيام فأقل . وانظر المجموع (3/171) ، بداية المجتهد (1/168) الشرح الممتع (4/545) . يقول الحافظ ابن حجر في شرحه لحديث العلاء بن الحضرمي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( ثلاث للمهاجر بعد الصَّدَر ) رواه البخاري (3933) ومسلم (1352) . ( بعد الصَّدَر أي بعد الرجوع من منى ، وفقه هذا الحديث أن الإقامة بمكة كانت حراما على من هاجر منها قبل الفتح لكن أبيح لمن قصدها منهم بحج أو عمرة أن يقيم بعد قضاء نسكه ثلاثة أيام لا يزيد عليها ، ويستنبط من ذلك أن إقامة ثلاثة أيام لا تخرج صاحبها عن حكم المسافر ) . اهـ فتح الباري (7/267) فإذا كانت إقامتك لا تزيد على ثلاثة أيام فلك أن تترخص برخص السفر عند المذاهب الأربعة . والله أعلم القول الثاني : أن المسافر في هذه الحالة له أن يقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين رخصة من الله، وليس هناك تحديد لأيام محددة، بل طالما أنه مسافر عرفًا فيجوز له القصر، يستثنى من ذلك من كانت إقامته طويلة جدًا تقارب أن يكون استيطانًا وليس سفرًا، أما من سافر لقضاء حاجة أو نزهة فالسنة في حقه قصر الرباعية ولو تجاوزت مدة سفره أربعة أيام أو عشرة أيام أو شهر، وهذا القول الذي أفتى به شيخ الإسلام ابن تيميه والشيخ العثيمين رحمهما الله. ثالثاً : دعاء المسافر : من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في السفر أنه كان يودع المسافر ويقول: ((أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك)). وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ابتدأ سفر وركب دابته كبر ثلاثًا ثم قال: ((سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل)). وكان يكبر إذا علا أو هبط، وكان يصلي وهو على دابته صلاة التطوع في السفر يومي إيماءً، وكان إذا نزل منزلا استعاذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق . وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بسرعة الرجوع من السفر إذا قضى الإنسان حاجته، وقال: ((السفر قطعة من العذاب، فإذا قضى مهمته فليرحل إلى أهله)). وكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع الرجل إلى داره ليلاً فجأة. وكان من هديه صلاة ركعتين في المسجد قبل أن يبادر إلى بيته. تنبيه مهم : يلاحظ على كثير م المسافرين أهمالهم للصلاة في الطائرة مع أن الوقت سيخرج بحجة أنه سيصلي إذا نزلت الطائرة كيفية صلاة المسافر ؟ إذا حان وقت الفريضة وأنت في الطائرة فلا تصلها في الطائرة بل انتظر حتى تهبط في المطار إن اتسع الوقت إلا أن يكون في الطائرة محل خاص يمكنك أن تصلي فيه صلاة تامة تستقبل فيه القبلة وتركع وتسجد وتقوم وتقعد فصلها في الطائرة حين يدخل الوقت. فإن لم يكن في الطائرة مكان خاص يمكنك أن تصلي فيه صلاة تامة وخشيت أن يخرج الوقت قبل هبوط الطائرة فإن كانت الصلاة مما يجمع إلى ما بعدها كصلاة الظهر مع العصر وصلاة المغرب مع العشاء ويمكن أن تهبط الطائرة قبل خروج وقت الثانية فأخر الصلاة الأولى واجمعها إلى الثانية جمع تأخير ليتسنى لك الصلاة بعد هبوط الطائرة. فإن كانت الطائرة لا تهبط إلا بعد خروج وقت الثانية فصل الصلاتين حينئذٍ في الطائرة على حسب استطاعتك فتستقبل القبلة وتصلي قائماً وتركع إن استطعت وإلا فأومئ بالركوع وأنت قائم ثم اسجد إن استطعت وإلا فأومئ بالسجود جالساً. أما كيفية صلاة النافلة على الطائرة فإنه يصليها قاعداً على مقعده في الطائرة ويومئ بالركوع والسجود ويجعل السجود أخفض. مسألة : كما أنه لا يجوز للمسافر سفر معصية قد عزم الأمر على المعصية والعياذ بالله وأسرّها في نفسه والله مطلع على مكنون صدره وما هو عازم عليه ونيته، فمثل هذا لا يجوز له الترخص برخص السفر، عند كثير من أهل العلم ؟!!
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ المتدور الاسباني على المشاركة المفيدة: |
03-21-2012, 01:30 AM | رقم المشاركة : 6 |
شكراً: 1,874
تم شكره 699 مرة في 208 مشاركة
|
رد: ْْ الاجازة ْْْ
السلام عليكم
شكرا على مجهودك الراقى بالتوفيق
|
|
03-21-2012, 01:32 AM | رقم المشاركة : 8 |
شكراً: 1,372
تم شكره 1,691 مرة في 741 مشاركة
|
رد: ْْ الاجازة ْْْ
102- العمل الجاد سبيل تقدم الأمة إبراهيم بن محمد الحقيل الحمد لله، أوجد الخلق فأحصاهم عدداً، وخلق الموت والحياة ليبلوهم أيهم أحسن عملاً. أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، لا قابض لما بسط ولا باسط لما قبض، ولا معطي لما منع ولا مانع لما أعطى، ولا مباعد لما قرب ولا مقرب لما باعد، وكل شيء عنده بأجل مسمى. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه، [مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ] {غافر:14} وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بُعث بالنور المبين، فأخرج الله به من الضلال إلى الهدى، وأنقذ العباد من سبل الردى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أولي النهى، وأعلام الهدى، ومصابيح الدجى، والتابعين لهم بإحسان ومن تبعهم واقتفى. أما بعد: فأوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله عز وجل، فتقوى الله عصامٌ في البلاء، وجمالٌ في الرخاء، ومخرجٌ من الضوائق، وسلاح في الشدائد، [وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا(3)] {الطَّلاق}. أيها الإخوة المؤمنون: إن ارتفاع الأمم وهبوطها، وبقاءها واندثارها يرتبط ارتباطاً كبيراً بعمل أبنائها وتطلعاتهم واهتماماتهم. فلن ترتقي أمةٌ يميل أبناؤها إلى الدعة والراحة والسكون، ويؤثرون على العمل الجادّ - الذي يسهم في بناء الأمة - كلَّ عمل يحقق نصيباً أكبر من الكسل والخمول، مع السعي في تحصيل عائد مالي جيد يوفر متطلبات الرفاهية والترف. وإذا كان أفراد الأمة بتلك الصورة فإن الدنيا ومتعلقاتها تنقلب في مفهومهم إلى غاية تقصد بعد أن كانت وسيلة تستثمر، لا يهم معها النظر في متطلبات الأمة وحاجاتها. فتبقى الأمةُ في تخلفها؛ بل يزداد تخلفها بقدر ازدياد ترف أبنائها، حتى تكون عرضة للانهيار والسقوط. ولذا يقول علماء الحضارات: «إن شيوع الترف، وتفشيَ الانحراف الجنسي، والتحلل الأخلاقي سببٌ لانهيار الحضارات. ونجد ذلك ظاهراً في السنةِ المستخرجة من قوله تعالى [وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا] {الإسراء:16}. فترف ينضم إليه فسوق، يصاحبهما بلاغٌ وإنذار من المصلحين مع عدم استجابةٍ من الناس تكون نتيجته دمار وانهيار»(1). من أجل ذلك كانت الشريعة واضحة في التحذير من الانجراف وراء حظوظِ النفس وشهواتها [مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ] {النساء:134}. والناس على فريقين: فريق يسعى لبناء مجد أمته، وآخر يلهث وراء شهوته [فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ(200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ سَرِيعُ الحِسَابِ(202)] {البقرة}. ويعيب اللهُ على اليهود حرصَهم على الحياة؛ لأن الحرص على الحياة لا يبني أمة ولا مجداً [وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ] {البقرة:96} ومع أن هذه الصفة فيهم إلا أنهم تقدموا على المسلمين وانتصروا - وإن كان ذلك مؤقتاً؛ لأن وعد الله حق لكنهم في هذا العصر انتصروا - لأنهم أخذوا بأسباب الرقيِّ والتقدم. أما المسلمون فتخلوا عن كثير من دينهم مع تواكلهم وتركهم الأخذ بالأسباب؛ فكان مرجع الفصل بينهم وبين عدوهم إلى الأسباب والعتاد. والسنةُ النبوية زاخرةٌ بنصوص الجد والاجتهاد والحث على العمل والبناء؛ فلقد كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسالك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد» (2)، وكان يتعوذ بالله من العجز والكسل (3)، و يوصي بعضاً من أصحابه فيقول: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز»(4)، ويخبرهم: «أن الله تعالى يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها» (5)، ويبين لهم: أن المعونة تأتي من الله للعبد على قدر المؤنة (6). لقد فهم المسلمون الأوائل هذه النصوص، وأحسنوا تلقيها؛ فكانت حركتهم في سبيل بناء الحضارةِ والمجد تقوم على أساس أن الاستعانة بالله ثم الجدَّ في العمل هو الذي يخطُ مصير الأمة في واقع الحياة، وأن عَرَق الأحياء في عملهم هو الذي يتكفل ببناء حضارة هذه الأمة، وأن وجودَ الحق والانتساب إليه لا يكفي في التمكين له في الأرض إلا أن يكون من يحمل هذا الحق يعمل من أجل تمكينه ونصرته (7). وانطلاقاً من هذه المقدمةِ الموجزة نصل إلى تحديد معلم مهم من معالم الأزمةِ التي تمرُّ بها اليوم عقليةُ كثير من المسلمين، هذه العقلية التي غدت طافحة بالأفكار النظرية المجردة؛ ولكنها ما تزال على الرغم من ذلك عاجزة عن وضع هذه الأفكار موضع التنفيذ العملي (8). إن للمسلمين ديناً صحيحاً، ومنهجاً متكاملاً، منّ الله به عليهم يوم أكمل لهم الدين وأتم عليهم النعمة؛ ولكنهم في واقع الحياة يعانون الاستلاب الحضاري، وانطفاءَ الفاعلية؛ ولذلك فإنهم يزحفون وراء غبار الركبِ البشري مع الزاحفين المنقطعين (9). أما البلادُ المتقدمة صناعياً فرغم كفرِها وإلحادها، وفسادِها وانحطاطها في جوانب الأخلاق والسلوك الاجتماعية؛ فإن العمل له أهميته في حياتهم، لا يتنصلُ الموظفُ عندهم من مسؤولياته، ولا يملُّ الجلوسَ على كرسي وظيفته، ولا يتذرعُ بأوهى الحجج من أجل قبول إجازته، ولا يشترطُ في الوظيفة أن تكون بجوار بيت والده ووالدته، ولا يسعى في الوصول إلى دائرة تكون أقلَّ عملاً وأكثر فراغاً؛ بل العمل يمثل حياتهم. فالفرق بيننا وبينهم منحصرٌ في أن الثرثرة تكثر كلما قلّ النشاط والحركة؛ إذ حيثما يسود الكلام تبطؤ الحركة. وميزانية التاريخ ليست رصيداً من الكلام؛ بل كتل من النشاط المادي، ومن الأفكار التي لها كثافةُ الواقع ووزنه. ولذلك كانت المجتمعات التي لا تمتلك إلا رصيدَ الكلام هي المجتمعات المتخلفة والنامية، وكانت المجتمعاتُ التي تملك رصيدَ العمل والنشاطِ هي المجتمعات المتقدمة مادياً (10). إن الأمة الإسلامية قادرةٌ على النهوض من تخلفها وعجزها وهوانها وواقعها الراهن كما نهض غيرها من الأمم التي كانت في السابق أكثر تخلفاً منها. ويكمن ذلك في القدرة على تسخير القوى المتاحة، وإيجاد القناعة لدى أفراد الأمة أن مفاتيح التقدم في أيديهم؛ لكن عليهم أن يعملوا بجدٍّ ونشاط. عليهم أن يقتنعوا بأن الأمة لن تتقدم إلا إذا تاب أبناؤها من خطيئة الكلام الكثير والعمل القليل، وشمر كل واحد منهم عن ساعديه، وتعبد لله تعالى بالعمل الكثير. ودونَ ذلك سوف تبقى هذه الأمـة بين مطرقة الغـرب الحاقد، وسنـدان أفعال أبنائها الخاطئة (11). أيها الإخوة: يطرح هذا الموضوع المهم ونحن على أبواب الإجازات، التي يُضيعها أولاد المسلمين كل عام فيما لا ينفع ولا يفيد، إلا من رحم الله وقليل ما هم. هذا الوقت الثمين، وتلك الأيامُ الطويلة، التي ينحصر همُّ الكثيرين في مدى الاستمتاع فيها، لا في كيفية الاستفادة منها. وتنتهي الإجازة ولا أحد يسألُ نفسه ماذا استفاد منها؟ وما عائداتها العلمية، أو الثقافية، أو التقنية، أو حتى المالية؟ إنما هي أوقات تضيع، وأعمار تهدر فيما لا ينفع في الدنيا والآخرة!! سفرٌ محرم، أو لهوٌ محظور. سهر في الليل ونوم في النهار، وإيذاءٌ لعباد الله. تضييع للفرائض، وتقصير في الحقوق والواجبات. لسان الحال يقول: ليس مهماً ماذا استفدنا من الإجازة، وبماذا خرجنا منها؟ لكن المهم أن لايتخلف لون من ألوان الترف والرفاهية. فبالله عليكم كيف تتقدمُ أمة وهي على هذا الحال في كل عام؟ وهل يمكنُ لرجالٍ بهذا التفكير والعقليات الخروجُ بالأمة من مرحلة القصعة المستباحة إلى التمكين والريادة؟! كلا؛ فهذه أحلامٌ وخيالات، هي رؤوسُ أموال المفلسين والبطالين. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم [فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ] {الشرح:7-8} بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم... الخطبة الثانية الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين. أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار. أيها الإخوة: ماأجملَ أن نضع منهجاً واضحاً، وخططاً محكمة لإفادة أولادنا في إجازتهم، وملءِ فراغهم الذي ضاقت به نفوسهم. ملؤه بما يناسب ميولهم وطموحهم؛ فإن كان ميولهم علماً شرعياً فالكتب كثيرة، والعلماء موجودون. وإن كان مهنياً وتقنياً؛ فالدورات كثيرة، والمعاهد الرسمية والتجارية منتشرة. وإن كان ميولهم تجارياً؛ فسبل التجارة كثيرة، وطرائقها متنوعة. المهم انتشالهم من الفراغ والكسل والنوم، وحمايتهم من قرناء السوء. يجب أن تتظافر الجهود في علاج تلك المشاكل التي أثمرت شباباً لا يبالي، ولا يستطيع تحمل المسؤوليات الصغرى فضلاً عن الكبرى. همّ والديه أن يُسمَّن ويحفظ جسده من الأمراض؛ لكنهما غفلا عن أمراض القلب التي أودت به حتى ظن أنه خلق هملاً: يرتع ولا يُسأل، يصيب فلا يشجَّع، ويخطئ فلا يعاتَب؛ حتى مات قلبه؛ لأن الصواب والخطأ، والجدَ والكسل، والاهتمام وعدمه في مجتمعه سواء. فلماذا يتعب؟ ولماذا يعمل ويكافح؟! ترى كيف ستكون أحوال الأمة حينما يكبر هذا النشء المقتول في معنوياته، ويتسلمُ أفراده مواقعهم في قيادة الأمة وإدارتها؟. فاتقوا الله ربكم، اتقوه في هذا النشء، في هؤلاء الشباب الذين حرصتم على بنـاء أجسادهم، لكن أهملتم بنـاء قلوبهم!! اتقوه في أولادكم، املؤوا قلوبهم بالإيمان والتوكل واليقين، وأعطوهم ما يستحقون من الأعمال والمسؤوليات وأعينوهم على قضاء إجازتهم فيما ينفع ويفيد في الدنيا والآخـرة، ألا وصلـوا وسلموا على خير خلق الله محمد بن عبدالله كما أمركم بذلك ربكم. (1) انظر: مجلة البيان عدد 89 ص31. (2) أخرجه النسائي في السهو باب نوع آخر من الدعاء (3/54) والترمذي في الدعوات باب سؤال الثبات في الأمر (3404) وأحمد (4/125) والطبراني في الكبير (7/293) وأبونعيم (1/266) وصححه ابن حبان كما في الموارد (8/62) برقم (2418) والحاكم وقال: على شرط مسلم ووافقه الذهبي (1/688) برقم (1872) من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه. (3) كما في حديث أنس بن مالك الذي أخرجه البخاري في الدعوات باب الاستعاذة من الجبن والكسل (6369) ومسلم في الذكر والدعاء باب التعوذ من العجز والكسل (2706) وأبو داود في الصلاة باب في الاستعاذة (1540) والترمذي في الدعوات باب دعاء اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن (3484) والنسائي (8/257). (4) كما في حديث أبي هريرة وأوله «المؤمن القوي...» أخرجه مسلم في القدر باب في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله وتفويض المقادير لله (2664). (5) أخرجه من حديث سهل بن سعد أبو نعيم في الحلية (3/255) والحاكم وصححه (1/111) وعزاه السيوطي للطبراني في الكبير وللبيهقي وصححه كما في الجامع الصغير (1771) ونقل المناوي عن الحافظ العراقي أنه قال: إسناده صحيح ونقل عن الهيثمي قوله: رجال الطبراني ثقات، انظر: فيض القدير (2/251) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1889) وذكر له شواهد في الصحيحة (1378). (6) كما في حديث أبي هريرة عند البزار (1506) والقضاعي في مسند الشهاب (992) وعزاه السيوطي للبيهقي والحاكم في الكنى والحكيم الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع (1952) وذكره في الصحيحة (1664). (7) البيان العدد 99 ص 32 بتصرف. (8) هذا الدين لسيد قطب (6) . (9) البيان العدد 99 ص33 بتصرف. (10) مشكلة الثقافة لمالك بن نبي (107) وانظر: المصدر السابق. (11) المصدر السابق بتصرف
|
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ المتدور الاسباني على المشاركة المفيدة: |
03-21-2012, 01:33 AM | رقم المشاركة : 9 |
شكراً: 1,372
تم شكره 1,691 مرة في 741 مشاركة
|
رد: ْْ الاجازة ْْْ
104- الإسراف في الأموال والمتاع إبراهيم بن محمد الحقيل الجمعة 30/2/1421هـ أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أيها المسلمون: من طبيعة البشر التوسعُ في النفقاتِ، والمبالغةُ في الاستهلاك، وهدرُ الأموال عند أولِ شعورٍ بالثراء واليسار. ولا يعرفون أي معنى لوفرةِ المالِ إذا لم يصاحبها استهلاكٌ أكثر، ورفاهيةٌ أشمل، وتمتعٌ بالكماليات أوسع· وقد صرح القرآن بأن من طبيعة الإنسانِ السرف عند الجدة، وتجاوز حدود القصد والاعتدال [كَلَّا إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى] {العلق:6-7}، [وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ] {الشُّورى:27}. ولتهذيب الإنسان وتربيته أمر اللهُ تعالى بالقصد في الأمور كلها حتى في أمور العبادات كيلا يملها العبد، قال النبي عليه الصلاة والسلام: «والقصد القصد تبلغوا» أخرجه البخاري وبوّب عليه بقوله: «باب القصد والمداومةِ على العمل»(1). وضدُ القصد: السرف، وهو منهي عنه [وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ] {الأعراف:31}. قال عطاء رحمه الله تعالى: «نُهوا عن الإسراف في كل شيء»(2). ويُطلقُ الإسراف على الكفر، فمن أسرف على نفسه بالعصيان حتى وقع في الكفر فهو مسرف على نفسه، كما كان فرعونُ من المسرفين [وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ المُسْرِفِينَ] {يونس:83}، وعاقبةُ هذا الصنف من الناس: النارُ خالدين فيها إن لم يتوبوا ويؤمنوا [وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى] {طه:127}وفي آية أخرى قال تعالى: [وَأَنَّ المُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ] {غافر:43}. والعبدُ مأمورٌ إذا أسرف على نفسه بالعصيان أن يتوب إلى الله تعالى فإنه تعالى يقبلُ توبته مهما عظم جرمه، وكثر إسرافه [قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ] {الزُّمر:53}، ومن دعاء عبادِ الله الصالحين [رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا] {آل عمران:147}. والإسرافُ في شراء الأطعمة وأكلها أو رميها من مواطنِ النهي الجلي في القرآن [كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ] {الأنعام:141}. وكذا الإسرافُ في الملابس والمراكب والأثاث وغيرها محرم [يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ] {الأعراف:31}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مَخِيْلَة»رواه النسائي وابن ماجه(3). وقد حذّر النبيُ صلى الله عليه وسلم من التنعم ولو كان بالمباحات؛ لأنه مظنةٌ للسرف وتضييع المال فقال عليه الصلاة والسلام: «إياكم والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين»رواه أحمد ورجاله ثقات(4).· وهذا التشديدُ في النهي عن السرف ما كان إلا لأجل الحفاظ على الأموال والموارد التي يُسأل عنها العبد يوم القيامة، فهو يُسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه. والسرفُ يعارض حفظ المال؛ بل يتلفه ويؤدي إلى إفقارِ نفسه، ومن ثم إفقارِ أهل بيته وقرابته وأمته، والله تعالى كره لنا قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال. إن حفظ المال فيه حفظُ الدين والعرض والشرف، والأمم التي لا تمتلكُ المالَ لا يحترمها الآخرون. والشخصُ الذي ليس له قوةٌ من مال أو جاه لا ينظر الناسُ إليه، ولا يأبهون به؛ ومن أجل ذلك قال الحكماء: «من حفظ ماله فقد حفظ الأكرمين: الدين والعرض»(5). ولم تحرم الشريعة اكتساب الأموالِ ونماءَها والتزود منها؛ بل حضت على ذلك، ولكنها حرمت الطرقَ المحرمة في كسبه وإنفاقه. وإن من الطرق المحرمة في إنفاقه: السرفُ فيه، وإهداره بغير حق؛ إما في سفر محرم، وإما في حفلة زواج باهضة الثمن. وإن ما ينفق من أموالٍ على السفر إلى بلاد الكفر والفجور ليعدل ميزانيات دولٍ كاملة، وما ينفقُ على حفلات الأعراس التي يُلقى فائضُ أطعمتها في النفايات لينقذ الملايين ممن يموتون جوعاً، وفي كل عام يموت الآلاف من البشر جوعاً، فهل من حفظِ المال هدرُه بأية طريقة؟! وهل من شكر الله تعالى على نعمته إنفاقه فيما يسخطه سبحانه وتعالى؟! هل جاءَ الصيف وجاء معه هدرُ الأموالِ وإتلافُها وفي المسلمين مشردون محرمون، لا يجدون ما يسدُ جوعتهم، ولا ما يكسوا عورتهم، في فلسطين والشيشان وكشمير وغيرها من بلاد المسلمين المنكوبة؟! هل من معاني الإخوة في الدين أن تستمتع ـ أيها المسلم ـ بما أعطاك الله تعالى فيما حرم عليك وأنت ترى مآسي إخوانك المسلمين؟ ولو لم يوجد مسلمٌ على وجه الأرض يحتاج إلى جزءٍ من مالك يسدُ رمقه، ويُبقي على حياته؛ لما جاز لك أن تهدر مالك في غير الحق. فكيف والمسلمون يموت منهم في كل يوم العشرات بل المئات من جراء التجويع والحصار والحرمان؟! إن عدم الاهتمام بذلك قد يكون سبباً للعقوبة، وزوال الأموال، وإفقار الناس؛ حتى يتمنى الواحد منهم ما كان يلقي بالأمس في النفايات عوذاً بالله من ذلك، فاحذروا سخط الله تعالى، وارعوا نعمته، وإياكم وطاعة النساء والأولاد في السرف وتضييع الأموال في الحفلات الباهظة، والأعراس المتكلفة، والسفر المحرم؛ فإن لذة المحرم تزولُ، ويبقى الوزرُ على ظهرك. وكلُ من أمرك بمعصية الله تعالى، ودفعك إليها فهو عدوٌ لك، فاحذره وإياك وطاعته ولو كان أقرب الناس إليك. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(15) فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ(16) إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ(17) عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ العَزِيزُ الحَكِيمُ(18)] {التغابن}. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،،، الخطبة الثانية الحمد لله، حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين. أما بعد: فلم يكن من هدي السلف الصالح الإسرافُ وتضييع الأموال، بل كانوا مقتصدين ينفقون أموالهم في الحق، ويحفظونها عن الإنفاق فيما لا فائدة فيه، قال الحسن رحمه الله تعالى: «كانوا في الرحال مخاصيب، وفي الأثاث والثياب مجاديب»(6). قال الزبيدي: «أي: ماكانوا يعتنون بالتوسعة في أثاث البيت من فرش ووسائد وغيرها، وفي ثياب اللبس ومايجري مجراها كما يتوسعون في الإنفاق على الأهل»(7). لقد كانوا رحمهم الله مع زهدهم وورعهم يعتنون بقليل المال ولا يحتقرون منه شيئاً مع اقتصادٍ في المعيشة والنفقة؛ ولذا كان القليل من المال يكفيهم. وقد أبصرت أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها حبة رمان في الأرض فأخذتها وقالت: «إن الله لايحب الفساد»(8). وقال أحمد بن محمد البراثي: «قال لي بشرُ بنُ الحارث لما بلغه ما أُنفق من تركة أبينا: قد غمني ما أُنفِق عليكم من هذا المال ألا فعليكم بالرفق والاقتصاد في النفقة؛ فلأن تبيتوا جياعاً ولكم مال أعجبُ إليّ من أن تبيتوا شباعاً وليس لكم مال»ثم قال له: «اقرأ على والدتك السلام وقل لها: عليك بالرفق والاقتصاد في النفقة»(9.· والتقط أبو الدرداء رضي الله عنه حباً منثوراً في غرفة له وقال: «إن من فقه الرجل رفقَه في معيشته»(10). وقال عمر رضي الله عنه: «الخرق في المعيشة أخوفُ عندي عليكم من العوز، لا يقل شيء مع الإصلاح، ولا يبقى شيء مع الفساد»(11)، وأخبارهم في ذلك كثيرة.· إن السرفَ في العصور المتأخرة تحول من سلوكٍ فردي لدى بعض التجار والواجدين إلى ظاهرةٍ عامة تجتاح الأمة كلها؛ فالواجدُ يُسرف، والذي لا يجد يقترض من أجل أن يسرف ويلبي متطلبات أسرته من الكماليات وما لا يحتاجون إليه· وهذا من إفرازات الرأسمالية العالمية التي أقنعت الناس بذلك عبر الدعاية والإعلان في وسائل الإعلام المختلفة. إن المذاهبَ الرأسمالية ترى أن المحرك الأساس للإنتاج هو الطلب، فحيثما وُجِدَ الطلبُ وُجِدَ الإنتاج، ومن ثم فإن الإعلانات التجارية تتولى فتح شهية المستهلك للاستهلاك، وتلقي في روعه أنه إذا لم يستهلك السلع المعلن عنها فسيكونُ غير سعيد، وغير فعّال، وسيظهرُ بمظهرٍ غير لائق، وهذا كلُه جعل الناس يلهثون خلف سلعٍ كمالية، ويبكون عليها كما يبكي المولود في طلب الرضاعة(12). وأضحى رب الأسرة المستورة يستدين بالربا من البنوك لتلبية رغبة أسرته في السفر للخارج، أو لإقامة حفلةِ زواجٍ لابنه أو ابنته تليق بواقع الناس· وهكذا يقال في العمران والأثاثِ والمراكبِ والملابس والمطاعم وغيرها، بينما نلحظ أن منهج الإسلام تربيةُ الناس على الاستغناء عن الأشياء بدل الاستغناء بها حتى لا تستعبدهم المادة كما هو حال كثير من الناس اليوم؛ إذ أصبحوا منساقين بلا إرادة ولا تبصر إلى الإسراف وهدر الأموال فيما لا ينفع تقليداً للغير. فاتقو الله ربكم، واحفظوا أموالكم، وخذوها من حق، وأنفقوها في الحق؛ فإنكم مسؤولون عنها يوم القيامة. وصلوا وسلموا على نبيكم كما أمركم بذلك ربكم،،، *** (1) انظر: صحيح البخاري كتاب الرقاق، وهو جزء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «لن ينجي أحد منكم عمله» (6463) . (2) الأدب المفرد للبخاري (2/182) عن نضرة النعيم (9/3894) . (3) أخرجه البخاري معلقاً مجزوماً به، انظر: الفتح (10/253) والنسائي في الزكاة باب الاختيال في الصدقة (5/78) وابن ماجه في اللباس باب ألبس ماشئت ما أخطأك سرف أو مخيلة (3605) وصححه الألباني في صحيح النسائي (2399) . (4) أخرجه أحمد (5/244) قال المنذري: ورجاله ثقات (3/142) وذكره الألباني في الصحيحة (353) وحسنه في صحيح الجامع (2665) . (5) عيون الأخبار لابن قتيبة (1/351) . (6) إحياء علوم الدين مع اتحاف السادة المتقين (6/160) . (7) اتحاف السادة المتقين للزبيدي (6/160) . (8) الطبقات الكبرى لابن سعد (8/110) . (9) الحث على التجارة والصناعة والعمل لأبي بكر الخلال (58-59) برقم (32). (10) المصدر السابق (42) والزهد لوكيع (3/782) . (11) المصدر السابق (40ـ41) برقم (14) ومناقب عمر بن الخطاب لابن الجوزي (196) . (12) انظر: مدخل إلى التنمية المتكاملة د. عبدالكريم بكار (343).
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ المتدور الاسباني على المشاركة المفيدة: |
03-21-2012, 01:34 AM | رقم المشاركة : 10 |
شكراً: 1,372
تم شكره 1,691 مرة في 741 مشاركة
|
رد: ْْ الاجازة ْْْ
103- أوقات الشباب في الإجازة إبراهيم بن محمد الحقيل الجمعة 27/2/1420هـ أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أيها المؤمنون: صلاحُ الذرية واستقامتُهم على أمر الله تعالى، وتحليهم بالأخلاق السامية، واهتمامهم بالأمور العالية، واشتغالهم بما ينفعهم في دينهم ودنياهم؛ سببٌ لسرور الآباء والأمهات [وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ] {الفرقان:74} سئل الحسن رحمه الله تعالى: في الدنيا أم في الآخرة؟ قال: «في الدنيا، يرى الرجل من ولده وزوجه عملاً تَقَرُّ به عينه» (1). وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «أما إنه لم يكن قُرّةُ أعينٍ أن يرونه صحيحاً جميلاً؛ ولكن أن يرونه مطيعاً لله عزوجل»(2). ولأجلِ ذلك اهتم سلفنا الصالحُ بالشباب المسلم اهتماماً عظيماً، تعليماً وتربية، وتوجيهاً ورعاية؛ حتى الصبيان منهم والصغار كانوا يجدون أعظم اهتمام، يجلس إليهم كبار العلماء، وأئمة الحديث، يحدثونهم ويعلمونهم. هذا الأعمش الإمام المحدث المشهور يمرُ عليه رجل وهو يحدث فقال له: تحدث هؤلاء الصبيان فقال رحمه الله: «إن هؤلاء يحفظون عليك دينك» (3)، أي: أنه يحدثهم فيحفظون حديثه فهم يحفظون الدين ثم يبلغونه. وقال: «كان إسماعيلُ بن رجاء يجمع صبيان الكُتَّاب يحدثهم حتى لا ينسى حديثه» (4). كانوا يعلمونهم الأدب والعلم، وينشئونهم على طاعة الله عز وجل، ويزرعون فيهم الهمم العالية، ويوقدون في قلوبهم الحماسة للأعمالِ الجليلة، والمهامِ العظيمة، قال عروة بن الزبير لبنيه: «أي بَنيَّ، هلموا فتعلموا؛ فإنكم توشكون أن تكونوا كبار قوم، وإني كنت صغيراً لا يُنظر إليّ؛ فلما أدركت من السن ما أدركت جعل الناس يسألونني، وما أشدَّ على امرىءٍ أن يسأل عن شيء من أمر دينه فيجهله»(5). قارنوا بين هذا الكلام المتين، والتوجيه الحكيم، وبين من يسلم أولاده لقناة منحرفة، أو مربية كافرة، أو يجعلُ مثَلَهم الأعلى مغنياً هابطاً، أو رياضياً جاهلاً، فما أبعد ما بينهما!! وليس مقصود هذا الكلام أن يصبح الشباب كلهم علماء في الشريعة، فذلك حسن ولكنه غير ممكن؛ ولكن المطلوب حفظُ أوقاتهم من الهدر، وشبابهم من الضياع، وأخلاقِهم من الانهيار، وعقولهم من الجمود، وأجسادهم من الكسل. ولنا في سلفنا الصالح قدوة؛ حيث كانوا يرفعونهم عن دنايا الأمور، ويربأون بهم عن رديء الأخلاق، وضياع الأوقات في العطالة والبطالة، ويحفظونهم من مصاحبة الأشرار وقرناء السوء، ويوجهونهم إلى ما ينفعُهم حتى في أمور الدنيا. قال عليُ بن جعفر: مضى أبي إلى أحمد بن حنبل وذهب بي معه، فقال له: يا أبا عبدالله هذا ابني، فدعا لي وقال لأبي: «ألْزِمُه السوق وجنبه الأقران» (6). فحذّره من قرناء السوء، وصحبة البطالين، ووجهه إلى السوق؛ حتى يتعلم ويكتسب. ولا يلزمُ من ذلك أن يكون محتاجاً إلى المال، ولو لم يشتغلْ إلا المحتاجون حاجة شديدة لتعطلت مصالح العباد، إنما العمل طاعة وعبادة، فيه نفع للنفس، ونفع للناس، ونفع للأمة بزيادة الإنتاج، وذلك خيرٌ من القعود والكسل، يقول شعيب بن حرب: «لا تحقرن فلساً تطيعُ الله في كسبه، وليس الفلسُ يراد إنما الطاعةُ تراد، عسى أن تشتري به بقلاً فلا يستقر في جوفك حتى يُغفر لك» (7). ولكن ربما يستحيي بعضُ الشباب أن ينزل إلى السوق؛ فيبيع ويشتري مع أن هذا ليس من مواطن الحياء، فماذا عليه لو أصلح شؤون الدار، وما من دارٍ إلا وفيها ما يحتاج إلى إصلاح وصيانة، وربُ الأسرة عن ذلك مشغول، وكثيرٌ من الأعطال في الدور لا تحتاج مهندساً خبيراً؛ لكنها تحتاج جادّاً صبوراً، ومن المؤسف جداً أن تُستدعى إلى البيت شركة أو مؤسسة من أجل إصلاح خلل سهل يمكن إصلاحه من دونها، وفي البيت خمسة رجالٍ أو عشرة يمكنهم أن يبنوا بيتاً لو استثمروا؛ ولكنه سوءُ التربية، وضعفُ الشعور بالمسؤولية، والاتكالية المفرطة، والرفاهية المسرفة؛ التي تجعل الشاب يأنف من كل شيء، ولا يحسن أي صنعة أو عمل. ولقد كان الإمام أحمد وهو إمام أهل عصره، يعمل شؤون داره بنفسه ولو أراد لأومأ بيده فبنت له الأمة عشرين داراً؛ ولكنه نبذ الكسل والتواكل. يقول ابنه صالح: «كان أبي ربما أخذ القَدُّوم وخرج إلى دار السكان يعمل الشيء بيده»(8). وقال عمر بن الخطاب: «الخُرْقُ في المعيشة أخوف عندي عليكم من العوز، لا يقل شيء مع الإصلاح، ولا يبقى شيء مع الفساد»(9). وأعظم شيء تُقضى فيه أوقات الفراغ: تعلمُ العلم وتعليمُه والدعوة إلى الله عزوجل، ماذا على الشاب الذي حفظ القرآن أو جزءاً منه أن يَعلِّم غيره ممن لم يحفظ «وخيركم من تعلم القرآن وعلمه»(10). وإلحاق الأولاد في حلقات التحفيظ من أعظم وسائل نفعهم، وحفظ أوقاتهم من الضياع، وأخلاقهم من الفساد. وجزى الله القائمين على تعليم أولادنا القرآن خير الجزاء؛ إذ بذلوا أوقاتهم، وصرفوا أعمارهم في خدمة كتاب الله تعالى، ونَفْعِ شباب المسلمين به. والدورات العلمية، والدروس، والمحاضرات من الكثرة بما لايدع فراغاً عند الطالب الجادّ والحريص. وأصحاب التخصصات التجريبية الذين ليس لهم ميول إلى العلوم الشرعية ماذا عليهم لو قضوا أوقاتهم فيما يستطيعون من التجارب والأبحاث في تخصصاتهم المختلفة؟! وهم في أبحاثهم وتجاربهم في عبادة مادام قصدهم نفع المسلمين. ولو وجد هذا الحس والشعور عند شباب المسلمين لقضي على كثير من مشاكلهم التي أنتجها الفراغ، ولأحسوا بطعم الحياة حلوة في ميادين البحث والعلم والتجارب، ولنفعوا أمتهم نفعاً عظيماً. إن تعطيل إمكانيات الشباب، وعدم توجيه طاقاتهم إلى ما ينفع يعود بالضرر على الجميع. وأعظم ضرر يجنيه بعد فساد دينهم وأخلاقهم تبلد إحساسهم، وانحطاط همتهم، وقصور إرادتهم، والإنسان يختلف عن الحيوان في هذه الناحية. فالحيوان يولد مبرمجاً برمجة كاملة يظل إنتاجه كما هو منذ ولادته حتى وفاته، فدودة القز مثلاً تنسج خيوط الحرير بنفس الطريقة، وعلى نفس المستوى من الدقة منذ وجدت وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. أما الإنسان فهو بمنزلة مشروع مقترح ومفتوح لكل احتمالات التألق والانطفاء، والطموح والجمود، وإمكانيات الخير والشر. ومعضلة الإنسان أنه لا يشعر بالحاجة إلى المجاهدة، فهو في الغالب يتوهم أنه قد ورث كل الكمال في العقل والجسم، وأنه يمثل كل الكمال في الفعل والسلوك (11). وهذا ما يجعل كثيراً من الشباب يظنون أنهم ماداموا نجحوا في دراستهم فقد انتهى دورهم من الحياة حتى تُفتح المدارس مرة أخرى!! فلا يحفظون أوقاتهم، ولا يستثمرون شبابهم. يقضون الليل في سهر لا يفيد، والنهار في نوم وبطالة، وهم مع ذلك يشعرون أنهم لم يقصروا في شيء ما داموا قد نجحوا. وهذا هو عين المشكلة، وجوهر المعضلة. لا بد أن يزال هذا الشعور الخاطئ بخلفياته وتراكماته، ولا بد أن يغرس في قلوب الشباب أنهم قادرون على الإنتاج والعطاء والنجاح أكثر وأكثر، وأن الأمة في أمس الحاجة إلى عطاءاتهم وإبداعاتهم حتى في أيام إجازاتهم، أسأل الله تعالى أن يصلح شباب المسلمين، وأن يجعلهم قرة أعين لوالديهم إنه سميع مجيب. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم... الخطبة الثانية الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فاتقوا الله - عباد الله - وحافظوا على أوقاتكم؛ فإن الأيام تمر سريعاً، وكل يوم يمر على العبد يباعده عن الدنيا، ويقربه من الآخرة، وهو شهيد عليه يوم القيامة. أيها المؤمنون: قيمة الوقت في الإسلام عظيمة؛ ولذا أقسم الله بأجزائه وعلاماته في آيات كثيرة [وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا] {الشمس:1-2}[وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى(1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى(2)] {الليل}. [وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى] {الضُّحى:1-2} [وَالعَصْرِ(1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)] {العصر}. وامتن الله تعالى بنعمة الوقت على عباده في مواضع كثيرة من كتابه، وفي الفقه الإسلامي للوقت قيمته وأهميته؛ فقد قرر الفقهاء أن الأجل في البيع يقابل بشيء من الثمن؛ فمن اشترى بثمن مؤجل ليس كمن اشترى بثمن مقبوض، فقوِّم الزمن بالمال لأهميته. والدول المتقدمة في اقتصادها ونموها تدرك أهمية الوقت؛ ولذا فهي تحسب تكلفة السلع من خلال ساعات العمل التي تنفقها فيها؛ إذ لا تختلف قيمة الوقت عن قيمة المواد الأولية المستخدمة فيها(12)، ولعل من الطريف أن تعلموا أن دولة من الدول الصناعية الكبرى عينت من ضمن وزرائها وزيراً للأوقات الضائعة (13)، ومع بالغ الأسف فإن الأمة الإسلامية التي حثت نصوص دواوينها على الوقت أكثر من أية أمة أخرى تضيع أوقات شبابها في الإجازات هدراً. سهر في الليل، ونوم في النهار. قلوب خالية من دوافع وأهداف، ونفوس لا تتحمل المسؤوليات، وذلك من سوء التربية. ويزداد الأمر خطورة بسفر الشباب مع أسرهم أو وحدهم إلى بلاد الفجور والمواخير؛ للانغماس في الرذائل والشهوات. وتتحمل مؤسسات السفر والسياحة وزر الإعلانات المرغبة لهم في هذا السفر المحرم، ويساعد على هذا الإثم والبغي القروض الربوية الميسرة التي تعلن عنها دور الربا ومؤسساته بقصد جني الأرباح الربوية، فهل تهدم أمة شبابها بأيديها في وقت أيقن العالم كله أن بناء الأمة لا يكون إلا بسواعد أبنائها. فاتقوا الله ربكم، واحفظوا شبابكم، ووجهوهم إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وصلوا وسلموا على محمد بن عبدالله كما أمركم بذلك ربكم... (1) العيال لابن أبي الدنيا (2/608). (2) العيال (2/609) وانظر: الدر المنثور للسيوطي (5/149). (3) شرف أصحاب الحديث للخطيب (64). (4) العيال (2/804). (5) العيال (2/802). (6) الحث على التجارة والصناعة والعمل لأبي بكر الخلال (59). (7) الحث على التجارة والصناعة والعمل لأبي بكر الخلال (54). (8) الحث على التجارة والصناعة والعمل (39) وسير أعلام النبلاء (11/209). (9) الحث على التجارة والصناعة والعمل (40-41) ومناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابن الجوزي (196) والزهد لهنّاد (1289). (10) حديث صحيح رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه و أخرجه أحمد (1/57) والطيالسي (73) والبخاري في فضائل القرآن باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه (5027) وأبوداود في الصلاة باب ثواب قراءة القرآن (1452) والترمذي في ثواب القرآن باب ما جاء في تعليم القرآن (2907) وابن ماجه في السنة باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (212). (11) انظر: مدخل إلى التنمية المتكاملة للدكتور عبدالكريم بكار (113). (12) المصدر السابق (216). (13) المصدر السابق (42) والدولة التي وضعت وزيراً للأوقات الضائعة هي فرنسا في فترة حكومة الهالك (فرانسوا ميتران).
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ المتدور الاسباني على المشاركة المفيدة: |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|