سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

العودة   ملتقى مونمس ® > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي العام

المنتدى الإسلامي العام يحوي قصص وروايات ومواضيع دينية نصية

!~ آخـر 10 مواضيع ~!
إضغط على شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع
من 5 عدد المصوتين: 0
انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-14-2009, 08:22 PM
الصورة الرمزية o.b.r
مشرف سابق
 
شكراً: 109
تم شكره 212 مرة في 103 مشاركة

o.b.r عضوية تخطو طريقها









افتراضي الحــــــــج

 
الحــــــــج


قال الله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} [البقرة:197]،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».

فينبغي - أخي الحاج - أن تقوم بشعائر الحج على سبيل التعظيم والإجلال والمحبة والخضوع لله رب العالمين، فتؤديها بسكينة ووقار، واتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.


وينبغي - أخي - أن تشغل هذه المشاعر العظيمة بالذكر والتكبير والتسبيح والاستغفار؛ لأنك في عبادة من حين أن تشرع في الإحرام حتى تحل منه.

وهذه بعض الإرشادات المختصرة لأعمال الحج، نسأل الله أن ينفعنا وينفعكم بها...
رد مع اقتباس
قديم 11-14-2009, 08:23 PM   رقم المشاركة : 2
o.b.r
مشرف سابق






 

الحالة
o.b.r غير متواجد حالياً

 
o.b.r عضوية تخطو طريقها

شكراً: 109
تم شكره 212 مرة في 103 مشاركة

 
افتراضي صفة الحج

صفة الحج

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

حج بيت الله الحرام ركن من أركان الإسلام لقوله تعالى { وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } [آل عمران:97]. وقوله صلى الله عليه وسلم: « بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا » متفق عليه. فالحج واجب على كل مسلم مستطيع مرة واحدة في العمر.

الاستطاعة هي أن يكون المسلم صحيح البدن، يملك من المواصلات ما يصل به إلى مكة حسب حاله، ويملك زاداً يكفيه ذهاباً وإياباً زائداً على نفقات من تلزمه نفقته. ويشترط للمرأة خاصة أن يكون معها محرم.

المسلم مخير بين أن يحج مفرداً أو قارناً أو متمتعاً. والإفراد هو أن يحرم بالحج وحده بلا عمرة.
والقران هو أن يحرم بالعمرة والحج جميعاً.
والتمتع هو أن يحرم بالعمرة خلال أشهر الحج ( وهي شوال و ذو القعدة وذو الحجة ) ثم يحل منها ثم يحرم بالحج في نفس العام.

ونحن في هذه المطوية سنبين صفة التمتع لأنه أفضل الأنساك الثلاثة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به أصحابه.

إذا وصل المسلم إلى الميقات يستحب له أن يغتسل ويُطيب بدنه، لأنه صلى الله عليه وسلم اغتسل عند إحرامه [صحيح الترمذي للألباني]، ولقول عائشة رضي الله عنها: « كنت أطيب رسول الله لإحرامه قبل أن يحرم » [متفق عليه]. ويستحب له أيضاً تقليم أظافره وحلق عانته وإبطيه.

والمواقيت خمسة هي:
1- ذو الحليفة، وتبعد عن مكة 428كم. .
2- الجحفة، قرية بينها وبين البحر الأحمر 10كم، وهي الآن خراب، ويحرم الناس من رابغ التي تبعد عن مكة 186كم.
3- يلملم، وادي على طريق اليمن يبعد 120كم عن مكة، ويحرم الناس الآن من قرية السعدية.
4- قرن المنازل: واسمه الآن السيل الكبير يبعد حوالي 75كم عن مكة.
5- ذات عرق: ويسمى الضَريبة يبعد 100كم عن مكة، وهو مهجور الآن لا يمر عليه طريق.
تنبيه: هذه المواقيت لمن مر عليها من أهلها أو من غيرهم.
ـ من لم يكن على طريقه ميقات أحرم عند محاذاته لأقرب ميقات.
ـ من كان داخل حدود المواقيت كأهل جدة ومكة فإنه يحرم من مكانه.

ثم يلبس الذكر لباس الإحرام ( وهو إزار ورداء ) ويستحب أن يلبس نعلين، لقوله صلى الله عليه وسلم: « ليحرم أحدكم في إزار ورداء ونعلين » [رواه أحمد وصححه احمد شاكر ( 7/169)].

أما المرأة فتحرم في ما شاءت من اللباس الساتر الذي ليس فيه تبرج أو تشبه بالرجال، دون أن تتقيد بلون محدد. ولكن تجتنب في إحرامها لبس النقاب والقفازين لقوله صلى الله عليه وسلم: « لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين » [رواه البخاري]، ولكنها تستر وجهها عن الرجال الأجانب بغير النقاب، لقول أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: « كنا نغطي وجوهنا من الرجال في الإحرام » [رواه الحاكم (1/454) وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي].

ثم بعد ذلك ينوي المسلم بقلبه الدخول في العمرة، ويشرع له أن يتلفظ بما نوى، فيقول: ( لبيك عمرة ) أو ( اللهم لبيك عمرة ). والأفضل أن يكون التلفظ بذلك بعد استوائه على مركبه، كالسيارة ونحوها.


ليس للإحرام صلاة ركعتين تختصان به، ولكن لو أحرم المسلم بعد صلاة فريضة فهذا أفضل، لفعله صلى الله عليه وسلم [رواه مسلم].
من كان مسافراً بالطائرة فإنه يحرم إذا حاذى الميقات.
للمسلم أن يشترط في إحرامه إذا كان يخشى أن يعيقه أي ظرف طارئ عن إتمام عمرته وحجه. كالمرض أو الخوف أو غير ذلك، فيقول بعد إحرامه: ( إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني ) وفائدة هذا الاشتراط أنه لو عاقه شيء فإنه يحل من عمرته بلا فدية.
ثم بعد الإحرام يسن للمسلم أن يكثر من التلبية، وهي قول: ( لبيك اللهم لبيك ن لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك ) يرفع بها الرجال أصواتهم، أما النساء فيخفضن أصواتهن.

ثم إذا وصل الكعبة قطع التلبية واضطبع بإحرامه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم طاف مضطبعاً [كما في صحيح أبي داود للألباني (1658)]، ثم استلم الحجر الأسود بيمينه ( أي مسح عليه ) وقبله قائلاً: ( الله أكبر ) [رواه البخاري]، فإن لم يتمكن من تقبيله بسبب الزحام فإنه يستلمه بيده ويقبل يده [متفق عليه].

فإن لم يستطع استلمه بشيء معه ( كالعصا ) وما شابهها وقبّل ذلك الشيء، فإن لم يتمكن من استلامه استقبله بجسده وأشار إليه بيمينه - دون أن يُقبلها - قائلاً: ( الله أكبر ) [رواه البخاري]، ثم يطوف على الكعبة 7 أشواط، يبتدئ كل شوط بالحجر الأسود وينتهي به، ويُقَبله ويستلمه مع التكبير كلما مر عليه، فإن لم يتمكن أشار إليه بلا تقبيل مع التكبير - كما سبق -، ويفعل هذا أيضا في نهاية الشوط السابع.
أما الركن اليماني فإنه كلما مر عليه استلمه بيمينه دون تكبير [متفق عليه]، فإن لم يتمكن من استلامه بسبب الزحام فإنه لا يشير إليه ولا يكبر، بل يواصل طوافه.

ويستحب له أن يقول في المسافة التي بين الركن اليماني والحجر الأسود ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) [صحيح أبي داود (1666)].


ليس للطواف ذكر خاص به فلو قرأ المسلم القرآن أو ردد بعض الأدعية المأثورة أو ذكر الله فلا حرج.
يسن للرجل أن يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى من طوافه. والرَمَل هو الإسراع في المشي مع تقارب الخطوات، لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك في طوافه [متفق عليه].
ينبغي للمسلم أن يكون على طهارة عند طوافه، لأنه صلى الله عليه وسلم توضأ قبل أن يطوف [متفق عليه].
إذا شك المسلم في عدد الأشواط التي طافها فإنه يبني على اليقين، أي يرجح الأقل، فإذا شك هل طاف 3 أشواط أم 4 فإنه يجعلها 3 احتياطاً ويكمل الباقي.
ثم إذا فرغ المسلم من طوافه اتجه إلى مقام إبراهيم عليه السلام وهو يتلو قوله تعالى { وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } [البقرة:125]، ثم صلى خلفه ركعتين بعد أن يزيل الاضطباع ويجعل رداءه على كتفيه.
ويسن أن يقرأ في الركعة الأولى سورة { قُلْ يأَيُّهَا الْكَافِرُونَ } وفي الركعة الثانية سورة { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } [رواه مسلم].
إذا لم يتمكن المسلم من الصلاة خلف المقام بسبب الزحام فإنه يصلي في أي مكان من المسجد، ثم بعد صلاته عند المقام يستحب له أن يشرب من ماء زمزم، ثم يتجه إلى الحجر الأسود ليستلمه بيمينه [رواه مسلم]. فإذا لم يتمكن من ذلك فلا حرج عليه.

ثم يتجه المسلم إلى الصفا، ويستحب له أن يقرأ إذا قرب منه قوله تعالى: { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } [البقرة:158]، ويقول ( نبدأ بما بدأ الله به ) ثم يستحب له أن يرقى على الصفا فيستقبل القبلة ويرفع يديه، ويقول - جهراً -: ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ) ثم يدعو - سراً - بما شاء، ثم يعيد الذكر السابق، ثم يدعو ثانية ثم يعيد الذكر السابق مرة ثالثة ولا يدعو بعده [رواه مسلم].

ثم ينزل ويمشي إلى المروة، ويسن له أن يسرع في مشيه فيما بين العلمين الأخضرين في المسعى، فإذا وصل المروة استحب له أن يرقاها ويفعل كما فعل على الصفا من استقبال القبلة ورفع اليدين والذكر والدعاء السابق. وهكذا يفعل في كل شوط.
أما في نهاية الشوط السابع من السعي فإنه لا يفعل ما سبق.

ليس للسعي ذكر خاص به. ولكن يشرع للمسلم أن يذكر الله ويدعوه بما شاء، وإن قرأ القرآن فلا حرج.
يستحب أن يكون المسلم متطهراً أثناء سعيه.
إذا أقيمت الصلاة وهو يسعى فإنه يصلي مع الجماعة ثم يكمل سعيه.
ثم إذا فرغ المسلم من سعيه فإنه يحلق شعر رأسه أو يقصره، والتقصير هنا أفضل من الحلق، لكي يحلق شعر رأسه في الحج.

لابد أن يستوعب التقصير جميع أنحاء الرأس، فلا يكفي أن يقصر شعر رأسه من جهة واحدة.

المرأة ليس عليها حلق، وإنما تقصر شعر رأسها بقدر الإصبع من كل ظفيرة أو من كل جانب، لقوله صلى الله عليه وسلم: « ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير » [صحيح أبي داود:1748].
ثم بعد الحلق أو التقصير تنتهي أعمال العمرة، فيحل المسلم إحرامه إلى أن يحرم بالحج في يوم ( 8 ذي الحجة ).

إذا كان يوم ( 8 ذي الحجة ) وهو المسمى يوم التروية أحرم المسلم بالحج من مكانه الذي هو فيه وفعل عند إحرامه بالحج كما فعل عند إحرامه بالعمرة من الاغتسال والتطيب.... الخ، ثم انطلق إلى منى فأقام بها وصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، يصلي كل صلاة في وقتها مع قصر الرباعية منها ( أي يصلي الظهر والعصر والعشاء ركعتين ).

فإذا طلعت شمس يوم ( 9 ذي الحجة وهو يوم عرفة ) توجه إلى عرفة، ويسن له أن ينزل بنمرة ( وهي ملاصقة لعرفة )، ويبقى فيها إلى الزوال ثم يخطب الإمام أو من ينوب عنه الناسَ بخطبة تناسب حالهم يبين لهم فيها ما يشرع للحجاج في هذا اليوم وما بعده من أعمال، ثم يصلي الحجاج الظهر والعصر قصراً وجمعاً في وقت الظهر، ثم يقف الناس بعرفة، وكلها يجوز الوقوف بها إلا بطن عُرَنة، لقوله صلى الله عليه وسلم: « عرفة كلها موقف وارفعوا عن بطن عُرَنة » [رواه الحاكم (1/462) وصححه الأرناؤط في تعليقه على شرح مشكل الآثار للطحاوي (3/229)]، ولكن يستحب للحاج الوقوف خلف جبل عرفة مستقبلاً القبلة، لأنه موقف النبي صلى الله عليه وسلم [رواه مسلم]، إن تيسر ذلك. ويجتهد في الذكر والدعاء المناسب، ومن ذلك ما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: « خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير » [رواه الترمذي وحسنه الألباني في المشكاة (2/797)].

التروية: سمي بذلك لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء، لأن منى لم يكن بها ماء ذلك الوقت
بطن عُرَنة: وهو وادي بين عرفة ومزدلفة.
جبل عرفة: ويسمى خطأ ( جبل الرحمة ) وليست له أي ميزة على غيره من أرض عرفة، فينبغي عدم قصد صعوده أو التبرك بأحجاره كما يفعل الجهال.

يستحب للحاج أن يكون وقوفه بعرفة على دابته، لأنه صلى الله عليه وسلم وقف على بعيره [صحيح النسائي للألباني (2813)]، وفي زماننا هذا حلت السيارات محل الدواب، فيكون راكباً في سيارته، إلا إذا كان نزوله منها أخشع لقلبه.
لا يجوز للحاج مغادرة عرفة إلى مزدلفة قبل غروب الشمس.

فإذا غربت الشمس سار الحجاج إلى مزدلفة بسكينة وهدوء وأكثروا من التلبية في طريقهم، فإذا وصلوا مزدلفة صلوا بها المغرب ثلاث ركعات والعشاء ركعتين جمعاً، بأذان واحد ويقيمون لكل صلاة، وذلك عند وصولهم مباشرة دون تأخير. ( وإذا لم يتمكنوا من وصول مزدلفة قبل منتصف الليل فإنهم يصلون المغرب والعشاء في طريقهم خشية خروج الوقت ).

ثم يبيت الحجاج في مزدلفة حتى يصلوا بها الفجر، ثم يسن لهم بعد الصلاة أن يقفوا عند المشعر الحرام مستقبلين القبلة، مكثرين من ذكر الله والدعاء مع رفع اليدين، إلى أن يسفروا - أي إلى أن ينتشر النور- لفعله صلى الله عليه وسلم [رواه مسلم].

يجوز لمن كان معه نساء أو ضَعَفة أن يغادر مزدلفة إلى منى إذا مضى ثلثا الليل تقريباً، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: « بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضَعَفة من جمع بليل » [متفق عليه].


مزدلفة كلها موقف، ولكن السنة أن يقف بالمشعر الحرام كما سبق، لقوله صلى الله عليه وسلم: « وقفت هاهنا ومزدلفة كلها موقف ) » [رواه مسلم].
ثم ينصرف الحجاج إلى منى مكثرين من التلبية في طريقهم، ويسرعون في المشي إذا وصلوا وادي مُحَسِّر، ثم يتجهون إلى الجمرة الكبرى ( وهي جمرة العقبة ) ويرمونها بسبع حصيات ( يأخذونها من مزدلفة أو منى حسبما تيسر ) كل حصاة بحجم الحمص تقريباً .

المشعر الحرام: وهو الآن المسجد الموجود بمزدلفة.
جمع: جمع هي مزدلفة، سميت بذلك لأن الحجاج يجمعون فيها صلاتي المغرب والعشاء.
وادي مُحَسِّر: وهو وادي بين منى ومزدلفة وسمي بذلك لأن فيل أبرهة حَسَرَ فيه، أي وقف، فهو موضع عذاب يسن الإسراع فيه.

يرفع الحاج يده عند رمي كل حصاة قائلاً: ( الله أكبر )، ويستحب أن يرميها من بطن الوادي ويجعل مكة عن يساره ومنى عن يمينه، لفعله صلى الله عليه وسلم [رواه مسلم]. ولا بد من وقوع الحصى في بطن الحوض - ولا حرج لو خرجت من الحوض بعد وقوعها فيه - أما إذا ضربت الشاخص المنصوب ولم تقع في الحوض لم يجزئ ذلك.

ثم بعد الرمي ينحر الحاج ( الذي من خارج الحرم ) هديه، ويستحب له أن يأكل منه ويهدي ويتصدق. ويمتد وقت الذبح إلى غروب الشمس يوم ( 13 ذي الحجة ) مع جواز الذبح ليلاً، ولكن الأفضل المبادرة بذبحه بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد، لفعله صلى الله عليه وسلم. ( وإذا لم يجد الحاج الهدي صام 3 أيام في الحج ويستحب أن تكون يوم 11 و 12 و 13 و 7 أيام إذا رجع إلى بلده ).


ثم بعد ذبح الهدي يحلق الحاج رأسه أو يقصر منه، والحلق أفضل من التقصير، لأنه صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين بالمغفرة 3 مرات وللمقصرين مرة واحدة [متفق عليه].
بعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير يباح للحاج كل شيء حرم عليه بسبب الإحرام إلا النساء، ويسمى هذا التحلل ( التحلل الأول )، ثم يتجه الحاج - بعد أن يتطيب - إلى مكة ليطوف بالكعبة طواف الإفاضة المذكور في قوله تعالى: { ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُواْ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ } [الحج:29]. لقول عائشة رضي الله عنها: « كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحله قبل أن يطوف بالبيت » [متفق عليه]، ثم يسعى بعد هذا الطواف سعي الحج.

وبعد هذا الطواف يحل للحاج كل شيء حرم عليه بسبب الإحرام حتى النساء، ويسمى هذا التحلل ( التحلل التام ).
الأفضل للحاج أن يرتب فعل هذه الأمور كما سبق ( الرمي ثم الحلق أو التقصير ثم الذبح ثم طواف الإفاضة )، لكن لو قدم بعضها على بعض فلا حرج.

ثم يرجع الحاج إلى منى ليقيم بها يوم ( 11 و 12 ذي الحجة بلياليهن ) إذا أراد التعجل ( بشرط أن يغادر منى قبل الغروب )، أو يوم ( 11 و 12 و 13 ذي الحجة بلياليهن ) إذا أراد التأخر، وهو أفضل من التعجل، لقوله تعالى { فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى } [البقرة:203].

ويرمي في كل يوم من هذه الأيام الجمرات الثلاث بعد الزوال 35 مبتدئاً بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، بسبع حصيات لكل جمرة، مع التكبير عند رمي كل حصاة.
ويسن له بعد أن يرمي الجمرة الصغرى أن يتقدم عليها في مكان لا يصيبه فيه الرمي ثم يستقبل القبلة ويدعو دعاء طويلاً رافعاً يديه، ويسن أيضاً بعد أن يرمي الجمرة الوسطى أن يتقدم عليها ويجعلها عن يمينه ويستقبل القبلة ويدعو دعاء طويلاً رافعاً يديه أما الجمرة الكبرى ( جمرة العقبة ) فإنه يرميها ولا يقف يدعو، لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك [رواه البخاري].

بعد فراغ الحاج من حجه وعزمه على الرجوع إلى أهله فإنه يجب عليه أن يطوف ( طواف الوداع ) ثم يغادر مكة بعده مباشرة، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: ( أمِر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خُفف عن المرأة الحائض ) [متفق عليه]، فالحائض ليس عليها طواف وداع.

مسائل متفرقة:
أجاز النبي صلى الله عليه وسلم: الصغير الذي لم يبلغ، لأن امرأة رفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم صبياً فقالت: يا رسول الله ألهذا حج ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ( نعم، ولك أجر ) [رواه مسلم]، ولكن لا تجزئه هذه الحجة عن حجة الإسلام، لأنه غير مكلف، ويجب عليه أن يحج فرضه بعد البلوغ.
يفعل ولي الصغير ما يعجز عنه الصغير من أفعال الحج، كالرمي ونحوه.
الحائض تأتي بجميع أعمال الحج غير أنها لا تطوف بالبيت إلا إذا انقطع حيضها و اغتسلت، ومثلها النفساء.
يجوز للمرأة أن تأكل حبوب منع العادة لكي لا يأتيها الحيض أثناء الحج.
يجوز رمي الجمرات عن كبير السن وعن النساء إذا كان يشق عليهن، ويبدأ الوكيل برمي الجمرة عن نفسه ثم عن موُكله. وهكذا يفعل في بقية الجمرات.
من مات ولم يحج وقد كان مستطيعاً للحج عند موته حُج عنه من تركته، وإن تطوع أحد أقاربه بالحج عنه فلا حرج.
يجوز لكبير السن والمريض بمرض لا يرجى شفاؤه أن ينيب من يحج عنه، بشرط أن يكون هذا النائب قد حج عن نفسه.

محظورات الإحرام:
لا يجوز للمحرم أن يفعل هذه الأشياء:
1- أن يأخذ شيئاً من شعره أو أظافره.
2- أن يتطيب في ثوبه أو بدنه.
3- أن يغطي رأسه بملاصق، كالطاقية والغترة ونحوها.
4- أن يتزوج أو يُزَوج غيره، أو يخطب.
5- أن يجامع.
6- أن يباشر ( أي يفعل مقدمات الجماع من اللمس والتقبيل ) بشهوة.
7- أن يلبس الذكر مخيطاً، وهو ما فُصّل على مقدار البدن أو العضو، كالثوب أو الفنيلة أو السروال ونحوه، وهذا المحظور خاص بالرجال - كما سبق -.
8- أن يقتل صيداً برياً، كالغزال والأرنب والجربوع، ونحو ذلك.

من فعل شيئاً من هذه المحظورات جاهلاً أو ناسياً أو مُكرهاً فلا إثم عليه ولا فدية.
أما من فعلها متعمداً - والعياذ بالله - أو محتاجاً لفعلها: فعليه أن يسأل العلماء ليبينوا له ما يلزمه من الفدية.
تنبيه: من ترك شيئاً من أعمال الحج الواردة في هذه المطوية فعليه أن يسأل العلماء ليبينوا له ما يترتب على ذلك.

رد مع اقتباس
قديم 11-14-2009, 08:26 PM   رقم المشاركة : 3
o.b.r
مشرف سابق






 

الحالة
o.b.r غير متواجد حالياً

 
o.b.r عضوية تخطو طريقها

شكراً: 109
تم شكره 212 مرة في 103 مشاركة

 
افتراضي فتاوى الحج للنساء

فتاوى الحج للنساء

عبد العزيز بن عبد الله بن باز


فهذه بعض الفتاوى المهمة والتي يحتاج إليها كل حاج وحاجة يريد أن يحج على بصيرة من أمر دينة قد جمعناها واخترناها من مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ ليعم نفعها ولتكن دليلاً واضحاً لمن لم يتيسر له التفقه في أحكام الحج.

ندعوا الله أن يثيب كل من قرأها أو ساهم في نشرها.

الإحرام في الثياب للمرأة

سؤال: هل يجوز للمرأة أن تحرم في أي الثياب شاءت؟

الجواب: نعم، تحرم فيما شاءت، ليس لها ملابس مخصوصة في الإحرام كما يظن بعض العامة، لكن الأفضل أن يكون إحرامها في ملابس غير جميلة وغير لافتة للنظر، لأنها تختلط بالناس، فينبغي أن تكون ملابسها غير لافتة للنظر وغير جميلة بل عادية ليس فيها فتنة، ولو أحرمت في ملابس جميلة صح إحرامها لكنها تركت الأفضل.

أما الرجل فالأفضل أن يحرم في ثوبين أبيضين - إزار ورداء - وإن أحرم في غير أبيضين فلا بأس، وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه لبس العمامة السوداء عليه الصلاة والسلام، فالحاصل أنه لا بأس أن يحرم في ثوب غير أبيض.

امرأة خلعت ملابس الإحرام بعد الإحرام بالعمرة بسبب الحيض

سؤال: امرأة أحرمت للعمرة ثم جاءها الحيض فخلعت إحرامها وألغت العمرة وسافرت فما هو الحكم؟

الجواب: هذه المرأة لم تزل في حكم الإحرام وخلعها ملابسها التي أحرمت فيها لا يخرجها عن حكم الإحرام، وعليها أن تعود إلى مكة فتكمل عمرتها وليس عليها كفارة عن خلعها ملابس وعودتها إلى بلادها إذا كانت جاهلة، لكنه إن كان لها زوج فوطأها قبل عودتها إلى أداء مناسك العمرة فإنها بذلك تفسد عمرتها، ولكن يجب عليها أن تؤدي مناسك العمرة وإن كانت فاسدة، ثم تقضيها بعد ذلك بعمرة أخرى، وعليها مع ذلك فدية وهي سُبع بدنة أو سُبع بقرة أو رأس من الغنم جذع ضأن أو ثني معز يذبح في الحرم الملكي ويوزع بين الفقراء في الحرم عن فساد عمرتها بالوطء. وللمرأة أن تحرم فيما شاءت من الملابس وليس لها ملابس خاصة بالإحرام كما يظن بعض العامة، لكن الأفضل لها أن تكون ملابس الإحرام غير جميلة حتى لا تحصل فيها الفتنة، والله أعلم.

حكم حل ضفائر شعر المرأة أثناء إحرامها

سؤال: هل حل ضفائر شعر المرأة أثناء إحرامها يعتبر محظوراً عليها أو إستعمالها الحناء في يدها أو قدميها؟

الجواب: ليس فيه بأس، حل الضفائر ليس فيه شيء ولا تتعمد قطع الشعر، أما أن تنقض ضفائرها للغسل أو غير ذلك من الأسباب فلا بأس، المحرم قطع الشعر حتى تحل من إحرامها أما كونها تحل الضفائر أو تغسل الرأس بشيء أو تختضب بالحناء أو ما أشبه ذلك فلا يضر، فليس فيه محظور، ولكن إذا خضبت يديها أو رجليها تسترها عن الناس، تكون ساترة لهما بالثياب أو الملابس هذه فتنة.

فلو خلط الحناء بما يشبة الطيب؟

لا. الطيب لا. ممنوع، لكن الحناء ليس معها شيء فلا بأس لكن تكون اليد مستورة؛ مستورة اليد والرجل عند الطواف والسعي والوجود بين الرجال.

حكم سقوط شعر من الرأس

سؤال: ماذا تفعل المرأة المحرمة إذا سقطت من رأسها شعرة رغماً عنها؟

الجواب: إذا سقطت من رأس المحرم ـ ذكراً أو أنثى ـ شعرات عند مسحه في الوضوء أو عند غسله لم يضره ذلك، وهكذا من لحية الرجل أو من شاربه أو من أظفاره شيء لا يضره إذا لم يتعمد ذلك، إنما المحظور أن يتعمد قطع شيء، أما شيء يسقط من غير تعمد فهذه شعرات ميتة تسقط عند الحركة فلا يضر والله أعلم.

سؤال: هل يجوز للحائض قراءة كتب الأدعية يوم عرفة على الرغم من أن بها آيات قرآنية؟

الجواب: لا حرج أن تقرأ الحائض والنفساء الأدعية المكتوبة في مناسك الحج، ولا بأس أن تقرأ القرآن على الصحيح أيضاً، لأنه لم يرد نص صحيح صريح يمنع الحائض والنفساء من قراءة القرآن، إنما ورد في الجُنب خاصة بأن لا يقرأ القرآن وهو جنب، لحديث علي رضي الله عنه وأرضاه أما الحائض والنفساء فورد فيهما حديث ابن عمر (لاتقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن)، ولكنه ضعيف لأن الحديث من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازين وهو ضعيف في روايته عنهم.

ولكنها تقرأ بدون مس المصحف عن ظهر قلب، أما الجنب فلا يجوز له أن يقرأ القرآن لا عن ظهر قلب ولا من المصحف حتى يغتسل، والفرق بينهما أن الجنب وقته يسير وفي إمكانه أن يغتسل في الحال من حين يفرغ من إتيان أهله فمدته لا تطول والأمر في يده متى شاء اغتسل، وإن عجز عن الماء تيمم وصلى وقرأ، أما الحائض والنفساء فليس بيدهما وإنما هو بيد الله عز وجل فمتى طهرت من حيضها أو نفاسها اغتسلت، والحيض يحتاج إلى أيام والنفاس كذلك، ولهذا أبيح لهما قراءة القرآن لئلا تنسيانه، ولئلا يفوتها فضل القراءة، وتعلم الأحكام الشرعية من كتاب الله، فمن باب أولى أن تقرأ الكتب التي فيها الأدعية المخلوطة من الأحاديث والآيات إلى غير ذلك. هذا هو الصواب، وهو أصح قولي العلماء رحمهم الله في ذلك.

حكم تناول حبوب منع الحيض

سؤال: هل من المباح للمرأة أن تأخذ حبوباً تؤجل بها الدورة الشهرية حتى تؤدي فريضة الحج؟ وهل لها مخرج آخر؟

الجواب: لا حرج أن تأخذ المرأة حبوب منع الحيض تمنع الدورة الشهرية أيام رمضان حتى تصوم مع الناس، وفي أيام الحج حتى تطوف مع الناس ولا تتعطل عن أعمال الحج، وإن وجد غير الحبوب يمنع من الدورة فلا بأس إذا لم يكن فيه محذور شرعاً أو مضرة.

سؤال: كيف تصلي الحائض ركعتي الإحرام؟ وهل يجوز للمرأة ترديد أي الذكر الحكيم في سرها؟

الجواب:

أ)- الحائض لا تصلي ركعتي الإحرام، تحرم من غير صلاة، وركعتا الإحرام سنة عند الجمهور، وبعض أهل العلم لا يستحبها، لأنه لم يرد فيها شيء مخصوص، والجمهور استحبوها لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال له عن الله عز وجل: «صلِّ في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة» [رواه البخاري في الصحيح] أي: في وادي العقيق في حجة الوداع، وجاء عن الصحابة أنه صلى ثم أحرم فاستحب الجمهور أن يكون الإحرام بعد صلاة إما فريضة وإما نافلة يتوضأ ويصلي ركعتين.

والحائض والنفساء ليستا من أهل الصلاة فتحرمان من دون الصلاة، ولا يشرع لهما قضاء هاتين الركعتين.

ب)- يجوز للمرأة الحائض أن تردد القرآن لفظاً على الصحيح، إما في قلبها فهذا عند الجميع، إنما الخلاف هل تتلفظ به أم لا؟

بعض أهل العلم حرم ذلك وجعل من أحكام الحيض والنفاس تحريم قراءة القرآن ومس المصحف، والصحيح جواز قراءتها للقرآن عن ظهر قلب لا من المصحف، لأنهما لم يرد فيهما نص صحيح يمنع ذلك بخلاف الجنب، فإنه ممنوع حتى يغتسل أو يتيمم عند عدم القدرة على الغسل كما تقدم.

سؤال: لا شك أن الإفاضة ركن من أركان الحج، فإذا تركته الحائض لضيق الوقت ولم يتسع الوقت لانتظار الطهر فما الحكم؟

الجواب: الواجب عليها وعلى وليها الانتظار حتى تطهر وتتطهر وتطوف طواف الإفاضة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لما قيل له إن صفية قد حاضت: «أحابستنا هي؟» فلما أخبر أنها قد أفاضت قال: «انفروا»لكن إذا لم يمكنها الانتظار وأمكنها العودة لأداء الطواف، جاز لها أن تسافر ثم تعود بعد الطهر لأداء الطواف، فإن لم يمكنها العودة أو خافت أن لا يمكنها ذلك كسكان البلاد البعيدة عن مكة المكرمة كأهل المغرب وأندونيسيا وأشباه ذلك جاز لها على الصحيح أن تتحفظ وتطوف بنية الحج، وأجزأها ذلك عند جمع من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم ـ رحمة الله عليهما ـ وآخرون من أهل العلم.

حاضت أثناء طواف الإفاضة وأكملته حياء

سؤال: سافرت امرأة إلى الحج وجاءت العادة الشهرية منذ خمسة أيام من تاريخ سفرها وبعد وصولها الميقات اغتسلت وعقدت الإحرام وهي لم تطهر من العادة، وحين وصولها إلى مكة المكرمة ظلت خارج الحرم ولم تفعل شيئاً من شعائر الحج أو العمرة، ومكثت يومين في منى ثم طهرت واغتسلت وأدت جميع مناسك العمرة وهي طاهرة، ثم عاد الدم إليها وهي في طواف الإفاضة للحج، إلا أنها استحت وأكملت مناسك الحج، ولم تخبر وليها إلا بعد وصولها إلى بلدهم، فما حكم ذلك؟

الجواب: إذا كان الواقع هو ما ذكره السائل فعلى المرأة المذكورة أن تتوجه إلى مكة وتطوف بالبيت العتيق سبعة أشواط بنية الطواف عن حجها بدلاً من الطواف الذي حاضت فيه، وتصلي بعد الطواف ركعتين خلف المقام أو في أي مكان من الحرم وبذلك يتم حجها. وعليها دم يذبح في مكة لفقرائها إن كان لها زوج قد جامعها بعد الحج لأن المحرمة لا يحل لزوجها جماعها إلا بعد طواف الإفاضة ورمي الجمرة يوم العيد والتقصير من رأسها، وعليها السعي بين الصفا والمروة إن كانت لم تسع إذا كانت متمتعة بعمرة قبل الحج، أما إذا كانت قارنة أو مفردة للحج فليس عليها سعي ثان إذا كانت قد سعت مع طواف القدوم. وعليها التوبة إلى الله سبحانه وتعالى مما فعلت من طوافها حين الحيض ومن خروجها من مكة قبل الطواف، ومن تأخيرها الطواف هذه المدة الطويلة، نسأل الله أن يتوب عليها.


من نزل بها الحيض قبل طواف الإفاضة

سؤال: امرأة حجت مع زوجها وفي يوم عرفة فوجئت بالحيض والمعلوم أنها تفعل ما يفعله الحاج إلا الطواف بالبيت، وشاهد ذلك حديث عائشة ولكن هل تبقى في مكة حتى تطوف طواف الإفاضة أم ماذا تفعل؟ وماذا يلزمها في حالة بقائها إذا كان من معها قد ذهبوا من مكة؟

الجواب: الواجب على من نزل بها الحيض أو النفاس قبل أن تطوف طواف الإفاضة البقاء في مكة حتى تكمل حجها لقوله صلى الله عليه وسلم، لما أخبر عن صفية يوم النحر أنها حائض قال: «أحابستنا هي؟»فقالوا: يا رسول الله قد أفاضت فقال: «انفروا» [متفق عليه]، لكن ذكر أهل العلم أن من لم يستطع البقاء إلى أن تطهر جاز لها النفير ثم الرجوع إلى مكة لتكمل حجها لقول الله سبحانه: {فَاتَّقُواْ اللّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[التغابن:16]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم» [متفق عليه].

وليس لزوجها إن كانت ذات زوج أن يقربها حتى تعود إلى مكة وتكمل حجها، أما طواف الوداع فيسقط عن الحائض والنفساء، لما ثبت في الصحيحن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض» والله ولي التوفيق.

حاضت قبل طواف الإفاضة

سؤال: إذا حاضت المرأة قبل أن تطوف طواف الإفاضة فما حكمها؟ علماً بأنها فعلت كل بقية المناسك واستمر حيضها حتى بعد أيام التشريق؟

الجواب: إذا حاضت المرأة قبل طواف الحج أو نفست، أنه يبقى عليها الطواف حتى تطهر فإذا طهرت تغتسل وتطوف لحجها ولو بعد الحج بأيام ولو في المحرم ولو في صفر حسب التيسير وليس له وقت محدود، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يجوز تأخيره عن ذي الحجة، ولكنه قول لا دليل عليه، بل الصواب جواز تأخيره، ولكن المبادرة به أولى مع القدرة، فإن أخره عن ذي الحجة أجزأه ذلك ولا دم عليه، والحائض والنفساء معذورتان فلا حرج عليهما، لأنه لا حيلة لهما في ذلك، فإذا طهرتا طافتا سواء كان ذلك في الحجة أو في المحرم.

إتيان النساء بعد طواف الإفاضة

سؤال: إذا طاف الحاج طواف الإفاضة فهل يحل له النساء مدة أيام التشريق؟

الجواب: إذا طاف الحاج طواف الإفاضة لم يحل له إتيان النساء إلا إذا كان قد استوفى الأمور الأخرى كرمي الجمرة والحلق أو التقصير وعند ذلك يباح له النساء وإلا فلا.

والطواف وحده لا يكفي بل لا بد من رمي الجمرة يوم العيد، ولا بد من حلق أو تقصير، ولا من الطواف والسعي إن كان عليه سعي، وبهذا يحل له مباشرة النساء أما بدون ذلك فلا، ولكن إذا فعل اثنين من ثلاثة بأن رمى وحلق أو قصر، فإنه يباح له اللبس والطيب ونحو ذلك ما عدا النكاح، وهكذا لو رمى وطاف أو حلق فإنه يحل له الطيب واللباس المخيط ومثله الصيد وقص الظفر وما أشبه ذلك لكن لا يحل له جماع النساء إلا باجتماع الثلاثة: أن يرمي جمرة العقبة، ويحلق أو يقصر، ويطوف طواف الإفاضة ويسعي إن كان عليه سعي كالمتمتع، بعد هذا كله تحل له النساء. والله أعلم.

الإستنابة في رمي الجمار

سؤال: هل يجوز الإستنابة في رمي الجمار للعاجز عن مباشرة الرمي لمرض ونحوه؟

الجواب: نعم يجوز الإستنابة في رمي الجمار للعاجز عن مباشرة الرمي وذلك لمرض أو كبر سن أو صغر، وكذا لمن يخشى على غيره كالحامل وذات الطفل التي لا تجد من يحفظ طفلها حتى ترجع، لما عليهما من الخطر والضرر في مزاحمة الناس وقت الرمي، وقد نص أهل العلم على هذه المسألة واحتجوا عليها بما رواه أحمد وابن ماجه عن جابر رضي الله عنه قال: حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، معنا النساء والصبيان فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم، ومن الحُجَّة على ذلك أيضاً قوله تعالى: {فَاتَّقُواْ اللّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]، وقوله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة:195] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «لا ضرر ولا ضرار ».

حكم لباس المرأة للجوربين في الإحرام

سؤال: ألبس في الإحرام الجوارب السوداء حتى تستر قدمي وأطوف بهن وقيل إن هذا يبطل الإحرام وعليك دم، أرجوا من سماحتكم إفادتي عن حكم لبسي لهن في الإحرام والطواف والصلاة؟ جزاكم الله خيراً.

الجواب: هذا عمل طيب تشكرين عليه لما فيه من ستر العورة والبعد عن أسباب الفتنة، والذي قال لك إن عليك دماً في ذلك قد أخطأ وغلط وإنما الممنوع في حق المحرمة لبس القفازين خاصة، أما لبس الجوربين في القدمين فلا بأس به في حق المرأة بل لابد منه في الطواف والصلاة، ولا مانع أن تحتاط عن ذلك بالملابس الضافية التي تستر قدميها في الطواف والصلاة ولا يشترط أن تكون الجوارب سوداء بل لا مانع من لبس غير السود مع مراعاة أن تكون ساترة للقدمين، وفق الله الجميع لإصابة الحق إنه سميع مجيب.

إذا نفست المرأة في اليوم الثامن وطهرت بعد عشرة أيام

سؤال: المرأة النفساء إذا بدأ نفاسها يوم التروية وأكملت أركان الحج عدا الطواف والسعي إلا أنها لاحظت أنها طهرت مبدئياً بعد عشرة أيام فهل تتطهر وتغسل وتؤدي الركن الباقي الذي هو طواف الحج؟

الجواب: نعم إذا نفست في اليوم الثامن مثلاً فلها أن تحج وتقف مع الناس في عرفات ومزدلفة، ولها أن تعمل ما يعمل الناس من رمي الجمار والتقصير ونحر الهدي وغير ذلك، ويبقى عليها الطواف والسعي تؤجلهما حتى تطهر، فإذا طهرت بعد عشرة أيام أو أكثر أو أقل اغتسلت وصلت وصامت وطافت وسعت.

وليس لأقل النفاس حد محدود فقد تطهر في عشرة أيام أو أقل من ذلك أو أكثر لكن نهايته أربعون يوماً فإذا تمت الأربعون ولم ينقطع الدم فإنها تعتبر نفسها في حكم الطاهرات، تغتسل وتصلي وتصوم وتعتبر الدم الذي بقي معها على الصحيح ـ دم فساد ـ تصلي معه وتصوم وتحل لزوجها، لكنها تجتهد في التحفظ منه بقطن ونحوه وتتوضأ لوقت كل صلاة، ولا بأس أن تجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء كما أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حمنة بنت جحش بذلك.

حكم من أحرمت بالعمرة وهي حائض

سؤال: امرأة تسأل وتقول: كان عليها العذر أي حائض، وأراد أهلها الذهاب للعمرة حيث لا يبقى عندها أحد فيما لو تأخرت عنهم، وذهبت معهم للعمرة وأكملت كل شروط العمرة من طواف وسعي كأن لم يكن عليها عذر وذلك جهلاً وخجلاً من أن تعلم وليها بذلك لا سيما أنها أمية لا تعرف القراءة والكتابة. ماذا يجب عليها؟

الجواب: إذا كانت أحرمت معهم بالعمرة فعليها أن تعيد الطواف بعد الغسل وتعيد التقصير من الرأس، أما السعي فيجزئها في أصح قولي العلماء، وإن أعادت السعي بعد الطواف فهو أحسن وأحوط، وعليها التوبة إلى الله سبحانه من طوافها وصلاتها ركعتي الطواف وهي حائض.

وإن كان لها زوج لم يحل له وطئها حتى تكمل عمرتها، فإن كان قد وطئها قبل أن تكمل عمرتها فسدت العمرة وعليها دم وهو رأس من الغنم، جذع ضأن أو ثني معز يذبح في مكة للفقراء، وعليها أن تكمل عمرتها كما ذكرنا آنفاً، وعليها أن تأتي بعمرة أخرى من الميقات الذي أحمرت منه بالعمرة الأولى بدلاً من عمرتها الفاسدة، أما إن كانت طافت معهم وسعت مجاملة وحياء وهي لم تحرم بالعمرة من الميقات فليس عليها سوى التوبة إلى الله سبحانه لأن العمرة والحج لا يصحان بدون إحرام، والإحرام هو نية العمرة أو الحج أو نيتها جميعاً.

رد مع اقتباس
قديم 11-14-2009, 08:29 PM   رقم المشاركة : 4
o.b.r
مشرف سابق






 

الحالة
o.b.r غير متواجد حالياً

 
o.b.r عضوية تخطو طريقها

شكراً: 109
تم شكره 212 مرة في 103 مشاركة

 
افتراضي الحج وتربية الذات

الحج وتربية الذات

أحمد بن عبد المحسن العساف



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعى آله وصحبه؛ وبعد:
فمن عظيم فضل الله علينا ومنته أن جعل عقيدتنا وشريعتنا من الروافد الأساسية في تربية النفس وتقويم أودها والرقي بالذات نحو مدارج الكمال ومعالي الأمور. فالإيمان بالله كفيل بغرس الهيبة في النفوس لعظمته وجلاله سبحانه والإيمان بالملائكة يربي فينا المراقبة الذاتية وتأمل معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى يفيض على النفس شعوراً بقرب السميع العليم البصير فلا تجنح نفس المؤمن للخطأ ويطرد اليأس عنا معاني الحكيم العليم الخبير؛ وهكذا في سلسلة من النور والبهاء والعزة تستمد من هذه الأسماء والصفات لله الكبير المتعال وهي جديرة بالدراسة والتأمل من العلماء المسلمين.

وأما الشريعة الغراء فلها ما للعقيدة من أثر سامي؛ فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتعود على الانضباط والإتقان، والزكاة مدرسة للبذل والعطاء وطهرة للنفوس، والصيام يعلم الصبر بأنواعه ويوحد مشاعر المجتمع في حالة يعز نظيرها. وهذه القضية عامة في جل العبادات غير أن لها ظهوراً ومزيد جلاء في عبادة عظيمة تعاقب على أدائها الأنبياء والصالحون وسيبقى ولع المسلمين بها وشوقهم إليها إلى أن يأتي أمر الله سبحانه؛ وهذه العبادة هي الحج التي تجعل للعبد فرصة الخروج من ذنوبه وآثامه كيوم ولدته أمه كما صح بهذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فمن آثار الحج التربوية على الفرد والأمة ما يأتي:

1. تأصيل قضية التوحيد في النفوس وتأكيدها:
وبهذا يتحقق الإخلاص وهو شرط صحة العبادة الأول؛ فنية الحج خالصة لله سبحانه: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ...} [سورة البقرة: 196]، وقال سبحانه في أثناء آيات الحج: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ...} [سورة الحج: 30-31]. وفي التلبية وهي شعار الحج جاء إفراد الله بالنسك صريحاً "لبيك اللهم لبيك؛ لبيك لا شريك لك لبيك ....".

2. توحيد المتابعة:
وهو شرط صحة وقبول العبادة الثاني؛ وتكون المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وتقريراته وبذلك يتحقق للعبد توحيد المتابعة وينجو من شرك الطاعة وشَرَك الابتداع وقيد العوائد وتغلب الأهواء؛ إذ عن شخص النبي صلى الله عليه وسلم فقط تؤخذ المناسك.

3. البراءة من المشركين ومخالفتهم:
وهذا مطلب شرعي حيث خالفهم النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع مختلفة من الحج مثل: الإهلال بالعمرة في أشهر الحج، التلبية، الوقوف بعرفة، الدفع من مزدلفة. فليتنا نأخذ درساً في العزة والبراءة من تقليد المشركين التي ابتلي بها فئام من أبناء المسلمين فتراهم مستهترين بالعدو الغازي مولعين بتقليد حثالة رجاله ونسائه في أمور أقل ما يكون فيها انعدام الفائدة فكيف بخزايا الأعمال ومساوىء الأخلاق؟

4. تعظيم شعائر الله:
وهي من أعظم غايات الحج حيث يتربى العبد على تعظيمها وإجلالها ومحبتها وإكرام أهلها والتحرج من المساس بها أو هتك حرمتها، ويزداد التعظيم والخضوع بترك تغطية الرأس؛ قال جل شأنه في ثنايا آيات الحج: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [سورة الحج: 32].

5. التربية على الأخلاق الحسنة والأخلاق الحميدة:
ومنها العفة وكظم الغيظ وترك الجدال كما في قوله عز وجل: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [سورة البقرة: 197]. فالرفث هو الجماع ودواعيه من قول أو فعل، والجدال: أن تجادل صاحبك حتى تغضبه ويغضبك.

ومنها اللين والرفق والسكينة كما قال عليه الصلاة والسلام حين سمع جلبة وصخباً في الدفع لمزدلفة: «أيها الناس عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع» [رواه البخاري] والإيضاع هو الإسراع.

ومنها إنكار الذات وتجاوز أغلالها والاندماج في المجموع في اللباس والهتاف وفي التنقل والعمل.

ومنها التربية على التواضع حين لا يمتاز أحد عن أحد وليس لحاج خاصية أو ميزة عن غيره من الحجاج في الأمور الدينية فالأركان والواجبات والمسنونات متماثلة في حق الجميع.

ومنها التربية على الصبر بأنواعه: صبر على مشقة الطاعة، وصبر عن المعصية خاصة مع التزاحم وكثرة الناس؛ وصبر على قضاء الله الذي يعرض للحاج.

ومنها التربية على البذل والسخاء فالحج عبادة بدنية مالية؛ وفي المشاعر تتسامى المشاعر فيبذل الموسر من ماله لسقيا الحجاج أو تفريج كربهم وسد حاجتهم.

ومنها تحقيق معاني الأخوة وحصول المحبة والتآلف والتضحية خاصة حين يكون الحج مع رفقة وصحبة.

6. التربية على تحمل تبعات الخطأ:
ويظهر ذلك جلياً في وجوب الفدية على من ارتكب محظوراً من محظورات الإحرام أو ترك واجباً. ولاشك أن الشعور بالمسؤولية وتحملها علامة نضج وكمال الإنسان وهي غاية من غايات التربية لا جرم.

7. التذكير باليوم الآخر:
في مواقف تحصل للحاج منها:
خروجه من بلده ومفارقته أهله: يذكر بالفراق حال الخروج من الدنيا.

التجرد من المخيط وترك الزينة: يذكر بالكفن وخروج العباد من قبورهم حفاة عراة غرلا.

الترحال والتعب والازدحام مع العطش والعرق: يذكر بمواقف عرصات القيامة وحشر العباد.

8. التربية على الاستسلام والخضوع لأمر الله تعالى والمجاهدة فيه:
ويكون هذا بإيثار محاب الله ومرضاته على رغبات النفوس وشهواتها؛ مما يقود إلى مرتبة أعلى ومنزلة أسمى حين لا يكون للعبد إيناس ولا استئناس إلا بما يرضي الرب سبحانه؛ وحينها يبلغ إيمان المسلم درجة عالية عزيزة بفضل الله وتوفيقه.

9. تعميق معاني الأخوة الإيمانية والوحدة الإسلامية:
فالحج مؤتمر إسلامي عالمي كبير، تتحقق فيه الوحدة في مصدر التلقي وفي قصد القلب وعمل الجوارح وفي الزمان والمكان واللباس والذكر والمناسك، وتذوب فوارق اللغة واللون والإقليم بين المسلمين في حالة هي الأصل المتخلف ولله وحده المشتكى.

10. ربط الحجيج بأسلافهم:
حيث تحمل أعمال الحج في مضامينها ذكرى أبينا إبراهيم عليه السلام ورحيله بزوجه هاجر وابنه الرضيع إسماعيل عليه السلام إلى مكة وما كان من أمرهم، مروراً بباقي الركب الميمون من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وصولاً إلى حجة الوداع مع خير الرسل وخاتمهم، ُثم استكمالا للمسيرة مع الصحابة والتابعين والعلماء والصالحين إلى وقتنا هذا؛ وكم في سير أولئك الكبار من دروس وعبر وكم فيهم من قدوة ومعتبر.

11. الإكثار من ذكر الله تعالى:
والحج شعيرة يملئها الذكر ويمنحها مزيداً من الجلال والبهاء؛ قال سبحانه: {فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [سورة البقرة: 198]. وفي الحديث: «إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله في الأرض» [رواه أبو داود وضعفه الألباني].

12. التعود على النظام والانضباط:
فللمناسك ترتيب ونظام لا يقبل الإخلال بهما؛ وكم في الناس من مزاجية واضطراب لا تنضبط إلا بالحج.

13. التربية الإيمانية:
ومنها:
التربية على النفرة من المعاصي واجتناب الذنوب: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} [سورة البقرة: 197].

التربية على الاجتهاد في الطاعات واستغلال الوقت: {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ} [سورة البقرة: 197].

التربية على الدعاء والمسألة ولذة مناجاة الله: «خير الدعاء دعاء عرفة» [رواه الترمذي وحسنه الألباني].

وفي الحج ست مواضع قمينة بإجابة الدعاء فضلاً من الله ومنة وهي: الطواف، الصفا والمروة، يوم عرفة، عند المشعر الحرام، بعد رمي جمرة العقبة الصغرى، بعد رمي جمرة العقبة الوسطى؛ علماً أن الحج كله سوق رائجة رابحة للدعاء والابتهال والاستغفار.

التربية على الاستقامة بعد الحج وغفران الذنوب وتبييض الصحائف:
قال الحسن البصري رحمه الله: "الحج المبرور أن يرجع زاهداً في الدنيا، راغباً في الآخرة، ويشهد لذلك قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} [سورة محمد: 17].

14. تربية النفس على لدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
فاجتماع الناس وجهل بعضهم أحكام الحج فرصة سانحة لدعوتهم وتصحيح مفاهيمهم وتقويم سلوكهم؛ كما أن وجود البدع والمنكرات وربما الشركيات يحتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال شجاع بن الوليد: " كنت أحج مع سفيان؛ فما يكاد لسانه يفتر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذاهباً وراجعاً".

15. وفي الإحرام تربية:
حين يحرم المسلم نفسه ما أباحه الله من متع الدنيا ومتاعها وزينتها لغير المحرم، فكيف بالمحرمات على الدوام؟، ولم ينغمس البعض في حرام لا مرية فيه بينما يتحرز من حلال حرم عليه مؤقتاً؟

16. وفي التلبية تربية:
ففيها تحقيق توحيد القصد وإجابة أمر الله ومعاهدة على الطاعة إثر الطاعة ومخالفة لطريق المشركين؛ فإذا لبى الواحد داعي الله السنوي فما باله يتكاسل عن داعي الله اليومي؟

17. التربية على صدق العزيمة وقوة الإرادة:
فمن حج البيت فقد أرغم هواه وغالب لذة الراحة والدعة ومضى لأمر يعلم مشقة غير ملتفت لمخذل أو مرجف أو صارف؛ وما أكثر الصوارف!!، وما أعلى صياح المخذلين بالحجج الواهيات والتوهيمات الساقطات!!.

18. التربية على هجر العوائد وقطع العلائق وتغيير نمط الحياة:
فالعوائد ما اعتاده الواحد من سكون ورخاء، والعلائق ما تتعلق به القلوب من دون الله من ملاذ الدنيا وأناسها، ويكون هجرها بقوة التعلق بالمطلب الأعلى وهو رضا الله سبحانه وسلعته الغالية.

19. وفي الحج تدريب عملي:
فالحاج هو المسؤول عن إتمام المناسك لا غيره؛ وقد يكون في حملة أو رفقة فيتولى بعض أمرهم ويتاح له من التطبيق العملي والتدريب المكثف ما لم يكن متاحاً له بغير الحج.


20. وفي الحج تربية على التعلم والتعليم:
فالحاج يتعلم مناسك الحج ومحظوراته وقد يحضر دورة قبل الحج أو يسأل مفتياً في أثناء الحج وحسن السؤال نصف العلم؛ وقد يضبط الأحكام والفتاوى بإحكام يؤهله لنقلها لغيره مبلغاً ومعلماً.

اللهم يسر لنا حجاً مبرورا وسعيا مشكوراً واغفر اللهم ذنوبنا وخطايانا؛ والله تعالى أعلم.

رد مع اقتباس
قديم 11-14-2009, 08:30 PM   رقم المشاركة : 5
o.b.r
مشرف سابق






 

الحالة
o.b.r غير متواجد حالياً

 
o.b.r عضوية تخطو طريقها

شكراً: 109
تم شكره 212 مرة في 103 مشاركة

 
افتراضي من أسرار الحج ومنافعه

من أسرار الحج ومنافعه

محمد بن إبراهيم الحمد



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:

فلقد شرع الله الشعائر والعبادات لحكم عظيمة، ومصالح عديدة، لا ليضيق بها على الناس، ولا ليجعل عليهم في الدين من حرج.

ولكل عبادة في الإسلام حكم بالغة يظهر بعضها بالنص عليها، أو بأدنى تدبر، وقد يخفى بعضها إلا على المتأملين الموفقين في الاستجلاء والاستنباط.

والحكمة الجامعة في العبادات هي تزكية النفوس، وترويضها على الفضائل، وتطهيرها من النقائص، وتصفيتها من الكدرات، وتحريرها من رق الشهوات، وإعدادها للكمال الإنساني، وتقريبها للملأ الأعلى، وتلطيف كثافتها الحيوانية؛ لتكون رقاً للإنسان، بدلاً من أن تسترقه.

وفي كل فريضة من فرائص الإسلام امتحان لإيمان المسلم، وعقله، وإرادته. هذا وإن للحج أسرارًا بديعة، وحكماً متنوعة، وبركات متعددة، ومنافع مشهودة سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الأمة.

فمن أسرار الحج ومنافعه ما يلي:

1- تحقيق العبودية لله، فكمال المخلوق في تحقيق العبودية لربه، وكلما ازداد العبد تحقيقاً لها ازداد كماله، وعلت درجته.

وفي الحج يتجلى هذا المعنى غاية التجلي؛ ففي الحج تذلل لله، وخضوع وانكسار بين يديه؛ فالحاج يخرج من ملاذ الدنيا مهاجراً إلى ربه، تاركاً ماله وأهله ووطنه، متجرداً من ثيابه، لابساً إحرامه، حاسراً عن رأسه، متواضعاً لربه، تاركاً الطّيب والنساء، متنقلاً بين المشاعر بقلب خاضع، وعين دامعة، ولسان ذاكر يرجو رحمة ربه، ويخشى عذابه.

ثم إن شعار الحاج منذ إحرامه إلى حين رمي جمرة العقبة والحلق: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك".

ومعنى ذلك أنني خاضع لك، منقاد لأمرك، مستعد لما حملتني من الأمانات؛ طاعة لك، واستسلاماً، دونما إكراه أو تردد.

وهذه التلبية ترهف شعور الحاج، وتوحي إليه بأنه - منذ فارق أهله - مقبل على ربه، متجرد عن عاداته ونعيمه، منسلخ من مفاخره ومزاياه.

ولهذا التواضع والتذلل أعظم المنزلة عند الله - عز وجل - إذ هو كمال العبد وجماله، وهو مقصود العبودية الأعظم، وبسببه تمحى عن العبد آثار الذنوب وظلمتها؛ فيدخل في حياة جديدة ملؤها الخير، وحشوها السعادة.

وإذا غلبت هذه الحال على الحجاج- فملأت عبودية الله قلوبهم، وكانت هي المحرك لهم فيما يأتون وما يذرون - صنعوا للإنسانية الأعاجيب، وحرروها من الظلم، والشقاء، والبهيمية.


2- إقامة ذكر الله - عز وجل -، فالذكر هو المقصود الأعظم للعبادات؛ فما شرعت العبادات إلا لأجله، وما تقرب المتقربون بمثله.

ويتجلى هذا المعنى في الحج غاية التجلي، فما شرع الطواف بالبيت العتيق، ولا السعي بين الصفا والمروة، ولا رمي الجمار إلا لإقامة ذكر الله.

قال تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحج: 28].

وقال: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ} [البقرة : 198].

3- ارتباط المسلمين بقبلتهم، التي يولّون وجوههم شطرها في صلواتهم المفروضة خمس مرات في اليوم.

وفي هذا الارتباط سر بديع؛ إذ يصرف وجوههم عن التوجه إلى غرب كافر، أو شرق ملحد؛ فتبقى لهم عزتهم وكرامتهم.

4-أن الحج فرصة عظيمة للإقبال على الله بشتى القربات:
إذ يجتمع في الحج من العبادات مالا يجتمع في غيره؛ فيشارك الحج غيره من الأوقات بالصلوات وغيرها من العبادات التي تفعل في الحج وغير الحج.

وينفرد بالوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة، ورمي الجمار، وإراقة الدماء، وغير ذلك من أعمال الحج.

5- الحج وسيلة عظمى لحط السيئات، ورفعة الدرجات:

فالحج يهدم ما كان قبله.

قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه : «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله» [رواه مسلم].

والحج أفضل الأعمال بعد الإيمان والجهاد؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله». قيل : ثم ماذا؟ قال: «جهاد في سبيل الله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور» [رواه البخاري].

والحج أفضل الجهاد؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل الأعمال؛ أفلا نجاهد؟ قال: «لا، ولكن أفضل الجهاد حج مبرور» [رواه البخاري].

والحج المبرور جزاؤه الجنة، قال عليه الصلاة والسلام: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة» [رواه مسلم].

والحاج يعود من ذنوبه كيوم ولدته أمه إذا كان حجه مبروراً، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» [رواه البخاري ومسلم].

6- هياج الذكريات الجميلة: ففي الحج تهيج الذكريات الجميلة العزيزة على قلب كل مسلم، وما أكثر تلك الذكريات! وما أجمل ترددها على الذهن!

فالحاج - على سبيل المثال - يتذكر أبانا إبراهيم الخليل - عليه السلام- فيتذكر توحيده لربه،وهجرته في سبيله، وكمال عبوديته، وتقديمه محبة ربه على محبة نفسه.

ويتذكر ما جرى له من الابتلاءات العظيمة، وما حصل له من الكرامات والمقامات العالية.

ويتذكر أذانه في الحج، ودعاءه لمكة المكرمة، وبركات تلك الدعوات التي ترى أثارها إلى يومنا الحاضر.


ويتذكر الحآج ما كان من أمر أمنا هاجر - عليها السلام- فيتذكر سعيها بين الصفا والمروة بحثاً عن ماء تشربه، لتدر باللبن على وليدها إسماعيل، ذلك السعي الذي أصبح سنة ماضية، وركنًا من أركان الحج.

ويتذكر أبانا إسماعيل - عليه السلام- فيمر بخاطره مشاركة إسماعيل لأبيه في بناء الكعبة، ويتذكر ما كان من بر إسماعيل بأبيه؛ إذ أطاعه لما أخبره بأن الله يأمره بذبحه؛ فما كان من إسماعيل إلا أن قال: {افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102].

ويتذكر الحاج أن مكة هي موطن النبي صلى الله عليه وسلم ففيها ولد وشب عن الطوق، وفيها تنزل عليه الوحي، ومنها شع نور الإسلام الذي بدد دياجير الظلمات.

ويتذكر من سار على تلك البطاح المباركة من أنبياء الله ورسله وعباده الصالحين، فيشعر بأنه امتداد لتلك السلسلة المباركة، وذلك الركب الميمون.

وتذكر الصحابة رضي الله عنهم وما لاقوه من البلاء في سبيل نشر هذا الدين.

ويتذكر أن هذا البيت أول بيت وضع للناس، وأنه مبارك وهدى للعالمين.


بلدة عظــــمى وفـي آثارهــــا أنفع الذكـــــرى لقوم يعقلون

شب في بطحائها خير الورى وشـــــبا في أفقها أسمح دين



فهذه الذكريات الجميلة تربط المؤمن بأكرم رباط، و تبعث في نفسه حب أسلافه الكرام، والحرص على اتباع آثارهم، والسير على منوالهم.

ثم إنّ الحآج إذا عاد من رحلة حجه حمل معه أغلى الذكريات، وأعزها على نفسه، فتظل نفسه متلهفة للعودة إلى تلك البقاع المباركة.

ورحم الله الإمام الصنعاني إذ يقول في قصيدته الطويلة في ذكرى الحج ومنافعه:


أيا عذبات البان من أيمن الحمــى رعى الله عيشاً في رباك قطعنــــاه

سرقناه من شرخ الشباب وروقــه فلما سرقناه الـــصفا منه سرقنـــــاه

وعادت جيوش البين يقدمها القطا فبدد شمــــلاً في الحجاز نظمنـــاه

ونحـن لجــيـــران المحصـب جيــرة نوفـي لهـم عهـد الــوداد ونرعـــــــاه

فهاتيك أيام الحــــــــياة وغيرهــا مــمات فيـا ليـت النـوى مـا شهدنـــاه

فيا ليت عنا أغمض البيــن طرفــه ويــا ليت وقتـــاً للــفـراق فقدنــــــــاه

وترجع أيــام المحصــب مــن مـــنى ويبــدو ثـــراه للعــــيــون وحصبـــــاه

وتســرح فيــه العيـس بيـن ثمامـــه وتستنشـق الأرواح نشـر خزامــــاه

نــــحن إلـى تلك الـربـوع تشوقًـــا ففيــها لنـا عــــــهد وعقــد عقدنــــاه

ورب برانا مــا نســينا عهودكـم وما كــان مــن ربــع ســواكـم سلونــــاه

ففــي ربعهــم لله بيـــــــت مبــارك إليـه قلـــوب الخـلق تهـوي وتهــــواه

يطـــوف بـه الجـاني فيغفـر ذنبــــه ويسقـــط عنـه جـرمـه وخطـــايــــــاه

فكــم لـذة كــم فرحــــــــة لطـوافـــه فلله مــا أحلـى الطـواف وأهنـــــــاه

نطــوف كـأنا فـي الجنـــان وطيبـــه ولا هـــم لا غـــــــم فـــذاك نفينـــــاه

فيــا شوقنــا نحــو الطــواف وطيبـــه فــذلك شــــوق لا يحــاط بمعنــــــاه

فمــن لــــم يذقــه لــم يذق قط لـــذة فـذقــه تـذق يا صاح ما قد أُذِقْنــــاه



إلى آخر ما قاله من قصيدته الطويلة الرائعة.

أيها الحاج الكريم، أسأل الله أن يجعل حجك مبروراً وسعيك مشكوراً، وذنبك مغفوراً، وأن يعيد علينا وعليك وعلى أمة الإسلام من بركات الحج.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


في أمان الله ورعايته

رد مع اقتباس
قديم 11-17-2009, 11:02 AM   رقم المشاركة : 6
NAF
مراقب عام سابق






 

الحالة
NAF غير متواجد حالياً

 
NAF عضوية تخطو طريقها

شكراً: 11
تم شكره 382 مرة في 93 مشاركة

 
افتراضي

اشكرك اخي عمر على الموضوع المنسق الله يجعلها بموزين حسناتك
كل سطر كاتبة ماشالله عليييييييييييييييك

رد مع اقتباس
قديم 02-25-2010, 02:46 PM   رقم المشاركة : 7
كويتارا
عضو نشيط






 

الحالة
كويتارا غير متواجد حالياً

 
كويتارا عضوية تخطو طريقها

شكراً: 4,294,967,294
تم شكره 123 مرة في 33 مشاركة

 
افتراضي رد: الحــــــــج

شكرا لك ....

رد مع اقتباس
قديم 06-23-2011, 08:33 PM   رقم المشاركة : 8
Vegeto
عضو فعال






 

الحالة
Vegeto غير متواجد حالياً

 
Vegeto عضوية تخطو طريقها

شكراً: 39
تم شكره 18 مرة في 15 مشاركة

 
افتراضي رد: الحــــــــج

شكرا لك

رد مع اقتباس
قديم 06-24-2011, 02:59 AM   رقم المشاركة : 9
miranda cosgrove
عضوية ذهبية






 

الحالة
miranda cosgrove غير متواجد حالياً

 
miranda cosgrove عضوية مشهورة نوعاً ماmiranda cosgrove عضوية مشهورة نوعاً ماmiranda cosgrove عضوية مشهورة نوعاً ما

شكراً: 188
تم شكره 774 مرة في 431 مشاركة

 
افتراضي رد: الحــــــــج

تسلم على طرحك بارك الله فيك

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحــــــــج


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لموقع مونمس / " يمنع منعاً باتا المواضيع السيئة المخالفة للشريعة الإسلامية" التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما رأي الكاتب نفسه
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0