روايات وقصص - روايات طويلة وقصيرة روايات وجديد الـ رويات الطويلة و روايات قصيرة قصص رائعة, روايات كتابية, قصص مؤثرة, قصص محزنة, روايات |
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
او
لمشاركة اصدقائك! |
|
أدوات الموضوع |
5.00 من 5
عدد المصوتين: 1
|
انواع عرض الموضوع |
01-13-2012, 04:16 PM | رقم المشاركة : 11 |
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
رد: قصص بوليسية
تسلم على مرورك الجميل
|
|
01-17-2012, 08:17 AM | رقم المشاركة : 12 |
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
رد: قصص بوليسية
حقائق وغرائب الفصل الأول هل هو في خطر ؟؟ حاولت فاديت ألا تظهر خوفها أمام السيد كيليفون الذي عاد من بيت صديقه جيمس ريموند مرهق جداً . فتنهد عندما دخل وقال : " مرحباً يا فاديت , هل أنت بخير ؟ " كان السؤال مفاجئاً لفاديت المسكينة ؛ فقد ظنت أن كيليفون يعرف بالأمر الذي حصل اليوم . أجابته وهي مرتبكة قليلاً : " أ ــ أجل سيدي . هل تريد أن أحضر لك كأس عصير بارد ؟ " " لا , أنا لا أريد شيئاً سوى النوم . " صعد الدرج ببطء ثم دخل غرفته ورمى بنفسه على السرير الذي اهتز بسرعة . ولم تمض سوى عشر دقائق حتى استغرق في سبات عميق . في الطـابـق السـفـلـي , كـانـت فـاديت المتحيرة تفكر في الرسالة اللعينة . ترى كيف تمكن ذلك الوغد من وضع الرسالة في غرفة كيليفون دون أن تلحظه أو تسمع صوته ؟ وفي الأساس , لـمــاذا لم يضع الرسالة في غرفتها ؟ هل كان يريد أن يورطها مع السيد كيليفون ليطردها من العمل مثلاً ؟ كل هذه الأسئلة بدأت تدور في ذهنها , ولا زالت تفكر وتفكر . ماذا ستفعل لو علم السيد كيليفون بهذا الأمر ؟ خرجت من البيت متوجهة إلى منزل السيدة ريزيلا , وكانت تضع في جيبها تلك الرسالة والشريط الأسود . لم تـذهــب لبـيت ريزيلا لمقابلة السيدة ريزيلا العجوز , بل مـقـابـلـة خـادمـتـهـم الـسـيـدة فالـنـتـيـنـا . ضربت الجرس الهادئ مرتين وانتظرت أقل من دقيقة إلى أن فتحت الباب فالنتينا . كانت فالنتينا ذات وجه بشوش مشرق ببشرة صافية بيضاء رائعة . وكانت عيناها كبيرتان رماديتان . كما كانت رموشها وحواجبها كثيفتان جداً مثل الجمل في الصحراء . وكانت ترتدي مـلابـس بـالـيـة ذات ألـوان فـاتـحـة . رحبت بفاديت التي كان وجهها شاحباً وقالت : " ماذا حصل يا فاديت ؟ هيا أخبريني , ماذا حصل ؟ " لقد كانت السيدة فالنتينا فضولية جداً وتحب أن تعرف كل شيء يحصل في القرية . " فالنتينا , هل بإمكاني أن أتحدث إليك دون أن يسمعنا أحد ؟ " " آه ’ هذا مؤكد يا عزيزتي . تفضلي . " دخلت فاديت بيت ريزيلا وهي متعبة جداً . كانت عيناها حمراء كالدم ووجهها غريب لا يشبه الوجه المعتاد المشرق أبداً ... جلست الخادمتان في غرفة الجلوس وأغلقت فالنتينا الباب بهدوء لكي لا تسمعها السيدة ريزيلا . " هيا يا فاديت , أخبريني , ماذا حصل لكي ؟ " " أنا لا أشعر بأن ما يحصل حقيقة , أعتقد أنني في رواية بوليسية خيالية . " " لماذا ! ما الذي حصل ؟ " " أنظري يا فالنتينا . " أخرجت الورقة من جيبها وسلمتها لفالنتينا . أخذتها صديقتها بسرعة وفتحتها وبدأت تقرأ : الشريط خاص جداً يا فــاديــت . لا يجب أن تلمسينه أو تحاولي الاستماع لما في داخله . إنــــه خاص وخطر جداً يا صغيرتـي . لا تحاولي الاستماع إليه أبداً . سنبقى على اتصال ياعزيزتي . قالت فالنتينا بصوت مرتفع : " ما هذا ! من الذي أرسل هذه الرسالة يا فاديت ؟ " أجابتها فاديت بعد أن تنهدت : " إنه رجل وقح لم تعلمه والدته الأدب أبداً . إنه مجرم . " " من المؤكد أن السيد كيليفون هو من كتب هذه الكلمات يا فاديت , والمطلوب منك هو الابتعاد عنه بأسرع وقت . " " ماذا ! هذا شيء مستحيل يا فالنتينا . إن السيد كيليفون يحبني كثيراً ولا يقبل بأن يعتدي أحد علي . " " أوه يا فاديت , الكثير من قبلك كانوا يثقون بأصدقائهم كثيراً , وفي النهاية ندموا لمنحهم أصدقاءهم هذه الثقة . دائماً ما يخون الأصدقاء بعضهم البعض . " " أعرف هذا , لكنني لا أصدق أن كيليفون قد يفعل مثل هذه الفعلة ويقوم بخيانتي . أنا لا أصدق ما تقولينه يا فالنتينا . " " حسناً , لماذا وجدت الورقة على سرير كيليفون ؟ لأنه هو من كتبها . " " أه , هل ــ هل تعتقدين أن كيليفون سيفعلها ؟ " " هذا مؤكد يا فاديت . لا تكوني غبية تُخدعين بسهولة . " " لكن لماذا رفض عرضاً بمائة ألف جنيه ليحصل على خدمتي ." " المسألة واضحة . لم يرفض إلا ليقتلك بطريقة تمتعه . " " فالنتينا , لا تقولي مثل هذا الكلام . إن القتل هو آخر ما يفكر به السيد كيليفون . يبدو أنك نسيت عمله . أليس كذلك ؟ " " لا , لكنني حذرتك , وسترين في النهاية من المخطئ . " كانت نبرة فالنتينا تعبر عن مدى خوفها على فاديت . لكن فاديت لم تقتنع بعد بأن كلام فالنتينا هو الصحيح ... نظرت فاديت إلى صديقتها وهي تختنق من القهر . ولو أن أحدهم قام بلمسها لبكت . كان وجهها محمراً وعيناها تدلان على أنها هزمت في حرب وحكم عليها بالإعدام ... إنها فعلاً مثل سيدة حُكم عليها بالإعدام . لقد خانها سيدها كيليفون الذي عاشت معه سنيناً طويلة ... يا لها من مسكينة ... *** انطلق إلى الباب وخرج ثم ركب سيارته ال( رولز رويلس ) وانطلق بها إلى الشارع الجنوبي السريع . كان يقود السيارة بسرعة جنونية , وكان من الواضح أنه تأخر عن موعد محدد . توقف عند بيت مبني من طراز قديم , يتكون من طابقين . وأخيراً فتح علبة صغيرة في السيارة كان يتكئ عليها أثناء قيادته , وأخذ مشطاً وصفف شعره بطريقة مرتبة جعلته يظهر بشخصية شاب لا يهمه شيء في الدنيا سوى الأكل والشرب والنوم واللعب . خرج من السيارة الفخمة وأغلق الباب خلفه بالمفتاح ثم ضرب جرس البيت الذي توقف عنده . فتحت الباب سيدة بدت في الأربعين من عمرها . " مرحباً , هل أنت السيد كيليفون ؟ " " أجل , هل بإمكاني مقابلة السيد كاتشرز ؟ " " نعم , تفضل سيدي . " دخل كيليفون البيت وجلس في غرفة الضيوف التي كانت مرتبة بشكل يدل على براعة الشخص الذي رتب كل هذه الأشياء . انتظر في الغرفة بضعة دقائق إلى أن دخل رجل له وجه مربع سمين, وعينان غائرتان دائريتان مضحكتان . " أهلاً بك يا صديقي . " رحب بصديقه كيليفون وصافحه بيده السمينة . " تفضل يا سيد كيليفون . " جلس الاثنان على أريكة وبدأ كيليفون الحديث قائلاً : " حسناً سيدي , هاأنذا أمامك , بماذا تحتاجني ؟ " " أعتقد أنك سمعت عن ذلك الرجل المتشرد الذي قتل سيدتين كانت تمران من أمامه . أليس كذلك ؟ " شارَطَه كيليفون وقد بدأ يغضب : " إذا كنت تريدني أن أساعدك في إحدى قضاياك المعقدة سأخرج . " ضحك كاتشرز بشكل غريب وقال : " من الواضح يا صديقي أن الجرائم أصبحت تسيطر على حياتك . " " لماذا ؟ هل لديك شيء تريدني فيه غير الجرائم ؟ " " نعم , شيء رائع كنت تتنمى رؤيته عندما كنت في الثالثة والعشرين من عمرك . عند أول لقاء لنا . " " أوه , من المؤكد أنني أصبحت أكره ذلك الشيء . لقد أحببته قبل ثمانية عشرة عاماً . " " هذا مستحيل يا كيليفون . لا زلت تحبه كثيراً . " " ما هو ذلك الشيء ؟ أخبرني ؟ " " هل أنت جاهز يا صديقي ؟ " " هيا يا دامون . إنك تحمسني لرؤية هذا الشيء . " أدخل دامون كاتشرز يده في حقيبة صغيرة كانت بجانبه على الأريكة وانتزع بقوة شيئاً أسوداً صغيراً . " تفضل يا صديقي . " " ما هذا ؟ " " إنه شيء يخصك يا صديقي . لا تفتحه الآن , عليك أن تفتحه في بيتك , ولكن لا يجب أن يراك أو يسمعك أحد . هل تفهم ما أعني ؟ " " لا , فسر الأمر يا كاتشرز . " " إن هذا شريط وصلك من سيد لا أعرفه . طلب مني أن أسلمه إليك وقال لي أنه سيذكرك بشيء تحبه . " " أخبرك أن هذا شيء كنت أحبه قبل ثمانية عشر عاماً . أليس كذلك ؟ " " أجل , لكنه سيد له وجه شاحب جداً ويعبر عن الخبث والكراهية في داخله . لكن من المؤكد أنه يعرفك منذ زمن . " " أجل , هذا أكيد . " " أعتقد أنك تعرف ما يجب عليك فعله يا سيد كيليفون . " أجابه كيليفون وقد بدأ يرتجف قليلاً : " أ _ أجل يا صديقي . " أخذ كيليفون ذلك الشيء الأسود وخرج من غرفة الاستقبال وركب سيارته متوجهاً إلى بيته . لقد بدأ السيد كيليفون يشعر بأنه في خطر وقد يتعرض للهجوم من أي سيد أو سيدة مجرمة لا يعرفها . لكن هل سيتمكن من معرفة ما يحصل في هذه القرية الصغيرة ؟ إن بإمكانه فعل هذا , لكن عليه أن يترجم كل ما يحصل له الآن . ترى , ما هو ذلك الشيء الذي اسـتـلمـه مـن صـديقـه كاتـشـرز ؟ *** كانت محتارة جداً , وكانت تتمنى أن تعرف ما الذي يحصل لها , وما الذي سيحصل لو أنها استمعت لذلك الشريط اللعين . هل ستستمع إليه وتظل منتظرة ما سيحصل لها ؟ أو أنها ستكسره وتقذفه في سلة المهملات ؟ إنها إلى الآن لا تعرف ما يجب عليها فعله . كل ما تعرفه هو أنها في خطر وتحتاج للمساعدة . كانت تقول لنفسها " علي أن أبحث عن ملجئٍ يحميني من الخطر الذي لن أخرج منه . السيد كيليفون مجرم . هل يحاول ابتزازي ؟ أم أنه يريد اللعب معي ؟ ماذا علي أن أفعل ؟ يا إلهي . ماذا علي أن أفعل ؟؟ "
آخر تعديل نوما يوم 01-17-2012 في 08:20 AM.
|
|
01-17-2012, 08:21 AM | رقم المشاركة : 13 |
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
رد: قصص بوليسية
تكملة
الفصل الثاني كلمات الشريط صرخ السيد كيليفون بأعلى صوته : " فاديت , فاديت . " لسوء الحظ أنها كانت في هذه اللحظة تبكي لأنها تريد أن تعرف من هو مرسل الرسالة والشريط . هل كان المرسل هو كيليفون ؟ هذا هو كل ما كانت تفكر به في اليومين الأخيرين . أخذت فاديت منديلاً وغطت به عيناها لكي لا يراها كيليفون ويسألها عن سبب بكائها . " نعم سيدي . هل ناديتني ؟ " " أجل , هلا جلستي يا فاديت . " ارتعشت يداها بخوف وجلست ببطء شديد . كانت تتظاهر بأنها تمسح عينيها بذلك المنديل الصغير . " فاديت , هل أصاب عينيك أي ضرر ؟ " أجابته وهي مظطربة : " أجل سيدي . لقد دخلت جراثيم صغيرة في عيني اليسرى وجعلتني الدموع تسقط من عيني دون أن أشعر بذلك . لا تخف , أنا بخير . " " حسناً يا فاديت , هل بإمكاني أن أعرف أين ذهبت صباح اليوم السابق ؟ وهل بإمكاني أن أعرف لماذا خرجتي من البيت دون أن آذن لكي ؟ " " أجل سيدي , لقد ذهبت في اليوم السابق إلى منزل السيد ريزيلا لأقابل خادمتهم السيدة فالنتينا . " " ولِم لَم تخبريني ؟ " " لأنك كنت نائماً , فخشيت أن أقلقك وأنت نائم . " " حسناً , أتمنى ألا تعيديها مرة أخرى . " " لكن , سيدي , لقد كنت أبحث عن راحتك . صدقني , لم أكن أقصد مخالفة أوامرك . أرجوك , لا تفهمني بالطريقة الخاطئة . " " فاديت , لماذا تبكين بهذه السرعة وبلا سبب ؟ " لقد كانت فاديت تتذكر في كل لحظة تلك الرسالة وذلك الشريط , لذا فإنها بدأت تبكي بصوت هادئ مثل لاأطفال الصغار . " أوه , من الواضح أن عينك تؤلمك كثيراً . يجب أن تذهبي إلى غرفتك وترتاحي . هيا اذهبي ونامي يا عزيزتي . " " لكن , أخشى يا سيدي ألا تجد من يساعدك ويحضر لك الشاي أو العصير . " " سأحضره بنفسي إذا احتجت . " " شكراً لك سيدي . " تظاهرت فاديت مرة أخرى بأن عينها تؤلمها , لقد كانت بارعة في محاولة إخفاء ما يجري لها , ولو أنها شاركت في مسابقة أفضل ممثلة لحصلت على المركز الأول وبكل جدارة واستحقاق . دخلت غرفتها ورمت المنديل على الأرض , ثم نظرت إلى الدولاب الصغير الواقع قرب السرير , كانت نظراتها كنظرات الصقر وهو ينظر إلى أرنب صغير سيفترسه . فتحت الدولاب وانتزعت من بين الأقمشة والأشياء الأخرى الصغيرة ذلك الشريط والرسالة التي كانت ملتفة حوله بطريقة عادية . أخذت تقرأ الورقة مرة أخرى : الشريط خاص جداً يا فــاديــت . لا يجب أن تلمسينه أو تحاولي الاستماع لما في داخله . إنــــه خاص وخطر جداً يا صغيرتـي . لا تحاولي الاستماع إليه أبداً . سنبقى على اتصال ياعزيزتي . قالت بغضب : " آه , الشريط خاص جداً , هل هو خاص بالسيد كيليفون أم بالسيد جيمس ريموند , أم هل هو خاص بي أنا ؟ يا لك من سافل حقير أيها المرسل ... حسناً , لا يجب أن تلمسينه أو تحاولي الاستماع لما في داخله . إن هذه العبارة توضح أنه يراقبني , وهذا يجعلني أشك بأن السيد كيليفون هو المجرم ... حسناً , إنه خاص وخطر جداً يا صغيرتي , هذه العبارة تدل على أنه يعرفني منذ زمن , وهذا يجعلني أيضاً أشك بالسيد كيليفون ... لا تحاولي الاستماع إليه أبداً , هذه العبارة تدلني على نفس العبارة الثانية ... العبارة الأخيرة تقول : سنبقى على اتصال يا عزيزتي , وهذه تحذرني , من الواضح أن المرسل يريد أن يجعلني أحبه , لذا قال أننا سنبقى على اتصال . لكن لا , ربما سيبقى على اتصال معي لسبب آخر ... يا إلهي , سأنتحر , سأنتحر ... " توقفت فاديت عن الكلام وبدأت تبكي بدموع تجري كنهر النيل . بقيت تبكي فترة طويلة من الوقت , وفجأة , سمعت صوت خطوات ثقيلة على الدرج الخشبي , فعلمت أن كيليفون قادم , لذا قفزت من مكانها إلى السرير وغطت جسدها كله لتظهر أمامه أنها نائمة . دخل كيليفون بهدوء كان على عكس صعوده للدرج المزعج . نادى بصوت هادئ : " فاديت , أعلم أنك لا زلت مستيقظة , أنا متأسف لإزعاجك , أريد أن أتحدث إليك في موضوع هام جداً . " بدأت فاديت تخشى كيليفون ؛ لقد كانت تزداد خوفاً عندما يناديها كيليفون , ظناً منها أنه علم بما يحصل لها هذه الأيام . " حاضر سيدي . " قامت من سريرها وتوجهت للباب , وقبل أن تخرج قالت لنفسها : " يا للسيد كيليفون , لا يقابل الحسنة بالحسنة , يقابلها بالسيئة . لقد ذهبت إلى فالنتينا ولم أوقظه من نومه لأنني أخشى أن أزعجه , لكنه فعل عكس ذلك تماماً ... " أطلت فاديت بعينيها إلى الزقاق المقابل لغرفتها , فلم تجد السيد كيليفون , فعلمت أنه نزل إلى الطابق السفلي . لحقت به وهي تفكر في سبب هذه المقابلة التي بدت في نظرها كجلسة تحقيق في إحدى جرائم القتل المعقدة . جلست أمام السيد كيليفون تنتظر منه أن يفتح معها الموضوع الهام . " أنت تعرفين يا فاديت أنني رجل تحرٍ خاص , وأتعامل مع الناس بطريقة جيدة كي لا يحاولوا أن يكذبوا علي . " " حسناً , وماذا بعد ؟ " " انتظري , ستعرفين بعد قليل . الآن , دعينا نتخيل لو أنني توفيت , ماذا ستفعلين حيال ذلك ؟ " تعجبت فاديت من السؤال المفاجئ وقالت : " لا أعرف , ربما أبقى في هذه القرية , وربما أعود إلى والدتي في مرسيليا . " " حسناً , ألن تفكري في الورث ؟ " " وهل سأرثك لو توفيت يا سيدي ؟ " " نعم , قد أكتب وصيتي بأن تذهب كل أموالي إليكي . وبالتأكيد أنني لن أفعل هذا الشيء إلا لأنني أعرف أنكي تستحقين هذه الأموال . إنك سيدة رائعة يا فاديت . " ابتسمت فاديت أخيراً بعد أن كانت شاحبة الوجه لعدة أيام . " فاديت , إن الموضوع الذي سأخبرك عنه سري جداً , لا أريد أن يعرف عنه أحد , حتى صديقي جيمس . " " اعتبر سرك في بئر يا سيدي . " " حسناً , لقد تلقيت قبل يومين رسالة من أحد أقربائي , أخبرني فيها أنه يحتاج لخادمة تعمل في بيته , فأخبرته أن الخادمة جاهزة . " صاحت فاديت : " ماذا , هل تقصد أنني سأذهب لأعمل في بيت قريبك هذا ؟ " " وما المشكلة , إنه يريد الخادمة بعد أسبوعين . " فكرت فاديت " آه , هذا رائع , سأتمكن من الهرب . المسألة سهلة , عندما أنتهي من العمل في بيت قريبه سأهرب إلى مرسيليا وأعود لأهلي ... " أجابته بعد هذا التفكير : " كم سأعمل عند قريبك ؟ " " فقط ثلاثة أسابيع . " " حسناً , أخبره أنني جاهزة , وسأصل بيته في الوقت الذي يريده . لن أفعل إلا ما سيرضيك يا سيدي . " " شكراً لك يا فاديت . لكن أتمنى ألا يعرف أحد . " " لا تخف يا سيدي , إن آخر ما أفكر به هو إفشاء الأسرار . " *** فتحت الدولاب وأخذت الشريط الأسود ووضعته في جيبها , ثم أخذت مسجلاً صغيراً من الغرفة وأغلقت المصباح , وأخيراً أدخلت الشريط في المسجل ووضعت سبابتها على زر التشغيل . كانت مترددة قليلاً , لكنها كانت تتحدى ذلك السيد الذي يحاول خداعها . إنها كانت تعرف أنها لو سمعت الشريط ستتوصل للسيد الذي أحرق دمها . بدأ المسجل يتحدث بصوت أجش : من المؤكد أنكي تكرهينني . وهذا يجعلني أستمتع كثيرا ً. أحـب أن أحـرق دمـاء الذيـن يـكـرهـونـنـي . أنا متميز في هذا الشيء القاتل . لـن أرحل إلا عندما أسمع خبر انتحارك يا فاديـت . وبمـا أنك سمـعـت هذا الشريط فإنك ستستمتعين ببعض المغامرات الشـيقة ... سنبقى على اتصال يا فاديت . أوقفت المسكينة الجهاز وقالت بغضب : " أيها السافل الحقير . من أنت أيها الوقح ؟ " من المؤكد أنها لا توجد إجابة , وإن المحيّر في الموضوع عدم تشابه هذا الصوت مع صوت السيد جيرمون كيليفون . ترى ما الذي يحصل مع فاديت ؟؟ هل هي مجرد عملية استفزاز ؟ أم أنها عملية ابتزاز لم تبدأ بعد ؟؟ *** أخذ السيد كيليفون يكرر نفس الكلمة : " شريط أسود ... شريط أسود ... ترى ما الذي يريد أن يتوصل إليه ذلك الشخص ؟ " لقد كان الشيء الذي استلمه السيد كيليفون من صديقه كاتشرز شريطاً أسوداً مطابقاً لشريط الآنسة فاديت . لكنه لم يعرف أن فاديت تواجه نفس الشيء الذي يواجهه ... أخذ يفكر : " ترى ما هو الشيء الذي كنت أحبه قبل ثمانية عشرة عاماً ؟ هل هو في داخل هذا الشريط ؟ " لم يكن كيليفون خائفاً من الشريط مثل فاديت , فإلى الآن لم تظهر أية رسالة ! ربما أن الشريط ليس له أية علاقة بشريط فاديت ... أخذ الشريط ووضعه في مسجل صغير مشابه للذي استعملته فاديت . وبدأ يسمع ما في داخل هذا الشريط المخيف : من الواضح أنك لم تـتـعرف علي يا صديقي كيلــيفــون . لكنك تعرفـني جـيـداً , ولــن يـمـضـي الكـثـير من الوقـت كـي تـعـرفـني . أنت تعرفني وتـحـبـنـي كثـيراً يا صديقي . لكنني لا أحبـك أبداً . لا أحبك ولـن أحـبـك أبـداً . لقد ندمـت عـلـى إضـاعـتـي وقـتاً طويلاً وثـمـيـنـاً مـع رجـل مـجـنـون مـثـلـك . وسـنـبــقــى عــلــى اتصال يا سـيـدي الـعزيـز ... قال كيليفون وهو ينظر حوله في حيرة : " تباً , ما هذا ؟ " كان خائفاً جداً , حتى أنه لم يعرف ماذا عليه أن يفعل . فأخذ المسجل ورمى به أرضاً حتى تكسر وتحول إلى قطع صغيرة , وحينها خرج من البيت غاضباً يبحث له عن شيء ينسيه ذلك الشيء السخيف . وكالعادة لم يجد شيئاً يفعله سوى الذهاب إلى بيت صديقه جيمس ريموند ؛ الشخص الوحيد الذي يفهم كيليفون ويستطيع أن يهدئه , كما أنه الشخص الوحيد الذي يخبره كيليفون عن أسراره الخاصة ...
|
|
01-17-2012, 08:22 AM | رقم المشاركة : 14 |
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
رد: قصص بوليسية
الفصل الثالث
الشك دخلت السيدة بـلـسـنـجـتـون غـرفة الطعام ونادت على ابنتها فريدا لتتناول الإفطار , لكنها لم تجدها في الغرفة , فطلبت من خادمتـهم الآنسة فلورنسا أن تنادي ابنتها لتناول الطعام . فانحنت فلورنـسـا احتراماً ونفذت الأمر بسرعة . كانت السيدة بـلـسـنـجـتـون كـبيرة في الـسـن , وتـعاني من مرض السرطان , كما أنها مقعدة ولا تتمكن من العمل أبداً . ومن الغريب أنها تتمنى أن تقوم بكل أعمال المنزل ولو ليوم وحد , لكن عندمـا أصيبت بالشلل وأصبحت مقعدة , طلبت خـادمـة فـأرسـلـت رسـالة تطلب فيها خادمة , وبالفعل حضرت الـخادمـة ,و لسوء الحظ أنها لا تعمل بالشكل الصحيح ؛ فإنها لا تجيد تنظيف الأثاث المنزلي ولا تجيد طبخ المأكولات البحرية التي تعشـقـها السـيدة بـلـسـنـجـتـون وابنتها الصغيرة فريدا ... دخـلـت فـريدا غرفة الطـعـام وقبـلت أمـها ثـم سحبت أحد الكراسي المريحة وجلست عليه . ساد صمت مطبق لثوانٍ ثـم قـالت فريدا : " أمي , هل أنت بخير اليوم ؟ " أجابتها والدتها بعد أن حكت رأسها الأبيض : " نـعـم , أشعر أنني أفضل من السابق بكثير . " " الحمد لله . أمي , ألا زلت تتناولين تلك الحبوب البيضاء بعد كـل إفطار وغداء وعشاء ؟ " ابتسمت بلسنجتون وقالت : " أوه يا صغيرتي , هذه الـحـبـوب لن تبتعد عني أبداً . سأظل أتناولها إلى أن أفارق الحياة . " " آه , إن هذه الحبوب بلا فائدة , سأرميها في سلة المهملات . " لقد كانت فريدا في الثالثة عشرة من عمرها , ولم تكن تعلم أن الحبوب مفيدة جداً لوالدتها , وأنه لولا الله ثم هذه الحبوب لما عاشت والدتها إلى هذه اللحظة . دخل السيد يوركن البيت وأخذ ينادي الخادمة فـلـورنـسـا بـغضب . وعندما ذهبت إليه ساعدته فـي خـلـع معطفه ثم وضعته على يدها الـيـسـرى و أخـذتـه لتغسله مع عدد كبير من الملابس الأخرى ... إن السـيـد يـوركـن سـيـد فـي الثالثة والثلاثين من عمره , له وجه مـلـيـح لــيــس أبــيــضــاً ولا أسـوداً , وإن مـا يـمـيـزه دائـمـاً هـو أنـــفــه المعـقـوف الكبير الذي امتلأ بالنمش . كما أن وجهه مليء بالحبوب الحمراء غريبة الشكل التي تجعله بشعاً إلى درجـة غـيـر محتملة . ودائماً ما يعاني من هذه الحبوب المزعجة إلى حد كبير. إن السيد يوركن يمتلك خبرة عالية في كـتـابـة الروايات البوليسية الـتـي دائـمـاً مـا تـكـون جـاذبـة للـقـراء متحمسين , والذين يـزداد عددهم عند ظهور أي رواية أو مسرحية جـديـدة لهذا الكاتب الذي يـبـدع ويـمتـع , وفـي نـفـس الـوقـت يـغـضب القراء الذين يكادون يـفـقـدون عـقـولهم عند معرفة الحقيقة . حيث أنه يضع كل ما هو مـمتع وجـذاب , وفـي النـهـايـة تظهر الحقيقة التي تعجب منها كل مـن قـرأهـا . إنـه عـالـم قـصـص الـجـرائـم الـغامضة والتحريات . فـمـثـلاً روايـتـه العـظـيمة التي نشرت وطبعت وترجمت إلى إحدى عـشـر لـغـة مـخـتـلـفة , الرواية التي هزت عالم قصص الجرائم , رواية ( مـفـاجـأة الـجـريـمة ) , هذه الرواية التي من خلالها ظهر الـكـاتـب الـجـديـد في عالم القصص البوليسية , إنها بالفعل رواية تـحـكـي لـنا قـصـة رائعة بـها العديد من الألغاز والأحداث المـمتعة والـمـشوقـة والجاذبة , كـما أن لها حبكة مـمـيـزة ودقـيـقـة جــداً. دخل السيد يوركن غرفته التي استأجرها في هذا البيت الذي لا يختلف عن بيت كيليفون إلا في بعض الزينة والديكور . ثم أخذ يدخن سيجارة وبعدها رمى بنفسه على السرير لينام إلى الظهر . *** بدأت الآنسة فاديت في عملها اليومي كعادتها بتنظيف حجرة السيد كيليفون الذي خرج لتوه من البيت متوجهاً إلى الحديقة التي يعشقها منذ عدة سنين . ثم أخذت فاديت ترتب وتنظف الغرفة المجاورة لغرفة السيد كيليفون . وأخيراً ذهبت إلى دورة مياه السيد كيليفون لتنظفها . لكن الغريب أنها عندما بدأت تنظف الزجاجة الواقعة أعلى المغسلة , وجدت شيئاً لم يسبق لها أن رأته أبداً . ففي العادة تجد معجون أسنان وفرشاة صغيرة ومشط وعلبة معطر للفم . أما هذه المرة فقد كانت هناك علبة حبوب بيضاء صغيرة . أخذتها وقرأت ما كتب عليها : ( للصداع ) . تعجبت قليلاً وبدأت تفكر : " هل هذه للسيد كيليفون ؟ أم أنها لأحد ضيوفه ؟ ربما كانت للسيد جيمس ريموند ؟ لكن من يدري سوى مالكها ؟ " لم تفعل بالعلبة شيء , وإنما تابعت التنظيف إلى أن انتهت . توجهت إلى السلم الخلفي ونزلت إلى الطابق السفلي لتجد حطام جهاز صغير في غرفة الاستقبال , فاقتربت من الحطام وبدأت تجمعه وهي تزداد حيرة , ترى ما هذا الشيء ؟ تابعت جمع القطع الصغيرة , وأخيراً وجدت الشيء الذي لم يخطر ببالها أبداً , لقد وجدت شريطاً أسوداً صغيراً . فبدأت تفكر مرة أخرى : " آه , هل هذه رسالة أخرى من المجرم اللعين ؟ ماذا سأفعل ؟ يجب أن أهرب من هذا البيت , يبدو أن السيد كيليفون يدبر لي مكيدة قاتلة , لن أبقى في هذا البيت بعد اليوم . " أخذت فاديت الشريط ووضعته داخل كمها ثم وألقت بحطام الشريط في سلة المهملات . وبعد كل هذا خرجت من البيت متوجهة إلى بيت السيد ريزيلا , وكالعادة لتقابل الآنسة فالنتينا . ضربت الجرس وانتظرت بضع ثوان لتفتح فالنتينا باب البيت . " أهلاً بك يا فاديت , ماذا حصل لك ؟ تبدين خائفة ؟ " " لا , سأخبرك في الداخل . إنه شيء غريب . " " حسناً , تفضلي بسرعة . " دخلت الخادمتان إلى البيت وبدأت فالنتينا الحديث في غرفة الاستقبال : " حسناً , لا أحد يسمعنا الآن , ماذا حصل ؟ " بدأت الدموع تتساقط من أعين فاديت المسكينة , فجففتها بمنديلها وقالت : " لا زلت في خطر كبير جداً . أنا لا أعرف ماذ علي أن أفعل . لو أنني هربت , إلى أين سأذهب ؟ علي أن أجد مكاناً يحميني من ذلك الوغد . " " هل بإمكاني مساعدتك يا فاديت ؟ " " فالنتينا , أنتي الشخص الوحيد الذي أبوح له بجميع أسراري . ولو قمت بإخبار السيد كيليفون بهذه القصة , سيقتلني بأبشع الطرق التي يفكر فيها الآن . أنا لا أحتمل هذا . سأنتحر . " قالت فالنتينا في محاولة للتهدئة : " لا تقلقي يا فاديت , أنا واثقة بأنكي ستجدين حلاً لهذه المشكلة . " " أنظري يا فلنتينا , لقد وجدت هذا الشريط في غرفة الاستقبال اليوم , وكان حوله حطام مسجل صغير يشبه مسجلي . وهذا يعني أن كيليفون يريد أن يتحكم في حياتي بهذه الأشرطة . " أخذت فالنتينا الشريط وقالت بعد أن وقفت : " لحظة يا فاديت , سأعود بعد دقيقة . " خرجت من الغرفة مسرعة وعادت بعد لحظات وفي يدها مسجل أصفر كبير , بدا أنه من طراز قديم جداً . " الآن يا فاديت , سنسمع ما سيقوله كيليفون الحقير . " " لكن يا فالنتينا , أخشى أن يعرف بأنكي سمعتي هذا الشريط فيقوم بقتلك , كما سيفعل بي قريباً إن لم أهرب . " " لا , أنا لا أخشى ذلك الوغد يا فاديت . حتى لو أنني علمت أنه علم أنني سمعت هذا الشريط , مباشرة سأكتب اسمه في وصيتي وأوضح أنه القاتل . أنا أعرف كيف أتصرف مع مثل هذا المجرم . أوه يا فاديت , لا تحاولي إضاعة الوقت , سنستمع إلى ما يقوله ذلك الوغد في هذا الشريط . " " حسناً , هيا . " بدأ الشريط يتكلم : من الواضح أنك لم تـتـعرف علي يا صديقي كيلــيفــون . لكنك تعرفـني جـيـداً , ولــن يـمـضـي الكـثـير من الوقـت كـي تـعـرفـني . أنت تعرفني وتـحـبـنـي كثـيراً يا صديقي . لكنني لا أحبـك أبداً . لا أحبك ولـن أحـبـك أبـداً . لقد ندمـت عـلـى إضـاعـتـي وقـتاً طويلاً وثـمـيـنـاً مـع رجـل مـجـنـون مـثـلـك . وسـنـبــقــى عــلــى اتصال يا سـيـدي الـعزيـز ... نظرت فاديت إلى فالنتينا بعد أن اتسعت عيناها وارتفع حاجباها . ثم قالت بصوت به نبرة حادة : " ما ــ ما هذا يا فالنتينا ؟ " هزت الأخرى رأسها ولم تجبها على هذا السؤال الذي كان يحير الفتاتين . لكن فاديت تابعت الحديث وقالت : " هل هذا يعني أن السيد كيليفون أيضاً في ورطة مثلي ؟ " أجابتها فالنتينا : " ربما كان كذلك . لكنني لا زلت أشك بالأمر . " صرخت فاديت : " تشكين بماذا أيتها الغبية ؟ " جاء صوت من خارج الغرفة يقول : " فالنتينا , هل أنت بخير يا عزيزتي ؟ " كان السؤال بمناسبة الصرخات التي توالت قبل بضعة ثوان . " لا يا سيدة ريزلا .فقط سقطت فاديت فصرخت بصوت مرتفع ." " حسناً , إذا احتجتني لمساعدة أخبريني فوراً . " ابتسمت فالنتينا وقالت لصديقتها : " يا للسيدة ريزلا , إنها طيبة جداً . أليس كذلك ؟ " أجابتها فاديت بغضب : " أجل , لكن هذا لا يهمنا الآن . ماذا علينا أن نفعل الآن ؟ " " وما شأني أنا وأنتي بهذا ؟ السيد كيليفون في ورطة , ونحن لا شأن لنا بذلك . " " يا لكي من غبية , هل نسيتي أنني أنا أيضاً متورطة مع ذلك المجرم الحقير ؟ " " آه , هذا صحيح , لكنني لا أعرف ماذا علي أن أفعل . " " فالنتينا , لقد أخبرتني قبل أن تتحدثي للسيدة ريزلا أنكي لا زلتي تشكين بأمر الأشرطة . أليس كذلك ؟ " " بلى , أخبرتك بهذا . " " حسناً , بماذا تشكين ؟ " " آه , ماذا لو كان السيد كيليفون هو المجرم , ولكي يجعل نفسه بعيداً عن الشبهة سجل هذا الشريط , وتظاهر بأنه أيضاً متورط ؟ ألا يمكن أن يكون هذا صحيحاً يا فاديت ؟ " " ولكن , لا أعتقد أن السيد كيليفون قد يفكر في مثل هذا الأمر ." " أوه يا فاديت , يبدو أنك ستتعبينني كثيراً . من الواضح أنكي لم تخالطي المجرمين من قبل . " " هذا ليس صحيحاً . لقد قابلت قضايا عديدة مع السيد كيليفون , وأخذت خبرة بسيطة في علم الجرائم على يد السيد كيليفون . لقد حدثني كثيراً عن خطط المجرمين المتمرسين . " " لكنه ذكي جداً , أما أنت فعلى العكس تماماً . لقد حدثك عن المجرمين كثيراً , ولكن من المستحيل أنه حدثك عن شخصيته الحقيقية . أليس كذلك ؟ أنا أعلم أنه لم يخبرك يوماً بشيء عن نفسه . ولا تحاولي أن تقنعيني بأنه حدثك عن نفسه . " " أنت محقة يا فالنتينا , لم يسبق للسيد كيليفون أن حدثني عن نفسه أبداً . ربما حدثني عن أشياء بسيطة جداً , حتى أنني لا أتذكرها الآن . " " والآن يا فاديت , عليك أن تدبري مكيدة له . " اتسعت عيني فاديت وقالت : " ماذا ! هل أصابك الجنون يا فالنتينا . لن أفكر يوماً في قتل أي شخص حتى لو كان عدواً . " " وماذا سيفيدك خوفك لو أنه قام بقتلك ؟ هل ستقولين ليتني قمت بقتله من قبل ؟ أم أنكي ستكتبين في وصيتك أنه سيقتلك ؟ " " فالنتينا , أنا لا أريد أن أعيش مع السيد كيليفون ولو ليوم واحد فقط . ولكن أخبريني , ماذا علي أن أفعل ؟ " " أنتي تفكرين في الهروب . إلى أين ستذهبين ؟ " " لا أعرف , أريد أن أبتعد عن كيليفون مسافة مليون ميل . لا أريد أن أرى وجهه أو أسمع عنه أي خبر . " " حسناً , سأبحث لك عن حل , وسأعود بعد يومين إن شاء الله . لا تقلقي , ساعود بالخبر السار إن شاء الله . " " شكراً لك يا فالنتينا , لن أنسى هذا الجميل أبداً . " " إلى اللقاء يا فاديت . لن أتأخر . "
|
|
01-17-2012, 08:23 AM | رقم المشاركة : 15 |
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
رد: قصص بوليسية
الجريمة الغامضة 1
استيقظ الدكتور (مارك) صباح يوم الأربعاء ، كعادته ليتجه بعد الإفطار فوراً إلى عيادته . كان الدكتور (مارك) يسكن في فلة أنيقة في إحدى ضواحي لندن الراقية . غسل الدكتور (مارك) وجهه و استبدل ملابسه ونزل بخطوات سريعة من على السلم و سار مباشرة إلى غرفة الطعام حيث قابلته زوجته وابنه (جورج) الذي يعمل معه في العيادة . (( صباح الخير )) قالتها زوجته السيدة (إيملي) . رد عليها: - صباح النور ، لقد استيقظت اليوم مبكراً ، لم أعتد منك هذا من قبل . ثم استطرد قائلاً: - كيف حالك يا (جورج) ، تناول طعامك جيداً فاليوم لدينا عمل كثير في العيادة ، و مازال عليك الكثير لتتعلم كيفية إدارة العيادة كما أنه لم يمض على تخرجك من كلية الطب سوى سنتين فقط وخبرتك قليلة جداً في هذا المجال يا بني . تطلع الدكتور (جورج) في وجه أبيه و على شفتيه ابتسامة باهتة وقال : -إنك دائماً عجول يا والدي تريدني أن أتعلم كل شيء في عدة دقائق كما لو أني كمبيوتر تخزن فيه بعض البرامج ، كما أنك تعاملني بطريقة تجعلني أشعر بأنني طفل صغير ولست طبيب عظام يعمل في إحدى أفضل العيادات الموجودة في لندن . ابتسمت (إيملي) لحديث ابنها ولم تعلق عليه و لكنما تحدثت لتغير الموضوع قائلة : - هيا بسرعة الطعام سيبرد . فهم الدكتور (مارك) وكذلك ابنه الدكتور (جورج) ما تقصده (إيملي) فشرعا بتناول الطعام ، وران صمت على قاعة الطعام قبل أن يقطع (جورج) هذا الصمت و هو يسأل والده : - ماذا كان يريد الدكتور (شارل) منك عندما اتصل بك الليلة الماضية؟ أجابه والده الدكتور (مارك) : - من…تقصد شريكي…. لاشيء مهم إنه يريد كعادته إقناعي ببيع حصتي من العيادة له . تمتمت (إيملي) : - أمره غريب هذا الطبيب…طوال اليوم معك في العيادة و يتصل بك كأنما لا يراك أبداً . ابتسم الدكتور (مارك) و هم بقول شيء لكن ابنه سبقه بسؤاله : - و ماذا عن ذلك المزارع العجوز (جيمي) الذي يعمل في المزرعة لقد طلبك ليلة أمس أيضاً ، فما كان يريد؟ رمق الدكتور (مارك) ابنه (جورج) بنظرة تعجب قبل أن يجيب : - لقد طلب مني إعطاءه بعض المال ليشتري به بعض الأزهار و النبات الصغيرة لحديقة العيادة . لكن يبدو أنك أصبحت فضولياً يا (جورج) ، لم تكن كذلك قبلاً ، ما الذي أصابك؟ . أجابه ابنه وهو يتناول الطعام : - الأعوام…الأعوام!!! يا أبي تغير من طبع الإنسان فتجعل الأحمق ذكياً والمتكبر متواضع و… قاطعته أمه بغتة وهي تشير بسبابتها أمام وجهه : - هيا…لا داع لهذه المحاضرة الطويلة في علم النفس ، تناول طعامك حتى تصحب والدك إلى العيادة ، عليكما ألا تتأخرا أبداً عنها. تأمل (جورج) أمه قليلاً ثم تابع تناول طعامه ، ولما فرغ هو مع والده من فطورهما استودعا من (إملي) واتجهها خارج الفلة إلى الحديقة الخارجية حيث رآهما مزارع الفلة وهتف: - هل أنتما ذاهبان إلى العيادة ؟……مع السلامة . التفت إليه الدكتور (مارك) و رد عليه : - إلى اللقاء يا (هنري) و ركبا السيارة ثم غادرا الفلة ، وتوجها إلى العيادة . دخل جراح القلب الدكتور (شارل) العيادة و هو يمشي بخطوات معتدلة إلى مكتبه ، ثم ألقى نظرة على ساعة يده و التفت إلى الممرضة (ميري) وهو يقول : - يبدوا أن الدكتور (مارك) قد تأخر هذا اليوم يا (ميري) ، أ ليس كذلك؟ . أجابته وقد بدا عليها التوتر : - آه…بلى ، هذا صحيح يا دكتور (شارل) لكنه سيحضر فوراً . رمقها الدكتور (شارل) بنظرة متعجبة و هي قد بدا عليها التوتر وبيدها شيء ، فسألها : - ما الذي تحمليه في يدك يا (ميري)؟ . ولنا عودة
|
|
01-17-2012, 08:25 AM | رقم المشاركة : 16 |
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
رد: قصص بوليسية
الجريمة الغامضة 2
نظرت إليه و أجابته بتوتر : - آه…هذا الشيء…إنه…إنه مقص…لقد احتجته وجئت لمكتبك لآخذ واحد من هذه المقصات الموجودة هنا . سألها الدكتور (شارل) و هو ينظر إليها نظرة استنكار ؟ . - غريب…ألا يوجد في المخزن الكثير منها ؟ أجابته بسرعة : - بلى ، لكن كنت مستعجلة جداً يا دكتور (شارل)…إني متأسفة جداً . أشاح الدكتور (شارل) بوجهه عنها و هو يقول : - حسناً ، لا بأس . ثم انصرفت الممرضة (ميري) و أغلقت باب المكتب خلفها و تطلعت إلى ساعتها فتمتمت : - هذا صحيح ، الدكتور (مارك) قد تأخر الـ…. وبترت عبارتها عندما سمعت صوت يقول لها : - صباح الخير يا (ميري) . التفتت إلى صاحب الصوت ، لقد كان الدكتور (مارك) نفسه ، فاعتدلت و ردت عليه: - صباح النور ، ما بك يا دكتور (مارك) لقد تأخرت هذا الصباح قليلاً لم أعتد هذا منك . أجابها وعلى شفتيه إبتسامة عريضة : - إنه ابني (جورج)!!!لقد ألقى علينا اليوم محاضرة طويلة صباح هذا اليوم . قالت له : - الدكتور (شارل) ينتظرك . أجابها : - كنت سأتجه إليه الآن . ثم سار بخطوات سريعة إلى مكتب الدكتور (شارل) شريكه في العيادة وطرق الباب فسمع صوتاً يأذن له بالدخول فدخل و هتف : - صباح الخير يا دكتور (شارل) ، يبدوا أنك لم تتخلى عن طبعك هذا إنك دائماً تصل إلى العيادة مبكراً جداً . رمقه الدكتور (شارل) بنظرات باردة وبعد ذلك أجابه : - هيا لا داع لهذه البالغة ، أنت الذي تصل متأخر . قهقهة الدكتور (مارك) بصوت مرتفع و هو يقول : - لا بد أنك طلبتني اليوم من أجل أن تطلب مني بيع حصتي من العيادة لك…ولكن لا تحاول يا دكتور (شارل) فلن أفعل هذا أبداً . بدا التجهم على وجه الدكتور (شارل) ، ثم أطلق زفرة حارة و ابتسم قائلاً : - إنك عنيد جداً يا دكتور(مارك) كعادتك ، و لا توجد قوة في الدنيا تجعلك تعدل عن رأيك . ثم استطرد قائلاً : - إننا لن تناقش بهذا الموضوع الآن فلدي اليوم عمل كثير فالعيادة غاصة بالمرضى هذا اليوم ، ثم إنني سأخرج اليوم مبكراً فعندي اليوم بعض المشاغل في المنزل . وقف الدكتور (مارك) من على كرسيه و اتجه ناحية الباب و هو يقول : - حتى أنا لدي اليوم الكثير من الأعمال بالإضافة إلى أنني سأجري عملية بعد ظهر هذا اليوم و أيضاً علي أن أعلم ابني (جورج) الكثير من الأمور المتعلقة بإدارة العيادة فهو لا يمتلك الخبرة الكافية في هذا المجال . أجابه الدكتور (شارل) بكل هدوء : - أعلم ذلك جيداً . و انصرف الدكتور (مارك) من المكتب وتابعه الدكتور (شارل) بنظراته الصارمة ، ثم لم يلبث أن تحرك من مقعده بسرعة لمتابعة أعماله . * * * في الساعة الرابعة عصراً حزم الدكتور (شارل) حقيبته و اتجه إلى الباب المؤدي إلى خارج العيادة ليغادره و بجانبه كان يسير معه الدكتور (جورج) ابن الدكتور (مارك) فقال هذا الأخير : - هل لديك مشاغل كثيرة يا دكتور (شارل) ؟ فأنت اليوم تغادر العيادة مبكراً !. أجابه الدكتور (شارل) : - نعم يا بني ، فأنا مرهق هذا اليوم و لن أ ستطيع مواصلة العمل فلقد بذلت جهداً كبيراً نهار هذا اليوم . رد عليه الدكتور (جورج) : - مع السلامة يا دكتور (شارل) ، إلى اللقاء غداً . قالها و الدكتور (شار) كان قد غادر الباب و اتجه ناحية الموقف المخصص لسيارات العاملين في العيادة . وانتظرونا لنا عودة
|
|
01-17-2012, 08:31 AM | رقم المشاركة : 17 |
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
رد: قصص بوليسية
الجريمة الغامضة 3 وصلت الممرضة (ميري) و هي تلهث قائلةً للدكتور (جورج) : - العمل اليوم مرهق جداً يا دكتور (جورج) فلم أتصور يوماً أن العيادة ستغص بالمرضى بهذه الكيفية . ألقى عليها الدكتور (جورج) نظرة مشفقة وهي تكاد تسقط على الأرض من الإجهاد و قال : - لا بأس لقد انتهى كل شيء يا آنسة . أشاحت بوجهها وهي تتمتم : - أجل لقد انتهى كل شيء . و اتجهت إلى غرف الممرضات لحزم أغراضها استعداداً لمغادرة العيادة فقد انتهت فترة عملها . وبينما هي كذلك كان الدكتور (جورج) يتأمل الطريق عبر بوابة العيادة الزجاجية ثم قطع تأمله فجأة عندما سمع صراخ الممرضة (ميري) فانطلق يعدوا باتجاه مصدر صراخها وتبعه الكثير من الأطباء و الممرضات الذين يعملون في تلك العيادة وقد فوجئوا بذلك المنظر الذي رأوه أمامهم فلقد كان الدكتور (مارك) ملقياً على الأرض والدم ينزف من صدره وكان قد فارق الحياة . * * * وصل فريق من الشرطة إلى مسرح الجريمة وبصحبتهم المحقق (جيمس) حيث أمر هذا الأخير بترك كل شيء على حاله وعدم مس أي قطعة في مسرح الجريمة كما أمر باحتجاز جميع الموجودين في العيادة واتجه إلى إحدى الغرف الخالية وقال : - من أنادي عليه فليحضر لأحقق معه ، وعلى فكرة هل وصل الدكتور (شارل) شريك الدكتور (مارك) في العيادة إلى هنا ؟ أجابه طبيب العظام الدكتور (جورج) ابن الدكتور (مارك) لقد اتصلت به ولكنه لم يصل إلى منزله بعد فطلبت من زوجته أن تعلمه بالمجيء إلى العيادة متى رأته يدخل المنزل . صاح المحقق (جيمس) : - كيف لم يصل بعد ؟ هل منزله بعيد جداً عن العيادة ؟ رد عليه الدكتور (جورج) : - كلا . لكن يبدوا أنه لم يتجه إلى منزله مباشرة فور مغادرته العيادة . هز المحقق رأسه برهة ثم نادى : - (ميري روبن) . كان وقع اسم (ميري) عليها كالصاعقة خاصة وقد كانت أعصابها منهارة بسبب ذلك المنظر الذي شاهدته أمام عينيها ألا وهو منظر الدكتور (مارك) صريعاً . ولكنها دخلت إلى الغرفة التي يقبع بها المحقق (جيمس) وبدأ باستجوابها . المحقق (جيمس) : ماذا رأيت حين عبرت هذا الممر ؟ الممرضة (ميري) : لقد وجدت الدكتور (مارك) جثةً هامدة ملقياً على الأرض كما رأيت آثار أقدام موحلة عالقة في الممر ؟ المحقق (جيمس) : هل تعنين تلك الآثار ؟ إنها كما يبدوا تصل إلى نهاية الممر ، لقد شاهدتها أيضاً . لكن هل تعرفين صاحبها ؟ الممرضة (ميري) : لا لا …طبعاً لا أعرف صاحبها . المحقق (جيمس) : هل تعرفين ماذا يوجد في نهاية الممر ؟ الممرضة (ميري) : نعم . يوجد هناك حديقة موحلة صغيرة كما يوجد مواقف السيارات الخاصة بالعاملين في العيادة فقط . المحقق (جيمس) : من الذين يتواجدون في تلك الحديقة عادةً ؟ الممرضة (ميري) : يوجد حارسين يحرسان بوابتي الحديقة من الخارج أحدهما يراقب الداخلين إليها لأنه لا يسمح بالدخول إلى الحديقة سوى العاملين في العيادة بسبب تواجد سياراتهم ، أما الآخر فهو يراقب الخارجين منه لتأكد من عدم دخول أحد الغير المصرح لهم بذلك ، و أيضاً يتواجد داخل الحديقة عادةً الزارع العجوز (جيمي) إنه مزارع حديقة العيادة . وقف المحقق (جيمس) من على مقعده و توقف نظراته الحادة على يد الممرضة (ميري) ، ثم عقد حاجبيه و سألها : _ ما الذي تحمليه في يدك ؟ احتقن وجهها ، و تجمدت الدماء في عروقها قبل أن تجيب بتوتر : - إنه…إنه مقص لقد أردت إعادته إلى مكتب الدكتور (شارل) لأنني أخذته منه هذا الصباح . و فجأة سمع المحقق طرقات الباب ، فأذن للطارق بالدخول ، فدخل رجل الشرطة الذي كان يحمل بعض الأوراق و هو يقول : _ تحياتي سيدي ، هذا التقرير الطبي . رد عليه الدكتور المحقق (جيمس) : - لا بأس…ضعها على سطح المكتب و انصرف . فعل الشرطي ما أمره به المحقق (جيمس) و انصرف . ثم ألقى نظرة على أوراق التقرير التي أكدت أن المقتول قتل بآلة حادة كالسكين أو مقص ، وبعد ذلك ألقى نظرة على (ميري) وقال لها : _ يمكنك الانصراف و لكن ضعي هذا المقص على الطاولة هنا و نادي على الدكتور (جورج) . خرجت الممرضة (ميري) بعد أن وضعت المقص على الطاولة ثم نادت على الدكتور (جورج) الذي اتجه بدوره إلى الغرفة ، و بعد دقائق معدودة غادر (جورج) الغرفة ، ودخل بعده مباشرة الدكتور (شارل) الذي وصل منذ قليل ودخل بعده الكثير من الأطباء والممرضات ، و بعد هذا كله خرج المحقق (جيمس) من الغرفة و غادر العيادة و توجه إلى مركز الشرطة ، كما قام بإرسال مقص الذي كانت الممرضة (ميري) تحمله بيدها لفحصه ، و بالفعل تم فحص الجريمة و لم يتم العثور على أي أثر للجريمة كدم أو نحوه وكذلك تم تفتيش الممرضة (ميري) وفحصها و لم يجد المحققون عليها أيضاً أي أثر للجريمة كالدم مما زاد من حيرة المحقق (جيمس) ، ولما شعر الدكتور (جورج) بأن المحقق (جيمس) عاجز عن حل ملابسات جريمة قتل والده اتصل هاتفياً بالمحقق المعروف و المشهور (جيم هدسن) و حدد معه موعد لملاقاته و إخباره عن تفاصيل الجريمة . * * * دخل الدكتور (جورج) إلى مقهى موجود على إحدى شوارع العاصمة البريطانية لندن ، وبنظرة متمعنة فحص بها الدكتور (جورج) المقهى ، ثم اتجه إلى إحدى الطاولات الموجدة و التي كان يجلس بجانبها شخص هادئ الملامح بارد الأعصاب ذو نظرات بارة أيضاً كالثلج ، ذلك هو المحقق (جيم هدسن) . ((صباح الخير)) نطق بهذه العبارة الدكتور (جورج) ، و بكل برود الدنيا رد عليه المحقق (جيم هدسن) و هو يحتسي قهوته : - صباح النور يا دكتور . رمقه الدكتور (جورج) بنظرة استنكار على رده البارد في هذه الظروف القاسية حيث قتل والده و المجرم مجهول حر طليق حتى الآن و المشتبه بهم كثيرون جداً ، فكل من كان في المستشفى يعتقد أنه القاتل كالممرضة (ميري) و الدكتور (شارل) و المزارع (جيمي) و…إلخ . و أخيراً تكلم الدكتور (جورج) : - لا بد أنك تعرف لماذا استدعيتك هذا الصباح يا سيد (جيم) ، فالصحف اليومية نقلت مقتل والدي بالتفصيل الممل . و بنفس البرود رد عليه المحقق (جيم هدسن) : _ نعم . لقد عرفت كل شيء و أنت الآن تريد مني أن أتحرى عن مقتل والدك المحير في عيادته بعد ظهر يوم الأربعاء . أ ليس كذلك؟ أجابه الدكتور (جورج) : - بلى . فأنا لم أثق أبداً بذلك المحقق المدعو (جيمس جونسون ) . سأله المحقق (جيم هدسن) و قد تبدى عليه هذه المرة بعض الانفعال : - و الآن ، متى تريد مني أن أبدأ التحقيق؟ أجابه الدكتور (جورج) : - غداً سأطلب من الجميع الاجتماع لكي تقوم أنت بالتحقيق معهم . نطق المحقق (جيم هدسن) و قد عاد إلى بروده ، كأنه يريد أن يبدأ التحقيق حالاً : - و ليكن . * * * كانت (ميري) موجودة في مكتب الدكتور (شارل) وهي تدور وتحوم داخل المكتب بكل توتر ، و الدكتور (شارل) ينظر إليها بصمت إلى أن نطق : - لا تقلقي يا (ميري) يبدوا أن المجرم الحقيقي سيظهر و ينال جزاءه العادل
|
|
01-17-2012, 08:36 AM | رقم المشاركة : 18 |
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
رد: قصص بوليسية
الجريمة الغامضة 4
فأنا أعتقد أن أحد أعداء الدكتور (مارك) كان قد تسلل إلى العيادة و قتله وقد أدليت بشكي هذا إلى المحقق (جيمس) . تكلمت (ميري) في حنق و هي تكاد تبكي : - لكنه أخذ المقص الذي كان معي و يظن أنني قتلته على الرغم أن المقص لا يحوي على أية آثار للجريمة أو دم الضحية و…قاطعها الدكتور (شارل) : - ربما أزلت آثار الدم بمنديل أو أي شيء آخر كـ…قاطعته هذه المرة الممرضة (ميري) في غضب شديد و قد احتقن وجهها بالدم : - ماذا تظن يا أيها الدكتور (شارل)؟هل تعتقد أنني قتلت الدكتور (مارك)؟و لماذا؟ أجابها الدكتور (شارل) : - اعذريني يا (ميري) فذلك المقص جعلني أظن…قاطعته (ميري) : - تظن…تظن ماذا؟…أنني القاتلة ، إن القاتل هو المزارع (جيمي) فالآثار الأقدام كلها وحل تشير إلى الحديقة الخلفية للعيادة و التي هي مجرد موقف سيارات الذين يعملون هنا أنت و أنا و الدكتور (جورج) وغيرنا من الأطباء و الممرضات بالإضافة إلى عمال التنظيف ، و طبعاً يستطيع المزارع العجوز (جيمي) الدخول و الخروج كما يحلو له لأن الحارس سيسمح له بذلك فهو يقوم بزرع النباتات و الأزهار في تلك الحديقة الموحلة و لذلك يتجمع الوحل حول قدميه . وبكل انفعال الدنيا رد عليها الدكتور (شارل) : - يا إلهي!!!هل أخبرت المحقق بكل هذه المعلومات و الشكوك؟ أجابته : - لا . و لكنني سأفعل في المرة القادمة . هتف الدكتور (شارل) : - رباه . هل تظنين أن هناك مرة قادمة سيأتي فيها ذلك المحقق ليأخذ أقوالنا؟لقد أدلينا بكل ما عندنا . أجابته (ميري) بصرامة : - بالتأكيد . و ماذا تظن؟إن القضية لم تنته بعد و مازلنا في البداية . سرت قشعريرة باردة في أوصال الدكتور (شارل) لسماعه آخر كلمات الممرضة (ميري) ، و كثير من الأسئلة تتبادر في ذهنه هل حقاً سيعود المحقق لأخذ شهادته ؟ هل سيتم اكتشاف المجرم؟ هل…؟ هل…؟ * * * ((سحقاً ، ماذا يريد منا ذلك الدكتور (جورج) ؟ هل يريد من أن يزيد توترنا بهذا الاجتماع المريب)) نطقت بهذه العبارة الممرضة (ميري) بغضب شديد ، و أجابها الدكتور (شارل) بهز كتفيه مدلياً بأنه لا يعرف شيئاً و لكن قاطعهما سماع صوت فتح الباب الذي عبر منه الدكتور (جورج) و المحقق (جيم هدسن) ، و أشار الدكتور (جورج) إلى المحقق (جيم هدسن) بسبابته و هو يقول : - أعرفكم بالتحري (جيم هدسن) ، أشهر تحري في المملكة المتحدة ، استدعيته بنفسي ليتولى هذه القضية الشائكة…قضية مقتل والدي الدكتور (مارك) رحمه الله . سألته الممرضة (ميري) باستهزاء : - و هل تظن أن هذا التحري سيحقق ما عجز عنه أسلافه؟ علق على كلامها الدكتور (شارل) بقوله : - أتعشم هذا . رمقها المحقق (جيم هدسن) بنظرة باردة ثلجية لفترة زمنية وجيزة ، و أخرج غليونه و وضعه في فمه ثم نطق بنفس البرود : - يا سادة…لا داع لكل هذا التشاؤم فلكل داء دواء كما تقولون أنتم معشر الأطباء ، أما نحن معشر المحققين فنقول لكل لغز حل . علق الدكتور (شارل) : - إلا هذا اللغز . رمقه المحقق (جيم هدسن) بنظرة صارمة ثم استطرد قائلاً : - كل من أناديه فليتجه إلى الغرفة المجاورة ليدلي بكل ما يعرفه . و بخطوات بطيئة باردة اتجه المحقق (جيم هدسن) إلى الباب و تمتمت (ميري) بغضب : - يا لك من مغرور . و كأنه لم يسمعها تابع خطواته البطيئة إلى الباب و أمسك بمقبض الباب و فتحه ثم هتف : - الممرضة ( ميري روبن) تعالي إلى الغرفة للإدلاء بشهادتك . ازدرت (ميري) لعابها و ارتجف جسدها كله عند سماع اسمها و تجمد الدم في عروقها و تصنمت على كرسيها لحظة ، فهي ستواجه للمرة الثانية الأسئلة و الاتهامات ، كما أنها لم تنس ما حدث لها في المرة الماضية كيف تم تفتيشها و كيف تم توجيه أصابع الاتهام إليها ، و لكنها مع ذلك ما لبثت حتى لحقت به . المحقق (جيم هدسن) : (ميري)!!!أنت أول من شاهد الضحية مقتولة ، فماذا رأيت؟ الممرضة (ميري) : رأيت الدكتور (مارك) ملقياً على الأرض و الدم يسيل من على صدره و وجدت أيضاً أثار أقدام موحلة تتجه مباشرة نحو الباب الخلفي المطل على الحديقة الخلفية الموحلة . المحقق (جيم هدسن) : و ماذا عن ذلك المقص الذي كان لديك ؟ الممرضة (ميري) : لقد أخذته من غرفة الدكتور (شارل) لأنني كنت محتاجة له و لم يكن لدي مقص و الدكتور (شارل) لديه مجموعة منها فأخذته منه و لو كنت قتلت الدكتور (مارك) به لتلوث بالدم . المحقق (جيم هدسن) : ربما أزلته آثار الدم بواسطة منديل . الممرضة (ميري) : لم يكن لدي منديل و هذا ما أثبته المفتش (جيمس) حينما أمر بتفتيشي . نهض المحقق (جيم هذسن) من على مقعده و قال : - أكتفي بهذا…استدعي الدكتور (شارل) . اتجهت (ميري) إلى الباب و خرجت و استدعت الدكتور (شارل) الذي دخل بدوره إلى الغرفة التي يوجد بها المحقق (جيم هدسن) . تحدث المحقق (جيم هدسن) إلى الدكتور (شارل) قائلاً : - إن بينك و بين الدكتور (مارك) خلافاً حول العيادة فأنت تريد أن تشتري حصته منها و هو يرفض ذلك . أ ليس كذلك؟ ارتجف الدكتور (شارل) قليلاً و ازدرد لعابه بصعوبة قبل أن يجيب : - بلى . لكن هذا الخلاف لم يشتد بيننا أبداً لدرجة القتل ، أقسم على ذلك . المحقق (جيم هدسن) : تأخرت عن المنزل ذلك اليوم عندما قتل الدكتور (مارك) ، فلماذا؟ الدكتور (شارل) : لقد ذهبت إلى مغسلة السيارات لغسل سيارتي . المحقق (جيم هدسن) : و لكن أنت غير مهتم بنظافة سيارتك كما أنها لم تكن متسخة لدرجة غسلها ،هذا ما يقوله الدكتور (جورج). الدكتور (شارل) : هذا صحيح ، ولكنني فكرت بغسلها . وقف المحقق (جيم هدسن) و قال : - إن كنت قد غسلتها فعلاً فلا بد من وجود أثر غسلها فلم يمض يومان على ذلك . فخذني إليها لأتأكد من ذلك بنفسي . ذهب المحقق (جيم) و الدكتور (شارل) إلى السيارة التي كانت موجودة في الحديقة الخلفية و لقد كانت مغسولة فعلاً فرجع المحقق (جيم) و قال : - استدعوا الآن المزارع (جيمي) . دخل المزارع (جيمي) إلى الغرفة . كان المزارع (جيمي) عجوز ، بطيء الحركة ، ضعيف السمع و البصر . سأل المحقق (جيم هدسن) : - حسناً . هل رأيت أحداً في الحديقة الخلفية يدخل العيادة في ذلك اليوم ؟ أجابه المزارع (جيمي) : - نعم…ماذا؟…لم أسمع . رفع المحقق (جيم هدسن) صوته هذه المرة : - هل رأيت أحداً في الحديقة الخلفية يدخل العيادة في ذلك اليوم ؟ أجابه المزارع (جيمي) في هدوء : - أي يوم؟ صاح المحقق (جيم) غاضباً و لأول مرة في حياته : - أي يوم؟!!!…يوم مقتل الدكتور (شارل) . أجابه أخيراً : - آه…لا…لا أتذكر ذلك…و لا أظن ذلك يا سيدي . المحقق (جيم هدسن) : هل كان يوجد أحد غيرك في الحديقة الخلفية . المزارع (جيمي) : كلا . فلا يستطيع أحد الدخول إلى هناك لأن الحارس يمنع الدخول لغير الموظفين إلى هذه الحديقة . المحقق (جيم هدسن) : لماذا لا تتلوث السيارات بالوحل ؟ علماً بأن تلك الحديقة مليئة بالوحل كما هي حال قدميك الآن!!! . المزارع (جيمي) : إن للسيارات موقف معد لها و الوحل موجود أمام الباب الخلفي . المحقق (جيم هدسن) : لماذا لم يتم تعديل المنطقة أمام الباب الخلفي للعيادة ؟ المزارع (جيمي) : لأنه للطوارئ فقط فلا يدخل أحد أو يخرج منه . المحقق (جيم هدسن) نهض من على كرسيه و هو يتأمل قدمي المزارع (جيمي) و هي مملوءة بالوحل ثم أمره بالانصراف و قد خلّف آثاراً تشبه الآثار الموجودة في ساحة الجريمة ، و قد تم استدعاء الحارس الموجود في الحديقة الخلفية الذي يراقب الدخلين إليها و كذلك تم استدعاء الحارس الثاني الذي يراقب السيارات الخارجة من الحديقة ، و من ثم تم استدعاء الأطباء واحداً تلو الآخر . إلى أن جاء الدكتور (جورج) حيث سأله المحقق (جيم هدسن) : - هل تمتلك خريطة للعيادة؟ تعجب الدكتور (جورج) لسؤال المحقق (جيم هدسن) و أجاب : - نعم . نحن نمتلك خريطة كاملة للعيادة هنا . قال المحقق (جيم هدسن) : - حسناً ، أريدها الآن . ذهب الدكتور (جورج) الذي اختفى عدة لحظات ثم عاد و بيده أعطى الخريطة للمحقق (جيم هدسن) الذي أخذ بدوره قلماً و وضع الخريطة أمامه و بقلمه رسم عدة أسهم على الخريطة و درس المسافة بين كل نقطة و ظل على تلك الحالة حوالي نصف ساعة ، و بعد ذلك دخل الغرفة المحقق (جيمس) و الدكتور (شارل) و الممرضة (ميري) و معهم بعض رجال الشرطة ، وقطع صمت الغرفة صوت المحقق (جيمس) و هو يقول : - مرحباً بك يا (جيم هدسن) لا أظنك وجدت وحدك حلاً لهذه القضية ، إنها صعبة جداً
|
|
01-17-2012, 05:15 PM | رقم المشاركة : 19 |
شكراً: 103
تم شكره 129 مرة في 111 مشاركة
|
رد: قصص بوليسية
مشكورة على القصه الرائع
جاري القراءة وتم التقيم^^
|
|
01-17-2012, 10:56 PM | رقم المشاركة : 20 |
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
رد: قصص بوليسية
شكرا لك على جهودك
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|