المنتدى العام مواضيع عامة - مناقشة مواضيع عامة - معلومات عامة - نقاشات | يمنع النقل الحرفي للمواضيع في القسم |
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
او
لمشاركة اصدقائك! |
|
أدوات الموضوع |
من 5
عدد المصوتين: 0
|
انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الميدان يا حميدان مليء بالضحكات التي يندى لها الجبين ويشيب لهولها الولدان والمعلمون.... شباب في عمر الزهور.... ((مع وجود زهور معمرة على أي حال)) لا يعرفون قبيلا من دبير... تتكلم الليل والنهار وهم لاهون ساهون في غيهم سادرون، لا يملكون إلا النظر إليك والضحك عليك. أحدهم إرتفع ضغطه وسكره وملحه من أجل أن يقول لطلابه النابهين (4ـ4) ليكون الناتج صفرا. فيرجع المسكين صفر اليدين والرجلين إلا من أسقام وأوجاع وبلايا زرايا يتفوه بها طلابه الأعزاء ... يعيد الكرة تلو الكرة... والفرة مرة بعد مرة... والنتيجة أن أربعة نقص منها أربعة مشكلة عويصة تحتاج إلى نابغة الرياضيات، وعلامة الفيزياء وعبقري الكيمياء، أنحى نحاة الدهر، وأشعر شعراء الزمن.. عاود الغلبان الكرة وحاول هذه المرة أن ينزل إلى عقول تلاميذه ... فيقسم بالذي برأ النسمة وفلق الصبح وشق الحب والنوى أن الأربعة نقص منها أربعة لم يبق منها شيئا.. ((لكن هذه الأيمان المغلظة ما هي إلا أحبولة من معلمهم لا تنطلي على هؤلاء الأغرار)) تنزل مرة عاشرة كما يأمره الآمرون حتى وصل إلى الحضيض ولكن لا حياة لمن تنادي.. عندها قرر المسكين أن يحكي لهم قصة لا تخرج عن بيئتهم وفي محيطهم... قال عفا الله عنه وفك أسره: هب يا بني رعاك الله وحفظك من كل سوء ومكروه وألان عريكتك لفهم المسائل الغلاظ الشداد.. أن أباك إشترى أربعة خرفان سمان.. ملاحظة/بالمناسبة فكلمة هب الآنفة الذكر لاتقل صعوبة عن تلك المسائل الحسابية الرهيبة. ثم نقلهن على سيارته الفارهة، وذخب بهن ذات اليمين وذات الشمال، وجاب بهن الصحراء طولا وعرضا، وإشترى لهن علفا من النوع الفاخر، إبتاع لهن شيئا من الحلوى والسكاكر والمياه المعقمة. ثم إنتهى بهن أخيرا إلى زريبة من ذوات الخمس نجوم.. ثم جلسن مستمتعات بأحاديث الماضي والحاضر والمستقبل. ثم أتى يوم العيد((عيد الأضحى المبارك)) ثم إستدعى الأولى وذكاها، ثم الثانية ونحرها، ثم الثالثة تحدث معها قليلا ثم أضجعها على جنبها وذبحها، ثم ختم بالرابعة وألحقها بإخواتها في ساعة واحدة. ثم بعد ذلك إستمتعت بأكلها وبلعها وزرطها وشوبها حتى صرن في الغابرين. فما الذي بقي يا أبنائي الطلاب و أعزائي المستمعين؟ فلم ينبس أحد ببنت شفة... ملاحظة/لعل السؤال صعب..أو القصة خيالية لا تدخل مزاج، أو ربما الحزن على تلك الخرفان من جراء هذه القتلة. ثم عاود السؤال بلسان هادئ وقلب مكلوم وعيم دامعة: يا أحبائي رحم الله والديكم ومن خلفوكم هل من مجيب على هذا السؤال؟؟ مالذي بقي مما سردناه وألفناه؟؟ ثم حانت منه إلتفاته فرأى أحدهم مترددا يقدم إصبعا ويؤخر إبهاما... فقال المعلم بحماس وألقى مقطوعة نثرية من المدائح تفوق ما قاله شعراء الأمس واليوم: أحسنت يا بني... وأشكر لك إقدامك على المكاره، وأحمد فيك تجشمك الصعاب، وركوبك الأهوال وشجاعتك المنقطعة في زمن الجبناء، وعبقريتك الفذة في زمن الصمت، وثقتك العالية في نفسك التي بين جنبيك، أجب فأنت لها تربت يداك، أنت فارس اليوم والغد، عبقري المستقبل ،أرجحوك أجب ولا تخيب لي رجاء ولا أملا... لقد تركت دياري وحملت أمتعتي وركبت الأهوال وجبت القيافي والقفار.... والصحاري والوهاد، زرأيت ألوانا من الموت أحمر وأسود وأبيض... وصنوفا من الهلاك المحتم... ما فعلت ذلك كله وزيادة عليه ترك تخصصي وهو الفيزياء النووية إلا لأخبركم بهذه المعلومة، فما الذي بقي يا بني.. فتمثل تلميذ ((متلطم من الزاوية، يبدو أنه رسب 3 سنوات في نفس الصف)):يا أستاذ لا تحلم كثيرا فما عنده إلا هباشة وأباشة<<< أي أخلاط. فقال المعلم: ولا كلمة أيها المخرطم، تكلم يا عبقري الزمان مالذي بقي؟ فرد الطالب بلغة الواثق وقد ملئ شدقاه وإنتفخت أوداجه.. ملاحظة/لربما هو الوحيد بين أقرانه والأول على صفه. قال الطالب:يا أستاذي الفاضل ومعلمي الجليل لقد بقي الشيك.... صفق الطلاب له بحرارة وحملوه على أكتافهم وصرخوا جميعا وهم يخرجون من ملجئهم :تعيش العبقرية تعيش تعيش. *الخاتمة: وتركوا معلمهم المسكين يحترق غيظا وحسرة وكمدا ، يتشحط في دموعه ويتمثل ببيت أبي العلاء المعري فيا موت زر إن الحياة كريمة ويانفس جدي إن دهرك زائل ثم أغمي عليه، وحمل على الأكتاف وأودعوه الوحدة الصحية المدرسية ليموت قرير العين هانئ النفس عزيزها،، وليكبر عليه بعد هذا الجهد الجهيد الذي لا تطيقه الجبال بعيدا عن أهله ووطنه |
3 أعضاء قالوا شكراً لـ مضي كونوها على المشاركة المفيدة: |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|