!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
او
لمشاركة اصدقائك! |
|
أدوات الموضوع |
5.00 من 5
عدد المصوتين: 3
|
انواع عرض الموضوع |
09-08-2012, 12:28 AM | رقم المشاركة : 101 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
: أبغى momo noooooooow .. تبادل التوأم نظرة طفش وزفرت سحر وقالت بعصبية : سلافة ترى قسما بالله أعطيك كففففففف , الناس في حال وخايفين على عمي صالح وانتي تبغين تنزلين عشان تجيبيبن بسك العفن .. لفت بوزها وهي تقول : أنزل ناتيا لسيتي عشان تاخذه مو أنا اللي بأنزل .. هزت راسها وقالت : لا يعني لا , عيييييييييييييب الناس مشغولة , روحي ارقدي وبكرة وخير .. ضربت الأرض برجلها وراحت للغرفة وهي ترطن بإنجليزية ما فهمتها سحر , لفت على سامر لقيته ماسك ضحكه هو و ماهر , رفعت حاجبها وقالت : اش قالت الدببببب وهي رايحة .. قام ماهر وقال : سلام عليكم , عندي مكالمة مهمة .. في نفس الوقت قام سامر وقال : بروح أشوف عدنان .. : هييييييييييي , توأم الشرررررررر .. وزفرت لمن راحوا عنها , قامت وراحت للشنط عشان تفكها , خرجت الملابس اللي تحتاج غسيل وحطتها على جنب وبدأت تطبق الملابس النظيفة اللي رمتها سلافة في الشنطة بلا ترتيب , حست بشي جاي من ورها ولمن حست بيد على كتفها , انتفضت والتفتت بسرعة وهي تشهق , حطت يدها موضع قلبها وهمست برعب : سامر فجعتني .. سحب يده بسرعة وهو يطالع فيها بصدمة وهو يهمس : ما قصدت .. ~ سحر , سحر تمالكي أعصابك , دحين يحسب شي ثاني ~ ابتسمت رغم ضربات قلبها ونفضتها اللي تحسها في أوصالها و التفتت على الشنطة وهي تقول : ما أحب أحد يفاجئني من ورى , إنت عارف هالشي .. طاااااالع فيها بصمت ومد يده بتردد ورجعها وبعد لحظة رفعها وضربها على ظهرها بخشونة وهو يقول بمرح : لو ضربتك كذا ما انخلعتي .. تأوهت وحكت ظهرها وهي تقول بعصبية : عورتنيييييييي .. ضحك وقال وهو يحرك حواجبه : الواحد يضرب عشان يعور مو عشان يدغدغ .. رفعت يدها بتهديد فتحرك بعيد عنها وقال : عدنان نااااااايم في سابع نومة بس باين إنه مكتوم .. قالت بطفش : أنا غسلت يدي منه , ما في أعند منه , من متى وأنا أقوله روح الدكتور ما يسمع , يقول أزمة بسيطة وتعدي .. قال مؤيد وهو يهز راسه : إي والله عنيد .. رمته بنظرة حادة وقالت : لا والله ؟؟ كلللللللللللللللكم نفس الطبع , حتى خالد .. ضحك وقال : وانت معصصصصصصصصبة اليوم .. قالت باختصار وهي ترجع للملابس : ودي أقتل أحد .. طالع فيها برعب ومشي على أطراف أصابيعه مبعد عنها , طالعت فيه لمن ساد الصمت ورفعت حواجبها تعجب لمن شافته يمشي بهالطريقة وهو يمثل الخوف , قالت : خييييييييييير .. همس : أنفذ بجلدي عشان ما أكون الواحد اللي ودك تقتلينه .. ضحكت وحست بكل توترها وعصبيتها تختفي مع كل ثانية تمر وهي تضحك , كانت حاسة بأعصابها مشدودة من وقت قرت رسالة سلافة اللي إلى الآن مالقيت وقت تستجوبها عنها أو تسأل عدنان عن حقيقة الموضوع ... ************************ ~ مستحيل أوصل قبل , مستحيل , أكيد أبويه درى , أكيييييييييييييييييد , له فوق الساعتين , أكيد عرف كل شي , أكيد عمي علمه , لاااااااااا , يارب أتوسلك ~ غصب عنه كان يجري في ممرات المستشفى وهو يدعي بداخله إنه ما وصل متأخر , كان يتبع اللوحات الإرشادية المعلقة في الجدر بداية كل ممر , وأول ما شاف السهم المشير لقسم القلب دف البابين المعدنية ودخل , قالت الممرضة الفلبينية أول ما شافته وهي توقف قدامه : كلاص وكت زيارة .. طنشها جاسم ولف حولينها وهو يحث خطاه لقسم العناية المركزة لمرضى القلب تباطأت خطواته لمن شافهم وسط الممر , وتوقفت أقدامه لمن شاف حسان جالس على الكرسي ودافن وجهه بين كفينه وهو مستند بأكواعه على ركبه واحتدت أنفاسه لمن شاف أبوه جالس على الأرض وهو حاط يدينه على راسه وعلامات الذهول والوجع في ملامحه , كان مركز ظهره للجدر وماد رجوله على بلاط المستشفى بلا اهتمام وبشكل غريب , انقبض قلبه أكثر وهو يشوف عمه جلال واقف قدام أبوه وهو منحني عليه وحاط يدينه تحت ذراعينه يحاول يوقفه وهو يقول : قدر الله , قدر الله يا أحمد .. صرخ بداخله ~ لااااااااااااااااااااااااا ~ وجري وهو يهتف بخوف : أبويـــــه .. التفت أحمد وأول ما شاف جاسم مسك ذراع جلال وبالقوة سند نفسه وقام وهو يترنح , قال جاسم بوجع وهو يسنده : أبويه .. طااااااااااااالع فيه أحمد بوجه شاحب وتجمعت الدموع في عيونه المغضنة أطرافها وهو يهمس بضعف : جاسم .. وحضنه بقوووووة وهو يدفن وجهه في كتفه عشان يداري دموعه , لف جاسم ذراعينه بسرعة وضم أبوه بكل قوة في جسده المنهك من الهم وقلة النوم , قال أحمد بألم : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله .. مسح جلال على كتف أخوه بيد وعلى ظهر جاسم بيده الثانية وهو يقول : إن شاء الله خير يا أحمد , قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا .. بعد أحمد عن جاسم وهو يقول بصوت مخنوق : قدام عيوني , وقف قلبه قدام عيوني .. فتح جاسم عيونه على آخرها مو مستوعب الكلام اللي يقوله أبوه , قال جلال : أهم شي لا تدري أمي عن شي , والله غير يرتفع عليها الضغط , كافي إنها تعبت لمن دريت إنه جاته أزمة .. هتف بصدمة : عمي صار له شي ؟؟ قال جلال بصدمة مماثلة : انت ما دريت ؟؟ ما وصلتك رسالتي ؟؟ طالع فيهم وهتف وهو يتذكر إنه نسي جواله : أدري عن إيييييييييييه ؟؟ قام حسان وقال بسرعة لمن شاف صدمته : مافي شي , عمي صار له قصور في وظائف القلب واضطروا يشيلونه على العمليات .. وكمل أبوه يشرح له : ودعت ريم و عبد الإله ولمن رجعت له ما دخلت من الباب إلا وجهازه يصفر وشوية امتلت الغرفة ممرضات طردوني ونادوا حامد اللي قال إنه حالته خطرة وتستدعي عملية سريعة , وقعوني على أوراق ودخلوه .. طالع فيه جاسم وسأله بلهفة غصب عنه : ما قالك شي قبل ما يتعب .. : هو نطق , ما أخذت منه كلمتين على بعض .. نفخ الهوا من فمه براحة و أعطاهم ظهره وغطى وجهه وهو يصرخ بداخله ~ الحمد لله , الحمد لله , يارب لك الحمد ~ حس برغبة إنه يبكي أو يصرخ , أهم شي يفرغ اللي فيه , تمالك نفسه و لف عليهم بعد ما سحب نفس طويل , سأل أحمد وهو يطالع في جلال : فهمت شي من اللي قاله حامد ؟؟.. قال جلال : بيسوون له عملية قسطرة عشان يشوفون مقدار الضرر اللي لحق بالشرايين ... سأل : والأوراق اللي وقعتها اش لزمتها !! سكت جلال فترة بعدين قال : عشان في حالة صارت مضاعفات لا قدر الله يخدرونه ويسوون له جراحة في قلبه بسرعة .. قال حسان لأول مرة من جا جاسم : إن شاء الله ما يحتاج جراحة و .. قطع كلامه أحمد اللي طالع بصدمة في جاسم وهو يسأله : إنت متى جييييييييييييييييييت ؟؟ استغرب جلال صدمة أخوه اللي الخوف خلاه ما يستوعب اللي حوله واستغرب أكثر صمت جاسم وارتباكه , قال بدهشة : إنت ماخبرت أبوك إنهم استدعوك في العمل .. قال بتلعثم وهو يحس دمه ينبض في أطراف أصابيعه من شدة التوتر : هااا , ما حبيت أزعجه .. طالع فيه جلال بشك وقال وهو يرفع كتف ثوب جاسم : مادام ما قريت رسالتي , اش جابك وبثوب مقلوب كمان .. قال حسان بثبات لمن شاف تردد جاسم اللي مو عارف اش يرد : عشان أنا دقيت عليه وخبرته .. لف عليه جاسم وطالعه بامتنان , قال أحمد : والعمل كيف دقـ... وتباطأت كلماته وهو يميل في وقفته , مسكه جاسم وسندوه جلال وحسان بسرعة وجلال يقول : أحمد تحس شي ؟؟ همس أحمد وهو يحاول يفتح عيونه الذبلانة : مافيني شي , مافيني شي .. جلسوه على الكرسي وجاسم يسأله : أكلت شي من الصباح ؟؟.. هز راسه بلا وهو يقول : ما قدرت آكل , مالي نفس , مالي نفس .. مد يدينه و ضغط على يدين أبوه المرتجفة وهو يقول : أبويه الله يهديك , انت عارف إنك لو ما أكلت شي يهبط عندك السكر .. وتحرك وهو يقول : بأروح أجيب لك شي حالي .. تحرك وراه حسان وسابوا جلال يجلس جنبه وهو يحاول يصبره ... دخل جاسم الحمام وعدل ثوبه وطالع في انعكاس وجهه في المراية , كان وجه شاحب , غسله بالموية البارده وهو يسحب أنفاس عميقة , نشف وجهه بكمه وهو خارج لحسان اللي كان يستناه وهو غاااااااااارق في أفكار عميقة , مشيوا بصمت للكفتريا اللي طلعت مقفلة , خرج لخارج المستشفى ومشي للآلة ودخل يده لجيبه بيغى يخرج ريال واكتشف إنه نسي المحفظة , وقبل مايلتفت لقي ريال ممدود له , لف وجات عينه في عيون حسان اللي كانت تحمل نظرات غريبة , سحب الريال بسرعة ودخله وهو يطالع في العصيرات الموجودة , كان يشوف انعكاس صورة حسان بشكل غير واضح على سطح الآلة ولاحظ إنه نظراته مثبته عليه , ضغط زر عصير التفاح بكل قوته عشان يخرج نفسه من أفكاره واختلط صوت نزول العصير بزفرته وهو ينحني له , سحب العصير وتحرك راجع للمستشفى , حط حسان يده على كتفه وهو يهمس : جاسم البندري هي الـ ..... : جاسم , حسان ... التفتوا لعبد الرزاق اللي هتف بأسماءهم مناديهم , تقدم لهم و معاه عبد الإله الشاحب وأحمد ومحمد اللي كانت الصدمة جلية على وجيههم الصغيرة , زفر براحة إنه الموضوع تأجل مع حسان رغم إنه كان وده يسمع اش بيقول حسان , همس عبد الإله : أبويه صار له شي , توني قبل شوي كنت عنده وحالته كانت مستقرة .. قال حسان بابتسامة : إن شاء الله خير , توعك فجأة و نقلوه للعمليات لكن عمي حامد طمنا إن الموضوع بسيط .. زفر محمد و قال أحمد : الله يسامحه أبويه راسل هالرسالة المرعبة , والله جيت على ملى وجهي .. قال عبد الرزاق بضيق : هو طول عمره دفش , ولا أحد يرسل عمكم دخل العمليات تعالوا .. قال جاسم براحة : أشوه اللي ما قريتها كان فسخ عقلي .. سأل محمد بعفوية : عبدالرحمن فينه ما أشوفه ؟؟ ساد الوجوم وجيههم وجاوبه الصمت , قال عبد الإله : بأطلع لأبويه .. تحركوا للمصاعد وهناك منعهم حارس الأمن لأنه مو وقت الزيارة , وبعد محاولات طويلة فهموه فيها إنه عمهم عنده عملية والدكتور اللي معطيهم تصريح الدخول هو نفسه اللي في العملية دخل عبد الإله وحسان وجاسم وأصر يبقى الثلاثة الباقيين في صالة الانتظار السفلية إلين ينزل الثلاثة عشان مايسوون زحمة .. دخل جاسم المصاصة في علبة العصير وناولها لأبوه وهو يقول : اشرب شويه يا أبويه .. هز أحمد راسه وهو يهمس : مالي نفس .. حط يده على كتفه وهمس برجاء : تكفى يا ابويه , شويه بس .. انفتح الباب المعدني اللي واقفين قريب منه وخرج حامد بلبس العمليات الأخضر الشاحب , نزع كمامته بضيق وطالع في جاسم وحسان وعبد الإله بحدة , وسأل بحزم : يا حمييييييير ليه محد خبرني إنه تعرض لأزمتين متتالية .. تجلت نظرات الصدمة وعدم الفهم على حسان وعبد الإله ونزل جاسم راسه بسرعة بتوتر , استغفر حامد وبعد نظره عنهم وقال بحنان وهدوء عجيب لأحمد اللي وقف بصعوبة بمساعدة جلال : إن شاء الله خير , تونا خلصنا عملية القسطرة لمن شفنا الصور لقينا شريانه التاجي ضيق جدا , عشان كذا بنضطر نسوي له عملية البالون الآن بدون انتظار , عملية سهلة إن شاء الله , بندخل البالون وننفخه جوة الشريان عشان نوسعه , وبعدها بأحط دعامات لنفس الشريان عشان ما يرجع يضيق ويتعبه .. وابتسم وحط يده على كتف أحمد وقال : إن شاء الله مهي خطيرة , حبيت أقولك على التطورات .. وتحرك بيرجع لكنه رجع والتفت وقال بحزم : اشرب العصير , ترى مافيه لهبوط السكر , بتسوون لي زحمة في مستشفاي يا عيال محمد , كافي واحد مسدح على طاولتي .. ابتسم جلال وسحب العصير من يد جاسم وناوله لأخوه اللي شربه وهو يدعي ربه إنه يحفظ أخوه .. ************************ حاول يقوم من فراشه ما قدر , نفسه كان مختنق لدرجة إنه مو قادر يسحب الهوا لصدره , اعتدل جالس وهو يكح , سحب بخاخه وبخ منه بختين ومد يده يدور على جواله مالقيه , قال وهو يحاول يخترق ببصره ظلام الغرفة : سامر , ماهر , أحد فيكم أخذ جوالي .. لمن مارد عليه أحد قام من السرير بسرعة وفتح النور لقي فرشهم اللي على الأرض مرتبة دليل إنه محد نام عليها , خرج من الغرفة لقي الصالة مظلمة ومافيها أحد , تحرك شوية وسمع ضجة في المطبخ , تحرك له وابتسم لمن شاف سامر مربع فوق طاولة الطعام وسحر تقلب بيض في المقلاة وهي تقول بعصبية : تجيني مرة ثانية و تصحيني حشمة بيض أذبحك , ياخي تعلم , كم قعدت في المردمة , سنة كاملة , إلى الآن ما تعلمت تسوي البيض , اش كنت تاكل كل هالمدة .. قال بعفوية وهو يحك شعره : سليمان كان يطبخ وأنا أغسل الملابس .. توترت من مجرد سماع اسم سليمان صديق عمر سامر واللي صار بالنسبة لها ولعائلتها الإنسان الحقير اللي سحبه لمستنقع المخدرات , صكت الغاز وتحركت عشان تجيب صحن , مد يده معترض طريقها , أشر لها على خط بني خفيف في ظاهر كفه وقال بصوت مدلع : شوفي اش سوى فيني الزيت , شوفي .. شهقت وقالت بسخرية : يا حرااااااااااااام , تعورت ياقلبييييي .. وضربته على يده وهي تقول : عشان تشوفون كيف الحريم يتعبون .. و ابتسمت لمن شافته متكي على الباب ووجهه شاحب وابتسامة خفيفة تزين شفايفه , قالت : هلا والله , تفضل حبيبي تبغى شي ؟؟ لف سامر ورفع حواجبه لمن شاف عدنان وقال بغيرة : إيوه , عدنانو تعرضين عليه وأنا أترجااااااااك إلين تقومين .. قال بهدوء وهو يدخل المطبخ : لا الدلع ولا الغيرة لايقة عليك , تراك عجوز طاق الـ 27 .. قهقهت سحر لمن نزل سامر عن الطاولة وجلس بأدب على الكرسي وهو يحمحم , ابتسم عدنان وضربه على كتفه قبل ما يجلس على الكرسي المجاور له وهو يسأله : جوالي أحد شافه ؟؟ خرجه سامر من جيبه وقال : كان يدق فشلته عنك عشان تنام شوية و حولته صا...... شهق وقال : ولللللللللللللللللللللللللللللل , 17 مكالمة .. سحب عدنان جواله وفتحه , لقي المكالمات كلها من عبدالرزاق , قام بسرعة وخرج من المطبخ وهو يدق عليه ~ اش صاااااااااااار ؟؟ ~ كان خايف إنه صارت تطورات غير معرفتهم إنه جاسم يدري بالموضوع وصدمتهم إنه نزل من ماليزيا و موجود هنا في جدة , دق عليه كم مرة لكنه مارد عليه , خرج من الملحق ونزل الحوش وهو حفيان , مالقي سيارة عبد الرزاق الرياضية , لمن جا راجع شاف ماهر جاي من الحوش الخلفي , قطب ماهر حواجبه وسأل : اش مخرجك حفيان وانت تعبان ؟؟ تبغى تذبح نفسك ؟؟ نسي كل مخاوفه عن مكالمة عبد الرزاق وهو يسأل بتوتر : اش فيه وجهك ؟؟ لف ماهر وجهه بسرعة وهو يقول : ولا شي , اش فيه ؟؟ قال عدنان بحزم : لا تلف وجهك عني .. طالع فيه ماهر وهو يقول بهدوء : مافي شي .. كان وجه ماهر ونظراته تقول أشياء كثيرة مافهمها , قال بهدوء : إلا في .. زفر ماهر وتحرك للملحق وهو يقول : تعبان ومصدع , أبغى أنام .. مسكه من ذراعه وهو يقول : قلت لك لا تلف وجهـ .. وانبترت عبارته لمن سحب ماهر ذراعه بخشونه وهو يصرخ : سيبنييييي .. سحب عدنان يده بسرعة وهو يطالع في ماهر بصدمة , نفخ ماهر هوا من بين شفايفه المزمومة بضيق وهو يطالع فيه بحدة حاول يخففها وهو يقول : تعبان ومصدع .. وتحرك للملحق , راقبه عدنان بصمت وهو يحس باختلاط مشاعر بداخله .. ********************** يوم الأحد 13 / 6 / 1427 هـ : بعد صلاة الفجر في المستشفى : على صوت صرخات غريبة خرجت من غرفتها جري وهي تتعثر بشرشف صلاتها , وقفت الهنوف عند طرف الصالة وهي تشوف أمها مغطية وجهها والسماعة طايحة على الأرض والبندري ضامتها وهي تصيييييح بصوت مكتوم والعنود مستنده على الجدر وهي تتنفس بحدة , تقدمت منهم وهي تهمس : اش فيه ؟؟ اش صااااااااار ؟؟ رفعت البندري وجهها وقالت من بين دموعها : عمي صالح دخلوه العمليات والعملية نجحت .. شهقت وهي تقول : عملياااااات .. ابتسمت العنود وقالت : له 4 ساعات في العملية و دوبه خرج , عمليته نجحت .. وغطت وجهها تصيح وهي تقول : الحمد لله , الحمد لله نجحت .. جثت الهنوف على الأرض وسجدت شكر ودموعها تنزل بلا حساب .. ************************ سلمت حمده تسليمتها الثانية والتفتت لجلال اللي جلس بصمت على الكنبه ينتظرها تفرغ من صلاتها , كانت تصلي وهي جالسة فوق سريرها بسبب صعوبة مشيها , طااااااالعت فيه وقالت بصوت مخنوق : أخوك صار فيه شي .. ودقت صدرها وهي تقول وصوتها يختنق أكثر : ترى قلبي قالي فيه شي .. قام بسرعة وجلس على السرير جنبها وضمها وهو يقول : الحمد لله على سلامته , توه خرج من العمليات ونجحت عمليته .. مسكت طرف مسفعها وغطت وجهها وهي تنشج نشيج صامت قبل ماتقول بصوت باكي : الحمد لله , الحمد لله , والله قلبي قااااااااالي إنه ولدي فيه شي , قلبي كان مقبوض , عشان تعرف إنه مافي زي قلب الأم .. ضمها أكثر وهو يضحك من وسط دموعه اللي يحاربها وسلم على راسها وقال : إي والله , ما في زي قلب الأم , الله يطول بعمرك .. ومد لها الجوال بعد ما دق رقم وقال وهو مازال ماسك راسها وسانده على صدره : كلميه عشان ترتاحين .. مسحت دموعها وبعدت عنه ومسكت الجوال وهي تبعد المسفع عن إذنها , حطت الجوال وأول ماسمعت صوته الخافت المنهك وهو يقول : السلام عليكم .. قالت بصوت مخنوق : أبويه صالح , كيف حالك ياولدي ؟؟ الحمد لله علـ... واختنق صوتها من عبراتها اللي نزلت وهي تغطي وجهها , همس : أمي , الحمد لله مافيني شي دحين .. ووصلها صوت عبد الإله المرح وهو يقول : جــــده , لا تغرقين جدة .. وصوت حسان وهو يقول بمزح : جده لا تخافين عليه تراه ما شاء الله بس بسبع أرواح .. قالت بعصبية وهي تمسح دموعها : هذا من ؟؟ أكيد ما غيره طوير الحنا حسانو.. اختلط كلامها بصوت ضربات ممزوجة بتأوهات حسان وهو يقول : اش بكم علي ؟؟ ماقلت شيييييييييييييييي... ابتسمت لمن سمعت قهقهاتهم وقالت : سمي بالله على عمك يعلك العافية .. ومسحت دموعها وهي تكمل : صالح أبويه , نام شويه عشان ترتاح , لا تتكلم كثير , استودعك الله .. كانت همساته خافته جدا بحيث استعصى على سمعها الثقيل سماعه , هزت الجوال تحسبه خربان وهي تقول : صالح .. وصلها صوت أحمد وهو يقول : يقولك في آمان الله .. : الله يحفظه يارب ويقومه بالسلامه , أحمد يا ولدي واحد منكم ينام عنده , لا تسيبونه لوحده .. قال : ولا يهمك , هو ممنوع بس أبو إياد بيمشيها لنا , خذيه يبغى يكلمك .. كلمت حامد بصوت مخنوق منذر بالبكى وهي تشكره على اللي سواه مع عيالها . ************************* في المستشفى : قال عبد الإله وهو خارج من غرفة أبوه اللي غاص في نوم عميق مع جاسم وحسان وعيال جلال : لا إله إلا الله , ما أصدق إن اللي جوه عمي حامد , شفت كيف يكلم جده حمده .. قال حسان اللي أصر إنه هو اللي يرافق خاله وهو يدقه : الله يهديك ما كان يتكلم كان يههههههههههههههمس , تصدق مو لايق عليه أبدددددددد , لا ومبتسم كمان , عمرك شفت أبو الهول يبتسم .. رفع جاسم حواجبه وقال : لا تظلم أبو الهول وتشبهه بعم حامد .. قال عبد الإله : وإنت الصادق عم جامد وهادر مايليق عليه حامد .. ضحكهم انقطع بصوته الجهوري الحاد وهو يهتف : يالثيراااااااااااااااااااان ... انتفضوا كلهم والتفتوا له , رماهم بنظرات معصبة , قال جاسم وهو يبتسم بتوتر : سم .. أشر لهم على الباب وقال : وروني عرض أكتافكم , إحنا في غرفة عناية مو في ديوانية سكرجيه , لا أشوف خلقة واحد فيكم إلا وقت الزيارة , ولا يبقى إلا الثور اللي بيرافق صالح .. أشروا كلهم على حسان وقال عبد الإله وهو كاتم ضحكه : هذا الثور اللي بيرافقه .. ضربه حسان وقال حامد بصرامة : والله مالثور غيرك يالأثول , رحت علمت أمك وأخواتك على نجاح العملية .. قال بتلعثم : دحين رايح .. رماه بنظرات حاده وهو يقول : وقول لأخوك الزفت لو أشوفه يعتب عتبة المستشفى أحش رجوله حشششششششششش , لا أشوف خلقته اللعينة إلا لمن أطلبه يجي سااااااااامع ؟؟ تحركوا كلهم بصمت , خرج أحمد ووصى حسان على أخوه وتحرك مع حامد وقال بابتسامة وهو يحط يده على كتفه : يا خي خف شوية , حسن ملافضك , دكتور قد الدنيا و ماعندك غير السب .. : عيال هذا الزمن ماينفع معاهم إلا هالطريقة , عاجبك عبد الرحمن مطيح أبوه وموقف قلبه , لكن لو هو ضربه من هو صغير ووراه عجيب قدرة ربك ما كان سوى فيه هالشي , العيال مايبغالهم إلا الشدة , الدلع للبنات بسسسسسسس .. ضحك أحمد وقال : هو صح يبغالهم شدة بس من دون سب وشتم , انت ماتناديهم إلا الثيران .. ضحك حامد وقال وهو يودعه عند باب المصعد : إدعيلي إدعيلي .. وطالع في الشباب وابتسم غصب عنه وقال وهو يرفع يده مودع : مع السلامة يا شباب , شكرا على وقفتكم .. لوحوا له وهم مستغربين تقلبه الفضيييييييييييييييع ... ********************* دخل الشقة وقفل الباب وراه بشويش , قبل مايلتفت لقيها ناطة قدامه , بعد وهو يقول : بسم الله .. طالعت فيه أزهار بخوف وهي تقول : بشر .. رفع راسه وانتبه لعمر اللي كان وجهه كفيل إنه يشرح له مدى التوتر والضغط اللي مروا به , عضلات وجهه المتقلصة فهمتها إنه متوتر وخايف إنه عمر درى بشي ولا سمع شي , تمالك نفسه وقال بهدوء : دخلوه العمليات ونجحت العملية بفضل لله .. ابتسم عمر وقال براحة : الحمد لله على سلامته , الحمد لله .. وتقدم من جاسم وسلم عليه وهو يتحمد له , أشرت أزهار لجاسم بلا من ورى أخوها وهي تقول بدون صوت : مايدري عن شي غير وجع القلب .. وأشرت له على صدرها يعني إنه مايعرف غير موضوع قلب عمه , ابتسم وهو يبعد عمر وهو يشكره , قال عمر وهو ينسحب بسرعة ماسمحت لأي منهم إنه يعترضه : عن إذنكم .. ودخل غرفة التلفزيون وصك الباب , طاااااالع فيها جاسم وتحرك للغرفة , رمى صندله وفكك أزراره وخلع الثوب ورماه ورمى جسده على السرير , شالت صندله وركنته و علقت ثوبه والتزمت الصمت , قال بصوت مخنوق من المخدة اللي دافن وجهه فيها : طفي النور , أبغى أنام إلين يقول النوم يكفي .. طفت النور ووقفت عند طرف السرير وطاااااااالعت فيه وأفكارها تتصارع , من رجعوا ماقال لها أي شي عن تصرفاته في الموضوع , أو التطورات اللي صارت أو قرر يسويها عشان يحل الموضوع , كان يرمي بعض الكلمات اللي زي المكعبات المتناثرة وهي لازم تحاول تربطها ببعض عشان تعرف الصورة , هي تخاف تسأله عن شي في هالموضوع الحساس يقوم يحسب إنها ملقوفة أو أي شي ثاني , مشكلتها إنها إلى الآن ما تعرف عنه الشي الكثير , تعرف إنه كتوم ويقوم بكل خطواته بصمت وسط صراعات داخلية كثيرة ~ ياربي ساعدني , اش ممكن أقدم له ؟؟ هل أسأله وأناقشه عشان أخفف عليه ؟؟ ولا ألتزم الصمت إلين يرتاح و يكلمني بنفسه ؟؟ إنت تفضل إيه يا جاسم ؟؟ ~ تحركت مبتعدة عنه ووقفت ورجعت وقالت بهدوء : أنا من النوع اللي يفكر كثير ويتعمق في التفكير , يعني ممكن أفسر الشي بداخلي مليون تفسير عشان كذا أحب أكون صريحة مع الناس , ودحين أبغى أقولك إني لمن أتعرض لمشكلة أحب أفكر فيها إن كنت أقدر أحلها وبصمت أحلها ولمن أتعب منها وأحتاج أحد أفضفض له أحب أكلم شعوله عنها يمكن يكون عندها رأي غير عني , لكن معظم الأحيان أكلمها عنها من باب إنه أحد يسمع لي مو شرط يعطيني حلول أو يناقشني فيها .. وسكتت شويه وكملت : ترى أنا ما أعرف إنت اش تفضل ؟؟ أو اش الشي اللي يريحك عشان أسويه ؟؟ هل تعتبرها تدخل أو لا , المقصد من هذا كله إني أبغى أقولك لو تبغى تكلم أحد .... و سكتت لمن حست بتنفسها يزيد حده ورجعت تهمس برجاء : الله يخليك لا تروح لأحد غيري ... كانت تتمنى من أعماقها إنه يعتبرها نصفه الثاني قلبا وروحا وقالبا , ما تدري ليه دايما تحس نفسها في صراع مع شخص مجهول في قلبه , يمكن سبب إحساسها هذا هو معرفتها إنه له معرفة سابقة بأنثى ثانية , أنثى كانت صورتها تصرخ بكل معاني الغنج والدلال والأنوثة الطاغية , مدت يدها ومسدت ظهره وهي تهمس : إن شاء الله حأكون دايما موجودة ياجاسم .. وغطته وتحركت خارجة من الغرفة .. : أزهار .. رفعت بصرها وطالعت فيه , لقيته يطالع فيها بتسلية وهو يقول بسخرية : يعني بعد هالكلام ماتبغيني أقولك اش صار ؟؟ هزت راسها وقالت بحزم : لو ماتبغى مو لازم .. زفر وقال : إجلسي واسمعي .. طااااالعت فيه ولمن شافته عازم على كلامه جلست وقالت بخوف : إن شاء الله خير .. بدأ يكلمها عن كل شي صار ولمن انتهى من كلامه زفر براحة وقال : ما توقعت إنه الكلام بيخليني أرتاح .. ابتسمت وقالت : زين اللي ارتحت .. قال بهدوء : خلااااص ارتحتي , يلا فكيني أبغى أنام أنا مو نعسان , النعسان .. و مسك اللحاف وتغطى وهو يرمي نفسه على المخدة عشان ينام , صرخت بداخلها ~ الدببببببببببببب , أبو طبع مايغير طبعه , هييييييي , جاسم ماقلتلي كلمتوا عبد الرحمن ولا لا ؟؟ وافق على تقديم الزواج ؟؟ والبندري اش حيصير لها بعد ما درى عبد الرزاق بموضوعها و .... ~ قطع أفكارها صوت نفسه الثقيل واللي دلها إنه نام , شهقت وقالت بصوت راخي : مسسسسسسرع ما ناااااااااااااااااام .. ~ ماشاء الله عليه ~ ابتسمت و قامت وخرجت من الغرفة عشان تقرأ وردها اللي فوتته من شدة إنشغال عقلها به وبموضوع أحمد .... ************************* أول ما دخل الفيلا كان يسودها الهدوء , تحرك لغرفة أمه عشان يطمنها و توقف عن مشيه والتفت , لقيها متغطية بشرشف صلاتها ونايمة على السجادة , ابتسم وقال وهو يتقدم لها : ريماااااااان .. : اششششششششششششش .. التفت لأمه اللي جات له وهي تقول : ماحسبت إنها تنام , تعبتني بكثر صياحها , كيف أبوك دحين ؟ظ .. طالع في أمه وابتسم وقال بهدوء : ركككككككزي إن العملية نجحت .. ولمن شافها مهي فاهمة قال : أبوية صار له ضمور مفاجئ في القلب ونقلوه على العمليـ .... صرخت أمه بصدمة : إيييييييييييييش ؟؟ ضحك وقال : قلتلك ركزي إن العملية نجحت .. : أي عمليــــــــــة ؟؟ أبوية سوى عمليـــــة ؟؟ صرخة ريم خلته ينتفض وهو يلتفت لها وهو يقول بسرعة : نجحت , نجحت .. : إيش اللي نجحت ؟؟ التفت لعهود اللي جاتهم على حس صرخة أمها وأختها , حط يدينه على راسه وقال بسرعة : تراكم دوختوني , كل شويه وحده ناطة , أبويه سوى عملية ونجـــحـــــت .. تعلقت فيه أمه وهي تصيح واستندت عليه ريم وهي تصيح , لف على عهود وقال بتريقة : يلا تعالي , اش وراك ؟؟ ضحكت وقالت وهي تمسح دموعها : وين ؟؟ مافي مكان .. ولمن شاف الشغالة تراقب من بعيد وهي تمسح دموعها أشر لها وقال بتريقة : تعالي إنتي كمان بابا كان بيموت بس الحمد لله دحين كويس سوا سوا حصان .. ضحكت ريم وقالت وهي تبعد عنه وتضربه على كتفه : اش عندك رايق ؟؟ .. زفر وقال وهو يدق ريم : مو حصلت اليوم على أحلى خبرين .. رفعت ريم وجهها وطالعت فيه بصمت وهي تمسح دموعها .. *************************** بعد صلاة الظهر : طلع الدرج وهو شايل مجموعة كتب كثيره , خرج مفتاحه وقبل مايدخله انفتح الباب المجاور وطلع منه صلاح اللي تفاجأ به , قال بترحاب : يا حيا الله عمر , وين الناس ؟؟ شال عمر الكتب بيد وهو يسلم على صلاح وهو يقول : في الدنيا .. ابتسم وقال : الوالده كانت مجهزة لك غدا أمس .. ابتسم بحرج وقال لأنه ماوده يحس صلاح إنه هو مهو مهتم بأمه اللي كل يوم ترسله غدا : أرسلت رسالة لـ ...... وانحرج أكثر وهو يهمس : لمنى , زوج أزهار عزمني فجأة .. وضحك وهو يكمل بعفوية : مصرين إني وحداني وما أتغذى زين عشان كذا أصروا إني أنام عندهم .. رفع صلاح حواجبه وقال : وحداني .. ومسكه مع ذراعه ودخله للبيت وهو يقول : أنا عندي الحل .. دخله المجلس ونادى بطول صوته : منــى ... تلون وجه عمر وهو يلقى نفسه وسط المجلس اللي آخر مرة شافه يوم ملكته , سأل : صلاح اش بتسوي ؟؟.. أشر له صلاح يجلس وهو يزعق : منـــــــــى ... : جايــــــــــــــه .. ضحك صلاح وقال وهو يشوفها جايه له : رخي صوتك عندنا ضيوف .. وقبض على ذراعها ودفها جوة المجلس وهو يقول : متى ماحسيت إنك وحداني أعطيني خبر .. ودخل البيت وهو يقول : أمــي , عمر جا يزور منى جهزوا القهوة .. تمنت منى لو تنشق الأرض وتبلعها , كانت لابسة جلابية عادية وشعرها الناعم مرفوع بشباصة وقصتها متناثره بلا ترتيب حولين وجهها , نزلت راسها على طول وشبكت يدينها بقوة , طاااااااالع فيها وهو مرتبك ومو عارف اش يسوي , لمن جا بيتحرك تذكر الكتب اللي في يدينه , حطها على الطاولة اللي في نص المجلس ورتب شماغه وهو يحمحم وعيونه على الأرض , قال بعد تردد من دون ما يتقدم : كيف حالك منى ؟؟ رفعت راسها وشافته مدنق ومرتبك أكثر منها , مسكت ضحكتها وهمست : الحمد لله , كيف حالك إنت ؟؟.. مد يده يمسح عرقه وهو يقول : الحمد لله .. ~ عمر تحرك سوي شي , ترى بأطيح من الفشلة ~ , وصلتهم حمحمت صلاح اللي قال : ياعصافير الحب .. ودخل وهو شايل صينية عصير , انصدم ملن لقيهم على نفس الوضع اللي كانوا فيه , قال : ماجلستم ؟؟ بنت , ماجلست زوجك ليه ؟؟ همست وهي تأشر للكنب : تفضل .. جلس عمر على طول كإنه كان ينتظر هالإشارة , مسك صلاح ضحكه وناولها الصينية وهو يقول : عن إذنكم .. تحركت وقدمت له العصير وخرجت من المجلس , راحت طيراااااان لغرفتها وصكت الباب , وقفت قدام المراية وصرخت برعب وهي ترتب شعرها وهي تسب صلاح اللي مانبهها , عطرت ورجعت خرجت وهي تدعي ماتقابل واحد من الاثنين الباقين لأنه ممكن يسوون لها مقالب وحركات أخس من حركة صلاح .. ~ أكيد بتخرج , مو حضرتك قاعد متنح , ليه ما تحركت وصافحتها , أي شي ~ زفر وهو يحط الكاسة على الطاولة ولمن شافها تدخل وهي تسلم بهمس ابتسم وحس بتلعثمه يرجع , جلست على بعد مسافة منه وهي منزلة راسها للأرض , كانت هذي أول مرة يشوفها من يوم زواج أزهار , صح ما مر إلا أكثر من أسبوعين لكنه كان مشتاق لها , مشتاق يشوفها بعد ما تعرف عليها أكثر من مكالماتهم المعدودة , رفعت عيونها لمن تذكرت نبرة صوته الغريبة لمن اتصل عليها بعد صلاة الفجر السابق عشان يخبرها إنه سمع المصحف بلا أخطاء وأول ما شافته يطالع فيها خفضتها وهي تلعب بالشرايط المزينة جلابيتها وهي تقول : مبروك ختمك للقرآن .. قال بهدوء وهو يتذكر حالته السيئة في ذاك الوقت بعد ما سابه جاسم في المسجد عشان يروح يشتري مقاضي البيت : الله يبارك فيك , تصدقين .. وسكت لمن رفعت بصرها له , ابتسم وهمس بعد صمت : كنت متضايق وقتها لكن من سمعت صوتك راح ضيقي .. نزلت راسها بخجل وهي تهمس بصدق : شغلت بالي .. وابتسمت وهي تكمل : الحمد لله اللي راح ضيقك .. فتح فمه بيتكلم وسكت لمن وصلهم صوت رجولي يقول : اش تسووووووووون ؟؟ قام وقال بحرج : هلا مراد .. سلم عليه مراد وقال : ماشاء الله جاي بيتنا ليه ؟؟ انحرج ومارد عليه , مسكه مراد وجلسه جنب منى وجلس هو في الجهة الثانية جنب منى وهو يقول : إيوه , واش أخبار الأسمراني ؟؟ قال عمر اللي كان أسمر من أخوانها بدرجة بسيطة بمرح مصطنع وهو يداري خجله ويلف وجهه عن منى اللي نزلت راسها للأرض وهي تحاول تبعد عنه : بـ بخير , كيف حالك إنت يالأبيضاني ؟؟ قال مراد بتسلية : بخير الحمد لله , منـى , أشوفك ساكته ماتضاربين , تصدق لمن تجي سيرتك بيننا ونقول عنك الأسمراني .. دقته منى وهي تطالع فيه بتحذير , طنشها وهو يكمل : تقوووووول .. قامت من بينهم لكن مراد رجعها مكانها وهو يكمل : مالكم دخل في الأسمراني حقي .. ضربت فخذ أخوها بلا تفكير وغطت وجهها بيدينها وهي تصرخ بداخلها ~ الله يفشلك يالغبييييييييييييييييييييي ~ ورغم حرجه اللي زاد وارتفع لأقصى درجة ضحك عمر من قلبه , قال مراد : والله طاحت فينا ماتخلينا نحش فيك , قاعدة لنا على الحرف , موكل محامي دفاع من الدرجة الأولى سيد عمر .. ولمن شاف وجه عمر متغير من الخجل قام وهو يقول : يلا عن إذنكم , حياك الله في بيتك يا الشيخ .. وخرج ورد الباب وراه , طالع فيها وهي لسه مغطية وجهها , ابتسم وهمس بعد صمت : منى .. هزت راسها بلا من دون ما تبعد يدينها عن وجهها , سحب كتاب من كتبه وخرج قلمه وخط على أول صفحاته كتابة وحطه في حضنها و طالع فيها وقام بسرعة وشال كتبه وهمس : في آمان الله .. وخرج , لمن وصلها صوت الباب الخارجي بعدت يدينها عن وجهها وطالعت في المجلس الخالي و طالعت في الكتاب اللي كان بعنوان (( هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يا محب )) ابتسمت وفتحته وأول ما قرأت اللي كتبه نزلت دموعها على خدودها , ضمت الكتاب وهي تصرخ بداخلها ~ يا حبيبي يا عمر , يا رب ترحم حاله , يا رب تجمعني به على خير ~ .. حط عمر كتبه على طاولة المدخل ورمى نفسه على الكنبه ورمى شماغه وهو يقول بقهر : بالله هذا شي تكتبه .. وغمض عيونه وهو يتذكر اللي كتبه بلا تفكير.. (( زوجتي الغالية منى وجودك في حياتي البسيطة هو أكبر نعمة أنعمها الله علي بعد أن أعاد لي أزهار عندما أيقنت أنني فقدت كل من أحب .. أعلم الآن أن الله قد عوضني و أخلفني في مصيبتي خيرا .. لا حرمني الله وجودك وابتسامتك ومحبتك .. زوجك المحب عمر )) حك شعره بقهر وقال : دحين تقول هذا مقارني بأخته , يعني وين راحت كل الكلمات الرومانسية وكل كلمات الحب والخرابيط اللي يقولون عليها الشباب .. لمن اهتز جواله بداخل جيبه خرجه وهو يزفر ويقول : الحمد لله , قدر الله و ماشاء فعل .. وشهق لمن لقي 8 مكالمات من أزهار , فتح الرسالة وضحك لمن لقيها مرسلة له (( أوريك يالشرااااااد , خارج من البيت من دون ما تصحيني ليه ؟؟ وأنا كنت مقررة أسوي لك محشي اليوووووم , بتجي وإنت ماتشوف الدرب )) .. ضغط بيتصل عليها في نفس اللحظة اللي جاته رسالة لمعت على شاشته .. (( إذا كان وجودي في حياتك البسيطة أكبر نعمة أنعمها الله عليك فوجودك في حياتي الأكثر بساطة هو أجمل وأرق نعمة أنعمها الله علي منذ ولادتي ... )) قرأ الرسالة أكثر من مرة وابتسامته تتسع أكثر وأكثر إلين تحولت لضحكة سعادة من الأعماق ... *********************** بعد صلاة العصر : في فيلا أحمد : حست بانتعاش ممزوج برهبة وشوق غريب وهي تدخل الفيلا , وأول ماشافتها جالسة لوحدها كعادتها وثلاجة القهوة جنبها قالت بلهفة : ماما .. استغرب جاسم لمن انطلقت أزهار من عنده وحضنت أمه اللي وقفت وهي ترحب فيها بمحبة , قالت أزهار وهي تضمها بقوووة : وحشتينييييييييييييييي .. ضحكت هدى وقالت : والله إنك وحشتيني أكثر .. سلم جاسم على أمه اللي عاتبته ليش ماجاها مع أبوه عشان تتطمن عليه خاصة إنها انصدمت لمن دريت من أبوه إنه رجع من ماليزيا عشان العمل , جلس جنبها وهو يحكيها عن تعبهم ورحلتهم ... فتحت الجوهرة أنوار الغرفة وقالت بضيق : بن باز جا .. فتحت العنود لحافها وقالت : جوهرة صكي النور ترانا مانمنا إلا متأخر .. وبعدت الهنوف اللي لاصقة فيها وهي تقلب على الجهة الثانية , قالت الجوهرة بحزم : ماسمعتيني اش أقول ؟؟ جاسم وحرمته جوا .. شهقت العنود ورمت اللحاف وهي تقوم , وتفاجأت لمن انطلقت البندري قبلهم , رفعت الهنوف راسها وهي تقول : اش فيه ؟؟ اش صار ؟؟ عمي صار له شي ؟؟ مسكت العنود راسها ودفنته في المخده ونطت وهي تقول : خليك راقدة يالمزعجة ياللصقة .. وتحركت خارجة وهي تقول : أزهار وجاسم جوا .. نزلت البندري الدرج بسرعة وهي مهي حاسة بالأوجاع اللي كانت تفتك بها أمس , كان كل تفكيرها محصور بأزهار ~ جاااااااات , جاااااااااات زي ماقالت جااااااااات عشاني ~ أول ماشافتها جالسة جنب أمها والابتسامة تزين شفايفها صرخت وهي تحس بكل آلالام قلبها تتفجر : أزهااااااااااااااااااااااااااااااار .. وأول ما شافتها تلتفت لها وهي تقوم مبتسمة رمت نفسها عليها وهي تصييييييييح من قلبها المتوجع وهي تصرخ : أزهااااااااااااااار , أزهااااااااااااااااااار .. ضمتها أزهار بقوة وهي حاسة بكل حرف ودها تقوله كل كلمة تصرخ بداخلها , حاولت تمسكها لكنها بدأت تنزلق من يدها , جلست على الأرض معاها وضمتها بقوة وهي تتذكر لحظة اعترافها لها بعد ماشافتها مع عبد الرحمن , نفس الصالة ونفس الوضعية لكن هالمرة ماكانوا لوحدهم عشان تشتكي لها بصوت عالي , كانت صرخات البندري تشق سكون المكان رغم إنه وجهها كان مدفون في صدر أزهار اللي ضمتها أكثر وهي تهمس في إذنها : خلاص يابندري , خلاص ياقلبي , صار اللي صار , قولي الحمد لله اللي ربي كتب لك الخير وماخلاك تموتين وانت بذيك الحالة , قولي الحمد لله .. كانت تصرخ بصوت عالي باسم أزهار وهي بداخلها تصرخ ~ ســـقــطت , انفضحت يا أزهار , حملت و سقطت , سووا لي عملية تنظيف وأنا لسه بنت ماتزوجت , الكل صار يعرف عني , أخواني , عدنان , وأكيد عمي طاح بسببي , وبعده ممكن أبويه , خلاص انتهت حياتي يا أزهار , انتهت حياتي ~ .. وقفت العنود وأخواتها مصنمين قدام المنظر , أزهار على الأرض ضامة البندري اللي تصارخ باسمها وهي متعلقة فيها وطايحة على الأرض وأمها وجاسم واقفين مصدومين من اللي يصير , مسحت أزهار على شعرها وضمتها وسلمت عليها بحنان وهي مستمرة في همسها الخافت , وفجأة هدأت البندري وتراخت يدينها المتشبثه بأكتاف أزهار من ورى , صرخت هدى : بنتي مااااااااااااااتت .. وجريوا البنات عليها والعنود تصرخ باسم أختها بخوف , قالت أزهار بخوف وهي تهزها : البندري , بندرييييييييي .. انحنى جاسم وقال بهدوء : عادي , شكله أغمي عليها بس .. انصدم وهو يشوف وجه أخته الشاحب المسود , بعد عنها بسرعة , جات الهنوف وهي جايبة كاسة موية , رشتها على وجه البندري اللي أخذت قرابة دقيقتين قبل ماتفتح عيونها ببطء , زفروا براحة وصرخت العنود وهي تضربها بخفه : ياحمااااااااااااااااااااارة , نحبك والله , لاتقعدين تختبرين غلاتك عندنا , ترا كافينا صدمااااااااااااااااات .. ابتسمت البندري بتعب وهمست من بين دموعها : آسفه .. مسدت أزهار شعرها وقالت بعتاب وهي تداري دموعها : يعني كان لازم تحسسيني بالذنب وإني أنا السبب .. غطت البندري وجهها وهي تشهق بالبكى مرة ثانية , قوموها وسدحوها على الكنبه , لفت أزهار وابتسمت للعنود وقالت : هلا عنيدي .. التفتت العنود وصرخت وهي تتذكر : أزهاااااااااااااااار .. وضمتها بفرح وهم يضحكون على صرختها , قالت الهنوف : اللي يسمعك يقول توها شافتها , بعدي , دوري .. وسلمت على أزهار وهي ترحب فيها بحفاوة , انتبهت أزهار للجوهرة اللي جلست بدون ماتسلم , كتمت غيضها وابتسمت وهي تذكر نفسها ~ خيرهما الذي يبدأ بالسلام ~ مدت يدها وقالت : كيفك جوهرة ؟؟ قالت الجوهرة وهي تصافحها ببرود ومن دون ماتقوم : أمس تقابلنا .. طنشتها أزهار وراحت وجلست جنب البندري اللي ماسلم عليها جاسم , الكل مالاحظ من اللي صار لكن أزهار لاحظت , طالعت فيه بعتاب لكنه تجاهل نظراتها وهو يقول : كيفك عنيدي ؟؟ : تمامو , كيفكم انتم ؟؟ واش جااااااابكم ؟؟ قالت الجوهرة ببرود : العمل استدعاه , ما أدري من وين جايب الحظ هالولد ؟؟ كان حظه يفلق الصخر دحين ما أدري اش صار له وين ماطقها عوجة .. ابتسمت أزهار اللي فهمت قصدها وقالت بهدوء وهي عارفة إن الكل فهم الدقة : جواهر قلبي مافي شي اسمه الحظ , كل شيء قضاء وقدر , يعني مكتوب لنا وإحنا أجنة في بطون أمهاتنا , الحظ هذا عند الغرب لأنهم مايفهمون القدر .. لفت الجوهرة بوزها وهي تهمس : يا مخص الفلسفة .. ربع ساعة وجا زوج الجوهرة وأخذها عشان معاه لزيارة عمها اللي تقرر إنه يخرج بعد 3 أيام .. من راحت الجوهرة راح التوتر وبدأت أزهار تاخذ حريتها مع هدى وبناتها , حست بأيامها السابقة معاهم ترجع زي أول , سألتها العنود بهمس : سويتي النصايح اللي قلت لك عليها .. ضربتها على فخذها وقالت بخجل : استحي يا بنت .. ولمن ترجتها للعفو قالت : ماسويت ارتحتي , بالعكس كل ماتذكرتها جلست أضحك من قلبي .. قالت الهنوف : سيبيك منها خبلة , على بالها الموضوع خذني جيتك , يامسهل الكلام .. زفرت العنود وقالت : والله عادي بس انتم حياكم زايد .. قالت أزهار : نشوفك نهارين ونذكرك .. فتحت فمها بتعلق ولمن تذكرت رسالة سلافة حست بمغص في بطنها , طالعت في جاسم من تحت رموشها عشان ماينتبه لها وهي تفكر ~ هل ممكن يكون جاسم داري بالموضوع ؟؟ أكيد , لو بيصير شي ولو كان الموضوع مؤكد كان هو أول واحد داري بحكم الصحبة اللي بينهم , عدنان ~ وحست برعشة تعتريها لمن تذكرت نظراته لها , نظراته اللي خلتها تصيح بشكل ماصاحته من قبل , كيف يتقدم لها وهي تقرأ الكره والتقزز والإحتقار في كل نظراته , معقول يكون الموضوع لعبه من سلافة على أختها وهي طاحت بينهم , سحر ماأكدت لها ولا نفت الموضوع لمن سألتها , هزت راسها تبعد هالأفكار وهي تستمع لأزهار اللي قاعدة تحكيهم عن القرد المطيح الميانة على قولها .. كان جاسم يتأملها كل شوية من دون محد يلاحظه وهو يستمع لكلام أمه , كانت جالسة تتكلم معاهم بعفوية ويدها اليمين تمسد على ظهر البندري المستلقية ويدها الثانية تشرح بها انفعالاتها , ولمن رفعت بصرها وتلاقى نظرهم للحظة خفضته بسرعة وهي تستمع لتعليق العنود , ابتسم لمن لاحظ الاحمرار اللي بدأ يلون وجهها والابتسامة الخفيفة اللي حاولت تحاربها , وبعد فترة قام وقال : عن إذنكم , نستئذن .. مسكت العنود يد أزهار وقالت برجاء : جسوووووم خليها تنام عندنا ... شهقت أمها وقالت : بنت .. وضربتها الهنوف وهي تطالع فيها بتحذير , ابتسم جاسم وطالع في أزهار اللي التزمت الصمت وقال بعد لحظة صمت كانت أمه تقوله فيها إنه يطنش العنود : إذا تبغى تنام براحتها .. رفعت أزهار راسها وطالعت فيه بصدمة , شافت التسلية في عيونه , تمنت للحظة إنها تقوله خلاص بأنام عندهم عناد فيه ليش رمى الكورة في ملعبها وهو يتحداها تقول إيوه وفي نفس الوقت يبغى يحرجها لأنه متأكد إنها حترفض , لمن تذكرت كيف خلى عمر ينام عندهم ليلتين وكله عشانها ابتسمت بخجل وهمست : مرة ثانية إن شاء الله .. صرخت العنود وقالت : ويييييييييييييييي مهي قادرة تستغني عنه يووووووووووم .. ضربتها الهنوف وضحكت البندري وهدى تقول : بنت استحي , هذي الحرمة السنعة , كيف تسيب زوجها لوحده ؟؟ تمنت أزهار لو تنشق الأرض وتبلعها من كثر الفشلة , قامت وهي تبعد خصلات شعر وهمية من جانب وجهها وتوجهت للشماعة عشان تاخذ عبايتها , شافته واقف وهو مبتسم وعيونه تحمل نظرات غريبة , رمته بنظرة تهديد ولبست عبايتها وسلمت على البنات وهدى وهي توصيهم على البندري اللي كانت دموعها المنهمرة تدل على حزنها إنها بتروح عنها , دنقت وهمس : وعد أجي يوم مخصوص عشانك , خليك قوية وتذكري ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه .. ولمن سلمت عليها همست البندري : كيف ربي يحب وحده زيي .. مسدت على شعرها وهمست : ولا يقنط من روح الله إلا القوم الكافرون يا بندري .. وخرجت والعنود والهنوف يرافقونها لحد الباب الخارجي , لمن صكت باب السيارة سأل بهدوء بدون مايحرك السيارة : ليش مانمتي عندهم ؟؟ لفت عليه والتزمت الصمت , كان يطالعها وهو مو شايف شي من غطاها الثقيل , لمن شافته مصمم إنه مايتحرك قبل ماتجاوب سؤاله الغريب قالت بغيض : هذا سؤال إمتحان ولا إيه , يعني لازم أدرس الإجابة قبل وأقولك إجابة دبلوماسية ولا أقول الإجابة اللي في بالي على طول .. قال بهدوء : اللي في بالك .. عقدت يدينها قدام صدرها وقالت : لا تعليق , هذا اللي في بالي .. استغرب جوابها , هز أكتافه وحرك السيارة بصمت .. ***************************** مساء , الساعة 8.30 بعد صلاة العشاء : بعد خروجهم من المستشفى : : اش به عمي أحمد مايحط عينه في عيني ؟؟ أحسه قاعد يتجنبني .. ابتسم عبد الكريم بتردد لعدنان وهو يتذكر كلام أحمد له , كان أحمد يقوله الموضوع وهو مستحي منه , قال : لأنه مو قادر يقول لك إنه ولد عم العنود عبد الإله متكلم عليها عن طريق الحريم وعمك ما كان عنده خبر لمن أعطاني موافقته على خطبتك .. سكت للحظة يبغى يستوعب الموضوع بعدين زفر براحة ودنق راسه ورجع رفعه و قال : قدر الله و ما شاء فعل , الله يقدم لهم اللي فيه الخير .. طالع فيه عبد الكريم بتردد وسأل : يعني خلاص ماتبغاها ؟؟.. ابتسم عدنان وقال : الحكاية مو كذا , أنا أجلت الموضوع لأسباب و صليت استخارة والخيرة فيما اختاره الله .. ابتسم عبد الكريم وقال : ونعم بالله , الله يعوضك يا ولدي.. وغير الموضوع اللي وجعه بسرعه وهو يكمل : المهم أبغاك تأكد حجزكم على بكرة بعد العصر للرياض وأنا خلاص أكدت حجزي لـ سكوتهولم بعد الفجر إن شاء الله , عندي اجتماع طارئ .. وغمز له وهو يكمل : هذي فايدة بطاقة الفرسان , متى مابغيت تطير تطير .. ابتسم عدنان وقال : الله يسهل لك .. والتفت لماهر اللي قاعد يضرب آلة العصير وهو يقول : يالحراااااااامية طلعي العصير ولا رجعي ريالييييييييييي .. وسامر غارق ضحك وهو يقول : قلتلك ريالك مهترئ ومابتعترف به الآلة ماسمعتني .. سحب الريال اللي في يده ودخله الآلة , قال سامر : يالحرامييييييييييي .. وتحاربوا على ضغط الزر وضغطوه مع بعض , دنق ماهر وسحب العلبة وهو مبتسم بانتصار اختفى وهو يقول بقرف : وعععععععععع , حليب بالفراولة .. سحبه سامر وهو يقول : خخخخخخخخخخخخخخ , تستاهل , عشان تعرف السرقة حرام .. ودخل المصاصة وشرب العصير بتلذذ وهو يحرك حواجبه لماهر اللي قال وهو يكشر بوجهه : الله يقرفك .. : حمود ومحيميد .. التفتوا لأبوهم وتحركوا له , ابتسم سامر لأبوه وأخوه وقال : أنا نفسي أعرف ليش ماسميتنا حمود ومحيميد مادام تنادينا بها طول الوقت .. ذابت ابتسامة عدنان لمن شاف ماهر يلف بوجهه عنه وهو يتعداه , كان حاس بنفوره منه طول الوقت لكنه أقنع نفسه إنه يتوهم , لكن هالمرة كانت مؤكدة له إنه في شي في نفس ماهر عليه , خرج من شروده لمن حس بيد سامر على كتفه , التفت له وابتسم وهو يقول بهمس : البنت ولد عمها طلع متكلم عليها .. انشرق سامر من شهقته اللي دخلت شويه من العصير في مجرى نفسه , لف أبوه وقال : بسم الله .. لف ماهر اللي كان متقدمهم كلهم وقال وهو مكمل مشيه وحاط يدينه حولين فمه : أحســــــــن ... ومن وسط كحكحته ضربه عدنان على ظهره ضربه خلته يلتفت له وهو يقول بعيون مدمعه : هديت عظامييييييييييي .. قهقه عدنان وقال : والله ضربتك بشويش .. حك ظهره وقال : ماشاء الله , ما أبغى أحسدك .. وكملوا مشيهم للسيارة المركونه في المواقف , طالع في عدنان وسأل بعد صمت : مين ؟؟ ابتسم عدنان وقال : عبد الإله .. قطب سامر حواجبه وسأل : وطيب ؟؟.. ضحك عدنان وقال : وطيب !! الزواج قسمة ونصيب .. وحط يده على كتفه وقال بتسلية : المهم رجعت الأعزب المثالي .. تأمل سامر عيونه وضحك وهو يقول : الله يقطع شرك , هذا اللي جا في بالك .. كان فعلا يحس براحة عجيبة إن الموضوع انتهى , أخيرا خرجت العنود من حياته ومن حياة أخوه , أخيرا بيرجع لاستقراره النفسي اللي فقده لفترة طويلة .. *********************** يوم الاثنين 14 / 6 / 1427 هـ : الساعة 1 ظهرا : فيلا أحمد : لأول مرة في حياتها تحس بحرارة في جسمها كله من كثر الخجل , رصت يدينها المرتجفة على الصينية ودخلت المجلس وهي تقول بمرح : السلام عليكم .. وأول ماوقع بصرها على حنان رجع قلبها يخفق بقوة , حطت الصينية ومسكت الثلاجة وصبت القهوة وناولتها لأمها بصمت , باشرت على كل الموجودين وجلست جنب سحر بهدوء , قالت أزهار : خير عنيدي , اش عندك مؤدبة ؟؟ لفت عليها بارتباك وقالت وهي تشوف نظرات سحر : ها , ولا شي , يعني اش تبغيني أسوي , أتحزم وأرقص .. ضحكت سحر وقالت : لا بس هادية بزيادة , مو على طبيعتك .. بان الإرتباك في صوتها وهي تقول : مين قال ؟؟ أنا زي ما أنا .. الكل لاحظ هدوءها , كانت غارقة في أفكارها و هي مهي عارفة كيف تتصرف قدامهم من بعد ماقرأت الرسالة وكانت ذاكرها غصب عنها تسترجع نظرة عدنان الأخيرة لها وتحاول تلقى أسباب بها وأسباب بسفرهم المفاجئ الغير متوقع , سحر حست بها عشان كذا جلست تهرجها عن أشياء مختلفة وهي تتبادل الآراء مع أزهار .. : maaaaaaaaaam wher are you ?? ضحكوا كلهم لمن لفت سلافة بوزها وهي تكش بيدينها علامة القرف ورجعت تمسح شعر مومو وهي تقلده بتريقة , قالت سحر : أختي ماتكره لكنها لا كرهت الله يعيييييييييين اللي تكرهه .. جاتهم هدى وأشرت للبنات يقومون يفرشون السفر عشان الغدا , قامت سحر معاهم رغم رجاء هدى لها إنها ترتاح , أشرفوا على فرش سفر الرجال وسفر الحريم , أبوها ذبح ذبيحة لعدنان وأخوانه قبل سفرهم .. وبعد الغدا بشوية نادى عليهم أحمد وخبرهم إنهم يخرجون , وقفت أزهار جنب العنود وقالت لسحر بمحبة : إن شاء الله أتعرف عليك أكثر في المرات الجاية , مشكورة على الهدية الحلوة , ماششاء الله تجنــــــــن , حطيتها على طاولة الاستقبال , تسلم يدك .. ضحكت سحر بحرج وقالت : الله يسلمك , والله كان ودي أتعرف عليك أكثر رغم إني أحس إني أعرفك من زماااااااااان من كثر ماتتكلم عنك العنود .. ضحكت أزهار وقالت : أحرجتيني .. ولفت على العنود وسلمت على خدها وهي تقول : شكرا ياعسل .. لفت العنود وجهها وأشرت على خدها الثاني , باستها أزهار , مدت يدها وهي تأشر عليها , ضربتها أزهار ضحكت سحر وقالت : تراها ماتنعطى وجه .. هزت أزهار راسها مؤيدة , شهقت عنود وقالت : تراب فيك وفيها .. ضربتها أزهار باستنكار وقالت سحر : عادي , عادي متعـــودة دايما .. جاتهم الهنوف اللي ودعت سلافة وسلمت على سحر وودعتها معاهم .. زفرت العنود وقالت : يا خسارة , كان ودنا يجلسون أكثر .. ابتسمت أزهار وقالت : إن شاء الله الجايات أكثر .. لفت شهقت لمن شافت عبدالرزاق في وجهها , تخبت ورى العنود اللي قالت : هييييييييييييييي , على وين يابن الناس ؟؟ ناسي حرمة أخوك .. رجع على ورى في نفس اللحظة اللي جا أبوه وجاسم , ابتسم وقال : نسيت إنه عندنا فرد جديد في العايلة .. فرصع جاسم عيونه وقال بصدمة : شفت حرمتييييييييي ؟؟ وضربه بخفة وهو يقول : الناس تحمحم لمن تدخل , من دحين ورايح لازم تعلن عن دخولك .. قال عبد الرزاق وهو يطلع جواله اللي يدق : مو مهم كلها tow monthوراجع فرنسا .. زفر أبوه وقال وهو يدخل الفيلا : ما أدري متى تخلص من هالدراسة وتريحنا ؟؟ على كيفه إجازاته , ساعات يغيب شهور ومايطل حتى يوم وساعات يقعد بالشهور .. صك عبد الرزاق الجوال وهو يشتم شتائم قذرة بالإنجليزي قبل مايقول : واحد غلطان ويسب ويقفل الخط , طول عمرهم الناس هنا همج , لا يمكن يتطورون .. بعدين أشر على أبوه وهو يقول : مافهمت قصده , هو فرحان بقعدتي ولا متضايق .. ضحك جاسم ودخل الفيلا مع أخوه لمن جاتهم الجوهرة وقالت لهم الدرب سالك وهو يقول بتريقة : خلينا التطور للفرنسيين حقينك يالمتطور .. ومد يده ولمس الكريستاله وقال : ياولد , ترى هالتعليقة تعليقة بنات .. ابتسم عبد الرزاق وقال : هذي تذكار لي في فرنسا .. رفع جاسم حاجبه وقال : تذكار من مين ؟؟ ضحك عبد الرزاق وقال : secreat ... ولمن شاف البندري جالسة في الصالة مع أبوها وأمها والجوهرة , جمدت ملامحه وتحرك لغرفته وهو يقول بغيض : الـ **** هذي في , ماأقعد في نفس المكان اللي هي فيه .. تبعه جاسم عشان يناقشه المناقشة الطويلة اللي كان وده يناقشها فيه من يوم قرأ رسالته اللي كانت ومازالت صاعقة نزلت على راسه , لكنها صاعقة أنقذتهم .. ************************* المساء , في فيلا صالح : مد يده وقبض على ذراعها بكل قوته ولفها وهو يقول بعصبية : تكلميييييييييي .. لفت وجهها وقالت بتهرب : خلاص انتهى الموضوع , رفضتك و ما قالت لي السبب .. هزها وهو يقول : كذابة , بتقولين لي ليش رفضتني العنود ولا لا .. قالت وهي خايفة من عصبيته الغريبة : عبد الإله حرام عليك لك ساعة مصدع لي راسي بهالسؤال , والله مو ساعة , من أمس , قلت لك رفضتك وانتهينا .. فلتها وقال : والله ثم والله لو ما قلتيلي السبب لا أروح لعمي وأخلي يجوزني إياها غصب .. انفجرت بعصبية : ما تبغاك وانتهينا .. : ريييييييييييييييييييييييييييييم .. كانت حاسة بقهره و ألمه وحيرته من رفض العنود وصدمته قدام عمها لمن قالت بصريح العبارة : إيوه .... كلمت العنود لكنها رفضت ... حتى عمها أحمد انصدم برفض العنود وقال لعبد الإله إنه بيشوف الموضوع بنفسه لكن عبد الإله حلف على عمه ما يكلم العنود بعد رفضها , طالعت فيه بهدوء وبادلها نظرات متوسلة إنها تقوله السبب اللي هو متأكد إنها تعرفه , زفرت وهمست : سامحني , والله ما أقدر أقول .. حك حاجبه وسكت طويل بعدين قال بتفكير : يكون كلمتها أخت عدنان قبل وهي تبغى عدنان عشان كذا رفضتني ... هزت ريم راسها وقالت : والله مو عشان كذا .. قال برجاء : ريم ريحيني , تراني تعبت من كثر التفكير , اش ناقصني عشان ترفضني .. وعدد على أصابيعه : ولد عمها عارفتني وعارفها وعارفة أهلي كللللللهم , وظيفة وعندي , أخاف ربي وأحافظ على صلواتي الحمد لله , ما أدخن , و ما تقولين قبيح عشان ترفضني عشان شكلي , اش السبب في رفضها ؟؟ زفرت وهي تفكر بعمق بعدين قالت : إذا قلت لك السبب ماعاد تصدع راسي بالموضوع وتحلف بالله ماتعلم أحد ولا تسألني أي سؤال ثاني .. هز راسه بإيوه , قالت بحزم : إحلف .. قال وهو يسحب نفس ويطلعه بضيق : والله .. ترددت طويييييييييل بعدين همست : عشان في وحده ثانيه تحبك .. هو ما كان متخيل في باله سبب لكن هالسبب صدمه بشدة , طاااااااالع فيها بعيون متسعة وقال وهو يأشر على نفسه : وحده ثانية تحبني .. هزت راسها فصرخ بغيض : وعادي تقولينهااااااااااااااا ... انتفضت وقالت : إنت اللي .... قال بعصبية : كلمة الحب عندكم لعبة , خذني جيتك , يلا أبغى أحب فلان ولا لا أحسن أحب فلااااااااان .. فتحت فمها تبغى تهديه وهي مصدومة من عصبيته لكنه صرخ : وحضرتها الأفندية اللي تحبني حبتني على أي أسااااااااااااااس , لا والشي اللي يقهر الثانية تطاوعها وترفضني عشان هالسبب .. زفر ودق راسه بيده وهو يقول : صدق لا قالوا ناقصات عقل .. وتحرك خارج من غرفتها وهو يقول بتوعد : شغلكم عندي إنت والفدائية الثانية .. شهقت بخوف وجريت له ومسكته من ذراعه وهي تقول : عبود استنى .. سحب ذراعه وصرخ : سيبينييييييييييييييييييييي .. ورماها بنظرات حاده وهو يقول : أنا أعرف شغلي مع العنود زين ... وخرج وطبق باب الغرفة بكل قوته , حطت يدها على فمها وهي تصرخ بداخلها ~ ياربي أنا اش سويييييييييييت ؟؟ ياربي أتوسلك تجيب العواقب سليمة , عنوووووووووود سامحينييييييييييييييييييييي ~
|
|
09-08-2012, 12:29 AM | رقم المشاركة : 102 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
*********************** يوم الأربعاء 16 / 6 / 1427 هـ : الظهر في بيت الجده : : ما أبغى أناقش هالموضوع خلااااااااااااص .. : بالطيب بالغصب بتاخذين عبد الإله .. فتحت العنود عيونها على اتساعها وهي تقول : مجنووووووووووووووونة , والله شوفيني حلفت ما آخذه لو يقولون لي مسألة حياة أو موت , وأصلا قلت لريم قوليله لا يتقدم لأني رافضته .. شهقت وصرخت باستنكار : لييييييييييييييييييييييييه ؟؟ تأملتها العنود بصمت وبعدين ابتسمت وحطت يدها على كتفها وهي تقول : سفسف قلبي , رفضته وخلاص , انتي ليش زعلانه وإلا تبغيني آخذه ؟؟ .. قالت سفانه وهي تداري دموعها اللي ما تحب تنزلها قدام أحد : لأنك متأكدة إنك رفضتيه عشاني , تراني قلت لك .. ابتسمت العنود وقالت تقاطعها : شوفي استخرت ودعيت في السجود و دعييييييييت من قلبي في الروضة إن الله يقدم اللي فيه الخير لي ولك في موضوع عبد الإله وأنا مؤمنه إنه ربي ما بيرد يديني صفر , حبيبتي انتي مو قلتي الموضوع قسمة ونصييييييييييب , خلاص , ترى مكتوب من كنا في بطون أمهاتنا كل شي , يعني يمكن أتزوجه ويمكن أصير عانس على قولة جوهرة , اش درااااااااك ؟؟ .. زفرت وقالت : والله ماأدري عنك , تراني ما أحبه , مافي شي اسمه حب و .. لفت عليها العنود وقاطعتها وهي تضغط بإبهامها موضع قلب سفانه : اللي هنا قلب , يعني لازم في شي اسمه حب , لازم في مشاعر إحنا محنا آلات والحب مو حرام .. وكملت تأكد : الحب الحلال طبعا هو اللي مو حرام , انتي ما فسقتي يوم حسيتي بمشاعر لعبد الإله , يعني إنت ساكته وكاتمه هالموضوع بداخلك , ماحبيتيه عشان وسامته , ما حاولت تلمحين له ولا تلينين القول معاه ولا سبلت عيونك له ولا أغريتيه بشي وما فكرت توصلين له بطريق حرام ولا ارتكبت أي حرام وعللتيه باسم الحب , بالعكس إنت مستعدة تتجاهلين مشاعرك إذا في هذا راحته , بعدين إذا تزوج غيرك مابتنوحين عليه , ووإذا تقدم لك واحد طيب غيره أنا متأكدة مليوووون إنك مابترفضينه باسم الحب , يعني هالمشاعر مي حراااااااام ولا تقعدين تقولين لي مافي شي اسمه حب .. وابتسمت لمن شافت وجه سفانة المتلون من الخجل وهي تتشاغل بترتيب الزينة اللي اشتروها عشان يركبونها في المجلس , حطت يدها على كتفها وقالت : سفانة أنا عارفة مشاعرك , والله حاسة بها , إحنا نمر أحيانا بهالتفاكير الغريبة , وصدقيني بتضحكين عليها يوم .. لمعت عيون سفانة بالدموع وهي ترتب الصحون البلاستيكية وهي تهمس : أحس نفسي سخيفة .. لفت العنود يدينها حولين بطنها وضمتها من ورى وسندت راسها بين أكتافها وهي تهمس : والله لو شفت واحد خلوق وحبوب واقف مع أبويه المسجون وأخويه الوحيد ويروح و يجي وهو يخدمنا بعيونه ويعامل أمي أحسن من معاملته لأمه بأحس نحوه بشي , كيف وهو ولد خالي وأقرب الناس لي .. غطت سفانة وجهها وهمست بصوت مخنوق : عنود الله يخليك لا ترفضينه , هو يبغاك انت .. غمضت العنود عيونها وهي تتذكر كلام ريم الجارح ذاك اليوم و همست : وأنا ما أبغاه ورفضته خلاص .. وبعدت عنها ولفتها وقالت وهي تبعد يدينها : أقولك شي ما تعلمين عليه أحد .. ومسحت دموع سفانة وهي تهمس : ماني متأكدة بس أظن أظظنننننننن إنه عدنان بيتقدم لي .. صرخت سفانة بصدمة : كذاااااااااااااااااااابة .. سكتتها العنود وهي تضحك و تقول : قلتلك أظن , ماني متأكدة خصوصا بعد سفرهم ما أدري اش الموضوع اللي صار بالضبط .. شهقت وسألت بلهفة : وانت اش شعورك ؟؟ قصدي اش بيكون ردك ؟؟ ابتسمت العنود وقالت بتأكيد : ودي عايزه كلام , أكيد موافقة .. صرخت سفانة وضربتها وهي تقول : ياقليلة الأدببببببببببببب , حطي نفسك خجلانه شوي .. دخلت الهنوف وريم وهم يسألون : وينكم ؟؟ وسحبت الهنوف الزينة اللي على الطاولة وهي تقول : صدق ماعندكم إحساس .. تأملت ريم نظراتهم المتبادلة وحست بقلبها بنعصر بداخلها على اللي صار قبل ساعات , شالت الصحون والكاسات وهي تقول بسرة عشان تلهي نفسها عن أفكارها : عمي جلال يقول ساعة ويخرجون من المستشفى , بسرعة لازم نخلص .. شالت العنود صحون المعجنات وقالت بطفش : انشغلنا بالهرج , وي .. وخرجت بعد ماغمزت لسفانة اللي كانت تأشر لها إنها ما تخرج عشان تسألها عن الموضوع ... كانوا في حالة استنفار ناس راكبة على السلالم وتعلق الزينة وناس ترص الطاولات وتفرش السفر عليها وناس تنفخ بالونات , حطت الصحون وصرخت في ريناد اللي تجري ووراها جاسم وهم يطيرون البالونات المنفخة : بنــــــت , ولــــد يلا اطلعوا من هنا بسرعـــــــــة .. ومسكتهم من أكتافهم وجرجرتهم وطردتهم برى المجلس وهي تقول : والله لو عتبتم العتبة ماأدخلكم الحفلة , يلا برااااااااااااااااااا .. قالت الجوهر بغيض : خليهم , واش بيسون لك , قاعدين على راسك .. قالت وهي ترجع عشان ترتب الأكل على الطاولة : مسوين إزعاج , وتعرفيني أنا ديني ودين البزران اللي يجرون في كل مكان .. جابت ريم الطراطيع الكبيرة وقالت : ترانا مااشترينا إلا 3 هي اللي بقيت .. سحبت العنود اثنين منها وقالت : وحده لي ووحده لسفانة , سفسف .. ورمتها لسفانة اللي تلقتها وهي تقول : شكريااااااااااااااا .. حست ريم بكل شي يدور بين العنود وسفانه يزيد عمق ألمها لأول مرة تلاحظ الترابط الشديد بين الثنتين , اعترضوا سمية والخنساء اللي قاعدين وسط بالونات كثيرة تعبوا من كثر ماينفخونها و قالت الهنوف اللي تناول اللصق لسمية اللي قاعده تلصق الزينة على الجدر : اش تبغون فيها ؟؟ قلبي يوقف قبل ما أقدر أطرطع وحده فيهم .. قالت ريم وهي تناول لهم الصغار : فيه صغيره , خذوا , بنـــدر .. ورمت وحده للبندري اللي جالسة تلصق البالونات اللي ينفخونها على الجدر بعد ماتشكلها 3 بالونات مع بعض , ابتسمت البندري وقالت وهي ترجع ترميها لها : ما أحبها .. ولمن جات عينها على عهود اللي داخلة المجلس وهي شايلة أكياس العصيرات قطبت حواجبها ولفت وجهها بسرعة وهي تشغل نفسها بالبالونات , كانت تلومها بداخلها على اللي صار زي ما تلوم نفسها وتلوم عبد الرحمن , عبد الرحمن اللي من تضارب مع أبوه اختفى وما اتصل على أحد ولا فكر يتطمن على أبوه المريض , ~ أنا كيف انعميت وانخدعت به ؟؟ بكلامه المعسول و نظراته الرقيقة ورسايله الرومانسية , ما هو كل واحد كان ممكن يكذب عليه ويحلف إنه أنا الوحيدة اللي ملكت عليه قلبه , وإنه لمن يسمع صوتي يحس الدنيا ملكه وإنه مايقدر ينام لو ماسمعه وإنه يفكر في طول الوقت وإنه يشتاق لي وإنه وإنه وإنه , يمكن أنا صدقته لأنه ولد عمي , بندري لا تدورين لنفسك الأعذار , كان عندك عقل تفكرين به , منتي صغيرة عشان تقولين ضحك علي ذاك الوقت , الله يسامحك يا عهود ما كنت أفكر في الحب و خرابيطه قبل ما كنت تحكيني عن الشباب اللي تكلمينهم وقبل ما توريني الهدايا اللي يحطونها لك في المحلات عشان تاخذينها , يعني أنا كنت محتاجه كلمات الحب والنظرات المحمومة وعطر وساعة و سلسلة و دبدوب عشان أعرف إني إنسانه ممكن أنحب , كان ممكن أخاف ربي وأحترم نفسي وأقدر أهلي وأستنى ولد الحلال اللي بيسوي لي كل هالأشياء , ليش رميت نفسي هالرمية , ليييييييييييييييييش ؟؟ مستحيل أحس بطعم الحب الحقيقي , مستحيل أعيش مشاعري براحة وأمان بعد اللي صار , السعادة الوهمية اللي حسبت نفسي حصلت عليها لشهور معدوده خربت علي سعادة حياتي كلها وفوقها ........... ~ حست بدموعها تنهمر وهي تفكر بعقابها في الآخرة , ~ آخرتي , أنا زااانية , زاااااااااااانية , رحمتك يارب , رحمتك ياربـــــــــ ~ مسحت دموعها بسرعة ومسكت بالونات مختلفة الألوان وربطتها مع بعض وحطت لها لصق ولصقتها في الجدر .. : والله ما تاكلين يالسعلية .. : باأكلهاااااااااااااااااا .. التفتت وشهقت لمن شافت العنود هاجمة على يد سفانة اللي سحبت منها ورق العنب اللي سرقته من الصحن , صرخت سفانة وضربت العنود ودفتها ورصت اصباعها هي تقول : يالخبلة عضيتي اصباعييييييييييييييييييييييييي .. مضغت العنود ورق العنب وقالت بتريقة : أشوف ورق العنب زايد حلاه , هاتي أشوفه .. رمتها سفانة بالخدادية وهي تقول : انقلعي , مابترقعينها يالهبلة .. وهفهفت اصباعها ورصت عليه وهي تقول : والله عورتيني , حشى هذي كلابات مهي أسنان .. شهقت العنود وصرخت : سمي بالــــــلــــه , قولي ماشاء الله .. رفعت حاجبها بعناد وهي تقول : ماني قايلتها .. جريت لها وهي تقول : تقولينا يالدبـــــــــ .. صرخت سفانة وجريت وهي تقول : احلمييييييييييييييييييييي .. ضحكت وهي تشوفهم يطاردون ورى بعض حولين الطاولة زي البزران , وعزمت بداخلها إنها تصير أقوى , هي صح غلطت وجالسة تدفع الثمن ويمكن تدفعه إلى آخر يوم في عمرها لكن هذا كله ما يهمها , المهم إنها تكون عند ربها تابت توبة نصوحة , قررت داخلها أخيرا إنها تمحي البندري القديمة , الحالمة اللي حاطة راسها في الأنترنت وحابسة نفسها عن العالم وعايشة في عالمها الخاص , قررت تخرج من قوقعتها اللي بنتها حول نفسها وتبعت في ظلماتها هوى نفسها والشيطان , الحياة ما وجدت للعب والحب وملأ الفراغ بأشياء تافهة .. الموضة والمجلات وأخبار الممثلين والممثلات وفضائحهم , الكمبيوتر والمنتديات والشات وغيرها مهي الشيء اللي بيوصلها للجنة , مهي الشي اللي بيخليها تفتخر والرسول يناديها يوم القيامة أمتي أمتي , كانت تحمد ربها وتشكره اللي ماماتت ذاك اليوم وشالها عبدالرزاق للمستشفى , كان راحت لربها بصلاة متهاونة فيها وبذنوب كالجبااااااااااااااااال , نزلت عن الكنبة اللي كانت فوقها عشان تعلق البالونات وبعدت بسرعة عن سفانة المنطلقة ووراها العنود , قالت بحزم : هي إنت وهي بلا بزرنه زايده .. اختلطت كلامها بصوت حمده اللي جات تمشي ببطء وهي تتمايل وتستند على عكازها وهي تقول : الله لا يكثركم قولوا آمين , قاعدين تتطاردون زي المهابيل , اللي زيكم خلفوا 3 عيال وانتم قاعدين تتجارون يالمهبل إي والله يالمهبل .. شهقت العنود وقالت وهي تفرد يدينها : أم صـــــالح , وحشتيني .. وتفادت ضربة عصا جدتها اللي لوحت بها وهي تقول بعصبية : انقلعي عني , ما خبل بالبنات غيرك , متى تعقلين أبغى أفهم ؟؟ متى تعقلين ؟؟ .. ضمت حمده غصب عنها وهي تقول : لمن يطلع للحمار قروووووون .. قالت بعصبية وهي تبعدها عنها : والله لو طلع للحمار قرون ماعقلتي , قومي عن بس , قومييييييييييي .. ضحكت مع الكل وهي تشوف مناوشات العنود المعتادة مع جدتها .. *********************** بعد صلاة العصر في الرياض : وقف سيارته عند باب الفيلا ونزل , عدل قميصه المقلم اللي لابسه فوق فنيلة قطنية على البنطلون الجينز وتحرك للفيلا , وقبل مايدق الجرس وقفت سيارة عمه ونزلت منها , أول ماشاف ساقها اللي انزاحت عنها العباية وكشفت عن بياض بشرتها واللي زاد جمالها الصندل الأسود , بعد بصره بسرعة ورجع التفت لمن ميز صوتها وهي تقول للسواق : روح بقالة وجيب هذا مقاضي .. حس بفوران دمه , أول ما التفتت شهقت وهي تقول : مااااااااااااهر .. طاااااااالع فيها بحدة وقال بصوت بارد : مساء النور ست أروج , تفضلي قبلي .. أول مافتحت باب الخارجي بمفتاحها ودخلت , تحركت للفيلا مسكها من معصمها وقال بعصبية : كم مرة قلتلك مافي ركوب مع السواق لوحدك ؟؟ لفت عليه وقالت بعصبية : جيت من بيت جده , تغديت عندها وجيت , مشوار خمس دقايق .. قال ببرود وهو يرص معصمها : خلوة , هذا يعتبر خلوة , حتى لو دقيقة تعتبر خلوة .. سحبت يدها اللي وجعتها وهي تقول : يعني ماتثق فيني ؟؟ بأخونك مع سواق ؟؟ صرخ فيها : غبية ولا تتغابيييييييييييين , الخلوة خلوة , السواق مو رجااااااااال , ماخلى رجل بإمرأة إلا والشيطان ثالثهماااااااااا ... قالت ودموعها تتجمع في عيونها الواسعة الكحيلة : يعني تسافر هذي المدة كلها وتجي عشان تهاوشني وتحاسبني ؟؟ زفر وقال : لا تغيرين الموضوع , أنا جاي وأنا مشتاق لك وودي أرتاح وأفضفض لك وأتفاجأ إنك منتي مهتمة ولا بشي طلبته منك .. وأشر على عبايتها اللي على الكتف وطرحتها اللي على شكل رمية ملكي وقال : ماقلتلك لا أشوف هالعباية مرة ثانية , ترى أنا لمن أشوف وحده في السوق بهالشكل أقول عليها صايعة .. وكمل وهو يأشر على رجولها : و كم مرة قلتلك إلبسي شراب أسود ؟؟ لمن خرجتي شفت ساقك كلها .. قالت وهي تنزع طرحتها بضيق : ما أعرف أتحرك بعباية الراس و ما أحب ألبس الشراب الأسود , مشوار , بعدين أنا رايحة بيت جدتي ليش ألبسه .. تناثر شعرها المقصص على شكل شلال أسود فاحم تتخلله خصلات نارية زادتها جمال , قال بحزم وهو يتجاهل ضربات قلبه اللي خبرته مقدار اشتياقه لها : سحر وسلافة يلبسونه لو المشوار دقايق وماشفتهم يتذمرون زيك , بعدين إلبسي أي شراب مو شرط أسود أهم شي يسترك .. لفت بوزها وقالت وهي تعقد يدينها قدام صدرها : سحر وسلافة , سحر وسلافة , تراك بهذلتني تتكلم عنهم كإنهم قديسات .. رماها بنظرات حاده وهو يقول بتحذير : أريــــــج .. رجعت الدموع لعيونها وهي تقول : حرام عليك تسوي فيني كذا وأنا اللي من أمس وأنا أترجاك تجي تزورني , لو دريت إنك بتقعد تخاصمني بهالشكل كان ماترجيتك .. كانت دايما تستخدم معاه هالطريقة لأنها تعرف إنه مايقدر على دموعها , دعس على قلبه وقال بحزم : وهذاني جيت ويكون في علمك أنا اللي أقول ياليتني ماجيت .. وتحرك خارج , ضربت الأرض برجلها وقالت بعصبية : والله كله من أهلك أنا عارفة إنهم يحرشونك عليه , أصلا من يومهم ماكانوا يبغوني .. لف عليها وقال بصدمة : نــــعـــــم , اش قلتي ؟؟ قالت بعناد : اللي سمعته , إنت قاعد تسمع لتحريشهم وتجي تتهاوش معايا .. طالع فيها ببرود وقال : مين فينا اللي يسمع التحريش ؟؟ هذا مو كلامك يا هانم , هذا كلام جديد أول مرة أسمعه .. لفت وجهها وقالت ببرود : جديد ولا مو جديد , هذي الحقيقة , إنت من تسمع كلمة من أحد تروح تطبقها علي , إنت لمن أخذتني كنت عارف إني بهالشكل , ليش جاي دحين تبغى تغيرني .. انفتح باب الفيلا وخرج منه صقر اللي تصنم متفاجئ من وجودهم , الأصوات لفتته لكن ماتوقعها منهم , نزل الدرجات البسيطة وقال بابتسامة : هلااااااااا والله , تو مانور البيت .. وتوقف لمن حس بتكهرب الجو , سأل : اش فيه ؟؟ قالت أريج : شوف ما... قاطعها ماهر بحزم : لا تدخلين أحد بيننا .. قالت بعصبية : إلا , هذا أخوية , لازم يعرف الحصار اللي قاعد تسوي عليه , لا تسوين وسوي وافعلي ولا تفعلين .. قال صقر بتحذير : أريـــــــج رخي صوتك واحترمي نفسك وانتي تكلمين زوجك .. قالت بعناد : هذا زوووج , جاي بعد هالمدة كلها وقاعد يهاوشني عشان شراب وما أدري ايش , ما صارت ملكة , البنات متهنيات وأنا .. قال ماهر بحزم وهو يحاول قد مايقدر يهدي فوران دمه اللي وصل لأقصى حد : أريج خلاص , قلتلك لا تدخلين أحد بيننا .. كملت بعصبية : لا لازم أتكلم , ذيك المرة قفلت السماعة في وجهي وخاصمتني أسبوع عشان أخوك , يعني ذنبي إني خايفه عليك تلحقه وتصير مدمن .. صرخ صقر باستنكار : بـــنــــت ... اختلطت صرخته المستنكرة بماهر اللي صرخ وهو يحس بوجع قلبه يزيد : انتي طاااااااااااااااالق .. صرخت بصدمة والتفت له صقر وهو يقول بصدمة : ماهر تعوذ من إبليـس .. رماها بنظرات كره وهو يقول بعصبية : استحملت منك كثيييييييييير وسكت لأني أحبك , أخذتك وأنا عارف عيوبك لأني كان عندي أمل ينصلح حالك , حاربت الكلللللللللللل وأخذتك , اللي يحب يتغير عشان الإنسان اللي يحبه , حاولت فيك بشتى الطرق لكنك ماتفهميييييييييين , وسامر ... وسحب نفس يهدي أعصابه عشان مايضربها وصرخ بقهر : قلتلك لاعاد تجيبين طاريه على لسااااااااااااانك .. وضرب صدره وهو يقول : قلتلك إذا تحبيني من قلـــب تحبين توأمي .. مسك صقر ذراعه وهو يقول : ماهر .. سحب ماهر ذراعه ورمى الكيس اللي كان في يده على الأرض وخرج من الفيلا وهو يصك الباب بقووووووة .. سمع صقر صوت إنسحاق الحصى تحت كفر السيارة اللي انطلقت بقوة , التفت لأريج الواقفة بصدمة وهمس : اش سويتي ؟؟ قلتلك مليووووووون مرة لا تسمعين لتحريش أمي , لا تسمعيييييييييييين .. غطت وجهها وانهارت على الأرض تصيح , مسح صقر وجهه وهو يحاول يستوعب اللي صار قبل شوية , ماكان متخيل إنه ماهر اللي يموت على أريج يطلقها بهالسهولة , صح اللي قالته كبير وهو مايعرف اللي كان بينهم قبل , لكن ماهر أعقل من إنه يطلقها في لحظة غضب .. ***************************** جدة , بعد صلاة العصر بوقت : في حوش البيت : مسك أحمد يد صالح وقال : ترى البنات مسويات مفاجأة مهم راضين يقولون لك وأنا قلت أقولك عشان ما تنفجع .. ضحك جلال وقال : ما فينا ترجع للمستشفى ثاني .. ابتسم صالح ودخل , أشرت لهم الهنوف وهي واقفة عند مفاتيح النور , همست ريم للعنود : مو تحطينها في عين أبوية زي ذيك المرة مع سفانه في حفلتها .. لفت العنود بوزها وضربتها بالإسطوانة الكرتونية وهي تقول : شششششششش ... كان الممر شبه مظلم , ضغط أحمد يد أخوه ينبهه في نفس اللحظة اللي انفتحت الأنوار مع صوت طراطيع ناثرت شرايط ملونه فوقهم , انتفض جلال بفجعة خلت الكل يقهقه من قلب على نفضته , قال بعصبية : ليه ماقلتولي فيه طراطيع ؟؟ تقدمت أسماء معاها باقة ورد كبيرة , سلمت على يد صالح و راسه وهي تقول : حمد لله على السلامة خالو .. شكرها ولف بصره عالكل وتقدم منها , كانت جالسة في طرف المجلس وهي مغطية وجهها بمسفعها , حط الباقة جنبها وحضنها بصمت , ضمته وهي تقول بصوت مخنوق من كثر البكى : يا حبيبي يا ولدي , الحمد لله على سلامتك ياصالح , يعل عيني ماتبكيك .. بدأت دموع البنات تنزل بلا مقدمات , قالت سفانه وهي تمسح دموعها وتتلفت : منديل , منديل .. وضحكت لمن شافتهم كلهم حايسين في دموعهم ويدورون على شي يمسحون به دموعهم , قالت وهي تضحك : يا مخص الدموع الزايدة , هو وحاضن أمه إحنا ليش نصيح ؟؟ مسحوا دموعهم وكل وحده فيهم تضحك على شكل الثانية , جلس صالح على جنب أمه على الكنبه اللي تكفي ثلاثة أفراد وجوا البنات بالتناوب يسلمون عليه وهم يتحمدون له بالسلامة , حضنته ريم وفتحت مناحة جديدة وبعد ما هديت جلست على يد الكنبه جنبه وهي حاطه يدها على كتفه بمحبة , عهود كانت أهدأ سلمت عليه وهي تتحمد له وراحت لمكانها , ولمن وصلت العنود جلست على الكنبه بينهم وضمته وهي تقول : حمد لله على السلامة يا أحلى عم في الدنيا .. ضربها جلال وشدها مع شعرها يقومها وهو يقول : أصلا إنت ماعندك غير عمين , اش قصدك ؟؟ تأوهت بوجع وهي تقول : آآآآي فكني والله شعري يعورني , آآآآآآي آآآآي .. فلت شعرها , طالعت فيه وقالت : ما قلت غير الحقيقة , عمي صالح أحـ.... وشردت لمن تقدم منها جلال يهوبها , زفر أحمد وقال : أموت وأعرف متى بتعقل هالبنت .. تقدمت البندري بتردد لعمها , خفض بصره عنها ومد يده بصمت عشان ماأحد يحس بالموضوع , دنقت عليه وسلمت على راسه ويده ولمن رفعت نظرها لوجهه وشافته مايطالع فيها حضنته وهي تصييييييح بشكل فاجأ الكل وخلاهم يبكون مرة ثانية , تقطع قلبه على بنت أخوه وحط يده على راسها بصمت , صح شفقان عليها لكنه ما قدر , ما قدر يسامحها بداخله على اللي سوته , قومها أحمد وجلسها بعيد عنهم وهو يمسح على شعرها يهديها وجلست العنود وسفانه حولينها يسكتونها , دقايق وقوموا عمهم عشان يقطع الكيك , ابتسم وهو يشوف صورته على الكيكة ومكتوب تحتها ( الحمد لله على السلامة ...... بناتك , هنوفه , سفسف , عنيدي , بندر ) .. قالت ريم بحماس : هذي هدية خاصة منهم .. قالت حمده بضيق : قلتلهم لا تحطون صورته ما سمعوا , مو زين يقطع صورته , تفاولون على ولدي ... ضحكت خولة وقالت : جده ما فيها شي , يعني لو قطع صورته بيصير شي .. هزت يدها بضيق وضح لهم إن الموضوع مو عاجبها نهائيا , سمى صالح وقطع الكيكة والبنات يصفقون ويصرخون بحماس , قالت حمده : بسسسس , صمخ .. قالت العنود بهمس وهي تمسك صحنها وتحط فيه من الأكل : أي صمخ , دحين يجيك الصمخ زين يا جده .. وطالعت في الإستريو اللي نقلوه للمجلس عشان يرقصون عليه بعد الحفلة وحركت حواجبها , ضحكت سفانة وقالت وهي تحط من كيك الفراولة اللي تعشقه : الله يقطع شرك لا تسمعك تتوعدينها والله تلعن سابع جدودك .. صار الجو رجة وناس واقفة حولين الطاولة وناس جالسة على الكنب وناس على الأرض , حتى سارة بنت خولة وريناد بنت الجوهرة مسوين حلقه مع حمزة وعلي وجاسم أولاد جلال و معاهم صحونهم وكاسات العصير .. دخل سالم ووقف عند عتبة المجلس مستحي وهو يقول : أمي العيال يقولون وين أكلهم .. لفت عليه خولة وقالت وهي تصب كاسات العصير : دقيقة , دحين أعطيك الصحون .. قال جلال وهو يأشر عليه : هي إنت متى تغطي ؟؟ خلاص طقيت الـ 15 .. استحى سالم ولف وجهه عنه , شهقت العنود وهي تقول : إلا سويلم ما نستغني عنه .. وافقتها ريم وقالت وهي تحرك شوكتها : لااااااااااا , وين بدري ؟؟ حرام عليكم تغطونه عني أموت .. طالعت فيها حمده بحدة وقالت : إنت اسكتي يا الوصخة , حسان بالقوة خليناك تغطين عنه .. قالت خوله باستنكار : ويييييييييين غطت عنه , هو صار يغطي عنها ويتجنبها .. ضحك الكل عليها , تغيرت ملامحها من الخجل وهي تقول : أصلا إلى الآن مقهورة ليش خليتوني أغطي عنه .. ولفت على الهنوف وقالت : لا تزعلين مني تراني إلا الآن أصيح ليش ماعاد أقابله وماعاد يوديني البقالة .. قالت جدتها : يا بنت استحي تقولين هالكلام لمرته .. قالت باعتراض : هذي الحقيقة , حسان صديقي ورفيق دربي .. و لفت على عمتها نورة وقالت بغيض : ليش ما رضعتيني ؟؟ ضحكت نورة وقالت : مع مين ؟؟ حكت شعرها وقالت : صححححح , مع مين ؟؟ رجعت لفت على أمها اللي كانت جالسة في آخر المجلس بعبايتها وهي متنقبة وقالت بحسرة : برضو أمي ليش مارضعتي حسااااااااااان ؟؟ كان يمديك ترضعينه .. ضحك الكل على خبالها لأنهم يعرفون إنها كانت تموت على حسان لدرجة كانت تتضارب وتلعب وتروح كل مكان معاه , 24 ساعة وهي في بيت عمتها ولمن صارت أولى متوسط غطوها عنه بالقوة , لأنها بلغت و صارت تلبس عباية وغطى , لمن خلصوا الأكل تعاونوا وشالوا الطاولات ونظفوا المكان , وقفت العنود وسط المجلس وابتسمت و قالت : إحم إحم .. ولمن شافت الهنوف منشغلة بهرجة حماسية مع ريم قالت بصوت عالي : قلنا إحم إحم .. جلسوا بأدب وهم يلتفتون لها , ابتسمت وقالت : بالنيابة عن جميع بنات العائلة تتحدث أحلاهم اللي هي أنا .. وأشرت على نفسها وهي تنحني بطريقة مسرحية تستنى تصفيقهم , صفقوا أعمامها والبنات يقولون : بوووووووو بوووووووووووو .. رفعت راسها وقالت بغيض : أنا ممثلتكم يالدبالية تقولون بووووووو .. قالت سمية : منتي أحلانا ... شهقت وقالت : ياسلاااااااااااااام , أنا أحلاكم غصب عنك .. ولفت وجهها وقالت : بالنيابة عن كل الحلوااااااااااااااات , عشان ماتزعلون , تتكلم أحلاهم وتقول الحمد لله على سلامتك يا عمنا الغالي .. وراحت للطاولة الصغيرة وسحبت كيس متوسط الحجم وتقدمت له وناولتها له وهي تقول : تراها بسيطة ومهي قد المقام لكن اللي في قلوبنا أكثر بس تعرف اللي في جيوبنا يا دوب يأكلنا العيش لآخر الشهر , تعرف ورانا بيت ورجال وعيال و .. شدت سفانه شعرها وهي تقاطعها : خلاااااااااااااااص .... فتح صالح الكيس كانت هديتهم عبارة عن ساعة و خاتم فضة وقلم فخم وتولة عوده , ابتسم وقال : الله يسعدكم , بزيادة هالهدية .. : قدرك أكبر يا عم .. : بسيطه مو على قد حبنا لك خالووو .. : ما تشرح مقدار فرحتنا بسلامتك عمووووو .. كان يستمع لعباراتهم بابتسامة سعيدة , راحت سفانة للاستريو وجهزت الشريط وهي تستنى إشارة سمية و الخنساء اللي مسويات مفاجأة للكل , طلت سمية وقالت : إبدأي .. قالت خوله وهي تجلس جنبه : مسوين لك فقرات حفل ... شغلت شريط الطيور المهاجرة , وعلى نغم : للااا للااا لللاااا للااا للااا لللاااااا .. دخلت ريناد وهي تنقز ووراها جاسم المتحمس وبعده علي اللي ضارب البوز وآخرهم سارة وكانوا كلهم ماسكين بلونتين يحركونها فوقهم ومعصمينهم مربوط عليها شرايط ملونه , كانت البلونات مكتوب عليها ( حبيبنا ) ( صالح ) , وقفوا اثنين قدام واثنين وراهم لمن بدأت الأنشودة : نحن الأطفال براءتنا هي أحلى مافي هذا الكون ........ وطفولتنا هي أغلى ما أهداه الله إلى الأبوين .. وبدأو يسوون حركات استعراضيه وهم يوقفون ويقومون ويحركون البالونات كان الكل يصفق لهم بحماس وهم يضحكون على جاسم اللي وقف الرقصة وبدأ يضارب ريناد اللي ضربته ببالونتها بالغلط لمن كانت تدور .. أشرت لهم سمية من ورى أسماء اللي تصورهم بالكاميرا إنهم يسكتون , ولمن شد شعرها صرخت الخنساء : ولد جسومووووو .. و فرصعت عيونها بتهديد , رجع مكانه وكمل رقصه و ريناد جالسة على الأرض تصيح , بعد ما انتهت الأنشودة صكت أسماء الكاميرا تحت إلحاح العنود , وأول ما أشرت لها إن الكاميرا مقفولة راحت وجرت شعر جاسم وهي تقول : ماااااااالت عليك , يعني لازم كل جسوم متوحش ... وضمت ريناد وصلحت لها شعرها اللي تفكت واحد من بكله بسبب قوة شدته وهي تهديها , صرخت سفانة : عنيدي انتبهي .. لفت العنود وصرخت برعب أول ماشافته وهي تنط : جــــــــــده .... وشردت لمن شافت عمها جلال جاي لها وهو يقول بعصبية : تضربينه قدامي , بتنضربين بتنضربين .. شردت عند جدتها ونطت جنبها وضمتها وهي تقول بخوف : جده دااااااااااخله على الله ثم عليك .. حطت جدتها يدها عليه ومنعته وهي تقول : دخلت علي , والله ما تضربها .. أشر لها على لحيته وهو يقول : شغلك عندي بعدين يالدب .. ضحكت وضمت جدتها وهي تقول بعناد : ولدك يستاهل .. لفت عليها جدتها وضربتها وهي تقول : لمي لسانك , عيب عليك عمك .. ضحك جلال وقال وهو يرجع مكانه : أححححححسن .. كانت العنود واثقة إنه عمها جلال مو ماخذ عليها لأنه هو يحب مزحهم ويحب يمازحهم , يعاملهم كصديقات أكثر منهم بنات أخوانه , يحب جلستهم ويناقشهم في أمور كثيرة .. أول ماشغلت ريم شريط الدق اللي جابته فزت العنود بحماس وهي تقول : أخيييييييييييييرا , ريمااااااان حطي يا دار ... غطت حمده أذانيها وهي تقول : يالله داخلة عليك , بدينا الصمخ ووجع الراس .. وقامت وأصرت تجلس في المجلس الثاني عشان تبعد عن صوت الدق , جلس معاها أولادها ونورة اللي تتكلم معاهم وعينها على البنات اللي يرقصون , حتى خولة والجوهرة قاموا يرقصون معاهم .. ابتسم أحمد وهو يشوف العنود تربط طرحة على خصرها قبل ما تبدأ ترقص مصري وسط البنات اللي يضحكون على حركات الإغراء اللي تسويها عناد قدام الجوهرة اللي لفت بوزها مي عاجبتها الحركات , كان يشوف الحياة حلوة بعيونها المبتسمة دوم , وهو بينه وبين نفسه رغم محبته لكل بناته كان يتمنى للعنود الأفضل ~ معقول بتروح عني , خلاص انخطبتي يالعنود , يااااارب تسهل لها أمورها ~ انتبهت له العنود , أرسلته بوسه في الهوا وغمزت له وهي تهز أكتافها بدلع , ضحك ولف على أخوه صالح وهو يزفر بتوتر .. ************************** الساعة 10 مساء في الرياض : وقف سيارته عند الإستراحة وخرج وهو يصفق باب السيارة بقوة , دخل من بابها المفتوح وتحرك بخطوات قوية واثقة وهو ينقل بصره بين الشباب المتجمعين هنا وهناك , التفت للي أشر له من عند الباب الداخلي , سلم عليه وهو يقول : هلا ماجد , وينه ؟؟ أشر له ماجد على جوة وهو يمشي ويقول : ما أدري شفته مكتم وساكت قلت أتصل عليك أحسن لأني لمن قلت له أتصل على سامر حلف علي ما أتصل عليه .. تبعه عدنان وهو حاس بضيق , كان حاس إنه فيه شي من رجعوا من المدينة وهو حاس بهالشعور , تجاوز مجموعة شباب متحلقين حولين بالوت وأصواتهم العالية مختلطة بقهقهاتهم , دخل للغرفة المنعزلة نوعا ما وقال أول ماشافه جالس على الكنب بصمت وهو مغطي وجهه وجواله على الطاولة قدامه , همس : ماهر .. فز ماهر من مكانه وطالع فيه بحده وقال لماجد : قلت لك لا تتصل على أحد .. انصدم عدنان إنه ماخاطبه ولا حتى طالع فيه , تراجع ماجد وقال : عاجبك شكلك .. وقبل مايخرج تحرك ماهر وسحب جواله خارج من الغرفة مسكه عدنان بحزم وقال : بتقعد ونتفاهم بهدوء ولا نطلع مكان ثاني .. سحب ذراعه من عدنان وقال : مابيني وبينك كلام ... مسكه عدنان بيد وصك الباب اللي اختفى ماجد من قدامه وقال : مابتخرج قبل مانتفاهم .. : فكنييييييييييييييييييييييييي ... دفه ماهر بشكل مفاجئ خلى توازنه يختل لمن صدمت رجله بالكنبه وطاح عليها وطاح عقاله على الأرض وانزاح شماغه وهو يطالع فيه بعيون متسعة , ماهر المعصب تصنم في مكانه وهو مصدوم من طيحة عدنان , تسارعت أنفاس عدنان قبل مايقوم وهو يصرخ : يالكلللللللللللللللللللب .. وضربه بكل قوته , ماهر تلقى الضربه على ذراعه وطاح على الأرض من قوة عدنان اللي يفوقه قوة , وقف عدنان قدامه وصرخ : إذا عندك شي تكلـــــم , لاتقعد تسوي فيني كذااااااااااااااا .. صرخ فيه ماهر : طول عمرك تحب سامر وتدور مصلحته ودحيييييييييين تتخلى عنه وتخطب العنود , تخطبها ليييييييييييييه ؟؟ تغيرت ملامح عدنان المعصبة وتحولت لذهول وهو يقول بهمس : هذا كله عشان العنود .. قام ماهر وقال بعصبية : إنت عارف إنه سامر وده فيها , وإنت بنفسك قلت ماتبغاها , إنت أعطيته الغرين لاين وخليته يفكر فيها وبعد كذا تخطبها وبكل بساطة تجي تكلمه في الموضوع .. سحب عدنان أنفاسه وقال بحزم : أنا قلت له لو يبغاها أحل الإشكال .. صرخ فيه : اش كنت تبغاه يقوووووووووووووووووووول ؟؟ مسكه عدنان من تلابيبه ولصق أنفه في أنف ماهر وقال بصوت مخيف : ياترخي صوتك وتخاطبني باحترام يا أرجع أربيك .. على كثر العصبية اللي كان فيها كان عارف إنه لو تمادى أكثر من كذا ممكن ينفرم تحت يدين عدنان , طاااااااااالع فيه بحدة , فلته عدنان وقال بحزم : سامر رجال ومايحتاج أحد يتكلم عنه , أنا كلمته كلمة رجاااااااااال , وفوق هذا إحنا أخوان , مابيننا حواجز , أنا إنسان صريح , ناقشته وفهمته كل شي , ولو ماهو موافق ماكان بارك لي , صح سامر تغير من بعد الحادثة اللي صارت له لكنه مازال قوي الشخصية , ماتوصل به السلبية لهالدرجة ؟؟ البنت وخطبها أبوية لي بدون علمي وزكنت عليه هو وعمي أحمد إنهم مايتكلمون في الموضوع قبل ما أعطيهم خبر , كله لأني كنت بأناقش سامر , وأنا ماناقشته عشان شي .. زفر وتحرك ورفع شماغه وعقاله ولبسها وهو يقول : في موضوع خاص وكبير ما أقدر أقوله , وكنت عازم لو سامر يبغاها إني أناقشه في هالموضوع بعد ما أتحرى فيه , لكن لمن أكد لي إنه مايبغاها مشيت الموضوع وماحبيت أفتح مواضيع مالها داعي .. وثبت عقاله ورفع الشماغ وعدله وهو يقول : مشكلتي إني من خوفي عليكم صرت أدور على مشاكلكم عشان أحلها .. ولف عليه وقال ببرود : بعدين أريحك , البنت تقدم لها عبد الإله وانتهى الموضوع وسامر عارف كمان بهالشي .. طالع فيه ماهر بصدمة , ابتسم عدنان له وقال بصوت قوي يحمل نبرة حزينة : عارف إنه سامر توأمك وتحبه أكثر من أي شخص ثاني لكني أخوك الكبير .. وتحرك خارج من الغرفة , تحرك ماهر ومسكه من ذراعه وهو يهمس : عدنان ليه ما علمتني .. سحب عدنان ذراعه وقال بعتاب : كنت متأكد إنه سامر بيكلمك , المهم إنك فهمت الموضوع , لو صارحتني زي ماصارحت سامر بالموضوع كان ماجلست أيام وليالي حاقد علي وإنت تطالعني بهالنظرات .. وقبل مايخرج قال له ماهر : عدنان والله ماقصدت إني أتطاول عليك بهالطريقة , أنا متوتر وأعصابي ثايرة من أشياء كثيرة .. مالف عليه عدنان وهو يقول : أنا دايما أقولك لو عندك شي تعال وصارحني , ودحين ماتغير شي , إذا في شي مضايقك تعال وصارحني بتلقاني مستمع جيد .. زفر ماهر وقال : طلقت أريج .. التفت عدنان له بصدمة وصرخ : إيييييييييييييييييش ؟؟ لف ماهر وجهه وقال : عصبت و طلقتها قدام صقر .. أشر له عدنان لخارج الغرفة وهو يزفر بضيق و قال : تحرك , نتكلم على إنفراد , ريحة الدخان والشيشة كتمت أنفاسي هنا .. سحب ماهر جواله وتحرك ووراه عدنان , أشر لهم ماجد مودع , أشر عدنان على راسه شكر وقال ماهر : أوريييييييييك ياللعيييييييييييييييين .. دفه عدنان من ظهره وهو يقول : لا تلعن .. ************************ بعد مرور أقل من شهرين : يوم الثلاثاء 12 / 8 / 1427 هـ : الساعة 10 الصباح : : اشششششششش , نايم مو داري عن شي , تعالي .. همست أحلام وهي تدق هاله : مشاعل بتودينا في داهية .. همست هاله : اشششش , امشي زي ماتقول .. تعدت مشاعل من المجلس اللي نايم فيه بندر وهي تمشي على أطراف أصابيعها وراحت للمجلس الثاني وأشرت لهم يتبعونها , مشيوا بهدوء وهم رافعين تنانيرهم عشان ماتطلع صوت , وأول ما زفر بندر وانقلب على الجهة الثانية جريوا للمجلس واندسوا ورى مشاعل , كتمت مشاعل ضحكها وهمست : يالخوافات .. وتحركت لدولاب التلفزيون وفتحته وخرجت البلاي استيشن وركبت أسلاكه باقل ضجة ممكنة , ماكان موجود إلا شريط الدوري الأروبي , تربعت مشاعل على الأرض وهي ماسكة اليد بعد مارخت الصوت وناولت اليد الثانية لهاله وهي تقول : اختاري أنا ما أعرف أختار .. مسكت هاله اليد الرئيسية وقالت : أنا باخذ ريال مدريد .. قطبت مشاعل حواجبها وقالت : واش هذا ؟؟ قالت بخبث مستغلة ضحالة معلومات مشاعل عن الكورة : فريق مغمور .. ولمن جات أحلام بتصحح لها رمتها هاله بنظرة تحذير وهي تكمل : شوفي هذا ليون فرنساوي شكله قوي .. قالت وهي تأشر : أبغى برشلونه أسمعهم دايم .. قاطعتها : لااااااااا , هذا برضو فريق مغمور , خذي اللي قلت لك عليه .. وبعد تشكل الفرق اللي مافهمت مشاعل فيه شي بدأوا اللعبة , خلال 5 دقايق كانت هاله مسجلة 4 أهداف , لمن سجلت الهدف الرابع صرخت : جوووووووووو .. وخفت صوتها لمن حسوا بأحد وراهم , شي غطى النور اللي كان جاي من وراهم , التفتوا وتصنموا لمن شافوه واقف وهو حاد يدينه على خصره , حمحمت مشاعل ورمت اليد على أحلام و قامت وهي تقول : قلتلكم الولد نايم ماسمعتم .. طالعوا فيها بصدمة , تحركت بسرعة وخرجت , صرخ بندر : برااااااااااااااا .. نطوا من مكانهم وانطلقوا جاريين , لقيوها في الغرفة حقتهم مايته ضحك عليهم وهي تقول : يا مطرودييييييييييييين ... نقزوا عليها الثنتين يضربونها وهم مقهورين من منها لأنها هي اللي زنت على روسهم تبغى تلعب من كثر طفشها .. شوية دخلت عليهم أمهم وخبرتهم إنه لمى جات , لفت هاله بوزها وقالت : يالنحااااااااسة , عسى مهي جايبة خطيب غير اللي جابته أول .. توترت مشاعل أول ماتذكرت الرجال المتزوج أبو 4 عيال واللي يبغاها زوجة ثانية له , رفضته بحزم دخلها في مشاكل مع عبد الله , كانت مصرة إنها ماتقبل بأي واحد , مو عشان هي مطلقة يبغون يزوجونها أي أحد , هي مازالت بكر وتسأل عن رأيها , قامت وقالت بمرح : تعالي خلينا نشوف اش عندها من صباح الله خير ؟؟ قالت أحلام : اش عندها غير الغيبة والنميـ ... صكوا فمها وهاله تقول : يا طول لسانك طولاااااااه , إحنا كبار نحش زي مانبغى , انتي صغيرونه , ماينفع تحشين سامعه .. ضربتها مشاعل وقالت : يلعن أبوه من تعليم , حلوة حلال على الكبار حرام عى الصغار .. ولفت على أحلام وقالت : أحلام حبيبتي كل شي تقوله لك هالو دخليه من إذن وخرجيه من .... دفتها أحلام وهي تقول : هيييييييييي لاتحرشينها .. شهقت مشاعل وقالت : أنا أكبر منك تدفنيي كذا .. ونشبوا في بعض وأحلام تضحك عليهم , كانت تحس أخيرا إنهم بدأوا يعيشون , صح مازال طلاق مشاعل يجثم على البيت لكن خدته خفت أكثر من أول , حتى مشاعل نفسها بدأت تتعافى من جروحها .. ************************ بعد صلاة العشاء : في الشقة : : من جــــــــــــــــد ؟؟ نزل راسه وهمس : توه عمي أبو صلا .... صرخت بحماس : ألف مبرووووووووووووووووووووووووووووووك .. وصرخت مرة ثانية وهي تنط بفرح ورمت نفسها عليه تضمه وهي تقول : والله لو أعرف أغطرف كان غطرفت .. واختنق صوتها وهي تقول : ولدي أخيرا بيتزوج .. وبعدت عنه وغطت وجهها وهي تصييييح من شدة الفرحة , قال بتوتر : زهرة .. بعدت يدينها ومسحت دموعها وهي تقول : أخيرا تحققت أمنيتي .. ورجعت تصيح وهي تقول : اللهم لك الحمد والشكر .. قال بمزح وهو يتحرك لباب الشقة : خلاص أروح أقوله أجل الزواج عشان أختي تصيح ماتبـ ... قاطعته وهي تمسكه : وييييييييييييين ؟؟ أنا ماحسبت .. ضحك وقال : خبله , ما توقعت تصيحين بهالشكل .. قالت باستنكار : من كثر فرحتيييييييييييييي .. وطااااالعت فيه وغطت فمها اللي بدأ يرتجف منذر بموجة بكاء ثانية , ضحك وقال بمزح : ترا بتخليني أبكي و ما حسامحك لو خليتيني أبكي قدامك .. بلعت دموعها وسألته : متى بالضبط في شوال ؟؟ فتح يدينه و أشر لها بكل أصابيعه صرخت : 10 شواااااااااااال , عمر يوم مولدك .. ضحك وقال وهو يجلس : سبحان الله من غرابة القدر إنه صلاح أصر يحجز على هاليوم لأنه بيسافر بعدها لكندا عشان يكمل دراسته .. ضربت جبهتها وقالت وهي تجلس جنبه على الكنبه : يعني كم بقي ؟؟ وبدأت تعد على أصابيعها , فزت وهي تقول : لازم نتحرك من دحين عشان نجهز البيت , مابقي على الجواز شي , شهرين إلا 3 أيام بالضبط .. ضربها بقوة وسحبها يجلسها وهو يقول : آنا العريس ماعديتها .. وحط يده على بطنه وهو يقول : الله يخس عدوك مغصتي بطني .. ضحكت من قلبها وقالت بدلع : أبووو عبد اللــــه .. دفها بعيد عنه وهو يضغط على بطنه وقال : روحي عني , ماني ناقصك .. ساد صمت مفاجئ وكل واحد يطالع في الثاني , ابتسم وقال : لو كتب ربي وتم كل شي بيكون ما مر على وفاتهم سنة وكل منا راح لحال سبيله .. حاولت تسيطر على مشاعرها اللي بدأت تتفلت وترسم الحزن على وجهها , رسمت ابتسامة بأسرع وقت تمالكت فيه مشاعرها وقالت : هذي الدنيا .. غمض عيونه وهمس : سامحيني .. وفتحها وقال بتردد : ما قصدت أقولها بهالطريقة و .. ضحكت وقالت تغير الموضوع : حتى أنا عندي مفاجأة .. وحممممممر وجهها لمن طالع فيها بتمعن , غطت وجهها وهمست : أستحي .. ضحك وقال وهو يضربها بخشونه : قولي اش عندك ؟؟ حكت كتفها وقالت باعتراض : لا تخلي النونو ياخذ فكرة إنه خاله متوحش .. فتح عيونه على اتساعها لثانية قبل مايصرخ : حاااااااااااااااااااااااااااااااااامل ... انفجعت من صرخته الغير متوقعة , صرخ وهو يفز من جلسته : من جدك حامل ؟؟ حممممر وجهها وهي تهز راسها بإيوه , صرخ بانفعال : خاااااااااااااااال , الحمد لله أخيرا بأصير خاااااااااااااااااااااااااااال .. ونط بحماس خلاها تضحك عليه وهي تقول : عمور الله يفشل إبليسك بتزعج الجيران .. لف عليها وصرخ بحماس : خبرين حلوين في يوم واحد .. وجثى على الأرض وسجد سجود طويـــــل وصوت أنفاسه مسموع من شدتها , طالعت فيه وهي تقاوم دموعها , ولمن رفع وجهه شافت الدموع تقطر من لحيته شهقت بصدمة , لف عليها بسرعة ودفن وجهه في حضنها وهو يهمس بصوت مخنوق : ماحسامحك اللي خليتيني أبكي .. ورص يدينه حولينها وهو يشهق من شدة بكاه , كان يبكي بكى هز جسده النحيل , لفت ذراعينها حولين راسه ودنقت عليه وضمته أكثر وهي تصيييييييييح من صوت بكاه اللي بدأ يعلى بشكل غريب , كانت لأول مرة تشوفه يبكي بهالطريقة , رفع راسه و ضمها لحضنه وهو مو قادر يوقف دموعه ~ ياليتكم فيه وتعرفون إنه أزهار حامل , أزهار حااااااااامل , يارب لك الحمد , يارب لك الحمد , عمير بأصير خال , أمنيتك اللي كنت تتمناها بتتحقق بفضل الله , عمر خلاص ذبحت أختك صياح , خلاص إهدى ~ بعد فترة مسح دموعه وهمس بصوت مخنوق : خلاص أزهار , لا تصيحين .. ماتوقعت إنه بيفرح لهالدرجة بحملها , مسحت دموعها وبعدت عنه وضحكت وهي تقول من بين دموعها : بس أزمت النونو .. ضحك وقال وهو يمسح وجهه : إلا النونو مانبغاه يتأزم ويقول خالي أزمني .. وطالع في بطنها وهو يقول : الشهر الكم ؟؟ قالت بخجل : أظنه الشهر الأول .. سأل : واش قال جاسم ؟؟ تغيرت ملامحها لثانية قبل ما تبتسم وهي تقول : لسه ما قلت له , إنت أول واحد يدري .. صرخ بحماس : صــــــدق , وااااااااااااااو ... ضحكت وقالت : من وين جايب الواااااااو هذي ؟؟ حك جبينه وقال : واحد من تلاميذي الله يصلحه أربع ساعة وعشرين وهو يقولها , لصقها في لساني .. ضحكت وقالت : حللللللللوة أربع ساعة وعشرين .. ضحك وقال : هذي كمان وحده من غلطاتهم واللي لصقت في لساني , مشكلة صاروا يأثرون فيه أكثر مما أأثر فيهم .. ابتسمت وقالت : الله يصلحهم ويقويك .. طالع فيها بفرح وسأل باستغراب : وكيف عرفت بالحمل من دون ما يدري جاسم ؟؟ ضحكت وقالت : الصيدليات ما خلت جهاز كشف ما جابته , اشتريته أمس لمن كنت في المستشفى مع ماما و العنود .. وقالت تغير الموضوع وهي تتذكر حال العنود : ها مستعد تؤم المصلين صلاة التراويح في مسجد عمار الله يرحمه إذا ربي أحيانا .. زفر وقال : ما أدري إلى الآن ما رديت لهم .. قامت وقالت : الله يقدم لك اللي فيه الخير .. : هيييييييييييييييي , وين رايحة ؟؟ التفتت له بحيرة وهي تقول : أسوي العشاء .. شهق وقال : وفي بطنك نونوووووووووووو , لا والله .. ضحكت وقالت : ويعني , ماني في الشهر التاسع .. ضرب صدره وقال : عشا الليلة على حسابي من المطعم اللي تأشر عليه أم ... قالت بسرعة : عمار إن شاء الله ........ إذا وافق أبو الولد .. وابتسمت وقالت : أم عمار .. طالع فيها و ابتسم وقال : وإذا بنت ؟؟ همست : ما فكرت لسه , بس اللي يجيبه ربي فيه الخير إن شاء الله .. **************************** في فيلا أحمد : هزت الهنوف أختها وهي تقول : عنيدي قومي .. زفرت العنود وقالت وهي تشد لحافها : ماني نايمة عشان أقوم .. مسحت الهنوف شعرها وقالت : عنود حبيبي قومي الله يخليك تعشي معانا , كلنا مجتمعين على السفرة , والله واحشنا خبالك .. انفتح باب الغرفة ودخلت البندري وقالت : أبوية يسأل وينكم .. زفرت الهنوف وقامت عن السرير وقالت : شوفيها ما تبغى تتحرك , سبحان مغير الأحوال , إنت صرتي العنود و العنود صارت البندري , تتبادلون مواقع إنتم .. ضحكت البندري وقالت وهي تجلس على سرير العنود : خليها علي .. خرجت الهنوف وقالت : عائلة غريبة والله .. ابتسمت البندري وقالت بمزح : أكيد متضايقه عشان بأتزوج قبلك وتفتقديني , بأروح وتفضى عليك الغرفة .. قامت العنود وقالت وهي تبعد لحافها بضيق : من زينك عشان أفتقدك , بعدين لا تفرحين كلها كم شهر ولاحقتك .. ونزلت عن سريرها ودخلت الحمام وصكت الباب بقوة , قامت البندري وراحت لباب الحمام وسندت جبينها عليه وهي تحس بقلبها يتقطع وصوت بكى العنود المكتوم يوصل لها .. قالت برجاء : عنود الله يخليك إذا لي معزة تخرجين وتتعشين معانا , كلها أسبوعين وأروح عنكم .. انفتح الباب وخرجت منه العنود وتحركت بصمت وخرجت من الغرفة , تبعتها البندري وهي تتأملها بمحبة , ليش ماحست بمقدار حبها لعائلتها إلا بعد ماخانتهم ؟؟ ابتسم أحمد أول ماشافهم وقال : هلا , هلا والله بأميراتي .. سلمت العنود بهدوء وجلست بصمت , ضربتها أمها بخفة وهي تقول بحزم : إذا بتمدين بوزك كذا ما أبغى أشوفك .. كانت معلنة عليهم كلهم الحرب بعد اللي صار , عقدت يدينها قدام صدرها وهي عازمة ماتنهي حربها الباردة , ضحك جاسم وقال : أموووووووت وأعرف إلى متى بتستمر على صمتها وحربها هذه , بس الصرااااااااحة حرب جدا مريحة , افتكينا من صدعتها ولسانها اللي ياطوله .. طنشته وهي تمد يدها للعيش وتغمسه في القشطة والمربي , قال وهو يدقها : تصدقين عنيدي , اكتشفت إنك قوية إرادة , يعني على كثر ثرثرتك ماشاء الله هالمدة كلها وماتكلمتي ولا غيرتي حربك , أحي فيك هالإرادة الحديدية بسسسسسسسس , ترى حربك هذي ماحتوديك لمكان ومابتضرين إلا نفسك .. أشر له أبوه إنه يسيبها , وقالت أمه : خله يأدبها , باطة كبدي بط .. طالعت فيهم بصمت وهي تدخل لقمة كبيرة في فمها اللي بالقوة تحركه من كبر اللقم , قهقهت البندري وقالت : الله يقطع شرك عنيدي خلاااااااااااااص .. تحركت للمطبخ ورجعت ومعاها علبة عصير , كانوا يعرفونها تكره شي اسمه شاهي , صبت لنفسها كاسة وشربتها ورجعت تكمل أكلها , كملوا هروجهم وضحكهم وهي تطالع فيهم بصمت , وبعد ماانتهى العشا زفر أبوها وقام وقال : تعالي معايا ياعنود .. مسحت فمها وتبعته بصمت , دخل غرفة المكتب وأشر لها تجلس على الكنبه وهو يقف الباب وراه , جلس جنبها وقال : عنيدي .. تجمعت الدموع في عيونها , كان ودها تضمه تقوله هلا من أعماقها لكنها حلفت تعلن عليهم الحرب البارده , حط يده على راسها وقال : إنت عارفه إن الموضوع مو بيدي .. نزلت دموعها على خدودها وهي تصرخ بداخلها ~ إلا بيدك , إلا بيدك ~ همس : عمك أصر يجوزهم في هالوقت وإنت .. فتحت فمها تكلمه لأول مرة من بدأت حربها وقاطعته وهي تقول بصوت مخنوق : أبويه حرام عليكم ترمون البندري هالرمية , يعني الكلب الحيوان عبد الرحمن يختفي من يوم وجع عمي ويطلع فجأة ويقول الجواز بعد أقل من شهر وتوافقوووووووون , كلكم وافقتم , مافي أحد اعترض وقال لا بنتنا من حقها تجهز نفسها من حقها تكمل دراستها من حقها ... واختنق صوتها وزاد صياحها وهي تقول : مو كافي بتروح أمريكا من بعد زواجها , تاخذونها مني فجأة وتطيرونها آخر الدنيا والله حرام , بكل برود تقولي معليش أختك بتتزوج بعد 21 يوووووووووووم .. ضمها وهو يضحك ويقول : اش فرقت ؟؟ مو هي بتتزوج بتتزوج ؟؟ مسحت دموعها وهي تشهق وتقول : بس مو فجأة , أبويه الله يخليييييييييييك قولهم يأخرون الجواااااااااااااااااز , ما أبغاها تروووووووح , أبويه الله يخلييييييييييك .. زفر وهو مهو عارف اش ممكن يسوي مع هالبنت العجيبة , معلنة الحرب عليهم من أسبوع ليش قالولها زواج البندري تحدد , سوت اعتصام في البيت وماخرجت طول هالأسبوع من غرفتها إلا وقت الأكل كله عشان تبين لهم اعتراضها على الزواج المفاجئ , بدأ يلقي عليها محاضرة طويلة عن الحياة وإنها كذا كلها مفاجأت وأشياء ماتخطر على البال وإن الإنسان لازم يتقبل قدره بصدر رحب .. رفع وجهها بعد ما أنهى محاضرته وقال : وإذا قلت لك إني مستعد أوديك لها متى مابغيتي .. قالت بقرف وهي ترفع طرف بلوزتها عشان تمسح أنفها لأنها مالقيت مناديل : وعععععععع , بلد بوش , هذا اللي نقص علي , والله لو على قص رقبتي مارحت هناك .. قال بمحبة : والله افتقدت صوتك .. مسحت دموعها بأكمام بجامتها وابتسمت ابتسامة واااااااااااسعة وهي تقول : والله , زين أختبر غلاتي عندك .. ولفت يدينها حولينه وقالت بتهديد : شوف أبويه لو تسوون فيني اللي سويته في الضعيفة اللي سكتت بأعلن الحرب سنة وأحرمكم من صوتي .. ضحك وقال : لا إنت شي ثاني .. دخل جاسم وقال : ها انتهت محادثات السلام , حررتوا فلسطين .. قالت وهي تقطب حواجبها : لا تخليني أكمل حربي معاك إنت بس .. عقد يدينه قدام وجهه وقال متوسل بطريقة مسرحية : الله يخليك لا , إلا صوتك العندليب ماأقدر على فراقه .. ضحك أبوه وقال : إنت تزوجت ولساعك زي البس والفار مع أختك .. قال جاسم : الله يعينك يا عدنان عليها .. فتحت عيونها على آخرها وهي تطالع فيه بصدمة , أشر له أبوه من طرف خفي إنه ماكلمها , قال بهدوء وهو يخرج من المكتب : شكلك ماتدرين , أحسن لي أخرج .. لفت على أبوها اللي ابتسم وقال : شكله مايحتاج ألقي عليك المحاضرة اللي ألقيتها على أختينك قبل ماأقول لهم إنه تقدم لهم عريس .. حست بضربات قلبها تزيد ونسيت موضوع البندري تماما , كانت تستنى من أبوها تأكيد إنه المتقدم لها عدنان اللي من بعد الأيام الماضية اللي عدت والصمت اللي صار شكت إن الرسالة اللي قرتها في جوال سحر من صنع خيالها , ابتسم وقال : انت تعرفين عدنان ولد عمك عبد الكريم , صاحب جاسم الروح بالروح , ماشاء الله عليه مهندس قد الدنيا ... كانت تحس أبوها يتكلم بالبطيء , هذا كله تعرفه عنه , كان ودها توصل لآخر الكلام , وفي النهاية قال : وطلبك مني من فترة بس قدر الله ووجع عمك وانشغلنا فقلت له يأجل هالموضوع إلين فترة , هو إن شاء الله بكرة نازل مع أبوه وأخوانه عشان يتقدم رسمي .. ماعرفت اش تقول أو اش المفروض تسوي , ابتسم أبوها وقال : ها عنيدي ؟؟ بلعت ريقها وقالت بعفوية : ها إيه ؟؟ اش لازم أقول ؟؟ ضحك أحمد من قلبه على عيونها الزايغة وقال : اش رايك في الموضوع ؟؟ قامت وقالت بصدمة : هو لازم أرد دحييييييييييييييييييين ... ~ خبله , والله خبله ~ قام وحط يده على كتفها وقال بابتسامة : حبيبتي عنيدي , الناس تقول الله يقدم اللي فيه الخير , اللي تشوفه يا أبويه , أصلي استخارة وأشوف ولا تسكت مو تسأل اش أقول .. قالت : أهااااااااااااا وأنا أقول يارب اش لازم أقول .. ورجعت سألت بشبه ابتسامة : طيب لازم استحي لأني أحس فيني ضحكه بس ترى مو من الفرحة قصدي ..... وضحكت غصب عنها , قهقه من قلبه وهو يضمها .. ********************** في الرياض : في فيلا عبد الكريم : أول مادخل الصالة وهو يسلم وصله صوت سامر يغني مع سمر اللي تصفق : ومبارك عرس الاثنين ليلة خميس .. وجنبهم سلافه تدق على الطاولة , ابتسم بفرح ونزل شنطة السفر و قال وهو يلتفت لماهر : زييييين , تصالحتم أخيرا , ما بغيتم .. لف ماهر وجهه بصمت لمن قالت أمه بزفرة : ياليييييييييييت , والله لو تصالحوا بأذبح ذبيجة .. وضحكت سحر وقالت وهي تقوم عشان تسلم عليه : إنت معرسنا الجديد .. رفع حواجبه بتعجب وهو يسلم عليها , وتقدم وسلم على أمه وعلى البقية وجلس بتعب وهو يفك أزرار ثوبه وهو يقول بمزح : اتحفوني , أنا المعرس ليش ؟؟ قالت أمه بفرح : أبوك اتصل علي يقول إنه خبرك إنه بكرة الفجر جاي عشان عمك أحمد اتصل وقاله الله يحيكم , بتنزلون جده كلكم عشان تتقدمون رسمي .. تمالك نفسه وهو يتذكر مقاطع من مكالمة أبوه اليوم العصر و اللي حسبها حلم من شدة نعاسه , تذكر إنه بارك له بشي وطلب منه ينزل الرياض وتذكر إنه سأله شي وهو قال إيوه أو طيب مايفتكر بالضبط اش الموضوع أو السؤال , ابتسم وهو يلتزم الصمت ~ تخلصت منها شهرين ورجعت لي , ليييييييييييييييييييييه ؟؟ استغفر الله العظيم , عدنان انت استخرت وهذي اجابة استخارتك , حسبتها انتهت من حياتك رجعت فجأة وبدون انذار , سبحانك يارب ما أعظم شأنك , الخيرة فيما اختاره الله , الخيرة فيما اختاره الله , ولا الواحد ماكان حاط في باله إنه ترفض ولد عمها أبد , معقول تكون معجبة فيني من جد لدرجة ترفض ولد عمها , ولا في سبب ثاني لرفضها , والله يالعنود إنك شي يشيب الراس من كثر التفكير ~ قالت سلافة : ها عدنان what is your feeling ؟؟ .. زفر وقال بابتسامة هادئة مخالفة للإضطرابات اللي يحسها بداخله : أطالب بحقي بالتزام الصمت .. نطت سحر عنده وقالت : مستحييييييييييل , لازم تقول اش شعورك ؟؟ وكملت باللغة الفصحى : يعني كونك ستودع حياة العزوبية الطويلة والتي استمرت قرابة الـ 30 عاما , 3 عقود من الوحدة والآآآآآآآآآآآآن .. انفجروا بالضحك لمن لف عليها عدنان وطالع فيها بنظرة معبرة خلتها تقطع كلامها وهو يقول بهدوء : كإنك تلقين خطاب شكر لتوديع موظف بيقاعدونه بعد سنين من العطاء .. حست بالفشلة من كلامه , ضربته وقالت : لاااااااااااااا , كان قصدي , يعني ... قاطعها سامر وهو يأشر عليها ويقول : كاكاااااااااااااااك فشلوها .. وقال ماهر بتريقة : لقطي لقطي , وجهك طااااااااااح .. رمتهم بنظرة حاااااادة خلتهم يسكتون , حمحم ماهر وسحب جريدة طايحة ولف سامر على سمر وقال : إيوه واش قلتيلي آخر أخبار أبو ربيع ؟؟.. هالمرة ضحك عدنان من قلبه وهو يقول بتريقة : يخـــــــــس عليكم , رجال بشواربكم تسكتكم نظرة من وحده أصغر منكم .. قال ماهر كإنه يهمس وهو صوته عالي : المشعوذات نظراتهم تخوف لأنك لو طالعت في عيونها ممكن ترسلك ورى الشمس .. وهز سامر راسه وقال : وترى في إشاعات تقول إنها ماخذه دورة قبل أسبوع في أسرار السحر الأسود وماخذه المركز الأول على ساحرات الخليج كلهم .. حطت يدها على خصرها و قالت : لا والله إنت واياه , يعني دحين قاعدين تحشون .. هزوا راسهم بلا وقالوا في نفس الوقت : إيوه قاعدين نحش .. وضحكوا في وقت واحد ورفعوا يدينهم وصفقوها في بعض , رفعت حنان يدينها للسما وقالت : يارب تخلف علي يارب , وتجوزهم وتفكني من خبالهم .. ابتسم عدنان وهو يسمع ضجتهم اللي افتقدها من راح الشرقية بعد ما انتهت إجازته قبل 4 أسابيع , ورغم ضوضاءهم ورجتهم اللي زادت بصياح ربيع الحاد اللي جابته أمه من الغرفة اللي كان نايم فيها مع أخته اللي جات جري وهي مقفلة عيونها اللي ماتعودت على الضوء ونطت عليه وهي تسلم بفرح كان عقله غايص في اللاتفكير , مو قادر يوقف على فكرة وحده ويحللها بطريقة صحيحة , كان يحس نفسه في دوامة عميييييييييييييقة مالها قرار وبعد تردد طويل قام وقال : سحر , تعالي أبغاك شوية .. قام ماهر وأشر لسامر وهو يقول : تعال يلا .. قالت سلافة بصوتها النحيف : he said سحر , إنتم اسمكم سحر ؟؟ وأشرت عليهم وهي تكمل : وااااااحد فيكم اسمه سحــر ؟؟ لف سامر على ماهر وقال بسرعة : سحر كلمي عدنان .. قال ماهر وهو يمسكه ويقومه : حتى انت ياسحر قومي يلا .. تحرك عدنان وهو يسلم على يده وجه وقفى وهو يحمد الله ويشكره على العقل ولحقته سحر وهي تقول : حمود ومحيمد جهزوا ملابسكم اللي بأحطها في الشنط .. لف ماهر على سمر وقال : إنت خلاص مالك سوق ... قال سامر وهو يهز راسه بأسف : ولا حتى فكروا فيها , أظنهم مالاحظوا وجودها ... وطقطق بلسانه دلالة الأسف , حط ماهر يده على كتفها وقال بطريقة تراجدية : عادي ياسمر , عزائك الوحيد إنه طوووول عمرك في غياهب النسيااااااااااان .. قالت سلافة : بلا تحريش .. وضحكوا كلهم لمن قالت سمر وهي تضم ربيع : الله يقطع إبليسكم حزنتوني على نفسي .. *** جلست جنبه على سريرها بعد ماصكت الباب وقالت بابتسامة : خيييييييير إن شاء الله .. لقيته مسرررررح , طقت باصباعينها قدامه وقالت : عدنان , على وين ؟؟ لف عليها وقال بهدوء : أبغى كل شي تعرفينه عن العنود .. ابتسمت وقالت : كللللللللللل شي .. وكملت لمن شافته يطالعها بصمت : حدد إش تبغى تعرف لأني ماأعرف اش أقول .. قال بحزم : شوفي بأدخل في الموضوع مباشرة ولاتقاطعيني إلين أنتهي منه , وطبعا مايحتاج أقولك اللي بيننا مايطلع أبد من هالغرفة .. حست بخوف من نبرته وملامحه القوية , هزت راسها وقالت : إن شاء الله أفيدك .. سحب نفس وقال : من فترة طويلة كانت في وحده ملاحقتي في البريد وكنت أطنش , أنا عارف إني كنت أقدر أحط عليها حظر من البداية لكن ... ماأدري اش اللي خلاني ماأسوي هالشي , يمكن لأنها كانت تناديني من أول محادثة باسمي , في البداية قلت يمكن وحده فيكم تلعب علي وأفكار كثيرة جاتني , المهم ... وسحب نفس وقال : كثر إزعاجها وفي آخر محادثة ارسلت صورتها لي .. شهقت سحر وقالت : الحيوااااااااااااااااااااانة .. قال عدنان : طبعا أنا تفاجأت من جرأتها لكن اللي صدمني أكثر إنها أرسلت تقول إنها العنود وإنها معجبة فيني و... وقفت سحر وقالت : مستحيـــــــــــــل , مستحيل العنود تسوي هالشي .. زفر وقال : أنا كمان قلت مستحيل لكن مرة شفتها بالغلط وهي واقف على الشباك , كانت نفسها اللي في الصورة .. قالت وهي تحس قلبها يتسارع من الخوف : والله مستعدة أحلف لك مليون إنها مهي العنود , أكيد هذي وحده تلعب عليك .. : من فين تجيب بريدي .. قالت بحزم : ماأدري لكن مستحيل تكون العنود , والله العنود مهي حقت هذي السواليف , أصلا عمرها ماتكلمت عنك وعمرها مابينت اهتمامها , وغير كذا البنت صح عليها حركات غريبة لكن هذا من شدة براءتها وتقدر تقول من ..... وترددت وهي تقول : من خبالها .. ورجعت قالت : الحركة اللي تقول عليها يبغالها وحده قليلة أدب وجريئة , و العنود مافي أأدب منها وفوق كذا خوافه , والله خواااااافه , صح لسانها مفلوت لكنها تخاف من ظلها , مرة شافت واحد عاكس وحده سحبت الرقم من يده بكل جرأة جاها مغص وماقدرت تكمل التسوق معانا .. ولمن شافته صامت ويفكر بعمق قالت : عدنان حبيبي , صدقني الموضوع فيه لبس , اش اسم بريدها , أنا حافظة بريدها .. هز أكتافه وقال : ماني حافظه , في بريدي مسوي عليه حظر .. قالت : بريدها مميز باسم حلاتي هبالتي 1403 .. حك حاجبه وقال : لا ما أظن هذا اسمه , كان في كلمة queen , بس مو صعب إنها تسوي بريد ثاني , أقدر أسوي عشرة في دقايق .. زفرت وقالت : عارفه إنها ممكن تسوي بريد ثاني بس ليه ؟؟ هل هي كانت عارفه إنك بتقولي الموضوع ؟؟ صدقني العنود لايمكن توصل لهالدرجة من الحقارة .. وجلست وقالت بصدمة : وإنت ليش تقدمت لها مادام إنت شاك فيها ؟؟ ابتسم وقال بسخرية : آآآآآآآآنا تقدمت , تضحكون علي ولا إيه ؟؟ أنا هذا الموضوع الثاني اللي أبغى أناقشك فيه ؟؟ أنا تفاجأت لمن جا عم أحمد يبارك لي بخطبتي اللي ماعرفتها .. شهقت وقالت : كذاااااااااااب .. وقالت بسرعة لمن طالع فيها بنظرة تعجب : ماقصدي , قصدي إني مني مصدقة من أول أبغى أسألك على بالي إنت مكلم أبوية , حتى أمي انصدمت بالموضوع لمن كلمها أبويه لكنها قالت الخيرة فيما اختاره الله .. قام وقال بصدمة : لا إنت ولا أمي , أجل مين ؟؟ مستحيل أبويه يتصرف من عنده .. هزت راسها موافقة وقالت : مستحيل , هو مايتحرك خطوة بدون مايستشيرك كيف موضوع خاص زيك .. زفر وقال : خالد قال لي نفس الكلام .. قالت باستنكار : إنت قلت لخالد على العنووووووووووود ؟؟ قال بعتاب : قالوا لك غبي , كلمته على موضوع الخطوبة , بعدين موضوع العنود استشرته فيه من زمان من أيام المشكلة على إني أتكلم عن واحد من أصحابي يواجه المشكلة ونصحني إني أقوله يتأكد قبل مايظلم .. وسكت ورجع قال بعد تردد : واستشرت خلود عشان أحصل على رأي أنثوي .. ابتسمت سحر وهي تطالع فيه , وساد صمت طويل قطعته وهي تقول : المهم دحين إنه اللي أرسلت مهي العنود , ومستعدة أحلف لك , أنا عايشة مع هالبنت سنين وحتى بعد ماسافرنا مازلنا على نفس العرقة القوية , تصارحني بكل شي , عارفه إني أختك ومستحيل تصارحني بهالشي لكن عممممممممرها ماالتفتت أو اهتمت بأي شي أقوله عنك غير اهتمامها العادي , مو معقولة تكون ممثلة بارعة لهالدرجة , ترى البنت من وجهها وطريقة تصرفاتها وكلامها تعرف نوعيتها , صدقني العنود مهي من النوع المغازلجي أو الغبي , صح رومانسية لكنها في نفس الوقت تخاف الله وتعرف الصح من الغلط .. ابتسم وقال : تراك مخليتها أسطورة .. قالت بغيض : أنا قاعدة أدافع عنها , شوف إذا تشك فيني شك في العنود .. زفر وضرب ركبه وقام وهو يقول : الله يقدم اللي فيه الخير .. مسكته وقالت : عدنان , لا تنزل جدة وتتقدم وإنت تفكر هالتفكير .. لف عليها وقال : سحر , أنا حبيت أتأكد بس من نظرتك لها لأني .. وسكت , ضغطت يده تستحثه وهي تقول : إيه .. تردد بعدين قال بهدوء : لأنه كلامك أكد لي إنها مهي من هذا النوع , صح خبلة لكنها مهي خبيثة .. وابتسم وقال : مستحيل وحده معجبة بواحد لدرجة تصارحه وترسله صورتها بهالجرأة تتصرف تصرفات العنود الغير مدروسة .. قهقهت سحر من قلبها وقالت : تراها عاقلة بس عندنا تطلع خبالها وعند أهلها .. رفع حاجبه وقال بتريقة : مرة عاقلة .. وابتسم وقال : شكرا يا سحر , أحس براحة بعد ماصارحتك , هالكلام كان ثقيل على قلبي وأشغلني وقت طوييييييييييييييل... قالت بفرح : على الرحب والسعة حبيبي , موجودة في أي وقت تحتاجني فيه .. رجع التفت وقال قبل مايخرج : وتراني عارفك أكيد تفكرين بموضوع سامر زي ماهر , الموضوع انحل بيننا .. ولمن خرج زفرت براحة , هالموضوع كان شاغلها من زمان لكنها ماقدرت تتكلم فيه لأنه أبوها صدمها وصدم أمها بكلام أحمد اللي طلب منه يأجل الموضوع لفترة إلين يحل موضوع عبد الإله ويتأكد منه ... ************************ طالعت فيه بتردد وهو طالع الدرج قبلها ~ كيف أقوله ؟؟ بيفرح زي عمر ؟؟ اش بتكون ردة فعله ؟؟ ~ ماتدري ليه في شي , شعور غريب يمنعها من إنها تقوله , من بدأ دوامه في مقر عمله الجديد وهو أخلاقه زي الزفت وأخس , مو عاجبه لا رئيسه الجديد ولا هو متأقلم مع زملاؤه الجدد , مزاجيته صارت أكثر من أول , سحبت نفس ودخلت وراه وعلقت العباية , لف عليها وقال بهدوء : العنود تقدم لها عدنان .. ~ أخيــــــــرا ~ كانت بتصرخ بها من شدة الحماس لكنها مسكت نفسها في آخر لحظة وقالت بفرح : ماشاء الله , على البركة .. ابتسم وقال : وأنهت الحرب أخيرا .. ضحكت وقالت : صراحة اكتشفت فيها صفة جديدة , قوة العزيمة ماشاء الله , ولا تقعد أسبوع صاكة فمها .. قال : مو دايما , كانت ترد على أمي وأبويه .. قالت : بإيوه ولا لا , وصراحة أنا عاتبتها على هالشي , مفروض أمها وأبوها غير .. ضحك وقال وهو يتحرك للغرفة: أصلا الحرب ماكان لها داعي من أصله .. لمن شافته رايق قالت بتردد : جاسم .. التفت لها وهو يطلع همهمة من فمه , أول ما التقت عيونهم قالت : ولا شي .. وتحركت للغرفة , قطع طريقها وقال : ترا لك كم يوم تدورين تبغين تقولين شي .. نزلت راسها وهي مهي عارفة اش تقول بالضبط , تذكرت دعاية شافتها ايام زمان ماتتذكر فين بالضبط كانت الحرمة تهدي فيها زوجها رضاعة طفل وهو فهم إنها حامل , زفرت وقالت بهمس وهي تلعب في أصابيعها : أظن إني حامل .. قال بصوت حسته حاد : إييييييييييش ؟؟ .. طالعت فيه بخوف وصدمة , بادلها نظرة صامته , همست وهي تحس قلبها يغوص بداخلها : لاتعليق ؟؟ قطب حواجبه وقال : تعليق على إيه , أنا سمعت , قاعد اقولك إيش ؟؟ تجمعت الدموع في عيونها بسرعة رهيبة لمن حست بالدم يرجع لأطرافها اتسعت عيونه بصدمة وقال : أزهار ... صرخت : خوفتنييييييييييييي , قلتلك أظن إني حااامل .. طاااااااالع فيها وهو يحاول يستوعب اللي قالته ~ حامل , حامل , يعني بأصير أبو , أنا بأصير أبو وعندي عيال , عيااااااااااااااال ~ حس بمشاعر غريبة مختلطة أقواها كان الرععععععععععب , قال يأكد لنفسه : حامل .. وهتف بعدها بفرح : حامل .. وضمها بقوة وهو يقول : مبروووووووك ياقلبي , مبروك علينا إحنا الاثنين .. لفت يدينها من تحت ذراعينه و صاحت في حضنه وهي تحس براحة عجيبة من فرحته و بمشاعر مختلطة غريبة , مشاعر لأول مرة تحسها في حياتها , مشاعر لايمكن تنساها .. *************************
|
|
09-08-2012, 12:32 AM | رقم المشاركة : 103 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
قهقهت أزهار اللي نسيت إن العنود على السماعة وقالت بخبث وهي تقوم من الكنبه : عشان تقول الملائكة و لك مثله ..
: يالوصخة .. ضحكت وقالت : ماأدري من فينا قليل الأدب , يلا مع السلامة .. : بسسسس .. قالت بحزم : مع السلامة .. وصكت السماعة وابتسمت وهي تقول : نوم العوافي , إن شاء الله نمت زين ؟؟ تحرك من عندها وهو يحك ذراعه وراح للمطبخ بصمت , كانت تعرفه لا قام من النوم بعد رجعته من العمل تكون أخلاقه مافي أشين منها , قال وهو يفتح الثلاجة بيد واليد الثانية مستمره في الحك : مين كنت تكلمين ؟؟ ابتسمت وقالت وهي تتكي على باب الثلاجة : عنيدي , خايفة من الدخول على عدنان .. قطب حواجبه وقال : عنيدي , والله اللي حزنان عليه صاحبي المسكين اللي طاح ومحد سمى عليه , يعني يصصصصصصبر ويفطر على خبله .. ضربته باستنكار وهي تقول : حرااااااام عليك , اش فيها عنيدي والله ما في زيها اثنين .. خرج اللبن وقال وهو يصك الباب : إيوه من ناحية مافي زيها مافي زيها رححححححححمة من رب العالمين , لو في السعودية ثنتين زيها كان قولي على السعودية السلام ... خرجت له كاسة وسحبت منه العلبة اللي كان بيشرب من فمها وصبت له في الكاسة وناولتها له وهي تقول : الله يتمم لها على خير .. قال وهو يجلس على الكرسي : شوفي هو إذا ربي كتب لهم نصيب , واحد من اثنين بيصير .. وأشر بإصباعه وهو يقول : يا تجنن العنود عدنان , يا هو يعقلها وأنا أتمنى إن الشيء الثاني اللي يصير لأني ما أبغى أخسر صاحبي .. ضحكت وقالت وهي تتحرك : حرام عليك , مو لهالدرجة .. حط يده على بطنها يوقفها وقال بهدوء : من أرجع من عندهم نروح المستشفى .. بعدت عنه بخجل وقالت : الله يسهل .. قام وقال : ماأبغى أعلم أهلي إلا لمن نسوي الفحوصات .. هزت راسها متفهمة وتبعته وبعد جلسة هادئة في غرفة التلفزيون قضاها في تصفح الجرايد وشرب الشاهي و صلهم صوت أذان المغرب , حطت يدها على قلبها وقالت : يا حبيبتي يالعنود , الله يسهل لك .. قال بتعجب : خليتوها مصيبة , ويعني دخلت عليه .. شهقت وقالت : تخييييييييييل عمري ماقابلت واحد غريب وأدخل عليه هالمرة عشان يشوفني مناسبة لمزاجه ولا لا , ياماما , الحمد لله اللي ماوقفت هالموقف .. ابتسم وقال : أنا غير عن بقية الرجال , شفتك بكلللللللللل أشكالك قبل ما آخذك .. حست بضربات قلبها تزيد وهي تلتفت له وهي تسأله بتردد : واش كان رأيك فيني ؟؟ قام وقال : السلام عليكم , بأروح ألحق أصلي عند مسجدنا عشان ماأبغى أفوت علي منظر العنود وهي خجلانه , هو منظر ما يتكرر مرتين في العمر ... قامت وراه وهي تقول : ليييييييه متهرب , جسووووووووووم ؟؟ ************************** قهقه جاسم وقال : تراك تخوف لمن تطالع بهالنظرة .. وضربه على كتفه وهو يسأله : ها جاهز لرحلة بكره , ترى الشباب مخططين عليها من متى .. قال بهدوء : إذا تم الموضوع نروح نكشف بكره الصباح وبعدها نروح للرحلة .. طالع فيه جاسم باستنكار وقال : ماشششششششششاء الله , حار يا فول , ما عندك صبر .. قال بصدق : ماله داعي تطويل الموضوع , خير البر عاجله .. قال : ولا يهمك , أوصل الموضوع لأبويه الليلة , مصر تنام في الفندق .. ضحك عدنان وقال : مو معقولة أنام في بيتكم الليلة .. تبادلوا شوية أحاديث جنب سيارة عدنان المستأجرة قبل ما يروح لفندق الشيراتون اللي يستنونه فيه أبوه وأخوانه .. *************************** : شكلي كان حلو ؟؟ صرخوا بطفش وقالت سفانه وهي تلف عن الكمبيوتر عليها : عنود ارحمي أهلي والله حلوة حلللللللللللللوة .. زفرت العنود وجلست على يد الكرسي اللي جالسه عليه وهمست : تعتقدين ريمو زعلانه عشان كذا ماجات .. رفعت سفانه حاجبها وقالت بتعجب : نـــعــــم , ما أظنها زعلانة ولو زعلانه معناتها بزرة وعقلها صغير .. سألت العنود : لو الهنوف رفضت حسان ماكنت بتزعلين ؟؟ قالت سفانه بعد تفكير : ممكن في البداية لكن بعدين خلاص الشي صار وانتهى , زعلي اش بيفيد .. سكتت العنود طويل بعدين لفت على سفانه وطالعتها بنظرة جاده وهي تقول : بالله شكلي كان حلو .. صرخت سفانه وهي تدفها : انقلعي عنيييييييييييييي .. ولفت على الهنوف اللي جالسة تصب الشاهي لهم والبندري المنسدحة على بطنها فوق سريرها وهي تضحك عليهم وقالت برجاء : شيلوها عنييييييييييييييي , فين جوالي ؟؟.. وقامت تدور على جوالها وهي تحلف إنها تدق على حسان عشان يجي ياخذها لو رجعت العنود و سألتها عن شكلها مرة ثانية .. *********************** الساعة 9 صباحا : في فيلا أحمد : رجعت لفت طرحتها للمرة العاشرة ومسكت نقابها ولبسته ورجعت نزلته وهي تصرخ : يااااااااااااااااااربــــــــــــــ .. بعدت البندري لحافها وقالت : عنيدي والله ربي يسمع دبيب النمل مايحتاج تصرخين بهالطريقة .. لفت عليها وقالت بسخرية : لا والله بندر , ماكنت أدري .. دخلت الهنوف وقالت : بنت عنيدي , جاسم له كم وهو يستنى , كافي مستأذن من العمل كله عشانك رافضة تمشين مع رزوقو .. : هذا اللي نقص علي , أمشي مع رزوق , بيحطني في مطعم أنا والرجال ويقولنا , go , ماأدري اش شكله من هبالاته ؟؟ استعجلتها الهنوف وهي تقول : يلااااااا موقفه الرجال كمان .. ضمت نقابها وقالت بخوف : هو جاااااااا , قوليلهم بطلت .. زفرت وقالت وهي تسحبها : تحركيييييييييييييييييييييييييييي .. نزلت الدرج وغطت وجهها وعدلت عبايتها على راسها وهي تدعي من قلبها إنها ماتتكرفس قدامه , ابتسم جاسم وقال وهو يفتح الباب ويخرج : يلا تحركي .. مسكتها الجوهرة وقالت وهي تمد لها عطرية : حطي شوية , مو معقولة تروحين كذا .. قالت العنود بحزم : لاااااااا , مستحيــــل , اش فيك انجنيتي ؟؟ قالت : شوية ماتضر ومابيشمها غيره وهو خطيبك .. قالت : جوهرة , لساعه أجنبي عني , حتى لو طلعت نتايجنا برضو يظل أجنبي إلين يعقد , وإذا شم ريحتي دحين معناته إني زانية .. وتحركت وهي تقول : الله يهديك .. لفت الجوهرة على أمها والهنوف وهي تقول باستنكار : طالعوا , صارت المفعوصة هذي تعلمني الدين وتقولي الله يهديك , أكيد كلللللللله من تحت ست بن باز .. وتحركت بعصبية , زفرت الهنوف وتبادلت نظرة تعب مع أمها اللي مهي عارفة كيف تصافي بين الجوهرة وأزهار ... أول ما دخلت سيارة جاسم قالت : السلام عليكم .. ابتسم وقال وهو يدق البوري لعدنان : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا عروستنا .. مسكت بطنها وقالت : لا تقول عروستنا ترى لله من الصباح وأنا ممغوصة ومعايا إسهاااااااال .. ضحك وقال : الله يوصخك يالوصخة , اش هالكلام ؟؟.. غمضت عيونها ورجعت المقعد على ورى وهي تقول : حسك عينك تصحيني قبل ما نوصل مستشفى الولادة .. دقايق ورفعت راسها وقالت : قول أي شي , حكيني أي حكاية بطني تمغصنييييييي .. ضحك وقال : اش أقول ؟؟ قالت : أي شي .. فكر شوية بعدين قال بخبث : عارفه اش أكثر شي يحبه عدنان .. صرخت تقاطعه باستنكار : جاااااااااااااااسم .. قهقه وقال : انت قلتي أي شي .. : تراب .. ضربها بطرف يده وهو يقول : احفظي لسانك .. لفت بوزها وقالت : تستاهل .. ابتسم وقال : هذي الكلمة اللي ذبحتني بها أزهار .. لفت عليه وقالت : صح , جسوم ترا أزهار متغيرة , قصدي وجهها باهت .. حك حاجبه وقال : حتى أنا شغلت بالي , لها كم يوم ما تاكل زي الناس وهي عاد إلا الأكل عندها في المرتبة الثانية بعد الصلاة وقراءة القرآن .. ضحكت العنود من قلبها وقالت : حرااااااااااام عليك , ترا هذي غيبة .. قال : لا مهي غيبة , لأني أربع ساعة وعشرين وأنا أقولها هالشي .. طالعت فيه باستغراب وسألت وهي تضحك : واش أربع ساعة وعشرين ؟؟.. وقف عند إشارة وقال : هذا شي صدعت راسي به أزهار أمس .. ابتسمت وهي تطالع فيه بصمت , ذكر أزهار أكثر من مرة في دقايق معدودة , وهذا يدل على حرصه وسماعه لكل شي تقوله رغم إنه قدامها وقدامهم يبين إنه مايهتم ولا يفكر فيها بالعكس يعاندها و يعصب عليها قدامهم كثير , ~ يارب تسعدهم دوم يارب , بسسس اش فيها أزهار ؟؟ الكل لاحظ إن البنت مهي على طبيعتها أبد , يكون صار بينهم شي ؟؟ ~ غرقت في أفكار طويلة وماانتهبت إلا وهي لمن تباطأت السيارة ووقفت عند المستشفى , رجع لها المغص , خرج جاسم فقالت له : روح إنت واياه أنا أمشي وراكم .. شافته يسلم على عدنان اللي وقف سيارته قبلهم , ولمن مشيوا خرجت وتحركت وراهم وهي تحس بكل أطرافها تنتفض , كانت غصب عنها تطالع في فرق الطول بينهم , كان عدنان أطول وأعرض من جاسم ~ يمــــه أنا أخاف من جاسم وهو بهالحجم يطلع لي واحد أضخم منه , طيب هذا لو ضربني كيف بأرد الضربه ؟؟ عنووووووود اش هالتفكير السخيف ؟؟ لمن وصلت لساحة المستشفى انتبهت إن الواجهة كلها قزاز عاكس , يعني زي ماهي شايفتهم أكيد هم شايفينها , خففت مشيها ولمت عبايتها وقبضت على شنطتها بقوة وهي تدعي إنها توصل للمستشفى بلا فشايل , ولمن دخلوا أشر لها جاسم تجلس على الكراسي , جلست وهي مدنقة راسها للأرض , معقولة أخواتها مروا بهالمشاعر المتضاربة ولا بس هي الخبلة من زود تفكيرها , جلس جنبها جاسم وناولها الورقة وقال : أكتبي بياناتك , أول ماوقع بصرها على خطه شهقت بداخلها وهي تصرخ ~ أي خط هذاااا ؟؟ ~ مسكت الورقة وتناولت القلم منه وهي تقول بتريقة : متأكد صاحبك مايشتغل خطاط ؟؟.. تفاجأ جاسم من تعليقها وغصب عنه ضحك وهو يضربها على كتفها وهو يقول : أكتبي وانت ساكته .. ناولته القلم وقالت برجاء : أنا أنقلك وانت اكتب , خطي يفشل .. زفر جاسم وكتب اسمها وعمرها وسجلها المدني اللي نقله من بطاقة العايلة وناولها عشان توقع وهو يقول : مو معقولة أوقع كمان .. كان توقيعه باذخ وفيه حركات غريبة , لفت بوزها وقالت وهي تشخط شخطيت حولين حرف العين : هذي ضريبة الزواج من مهندس .. سحب الورقة وهو يقول : الله يعينك يا عدنان , وقعت وماأحد سمى عليك .. همست من بين أسنانها : شغلك في البيت يالدب .. ولمن ناول عدنان الورقة شافته يطالع فيها قبل مايناولها للمسؤول اللي أعطاهم أوراق عشان يدخلون للفحص .. شغلت نفسها بتأمل البنات اللي حولينها , كثيرات زيها جالسات بهدوء لكن اللي صدمها بعض البنات معاهم أخواتهم أو أمهاتهم وواقف جنبها خطيبها وهو يكلمها كإن الشي طبيعي والأدهى من كذا يمازحها وهي تضحك بخجل , استغفرت وهي تلف وجهها عن المناظر اللي زادت تلبك معدتها , نادى المسؤول على مجموعتهم بعد ماخرجت مجموعة من الغرفة , كانت تطالع في البنات ودها تشوف هل هم متوجعات ولا لا , عاد هي خوفها وعذابها الإبر , أشر لها جاسم تقوم , راحت ووقفت جنبه ولصقت فيه وهي تقول : الله يخلييييييك , أدخل معايا .. قال : ممنوع , يلا تحركي .. وقف المسؤول عدنان وقال : وين خطيبتك ؟؟ أشر لجاسم , تحركت العنود وهي تحس رجولها ثقييييلة , نزل راسه وتحرك داخل ودخلت هي وراه وهي مستغربة من تصرفات البنات اللي يأشرون ويتغامزون بلا حياء ~ يمه البنات ماعاد عندهم حيااااااااااا , اش صار في الدنيااااااااا ؟؟ يارب ارحمنا , أصلا من شاف حجابها عرف إنه حياءها منزوع , عنيدي إدعيلهم إنت كنت تلبسين عباية على الكتف , بس على الأقل ماكنت مطرزة بكريستال كإني رايحه سهرة ~ , كانوا جالسين في كراسي والجهة الثانية الرجال وواقف عندهم حارس أمن وممرضتين عشان ينادون وياخذون عينات الدم , حست نفسها بتختنق , يعني ما قدروا يعزلونهم كل في غرفة بدل هالطريقة .. : عدنان عبد الكريم الـ .... : العنود أحمد الـ .... شافته يتحرك للقسم المخصص للرجال , قامت وتحركت وهي تحس ببرودة في أطرافها , أول مادخلت وصكت الممرضة الستارة قبضت العنود على يدها وقالت : تكفييييييييين اسحبي دمي بأي شي غير الإبرة .. ضحكت الممرضة السعودية وقالت وهي تجلسها : بإيش يعني ؟؟ ارتاحي إن شاء الله ما حتحسين بها .. قبضت العنود يدها وشهقت لمن شافتها تفك الإبرة , أعطتها الممرضة ظهرها وهي تقول : غمضي عينك .. غمضت عيونها بقوة وهي تحس ضربات قلبها تزيد لمن حست بأصابيع الممرضة وهي تربط الحبل وتمسك ذراعها , تأوهت لمن دخلت الإبرة , ثواني وقالت الممرضة : ارخي يدك , خلصنا .. زفرت وقالت : خلاااااااص .. ضحكت الممرضة وقالت وهي تلصق مكان الإبرة : يا خوافه , اش العرق هذا ؟؟ كان جبينها ويدينها مندية من الخوف , قامت وخرجت , لقيته واقف برا مع جاسم اللي أشر لها , رصت شفايفها ومشيت له وهمست وهي تمشي معه : أخذوا دمي المجرمين , لو شفت كيف كبر القارورة .. قال جاسم بصوت عالي : عدنان العنود تبغى تعويض عن دمها اللي انسحب .. شهقت وضربته وهي تهمس من بين أسنانها : جسوم يالكذاااااااااب .. وحست بعظامها تذوب لمن قال بثبات : تبشر باللي تبغاه .. همست : ياحمار قوله إنك اللي جايب الهرج من عندك لا يقول مطيحة الميانة من دحين .. قال جاسم : تقولك تبغاك تفطرها في مطعم معتبر .. ابتسم عدنان بصمت لمن سمع صوت ضربة قوية ممزوجة بتأوه جاسم , جا له جاسم وقال : تراني أمزح معاك , حبيت أفشلها بس .. لف عليه وقال : وأخذت جزاءك .. ضحك جاسم وهمس : الله يعينك عليها .. ابتسم عدنان وهو يتحرك للمواقف وعقله يدور بأفكاااااار كثيرة , أول ما وصل لسيارته قال : موعدنا العصر .. ودعه جاسم وركب سيارته , أول ما صكت العنود الباب زفرت وقالت : خلص الإمتحااااااان .. ونطت في حلقه وهي تقول : الله يخليك خلينا نشتري فطور ونروح نفطر عند زهرة واحشتني الدبه .. بعدها عنه وقال : أركدي , أولا ماني مشتريلك فطور , ثانيا أزهار نايمه وماتبغى أحد يجيها .. انصدمت وسألت : ليييييييييييش ؟؟ سكت شوية بعدين قال بغموض : تعبانة وتبغى ترتاح شوية .. كان متضايق إنه تأخر أمس وماقدر يوديها المستشفى والمشكلة اليوم الرحلة ~ يلا أوديها بعد الرحلة ~.. ****************************** بعد العصر في بيت الجده : : أمــــــــــي .. ابتسمت نورة وقالت وهي خارجة من المطبخ وشايلة سلة كبيرة : صبر , صبر .. : الشباب سبقوني .. و جري و شال عنها السلة بسرعة وهو يقول : أفاااااااااا , أم حسان تشيل الأشياء بنفسها .. وعلى صوته وهو ينادي : سفانــــــــــــه , خنفســـــا أوريكم مخليات أمي في المطبخ ... ضحكت نورة وقالت : اللي يسمعك يقول لوحدي , في الشغالات .. جاته الخنساء ووراها سمية , طالع فيهم وقال : والله أشك إنكم سياميات لاصقات في بعض بس بخيط خفي , ماشاء الله ماتفترقون .. شهقت سمية وقالت : خالو سمي بالله .. ضحك وقال وهو يمسكها السلة ويشيل الكيس الثاني ويحطه بين يدين الخنساء : تحركوا شيلوها للسيارة يلا .. تحركوا وهم متذمرات , ابتسمت أمه وقالت : انتبه لنفسك ولا تسرع .. سلم عليها وقبل مايخرج مر على جدته , كانت مدنقه تدور على دواها اللي انزلق بين السرير والجدار , تحرك بشويش ونغزها بخفه في خصرها و صرخت وهي تنتفض : واااااااااو , ياسيادي ... قهقه من قلبه وضمها وهو يقول : سامحيني ماقدرت أقاوم .. دفته عنها بخشونه وهي تقول : الله لا يبارك في عدوك , قوم عني , قوووووم .. وقبل مايبعد عنها ضربته بعصايتها وهي تقول : كم مرة قلتلك ماأحب أحد يمسكني من جنوبي .. حك كتفه مكان الضربه وقال : ماقدرت أقاوم .. لفت بوزها وعدلت مسفعها وهي تقول : قال ماقدرت أقاوم , قوم عني .. مسكها وسلم على راسها , دفته وقالت : جيبلي دواي تلقاه زارق بين السرير والجدر .. ركب فوق السرير ودخل يده يدور العلبة وهي تقول : طاحوا فينا لا تاكلون ملح , وخذوا الحبوب عشان مايرتفع الضغط , حبوبهم هذي هي اللي ترفع ضغطي .. خرج العلبة وقام وجاب موية صحة من اللي حاطتها تحت سريرها لأنها ماتحب الموية الباردة , خرج حبة وفتح الموية الصحة وناولها لها وهو يقول : بالشفاء إن شاء الله , أنا أستإذن دحين .. ودعته وهي توصيه يقول الأذكار ومايسرع في الطريق , لمن خرج لقي الثنتين قاعدات في السيارة ويمثلون مسرحية إنهم شباب يتسابقون , مسك سمية الجالسة مقعد السائق من ياقتها وشدها وهو يقول : إطلعوااااااااااا , أنا لله متأخر .. ناولته الخنساء كاميرا وقالت : تقولك أسماء صور جلستكم .. زفر وقال : مدمنة تصوير هالبنت , يلا خشوا جوة بأفتح الجراج .. دخلوا بسرعة بعد ماودعوه , خرج جواله واتصل بعدنان .... ***************************** : قول اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين أول ماتوصل , ترى في الليل تطلع العقارب والحشرات السامة , ومو بعيد تلقى ثعبان .. ابتسم وهو يتحرك من الحمام للغرفة عشان يتأكد من شكله ويحط اشياء الرحلة في الشنطة اللي حاطها على السرير , كانت تتبعه زي ظله وهي توصيه على نفسه وعلى عمر , لف عليها وقال وهو يحط يدينه على كتفها يثبتها : خلاص , اهجدي , دوختي راسي .. وصله صوت البوري فقال : شفتي أخرتيني , عدنان تحت .. قالت : اسمع إذا حسيتوا ببرد تراني حطيت في الشنطة جاكتين وبطانيتين و .. دق جواله فرفعه وقال : خلاص نازل .. صرخ فيه حسان : ياخي تحرك , ماصارت سمحنالك بشهرين ونص تلصق فيها في العروسة وماتخرج من البيت .. : نشوفك اش تسوي لا تزوجت ؟؟ وصلته ضحكة حسان وهو يقول : أنا لاتزوجت إن شاء الله بأخلع باب الشقة وبأحط بلك وماأهد البلك إلا بعد سنة .. قهقه جاسم وشال الشنطة على كتفه ومشي للباب وهو يقول : تموت أختي جوع وتسبب لها الجنااااااااان , خلاص بطلت مافي جواز .. : انزل بس وانت ساكت .. لف على أزهار ولوح لها وخرج وهو يصك الجوال اللي كان يدق ماهر عليه في الخط الثاني , قالت بصوت عالي : إقرأ أذكار المسااااااااااااء .. وصكت الباب وابتسمت وهي تذكر نفسها إن البنات بيجون يزورونها بعد المغرب , دخلت المطبخ بحماس .. ******************************** قال عدنان لمن شاف جاسم خارج من العمارة : خلاص صك , بهذلت الرجال .. قال سامر وهو يدخل راسه بين المقعدين لمن دخل جاسم مكان السائق : في بعض نااااااااااااس يدافعون مو لله .. زفر ماهر وقال بهمس : يقطع الحب شو بيزل .. ضحك جاسم ولف على عدنان اللي لف عليهم ورماهم بنظرة تحذير , من رجع من المستشفى وهم طايحين فيه حش , طوال الوقت يتنهدون ويسوون له حركات حب لوعت بكبده , قال وهو يرجع يطالع قدام : ربي رحمني منكم أمس وطيحني في لسانكم اليوم .. قال جاسم : ذوق شي من اللي يسويه فيني حسانو الدب .. ولف صافح التوأم وهو يسألهم عن مباراة أمس اللي مالحق عليها , قال ماهر : ماشاء الله ياعندك رحيم , مو مركب رجول صواريخ نفاثة .. قال عدنان باستنكار : سمي بالله .. قال سامر بدفاع : قال ماشاء الله .. ضحك جاسم وقال : لو يصير للولد شي تذبحكم أخته على غير قبلة , وأنا أمين بأوصل لها إنكم إنتم اللي حسدتوه .. ************************** في عسفان : رفع المسدس وهو يقول بمزح : من يبغاني أذبحه ؟؟.. التفت له عبد الرزاق المشغول بجواله اللي مثبت سماعاته في أذنيه وقال عمر بحزم : عبدالإله تعوذ من إبليس و نزل المسدس , الملائكة تلعنك لو أشرت بحديدة لأخوك المسلم إلين ترخيها .. هزه عبد الإله وهو يقول : فاضي وقديم مصدي , حتى زناده ما ينضغط .. وقرن كلامه وهو يضغطه وهو مصوبه على الأرض , قال عمر بتوتر : ولو .. ضحك عبد الرزاق وقال وهو ينزل سماعاته : واااااااااو شيخنا خواااااااااااف .. قال وهو يحط الحطب اللي جمعه مكان الحطب اللي مجهزينه عشان الشوي : مو مسألة خوف , ربي مايحرم شي إلا لسبب , بعدين إبليس يستنى أقل شي عشان يحزن ابن آدم ويوقعه في الغلط .. وشحب وجه عمر لمن لف وشاف عبد الإله مصوب عليه المسدس , قال بتوتر : تراك قمت توترني بمزحك .. قال وهو يحط نفسه يضغط الزناد : طـــــخ .. ضحك عبد الرزاق على عمر اللي انتفض و قال : افرد عضلاتك المشدوده , ترى إحنا متعودين على هالمزح ؟؟ بعدين عبد الإله ما يتحرك بدون هالمسدس تقول حبيبته .. قطب عمر حواجبه لمن ضحك عبد الإله وقال : لا تصوبه علي مرة ثانية .. وقف حسان الجيب ونزل منه وهو يقول بحماس : دقايق و يوصلون , بالقوة أقنعت المعرس يتحرك من بيته .. وغمز لعمر وهو يتوجه للشنطة عشان يخرج بقية أشياء الرحلة , ابتسم عمر ولحقه وهو يقول بهدوء : قل لعبد الإله يشيل المسدس اللي يلعب فيه .. قطب حواجبه وقال : مســـدس .. وتحرك لعبد الإله وقال : إنت رجعت لهالمسدس , كم مرة قلنالك يا تبيعه خرده ياتشتري سكتون بداله ولا بندق , أحسن لك منه .. ومد يده وقال : هاته .. ضمه عبد الإله وهو يقول : لا , جبته عشان أوريه ماهر , يقول ولد عمه عنده زيه ودايم يصلحونه لا خرب , بأنظفه معاه عل وعسى يتصلح .. هز حسان يده وقال بحزم : هاته , لا جا أعطيك إياه .. ضحك عبد الرزاق لمن قال عبدالإله بغيض وهو يطالع في عمر : يعني كان لازم تفتح فمك ياسيد عمر .. طلع عمر راسه من ورى الجيب وضحك وهو يشيل كيس الرز وهو يقول : تستاهل جاك اللي يعرف لك , لي ساعة أقولك شيله ما تسمع .. قال باعتراض وهو يمده لحسان ويحطه على راحته : خرباااااااااااان يالخوافين .. وانضغط الزناد , دوى صوت الطلقة وتردد صداه في الفضا الخالي حولينهم , الكل انتفض من صوت الطلقة الغير متوقع , طالع حسان بصدمة في عبدالإله اللي بادله نفس النظرة المصدومة الخايفة , ساد صمت فضيع في المكان , قطعه عبد الرزاق يصرخ بغيض : يالحمااااااااااااااار قطعت خلفي , هذا اللي تقول عليه خرباااااان.. رف حسان بعيونه لمن بدأ يحس بالألم يجتاحه زي الموج , دنق وطالع في صدره وشهق لمن شاف بقعة دم تتشكل ببطء على بلوزته رفع راسه وطالع في عبد الإله بذهول , صرخ عبد الإله أول ماشاف بقعة الدم اللي بدأت تتوسع حولين حفرة صغيرة بقرب قلبه : حساااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان ... انفلت المسدس من يدينهم , عمر اللي جري أول ما سمع الطلقة تلقى بين ذراعينه حسان اللي انهار بطوله على وراه , فز عبد الرزاق وهو يصرخ بلا شعور : oooooooh my gad you shoot hem , did you hit hem ?? is he dead ?? صرخ عمر وهو يشوف بقعة الدم اللي بدأت تتسع : تكلم عربييييييييييي , ما أفهمك ياولد النااااااس ... وحط يده المرتجفة على صدر حسان وضغط مكان الطلقة وهو يصرخ : تحركوا للسيارة , لازم نوديه مستشفى بسرعة ... وسدح حسان على الأرض , كان عبد الإله متصنم وهو يطالع فيهم بعيون مفتوحة على الآخر , صرخ عمر وهو يوقف ويفصخ بلوزة حسان : تحركووووووووا ... جري عبد الرزاق للجيب و شغلها و هو يصرخ : لا تخليه يغمض , لا تخليه يغمض بأي حال من الأحوال .. ضم عمر راس حسان وهو يقول بصوت حاول يخليه ثابت : حسان لا تغمض سامع , حسان سامعني .. كان حسان فاتح عيونه على آخرها وهو يطالع فيهم بعيون زايغة وهو يقول : عادي ما أحس بشي دحين , لا تخافون .. رجع عبد الرزاق عشان يشيلونه و قال : عبد الإله تحرك ساعدنا .. ولمن شافه عمر مصنم صرخ : عبد الإلـــه .. التفت له عبد الإله بعيون زايغة , قال بصوت قوي : لو ما تحركت دحين بيموت .. تحرك عبد الإله بسرعة وتعاونوا و نقلوه للمقعد الخلفي , حط عبد الرزاق يده على كتف عبد الإله وقال : إنت أثقلنا , إركب معاه عشان تثبته وخلي يدينك ثابته على مكان الطلقة عشان ما ينزف أكثر , إضغط قد ما تقدر .. عيون عبد الإله مابعدت عن حسان المسجى في المقعد الخلفي , هزه عبد الرزاق وسأل بصوت عالي : سامعني ؟؟ إضغط قد ما تقدر .. هز عبد الإله راسه بقوة وطلع , نط عبد الرزاق لمقعد السايق وصرخ : Harry .. كان حسان بجثته العريضه ماخذ المقعد الخلفي كامل وما يكفيه , ركب عبد الإله وحط رجله اليمنى على أرض السيارة وسند ركبته الثانية بين خصر حسان وظهر المقعد عشان يثبت نفسه وحط كفه اليمن على صدر حسان اللي بدأ يتغطى بدمه وفوقها كفه اليسار وضغط عليها , ارتجفت شفايفه وهو يقول : بسرعة , تحركوا .. من صك عمر الباب الخلفي تحرك عبد الرزاق , ركب عمر بسرعة جنبه والسيارة في بداية إنطلاقها , ثواني وكانت تنهب بهم الأرض , ركب طعس هز الجيب هز , صرخ عبد الإله لمن ضرب راسه في السقف وتحركت يدينه عن صدر حسان : بتذبح حسان قبل ما نوصل ... صرخ عبد الرزاق والسيارة ترتج من السرعة على أقل تبه يعدونها : الله يلعنه من طرييييييييييييق .. دقه عمر وقال بحزم : بادلني , أنا أعرف أسوق في الرمل .. صرخ عبد الرزاق : impassepole مجنون إنت , وإحنا بهالسرعة مستحيل نتبادل .. مسك عمر الدركسون وقال بثبات وهو يتجاهل انتفاضة قلبه : توكل على الله , أنا أحسن منك في السواقة وإنت لازم تراقب حسان , يلا تحرك نبادل بسرعة , مافي وقت نوقف السيارة ونبادل الأماكن .. طالع فيه عبد الرزاق لثانية ورجع طالع في الطريق , قال بسرعة بعد لحظة تفكير : نط للمقعد بعد ثلاثة ........ واحد , اثنين .. ورفع رجوله بخفة ووقف على المقعد وهو راكع وماسك الدركسون بكل قوته عشان يثبته على الطريق وقال : ثلاثة .. انسل عمر من مكانه وهو يدعي ربه بداخله إنه ما يصير لهم حادث بسبب تهورهم , وحمد ربه وارتاح لمن استقر في مكانه , وتحرك عبد الرزاق وانتقل لمقعده , ضغط عمر البنزين لآخر حد وهو يتشبث في الدركسون بكل قوته , التفت عبد الرزاق وسأل عبدالإله : كيفه ؟؟ وانصدم وهو يشوف شحوب حسان , مد جسمه وصفع حسان وهو يقول : لازم ما ينام , متى غمض عيونه ؟؟ قال عبد الإله بخوف : ما أدري .. صفعه عبد الرزاق صفعة أقوى وهو يقول بصوت عالي : حساااااااااان .. فتح حسان جزء من عيونه وفتح فمه بصعوبة , طالع فيه عبد الإله بخوف وهو يهمس : سامحني , سامحني يا حسان .. وضغط يدينه المرتجفة أكثر على صدره وهو حاس بتدفق الدم الحار من تحت يديه وتسلله من بين أصابيعه , طلع حسان صوت مقطع وهو يحاول يتكلم , قال عبد الرزاق وهو يحط يده على جبينه : لا تتكلم يا حسان .. وانصدم لمن حس ببلل جبينه من كثر العرق , ما اهتم حسان باللي يقوله وبالقوة همس بصوت خافت : هنوف .. ونزلت دمعتين من عيونه وهو يهمس بوجع : هنوف .. غمض عبد الإله عيونه اللي دمعت وبدأ يصيح وهو يقول : سامحنييييييييييييييييي ... مسك عبد الرزاق كفه الطايحة ورفعها وقال وهو يضغطها : الهنوف بخير .. ارتجفت شفايف حسان وهو يغمض عيونه بقوة , كانت دموعه تسيل بغزارة وهو يقول : أمي ........ أخواتي , ما.... عندهم غيـ .... غيري .. قال عبد الرزاق بخوف : حسان افتح عيونك , لا تغمض .. فتحها بصعوبة وهو يقول و أسنانه تصطك في بعضها مصدرة صوت مزعج : بردان , غطوني , غطوني , بردان , بردان .. ما قدر عمر يلتفت لكنه سأل وهو يطالع في المراية اللي عكست له ظهر عبد الرزاق لا غير لثانية قبل ما يرجع يطالع في الطريق : عبد الرزاق , اش فيه ؟؟ عبد الرزاق تكلم .. بدأ جسم حسان كله ينتفض بقوة , صرخ عبد الإله وهو يحاول يثبته : اش فييييييييييه ؟؟ قال عبد الرزاق بوجه شاحب يحاول يطمنهم : شكله فقد دم كثير .. قال حسان وهو يفتح عيونه على اتساعها وهو يشاهق : أمي , أمي , هنوف , هنوف .. وقام وهو يجاهد عشان يلقط أنفاسه , حاول عبد الإله يثبته وعبد الرزاق يقول بخوف : حسان لازم تنسدح عشـ .. وانلجم لسانه لمن كح حسان وتدفق الدم من فمه , بعد عبدالإله وجهه اللي تناثر عليه رذاذ الدم ورجع يطالع بخوف , غمض حسان عيونه وانهار على المقعد بلا حراك , صرخ عبد الإله : لااااااااااااااااااااااااااااااااا , حساااااااااااااااااااااااااان لا تمووووووووووووووووووووووووووووووت , حساااااااااااااااااااااااان لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .. انتفض عمر من قوة الصراخ و صرخ عبد الرزاق يحاول يهديه : عبد الإله إن شاء الله ماماااااات , خليك ضاغط على صدره , الدم وصل لرئتيه بس , خليك ضاغط .. صرخ عبد الإله من بين دموعه : مااااااااااااااااااااااات , ذبحته , أنا اللي قتلته , قتلت حسان , أنا اللي قتلته .. صرخ عمر وهو يحس بعدم قدرته على السواقه وهم يصارخون بكلمة مات : اش صااااااااااااااار ؟؟ تكلموا , واحد فيكم يقولي اش قاعد يصيـــر .. ولف بحده عن تبه ظهرت له من العدم , وشاف جيب أحمد قدامه , تجاوزه بسرعه وهو يضرب بوري ... التفت جاسم وخفف سرعة سيارته و عدنان يقول : اش السرعة هذي ؟؟ قال سامر وهو يفتح قزازه ويطالع في الجيب اللي ابتعد عنهم بسرعة : لساعه يدق بوري .. قطب جاسم حواجبه ولف بسرعة وضغط البنزين وهو يحاول يلحقهم .. صرخ عمر : عبد الرزاق سكت عبد الإله تراني بدأت أفقد السيطرة على السيارة .. وحس بأنفاسه تضيق وهو يسمع بكى عبد الإله , سحب نفس عميق وقال بهدوء بعد لحظة تفكير : عبد الرزاق لقنه الشهادة .. صرخ فيه عبد الرزاق : لا تفاااااااااول , ماماااااااااااات .. قال عمر بحزم يهدده : بتلقنه الشهادة ولا أوقف السيارة دحين .. ارتجفت شفايف عبد الرزاق وهو يقول : أي شهادة .. قال عمر برباطة جأش : قرب من إذنه وقوله قول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .. بدأت دموع عبد الرزاق تنزل وهو يقول : ما أقدر .. قال بهدوء : إلا تقدر ... وطالع بتوتر في سيارة جاسم اللي بدأت تلحقهم , خرج جواله ودق على جاسم بيد مرتجفة .. أول مارن الجوال , ميز جاسم نغمة عمر , قال وهو بالقوة يسيطر على الدركسون : عدنان خرج جوالي , هذا عمر .. خرج عدنان الجوال ورد عليه وقال على طول : معاك عدنان .. قال عمر بتردد : واحد فينا انجرح ولازم نوديه المستشفى .. لف على جاسم بتردد ورجع قال بهدوء مصطنع : وعلى إيش العجلة ؟؟ همس عمر وهو يسمع محاولات عبد الرزاق الفاشلة إنه يفوق حسان عشان يلقنه الشهادة : تقدمونا وافسحوا الطريق قدامنا لو تقدرون , المسألة كبيرة .. قال بهدوء : تكلم .. طالع في المراية اللي عكست له عبد الإله المنهار من كثر الصياح وقال : طاشت رصاصة .. رص عدنان على الجوال وسأل : مين ؟؟ : حسان .. صك عدنان الجوال والتفت لجاسم وقال بهمس : لا وصلنا الطريق العام لازم نفسح لهم الطريق , واحد فيهم طاشت عليه رصاصة .. صرخوا بصدمة : إييييييييييش ؟؟ وقال سامر بصدمة : لا حول ولا قوة إلا بالله .. سأل جاسم وهو يطالع في الجيب المظلل جنبه : مين ؟؟ قال بهدوء : مو مهم , إسرع دحين .. خرجوا على الطريق العام , تقدمهم جاسم وهو معلق على البوري عشان تفسح له السيارات من بدري , كانت سرعتهم كبيرة لدرجة مرورهم بالسيارات المجاورة كان كفيل إنه يهز السيارة وهو يصدر صوت قصير مرعب يشبه صوت مروق السهم المنطلق .. صرخ عبد الإله : مايرد , مايتكلم , ماااااااااااااااااااااااات , مااااااااااااااااااااااات .. صرخ فيه عبد الرزاق : بــــــــــــــــس , خليني ألقنه .. ورجع حط يده على جبين حسان وكور يده الثانيه وحطها على عظمة القص عند صدره وضغطها بطريقة دائرية وهو يهمس : تكفى افتح عيونك , تكفى ياحسان .. ارتفع راس حسان بعد ماضغط على صدره وكح وتدفق دم جديد من فمه , قاوم دموعه وهو يهمس : حسان قول أشهد أن لا إله إلا .. قاطعه عمر : كلمة كلمة .. مسد جبينه ودموعه تتساقط من خدوده وتطيح على صدر حسان وهو يهمس : قول أشهد .. طالع فيه حسان وفتح فمه يحاول يقول شي لكنه ما قدر فرجعت دموعه تذرف وهو يجاهد عشان ينطق بحرف , زاد صياح عبد الإله وبكى عبدالرزاق وهو يترجاه : تكفى قول أشهد لا إله إلا الله .. اندفعت دفقة دم جديده وسالت من فمه على خدوده وصوت قرقرة فضيع يصدر منه , وقف شعر جسم عمر وهو يميز هالقرقرة , واستعاد عقله آخر صوت سمعه قبل وفاة شيخه اللي حفظه القرآن وهو صغير , هذي هي قرقرة الروح , صرخ بداخله ~ أتوسلك يارب , أتوسلك إن كان له في الحياة خير تحيه , يارب أنت أرحم مني ومن خلائقك , يا رب ارحمه , يا رب ارحم أمه , يا رب أنت أعلم بحالها , يا ااارب ارحمهم , يا أرحم الرحمين ارحمهم , يا رحيم ارحمهم ~ قطع توسلاته ومناجاته صوت صرخة عبدالرزاق المصدوم لمن شخصت عيون حسان للأعلى .. غمض عيونه وفتحها بسرعة وهو يوقف الجيب قدام باب المستشفى ورى جيب جاسم اللي خرج بسرعة و وراه الشباب .. فتح جاسم الباب الخلفي اللي ورى السائق و كان من جهة راس حسان ولمن شاف المنظر تراجع بسرعة لورى بلا شعور لدرجة تشابكت أقدامه وطاح على الأرض , حط سامر يدينه على راسه وهو يشوف عبد الإله مرتمي على صدر حسان وهو ينتحب بصوت يقطع القلوب وعبد الرزاق حاط راسه على المقعد وهو يبكي بصمت .. قال عدنان وهو يدف ماهر وسامر ويبعد عبد الإله : تحركوا .. وسحب حسان بيدين قويه وشاله بلا مساعدة وسدحه على النقاله اللي جروها الممرضين بسرعة ومشي معاهم وهو يقول بثبات : انطلقت عليه رصاصة قبل 15 دقيقة تقريبا .. صرخ الطبيب اللي كان جاي من الطوارئ أول ماشافه : بسرعة استدعوا الدكتور رامي , بسرعة قولوله حالة طلق ناري .. نزل عمر من الجيب وتوجه لجاسم اللي قام ومشي وهو يتعثر في مشيه , سنده عمر وهو يقول : حاولنا جهدنا .. غمض جاسم عيونه وهو يتذكر شكل حسان ومسك الباب القزاز لمن حس بميلان فضيع , سنده سامر من الجنب الثاني وراح ماهر عشان يخرج عبد الإله وعبد الرزاق من السيارة عشان يحركها من قدام المستشفى .. *********************** تم بحمد الله الفصل السادس عشر ... تتابعون في الفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟ .............. : حساااااااان , خلوني أشوفه نظرة أخيرة الله يخليكم , جاسم لا تخليهم ياخذونه , جاااااااااااسم ...... .............. : عمــــر لااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ............. .............. مستحيل ينسى هالوجه , مستحيـــل , هتف بصدمة وهو يحس نبض قلبه يتسارع : ليـلـى ......... ............... تأوهت وهي تلف يدينها على بطنها وتنحني بوجع , حاولت تقوم لكنها رجعت انهارت على الأرض وهي تصرخ .............. قراءة ممتعة
آخر تعديل اسير الصمت يوم 09-08-2012 في 01:21 AM.
|
|
09-08-2012, 01:07 AM | رقم المشاركة : 104 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
لفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟
ملابس جميلة .. زالت تجاعيدها وعلقت بعناية .. زجاجة عطر و فرشاة وقلادة .. حذاء مصفوف رائحة الجديد منه فائحة .. . . . . ابتسامات صادقة .. زال حقدها وألمها ورسمت بلا مواربة .. أطفال وحلوى ونقود وزعت بحفاوة .. . . . . ضمة أم , دعوة جده .. ضحكة طفل , خجل عذرى .. همسة شوق , قبلة عاشق .. . . . . بأي حال عدت يا عيد ؟؟ . . . . وجوه غالية لم تعد موجودة .. صدق قلوبهم جمال ابتساماتهم دفء صدورهم رقة نظراتهم عذوبة همساتهم مفقودة .. من شاركنا عيدنا الماضي لن يشاركنا فرحته بعد اليوم .. لن تشعر بدفئه وهو يقبلك مباركا .. لن تنتشي فرحا وهو يدعو لك بالقبول والعمر المديد .. لن تبتسم خجلا عندما يثني عليك .. لن تهمس له بحب ( كل عام وأنت بخير ) .. سيظل عيدك ............ بلا عيد .. وستردد دوما ( كل عام وأنت ذكرى جميلة ) .. . . . . بأي حال عدت يا عيد ؟؟ . . . . عيدي .. لا تحزن , أرجوك لا تبالي .. فحتى لو حللت و كان محبوبي ذكرى .. فستظل عيدا ... سترسم البسمة .. وتطلق الضحكة .. وتنشر البهجة .. صدقني ستظل عيدا .. . . . . محبوبي ............ ( كل عام وأنت ذكرى جميلة ) محبوبي ............. لن أقف مكاني نادبة .. لن أقبع تحت رزح الألم .. سأقولها لك بصوت عال وإن لم تسمعها .. كل عام وأنا للرحمن .. فكل سنة تمر , كل شهر , كل يوم بل كل ثانية .. تنقص عمري .. تقربني من يومي .. من لقاء ربي ثم من بعد كرمه وعفوه ورحمته .... لقائك في جنانه .. لذا سأسير و أجتهد .. سأجاهد نفسي .. سأمسح دموعي وأدعو الله أن يثبتني .. سأكون ~ بإذن الله ~ كما أردتني .. مؤمنة , صابرة , قوية , محتسبة .. سأصرخ دوما ( أنااا لهااااااااااااااا ) .. يا مصيبة لدي رب كبيــــر .. . . . . عيدي .. أتوسلك لا تحزن , لا تبالي .. أنا سأكون ~ بعون الله ~ أقوى .. كلما زرتني سأصبح ~ بفضل الله ~ أسعد .. سأرسم بسمة بين الدموع .. سأطلق ضحكة رغم الوجع .. سأنشر بهجة لمن حولي .. سأصبح . . بحد . . ذاتي . . عيدا ..
|
|
09-08-2012, 01:10 AM | رقم المشاركة : 105 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
الساعة 5.30 عصرا :
في المستشفى : ~ ليش رائحة المستشفيات وحده , هل هم يستخدمون نفس مواد التنظيف ؟؟ موحدينها يعني ولا في نوع خاص و ................. عمر في إيش قاعد تفكر ~ رفع راسه وحول نظراته عن أرض المستشفى صدم بصره بعدنان اللي واقف عند باب الطوارئ مستند على الجدر كانت ذراعه اليسرى ملطخة ببقعة دم نشفت , التفت ليمينه شاف جاسم جالس بصمت جنب عبد الرزاق المدنق وهو قابض على شعره بأصابع ملطخة , لف بصره و طالع في يدينه برعب , لقي حتى يدينه ملطخة , فركها بقوة وهو يحس بانقباض قلبه , انتبه عدنان لحركته فكشر وجهه وتحرك من مكانه وجلس جنبه بتعب و جال ببصره على الكل وتسمر على سامر اللي واقف وهو يطالع في عبد الإله بتوتر .. : ليه ما احد خرج , لييييييييييييييييييييييه ؟؟ التفت عدنان لعبد الإله اللي صرخ بها بقهر وهو يدور زي المجنون في الممر , بعد سامر نظره عنه وقال : أصبر , إن شـ .. صرخ فيه عبد الإله وهو يوقف قدامه : أصبر , ذبحت ولد عمتي و تبغاني أصـــبر ... حاول سامر قد ما يقدر إنه ماتجي عينه على عبد الإله الغرقان دم , فنيلته البيضاء القطنية , يدينه حتى وجهه كان ملطخ ببعض النقاط , صرخ فيه عبد الإله : تكلم , كيف أصبر وأنا ذابحه .. همس سامر بصوت مخنوق وهو يبعد وجهه أكثر والعرق يندي جبينه : أبغى أهون عليك .. صرخ فيه وهو يدقه على كتفه : لا تهون , الموضوع كبير وما يحتاج أحد يهون عليه فـيه .. كان الكل مو قادر يتحرك من ثقل الإحساس اللي يحسونه , قام عدنان بسرعة و ماهر اللي توه جا بعد ما ركن السيارات جرى بسرعة قبله ودفه بعيد عن سامر وهو يقول بحزم : هي , بعد عنه تراه .. : سااااااامر ... صرخة عمر اللي نط من مكانه لمن شاف سامر يهوي على الأرض قطعت عليه كلامه , قام جاسم وعبد الرزاق بخلعة و تراجع عبد الإله من مكانه بصدمة , قال ماهر يهديهم : عادي , عادي , يغمى عليه لمن يشوف الدم .. رفع عبد الإله يدينه وطالع في الدم بوجع , حط عدنان في راحته شوية من موية الصحة اللي ناولها له ماهر ومسح بها وجه سامر وهو يقول بهدوء : سامر , سامر .. فتح سامر عيونه ببطء , شافهم متجمعين حولينه , زاد ضجيج المستشفى فجأة ووصلهم صوت خطوات ثقيلة مميزة , التفت عبد الإله وشهق لمن شاف ثلاثة من رجال الشرطة جاين لهم ومعاهم ممرض وواحد شكله من مسؤولي المستشفى .. قال أعلاهم رتبة : إنتم أصحاب حادثة طلق النار .. فرد جاسم طوله وهو يشد ظهره وقال : إيوه , كيف نخدمك يا حضرة النقيب ؟؟ أقلهم رتبة فك الأصفاد المعلقة في حزامه والنقيب يقول : مين فيكم اللي أطلق النار ؟؟ اعتدلوا كلهم في وقفتهم وماهر وعدنان سندوا سامر اللي كان يحاول يستعيد صفاء ذهنه , زادت حدة تنفس عبدالإله وهو يقول من بين أنفاسه : بالغلط , الرصاصة انطلقت بالغلط .. التفتوا له العساكر , لف على عمر وعبد الرزاق وهو يأشر عليهم ويقول برعب : هم شاهدين إن الطلقة ماكانت مقصودة .. أشر رئيسهم ببرود للجندي اللي تحرك و معاه الأصفاد , صرخ عبد الإله وهو يتراجع بخوف : بالغلـــط , والله بالغلـــط ... وقف جاسم بين الجندي وعبدالإله وهو يقول : لحظة , مو معقولة .. قاطعه النقيب ببرود : يا تبعد يانشيلك معاه .. تقدم عبد الرزاق وهو يأشر بإصباعه ويقول بغيض : هي إنت , إحترم نفسك لمن تتخاطب مع الناس , مو كافينا اللي فينا .. رماه النقيب بنظرات باردة وقال بوقاحة : ما قلنالكم إلعبوا بالمسدسات وبعدين قولوا كافينا اللي فينا , وين المسدس ؟؟ نبغاه ونبغى تصريح استعماله كمان .. لمن تقدم عبد الرزاق بعصبية مسكه عمر وهو يقول : عبدالرزاق خلاص .. ولف على النقيب وقال بأدب : أعذرنا محنا مستوعبين اللي صار , المسدس في مكاننا سبناه , بعدين يا الشيخ ما يحتاج هالنبرة في الكلام و ... قاطعه النقيب : ترى معانا جيب , يعني ممكن نرصكم كلكم فيه .. ساد صمت على المكان , لف عمر على جاسم وقال بهدوء وهو يكتم غيضه : خليه يروح معاهم يا جاسم , إجراء روتيني لا غير .. طاااااااااالع جاسم في النقيب وهو يحس بمشاعره تغلي , نزل راسه وبعد عن طريق الجندي , هز عبد الإله راسه وقال برعب : جاسم لا تخليهم ياخذوني , جاسم الله يسعدك مو قبل ماأطمن عليه , مو قبل ماأشوفه .. قال الملازم لمن شاف تراجع عبد الإله عن الجندي : رجاء أخويه لا تقاوم .. صرخ عبد الإله فيهم وهو يدف الجندي : بتخلونهم ياخذونيييييييييييي .. تقدم الملازم ومسك عبد الإله وهو يقاومهم وهو ينادي جاسم , صرخ جاسم لمن شاف الاثنين متعاونين عليه بيقيدونه : سيبووووووه .. كان مو مستحمل مناداة ولد عمه له وهو واقف , صرخ عبدالرزاق لمن شاف واحد منهم يضرب عبد الإله : don’t hit him you sons of the **** , don’t ever touché him.. قبض عدنان بقوة على أكتاف جاسم وهو يقول : جاسم خلاااااااااااص .. وعمر اللي كان قدام عبدالرزاق حط يدينه على صدره يمنعه من التقدم وعاونه سامر اللي قبض على ذراعينه وهو يقول : عبدالرزاق كافي اللي إحنا فيه .. مسك الملازم يد عبد الإله بقبضة قوية ولواها ورى ظهره ودفه على الجدر بقوة وهو يصك القيد وهو يقول بحزم : قلت لك لا تقاوم .. وحط القيد في يده , كان الكل مذهول من اللي قاعد يصير خاصة لمن قال النقيب وهو يأشر على عبد الرزاق : خذوا هذا معاه , نوريه التطاول اش يسوي في الواحد .. قال عمر بسرعة وهو يلتفت للنقيب : إمسحها في وجهي هالمرة .. ومسح على لحيته وهو يقول برجاء : تكفى إمسحها في وجهي ... لمن حس بعضلاته تقسى من شدة غيضه نشب سامر أظافيره بقوة في ذراع عبدالرزاق اللي كان يلهث من شدة القهر عشان يهديه , مرت ثواني صمت بطيييييييييييئة , انتهت بزفرة النقيب وهو يقول : هالمرة بس .. انفتح الباب وخرج الدكتور رامي وهو يهرول ويأشر للممرضين اللي وراه وهو يصرخ : hurry hurry , افسحوا الطريـــق , افسحوا الطريــــق .. خرج الممرضين وهم يدفعون السرير المستقر عليه حسان المغطى بشرشف أبيض يوصل لحد بطنه و جزء من صدره مغطى بشاش ملون بدمه , كان وجهه أزرق شاحب و محشور في حلقه أنبوب كبير موصل بكيس هواء تضغطه باستمرار وحدة من الممرضات وهي تهرول معاهم .. أول ما شافه عبد الإله صرخ وهو يتقدم : حساااااااان , خلوني أشوفه نظرة أخيرة الله يخليكم , جاسم لا تخليهم ياخذونه , جاااااااااااسم ... جر الملازم القيد عشان ما يتحرك عبد الإله اللي صرخ : لا تاخذونه , خلوني أشوفــــه , حساااااااان .. ضمه ماهر بقوة وهو يقول بصوت متهدج : بتشوفه , بتشوفه , خلاص يا عبد الإله إدعيله , ربنا أرحم .. وتهدج صوته أكثر وهو يهمس : مالك إلا الدعاء , مالك إلا الدعاء .. انفجر عبد الإله يصيح وهو يصرخ : قتلته بيديني , قتلت أخويـــه بيدينييييييييييييييي , حساااااااااااااااان , وين أودي وجهي من عمتي ؟؟ اش بأقول لأبووووه , سامحوني ذبحت ولدكم , سامحوني قتلت وحيدكم , حساااااااااااان ... كان عدنان مغتاض من الناس المتجمهرين حولينهم , حتى الحريم كانوا من ضمن المتجمهرين , سحب الملازم عبد الإله من بينهم وهم مهم قادرين يسوون شي , رمى جاسم جسده على الكرسي ودفن وجهه بين كفوفه ومسح شعره وشده بقوووة و لولا ذراع عدنان اللي تضغط على كتفه كان صرخ من القهر , صرخ من كل أعماقه , سحب عبد الرزاق نفسه من بين ذراعين سامر وصرخ وهو يضرب الجدر برجله , كان يسب ويلعن بكل الألفاظ الإنجليزية اللي تجي في باله , جا حارس أمن المستشفى وبالقوة قدر يفرق التجمهر ... ********************* قبل صلاة المغرب بنصف ساعة : الساعة 6 في شقة جاسم و أزهار : فتحت الباب وهي مبتسمة , جسم أسود غشاها فجأة وتعلق فيها , أخذت ثواني معدودة قبل ما تستوعب إنها العنود ضامتها وهي تقول : وحشتينييييييييي يا دبـــــه ... ضحكت أزهار وسلمت عليها وهي تقول : انتي أكثر يا عمود الكهرب , حياك الله ... دفتها سفانه وهي تقول : تحركي موقفتنا كلنا .. حست أزهار بالحرج وهي تشوف الكل جا أخواتها و سفانة و أسماء وعهود وريم , سلمت عليهم و ما عرفت تاخذ العباية من مين ولا من مين , حست براحة لمن ضحكت سفانه وقالت وهي تفك عبايتها : بنت شيلي هالتوتر , ارتاحي البيت بيتنا إحنا بنعلق العبايات , ماله داعي الرسميات ... ضحكت بحرج لأنها فعلا كانت تحس أعصابها مشدودة وقالت : لا توتر ولاشي , حياكم الله , البيت بيتكم طبعا ... انتبهت لحواجب سفانة المرسومة بشكل متقن ~ هل هي تنمص حواجبها ؟؟ المرة اللي فاتت كانت كذا كمان ؟؟؟ ليش مالاحظت إلا تو ؟؟ ~ قطع تفكيرها صوت العنود اللي قالت بتريقة : مو لااااااااااااايق عليها مسوية فيها حرمة ... ضربتها الهنوف وهي تقول : طيب هي حرمة .. لفت العنود بوزها وعلقت عبايتها وهي تبعد يد ريم اللي كانت بتعلق قبلها , طاحت العباية من يد ريم , زفرت وقالت بصوت ثقيل : دحين اش يخليني أدنق عشان أجيبها .. كان وجهها منفخ وعيونها مدمعة وخشمها محممممممر حولينه جراح خفيفه , استنشقت من خشمها بقوة وهي تمسحه بالمنديل وهي تكمل : ترى لو دنقت بيغمى علي من قوة الزكمة .. الكل ضحك عليها , دنقت العنود وشالت العباية وعلقتها لها ومسكتها من يدها وسحبتها للمجلس وهي تقول : تكفين خلي الإغماءة جوة , تحاشرينا في الممر .. لحقتهم سفانة وهي تقول وهي حاسة بالذنب : ريمان ترى اغتبناك أمس وقلنا عليك وحدة سخيفة .. هزت العنود راسها وقالت : قلت يمكن ما جيتي تسانديني يوم شوفتي عشان زعلانه ولا شي ... استشقت ريم بقوة ومسحت عيونها المدمعة وهي تقول بهدوء : إيييييي طيب , أنا ماني مسامحتكم , بجرجركم بها يوم القيامة , يااااااااابخت المظلوم بالجنة ... دقتها سفانة وهي تقول : ريمو يالدب , طيب انتي مااتصلتي واعتذرتي عن الجيه .. : ماااااااالي دخل مجرجرتكم مجرجرتكم , الواحد يدور على الحسنة .. قالت العنود وهي تأشر على سفانة : خذي منها حسناتها كثيرة أنا فقيرة , الله يرحمني برحمته , حتى الوجع ما أوجع .. لفت عليها ريم وقالت بغيض : قولي ما شاء الله تحسدين نفسك .. قالت العنود بتفكير : والله ما أفتكر متى آخر مرة وجعت , شوية صداع بس في فترات متباعدة و .. : عنيدي خلااااااااااص .. انتقلوا للمجلس اللي بخرته أزهار وجهزت على طاولته الكبيرة ثلاجات القهوة وصحون الحلى .. وبعد سؤال عن الحال والأحوال ولمن وصلت لعهود مسكت أزهار تكشيرة وجهها بالقوة لمن شافت بنطلونها الجينز البرمودا و بلوزتها القطنية اللي يا دوب توصل لحد كمر البنطلون , أقل حركة منها كانت تكشف خصرها وظهرها , سألتها عن أحوالها وهي تزين وجهها بابتسامة هادئة , كانت تلاحظ نظرات عهود الفاحصة لها , قامت و مسكت ثلاجة القهوة بالهيل وقبل ما تتحرك لقيت السمراء اللي أثارت تعجبها المرة اللي فاتت واقفة جنبها وهي تسأل : هذي بالزنجبيل ؟؟ ولمن هزت راسها بإيوه , مسكت ثلاجة القهوة بالزنجبيل وهي تشيل معاها الفناجين , ابتسمت أزهار وقالت : أسماء ارتاحي أنا أصب .. هزت راسها وقالت بصوتها المبحوح : مو انتي قلتي البيت بيتنا ؟؟ .. وتحركت وهي تقول : مين يبغى بالزنجبيل ؟؟ تحركت أزهار وصبت للبقية اللي يبغون الهيل وحطت الثلاجة جنب العنود لأنها تعرفها مدمنة قهوة .. سألت سفانة بتعجب : أزهاااااار , ليه ماصبيتي لنفسك ؟؟ ابتسمت وهي تتأمل شعرها اللي تغير لونه من البني والأشقر لأسود ~ ما شاء الله متى صبغته ؟؟ أليق عليها من الأشقر ~ وقالت : ما أحب القهوة .. شهقت وسألت بعفوية : واش تشربين مع جاسم ؟؟ وتلون وجهها وهي تقول بسرعة : انسي إني سألت .. قهقهت أزهار على خجلها وقالت : عادي , نشرب شاهي ولا نسكافيه , بيني وبينك هو عادي عنده أي شي .. قامت البندري من مكانها وصبت لنفسها و رجعت جلست جنب أزهار , التفتت لها أزهار وابتسمت وهي تقول : اش الحلاوة هذي يا عروسة ؟؟ بسم الله ماشاء الله .. ابتسمت البندري اللي استعاد وجهها الكثير من حيويته وتلون بجمال غريب و لمعة سعادة في عيونها , مدت أزهار يدها ومسحت التوفي العالق بطرف فمها وهي تضحك وتسأل : عجبتك الكيكة .. مسحت البندري فمها وقالت : ممممممممم , لذيذة ما شاء الله , اكتبي لي الطريقة .. قالت العنود بفم مليان : لذيذة .. طار فتافيت من الكيكة من فمها , ضحك الكل وضربتها سفانة اللي جالسة جنبها وهي تقول : يعععععععع , يالقرفة , عشان تعرفين ليش من الأدب إننا مانتكلم وفي فمنا أكل , صكي فمك إلين تخلصين لقمتك .. قالت الهنوف من وسط ضحكها : أصلا اللي أكلتها تسمينها لقمة , أموت وأعرف كيف حشيتيها في فمك ؟؟ حطت العنود يدها قدام فمها وقالت بصوت مخنوق من الأكل : قولي ماشاء الله .. ولمن شافت أزهار ساعتها قامت عشان تجهز السجاجيد و الشراشف عشان صلاة المغرب , قامت معاها الهنوف اللي قالت : ماشاء الله , قلناها عشرين مرة , يمه منها حرصوصة ........... ما شاء الله .. قالتها لمن عرفت إنها بتقولها قولي ماشاء الله , قالت أزهار وهي تفرش السجاجيد في الصالة تفهمها ليش العنود تصر على كلمة ماشاء الله : لازم الواحد يتعود على كلمة ما شاء الله تبارك الله , العين ما تجي بس من واحد كاره تجي من محب بدون ما يدري , يمكن الواحد يطالع بإنعجاب لكن الشيطان يرمي في نظرته سهم يصيب الإنسان لكن الواحد لمن يقول ما شاء الله يمنع الشيطان بإذن الله .. قالت الهنوف : بس العنود بزيادة , على كل شيء تحاربك على كلمة ما شاء الله وأنا قلتلها لو قريتي أذكار الصباح والمساء بانتظام مايصيبك شي بإذن الله .. قالت سفانة اللي جاتهم : انتي عارفه إنها تعقدت من بعدي .. تصنمت أزهار والتفتت لها بتعجب , أشرت على راسها وقالت بهدوء : قبل 7 سنين لمن كنت أولى ثانوي شعري كان أسود فاحم و كثير يوصل لفخوذي من طوله , صحيت من النوم بعد فرح الجوهرة لقيته بطوله في المخدة .. شهقت أزهار بفجعة وحطت يدها على صدرها هي تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله .. ضحكت سفانة وحكت مقدمة شعرها بسبابتها وهي تقول : نسيت أقرأ على نفسي ذاك اليوم مع الريحة و الجية للكوفيرة وغيره , تصدقين حتى حواجبي مابقي فيها شعرة , هذي باروكة , ما تشوفين شعري طال عن أول وتغير لونه .. ولفت توريها وهي تكمل : ذيك ألبسها في البيت وهذي وقت الخرجات والزيارات ... كان طول هالباروكة يوصل لنص الظهر , حست أزهار بقبضة تعصر قلبها عصر , لكنها تجاهلتها عشان ما تحس سفانة إنه ألمها شفقة عليها , ابتسمت وقالت : ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , شوفي كم الأجر اللي كسبتيه من صبرك ما شاء الله , كم من الحسنات اللي تصب في ميزانك , الله يزيدك يا رب من صبره ويعوضك .. لفت سفانة عليها , انصعقت أزهار والهنوف من تعابير وجهها الغريبة , سفانة اللي كانت ممتنة من الأعماق لأزهار همست : ذكرتيني بأبويه , كان دايما يقول لي هالكلام , إنت أول وحدة تقول هالكلام بعد ما تعرف بالموضوع , دايما يسألون اش شعورك ؟؟ ابتسمت أزهار وقالت وهي تحس ألمها الداخلي يزيد : مستحيل أسألك هالسؤال لأنك لو تكلمتي من هنا لبكرة محد حيفهم شعورك لأنه ما حيقدر يتخيل الموضوع , ما حيفهم إلا اللي مر بنفس التجربة .. : أي تجربة ؟؟ التفتوا للعنود اللي خرجت من المجلس ووراها البندري , قالت سفانة ببساطة : شعري .. همست العنود بتريقة وهي تحط يدها على كتف سفانة : اشششششششش , كم مرة قلت لك دسي الموضوع يالخبلة بعدين ما يخطبونك .. ضحكت سفانة وهمست بصوت عالي : أزهار ما عندها أخوان , عادي أقولها .. قالت العنود : أوووووووو صحححححححح , خلاص قوليلها , مادام ماعندها رزق قوليلها .. قالت البندري : ياليييييييييييتني مسجلة كلامك وموصلته لعدنان عشان يعرف إنك سوسة .. حطت يدها موضع قلبها وتنهدت وهي تقول : أخخخخخخ , الله يقطع إبليسك لا تنطقين اسمه ترى قلبي يخرج من مكانه لا سمعت اسمه .. صرخوا باستنكار وقالت أزهار وهي حاطة يدينها على خدودها المحمرة : عنوووووود استحي .. ضحكت العنود من قلبها وهي تتلقى ضربات الهنوف وسفانة وقالت : خلوا النتيجة تطلع بس.. قالت البندري وهي مصدومة من العنود : هذا وهي ما طلعت النتيجة , كيف لا طلعت , الله يعينك يا عدنان .. حكت شعرها وقالت : والله أمزح معاكم , كنت بأشوف ردة فعلكم بس وصراحة .. وضحكت وهي تأشر على أزهار اللي بتموت من الخجل : أزهار تحححححححححفة , ما كإنها متزوجة , اقنعيني ماقيد قلت هالكلام لجاسـ .. شهقت أزهار وقاطعتها باستنكار خجول : بــــنــــــت .. وضربتها وهي تقول : مالك دخل قلته ولا لا , روحي توضي وتعبدي ربك أحسن لك .. لفت على الهنوف وسألتها : وانتي ما تحسين بهالشي لمن نجيب سيرة حسان .. اتسعت عيون الهنوف وزاد حرجها وهي تقول بتلعثم : هااا , لـ ... لاااااااااا .. أشرت على وجهها وقالت : هااااااااااااااا أجل ليش محمرة وتتلعثمين , كذاااااااابة .. : عنيدي .. : بسسسسسسسسسسس .. وضربتها سفانة وهي تقول : أصلا ما تسكتين إلا لمن تنضربين .. ***************************** 23 / 9 / 1422 هـ : الساعة 1 في الليل : : باقي سبع أيام على العيييييييييييييييييييييييييييييييييد ... : هذا بدل ما تتحسرين على رمضان ... : آآآآآآآآآآآآآي عورتيني , لا تضربين , بعدين أنا ماقلت رمضان مو حلو بس العيد كمان حلو .. : روحي اتهجدي أحسن لك يمكن الليلة ليلة قدر ... زفرت الخنساء وتحركت بخطوات قوية لغرفتها وهي تتمتم بغيض , ضحكت سفانة وهي تتأملها وقالت : لازم الواحد يزفها عشان تصلي ... زفرت أمها اللي كانت تشاهد اللي صار بينهم وقالت : الله يصلحها , يوم كنتي قدها كنت تصلين وتقرئين من دون ما أحد يدقك ويجري وراك .. ابتسمت سفانة وقالت : مو الله يكفينا الشر الجيل كل ماله في انحدار اللي يحمينا بس .. : يا عيني على بنتي العاقلة , يارب تحميها .. لفت سفانه على أبوها وابتسمت بخجل وهي تحمحم , خرج حسان من غرفته وهو يعدل أكمامه المشمره وقال : تكفى يا أبوية لا تكبر راسها ما تحتاج , هي لله منتفخة زي البالون .. رفعت حواجبها وقالت : لازم أصير زي البالون , مو الحمد لله حفظت القرآن كامل مو زي بعض ناااااااااااااس , متقطعة على جزئين .. قال حسان بغيض : عشان دخلتي مدرسة تحفيظ مو زيي حكومية .. رفعت حاجبها وقالت : دخلك أبويه تحفيظ بس حفظك كان بطييييييييييء ... ضحك علي وقال وهو يعدل شماغه اللي بدون عقال وهو يقول : لا تحاول تغلب الحريم في اللسان , أنا توبت من 34 سنة .. حسبت سفانه وصرخت : من يوم تزوجت أمييييييييييييييييييييييي .... ضحك حسان من قلبه وطالع في أمه اللي تقدمت منهم بهدوء وهي تفك تولة العوده , مد علي يدينه , مسحت له مسحتين خفيفة وهي تقول : تحركوا لا يقولون الشيخ تأخر عند صلاة التهجد .. قال حسان وهو يمد يدينه بغيرة لأمه ويطالع في أبوه اللي مسح العوده في لحيته وجبينه : أصلا أبويه ما يبدأ الصلاة قبل 1.30 .. لبست سفانه أبوها البشت الأسود وقالت وهي تمسد أكتافه : ادعيلي يا شيخ .. ابتسم وحط يده على راسها وقال : الله يصلحك يا بنتي ويشفيك ... وتحرك ووراه حسان اللي شد شعرها وهو يقول : يا دلوعة .. حطت يدها على راسها عشان ماتطيح الباروكة وهي تقول بتهديد : هييييييييي , أوريـــك , كلللله عند هنوف .. ضحك وقال بعناد : عاااااااااااادي , خلاص وافقت وتدبست مافي تراجع ... قالت أمه وهي تتنهد : هي بالله هذا واحد بيملك بعد شهر , قاعد يتعاند مع أخته ... لحقتهم سفانة لباب الحوش , أول ما خرج أبوها لقي 4 سيارات شرطة وجيب مسوين زحمة عند باب الفيلا , والناس متجمهرة حولينه , فتح حسان عيونه بصدمة يحاول يستوعب اللي يشوفه , تقدم أربع جنود مدججين بالسلاح وواحد منهم يقول : علي حمزة الـ ..... إنت مقبوض عليك بتهمة *** ومسكه الثاني من كتفه بقوة مفاجأة طرحت بشته على الأرض , صرخت سفانة و اندفع حسان بلا شعور ودف الجندي عن أبوه وهي يصرخ : هييييييييييييييي حددددددددك ... رفع واحد منهم عصايته وضرب بها حسان اللي انطرح على الأرض واندفعوا اثنين ومسكوا علي اللي صرخ رغم عنه : لااااا تضربه ... صرخت سفانة لمن شافت الإثنين يحاولون يسدحون أبوها على الأرض وهو مثبت نفسه وواقف بشموخ : أبويـــــــــــة .... واندفعت خارجة بلا شعور وهي تصرخ : سيبووووووووووووه , أبويـــــــــــه , سيبووووووووووووووووه ... قام حسان من الأرض وهو يصرخ بعصبية : أدخلـــــــــــــي .. لكن رجعته ضربة الجندي للأرض , علي اللي كان يساوي ثلاثة من الجنود النحاف بجثته العريضة دف الجنديين اللي قابضين عليه وانحنى يرفع بشته و ضم سفانه وهو يغطيها به وهو يقول بحزم حنون : سفانه أدخلي .. صرخت من بين دموعها وهي تحتضنه أكثر : لااااااااااااا , ماحسيبك , أبويــه خليني معااااااااااااك .. كانت يدينها ما تتلقى حولين خصره فتشبثت بثوبه وهو تصرخ : خليني معااااااااااااااك , أبويه لا تروووووووووووووح , الله يخلييييييييييييييييييك ... رفع راسه وشاف التجمهر اللي حولينه بوجع , الكل قاعد يتفرج عليه وهو يتجرجر زي الكلاب للسجن ~ اللهم إني أعوذ بك من قهر الرجال ~ رمى الجنود اللي حوله بنظرة جمدتهم في مكانهم , دنق عليها وهمس في إذنها ببعض كلمات خلت يدينها تتراخى عنه , بعدت عنه وطالعت فيه بعيون غرقانه دموع , ابتسم وهو يتأكد إنها مغطية نفسها زين ببشته وقال : خليه عندك , لمن أرجع إن شاء الله أعطيني إياه .. وضمها وهو يمشي راجع للبيت , دخلها للحوش وهناك لقي نورة والخنساء المتلحفة بشرشف صلاتها , رمت سفانة نفسها على صدر أمها وهي تصيح من قلبها , ابتسم وقال : أستأذنكم .. ضمته الخنساء وهي تصيييييييييييييح من قلبها , ضمها بقوة وهو يقول بحنان : يلا روحي صلي وادعيلي , إن شاء الله خير , هالله هالله في الصلاة والقرآن وبأمكم , يمكن أتأخر و ما أجي قريب .. كان يقول هالكلمات وعيونه متعلقة بعيون نورة اللي همست وهي تضم سفانة : انتبه لنفسك .. مد يده اليمين ومررها على خدها يتلمسه بحنان وهو يهمس : انتبهي لنفسك وللبنات .. كانت عيونه تصرخ ~ أنا بريء , نورة أنا بريء ~ رفع يده ولمس خصلة من شعرها , رفعت يدها وقبضت على يده وضغطتها بقوة كإنه تأكد له إنها مصدقته , نحت ابتسامة على وجهه وقال بصوت قوي وهو يسحب يده : أستودعكم الله .. نورة اللي كان ودها تجري وتتعلق بأكتافه العريضة تمالكت نفسها لمن صرخت الخنساء اللي ابتعد عنها أبوها : أبويــــــــــــــــه .. قبضت عليها نورة وضمتها وهي تقول : اششششششششش , أدعوا له , أدعوا له .. حاولت سفانة تتفلت من بين يدين أمها القوية وهي تصرخ : أبويــــــه , لااااااااااااااااا , لا ترووووووووووووووووح , أبويــــــــــــــه .. صك علي الباب بدون ما يلتفت لهم ووقف بشموخ على عتبة بابه وهو يطالع في الكل بلا استثناء , وتحرك بثبات , مد يده لحسان وقال بحزم : قوم .. وقومه ورجع انحنى ورفع غترة ولده وعقاله وناولها له ورجع رفع غترته , عدلها وتقدم من الجنديين وقال : أي سيارة أركب ؟؟ لمن خرج واحد منهم الأصفاد قال الثاني وهو يأشر له : ما يحتاج .. وأشر باحترام للجيب وهو يقول باحترام : تفضل يا شيخ ... لف علي لحسان وقال وهو يمد يده يصافحه : الله الله في أمك وأخواتك , أستودعك الله .. مد حسان يده اللي رغم كبرها كانت تبان صغيرة قدام يد أبوه اللي رصها بقوووووة , اندفع حسان وضمه بصمت وهو يتنفس بحدة , ربت علي على ظهره وهو يهمس : خلك رجال زي ما عهدتك دوم , ترى مالهم غيرك بعد الله , في آمان الله يا ولدي , في آمان الله .. ولمن ابتعد عنه كان يحس بالبرودة تلفه بعد الدفء اللي كان يحسه وهو بقرب أبوه , شافه وهو يتحرك براس مرفوع للجيب , صوت انصفاق باب الجيب اللي ركبه أبوه ومعاه جنديين تلاها صوت انصفاق أبواب السيارات ومحركاتها تدور وتزأر كإنها وحش التهم أبوه وهرب , تابع بعيونه السيارات اللي انفضت وحده وحده وهي تلحق بالجيب وتطوقه بشكل يوحي إن اللي جوة هالجيب مجرم مخضرم مطلوب من سنييييييييين مو كإنه شيخ وإمام مسجد حاله حال نفسه له هيبته ومكانته قدام الناس , كان يحس بأيادي تربت على كتفه وعبارات تعازي وحزن مزيف تنصب في إذنه من بعض المتفرجين , أسئلة متعاطفة مشفقة مغلفة لفضول إنساني مقيت بشع , ورغم كرهه لكل الموجودين لحظتها بلا استثناء كان من الصعب عليه إنه يحرك رجوله ويتحرك , كانت عيونه متعلقة بالمنعطف اللي غاب من بعده الجيب اللي يحمل أبوه .. اليوم اللي راح في أبوه تحول لأسبوع , حل العيد وصدحت تكبيراته المثيرة للروح والنفس وانتهت وهو مارجع , مر عيد ثاني وعيد وعيد وبرضو مارجع , كل شيء تغير ملكته المقررة تأجلت لأربع أعياد و ..... مين صاحب هذا المبتسم , وجه أسود غريب مناقض لبياض حدقات العيون والأسنان المصفوفة و ...... : حسااااااااااان .. خرج من عمق أفكاره و فتح عيونه , ما كان يحس بألم , كل اللي كان يحسه هو بروده فضيعة , ما كان مركز على الوجوه المنحنية عليه , هو كان واقف في الشارع قدام بيته اش جابه هنا ... همس غريب يوصله : سامحني , سامحني يا حسان .. ~ عبد الإله , هذا عبد الإله ~ فتح فمه يحاول يسأله يسامحه على إيه لكن الحروف رفضت تخرج , كان يحس باهتزازات غريبة تحركه كإنها منسدح على هندول طفل , حس بيد على جبينه وصوت ثاني يقول : لا تتكلم يا حسان .. لمن ميز صوت عبد الرزاق تذكرها , ملكته اللي تأجلت أربع أعياد وتمت أخيرا , همس بصوت خافت : هنوف .. وغصب عنه تسللت دموعه وهو يهمس باسمها الحبيب لقلبه بوجع : هنوف .. وصله صوت صياح غريب محروق وصاحبه يقول : سامحنييييييييييييييييي ... ما كان حاس بشي حوله حتى وهو يشوف عبد الرزاق يرفع يده وهو يقول : الهنوف بخير .. ~ خلك رجال زي ما عهدتك دوم , ترى مالهم غيرك بعد الله , في آمان الله يا ولدي , في آمان الله ~ ارتجفت شفايفه وهو يغمض عيونه بقوة لمن ترددت كلمات أبوه بداخله دموعه كانت تسيل بغزارة رغم عنه وهو يقول : أمي ........ أخواتي , ما.... عندهم غيـ .... غيري .. وصله صوت عبد الرزاق الخايف وهو يقول : حسان افتح عيونك , لا تغمض .. فتحها زي ما طلب منه بصعوبة , حس ببرودة تلفه , نفس البرودة لمن ابتعد عنه أبوه , قال و أسنانه تصطك في بعضها مصدرة صوت مزعج يتردد في زوايا عقله مبعثر أفكاره المشتته أكثر : بردان , غطوني , غطوني , بردان , بردان .. صوت بعيــــد شجي متلهف ماتبينه اخترق برودته وهو يقول : عبد الرزاق , اش فيه ؟؟ عبد الرزاق تكلم .. زادت برودته بشكل فضيع , سمع صرخة واحد أشبه بالمطعون : اش فييييييييييه ؟؟ وصوت متردد : شكله فقد دم كثير .. اختنقت أنفاسه لمن تذكر وجه أمه المبتسم وهي تقول : انتبه لنفسك ولا تسرع .. والصوت الخجول الناعم للهنوف وهو تهمس : انتبه لنفسك و إقرأ أذكار المساء .. , فتح عيونه على اتساعها لمن حس بضيق في أنفاسه وهو يشاهق ويهتف من بين شهقاته : أمي , أمي , هنوف , هنوف .. وقام وهو يجاهد عشان يلقط أنفاسه المقطوعة , يدين تحاول تثنيه و صوت خايف يقول برجاء : حسان لازم تنسدح عشـ .. حس بشي يندفع من أعماقه مصحوب بألم موجع , كح بقوة وبعدها سواااااااااااااااااااااد لفه وغاص فيه بهدوء سرعان ما خرج منه وهو يسمع لغط ما فهم منه شي وما استوعب منه غير صرخاته الداخلية ... ~ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسوله الله , أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ~ ************************* الساعة 6.30 : في قسم الشرطة : ~ عمي علي , عمتي نورة , البنات , جدتي , أبويه , أمي , هنوف كيف بيتلقون الخبر ؟؟ اش بتكون ردة فعلهم ؟؟ يا رب رحمتك ~ كانت الشخصيات تتردد في عقله من خلصوا أخذ أقواله واستجوابه اللي دام نص ساعة .. : اقطع الصوووووووووووت وافتح الباب , ما أبغى تبريرات سخيفة .. رفع عبد الإله وجهه ووقف لمن شاف العقيد اللي قدامه , طااااااالع فيه العقيد ورجع لف على الملازم وقال بحزم : إحنا كذا نتعامل مع الناااااااااس , تحرك وجيب شي نظيف يلبسه .. وأشر للجندي وقال : وإنت تحرك وديه للحمام خليه يغسل وجه ويدينه .. ولف على الستة المشاركينه الزنزانة اللي ما تتجاوز الـ 3م × 2م وسأل : تحتاجون شي ؟؟ ناقصكم شي ؟؟ .. شكروه بهدوء المعتاد على هالسؤال , لف على عبد الإله وقال : سامحنا , هم كذا الصغار يحبون يفردون ريشهم ودايم في المكان الغلط ... هز عبد الإله راسه بتعب و تحرك ورى الجندي وغسل وجهه ويدينه وهو يشوف المويه الشفافه الصافيه تتلون بعد ماتمر بيدينه متحوله للون وردي مثير للأعصاب , غمض عيونه بتعب وهو يدعي بداخله إنه تصير معجزة وينتهي كل هذا الموضوع في دقايق , اعتدل وخلع فنيلته ولبس الفنيلة اللي ناولها له الملازم , ورجع بعدها للزنزانة ورجع يغرق في أفكاره متجاهل محاولات الباقين سؤاله عن سبب سجنه .. ******************** في نفس الوقت في الشقة : : لا , مستحيل .. وضربت صدرها وقالت بحماس : ما يشتري قمصان النوم غيري .. طالعوا فيها البنات اللي بعدوا الكنب وجلسوا على الأرض على شكل دائرة فوق الزولية الكبيرة , قامت ريم من جلستها وضربتها على جبهتها وهي تقول بصوت ثقيل : الوصاخة كبيك منها .. حكت العنود جبهتها وقالت : والله أشتريلها أحلى القمصان .. قالت البندري وهي منحرجة من وجود ريم : أزهار بتنزل معايا السوق مو انتي بحكم إنها دبشت قبل .. رفعت أزهار حواجبها بتعجب وضحكت وهي تقول : ويــن , كل شي بسرعة بسرعة , بعدين عنيدي هي اللي ساعدتني .. قالت بهمس وهي غارقة في أفكارها : زي حالتي كل شي بسرعة بسرعة .. ورفعت راسها بصدمة وقالت : قصدي إنه مافي وقت عشان .. مسحت ريم أنفها بالمنديل وحطته مع المناديل الكثيرة المكومة وسحبت منديل جديد وهي تقول بصوت تعبان : ما يحتاج تفسرين أصلا لعنت عبدالرحمن مليون مرة من حكم على الكل إنه يتزوج قبل ما يسافر .. ضحكوا عليها وقالت سفانة : كم مرة قلتلك اللعن حراااااااااام ؟؟ اللعن طرد من رحمة الله , بعدين الملائكة تقولك ولك مثله .. قالت ريم وهي تفرك عيونها بتعب : والله غصب عني , وحده من صحباتي الله يهديها لصقتها في لساني , كل ما قامت وجلست قالت الله يلعنها ولا الله يلعن أهلها وتوصل لسابع جد وهي تلعن .. قالت أزهار : الله يهديها , تصدقين إنها مذكورة في حديث وإنها من علامات قرب الساعة , ما يحضرني نص الحديث بس الرسول صلى الله عليه وسلم سماهم السقارون وسألوه الصحابة عن معناها فقال : نشء يكونون في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن , و أذكر الشيخ قال في محاضرته إنه فعلا قابل شاب نزل من سيارته يرحب بصاحبه اللي شافه وهو يقول : الله يلعنك وينك ما تنشاف .. ضحكوا البنات فقالت سفانة بألم : والله إنه هالشي يعور القلب ما يضحك , الشباب صاروا يتهاونون بكل شي مو بس اللعن وبذئ الكلام .. وبدأت تعدد على أصابعها : شعور طولوها ونفشوها وقالوا موضة , أظافير الله لا يوريك أطول من أظافيري , سشوروا شعورهم وفردوها كمان , لبسوا سلاسل وأسوار و شورتات , مابقي إلا يلبسون تنانير ويقولون زي الاسكتلنديين .. أشرت العنود بيدها مستأذنه و قالت : لالالالالالالا , كله كوووووووووووم وبنطلون سحبني ما أدري طيحني كوم ثاني , والله واحد من كثر ماهو نازل كرسي البنطلون واصل الركب , كان ودي أجي وأسحبه له أريحه , وتخيلي كيف يمشون ... وقامت تقلد مشيتهم وهم فاطسين عليها ضحك وهي تكمل : ويجيك الإبداع في أشكال السروايل اللي تحت البنطلون , اللي نمر الإتحاد واللي ملون فسفوري واللي على شكل باسرة , لاااااااااا وواحد شفت سرواله مرسوم فيه إسفنجة بوب ذاك الأفلام كرتون اللي تحبه ريناد .. البنات مايتين من الضحك والهنوف تشهق وهي تقول بعصبية واستنكار : هييييييييييييي وإنتي تمشين وتطالعين في سروايلهم ليييييييييييييييه ؟؟ مسكت أزهار بطنها تحاول توقف ضحكها مهي قادرة والعنود تقول : ياسلااااااااام أمشي مغمضة في السوووووووووق , لا أمشي مغمضة أحسن , قدامي بناطيلهم نازلة والسراويل تبان للأعمى .. قالت أزهار وهي تمسح دموعها : لا تمشين مغمضة بس غضيييييييي بصرك , لا شفتي شي لا تقعدين تبحلقين , لفي وجهك بسرعة واستغفري هذا المفروض .. كحت سفانة من كثر الضحك وقالت : أي غضي بصرك , البنت شوية وتحمض لك الصورة حقت الولد .. صرخت الهنوف بعصبية : ياليت الولد سروااااااااااااله .. رجعوا يضحكون وريم وتقول من وسط ضحكها : خلاااااااص , حرام عليكم راسي لله يعورني زدتوه بالضحك .. دخلت عهود وقالت : اش عندكم تضحكون ؟؟ انتبهت أزهار لحظتها إنه عهود راحت من فترة طويـــلة للحمام ~ معقولة توها رجعت ~ تجاهلت الموضوع ولفت على البندري اللي قالت : شوفي لا تخليني أسويها من جد و أسجل اللي تقولينه وأرسله وسائط لعدنان , ترى والله يكنسل أبو الخطبة .. حطت العنود يدها موضع قلبها وقالت بطريقة حالمة : ويــــه , حقين طيحني كللللللللللللللهم لو أبيعهم بالكوم ما يجون ظفر عدناني , تكفي رزته بالـ .. صرخوا باستنكار وسحبت أسماء الخدادية اللي كانت حاضنتها ورمتها عليها وهي تقول بخجل : احترمي إنه في ناس صغااااااااار هنا .. حطت يدينها على خصرها وقالت باعتراض : خطيبي , الــلـــه .. شهقت الهنوف وغطت البندري وجهها بالورقة اللي ماسكتها وسفانة تقول : لا والـــلــــه , احلفي , احلفي ... حطت أزهار يدينها على خدودها اللي حستها حااااارة من كثر الخجل وريم تقول بقهر : يا ناس ما تستحي هالبنت , والله ما تستحيييييييييييييييييي ... قامت سفانة وشدت شعره العنود وجلستها وهي تقول : حرف زيادة بنكشتك برى الغرفة , لأنك قناة فرنسية غير مشفرة .. قالت أسماء باستغراب : أموت وأعرف كيف تحول الموضوع من دبش بندوري للشباب وأخيرا خطيب عنيدي .. زفرت أزهار وقالت : حريـــم , اش تقولين ؟؟ ليش إحنا أكثر حطب جهنم والعياذ بالله , ما بيرمينا في جهنم على وجوهنا إلا لساننا اللي مو راضي يرتاح من كثر ما نحش في خلق الله .. قالت العنود بتأثر وهي تهز راسها : إي والله , الله يغفر لنا , يارب توب علينا ... ولمن شافت نظراتهم المتعجبة قالت : خيـــر .. ضحكوا لمن قالت ريم بصوتها الثقيل : مو لايق عليك أبد دور المطوعة .. مسكت العنود الخدادية اللي رمتها عليها أسماء ورمتها على ريم وهي تقول بعصبية : انطمـــــــي , اش شايفتني كافرة ؟؟ أنا ماحشيت أحد , قاعدة أتكلم من أول بصفة عامة .. هدتهم أزهار بحزم وهي تقولهم إنهم لازم يحددون و يفرزون الأشياء اللي تحتاجها البندري لأن الوقت الباقي لزواجها قصير ورجعوا يطالعون في الأوراق اللي كاتبتها البندري .. ***********************
|
|
09-08-2012, 01:12 AM | رقم المشاركة : 106 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
الساعة 7 مساء : في سجن بريمان : ~ ماااااااااااااااااااااااااااااااات , ولدي مااااااااااااااااااااااات ~ قام عن سريره المهترئ لكن رجوله خانته وخلته ينهار جالس وهو ما كمل قومته , جري الملازم سيف وهو يقول : يا شيخ .. أشر له علي بحزم إنه ما يقرب وهو يهمس : إنا لله وإنا إليه راجعون , إنا لله وإنا إليه راجعون , الحمد لله , الحمد لله , ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. واختنق صوته وهو يردد : ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , ما أحب الله عبدا إلى ابتلاه .. قام بسرعة وقال بهدوء بعد ما سحب نفس عميق : أبغى أتوضأ .. انصعق الملازمين من قوته , قال سيف : يا شيخ ما تبغانا نبلغ العميد إنك بتشوفه الحالة خطـ .. طالع فيهم وقال بثبات يقاطعه : أبغى أصلي ركعتين أول .. تحرك سيف وجاب له الموية , توضأ بها وقال : أبغى أكون لوحدي .. خرجوا وهو يعطيهم ظهره متوجه للقبلة , أول ما سمع صوت إنغلاق الباب المعدني تلاه صوت صرير أقفاله الثقيله كبر , وقبل ما يفتح شفته سالت دموعه , سالت لدرجة ما قدر معاها إنه يقول دعاء الاستفتاح وأول مافتح فمه صدرت شهقة حسها قطعت قلبه لمليون قطعة , رص فمه وهو ينشج نشيـــج موجع , جاهد عشان يفتح فمه بكلمة لكنه ما قدر , قبض بيده اليمين على يسراه وهو يشهق بقوة , كتم شهقاته وهو يصرخ بداخله بتضرع ~ وحيدي ياااااااااااااااااارب , وحيدي و أنت أعلم , ليس لي غيره يا رب , ليس لي غيره , يا ربي أمانتك وإذا أردت استرجاعها فهو حقك , يا ربي صبرني , يا ربي خفف علي حزني , يا رب لا تفجعني بفقده , يا رب لا تفجعني بفقده , أعوذ بك أن أكون من الجاهلين يا رب ولكني أتوسلك إن كان في حياته خيرا فأحييه , ربي ما مددت يدي لك ورددتني خائبا , ربي أطمع في وااااااسع رحمتك و عظيم كرمك , ربي لا تفجعني به ~ كم مضى وهو واقف ما يدري , لكنه أخيرا قدر يقرأ الفاتحة وسورة قصيرة ويركع ولمن سجد رجعت دموعه أغزر وهو يقول بنشيج : ياااااااارب أتوسلك , ياااااااااااااارب مارددتني خائبااااااا .. رفع وسجد مرة ثانية بشوق , كان يعرف إنه أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد دعى دعااااء طويل , ولمن رفع للركعة الثانية وأنهاها كان أهدأ وقلبه مرتاح أكثر .. التفت و انصدم لمن لقي العميد قدامه , قام علي وقال بشموخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ابتسم العميد ابتسامته الملتوية وقال : ما تبغى توقع الورقة وتنهي شقاء خمس سنين وتروح تشوف ولدك وتوقف مع أهلك , أكيد محتاجينك أكثر دحين , زوجتك بناتك و .. كانت كلمات العميد تصب في أذن علي وهو يفكر ~ أوقع الورقة وأخرج , أوقع الورقة وأشوف أخواني ونورة , خولة وبناتها , سفانه والخنساء وأشوف حساااااااااااان ~ وبلا مقدمات اخترقت آية ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) في عقله حس لحظتها بكل وجعه و حرقة قلبه تزووووول , قاطعه بحزم : ومن يتق الله يجعل له مخرجا , ماني موقع الورقة وهي كلها كذب وزور وتراهاااااااات .. ورفع يده وأشر بسبابته للسما وقال بصوت قوي : دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجااااااااب , ربي بيختبر إيماني و إن شاااااااااااااء الله بأكون على قدر الامتحان .. وتحرك للسرير وجلس عليه وسحب مصحفه وهو يقول : إذا تأكدتم من موت ولدي بشروني إن الله أحبني أكثر .. و مسك دموعه وبلع غصته عشان ما يشوفها العميد اللي رماه بنظرة إحتقار وهو يخرج ويأشر لسيف إنه يصك الباب .. فتح المصحف وانتبه لحظتها ليدينه المرتجفه , رفعها لقيها تنتفض بقوة , قبضها و صرخ في أعماقه ~ يااااااااااااااااااااااااااااارب , مارددتني خااااااااااااائبااااااااااااا ~ *********************** الساعة 7.45 في المستشفى : : نجحت العملية .. الكل طالع بصمت في الدكتور رامي اللي خرج وهو يلهث من شدة الحماس , الكلمة تترددت بداخلهم وهم مهم مستوعبينها , صرخ رامي بحماس غريب : الحمد لله نجـــحـــت , استخرجنا الرصاصة و حالته مستقرة حاليا .. توقف عبد الرزاق عن دورانه في الممر و فز ماهر وسامر من مقاعدهم وهم يصرخون بحماس , غطى جاسم وجهه وهو يقول بصوت مفجوع : الحمد لله , الحمد لله .. زفر عدنان وخرج أنفاسه الحبيسة وهو يحط يدينه على أكتاف جاسم ويشدها بقوة , زادت سرعة أنفاس عبد الرزاق وتحولت لشهقات مسموعة وهو ينهار على الأرض وهو يبكي بعدم تصديق , جثى عمر اللي جالس جنب جاسم و سجد شكر , لحقه عدنان وثواني سجد جاسم ولحقوه التوأم , حتى عبد الرزاق المنهار قام من جلسته و سجد , هبطت رهبة على كل اللي في الممر من منظرهم وهم ساجدين , أول من رفع كان جاسم اللي قام و قال بلهفة : نقدر نشوفه .. ابتسم الدكتور رامي ومسح عيونه وهو يحس بغصة غريبة من مشهدهم وهم ساجدين وقال : حاليا من ورى القزاز .. كلهم تقدموا بيسألونه , قال على طول : واحد بس اللي ممكن يدخل لأنه في العناية المركزة , لازم يكون تحت الملاحظة ثلاثة أيام إلين يتعدى مرحلة الخطر اللي هي 48 ساعة , بعدها نتابعه عشان نتأكد إنه مافي أعراض جانبية .. زفر وكمل بحماس : سبحان الله , الرصاصة جات على بعد 2 سم عن القلب واخترقت الرئة , لو قدر الله وتحركت ليمينه شويه كان مات , الولد هذا نجى بمعجزة .. لمن شاف الدهشة على وجيههم قال يفهمهم : في اعتقاد خاطئ إن القلب جهة اليسار وهو في الحقيقة يتوسط الرئتين لكن طرفه السفلي يميل نحو اليسار .. حمدوا ربهم , ابتسم وقال : وحاجة ثانية , الحمد لله اللي الرصاصة صابته من مسافة بسيطة ولا كان اخترقته بقوة ووصلت لعموده الفقري وسببت له مضاعفات ممكن توصل للشلل .. وزادت ابتسامته وقال : هذا أمه داعية له من قلبها .. قبض جاسم على ذراع الدكتور وقال : أبغى أشوفه .. انفتح الباب وخرج منه ممرضين يدفعون السرير اللي عليه حسان , قال رامي وهو يتحرك لهم : ننقله للعناية ولمن يستقر فيها ندخل واحد منكم .. انصعقوا من منظره , زال إزرقاق وجهه لكنه مازال شاحب , صدره كله ملفوف بشاش و أكتافه منتشره عليها أقراص لاصقة موصلة بجهاز يدفعه ممرض ثالث , فمه شبه مفتوح موصل بداخله خرطوم بشكل مائل ومثبت بلاصق على جانب وجهه الأيسر , تحرك جاسم من عندهم بسرعة , التفت له الكل وسأله عمر : وين بتروح ؟؟ هز راسه من دون ما يطالع فيهم وقال : شوية وراجع .. سأله عبد الرزاق : ما تبغى تشوف حسان ؟؟ قال بصوت غريب : خلاص شفته و كلها شوية وراجع .. وتحرك قبل ما يستوقفه أحد , ما كان يحس بشي ولا يفكر بشي , رجوله قادته للمواقف , وهناك قعد يدور ويدور إلين لقي سيارته ولمن دخل يده في جيبه تذكر إن المفاتيح مهي معاه ~ صح , مين اللي ركن السيارة هنا ؟؟ ~ التفت بيرجع لقي عدنان قدامه , ناوله عدنان المفتاح بصمت , سحب المفتاح وحاول يدخله كذا مره لكن يدينه المرتجفة ما ساعدته , وفي الأخير سحب عدنان منه المفتاح ودخله وفتح السيارة وقال : مابخليك تسوق وانت بهالحالة , تحرك قدامي ... دخل جاسم جنبه وقال وهو يغمض عيونه ويرجع مقعده على ورى : ودينا أي مكان .. ******************** في نفس الوقت في بيت حمده : : شوفوا والله لو ما قمتم من قدامي بالعصا , والله بالعصا .. لفت الخنساء بوزها وقالت : ليه ما خليتونا نروح عند أزهاااااااااار ؟؟... وهزت سمية راسها مؤيدة وقالت : إيوه لييييييييييييييه ؟؟ قالت نور بعصبية : يافضيــحة النِدم , تبغون البنية تقول جايني غزو , مو كافي أسماء وسفانة .. ضحكت خولة وقالت : جده الله يهديك أي غزو !! هم كلهم اللي راحوا 7 بنات .. ضربت نور جبهتها وقالت وهي تقوم ببطء من سدحتها وتجلس مربعة : ســـبـــعة , يعللللللللل الله لا يكثرهم .. شهقت الخنساء وقالت باستنكار : يعل الله لا يكثرناااااااااا !!! اش معنى هالدعوة ؟؟ ... وكملت نور بعصبية وهي تعدل مسفعها : قاشين نفسهم للحرمة لييييييييييييييه , اش قام به ؟؟ اش قام به ؟؟ والله حب الحومه .. ضحكت سمية وقالت بتريقة : يعني نطلع عقيمين وماعاد نجيب عيال ... صرخت فيهم نور : بس انتي واياها قاعدين تطنزون ... انتفضوا ولصقوا في بعض وسمية تقول بتلعثم : والله مانطنز أنا قاعدة أشرحـ .. : يعني يعني مانتم فاهمين , قوموا من قدامي ... أشرت لهم نورة إنهم يسكتون وقامت وجلست عند أمها وقالت : يمه الله يهديك , اش فيك معصبة ؟؟ زفرت نور وهي تحرك رجلها بتوتر وتقول : أنا أبغى أعرف السبعة هذولي مين ؟؟ قالت وهي تعدد على يدها : بنات أحمد الثلاثة وبنات صالح الثنتين وأسماء وسفانة .. : الــــــــلـــــــه هذولي كلهم , استحوا على وجيهكم راسلين بناتكم بيت الرجال .. قالت نورة بهدوء : أمي جاسم مو في , راح الرحلة مع حسان والشباب والبنت بنفسها عزمتهم مو هم قشوا نفسهم وراحوا ... : متى راحوا ؟؟ : من قبل المغرب بشوية .. أشرت على التلفون بعصايتها وقالت بحزم : دقي عليهم وقوليلهم دحين يرجعون , خلاص شبعوا جلسة .. الكل سكت ونورة تدق على جوال سفانة , كانوا يعرفون جدتهم لمن تقول شي ما تحب أحد يعارضها .. *********************** الساعة 8.20 في الشقة : قامت أزهار على صوت جرس الباب وتحركت وهي تستمع لسفانة اللي كانت تقول لأمها باعتراض : أمي حراااااااام , أزهار مسوية كابلي وقدورها على النار , متعبة نفسها عشان نتعشى , مو معقولة نخرج دحين , نتعشى ونرجع .. طالعت من عين الباب وهي مستغربة مين اللي ممكن يدق في هالوقت , انصدمت لمن شافته فتحت الباب فدخل بسرعة , قالت بهمس : جاسـ .. انفجعت من وجهه اللي خنق حروفها من قوة تعابيره , قال ببرود وهو يدخل : تعالي أبغاك في شي .. تحركت للمجلس وأشرت للهنوف بدون محد يلاحظ , لمن جاتها الهنوف بعد فترة بسيطة قامت فيها بدون ما تثير الشك , همست : جاسم جا , البنات لا يحسون بشي أخاف يرجعون إذا دروا بوجوده , شوية وأجي .. هزت الهنوف راسها وأشرت لها تروح , تحركت أزهار بسرعة وأول ما دخلت صرخ فيها : ويــــنــــــــك ؟؟؟ انصدمت من صرخته وانعقد لسانها , صرخ مرة ثانية : وين رحتي ؟؟ صكت الباب بسرعة عشان ما يسمع أحد صراخه اللي كان عالي وقالت بهدوء : رحت خبرت الهنو ... : تخبرينها ليييييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟؟ كان وجهه غريب , ملامحه متغيره من كثر عصبيته , قالت وهي تتمالك أعصابها : جاسم مو معقولة أختفي فجأة من عند ضيوفي و .... صرخ فيها : أنا و لا ضيوفك ؟؟ ~ اش هالسؤال الغريب ؟؟ جاي من برا معصب ويحط عصبيته فيني , اش ذنبيييييييييي ~ سكتت وطالعت فيه بصمت , صرخ بعصبية وهو يأشر على نفسه وعلى اللامكان: أنا ولا ضيوفــــك ؟؟ ضغطت على نفسها و ابتسمت وهمست : إنته , والله إنته يا حبيبي .. تغيرت ملامحه المعصبة وانقلبت لملامح حزينة خلتها تشهق وهي تقول بخوف : جاااااااسم .. تحرك لها و ضمها بقوة وحط راسه على كتفها وهو يسحب أنفاسه بصوت مسموع , حست بقلبها ينتفض من شدة الخوف , لفت ذراعينها حولينه وهي تقول : بسم الله عليك , اش فييييييييييييه ؟؟ جسوم تكلم , صار شــ .. وتوقف كل تفكيرها للحظة قبل ما تبعده وهي تقول بشبه صرخة : عمر لاااااااااااااااا ... وهزت راسها برعب وهي تقول : الله يخليك لا تقول عمر صار له شيييييي ؟؟ جاسم الله يخليك لا تقول .. هز راسه بلا وهو يحط يده على فمها وهو يهمس بصوت كسير : ششششششش , مو عمر , مو عمر .. كرهت إحساس الراحة اللي اجتاحها وحست نفسها أنانية لأنه مادام قال مو عمر معناته أحد ثاني , همس بصوت خافت : حسان , حسان يا أزهار .. وتغير صوته ودمعت عيونه وهو يكمل : انطلقت عليه رصاصة لكنه نجي , الحمد لله نجي بمعجزة .. ورفع يدينه وضغط عيونه بباطنها بقوة , التواء شفايفه اللي خبرتها قد إيش هو يقاوم بكاه حسته يعصر قلبها عصر , تمنت لو إنها أطول عشان تحتويه , رفعت نفسها على أطراف أصابيع رجولها ومدت يدينها لأقصى حد وحوطت راسه وضمته وهي تهمس : الحمد لله , الحمد لله .. ضمته بكل قوة في جسدها , ما تخيلت بيمر عليها يوم وتشوف دمعته , حتى يوم درى بالبندري انسحب من عندها وخرج , هالمرة جا لها , قطع هالمسافة وهو عارف إنه حسان نجى , قطع هالمسافة عشان يجيها , هي من بين الناس كلهم جا يشكيلها , عرفت لحظتها إنها تعني له الكثيـــر , همست بحب عميق : حبيبي عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. همس بصوت مخنوق وهو يضمها : كيف تحملتي تفقدينهم ؟؟ كيف قدرتي تتحملين فقد ثلاثة ؟؟ وتشبث ببلوزتها وهو يهمس بوجع : حسيتي بنفس الشعور اللي حسيته .. ابتسمت من بين دموعها اللي بدأت تنساب وهمست : ربي رد لي عمر , وعوضني بك وبماما وبابا والهنوف والعنود والبندري وكثير في حياتي , صارت لي عائلة جديدة وكبيرة كمان , صح مو زي عائلتي الحقيقية لكنها عوضتني الكثير .. وضمته أكثر وهي تكمل : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. كتم دموعه اللي تحاربه لكنه ما قدر , كان وده يصرخ , يصرخ بعدد الثواني اللي تخيل فيها نفسه وهو ينقل خبر موته لعمته وجدته وعمه علي , بعدد الثواني اللي تخيل فيها كيف حتتلقى الهنوف الخبر , بعدد الثواني اللي مرت وهو يتخيل إنه آخر كلمات سمعها منه هو ( تراك وقح وعصبي بس محسوب علي ولد خاله ولازم أحبك , جاسم أحـــبــــك ) , بعدد الثواني اللي تخيل فيها إنه آخر كلمة قالها له ( وأنا ما أحبك , يعل ربي يفكني منك ) , بعدد الثواني اللي ترددت فيها إنه هذي آخر ضحكة بيسمعها لحسان , آخر مكالمة بتكون بينه وبين أعز الناس لقلبه .. سألها بعد فترة صمت بصوت شبه هادئ : اش آخر كلمة قلتيها لهم ؟؟ سحبت نفس عميق وزفرته وهي تقول بتفكير : إمممممممممم , أمي ما أتذكر اش آخر شي قلته ولا حتى عمير , لكن عامر .. وسكتت للحظة بعدين كملت بهمس : أظن إني قلتله أنا ماني قوية زيك , ولا شي زي كذا لأنه كان وقتها يحاول يصبرني ويفهمني إنه ممكن يروح عني .. بعد عنها لمن تأكد إنه مافي على وجهه أي أثر للدموع وقال بابتسامة : انتي منتي قوية ؟؟ ابتسمت ابتسامة غريبة وهي تقول بصدق : أنا ماني قوية لأني لو كنت قوية ما كان فقدت ذاكرتي , لكن الحمد لله أحاااااول أكون قوية عشان اللي حولي وعشان ما أفقد ذاكرتي .. طاااااااالع فيها لمدة طويلة , لأول مرة تتكلم عن فقد ذاكرتها , لاحظها إنه في كل مرة يسألها كانت تتملص من أسئلته بشكل عجيب , عمرها ما تكلمت عن فترة حياتها اللي من يوم الحادثة إلى يوم استعادة ذاكرتها , كل حديثها وحكاويها معاه تنحصر في الماضي أو الحاضر , كانت تتكتم بشكل فضيع على هالفترة , وتتهرب من أي شي ممكن يدفعها للكلام عن هالفترة , هل هو عدم ثقة به لأنها تعرف بموضوع ليلى اللي عمرها مالمحت له ولا سألته لو بطريق غير مباشر عنه , ولا لأنها تتألم من الحديث عن هالفترة اللي حملت كل آلامها وغيرت مجرى حياتها , ابتسم و همس وهو يحط راحته على بطنها : حاولي تكونين أقوى عشان بنوتتنا.. بعدت يده بحرج وسألت عشان تغطي خجلها : إنت تبغى بنت ؟؟ غريبة , أعرف الرجال يحبون العيال .. زالت ملامح الحزن والتعب عن وجهه لمن ضحك وهو يقول : والله هو لو فكرتي شوية , الأولاد يسندون الواحد لا كبر ويرافقونه في كل مكان و ما تشيل همهم لا كبروا و البنات بكايات ومزعجات وطلباتهم كثيرة و زنانات ومشاكلهم لا لها أول ولا آخر إلى إني رغم هذا أبغى بنوته طعمه تحن علي حتى لو قسيت و تدلع علي وهي تناديني بابا .. ابتسمت على منطقه وقالت وهي تتأمل وجهه اللي استعاد شيء من رونقه بعد ما كان شاحب متعب : اللي يجيبه ربي في الخير إن شاء الله .. هز راسه وقال : آمين يا رب .. وسحب نفس وزفره بقوة وبادلها النظرة المتأملة وهو يبتسم , قال بهدوء : الله يفشل إبليسك خليتيني أقول لعدنان وصلني البيت .. ضحكت من قلبها على كلامه المفاجئ و سألت بحرج : واش قال ؟؟ .. هز أكتافه وقال بشبه ضحكه : لا تتأخر عشان نرجع للمستشفى .. زاد حرجها وهي تقول : طيب يلا تحرك , أكيد مستحي يدق عليك .. وقبل ما يتحرك سألت : وكيف حسان دحين ؟؟ كيف صابته الرصاصة ؟؟ هز راسه وقال بتفاؤل وهو يتحرك : إن شاء الله بخير , الرصاصة أحكيك عنها بعدين , دحين في مواضيع لازم نحلها ولازم نفكر كيف بننقل الخبر .. قالت وهي تتبعه : الله يسهلكم و يشفيه يا رب , طمني عليك وعلى الأوضاع .. خرجت قبله من الغرفة عشان تشوف الدرب فاضي ولا لا و تفاجأت لمن شافت الهنوف اللي جاية من المجلس توقف في نص الصالة وخدودها تحمر من الخجل لمن شافت جاسم خارج ورى أزهار , حست أزهار بقلبها ينعصر وجع عليها لكنها ابتسمت وقالت : آسفة يا قلبي تأخرت عليكم .. أخفى ألمه وتحرك لها وقال بترحيب : هنوف في بيتنا , يا حيا الله من جانا .. سلمت عليه بخجل وقالت : أنا ..جيت .. عشان .. عشان .. البنات يسألون عن .. ضحك وقال : اش فيك تقطعين ؟؟ على بالي الخبلة اللي عندي هي الوحيدة اللي تقطع في الكلام .. طالعت فيه أزهار باستنكار وقالت : جااااااااسم .. ضحكت الهنوف وقالت : حرام عليك تقول عليها خبلة والله إنها أم العقل .. لف وابتسم ابتسامة غريبة ورجع لف على أخته وقال : أنا خارج خلاص اشبعوا بها .. طالعت فيه بحيرة وهي تسأل بعفوية : اش جابك من عسفان ؟؟ تغيرت ملامحه متفاجئ من سؤالها اللي ما استعد له وبدون تردد فتح فمه وانطلقت منه الكلمة بلا تفكير , ثواني وتعالت بعدها صرخة الهنوف .. غطت أزهار فمها بيدينها وهي مصدومة من صرخة الهنوف اللي حستها تتردد بصدى غريب , تناهى لها صوت جري البنات , فقالت على طول : جاسم فيييييييييييه .. على كلمتها سمعت صوت ضجة تبعها صوت سقوط ممزوج بتأوهات .. : أسنانييييييييي , يعععععععع شعر ... : أنا اللي مفروض أشتكي أسنانك حفرت خندق في راسي , كله منك .. : سوري تزحلقت .. وشافت من طرف الممر ساق ريم اللي ميزت شرابها الصوف وراس العنود اللي قالت بصوت مكتوم : قومي عني يالدبيــــــــــه ... وضربت ساق ريم وهي تقول : ريم يالخبلة رجلك عند أخويه .. قهقهت أزهار من قلبها ولف جاسم وجهه وهو بالقوة كاتم ضحكه عشان ما يحرجهم , شقحت البندري العنود الطايحة جنب ريم اللي تزحلقت وهي تحاول توقف نفسها و فوقهم سفانة اللي قاعدة تهز أسنانها الأمامية تتأكد إنها ما تخلخلت .. لفت الهنوف وصرخت بحماس : بندري سمعتي , أزهار حااااااااامل .. شهقت العنود وهي تقول : حامل .. وقامت رغم ثقل سفانة اللي صرخت وهي تثبت نفسها عشان ما تنقلب , ومع حماسها دعست رجل ريم بلا شعور وهي تسأل بفرح : من جــــد ؟؟ كتمت أزهار ضحكها وقالت بحرج : لسه ما كشفت عشان .... انقطع كلامها لمن صرخوا بحماس , حضنتها البندري وحضنتهم العنود وهي تصرخ بعفويه : بأصيـــــــــر خالــــــــــه أخيــــرا .. قال جاسم اللي ما توقع هالفرحة كلها بالخبر : هيييييييييييي , عمه مو خاله .. لفت عليه وجريت له وضمته وهي تقول : عمه وخاله , مبروك يا بابا جاسم , خخخخخخخخخخخ , مو لايق .. ضربها على راسها وقال : اش هالضحكة البشعة ؟؟ التفتوا كلهم للهنوف اللي سألت بحيرة : وانتي ليش تصيحين ؟؟ كانت البندري حاضنة أزهار وهي تصيح بصوت بدأ يعلى مع مرور الوقت , حضنتها أزهار ومسحت على شعرها , كانت الوحيدة اللي فاهمة شعورها , الخبر رجعها لذكريات أليمة , ذكريات تحاول جاهدة إنها تتناساها وهي تمضي بخطوات متعثرة يسندها الإيمان اللي بدأ ينمو بداخلها , لفت أزهار يدينها أكثر حولينها وضمتها بقوة , كان ودها بلمسة تنهي ألم البندري لكن الإنسان لازم يحصد اللي يزرع , تحرك جاسم وفك يدين أزهار وسحب البندري اللي كانت تشهق بقوة وحضنها وهو يقول بتحبب : هذا كله فرحه لنا ولا عشان بتصيرين عمه .. لأول مرة من عرف باللي سوته يخاطبها , قاطعها بشكل مؤلم , كان غير عن عبد الرزاق اللي يتحين الفرص عشان يجرحها بكلمة أو بنظرة لدرجة خافت يفضحها قدام أهلها من كثر ما ينغزها بالكلام , تصرفه معاها كان التعذيب بحد ذاته , التجاهل التاااااام , حتى السلام ما كان يقوله لها إلا من بين أسنانه , عيونهم لمن تلتقي ما تشوف الكره اللي في عيون عبد الرزاق لا كانت تشوف العتاب اللي يذبحها ويسلخ روحها سلخ , لفت يدينها حولين خصره وحضنته بقوة وصياحها يزيــــد , زفر وقال وهو يربت على ظهرها بحنان غريب : كفاية دموع , تراني تعبت منها ... ما قدرت كان كل حرف يوجهه لها يزيد من دموعها , ضحك من نظرات العنود المتسعة باستغراب وقال : عنود والله شكلك يبغاله تصوير , بندر خلااااااص , لفي شوفي شكل العنود .. ضحكت أزهار وهي تمسح دموع المشاركة اللي نزلت غصب , وقالت الهنوف من وسط ضحكها : عيونها خرجت , بنــــت , اش فيك ؟؟ هزت العنود راسها وحكت راسها من ورى وهي تقول بوجع : عيوني طالعه بسبب أسنان سفانة الدبببببببب , أححححححح والله أحسها لساعها موجوده .. ودنقت راسها لأزهار وهي تقول : تعالي بالله شوفي يمكن فكها ناشب في راسي , والله مو بعيد تلقين سن ولا اثنين .. مسدت أزهار راسها وهي تضحك وتقول : مافي شي .. قالت بقهر : أمووووووووت و أعرف اش خلاها تفتح فمها زي المسعورين وهي طايحة وتعض راسي بـ .. قطع شرحها صوت سفانة اللي قالت بعصبية : عنود بسسسسسسسسس , شغلك عندي ... بعدت البندري عن جاسم وهي تضحك وتمسح دموعها , قال جاسم : أنا خارج دحين ياسفانة شوفي شغلك معاها , توصي فيها .. : لا توصي حريص .. تحرك جاسم بعد ما ألقى عليهم نظرة شاملة وخرج , أول ما انقفل الباب سمع صراخ العنود وصوت جري , ضحك من قلبه وقال : الله يديم علينا نعمة العقل .. وهو نازل تذكر عدنان , ضرب جبهته ونزل الدرج بسرعة , أول ماخرج لقيه منزل الكرسي ونايم , دق القزاز ففز على طول و قطب حواجبه لمن شافه وهو يقول : كان نمت ياخي .. ضحك جاسم وقال وهو يفتح الباب : تحرك أنا بأسوق ... ابتسم عدنان وقال : سبحان مغير الأحوااااااااااااااال , ياخي قلنا على السر .. ضحك جاسم وقال وهو يحرك السيارة بعد ما صك الباب : انت قلت بنفسك سر , بعدين هذا الكلام ماينفع للصغار .. رفع عدنان حاجبه وهو يطالع فيه باستنكار , ورجع لف يطالع في الطريق وهو يحس براحة جاسم وابتسامته تنتقل له .. زفرت أزهار وقالت : خلاااااااااااااااااااااااص .. وبعدت يدينهم عن بطنها وهي تقول : لسه مافي شي , لو الجنين موجود بيكون نقطة فين بتحسون بنقطة .. دنقت العنود إلى بطنها وقالت : هيييييييييييييييييي يا دبــــه أنا خالتك وعمتك العنوووووووود , إذا خرجتي تعرفيني من حلاتي .. دفتها سفانة وقالت تقلدها : هييييييييي يا بطل ترى بتعرفها من صوتها النشاااااز , تراها كذابة أحلى وحده أنا وانتبه ترى بأذبحك لو ماناديتني خاله ... شهقت العنود وقالت : تخلخلت عظامك قولي آمين , يناديك خاله لييييييييييييييييييه , عندك أربعة ماشاء الله ينادونك جايه ومحاشرتني على بنت أخويه وأختي لاااااااااااا وكمان تنادينه بصيغة مذكر , احترمي نفسك , اللي جوة بنت .. تقدمت سفانه ولصقت وجهها في وجه العنود وقالت : بيطلع ولد وبيناديني خاله غصب عنك .. رفعت العنود حواجبها بصعوبة عشان جبهة سفانة اللاصقه في جبهتها وقالت : وأنا أقول بتطلع بنت و صدقيني لو نادتك بخاله بأقطع لسانها قطع .. : ولد .. : بنت .. : ولد .. : بنت .. ضحكت أزهار على أشكالهم و قالت الهنوف بحزم : خلاص انتي وإياها .. قالت العنود بعد صمت : انقلعي يا عضاضة رؤوس البشر .. قالت سفانه وهي تدور على محشة : روحي يا ... يا ... يا أم شعر ماله طعم .. رمتها العنود بنظرة تريقة وهي تقول بهدوء : الله يا أم شعر بطعم الكرز الياباني .. تبعته بعصبية : ما كل الناس شعورهم مالها طعم يالغبية .. انفجروا كلهم بالضحك لمن ردت سفانة بتريقة : ليه الأخت ذواقة شعور وأنا ما أدري .. قالت العنود : بديهي .. ومسكت خصله من شعر أسماء اللي جالسة جنبها ولحست طرفها , صرخوا باستنكار وسحبت أسماء شعرها وهي تصرخ بقرف : يععععععععععععععع , عنيدي يالقرفـــــــــه .. تفلت العنود كذا مرة ومسحت لسانها و هي تقول : يعععععع طعم بلسم أعشاب .. قالت أسماء : اليوم تروشت , يععععععععععععععع , دحين لازم أغسله .. قالت العنود بتكبر : إيوه لازم تغسلينه عشان ما يتجمع عليك النمل ترى ريقي عسل .. ضحكت أزهار على خبالهم ومناقشاتهم الفاضيه وهي تحس بسعادة عميقة وهي تشوفهم في بيتها ويتعاملون معاها بطبيعية وكإنها عاشت معاهم طول حياتها , لكن ......... التفتت لعهود اللي جلست غير بعيد عنهم وهي حاطة رجل على رجل , كانت عيونها المركزة عليهم تحمل برودة ونظرات غريبة وحواجبها الخفيفة المرسومة بعناية مرفوعة بطريقة تدل على مللها من المنظر اللي تشوفه .. بعدت أزهار بصرها وهي تصرخ بداخلها ~ يارب سامحني , ماني قادرة أحب هالبنت , نظراتها ترعبني ~ ... *********************** الساعة 9.40 مساء : في انتظار الرجال في المستشفى : : شوفوا نتكتم على الموضوع نهائيا إلين يقوم حسان ويعدي مرحلة الخطر , يعني نرسل رساله موحده لكل الجوالات نكتب فيها إننا قررنا ننام في البر ونقفل الجوالات وبما إن المنطقة بعيدة عن الإرسال فحيخمنون إننا لسه في البر .. سأل عمر وهو يطالع في جاسم وعدنان اللي فكروا بالفكرة وطرحها جاسم عليهم : وعبد الإله ؟؟ محد فينا راح وطمنه ولا حاول يشوف موضوعه .. قال عبد الرزاق : أنا ... قاطعه الكل في نفس الوقت : لالالالالا ... وقال عدنان : يرحم أهلك خلك مكانك , بتروح وماعاد ترجع بنلقاهم زاجينك معاه و بنضطر نخرج اثنين بدل واحد , إحنا محنا ناقصين .. زفر عبد الرزاق ورفع يدينه وهو يقول : as you wish …. قال عمر : خلاص أنا أروح له .. قال ماهر : وأنا وسامر نرجع للفرشة ونجيب الأشياء والمسدس وكل شي .. هز عدنان راسه وقال : لاااا , أكيد بيكون هذا تغير لمكان الحادث , مو لازم ناخذ شرطي معانا ولا شي من هالقبيل .. قال جاسم بغيض : صدقني ما عندنا هالتطور , شفت كيف النقيب سأل عن المسدس وراح بلا اهتمام لمن قلناله نسيناه .. قال ماهر وهو يأشر على سامر اللي جا : شوفوه سامر جا كان معاه شرطي في الممر , خلونا نسأله .. التفتوا كلهم باستغراب من الموضوع لسامر اللي سأله ماهر : وين الشرطي اللي كان معاك ؟؟ اش كان يبغى ؟؟ .. هز سامر أكتافه وقال بحيرة : سأل عن حالة حسان و راح .. : بسسسسسسسسسس .. : بس .. زفر جاسم وقال بعصبية : الله يقطعهم , نتصرف من عندنا خلاص , روحوا سووا اللي اتفقنا عليه وإذا قالوا ليش جبتوه قبل مانشوف موقع الحادث بنحط نفسنا أغبياء ... كتبوا الرسالة وأرسلوها من جوالاتهم وتردد جاسم قبل ما يفتح جوال حسان ويرسل الرسالة لعمته .. ********************* الساعة 10 مساء : في سجن بريمان : : ياشيخ علي , ياشيخ علي .. قام من نومه على يد تهز كتفه بقوة وصوت ضجيج يحيط به , أول ما اندفع لذاكرته ~ حسااااااااان , ولدي مات , رحمتك وعفوك يارب , أنا متى نمت ؟؟ حساااااااااان ~ انصدم لمن شاف سيف قدامه ووراه مجموعة جنود , قام من السرير وهو يقول : خير إن شاء الله .. قال سيف بتأثر : الفرج يا شيخ , الفرج جا , الأمير **** اللي سمع بموضوعك وحقق في القضية لمن عرف بموضوع حسان أصدر مذكرة عفو سريعة وطالب بتبرئتك و إسقاط التهم كلها ودفع السبع ملايين المطلوبة وأمر بإطلاق سراحك مع دفع تعويض كمان .. واختنق صوته وهو يقول : وحسان نجحت عمليته , توني جاي من المستشفى , الدكتور قال نجحت العملية بنسبة 90 % .. غمض عيونه وهو يقول بصوت متهدج : يارب رحمتك وسعت كل شيء .. سمع تبريكات الجنود اللي كانوا دايم يزورونه ويخدمونه بعيونهم وهم معتبرينه قدوتهم , هزه سيف وهو يقول بحماس : هيا يا شيخ تحرك بتخرج دحين , ورقة عندنا هنا .. والجنود يصدرون بأصوات حماسية مصحوبة بتصفيق وصفير وواحد متحمس يصرخ : ظهر الحق وزهق الباطـــــــل .. تلاه ضحكهم العالي , مسح علي وجهه وجلس على السرير وهو يحس بفتور في جسمه من شدته ماقدر ينحني ويسجد شكر فاكتفى بإيماءة راسه إنه يسجد وهو يتحمد لله ويشكره .. **************************** الساعة 10.10 في قسم الشرطة : : ممنوع يا شيخ والله ما أقدر .. زفر عمر وقال : طيب ممكن توصله إنه حسان نجحت عمليته بفضل الله أكيد إنه قلقان .. هز الشرطي راسه وقال : إن شاء الله , شي ثاني .. جلس عمر يسأله عن الإجراءات المطلوبة منهم والإجراءات اللي بيطبقونها على القضية والشرطي يشرح له كل المطلوب .. وبعدها خرج وهو يترجاه ما ينسى يروح لعبد الإله ويبشره .. : عبد الإله صالح .. رفع راسه اللي سانده على الجدر وراه وقام بسرعة وتوجه للشرطي اللي طالع فيه بهدوء قبل ما يبتسم وهو يقول : قريبك نجحت عمليته .. اندف ومسك القضبان وحصرها وهو يقول بلهفة : حسان نجحت عمليته , متأكد من هالكلام .. ابتسم وقال وهو يدخل يده من بين القضبان ويربت بها على كتفه : واحد مطوع جا من المستشفى وخبرني بهالخبر , الحمد لله .. همس وهو يطالع في الشرطي بامتنان : الحمد لله , الحمد لله .. فلت القضبان وتحرك وجلس على الأرض في الركن اللي كان جالس فيه من يوم جا , ضم ركبه له وسند عليها أكواعه ودفن وجهه بين يدينه وهو يردد : الحمد لله , الحمد لله .. تحلقوا حولينه المساجين اللي عرفوا بقضيته من ثرثرة الشرطة وكل يبارك له .. *************************** في الشقة : طالعت أزهار في الهنوف اللي تلعب بجوالها وسألت : هنوف اش في ؟؟ رفعت الهنوف راسها وقالت : هااااااا , لا ولا شي .. جلست جنبها وقالت : ماتعشيتي زي الناس , ماعجبك الكابلي اللي سويته .. هزت راسها وقالت : بالعكس ماشاء الله مرة طعم , تسلم يدك .. وزفرت وهي تهمس متابعة : حسان ما قالي إنه بيبات هناك .. سكتت أزهار تستناها تكمل كلامها , لفت عليها الهنوف وقالت بحرج : الأسبوع اللي فات كنت مشغولة مع العنود والبندري وزواجها المفاجئ و ما قدرت أتصل عليه أو أرد على اتصالاته و تواعدنا إننا نتكلم الليلة بعد ما يرجع من عشا الرحلة .. انعصر قلب أزهار وهي تتذكر حسان وتتخيل لو إنه جاسم اللي صار اللي صار اش بتسوي لو دريت , قالت بتشجيع : أكيد ما في إرسال ... لفت بوزها وقالت : وإنت ليش أرسلك جاسم ؟؟ كان يقدر يرسل .. حكت أزهار حاجبها وهي تتذكر رسالة جاسم اللي أعلنتها عندهم , وإنه الشباب قرروا ينامون في البر .. : يا بطنييييييييييييييييييييييييييييييي .. لفت على العنود الي دخلت وهي تتوجع من بطنها وسفانة تقول : حد قالك تدبين الأكل دب , ماشاء الله أكلت من قلب .. أشرت على أزهار وهي تقول : كله منها , ليش أكلك لذيذ ؟؟ ضحكت أزهار وقالت بمزح : شكرا على هالإطراء .. قالت العنود : إلحقي على ريم لساعها قاعدة تاكل .. وصلهم صوت استنشاق ريم اللي دخلت وهي تقول : اش قالولك سعليه زيك ؟؟ ثلث لشرابك وثلث لطعامك وثلث لنفسك .. رمت العنود نفسها ومددت ظهرها وهي تقول بصوت مخنوق : واااااااااااو أنا ثلاثة أرباع طعام وربع للشراب والنفس راااااااااح فيها .. قالت الهنوف : الرسول يقول بحسب ابن آدم لقيمااااااااااااات تقمن صلبه .. قالت سفانة : سامعة , لقيمااااااااااااااات مو غرفاااااااااااااااااات .. خرجت أزهار وابتسمت لعهود اللي جالسة تغسل يدها وراحت للمطبخ اللي أصروا يتعشون فيه , ولمن شافت أسماء تشيل الصحون قالت : والله ماتشيلين ولا شي , خليه أنا أنظف كل شي .. قالت سفانة اللي وراها : مو بكيفك .. وقامت تشيل الصحون , قالت أزهار بحزم : أنا حلفت , بعدين لا تخافين بأكرف عنيدي وبندري كرف مادام بينامون هنا عندي .. قالت البندري : يا سلااااااااااام , اش معنى هنوف ماحطيتيها في قائمة الكرف .. ابتسمت وقالت بحرج : أستحي , عيب أختنا الكبيرة .. أزهار رغم معرفتها إنها أكبر من الهنوف بشهر إلا إنها مازالت تعتبرها أختها الكبيرة .. جات العنود جري وقالت : بنات عمي صالح تحت , بسرعة تحركوا .. ووراها ريم اللي تلبس طرحتها وهي تقول : أبويه مارضي يجينا السواق في هالوقت , عشان كذا جا بنفسه , تحركوا يلا .. تحركت أسماء وسفانة بسرعة , ابتسمت أزهار وتبعتهم للممر وهي تقول : جزاكم الله خير على الزيارة , استانست بالجلسة معاكم .. وقفت جنبها العنود واتكت على كتفها وهي تقول : جزاكم الله خير , آنستونا والله , زرونا مرة أخرى تجدوا ما يسركم .. لفت عليها سفانة وقالت : يا مخص اللقافة , تعالي بطنك طابت .. تأوهت العنود وحطت يدها على بطنها وقالت : لاااااااااا ... شهقت ريم وقالت : يا ناس كذابة البنت هذي .. وخرجت وهي تقول : الله يعينك عليها يا أزهار بتبلاك الليلة من كثر الشكاوي .. ودعتهم أزهار وصكت الباب بعد ماخرجوا كلهم , التفتت لأخواتها وصرخت بحماس : واااااااااااااااااااو بتنامون عنديييييييييييييييييييييييييييييييي ... اتفاجؤا من صرختها وضحكوا لمن استحت وهمست : تحمست مو ؟؟ صفقت العنود يدينها ببعض وحكتها وهي تقول : إحنا لوحدنا ... و ضحكت ضحكة شيطانه مسرحية وهي تكمل بتريقة : ننادي أصحابنا , أنا أدق على صاحبي و .. ضربوها كلهم وهي تضحك على ردة فعلهم ... *********************** الساعة 12 في بيت حمده : : طارق خير .. ابتسمت نورة لكلمة أمها وقالت وهي تقوم : إن شاء الله .. : يمكن حسان غير رأيه وجا ينام هنا , أعرف ما يحب ينام برا البيت .. قالت خولة وهي تأشر لأمها إنها تجلس وهي تقوم : جده هذا اللي تتمنينه , شكلك إنتي اللي ما بيجيك النوم من كثر ماانتي مشتاقه له .. قالت حمده وهي تنفض يدها مستنكره : أشتاق له ليه ؟؟ من زينه يجيب لي الصداع لا جاني , افتكيت من رجته اليوم .. ضحكت سمية وهي ترمي ورقة في ميدان اللعب وغطت فمها ببقية الأوراق اللي في يدها وهي تهمس : يعني يعني ماني مشتاقة لحسان .. ضحكت الخنساء وقالت وهي تدق سالم : هي سويلم طالع طالع , لا تفوتك جده .. لف سالم على جدته وضحك لمن شافها مثبته نظرها على الباب تنتظر اللي جاي , قال بصوت عالي وهو يسحب ورقة ويرميها : مشكلة اللي يحطون نفسهم ماهم مشتاقين وهم .. دقوه الثنتين باستنكار وهم يكتمون ضحكهم , قالت نور اللي ما فهمت قصده : مشلا ضحككم , مخلين خولة تقوم وانتم جالسات يالمعبرات .. أول ما شافت خوله زوجها من العين فتحت الباب وهي تقول بضحكه : بدري يا أفندي كان نمــ .... وذابت الكلمات وهي تشوف الشخص اللي وراه , ثوبه وشماغه اللي بدون عقال ~ أكيد أتوهم , أكيد أتحلم , أبويه , أبويه ~ وصلها صوته الحنون وهو يقول : خولة .. صرخت خولة بعدم تصديق .. فز سالم أول ما سمع صرخة أمه وهو يرمى الورق اللي في يده وتبعته البنتين ونورة اللي ماشالتها رجولها من الخلعة تجمدت في مقعدها , أول ما خرجوا للممر شافوها متعلقة برجل ماعرفوه لأول وهلة , تراجع حميد زوجها لمن شاف الخنساء و ابتعد عن المكان , صرخت الخنساء بعدم تصديق لمن تبينت الرجل : أبويــــه .. ورجعت جري لغرفة جدتها , دخلت من الباب وهي تقول بلهفة : أمي أبويه رجع , أبويه رجع .. واختنق صوتها وهي تهمس : والله رجع , والله رجع .. غطت نور وجهها وهي تبكي و تتحمد ربها لمن شافت نورة تفز من جلستها وهي تقول بعدم تصديق : علي رجع , علي رجع .. مشيت بخطوات متعثرة وهي تحس روحها تسبقها , أول ماشافته وسالم وسمية متعلقين به وخولة تمسح على كتفه وهي واقفة جنبه تصنمت مازال كما هو لكنه نحف كثير وحفر الزمن أخاديده في وجهه اللي كان يحمل أعتى علامات التعب , حست بقلبها ينبض ومشاعر تختلط بداخلها , رفع راسه عنهم وطالع فيها , مازالت بنفس الهدوء ورباطة الجأش اللي يحبها فيها , نفس القوة , نفس الجمال الهادئ اللي اعتاده .. ابتسم وبعد أحفاده وتقدم منها وهو يقول بمرح : السلام عليكم , كيفك يا أم حسان ؟؟ سامحونا جينا بدون موعد .. ابتسامته ومرحه اللي ورثه لكل أبناءها زاد ألمها وحست بمشاعرها تخنق أنفاسها , همست وهي تقاوم دموعها : الحمد لله على السلامة .. وقف قدامها وهمس : اشتقت لك يا نورة .. نزلت دموعها وغرقت وجهها وهي تمد يدين مرتجفة له , ضمها وهو يأكد لها : والله اشتقت لك .. كان تحس بحنجرتها متضخمة وتضغط على جدران حلقها من كثر ماهي كاتمة انفعالاتها , شهقت و سحبت الهوا من فمها و صرخت وهي تتشبث بثوبه : علــــــي , علــــــــي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .. ضمها أكثر وهو يقول : أنا هنا , أنا هنا وإن شاء الله ماعاد بأروح عنك .. صرخت نورة بلا إحساس وهي تتشبث به أكثر خوف يروح عنها , خمس سنين عاشتها وهي تتظاهر بالقوة عشان أولادها , خمس سنين تحملت وجع فقده , خمس سنين وهي تكافح لوحدها عشان هاللحظة اللي جات بلا مقدمات , خمس سنوات كانت تنام فيها وقلبها متيقظ وروحها في مكان آخر , صرخت وصرخت وصرخت ... ضمت خولة بنتها والخنساء اللي يصيحون على منظر نورة المنهارة , قالت الخنساء من بين دموعها : أمي خلاااااااص , هو رجع خلااااااااص .. هزتها خولة وهي تضمها : اششششششششش خليها , خليها تطلع كل اللي في قلبها .. : أمي اش فيهاااااااااااااا ؟؟ واجتاحتها موجة دموع جديدة وهي تشوف أبوها مثبت نفسه ومقاطع ذراعيه ورى ظهر أمها المنهارة صياح وضامها بكل قوته عشان ما تطيح وهو يهمس : أنا هنا , الحمد لله اللي ربي ما أخذ أمانته وأنا ما شفتك , الحمد لله , خلاص يا نورة أنا هنا .. حس بيدينها تتراخى وحس بها تنزلق من بين ذراعينه وصياحها وصراخها يخفت ويتحول لنشيج خفيف مصحوب بأنين موجع , اضطر ينزل للأرض معاها عشان ما تطيح , صرخت سمية بخوف وهي تجري لنورة : جــــــده .. جات حمده وهي تتمايل مستندة على عصايتها واليد الثانية ساندها سالم , و شافت نورة ممدة على الأرض في حالة من اللاوعي وهي تئن ودموعها مهي راضية توقف وعلي جاثي جنبها وهو يمسد خدها وجبينها بحنان وهو يقرأ عليها والبنات حولينها يصيحون , قالت بصوت مخنوق وهي تدق خولة بعصايتها : ابعدوا عنها , ابعدوا عنها .. وأشرت لسالم اللي ناولها قارورة موية الصحة اللي كانت في يده , حطت من الموية في فمها وبختها على وجه نورة اللي شهقت من برودة الموية وهي تنتفض , قالت حمده بحزم : تقومين ولا أبخك ثاني .. مسح علي نقاط الموية عن وجهها وهو يقول : يلا نورة قومي ... رفعت نورة يدها بضعف ودموعها تزيد ونشيجها يعلى أكثر , شربت حمده من موية الصحة وبختها مرة ثانية , شهقت نورة وارتفع صوت بكاها , قالت حمده بعصبية : والله لو ما قمتي بأبخك , كذا تستقبلين زوجك , قومي بسرعة .. مسح علي الموية المختلطة بدموعها وهي يبتسم ويقول بمرح : نورة قومي ترى عمتي ناوية تغرقك .. همست وهي تفتح عيونها بضعف : خلاص قايمة .. ولمن شافها بتقوم سندها وجلسها ونسي كل اللي حولينه وهو يمسد خصلات شعرها المبللة ويرجعها ورى إذنها ويمسح الموية من وجهها , جلست خولة جنب أمها وقام علي لمن تذكر نفسه وسلم على حمده اللي سلمت عليه وهي متلثمة بمسفعها , ضحكت الخنساء لمن قال سالم باستغراب ممزوج بسخرية : توها كانت تبخبخ موية على جدة قدامه ودحين متلثمة .. ضربته أمه على فخذه وهي تقول : ولد عيب .. وسمية تهمس وهي تمسح دموعها : اششششششش لا تسمعك والله تلعن جدفك .. بعد ماسلم عليها لف على نورة اللي أشرت لهم إنها ما تقدر تقوم دحين وقال : قومي أسندك .. هزت راسها بلا وهي تمسح وجهها بخجل , ابتسم ودنق ورفعها بقوة وسندها , حطت سمية يدينها على خدودها وهمست للخنساء اللي كان ودها تنقز في المكان من كثر فرحتها : يا رب ترزقني واحد زي جدو علي يارب .. همست الخنساء بتريقة : طرتي وقعتي مالك غير حمودي .. لفت عليها سمية وضربتها وهي تقول بقهر : خليته لك ... وتحركت تلحق بهم وهي لافه بوزها , ضحكت الخنساء وتبعتها وهي تعرف إنها تكره تنديعهم لها بمحمد ولد جلال .. ************************ في نفس الوقت في المستشفى : مازال الوجه الأسود المبتسم وعيونه وأسنانه المناقضة لبشرته تلاحقه , حس برغبة في التطليع وبوجع غريب في كل جسمه , حرك فمه لقيه جامد , فتح عيونه ببطء وقفلها بقوة لمن جهره الضوء الأبيض , حس بغصغصة وبشي غريب في حلقه , فتح عيونه دفعه وحده لمن دوى صوت الطلقه مضيء ظلمات عقله , دار بنظراته للي حوله , حاول يتحرك لكن ما في جزء في جسمه يطيعه غير عيونه , تلفت يمين ويسار , كانت الأجهزة تحيط به وخرطوم غريب محشور في فمه , عرف سبب الغصغصة اللي في حلقه , حاول يتحرك يصدر أي صوت لكنه ماقدر , لمح خيال ممرضة تتحرك من قدام الغرفة , حاول يصدر صوت لكنه ماقدر , بدأت الصورة تهتز قدامه وتتماوج ورجعت الأصوات تعمق كإنها خارجة من بئر عميقة ورجع الوجه الأسود المبتسم قبل ما يتلاشى كل شيء فجأة مع صوت جاسم القادم من البعيد وهو يقول للممرضة : دقيقة بس أبـ....... مد يده بتردد وتلمس شعر حسان وهو يهمس : حسان .. كان صوت صفير الأجهزة يتردد حولينه مختلط بصوت ضخ جهاز التنفس للهوا , زفر وابتسم وهو يهمس : ترا ماقصدت لمن قلت ربي يفكني منك .. : جاسم .. التفت لعدنان اللي ناداه من خارج العناية قبل ماتطلعه الممرضة برا العناية , دنق جاسم وسلم على جبينه ومسح شعره وتحرك خارج , قال عدنان على طول : نسيت رحلتنا للرياض بعد ساعة ونص , أكيد الوالد يستنانا , اش نسوي دحين ؟؟ .. قال بعد تفكير : لازم تروحون , مو معقولة بتأجلون رحلتكم .. قال سامر : ما نبغى نروح قبل ما يتجاوز حسان مرحلة الخطر ... وهز ماهر راسه مؤيد وهو يقول : نبغى نتطمن عليه .. قال جاسم : نوافيكم بالأخبار أول بأول بالمكالمات , عدنان وراه رحلة للشرقية بكرة عشان العمل .. ساد صمت في المكان قطعه عدنان وهو يقول بهدوء : هو من ناحية لازم نرجع لازم لأنه حتى ماهر عنده رحلة بعد بكرة .. حط جاسم يده على كتفه وهو يقول : جزاكم الله خير , كفيتوا ووفيتوا , والله ما قصرتم معانا .. توادعوا بهدوء يسوده الحزن , زفر عبد الرزاق لمن لقي نفسه لوحده مع جاسم وعمر وقال : ما أدري ليه أحس بالضيق لريحتهم .. دقه عمر وهو يقول بمزح : ما توقعتك عاطفي لهالدرجة .. وكمل وهو يأشر بيدينه كإنه يشرح معادلة : ترا هذا الشعور لأنهم وقفوا معاك في وقت عصيب فصار في ارتباط بـ .. رماه عبد الرزاق بنظرة حاده وهو يقول بسخرية : لا والله , متى غيرت مهنتك من مطوع لمحلل نفسي .. ضحك عمر وقال بحزم ممزوج بابتسامة حلوة : ترى الطواعة مهي مهنة ... زفر جاسم وهو يسمع لمناقشتهم اللي بدأت واللي هو متأكد إنها ماحتنهي قريب , تحرك وجلس على مقاعد الانتظار وهو يطالع في باب العناية اللي مالهم شهرين واقفين عندها عشان عمه صالح , استغفر ربه وهو يفكر في عمه صالح اللي أشفق عليه وهو مهو عارف كيف بينقلون له الخبر وكيف بيتلقاه ... **************************** في بيت حمده : أول ما دقت سفانة الباب انفتح وطلت منه سمية والخنساء , قالت بفجعة : بسم الله , اش فيــــــــه ؟؟ سحبتها الخنساء وهي تقول : بسرعة , بسرعة .. لفت على أسماء اللي تدفها سمية من ظهرها عشان تسرع في مشيها , سألت : اش عندهم المتخلفات ؟؟ هزت أكتافها وقالت : ما أدري .. سحبتها جوة الصالة الداخلية وهي تقول : ترااااااااااااا .. تجمدت سفانة لمن شافته يقوم من جنب أمها وهو مبتسم ويقول بهدوئه المعتاد : كان مهدتي لها .. تراجعت لورى وصدمت في أسماء اللي وقفت مصنمة تحاول تستوعب المنظر , نقلت سفانة بصرها بسرعة بينهم , وجه أمها المنتفخ من كثر الصياح , خولة تأشر لها تتقدم , الخنساء وسمية المبتسمات ابتسامات واسعة ورجعت ركزت نظرها عليه وهي تقول : أبويه .. وصرخت بعدها وهي تندفع له : أبويــــــــــــه .. اختلطت صرختها بهتاف أسماء : جدوووووووو ... فرد يدينه وتلقها في أحضانه ومد يده اليمين وأشر لأسماء اللي طالعت في من مكانها ودموعها تنزل بصمت , جريت له وضمته , ضمهم الثنتين بقوة وهو يحس بقلبه ينبض بسعادة مالها حدود .. زادت دموع سفانة لمن التقت يدينها ورى ظهر أبوها شدتها بقوة وهي تصييح وتصرخ بداخلها ~ نحف , نحف , ماكان ياكل ~ ابتعدت عنها أسماء وهي تمسح دموعها وهي تقول : الحمد لله على السلامة .. قال وهو يضم سفانة : الله يسلمك , ماشاء الله محلوة .. رفعت سفانة راسها عن صدره وقالت باعتراض : أنا أحلى .. ضحك وضمها وهو يقول : كلكم حلوات .. وجلسوا يتبادلون الحديث وسفانة لاصقة فيه وهي تسأله عن كل شي يخطر ببالها عن السجن والفترة اللي قضاها , وبعدت عنه لمن تذكرت شي وراحت جري لغرفتها وهي تقول : دحين جاية .. قالت خولة وهي تنزل جوالها : أفففففففف مقفل , شكله مافي إرسال نهائي ... سكت علي وهو يسمع نورة تقول : سبحان الله اليوم اللي يقرر فيه ينام برا البيت يجي أبوه .. قالت الخنساء وهي تضحك بأذيه : خخخخخخخخخخخ , اسمني بأغيضه غيااااااااااض ... شويه و جات سفانه وهي شايله بشته الأسود , ابتسمت بفرح وقالت وهي تمده : أخيرا بيرجع لصاحبه , تعب من كثر مايستنى .. ابتسم علي ابتسامة شجن وقام وأعطاها ظهره , ابتسمت بفرح ولبسته له وهي تقول بصوت مخنوق من البكى : الحمد لله على سلامتك ياشيخ علي .. وغطت وجهها تصيح وهي تقول : الحمد لله على سلامتك يا أبويه .. ضمها وهو يقول : الله يسلمك من كل شر .. رجعت موجة بكاء جديدة , زفر سالم وقال بعدم تصديق : ياااااااااااااااا الــــلـــه هذولي عندهم مصانع دموع , خلاااااااااص قرفتوني .. ضربته حمده بعصايتها , لف عليها وقال وهو يشوفها تمسح عيونها بمسفعها : حتى انتي تصيحين ؟؟ ضربته مرة ثانية وهي تقول بصوت مخنوق : مالك دخل , قوم عني قوم يلاااا .. *********************** يوم الجمعة 15 / 8 / 1427 هـ : بعد صلاة الفجر : : جاسم .. رفع جاسم راسه اللي دافنة بين يدينه بصدمة ووقف على طول وهو يطالع في الخمسة اللي واقفين قدامه , حس بأنفاسه تضيق وهو يحاول يتمالك نفسه , همس أبوه بعطف وهو يحط يده على كتفه : بسم الله عليك يا ولدي ... ~ أكيد أحلم , أكيد , متى أصحى ؟؟ متى ؟؟ ~ التفت لعبد الرزاق المتمدد على الكراسي ونايم وعمر الجالس جنبه وهو مرجع راسه على ورى ومغطيه بشماغه , آخر شي يتذكره إتصال عدنان من المطار وعمر اللي راح غير لبسه الرياضي بثوب عشان يصلون الفجر , رجع التفت لأبوه اللي واقف مع عمه صالح وحميد زوج خولة و ........ ابتسم علي وقال : كيف حالك يا جاسم ؟؟ اندفع جاسم وحضنه وهو مو مصدق عيونه , حس بوجع في قلبه إنه حسان مو صاحي عشان يشوف أبوه , قال : عمي علي حسان .. ربت علي على ظهره وهو يقاطعه : عارفين بكل شي , عارفين .. بعد ولف على عبد الإله اللي قال بصوت كسير : أبوك تدخل وخرجني , كيف حسان دحين ؟؟.. مسح وجهه عشان يضيع التعب وقال : مستقر بس كيف .. وطالع فيهم بحيرة , كانت الأحداث سريعة لدرجة مو قادر يربطها بداخله , متى خرج علي , وكيف عرفوا , ومتى خرجوا عبد الإله ؟؟ قال علي : نقولك كل شي على رواقه بس أبغى أدخل أشوفه دحين .. قال جاسم : ممنوعه الزيارة حاليا ... تحرك حميد وقال : أنا أروح أطلب إذن من الدكتور الخاص بحالته , اش اسمه ؟؟ قال : رامي هو الجراح الوحيد هنا .. جلسه أبوه وهو يأشر له إنه ما يصحي الاثنين ما دامهم نايمين , وأول ماقاله إنه علي خرج بعفو بعد ماسمع الأمير بموقفه من اللي صار لحسان تذكرها وتذكر اللي قالته ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) , ابتسم وهو يقول : سبحان الله , كيف سمع الأمير بالموضوع في نفس اليوم وبسرعة .. قال علي : إنت تعرف من يوم رفضت أسدد الفلوس المطلوبة من عبد القادر لأني كفيله , ومن يوم خون فيني هو و ذياب والقضية من دائرة لدائرة إلين انست , وسبحان الله طلع هالأمير الله يطول في عمره واللي ماعجبته ملابسات القضية بعد ماقدم له حسان معروض بتاريخ القضية وتواريخ كل الجلسات , وأمس لمن دروا باللي صار لحسان حاولوا يضغطون علي عشان أوقع تعهد بتسديد المبالغ كلها وأخرج بسراح مشروط لكني رفضت .. وسكت وكمل : اللي خلاني خمس سنين أرفض أوقع على الورقة عشان مايحسبون الناس إني لاهف هالفلوس بالحرام مستغل ثقتهم فيه كإمام هو اللي خلاني ماأوقعها أمس وسبحان الله عظيم المن , سمع الأمير باللي صار واصر يعجل بقرار العفو وسدد المبلغ كله وبرئني .. قال أبوه : تصدق بغى قلبي يوقف لمن شفت عمك علي في المسجد صلاة الفجر , خفت من الكبر قمت أخرف وإلا عمك صالح يأكد لي إنه هو وهناك قالنا على كل شي .. لف جاسم بخوف لعمه اللي قال بهدوء : كم مرة قلتله خلك من هالمسدس مايسمع , خلك من المزح الزايد مايسمع , بس عسى عذا يكون درس له ولكم .. نزل عبد الإله راسه بصمت جا حميد ومعاه الدكتور رامي اللي ابتسم وقال : أهلا أبو حسان .. وسلم عليه وهو يتحمد له بسلامة الخروج وهو يقول : سمعت من حميد شويه من قصتك , تفضل معايا عشان تشوف حسان و تطمن عليه هو في أيدي أمينة إن شاء الله و ..... تبعه علي وهو يشرح له حالة حسان , لف صالح على عبدالإله الجالس بصمت وزفر وتحرك مع أحمد وحميد , تحرك جاسم وجلس جنب عبدالإله بصمت .. وقف علي جنب سرير حسان ومد يده وحطها على صدره وهو يقول : أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك .. رددها ثلاثا وقرأ سورة الفاتحة سبع مرات ودنق بعدها وسلم على جبين حسان وهو يقول : الله يقومك بالسلامة ياولدي .. ورجع سلم على خده وهو يهمس : حسان قوم , أنا خرجت يا ولدي .. ودمعت عيونه وهو يسلم على جانب فمه ويرجع يسلم أنفه وعيونه وهو يمسح شعره ويشد عليه وهو يقول بوجع : حسان قوم عشان تتزوج , خلاص أنا خرجت , أنا خرجت يا ولدي , لا تفجعني فيك يا حسان , قوم ياولدي , تكفى افتح عيونك وشوفني .. وجثى على صدره وحضنه وهو يقاوم دموعه , ورفع راسه ورجع يسلم عليه وقطرات دموعه تنقط على وجه حسان الجامد الشاحب قبل ما تنزلق , مسح علي دموعه ومسح وجه حسان وهو يدعي ربه بداخله إنه يقومه له بالسلامة .. وخرج على مضض كله عشان ما تقلق نورة وبناتها اللي قالوله إنهم يستنونه على الفطور بعد صلاة الفجر ... خرج بعد ماتمالك نفسه وراح للدكتور رامي المتحلقين حولينه أحمد وصالح وحميد .. ******************** بعد صلاة الجمعة : الوجه الأسود المبتسم والعيون والأسنان , فتح عيونه دفعه وحده وهو يغص من الخرطوم اللي مازال في حلقه , شاف ظهر الدكتور اللي ميزه من ظهره خارج وهو يقول : نشاط دماغه في تزايد , هذا علامة جيدة إن شاء الله .. وصله صوت الرجل اللي مالمح إلا طرفه وهو يقول : طيب متى يصحى يا دكتور ؟؟ ~ أبويـــــــــــــــــــــــــــه , أبويه , أكيد أحلم , هذا صوته , والله صوته ~ : هذا علمه عند الله يا أبو حسان , إدعيله .. : يا دكتور أمه بدأت تسأل عنه تحسبه في رحلة , أبغى أقولها شي ما يخوفها .. صرخ حسان بداخله وهو يحاول يتحرك ~ أبويــــــــــــــه , لاتروووووووووووح , أبويـــــــــه ~ ولمن لمحه يتحرك من الدكتور اللي يقول : لازم تعلمها بالحقيقة , إذا قام حسان معناته إن شاء الله تجاوز مرحلة الخطر , قبل كذا ما أقدر أضمن لك شي .. كبح حسان دموعه لمن اختفوا وغمض عيونه بقهر الجهاز المحشور كان يمنعه يصدر صوت وجسمه مو راضي يتحرك .. : حسان .. فتح عيونه على صوت أبوه وبلا مقدمات تدفقت دموعه وهو يصرخ بداخله ~ أبويه , أبويه , أبويــــــــه ~ تقدم منه أبوه وهو يقول بصوت متهدج : حسان .. وضمه بقوة وهو يبكي بصمت ورفع راسه وسلم عليه وهو يمسح وجهه بحنان وهو يقول : كنت أبغى أشوفك قبل ماأروح , الحمد لله اللي رجعت , الحمد لله اللي رجعت .. غمض حسان عيونه ودموعه تنزل بصمت , سلم علي على عيونه وهو يقول : أنا خرجت ياحسان , ربك كريم , جاني العفو يا ولدي .. فتح حسان فمه لكن اللاصق والخروم منعه من الكلام , لف علي وقال للدكتور بلهفة : ماتقدر تشيل الجهاز عشان يتكلم .. تغير وجه رامي قبل ما يقول : رئته مازالت ضعيفة , ما نقدر نشيل الجهاز دحين .. لف علي على حسان وطالع فيه بحنان وهو يهمس : أصبر يا حسان .. ~ جسمي , جسمي ليه ما يتحرك , أبويه إنت متى خرجت ؟؟ رحت لأمي وأخواتي ؟؟ دروا عني ولا لا ؟؟ الهنووووووووووف , إحنا في أي يوم ؟؟ الشباب وينهم ؟؟ اش صار بالضبط ؟؟ أبغى أتكــــــــــلم ~ كان يحس بالأسئلة تضج براسه ويبغى لها أجوبة لكنه مو قادر يتكلم , علي حس في عيونه تساؤلات كثيرة لكن اش ما يدري , ابتعد عنه لمن طلب منه رامي إنه يخرج عشان يسوون فحص للحالة .. أول ما خرج قال بابتسامة لعمر وعبد الرزاق الواقفين بانتظار خروجه عشان يدخلون يزورون حسان : الحمد لله فاق .. طالعوا فيه للحظة وصرخوا بعدها بحماس وهم يضمون بعض بفرحة قبل ما يتراجعون عن بعض متذكرين مناقشتهم اللي تحولت لمصارعة كلامية أنهاها عمر بخروجه من انتظار الرجال , ابتسم عبد الرزاق وقال : خلاص إلى الآن منت راضي تسامح , طايح فينا الدين والالتزام ومنت قادر تسامحني .. ضحك عمر وقال : مشكلتي إني طيب .. وتذكروا جاسم وعبد الإله راحوا للانتظار لقيوهم على وضعيتهم بعد الصلاة , عبدالإله مفترش ثلاث مقاعد وجاسم نايم وهو جالس .. صرخ عبد الرزاق : حساااااان قااااااااااااااااااااااااام .. فزوا في ثواني ماكإنهم كانوا نايمين وتحرك جاسم بخطوات متعثرة وعبد الإله يمسح وجهه بتعب وهو يلحقه , ضربه عمر وهو يقول : بشويش .. حط الضربه وضحك وهو يقول : من فرحتييييييييييييييييييييي ... سأل جاسم : قام يعني فاق وفتح عيونه ؟؟.. هزوا روسهم بحماس , ابتسم وزفر براحة وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله .. والتفت لعبد الإله وهو يقول : فاااااااااااااااق , حسونه فااااااااااااااااااق , مبروك يا عبووووووووووود حسونه تجاوز مرحلة الخطــــــــــر .. غطى عبد الإله وجهه وهو يتنفس بحده , قال عبد الرزاق بخشونه : ترى تصيح أهفك بكف , من أمس وإنت تصيح لدرجة شكيت إنك رجال , حرمة إنت ياغير تدمع .. ضربه عمر مرة ثانية وهو يقول : من قال لك الدموع بس للحريم و ليه إحنا صخور ماعندنا مشاعر , كلنا بشر .. لف عليه عبد الرزاق وقال وهو يهش يده : إنتم معشر المطاوعة غير , منتم داخلين في قاموسنا إحنا الـ ... وسكت لمن رماه عمر بنظرات حاده وهو يقول : قاموسكم إنتم الـ إيه ؟؟ ابتسم وقال : كنت بأقول إحنا الرجال الأشداء .. وشرد لمن هجم عليه عمر وهو يصرخ : أرجل منك يالوصخ .. ضحك جاسم على حركاتهم وخرج جواله وفتحه و دق عليها , كان عارف إنها أكيد ما نامت من كثر التفكير .. *********************** في الرياض بعد الغداء : : فاااااااااااااااااااااااااااااااق .. لف ماهر وسامر على عدنان اللي صرخ بها وهو يقوم من جلسة أعمامه وهو يقول : الله يبشرك بالخيــــــــر , والله فرحتني , والله فرحتني , الحمد لله على سلامته , سلم على عبد الإله وقوله خطاك السوء .. قام ماهر وسامر ووقفوا عنده , لف عليهم بعد ماصك جواله وقال : حسان فاق والطبيب فحصه ويقول وظائفه كلها كويسه والنتائج مطمئنه مبدئيا ... زفروا براحة وعبد الكريم يقول : الحمد لله على سلامته .. وخرج جواله عشان يتحمد لأحمد بسلامته ... ذابت ابتسامة عدنان وهو يشوف نظرات عمه وصقر , لف على ماهر وقال : تعال أبغاك في كلمة راااااااااااس .. قال الكلمة ألأخيرة وهو يطالع في سامر اللي قال : طيب .. ابتسم عدنان وهو يشوف ماهر يعانده ويذكره بذيك المرة اللي طلب فيها سامر لوحده , خرج من مجلس جدته الكبير ووقف في الحوش وقال لماهر بحزم : بعد العصر نروح لبيت عمي وننهي موضوعك إنت وأريج .. لمن فتح فمه بيتكلم قال بحزم : ما أبغى أسمع غير إن شاء الله .. لف بوزه وقال بضيق : إن شاء الله .. وكمل : أكيد كلمتك .. رفع حواجبه وقال : أكيد كلمتني , خلاص هالمسرحية لازم تنتهي , قاعد تتغلى عليها وإنت ودك اليوم قبل بكرة تشوفها .. وتحرك راجع للمجلس رغم اعترضات ماهر وهو يقول : بأكلم عمي وصقر , خلك جاهز بعد الصلاة على طول عشان ورايا سفر .. ************************** : جزاك الله خير , جزاك الله خير , ماتقصر والله يا أبو خالد , أصيل وراعي واجب .. بعد ماقفل جواله لف على جلال وصالح وهو يقول : هذا أبو خالد يتحمد لي على سلامة حسان .. كان الوجوم سائد على وجوه عيال جلال وعبد الرحمن اللي توهم دروا بالموضوع , قال صالح : والله مايقصر , هالرجال أكثر من أخ .. لف جلال على أولاده وسالم اللي زام شفايفه بقوة وقال بحزم : هي إنت وإياه , قلنالكم الولد فاق خلاص , قولوا الحمد لله .. قام سالم لمن بدأت شفايفه وخرج للحوش , زفر جلال وقال لمحمد : روح شوف فينه , أكيد راح يصيح ... خرج محمد ودور عليه لقيه ورى الفيلا وهو يصيح , راح له وقال بخشونه : ياخي خلاااااااص , تصيح زي البنات , حسان كويس الحمد لله .. مسح سالم دموعه وقال بخشونه : مين قال إني قاعد أصيييييييييييييييح , شي دخل في عيني .. ابتسم محمد وقال : طيب غسل وجهك و روح أدخل عند خالاتك وأخواتك أكيد جدك دخل عندهم عشان يعلمهم على الموضوع .. غسل سالم وجهه ونشفه ودخل للصالة الداخلية , من انسجن جده انتقلت جدته وخالاته وخاله حسان للعيش مع جدته اللي عايشة في فيلتها المقسومة لقسمين , فيلا دوبلكس هي في الدور السفلي ونورة معاها في نفس الفيلا والدور الثاني مخصص للنوم و شقتين إيجار لها قسم منعزل عن الفيلا ... دخل على لحظة قول جده : تعور وهم يمزحون مع بعض ودحين هو في المستشفى .. شهقوا البنات برعب وحطت نورة يدها على صدرها وهي تقول بخوف : تعور كيف ؟؟ قال بهدوء : انجرح ونقلوه للمستشفى بسرعة والطبيب طمني عليه .. سألت سفانة برعب : إنت رحت له ؟؟ متى ؟؟ ابتسم وقال : بعد ماصليت الجمعة رحت له وتطمنت عليه .. جلس بهدوء وهو مستغرب طريقة نقل جده للخبر , قالت حمده وهي تعدل لثمتها وتغطي رجولها وتشد في أكمام ثوبها مستحية من زوج بنتها : أنا قلتلهم خرجة العيال ماوراها إلا المصايب , عوروه بإيه ؟؟ قال متجنب الرد على السؤال : تعرفينهم يا عمة لعبهم ومزحهم ثقيل , الله يهديهم بس .. انتبهت نورة فسألت بإصرار : تعور بإيه .. لف عليها معاتب وقال : هو بخير وهذا أهم شي صح ؟؟ ولف عليهم وقال بهدوء : اللي تعور به شي حاد لكنه الحمد لله نجى منه , واحد من الشباب كان يمزح بمسدس وانطلقت .. صرخوا برعب وفزت سفانة وهي تصرخ : مســــــــــدس ... قالت حمده وهي تحط يدها على راسها : يا حسرتي على ولد بنتي ... قال بحزم حنون : والله توني جاي من عنده , مافيه إلا العافيه , تعدى مرحلة الخطر وفاق , إحمدوا الله تراه كان بيموت لكن ربي ستر ونجاه وهو بخير دحين وهذا المهم , ترا العفو جاني بعد ماعرفوا بحادث حسان , ولولا ربي ثم الحادث ماكان خرجت ... استغرب سالم لمن شاف الهدوء اللي ساد المكان , وعلي يكمل : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , أنا رحت لحسان مرتين وشفته وتطمنت عليه وإن شاء الله أخذكم تشوفونه عشان تطمنون عليه .. قالت سفانة بخوف : أبويه هو بخير .. قال بحنان : والـــلـــه إنه بخير , أكثر من الله .. سألت حمده : ومين اللي طلق عليه ؟؟ سحب علي نفسه وقال بهدوء : الطلق كان بدون قصد , ضغط عبد الإله الزناد بدون تفكير لأن المسدس أصلا خربان و ما توقع تنطلق الرصاصة .. حست سفانة بجزء من قلبها ينعصر وبلا شعور قامت من مكانها وخرجت بسرعة , جريت لغرفتها ودخلتها وصكت الباب وهي تحاول تتمالك أنفاسها ~ عبد الإله , اللي طلق عليه عبدالإله , يااااااااااااااااااااااارب ارحم حاله , حسااااااااااااااان , عبد الإله ~ *************************** بعد صلاة العصر في الرياض : : مين ؟؟ ميز صوتها الصادر من الجهاز , دنق عدنان على الجهاز وقال : عدنان وماهر .. انفتح الباب الخارجي آليا وتلاه صوت انصفاق السماعة , دخلوا الحوش ولمن وصلوا للباب الخشبي الداخلي اللي فتحه ولد يناهز الـ 15 قال بفرح : هلا , حياكم تفضلوا .. ابتسم عدنان وسلم عليه وهو يقول : كيف حالك ساري ؟؟ قال باعتراض : ساري انتهى من زماااااان , دحين صار سالم .. ضحك ماهر وقال وهو يسلم عليه : بتظل عندنا ساري , 10 سنين تعودنا عليه خلاص .. دخل عدنان بيت عمه وهو يقول : يا ولــد , السلام عليكم .. أشر لهم ساري على المجلس وهو يقول : وهم أبوي وأمي الله يهديهم ما لقيوا إلا ساري , جابوا لي العقدة .. قال عدنان وهو يوقف عند باب المجلس : بس إنت خلاص غيرته وارتحت صح ؟؟ زفر وقال : تعرف بعض الأولاد اللي كانوا يعرفوني في الإبتدائي مازالوا يتريقون وينادوني سالي .. قال وهو يحط يده على كتفه مشجع : عارف مجتمع الشباب ما يرحم , لكن خلك أقوى , مو اسم يهزك , انت اللي تصنع نفسك وتعطي لاسمك رنين مو اسمك وحروفه .. ولف على ماهر وقال : خلك هنا .. وطبطب على كتف ساري وقال : بأدخل جوة .. ابتسم ساري وقال : البيت بيتك .. دخل عدنان وهو يقول : السلام عليكم .. قابلته الشغالة مبتسمة , بعد بصره عنها وقال بحزم : كم مرة قلتلك لاتطلعين لي كذا ؟؟ وين ماما ؟؟ زادت ابتسامتها وهي تقول بصوت ناعم : ماما فوق سوى سوى أريز .. استغفر وتحرك طالع الدرج وهو يقول : يا أهل البيت .. لمن وصل لآخر درجة انفتح باب الغرفة اللي يعرفها وخرجت منه بنتين وحدة لابسة بجامة أنيقة والثانية لابسة عباية و طرحتها على أكتافها , مستحيل ينسى هالوجه , مستحيـــل , هتف بصدمة وهو يحس نبض قلبه يتسارع : ليـلـى ... غاب هتافه وسط صرخة أريج المصدومة وهي تأشر له : وراك , وراك .. لف وجهه بسرعة وتحرك بعيد عند الدرج في نفس اللحظة اللي تغطت البنت بطرحتها وهي تهمس بصوت رخيم : مع السلامة أروجه , بالتوفيق حبيبتي .. انتفضت كل خلاياه لمن حس بأصابع تلامس ظهره , التفت بحدة , انتفضت أريام وقالت : بسم الله اش فيييييييييييك ؟؟ سلم عليها بهدوء و سأل : مين هذي اللي كانت خارجة مع أريج ؟؟ ضحكت وقالت بمرح : خلاص إنت خاطب ما يصير تسأل عن غير العنود , أوووو صح , مبروك الخطوبة , عقبال الزواج .. قال بإلحاح : أريام , مين هذي اللي مع أريج ؟؟ قالت أريج وهي لافه بوزها : صديقتي , عندك مانع .. مد يده لها بيسلم عليها لكنها طنشته وهي تقول بدلع : ما أبغى أسلم عليك .. تقدم لها وضربها بخفة وهو يقول : تدلعي على زوجك مو علي أنا .. زفرت بطفش وقالت : هو أصلا أنا ليه زووووج .. رماها بنظرة حادة وهو يقول : أريــج .. انتفضت برعب ومدت يدها تضيع خوفها وسلمت عليه بصمت , زفر وقال : روحي غيري ملابسك وانزلي ماهر تحت .. ولمن شافها تزفر بطفش قال بحزم : تعرفيني ما أحب أعيد كلامي , ترى راسي يوجعني منك ومنه لا تخليني أحلف أمسك من شعرك وأطق راسك في راس اللي قاعد تحت و أخلي موضوعكم زي ماهو من شهرين و أروح الشرقية .. قالت بسرعة : لا لا لا أنا ما حسبت إنه يجي .. ولفت بوزها وقالت : دقايق وألبس .. لمن دخلت الغرفة طالع في باب غرفتها بصمت مناقض لأفكاره ~ عدنان أكيد تتوهم , اش يجيبها من الشرقية ؟؟ واش القدر هذا اللي يخليك تشوفها وفي بيت عمك في الريااااااااض , أكيد قاعد أتوهم , يمكن تشبهها , يخلك من الشبه أربعين , أصلا أنا ما شفتها زين كيف حكمت إنه هذي ليلى , اش طراها على بالي دحين ؟؟ أكيـــد عقله صاير فيه شي ~ زفر وقال وهو يجلس على الكنب براحة : كل يتغلى على الثاني وأنا اللي واقع بينهم .. ابتسمت أريام وجلست جنبه , ما كان يجيهم دايم بالعكس زياراته قليلة , لكن اللي يعجبها فيه إنه كل مرة يجيهم رغم الفترة المتباعدة إلا إنه يتعامل معاهم كإنه أخوهم من أمهم وأبوهم مو بالرضاعة بس و يتحرك براحة كإن البيت بيته , خرجت مرة عمه من غرفتها ولمن شافته قالت بترحيب بارد : عدنان !! أهلا , حياك الله , تو ما نور بيتنا .. قام عدنان بإحترام وتقدم لها بسرعة و سلم عليها وهو يقول : من هلا ما ولى , منور بأهله , كيف حالك خالتي ؟؟ زفرت بطفش وقالت : مانشكي باس .. وجلست على المقعد المنفرد قدامه , جلس مكانه وقال بهدوء : الحمد لله .. زفرت مرة ثانية بطفش وهي تسأل : جاي لوحدك ؟؟ كان عارف ومتأكد إنها عارفة إنه ماهر تحت لكنها تحب تبين له قد إيش هي طفشانه منه ومن كل شي يمت له بصلة ابتسم وقال بمرح : لا معايا طرف من أطراف القضية تحت , بأسحب الطرف الثاني وإن شاء الله نحلها .. لفت بصرها عنه وسألت بنتها الكبيرة : ليلى راحت ؟؟ رجعت واستنفرت خلاياه كل طاقاتها وهو يصرخ بداخله ~ مستحيييييييييييييل يكون لها نفس الاسم , هي والله إنها هي , اش يجيبها من الشرقية ؟؟ وكيف تعرفها أريج ؟؟ ~ : أظنها راحت قبل شوي , ما شفتها لمن نزلت بس أريج كانت جاية من تحت يعني أكيد وصلتها , الله يسعدها جاية ومتعنية كله عشان تزور أريج .. قالت أريج اللي جاتهم وهي تمشي بغنج : حبيبتي مو عشاني , ممكن تنزل من الدمام عشان جوازي مو عشان تزورني , زوجها عنده عزيمة غدا هنا فاقترحت عليها تزورني وتتغدى عندي على بال ما ينتهي زوجها من عزيمته .. بالقوة ضبط عدنان انفعالاته ومسك نفسه عن الأسئلة , زفرت مرة عمه وقالت : ما شاء الله على زوجها معيشها في نعيم , ديموقراطي , متفهم وخادمها بعيونه , ماشاء الله لو تطلب منه يوديها المريخ وداها .. قام عدنان وقال بابتسامة ساخرة : الله يهنيهم .. وأشر لأريج وقال : يلا تحركي .. لفت بوزها ومشيت معاه وصوت كعبها يختلط مع صوت أساورها المجلجلة , لمن وصلوا نهاية الدرج لف عليها وقال بهدوء : أريج بأكلمك دحين واسمعي مني , انتي منتي صغيرة .. زفرت بطفش فدق بإصباعينه صدغها وهو يقول بعصبية : عقلك في راسك يا بنت .. كانت أحلاقها الطويلة تلمع مع تحرك راسها اللي يدقها وريحة عطرها تفوح في المكان , قال بحزم وصرامة : خذيها نصيحة , ترى الجمال مو كل شي , خذيها نصيحة من رجل ويعرف الرجال , الرجل أول ما يتزوج يهمه في الزوجة شكلها ولبسها وزينتها لكن كلها كم شهر تخف فورة الحب ويبدأ يطالب بأكثر من المظهر الخارجي , يبغى وحده تراعيه , تهتم به براحته ببيته بأكله بشربه , تشاركه أفراحه وتخفف عنه تعبه و حزنه , ممكن يصبر عليك زوجك لو ما تعرفين تطبخين بداية الشهور لأنك عروسته وحبيبة قلبه لكن بعدها بيمل بيزهق يبغى يجي يلقى أكل زي الناس مو محروق ولا ناقص ملحه , ممكن يصبر على دلعك وزنك وتغليك عليه أول الأيام لكن بعدها بيرميك بكلمات زي الثلج من برودها لأنه بيكون وقتها كإنه يقولك خلاص دلع , أبغى جدية , هي حياااة اللي بتعيشينها , مهي كلها محصورة في الملابس والزينة والعطور .. تغيرت ملامح وجه أريج وهي تطالع فيه بخوف وحيرة , كان عارف إنها صغيرة عقلا رغم عمرها اللي جاوز 18 وتتأثر باللي حولها , و قيد قال لماهر أصبر عليها كم سنة لو تبغاها لكن ماهر أصر بيملك ويتزوج , ابتسم وقال بحنية وهو يقرص خدها : شويه شويه على أخوية تراه يموت على الأرض اللي تمشين عليها .. نزلت راسها بحرج , حط يده على راسها وقال بجدية : أريج لا تخسرين حبه , ترى لو تغير حبه لك صعب ترجعينه زي أول , والله ما حتقدرين لو ولعتي أصابيعك العشرة عشانه , ماحيشوفه شي بعد ما تجرحينه , تراني نصحتك ومنتي صغيرة عشان تنسين اللي قاعد أقوله لك , تراني سبتك براحتك عشان تفكرين وتعرفين إش تبغين بالضبط واش هو يبغى .. هزت راسها وهمست : شكرا .. ابتسم وقال : تدخلين دحين وتستسمحين منه بأدب تراك غلطتي عليه , ولاتزعلين لمن يدافع عن أخوه ومايبغى أحد يتكلم عن أهله , إعرفي إن الرجال اللي ما يحرص على أهله ما حيحرص عليك في المستقبل اللي بتكونين فيه إنتي كل أهله .. سحبت نفس وقالت : إن شاء .. تحرك وهو يقول : الله يوفقكم يا رب .. مشيت وراه وهي تهمس : عدنان , شكرا .. ابتسم وكمل طريقه بدون ما يلتفت لها , أول ما دخل المجلس وهو يسلم لاحظ نظرة أخوه السريعة قبل مايلف وجهه يكمل هرجه مع ساري كإنه مو مهتم , قال بهدوء وهو يكتم ضحكته عليهم : جبنا العروسة معانا .. طنشه ماهر , ساري اللي شاف أريج ورى عدنان منحرجة قام وخرج , بعد عدنان وأشر لها تتحرك , تحركت بتردد ووقفت قريب منه وقالت : آسفة .. قال ماهر ببرود من دون ما يقوم وهو يصب لنفسه قهوة : في أي بنك تنصرف هذي ؟؟ .. فركت يدينها وقالت : عارفة إني كنت وقحة , آسفة ما قصدي .. رماها بنظرة لا مبالية ورجع يشرب قهوته بصمت , إلتوى فمها فزمت شفايفها بقوة وهي تقاوم دموعها , أشر عدنان من وراها لماهر إنه ينهي الموضوع لكن ماهر طنشه وهو يقول بجمود : بتصيحين صيحي , دموع التماسيح هذي ماعاد تأثر فيني , استغليتيني فيها كثير , وكل مرة توعديني بشي وترجعين تسوينه عناد وعباطة , النفس طابت منك .. غطت وجهها وهي تبكي بصمت , فرصع عدنان عيونه وأشرله بحزم إنه ينهي الموضوع , هز ماهر راسه بلا وأشر له يجلس , التزم عدنان الصمت وجلس بهدوء وهو يتشاغل بتحف المجلس , على كثر قوته وحزمه ما كان يحب أبدا تجريح المرأة أو دفعها للبكى لأنه يعرف إنها ناقصة عقل قلبها اللي يحكمها ويسيرها في معظم أمورها , بعدت يدينها وهي خايفة إن الكلام اللي حذرها منه عدنان صار , ~ معقول تغير حبه لي , ماعاد يحبني , النفس طابت , كلمة قوية ياماهر ~ لفت وطالعت في عدنان اللي حط يده كإنه يكح و أشر لها تتكلم , لفت على ماهر وهمست وهي تعصر يدينها : والله هذي المرة من جد أقولها آسفة , من اليوم ورايح مايصير خاطرك إلا طيب .. وتحركت ودقت طرف كتفه وهي تقول : ماهر سامعني .. كان متجاهلها تماما , قالت : والله آسفة , قولي اش تبغى وأسويه ؟؟ ولمن شافته مطنشها قالت وهي تقاوم دموعها : حتى إنته زعلتني كم مرة لكني سامحتك ليه ماتبغى تسامحني هالمرة .. قام وقال وهو يأشر على عدنان : شايفه اللي جالس هناك هو اللي جايبني والله لو مو عشانه ماكان جيتك ولا طبيت لك بيت بعد الكلام الزففففففت اللي سمعته .. قالت ودموعها تنزل : آآآآآآآآسفة , والله آآآآآآآآسفة .. هز راسه وقال بعدم اهتمام : طيب , بنعديها هالمرة وأشوف بعدين صدقيني بنرجع لنفس الموال .. فرحتها بكلمة طيب انهارت مع كلماته الأخيرة , قالت بتأكيد وهي تمسح دموعها : لا إن شاء الله .. ~ ياناااااااااااااااااااس أحبهااااااااااااااااا , ياحمارة أحبك لكن لازم أقسي قلبي ~ تجاهل كل مشاعره ومد يده ببرود وهو يقول : نشوف .. مدت يدها وصافحته وهي تبتسم له , رماها بنظرات برود , قال عدنان وهو بداخله مايت ضحك على ماهر : الحمد لله اللي تعوذتوا من إبليس , سلموا على بعض عربة وانهوا الموضوع وأهم شي تبدأون صفحة جديدة , مافي تذكير باللي صار مفهوم .. رماه ماهر بنظرة مقهورة وهو يصرخ بداخله ~ عربه ليه يالننننننننننذل ؟؟ ~ هز عدنان حواجبه عناد قبل ما يحمحم وهو يقول بهدوء : أريج سلمي على زوجك .. سلمت عليه بحرج وهي تطالع فيه برجاء , سحب يده وأشر لها تسلم عليها , لفت على عدنان باستنكار , أشر لها عدنان رغم استنكاره لحركة أخوه إنها تماشيه وتسلم وهو يقول : بوسة اليد احترام .. ماهر اللي سوا الحركة مزحة لإنهاء الخلاف ما توقع إنها بالفعل تسلم , لمن دنقت مسكها من أكتافها يوقفها وهو يقول باستنكار : هييييييييييي من جدك انتي .. طالعت فيه وهي تقول من بين دموعها : إنته قلتلي .. هزها وهو يقول بتحبب : أمزح معاك يالخبلة .. تمسكت فيه وصاحت من قلبها بصوت عالي وهي تقول بعصبية : لاعاد تمزح معايا أنا أكككككككره مزحك الثقيل .. ضحك من قلبه وضمها وهو يقول : والله أروجتي تغيرت .. ضربته بقبضتها وهي تقول من بين شهقاتها : عورت قلبيييييييييييي .. قال وهو يرفع بصره : أحسن عشان تحسين بعوار قلبي أنا كمان .. وانتبه إنه عدنان مو فيه , ابتسم وهو يشكره بداخله ... : حليت القضية ياحضرة المحامي .. التفت عدنان اللي جالس على درج الفيلا مع ساري وقال لصقر : الحمد لله .. ضحك وقال : يا حلال المشاكل كان دخلت من زمان وحليت الموضوع ... حك عدنان حاجبه وهو يقول : لو إنك خبير زيي كان عرفت إنه بعض المشاكل أحسن تاخذ وقتها و ما تنحل بسرعة عشان ما يتندم الواحد بعد ما يحلها وبعضها لا لازم تنحل ولا يتأزم الموضوع و تصدق ... قام وزفر وهو يكمل بصوت غريب : أحيانا أتمنى إني ما أحل أي مشكلة .. وتحرك خارج وهو يقول : أنا راجع البيت ورايا سفر بعد العشا , البيه شكله مرابط عندكم الليلة , إذا خلص رجعه بسيارتك .. ولوح بيده بدون ما يلتفت وخرج , ابتسم صقر وقال : الله يسهلك دربك يا رب .. *********************** في جدة : شقة جاسم وأزهار : الكل لاحظ حركة أزهار المستمرة ووقوفها عند الطاقة , قالت العنود وهي منسدحة على الأرض وحاطة رجولها فوق الكنبة : إنتي تستنين أحد .. هزت أزهار ارسها وقالت : هااااااا , لييييييييييه ؟؟ قالت البندري: يمكن لأنك لك ساعة تدورين زي البس الحامل اللي عندها ولادة .. ضحكت العنود ومدت يدها وهي تقول : كفك يابنت , والله صايرة تعرفين تحشين .. ضربت البندري كفها وهي تقول : من بعد الله ثم معلمتي القديرة عنيدي .. أشرت العنود بيدينها وقالت : لا تصفقون , لا تصفقون , شكرا , شكرا .. لمن دق الجرس جريت أزهار للباب على طول , جاسم دق عليها قبل شوي عشان يخبرها إنه جاي من المستشفى عشان يخبر الهنوف لأنها الوحيدة اللي بقيت والكل عرف بحكاية حسان , دخل وهو يقول بتعب : السلام عليكم .. ردت السلام وهي تطالع فيه بتوتر , ضحك على نظراتها ودخل وهي تتبعه , ابتسم لمن لقي الهنوف واقفة مبتسمة والبندري جالسة بصمت متردد وقالت العنود اللي مازالت مفترشة الأرض : كيفك يادب؟؟وكيف كانت رحلتكم ؟؟ صافح أخواته وضرب العنود على فخذها وهو يقول : قومي واعتدلي عندي موضوع ضروري .. قامت وهي تحك فخذها وجلست على الكنبه , ابتسم للبندري فتغيرت ملامحها على طول وارتسمت ابتسامة على وجهها وهي تأكد لنفسها إن اللي صار أمس مو من نسج خيالها , حزم أمره أخيرا وقال بهدوء وهو يرسم الوجوم على وجهه : ترا صار شي فضيع ما أدري كيف أقوله لكم .. طالعوا كلهم فيه بترقب وخوف وأزهار تأشر له إنه ما يقولها بطريقه مباشره قال بحزم : مافي طريقة غير كذا يا أزهار , يعني كيف أقولها ؟؟ نزلت أزهار يدها لمن التفتوا لها والعنود تسأل بخوف : اش فيه ؟؟ خوفتوني .. سكت طويل , حست أزهار بنبضات قلبها تهدر زي الرعود من قوتها واضطرابها وكانت عارفه إنهم أكيد زيها , قالت الهنوف بهمس : جاسم تكـ ... واختنق صوتها لمن حست بجفاف مفاجئ لحلقها من الخوف , رفع راسه لهم وطالع فيهم بصمت وقال : في واحد مات .. صرخوا : ماااااااااااااااااااات .. وهتفت أزهار : مين اللي مااااااااااااات ؟؟؟ قال بسرعة : هو كان بيموت لكن ربي ستر عليه و ما مات ودحين هو طيب ومافيه شي والدكتور طمنا عليه .. زفروا براحة والعنود تسأل : الحمد لله , بس مين ؟؟ قال بابتسامة : مابشرتكم ؟؟ عمي علي خرج من السجن ؟؟ : واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .. صرخت بها العنود وهي تنط بفرح وصرخت الهنوف بفرح ممزوج بصدمة : كذااااااااااااااااااب , متى صار هالكلام ؟؟ والبندري تقول للعنود بحماس : يا فرحة عمتي والبناااااااات .. قالت أزهار بحزم : ومين اللي ستر ربي عليه .. طالع جاسم في الهنوف وقال : حسان , لكنه بخير دحين .. شهقوا والتفتوا للهنوف اللي شحب وجهها فجأة وهي ترفع يدها و تغطي فمها عشان ما تصرخ , قام جاسم من الكنبة المقابلة لهم وجلس على الطاولة القزاز قدام الهنوف وقال بهدوء : قلتلك إنه كان بيموت لكن الحمد لله ربي ستر عليه , يعني لازم تفرحين بدل ماتزعلين .. ودقها وهو يقول : وصدقيني لو درى حسونه إنه وجعه هو السبب في خروج ابوه من السجن بعد الله كان عور نفسه من زماااااااااااااااااان .. وضحك وهو يقول : تصدقين قالي بيحط بلك مكان الباب عشان سنة كاملة محد يزعجه .. وبدأ يغمز ويدقها وهو يتريق عليها عشان يضيع خوفها , ابتسمت أزهار وهي تشوف الهدوء اللي تلى الدموع اللي ذرفتها الهنوف بصمت وخجل من أخوها اللي ضمها وهو يوعدها يوديها له عشان تطمن عليه .. أشرت له من ورى الهنوف بإبهمها بمعني طريقة حلوة , ابتسم وأرسلها بوسة خلت وجهها يحمر وهي تطالع في البنات خوف وحده منهم شافت حركته , ضحك عليها وهو يبعد الهنوف ويهديها ويهدي البندري اللي صاحت معاها , لكن العنود كعادتها قعدت تنكت معاه وتضحك عشان تضيع خوفها وخوف أختها ... قال جاسم : إحمدي ربك إنتي دريتي بعد ماانتهى كل شي , هذي الضعيفة من أمس وهي دارية ومعانا لحظة بلحظة .. لفت الهنوف بصدمة على أزهار اللي ابتسمت قالت : الحمد لله على كل حال , حمد لله على سلامته يا هنوف .. قامت الهنوف وضمتها وهي تصيح مرة ثانية , ضحكت أزهار وقالت : والله شغلة , أمس البندري تصيح واليوم الهنوف .. قالت العنود وهي تضمها بحب : السر في حضنك الدافي .. ابتسم جاسم وقام من مكانه وبعد العنود وبعد الهنوف وهو يقول : أجرب .. صرخت أزهار باستنكار وهي تتراجع بإحراج , ضمها جاسم وهو يقول : عادي مافي شي .. دفته أزهار بخشونة وهي تحاول قد ماتقدر ماتجي عيونها في عيون أخواته , لف جاسم وضحك من قلبه لمن شاف الهنوف محمرة من الخجل والبندري لفه وجهها والعنود بعكسهم مفرصعة عيونها , قالت بصوت ممطوط : قلـــــــة أدب , ودوني بيتي دحيــــــــــن قاعدين نتفرج في قناة غير مشفرة .. ضربتها الهنوف باستنكار و أزهار مدنقة وهي ودها الأرض تنشق وتبلعها , قال جاسم بمرح : أوريك القناة غير المشفرة .. ولمن تقدم من أزهار ضربته بعلبة المناديل اللي جنبها بدون تفكير , انفجروا البنات ضحك لمن ضربت العلبة في جبهته , شهقت أزهار وجريت له وهي تقول : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآسفة , ماقصدي , والله ماقصدي .. حط يده على جبهته وابتسم لها وهو يسأل بهمس : ضيعت الموضوع زين ؟؟ ابتسمت وقالت : إيوه , ماشاء الله عليك .. همس : من جد حضنك دافي .. انصعقت من كلمته فبعدت عنه وهي تقول : والله علبة مناديل ثانية وفي عينك هالمرة .. قهقه من قلبه وهو يقول : والله متزوج ولده .. ولف على أخواته وقال : أروح أتروش و أريح شويه وأوديكم المكان اللي تبغونه .. وقال لهنوف بحنان : إن شاء الله أوديك له وتطمنين عليه بنفسك .. نزلت راسها مستحيه منه وهي تهز راسها , لمن دخل الغرفة قالت البندري : فضيحة قاعدين وجاسم فيه , أكيد تعبان ووده يرتاح .. ابتسمت أزهار وقالت : ماعليك , لاحق إن شاء الله على الراحة ... واستأذنت منهم ودخلت الغرفة , ابتسمت العنود وقالت : يااااااااااااافرحتي لهم , يارب تتمم عليهم حبهم وفرحتهم وسعادتهم .. شويه وخرجت أزهار وجلست معاهم وهي ترد على أسئلتهم عن أمس وكيف قدرت تخبي الموضوع عنهم , جاوبتهم وهي تتجنب تقولهم إن سبب جرحه هو طلقة نار لأنه جاسم عزم يخليها تشوفه بعدين يقولها على بقية الحقيقة ... ************************ بعد المغرب : في المستشفى : خفقات قلبها حستها مسموعة من قوتها , كان واقف عند السرير وهو ماسك مشط يمشط به شعر حسان وهو يقول بهدوء : عارف تبغى تصير حلو عشان العروسة , يلا قوم بسرعة عشان نفرح بك , سوي زي عبد الرحمن قال 3 أسابيع وشوفهم بيجوزونه قبل رمضان بأربع أيام , بالله أحد يتزوج في شعبان .. انعصر قلبها وهي تشوف حسان يطالع فيها ويبتسم رغم الجهاز الموصل به , ولاحظته يحرك أصابيعه يأشر لها تجي , لف عبد الإله لمن انتبه لحركته وأول ماشافهم عرفهم , تراجع بسرعة وحط المشط على الطاولة ودنق راسه وهو يهمس : هلا عمتي تفضلي .. وتحرك بيخرج , مسكته نورة بقوة وضمته بصمت , تراجعت سفانة اللي كانت تراقب المنظر من ورى أمها لمن تفاجأت بقربه , تحركت للسرير ولمست يد حسان ورفعت غطاها و طالعت فيه بحب , ابتسم ورفع يده بصعوبة وأشر على حلقه وانهارت يده جنبه , قالت بهمس : قالي أبويه إنك ماتقدر تتكلم بسبب الجهاز .. ودمعت عيونها وهي تقول : حمد لله على سلامتك حسونه .. وماقدرت تستحمل رمت نفسها على صدره وهي تصيح من أعماق قلبها , سحبها أبوها وقومها عنه وخرجها بحزم , تعلق بصر حسان بسفانة ورجع طالع في أمه اللي كانت أكثر رباطة منها , ضمته وسلمت عليه وقرت عليه وكلمته وصبرته بكلمات قوية وخرجت , تبعته خوله وأسماء اللي أخفت دموعها وهي تخرج , لمن طالع بحيره لأبوه قال أبوه : الخنساء وسمية منعناهم من الزيارة عشان الزحمة , بكرة إن شاء الله يجون مع سالم .. أخفى عنه حقيقة إنهم مايتات صياح عشان كذا إنمنعوا من الزيارة بأمر من نورة اللي ماتبغى حسان يتأزم ببكاهم ... خرج علي واستغرب البنت النحيفة اللي جلست مع البنات وهي تهدي سفانة المنهارة , سأل نورة : هذي الهنوف ؟؟ ابتسمت نورة وقالت : لا هذي ريم أصرت تجي بس كذا .. ابتسم لمن تذكرها وقال : كيف حالك يا ريم ؟؟ استحت ريم وهمست بصوت مخنوق من التعب : الحمد لله , الحمد لله على سلامة حسان و الحمد لله على خروجك بالسلامة .. وهمست لسفانة وهي تستنشق بقوة وتمسح أنفها اللي تحسه بيتقطع من كثر الوجع : الله يفشل العدو , أظن أبوك يقول البنت هذي ماتستحي .. ضوسط دموعها وقالت : لا عادي , الكل عارف حكايتك مع حسان .. استحت ريم وهمست : فشلــــــــــــة , هنوف ماجات وأنا جيت , يلا يلا قوموا خلونا نتحرك من هنا ترانا مسوين زحمة عند العناية ... قالت نورة بحنان : ريم مادمنا في المستشفى قومي اكشفي على نفسك تراك بتموتين من الوجع .. هزت راسها وقالت : لا مايحتاج , شوية زكمة بس .. وتحركوا خارجين بعد ما ألقت نورة نظرة ثانية على حسان , تحركوا البنات وتحلقوا حولين علي اللي جاهم يقولهم على التطورات اللي قال عليها الدكتور , قالت ريم لسفانة : أسبقكم على برى , ولمن خرجت من العناية ضربت في جسم طويل , اختل توازنها من شدة تعبها وطاحت .. : بسم الله عليك .. حست بيدين قوية تسندها , استغربت إن اليدين كانت سمرا كبيرة , حست بقشعريرة في جسمها كله ~ مو معقولة رجال اللي ماسكني ~ لفت وانصدمت لمن شافت ابتسامته , بعدت عنه بسرعة وهي تقول بصوت مخنوق وضربات قلبها توجعها من قوتها : لا عاد تلمسني .. اتسعت ابتسامته وهو يقول بتريقة : من وراء حجاب .. تجمعت الدموع في عيونها وهي تقول : هذا مو شي ينمزح فيه , احترم نفسك وصير رجال .. رفع حواجبه وقال : ماني عاجبك ست ريم .. قالت بحزم : لا منته عاجبني سيد عبد الرزاق .. وتحركت بسرعة , مسك يدها فرفعت يدها الثانية بلا شعور وصفعته وهي تتنفس بحدة وهي تسحب يدها منه وهي تقول بحزم : اتق الله .. وتحركت بسرعة ووقفت عند بوابة المستشفى وهي تتنفس بالقوة , غطت وجهها وجلست على أقرب مقعد وهي تصييييح من أعماقها ~ ليش يسوي كذا ؟؟ ليييييييييييييييش ؟؟ أعلم أبويه , ولا أروح لميييييييييييييين ؟؟ أشتكي لمين من مضايقاته ؟؟ ~ : ريم .. أول ماسمعت اسمها يخرج من بين شفايفه قامت بسرعة وتحركت خارجة من المستشفى , سطع ألم حاد لكنها تجاهلته لأنها تعرف هالوجع اللي يبهذلها كل شهر و مشيت بعزم مطنشة مناداته , سطع الألم أكثر وحست بعجز عن إكمال مشيها من شدة الوجع , وحاولت تعتدل واقفة لكنها ماقدرت , تأوهت وهي تلف يدينها على بطنها وتنحني بوجع , حاولت تقوم لكنها رجعت انهارت على الأرض وهي تصرخ , لمن قرب منها صرخت : لا تلمسنييييييييييييييييييييييييييييييييي .. تراجع بسرعة وهو يصرخ : انتي وجعانه .. لفت عليه وقالت من بين أسنانها : أموت وجع ولا تلمسني .. انصعق من كلمتها , اندفعت ممرضة لها وصرخت في ممرضة ثانية : كرسي بسرعة .. تعاونوا وساعدها وجلست عليه ودفوها للطوارئ , سفانة اللي شافتهم ياخذونها لحقت بهم بخوف , ولمن شافتها تصيح خمنت إنه من الوجع , خاصة إنه الطبيب رفض يعيطها الإبرة المهدئة وهي مسخنة ... ضحكت سفانة وقالت : شفتي فائدتها , خلتك غصب عنك تكشفين ويعطونك غبر مخفضة للحرارة , يالمجرمة 40 حرارتك وتمشين .. استنوا حولينها المحلول إلين انتهى وخرجوا من المستشفى ... **********************
|
|
09-08-2012, 01:13 AM | رقم المشاركة : 107 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
الساعة 11.30 المساء في الرياض : قرية الثمامة , قدام المسبح المائي الكبير : حك صقر شعره وهو ينفث الهوا من بين أسنانه , طالعوا فيه التوأم وهم عاقدين يدينهم بحزم قدام صدرهم , قال ماهر : ياخي أخلص , تراك طفشتنا لك ساعة تحكحك زي القرد .. رماه صقر بنظرة حادة , ضحك سامر ودق توأمه بكوعه وهو يقول : ارحمه خله يجمع كلامه .. زفر صقر وقال : أنا ... صرخوا مع بعض بحماس : هييييييييييييييييييييييييييييي .. وضربوا يدين بعض وسامر يقول بتريقة : قال كلمة , أخيرا قال كلمة .. صرخ صقر بعصبية : يالدلوووووووخ .. صرخوا مرة ثانية : هيييييييييييييييييييييييييي .. وماهر يقول : مبروك ياسامر طلع الكلمة الثانية .. غطى وجهه بطفش ومسح بها وجهه وتحرك من عندهم وهو يقول : أصلا الحق علي اللي جاي أكلمكم .. مسكوه كل واحد من يد ورجعوه وهم يقولون : والله ترجع .. وقال ماهر : والله ماعاد نتريق , قول اللي عندك .. لف عليهم وقال بسرعة : كنت أبغى أقولكم إني أبغى أتقدم لسحر .. ساد صمت فضيع بعد كلمته , كانت وجيههم جامدة وهم يطالعون فيه بنظرات غريبة , طالع فيهم بتوتر وهو يسأل : اش فيكم ساكتين ؟؟ طالعوا فيه ورجعوا طالعوا في بعض وانفجروا بالضحك مرة وحده وهم يتذكرون دعاوي سحر على حبيب قلبها اللي ماجا , طالع فيهم صقر بقهر وسأل : ليش تضحكون ؟؟ حك سامر خده وقال : مزحك ثقيل .. وهز ماهر راسه مؤيد وهو يقول : جدا لدرجة ماله طعم .. انصدم صقر من ردهم وقال بعدم تصديق : لهالدرجة ماأنفع خطيب لأختكم ؟؟.. سألوا مع بعض بصدمة : إنت من جدك ؟؟؟ وكمل سامر وهو يأشر عليه : إنت تبغى أختنا , سحر , سحر ماغيرها .. وكمل ماهر : متأكد إنها سحر مو سلافة .. رماهم صقر بنظرة باردة وتحرك بدون ما ينطق بحرف , مسكوه بالقوة وهو يتفلت منهم والعصبية واضحة في كل معالم وجهه , بالقوة مسكه سامر وقال ماهر وهو يوقف قدامه : والله ما ترووووووح ... لف وجهه عنهم وهو يتنفس بحدة , كان مقهووووووووور من ردة فعلهم الغير متوقعة , حمحموا مع بعض وقال ماهر : هو الصراحة إنت فاجعتنا مو فاجأتنا , قصدي .... ولف على توأمه وسأل : كيف أشرحها ؟؟ سابه سامر وهو يقول : ماعمرك بينت إنك تبغاها , قصدي البنت صارت 26 وهي عندك من زمان , يعني ....... ولف على ماهر وهو يسأله : كيف أشرحها ؟؟ قال بعصبية : كيف أشرحها , كيف أشرحها , عاد قدر الله و ما تقدمت إلا دحين , هذا السبب بس ولا في سبب ثاني يا صوير وعوير .. قال ماهر وهو يأشر على نفسه وعلى سامر : تراها صوير وعوير و .... وأشر عليه وسامر يكمل : اللي مافيه خير .. حس صقر بدمه يفوووور من عدم اهتمامهم قال بقهر : والله ما بتعقلون , مابتعقلون إلين تحج البقرة على قرونها , إنتم تقلبون كل المواضيع مزح , تراني أكلمكم جد , لو عرفت إنكم بتاخذون الموضوع مسخرة كان كلمت عدنان لكن ربي ابتلاااااااااااااااني وصرتم انتم خوياني الله يقطعها من خوة .. نفخ ماهر صدره وقال : هي تراك تكلم أخو خطيبتك , احترم نفسك ولا أشوه سمعتك عندها وأقولها لا توافقين , سامر.. مد سامر يده على طول وهو يتكي بيده الثانية على كتف أخوه وهو يقول : يدك على 10 آلاف , خمسة لي وخمسة له , ونضمن لك موافقتها اليوم قبل بكرة .. طالع فيهم بصمت , صرخوا بحماس وهم يحتضنونه ويباركون له دلالة موافقتهم على هالخطبة , ضحك وقال : الله يقطع شركم , مصيبتي لو تم الموضوع إنكم بتصيرون نسايبي .. قال ماهر بفرح : صراحة الموضوع صدمني في البداية .. وأيده سامر وهو يمشي معاهم ويقول : يعني ما عمرك لمحت .. ابتسم صقر بصمت وهو يمشي وسطهم , كان أقصر منهم بشوية وأصغر منهم في البنية , وبعد فترة صمت قال : كنت أبغى أسمع رأيكم قبل ماأتقدم لعمي .. وقال بتريقة : ممكن أعطيكم رقم مديري في العمل عشان تسألون عني و .. ضربوه وهو يضحك والسعادة تكاد تنطق في وجهه , وهم راجعين للغرفة اللي مستأجرينها كانوا البنات راجعين من عالم الثلج , أشرت لهم سلافة وهي تقول : Booooooooooys الثلج كان يهبببببببببببببببل .. دقتها سحر وهي تهمس : استحي تتكلمين بهالصوت منتي شايفه صقر معاهم .. قالت سلافة بعدم اهتمام : ويعنيييييي ؟؟ صقر زيه زي سامر وماهر .. تحركت سحر من عندها ودخلت للغرفة , ولمن وقفت سلافة قرب أخوانها انسحب صقر وراح لأخواته اللي كانوا يحكونه بحماس عن الألعاب اللي لعبوها .. قال ماهر : صقور مايجي آخذ مرتي ونتمشى شوية ؟؟ مو العشا بمناسبة تصافينا .. ضحكت أريج لمن سحبها صقر من يدها ووداها لحد باب الغرفة وهو يقول : احلف , احلف , أصلا خلاص أنا بأمنع الزيارات إلين يوم الزواج مابقي شي عليه .. غمز له ماهر وهو يقول : حتى لو وعدتك أمشي موضوعك زي الحلاوة .. رماه صقر بنظرات حاده وهو يقول : لا تذلني .. ولف على أريج وقال : وانتي شاقة الحلق مبسوطة , أدخلي بسرعة .. دخلت أريج ودخلوا وراها البنات , من انتقف الباب لف صقر على ماهر وفي لحظة شرد ماهر ووراه صقر وهو يصرخ : تعاااااااااااال يالجباااااااااااااان .. وسامر فاطس ضحك عليهم وهو يقول بصوت عالي : 1 _ 0 ... ************************* تم بحمد الله الجزء الأول من الفصل السابع عشر .... تتابعون في الجزء الثاني من الفصل السابع عشر ................. وصلها صوته اللي تميزه من بين مليون صوت : مشاعل أنا ناصر .............. .................... قالت برجاء : هنوف حرام عليك , لازم تزورينه , تراه من زمان يطلبك .............. ................... هتف عمر باعتراض وهو يبعده عن جاسم المعصب : مطــــلق استهدي بالله ................. .................... صرخ بعصبية : ليلى بالذات ماأبغى أسمع سيرتها على لسانك ................ أتمنى لكم قراءة ممتعة
آخر تعديل اسير الصمت يوم 09-08-2012 في 01:18 AM.
|
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اسير الصمت على المشاركة المفيدة: |
09-08-2012, 01:21 AM | رقم المشاركة : 108 |
شكراً: 4,328
تم شكره 2,830 مرة في 1,122 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
حــــــــــــــــــــــــــجز طبعا ^_
ابي اروق عليها @__@
|
|
09-08-2012, 01:25 AM | رقم المشاركة : 109 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
الجزء الثاني من الفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟؟
إهدااااااااااااااء إلى كل قارئاتي ومتابعاتي بلا استثناء .. أتمنى أن ينال الجزء على استحسانكن .. عيدي .. أتوسلك لا تحزن , لا تبالي .. أنا سأكون ~ بعون الله ~ أقوى .. كلما زرتني سأصبح ~ بفضل الله ~ أسعد .. سأرسم بسمة بين الدموع .. سأطلق ضحكة رغم الوجع .. سأنشر بهجة لمن حولي .. سأصبح . . . بحد . . . ذاتي . . . عيدا
|
|
09-08-2012, 01:29 AM | رقم المشاركة : 110 |
شكراً: 5,645
تم شكره 6,248 مرة في 2,253 مشاركة
|
رد: روايه جميله جدا
فجر يوم السبت 16 / 8 / 1427 هـ : في فيلا أحمد : ~ أموت وجع ولا تلمسني , أموت وجع ولا تلمسني , أموت وجع ولا تلمسني ~ هز راسه عشان يبعد صوتها المتوجع وهي تنطق هالكلمات وقام من سريره وهو يزفر , لمن شافها خارجة من العناية كان عارف إنها مهي منتبهة له وهي ماشية وبالقصد وقف في طريقها لكنه ما توقع إنها تعبانة وإنها بتطيح الأرض , تلمس خده اليمين وغصب عنه تذكر صفعة سلافه على خده اليسار , تحرك في غرفته باضطراب وهو ينفخ الهوا من فمه بطفش , كان مرتاح إنه بيسافر بعد بكرة , بيرجع للحياة اللي اعتادها وافتقدها , هنا كل شي محسوب ومعدود , حتى الكلمة لازم تحاسب عليها قبل ما تخرجها من فمك , الكل يتدخل فيك ويفرض رأيه كإنهم خبراء في الحياة وكئن رأيهم هو الأصح , الكل يطالب بشيء , لازم ترضي الكل وتجاملهم , لازم تخصص وقت لهم ولا يبدأ العتاب والسؤال ودق الجوال , أخيرا حيروح عن هذا كله ويرجع لحياة الحرية لكن ............. ~ ليش أحس بهالضيق الغريب ؟؟ ~ زفر وضرب مكتبه بقبضة يده يحاول يزيح هالضيق , اندق باب غرفته ووصله صوت العنود الحاد وهي تقول : رزوقووووووووووووووووووو تراك طفشتني , الركعة الثانية بدأت وإنت نايم لسه , أميييييييييييييييي تقووووووووووووووول تراها تعبانة ومافيها حيل تنزل من فوق عشان تصحيك , قوووووووووم ولاتخليها تضطر تنزل و تقومـ.. فتح الباب فقطعت كلامها وابتسمت وهي تقول بهمس : إنت صاحي ؟؟ وكملت بعصبية : مادام صاحي ليش مارحت تصلي ؟؟ رجولي تكسرت وأنا طالعة نازلة عشان أصحيييييييييييييييييك ... رماها بنظرة بادرة وقال : not your business .... عقدت حواجبها وقالت وهي تشمر أكمام وهمية لأنه أكمام بجامتها قصيرة : حدد بسرعة هذي سبة ولا إيه , عشان لو سبه بأقوم أصفعك .. حط يده على وجهها ودفها وهو يقول بعصبية : انقلعي عن وجهي , ماني رايق لك .. وصك باب غرفته بكل قوته , قالت بغيض : ياويلك من ربييييييييييي سامع الصلاة و ما تروح , والله لا أعلم أبويه لمن يرجع من الصلاة إنك كنت صاحي و مارحت .. طنشها وهو يدور في غرفته بطفش وهو يقول بغيض : هذا الإزعاج اللي بأرتاح منه ... كان يحس إنه يبغى شي , اش هو ما يدري ؟؟ ... ************************** في العناية المركزة : الساعة 6 فجرا : حس ببرودة يده وهي تمسح وجهه , ابتسم بصعوبة وهو يقول بداخله ~ شكرا عبود ~ ابتسم عبد الإله له وقال : يلا صلي , خلاص يممتك .. وجه بصره للقبلة وأومأ براسه بحركات خفيفة ولمن فرغ من صلاة السنة والفرض لف على عبد الإله اللي كان واقف يرتب بعض الأشياء على الطاولة اليتيمة في المكان , حاول ينبهه لكنه ما انتبه , رفع يده بصعوبة لكنها انهارت قبل ما توصل له , التفت عبد الإله ورفع يده بسرعة ورجعها للسرير وهو يقول : خير , تبغى شي ؟؟ ~ عبد الإله نام , خلاص تعبت من كثر الوقفة , ارتاح ~ طالع فيه عبد الإله بحيرة وهو يسأل بلهفة : شي يعورك ؟؟ هز راسه بلا وهو يأشر له على المقعد بمعنى إجلس , سحب عبد الإله المقعد وجلس عليه وهو ماسك يد حسان وهو يطالع فيه بألم , غمض حسان عيونه بقوة وهو يزفر بداخله براحة وفتحها لمن حس ببرودة يد على جبينه , لقيه واقف وهو يتأمله بصمت , رف بعيونه وهو يصرخ بداخله ~ إجلس تراك تعبتني بوقفتك , عبد الإله ترا والله ما ألومك , عارف إن الموضوع قضاء وقدر , إرتااااااااااااااااااااااح ~ مسد عبد الإله شعره وهو يقول بوجع : والله ماني فاهم إش تبغى , سامحني يا حسان .. هز حسان راسه بلا وتوقف لمن حس بالعجز , ~ مستحييييييييييييل يفهمني , سبحانك يارب مايحس الإنسان بالنعمة إلا لمن يفقدها ~ دخل الدكتور رامي وهو مبتسم , سلم على عبد الإله ولمس البطاقة المعلقة على صدره و هو يقول بمرح : ماشاء الله أخ عبدالإله صاير من الطاقم الطبي .. ابتسم عبد الإله وهو يرص البطاقة اللي أعطاها له رامي أمس و قال : مشكور والله يا دكتور اللي خليتني عنده .. لف رامي على حسان وقال : مو عشانك , عشان بطلنا اللي هنا ... وحط يده على صدر حسان وهو يكمل : كيف حالك يا بطل ؟؟؟ ~ أنا ماني بزر تقولي بطل ~ ابتسم حسان بتكشيرة خلت رامي يضحك وهو يقول : اش عندك ؟؟ ما عجبتك الكلمة يا بطل !! أنا أقولها لأنك ما شاء الله كنت مناضل معانا في العملية بمعنى ( متشبث بالحياة ) زي ما كان يقول أستاذي ديفيد لمن يوصف اللي ربي كتب لهم الحياة وهم على وشك الموت .. تذكر حسان وقتها الوجه الأسود اللي كان يزوره , كان وده يفك الجهاز عشان يعلمهم على حكايته , ابتسم لرامي اللي بدأ يكتب في سجله المعلق بعض الملاحظات .. كان وده يسأله أشياء كثيرة عن حالته لكن حالته ما تسمح , بعد ما ناول السجل للممرضة اللي بدأت تدون قراءات الأجهزة قال : إن شاء الله متى ما لاحظنا تحسن للرئة فكينا الجهاز عنك , عشان كذا أبغاك تحسن نفسيتك أكثر لأنه الحالة النفسية تأثر على الجسد , بعدين أبوك ناوي يزوجك أول ما تقوم بالسلامة إن شاء الله فشد حيلك ... هز راسه بطيب وهو يبتسم , تحرك رامي للطاولة وسحب قطعة شاش صب عليها من موية الصحة وعصرها , مد عبدالإله يده وقال : أنا أبلل له شفايفه .. وتناولها منه ولف على حسان ومسح بها شفايف حسان الجافة , كان عارف إنه ممنوع من شرب الموية لكن لازم تتبلل شفايفه كل فترة عشان ماتتشقق وتعوره , ابتسم رامي وهو يتأملهم وخرج بعد ماودعهم , كان ممنوع منع بات المرافقة في العناية لكنه عطف على عبد الإله اللي جلس قدام باب العناية من بعد ما انتهت الزيارة الساعة 8 إلى الساعة 1 بعد منتصف الليل وهو عازم ما يتحرك من مكانه , لمن شاف إصراره على الجلوس حن عليه خاصة وهو عارف إنه هو اللي أطلق الرصاصة بالغلط فأعطاه بطاقة سماح للمرافقة في العناية المركزة .. *********************** في نفس الوقت في الشقة : زفرت مشاعل وهي تشوف أحلام جالسة بمريولها الوردي قدام الفطور وهي ماسكه جوالها وتتكلم , قالت بضيق : كم مرة قلتلك لا تتصلين من جوالي , أمس جاتني رسالة إنه حدي الإئتماني بيخلص , كله من تحت راسك وراس أختك , هاتي الجوال .. ناولتها أحلام الجوال بلا عناد أو رجاء , استغربت عدم مقاومتها , حطت الجوال على إذنها ناوية تعتذر لصحابة أحلام لأنها بتقفل الخط وقالت بلا تردد : مرام لاحقة عليها في المدرسة إن شاء الله , تكلموا إلين يجف لسانكم .. وصلها صوته اللي تميزه من بين مليون صوت وهو يقول : مشاعل أنا ناصر .. حست بكل شي تجمد حولينها , الزمن , الهواء , حتى قلبها تخيلته توقف للحظة قبل ما يرجع يضرب بقوة وهي تقول بثبات : حياك الله , كيف أخدمك ؟؟ صمت ساد قبل ما يسأل : كيف حالك وكيف خالتي والبنات ؟؟ وجعتها نبرة الحنان اللي ميزتها في صوته وقالت بهدوء وبطريقة رسمية : الحمد لله , تبغى تكلم أمي ؟؟ .. قال : إذا ماعليك كلافه .. بعدت الجوال عن إذنها وتحركت لأمها اللي كانت تتكلم في التلفون وهي تقول : قوميها بالقوة , مو عشان مافي دراسة أول يوم ماتروح ... مدت لها الجوال وقالت : أمي ناصر يبغاك .. قالت سعاد لبنتها الكبيرة : أكلمك بعدين يا حنان , مع السلامة ... وتناولت الجوال من مشاعل اللي تحركت مبتعدة وهي تسمع أمها تقول بترحاب : هلا والله , هلا ناصر , كيف حالك بشرني ؟؟ وكيف عروستك ؟؟ و ........... مرت من عند أحلام اللي كانت تهمس لهاله ببضع كلمات اختنقت لمن شافت مشاعل , دخلت الغرفة وهي تحس باختلاط مشاعر , سحبت نفس عميـــق وخرجت على طول , انتفضوا أحلام وهاله وسكتوا لمن شافوها واقفة قدامهم , قالت أحلام باعتذار : والله شفت الرقم غريب قمت رديت و ... قاطعتها مشاعل بابتسامة : أنا مسحت اسمه من الجوال عشان كذا يطلع رقم بدون اسم , بعدين .... وسكتت وكملت بحماس : نروح نلعب بلاي استيشن مادام الوحوش مهم في البيت .. ضحكت هاله وقالت : ترا صار عندك إدمان على البلاي استيشن , بعدين ورانا دوااااااااااااام .. قالت بلا مبالاة : لسه باقي نص ساعة إلين يجي الباص ... انتقل حماسها لهاله فقالت : يلا أنا ريال مدريد و ..... قاطعتها مشاعل : روحي الكذابة , والله ماتاخذينه , تقولين فريق مغمور هو وبرشلونة , هذي أقوى الفرق في أسبانيا ... شهقت أحلام وقالت وهي تضحك : طاحت عليييييييييييييييييييييك .. وقطبت هاله حواجبها وهي تسأل : وإنت اش درااااااااااك ؟؟ حطت مشاعل يدها على خصرها وقالت : زهره قالت لي .. : واش دراها أزهار الدبببببببببببببببببببب ؟؟ ضربتها وهي تقول : لا تسبينها , وأنا أحكيها قالت لي جاسم زوجها يشجع ريال مدريد ودايم يحكيها عنه , بيكهااااااااااااام وروبينهينو وتقولين فريق مغموووووور .. زفرت هاله وقالت : خلاص خذي ريال مدريد وأنا آخذ برشلوو .. صوت جرس الباب خلاها تقطع كلامها وهي تقول بإحباط : جووا الوحوش ... ضحكت مشاعل على شكلها المتحطم وقالت : خلاص إذا رجعت من المدرسة وأنا فايقة ورايقة ألعب معاك بعد ماينامون , أوكي ... فتحت أحلام الباب لبندر اللي دخل وهو يقول : ناديلي مشاعل بسرعة .. قالت مشاعل : خير , أنا هنا ... قال بعجلة : جيبي شنطة أبويه , أروح أفتح لناصر باب المجلس وأجي .. قطبت مشاعل حواجبها وتحركت لغرفة نومها المشتركة مع أخواتها وخرجت شنطة سوداء من تحت سريرها , تأملتها بصمت وذكرياتها الماضية تتدافع بشوق مؤلم , لطالما كانت كاتمة أسرار أبوها , كل ورقة بداخل هالحقيبة شرح لها أبوها حقيقتها وهو ينظمها بداخلها , حطت الشنطة على السرير و فتحتها , لقيتها تغص بالأوراق , انبعثت ريحة عطره اللي دسته في جيب الحقيبة من بعد موته و ذكرتها بمنظره وهو جالس يرتب الأوراق ويهز رأسه دلالة استماعه لمحاولاتها الشعرية , الدق على باب الغرفة المفتوح خلاها تخرج من ذكرياتها وتلتفت لبندر اللي دخل وهو يقول : أبغى صك الأرض اللي في الديرة .. فتحت عيونها على اتساعها وصكت الشنطة وغيرت الأرقام وهي تقول بحزم : قولي ليش تبغاها أول ؟؟ طالع فيه بحدة وقال : نعم ست مشاعل .. رمته مشاعل بنظره قوية بعد ما شافت أخواتها واقفات عند الباب بصمت وقالت : أبويه حط هالأوراق عندي وأمني عليها ووصاني ما أخلي أحد يمسك هالأوراق , قولي اش تبغى فيها .. قال بعصبية : الأرض عليها مشاكل كثيرة , عمك مو راضي يتنازل عنها لنا يقول له نصيب فيها وإحنا بنعطي الصك لمحامي عشان يفصل في الموضوع .. قالت : خذ نسخة من صك الأرض , الصك الأصلي لا يمكن أعطيه لأحد .. صرخ بعصبية : ناصر قاعد يستنى وبينزل الديرة دحين , اش أقوله ؟؟ قالت وهي ترفع راسها بعناد : مالي دخل , محد قالكم تتصرفون بدون ماتقولون لي , افتح كمبيوترك و اطبع الصك بالطابعة .. من تخطت ألمها وأزمتها اللي صارت بعد طلاقها رجع لها جزء كبير من قوة شخصيتها , كان وده يكسر راسها لكنه ما قدر , كان الكل حاضر لمن قال أبوه إن الأوراق ما تتحرك من مكانها من دون شور مشاعل , كانوا عارفين إنه في الفترة اللي كانوا فيها لاهين في حياتهم ما كان عند أبوهم إلا حبيبته مشاعل يشرح لها أموره ويشاورها فيها بحكم إنها ذات عقل راجح وإنه شخصيتها قريبة من شخصيته .. كملت وهي ترجع تفتح الشنطة : ثاني حاجة , عمك باع نصيبه من الأرض لأبويه قبل وفاة أبويه بسنه وقبض حقه على دفعتين .. وخرجت ثلاثة أوراق وهي تكمل : الدفعة الأولى 80 ألف استلمها عمي 30 كاش و 50 شيك والدفعة الثانية كلها كاش 60 ألف وأنا عديتها معاه بنفسي وتأكدنا منها , هذا صك الأرض وهذا المخطط حقها وهذا .. وهزت الورقة الأخيرة وهي تقول : المبايعة اللي صارت بخط اليد لكن ماعليها شهود فيها توقيع أبوية وتوقيع عمك العلة بس .. طالعت في ساعة يدها وقالت : بسرعة عشان الباص جاي ولازم أروح المدرسة , مو معقولة أتأخر على أول يوم .. راح للمجلس الداخلي وفتح كمبيوتره وطبع الأوراق , أخذت مشاعل الأصل ورجعتها بسرعة للشنطة اللي ما يعرف رقمها غيرها وصكتها ورجعتها تحت السرير ولبست عبايتها بسرعة لمن دق سواق الباص جوالها للمرة الثانية , راحت تدور أمها , لقيتها خارجة من مجلس الرجال ابتسمت وقالت : مع السلامة أمي .. : مع السلامة , انتبهي لنفسك .. خرجت وغصب عنه انتبهت لصندله البني والعسلي المجاور لصندل أخوها الأسود , تحركت نازله وهي تبتسم , طول عمره يحب اللون هذا ويكره اللون الأسود اللي يحسه معتاد , تحركت من جنب سيارته اللي شرعها لها يوم زواجهم و اللي شهدت رحلاتهم المعدودة أول أيام زواجها , بعدت نظرها عن لوحة السيارة وطلعت الباص اللي كان يغص بالأطفال اللي ما يتجاوزون المتر بأطوالهم .. : أبلة مساااااااااعل , انتي بتصيرين أبلتي ؟؟.. التفتت وابتسمت لمن شافت ريوف طفلة كانت العام الماضي في الروضة وقالت : ما أدري , يمكن , كيف حالك ياريوووووف ؟؟ ماشاء الله اش اللبس الحلو هذا ؟؟ ولمن دبت الغيرة في بقية الأطفال وكل منهم يحاول يلفت انتباهها للبسه قالت وهي تضحك : وااااااااو , وكل الأطفال ملابسهم حلوة كمان .. وبدأت تعلق عليهم واحد واحد بالاسم , والوجوه الجديدة كانت منكمشة وماتبغى تتكلم ... حست بانشراح عجيب , وبكل همومها وأحزانها وأفكارها المضطربة تتلاشى أمام ابتساماتهم الحلوة وعيونهم اللامعة ببريق البراءة , أخيرا رجعت للمدرسة , للعالم اللي تحبه ... *********************** في بيت صالح : على صوت رنة جوالها فتحت ريم عيونها اللي تحسها حااااااااارة من كثر السخونة بصعوبة شديدة وقالت لنفسها ~ هانت يا ريم كلها ساعة ونص وتروحين تاخذين إبرة المضاد الثانية , ياربييييييييييييييي كيف راس يعورني ~ رفعت جوالها , هذي سابع مرة يدق هالرقم عليها , هي ما ترد على أرقام غريبة لكن إذا تكرر كذا مرة ترد , ضغطت السماعة وقالت بصوتها المخنوق : نعم ... ولمن ماسمعت صوت قالت بصوت أعلى : ألووووووو ... : بعد بكرة راجع لفرنسا .. قامت من سدحتها وفركت عيونها بتعب وهي تقول : نعم , مين معايا ؟؟ وصلتها زفرته وهو يقول : عبد الرزاق ... فتحت عيونها على إتساعها لمن سمعت الاسم وميزت الصوت ولحظتها استوعبت جملته الأولى , قال على طول : أنا اتصلت عشان أقولك إني مسافر لليون بعد بكرة وكنت أبغى أستسمح منك قبل ما أسافر .. سكتت وهي تحس بتضارب المشاعر اللي كانت تحسه في المدينة يرجع لها من جديد ~ ياربي ليش متصل علي ومهتم بزعلي ؟؟ يا خبلة عشان حركته وقحة وكبيرة كمان , يمسك يدي لااااااااااااا , ما أسمح له أبدا , بسسسسسسس يمكن عشان هو متعود في فرنسا إنـ , ريــــم خليك عاقلة , في فرنسا وإلا لا الغلط غلط ~ ما قدرت ترد عليه وفي نفس الوقت استحت تقفل الخط في وجهه بحكم إنه متصل يعتذر , همس بتردد : ريــم .. غمضت عيونها بتعب وقالت بهدوء : خير , مو خلاص قلت اللي عندك .. ساد صمت خلى قلبها يخفق بشكل غريب قبل ما يقطعه عبد الرزاق وهو يقول : توصين شي قبل ما أسافر .. الناس تقول عادة ( سلامتك ) لكن هي اش بتقول , التزمت الصمت للحظة قبل ما تقول : الله يسهل لك .. : still mad from me ؟؟ أقصد لسه زعلانه مني ؟؟ ~ لا تطولها وهي قصيرة عشان ما أصك الخط في وجهك ~ كتمت هذا كله بداخلها وقالت : لا و مع السلامة .. وقبل ما تصك رجعت قالت : ولا عاد تتصل , ترى ما يجوز إنه الولد يتصل على بنت ويكلمها في غير الضرورة حتى لو كانت بنت عمه .. وصكت الخط ورمت الجوال بعيد عنها وطالعت فيه بصمت مناقض لاضطرابات قلبها , كانت تحس بشعور غريب يغمرها , شعور أشبه بالحلم اللي تفوق منه و إنت لسه تحت تأثير أحداثه الغريبة الحلوة , غطت وجهها وهي تستغفر وتحاملت على نفسها وقامت رغم تعبها , خرجت من الغرفة و راحت للحمام , غسلت وجهها و توضأت وراحت تصلي الفجر وهي تحاول تتناسى اللي صار , لكن طوال الصلاة كان عقلها يسترجع كلامه أو همسه , و تفاجأت من وسط أفكارها إنها وصلت للتشهد الأخير , اش قرأت في الركعة الأولى أو الركعة الثانية ما تتذكر , سلمت وهي تحس بدموعها تتسلل على خدودها , غطت وجهها وبكت بصمت وهي تصرخ ~ أتوسلك يارب تبعده عن عقلي , أتوسلك يارب ما أبغى أصير زي عهود , ياااااااااااا رب رحمتك ~ مسحت دموعها وعقابا لنفسها ولعقلها ولأفكارها ولشيطانها اللي كان يوزها بأفكار غريبة قامت وكبرت عشان تعيد الصلاة .. : ريم , تصليـــــــــــن ؟؟ صرخة عهود فجعتها لكنها خلتها تنتبه لنفسها وتتذكر , شهقت ولفت على عهود وهي تقتطع صلاتها وقالت بصدمة : أووووووه نسيــــــت .. وضحكت من قلبها , ضحكت عهود وخرجت من الغرفة وهي تقول بسخرية : لهالدرجة عقلك مو معاك , ولا عشان راح الوجع خلاص نسيتي ... ذابت ابتسامة ريم وجلست على سجادتها وهي غارقة في تفكير عميق فاقت منه وبدأت تقرأ أذكار الصباح ولمن انتهت منها خرجت تدور على أبوها عشان يوديها للمستشفى عشان تاخذ الإبرة , وهي متوجهة لغرفة أمها لقيت عهود قاعدة في المطبخ وتتكلم بهمس في جوالها , أول ما شافت ريم اللي أشرت لها مين تكلمين قالت : صحبتي , تبغين شي ؟؟؟... هزت ريم راسها بلا وتحركت , كانت تعرف إنه عهود تكلم واحد من الشباب الكثيرين اللي متعرفة عليهم , يبان على وجه البنت لمن تكلم صحبتها ولا تكلم واحد , قلبها وجعها أكثر , ما كانت عندها الجرأة اللي تخليها تناقش عهود بحزم أو تهددها لو ما وقفت أفعالها إنها تعلم أمها أو أبوها , كاتمة هذا كله في صدرها لأنها تستحي إنها تشرح للعنود أو سفانة اللي قاعدة تسويه عهود ... ************************* شهقت وقالت : آآآآآآآنا تجيني جلطة لا شفت الإبرة تبغيني أروح معاك عشان تضربين إبرتك .. وصلها صوت ريم الكسير وهي تترجى : الله يخليك عنيدي , والله ماعندي أحد يروح معايا , عهود تقول مافيها حيل وأمي تعبانة , مو معقولة أروح مع أبوية لوحدي .. زفرت وقالت وهي تبعد لحافها وتقوم : طيب ألبس عبايتي وأجيك ولا تمرين علي .. : دقايق وجايتك .. صكت العنود جوالها وتمغطت بتعب , وأول ماخرجت راحت لغرفة الهنوف , دقت الباب ودخلت وهي تقول : سلام على الحلوين .. ماردت عليها الهنوف المنسدحة ومتلحفة , تقدمت العنود وجلست وراها وهي معطيتها ظهرها وتطالع في اللامكان وقالت : هنوف بأروح مع ريمان المستشفى اش رايك تروحين معانا , يمكن نمر على مطـ .. : لااااا .. وسحبت لحافها وغطت وجهها أكثر وهي تقول بصوت مخنوق : أبغى أنام لو سمحتي .. حكت العنود شعرها وقالت : يعني طردة محترمة ... وقامت وتحركت خارجة وقبل ما تصك الباب قالت : هنوف مو لازم تضغطين على نفسك بالتفكير , اللي يريحك سويه و ماعليك من أحد .. وصكت الباب وراحت تلبس عبايتها , وهي نازلة شافت أمها جالسة في الصالة ومعاها أبوها يقرأ جرايد , قالت : صباااااااااااااح الخير على أحلى روميو وجوليت في السعودية .. نزل أبوها الجرايد وابتسم لها وهو يقول : هلا عنيدي .. وطالعت فيها أمها بنظرات مستغربة وهي تقول : على وين ست عنود ؟؟ ضحكت لمن تذكرت إنها ما استأذنت منهم وقالت : ريمان تبغى تروح المستشفى عشان إبرتها وتبغاني أروح معاها .. ابتسم أبوها لمن قالت هدى بحدة : وخارجة بدون استئذان ؟؟ لفت طرحتها وقالت : نسيـــــــــت .. وقامت بسرعة لمن سمعت صوت البوري وقالت : أهم جووا , مع السلامة .. وهي خارجة بسرعة سمعت أبوها يقول : تراك لسه ما استأذنتي .. وقفت وقالت من مكانها : أنا رايحة مع ريــم مــمـــكن !!.. ولمن وصلها ضحكهم مختلط بصوت جوالها خرجت وهي تقول : مع السلااااااااااااامة .. فتحت باب السيارة اللي ورى وجلست وهي تقول : السلاااااااااااااااام عليكم .. وصكت الباب ودخلت راسها بين المقعدين وهي تقول : كيف حالك عمـ ... بلعت باقي حروفها لمن انتبهت إن اللي جالس مكان السواق مو عمها صالح و رجعت على ورى وغاصت في المقعد وهي تحس بخجل فضيع , ضحكت ريم من قلبها وهي تقول : ليه ساعة أدق عليك بأقولك اللي بيوصلنا عبدالرحمن مو أبويه .. دخلت يدها من ورى المقعد وقرصت ريم بقوة , ابتسم عبدالرحمن وقال : كيف حالك عنيد ؟؟ لفت العنود بوزها عازمة على الصمت وفي النهاية فتحت شويه من فمها وقالت بضيق حاولت تخبيه : الحمد لله .. قال يمازحها : كل مالك تطولين .. قالت بضيق : قول ما شاء الله .. ضحك وقال : ما شاء الله .. كانت تكره نبرة صوته الملتوية واللي كل ما سمعتها تسمع صوت خفي بين طياتها يصرخ (( أنا مغزلجي صااااااااااااااااايع )) , انكمشت في مقعدها ولفت وجهها للقزاز لمن سمعته يتكلم مع ريم , كانت تحس قلبها يضرب زي الطبول بداخلها , ما تتذكر متى آخر مرة ركبت معاه السيارة أو متى احتكت فيه آخر مرة , من تغطت عنه تجنبت أي شي ممكن يرتبط به .. : عنيد .. لفت بوزها والتزمت الصمت وهي تصرخ بداخلها ~ لا تناديني بهالطريقة يالحماااااااااااااااااااار , آنا لو دريت إنك إنت اللي بتوصلنا ماكان جيت ~ : عنيد , جهزتوا كل أشياء الزواج ؟؟.. : ..................... استغربت ريم صمت العنود , كانت العنود تحس بغليان بداخل صدرها ~ كيف يكلمني بهالعفوية وبهالطريقة , ناسي سواد وجهه , والله أتحدى إذا ناسي ~ كانت كل مرة تشوفه فيها أو تسمع صوته أو حتى اسمه تتذكر أفعاله بها قبل 17 سنة وهي بنت 7 سنين , هي صح كانت صغيرة لكنها تتذكرها كإنها أمس لمن تشوفه , الكل كان يستغرب كرهها له وسبها الغير طبيعي لمن تجي سيرته ~ الله يعينك عليه يا بندري , الله يعينك عليه , أكرهــــــــــــــــه ~ لمن توقفت السيارة عن باب الطوارئ فتحت الباب بتخرج و اتصنمت لمن لف عليها وناولها ورقة وهو يقول : هذي ورقة الإبرة أعطيها للممرضة على بال ما أروح أدفع سعر الإبرة .. مسكت الورقة من طرفها وسحبتها وخرجت بسرعة وهي تحس بمغص فضيع في بطنها , ساعدت ريم اللي زادت السخونة عليها ودخلتها لطوارئ النساء , جلست جنبها ولمن جات الممرضة ومعاها الإبرة , غمضت العنود عيونها بكل قوتها .. : عنيدي خلاص .. لمن شافت الإبرة في ذراع ريم مسحت العرق عن جبينها ويدينها وابتسمت ابتسامة صفراء , ضحكت الممرضة الفلبينية وقالت : إنتي ليه في كوووف ؟؟ هزا إبرة مو هقي إنتي .. قالت العنود : أي إبرة تعرق بي مو شرط تكون لي .. : عنيد .. قامت على مضض وغطت وجهها وخرجت من الغرفة , مد لها إيصال الدفع وفتح فمه بيقول شي , لكنها ما أعطته فرصة سحبت الورقة ودخلت بسرعة و ناولتها للممرضة , جلست جنب ريم وعقلها غصب عنها يسترجع ذكرى لمساته المقززة و .... هزت راسها بسرعة ما تبغى تتعمق في ذكريتها القديمة أكثر , سألتها ريم وهي تفرك عيونها بتعب : كيف البيت بعد ماراحت رنود ؟؟ .. ابتسمت العنود وقالت : هادي , بس بيني وبينك , أزهارو الضعيفة هي اللي بترتاح مع سفر الجوهرة , اسم إن الجوهرة ماهي مخليتها تتهنى بقعدة .. ابتسمت ريم وقالت : ما أدري اش فيها على أزهار مع إنها حبوبة .. ابتسمت العنود وقالت وهي تهز أكتافها وتجلس جنبها : الأرواح جنود مجندة .. وزفرت بطفش وقالت : لا وتخيلي كمان , رزوق بعد بكرة رايح و الدب بندر كلها كم يوم و رايحة يعني ما بيقعد غيري وغير خيال المآته .. ضحكت ريم من قلبها وقالت : حراااااااام عليك تسمينها خيال المآته .. قالت العنود : والله من جد , لا تهش ولا تنش , إذا سألتيها جاوبت لكن تفتح هي موضوع ولا تسوي ربشة وجو أبــــــــــدا , البنت حالها حال نفسها .. نزلت ريم كم بلوزتها اللي شمرته وقامت وهي تسأل : اش سوت لمن دريت عن اللي صار لحسان ؟؟ زفرت العنود وقالت وهي تقوم وتعدل عبايتها : ولا شي , صاحت شوية لمن خبرها جاسم بالموضوع ولمن رجعنا البيت التزمت غرفتها , حاولت فيها نروح المستشفى لكنها رفضت قلت خليها براحتها يمكن تبغى ترتاح شويه .. قالت ريم وهي تحط يدينها على خدودها : يا فششششششلة وأنا من دريت باللي صار نطيت مع عمتي نورة والبنات , دحين اش بيقولون ؟؟ ضحكت العنود وقالت وهي تمسك يدها تخرجها من الغرفة : عاد إنتي وحسان شي ثاني , يعني لو نطيتي عليه تتحمدين له بالسلامة ما أظن أحد يستنكر .. قالت بإحباط : والله من جد مستحية , أخاف إني زودتها , يعني لو درت الهنوف يمكن ... ضربتها العنود على كتفها وهي تقول بمرح : بنت بلا بلاهة , أنا إن شاء الله بكرة بأروح حتى لو ماراحت هنوف , هذا حسونه حبيب الشعب مو أي أحد , وبجيب معايا باقة ورد ولا علبة شوكلاطة .. كتمت بقية الكلام لمن شافته ينتظرهم ونزلت الغطى على نقابها ومشيت بصمت جنب ريم اللي قالت : مشكورة يا عريس , تعبناك معانا .. ابتسم وقال وهو يتقدمهم : ولو , مادام ماعندنا شي ليش مانخدمكم .. طالعت فيه العنود وهي تحاول قد ماتقدر تتجاهل كرهها له وتحاول تستسيغه عشان أختها , كان أطول وأسمر من عبد الإله و أقل وسامة منه لكن الشي اللي يميزه أكثر شي هو اهتمامه الكبيــــــر بأناقته , مايلبس إلا أغلى الماركات ودايم مطقم ملابسه مع الجزمة و الكاب , ~ الله يعينك يا بندري , الله يعينك ~ سحبت ريم يدها وهي تقول : آآآآآآآآآح , اش هذا , عورتيني , أظافيرك طويلة .. طالعت العنود في أظافيرها وابتسمت وهي تقول : لزوم الشياكة , مطولتها عشان فرح بندوري .. قالت ريم : ياختي ركبي أظافير بدل ماتطولينها بهالشكل , ما يجوز تطولينها كذا , بعدين عشان النظافة .. قالت العنود باستنكار : لااااااااا أنا ما طولتها أكثر من 40 يوم , أكثر من أربعين يوم ما يجوز بعدين يالفالحة تركيب الأظافير هو اللي ما يجوز .. لفت عليها ريم وسألت بتعجب : والله ؟؟ أول مرة أسمع بهالشي .. ابتسمت العنود وقالت : حتى أنا , مو لمن راحوا الجوهرة والهنوف عشان يحجزون الكوفيرة للبندري أيام إضرابي رفضت البندري العرض اللي فيه تركيب رموش و أظافر لأنها ما تجوز وتضاربت الجوهرة معاها ذاك اليوم لمن رجعوا وأصرت البندري على موقفها وحلفت ماتسوي أي شي ماتعرف هل هو حلال ولا لا والحمد لله الجوهرة صبت كل غضبها على أزهار وسبت ولعنت فيها وهي تقول إنها أكيد اللي معبية راس البندري وتصدقين أشوى إني مسوية إضراب ولا كان تلاسنت معاها ليش حاطة دوبها دوب الضعيفة أزهار .. ولمن وصلوا السيارة إلتزمت الصمت إلين وصلوا بيتها , ودعت ريم وخرجت , فتحت لها سيتي الباب , رمت عبايتها وطرحتها على الأرض وجريت للدرج وهي تقول : معليش مدينة والله تعباااااااااااااااااااانة أبغى أنااااااااااااااااااااااام ... وطلعت لغرفتها وهي تسمع همهمة سيتي اللي تعصب لمن تناديها مدينة , كان المكان هادي جدا , دخلت غرفتها وصكت الباب وهي مستمتعة بالظلام والبرودة المنبعثة من المكيف , رمت شنطتها على الكومدينه و رمت نفسها على السرير و تلحفت بلحافها وهي تضحك من شدة فرحتها بالسرير والراحة , دقايق من التفكير الغير مستقر على فكرة واحدة غاصت بعده في نوم عمييييييييق ... ************************ قبل هذا الوقت بساعة : غمضت عيونها تحاول تسيطر على موجة الغثيان و الدوخه اللي صايبتها من فترة وفتحتها بإرهاق وهي تقول : جاسم قوم .. كان زي الصخرة ما يتحرك , لا صلاة فجر قام لها ولا حتى عمله دحين مو راضي يقوم له , زفرت بتعب و انسدحت تحاول تسيطر على التعب الغريب اللي يفتك بجسمها ~ هل هذا كله وحام الشهور الأولى من الحمل ؟؟ ما أظن , هالحاله جاتني كذا مرة قبل الحمل ~ واستعادت ذاكرتها أول مرة حست فيها بهالشعور المتعب المهلك , كان في ماليزيا في الحديقة ذاك اليوم اللي تضاربت فيه مع جاسم بعد ما عرفت بموضوع حمل البندري , انقلبت على جنبها وهي تحس بوجعها يزيد , ثقل غرييييييييب في قلبها وجسمها , طالعت في الساعة الصغيرة المركزة على الكومدينه واللي كانت تشير للساعة 7 وهي تقول بداخلها ~ لازم أقومه , عمله بيروح عليه , حيبهذلني لو غاب عن العمل , لازم أقومه , لازم أقـ .. ـو .. مـ ... ~ غمضت عيونها بتعب وفتحتها بسرعة , أول ماشافت الساعة تشير لـ 9 شهقت بقوة وفزت من نومها ولفت عليه وهزته بقوة وهي تقول بفجعة : جاسم , جاسم الساعة تسعة , جاسم .. فتح عيونه دفعة وحدة لمن سمع الرقم وفز وهو يقول : تسعة .. قالت بتلعثم : راحت عليه نومه و ... لف عليها وصرخ بعصبية وهو يبعد اللحاف ويتحرك للحمام : ليه ما عايرتي الساعة يا هانم إذا إنك مايته على النوم كذا ؟؟ ودخل الحمام وصفق بابه بكل قوته , قامت أزهار بتجهز أشياؤه و انصدمت لمن حطت رجولها على الأرض وحستها ذايبه لدرجة ما صدقت إنها واقفه عليها , استندت على السرير بتعب وهي تهمس : رحمتك يا رب , استغفر الله العظيم .. استعاذت من الشيطان وتحركت في نفس اللحظة اللي خرج فيها , قال بعصبية : ارجعي نامي .. وأخذ بذلته ومحفظته وجواله وسحب مفتاحه من التسريحة وخرج وصك باب الغرفة بكل قوته , زفرت بتعب وقالت : فكه .. ورجعت للسرير و انسدحت وهي تحس بمشاعر غريبة .. ***************************** الساعة 12 الظهر : في الروضة : أي نعم تحب الأطفال وبراءتهم وعالمهم الجميل , تحب تحتك فيهم وتتعلم منهم طيبة روحهم زي ماهم يتعلمون منها الكثير , تحب تزرع فيهم كل شي صالح وحلو يفيدهم في حياتهم ويكون بصمتها في هالحياة لكـــــــــن .. : الغياب يخصم منكم 50 ريال , مخالفات الملابس والتأخير الصباحي يخصم 30 ريال و شوفوا أنا من دحين أقولكم أهم شي عندي هو إبداعكم في لوحات الإعلان وتنظيمكم لفصولكم , واللي أوله شرط آخره نور , أي شي يتخرب في الفصل أو يحتاج تصليح إنتم اللي حتدفعون فلوسه وحينخصم من راتبكم , كل اللي تحت يدينكم عهــــدة .. زفرت مشاعل ولفت وجهها تطالع لساحة الألعاب المواجهة لغرفة المديرة المقززة ~ يا لله بدأنا التعب والكرف والمحاضرات اللي مالها أول ولا آخر , آنا اش اللي مضطرني أشتغل في مدرسة أهليه , مو كل الراتب 1500 لو خصمتي منها سعر الباص و كل هالأشياء اللي انذكرت وممكن تصير كم بيبقى , أففففففففففففففففف ~ .. : بعض ناس مسرحة كإنه مو عاجبها اللي قاعد ينقال .. لفت مشاعل وابتسمت للمديرة بصمت , كانت تعرف إن المديرة تستنى منها أقل شي عشان تفصلها من المدرسة , لكن شهادات التقدير اللي حصلت عليها بعد الله بجهد وخبرة خمس سنين تمنعها من طردها باعتبارها مدرسة تمهيدي قديرة .. قالت المديرة : النوبة حتتوزع عليكم وحيتعلق الجدول بكرة مع سير منهج التعليمي , وبكرة كمان أبغى منكم تفاعل أكثر مع الأطفال , وياليت تجيبون معاكم أفكار عن ألعاب مسلية ممكن يقضون وقتهم فيها و و و ...... سرحت مشاعل بأفكارها عن هالمحاضرة اللي حفظتها من كثر ماتسمعها لسنوات وتوجهت بها للبيت ولأخوانها واش ممكن سووا بعد ما أعطوا ناصر الأوراق , مشكلة أبوها ما وقع أخوه على ورقة بشهود على استلامه لكل المبالغ بعد بيعه لنصيبه من الأرض , كم مرة حذرته وطلبت منه يوقعه على ورقه بشهود لكن أبوها كان رغم حزمه وشدته طيب ويحسن الظن في الناس , هل كان حيتخيل إنه لمن يموت بيجي أخوه اللي قبض كل حقوقه ويطالب أبناؤه بحقوق وهمية وهو مهو مهتم بكونهم أيتام بلا بيت ملك و عايشين في شقة بالإيجار , ناصر اش دخله في الموضوع ولا بس لأنه صادف وكان نازل للديرة , أصلا ليش ينزل الديرة في هالوقت , زوجته ماكانت في السيارة , هل بيسيبها لوحدها وينزل ولا هي في الديرة ونازل عشان يجيبها و .... انصدمت لمن لقيت أفكارها تتحول لناصر وزوجته , لفت واستمعت للمديرة اللي حست كلامها مستساغ أكثر من تفكيرها العقيم في ناصر اللي صار إنسان أجنبي عنها , لازم تعيش حياتها , لازم تعيش حياة جديدة بلا ............ ناصر .. ****************************** في الرياض الساعة 2.30 : بعد الغداء في بيت عبد العزيز : فتح عيونه على آخرها وفز من مكانه وهو يصرخ غصب عنه : إيـــــــــش ؟؟ الكل طالع فيه بصدمة , ونزل عبد العزيز فنجان الشاهي اللي كان رافعه لفمه لمن كمل صقر صراخه وهو يقول : أكيد تمزحووووووووون .. وقال بحزم : اصبر خلينا نفهم الموضوع .. حطت أريام يدها موضع قلبها وهي تطالع في صقر المصدوم بخوف , قالت أمه ببرود وهي تحرك يدها بلا اهتمام وباليد الثانية ترفع فنجانها : منت مصدق إسأل بنت عمتك .. نقل نظراته بينهم وهو يحاول يستوعب اللي انقال , لف على أبوه وسأل : أبويه , من متى سحر راضعة من وفاء ؟؟ من متـــــــــــى ؟؟ لف أبوه على زوجته وقال : عاليه متأكده من اللي تقولينه , أنا أول مره أسمع به .. قالت عاليه ببرود : مو حضرتك إنت و أخوك مخلين أولادكم سبيل اللي يبغى يرضع يرضع , ناسي إنه بنت أختك رضعت سحر عشان ولدها مات في بطنها وهي في التاسع .. قال بعدم فهم : ولو رضعتها وفاء واش دخل صقر في الموضوع ؟؟ ليش ما يقدر يخطب سحر ؟؟.. قال صقر بألم : أبويه أنا راضع من عمتي , يعني وفاء أختي بالرضاع .. قام عبد العزيز بصدمة في نفس الوقت اللي كمل فيه صقر وهو يحس بفوران دمه : يعني ما طلع الرضاع إلا لمن قلت لكم أبغى أخطبهااااااااااااااا , وينه هالرضاع ماطلع من زمان ؟؟ وينه محد تكلم عنه من فوق 25 سنة .. التزم الكل الصمت لمن حط عبد العزيز يده على كتف صقر وهو يقول : استهدي بالله , أنا أكلم عمتك وأشوف الموضوع ... لف صقر وقال بصوت غريب : أنا بأروح لها .. وتحرك لغرفته , لف عبد العزيز لعاليه ورماها بنظرات غضبى , رفعت حواجبها وقالت : خير , ليش تطالع فيني كذا ؟؟ قال ببرود : يعني ما قدرت تقولين هالموضوع إلا بهالطريقة , الولد توه يتكلم وهو فرحان و يقول نوى يخطب سحر ترمينها في وجهه كذا بلا تمهيد وبلا اهتمام ... لفت وجهها بضيق , كمل بتحذير : شوفي والله لو طلع الموضوع من تأليفك ما يصير لك خير .. وتحرك لغرفته , زفر سطام ولف على أريام وحرك يدينه بهدوء عدة حركات , قامت بسرعة بعدها وسحبت ساري اللي جا بسبب الأصوات من غرفة التلفزيون اللي يلعب فيها بلاي استيشن , لف على أمه وهز يده بسرعة وصوت تأوهات غريبة تصدر منه , قالت عاليه : لا تعصب علي , شوف أبوك اش قاعد يقول , يعني بأفتري أنا .. هز يده وحركها بسرعة وضربها على صدره بقوة , زفرت وقالت وهي تقوم : ألقاها منك و لامن أبوك , واش بيصير لقلبه إذا قلتها بهالطريقة , هو مو بزر عشان نمهد له .. قام بسرعة ووقف قدامها وطالع فيها برجاء , رمته بنظرات بارده وهي تقول : خير .. حرك يدينه بسرعة لكنه أزاحته من قدامها وهي تقول : ترا مافحالي أناقش الموضوع .. تنفس بحده وهو يطالع فيها وهي رايحه للمطبخ وهي تنادي على الشغاله , وتحرك لغرفة صقر , صدم فيه صقر وهو خارج لكنه ما توقف عشان يكلمه , أشر بيده له وهو يحاول يلفت انتباهه بلا فائدة , لحقه بسرعة ووقفه وهو يحط يده على كتفه , لف صقر عليه وقال : سطام واللي يرحم أهلك ما فيني أتكلم ولا فيني أسمع محاضرة .. أشر له سطام إنه بيروح معاه , زفر صقر وقال وهو يمد يده : تفضل .. ابتسم سطام وركب السيارة , كان صقر يسوق السيارة لشقة أكبر عماته وهو يحس قلبه يخفق بقوة أكبر كل ما قرب من بيتها , وقف سيارته بدون ما يهتم كيف وقفها وخرج منها بسرعة وهو يصك الباب بكل قوته , نزع سطام جهازه الصغير المثبت في إذنه اليسار ودخل سبابته في إذنه وهزها بوجع ~ الله يقطع شرك , ناسي جهازي ~ وخرج وراه وطلعوا للدور الثاني .. لف عليه صقر وقال أول ما انفتح الباب : سطام أدخل المجلس أكيد البنات موجودات .. رفع سطام راسه وابتسم مشجع لصقر اللي دخل للصاله , دخل وراه وهو يركب الجهاز في إذنه اليمين , طالع في المجلس اللي على يمينه وكمل طريقه للصاله , أول ما دخل اصطدم بصره ببنت غريبة , أول ماشاف اتساع عيونها أشر بيده لكنها سبقته بصرخة خلته يغمض عيونه وهو ينزع جهازه قبل ما يلف وجهه , رجع صقر وسأل : اش فيييييييييييييه ؟؟ اندست البنت وراه , انتبه لجهاز أخوه اللي في يده وهو راجع للممر , لحقه وقال وهو يأشر بيده : اش فيه ؟؟ تعورك إذنك ؟؟ هز سطام يده بعصبية وبحركات سريعة , ضحك صقر لأول مرة من غمته أمه بالموضوع , ضربه سطام على كتفه وأشر بيده وعلامات الغيض مرتسمة على وجهه و واضحه في الأصوات الحاده اللي بدأت تعلو منه , قال صقر وهو يأشر بيده على راسه ويتبعها بإشارات متتاليه : سامحني , والله سامحني , أنا اش دراني إنك نزعت الجهاز من صفقتي للباب , والله نسيت إنك حساس من الأصوات العالية .. أشر سطام على إذنيه وقبض يده وهزها , ابتسم صقر وقال : سلامة أذ**** .. دخلت عمته نجلاء وهي ترحب بهم بابتسامة صادقة , رجع صقر لهمه وتذكر الموضوع اللي جا عشانه , بعد ما سلموا عليها قالت وهي تأشر بيدها إشارات بسيطة مختصرة : عسى ما فجعتك الخبلة بشعافلها , تراها مطفوقة ومطيورة .. ابتسم سطام وقال وهو يأشر بيده عدة إشارات منها إشارة وهو يمسح يده على وجهه وختمها بتمرير سبابته على خده , فتح صقر عيونه على اتساعها وماعرف اش يقول لعمته اللي قالت : إيش يقول ؟؟ ياربي على قد ماأحاول أفهم لغة البكم ماأعرف .. ابتسم وقال كاذب : يقول لا عادي وجهها يشبهك .. ضحكت عمته وقالت : الله يسعده يارب , تسلم عيونه الحلوة , والله بنتي هيام حلوة من وين أشبهها .. وتحركت وهي تقول : أروح أجيب القهوة .. لف على سطام أول ماخرجت عمته ودقه وهو يأشر بيده ويقول بعصبية : هي ترى مو عادي تقعد تمدح البنات , حلوة ذي قاعد تقول بالعكس كل شي فيها حلو حتى ملامحها , زين اللي رقعت لك , قلت عمتي إنك تقول إنها تشبهها .. قطب حواجبه باعتراض وأشر بيده , شهق صقر وقال : أنا عااااااارف إنه عمتي ماتشبهها وإنه هيام أحلى يالخبل .. وكمل وهو يأشر على فمه : قاعد أرقع لك , أرقــــــع .. ابتسم سطام وركب جهازه وهو يقول بصوت مخنوق : طيب , طيب .. ****************************** في نفس الوقت في جدة : في فيلا أحمد : : هذا وقته تتكلمين عن السوق وريحاته ست عنيدي .. زفرت العنود وقالت بحزم وهي تقوم عن الكنبه وتوقف في مواجهتها : يعني اش تبغيني أسوي ؟؟؟ مو معقولة بنأخر كل شي عشان اللي صار , بعدين قالولك لو رحت السوق مابيطيب حسان ولا بيأثر عليه , لله الوقت ضيق ولازم نستغل كل دقيقة فيه .. لفت الهنوف وجهها وقالت بضيق : بتروحون روحوا أنا ماني رايحه لمكان .. دنقت البندري اللي جالسه جنبها راسها بصمت , لمن انتبهت لها العنود دعست بطرف رجلها قدم الهنوف وهي تأشر براسها على البندري , تلون وجه الهنوف وقالت على طول بتلعثم : قصدي مو دحين , أنا تعبانه شوي , روحوا انتم وأزهار وقضوا الناقص لأنه فعلا مابقي وقت .. قالت البندري بابتسامة هادئة صارت تزين وجهها في الأيام الأخيرة على غير العادة : مو مشكلة حتى لو ماقضيت باقي أشيائي ممكن أكملها هناك , أصلا ماعندي هناك شي أسويه .. قالت العنود بحماس حازم : يا سلاااااااااااااام , إلا عندك شي تسوينه يادب , دراستك لازم تكملينها وتهتمين فيها ساااااااااااااامعة , مو لا رحتي هناك على بالك الدراسة ماعاد هي مهمة , أبغاك ترجعين بروفسورة في الكمبيوتر وأبغاك ترطنين إنجليزي عشان تصححين مفاهيم الدلووووووووخ المعفنيييييييييييين اللي هناك عن الإسلام و...... سكتت لمن شافت عيونهم المتسعة وهم يطالعون فيها باهتمام وصرخت : هـــــي يا مساطيل تراكم شوية وتاكلوني بعيونكم .. انتبهوا لحظتها إنهم متنحين وهم يطالعون في حماسها العجيب وانفجروا بالضحك لمن ضمت نفسها وهي تكمل : خوفتوني على عمري .. : إنت تخافين ؟؟ إنت ينخاف منك , الديناصورات نفسها تخاف منك .. لفت عليه لمن وصلها صوته الساخر وحطت يدها على خصرها وقالت : لا والله سيد رزووقوو , أشوف الأخ خبير ديناصورات .. رفع حواجبه وقال بهدوء : هذي حشة دحين ؟؟ يعني لازم أضحك , استني استني .. وقام يدغدغ نفسه وهو يمثل إنه يضحك , الكل ضحك على حركته حتى العنود اللي تقدمت له وضربته على كتفه وهي تقول : والله بنفتقدك يا دب .. قال وهو يرمي نفسه على أول كنبه قابلته : وأنا بأفتك منكم .. جلست العنود جنبه وقالت بدلع وهي تمسد كتفه : حبييييييييييييييييييييييبي والله رزوق عمري .. مط شفايفه بطفش وقال : خيييييييير , هاتي من الآخر , اش عندك ؟؟ فلوس ماعندي .. عقدت حواجبها وقالت باستنكار : يا خي الواحد ما يدلع إلا عنده شي .. قال بلهجة ماتقبل النقاش : هاتي من الآخر .. ابتسمت وقالت : تودينا السوق .. قام على طول وقال : السلام عليكم .. نطت وراه ومسكته وهي تقول برجاء : رزوقووووووو .. رن جواله في اللحظة اللي قال فيها : مواعد واحد من الشبا .... هي شفتي , هذا هو يدق .. وخرج جواله وهو يقول : Hiiiiiiiiiiiiiiii .. وضحك من قلبه لمن وصله صوت عمر الهادئ وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , ياخي الناس تسلم أول مو تهاهي ... وقال يقلده : ياخي قايلها أنا غيااااااض فيك , ماني قايل السلام عليكم أنا حرررررررر , مو عاجبك دور مطوع زيك تتصل عليه .. شهقت العنود وصرخت : وااااااااااااااااااااااااااا ... لف عليها عبد الرزاق وهو مفرصع عيونه وضربها بطرف يده ولف يكمل كلامه , غطت فمها بيد وحكت كتفها باليد الثانية , همست الهنوف : بنت استحي , كيف تشهقين وتصرخين وهو يكلم رجال الله يفضح إبليسك .. أشرت على جواله وهمست لهم : تعليقة ريم .. لفوا على عبد الرزاق اللي قال : طيب شويه و جايك يلا انقلع عن وجهي , ماني قايل مع السلامه بكيفي .. وصك الجوال والتفت للعنود وقال وهو يتقدم منها : والله لا أوريك .. صرخت العنود لمن شافته جاي لها وشردت وهي تقول : يا حماااااااااااار والله غصب عني .. وصرخت بتوجع لمن شد شعرها وهو يقول : لمن أرفع الجوال تصكين حلقك سامعه .. لفت عليه وشدت شعرها من قبضته وسألت بعصبية من الوجع اللي تحسه في فروة راسها من قوة شدته : ليش تعليقة ريم معاك ؟؟ انصدم من سؤالها لكنه قال بسرعة : ليه مافي إلا ريم عندها هالتعليقة ؟؟ انتبه للصمت اللي ساد قبل ما تقول الهنوف بهدوء : إيوه مافي إلا ريم عندها هالتعليقة لأنه هي مسويتها بنفسها .. تمالك صدمته وقال : مالكم دخل .. وتحرك نازل من الدرج , لحقته العنود وقالت : هــــي منته مودينا السووووووق ؟؟ جاوبها الصمت , لفت على أخواتها وطالعت فيهم للحظة قبل ماتجري على التلفون , نطت البندري وقالت : هي , اش بتسوين ؟؟ : بدق على ريم .. سألتها الهنوف بتوتر : واش بتقولين لها ؟؟ طالعت فيهم وقالت بهدوء : بأسألها عن تعليقتها .. أول ماسمعت صوت الرد قالت : ألوووووووووووووووووووو .. وصلها صوته المقيت وهو يقول : هلا عنيد .. رفعت بصرها للبندري و أشاحته بسرعة وهي تقول : ممكن أكلم ريم .. : ريم نايمه .. : طيب شكرا أ .. قاطعها : تبغيني أصحيها ولا أقول لها شي .. بلعت ريقها وقالت بهدوء : لا شكرا , أكلمها بعدين .. وصكت الخط , ولمن شافتهم يطالعونها ابتسمت وقالت بمرح وهي تتنهد : العريييييييييييس .. ولمن شافت تغير ملامح أختها ضحكت وقالت : أظن بعض نااااااااااس يقولون ياليتنا إحنا اللي دقينا .. ابتسمت البندري ابتسامة رصينة وهي تصرخ بداخلها ~ ما دريتي عني شبعانه من صوته ومن كذبه ومن كلللللللللللللللل شي , اللهم أستغفرك وأتوب إليك ~ الهنوف ضربت العنود وهي تقول : وحضرتك ليش مااتصلتي على جوالها , متصلة على البييييييت .. ماكانت تبغى تصدمهم وتقول إنها متصلة على الجوال وهو بوقاحته رد عليه فكملت الموضوع معاهم على إنها متصلة على البيت وهي تصرخ ~ هذا من وين طلع لي دحيييييييييييييييييين , مو افتكينا منه من زمان , يااااااااااااااارب سترك , يارب تعين البندري عليه ~ .. ************************** الساعة 3.30 الظهر : في شقة أزهار وجاسم : ~ لااااا ما أقدر أطالع فيه , ليه يا جاسم ؟؟ ليه ؟؟ أزهار حاولي تكونين عادية , لا تبينين شي , حاولي ~ ابتسمت وقالت وهي تصب له كاسة مويه : تصدق عمور مسوي عزيمة غدا لعبد الرزاق .. ورفعت راسها لمن ماجاوبها وزفرت بداخلها لمن شافت حواجبه المعقودة بغضب , سمت ومدت يدها للأكل بصمت ~ ما حأناقشه دحين , حأكون حكييييييييمة و ما حأفتح فمي عشان مايلقى عذر وينفجر فيني , أكيد ضغط العمل زاده , أنا اش ذنبي إن كان هو ثقيل نوم وأنا راحت علي نومه من التعب , أففففففففففففففففففف كيف الرجال فضيعين , أوووووو لا يكون لاحظ !! يكون هالعصبية لأنه دري باللي سويته , يا ماااااااماااااااا ~ مدت يدها بالملعقة بتاخذ من السلطة في نفس الوقت اللي كان رافع ملعقته ولمن صدمت به وتناثر الأكل رمى الملعقة بعصبية وقام , طااااااااااالعت في السفرة بصمت , أمس كانوا حلوين زي السمن على العسل , زفرت وقامت عن الطاولة وبدأت تنظفها لأنها تعرفه لمن يقوم عن السفرة ما يرجع لها إلا وقت العشاء .. فتح كمبيوتره وهو مغتاض منها , اليوم أخذ تهزئ محترم من العقيد ليش جاي متأخر , مو كافي إنهم إلى الآن حاطينه تحت المجهر ليش إنه منقول حديث لهم وبالواسطة ومشككين في كفاءته رغم كل شهادات التزكية و التوصية الملحقة بملفه , كان جزء بداخله يحط اللوم عليها , هي السبب اللي خلاه ينقل من الدائرة اللي كان مرتاح فيها ومكون صداقات و ... : اش فيه الجهاز مايشتغل ؟؟ قالها وهو يضغط زر التشغيل للمرة الثالثة , طالع في التوصيلات وانتبه إن السلك منزوع , استغرب وهو يشبك الفيش , عمره ما نزع السلك وحتى أزهار عمرها ما نزعته ~ يكون لمن نقلته هنا ما شبكته , لا لا , أنا بنفسي اشتغلت عليه قبل ما أروح للتحليل مع العنود و ..... يمكن لمن كانت تنظف و ... ~ سكنت أفكاره لمن دوى صوت مروحة الكمبيوتر أول ما شبك الفيش في القابس وطلعت له الشاشة الزرقاء بعد ثواني تنبهه إنه أغلق الجهاز بطريقة خاطئة .. سحب كرسيه وجلس عليه و أفكاااااار تدور برأسه , ما كان حاط كلمة سر لجهازه لأسباب أهمها إنه ماعنده شي مهم يخبيه و ما في أحد في البيت غيره هو وأزهار اللي يعرف إنها مستحييييييييييل تفتح الكمبيوتر بدون إذنه , ورغم يقينه إنها مستحيل تفتح جهازه حرك الفارة بلا تفكير و فتح المستندات الأخيرة , حس بأنفاسه تتسارع من العصبية , قام بسرعة وهو يحس إنه معمي من شدة غضبه صرخ بعصبية : أزهاااااااااااااااااار ... ودخل المطبخ وهو يحس دمه يغلي , انصدم لمن شافها طايحة على الأرض و حولينها الأشياء , في لمح البصر حس بكل غضبه يتلاشى وهو يجري لها , جثى على الأرض ورفعها وهو يقول بخوف : أزهار , أزهار .. تدلت يدينها بليونه وضحت له إنها مغمي عليها , هزها وهو يصرخ : أزهاااااااااار .. ورفع يده وصفعها عدة صفات لكنها ما استجابت له , حس بنبضات قلبه اللي كانت تهدر بقوة من شدة الغضب تزداد سرعتها من كثر الخوف , دنق وحط إذنه عند فمها وحس براحة لمن سمع ونها الخفيف , زفر وشالها بسرعة , فتحت عيونها وهمست بتعب : جاسم .. حطها على كنبة الصالة وقال وهو يمددها : اش فيك ؟؟ اش صار ؟؟ غمضت عيونها وهي تحس بنفس الشعور اللي قاومته أيام وليالي يرجع لها أقوى من أول , نزلت دموعها غزيرة وهي تحاول تكتم شهقاتها , انفجع من ردة فعلها وسأل بتوتر : ليش تبكين ؟؟ عادي هالموضوع يصير وقت الوحام ولا ؟؟ هزت راسها بلا وهي تقول بصوت كسير : ما أعرف , ما أدري اش فيني ؟؟ وزاد صياحها وهي تقول : أحس بخنقة , أحس إني تعبانه .. مسح على شعرها وقال : أوديك المستشفى .. وتحرك عشان يجيب عبايتها , حاولت تقول له لا لكنها فعلا كانت بحاجة لحل , هالموضوع أرقها كثير , لبست العباية بلا نقاش وتحركت وهو ساندها , وطول الطريق للمستشفى وهي تبكي بصوت مخنوق وكل ما حاولت تهدي نفسها تزيد , ولمن فحصتها رانيا الطبيبة النسائية في المستشفى العسكري اللي فتح لها فيه جاسم ملف وسوت لها تحاليل .... ************************* الساعة 4.30 في الرياض : فيلا عبد الكريم : : مااااااااااااااااميييييييييييييييييييييييي , heeeeeeeeeeeelp ... صرخة سلافة الحادة وصلتهم رغم إنهم جالسين في صالون الدور الأرضي , تبعها صوت خطوات مسرعة كل مالها تقترب مختلطة بصوت خطوات ثانية قوية زفرت حنان وقالت : يالله تسكنهم في مساكنهم ... : سحـــــــــــر وقفي أحسن لك .. نقزت سحر الثلاث درجات الأخيرة وجريت لأمها وهي تصرخ بخوف , فتحت حنان عيونها على آخرها مصدومة من اللي قاعد يصير , وقفت سحر جنبها ودست شي وراها وقالت وهي تلهث : والله لو تموتييييييييييييييييييييييييييين ما عطيتك إياه .. وقفت سلافه قدامها وحطت يدينها على خصرها وهي تقول : سحر والله لا أوريك ... ومدت يدها وهي تقول :give it to me nooooooooooooooow .. : موتي .. : سحر يا حماره .. : هي نجوم السما أقرب لك على هالسبة يالوقحة .. ضربت سلافة الأرض برجلها وقالت بصوت باكي : مامي شوفيها , خليها ترجع الـ charger حقيييييييييييي .. مدت سحر يدها بشاحن المحمول وقالت : شايفته .. ورجعت دسته وهي تقول : إحلميـــــــــبه .. حنان بعد ماتعبت من لف راسها يمين ويسار عشان تتابع كلامهم عل وعسى تفهم شي قالت بحزم : بس إنتي وهي , اش صااااار ؟؟ ضربت سلافة الأرض مرة ثانية وقالت : سحر أخذت شاحن لاب توبي ومهي راضية ترجعه وأنا قاعدة أنزل موادي لهالترم .. قالت سحر ببرود : طيب ممكن تقولين لها السبب عشان ما تحسب أمي إني معتدية على حقوقك الشخصية ست سلف .. حطت سلافة إصباعها عند راسها وقالت : أنا بكيفي متى ما نظفت نظفت , المهم إني حأنظف وبس .. لفت سحر على أمها وقالت بعصبية : يعني بالله متى حتنظف يعني أنا مغسلة صحون الغدا ومنظفه المطبخ ومغسلة 3 حمامات وهي الكسلانه ماعندها إلا غرف النوم ليش ماقامت تنظفهااااااااا من الصباح وهي قاعدة على لاب توبها وكل ما كلمتها قالت حأنظف حأنظف شلت عنها الشاحن من فوق الساعة والنص ودحين يوم خلص شحن بطاريتها جاية تدور عن الشاحن ما قالت أقوم أنظف .. : المهم إني حأنظـ ... قاطعتها سحر : متــــــــــى ؟؟ الغرف تجيب الهم مو كافي ما تنظيفينها إلا مرة وحدة وحاكمة علينا مانحرك شي لأنك ماحتنظفينها مرة ثانية .. زفرت سلافة وقالت وهي تأشر بيدها للسما بغيض : كله منك يا سوناتي الهمممممممممم , يعني مالقيتي إلا هالوقت تشردين فيه , حسبي الله ونعم الوكيل عليك .. قالت أمها : ياليتها شردت لوحدها , حتى السواق شردته .. قالت سحر : إحمدي ربك إنتي في البيت ونايمة إلى الظهر مو الضعيف سمور من جا من المدرسة ما ارتاح ... ولفت على سحر وقالت : تعطيني إياه من يوم أخلص تنظيف الغرف ؟؟ هزت سحر راسها وقالت : إن شاء الله , المهم نظيفيها زين .. لفت بوزها وطلعت وهي تسب وتلعن وتدعي على سوناتي , جلست سحر جنب أمها وقالت : أففففففففففف مابغت تتحرك .. قالت حنان : الله يهديها لازم الواحد يجري وراها عشان تسوي الشي , ماأدري اش بتسوي في بيت زوجها .. ضربت سحر صدرها وقالت بألم : اللــــــــــه يعييييييييييييييييييييييييينك يا زوج سلافة , يا حبيييييييييييييييبي والله حزنانه عليه من دحين .. دخل سامر وهو شايل أكياس مقاضي و قال بابتسامة خبيثة : وزوجك ؟؟ مطت شفايفها بقرف وقالت : الله يخليك لا تجيب سيرته لأني أستناه يجي عشان ألعن سابع جدوده ليش توه اللي فكر يجي ومافكني من سلافووووووووو من بدري .. ولفت أصابعها بتهديد وهي تكمل بصوت ممطوط : يا إنيييييييييي ناوية له على نيــــــــه ... قهقه من قلبه وهو يتخيل شكلها لو عرفت إنه جا وفوق هذا إنه صقر , حط الأكياس على الأرض وهو يغنى : ناويلك على نيه بس انت اصبر شويه اذا ماعلقك فيني وغلاك يصير بيديه والله لشغل افكارك وشعل بالهوا نارك واسكن قلبي بدارك واعلمك الرومانسية .. ضحكت سحر عليه خاصة لمن قالت أمه بحسره : هي وينها هذا اللي بتعلمها الرومانسية أشر عليها وأنا أجيبها لك من شعرها ... ضحك وقال وهو يدق أمه بمزح : يوم الله يريد إن شاء لكن هااااااااااا , مو تجرينها من شعرها , بنت الناس عيب .. ضحكت أمه وقالت : شايفني متوحشة لهالدرجة , أمزح معاك أنا .. فرد يدينه وقال وهو ينحني لها : فديـــت اللي يمزحون .. وضمها , دفته أمه بحرج وهي تقول : من وين متعلم هالكلام ؟؟ جلس جنبها وقال : هذي يا طويلة العمر عضوة عندنا خليجية يوم ترد على صحبتها تقولها فديتك فديتك وعجبتني الكلمة .. شهقت سحر وقالت : أو صــــــح .. وابتسمت وهي تقول : مبرووووووووووووك عليك المشرف المميز يا حلو إنته , توصى فيني هااااااااااا .. ضحك وقال : يوم تشاركين في قسم الإنجليزي أقيمك وأتوصى فيك .. لفت بوزها وقالت : ماااااااااااالت مالقيت إلا قسم الإنجليزي .. لفت أمه عليه وقالت : متى كرموك ؟؟ ابتسم وقال وهو يحك حاجبه : ما أدري , لمن نزلت جدة ماكانوا منزلين الموضوع , ويوم رجعت لقيتهم مكرميني وأنا ياغافل لك الله .. قالت ببساطه : طيب سوي حذف لذيك العضوة الملسونة اللي اسمها العصلا في قسم الأسرة , كلامها مو زين .. طالعوا فيها وقهقهوا في لحظة وحده , قالت حنان : ليش تضحكون ؟؟ مسحت سحر دموعها وقال سامر بعد ما تنحنح : أمي كيف أسوي حذف وهي ماخالفت , بعدين أنا في قسم الإنجليزي اشلي في قسم الأسرة .. لفت حنان بوزها وقالت : أجل مشرف على إيه ؟؟ والله يا إنها هالحرمة ماتدخل لي من زور , فيلسوووووووفه و المشكله كلامها كله غلط في غلط .. قالت سحر : إذا كلامها غلط ردي عليها .. شهقت وقالت وهي تقوم : أي أرد عليها , والله يطلقني أبوك لو درى إني أرد في المنتديات , وأتطلق عشان مين , عشان وحده عصلا .. ضحك سامر وقال : يااااااا حليلها أم خالد , يارب ترزقني وحده زيها .. قامت سحر وحلفت على أمها ما تشيل ولا كيس وشالتها عنها , لفت حنان عليه وقالت : سمووووووور الأشياء قليلة , متأكد جبت كل المقاضي .. خرج من جيب بنطلون الجنز ورقة المقاضي وطالع في التشخيطات اللي مسويها وقال : جبتها كلها .. ولمن لمح شي مو مشخوط قال بمزح : وهذا الشي أبو الأجنحة لو سمحتم لا تكتبونه لي لمن أروح للسوبر ماركت , فضيحة أكياسهم شفافه , يكون في علمكم خرجت من السوبر ماركت ورحت بقالة صغيرة حاسبت عليه وأنا متلثم , قالي مافي اللي تبغاه قلت الأهل يبغون طيار ولا ما أشتري والحمد لله لقيـ .. قطع كلامه و ضحك من قلبه لمن شاف سحر شارده للمطبخ , جات أمه وضربته على كتفه وقالت بعصبية مصطنعة وهي تقاوم ابتسامتها : بسك إحراج .. قال من وسط ضحكه : أمزح معاها .. ولمن لمح سلافة نازله قال بصوت عالي : تراني جبت الطيار تلقينه عند سحـ .. آآآآآآآآآآآآي ... تأوه وهو يحك كتفه لمن ضربته أمه مره ثانيه وهي تضحك غصب عنها , ضحك لمن شردت سلافة للمطبخ , قال : والله البنات تحـــــــف .. وقام وتمغط وقال : بأروح أناااااااااااااام , صحيني لا أذن المغرب .. ابتسمت حنان بحب وقالت : الله يوفقك ويسهل لك دربك يارب ويسعدك وين مارحت .. ابتسم لها وقال : الله لا يحرمني منك ولا من دعواتك الحلوة .. وراح لغرفته , راقبته وهي شايله همه , اليوم راح داوم لأول مرة من إنقطاع سنتين عن التدريس , وإلى الآن ما كلمهم عن تجربته اليوم وكيف إحساسه , كان يتهرب من كل سؤال يسألونه إياه , حتى عدنان يوم اتصل عليه وكلمه كان يرد عليه بردود مختصره ما تشرح شي , تمنت لو عبدالكريم موجود عشان يكلمه ويناقشه لكنه في رحلة بيرجع منها بعد يومين حتى ماهر مسافر في رحلة لنيويورك .. ************************
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|