سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

العودة   ملتقى مونمس ® > القسم الإسلامي > منتدى العلوم الدينية و الدروس الفقهية

منتدى العلوم الدينية و الدروس الفقهية هنا توضع الدروس الفقهية والعلوم الدينية كعلوم القرءان والحديث والأحكام الدينية

!~ آخـر 10 مواضيع ~!
إضغط على شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

 
 
أدوات الموضوع
5.00 من 5 عدد المصوتين: 1
انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-28-2013, 02:25 PM
الصورة الرمزية شمس الرسالة
شمس الرسالة شمس الرسالة غير متواجد حالياً
مشرف القسم الإسلامي
 
شكراً: 4,435
تم شكره 3,464 مرة في 795 مشاركة

شمس الرسالة عضوية شعلة المنتدىشمس الرسالة عضوية شعلة المنتدىشمس الرسالة عضوية شعلة المنتدىشمس الرسالة عضوية شعلة المنتدىشمس الرسالة عضوية شعلة المنتدىشمس الرسالة عضوية شعلة المنتدى








افتراضي حقيقة الإيمان عند أهل السنة والجماعة

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد :

فالإيمان هو حياة القلوب والأبدان ، وبلسم السعادة ، ومناط النجاة في الدنيا والآخرة ، فهو يورث القلوب طمأنينة

والنفوس رضى ، وكلما تدرج العبد في مراتب الإيمان ذاق طعمه ، ووجد حلاوته ، واطمأنت نفسه به

قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما

وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار )
متفق عليه .

وحقيقة الإيمان الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم تقوم على ثلاثة أركان

إذا سقط أحدهما بطل الإيمان من أساسه ، وهذه الأركان هي :

1 - اعتقاد القلب ~ 2 - وقول اللسان ~ 3 - وعمل الجوارح.

قال الإمام الشافعي رضي الله عنه : " وكان الإجماع من الصحابة ، والتابعين من بعدهم ممن أدركنا :

أن الإيمان قول وعمل ونية لا يجزيء واحد من الثلاثة عن الآخر "
( اللالكائي شرح أصول اعتقاد أهل السنة ) .

فالركن الأول ( اعتقاد القلب ) يشمل أمرين اثنين لا بد من تحققهما :

الأول : إقرار القلب ، والمقصود به اعتراف القلب بأن ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم حق

وأن ما حكما به عدل ، لا يخالط ذلك الاعتقاد شك ولا ريب .


الثاني : عمل القلب ، والمقصود به ما أوجبه الله عز وجل على العبد من أعمال القلوب

كحب الله ورسوله ، وبغض الكفر وأهله وغيرها ، فكل هذه تدخل في عمل القلب .

والأدلة على اشتراط اعتقاد القلب كثيرة نذكر منها ، قوله تعالى :

{ قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم } ( الحجرات : 14)

ومنها قوله تعالى : ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر

يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان )
(المجادلة:22)

فتأمل قوله تعالى : { أولئك كتب في قلوبهم الإيمان } حيث جعل القلوب محل الإيمان وموطنه .

فكل هذه الأدلة وغيرها كثير يدل على أن إيمان القلب هو أصل الإيمان ومادته

ومن ضيع إيمان القلب فلا إيمان له بل هو معدود من الزنادقة والمنافقين .

وأما الركن الثاني : فهو الإقرار باللسان ، قال صلى الله عليه وسلم :

( أمرت أن أقاتل الناس ، حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها ) متفق عليه .

قال الإمام النووي في شرح الحديث : " وفيه أن الإيمان شرطه الإقرار بالشهادتين مع اعتقادهما "

وقال الإمام ابن تيمية : " وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأت بالشهادتين فهو كافر " (الإيمان 278 ) .

والمقصود بالشهادتين ليس مجرد النطق بهما ، بل التصديق بمعانيهما والإقرار بهما

ظاهرا وباطناً فهذه الشهادة هي التي تنفع صاحبها عند الله عز وجل .

وأما الركن الثالث : فهو عمل الجوارح والمقصود به فعل ما أمر الله به ، وترك ما نهى الله عنه .

والأدلة على دخول هذا في الإيمان أكثر من أن تحصى ، فنذكر بعض ما يحصل به المقصود ، فمن ذلك قوله تعالى :

( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ) (الحجرات:15)

فقد وصفهم الله بصدق الإيمان لإتيانهم بالأعمال الصالحة ، التي هي لازم عمل القلب وثمرته .

ومنه أيضا قوله تعالى : { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا

وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون

أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم }
( الأنفال:4)

فتأمل كيف وصفهم الله بأنهم المؤمنون حقاً لما أتوا بالأعمال الصالحة ، فدل على دخول الأعمال الصالحة في الإيمان وأنها جزء منه .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( آمركم بالإيمان بالله وحده ، أتدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم


قال : شهادة ألا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وأن تعطوا من الغنائم الخمس )
متفق عليه .

فقد فسر صلى الله عليه وسلم الإيمان في الحديث بالعمل الصالح .

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها ، قول لا إله إلا الله

وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان )
رواه مسلم .

وقد اعتنى الأئمة بهذا الحديث، وعدوه أصلاً لإدخال الطاعات في الإيمان ، وعدوها من شعبه

وفي هذا الحديث بيان أن الإيمان أصل له شعب متعددة ، وكل شعبة تسمى إيماناً ، فالصلاة من الإيمان ، وكذلك الصوم والحج والزكاة

والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل ... وهذه الشُعَبُ منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة الشهادة

ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق ،وبينهما شعب متفاوتة تفاوتا عظيماً

منها ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب ، ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى ويكون إليها أقرب .

هذه هي حقيقة الإيمان ، وتلك هي أركانه ، والعلاقة بين إيمان القلب وإيمان الجوارح علاقة تلازمية

بمعنى أنه لا يمكن أن يدعي عبد الإيمان بقلبه ثم يظل معرضا لا يعمل صالحا

ولا ينتهي عن منكر ، فإن هذه الدعوى مع كونها غير نافعة شرعا ، إلا أنها كذلك غير موجودة واقعاً


ذلك أن من وقر الإيمان في قلبه انطلقت جوارحه بالعمل ولسانه بالشهادة

قال الحسن البصري رحمه الله تعالى : " ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن شيء وقر في القلب وصدقه العمل " .



-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ شمس الرسالة على المشاركة المفيدة:
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لموقع مونمس / " يمنع منعاً باتا المواضيع السيئة المخالفة للشريعة الإسلامية" التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما رأي الكاتب نفسه