ೋ الحياة بين زهر وأشواك ೋ

[-قمر الليالي-]

وهناك رحيل مرير امر من الرحيلين السابقين
فالرحيل الأول قد يكون بختيار الشخص نفسه وقد يكون بختيار الطرفين
والرحيل الثاني فكلنا ذائقوه فكلنا راحلون وهذا أمر وقدر من الله ولا إعتراض لقدره

اما هذا الرحيل فلن يشعر به إلا من عاناه من قد أُدمي قلبه وعتصر ألما
من قد لاتكاد تنقطع دموع عينه ولايكاد يقوى صبرا
انه فراق الظلم والعدوان من يجبرك عليك الرحيل بكل قسوة قلب
ومن ذالك ظلم الزوج لزوجته فيجبرها على فراق اطفالها
ويحرمها من فلدة كبدها فتعيش ايام لا يعلم بحالها إلا الله
ويحرم الأبناء من حنان أمهم وهي مازالت على قيد الحياة ويمنهم من رؤيتها
فلايؤثر فيه بكائهم ولا يرق قلبه لدموعهم ولايذكر حسن ايام جمع شملهم
ويظن انه بذالك انه قد أعلى شأنه واحرق قلب زوجته
ولا يعلم انه قد ظلم بذالك نفسه قبل ظلمه لغيره وانه سيقف أمام الله
وسيحاسب على كل صغيرة وكبيرة

قال تعالى

وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ
لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا