سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته


روايات وقصص - روايات طويلة وقصيرة روايات وجديد الـ رويات الطويلة و روايات قصيرة قصص رائعة, روايات كتابية, قصص مؤثرة, قصص محزنة, روايات

!~ آخـر 10 مواضيع ~!
إضغط على شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
من 5 عدد المصوتين: 0
انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2012, 07:34 PM
الصورة الرمزية N.Yasser
N.Yasser N.Yasser غير متواجد حالياً
مشرف القناة الإخبارية
 
شكراً: 2,157
تم شكره 3,004 مرة في 1,491 مشاركة

N.Yasser عضوية شعلة المنتدىN.Yasser عضوية شعلة المنتدىN.Yasser عضوية شعلة المنتدىN.Yasser عضوية شعلة المنتدىN.Yasser عضوية شعلة المنتدىN.Yasser عضوية شعلة المنتدى









افتراضي الشقة رقم 15

 

ككل يوم ، يستيقظ متأخرا ... ويتوجه الى علبة رسائلة الصدئة المثبتة في ردهة العمارة حيث يسكن . كمن ينتظر رسالة مهمة ... أو كأنما يوهم نفسه بذلك ، عله يكسر رتابة يومه المتصدع... يدخل يمناه في تثاقل ويتحسس جوف الصندوق المهترئ ... فيجده فارغا ككل يوم ، ويجد نفسه ملزما بالعودة الى شقته مذيلا بخيبات الأمل ...

يجر خطواته في تثاقل الى أن يبلغ عتبة داره ... وبينما هو منشغل بالبحث عن المفتاح الذي أظله في جيبه ، تبادر الى مسمعيه همس خافت قادم من الشقة رقم خمسة عشر ، تلك الشقة المدفونة هناك في اخر الممر ، والتي تضاربت حولها قصص سكان العمارة ، من روايات عابثة ظلوا يختلقونها في مجالسهم حتى باتوا يصدقونها ... حول سيدة عجوز مات زوجها مذ سنوات وبات شبحا يزورها عند كل انتصاف ليل ، يأنس وحدتها بين جدران شقتها الهرمة ...

" سخافات ... سخافات ..." ظل يتلفظ بها بنبرة مختنقة أعياها الجزع ، بينما يحسس جيوبه بحثا عن المفتاح ... ظل بصره يعانده ويجاري فضوله بينما يمده الى اخر الممر عله يأتيه بالخبر اليقين ، لكن نظراته الثاقبة لم تشبع فضوله المتصابي ، فقد تسيدته رغبة جامحة لمعرفة مصدر الصوت ،أو لربما تسلل الى دواخله الشك حول قصص الجيران العابثة ، أو لربما يحاول بذلك كسر رتابة يومه الذي يشبه كل الأيام في جداول معصمه الهزيل ...

ظل يتوغل ... ويتوغل في الممر باتجاه الشقة رقم حمسة عشر ، وكله توجس ... الى ان تلاشت معالمه واختلطت بسواد المكان .اقترب من باب الشقة ... مد سمعه عله يتحصل على اجابات شافية ترضي فضوله المتؤجح ... فضول بالكاد يتعرفه اليوم من جديد ، بعد مضي دهر على انعزاله بشقته وطمسه لمعالم الانسانية بداخله، فبات مجرد كيان خزيل تتقاذفه الاهوال في الدروب الجائعة للتجارب ... فلم يعد يشبع بمن حوله ... ولا حتى بالزمن ...

ظل متخشبا في مكانه بينما يسترق السمع ...يا الهي انه صوت السيدة العجوز ، انها تحاكي ذكرى زوجها المتوفى ... وهنا اندثر غبار الشك من على يقينه ، وتأكد من ان قصص الجيران مجرد روايات عابثة ، وان العجوز تعاني من هوس جعلها تحاكي ظنا منها أنها تحاكي زوجها ...

عاد الة شقته وهو يضرب أخماسا في أسداس ، عاد وهو يرثي حال السيدة العجوز الذس حز في خاطره كثيرا ، وجعل ينساق مع واقع المرير الذي يكاد يشبه من حالها ... فهي تعيش على ذكرى زوجها الميت ، بل وتحاكيه الى ان باتت تصدق بوجوده معها ، بينما هو ينتظر مرسالا من شخص كان يوما عزيزا على قلبه ، تركه وحيدا بين أربعة جدران يتجرع مرار الوحدة ، استحضر شريط ذكرياته مذ أن هجرته ، فوجد أن حياته قد توقفت مذ ذلك الحين ... وانه اختار الانتحار البطيء على ضفاف جحودها بينما تغدق هي بالحياة بعيدا عنه .

اكتشف انه يدفن شبابه تحت أنقاض معاناته ...وأنه سيأتي عليه يوم ويصبح مجرد رواية عابثة يتسلى بها الجيران ... اكتشف انها لا تستحق الانتظار ، وأن عليه المضي قدما في حياته ، وأيقن أن علبة رسائله الصدئة ستظل فارغة ان هو ظل على ماهو عليه الان .

التوقيع :
جزاكي الله خيرا أختي أنَفَآسّ ـآَلوَردَ على التوقيع الرائع

رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لموقع مونمس / " يمنع منعاً باتا المواضيع السيئة المخالفة للشريعة الإسلامية" التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما رأي الكاتب نفسه