روايات وقصص - روايات طويلة وقصيرة روايات وجديد الـ رويات الطويلة و روايات قصيرة قصص رائعة, روايات كتابية, قصص مؤثرة, قصص محزنة, روايات |
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
او
لمشاركة اصدقائك! |
|
أدوات الموضوع |
من 5
عدد المصوتين: 0
|
انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||
|
|||||
|
01-22-2012, 06:19 PM | رقم المشاركة : 2 |
شكراً: 1,372
تم شكره 1,691 مرة في 741 مشاركة
|
رد: اجاثا كرستي اشهر روايات بوليسية الفصل2,3,4,5
:: العميل السري ::
:: الفصل الثاني :: لم يدري تومي كيف قضى ليلته الاولى في سان سوسي اذ كان من الصعب عليه ان يوجه نظراته ناحية مسز بلنكنسوب وظهر في ساعة الغذاء – في اليوم التالي – ثلاثة آخرون من الفيلا ، هم مستر و مسز كايلي وسيدة شابة تدعى مسز سبرون اصطحبت طفلتها الصغيرة معها.. وكان يبدو عليها دائما، عدم رضاها من إقامتها الإجبارية مع تلك الطفلة في سان سوسي وتصادفت ان جلست الى المائدة الكبرى الى جوار تومي وأخذت ترمقه بعينيها من وقت إلى آخر.. ثم قالت مستفسرة: - ألا تظن أن الحالة أصبحت أكثر أمنا في هذين اليومين؟ وقبل أن يجيب تومي ردت السيدة التي تجلس الى يساره: - لا أعتقد .. وقد سمعت ان هتلر ينوي الهجوم على بريطانيا في الأيام القليلة القادمة كما سمعت ان الهجوم سيكون بغاز من نوع جديد... فقاطعها الماجور بلتشلي قائلا: - ما أكثر الهراء الذي يتحدثون به عن الغازات .. إنهم لن يضيعوا وقتهم ليهاجمونا بالغازات إنما الهجوم سيكون بالقنابل المدمرة والحارقة فقد جربوها في أسبانيا.. وهكذا بدأ المستمعون يتناقشون وكل يلي برأيه وسمع تومي صوت توبنس الرفيع يقول : - ان ولدي دوجلاس يقول في أحد خطاباته لي .. وعجب تومي في نفسه.. لماذا يا ترى اختارت اسم دوجلاس لولدها..! وبد تناول الغذاء انصرف الجميع الى غرفة الاستراحة وبدأت السيدات يقتلن الوقت بالتريكو.. واضطر تومي ان يستمع الى حديث الماجور بلتشلي عن مغامرته في الحرب الاولى في الجبهة الغربية.. وبعد هينة انصرف الشاب الأشقر، وبعد ان انحنى لجميع من كانوا في الغرفة فقال الماجور بلتشلي لتومي : - ان هذا الشاب الذي خرج توا.. أحد اللاجئين .. فقد خرج من ألمانيا هاربا قبل إعلان الحرب بشهر واحد.. - هل هو ألماني؟ - نعم.. ولكنه ليس يهوديا. وقد قتل والده ، لأنه انتقد النظام النازي وله أخوان في المعتقلات هناك، فقد خرج من الجحيم في الوقت المناسب. وخرج تومي في الصباح التالي مبكرا، وأخذ يتمشى ذهابا وجيئة.. في الحديقة المحيطة بالفيلا حتى لمح شخصا آتيا من الناحية المقبلة فرفع قبعته محييا ثم قال : - صباح الخير.. مسز بلنكنسوب فيما أذكر.. ولما لم يكن هناك من يستمع إلى الحديث، فأجابت توبنس متهكمة. - ومن أنت؟ الدكتور ليفنجستون؟ - كيف أتيت إلى هنا ؟ أي توبنس.. انها وأيم الحق لمعجزة... - ليس في الأمر معجزة قط.. كل ما في المسألة أنني أعملت ذهني وبأبسط الوسائل .. حتى أعطيكما .. أنت والسيد جرانت درسا لا تنسيانه أبدا.. - وكيف حدث هذا .. ؟ - الأمر في غاية البساطة.. عندما كان جرانت يتحدث معك وذكر اسم كارتر استنتجت ان العمل الذي يعرض عليك لا يمكن أن يكون عملا مكتبيا عاديا.. وقد أحسست أنه من نوع لن أشترك فيه.. ولما كان هذا ضد رغبتي فقد انتهزت فرصة خروجي لإحضار الشراب لكما ونزلت إلى شقة جارتنا مسز براون ومن هناك طلبت من صديقتي مورين تليفونيا ورجوتها أن تطلبني بعد لحظات، وأفهمتها ماذا تقول.. وقد نفذت تعليماتي حرفيا.. ومثلت دوري بعد ذلك ببراعة. اذ انسحبت لنجدة صديقتي كما خيل إليكما وقفلت باب الشقة بعنف حتى تعتقدا أنني خرجت.. بينما تسللت إلى غرفة النوم، وأخذت أنصت إلى حديثكما من خلف الباب.. - لا ذنب لي فيما حدث ، فمستر جرانت وحده هو المسئول.. - لم يكن جديرا بمستر كارتر أن يعاملني هكذا.. ان ادارة المباحث تغيرت كثيرا عما كانت في أيامنا.. - لاشك أنها ستعود كما كانت، ما دمنا قد عاودنا نشاطنا.. ولكن.. لم اخترت اسم بلنكنسوب هذا ؟ - ولم لا ؟ - غريب أن يقع اختيارك على هذا الاسم بالذات.. - إن حرب ( ب ) في بلنكنسوب يقوم مقام حرف الـ ( ب ) في برسفورد أيها الغبي .. وهذه الحروف مطرزة على جميع ملابسي الداخلية .. وأنت .. ما الذي دعاك إلى اختيار اسم ميدوز انه الغباء المعهود.. فيما أظن. أنا لم أختره وإنما اختير لي والمستر ميدوز الحقيقي رجل له ماض ناصع حفظته عن ظهر قلب.. - هذا عظيم.. وهل أنت عازب.. أم متزوج ؟ - إنني أرمل .. توفيت زوجتي منذ عشر سنوات في سنغافورة.. وإذا افترضنا أن أحدا سعى للكشف عن حقيقة السيد بلنكنسوب المزعوم هذا.. - إن أولادي ليسوا من بلنكنسوب فهو زوجي الثاني.. أما زوجي الأول فاسمه هيل وانك لتجد ثلاث صفحات كاملة في دليل التليفونات تشترك كلها في اسم هيل .. - انها دائما نفس المسألة.. فأنت تحبين تعقيد الأمور دائما.. زوجان.. وثلاثة أبناء .. اني اعتقد أنك ستناقضين نفسك بنفسك، اذا سئلت بعض التفاصيل.. - أبدا.. بل على العكس .. إنني سأنتفع بهؤلاء الأبناء .. ثم، لا تنس أنني حرة، لا أتلقى أوامر أحد .. وقد اشتركت في هذا العمل لأسلي نفسي.. وسأسليها .. - يبدو أن الأمر بالنسبة إليك مجرد تسلية.. لعمري انها مهزلة.. - لماذا تقول ذلك؟ - حسن.. لقد أقمت بسان سوسي مدة أطول من إقامتي أنا بها.. فهل ترين في كل من كانوا معنا بالأمس، من يصح اعتباره من عملاء الأعداء.. ؟ - لعل الأمر صعب التصديق حقا.. ومع ذلك فهناك ذلك الشاب الأشقر.. - تقصدين كارل فون دينيم؟ انه أحد اللاجئين.. والبوليس يتحرى عنهم جميعا.. ومع ذلك فإنه يصلح .. ألا ترى أنه جذاب؟ - تقصدين أن الفتيات سيتعلقن به، ويدلين إليه بأخبار وأحاديث؟ - كفى هذرا يا تومي .. إننا ندرس جديا الآن.. - إني جاد تماما فيما أقول.. وأظننا نجري وراء سراب.. - ما رأيك في مسز برينا نفسها ؟ - نعم مسز برينا.. انها موضع نظر .. وتحتاج إلى شيء من الدراسة.. - وماذا عنا.. أعني كيف نتعاون .. ؟ - لا يجب طبعا أن نرى سويا .. - كما يجب أن يتجاهل بعضنا البعض، فلا يظهر أن ثمة علاقات سابقة بيننا.. وما أريده هو تنظيم مبدأ للعمل.. وإني أقترح " الملاحقة" . - الملاحقة..! ماذا تعني؟ - أن ألاحقك في كل مكان.. وأن تبذل جهودك في التخلص مني ولكنك – كجميع الرجال – لا تنجح دائما في الهروب.. ولا تنس أنني تزوجت مرتين ، وفي حاجة إلى زوج ثالث.. وعليك أن تمثل دور الأرمل المتبوع.. فإذا رآنا أحد سويا فلن يقول سوى .. انظر .. مستر ميدوز المسكين .. لعل السنارة قد شبكت .. وفجأة أمسك تومي بذراعها، وقال هامسا: - انظري .. انظري أمامك مباشرة.. - إنه كارل فون دينيم .. ولعمري .. من هذه الفتاة التي انهمك في الحديث معها هكذا ؟ - انها فتاة جميلة جدا على أية حال.. وراقبت توبنس الشابين فرأت وجه الفتاة الأسمر وهي تتحدث في حماسة إلى كارل الذي كان منصتا إلى حديثها بشغف واضح، ثم قالت توبنس : - يحسن بنا أن نفترق الان .. وبدأ تومي يسير في اتجاه مضاد .. حتى قابل الماجور بلتشلي الذي رمقه بنظرة فاحصة ثم قال : - صباح الخير .. أرى أنك مثلي .. ممن يبكرون في اليقظة .. ودار بينهما حديث طويل قص فيه تومي على الماجور كيف قابل مسز بلنكنسوب وعلم منها أنها أرملة بلا زوج. فحذره الآخر من حبائل الأرامل.. ثم اتجها سويا الى سان سوسي لتناول طعام الإفطار.. وفي الوقت نفسه سارت توبنس في طريقها ومرت بالقرب من الزاوية التي اختلى فيها الشابان، وكانت الفتاة هي التي تتحدث وسمعتها توبنس تقول : - ولكن.. يجب أن تكون على حذر يا كارل .. فأقل شك.. ولم تستطع توبنس أن تقف لتستمع على بقية الحديث فسارت إلى نهاية الممر وعادت لتسمع من جديد.. - **************** .. هذا الجنس الإنجليزي البغيض.. وارتفع حاجبا مسز بلنكنسوب . ان السيد كارل فون دينيم لاجئ ألماني.. آوته بريطانيا لهربه من الوحشية النازية، فلم يكن جديرا به أبدا أن يتفوه بمثل هذه الألفاظ.. وعادت توبنس من جديد لتمر بجوارهما، ولكنهما كان قد افترقا، فقد اتجهت الفتاة إلى ناحية البحر بينما سار كارل فون دينيم في الاتجاه المضاد وقابل توبنس.. فوقف وضم كعبيه بطريقة عسكرية، ثم انحنى لها .. فقالت : - صباح الخير يا مستر فون دينيم.. إن الجو جميل هذا الصباح! - نعم.. ان الطقس بديع .. - بقد اجتذبني للخروج .. فليس من عادتي اليقظة المبكرة .. أو على الأقل الخروج قبل تناول طعام الإفطار .. ولكني لم أنم جيدا بالأمس.. ان المرء لا يتمتع بالنوم في مكان جديد عليه.. ولابد أن يمر بعض الوقت حتى يألف الإنسان المكان.. وقد أفدت فعلا من السير هذا الصباح .. وتفتحت شهيتي للإفطار.. - أ ذاهبة أنت إلى سان سوسي الان ؟ إذا سمحت.. رافقتك إلى هنا:.. وسار إلى جنبها .. فقالت توبنس :: - هل خرجت أنت أيضا رغبة في فتح الشهية ؟ - لا .. أبدا .. لقد تناولت إفطاري .. وأنا في طريقي إلى العمل .. إني كيميائي.. وبعد لحظة سكون استطرد يقول.. - لقد تركت بلادي هربا من الاضطهاد النازي .. وليس لدي مال كثير .. كما أني بلا صديق .. ولذلك أقوم بالعمل النافع الوحيد الذي أجيده.. إن أخواي في المعتقلات وقد توفي والدي في أحدها .. أما والدتي فقد ماتت من الحزن والرعب.. ومر بهما رجلان سمعت توبنس أحدهما يقول : - أراهنك أن هذا الشاب ألماني.. فلاحظت توبنس الدماء تتصاعد إلى وجنتي كارل فون دينيم وفجأة فقد السيطرة على أعصابه.. وظهرت عواطفه الحبيسة فجأة فقال : - أسمعت؟ أسمعت ؟ هذا هو ما يقولون .. إنني .. - يا ولدي العزيز.. لا تكن غبيا .. انك لا تستطيع أن تملك ناصية الأمور أنت لاجئ .. ويجب عليك أن تحتمل السيئة والحسنة .. ولا تنس أنك حي وحر في نفس الوقت.. ولا تنتظر من رجل الشارع أن يميز بين الألماني الطيب والألماني الخبيث. . - الحق معك .. وحتى أكون ألمانيا طيبا.. يجب أن أكون في عملي الآن.. فلا تؤاخذيني .. سعدت صباحا .. ثم انحنى لها تلك الانحناءة التقليدية وانصرف.. كانت أبواب ردهة سان سوسي مفتوحة.. وسمعت وهي تقترب صوت مسز برينا تقول : - لا تنس أن تطالبه بالكمية الأخيرة من الزبد الصناعي.. أوه .. صباح الخير يا مسز بلنكنسوب .. أرى أنك تبكرين في اليقظة .. أقدم لك ابنتي " شيلا " كانت على سفر ولم تحضر سوى مساء أمس .. فتمتمت توبنس بألفاظ التحية المعتادة واتجهت إلى قاعة الطعام.. وكانت مسز سبروت هناك ومعها طفلتها .. و مسز أوروك فتبادلن جميعا تحية الصباح .. وكانت مسز سبروت تطعم الطفلة .. التي ما أن رأت توبنس حتى اتجهت نحوها بكل حواسها.. فقالت مسز سبروت لتوبنس : - انها تحبك .. رغم أنها أحيانا تكون في غاية الخجل من الغرباء .. وعادت بتي سبروت تصيح بكلمات غير مفهومة فسألت مسز أوروك في شغف : - وماذا يا ترى تعني بهذا ؟ - إنها لا تنطق الألفاظ جيدا.. فعمرها أمثر من سنتين بأيام.. ولعل أكثر ما تقول لا معنى له.. ولو أنها تستطيع أن تقول ماما ,, أليس كذلك يا حبيبتي؟ وعادت بتي بعد أن نظرت إلى أمها طويلا تنطق بكلماتها المحرفة الغريبة.. فقالت مسز أوروك : - ان للأطفال لغتهم الخاصة .. انها لغة الملائكة الصغار.. والآن يا بتي العزيزة قولي .. ما .. ما .. فنظرت بتي إلى مسز أوروك ثم قالت في تأكيد : - نازير.. ولعل مسز أوروك العجوز تضايقت من عدم استماع بتي لحديثها، وانصرفت من الحجرة غاضبة بعد أن رمقت الطفلة بنظرة غيظ..! فضحكت الطفلة .. وكأنما ارتاحت إلى خروج العجوز.. وأخذت تضرب بالملعقة على منضدة الأكل .. وقالت توبنس : - ترى ماذا تعني بكلمة " نازير " .. فأجابت مسز سبروت : - انها .. فيما اعتقد الكلمة التي تقولها بتي عندما تكون كارهة لشخص ما .. أو لشيء ما .. وضحكتا .. وعادت مسز سبروت تقول : - على كل حال .. أعتقد أن مسز أوروك لا تظهر سوى الحنو نحو الفتاة.. ولكن يظهر أن طريقتها في ذلك لا تعجب بتي .. خاصة وأن ذلك الشعر النامي على وجهها ليس مما يسر بتي أن تراه..! وأخذت بتي تصيح نحو توبنس .. فقالت مسز سبروت : - لقد ألفتك يا مسز بلنكنسوب .. وفي تلك اللحظة فتح باب الردهة ودخل الماجور بلتشلي وتومي فصاحت توبنس : - مستر ميدوز .. ليس للغائب نصيب .. ولم يبق لك من طعام الإفطار إلا القليل ثم أشارت إلى المقعد المجاور لها كأنها تدعوه .. فقال تومي ، وهو يجلس على مقعد في طرف المائدة الآخر: - أوه .. شكرا .. شكرا .. وحدثت توبنس نفسها.. لا بد أن يكون هناك خطا.. لا يمكن أن يكون هناك خطأ.. لا يمكن أن يكون هنا شيء .. أبدا .. أية عقلية تستطيع تصديق أن في سان سوسي مركزا لقيادة الطابور الخامس
آخر تعديل المتدور الاسباني يوم 01-22-2012 في 06:24 PM.
|
|
01-22-2012, 06:20 PM | رقم المشاركة : 3 |
شكراً: 1,372
تم شكره 1,691 مرة في 741 مشاركة
|
رد: اجاثا كرستي اشهر روايات بوليسية الفصل2,3,4,5
:: العميل السري ::
:: الفصل الثالث :: تمت علاقات وطيدة بين تومي والماجور بلتشلي ورغب كلاهما في لعبالجولف سويا فذهبا إلى النادي الوحيد القريب .. وكانت النتيجة أن ربح الماجور فقال : - انه شوط عظيم.. يا ميدوز ,, ولعل سوء الحظ الذي لازمك هذه المرة يتركك فيالمرة القادمة.. إذ يجب أن نعاود اللعب من وقت إلى آخر .. والآن تعال معي .. لأقدمكلبعض الصحاب من أعضاء هذا النادي .. آه .. هذا هايدوك .. انه سيروقك ولا شك فهوضابط بحار متقاعد .. وهو يملك ذلك المنزل المطل على قمة .. كما أنه مراقب الغاراتالجوية في هذه المنطقة.. كان الكوماندوز هايدوك رجلا ضخما سليم الطوية لفح وجههجو البحار الذي عاش فيه متنقلا .. فحيا تومي بحماسة وقال : - وأخيرا وجد بلتشليمن يصاحبه في سان سوسي وسيتخلص من ذلك المستنقع الحريمي الذي كان يغوص فيه .. أليسكذلك يا بلتشلي ؟ - انني كما تعلم لست زير نساء .. - المسألة أنك لم تجدالصنف الذي يروقك .. هذا كل ما هنالك.. ان ما ترى هناك جماعة من العجائز .. كلهمهمت الثرثرة والتريكو ... - انك لا تنسى مس برينا .. - آه .. شيلا .. انها فتاة جذابة بلا شك .. بل انها في رأيي نموذج للجمال .. كانت المشروباتقد أعدت .. وجلسوا جميعا في شرفة النادي .. وأعاد هايدوك سؤاله من جديد ، فأجابالماجور بلتشلي في عنف .. - انه ذلك الفتى الالماني .. الذي يزعجني .. فهيتقابله كثيرا .. - هل تريد أن تقول انها مغرمة به ؟ هذا أمر سيء للغاية .. والواقع أنه شاب جميل المظهر ولكن العلاقة يجب ألا تسيير في هذا الطريق. فنحن لانرضى عن مثل ذلك يا بلتشلي .. انها ستؤدي إلى التعاون مع الأعداء .. أليس كذلك ؟ - ان شيلا فتاة غريبة في الواقع .. ثم انها تتصرف تصرفات مهمة . - ان الدمالاسباني يجري في عروقها .. هل تعلم أن اباها نصف اسباني ؟ - لا أدري .. ولو أنالاسم كما أرى يدل على ذلك.. ونظر الكوماندوز في ساعته ثم قال : - انه وقتاذاعة الأخبار .. فهيا نستمع إلى ما هنالك .. ولم تقدم المناقشة أكثر منذلك ، لان بلتشلي وتومي كانا مضطرين للذهاب الى سان سوسي فقد حل موعد الغذاء .. وقددعا هايدوك تومي في حرارة الى زيارته في منزله الصغير المسمى استراحة المهربينقائلا انه مكان لطيف يطل على البحر وفيه كل ما يسلي كما طلب الى بلتشلي أن يأتي معه .. فاتفق تومي والماجور على ان يذهبا اليه في مساء اليوم التالي ... ومرالعصر في سان سوسي بأمن وسلام ، اذ ذهب المستر كايلي ليستريح مع زوجته الجميلة ،أما مسز بلنكنسوب فقد ذهبت بإرشاد مس منتون لتشتري بعض الحاجات التي قالت انهاسترسلها الى ابنائها في الجبهة .. أما المستر ميدوز فقد خرج من سان سوسي في هدوء. وسار في الطريق الممتد حتى نهاية مدينة ليهامتون .. وابتاع علبة سجاير وعددا منمجلة "بنش" .. ولما وصل إلى المرفأ الصغير ، قفز الى أحد القوارب العامة التي تنقلالركاب بين الحين والحين الى سائر المدن الصغيرة المتناثرة على الساحل في تلكالمنطقة .. ولم يكن بالقارب سوى بضعة أطفال يصيحون، ورجل مسن جلس في مؤخرة القاربيتسلى بصيد السمك .. فاتجه إليه مستر ميدوز وسأله في أدب : - هل اصطدت شيئا؟ فهز الرجل رأسه قائلا : - لا جديد حتى الان . وماذا فعلت أنت؟ - لا شيءحتى الان يا مستر جرانت.. سوى انني اندمجت في الجو .. واعتقد انني وصلت الى معلوماتلا بأس بها .. و أظنك تعرف اسماء نزلاء سان سوسي .. - نعم .. - لقد وطدتالصداقة بيني وبين الماجور بلتشلي ولعبنا الجولف سويا هذا الصباح .. ويظهر انه يمثلالضابط المتقاعد العادي.. أما كايلي فانه يمثل المريض المخبول وقد قص علي بمحضارادته انه كان في ألمانيا مدة طويلة قبل الحرب. - هذه مسألة هامة.. - ثمهناك فون دينيم.. - نعم.. واني لا أوصيك .. ان دينيم هو الشخص الذي يهمنيأمره.. - هل تظن انه ( ن ) ؟ - لا .. لا اظن .. ففي رأيي أن ( ن ) لا يرى منالحكمة أن يظهر في المجتمع في ثياب الالمان.. ثم اننا سنعتقل كل رعايا الاعداء،الذين تتراوح سنهم بين السادسة عشرة والستين، وسواء أكان خصومنا قد حسبوا حساب هذاأم لم يحسبوه، فلا بد أن يدركوا جواز حدوثه في أية لحظة.. وبناء على ذلك يستحيل انيجازفوا بعميد منظمتهم فيتركوه عرضة للاعتقال. ولذلك أرجح ان يكون ( ن ) من رعاياالبلاد المحايدة او انجليزيا صميما.. وينطبق نفس الشيء على ( م ) أما فون دينيم فقديكون في حلقات السلسلة ومن الجائز الا يكون ( ن ) أو ( م ) في سان سوسي وربما يكونفون دينيم هو رسولهما هناك .. وعن طريقه نستطيع أن نصل اليهما وأظن أن هذا أقربالفروض إلى الصواب.. - أعتقد أنكم تحريتم عن كل نزلاء سان سوسي.. - كلا .. فان هذا مستحيل .. رغم انه يمكنني بلا شك أن أطلب من الادارة القيام به.. ولكني لاأخاطر بذلك يا برسفورد.. خاصة وأنك تعلم أن الادارة نفسها موبوءة .. ولو ذكرت أيهمسة عن سان سوسي فسيعلم بها الأعداء في الحال وهذا هو الذي دفعنا الى استخدمك لأنكغريب عن الادارة، فيجب عليك ان تعمل في الظلام دون انتظار مساعدة منا .. ومع ذلكفقد تحرينا عن واحد منهم .. - ومن هو يا سيدي ؟ - انه كارل فون دينيم نفسه .. اني استطيع بكل بساطة أن أفعل به ما يروقني .. باعتباره من رعايا الأعداء .. - وماذا كانت النتيجة .. ؟ - ان كل ما يقوله السيد كارل صحيح .. فقد ظهر أنأباه مات في أحد المعتقلات وان اخويه ما زالا سجينين، وماتت أمه في السنة الماضيةبتأثير ارهاق عقلي عنيف وقد صرح الفتى حال وصوله برغبته في مساعدة هذه البلاد .. وقد ثبت أن عمله في معمل البحوث الكيميائية لا غبار عليه.. كما أنه استطاع أن يكشفوسائل مفيدة تقي البلاد من شر بعض أنواع الغازات السامة .. - وعلى ذلك ترى أنهلاشك فيه ؟ - ليس ذلك ضروريا .. ان اصدقاءنا الالمان، اشتهروا بدقتهم في كلتصرفاتهم فان كان فون دينيم قد أرسل كعميل لهم فلا بد انهم قد اتخذوا الحيطة حتىيكون كل ما يعرف عنه مطابق لشخصيته.. وهناك احتمالان : الأول أن تكون عائلة فوندينيم قد اندمجت جميعها في الترتيبات .. والثاني أن يكون هذا الشخص رجلا آخر تقمصشخصية كارل فون دينيم .. - ربما . ولو أنه في نظري شاب في غاية اللطف .. - أجل .. انهم يظهرون كذلك دائما .. ولعمري .. ما أغرب عملنا هذا فنحن نحترم خصومناوهو يحترموننا .. وقد جرت العادة أن تقدر خصمك وتعمل في نفس الوقت جاهدا على هدمه.. - ولكن هناك فئة لا نحترمها ولا نقدرها.. - نعم يا سيدي .. فئة الخونةالذين يقيمون بيننا .. أولئك الذين رضوا أن يبيعوا وطنهم، وواجبنا أن نستأصل شأفتهمونبيذهم عن أخرهم على أن يتم ذلك بأسرع ما يمكن .. والا فاتنا القطار.. - لنيفوتنا القطار يا سيدي .. بكل تأكيد .. - ماذا يدفعك الى هذا التأكيد ؟ - أنت يا سيدي .. فقد قلت ان واجبنا ان نستأصلهم بأسرع ما يكن .. فنظر اليه جرانت فياعجاب وتمتم قائلا : - عظيم .. ولكن ما رأيك في سيدات سان سوسي؟ هل ترى فيهن منيشتبه في أمرها .. ؟ - اني أرى بعض الغرابة في سلوك صاحبة المكان .. - مسزبرينا ؟ - نعم .. أتعلم أي شيء عنها ؟ - سأحاول أن اتحرى عنها رغم ما فيذلك من مخاطرة .. - نعم .. فهي الوحيدة بين النساء التي تحوم حولها شكوكي.. أماالباقيات .. فهناك أم شابة وعانس كثيرة الكلام .. وامرأة مخبولة وسواسة .. وهناكأيضا امرأة ايرلندية مخيفة المنظر .. وكلهن فيها أرى لا ضرر منهن .. - وغيرهؤلاء ؟ - هناك مسز بلنكنسوب التي وصلت منذ ثلاثة أيام فقط .. - وماذا عنها؟ - ان مسز بلنكنسوب .. هي .. زوجتي .. - ماذا ...!؟ وصاح جرانت وهويدور حول نفسه متفرسا في تومي بغضب شديد: - امرأتك يا تومي .. لا تنبس بكلمةواحدة لزوجتك ..! - نعم يا سيدي ، وقد فعلت .. ولكن اذا أعرتني سمعك قليلا.. وفي ايجاز روى تومي كل ما حدث دون أن يجرؤ على النظر إلى محدثه، ومرت فترى سكونبعد أن أتم القصة، وتبع ذلك ضحكات بل قهقهة المستر جرانت التي استمرت دقائق.. ثمقال : - اني أحني هامتي لهذه السيدة.. انك لا تجد واحدة في الالف مثلها .. - انها زوجتي يا سيدي .. و انا فخور بها .. - سيضحك ايسامتون ملء شدقيهعندما يسمع هذه القصة، فقد تنبأ بها ، وحذرني من تهيئة فرصة لها للعمل تحت امرتيحتى لا تفوز علي.. ولكنني لم أهتم بما قال وكنت أنوي الاتصال بها قريبا لتكليفهالمهمة أخرى... ولكن هذا الحادث رغم انه في صالحنا فانه يرينا الى أي حد يجب أن نكونعلى حذر .. فقد ظنت يوم زرتك انني اتخذت كل احتياطاتي لأمنع أي مخلوق من الانصاتإلى حديثنا.. وأقنعت نفسي أولا بأنك وزوجتك وحدكما في الشقة.. كما انني سمعت ذلكالصوت الحاد في التليفون فلم يساورني فيه أي شك، ورغم كل ذلك فقد خدعت بلعبة البابالمصفوق القديمة.. أجل انها سيدة بارعة.. وسكت لحظة ثم قال: - بلغها عنلساني أني أعترف لها بالغلبة، وأني أعتبرها معنا في العمل.. ولعمري انها معنا سواءأردنا أم لم نرد.. فبلغها أن الادارة تتشرف باشتراكها معنا في هذه المهمة.. - سأبلغها ذلك يا سيدي.. - ولكن المسألة خطيرة إلى حد كبير فإذا حدث وكشفوا أمرك .. أو أمرها .. - اني أفهم هذا جيدا يا سيدي.. ولكننا اعتدنا منذ زواجنا أننشترك في كل شيء ...
آخر تعديل المتدور الاسباني يوم 01-22-2012 في 06:25 PM.
|
|
01-22-2012, 06:20 PM | رقم المشاركة : 4 |
شكراً: 1,372
تم شكره 1,691 مرة في 741 مشاركة
|
رد: اجاثا كرستي اشهر روايات بوليسية الفصل2,3,4,5
:: العميل السري ::
:: الفصل الرابع :: عندما دخلت توبنس غرفة الاستراحة في سان سوسيكانت مسز أوروك وحدها تتطلع من النافذة إلى الخارج فخيل لتوبنس انها أشبه الأشياءبتمثال بوذا الضخم.. فقطعت توبنس عليها تيار أحلامها وسألتها : - هل تعتقدين أنمسز برينا أيرلندية ؟ - أجل.. ولست أشك في ذلك.. فإنني أعرف الناس بسيدات بلادي .. وإنني أستطيع تحديد المنطقة التي تنتمي اليها.. رغم انها تدعي في كل وقت انهاانجليزية وان زوجها اسباني.. وانقطع الحديث عندما دخلت القاعة مسز سبروتيتبعها تومي فسارعت توبنس الى تمثيل دور الاهتمام به وقالت: - مساء الخير يامستر ميدوز.. يبدو عليك النشاط الليلة.. - يرجع السر في ذلك إلى الرياضةالمتواصلة.. فقد لعبت شوط جولف في هذا الصباح وقمت بجولة طويلة بعد الظهر .. وقالت مسز سبروت : - أما أنا فقد صحبت الطفلة الى الشاطيء وكانت تود النزلفي أحد القوارب ولكنني خفت عليها البرد فساعدتها في بناء بيوت من الرمال .. وأهملتالتريكو.. وبعد لحظات وصل بقية النزلاء .. ثم دق ناقوس العشاء.. ودارالحديث بين الجميع على المائدة في موضوعات الحرب والجاسوسية والتموين.. وبعد العشاءخرجت توبنس وتبعها تومي وسارا قليلا فترة من الوقت استعرضا فيها شكوكهما بالنسبةلكل نزلاء سان سوسي .. ثم تركت تومي وفي طريقها الى الفيلا اشترت طوابع البريدودخلت أحد أكشاك التليفون العامة وطلبت مستر فراداي وكانت هذه هي الوسيلة التي اتفقعليها تومي للاتصال بمستر جرانت وخرجت من كشك التليفون باسمة ثم اشترت بعض الصوفاللازم لأشغال التريكو .. وفكرت وهي تسير في طريقها الى الفيلا في شخصية مسزبلنكنسوب التي تقمصتها شخصية السيدة التي لا تجيد التريكو .. ولكن تقضي أغلب وقتهافيه ، وفي كتابة الخطابات لأبنائها.. ثم فكرت أيضا في أنها كثيرا ما تتعمد ترك هذهالخطابات في غرفتها قبل الانتهاء منها.. ووصلت توبنس الى قمة التل المطل على سانسوسي.. وسارت في الطريق المؤدي إليها ذلك الطريق الذي ينتهي من الناحية الاخرىبمنزل الكوماندوز هايدوك المسنى استراحة المهربين وأخذت تتسلى بقراءة أسماء الفيلاتحتى قاربت سان سوسي رأت منظرا أثار دهشتها.. كان هناك خيال امرأة واقفة الىجوار سور الفيلا الحديدي تتلصص بالنظر الى داخلها في شكل مريب.. وبدون وعي أخفتتوبنس صوت خطواتها وسارت باحتراس خلفها تماما.. فاستدارت.. كانت امرأة طويلةالقامة متوسطة السن، ترتدي ثيابا ****************ة وكان هناك تباين واضح بين جمالوجهها وحقارة ملابسها، وأحسن توبنس لأول وهلة ان هذا الوجه ليس غريبا عليها ولكنهذا الاحساس سرعان ما اختفى عندما أجفلت المرأة وظهرت على وجهها علامات الذعروالفزع .. فسألتها توبنس في هدوء: - لا تؤاخذيني .. هل تبحثين عن شخص ما .. ؟ وأجابت المرأة ببطء وبلهجة أجنبية .. وكانت تنطق الكلمات كما لو كانت قطعةمحفوظات: - هذا المنزل يدعى سان سوسي؟ - نعم .. وأنا من ساكناته.. هلتطلبين أحدا منهم ؟ - أتسمحين ؟ هل هناك من يدى المستر روزنستاين ؟ - مسترروزنستاين؟ لا .. أخشى الا يكون هذا الاسم هنا .. وربما كان .. فإذا أردت بحثنا لكعنه في سجلات الفيلا .. أو نسأل صاحبتها.. - لا .. لا ضرورة... فقد اخطأت .. لاتؤاخذيني من فضلك.. وأسرعت فاستدارت وانحدرت مع التل.. والتفتت توبنستتطلع خلفها وقد ثارت شكوكها فان هناك تباينا عظيما بين كلمات تلك المرأة ومظهرها.. واسم روزنستاين هذا .. لقد اخترعته في الحال.. ثم بدأت تهبط التل خلف تلك الغريبة.. ولكنها ما كادت تخطو عدة خطوات حتى توقفت وفكرت في انها لو سارت خلفها فإنها ستجذبالأنظار إلى نفسها فربما كان هناك من رآها وهي على أهبة الدخول إلى سان سوسي.. فإذارؤيت بعد ذلك مباشرة وهي تتبع هذه المرأة فإنها ستثير الشكوك نحوها.. وبخاصة اذاكانت تلك الغريبة من عصبة الأعداء.. فصممت على أن تعود بالتالي الى سان سوسي وعندمادخلت الى الردهة الخارجية لم تر أحدا. وسمعت بعد لحظة صوتا ليس غريبا عليها فانهأحد الأصوات التي تعرفها جيدا.. كان التليفون في فيلا سان سوسي موضوعا فيالردهة الخارجية ولم يكن هناك من يتكل فيه.. ولكنها سمعت صوتا هو صوت وضع السماعةأو رفعها عن آلة فرعية في مكان ما.. وكانت توبنس تعلم تماما أن آلة فرعية واحدة فيالمكان، وأنها في غرفة مسز برينا.. ولو كان تومي في هذا الموقف لما جرؤ وما أقدمعلى ما فعلت توبنس ولكنها لم تتردد فقد سارت في خفة إلى موضع التليفون ورفعتالسماعة بهدوء، واستمعت الى ما يدور من حديث.. كان هناك من يتكلم انه صوت رجل وكانيقول: - كل شيء يسير على ما يرام.. اذن في الرابع .. كما هو المتفق عليه ؟ وأجاب صوت نسائي: - نعم ، لنواصل العمل.. ووضعت السماعة .. وقفتتوبنس تفكر لحظة... هل يكون ذلك صوت مسز برينا ؟ من الصعب التأكد من ذلك.. وتمنت لواستمر الحديث فترة أطول.. ولكن .. أليس من الممكن أن يكون حديثا عاديا لا قيمة له؟ ولاح خيال على أحد الأبواب فأسرعت توبنس ووضعت السماعة مكانها، وعندئذ سمعت صوتمسز برينا تقول : - ما أجمل الجو الان .. هل أنت خارجة يا مسز بلنكنسوب أمقادمة ؟ وأجابت توبنس بأنها قضت الوقت في الخارج وأنها في طريقها إلى غرفتها.. واستنتجت توبنس أن التي تحدثت في التليفون لم تكن مسز برينا فان المسافة من غرفتهاالى الردهة لا يمكن أن تقطع في تلك اللحظات القصار بعد ختام الحديث التليفونيوظهورها في الردهة .. وخيل لتوبنس أن مسز برينا تتحرك خلفها ببطء فالتفتت ورأتمسز أوروك في أعلى الدرج تسد عليها الطريق بجسمها الضخم .. وفي تلك اللحظة الحرجة،مرقت من خلف مسز أوروك بتي الصغيرة وكانت تصيح.. وتعلقت بتي بتوبنس فأكملت صعودالدرج وقابلت مسز سبروت على باب غرفتها وكانت قد بدأت تعنف الطفلة فدخلت توبنس غرفةمسز سبروت ورأت ملابس الطفلة منتثرة هنا وهناك مختلطة بلعبها وكتبها، كما لاحظتصورة لمستر سبروت موضوعة فوق صيوان الملابس .. وكان كل ما في الغرفة على حال منالفوضى لا حد له ، وأدركت توبنس الأسباب التي تدعو مسز سبروت إلى العزوف عن استقبالأحد في غرفتها.. انها هذه الفوضى الدائمة بلا شك.. حقا ان كل ما في سان سوسي يبدوطبيعيا.. ولابد أنها أعصاب توبنس المرهقة التي تصورت لها ما صورت.. ولكن .. ان شخصاما كان يتكلم في التليفون .. من غرفة نوم مسز برينا بالتأكيد .. ويتحدث الرابع .. هل كانت مسز أوروك ؟ .. ان ذلك يبدو مستبعدا.. قد لا تعني هذه الكلمات شيئا.. وقد تعني أشياء خطيرة .. الرابع.. هل هو تاريخ .. الرابع من الشهر مثلا.. أو . أي شيء .. ان تحقيق ذلك مستحيل .. ولعل المسألة لا تعدو أن تكون أمر عاديا جدا.. كأن تكون مسز برينا قد سمحت لمسز أوروك باستعمال التليفون الموجود في غرفة نومها فيأي لحظة تشاء ..
آخر تعديل المتدور الاسباني يوم 01-22-2012 في 06:25 PM.
|
|
01-22-2012, 06:21 PM | رقم المشاركة : 5 |
شكراً: 1,372
تم شكره 1,691 مرة في 741 مشاركة
|
رد: اجاثا كرستي اشهر روايات بوليسية الفصل2,3,4,5
:: العميل السري ::
:: الفصل الخامس :: ظهر أن الكوماندوزهايدوك مضيف من الطراز الاول .. فقد قابل المستر ميدوز والماجور بلتشلي بحماسة وصممأن يطوف بالأول كل أرجاء منزله الصغير المسمى استراحة المهربين ولم تكن هذهالاستراحة في أول أمرها سوى كوخين من أكواخ حراس الشواطئ يقعان على قمة تشرف علىالشاطئ اشتراهما أحد رجال الأعمال وربط بينهما وحاول أن يزرع حديقة في الأرضالمحيطة بأحدهما اذ أن الجهة الأخرى كانت هوة لا يخاطر بالاقتراب منها الاالمخاطرون من الشباب .. وكان رجل الاعمال هذا لا يزور تلك الناحية الا فيشهر الصيف ثم يتركها فتبقى بلا ساكن عدة سنوات وكانت تؤجر في شهور الصيف فقط .. وقال هايدوك يكمل قصة منزله: - ثم اشتراها رجل يدعى هاهن وكان ألمانيا وإذاسألتني عن صناعته فلن أجد لها وصفا سوى أنه كان جاسوسا لا أقل ولا أكثر .. - جاسوس .. انها لقصة مثيرة.. - نعم .. وهم قوم بعيدو النظر.. خذ مثلا موقع هذاالمكان .. انه أحسن مكان مناسب لإرسال الاشارات عبر البحر .. ولديك مرفأ تستطيع أنتخفي فيه قاربك البخاري.. لو أردت .. وقد صرف هاهن على المكان كله مبالغ طائلة.. فقد أنشأ سلما حجريا ضخما يصل المكان بالشاطئ.. والغريب في الأمر أن جميع الانشاءاتالتي أجراها والتحسينات التي تمت في البناية نفسها لم يقم بها أي مواطن.. فقد كانجميع العمال من الأجانب.. ! أمر غريب ولا شك.. - وكنت أقيم في هذه المنطقةحينذاك وقد أثار اهتمامي ما كان يفعله الرجل فكنت أخر من منزلي وآتي الى هنا أرقبالعمال الالمان.. ولما تحققت من غرابة الاعمال التي يقومون بها اتصلت برجال البوليسوأوضحت لهم شكوكي ولكنهم لم يعيروا قولي أي التفات.. فان الحرب مع ألمانيا كانتأمرا بعيدا عن تصورهم .. وقد اعتبروني حينئذ من الرجعيين أو مجنوني الحرب.. ولكننيكنت أعلم.. أعلم أن أصدقاءنا الألمان قوم شديدو الصبر. يعدون العدة لأي أمر منالامور في تؤدة وعلى مهل .. ولم تعجبني اطلاقا أحوال ذلك الرجل هاهن فأخذت أتحدث عنشكوكي لكل معارفي .. وأخيرا تركت أحاديثي بعض الأثر، وتعرفت الى أحد رجال البوليسوأقنعته بشكوكي فلم يجد غضاضة في مراقبة هاهن ويظهر أن هذا أحس بالمراقبة، فاختفىنهائيا، فصدر الأمر لرجال البوليس بتفتيش المكان فوجدوا لاسلكيا، أخفي بمهارة فيحائط حجرة الطعام .. كما وجدوا أوراقا ذات أهمية عظمى وخزانا ضخما للبترول تحتالجراج.. وغير ذلك.. وفي النهاية عرض المنزل للبيع، فاشتريته.. واني أود أن ترى مافيه .. هيا يا ميدوز.. - أشكرك .. اني أود أن أراه.. وقام الرجلان وقدأظهر هايدوك حماسة الطفولة وهو يري ضيفه مكان جهاز اللاسلكي المدفون في حائط حجرةالطعام .. وكذلك مخزن البنزين تحت الجراج ثم الحمامين الجميلين و أدواتهما الغريبةووسائل الانارة المختلفة.. وبعد ذلك رأى الطريق الحجري المدرج الموصل إلى شاطئالبحر.. وعاد هايدوك يحدث ضيفه من جديد عن قيمة المكان كله من الوجهة الحربية .. ولم يدر الماجور بلتشلي مع الرجلين دورتهما هذه، ولكنه مكث حيث كان في الشرفة، يجرعكئوس الشراب وقد أدرك تومي أن الماجور لم يترك واحدا من أصدقائه دوم أن يحدثه عنالجاسوس الذي اكتشفه.. وبعد فترة قام بلتشلي وصحب تومي الى سان سوسي .. وقالالماجور وهما في الطريق : - ان هايدوك هذا رجل طيب .. ومع ذلك فانه لا يتركالامور تمر ببساطة، فقد سمعنا منه قصة الجاسوسية هذه مئات المرات. ثم راحبلتشلي نفسه يقص على تومي احدى مخاطراته الخاصة ولم يكن تومي على استعداد لتتبعتفاصيل هذه القصة اذ كان قد سرح بأفكاره الخاصة .. وكان تومي قد آمن حينئذأن المرحوم فاركوهار الذي حل هو محله.. كان يسير في الطريق الصحيح عندما ذكر سانسوسي قبل وفاته.. كما تأكد بعد ان رأى ما رآه في استراحة المهربين وتلك الاستعداداتالتي أعدها هاهن الاماني ان تلك المنطقة من المناطق التي يهتم بها العدو منذ عهدبعيد.. وان نشاط هاهن لم يكتشف الا بطريق الصدفة ونتيجة لمجهودات الكوماندوزالمتواصلة.. وتذكر تومي قصة مسز برينا ان زوجها كما تقول اشترى سان سوسي منذاربعه اعوام تقريبا.. فهل هذه هي الحلقة الثانية؟ ان كل شيء جائز ومحتمل.. و فكر فيذلك السكون والهدوء السطحي الذي يمتاز به سان سوسي.. انه سكون ظاهري يخفي وراءهكثيرا، وميز برينا في نظره هي البؤرة التي تتجمع فيها كل الاشاعات فيجب مراقبتها.. و اذا كانت مسز برينا هي السيدة التي يرمز اليها بالحرف ( م ) فإنها تكون زعيمةأعمال الجاسوسية والطابور الخامس في هذا البلد.. ولابد أن شخصيتها ليست معروفة الالرؤسائها .. ولكن .. لا بد أنها تتصل بالطبقة التي تليها في الاهمية وعلى تومي وتوبنس ان يكتشفا هذه الطبقة.. ثم ان الانتفاع باستراحة المهربين ليس بالأمرالمستحيل .. ففي الوقت المناسب يستطيع اسياد سان سوسي ان يجعلوه تحت تصرفهم.. لكناللحظة المناسبة لم تأت.. كتبت توبنس خطابا لابنتها ديبورا وآخر لديريكولدها وخرجت بنفسها لتودعهما صندوق البريد وفي عودتها مرت بقمة التل المجاورة لسانسوسي فاسترعى انتباهها شبحان وقفا يتبادلان الحديث فتسمرت توبنس في مكانها لماتبينت أن هذين الشبحين هو المرأة الغريبة التي رأتها بالأمس.. وأن الشبح الآخر هوكارل فون دينيم.. وضايق توبنس عدم وجود مكان تستطيع الاختفاء فيه، كما لم يكن فياستطاعتها الاقتراب منهما لتسمع ما يدور بينهما من حديث دون ان يرياها.. وفوق ذلكفقد أدار الشاب الاماني رأسه في تلك اللحظة ورآها.. فهمس بكلمات قلائل للمرأةالغريبة فافترقا.. وانحدرت المرأة مع التل بسرعة عابرة الطريق الرئيسي مارة بتوبنسالتي كانت في الناحية الاخرى.. أما كارل فون دينيم فقد انتظر حيث كان الى انوصلت توبنس فألقى إليها التحية بلهجة تنم عن الاسى,, فقالت توبنس على الفور: - ما أشد غرابة مظهر هذه السيدة التي كنت تتحدث اليها يا مستر دينيم.. - نعم انهامن اواسط اوروبا . انها بولندية .. - أحقا.. أهي صديقة لك ؟ - أبدا .. فأنالم أرها قبل هذه اللحظة.. - لقد ظننت .. - كانت تسألني عن الطريق .. وكانحديثنا بالألمانية.. لأنها لا تكاد تفهم الانجليزية .. - كانت تسألك عن الطريق؟ - وسألتني ما اذا كنت أعرف مسز جودليب فأجبتها بالنفي .. فقالت انها ربما أخطأتالعنوان.. ورمقت توبنس كارل وهو يسير إلى جوارها .. وفكرت في هذه المرأة.. التي تسأل ساعة عن مستر روزنستاين .. وساعة أخرى عن مسز جودليب .. وأحست بشكوك لانهاية لها.. وخيل اليها أن الحديث بين كارل وتلك المرأة لا بد قد استغرق وقتاطويلا.. واستعادت ذاكرتها حديث كارل وشيلا.. لما قالت له " يجب أن تكون على حذر " .. وشارت توبنس الى غرفة نومها وهي تفكر في كارل وشيلا ومسز برينا صاحبة الفيلا.. وقبل أن تذهب الى فراشها، اتجهت الى مكتبها الصغير وفتحت أحد الأدراج وكانبه صندوق صغير.. فلبست قفازها وفتحت الصندوق.. ان به مجموعة من الخطابات وفوقهاجميعا ذلك الخطاب الذي تسلمته في الصباح من ابنها المزعوم "رايموند " ففتحته توبنسباحتياط ثم ضمت شفتيها قطبت وجهها.. ان الرمش الصغير الذي كان بين طيات الخطاب قداختفى فذهبت بالخطاب الى منضدة الزينة واستعانت بأحد المساحيق الغامقة التيتستعملها في تظليل جفونها فرشته على الخطاب ثم نفضته.. فلم يظهر أي أثر لبصماتالأصابع.. فهزت توبنس رأسها في تأكيد .. كان لابد من وجود بصمات.. بصمات توبنسنفسها على الأقل .. وقالت لنفسها.. يجوز أن يقرأ أحد الخدم خطاباتها بدافع حبالاستطلاع مثلا.. ولو أن ذلك مستبعد.. ولكن الخادم لا يفكر مطلقا في ازالة آثاربصمات الاصابع .. هل هي مسز برينا ؟ أم شيلا ؟ أم شخص آخر؟ انه على كل خال شخص يهمبحركات القوات البريطانية.. وبدأت تفكر في الاحتمالات المختلفة.. وفي وجوباجراء تجربة لمعرفة الشخص أو الاشخاص الذي يهتمون بحركات هذه القوات.. وقضتتوبنس الصباح التالي في فراشها.. حتى دخلت بتي إليها.. وكانت توبنس تحب الطفلةوصعدت الطفلة على الفراش الى جوار توبنس وألقت إليها بكتاب من كتب الأطفال عنوانهأحلام ساندريلا وأخذت توبنس تمازح الطفلة وتداعبها وتروي لها بعض طرائف الكتاب .. وفجأة اندفعت مسز سبروت الى الحجرة وهي تقول: - هاهي العزيزة بحثت عنك فيكل مكان أيتها الشيطانة الصغيرة .. كم أنا آسفة يا مسز بلنكنسوب .. كانت بتي قدحلت أربطة الحذاء وبللتها جميعا في كوب اللبن وأخذت تعبث بها وجلست توبنس في فراشهاتضحك ثم قالت تقاطع مسز سبروت التي انهالت اهتذاراتها: - لا داعي لكل هذا يامسز سبروت فالأربطة يمكن تجفيفها وأنا التي اخطأت اذ لم ألاحظ ما تفعل.. - اذاسمحت.. سآتي لك بأربطة أخرى .. - لا لا .. أشكرك .. فلدي غيرها.. كما أن هذهستجف بلا شك .. وسحبت مسز سبروت الطفلة من يدها .. وقامت توبنس من الفراش لتنفذما عزمت عليه ..
آخر تعديل المتدور الاسباني يوم 01-22-2012 في 06:25 PM.
|
|
01-22-2012, 06:23 PM | رقم المشاركة : 6 |
شكراً: 1,372
تم شكره 1,691 مرة في 741 مشاركة
|
رد: اجاثا كرستي اشهر روايات بوليسية الفصل2,3,4,5
وبأذن الله سننهي الجزء الأول من الرواية غدا مع الفصل السادس والسابع والاخير في مغامرات كثيرة انتظرونا...
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|