روايات وقصص - روايات طويلة وقصيرة روايات وجديد الـ رويات الطويلة و روايات قصيرة قصص رائعة, روايات كتابية, قصص مؤثرة, قصص محزنة, روايات |
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع |
5.00 من 5
عدد المصوتين: 1
|
انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 11 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
![]()
تكملة
الفصل الثاني كلمات الشريط صرخ السيد كيليفون بأعلى صوته : " فاديت , فاديت . " لسوء الحظ أنها كانت في هذه اللحظة تبكي لأنها تريد أن تعرف من هو مرسل الرسالة والشريط . هل كان المرسل هو كيليفون ؟ هذا هو كل ما كانت تفكر به في اليومين الأخيرين . أخذت فاديت منديلاً وغطت به عيناها لكي لا يراها كيليفون ويسألها عن سبب بكائها . " نعم سيدي . هل ناديتني ؟ " " أجل , هلا جلستي يا فاديت . " ارتعشت يداها بخوف وجلست ببطء شديد . كانت تتظاهر بأنها تمسح عينيها بذلك المنديل الصغير . " فاديت , هل أصاب عينيك أي ضرر ؟ " أجابته وهي مظطربة : " أجل سيدي . لقد دخلت جراثيم صغيرة في عيني اليسرى وجعلتني الدموع تسقط من عيني دون أن أشعر بذلك . لا تخف , أنا بخير . " " حسناً يا فاديت , هل بإمكاني أن أعرف أين ذهبت صباح اليوم السابق ؟ وهل بإمكاني أن أعرف لماذا خرجتي من البيت دون أن آذن لكي ؟ " " أجل سيدي , لقد ذهبت في اليوم السابق إلى منزل السيد ريزيلا لأقابل خادمتهم السيدة فالنتينا . " " ولِم لَم تخبريني ؟ " " لأنك كنت نائماً , فخشيت أن أقلقك وأنت نائم . " " حسناً , أتمنى ألا تعيديها مرة أخرى . " " لكن , سيدي , لقد كنت أبحث عن راحتك . صدقني , لم أكن أقصد مخالفة أوامرك . أرجوك , لا تفهمني بالطريقة الخاطئة . " " فاديت , لماذا تبكين بهذه السرعة وبلا سبب ؟ " لقد كانت فاديت تتذكر في كل لحظة تلك الرسالة وذلك الشريط , لذا فإنها بدأت تبكي بصوت هادئ مثل لاأطفال الصغار . " أوه , من الواضح أن عينك تؤلمك كثيراً . يجب أن تذهبي إلى غرفتك وترتاحي . هيا اذهبي ونامي يا عزيزتي . " " لكن , أخشى يا سيدي ألا تجد من يساعدك ويحضر لك الشاي أو العصير . " " سأحضره بنفسي إذا احتجت . " " شكراً لك سيدي . " تظاهرت فاديت مرة أخرى بأن عينها تؤلمها , لقد كانت بارعة في محاولة إخفاء ما يجري لها , ولو أنها شاركت في مسابقة أفضل ممثلة لحصلت على المركز الأول وبكل جدارة واستحقاق . دخلت غرفتها ورمت المنديل على الأرض , ثم نظرت إلى الدولاب الصغير الواقع قرب السرير , كانت نظراتها كنظرات الصقر وهو ينظر إلى أرنب صغير سيفترسه . فتحت الدولاب وانتزعت من بين الأقمشة والأشياء الأخرى الصغيرة ذلك الشريط والرسالة التي كانت ملتفة حوله بطريقة عادية . أخذت تقرأ الورقة مرة أخرى : الشريط خاص جداً يا فــاديــت . لا يجب أن تلمسينه أو تحاولي الاستماع لما في داخله . إنــــه خاص وخطر جداً يا صغيرتـي . لا تحاولي الاستماع إليه أبداً . سنبقى على اتصال ياعزيزتي . قالت بغضب : " آه , الشريط خاص جداً , هل هو خاص بالسيد كيليفون أم بالسيد جيمس ريموند , أم هل هو خاص بي أنا ؟ يا لك من سافل حقير أيها المرسل ... حسناً , لا يجب أن تلمسينه أو تحاولي الاستماع لما في داخله . إن هذه العبارة توضح أنه يراقبني , وهذا يجعلني أشك بأن السيد كيليفون هو المجرم ... حسناً , إنه خاص وخطر جداً يا صغيرتي , هذه العبارة تدل على أنه يعرفني منذ زمن , وهذا يجعلني أيضاً أشك بالسيد كيليفون ... لا تحاولي الاستماع إليه أبداً , هذه العبارة تدلني على نفس العبارة الثانية ... العبارة الأخيرة تقول : سنبقى على اتصال يا عزيزتي , وهذه تحذرني , من الواضح أن المرسل يريد أن يجعلني أحبه , لذا قال أننا سنبقى على اتصال . لكن لا , ربما سيبقى على اتصال معي لسبب آخر ... يا إلهي , سأنتحر , سأنتحر ... " توقفت فاديت عن الكلام وبدأت تبكي بدموع تجري كنهر النيل . بقيت تبكي فترة طويلة من الوقت , وفجأة , سمعت صوت خطوات ثقيلة على الدرج الخشبي , فعلمت أن كيليفون قادم , لذا قفزت من مكانها إلى السرير وغطت جسدها كله لتظهر أمامه أنها نائمة . دخل كيليفون بهدوء كان على عكس صعوده للدرج المزعج . نادى بصوت هادئ : " فاديت , أعلم أنك لا زلت مستيقظة , أنا متأسف لإزعاجك , أريد أن أتحدث إليك في موضوع هام جداً . " بدأت فاديت تخشى كيليفون ؛ لقد كانت تزداد خوفاً عندما يناديها كيليفون , ظناً منها أنه علم بما يحصل لها هذه الأيام . " حاضر سيدي . " قامت من سريرها وتوجهت للباب , وقبل أن تخرج قالت لنفسها : " يا للسيد كيليفون , لا يقابل الحسنة بالحسنة , يقابلها بالسيئة . لقد ذهبت إلى فالنتينا ولم أوقظه من نومه لأنني أخشى أن أزعجه , لكنه فعل عكس ذلك تماماً ... " أطلت فاديت بعينيها إلى الزقاق المقابل لغرفتها , فلم تجد السيد كيليفون , فعلمت أنه نزل إلى الطابق السفلي . لحقت به وهي تفكر في سبب هذه المقابلة التي بدت في نظرها كجلسة تحقيق في إحدى جرائم القتل المعقدة . جلست أمام السيد كيليفون تنتظر منه أن يفتح معها الموضوع الهام . " أنت تعرفين يا فاديت أنني رجل تحرٍ خاص , وأتعامل مع الناس بطريقة جيدة كي لا يحاولوا أن يكذبوا علي . " " حسناً , وماذا بعد ؟ " " انتظري , ستعرفين بعد قليل . الآن , دعينا نتخيل لو أنني توفيت , ماذا ستفعلين حيال ذلك ؟ " تعجبت فاديت من السؤال المفاجئ وقالت : " لا أعرف , ربما أبقى في هذه القرية , وربما أعود إلى والدتي في مرسيليا . " " حسناً , ألن تفكري في الورث ؟ " " وهل سأرثك لو توفيت يا سيدي ؟ " " نعم , قد أكتب وصيتي بأن تذهب كل أموالي إليكي . وبالتأكيد أنني لن أفعل هذا الشيء إلا لأنني أعرف أنكي تستحقين هذه الأموال . إنك سيدة رائعة يا فاديت . " ابتسمت فاديت أخيراً بعد أن كانت شاحبة الوجه لعدة أيام . " فاديت , إن الموضوع الذي سأخبرك عنه سري جداً , لا أريد أن يعرف عنه أحد , حتى صديقي جيمس . " " اعتبر سرك في بئر يا سيدي . " " حسناً , لقد تلقيت قبل يومين رسالة من أحد أقربائي , أخبرني فيها أنه يحتاج لخادمة تعمل في بيته , فأخبرته أن الخادمة جاهزة . " صاحت فاديت : " ماذا , هل تقصد أنني سأذهب لأعمل في بيت قريبك هذا ؟ " " وما المشكلة , إنه يريد الخادمة بعد أسبوعين . " فكرت فاديت " آه , هذا رائع , سأتمكن من الهرب . المسألة سهلة , عندما أنتهي من العمل في بيت قريبه سأهرب إلى مرسيليا وأعود لأهلي ... " أجابته بعد هذا التفكير : " كم سأعمل عند قريبك ؟ " " فقط ثلاثة أسابيع . " " حسناً , أخبره أنني جاهزة , وسأصل بيته في الوقت الذي يريده . لن أفعل إلا ما سيرضيك يا سيدي . " " شكراً لك يا فاديت . لكن أتمنى ألا يعرف أحد . " " لا تخف يا سيدي , إن آخر ما أفكر به هو إفشاء الأسرار . " *** فتحت الدولاب وأخذت الشريط الأسود ووضعته في جيبها , ثم أخذت مسجلاً صغيراً من الغرفة وأغلقت المصباح , وأخيراً أدخلت الشريط في المسجل ووضعت سبابتها على زر التشغيل . كانت مترددة قليلاً , لكنها كانت تتحدى ذلك السيد الذي يحاول خداعها . إنها كانت تعرف أنها لو سمعت الشريط ستتوصل للسيد الذي أحرق دمها . بدأ المسجل يتحدث بصوت أجش : من المؤكد أنكي تكرهينني . وهذا يجعلني أستمتع كثيرا ً. أحـب أن أحـرق دمـاء الذيـن يـكـرهـونـنـي . أنا متميز في هذا الشيء القاتل . لـن أرحل إلا عندما أسمع خبر انتحارك يا فاديـت . وبمـا أنك سمـعـت هذا الشريط فإنك ستستمتعين ببعض المغامرات الشـيقة ... سنبقى على اتصال يا فاديت . أوقفت المسكينة الجهاز وقالت بغضب : " أيها السافل الحقير . من أنت أيها الوقح ؟ " من المؤكد أنها لا توجد إجابة , وإن المحيّر في الموضوع عدم تشابه هذا الصوت مع صوت السيد جيرمون كيليفون . ترى ما الذي يحصل مع فاديت ؟؟ هل هي مجرد عملية استفزاز ؟ أم أنها عملية ابتزاز لم تبدأ بعد ؟؟ *** أخذ السيد كيليفون يكرر نفس الكلمة : " شريط أسود ... شريط أسود ... ترى ما الذي يريد أن يتوصل إليه ذلك الشخص ؟ " لقد كان الشيء الذي استلمه السيد كيليفون من صديقه كاتشرز شريطاً أسوداً مطابقاً لشريط الآنسة فاديت . لكنه لم يعرف أن فاديت تواجه نفس الشيء الذي يواجهه ... أخذ يفكر : " ترى ما هو الشيء الذي كنت أحبه قبل ثمانية عشرة عاماً ؟ هل هو في داخل هذا الشريط ؟ " لم يكن كيليفون خائفاً من الشريط مثل فاديت , فإلى الآن لم تظهر أية رسالة ! ربما أن الشريط ليس له أية علاقة بشريط فاديت ... أخذ الشريط ووضعه في مسجل صغير مشابه للذي استعملته فاديت . وبدأ يسمع ما في داخل هذا الشريط المخيف : من الواضح أنك لم تـتـعرف علي يا صديقي كيلــيفــون . لكنك تعرفـني جـيـداً , ولــن يـمـضـي الكـثـير من الوقـت كـي تـعـرفـني . أنت تعرفني وتـحـبـنـي كثـيراً يا صديقي . لكنني لا أحبـك أبداً . لا أحبك ولـن أحـبـك أبـداً . لقد ندمـت عـلـى إضـاعـتـي وقـتاً طويلاً وثـمـيـنـاً مـع رجـل مـجـنـون مـثـلـك . وسـنـبــقــى عــلــى اتصال يا سـيـدي الـعزيـز ... قال كيليفون وهو ينظر حوله في حيرة : " تباً , ما هذا ؟ " كان خائفاً جداً , حتى أنه لم يعرف ماذا عليه أن يفعل . فأخذ المسجل ورمى به أرضاً حتى تكسر وتحول إلى قطع صغيرة , وحينها خرج من البيت غاضباً يبحث له عن شيء ينسيه ذلك الشيء السخيف . وكالعادة لم يجد شيئاً يفعله سوى الذهاب إلى بيت صديقه جيمس ريموند ؛ الشخص الوحيد الذي يفهم كيليفون ويستطيع أن يهدئه , كما أنه الشخص الوحيد الذي يخبره كيليفون عن أسراره الخاصة ...
|
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|