روايات وقصص - روايات طويلة وقصيرة روايات وجديد الـ رويات الطويلة و روايات قصيرة قصص رائعة, روايات كتابية, قصص مؤثرة, قصص محزنة, روايات |
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع |
5.00 من 5
عدد المصوتين: 1
|
انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 6 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
شكراً: 6,547
تم شكره 8,044 مرة في 2,309 مشاركة
|
![]() لغز بريكلانس كان السيد بريكلانس يجلس على كرسي بني مقابل باب الحجرة . وكانت عينه اليمنى مغلقة ‘ أما العين اليسرى فهي مفتوحة . وهذا الشيء حير رجال الشرطة كثيراً ‘ كما أنه حير صديقي المبدع جيرمون كيليفون . لكنني واثق بأن صديقي كيليفون سيحل لغز هذه الجريمة وسيخرج منتصراً كعادته . دخلت غرفة صديقي ووجدته جالس على أريكة مائلة قليلاً إلى اليسار . سألته بعد أن جلست على أريكة بجانبه : " صديقي ‘ ألم تتوصل لشيء ؟ " أجابني ووجهه محمر قليلاً : " توصلت إلى أشياء بسيطة جداً , لكنني واثق أنني سأصل إلى المجرم بعد فترة وجيزة . " " حسناً ‘ وما الشيء الذي توصلت إليه ؟ " " اسمعني ‘ لقد قتل السيد بريكلانس في غرفته ‘ وكانت عينه اليسرى مفتوحة وهذا على عكس عينه اليمنى التي كانت مغلقة . على ماذا يدلنا هذا ؟ " " لا أعلم . " " لأنك لا تعرف شيئاً في عالم الجرائم . " أغضبني هذا فقلت : " وعلى أي شيء يدلك هذا يا عبقري ؟ " " أن السيد بريكلانس كان ذا عين واحدة فقط . " " وما أدراك أنه أعمى ؟ " " أنت حقاً غبي ‘ من قال أنه أعمى ؟ لقد قلت أنه لا يستطيع أن يرى سوى بالعين اليسرى . " " حتى لو كان كلامك صحيح , فما شأن هذا باللغز ؟ " " المجرم كان يقف على يمين القتيل ‘ لذا لم يره ولم يتعرف عليه . " " أنت محق ‘ لكن أيضاً ‘ ما شأن هذا بالحل ؟ " " يجب أن يكون تركيزنا عندما نبحث عن الحل في الجهة اليسرى . " " آه ‘ ههذا صحيح . هل ستذهب إلى حجرة القتيل مرة أخرى ؟ " " أجل ‘ سأذهب غداً في السابعة صباحاً . " " وهل بإمنكاني أن أذهب معك ؟ " " هذا مؤكد يا صديقي . أنا واثق ‘ بل ومتأكد أنني لن أتمنك من حل لغز الجريمة دون مساعدتك . " كنت أعلم أنه فقط يجاملني . لكنني ابتسمت وخرجت من الغرفة متوجهاً إلى منزلي في القرية . وعندما دخلت تناولت طعام العشاء مع ابن أختي براون ‘ وأخيراً ذهبت إلى غرفتي واستلقيت على السرير فنمت إلى اليوم التالي . رن جرس ساعتي في السادسة والنصف . فاستيقظت وغسلت وجهي ثم قمت بتنظيف أسناني مثل أي يوم آخر . أخذت معطفي الأسود وارتديته ثم خرجت من البيت ... قابلت صديقي كيليفون عند باب بيته فصافحته ثم مشينا معاً قاصدين بيت السيد بريكلانس القتيل . وصلنا البيت في تمام الساعة السابعة وثمانية دقائق ‘ كانت المسافة بين بيت كـيـليفون وبيت بريكلانس قصيرة جداً ؛ وهذا لأن كيليفون يسكن في طرف القرية . دخلنا مسرح الجريمة الذي أرعبني عندما نظرت إليه أول نظرة . اقتربت من الضحية فوجدت سكيناً مغروساً في رقبته من الجهة اليمنى ؛ وهذا لكيلا يرى الضحية من هو قاتله ‘ أو حتى لكيلا يجد فرصة للصراخ وجعل الآخرين يعرفون أن الضحية في خطر . كنت أدقق النظر إلى السكين المغروس في الرقبة . لقد لفت انتباهي كثيراً ؛ لقد كان من طراز قديم جداً ‘ وبدا لي أنه مسروق من أحد المتاحف. لم أكن أنظر لشيء غير السكين القديم ‘ لكن صديقي كيليفون كان يبحث عن أي دليل في الجهة اليمنى للقتيل . مضت حوالي عشر دقائق ونحن ندقق النظر إلى الضحية . وأخيراً قفز كيليفون وقال : " جيمس ‘ أنظر ماذا وجدت هنا . " اقتربت منه ونظرت إلى حيث كان يشير بسبابته . كان هناك قطرات ماء قليلة جداً . نظرت إليها ثم نظرت للمحقق كيليفون بتعجب . قلت : " أوه يا كيليفون ‘ كنت أعتقد أنك جاد في كلامك ‘ لقد حسبتك وجدت شيئاً حقيقياً . " كنت محقاً في كلامي ‘ فمن المستحيل أن يكمن حل اللغز في قطرات ماء . " يا عزيزي ‘ كثيراً ما نعتقد أن الشيء لن يفيد أبداً ‘ ولكن في النهاية نجد أن هذا الشيء البسيط أوصلنا للحل . " " حسناً ‘ سنرى إن كنت محقاً في كلامك . " كانت قطرات الماء تحت كرسي القتيل ‘ وتبعد عن نظرنا حوالي ثلاثة عشرة سنتيمترا . عاد كيليفون بنظره مرة أخرى للقطرات ‘ ثم نظر إلي وقال : " جيـمـس ألا تلاحظ أن درجة الحرارة مرتفعة ؟ " " نعم ‘ إنها مرتفعة جداً . " عاد كيليفون إلى التفكير مجدداً . بينما بقيت جالساً على أريكة أقضم أظافري . قال كيليفون بعد دقيقة : " جيمس ‘ نحن نتحرى حول جريمة قتل ‘ وعلينا أن نتوصل إلى القاتل الحقيقي . لقد تم الإمساك بالسيد بينشي . وأنا واثق من أنه لم يقتل السيد بريكلانس . علينا أن نبعده عن حبل المشنقة . " " سأقدم كل ما بوسعي من أجلك يا صديقي . " " سأذهب الآن إلى مركز الشرطة لأقابل السيد بينشي . " " هيا بنا يا كيليفون . علينا ألا نضيع الوقت . فربما تساهلنا وتأخرنا ‘ ولم نتوصل إلى الحل إلا بعد فوات الأوان . " خرجنا من البيت بعد أن أغلقنا الغرفة ولم نحرك شيئاً . وصلنا المركز ونحن متحمسين كثيراً . طلبنا من السيد مانسيني وهو رئيس المركز أن نقابل المتهم فوافق وأدخلنا إليه بسرعة . كان وجهه شاحباً جداً ‘ وكان يبكي خوفاً منا لأنه ظن أننا سنأخذه إلى حبل المشتقة ‘ ولكننا كنا علـى العـكـس تـمـامـاً . نـحـاول إنـقـاذه .. قال كيليفون : " سيد بينشي ‘ أريد أن تحدثني بكل صراحة . فأنا أحاول إنقاذك . هل قتلت السيد بريكلانس ؟ " أجابه بنبرة بكاء غريبة : " لا ‘ أقسم بالله أنني لم أقتله يا سيدي . لقد اتهموني بقتله لأنني الرجل الوحيد الذي كنت معه في البيت ليلة موته . أنا بري صدقني . " " حسناً . أنا أصدقك ‘ لكن أريد أن أوجه إليك بعض الأسئلة ‘ وكما اتفقنا أريدك أن تجيبني بكل صراحة . " " تفضل سيدي . " " متى تعتقد أن السيد بريكلانس فارق الحياة ؟ " " أنا متأكد من أنه توفي بعد أن خرجت ميني بريكلانس من البيت . وهذا يعني أنه توفي في الساعة الثامنة أو الثامنة والثلاث دقائق مساءً . " " هذا جميل . لقد خرجت ميني بريكلانس في الثامنة وتوفي والدها بعد دقائق من موعد خروجها . حسناً ، هل دخلت غرفة سيدك قبل موته ؟ " " أجل ، وقد لفت انتباهي عامود أسود كان متصل بسقف الغرفة ، وكانت تسقط منه قطرات ماء . " صرخ كيليفون : " هل كانت هناك سكين في أعلى العامود ؟ " " لا ، أنا واثق أنني لم أشاهد سكيناً . " " أوه ، لو أنك وجدت سكيناً لتعرفت على القاتل بسهولة . " " هل لديك أسئلة أخرى يا سيدي ؟ " " أجل ، عندما دخلت الغرفة ، هل كانت درجة الحرارة مرتفعة ؟ " " آه ، أجل ، لقد كانت مرتفعة جداً ؟ " " متى دخلت الغرفة ؟ " " قبل مغادرة ميني بريكلانس للبيت بنصف ساعة . " " حسناً ، شكراً لك يا سيد بينشي . أعدك بأن أخرجك من هنا بعد ربع ساعة . " " شكراً لك يا سيدي ، أنا ممتن لك يا ـ " " أوه ، نسيت أن أعرفك ، أنا السيد جيرمون كيليفون ، وأنا رجل تحريات خاص . إلى اللقاء ، أنا مستعجل . " خرج كيليفون وتبعته وأنا لا أفهم شيئاً . هل توصل إلى القاتل بهذه السرعة ؟ أم أنه يـريـد أن يـجـرب شـيـئـاً مـن الأشـيــاء الـي تدور في رأسه ؟ أتمنى أن أعرف قريباً ما يفكر به .... مشينا بسرعة إلى بيت السيد بريكلانس . سألت كيليفون وأنا أمشي معه : " ماذا تريد أن تفعل يا جيرمون ؟ " أجابني بسرعة : " سأصل إلى القاتل يا صديقي . " لم أوجه إليه أي أسئلة أخرى ، بل تابعت المشي خلفه بسرعة . وصلنا بيت السيد بريكلانس ودخلنا مسرح الجريمة . بدأ كيليفون يحدق بسقف الغرفة بحثاً عن تلك العصا أو العامود الذي أخبرنا عنه السيد بينشي . وأخيراً قال وهو لا يزال يحدق بالسقف : " جيمس ، أنظر هناك ، إنها تبدو قاعدة للعصا التي أخبرنا عنها بينشي . " حدقت إليها ، كانت هناك دائرة في قطعة سوداء مربعة بها دائرة صغيرة من الواضح أن العصا كانت معلقة فيها . لكن ما الفائدة من وجود هذه القطعة السوداء؟ حولت نظري من الأعلى إلى الأسفل ، اقتربت من الجهة اليسرى للضحية وبدأت أبحث عن أي أثر لتلك العصا . وفجأة ، وجدت العصا السوداء التي كانت مخبأة تحت سرير السيد بريكلانس . صرخت بصوت مرتفع ثم قلت : " كيليفون ، إنها العصا التي تبحث عنها . " ذهب إليها بسرعة وحاول سحبها من تحت السرير . وبعد أن سحبها إلى الخارج وظهرت بكاملها أمام عيني . علمت أنني لن أستفيد منها أي شيء . إنها مجرد عصا تحت سرير ، فلماذا فرحت وقمت بالصراخ . قال كيليفون : " أنظر يا جيمس ، إن هذه العصا هي حل اللغز . " " وكيف ؟ " " أنا لم أتأكد لكنني سأتأكد غداً يا صديقي . أعذرني لأنني سأتأخر بعض الوقت . " " لماذا ستتأكد غداً ؟ " " لأنني أريد أن أقوم بتجربة ، وإذا نجحت سننجح في إخراج السيد بينشي من السجن وإنقاذه من حبل المشنقة . " *** " وماذا سيفيد هذا الشيء ؟ " " ستعرف بعد التجربة يا صديقي . " خرج كيليفون من البيت وأسرع متوجهاً إلى بيته , وأنا لا أفعل شيئاً سوى اللحاق به , دون أن أعرف ما الذي سيفعله . دخل بيته وفتح غرفة الاستقبال . كان جهاز التبريد في هذه الغرفة مميز جداً , فقد كان بإمكانه أن يحدد درجة الحرارة التي يريدها . ثبت درجة الحرارة على 61 درجة مئوية ثم توجه لمطبخ بيته وأخذ قالب ثلج كبير جداً ووضعه على قاعدة في غرفة الاستقبال . وأخيراً طلب مني أن أخرج وأغلق الباب والمصباح ... جلسنا في غرفة البلياردو نشاهد ابن أختي وهو يستعرض مهاراته على الطاولة . لقد كان بارعاً جداً في اللعب . قام كيليفون بمباراته ولكنه فشل في هزيمته . واكتفى بقوله : " إنك بارع جداً يا براون , لكن أتمنى أن تكون رجل تحر مثل خالك في المستقبل . " ضحكت وقلت له : " أوه يا كيليفون ، أنا لا أساوي شيئاً بالنسبة لرجال التحري . إنني فقط مجرد مساعد لرجل تحر خاص . " مضت نصف ساعة بعد أن وضعنا قالب الثلج ، فقام كيليفون من الأريكة فزعاً ودخل غرفة الاستقبال , لكنه لم يجد من قالب الثلج سوى القليل من قطرات المياه . فابتسم في وجهي وقال : " آه ، يا جيمس , لقد توصلت للقاتل أخيراً . " قلت بتعجب : " من ؟ وكيف ؟ " " سأشرح لك كل شيء الآن . " " تفضل , ولكن أرجو أن تختصر كل شيء ببساطة . " ضحك وقال : " لا تخف ، القصة أصلاً قصيرة . " " حسناً ، فلتبدأ . " لقد كان القاتل بارعاً في التخطيط لجريمته البشعة . إنه ذكي جداً , ومن الواضح أنه مخترع رائع . لقد أخبرنا السيد بينشي أنه رأى سيده آخر مرة على قيد الحياة في الساعة السابعة والنصف , قبل موت بريكلانس بنصف ساعة , وهذا كان صحيحاً بلا شك . دبر القاتل هذا الفخ للسيد بريكلانس الذي كان جالساً على الكرسي قبل موته . وغرس السكين في عنقه وهو يجلس على الكرسي . ولكن عيناه لم تكن مصابة , فقط كانت منذ زمن وهي هكذا , اليمنى أصبحت عمياء . وهذا لا شأن له بالجريمة . كانت السكين معلقة في أعلى العصا التي شاهدها بينشي عندما دخل الغرفة , وكان هناك قالب ثلج كبير لم يشاهده السيد بينشي لأنه كان مخفي بطريقة احترافية . درجة الحرارة 61 درجة مئوية , وقالب الثلج سيذوب بعد نصف ساعة بسبب ارتفاع درجة الحرارة . وبعد ذوبانه , ما الذي سيحصل ؟؟ سيسقط السكين بسرعة هائلة ويُغرس في عنق السيد بريكلانس . إنها جريمة رائعة حقاً . مباشرة ستتوجه الاتهامات إلى السيد بينشي لأنه الرجل الوحيد المتواجد في البيت أثناء موت الضحية . وبهذا سيتم القبض عليه وسجنه ومحاكمته وإعدامه ... " قلت بغضب : " لكنني لم أعرف القاتل يا كيليفون . " " بريكلانس . " وقفت من مكاني وقلت وأنا مشدوه : " ماذا ؟ هل يمكن أن تكون الآنسة بيكلانس قتلت والدها ؟ " " جيمس , لا تكن غبياً , السيد بريكلانس هو من قتل نفسه . " " انتحر ؟ " " أجل , لقد كان يعاني من حياته المأساوية , ولم يكن يعرف ماذا يفعل كي يعيش سعيداً . فقرر أن ينتحر ويورط السيد بينشي ليقضي عليه . ولكنه لم يكن يعلم أن جيرمون كيليفون سيأتي ويحل لغز بريكلانس . " " أنت عبقري يا كيليفون . مع أنني كالعادة لم أفهم شيئاً مما قلته . لكنني أعترف أنك عبقري . " " جيمس , أتمنى أن تكون حذراً ومتيقظاً في القضايا القادمة . أنا متعجب لأنك لم تساعدني في هذه القضية . " " لا تتعجب يا صديقي ؛ فأنا لم أساعدك لأنني لم أفهم شيئاً مما شرحت . "
|
|
![]() |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ نومـا على المشاركة المفيدة: |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|