المنتدى الإسلامي العام يحوي قصص وروايات ومواضيع دينية نصية |
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
او
لمشاركة اصدقائك! |
|
أدوات الموضوع |
من 5
عدد المصوتين: 0
|
انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||
|
|||||
أعظم محاكمة في #التاريخ سمرقند هي تلك البلاد العظيمة تفع في شمال آسيا بالضبط صاحبة الارض الخضراء فيها من النعيم والجبال والتلال والغابات , فتحها المسلمين على يد قتيبة بن مسلم فاتح الفتوح فتحها من كثرة البلاد التي فتحها هذا القائد المظفر الفاتح التي لم تطأ ارض المشرق قائدا أعظم منه ولا أكثر انتصارا منه ولا أعظم فتحا منه فتحها بسهولة رغم قوتها وجيشها فاخلف فيها والي من بعده حتى يكمل مسيرة فتح الأم صار الشرقية والغربية في بقاع الارض . بعد فتح سمرقند أرسل كبير الكهنة رسالة الى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز يشكو فيها قائد الجيوش قتيبة بأنه دخل بجيوشه سمرقند دون انذار أو دعوة , قابل الخليفة الرسول وقال له : ما شانك , فقال : (يا امير المؤمنين إني صاحب مظلمة ، فرد عليه الخليفة على من تشتكي , فقال الفارس : على قتيبة بن مسلم . فاكمل الرسول شكواه : أرسلني كهنة سمرقند فأخبروني أنه من عادتكم أنكم عندما تفتحون أي بلد تخيرونهم بين ثلاثة امور ، أن تدعوهم للاسلام أو الجزية او الحرب . قال الخليفة: نعم ، هذه عادتنا قال ومن حق تلك البلاد ان تختاربين الثلاثة . فقال الرسول : فقتيبة بن مسلم لم يفعل ذلك , بل فاجئونا المسلمون بجيوشهم . لما سمع الخليفة ذلك لم يصدر أمر فليس من عادته ان يسمع لطرف واحد , فلابد أن يتأكد , فأخرج ورقة صغيرة وكتب فيها جملة من سطرين , فأغلقها وختم عليها , وقال الخليفة أرسلها لوالي سمرقند وهو سيرفع عنكم المظلمة . استغرب والي سمرقند وتعجب من الرسالة ولكن يعرف ختم امير المؤمنين , فتأكد انها منه , فتحها...وإذ بها : من امير المؤمنين الى والى سمرقند السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نصب قاضيا يحتكم بين كهنة سمرقند وقتيبة بن مسلم وكن انت مكان قتيبة . لم يستطع الوالي فعل شي الا ان يفعل كما كتب في ذلك السطرين فعين القاضي سريعا , لكن امر القاضي ان يرجع قتيبة , لحرصه على العدل وخاف ان تخفى أمورا على الوالي لا يعرفها الا قتيبة . بدأت المحاكمة (محكمة سمرقند)أعظم واعجب محاكمة سمع بها أذن التاريخ قامت المحاكمة بين فاتح الفتوح قتيبة بن مسلم وكبير كهنة سمرقند , فقام الكاهن وقال : قتيبة بن مسلم دخل بلادنا بدون انذار, كل البلاد أعطاها إنذار وخيارات دعوة للاسلام أو الجزية او الحرب الا نحن هجم علينا بدون انذار . التفت القاضي للقائد الفاتح قتيبة بن مسلم ماتقول ؟ هذه شكوى عليك , فقال قتيبة : أصلح الله شأن القاضي فالحرب خدعة , هذا بلد عظيم عقبة امامنا وفيه من الابطال وكل الذين كانوا مثله كانوا يقاومون ولم يرضوا بالجزية , ولم يرضوا بالاسلام وهؤلاء لو قاتلناهم بعد الانذار سيقتلون فينا أكثر مما نقتل فيهم , وبحمد الله بهذه المفاجأة حمينا المسلمين من اذى عظيم . فقال القاضي : يا قتيبة هل دعوهم للاسلام أو الجزية او الحرب ؟ فرد قتيبة : لا فاجأناهم لما حدثتك به من خطرهم . فقال القاضي : يا قتيبة لقد اقررت , واذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة , ياقتيبة مانصر الله هذه الامة الا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل , والله ماخرجنا من بيوتنا الا جهاداَ في سبيل الله , ماخرجنا لنملك الأرض ونحتل البلاد ونعلو فيها بغير حق . ثم أصدر هذا القاضي حكمه : حكمت أن يخرج جيوش المسلمين جميعا من هذا البلد ويردوه الى أهله ويعطوهم الفرصة ليستعدوا للقتال , ثم يخيروهم بين الاسلام أو الجزية او الحرب , فإن اختاروا الحرب كان القتال . سمع كهنة سمرقند لكن لم يصدقوا عيونهم ولا آذانهم فلا شهود ولا ادلة , هم كانوا لايرتجون شي كثير , ففكرتهم عن المسلمين انهم ماجاءوا الا لسلب خيراتهم واموالهم والحكم عليهم بدينهم . وبعد ساعات قليلة سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو وأصوات ترتفع وغبار يعم الجنبات ورايات تلوح خلال الغبار فسألوا فقيل لهم إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب . وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية ، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم ، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر ، حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ... |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ أبو زياد على المشاركة المفيدة: |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|