سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

العودة   ملتقى مونمس ® > القسم الإسلامي > منتدى العلوم الدينية و الدروس الفقهية > منتدى الأحاديث النبوية

!~ آخـر 10 مواضيع ~!
إضغط على شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

 
 
أدوات الموضوع
5.00 من 5 عدد المصوتين: 1
انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-05-2012, 06:21 PM
الصورة الرمزية -قمر الليالي-
-قمر الليالي- -قمر الليالي- غير متواجد حالياً
مشرفة القسم الإسلامي والأسرة
 
شكراً: 4,039
تم شكره 3,394 مرة في 1,199 مشاركة

-قمر الليالي- عضوية معروفة للجميع-قمر الليالي- عضوية معروفة للجميع-قمر الليالي- عضوية معروفة للجميع-قمر الليالي- عضوية معروفة للجميع-قمر الليالي- عضوية معروفة للجميع-قمر الليالي- عضوية معروفة للجميع









Llahmuh بيان الإسلام والإيمان والإحسان ..

 


بسم الله الرحمن الرحيم



بيان الإسلام والإيمان والإحسان


عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ،
شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ،
حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ،
ووضح كفيه على فخذيه ، وقال :
" يا محمد أخبرني عن الإسلام " ، فقال له :
( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ،
وتصوم رمضان ،وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا )
، قال : " صدقت " ،
فعجبنا له يسأله ويصدقه ، قال : " أخبرني عن الإيمان " قال :
( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ،وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ،
قال : " صدقت " ، قال : " فأخبرني عن الإحسان " ،
قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، قال :
" فأخبرني عن الساعة " ،
قال : ( ما المسؤول بأعلم من السائل ) ،
قال : " فأخبرني عن أماراتها " ، قال : ( أن تلد الأمة ربتها ،
وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان )

ثم انطلق فلبث مليا ، ثم قال :
( يا عمر ، أتدري من السائل ؟ ) ، قلت :
"الله ورسوله أعلم " ، قال :
( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم )
رواه مسلم .



الشرح

هذا الحديث عظيم القدر ، كبير الشأن ، جامع لأبواب الدين كله ،
بأبسط أسلوب ، وأوضح عبارة ، ولا نجد وصفا جامعا لهذا الحديث
أفضل من قوله صلى الله عليه وسلم :

( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) .

وقد تناول الحديث الذي بين أيدينا حقائق الدين الثلاث :
الإسلام والإيمان والإحسان ،
وهذه المراتب الثلاث عظيمة جدا ؛ لأن الله سبحانه وتعالى
علق عليها السعادة والشقاء في الدنيا والآخرة ، وبين هذه
المراتب ارتباط وثيق ، فدائرة الإسلام أوسع هذه الدوائر ،
تليها دائرة الإيمان فالإحسان ، وبالتالي فإن كل محسن مؤمن ،
وكل مؤمن مسلم ، ومما سبق يتبيّن لك سر العتاب الرباني
على أولئك الأعراب الذين ادّعوا لأنفسهم مقام الإيمان ، وهو لم يتمكّن في قلوبهم بعد ،
يقول الله في كتابه :{ قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا
ولما يدخل الإيمان في قلوبكم }

، فدل هذا على أن الإيمان أخصّ وأضيق دائرةً من الإسلام .




وإذا أردنا التعمّق في فهم المراتب السابقة ، فإننا نجد أن الإسلام :
هو التعبد لله سبحانه وتعالى بما شرع ،
والاستسلام له بطاعته ظاهرا وباطنا ، وهو الدين الذي امتن الله به على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأمته ، وجعله دين البشرية كلها إلى قيام الساعة ،
ولا يقبل من أحد سواه ، وللإسلام أركان خمسة كما جاء في الحديث ،
أولها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ،
وفي الجمع بينهما في ركن واحد إشارة لطيفة إلى أن العبادة
لا تتم ولا تُقبل إلا بأمرين : الإخلاص لله تعالى ،
ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما جاء في قوله تعالى :
{ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }


والملاحظ هنا
أن الحديث فسّر الإسلام هنا بالأعمال الظاهرة ،
وذلك لأن الإسلام والإيمان قد اجتمعا في سياق واحد ،
وحينئذ يفسر الإسلام بالأعمال الظاهرة كما أشرنا ،
ويفسر الإيمان بالأعمال الباطنة من الاعتقادات
وأعمال القلوب .


أما الإيمان فيتضمن أمورا ثلاثة : الإقرار بالقلب ، والنطق
باللسان ، والعمل بالجوارح والأركان ، فالإقرار بالقلب معناه
أن يصدق بقلبه كل ما ورد عن الله تعالى ، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم
من الشرع الحكيم ، ويسلّم به ويذعن له ، ولذلك امتدح الله المؤمنين ووصفهم
بقوله :
{ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا }

ويقابل ذلك النفاق ، فالمنافقون مسلمون في الظاهر ،
يأتون بشعائر الدين مع المسلمين ، لكنهم يبطنون الكفر والبغض للدين .




والمقصود بالنطق باللسان هو النطق بالشهادتين ،
ولا يكفي مجرد الاعتراف بوجود الله ، والإقرار بنبوة محمد
صلى الله عليه وسلم دون أن يتلفّظ بالشهادتين ،
بدليل أن المشركين كانوا يقرون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر ، كما قال عزوجل :
{ قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي
من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله }
،
ولكنهم امتنعوا عن قول كلمة التوحيد ، واستكبروا :
{ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون }

وها هو أبوطالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقر بنبوة ابن أخيه ،
ويدافع عنه وينصره ،بل كان يقول:
ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البريّة دينا
لولا الملامة أو حذار مسبّة لوجدتني سمحا بذاك مبينا

فلم ينفعه ذلك ، ولم يخرجه من النار ؛ لأنه لم يقبل أن
يقول كلمة الإيمان ومفتاح الجنة ،
ولهذا كانت هذه الكلمة هي التي تعصم أموال الناس ،
وتحقن دماءهم ، ففي الحديث الصحيح :
( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ،
فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق
الإسلام ، وحسابهم على الله )
متفق عليه ،
وقد أجمع العلماء على أن من لم ينطق الشهادتين
بلسانه مع قدرته ، فإنه لا يُعتبر داخلاً في الإسلام .



أما العمل بمقتضى هذا الإيمان ، فهو قضية من أعظم القضايا
التي غفل الناس عن فهمها ، فالإيمان لا يمكن أن يتحقق
إلا بالعمل ، والشريعة مليئة بالنصوص القاطعة الدالة على
ركنيّة العمل لصحّة الإيمان ، فقد قال تعالى :
{ ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق
منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين }
ولا شك أن ترك العمل بدين الله من أعظم التولي عن
طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم .



وبهذا يتبين لك ضلال من ابتعد عن نور الله ، وترك العمل بشريعته ، فإذا نصحته بصلاة
أو زكاة احتج لك بأن الإيمان في القلب ، ونسي أن العمل يصدق ذلك
أو يكذبه - كما قال

الحسن البصري رحمه الله - ، إذ لو كان إيمانه صادقا
لأورث العمل ، وأثمر الفعل ، كما قيل :
والدعاوى مالم يقيموا عليها بينـات أصحابها أدعياء

وإذا كان الإيمان متضمنا لتلك الأمور الثلاثة ، لزم أن يزيد
وينقص ، وبيان ذلك : أن الإقرار بالقلب يتفاوت من شخص
لآخر ، ومن حالة إلى أخرى ، فلا شك أن يقين الصحابة
بربهم ليس كغيرهم ، بل الشخص الواحد قد تمرّ عليه
لحظات من قوة اليقين بالله حتى كأنه يرى الجنة والنار ،
وقد تتخلله لحظات ضعف وفتور فيخفّ يقينه ،

كما قال حنظلة رضي الله عنه : " نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا
بالنار والجنة حتى كأنها رأي عين ، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا " ،
إذاً فإقرار القلب متفاوت ، وكذلك الأقوال والأعمال ؛
فإن من ذكر الله كثيرا ليس كغيره ، ومن اجتهد في العبادة ، وداوم على الطاعة ،
ليس كمن أسرف على نفسه بالمعاصي والسيئات.



وأسباب زيادة الإيمان كثيرة ، منها : معرفة أسماء الله وصفاته ؛ فإذا علم العبد صفة الله " البصير "
ابتعد عن معصية الله تعالى ، لأنه يستشعر مراقبة الله له ، وإذا قرأ في كتاب الله قوله :
{ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك
ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنكعلى كل شيء قدير }

طمأن قلبه ، ورضي بقضاء الله وقدره ، ومنها :
كثرة ذكر الله تعالى ؛ لأنه غذاء القلوب ، وقوت النفوس ، مصداقا لقوله تعالى :
{ ألا بذكر الله تطمئن
القلوب }
،
ومن أسباب زيادة الإيمان : النظر في آيات الله في الكون ، والتأمل في خلقه ، كما قال تعالى :
{ وفي الأرض آيات للموقنين ، وفي أنفسكم أفلا تبصرون }

ومنها : الاجتهاد في العبادة، والإكثار من الأعمال الصالحة .



ثم تناول الحديث - الذي بين أيدينا - مرتبة الإحسان ، وهي
أعلى مراتب الدين وأشرفها ، فقد اختص الله أهلها بالعناية ، وأيدهم بالنصر ، قال عزوجل :
{ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون }
،
والمراد بالإحسان هنا قد بيّنه النبي صلى الله عليه وسلم
في قوله :
( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )
،
وهذه درجة عالية ولا شك ، لأنها تدل على إخلاص صاحبها ، ودوام مراقبته لله عزوجل .

ثم سأل جبريل عليه السلام عن الساعة وعلاماتها ،
فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنها مما اختص الله بعلمه ،
وهي من مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله ، لكنه بين شيئا من أماراتها ،
فقال : ( أن تلد الأمة ربتها ) ،
يعني أن تكون المرأة أمة فتلد بنتا ، وهذه البنت تصبح سيدة تملك الإماء ،
وهذا كناية عن كثرة الرقيق ، وقد حصل هذا في الصدر الأول من العهد الإسلامي ،
أما العلامة الثانية :
( وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان )
،
ومعناه أن ترى الفقراء ، الذين ليسوا بأهل للغنى
ولا للتطاول ، قد فتح الله عليهم فيبنون البيوت الفارهة ، والقصور الباهرة .



نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا علما نافعا ،
وعملا صالحا متقبلا ،

والحمد لله رب العالمين .


في أمان الله .




-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share

التوقيع :
اللهم ارزقني خاتمة حسنة ترضى بها عني
إلهي، وإن أتى علي يوم وسكنت في الترآت وكنت نسياً منسياً ..
ف ارحم ضعفي وآنس وحدتي وهب لي نعيما ً
أبدياً أسعد به في جنتك ❥

التعديل الأخير تم بواسطة همسات مسلمة ; 06-05-2012 الساعة 07:13 PM سبب آخر: حجم الخط
رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ -قمر الليالي- على المشاركة المفيدة:
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لموقع مونمس / " يمنع منعاً باتا المواضيع السيئة المخالفة للشريعة الإسلامية" التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما رأي الكاتب نفسه