منتدى العلوم الدينية و الدروس الفقهية هنا توضع الدروس الفقهية والعلوم الدينية كعلوم القرءان والحديث والأحكام الدينية |
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
او
لمشاركة اصدقائك! |
|
أدوات الموضوع |
5.00 من 5
عدد المصوتين: 1
|
انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
الحمد لله المتفرِّد بالكمال والجلال ، أحمده سبحانه حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه ، والصلاة والسلام على النبي المعصوم وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد : لما كان الخطأ صفة ملازمة للبشر لا يسلم منه إلا من عصم ، أحببت أن أضع بين يدي طلبة العلم خاصة والمسلمين عامة قواعد وضوابط للتعامل مع الأخطاء والعثرات مستقاة من هدي خير القرون والتابعين لهم بإحسان ، الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ..." الحديث . وقال الإمام مالك رحمه الله : "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها" والذي دعاني للكتابة في هذا الموضوع أمور عدة : أولها : عدم التفريق بين الإثم والخطأ عند بعض الناس ، ربما كانا متلازمين عند بعضهم ، وهذا مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة ، بل هو مذهب ضلال المعتزلة ومن وافقهم . قال شيخ الإسلام : "وأهل الضلال يجعلون الخطأ والإثم متلازمين" . وقال في موضع آخر : "أما الذين يقولون بأن المجتهد المخطئ آثم فهم أتباع بشر المريسي وكثير من المعتزلة البغداديين والقدرية ؛ لأن الخطأ والإثم عندهم متلازمة" . وقد رفع الله الإثم عن الأمة فيما أخطأوا فيه كما جاء في الحديث : "إن الله رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" . وروى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال : "لما نزلت هذه الآية {وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ}[البقرة: 284] قال: دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا" قال : فألقى الله الإيمان في قلوبهم ، فأنزل الله تعالى : {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا} (قال: قد فعلت) {رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا} (قال : قد فعلت) {وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا} (قال : قد فعلت) . الثاني: المنهج النشاز الذي ظهر في هذه الأعصار من تتبع الأخطاء والعثرات للبراء والفرح بها مع نسيان الفضائل والحسنات . الثالث : إني لم أجد دراسة علمية متخصصة في هذا الموضوع مع شدة الحاجة لذلك ، صحيح أن ثمة دراسات طرقت الموضوع من بعض جوانبه كدراسات في أدب الخلاف ، وأخرى في منهج أهل السنة في النقد والتقويم ، وثالثة في الرد على المخالف وفقه التعامل معه ، إلى غير ذلك ، وهذه الدراسات مع جودتها وقيمتها العلمية ليست متخصصة في موضوع البحث ، وأقرب رسالة وقفت عليها في هذا الموضوع للشيخ محمد المنجد حفظه الله بعنوان "الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس" وكدت لما وقفت عليها أترك المواصلة فيما بدأته ، إلا أني لما تصفحتها وجدت أنه عالج الموضوع من جانب ذكره لأساليب النبي صلى الله عليه وسلم في معالجة الخطأ ، والقضية تحتاج إلى بحث أوسع من حيث وجوب التثبت في إيقاع الخطأ والتعالم معه بعد وقوعه ، وبعد استحكامه والإصرار عليه ، كل ذلك على ضوء منهج السلف الصالح رحمهم الله ، ولا أنكر أني أفدت من رسالته فجزاه الله خيراً . وقد أسميت هذه الورقات : "فقه التعامل مع الأخطاء على ضوء منهج السلف" وأردت بالفقه اللغوي لا الاصطلاحي ، وقد جعلت هذا البحث في تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة . التمهيد : وأفردته لثلاث مقدمات : الأولى : تعريف الخطأ لغة واصطلاحاً والألفاظ ذات الصلة . الثانية : كل بني آدم خطاء إلى من عصم . الفصل الأول : قبل إثبات الخطأ والحكم به : وفيه مبحثان : المبحث الأول : التثبت والتبين قبل الحكم بالخطأ: وفيه أربعة مطالب : المطلب الأول : طلب الإسناد عند سماع المنقول . المطلب الثاني : العلم بحال الناقل . المطلب الثالث : العلم بحال المنقول فيه . المطلب الرابع : العلم بطبيعة الخطأ المنقول . وفيه ثلاث مباحث : المبحث الأول : النصح والتوجيه : وفيه خمسة مطالب : المطلب الأول : إخلاص النية والقصد عند النصح . المطلب الثاني : الهدوء في التعامل مع المخطئ . المطلب الثالث : إرشاد المخطئ وإعانته . المطلب الرابع : تقديم البدائل الصحيحة . وفيه ثلاثة مطالب : المطلب الأول : الحكمة في معالجة الخطأ . المطلب الثاني : مقارنة النفس بالغير عند صدور الخطأ . وفيه ثلاثة مطالب : المطلب الأول : بيان الأخطاء دون التعرض للأشخاص ما أمكن ذلك . المطلب الثاني : التحذير من إشاعة الفاحشة . المطلب الثالث : التحذير من التعيير والتوبيخ . وفيه ستة مباحث : المبحث الأول : المخطئ المجتهد مأجور غير موزور . المبحث الثاني : الخطأ اليسير مغتفر في جانب الخير الكثير . المبحث الثالث : خطأ الشخص لا يسري إلى غيره إلا وافقه وأقره . المبحث الرابع : الورع عند نقل الخطأ وعدم التحامل . المبحث الخامس : عدم تتبع الأخطاء والعثرات . المبحث السادس : الأثر المترتب على الخطأ بالنسبة للحقوق . الخاتمة : ولخصت فيها نتائج البحث . الفهارس . وقد حاولت عرض الموضوع وفق منهج علمي ، وأكثرت من الاستشهاد بالنصوص الشرعية وكلام أهل العلم في جلّ القضايا المطروحة ؛ لأنها منطلق البناء وأساسه ، وعزوت هذه النقول إلى مصادرها الأصلية قدر الاستطاعة ، وأما الأحاديث النبوية فقد خرجتها من مصادرها فما كان في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت به لكونهما محلاً للقبول عند جمهور أهل العلم ، وما كان في غيرهما فقد خرجته من مصادره ، قدر الاستطاعة مع محاولة الحكم عليه صحة وضعفاً من قبل أهل الاختصاص ، ولا أدعي أني جئت بمبتكرات جديدة في هذا البحث ، ولكنه الجمع والترتيب ، وهما من جملة مراتب التأليف فلعله يكون مفتاحاً لدراسات أكثر وأوسع استيعاباً . وبعد ، فهذا ما كنت أروم إيضاحه ، فإن وجدت أخي القارئ حسناً فدعوة بظهر الغيب ، وإن تكن الأخرى فشأن الكرام ستر العيب ، والله الهادي إلى سواء السبيل فبه أستعين . كتبه عبد الرحمن بن أحمد علوش المدخلي ص.ب 86 صامطة يتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــبع>>>>>>>>> التعديل الأخير تم بواسطة همسات مسلمة ; 11-22-2011 الساعة 06:03 AM |
3 أعضاء قالوا شكراً لـ الثلايا على المشاركة المفيدة: |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|