المنتدى الإسلامي العام يحوي قصص وروايات ومواضيع دينية نصية |
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
او
لمشاركة اصدقائك! |
|
أدوات الموضوع |
من 5
عدد المصوتين: 0
|
انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم اخواني و اخواتي الاعضاء و الى كل زائر كريم اليوم ارتأيت ان اقدم لكم خطبتين ....بين الحلم و الغضب و للأمامنة الخطبتين منقولتين عن موقع اسلامي واليكم الان الخطبة الاولى : إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . ( يأيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) " سورة آل عمران ، الآية : 102 " . ( يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ) " سورة النساء ، الآية : 1 " . ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً (70) يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ) " سورة الأحزاب ، الآية : 70,71 " . أما بعد : فاتقوا الله أيها المسلمون ، اتقوه في السر والعلن ، فإن تقوى الله عز وجل سبب الأمن في الدنيا والهداية في الآخرة ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) " سورة الأنعام ، الآية : 82 " . عباد الله : لقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح ، وقلبه مفعم بشكر الله على نصره لنبيه ، وإنجاز وعده له ، كان ممتطياً ناقته القصوى ، وسار بها حتى بلغ الكعبة ، فطاف بالبيت سبعاً ، ثم صلى خلف المقام ، وجلس في المسجد والناس من حوله ، والعيون شاخصة إليه ، ينتظرون ما هو فاعل بأهل مكة ، الذين آذوه وقاتلوه ، وأخرجوه من بلده التي هي أحب أرض الله إلى الله . في تلك اللحظات الحرجة تطلع القوم واشرأبوا إلى معرفة صنيعه بأعدائه ، وقد تكاثر الناس حوله في المسجد فخطبهم وتلا عليهم قول الله عز وجل : ( يأيها الناس إنا خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلنكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) " سورة الحجرات ، الآية : 13 " ثم سألهم : يا معشر قريش ، ما تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيراً ، أخ كريم وابن أخ كريم ، قال : فإني أقول لكم ما قال يوسف لأخوته ( لا تثريب عليكم اليوم ) " سورة يوسف ، الآية : 92 " اذهبوا فأنتم الطلقاء . فاسترد أهل مكة أنفاسهم ، وبدأت البيوت تفتح على مصاريعها لتبايع رسول الله ، بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه ، الله أكبر ، ما أجمل العفو عند المقدرة ، ومن أحق بذلك ، إن لم يكن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، وصدق الله إذ يقول : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) " سورة القلم ، الآية : 4 " . عباد الله : لقد برز حلم النبي صلى الله عليه وسلم جلياً في هذا الموقف ، والذي سار عليه الأنبياء من قبله ، فهذا هود عليه السلام ، يستمع إلى إجابة قومه بعد ما دعاهم إلى توحيد الله عز وجل ( قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإننا لنظنك من الكاذبين (66) قال يقوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين (67) أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين ) " سورة الأعراف ، الآيات : 66-68 " . إن شتائم أولئك الجهال لم يطش " لها حلم " هود عليه السلام ، لأن الشقة بعيدة ن بين رجل اصطفاه الله رسولاً ، وبين قوم سفهوا أنفسهم ، وتهاووا على عبادة الأصنام . أيها المسلمون : بهذا الموقف ، وبغيره من المواقف العظيمة ، عالج رسول الله صلى الله عليه وسلم محو الجاهلية التي كانت تقوم على نوعين من الجهالة : جهالة مضادة للدين والعلم ، وأخرى مضادة للحلم . فأما الأولى ، فقد قطع النبي صلى الله عليه وسلم ظلامها بأنواع المعرفة والإرشاد ، وأما الأخرى فقد كبح الهوى ، ومنع الفساد فيها بحلمه وعفوه ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفظوا من حولك ) " سورة آل عمران ، الآية : 159 " لقد كانت مواقفه صلى الله عليه وسلم ، ناسخةً للجاهلية الجهلاء ، التي كان يعيشها العرب ، والتي بلغت من الغلظة والشدة ما صدها عن مكارم الأخلاق ، كما صور ذلك بعضهم في قوله : ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا ولم يكن للجاهلية كأمثال ، الآن شعر الحماسة والجهل ، والفخر والحمية ، والهجاء . فجاء الإسلام ، ليكفكف من هذه النزوات ، ويقيم أركان المجتمع على الفضل وحسن التخلق ، ولم تتحقق هذه الغاية بعد بفضل الله إلا عندما هيمن العلم النافع ، والعقل الراشد ، على غريزة الجهل والغضب ، وكثير من النصائح التي أسداها رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس كافة ، كانت تتجه إلى هذا الهدف ، مما جعل المسلمين يعدون مظاهر الطيش والتصدي ، والعنف والأذى ، شروداً من القيود ، التي ربط بها الإسلام الجماعة المسلمة ، لئلا تميد ولا تضطرب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) " رواه البخاري ومسلم " . إن من الناس من لا يسكت عن الغضب ، فهو في ثورة دائمة ، وتغيظ يطبع على وجهه العبوس ، إذا مسه أحد بأذى ارتعش كالمحموم ، وأنشأ يرغى ويزبد ، ويلعن ويطعن ، والإسلام بريء من هذه الخلال الكدرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء ) " رواه الترمذي وقال حديث حسن فقد حرم الإسلام المهاترات السفيهة ، وتبادل السباب بين المتخاصمين ، وكم من معارك ضارية تبتذل فيها الأعراض ، وتنتهك فيها الحرمات ، وما لهذه الآثام الغليظة من علة ، إلا تسلط الغضب ، وضياع الأدب ، وأوزار هذه المعارك العنيفة الوضيعة تعود على الموقد الأول لجمرتها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المستبان ما قالا فعلى البادئ منهما ، حتى يعتدي المظلوم ) " رواه مسلم " . والمسلك الأمثل في ذلك كله والدال على العظمة والمروءة ، هو أن يبتلع المرء غضبه فلا ينفجر ، وأن يقبض يده فلا يقتص ، وأن يجعل عفوه عن المسيء نوعاً من شكر الله ، الذي أقدره على أن يأخذ حقه إذا شاء . قال الأحنف بن قيس : احذروا رأي الأوغاد ، قالوا وما هم ، قال الذين يرون الصفح والعفو عاراً . أيها الناس : إن كمال العلم في الحلم ، ولين الكلام مفتاح القلوب ، يستطيع المسلم من خلاله ، أن يعالج أمراض النفوس ، وهو هادئ النفس ، مطمئن القلب ن لا يستنفره الغضب ، ولا يستثيره الحمق ، فلو كان الداعي سيء الخلق ، جافي النفس ، قاسي القلب ، لا نفض من حوله الناس ، وانصرفوا عنه ، فحرموا الهداية بأنوار دينهم ، فعاشوا وماتوا جهالاً ، وذلك هو الشقاء وهو سببه وعلته . وتتفاوت درجات الناس في الثبات أمام المثيرات ، فمنهم من تستخفه التوافه ، فيستحمق على عجل ، ومنهم من تستفزه الشدائد ، فيبقى على وقعها الأليم ، محتفظاً برجاحة فكره ، وسجاحة خلقه ، والرجل الحليم حقاً ، هو من إذا حلق في آفاق دنيا الناس ، اتسع صدره وامتد حلمه ، وعذر الناس من أنفسهم ، والتمس المبررات لأغلاطهم ، فإذا ما عدا عليه غر يريد تجريحه ، نظر إليه من علو ، وفعل كما قال الأحنف بن قيس رحمه الله ، ما عرفت له فضله ، وإن كان مثلي تفضلت عليه ، وإن كان دوني أكرمت نفسي عنه . وكان مشهوراً بالحلم رحمه الله ، وبذلك ساد عشيرته ، وقد قيل له : ممن تعلمت الحلم فقال : من قيس بن عاصم ، كنا نختلف إليه في الحلم ، كما يختلف إلى الفقهاء في الفقه ، ولقد حضرت عنده يوماً ، وقد أتوه برجل قد قتل ابنه ، فجاؤا به مكتوفا ً فقال : ذعرتم أخي اطلقوه ، واحملوا إلى أم ولدي ديته ، فإنها ليست من قومنا . عباد الله : اعلموا أن الحليم ، إما أن يكون عاجزاً جباناً ، ليس له شيء ولا عليه شيء ، فهذا إن لم يغنم فإنه لا يأثم ، وإما أن يكون مخادعاً مكاراً ، ظاهره سمت المؤمنين وباطنه حقد المجرمين ، يتحلم ظاهراً ويعف علناً ، ولكنه يغضب باطناً ، وينتقم مسرفاً وهذا حقود لدود ، لا يلبث أن يفضحه الله على رؤوس الناس . وإما أن يكون حليماً مفطوراً على الخير ، مجبولاً عليه ، وهذا كأشج عبد القيس الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله ، الحلم والأناة ، فقال : أشيء تخلقت به أم جبلت عليه يا رسول الله ؟ فقال : لا بل جبلت عليه ، فقال ، الحمد لله الذي جبلني على خصلتين يحبهما الله ورسوله ) " رواه مسلم وأحمد وغيره بألفاظ متعددة " . وإما أن يكون ثائر النفس ، أزعجه من ظلمه ، فيصبر محتسباً ، ويصفح قادراً ويأمره إيمانه بالعرف ، والعفو عن الجاهلين ، وهذا هو المثاب في الدنيا والآخرة ، والمشكور عند الله وعند خلقه ، وهو الموصوف بالشدة والقوة ، كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) " رواه البخاري ومسلم " . وهو المقصود أيضاً ، في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من كتم غيضاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق ، حتى يخيره من الحور العين ، يزوجه منها ما شاء ) " رواه أحمد وغيره بسند صحيح " . أيها الناس : قلة الحلم وكثرة الغضب آفتان اثنتان ، إذا انتشرتا في مجتمع ما قوضتا بنيانه ، وهدمتا أركانه ، وقادتا المجتمع إلى هوة سحيقة ، بعد أن كانتا كالسوس ينخر في جسد المجتمع المسلم حتى يؤدي به إلى الهلاك والعياذ بالله ، وإلا فما تفسير ضياع المجتمعات المسلمة ، واندثار آدابها وأخلاقها ، وانتشار الشتائم ، والفحش بين أفرادها على كافة الأصعدة ، مما ساعد على تقطيع الأواصر والروابط ، وإشاعة أجواء التباغض والتدابر والتحاسد وإظهار الشماتة على الأمة المسلمة من قبل أعدائها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على سواه ) " رواه مسلم " . وهل الطلاق ، وما يكون بين الزوجين من الشقاق ، الذي أدى بالزوج إلى كسر ضلعها وضياع أمرها ، إلا نتيجة الغضب وقلة الحلم ؟! ثم بعد ذلك يندم ولا ساعة مندم ، ويتأسف على ما مضى ، ويرى أنه قد جنى على نفسه بالحرمان ، وعلى زوجته بالعقوبة ولا ذنب لها ويتم أولادها وهو لم يزل حياً . ثم لا تسل بعد ذلك عن محاولات هذا الغر في الرجوع إلى زوجته ، واختلاق الكذب والمعاذير ، فيذهب من قاضي إلى قاضي ، ومن مفت لآخر ويستعين على حاجته بكل بر وفاجر ، كل ذلك لمحو غلطة ارتكبها دون تفكير أو روية ، أو تدرج في التأديب ، مما تسبب في هدم لبنة كان بإمكانه معالجتها لو ملك عقله ، وأشهر حلمه ، وكف غضبه ، وما ذنب الولد إذا خرج من بيته هلعاً مكفهراً وجهه ، ضائقاً صدره ، ينطلق يمنة ويسره ، يبحث عن سبب يزيل به همه ، ويجلو به غمه ، وسواء عنده تلك الأسباب ، كانت من الحلال أم من الحرام ، ولربما استبشر به وبأمثاله وحوش الظلام ، وذئاب المجتمع فيسير وراء تخبطهم ، ويضيع بضياعهم كل ذلك نتيجة غضبة من أبيه أو أمه ، أعقبها سب وشتم ولطم ، وربما طرد ولعن ، فيبدد بذلك شمل الأسرة ، ويجعل البيت ناراً أو بركاناً ثائراً ، وإن سمع من جاره شيئاً غضب ، ورد أكثر مما قيل له ، أو فعل به ، فيصبح الجيران أعداء له وخصوماً ، يكسب في كل يوم عدواً ويفقد صديقاً ، ويهدم بيتاً ، وربما خسر تجارته ، أو طرد من وظيفته ، أعاذنا الله وإياكم من الغضب ، ومن سوءه وآثاره ، ورزقنا وإياكم الحلم والتحلم إنه سميع قريب ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين (133) الذين ينفقون في السرآء والضرآء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (134) ) " سورة آل عمران ، الآيتان : 133،134 " . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم . التعديل الأخير تم بواسطة Tears of hate ; 10-15-2011 الساعة 10:18 AM سبب آخر: 1 |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|