روايات وقصص - روايات طويلة وقصيرة روايات وجديد الـ رويات الطويلة و روايات قصيرة قصص رائعة, روايات كتابية, قصص مؤثرة, قصص محزنة, روايات |
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
|
|
إضغط على
او
لمشاركة اصدقائك! |
|
أدوات الموضوع |
من 5
عدد المصوتين: 0
|
انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
الغرفة مظلمة ... , و الفتاة تصرخ : " أبي .. أبي ... " سرعان ما دخل الأب السيد جوردمان و أنار الغرفة فوجد الفتاة الشقراء تنظر إلى الحائط و هي في وضع الركوع و في فمها حشرات صغيرة و هي تصرخ بشدة و بحده و كأنه صوت رجل بالغ : " أيها اللوطي اللعين .... أيها اللوطي اللعين " و تكرر ذلك مرارا و تكرارا , فحاول السيد جوردمان مساعدتها و لكنها ضربته بشدة مما جعله يبتعد عنها و هي تكرر تلك الجملة بشدة و كل مرة أسرع من التي قبلها . و لكنه استعد رباط جأشه و حاول أن يقيدها و يخرج الحشرات من فمها و لكنها كانت تقاومه بشدة و هي متعصبة و شرايين وجهها متصلبة بشدة و لون عيناها احمر كمدمنين المخدرات و بمساعدة امها حاولوا تقيدها حول سريرها و هي تصرخ في وجه أبيها بشكل مرعب : " اتركني اتركني " فنظر السيد جوردمان إلى زوجته و قال بهدوء شديد : " جين احضري لي الكتاب المقدس " فقالت له : " حسنا " , فذهبت و أحضرت له الكتاب فتناوله منها و جلس يقرأ لها بعض النصوص بينما جين زوجته خائفة و ترتعش فطلب سيد جوردمان أن تخرج خارج الغرفة فتركتها و خرجت خارج الغرفة و بالرغم من أنها أغلقت الباب إلا أنها تسمع بوضوح صوت ابنتها و هي تصرخ و تقول : " اتركني أيها اللوطي اللعين " و هي تكرر ذلك مرارا و تكرارا . . و عندما انتهى السيد جوردمان هدأت الفتاة هدوء نسبي و بان عليها الإعياء الشديد و تنظر إلى الأرضية و هي مقيدة تماما , وقف أبيها و حرر قيودها و أخذها إلى سريرها و أغلق الأنوار و خرج . . جلس الأب مع زوجته و هو يحاول تهدئتها فقالت له : " هل تريد فعل شيء حيالها , لا أستطيع ان انظر إليها هكذا و هي تتألم " نظر إلى إليها بثقة : " لا تقلقي .. سيكون كل شي على ما يرام لقد اتصلت بالطبيب مارش و هو في الطريق " بعد دقائق دق جرس الباب فهو الطبيب جرين مارش طبيب نفسي و هو طبيب شاب و في نفس الوقت جديد على هذه المهنة .. فسرعان ما دخل إلى غرفة كيت فوجدها تكلم نفسها بطريقة هادئة و فيها حدة فأستمع الطبيب إليها بشغف و هي تتحدث و تقول : " أنهم أناس مجانين لا يفقهون ما يقولون ... لا لا ليس كما تظن ... " فنظر الأب إلى الطبيب و قال : " يا سيد هل ستقوم بعملك ام استدعي طبيب آخر " رد بارتباك : " نعم نعم بالطبع " فحاول ان يهدئها و يقول بابتسامة : " مع من تتحدثين ؟ " فنظرت إليه بشدة مما قذف الرعب في قلبه و قالت بحدة و بصوت رجال : " ماذا تريد ؟ " حاول ان يبتعد عنها و لكنها أمسكت يداه و هو خائف منها فقالت في هدوء و بتهديد: " اخرج من هنا " و ضربته بيدها على وجه فأبتعد و هو خائف منها فقال السيد جوردمان : " هل معك مسكن او مهدئ " رد بارتباك :" نعم نعم أظن ذلك " رد الأب :" حسنا سوف أقيدها و أنت قم بتخديرها " و بالفعل قام بتقييدها بينما هي تصرخ و تقول : " اتركني اتركني " و الطبيب يحاول البحث عن المخدر فاخرج لها حقنة و قام بإعطائها الجرعة في الوريد فهدئت و بعد دقائق غفيت فنامت , فخرج الجميع من الغرفة و غادر الطبيب بيتهم . . بعد نصف ساعة سمع الأب صوت ابنته و هي تصرخ صراخا شديدة فدخل بسرعة ووجدها قد ماتت . . بعد مرور عامان بينما هو جالس أمام التلفاز جاءت زوجته و هي تقول : " هل لي ان اطلب منك طلب " رد بثقة و باهتمام : " بالتأكيد " - " اريد رؤية ابنتي " ظل يفكر دقيقة و نظر إليها و قال : " حسنا لكِ هذا " فغمرتها السعادة و قالت : " أشكرك " و بسرعة : " لكن هناك شرط " بتردد : " و ما هو ؟ " بتهديد : " اذا لاحظت مجرد ملاحظة دموع في عينيكِ سوف نعود فورا الى البيت هل سمعتي " ردت بموافقة : " حسنا " ........................ دخل السيد جوردمان و في رفقته زوجته و مرتديان ملابس سوداء الى المقابر حيث يقع قبر الفتاة الشابة كيت التي توفت قبل عامان , بينما زوجة السيد جوردمان واقفة أمام قبر ابنتها و هي تدعوا لها فلاحظ السيد جوردمان بجواره رجل في الأربعينات يرتدي بذلة سوداء و يلبس نظارة سوداء فتقدم بكل أدب و قدم تعازيه لوفاة ابنته و طلب منه معرفة سبب وفاتها فقال : " الطبيب الشرعي يقول ماتت بسبب اضطراب في التنفس بسبب توقف القلب , و لكن هذا غير صحيح و لكن ماتت بسبب غباء طبيب " نزع هذا الشاب نظارته و قال : " و هل تم القصاص منه ؟ " - " للأسف لا .. " - " أقدم لك أسفي .... و لكن هل لي ان أسألك سؤال آخر ؟ " - " بالتأكيد تفضل " - " مما كانت تعاني ابنتك " فؤجي السيد جوردمان بالسؤال فالتفت الى زوجته ثم التفت الى هذا الرجل فأخذه بعيدا كي لا تسمع زوجته الحديث .... و عندما تأكد بأنه ابتعد قال : " لقد كانت تعاني نوبات صرع دائما و لديها تخيلات واسعة و كان تعالج نفسيا و جسديا و لكن كل المحاولات باءت بالفشل " أحس بأنه داس على جرح هذا الرجل فقال : " انا أسف جدا ..... " قاطعه : " لا لا تهتم و لكن هل ان اعرف ما الذي جعلك تسأل هكذا " شعر بالحرج قليلا فقال : " نعم الحق معك فانا جون نولان صحفي في جريدة نيويورك تايمز و كما تعلم أحب ان اسمع قصص من الناس كي .. كي و انشرها للقراء ..... هكذا " رد بعدم باقتناع : " فهمت " تركه و ذهب نحو زوجته بينما ركض خلفه جون قائلا : " سيد جون هل لي ان اعرض عليك خدمة مقابل خدمة .. " التفت نحوه قائلا : " ماذا ؟ " بتردد : " اعني .. اقصد ان تسرد قصة ابنتك لي كاملة كي نعرضها للجمهور كي تستطيع ان تقتص من الطبيب الذي قتل ابنتك و هكذا تصبح قضيتك قضية المدينة بأكملها " نظر إليه : " سيد .... " بسرعة : " نولان .. جون نولان " - " سيد جون نولان هل تعلم أين نعيش .... إقليم في جنوب بوسطن حيث لا قضايا للفقراء و الضعيف يكتم غضبه بداخله " - " لا لا .... الصحافة أفضل طريقة للتعبير عن غضبك و صدقني لن تندم " ظل السيد جوردمان يفكر و ينظر إليه بشدة ثم أضاف : " على العموم تأنى في قرارك تفضل هذا رقمي – و أعطاه بطاقة تحوي رقمه – اتصل بي عندما تكون جاهزا ..... أشكرك " تركته و ذهب نحو زوجته و قدم لها تعازيه و رحل . . . فجاءت زوجته و قالت للسيد جوردمان : " من هذا الرجل الغريب " نظر إليها و قال : " هيا بنا حان موعد الرحيل " ...................... في منزل السيد جوردمان في غرفة مكتبه جالس السيد جوردمان خلف المكتب و أمامه الرجل الذي قابله في المقبرة وهو الكاتب جون نولان . . . السيد جوردمان جالس بكل هدوء و يداه على المكتب و يقول : " تفضل ماذا تريد مني " نظر إليه باهتمام : " يا سيد جوردمان انا أريد منك ان تروي لي قصة ابنتك , ما حدث لها و كيف ماتت " نظر إليه بسخرية و قال : " و هل تظن ان لدي وقت كافي لذلك " - " لا لا لست مطرّ لذلك , و لكن هذا سوف يشفي غليلك من الذي قتل ابنتك " صمت لفترة قصيرة ثم أجاب : " حسنا ... و لكن بشروط " - " كما تحب " - " أولا أريدك ان تنشر القصة كاملة للناس دون زيادة او نقصان " - " لك هذا " رد بسرعة : " لا تقاطعني , ثانيا لا اريد ذكر او تلميح عن أسماءنا " ظل جون نولان يفكر بالأمر ثم قال : " حسنا لا مشكلة " رد جوردمان : " حسنا ... من أين تريد ان تبدأ " استراح نولان على مقعده و قال : " منذ البداية " هز جوردمان رأسه ثم قال : " حسنا .... ولدت كيت جوردمان في 24 أغسطس عام 1988 في وادي في جنوب بوسطن حيث ترعرعت , ربيناها على الأخلاق و العادات الطيبة لأننا لم نكن نعيش في المدينة و لكن نعيش في قرية صغيرة فقيرة و بعدها انتقلت الى مدينة نيويورك لان كيت طلبت ان تدرس في جامعة نيويورك لذلك سافرت الى هناك , كيت ناجحة في دراستها دائما و لم تعلم ماذا ينتظرها " رد عليه نولان : " سيد جوردمان ماذا تعمل هنا ؟ ؟ " - " انا اعمل حارس أمن في بنك الدولي ... هل تريد تعرف كم أتقاضى ؟ " ضحك نولان ثم قال : " اكمل من فضلك " - " قبل انتقالها الى نيويورك وصل إلى كيت رسالة من المدرسة الثانوية كي تكمل دراستها في جامعة نيويورك في البداية سافرت كيت مع بعض زملائها من بوسطن و مكثت في بيت الطالبات تقريبا أسبوع و اتصلت بنا و أخبرتنا انها سعيدة جدا و أخبرتنا انها تعرفت على جيم هو صديقها فتحدثت معه و طلبت منه ان يحافظ عليها فاطمأننت له و بعدها بيومان اتصلت بنا مجددا و طلبت ان أأتي و آخذها" رن هاتف المنزل في منتصف الليل فقام السيد جوردمان بالرد عليه : " مرحبا " فسمع صوت ابنته كيت فقال : " كيت حبيبتي ما الأمر ؟ " كيت : " أبي من فضلك تعال و خذني من هنا لا أريد البقاء " جوردمان : " كيت مع الأمر ؟ " كيت : " أبي أبي ... " جوردمان : " وبعدها الخط انقطع و لم تكمل حديثها معي " فرد عليه نولان : " و لكن ماذا فعلت بعدها " - " عندما سمعت تلك الكلمات و سمعت صوت بكاءها بشدة فسرعان ما قمت ما اتصلت بإدارة الجامعة و طلبت مني أن أأتي فعلا , بالفعل سافرت الى نيويورك بمفردي دون أن اعلم زوجتي بشيء و إذا كنت تريد الصراحة أنا نادم على ذلك , كان يجب عليّ إخبارها , لن أدخلك بتفاصيل غير مهمة فعند وصولي الجامعة قابلت مسيز ايميلي المسئولة عن الطلبات في الجامعة جلست معها و تحدث معها بخصوص ابنتي " دخل السد جوردمان مكتب مسيز ايميلي فوجدها جالسة خلف مكتبها فعرفها بنفسه : " انا جوردمان ولي امر كيت لقد تحدثنا منذ ثلاث ايام " فسرعان ما قامت من مقعدها و دعته للجلوس فقال لها : " يا مسيز ايميلي ما الأمر " خرجت للحظات و عادت مرة آخرى و جلست على مقعدها المواجه له ثم نظرت الى الأرض ثم نظرت إليه مرة أخرى و قالت : " هل ابنتك كانت تعاني من أي أمراض عصبية او ذهنية قبل قدومها الى هنا " عندما سمع تلك الكلمات دب فيه الصعقة فصرخ : " ماذا تقولي ؟؟ " حاولت تهدئته : " يا سيدي من فضلك استرح " فجلس مرة آخرى و قال بتوتر : " ماذا حدث " فدخل عليهم رجل بان عليه ان طبيب فقالت مسيز ايميلي له : " تعال يا دكتور براين " فجلس بجوارهم فقال له جوردمان بسرعة : " ما الأمر يا دكتور براين انا والد كيت " نظر إليه و قال : " يا سيد جوردمان ابنتك تعاني من هلوسة مستمرة ....... " قاطعه على الفور : " ماذا تقول ابنتي لم تكن مصابة قبل قدومها الى هنا " بسرعة رد الطبيب : " نعم و قبل ان تتصل بك أول مرة و عندما أخبرتك بأنها سعيدة و و و .. اليس كذلك " نظر جوردمان إليه بإندهاش : " نعم نعم .. " ثم اضاف : " اريد ان ارى ابنتي " رد عليه الطبيب : " حسنا حسنا تفضل معي " نولان : " و هل رأيتها ؟؟ " و الدموع في عيناه : " نعم رأيتها و و كنت لا أحب بأن أراها هكذا " نولان : " هل تستطيع ان توصفها ؟؟ ام ...... " دخل السيد جوردمان و معه الطبيب الى غرفة كيت فكانت نائمة فدخل جوردمان بهدوء شديد و حاول ان يضع يداه عليها و عيناه تفيض من الدمع و هو يتأمل الى وجهها فكانت وجهها اصفر من عدم التغذية و عيناها زرقاء و بان عليها الإعياء الشديد . . . فقال الطبيب : " كيت تقريبا لا تنام أبدا و لكن نعطيها بعض المنوم كي تستطيع النوم و مع ذلك تستيقظ قبل الموعد المحدد بـ 5 ساعات " نظر إليه جوردمان : " 5 ساعات ؟ لماذا هذا المنوم كم مدته " - " 6 ساعات " فجأة استيقظت كيت من نومها بشدة و بسرعة و أمسكت يد أبيها بشدة و قالت له بحدة : " أبي ... أبي " فقامت بسرعة و هي تحاول القذف من النافذة و هي تصرخ و تقول كلمات غريبة و لكن الطبيب براين امسك يداها و قام بإعطاها مخدر فأغمى عليها بعد دقيقة .. و بالطبع السيد جوردمان مصدوما بشدة و لا يعرف ماذا يفعل فقام الطبيب بعدل موضع كيت كي تنام بسلام فطلب الطبيب منه " هل تسمح بالتفضل معي " نظر إليه و هو يبكي : " الى أين " - " اريدك ان تتحدث مع شخص عرف ابنتك من حين مكوثها هنا و لم يتركها لحظة واحدة " - " جيم " - " هل تعرفه " - " لا و لكن كيت أخبرتني عنه من قبل " - " حسنا يا سيد جوردمان تفضل معي " دخل الطبيب و معه جوردمان مكتب مسيز ايميلي فوجد شاب بسيط يجلس في المكتب جلس الجميع نظر الطبيب الى جوردمان : " حسنا حسنا ولكن هناك أمرا ما اود معرفته منك " جوردمان : " و ما هو ؟ " رد الطبيب : " هل ابنتك لديها أصدقاء شباب مقربون " رد جوردمان بثقة : " لا " وقف الطبيب و قال بتردد : " ابنتك .... ابنتك مريضة بمرض الإيدز " نهض سيد جوردمان ببطء من ذهول الموقف و قال : " ماذا ؟؟؟ " ثم نظر الى جيم فسرعان ما قال : " سيد جوردمان اقسم لك اني لم المس ابنتك بتاتا " ثم قال الطبيب : " سيد جوردمان لا تظلم هذا الشاب , ابنتك لم تكمل أسبوعان هنا , حتى اذا حدث بينهم شيء لا تظهر أعراض المرض بهذه السرعة " جلس جوردمان مرة آخرى ثم الطبيب براين ثم اضاف : " لقد أخذت عينة من دمها و أرسلتها الى المعمل و اخبرني بأن المرض مستقر بداخلها وهي عرضة لأمراض كثيرة اقل ما قد يحدث لها حالة إعياء شديدة و توقف بعض أعضاء الجسم عن العمل " سيد جوردمان يحدث نفسه : " يإللهي " فنظر جوردمان بثقة الى هذا الشاب : " ماذا حدث يا جيم " تحدث جيم بتردد او خوف قال : " ابنتك كيت فتاة جيدة ... عندما وصلت الى هنا منذ عشرة أيام تقريبا كانت سعيدة جدا , و تعرفت عليها في أول يوم وصلت به تحدثا كثيرا جدا بخصوصها و بخصوص العمل في ما بعد الدراسة , و بعد مرور ثمان ايام تقريبا بدا عليها أمور غريبة جدا " رد عليها جوردمان : " أمور مثل ماذا ؟ " نظر جيم الى الأرض ثم نظر الى إليه مرة أخرى و قال : " طلبت مني كيت النوم بجوارها لأنها كانت خائفة في تلك الليلة , عندما استيقظت لم أجدها بجواري فقمت ابحث عنها فوجدتها واقفة أمام الحائط و هي في وضع الركوع و في يداها حشرات غريبة " نولان : " حشرات " جوردمان " نعم .. في ليلة وفاتها أيضا رأيتها بهذا الوضع و في يداها و فمها حشرات غريبة لم أراها من قبل و لم اعلم من اين أتت بها " نولان : " حسنا أكمل من فضلك " ثم أضاف جيم : " حاولت ان أهدئها و ان اخرج الحشرات من فمها و لكنها أبعدتني عنها بشدة مما وقعت على رأسي و فقدت الوعي و لكن علمت بعدها بأنها قامت بجرح نفسها بيدها " ردت مسيز ايميلي : " نعم ذلك صحيح لأننا وجدنا المرآة مكسورة و منها جرحت نفسها " ثم أضاف جيم : " بعد ذلك بأيام كنا في الصف كان لدينا اختبار قدرات و بينما كنا جميعا مشغولين في ورقتنا كانت كيت تنظر الى الزجاج و هي خائفة بشدة , أخبرتني فيما بعد بأنها رأت وجه غريب على لوح الزجاج يناديها مما أخافها و تركت الصف و خرجت فلحقت وراها و أخبرتني بذلك " ردت مسيز اميلي : " ثم اتصلنا بأحد رجال الدين في الجامعة و اخبرنا بأنها حالة سكون أرواح شريرة داخل جسدها " رد سيد جوردمان باستغراب : " أي ارواح , هل تؤمنون بهذه الخرافات " بسرعة شديد ردت مسيز اميلي : " هذه ليست خرافات , بل حقيقة و قد حاول الأب هيرمان التخلص من هذه الأرواح و لكن كل العمليات باءت بالفشل " بصراخ : " هل تستخدمون ابنتي كفأر تجارب " ردت مسيز إيميلي : " لا العكس تماما " وقف مستر جوردمان : " يكفي هذا , سوف انقل ابنتي من هذه الجامعة " نظر الى الجميع و انصرف و جلس بجوار ابنته يحدثها بينما هي نائمة : " هل تريدين العودة الى البيت ؟؟ " سمع صوت أجش كصوت الرجال : " نعم " فسرعان ما أفزعه الصوت مما وقع من كرسيه ثم أعاد التأمل مرة أخرى فوجدها نائمة و لا تتحرك فأعاد كرته و قال : " هل تريدين العودة الى البيت ؟ " سمع الصوت ذاته دون ان تحرك شفتيها قام بسرعة بحملها و أخذها إلى بيتها في جنوب بوسطن نولان : " و هل سمحت لك إدارة الجامعة بأخذها هكذا ؟ " رد جوردمان : " و لما لا " - " لا أعلم , لكن ربما لأنها مصابة مثلما قلت أرواح شريرة بداخلها " فجأة دخلت جين زوجته و قدمت لهم القهوة و انصرفت ثم أضاف جوردمان : " هذه خرافات يا سيد نولان " رد عليه بهدوء : " سيد جوردمان , هذه ليست خرافات بل حقيقة , ... " قاطعه : " أنها فقط في قصصكم و رواياتكم , هل تصدقون أنفسكم ؟؟ تكتبون قصة عن الأشباح و تعترفون بأنها موجودة ؟ " - " لا شيء يأتي من لا شيء " ثم اضاف : " و ماذا حدث بعد ذلك " - " بالطبع أمها علمت بحالها , فقررنا ان نحتويها " ثم أضاف : " أمها دائما تنام بجوارها فتحسنت حالتها و أصبحت تنام ثمان ساعات متصلة و و عندما تستيقظ دائما نشعر بأنها تبحث عن شيء ما في إرجاء غرفتها و لكن ما هو ؟؟ " استيقظت كيت من نومها فوجدت امها بجوارها فنهضت بسرعة و قال : " هل انتي بخير " سمعت صوت أجش يقول : " نعم " و دون ان تحرك شفتاها و عيناها الى السقف فابتعدت أمها فورا و صاحت : " جوردمان . . . " فدخل عليهم بسرعة و قال : " ما الأمر " اقتربت إليه خائفة من ابنتها و قالت : " لا أعلم و لكن ابنتك صوتها تغير و تكلمني دون ان تحرك شفتيها " - " اعلم ذلك " فاقترب الأب منها و قال : " صباح الخير يا كيت " فجأة ظهرت البراءة على وجهها و قالت مبتسمة و بطبيعتها : " صباح الخير يا أبي " نظرت الأم الى جوردمان و كأنها تقول هل تفهم شيئا اقترب الأب اكتر و أخذ يمسح على شعرها و يقول : " هل تريدين العودة الى الجامعة " صرخت ابنته في وجه بنفس الصوت ذاته و قالت : " لا " فأبتعد جوردمان قائلا : " حسنا حسنا " ثم قال بثقة : " ما اسمك " فجأة احمرت عينها و ازرق وجهها و تصبب العرق منها و قالت بصوت عالي و أجش : " ني ني " ثم كررت ذلك مرارا و تكرار : " ني ني .. ني ني .. ني ني ... ني ني " دون ان تتوقف نولان : " حقا " مستر جوردمان : " كما أقول لك " رد نولان : " هل تعلم ماذا يعني ني ني ؟ " - " لا " - " ني ني هي روح شريرة تسبب في نقص مناعة الجسم و لكن غير قابل للشفاء منه إلا إذا شاء الله " - " اذا مرض الإيدز ... " رد نولان بثقة : " نعم انه من هذه الروح الشريرة " - " يعني هل تقصد انها روح تضاجع الفتاة و تنقل إليها المرض " - " لا أستطيع القطع في ذلك , فانا لست رجل دين " - " هذه ليست هي المشكلة " - " ماذا تقصد " ظلت تكرر ذلك مرارا و تكرار : " ني ني .. ني ني " ثم صمتت فجأة و هي تنظر الى أبيها بشدة ثم اقترب أكتر و قال : " ما أسمك ؟ " صرخت في وجه و قالت : " ابويو ........ " نولان : " ابويو , هذه أيضا روح شريرة تسبب ارتباك في النفس" عدل جلسته مستر جوردمان و قال : " لقد اكتشفنا بأننا عند محادثتها باسمها تتحدث بشكل طبيعي جدا و لكن ... إذا تحدثنا معها دون ذكر اسمها يحدث لها اضطراب , و تتحدث بغير نبرة صوتها و دون ان تحرك شفتيها ... لا اعلم لماذا , , كيت تتصرف و كأنها مصابة بالانفصام بالشخصية عندما ذكرت لي اسمها أول مرة كان في نبرة صوتها اختلاف شديد عندما ذكرت اسمها الآخر " ابتسم نولان و قال : " و هل مازلت تقول بأنك لا تؤمن بالأشباح " - " لا أؤمن بهم " - " حسنا , و ماذا تسمي هذا " - " ليس إلا هواجس غريبة , تحدث لها " - " و الأسماء ؟ " لم يستطيع الرد عليه ثم أضاف نولان : " هل رآها شخصا آخر بعد نقلها الى البيت " حك انفه و قال : " نعم هناك طبيب نفسي حاول ان يقرأ حالتها و لكن ....... " باهتمام : " و لكن ماذا " - " قتله ثعبان " يحاول مستر جوردمان تهدئتها قائلا : " كيت حبيبتي و ماذا تريد ان افعله من أجلك ؟ " ردت عليها بكل براءة : " أريد العودة الى الجامعة يا أبت " أصابه الاستغراب فقال لها : " الم تقولي بأنك لا تريدي العودة مرة أخرى " صرخت في وجه بنفس صوت الأجش : " نعم قلت هذا ايها اللوطي اللعين " ابتعد جوردمان بسرعة خوفا من الموقف بينما الأم واقفة بجواره و خائفة هي أيضا ثم اضاف : " حسنا حسنا " و امسك يد زوجته و قال : " تعالي معي " لقد اتصلت بطبيب اعرفه يدعى مايكل و هو طبيب نفسي محنك و له تجارب جما جاء إلي و أخبرته بحالة ابنتي , و وعدني بأنه سيفعل قصارى جهده و يجب عليه ان ينقلها الى المستشفى و لكن عليه فحصها أولا . . دخل غرفته و أغلق على نفسه الباب , ولا اعلم ماذا حدث بينهم لمدة ثلاث ساعات متواصلة سوى همسات لا أستطيع فهم شي حتى سمعنا صوت صراخ ابنتي " - " هل هو صوت استغاثة ؟ " - " نعم , و لكننا عندما دخلنا الغرفة وجدناه قد قتل بسبب لدغة ثعبان شرس اسود اللون " رد نولان باندهاش : " ثعبان ... من أين أتى " حرك يداه عن استغراب : " لا اعلم ربما جاء من النافذة او ...." - " او الروح الشريرة التي تسكن ابنتك هي من ....... " بغضب : " من فضلك " - " حسنا , هل سألتها كيف حدث هذا " ؟ نظر الى الأرض ثم أعاد نظره إليه و قال : " بلى " دخل السيد جوردمان غرفة ابنته بينما كيت تصرخ بشدة بصوت أنثوي بريء و تحاول ان تختبئ خائفة , فرأى ثعبان طوله يتعدى خمسون سنتيمتر يحوم في أرجاء الغرفة ببطء بينما الطبيب مستلقي على الأرض فاقدا للوعي نظر الى كيت و قال : " كيت ماذا حدث ؟ " ردت بخشوع شديد بينما عيناها لا تتوقف عن ذرف الدموع : " لا يا اعلم يا أبي ولكن رأيت فجأة هذا الثعبان هنا و قد لدغ الطبيب " نولان : " لا هذا غير معقول " رد جوردمان : " بل معقول , و بل هناك ما أدها وأمر و بغض النظر بأنه لم يصرخ وقت لدغه و لكن عندما سألتها بدون ذكر اسمها ماذا تعتقد قالت لي ؟؟ " حاول مستر جوردمان اخذ هذا الثعبان بعيدا كي لا يتأذى شخص آخر فأخذه بواسطة قفاز و وضعه في كيس بلاستيكي و احكمه جيدا و تخلص منه كي لا يعود ثم لجأ الى كيت مجددا و قال و هو يتوقع ماذا سوف يحدث له : " من الذي قتله ؟ " سرعان ما صرخت في وجه بشدة و بصوت عالي و أجش : " انا " أفزعه طريقة كلامها و اختلت الموازين به و أصبح يشعر و كأنه أمام قاتل قد يقتله في أي وقت بعدما استقرت حالته قال لها : " كيف " نولان : " كيف ؟ " نظر مستر جوردمان الى الأرض : " كان سؤال سيئ " ثم رفع رأسه و قال : " لا اعلم ماذا حدث لها عندما قلت لها تلك الجملة اذ بها تقول كلام غير مفهوم و بسرعة شديد و تعيد كرته مرة أخرى ولا افهم كلمة واحدة و لا ظن بأنها كانت تتحدث الإنجليزية أبدا " - " قد تكون عبرية , حسنا و ماذا فعلت بعدها " - " لا شي سوا صفعتها على وجهها بقوة فوقعت على الأرض و فقدت الوعي " - " و ماذا حدث بعد ذلك " - " فنامت من اثر إعيائها لأكثر من خمس ساعات و لكن فجأة استيقظت عند المساء تصرخ و تقول أبي أبي , دخلت غرفتها فوجدتها جالسة أمام الحائط في وضع الركوع و في فمها حشرات صغيرة و وجهها ازرق و شرايينها متصلبة و عينيها حمر كذلك و تصرخ و تقول بصوت أجش : " ايها اللوطي اللعين " و كررت ذلك فحاولت مساعدتها و لكنها ضربتني بشدة , فقرأت لها بعض النصوص من الكتاب المقدس حتى هدئت و سقطت بسبب تعبها فحاولت ان امددها على سريرها كي تنام مرة أخرى .. . و لكنها لم تستطيع ان تنام , ثم اتصلت بطبيب كي يرى حالتها و لكنها قتلها " نولان : " كيف " - " لقد أعطاها كمية كبيرة من فينوباربيتون مما سبب لها قيئ شديد اثنا نومها و من ثم انخفاض في مستوى ضغط الدم .... فماتت دون ان نشعر بها " - " و الطبيب " - " الطبيب , للأسف لقد اثبت الجميع انها حالة صرع و قد ماتت بسبب تلك التشنجات اللاإرادية كما أخبرتك من قبل " رد نولان باستغراب : " حسنا و لكن ما سبب بأنها تكرر .. ايها اللوطي اللعين باستمرار هكذا " - " اخبرني أنت " - " أود ان أخبرك و لكن هل ستصدقني ؟ " أشار سيد جوردمان كأنه يقول تفضل فأضاف نولان : " انها الأرواح التي بداخلها هي التي تلقمها , ابنتك ليست مجنونة بل هي ببساطة استجابة لأوامر هذه الأرواح لانها ضعيفة فلم تستطيع ان تردعهم , صدقني هذه الأرواح حقيقة و إن كنا لا نراها , فهي موجودة سواء اعترفنا بها ام لا " بعد مرور أسبوع من هذه المقابلة نشر مقال في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان " جسد بثلاث أرواح مع جون نولان " يحكي قصة عائلة مستر جوردمان كما اخبره إياها دون زيادة او نقصان , و لكنه أضاف مقدمة في بداية المقال يصف رأيه الشخصي بهذه الحادثة بقوله : " من المحتمل بأن لا تصدق هذه القصة , و لكنها واقعية حدثت لعائلة رأيتها مصادفة في إحدى المقابر , ثلاث أرواح سكنت جسد تلك الفتاة , فتاة نشيطة مجتهدة قد تكون ابنتك او قريبة منك , و لم يكن بمحض إرادتها , حدث لها الأمر فجأة دون سابق إنذار , كل ما في الأمر فتاة دخلت جامعة في نيويورك متأملة و تريد ان تأخذ الجميع في أحضانها و لكن حدث لها ما حدث , و لكنها لم تمت ميتة طبيعية بل قتلت على يد طبيب و يجب القصاص منه , ني ني ... و ابويو ... و هي " أغلق سيد جوردمان الصحيفة و نظر الى الحديقة التي أمامه و قال : " ارقدي بسلام . . .. . . " تمت بعون الله 2/3/2011 كتبت بواسطة محمود غسان قصة حقيقية و سوا فلم لها كمان و كتبها احد المئلفين محمود غسان عندما كان ابو الضحية يرويها |
2 أعضاء قالوا شكراً لـ بنوتة مجنونة على المشاركة المفيدة: |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|