سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

العودة   ملتقى مونمس ® > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي العام

المنتدى الإسلامي العام يحوي قصص وروايات ومواضيع دينية نصية

!~ آخـر 10 مواضيع ~!
إضغط على شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
من 5 عدد المصوتين: 0
انواع عرض الموضوع
قديم 04-26-2011, 07:58 PM   رقم المشاركة : 21
هٍقٌآآآوٍيَ
مشرف المنتدى الإسلامي






 

الحالة
هٍقٌآآآوٍيَ غير متواجد حالياً

 
هٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ما

شكراً: 1,536
تم شكره 1,377 مرة في 458 مشاركة

 
افتراضي أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون

في السطور التالية سنعيش مع بعض الجوانب العلمية في قول ربنا سبحانه وتعالى: (أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ {64} لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ)[1].
قال المفسرون في معاني الكلمات :
ما تحرثون : الذر الذي تلقونه في الأرض
تزرعونه : تنبتونه حتى يشتد ويبلغ الغاية
حطاماً : هشيماً متكسراً لا ينتفع به .
تفكهون : تتعجبون من سوء حاله ومصيره .

في الآيات السابقات من سورة الواقعة يذكرنا الله سبحانه وتعالى ببعض نعمه الجليلة علينا في إنبات الحبوب والبذور ونموها ، وإعطائهما الجذور والسيقان والأوراق والمعاليق والأشواك والأزهار والثمار والحبوب والبذور والنشويات والدهون والبروتين والفيتامينات والهرمونات والروائح الشذية والألوان المختلفة ، وغيرها من الخصائص النباتية المترتبة على إبنات النبات واشتداده حتى يبلغ الغاية، وأنه سبحانه وتعالى لو أراد بقدرته أن يسلبنا تلك النعمة لجعل كل ذلك حطاماً ولعجبنا أشد العجب من ذلك ولوقفنا حيارى عاجزين .
وفيما يلي سنورد بعض الجوانب العلمية في الآيات التي بين أيدينا ، لنعيش في ظلالها ولنرى عظمة الخالق سبحانه وتعالى في إبنات النبات ونموه إلى أن يبلغ غايته لنشكره على نعمه علنيا .
أولاً: الأرض وشقها وتمهيدها للنبات:
إذا نظرنا إلى الأرض الزراعية ، التي هيأها الله سبحانه وتعالى لإنبات البذور ونمو النبات لوجدنا العجب العجاب والإعجاز العلمي في هذه الأرض ، حيث كانت في البداية صخرية صلدة لا تنبت زرعاً ولا تمسك ماء ولا يقوى النبات على اختراقها ، ولكن الله سبحانه وتعالى بقدرته وعظمته وحلمه بعباده ، شق هذه الصخور الصلدة وفتتها وجعلها لينة سهلة ، يستطيع الجذير الضعيف الرقيق أن يشقها ويخترقها وأن يتوغل فيها ، وأن ترفعها الرويشة الضعيفة الناعمة مصداقاً لقول ربنا سبحانه وتعالى: (ثم شققنا الأرض شقاً فأنبتنا فيها حباً )..


ولو شاء الله سبحانه وتعالى لجعل هذه الأرض صلدة قوية غير قابلة للتفتيت أو الذوبان أو التأين، بحيث يعجز الفولاذ أو الماس على قطعها ، والأحماض عن إذابتها، والماء عن تشققها ، وحينئذ تعجز كل البذور والحبوب عن الإنبات والخروج من التربة والتثبيت فيها والاستفادة بمعادنها وأملاحها . وما كان هناك أي نوع من النبات سواء مائي أو أرضي أو حتى هوائي .
ثانياً : البذور وإنباتها :
الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق البذور والحبوب، وهيأها لحفظ النباتات البذرية، فالبذوره أو الحبة هي الجنين الصغير الناتج من تخصيب حبة اللقاح المذكرة للبويضة المؤنثة، وهذه البذور أو الحبوب هي التي تحمل جميع الصفات الوراثية من النباتات الأبوية إلى الأجيال البنوية وفي هذه البذور أو الحبة كتب الله سبحانه وتعالى بقدرته جميع الصفات الظاهرية والتشريحية والوظائف (الفسيولوجية) للنباتات المستقبلية الجديدة ، من المخلوقات يستطيع أن يضع في بذرة أو حبة في حجم نقطة على حرف من حروف تلك الصفحة التي نقرأها، أن يضع فيها شفرة تحمل صفات الجذر ونوعه وتشريحه ووظائفه ، والساق وشكله وطوله ، وسمكه وتشريحه ووظيفته والأوراق وعددها ونوعها ولونها ونوع الغذاء المدخر فيها ، وألوانها وروائحها والثمار ومتى تعقد وحجمها وتركيبها الكيميائي الحيوي .
كل هذه الصفات ومثلها آلاف المرات أودعها الله سبحانه وتعالى تلك البذرة أو الحبة غير العاقلة والصغيرة والتي تحمل من التعليمات الوراثية ما يزيد عن الكلمات الموجودة في الموسوعة البريطانية عشرات المرات وما يعجز القلم عن كتابته في عشرات السنين . فبذرة الطماطم تشابه في شكلها الخارجي بذرة الباذنجان ، ولكن هذه تعطي ثمار طماطم ذات لون وطعم وتركيب تختلف تماماً عن ثمار الباذنجان في اللون والطعم والتركيب وبذرة التوت تشابه بذرة الجرجير، وهذه تعطي شجرة توت عملاقة وتلك تعطي نباتاً حولياً صغيراً .
هذه البذور إذا مات جنينها أو دخل في دور السكون (أو الكمون ) أو غاب عائله كما في النباتات الزهرية المتطفلة فإنه لا ينبت من فعل هذا ؟ أإله مع الله ؟ ! الطبيعة الصماء ، والصدف العمياء !! أم أنه الله سبحانه وتعالى رب كل شيء ومليكه ، الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى .
ولو سلب الله سبحانه وتعالى تلك الصفات من البذور أو الحبوب وحولها إلى حبة رمل هل يستطيع كل الماديين اللادينيين أن يعيدوها إلى طبيعتها الأولى ؟
هل لو سخن الجنين حتى مات في البذرة أو الحبة تستطيع أبحاث الدنيا كلها أن تنبت تلك الحبة أو البذرة التي سلبت حيويتها ؟
ثالثاً : خروج النبات وتكشفه :
فدائماً الجذير ، ثم الجذر يتجه كل منهما نحو التربة والماء حتى ولو زرعنا النبات مقلوباً .
أما الرويشات ثم الساق فيتجهان نحو الهواء ولو حدث العكس لهلك النبات، فالجذر خلق أصلاً لتثبيت النبات في التربة وامتصاص الماء والأملاح منها لذلك فهو ميسر لما خلق له ، ويتجه إلى التربة ولكن هناك بعض الجذور العرضية لها وظائف أخرى مثل التسلق والتنفس، مثل نبات القرم (ابن سينا ـ او الشوري ) فإن جذوره التنفسية تتجه بعيدأً عن التربة وتصعد إلى أعلى طلباً للهواء وتحقيقاً للتنفس ، وجذور النباتات الصحراوية عادة تكون طويلة تتعمق في التربة بحثاً عن المياه الجوفية .
أما الساق فهو دائماً يتجه إلى الهواء، لأن مهمته حمل الأوراق والأزهار والثمار بعيداً عن التربة ، ووضعها في الوضع الأمثل للقيام بوظيفتها التي خلقها الله سبحانه وتعالى لها . ومع ذلك فبعض السيقان عندما تغيرت وظيفتها تغيرت هيئتها واختلف سلوكها فظلت تحت الأرض مثل الريزومات والسيقان الأرضية الأخرى ، من فعل هذا ؟؟؟ أإله مع الله أم أنه الواحد الأحد الفرد الصمد ؟
وإذا نظرنا إلى ساق النبات لوجدنا ما يأخذ بألباب العلماء ويجعلهم أشد خشية لله ، فالأوراق الخضراء الرقيقة المفلطحة تخرج من الساق المصمت الصلد ، وهي تخرج بطريقة منسقة ومنظمة ومرتبة تجعلها في الوضع الأمثل للقيام بوظائفها الحيوية وبحيث لا تحول دون قيام باقي الأوراق على نفس النبات والنباتات المجاورة بوظائفها الحيوية هي الأخرى .
وهذه الأوراق بعضها مفلطح يصل قطره إلى مليمترات وإبرى الشكل وبعضها حرشفي أثري .
وبالأوراق أصباغ لاقتناص الطاقة الضوئية، وثقوب لدخول ثاني أكسيد الكربون وأوعية لتوصيل المياه ومسارات لحمل الغذاء المتكون بالورقة ، والورقة أعظم مصنع للطاقة في العالم ولو توقف لهلكت البشرية واختلت جميع النظم الحيوية على كوكب الأرض .
بعض النباتات يصل ارتفاعها إلى 180 متراً ومحيطها 50 متراً والدائرة التي تغطيها أوراق وأغصان تلك السيقان يصل قطرها إلى 600 متر في بعض الأشجار .
ومع ذلك تصل المياه إلى كل برعم على الساق حتى الرعم الطرفي وإذا توقف امداد المياه هلك النبات .
من فعل هذا أإله مع الله ؟ الطبيعة الصماء ؟ أم أنه تدبير العليم الخبير ؟
رابعاً : الأزهار والثمار :
بعد مدة من نمو النباتات الزهرية ، تبدأ البراعم الزهرية في إنتاج الأزهار والتي تعطي بدورها الثمار، والثمار من أجمل الأجزاء في النبات مع العلم أن الزهر علمياً عبارة عن ساق من النبات خلق وهي للقيام بعملية التكاثر الجنسي وإنتاج الثمار والبذور، وإذا فشلت معظم النباتات الزهرية في إنتاج الأزهار والثمار والبذور فإن مآلها إلى الهلاك .
فكما قلنا في أول الكلام أن البذرة تحمل جميع الصفات المطلوبة في الأجيال القادمة للنبات الواحد.
وتتحكم في صفة الأزهار العديد من الخواص الحيوية ـ الكيماوية ولولا إنتاج الأزهار والثمار ما كان في الدنيا حبوب ولا بذور وما أكلنا رغيف خبز ولا أنتجنا حبة قمح ولا ثمرة فاكهة .
والأزهار عالم عجيب ومعجز ، ألوانها عظيمة ورائحتها غريبة وتركيبها دقيق، ولها سلوكيات غاية في الإتقان، فبعضها يغلق بتلاته ليلاً ويفتحها نهاراً ولها أماكن لتخزين الرحيق وأعضاء غاية في الدقة والأتقان وما يعلمه القاصي والداني عن الأزهار ليس بالقليل .
أما الثمار فهي عالم عجيب مليء بالمواد الغذائية والروائح الزكية والألوان العظيمة وماذا بعد:
ماذا يحدث لو أن الله سبحانه وتعالى أمر بقدرته العمليات الحيوية من تلك النباتات هل نستطيع زرعها وإنباتها .
وماذا يحدث لو أن الله سبحانه وتعالى أمر بقدرته العمليات الحيوية أن تقف ، والحشرات والفطريات والبكتيريا والفيروسات أن تهاجم تلك النباتات وأن لا تتكاثر تلك الآفات بجميع المبيدات وأن تستعصي على جميع المقاومات ومنع عنها الماء ، وصّلب الأرض وأرسل عليها حاصباً من السماء وجعلها حطاماً ، هل تستطيع البشرية بكل علمها أن تنقذها ؟ وصدق رب العزة عندما قال (أفرأيتم ما تحرثون . أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ، لو نشاء لجعلناه حطاماً فظلتم تفكهون ) صدق الله العظيم .. ونحن على ذلكم من الشاهدين .

قديم 04-28-2011, 04:27 PM   رقم المشاركة : 22
هٍقٌآآآوٍيَ
مشرف المنتدى الإسلامي






 

الحالة
هٍقٌآآآوٍيَ غير متواجد حالياً

 
هٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ما

شكراً: 1,536
تم شكره 1,377 مرة في 458 مشاركة

 
افتراضي كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث

كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث


قال الله تعالى : (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (لأعراف:176).هـذا النص القرآني الكريم جاء في بدايات الخمس الأخير من سورة الأعراف‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وعدد آياتها‏(206)‏ بعد البسملة‏,‏ وهي من طوال سور القرآن الكريم‏,‏ وأطول السور المكية علي الإطلاق‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي الأعراف وهي أسوار مضروبة بين الجنة والنار للحيلولة بين أهليهما تكريما لأهل الجنة‏,‏ وإذلالا وامتهانا لأهل النار‏.‏
وكطبيعة السور المكية‏,‏ يدور المحور الرئيسي لسورة الأعراف حول العقيدة الإسلامية القائمة علي أساس من التوحيد الخالص لله‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ وعبادته وحده‏(‏ بغير شريك‏,‏ ولا شبيه‏,‏ ولا منازع‏,‏ ولا صاحبة‏,‏ ولا ولد‏),‏ والإيمان الكامل بوحي السماء‏,‏ والطاعة التامة لأوامر الله المنزلة علي فترة من الأنبياء والمرسلين‏,‏ ثم تكاملت وتمت وحفظت في القرآن العظيم وفي سنة النبي الخاتم والرسول الخاتم‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏)‏ بنفس لغة الوحي‏(‏ اللغة العربية‏)‏ علي مدي يزيد علي الأربعة عشر قرنا‏,‏ وإلي أن يرث الله‏(‏ تعالي‏)‏ الأرض ومن عليها‏,‏ حتي يبقي ذلك حجة علي جميع العباد إلي يوم الدين‏.‏
ولقد أبرزت سورة الأعراف عقيدة التوحيد الخالص لله في ردود عدد من أنبياء الله ورسله علي أقوامهم وذلك بالقول السديد الذي سجله القرآن العظيم لهم حيث قالوا‏:‏
‏...‏ يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره‏....‏
وقد تردد هذا القول الرشيد أربع مرات في هذه السورة المباركة علي لسان كل من أنبياء الله‏:‏ نوح‏,‏ وهود‏,‏ وصالح‏,‏ وشعيب‏(‏ علي نبينا وعليهم وعلي جميع أنبياء الله السلام‏),‏ وأتبعت هذه الدعوة المباركة في كل مرة بتحذير شديد‏,‏ أو تقريع صاعق وذلك من مثل قول نبي الله نوح‏(‏ عليه السلام‏)‏ لقومه‏:...‏ إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم‏...(‏الأعراف‏:59)..‏ وقول نبي الله هود‏(‏ عليه السلام‏)‏ لقومه‏:..‏ أفلا تتقون‏(‏ الأعراف‏:65).‏ ومن مثل قول كل من نبي الله صالح‏,‏ ونبي الله شعيب‏(‏ عليهما من الله السلام‏)‏ كل إلي قومه‏:...‏ قد جاءتكم بينة من ربكم‏...(‏الأعراف‏:85,73).‏
هذا وقد سبق لنا تلخيص سورة الأعراف من قبل‏,‏ ولذلك فسوف أكتفي هنا باستعراض كل من ركائز العقيدة‏,‏ والإشارات الكونية والتاريخية في هذه السورة المباركة قبل الوصول إلي الدلالة العلمية للنص الكريم الذي اخترناه منها عنوانا لهذا المقال‏.‏
من ركائز العقيدة الإسلامية في سورة الأعراف
‏(1)‏ الإيمان بالله‏(‏ تعالي‏)‏ ربا‏,‏ وبالإسلام دينا‏,‏ وبسيدنا محمد‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ نبيا ورسولا‏,‏ وخاتما لهذه السلسلة الطويلة من الأنبياء والمرسلين‏,‏ فليس من بعده نبي ولا رسول‏.‏
‏(2)‏ الإيمان بالقرآن العظيم وحيا خاتما منزلا من عند رب العالمين‏,‏ علي خاتم أنبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ والإيمان كذلك بضرورة دعوة جميع الناس إليه لإخراجهم من الظلمات إلي النور‏,‏ وإنذارهم من عاقبة إنكاره‏,‏ أو التنكر له‏,‏ أو التطاول عليه كما يحاول ذلك اليوم كثير من خفافيش الظلام المتسترين خلف شاشات الشبكة العنكبوتية المعروفة باسم شبكة المعلومات الدولية‏,‏ وهم لا يجرؤون علي المواجهة الفعلية لفساد معتقداتهم وانعدام حجيتهم‏.‏ ويجب علي كل مسلم ومسلمة تحمل كل شيء في سبيل تعريف الناس بالقرآن الكريم‏,‏ لأنه يمثل مواجهة كل صور الباطل التي عمت أرجاء الأرض في زمن الفتن الذي نعيشه بالخطاب الإلهي المحفوظ بحفظ الله من كل محاولات التحريف‏,‏ والباقي بصفائه الرباني في نفس لغة وحيه دون أن يضاف إليه حرف واحد أو أن ينتقص منه حرف واحد‏.‏ وهو وسيلة المسلمين اليوم لمواجهة موجات الكفر والشرك والضلال‏,‏ والظلم والجور والطغيان‏,‏ والفساد‏,‏ والانحراف والاستغلال التي تجتاح عالم اليوم وذلك بالدعوة إلي التوحيد الخالص لله‏(‏ تعالي‏),‏ ومراقبته وتقواه‏,‏ وإلي إقامة عدل الله في الأرض بدلا من النظم الجائرة‏,‏ والأوضاع الفاسدة‏,‏ والانحراف عن منهج الله‏.‏
‏(3)‏ اليقين بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ الذي أبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته منزه عن الشريك‏,‏ والشبيه‏,‏ والمنازع‏,‏ وعن الصاحبة والولد‏,‏ لأن هذه كلها من صفات المخلوقين‏,‏ والخالق منزه تنزيها كاملا عن جميع صفات خلقه‏.‏
‏(4)‏ الإيمان بحتمية مساءلة المرسلين والمرسل إليهم‏,‏ وحساب كل فرد في الدنيا قبل الآخرة‏,‏ والتسليم بكل صور العقاب التي أنزلها الله‏(‏ تعالي‏)‏ بالكفار والمشركين والعصاة المتمردين من الأمم السابقة‏,‏ وبوصف أحوال كل من أهل النار وأهل الجنة‏,‏ كما أوضحها في محكم كتابه‏,‏ واليقين بحتمية البعث بعد الموت‏,‏ وبضرورة الحساب والجزاء في الآخرة‏,‏ وبالجنة والنار‏,‏ وبأن الحياة في أي منهما خلود بلا موت‏.‏
‏(5)‏ التسليم بضرورة الخضوع لله‏(‏ تعالي‏)‏ بالطاعة التامة‏,‏ وبعبادته بما أمر‏,‏ وبالشكر له علي عظيم نعمائه‏,‏ وبأن دعاء الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ تضرعا وخفية هو من أجل العبادات‏.‏
‏(6)‏ الإيمان بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو خالق كل شيء‏,‏ وبأن الإنسان مخلوق مكرم مادام مطيعا لأوامر الله‏,‏ فإذا خرج عنها ذل وهان‏,‏ وبأن الشيطان عدو للإنسان يحاول جاهدا غوايته كما فعل مع أبوينا آدم وحواء‏(‏ عليهما السلام‏)‏ في بدء خلقهما‏,‏ وبأنهما قد تابا إلي الله وأنابا‏,‏ وأن الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ قد قبل توبتهما‏,‏ وأن أحدا من ذريتهما لا يحمل شيئا من وزرهما الذي غفره الله لهما برحمته‏.‏
‏(7)‏ اليقين بأن الشرك بالله كفر به‏,‏ وأن التقول علي الله‏(‏ تعالي‏)‏ بما لم ينزل به سلطانا كفر به كذلك‏,‏ وأن الخوض في الفواحش ما ظهر منها وما بطن‏,‏ وفي الإثم والبغي بغير الحق خروج علي منهج الله‏,‏ وكذلك الإسراف والإفساد في الأرض‏.‏
‏(8)‏ الإيمان بأن الآجال والأرزاق محددة‏,‏ وبأنه لا توجد قوة في السماوات أو علي وجه الأرض ـ غير إرادة الله‏(‏ تعالي‏)‏ ـ تستطيع تغيير ذلك‏,‏ ومن ثم فلايجوز لمسلم أن يجبن أو أن يخاف غير الله الخلاق الرزاق ذي القوة المتين‏.‏ والتسليم بأن من اتقي وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون‏,‏ وأن من كذب بآيات الله واستكبر عنها فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون‏.‏
‏(9)‏ الإيمان بجميع رسل الله ورسالاته‏,‏ دون تفريق أو تمييز‏,‏ وبوحدة كل تلك الرسالات التي دعت الخلق إلي توحيد الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ وبأن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده‏,‏ وأن العاقبة للمتقين‏.‏ والتحذير من التحوصل حول نبي واحد من أنبياء الله ونسيان الباقين أو إنكارهم‏.‏
‏(10)‏ التسليم بأن خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ مرسل للناس جميعا‏,‏ وأن ذكره العطر قد جاء في كتب الأولين من الأنبياء والمرسلين‏,‏ وأن إنكاره‏,‏ أو التنكر له‏,‏ ومحاولة التطاول عليه من أكبر الكبائر التي يمكن أن يستذل الشيطان عبدا من العباد إلي الوقوع فيها‏,‏ وعاقبة ذلك من أوخم العواقب في الدنيا قبل الآخرة‏,‏ وفي ذلك يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون‏*‏ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون‏.‏

‏(‏الأعراف‏:158,157)‏
‏(11)‏ الإيمان بأن لله‏(‏ تعالي‏)‏ الأسماء الحسني التي لايجوز أن يدعي إلا بها‏,‏ وأن الذين يلحدون في أسمائه سوف يجزون ما كانوا يعملون‏,‏ وبأن الملائكة لا يستكبرون عن عبادة الله‏(‏ تعالي‏)‏ وأنهم يسبحونه وله يسجدون‏,‏ والتسليم بأن الساعة الآخرة علمها عند الله‏(‏ سبحانه وتعالى‏)‏ وحده‏,‏ لايعلمها إلا هو‏,‏ وأنها ثقلت في السماوات والأرض‏,‏ وأنها لاتأتي الناس إلا بغتة‏.‏

من الإشارات العلمية في سورة الأعراف
‏(1)‏ الإشارة إلي عملية تصوير الإنسان بعد خلقه من طين‏.‏ تصويرا علميا دقيقا‏.‏
‏(2)‏ الإشارة الي السرعة الفائقة التي كانت الأرض تدور بها حول محورها أمام الشمس في بدء الخلق‏,‏ وهي حقيقة أثبتتها الدراسات العلمية مؤخرا‏.‏
‏(3)‏ وصف جميع أجرام السماء‏(‏ من مثل الشمس والقمر والنجوم بأنها مسخرات بأمر من الله‏(‏ تعالي‏)‏ الذي له الخلق والأمر‏.‏
‏(4)‏ تأكيد حقيقة أن الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ هو الذي يرسل الرياح‏,‏ ويزجي السحب‏,‏ وينزل المطر‏,‏ ويخرج النبت والشجر والثمر‏,‏ وأنه‏(‏ تعالي‏)‏ سوف يخرج الموتى بنفس طريقة إخراج النبت من الأرض‏.‏
‏(5)‏ ذكر أن للأرض عددا من المشارق والمغارب وهو ما أثبتته الدراسات الفلكية‏.‏
‏(6)‏ الإشارة إلي خلق جميع البشر من نفس واحدة‏,‏ وجعل زوجها منها‏,‏ وإلي تكدس الصفات الوراثية لبني آدم أجمعين إلي قيام الساعة في صلبي أبينا آدم وأمنا حواء لحظة خلقهما‏,‏ وإشهاد تلك الذرية ـ وهي في عالم الذر ـ بحقيقة الربوبية المنزهة عن الشريك والشبيه والمنازع والصاحبة والولد وعن كل وصف لايليق بجلال الله‏,‏ وعلم الوراثة يثبت وجود جميع الخلق في أصلاب الآباء منذ الخلق الأول‏.‏
‏(7)‏ دعوة الناس جميعا إلي النظر في ملكوت السماوات والأرض‏,‏ والتعرف علي شئ من صفات الله بالتعرف علي خلقه‏,‏ وعلي شئ من سنن الله في الكون وتوظيفها في عمارة الحياة علي الأرض‏,‏ وهو أساس من أسس المنهج العلمي في استقراء الكون‏.‏
‏(8)‏ الإشارة الي حقيقة أن البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه‏,‏ وأن الذي خبث لا يخرج إلا نكدا‏,‏ وعلوم الزراعة والفلاحة تؤكد صدق ذلك‏.‏
‏(9)‏ تشبيه من آتاه الله شيئا من العلم فلم ينتفع به‏,‏ وانسلخ عنه ليتبع هواه والشيطان‏,‏ ويلهث وراء أعراض الدنيا الفانية لهاثا يشغله عن حقيقة رسالته في هذه الحياة فلا يستمع لنصح أبدا‏,‏ ولا لموعظة صادقة أبدا حتي يفاجأ بالموت ولم يحقق من وجوده شيئا‏,‏ وتشبيه ذلك بلهاث الكلب إن تحمل عليه بالطرد والزجر يلهث‏,‏ وإن تتركه يلهث والقصد في التشبيه التأكيد علي الوضاعة والخسة‏,‏ ولكن يبقي التشبيه حاويا لحقيقة علمية لم يصل إليها علم الإنسان إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين ومؤداها أن الكلب هو الحيوان الوحيد الذي يلهث بطريقة تكاد تكون مستمرة‏,‏ وذلك في محاولة منه لتبريد جسده الذي لايتوفر له شئ يذكر من الغدد العرقية إلا في باطن أقدامه فقط‏,‏ فيضطر إلي ذلك اللهاث في حالات الحر أو العطش الشديد أو المرض العضوي أو النفسي‏,‏ أو الإجهاد والإرهاق أو الفزع والاستثارة‏.‏
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة خاصة بها‏,‏ ولذلك فسوف أقصر حديثي هنا علي النقطة الأخيرة في القائمة السابقة والتي جاءت في الآية السادسة والسبعين بعد المائة من سورة الأعراف‏,‏ وقبل التعرض للدلالة العلمية لهذا النص القرآني الكريم لابد من استعراض سريع لأقوال عدد من المفسرين السابقين فيه‏,‏
من أقوال المفسرين في تفسير قوله‏(‏ تعالى‏):‏
‏..‏ فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث‏...‏
‏(‏الأعراف‏:176)‏
‏*‏ ذكر ابن كثير‏(‏ رحمه الله‏)‏ ما مختصره‏:..‏ أي فمثله في الخسة والدناءة كمثل الكلب إن طردته وزجرته فسعي لهث‏,‏ وإن تركته علي حاله لهث‏..‏
‏*‏ وجاء في تفسير الجلالين‏(‏ رحم الله كاتبيه‏)‏ ما نصه‏:..(‏ فمثله‏)‏ صفته‏(‏ كمثل الكلب إن تحمل عليه‏)‏ بالطرد والزجر‏(‏ يلهث‏)‏ يدلع لسانه‏(‏ أو‏)‏ إن‏(‏ تتركه يلهث‏)‏ وليس غيره من الحيوان كذلك‏,‏ وجملتا الشرط حال‏,‏ أي‏:‏ لاهثا ذليلا بكل حال‏,‏ والقصد التشبيه في الوضع والخسة‏,‏ بقرينة‏(‏ الفاء‏)‏ المشعرة بترتيب مابعدها علي ما قبلها من الميل إلي الدنيا واتباع الهوي‏,‏ وبقرينة قوله‏(‏ ذلك‏)‏ المثل‏(‏ مثل القوم الذين‏)(‏ كذبوا بآياتنا فاقصص القصص‏)‏ علي اليهود وعلي غيرهم‏(‏ لعلهم يتفكرون‏)‏ يتدبرون فيها فيؤمنون‏.‏
‏*‏ وذكر صاحب الظلال‏(‏ رحمه الله رحمة واسعة‏)‏ ما مختصره‏:..‏ ذلك مثلهم‏!‏ فقد كانت آيات الهدي وموحيات الإيمان متلبسة بفطرتهم وكيانهم وبالوجود كله من حولهم ثم إذا هم ينسلخون منها انسلاخا‏..‏ ثم إذا هم أمساخ شائهو الكيان‏,‏ هابطون من مكان الإنسان إلي مكان الحيوان‏..‏ مكان الكلب الذي يتمرغ في الطين‏..‏ وكان لهم من الإيمان جناح يرقون به إلي عليين‏,‏ وكانوا من فطرتهم الأولي في أحسن تقويم‏,‏ فإذا هم ينحطون منها إلي أسفل سافلين‏!!..‏ وهل أسوأ من هذا المثل مثلا؟ وهل أسوأ من الانسلاخ والتعري من الهدي مثلا؟ وهل أسوأ من اللصوق بالأرض واتباع الهوي مثلها؟ وهل يظلم إنسان نفسه كما يظلمها من يصنع بها هكذا؟ من يعريها من الغطاء الواقي والدرع الحامية‏,‏ ويدعها غرضا للشيطان يلزمها ويركبها‏,‏ ويهبط بها إلي عالم الحيوان اللاصق بالأرض الحائر القلق‏,‏ اللهاث لهاث الكلب أبدا‏!!‏
‏..‏ وبعد‏..‏ فهل هو نبأ يتلي؟ أم أنه مثل يضرب في صورة النبأ لأنه يقع كثيرا فهو من هذا الجانب خبر يروي؟ تذكر بعض الروايات أنه نبأ رجل كان صالحا في فلسطين وتروي بالتفصيل الطويل قصة انحرافه وانهياره‏,‏ علي نحو لا يأمنه الذي تمرس بالإسرائيليات الكثيرة المدسوسة في كتب التفاسير أن يكون هذا الخبر واحدة منها‏,‏ ولا يطمئن علي الأقل لكل تفصيلاته التي ورد فيها‏,‏ ثم إن في هذه الروايات من الاختلاف والاضطراب مايدعو إلي زيادة الحذر‏....‏
ورحم الله صاحب الظلال برحمته الواسعة علي هذا الحس النوراني الشفاف‏,‏ فلقد وجدت القصة بتفاصيلها في سفر الأعداد من العهد القديم‏,‏ وقد أمرنا رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ألا نصدق أهل الكتاب‏,‏ ولا نكذبهم‏.‏
وأضاف صاحب الظلال‏(‏ أجزل الله له المثوبة جزاء ما قدم‏)‏ ليقول‏:‏ لذلك رأينا ـ علي منهجنا في ظلال القرآن ـ ألا ندخل في شئ من هذا كله بما أنه ليس في النص القرآني منه شئ ولم يرد من المرقوع إلي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ عنه شئ وأن نأخذ من النبأ ما وراءه فهو يمثل حال الذين يكذبون بآيات الله بعد أن تبين لهم فيعرفوها ثم لايستقيموا عليها‏..‏ وما أكثر ما يتكرر هذا النبأ في حياة البشر‏,‏ ما أكثر الذين يعطون علم دين الله‏,‏ ثم لا يهتدون به‏,‏ إنما يتخذون هذا العلم وسيلة لتحريف الكلم عن مواضعه‏,‏ واتباع الهوي به‏..‏ هواهم وهوي المتسلطين الذين يملكون لهم ـ في وهمهم ـ عرض الحياة الدنيا‏..‏ وكم من عالم دين رأيناه يعلم حقيقة دين الله ثم يزيغ عنها‏,‏ ويعلن غيرها‏,‏ ويستخدم علمه في التحريفات المقصودة‏,‏ والفتاوي المطلوبة لسلطان الأرض الزائل‏!!‏ يحاول أن يثبت بها هذا السلطان المعتدي علي سلطان الله وحرماته في الأرض جميعا‏!!.‏
ويضيف صاحب الظلال‏(‏ أكرمه الله‏)‏ ما نصه‏:..‏ إنه مثل لكل من آتاه الله من علم الله‏,‏ فلم ينتفع بهذا العلم‏,‏ ولم يستقم علي طريق الإيمان‏,‏ وانسلخ من نعمة الله‏,‏ ليصبح تابعا ذليلا للشيطان‏,‏ ولينتهي إلي المسخ في مرتبة الحيوان‏!‏ ثم ما هذا اللهاث الذي لاينقطع؟ إنه ـ في حسنا كما توحيه إيقاعات النبأ وتصوير مشاهده في القرآن ـ ذلك اللهاث وراء أعراض هذه الحياة الدنيا التي من أجلها ينسلخ الذين يؤتيهم الله آياته فينسلخون منها ذلك اللهاث القلق الذي لايطمئن أبدا‏,‏ والذي لايترك صاحبه سواء وعظته أم لم تعظه‏,‏ فهو منطلق فيه أبدا‏..‏
‏*‏ وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن‏(‏ رحمه الله كاتبها برحمته الواسعة‏)‏ مانصه‏ إن تحمل عليه يلهث‏..)‏ أي إن شددت عليه وأجهدته لهث‏,‏ وإن تركته علي حاله لهث‏,‏ فهو دائم اللهث في الحالين‏,‏ لأن اللهث طبيعة فيه‏,‏ فكذلك حال الحريص علي الدنيا‏,‏ إن وعظته فهو لحرصه لايقبل الوعظ‏,‏ وإن تركت وعظه فهو حريص لأن الحرص طبيعة فيه‏,‏ كما أن اللهث طبيعة في الكلب‏.‏ واللهث‏:‏ إدلاع اللسان بالنفس الشديد‏..‏
‏*‏ وذكر كل من أصحابالمنتخب في تفسير القرآن الكريم وصفوة التفاسير‏(‏ جزاهم الله خيرا‏)‏ كلاما مشابها‏,‏ إلا أن الخبراء أضافوا مايلي علي هامش المنتخب‏:‏ أوردت هذه الآية ظاهرة مشاهدة وهي أن الكلب يلهث سواء حملت عليه أو لم تحمل‏,‏ وقد أثبت العلم أن الكلب لا توجد فيه غدد عرقية إلا القليل في باطن أقدامه‏,‏ والتي لا تفرز من العرق ما يكفي لتنظيم درجة حرارة جسمه‏,‏ ولذلك فإنه يستعيض عن نقص وسائل تنظيم الحرارة باللهث وهو ازدياد عدد مرات تنفسه زيادة كبيرة عن الحالة العادية مع تعريض مساحة أكبر من داخل الجهاز التنفسي كاللسان والسطح الخارجي من فمه‏.‏

من الدلالات العلمية للنص القرآني الكريم
الكلب‏(Dog=Canisfamiliaris)‏ من الثدييات المشيمية آكلة اللحم‏(CarnivorousPlacentalMammals)‏ التي تتبع رتبة خاصة من رتب طائفة الثدييات‏(ClassMammalia)‏ تعرف باسم رتبة آكل اللحوم‏(OrderCarnivora)‏ وتضم ثدييات من آكلة اللحوم مثل الكلب‏(Dog),‏ والذئب‏(Wolf),‏ والثعلب‏(Fox),‏ وابن آوي‏(Jackal),‏ والقط‏(Cat),‏ والنمر‏(Tiger),‏ والأسد‏(Lion),‏ والدب‏(Bear)‏ والفقمة أو عجل البحر‏(Seal),‏ وحيوان الفظ‏(Walrus)‏ وكلها تأكل اللحوم‏,‏ وإن كان بعضها مثل الدببة تأكل الخضراوات أيضا‏.‏

وتقسم رتبة الثدييات آكلة اللحم إلي عدد من الفصائل التي تشمل فيما تشمل
ما يلي‏:‏
‏1‏ـ فصيلة الكلاب وأشباهها‏(FamilyCanidae)‏
‏2‏ ـ فصيلة الدببة وأشباهها‏(FamilyUrsidae)‏
‏3‏ ـ فصيلة القطط وأشباهها‏(FelidaeFamily)‏
‏4‏ ـ فصيلة الضباع وأشباهها‏(FamilyHyaenidae)‏
‏5‏ ـ فصيلة الراكون وأشباهه‏(FamilyProcyonidae)‏
وتتميز الثدييات المشيمية آكلة اللحم بأحجامها الكبيرة نسبيا‏,‏ وبعضلاتها المفتولة القوية‏,‏ وبتحور أسنانها لتناسب طبيعة الغذاء الذي تعيش عليه‏,‏ وأغلبه اللحوم والغضاريف والعظام‏,‏ ولذلك تخصصت أسنانها في القطع والتمزيق‏,‏ وبالقدرة علي الإمساك بالفريسة وحملها إلي مسافات بعيدة‏,‏ فالقواطع الأمامية تقطع‏,‏ والأنياب تمزق‏,‏ وكذلك المخالب القوية تمسك بالفريسة وتعين علي تمزيقها‏,‏ وهي في مجموعها حيوانات لها القدرة علي الجري السريع‏.‏
والكلاب في الطبيعة تميل إلي العيش في جماعات منظمة‏,‏ وإلي الخروج إلي الصيد في جماعات منظمة كذلك‏.‏

وتتميز الكلاب بالفكوك القوية‏,‏ والعضلات النامية‏,‏ وبجهاز هضمي مهيأ للتعامل مع اللحوم‏,‏ وبعدد من الحواس القوية مثل حاستي الشم والسمع‏,‏ وبغريزة اجتماعية واضحة تنظم حياة وجهود القطيع‏.‏
وعلي الرغم من الفوارق السطحية الكثيرة فإن الكلاب التي يوجد منها اليوم أكثر من مائة سلالة تنتمي كلها إلي نوع واحد يعرف باسم الكلب المعروف أو المستأنس‏(Canisfamiliaris)‏ الذي يتبع كلا من تحت العائلة الكلبية‏(SubfamilyCaninae),‏ والعائلة الكلبية‏(FamilyCanidae)‏ وفوق العائلة الكلبية التي تعرف باسم‏(SuperFamilyCanoidea).‏

وأبرز حواس الكلب نماء هي حاسة الشم التي تحلل الروائح المميزة مثل روائح العرق‏,‏ الدم‏,‏ والإفرازات الإنسانية والحيوانية الأخري‏,‏ وروائح الأنواع المختلفة من التربة‏,‏ والحشائش‏,‏ والمنتجات الزراعية‏,‏ والمركبات الكيميائية وغيرها‏.‏ وتنتقل الرائحة من الأنف‏,‏ والممرات الأنفية المصممة بدقة بالغة إلي مركز الشم في مخ الكلب وهو من أكبر المراكز المخية عنده حجما ونموا‏,‏ حيث تحلل الروائح وتسجل في برمجة محكمة‏.‏
وتلي حاسة الشم في الكلب حاسة السمع إذ يمكن لأذن الكلب أن تتلقي أصواتا تصل في سرعاتها إلي‏35,000‏ ذبذبة في الثانية‏,‏ مقارنة بحوالي‏25,000‏ ذبذبة في الثانية لأذن القط‏,‏ وحوالي‏20,000‏ ذبذبة في الثانية لأذن الإنسان‏,‏ وأضعف حواس الكلب هو البصر حيث لا تتمكن عين الكلب من تمييز الألوان علي الإطلاق‏.‏
ويرجع أقدم أثر للكلاب المستأنسة علي سطح الأرض إلي الفترة من‏12,000‏ إلي‏14,000‏ سنة‏,‏ مضت حين بدأ الإنسان في استئناسها‏,‏ ومنذ ذلك التاريخ لعب الكلب أدوارا مختلفة في عديد من الحضارات القديمة‏.‏

لماذا يلهث الكلب؟
يقال‏ لهث‏)‏ الكلب‏(‏ يلهث‏)(‏ لهاثا‏)‏ بضم اللام وفتحها إذا أخرج لسانه من الحر والعطش‏,‏ أو من التعب والإعياء والإجهاد والمرض‏,‏ و‏(‏اللهثان‏)‏ بفتح الهاء‏:‏ العطش‏,‏ وبسكونها‏:‏ العطشان‏,‏ والأنثي‏لهثي‏).‏
ويعرف‏(‏ لهث‏)‏ الكلب و‏(‏لهاثه‏)‏ بأنه الأنفاس السريعة الضحلة التي يأخذها الكلب عن طريق فمه المفتوح‏,‏ ولسانه المتدلي إلي الخارج‏,‏ وذلك من أجل تزويد جسمه بقدر كاف من الأكسجين‏,‏و ضبط كل من كمية الماء ودرجة الحرارة في الجسم‏,‏ وتهويته في حالات الحر الشديد‏,‏ والسبب في ذلك أن جسم الكلب لا يحمل غددا عرقية إلا في باطن أقدامه فقط‏,‏ وهذه لا تفرز من العرق ما يكفي لتنظيم درجة حرارة جسمه‏,‏ ولذلك فإن الكلب يستعين بعملية‏(‏ اللهاث‏)‏ لتعويض غيبة الغدد العرقية في غالبية جسمه‏,‏ ولوجود الشعر الكثيف الذي يغطي أغلب الجسم فيرفع من درجة حرارته خاصة في غيبة الغدد العرقية التي تقوم بتنظيم درجة حرارة أجساد أغلب الكائنات الحية الأرضية‏.‏
واللهث هو زيادة في عدد مرات التنفس السريع والقصير المدي زيادة ملحوظة عن معدلات التنفس العادي مع تعريض مساحة أكبر من داخل الجسم كاللسان والفم ومن الجهاز التنفسي بدءا من المنخار إلي فراغات كل من الأنف والفم إلي كل من البلعوم والحنجرة‏,‏ والمريء‏,‏ والقصبات الهوائية أو الرغامي‏(Trachea)‏ لتيار مستمر من الهواء يزيد من كم الأكسجين الداخل إلي الجهاز التنفسي وفي نفس الوقت يقوم بتبخير جزء من الماء الموجود في الأنسجة التي يمر بها فيؤدي إلي تبريد الجسم وخفض درجة حرارته‏,‏ ويساعد علي ذلك ما يقوم به الكلب أحيانا من لحس الأطراف‏,‏ ولحس بقية مايطول لسانه من جسمه وتبليله بلعابه حتي يتبخر ذلك ويساعد علي خفض درجة حرارة جسمه‏.‏
ومن بديع صنع الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ أن لهاث الكلب يؤثر فقط علي مقدمات الجهاز التنفسي ولا يقتضي الانتفاخ الكامل للرئتين وأسناخهما‏(FullAlveolarInflation),‏ لإتمام عملية التبادل الكامل بين أكسجين الهواء الداخل وثاني أكسيد الكربون بالرئتين‏,‏ وذلك لأن أغلب الهواء الداخل بعملية اللهث لا تتجاوز حركته ما يسمي باسم الفراغ الميت من الجهاز التنفسي الذي يمتد من كل من الأنف والفم وفراغاتهما إلي كل من البلعوم‏,‏ والحنجرة‏,‏ والمريء‏,‏ والقصبة الهوائية بتفرعاتها‏,‏ ولكنه لا يكاد يصل إلي الرئتين‏,‏ حتي لا يؤدي ذلك إلي زيادة فقد ثاني أكسيد الكربون من الرئتين مما قد يتسبب في مرض يعرف باسم مرض القلاء‏(Alkalosis).‏
ومن احكام الخلق في بناء جسم الكلب أن عملية اللهاث تتم بأقل قدر ممكن من حركة العضلات‏,‏ وهي أكثر أجزاء جسم الكلب نموا‏(‏ ومن أبرزها عضلة اللسان‏),‏ وبحركتها ترتفع درجة حرارة الجسم‏,‏ ولذلك جعل الله‏(‏ تعالي‏)‏ الجهاز التنفسي للكلب جهازا شديد المرونة ينتفخ بأقل جهد ممكن أثناء عملية الشهيق‏,‏ ويعود إلي حجمه الطبيعي دون أي تدخل عضلي أثناء عملية الزفير وذلك في مصاحبة عملية اللهثان‏.‏
فعندما يبدأ الكلب في هذه العملية تنتقل سرعة تنفسه فجأة من‏30‏ ـ‏40‏ نفسا بالدقيقة إلي عشرة أضعاف ذلك‏(‏ أي إلي‏300‏ ـ‏400‏ نفس بالدقيقة‏).‏
فإذا عطش الكلب أو ارتفعت درجة حرارة جسمه أو حدث الأمران معا فإنه يبدأ في اللهث بمعدلات سريعة‏,‏ ثم يعود لتنفسه العادي‏,‏ ثم يلهث سريعا‏,‏ ثم يعود إلي التنفس البطيء حتي يحقق تبريد جسمه وضبط درجة حرارته‏,‏ ويعين علي ذلك قدر الهواء الداخل إلي مقدمات الجهاز التنفسي وما يحمل معه من بخار الماء الذي يتصاعد من الأنسجة التي يمر عليها وهو خارج إلي الجو مع عملية الزفير خاصة أن الممرات الأنفية والفمية للكلب مصممة بنظام يسمح بمرور كمية كبيرة من الهواء مع كل نفس‏,‏ كما يعين عليه المرونة الزائدة للجهاز التنفسي الذي يمتد مع الشهيق باستهلاك جزء يسير جدا من طاقة العضلات ويرتد بذاته مع عملية الزفير دون أدني تدخل عضلي‏..‏ وقد قدر أنه لو لم يكن للجهاز التنفسي للكلب هذا القدر من المرونة العالية لكانت الحرارة الناتجة من عملية اللهاث أكبر بكثير من الحرارة المفقودة بتبخير جزء من ماء الأنسجة المبطنة لمقدمات جهازه التنفسي بواسطة تيار الهواء المار بها أثناء عملية الزفير‏,‏ وذلك لأن الطاقة اللازمة لتحيرك عضلات الجهاز التنفسي عند غير الكلب من الثدييات آكلة اللحم‏(‏ اللاحمة‏)‏ هي طاقة كبيرة‏,‏ والحرارة الناتجة عنها هي حرارة ذات قيم مرتفعة‏.‏
والكلب يلهث عادة عند ارتفاع درجة حرارة جسده بسبب ارتفاع درجة حرارة البيئة التي يحيا فيها‏,‏ أو بسبب العطش‏,‏ أو بسببهما معا‏,‏ أو عند الإجهاد الشديد‏,‏ أو الإعياء والمرض العضوي أو النفسي‏,‏ أو عند الاستثارة والمفاجأة‏,‏ أو عند الفرح والرضا بصفة عامة‏.‏
والكلب له أصوات عدة غير اللهاث‏(Panting)‏ منها ما يلي‏:‏
نباح الكلب‏(BarkingorYelping),‏ وعواء الكلب‏Howling))‏ وهمهمات الكلب‏(Growling)‏ وأنين وهرير الكلب‏(Whining),‏ وهبهبة الكلب‏(Hubbubing),‏ وزمجرة الكلب‏(Snarling),‏ وغير ذلك من الأصوات التي لكل منها دلالته وتعبيره‏,‏ والكلب ـ كغيره من الحيوانات ـ له لغة تخاطب يتفاهم بها مع أفراد قطيعة ومع أمثاله من الحيوانات‏,‏ وله قدر من الذكاء والانفعال والقدرة علي التعبير‏.‏
ولكن حقيقة اضطرار الكلب إلي اللهاث المستمر تقريبا من أجل خفض درجة حرارة جسده‏,‏ أو للتعبير عن شدة عطشه‏,‏ أو عن الإجهاد الشديد الذي تعرض له‏,‏ أو عن عارض عرض له‏,‏ أو مرض عضوي أو نفسي ألم به‏,‏ أو فرح انتابه‏,‏ أو حزن لمس قلبه أو غير ذلك من الانفعالات ووسائل التعبير عنها‏,‏ وما أكثرها عند هذه العجماوات‏,‏ كل ذلك لم يعرف إلا في دراسات علم السلوك الحيواني‏,‏ وهي دراسات مستحدثة لم تتبلور إلا في القرن العشرين أو في العقود المتأخرة منه علي أحسن تقدير‏,‏ وتشبيه القرآن الكريم من انصرف عن الهداية الربانية إلي الانشغال التام بالدنيا والجري المتواصل من أجل تحصيلها دون التقاط للأنفاس‏,‏ أو توقف للتأمل والمدارسة بحال الكلب اللاهث في أغلب أحواله لتبريد جسده أو إطفاء ظمئه‏,‏ أو للتعبير عن رغبة عنده يعتبر سبقا علميا رائعا يشهد للقرآن الكريم بأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله صلي الله عليه وسلم‏,‏ وحفظه بعده في نفس لغة وحيه اللغة العربية وحفظه حفظا كاملا كلمة كلمة وحرفا حرفا‏

قديم 05-07-2011, 06:03 PM   رقم المشاركة : 23
هٍقٌآآآوٍيَ
مشرف المنتدى الإسلامي






 

الحالة
هٍقٌآآآوٍيَ غير متواجد حالياً

 
هٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ما

شكراً: 1,536
تم شكره 1,377 مرة في 458 مشاركة

 
افتراضي العسل والشيخوخة

العسل والشيخوخة

قناع من عسل ونتّّقي مظاهر الشيخوخة المبكرة *
يعاني الجلد بعد سن الأربعين من تغيّرات ضمورية واستحالية تشمل كافة النسج المكونة له, يفقد معها الجلد خاصيّته للاحتفاظ بالقدر اللازم من الرطوبة ويضعف إفرازه الدهني فيصبح جافاً وتبدأ التجعدات بالظهور فيه .
وإن إطالة فترة شباب الجلد ورونقه وإبعاد شبح الشيخوخة عنه ممكن إلى حدّ ما باستعمال تمرينات متنوعة لعضلات الوجه ومسّاجات فاعلة , وأخيراً تطبيق معاجين لتغذية البشرة ولإغنائها بالغلوكوجين والفيتامينات مما يزيد في مقوّيته وحيويته , وفي مقدمة هذه المواد يحتل العسل المكان الأول .
وقد عرفت حضارات العالم القديم من فرعونية ويونانية وغيرها من خاصية العسل في المحافظة على نضارة الجلد وحيويته. وقد عرف أن أشهر ملكات العالم بجمالهن: كليوبترا وبلقيس وملكة إنكلترا السابقة ( آن ) كنّ يدلكن أجسادهنّ ووجوههنّ بمراهم العسل .

وفي الوقت الحاضر فإن كميات هائلة من العسل وشمع العسل تستهلك لتحضير العديد من مستحضرات التجميل الرائعة حقاً , فالبشرة تتعرض دوماً للتقلبات المناخية وفعل الرياح , مما يجعلها تجف وتخشن وقد تتوسف ويقوم العسل بفعل مطهر ووقائي لها . وينصح البروفيسور أ. كارتاميشف[1]بتطبيق قناع عسلي ( 50- عسل , 30- طحين , 20- ماء ) للبشرة الجافة ولمعالجة تجعداتها المبكرة . ينظف الوجه بالماء ويهيّأ بوضع كمادات ساخنة لمدة 3 دقائق, ثم يطبق المزيج السابق على الوجه بين طبقتين من الشاش مجهّزة بفتحات مكان الأنف والفم والعيون , ويبقى لمدة 20 دقيقة , ثم تطبّق بعد إزالة كمادات ساخنة لدقيقتين ويغسل الوجه بعدها بالماء .
أما البروفيسور أستفاتساتورف والدكتورة كولغونينكا[2]( من معهد موسكو المركزي للعلاج التجميلي ) فينصحون ذوي البشرة الجافة والمجعدة بوضع قناع العسل مع صفار البيض ( ملعقة شاي مع العسل + صفار بيضة واحدة , وقد يضاف إليه زيت نباتي ) تمزج تطبق على الوجه مباشرة بعد تنظيفه لمدة 15 – 20 دقيقة ثم يغسل الوجه بماء عادي .
ويرى إيوريش[3]أن أقنعة العسل من أفضل الوسائل في العلاج التجميلي , فالعسل يطرّي الجلد ويغذيه , إذ يغذي أليافه بالغلوكوجين الضروري لحركة ومرونة عضلاته الملس , كما يساعد على ارتشاف الفضلات السائلة من الجلد علاوةً على تأثيره المطهّر من الجراثيم , مما يعني أنّ العسل ونضارة الوجه صنوان .
يؤكّد س. تونزلي[4]فضل العسل للوقاية من اضطرابات البشرة والتهاباتها نتيجة الإكثار من استعمال مواد الزينة المتنوعة ( المكياج ) . ويورد العديد من الوصفات العسلية . فمن أجل الحفاظ على الشعر قوياً لامعاً , يدعك مقدارين من العسل مع مقدار واحد من زيت الزيتون وتحفظ في مكان دافئ , ثم يدعك بها الشعر لعدة دقائق , ثم يرض على حرارة مصفف الشعر ( السيشوار ) لمدة نصف ساعة ثم يغسل . وتضمن هذه المعالجة رونق الشعر ونظافة الفروة وتطبق 1-2 مرة كل شهر .
وينصح ربات البيوت وكل من يشكو من خشونة وجفاف اليدين أو تشققهما بتطبيق مرهم يتكون من ( ملعقة كبيرة من العسل + ملعقة شاي من الغليسيرين + بياض بيضة + كمية من الطحين تضاف للمزيج حتى يصبح بشكل عجينة مناسبة ).
وتورد ماريا لوبنتو[5]عدداً من الوصفات التجميلية منها قناع العسل ( 3 ملاعق عسل صغيرة + ملعقة واحدة من ماء الورد أو ماء زهر البرتقال + طحين مقدار كاف لصنع عجينة مناسبة ). وتنقل عن الصينيين وصفة لمرهم مطرّ للوجه واليدين ( ملعقة شاي من زيت اللوز + ملعقتين من العسل الفاتح + صفار بيضة واحد + بضع نقاط من عطرك المفضل ) , ويفيد هذا الرهيم جيداً لمعالجة القشب .
ولمعالجة فرط التصبغ في الوجه من كلف أو نمش ( زهرة ) يحضر المزيج التالي : 6 ملاعق من العسل ( ويفضل عسل الحمضيات ) تمزج مع ملعقة شاي من الغليسيرين في إناء فوق بخار ماء ساخن . تطفئ النار ثم يضاف ملعقة من الغول Alcoholمع بضع قطرات من عطر العنبر وملعقة من عصير الليمون . يدهن الوجه بهذا المزيج بعد تنظيفه ثم يزال بعد ساعة بماء فاتر .
ولتطرية الوجه تصف المرهم التالي : يذاب ( مقدار) من شمع العسل على حمام بخاري ثم يضاف إليه مقدار من عصير الليمون , 1/2 مقدار من زيت الزيتون ، ( مقداران ) من ماء الورد أو زهر النارنج + 3 مقادير من العسل . وتصف لتشقق الشفتين والقشب مزيجاً من العسل وعصير الليمون والكولونيا بنسبة الثلث من كل منها حيث تعطي نتائج ممتازة .
وينصح أيوريش باستعمال مغاطس العسل لكامل البدن ( 200-250غ عسل لكامل المغطس ) و التي تملك خواص وقائية وعلاجية للجلد وللعضوية كافة . أما درجة حرارة تلك المغاطس فيقررها الطبيب المعالج حسب الوضع الصحي العام للمريض .
ومن هنا نرى ما لأقنعة العسل ومراهمه من تأثير ممتاز على الجلد فهي تنشطه وتعطيه النضارة والنعومة وتخفف من تجعداته فتعيد إليه رونقه وشبابه .

معالجة أمراض العين بالعسل
لقد عرف العسل كعلاج ناجح في أمراض العيون منذ عهد الفراعنة الذين استعملوه في كثافات القرنية , كما عرف الهنود الاكتحال بعسل السدر لمعالجة الساد . وذكر المقريزي[6]أنّ الصّحابي الجليل عوف بن مالك الأشجعي كان يكتحل بالعسل ويداوي به كل سقم .
وفي أيامنا الحاضرة فإن العسل لم يفقد مكانته لمعالجة آفات العين , وحتى في كثير من الآفات المعندة , فإن مشاهير الاختصاصيين في العالم ما زالوا يشيرون باستعماله ويشيدون بنتائجه الطيّبة . ففي سوخومي عالج ميخائيليوف[7]التهاب حواف الأجسام والتهابات وتقرحات القرنية بعسل الأوكاليبتوس وحصل على نتائج باهرة . وأكّدت بلوتنيفا ( معهد الطب الثاني في موسكو ) أن العسل علاج ممتاز في التهابات القرنية .
وفي مشفى أوديسا قام الدكتور أوسالكو[8]G.Osalkoبالتحقق من فائدة العسل كسواغ لمرهم السولفيدين 3% عوضاً عن السواغ الفازليني . ففي تقرحات القرنية البطيئة الالتئام جداً أدّى استعماله إلى إسراع عملية التندب كان فتحاً غير منتظر بالنسبة للسير المعروف للمرض . كماأدّى تطبيقه عند مصابين بالتهاب قرنية مترق إلى كسر طوق عناد الآفة وأبدت تحسناً ملحوظاً . ويذكر مشاهدة لمصابة بالتهاب قرنية وردي ناكس أدّى تطبيق المرهم العسلي إلى تراجع الآفة وعودة شفافية القرنية ورؤية كاملة ( بعد أن كانت 4/10) خلال 16 يوماً .
وفي التهابات القرنية السلية والافرنجية أدّى العسل إلى تراجع الارتشاح العكر وتحسّن الرؤية ، كما كان له نتائج جيدة في معالجة آفات القرنية من منشأ تراخومي . كما شملت مشاهدات أوسالكو حروق القرنية بالسلك ( الجير ) وقد شملت دراسته (135) مريضاً .ويلخص ما وصل إليه من أن العسل يبدي بدون شك تأثيرًا ممتازاً على سيرمختلف آفات القرنية الالتهابية ، وفي حروق العين سواءً بتطبيقه صرفاً أو باستعماله كسواغ للمراهم العينية . وينبه أنه لا يجوز غلي العسل أثناء تحضير المراهم حتى لا يفقد خمائره وفيتاميناته والتي فيها سرٌ خفي من قوته العلاجية .
وينبه أوسالكو أنه عند تطبيق العسل قد يبدي بعض المرضى تفاعلاً موضعياً من احمرار في الملتحمة ودماع وحكة ، لكنها عوارض تزول بسرعة وتمنع من إتمام العلاج .هو يدعو كافة مؤسسات طب العيون أن تفتح الباب على مصراعيه لتطبيق العسل في معالجة أمراض العين للتحقق من فعله الدوائي .
ويؤكد روزنتشتين[9]فائدة العسل لمعالجة جروح والتهابات القرنية . وأنه يطبق في الحالات الحادة مرهم السولفيدين أو الستروبتوسيد العسلي في حواف الأجفان ، أما بعد هدوء الحالة فيطبق العسل صرفاً 2-3 مرات يومياً . ويؤكد أن الندبات المتبقية بعد العلاج بالعسل أكثر نعومة وألطف مما تخلفه الآفات بعد العلاجات الأخرى .
ومن مهعد لفوف الطبي عالجت أ.ماكوخينا[10]حروق العين بالعسل حيث تستخدمه كسواغ لمرهم البوسيد الصوديوم أو قطراتها ( 15% ) حيث تطبق المرهم العسلي مساءً مرة واحدة وتطبق القطرة مرة كل ثلاثين دقيقة في اليوم الأول , ثم مرة واحدة كل ساعة في اليوم الثاني ثم كل ساعتين حتى الشفاء . وقد عالجت 66 مريضاً ( 88 عيناً ) مصابين بحروق مهنية . ومنذ اليوم الأول ظهر تحسن كبير عند 59 منهم فقد تناقص الشعور بالألم وأصبحت القرنية أكثر شفوفاً وبدأت الأماكن المنتخرة تتوعى بالدم وتتورد , ولقد تم شفوف القرنية التام عند 63 عيناً , وتحسنت الحالة عند 15 وبقيت 6 أعين في حالة كثافة شاملة للقرنية .
أما ن. مالانوفا[11]فقد أكدت حسن تأثير العسل سواء في تطبيقه صرفاً أو كسواغ لمرهم الزئبق الأصفر لمعالجة التهابات القرنية والملتحمة والتهاب الصلبة وما فوق الصلبة .
أما أ. بيلتوكوفا[12]فقد عالجت بالعسل أربعين مريضاً مصابين بالتهاب القرنية منها حالات ترافقت اغتذائية في القرنية وأخرى مع تقرحات في القرنية . وقد حصلت على نتائج باهرة بتطبيق قطرات العسل مع الديونين والعسل مع زيت السمك ( 4 مرات في اليوم ) , أو قطرة ومرهم العسل مع ألبوسيد الصوديوم ( 6 مرات في اليوم ) . كما طبق التشريد الكهربائي لمحلول العسل 5% في حالات وجود التغيرات ندبية في القرنية وأدى إلى الشفوف القرنية وزياد الرؤية إلى درجة كبيرة . بيلوتو كوفا أن تطبيق المعالجة بالعسل ليست معالجة إمراضية سببية ,وإنما تعتبر كعامل منشط لعمليات الاستقلاب وإعادة التعمير الخلوي Regenerationفي نسج القرنية .
وفي معهد أومسك الطبي[13]طبق ف . ماكسيمنكو ومساعده أتلر العسل صرفاً في حروق العين مشركاً مع الاستدماء الذاتي والعلاجات العرضية ويرى ماكسيمنكو أن العسل يمنع حصول الإنتان الثنوي الذي كثيراً ما يضاعف من أذية الإصابة . كما ينطلق من العسل مجموعة من السكاكر والخمائر والفيتامينات وعناصر مجهرية تعتبر عاملاً فعالاً في عودة الأفعال الاستقلابية إلى حالتها الطبيعية .
ونشر ماكسيمنكو وبالوتينا[14]بحثاً عن معالجة قصر البصر عند الأطفال Myopiaبالعسل بإعطائه داخلاً ( 40- 80 غ ) يومياً ليحّسن من مقوية الجسم عموماً مع تطبيقه موضعياً خلف الجفن السفلي 3 مرّات يومياً أو بتطبيق محاليل العسل ( 20 % ) بالتشريد الكهربائي ( 20- 40 جلسة ) حيث يزيد التروية الدموية . ويجزم المألفان بأن معظم الأطفال المعالجين شعروا بتحسن ملحوظ , فعبد 10 أيام من المعالجة خفت شكاوي الأطفال من تعب العينين عقب القراءة . ومع نهاية الدورة العلاجية ( 2-4 شهور ) تحسنت قوة الرؤية بنسبة 1-2/10 بنفس التصحيح .
وفي مستشفى المنصورة الجامعي عالج الدكتور ع . الخطيب[15]بالعسل الصرف حالات من التهاب الملتحمة والتهاب حفاف الجفون البثري وحالة من سحابة القرنية وكانت النتائج ممتازة
وأخيراً فقد عالج ف . ماكسيمنكو[16]وبالوتينا 76 مريضاً مصابين باضطراب الدوران الدموي في شبكية العين متشاركة عند بعضهم بعتامة الجسم البلوري , بتطبيق العسل صرفاً 3-4 مرات يومياً , كما طبّق محاليله بالتشريد الكهربي على العين المريضة بواسطة القطبين على التولي ( 20 - 40 جلسة , بواقع 7 دقائق للجلسة ) , كما أعطى بعضهم محاليل M2 Woelmالعسلية حقناً في الوريد , ويعترف المؤلفان بعدم حصول شفاء كامل , تحسناً ملحوظاً طرأ عند معظم المعالجين إذ تحسنت الدورة الدموية في قعر العين وتمّ ارتشاف الدّم النازف وازدادت القدرة البصرية إلى حد كبير .
الاستشفاء بالعسل في أمراض الجهاز الهضمي [17]
عرفت معظم الشعوب القديمة العسل كعلاج في آفات الهضم . فقد ذكره ديوسكورد لمعالجة أمراض المعدة . ووصفه النبي (ص) لأحد صحابته يسأل الدواء لاستطلاق بطنه . والحكمة الشعبية الروسية تنادي ( العسل ....أفضل صديق للمعدة ) . وجاءت الأبحاث الحديثة لتؤكد حسن تأثير العسل على سير الهضم.
ويرى نوسباومر[18]أنّ العسل خير علاج لإراحة المريض بعد العمليات الجراحية على الأمعاء , كما أنه علاج جيد لمكافحة الإمساك. وينسب ذلك لتأثير سكر الفواكه الجيد على الحركات الحوية للأمعاء ولوجود الزيوت العطرية فيه والتي يفقدها العسل إذا ما سخن ويفقد بذلك تأثيره المضاد للقبض . ويرجع ( ماير ) تأثير العسل على الحركات الحيوية المعوية لوجود المواد العطرية الطيارة . أما ( بيريز ) فيضيف بأن الحموض العضوية وخاصة حمض النمل تؤثر على جراثيم الأمعاء وتكافح التخمر.
وحسب رأي نوفي[19]فإن للخمائر الموجودة في العسل أثراً لا ينكر على سير وانتظام عمليات الهضم . وخاصة الدياستاز وخميرة النشاء التي لا تتخرب في الوسط الحامضي . كما أن لغرويات العسل دوراً وقائياً هاماً .
ويعالج ( لوديانسكي )[20]المصابين بإمساك التشنجي بإعطاء 30غ عسل ( مرتين يومياً ) ولمدة 3 شهور . فلاحظ نقص المقوية العضلية وزوال التشنج عند معظم المعالجين , ويعزو
تأثيره للجهاز الخمائري فيه وخاصة الكولين – استراز .
ويشير معظم المؤلفين بأن العسل ينقص الحموضة الزائدة للعصارة المعدية . وقد أورد غريغوريف مشاهدة لمريض مصاب بالتهاب في المعدة وفرط حموضة فيها مترافق بآلام نوبية , لم يتحسن بأي علاج وكان شفاؤه بعسل النحل وحده . وتشير الأبحاث السريرية [21]أنه في نفس الوقت الذي يؤدي فيه العسل إلى نقص الحموضة عند ذوي الحموضة المرتفعة , فإن تناوله من قبل المصابين بانعدام هذه الحموضة أو نقصها , فإن العسل يستدعي عندهم زيادة في الحموضة العامة للعصارة ومن هنا نفهم الدور الحقيقي للعسل كعامل منظم للحموضة المعدية .
ويؤكد رايشار[22]الدور الناظم للعسل للحموضة المعدية , وأن القرح المعدية يلائمها العسل بفعل الحموض الأمينية الفعالة الموجودة فيه . ويرجع ( لاريزا ) تأثيرات العسل هنا لوجود هرمون جرابي أو مادة استروجينية فيه .
وفي معهد اركوتسك[23]الطبي عالجت البروفسورة م.خوتكينا بالعسل ( 600 ) مريض مصابين بقرحة هضمية ( معدية أو عفجية ) مع مجموعة مقارنة لم تعط العسل بل عولجت بالمعالجات العادية . كان لشفاء السريري عند مجموعة المقارنة 61% وبقي 18% من المرضى مع آلامهم . أما بالمعالجة العسلية فقد بلغ الشفاء السريري 84% وبقي 5.9% من المرضى دون أن يزول عندهم الألم نهائياً . وقد أثبتت الفحوص الشعاعية أنّ نسبة التئام القرحة شعاعياً لم تتجاوز بالمعالجات العادية 29% في حين رفعت المعالجة بالعسل نسبة الشفاء الشعاعي إلى 59.2% من المرضى المعالجين به , كما أن هذه المعالجات قصرت سير وأمد العلاج . كما لاحظت خوتيكنا خواص العسل المقوّية , وزيادة وزن المرضى المعالجين به وارتفاع الخضاب الدموي عندهم , واعتدلت الحموضة المعوية وتناقصت شدة التهيج في جهازهم العصبي وأصبحوا أكثر هدوءاً ورغبة في العمل .
وفي مستشفى أوسترو أومنوفا[24]( موسكو ) تبين للباحثين موللر Mullerوأرخيبوفا أن العسل يضبط إفراز عصارة المعدة ويعدّل حموضها ويكافح حسّ اللذع والفواع ويقضي على الألم القرحي . فالعسل في الداء القرحي له تأثير مضاعف . فهو يؤثر موضعياً بتماسه مع الغشاء المخاطي المتقرح إلى التئامه , وله تأثير عام بفعله المقوي للبدن وتهدئته للجهاز العصبي .
وينصح المقرحون بتناول العسل قبل الطعام بساعة ونصف إلى ساعتين أو بعد ب 3 ساعات . والأفضل تناوله قبل الفطور والغداء بساعتين والعشاء بثلاث ساعات ويفضل محاليل العسل الدافئة بعد الحليب أو الماء فهي تؤمن تخلخل المفرزات المخاطية إلى سرعة الامتصاص دون تخريش للأمعاء إلى نقص الحموضة المعدية . أما المقدار العلاجي من العسل 100 – 150غ يومياً ) تقسم إلى ثلاث وجبات . أما المصابون بنقص أو انعدام الحموضة المعدية فينصحون بتناول محاليل العسل الباردة قبل الطعام مباشرة فهي تزيد الحموضة .
وهكذا نرى أن العسل علاج رائع للمصابين بالقرحة الهضمية , المعدية والعفجية , وله تأثير ممتاز على كافة عسرات الهضم وخاصة ذات المنشأ العصبي , مليّن من الامساكات , معدل للحموضة , وعلاج جيد في الإنتانات المعوية والإسهالات عند الأطفال .
وفي دراسة تجريبية على الفئران قام بها الدكاترة أبو الطيب محمد علي وزملاؤه أثبتوا[25]فيها أن العسل إذا ما أعطى مع العلاجات المقرحة ( كأدوية الروماتيزم والأندوميتاسين مثلاً ) أو قبل تناولها ، فإنه يحمي من التقرح المحدث بالأندوميتاسين ويمنع حدوثه . وهذا يعني أن العسل قد يكون معادلاً لتصنيع البروستاغلاندين المانع لتخريش الأندوميتاسين . وهذا يؤكد وجود عامل مضاد للتقرح ضمن مكونات العسل . هذا العامل قد يكون بسبب تغيير نسبة الحموضة والقلوية في المحتوى المعدي :
إما يمنع الإفراز الحامضي أو بتثبيط آلية إفراز الفحمات الثنائية في المعدة .
ولمعرفة تأثير العسل على وظائف الأمعاء قام إيوريش[26]وبيشيف بدراسة على الكلاب والأرانب وتبين له أنه كلما ازدادت كمية العسل وارتفع تركيزه كلما ازدادت العصارة المعوية ، أما إذا ازداد تركيزه إلى حدود عالية فإن العصارة تبدأ بالتناقص والعسل يؤهب لإفراز عصارة معوية أكثر قلوية ، كما أنه ينظم إفراز الأمعاء وحركتها ، وأفضل تركيز له هو محاليله بنسبة 12.5% .
وفي عام 1982 نشر الدكتور سالم نجم[27] وزملاؤه دراستهم عن 53 مريضاً مصابين بإسهال مزمن لشهور أو سنين ، ترافقت آفتهم بعسر هضم وآلام بطنية ، وقد استبعدت الفحوص المجراة أية آفة طفيلية أو جرثومية أو ورمية . أعطي المرض منهم 3 ملاعق كبيرة من العسل يومياً .وكانت النتائج جيدة ، فقد اختفى الإسهال أو خفت حدته تماماً عند 83% من المرضى وتلاشت الأعراض البطنية الأخرى حيث كانت سعادتهم كبيرة بعد أن أصبحوا في غنىً عن الأدوية المختلفة وما تكلفهم من مبالغ باهظة ، وقد نكس الإسهالعند 28% من هؤلاء بعد إيقاف العسل فأعيدت المعالجة لمدة أسبوع وكانت الاستجابة هذه المرة طيبة . هذه الدراسة تذكرنا طبعاً بالإعجاز النبوي في قول النبي صلى الله عليه وسلم : "صدق الله وكذب بطن أخيك" .

العسل والكبد
كثيراً ما يوصف العسل بالطب الشعبي لمعالجة آفات الكبد المختلفة . فغناه بالسكاكر وخصوصاً الأحادية منها تزيد احتياطي الكبد من الغلوكوجين . و الغلوكوجين يرفع طاقة الكبد وقدرتها على تعديل السموم والذيفانات الجرثومية . ويؤكد ماسنيكوف ولوغينوف أنه بدئ[28]في السنوات الأخيرة باستعمال العسل لغايات علاجية بحتة في أمراض الكبد والطرق الصفراوية . أما فان فالترستامبوليو فقد أكد[29]ضرورة إدخال العسل في جداول الحمية الخاصة بالمصابين بالتهاب الكبد وأمراضه المختلفة . فالعسل بما فيه من أملاح معدنية وحموض عضوية وخمائر وغيرها ، يلعب دوراً رئيسياً في تنشيط وظائف الكبد ، وأنه يمكن اعتباره أكثر العلاجات فعالية في معالجة أمراض الكبد وخاصة بعد مزجه بقليل من غبار الطلع والغذاء الملكي .
أما العالم شيرم[30]فقد استخدم محاليل العسل بنجاح لمعالجة المصابين بالتهاب الكبد الانتاني والتهاب المرارة فقد تحسنت الحالة العامة بسرعة وتراجع اليرقان وزال الاحتقان بالكبد عندهم . ويؤكد العالم كوخ[31]حسن تأثير العسل ، وحقن محاليله المصفاة في الوريد ، على وظائف الكبد وتنشيط استقلاب السكاكر فيه . ويرجع كوخ ذلك لوجود عامل نوعي في العسل أسماه ( العامل الغليكوتيلي ) والذي يحسن وظائف القلب والكبد والدورة الدموية .
وقد قام الدكتور عادل قنديل وأسماء منير[32]بدراسة على حيوانات التجربة لمعرفة تأثير العسل على التسمم الكبدي المحدث عند الفئران ، بعد إعطائها الغول الإيتيلي ورابع كلوريد الكربون ، والتي تؤدي إلى اختلال كبير في وظائف الكبد وحيث قسمت الفئران إلى3 مجموعات : المجموعة الأولى تركت دون علاج ، وأعطيت المجموعة الثانية العسل عن طريق الفم ، وعولجت المجموعة الثالثة : قسم منها بالهيبارين والآخر بالماء المقطر . وقد أظهرت نتائج التجربة ، أن جميع الحيوانات ماتت خلال أسبوعين فيما عدا المجموعة الثانية والتي عولجت بالعسل ، إذ بقي على قيد الحياة 90% من أفرادها ، مع عودة وظائف الكبد عندها إلى حالتها السوية . وكذلك فإن المجموعة المعالجة بالهيبارين بقي 60% من أفرادها حية ، مما تتضح الفائدة الكبرى للعسل في معالجة التسمم الكبدي . ويعلل تأثير العسل بتحسينه حالة هبوط الدم ، وإلى زيادة المخزون الكبدي من الغلوكوجين ، وإلى تنشيطه الخلايا الكبدية والتغلب على الترسب الدهني فيها .

العسل والأمراض الحساسية
أكدت الأبحاث الحديثة أن للعسل دوراً هاماً في تدريب العضوية على الإزالة التدريجية للتحسس . ويرى الدكتور لوري كروفت[33]أن استعمال العسل في معالجة ما يسمى بحمى القش Hay Fever أو التهاب الأنف والطرق التنفسية العليا التحسسية ، له ماض طويل يتسم بالنجاح .وخلافاً للأدوية الأخرى ، فالعسل علاج غير ضار ، وهو خال منأي من الأعراض الجانبية الأخرى . ومن النعلوم أن سبب حمى القش ، تفاعل تحسسي أرجي لغبار لطلع . وعلى الرغم منأن العسل يحضره النحل من رحيق الأزهار وغبار الطلع ،إلا أن عمليات التصنيع التي تقوم بها النحلة ــ وسبحان من ألهمها ذلك ــ تجعله شفاء لمن كان لديه تحسس من هذا الغبار .
وقد أكدت التجارب السريرية التي قام بها كروفت أن تناول العسل الصافي ، وخاصة الغني بغبار الطلع يمنع حدوث نوبات " حمى القش " والزكام التحسسي ، وقد يكسبهم مناعة حينما يتعرضون لحبوب الطلع مرة أخرى . ويرى ــ أن مضادات الأجسام ــ التي تنتج عند المرضى الذين تناولوا العسل ، تقي عند غبار الطلع المسبب .
وأثبت ل.كروفت بتجاربه ، أن حبيبات الطلع حينما تدخل مع العسل إلى الأمعاء ، تمتص هناك وتصل إلى الدم الجائل . ومن ثم فإن مولدات الضد فيها ( المواد المحسسة ) تبدأ بالانتشار خارج المحفظة المحيطة بحبة الطلع ، وتحرض ــ من ثم ــ على تشكل الأضداد الخاصة بها ، والتي تقي الجسم من حدوث نوبة جديدة لحمى القش أو الزكام التحسسي حين يتعرض المريض لحبيبات الطلع نفسها في الربيع المقبل .
ويرى كروفت أن هذه الآلية التي يؤثر بها العسل في الأمراض التحسسية ليست الآلية الوحيدة الفاعلة فيه ، فعسل اللفت مثلاً يحتوي على مادة ستيروئيدية هي البراسينوليد ــ شبيهة بالكورتيزون ــ كما أن فلافينويدات الطلع والموجودة ضمن مكونات العسل تحتوي على مواد شبيهة بتركيب الكروموغليكيت cromoglycate العقار الذي يعالج المصابين بالربو ولوقايتهم من حدوث نوباته المزعجة .
ويقول كروفت :‌" إن العسل لا يفيد مطلقاً في معالجة نوبة ربو حادة ، لكن تناوله بكميات صغيرة يومياً ولفترة طويلة تمتد بضعة شهور ، يمكن أن يقي المريض من حدوث تلك النوبات الشديدة .
وينقل كروفت رأياً يفترضه عدد من الباحثين ، مهم أن فعل العسل النافع في الربو إنما يعود لاحتوائه على كميات ضئيلة جداً من سم النحل يتضمنها العسل . وحسب هذا الرأي ، فإن العاملات من النحل ، وعندما تختم النخروب الشمعي بعد أن تملأه بالعسل ، تحقن تحت غطائه الشمعي كمية قليلة جداً من سمها ، تساهم في حفظ العسل . والسم يحتوي على مواد مضادة للالتهاب ، تتفاعل هذه المواد مع حبيبات الطلع بطريقة تمكنها من العبور عبر غشاء الأمعاء المخاطي والوصول إلى الدم حيث تمارس فعلها .
ويرى كرفت , أن العسل كي يكون فعالاً في معالجة الربو وحمى القش والزكام التحسسي وغيرها من الأمراض التحسسية , يجب أن يكون صافياً خالياً من الغش ، وأن يكون غنياً بحبيبات الطلع , أي ( غير مصفى = Non filtered) وأن لا يكون قد تعرض للتسخين أثناء الفرز ( أو أي تعرض كان لأقل ما يمكن من الحرارة ) وأن يتناول كميات ضئيلة ولفترة طويلة من الزمن .
شفاء النزلات الشعبية بالعسل[34]
يمكن للمصاب بنزلة شعبية من كريب ورشح وانفلونزا أن يعتمد كلياً على العسل . ويصف كل من أوريش وأولدفيلد وكوستو غلوبوف , ملعقة كبيرة من العسل لكأس حليب أو شاي ساخن أو مع عصير الليمون أو شراب الخردل . ونظراً لكون العسل مادة معرقة فيستحين للمريض البقاء في فراشه.
ويعتبر شوفان العسل كمخفض للحرارة بسبب ما يحتويه من حموض عضوية . ويفضل لهذه الغاية محاليل العسل الدافئة . أما ستولت[35] فيعالج التهاب اللوزتين بطليها بالعسل مرتين في اليوم , وإن مدة أسبوعين كافية لزوال الجراثيم من مكان الإصابة . أما الطبيبين[36] ي .يوفا Yofa ويا. غولد Gold فيعالجان التهاب اللوزتين المزمن بالعسل ( 50غ + 1/2 مليون وحدة بنسلين , تحفظ في مكان جاف ومظلم ) حيث تدهن اللوزتان 3 مرات يومياً , مع إجراء غرغرة بماء فاتر قبل الدهن , مع إعطاء المصاب العسل داخلاً ( 20 – 30 يومياً ) .
معالجة آفات الأنف والأذن والحنجرة بالعسل
يعود استعمال المستنشقات (التبخرات Inhalation) العسلية إلى عصور غابرة[37]، حيث تعطي نتائج ممتازة في معالجة آفات الطرق التنفسية العليا.
وقد عالج كيزل شتاين Kizelstienبالتبخرات العسلية مصابين بآفات ضمورية في الطرق التنفسية العليا حيث استعمل محاليل العسل المائية (10%) ضمن أجهزة الإنشاق العادية، حيث يصل تأثير الرذاذ العسلي إلى الحويصلات الرئوية متجاوزاً أغشية الأنف والبلعوم ومنها إلى الدم، حيث يبدي فعلاً مقوياً عاماً على تأثيره الموضعي المضاد للإنتان.
أمام. بوركشيان و ي. بايان [38] فيطبقان محاليل العسل (20-30%) إرذاذاً لمعالجة التهاب الأنف والبلعوم الضموري والتهاب الأنف النتن Ozeena(5-7 جلسات) حيث يصبح الغشاء المخاطي رطباً وتزول القشور.
كما عالجا بنجاح التهاب الجيوب المزمن والتهاب الأذن الوسطي القيحي بغسلها بمحاليل عسلية.
أما دوروشنكو[39]فقد عالج التهاب الأنف الحاد والمزمن بدكه بفتائل من القطن مغموسة بمحلول عسلي (40%) أو تطبيق قطرة لمحلوله الطازج 20% مع البتروكائين 2% والديمدورل 1% كما عالج التهاب الجيوب الحاد والمزمن بإرذاذ محلول العسل 30% أو تطبيقه بالتشريد الكهربي. كما طبق مرهماً مكوناً من (العسل 7.5 غراء النحل 7.5بنزوكائين 2فازلين 10 لانولين25)، وحصل على الشفاء بنسبة عالية. وعالج المصابين بالتهاب بلعوم حاد أو مزمن بالمستنشقات العسلية مع دهن الآفة بالعسل وإعطائه داخلاً عن طريق الفم. وبنفس الطريقة عالج التهاب الحنجرة الحاد والمزمن، إلا أنه أضاف في الحالات الشديدة معلق الهدروكورتيزون والشيموتربسين إلى محلول الارذاذ.

أما الدكتور جيرهارد ريدل[40]فقد عالج التهاب الأنف الضموري الجاف، والتهاب الأنف النتن والتهاب البلعوم الجاف بالحقن الموضعي لمستحضر بروكوبين العسلي[41]، حيث يحقن (1سم) من المستحضر المذكور في كل من الطرف الأنسي للجذع البلعومي الجانبي،وتحت الغشاء المخاطي مباشرة. حيث لاحظ تحسن التروية الدموية بعد الحقنة الأولى، ولاحظ غشاء مخاطياً طبيعياً بعد الحقنة الثانية. ولم يحتج الحقنة الثالثة سوى عدد قليل من المعالجين. أما في التهابات الأنف فقد أجرى الحقن في مكانين تحت الطبقة المخاطية المبطنة لوتيرة الأنف، واحتاج الأمر إلى 3-4 حقن فقط. أما في التهاب الأنف النتن فلم يحصل شفاء كامل لكن التحسن كان واضحاً.
وينصح أوخوتسكي[42]المصابين بالتهاب الأنف النتن بإجراء غسولات أو غرغرة بمحلول عسلي ساخن (ملعقة كبيرة لكأس ماء). وينصح تونزلي[43]المصابين بالتهاب الجيوب الحاد بمضغ ما يملأ الفم من قرص عسلي بشمعه لمدة ربع ساعة، تكرر 4-6 مرات يومياً. حيث وجد تراجع الهجمة الحادة خلال يوم أو يومين حيث تزول الآلام ويبدأ المجرى الأنفي بالانفتاح تدريجياً، وتحتاج المعالجة لمدة أسبوع.
ويعالج أ. شانتورف[44]التهاب الجيوب الفكية المزمن بحقن محلول العسل داخل الجيب مرة كل 2-3 أيام، وذلك بعد نزوله وغسله بمصل فيزيزلوجي، أو بإدخال محاليله (10-20%) بطريقة التشرد الكهربي عن طريق الشغاء المخاطي لباطن الأنف، يكرر التشريد يومياً ولمدة 20 دقيقة وبواقع 10 جلسات وقد حصل الشفاء بنسبة 76% من المعالجين، وكانت النتائج بعيدة طيبة للغاية. ويرى بأن للعسل تأثيراً معقداً تشترك فيه كل مكونات العسل من صادات للجراثيم وهرمونات وفيتامينات وعناصر مجهرية وغيرها. وينصح بإدخال المعالجة العسلية لالتهاب الجيوب المزمن في الممارسة اليومية على اعتبارها طريقة ناجحة وغير معقدة.
معالجة أمراض الفم بالعسل


منذ القديم، أشار كلافدي غالن إلى فائدة العسل في معالجة تقرحات الأغشية المخاطية ومنها الفم. وأورد أوسان[45]Osann في موسوعته (1838) استعمال العسل لمعالجة التهاب وتقرحات الفم. وفي قاموس Stedmanالطبي (1961) وصفة لمعالجة التهاب الفم والقلاع تتكون من (العسل -8، بوراكس -1، غليسيرين -0.5). وينصح قاموس Dorlandبمعالجة القلاع بمسه بالعسل. أما الطبيب الهندي سينغ[46]فيؤكد أن دعك الأسنان بمزيج العسل مع مسحوق الفحم الطبي يجعلها بيضاء كالثلج.
وأكد ل. فيدجس[47]نجاح العسل في معالجة المصابين بالقرحات الفموية القلاعية بدهنه موضعياً لمكان الآفة 3-4 مرات يومياً ولمدة خمس دقائق.
وتوصي المؤسسة العالمية للنحالة [48]Apimondiaبمعالجة السرطان البدئي (قبل الجراحي) بمزيج من العسل وغبار الطلع (خبز النحل) مع شمع العسل.
كما تؤكد أن العسل يزيل من الفم والبلعوم الآثار السمية للمعالجة الشعاعية.
ويوصي د. ظافر العطار باستعمال العسل كمادة مطهرة فعالة في مداواة الأقنية السنية التي تحتاج إلى قاتل فعال، وفي نفس الوقت غير مؤذ لفوهة القناة السنية، وهي شروط لا تنطبق إلى على العسل.

قديم 05-07-2011, 06:17 PM   رقم المشاركة : 24
هٍقٌآآآوٍيَ
مشرف المنتدى الإسلامي






 

الحالة
هٍقٌآآآوٍيَ غير متواجد حالياً

 
هٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ما

شكراً: 1,536
تم شكره 1,377 مرة في 458 مشاركة

 
Thumbs up تنبيه الألباب إلى حديث الذباب


السلام عليكم

اتخذ بعض من لا دين لهم (حديث الذباب) تكئة للتنديد بالدين، وأنكره بعض ضعاف الإيمان، وحاول المستنكرين من المتدينين أن يبحثوا عن تأويل مقبول له، لمواجهة استهجان بعض المتخصصين في العلوم والطب، أو سخرية البعض الآخر من نص هذا الحديث النبوي.
ونحن ـ فيما يلي من صفحات لا ندَّعي أننا سنأتي على جميع جوانب الموضوع، وإنما بحسب ما توافر لدينا من مراجع، وما أسعفنا به الوقت، سنوضح جوانب في الموضوع، ونجلي أوجهاً من الغموض الذي واجه البعض في فهم هذا الحديث النبوي الشريف.
الحديث النبوي: سنداً ومتناً:
روى البخاري في صحيحه وابن ماجه في سننه عن أبي هريرة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء في الآخر شفاء). ذكره البزار، وكذلك التبريزي في (مشكاة المصابيح)، وابن حجر في (تلخيص الحبير).
وروى البخاري في صحيحه وابن ماجه في سننه وأحمد في مسنده عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ـ كله ـ ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء) ذكره البزار، وكذلك التبريزي في (مشكاة المصابيح)، وابن حجر في (تلخيص الحبير).
وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء). وامقلوا يعني إغمسوه، كما ورد في النهاية لابن الأثير.
وروى ابن ماجه في سننه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أحد جناحيْ الذباب سم والآخر شفاء، فإذا وقع في الطعام، فامقلوه، فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء).
وروى النسائي وابن ماجه في سننيهما عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن في أحد جناحيْ الذباب سم والآخر شفاء، فإذا وقع في الطعام، فامقلوه، فإنه يقدّم السم ويؤخر الشفاء).
هذا وقد أورد صاحب (مصباح الزجاجة)[1] حديثاً مختصراً عن النسائي في (السنن الصغرى) عن عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد القطان عن ابن أبي ذئب، بلفظ إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليمقله).
وعن ابن أبي ذئب حدّث أحمد في مسنده، أيضاً، فقال : حدّثنا يحيى، حدّثنا ابن أبي ذئب قال : حدثني سعيد بن خالد عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا وقع الذباب في طعام أحدكم فامقلوه).
وروى أحمد في مسنده، أيضاً، عن بشر بن مفضل، عن ابن عجلان عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء، وإنه يتقى بجناحه الذي فيه الداء، فليغمسه كله).
وروى أحمد في مسنده، أيضاً، عن وكيع عن إبراهيم بن الفضل، عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وقع الذباب في طعام أحدكم أو شرابه فليغمسه إذا أخرجه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء، وإنه يقدّم الداء).
وروى أحمد في مسنده، أيضاً، عن يونس، عن ليث، عن محمد، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الذباب في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء، فإذا وقع في إناء أحدكم فليغمسه، فإنه يتقى بالذي فيه الداء، ثم يخرجه).
روى الدارمي في سننه عن سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، عن ثمامة بن عبد الله ابن أنس، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء).
وروى البخاري في صحيحه عن قتيبة، عن إسماعيل بن جعفر، عن عتبة بن مسلم مولى بني تيم، عن عبيد بن حنين مولى بني زريق، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه، فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء).
تتبع صاحب كتاب (الإصابة) [2]سند حديث الذباب في باب كامل من كتابه، وجعل الفصل الأول فيه حول طرق هذا الحديث، والفصل الثاني فيه حول دراسة أسانيد هذا الحديث. أما طرق الحديث فتناول فيها خمساً، هي : طرق حديث أبي هريرة، طرق حديث أبي سعيد الخدري، طرق حديث أنس بن مالك، وطرق حديث على بن أبي طالب.
أما حديث أبي هريرة فقد رواه البخاري من طريقين، ورواه كل من أبي داود وابن ماجه من طريق واحد، وأخرجه أحمد بن حنبل من عشر طرق، ورواه الدارمي من طريقين، ورواه البيهقي من ثلاث طرق، ورواه كل من ابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود من طريق واحد، ورواه الطحاوي من ست طرق، ورواه البغوي من ثلاث طرق، ورواه ابن السكن وابن عبد البر .. الخ . هكذا،حتى أحصى صاحب الكتاب أربعاً وثلاثين طريقاً من حيث الإجمال، واثنين وأربعين طريقاً من حيث التفصيل، وقد أثبت رواة الحديث كل هذه الطرق.
ثم تناول طرق حديث أبي سعيد الخدري (للذبابة)، وقد أخرجه أحمد بن حنبل من طريقين، وكل من النسائي وابن ماجه وابن حبان وأبي داود الطيالسي والبيهقي وابن قتيبة وأبي عبيد وابن عبد البر والبغوي وعبد بن حميد، من طريق واحد، ورواه الطحاوي من طريقين، وكذلك الطبراني وأبو يعلى والحاكم... الخ.
وكذلك فعل صاحب الكتاب دراسة أسانيد الحديث من طرقه المختلفة، وأثبت في هذه الدراسة بما لا يدع مجالاً لشك صحة هذا الحديث، فهو إذن حديث صحيح، بل هو من أعلى درجات الصحة. ثم ختم بقوله : إن هذا الخبر (أي : حديث الذباب) قد كثرت طرقه بحيث زادت على خمسين طريقاً، كما هو مرسوم في شجرة الرواية، لكل من حديث أبي هريرة وأبي سعيد وأنس ـ رضي الله عنهم أجمعين، كما أن هذه الطرق قد وردت بأسانيد صحيحة ورجالها ثقات. وبهذا يتبين أن هذا الحديث قد صُحُّح من حديث الرواية والسند، وأن حكم أئمتنا عليه بالصحة قول صحيح سليم، لا غبار عليه، وأن من خالف وأنكر ـ من حيث الرواية ـ فعليه البرهان، وهيهات، وأنىّ له ذلك، وقد رواه الأئمة الثقات الإثبات، والحمد لله.
وفي الباب الثاني من كتابه، درس د/خليل خاطر[3](متن الحديث) وبيّن الخطأ الذي يقع فيه كثير من الناس، وهو (عدم التفريق بين المستحيل والمستغرب)، لأن المستحيل يعود إلى أصل الشيء ونكرانه، ولكن المستغرب يعود إلى ضعف القائم بالتصوير وعدم إدراكه( فإذا جاءت هذه الأحاديث من طرق ثابتة تفيد القطع، فيجب اعتقادها، ولا يصح إنكارها، لأن إنكار المقطوع به كفر، والعياذ بالله تعالى . وهذا واضح إذ كم من أمر جاء موافقاً لما قاله صلى الله عليه وسلم، بعد سنين او مئات السنين. وإن جاءت هذه الأحاديث عن طريق غلبة الظن، فليس من شأن المسلم أن يبادر إلى تكذيبها، بل يلزمه التأني، والسؤال عن صحة الخبر، حتى لا يقع في التناقض بعد ثبوته.
وبهذا نرى كثيراً من الناس لا يفرقون بين ما يرفضه العقل ويحكم باستحالته، وبين فاضح وتجنيِّ على الحقائق، وغرور في النفوس، وتقديس للعقول.. على أننا نرى من الاستقراء التاريخي، وتتبع التطور العلمي، والفكري، أن كثيراً مما كان غامضاً على العقول، أصبح مفهوماً وواضحاً، بل نرى كثيراً مما كان ينكره العقل، أصبح الآن يقره، ويسّلم بوجوده، وصار عنده من الحقائق.
وهكذا يكون (حديث الذباب) قد رواه العديد من المحدّثين وأثبتوه في كتبهم، ولم يوجد لأحد من نقّاد الحديث طعناً في سنده، فهو في درجة عالية من الصحة، وكل ما وقع من الطعن فيه من بعض المتساهلين إنما هو من جهة متنه ومدلوه، فقد قالوا: كيف يكون الذباب الذي هو مباءة الجراثيم فيه دواء؟ وكيف يجمع الله الداء والدواء في شيء واحد؟ وهل الذباب يعقل فيقّدم أحد الجناحين على الآخر؟ [4].
وإذا كان البعض قد ادّعى ان الحديث غير صحيح، وأنه يتعارض مع الآية القرآنية : (وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه..) فإن الآية لا تخص الذباب وليست في قضيته، وإنما جاء الذباب في معرض ضرب المثل لمن يعبدون الأصنام، بأن الأصنام لا تقدر على خلق الذباب مع صغره، ولو اجتمعوا لخلقه، ثم بيّن غاية جهلهم بأن هذه التماثيل لا تقدر على خلق أقل الأحياء، ولا تقوى على مقاومته، أو استنقاذ ما يختطفه منها، فقال الله تعالى : (يا أيها الناس ضّرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه، ضعف الطالب والمطلوب)[سورة الحج].[5]
إن حديث الذباب إسناده صحيح.. وجميع رواياته متصلة وصحيحه، زادت عن عشرين طريقاً[6].
أما من حيث المتن، فإن الذباب مما يتعذر دفعه كثيراً، وتصعب الوقاية منه في كثير من الأحوال، فإذا دعت الضرورة ووقع الذباب في الطعام، فإن الحديث النبوي يكشف عن وجود مواد مضادة لكثير من الأمراض، فإن نحن غمسنا الذبابة وخرج منها السائل قتلت المادة الموجودة فيه تلك الجراثيم المرضية، وهذا غير مرفوض عقلياً، وإن كان مستغرباً، والغرابة تأتي من الجهل بمادته، ولأن النفس تعافه.[7]
يقول ابن قتيبة: إن من حمل أمر الدين على ما شاهد، فجعل الذباب لا يعلم موضع السم، موضع الشفاء، واعترض على ما جاء في الحديث مما لا يفهمه، فإنه منسلخ من الإسلام، مخالف لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به عليه الأخبار ـ من صحابته ـ والتابعون. ومن كذّب ببعض ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، كمن كذّب به كله[8].
يقول الخطابي : تلكم على هذا الحديث من لا خلاق له، فقال : كيف يجتمع الشفاء والدواء في جناحي الذباب؟ كيف يعلم ذلك في نفسه حتى يقّدم جناح الداء، وما ألجأه إلى ذلك؟ قال: وهذا سؤال جاهل، أو متجاهل، فإن كثيراً من الحيوان قد جمع الصفات المتضادة، وقد ألف منها وقهرها على الاجتماع، وجعل منها قوى الحيوان. وإن الذي ألهم النحلة البيت العجيب الصنعة للتعسيل فيه، وألهم النملة أن تدّخر قوتها أوان حاجتها، وأن تكسر الحبة نصفين لئلا تُستنبت، لقادر على إلهام الذبابة أن تقدم جناحاً وتؤخر الآخر.. وقال ابن الجوزي: إن النحلة تعسل من أعلاها وتلقى السم من أسلفها.. والحية القاتل سمّها تدخُل لحومُها في الترياق، الذي يُعالج به السم.
ويقول صاحب كتاب (السنة النبوية في مواجهة التحدي)[9]:
يعترف علماء الطب والطبيعة وغيرهم بأنهم ما وسعوا كل شيء علماً، ولم يحيطوا بدقائق كل العلوم والمعارف.. واكتشافات العلم كانت وما زالت تتوالى من اكتشاف شيء بعد آخر.. فبأية عقيدة وإيمان ينفي هؤلاء المنكرون أن يكون الله تعالى أطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على أمر لم يصل إليه علماء الطب وعلماء الطبيعة بعد.
ما حكم منكر الحديث؟
إن الحديث الذي يدور حوله كلامنا إنما هو حديث صحيح، ولكنه مما انفرد به البخاري، فمسلم لم يذكره في مسنده الصحيح، وبالتالي فالحديث غير متفق عليه.. كما أنه من أحاديث الآحاد، أي أنه ليس من الأحاديث المتواترة التي تفيد اليقين.. كما سبق لنا أن أوردنا رأي البعض في حكم منكره.
وإذا كان بعض العلماء قد ذهب إلى خروج منكر أحاديث الآحاد ـ عموماً ـ من الإسلام فإن البعض الآخر لا يحكم بخروجه من الإسلام، لأن الذي يخرج من الدين هو إنكار ما كان منه قطعياً يقينياً، أي (المعلوم من الدين بالضرورة)... أما من يتخذ من هذا الحديث (حديث الذباب) أو غيره من أحاديث الآحاد سبيلاً لإثارة المشاكل ضد الإسلام أو السخرية منه أو الاستهزاء به، فهو كافر بإجماع العلماء.
لقد أدلى صاحب كتاب (السنة النبوية مصدراً للمعرفة والحضارة)[10]بدلوه في (حديث الذباب)،وأثبت رأيه في الموضوع بقوله: (ولو نظرنا إلى حديث (غمس الذباب) الذي دارت حوله معارك الجدل في هذا العصر، لوجدنا أن الحديث يمثّل إرشاداً في أمر دنيوي، في بيئة معينة قليلة الموارد، محدودة المصادر من المواد الغذائية، فلا ينبغي المسارعة بإلقاء كل طعام وقعت فيه ذبابة، وخصوصاً في مجتمع يبني أبناءه على التقشف والخشونة والأعداء لحياة الجهاد. أما ما يتضمنه الحديث من إخبار بأن (في أحد جناحيه داء، وفي الآخر شفاء)، فهو شيء فوق خبرة البيئة، وتجربة العرب، وينبغي ألا نقابله بالردِّ أو التكذيب لمجرد الاستبعاد.
الذباب في عالم الحشرات:
صدرت موسوعة (سلسلة كتب النحلة) للفتيان، لصاحبها د/كارم السيد غنيم عن دار الفكر العربي (القاهرة)، وقد احتل الذباب جزءين في هذه الموسوعة، ولما كان الأمر يستدعي تعريف القارئ بالذباب ليفهم (حديث الذباب) فهما سليماً، نرى أن نقتبس بعض الفقرات من هذه الموسوعة فيما يلي.[11]
يفوق عدد أنواع الذباب المعروفة في أنحاء العالم الآن (64000) نوع، ومن المعروف أن النوع يعني الذباب له نفس الصفات والطبائع والسلوك ونظام حياة واحد، فالنوع إذن يضم ملايين الملايين، أو مليارات المليارات من الأفراد التابعة له.. على أن أهل الاختصاص يشترطون القابلية للتزاوج بين أفراد النوع الواحد.

والذباب قد يكون مفيداً للإنسان، كالذباب الأزرق وغيره من الأنواع الآكلة للرمم والجثث والمواد العفنة، فهو يخلص الإنسان منها، وينظف البيئة من الملوثات،وكذلك ذبابة الخل التي يستعملها علماء الوراثة في تجاربهم وبحوثهم واكتشافاتهم في علم الوراثة وتقدم البشرية فيه.
أما الوجه السئ للذباب فهو الأضرار التي تنجم عن حركته ونقله للميكروبات إلى الإنسان، وهي الميكروبات التي تسبب له أمراضاً كثيرة، مثل الكوليرا (وتنتشر في شكل وباء يقتل المئات أحياناً)، التيفود، مرض النوم، الليشمانيا، حمى الباباتازي، الدوسنتاريا الأميبية، الدوسنتاريا البكتيريةن الإسهال الصيفي، السل، الجزام، الجمرة الخبيثة، والخراريج.. هذا إلى جانب نقل بيض بعض الديدان والطفيليات.
ولقد وصل عدد الميكروبات الضارة التي أحصاها أحد العلماء في شعر ذبابة واحدة إلى (660000)ستة ملايين وستمائة ألف ميكروب.. !!
وهناك من العلماء من عثر على (50.000.000) خمسين مليون ميكروب على جسم ذبابة واحدة... !! هذا العدد هو عدد الميكروبات التي عثر عليها العالم على وبين شعر الذبابة، يعني موجودة على الذبابة من الخارج، ولكن هناك أعداد أخرى لميكروبات أخرى موجودة داخل جسم الذبابة، وخصوصاً في القناة الهضمية (الجهاز الهضمي).
وسبق لنا أن أشرنا إلى تنوع الذباب واختلاف أنواعه عن بعضها في الشكل والصفات والسلوك، ومن نافلة القول أن نذكر عدداً من أنواع الذباب الشهيرة: الذبابة المنزلي العادي، ذبابة الإسطبل، ذبابة الخيل، ذبابة الخل، ذبابة الفاكهة، الذبابة السارقة، الذباب الحوّام، الذباب صانع الأكياس، نغف الجمال، برغش الغنم، ذبابة الوجه، ذبابة الدمع، ذبابة النحل، ذبابة مايو، ذبابة الحجر، وذبابة الكاديس، ذبابة الكالسيد، ذبابة اللحم، الذبابة الزرقاء، الذبابة الخضراء، الذباب المنشاري، ذبابة الحور، الذباب المتوحش، الذباب الرقيق..الخ.

ومن هذه الأنواع ما يتبع رتبة الذباب الحقيقي، ومنها ما لا يتبعها، وإنما ينتمي إلى رتب أخرى، لكنه أخذ تسمية " ذباب ".. والذباب الحقيقي(True Flies)هو حشرات تنتمي إلى رتبة تسمى " ذوات الجناحين (Order iptear)، أو تسمى أحياناً " ثنائية الأجنحة " .
الذبابة المنزلية الشائعة (House Fly) توجد في كل مكان تقريباً، غير نظيف، أو حتى نظيف، لكنه يحتوي طعاماً شهياً للذباب، كالسوائل الحلوة أو المشروبات أو الأطعمة المكشوفة.. والذبابة التي عمرها يتراوح بين (9) ، (12) يوماً، هي التي تبيض، فأين تبيض؟ إنها تبيض في الأماكن القذرة وشقوق الحظائر الملوثة بالروث، وتبيض أيضاً في القمامة، وخصوصاً قمامة الفواكه والخضراوات المتعفنة، وهذه أفضل أماكن لتربية يرقات الذباب (Maggots) بعدما يفقس البيض.
ويتجمع الذباب عندما يبيض، والأنثى الواحدة منه تبيض بيضاً متجمعاً في شكل كتل، كل كتلة فيها(100) بيضة، ويصل عدد الكتل التي تضعها الأنثى (Female) في حياتها (20)كتلة، يعني أن متوسط عدد البيض الذي تبيضه أنثى الذبابة المنزلية هو (2000)بيضة.
ويرقان الذباب المنزلي بيضاء تشبه الدودة ولكن ليس لها أرجل، لذلك فإنها تتحرك مثل حركة الثعبان تقريباً، وهي لكي تكبر لابد أن تنسلخ (تخلع جلدها وتستبدل به جلداً جديداً) ويحدث الانسلاخ (Moulting) مرتين، ثم تنمو وتنمو حتى تصل إلى أقصى حجم لها، ثم تتحول إلى عذراء(Pupa)، أو ما تسمى " خادرة" . وقد تستغرق حياة اليرقة كلها (5)أيام أو (7) أيام أو (12) أيام أو (14) يوماً، وكلما انخفضت درجة حرارة الجو، كلما طالت مرحلة اليرقة(Larval Stage).
صورة تبين دورة حياة ذبابة المنزل
ويتغلظ جلد اليرقة في آخر أيامها، ويتحول لونه إلى البني أو البني الغامق، وتتحول اليرقة بداخله إلى عذراء، ويسمى هذا الغلاف " الغلاف البرميلي.. (Puparium) " وبعد 3_5 أيام، ينشق هذا الغلاف البرميلي، وتخرج منه ذبابة يافعة (adult)، لها أجنحة، لكن لا تطير فور خروجها من هذا السجن(أقصد الغلاف البرميلي الشكل)، وإنما تحتاج ساعة في الهواء الطلق لتمدد جناحيها، وبعدها تكون قادرة على الطيران، فتقلع وتحلق في الهواء.. وهي أيضاً ذات قدرة على الزواج، وعلى وضع البيض(Oviposition)، وعلى إنتاج ذرية (Progeny) أو جيل جديد(New Offspring).
الذباب : مصدر الداء ومصدر الدواء:
· توصّل (بريفيلد) ـ من جامعة هال بألمانيا ـ في عام 1871م إلى أن الذبابة المنزلية (لMusca domestica) تصاب بطفيل من الفطور (Fungi) اسمه العلمي (إمبوزا موسكي(Empusa music) وهو من فصيلة الفطور المسماة (إنتوموفنزالي)، التي تنتمي إلى الفطور المسماة (فيكومايسيس). يقضى هذا الطفيل حياته في الطيقة الدهنية الموجودة داخل بطن الذبابة، على شكل خلايا خميرة مستديرة. وبعد نضج هذه الخلايا المستديرة، تستطيل وتخرج من بين الشدف البطنية (Abdominal segments)أو من المتنفّسات الفتحات التنفسي(Spiracle) والفطر في هذه الحالة يكون في دورة التكاثر، وتتضاعف أعداد البذور داخل الخلايا، فيزداد ضغطها، فتنفجر الخلايا، وتخرج منها بذور الفطر باندفاع شديد مصحوبة بالسائل الخلوي على هيئة رشاش.
· قدّم العالم دريلفي 12 ديسمبر 1923م ـ تقريباً عن أسباب تكرار ظهور وباء (جائحة) الكوليرا في الهند، وطرق مكافحته، وقد كان موفداً لهذا الغرض من رئاسة الصحة ا لبحرية والحجر الصحي المصري وبعد أن قام دريل وزملاؤه المتخصصين بدراسة الموقف وتقويمه، قدم هذا التقرير المسهب، الذي أثبت فيه ان البكتريوفاج (Bacteriophage) أي قاتل (أو بالغ أو آكل أو مفترس) البكتريا، أو الخلية البكتيرية البلعمية ـ هو العامل الوحيد في مكافحة وباء الكوليرا، ويوجد هذا العامل في براز الناقهين من هذا المرض، وأن الذباب ينقله من البراز إلى آبار ماء الشرب فيشربه الأهالي. وحين يظهر البكتريوفاج القوي في ذباب البلاد ومائها تنطفئ جذوة الكوليرا.
وحصل دريل وزملاؤه على البكتريوفاج القوي من جسم الذباب، وتوصل إلى أن الحصانة (المناعة) الحقيقية يحققها الأهالي بعد دخول البكتريوفاج في أمعائهم بشرب ماء أو بتناول الأغذية المحتوية عليه والمنقولة إليها بواسطة الذباب.


صورة مجهرية لفيروسات البكتريوفاج وهي تهاجم أحد البكتريا



صورة توضيحية لآلية عمل فيروس البكتريوفاج في مهاجمة البكتريا


شكل افتراضي لفيروس البكتريوفاج الذي يقضي على البكتريا الضارة
· نشرت جريدة التجارب الطبية في عددها 1037/4الصادر في عام 1927م تحت عنوان: (الباكتريوفاج من ذباب البيوت) : لقد أطعم الذباب الذي يألف البيوت من مزرعة الجراثيم الممرضة، وبعد حين اختفى أثر الجراثيم التي في الذباب وماتت كلها، وظهرت في الذباب مادة قاتلة للجراثيم تسمى (باكتريوفاج) وهي مادة ذات أثر قوي ضد أربعة أنواع من الجراثيم الممرضة.
كما ذكرت المقالة أن خلاصة من الذباب في محلول ملحي فسيولوجي وجد أنها تحتوي هذا العامل " الباكتريوفاج " وكذلك مادة أخرى ليست من هذا النوع ولكنها مفيدة في الدفاع العضوي ضد أربعة أنواع أخرى من الجراثيم الممرضة.

· أعلن أستاذ علم الفطور الكبير (لانجيرون) في عام 1945م أن فطر (إنتوموفنزالي) الذي يعيش دوماً في بطن الذبابة على هيئة خلايا مستديرة، تحتوي خميرة (إنزيم) خاصة قوية، تحلل وتذيب من أجزاء الحشرة الحاملة للمرض.
· ذكر (بريفيلد) أيضاً، أن الباحث (موفيتش) نجح عام 1947م في عزل مضادات حيوية من مزرعة للفطور التي تعيش على جسم الذبابة ووجدها ذات مفعول قوي على جراثيم سلبية لصبغة جرام (مثل جراثيم الزحار والتيفويد)، ووجد أن جراماً واحداً منها يحفظ أكثر من ألف لتر من اللبن من التلوث بالجراثيم المذكورة.
· وفي سنة 1948م، عزل (بريان)، (كوتيس)، (هيمنج)، (جيفيريس)، (ماكجوان)، من بريطانيا، مادة مضادة للحيوية تسمى (كلوتينيزين)، وذلك من أنواع تابعة لفصيلة الفطور التي تعيش في الذبابة، ومن بينها جراثيم الدوسنتاريا والتيفويد.
· وفي سنة 1949م، عزل (كوماس)، (فارمر) ـ من إنجلترا، (جريان)، (روث)، (اتلنجر)، (بلانتر) ـ من سويسرا ـ مادة مضادة للحيوية تسمى (انياتين)، وذلك من فطور تعيش في الذبابة. وتؤثر هذه المادة بقوة في جراثيم سالبة وجراثيم موجبة لصبغة جرام، وفي بعض الفطور الأخرى، مثل جراثيم الدوسنتاريا والتيفويد والكوليرا. وتكفي كمية قليلة من هذه المادة المعزولة من جسم الذبابة لقتل أو إيقاف نمو هذه الجراثيم المرضية.
· كما تمكن العالمان الإنجليزيان (ارنشتاين)، (كوك) والعالم السويسري (روليوس)، في عام 1950من عزل مادة أسموها (جافاسين) وذلك من فطر ينتمي إلى نفس الفصيلة المذكورة سابقاً، وهو يعيش على الذباب، واتضح لهم أن هذه المادة تقتل جراثيم مختلفة من بينها الجراثيم السالبة لصبغة جرام والجراثيم الموجبة لصبغة جرام. مما يفيد في مكافحة الجراثيم التي تسبب أمراض الحميات التي يلزمها فترة حضانة قصيرة.
· نشر العالمان المصريان د/محمود كامل ، د/محمد عبد المنعم حسين، مقالة في مجلة الأزهر (القاهرة) ـ عدد شهر رجب 1378هـ تحت عنوان : " كلمة الطب في حديث الذبابة"، ضمناها كثير من الأخبار والمعلومات. وذكرا أن الذباب ينقل أمراضاً كثيرة، وذلك بواسطة أطراف أرجله، أو في برازه. وإذا وقعت الذبابة على الأكل، فإنها تلمسه بأرجلها الحاملة للميكروبات الممرضة، وإذا تبرزت على طعام الإنسان، فإنها ستلوثه أيضاً بأرجلها. أما الفطور (الفطريات) التي تفرز المواد الحيوية المضادة، فإنها توجد على بطن الذبابة، ولا تنطلق مع سوائل الخلايا المستطيلة لهذه الفطور (والتي تحتوي المواد الحيوية المضادة) إلا بعد أن يلمسها السائل الذي يزيد الضغط الداخلي لسائل الخلية، ويسبب انفجار الخلايا المستطيلة، واندفاع البذور والسائل إلى خارج جسم الذبابة.
· نشرت جريدة " الأهرام " بالقاهرة في عددها الصادر يوم 2يوليو 1952م، مقالة للأستاذ/مجدي كيرلس جرجس(وهو مسيحي مصري)، ورد فيها : وهناك حشرات ذات منافع طبية، ففي الحرب العالمية الأولى، لاحظ الأطباء أن الجنود ذوي الجروح العميقة الذين تركوا بالميدان لمدة ما، حتى ينقلوا إلى المستشفى، قد شفيت جروحهم والتأمت بسرعة عجيبة، وفي مدة أقل من تلك التي استلزمتها جروح من نقلوا إلى المستشفى مباشرة.
وقد وجد الأطباء أن جروح الجنود الذين تركوا بالميدان تحتوي على " يرقات " بعض أنواع " الذباب الأزرق" وقد وجد أن هذه " اليرقات " تأكل النسيج المتقيح في الجروح، وتقتل " البكتريا" المتسببة في القيح والصديد.
وقد استخرجت مادة (الانثوين) من " اليرقان" السالفة الذكر، واستخدمت كمرهم رخيص، ملطف للخراريج والقروح والحروق والأورام. وأخيراً عُرف التراكيب الكيميائي لمادة (الانثوين) وحضرت صناعياً، وهي الآن تباع بمخازن الأدوية.
· ذكر الدكتور /ظافر عطار في مقالة له منشورة بمجلة عالم الطب والصيدلة (12)أن عبد الوارث كبير نشر مقالة في مجلة العربي (بالكويت) اتهم فيها حديث الذبابة بالضعف، ثم رد عليه د/عز الدين جوالة على صفحات عدد 1965م من نفس المجلة، وتوجّه في مقالة باللوم إلى عبد الوارث كبير لإنكاره هذا الحديث، وظنّه أنه من وضع الواضعين.
ويقول د/جوالة في مقاله هذا : إن الحديث النبوي لا ينكر أن الذبابة يحمل الأقذار وجراثيم الأمراض، بل يؤكد ذلك ويكرره بقوله : (في أحد جناحيه داء)، فهذا شيء أصبح الآن معروفاً لدى الجميع، وأما الجانب الذي يجهله الكثير من الناس فهو وجود مضادات حيوية للجراثيم في الذباب.
ومما ذكره د/جوالة في بحثه الذي وردت أجزاء منه في كتاب المرحوم /سعيد حوى (الرسول صلى الله عليه وسلم )[13]:
1. من المعروف منذ القديم أن بعض المؤذيات يكون في سمها نفع ودواء، فقد يجمع الضدان في حيوان واحد، فالعقرب في إبرتها سم نافع، وقد يداوى سمها بجزء منها. والنحلة يخرج من إبرتها سم نافع، ويخرج من فمها شراب نافع.
2. يحضر لقاح من ذبيب الأفاعي والحشرات السامة، يحقن به لديغ العقرب، أو لديغ الأفعى.
3. يستخرج البنسلين من العفن ومواد قذرة من تراب المقابر.. الخ.
4. للجرثومة ذيفان(Toxin)وهو مادة منفصلة عن الجراثيم ـ وإذا دخل الذيفان في بدن الحيوان قام البدن بتكوين أجسام مضادة له تبطل مفعوله، وتسمى هذه المادة : مبيد الجراثيم (باكتريوفاج).
ثم يقول صاحب البحث : فهل يستبعد القول بأن الذباب يلتهم الجراثيم ضمن ما يلتهمه، فيكون في جسم الذباب الأجسام الضدية المبيدة للجراثيم التي لها القدرة على الفتك بالجراثيم الممرضة التي ينقلها الذباب إلى الطعام أو الشراب. فإذا وقعت الذبابة في الطعام فما علينا إلا أن نغمسها فيه، فتخرج تلك الأجسام الضدية فتهلك الجراثيم التي تنقلها الذبابة.
· أمثلة لاستعمال الذباب في بعض التدابير العلاجية:
ورد في كتاب L Orthopedieالمطبوع سنة 1743م وصف لعمل لبخة من الذباب، لوضعها على الجفون، ورد فيها: ( أو تؤخذ ثلاثون ذبابة عادية وتسحق ثم يضاف إليها صفار بيضة مذاباً في قليل من زيت التربنتينة، وتصنع منها لبخة توضع على الجفن، هذه اللبخة ممتازة تزيد من نمو الأهداب وغزارتها.
ورد في كتاب (Materia Medica) المطبوع سنة 1939م ـ وكان يدرس لطلاب كلية الطب في مصر قبل منتصف القرن العشرين ـ أن الذبابة الإسباني الأخضر (كانثريدس) يستخرج منه دواء لعلاج العنّة (العجز الجنسي في الرجل) .. وإن كان هذا القول لم تعززه البحوث الطبية المعتمدة!!
هذا إضافة إلى ما تحفل به كتب، مثل : تذكرة داود، حياة الحيوان الكبرى للدميري، وكتب ابن البيطار، وغيرهم، من وصفات طبية لعلاج بعض الأمراض باستعمال مسحوق أو لبخات الذباب ـ أنظر الكتب الأصلية أو ما نقله منها د/خليل خاطر في كتابه (الإصابة)[14].
حصل الدكتور /أبو الفتوح مصطفى عيد، على درجة الدكتوراه من جامعة الإسكندرية [15] تحت إشراف الدكتور /أمين رضا، وقد ورد فيها قوله: (وقد كانت الحرب العالمية حقلاً خصيباً تطور خلالها علاج هذا المرض(التهاب العظام المزمن)، ففيها استنتجت طريقة العلامة (أور) سنة 1927م، وطريقة العلاج بيرقات (Laravae) الذباب للأستاذ (بيير) سنة 1931م.
كما ورد في مقالة لمجلة (جراحة العظام الأمريكية) ـ مجلد 16 عدد 3ـ سنة 1934م، شرح لعلاج الالتهابات العظمية المزمنة باستعمال الذباب، وشرح لكيفية تربية الذباب(Rearing of Flies) لهذا الغرض. وسبق أن نشر على صفحات نفس المجلة عام 1931م، إعلان لشركة (لديرل) عن بيعها يرقات الذباب لاستعمالها للعلاج.
كما ورد في نفس المجلة(عدد أبريل 1935م) مقالة للعالم (وليم روبنسون) يشرح فيه تطور التفكير في اغتذاء الذباب على الأنسجة الميتة، وكذلك إفرازات هذه اليرقات والتمثيل الغذائي فيها، بهدف فهم سر التئام الجروح إذا تركت ملوثة بيرقات الذباب.
إن هذه البحوث والمقالات والأخبار والمعلومات، وما لم نثبته منها هنا كثير، تؤكد إمكانية استعمال الذباب على المستوى التجاري وتربيته وتسويقه بهدف علاج الجروح المتقيحة، وعلاج تقيحات العظام، ولكن هذا لم يلق الاهتمام المطلوب.ويعلل الدكتور /أمين رضا هذا في رسالة بعث بها إلى الدكتور /غريب جمعة[16]: وكلن ظهور مركبات السلفا في نفس الوقت، وظهور المضادات الحيوية الذي بدأ في الحرب العالمية الثانية، حول أنظار العلماء إلى هذه الطرق التي كانت جديدة في زمانها.
· نشرت مجلة (التوحيد) بالقاهرة في عددها الخامس لسنة 1397هـ /1977م مقالاً للأستاذ الدكتور أمين رضا (أستاذ جراحة العظام والتقويم بجامعة الإسكندرية) إثر مقالة نشرته بعض الصحف لطبيب آخر تشكك في الحديث النبوي المذكور.. قول/أمين رضا: رفض أحد الزملاء حديث الذباب على أساس التحليل العلمي العقلي لمتنه، لا على أساس سنده. وأرى أن أعارض الزميل بما يلي:
أولاً:ليس من حقه أن يرفض هذا الحديث، أو أي حديث نبوي آخر، لمجرد عدم موافقته للعلم الحالي. فالعلم يتطور ويتغير، بل ويتقلب كذلك. فمن النظريات العلمية ما تصف شيئاً اليوم بأنه صحيح، ثم تصفه بعد زمن قريب أو بعيد بأنه خطأ.
ثانياً:ليس من حقه رفض هذا الحديث، أو أي حديث آخر، لأن " اصطدم بعقله اصطداماً " على حدِّ تعبيره ـ فالعيب الذي سبب هذا الاصطدام ليس من الحديث بل من العقل، فكل المهتمين بالعلوم الحديثة يحترمون عقولهم احتراماً عظيماً. ومن احترام العقل أن نقارن العلم بالجهل. فالعلم يتكون من أكداس المعرفة التي تراكمت لدى الإنسانية جمعاء. أما الجهل فهو كل ما نجهله، أي ما لم يدخل بعد في نطاق العلم. وبالنظرة المتعمقة نجد أن العلم لم يكتمل بعد، وإلا توقف تقدم الإنسانية، وأن الجهل أضخم.. إذا قلنا إن العلم اليوم هو كل شيء، وإنه آخر ما يمكن الوصول إليه، أدى ذلك إلى الغرور بأنفسنا، وإلى التوقف عن التقدم، وإلى البلبلة في التفكير. وكل هذا يفسد حكمنا على الأشياء، ويعمينا عن الحق حتى ولو كان أمام أعينا، ويجعلنا نرى الحق خطأ، والخطأ حقاً.
ثالثاً:ليس صحيحاً أنه لم يرد في الطب شيء عن علاج الأمراض بالذباب. فعندي من المراجع القديمة ما يصف وصفات طبية لأمراض مختلفة باستعمال الذباب. أما في العصر الحديث، فجميع الجراحين الذين عاشوا في السنوات التي سبقت اكتشاف مركبات السلفا ـ أي في السنوات العشر الثالثة من القرن العشرين ـ رأوا بأعينهم علاج الكسور المضاعفة والقرحات المزمنة بالذباب، وكان الذباب يربى لذلك خصيصاً. وكان هذا العلاج مبنياً على اكتشاف (باكتريوفاج) القاتل للجراثيم، على أساس أن الذباب يحمل في آن واحد الجراثيم التي تسبب المرض، وكذلك الباكتريوفاج الذي يهاجم هذه.
رابعاً:في هذا الحديث إعلان بالغيب عن وجود سم في الذباب، وهو شيء لم يكشفه العلم الحديث بصفة قاطعة إلا في القرنين الأخيرين (التاسع عشر والعشرين) الميلاديين، وقبل ذلك كان يمكن للعلماء أن يكذّبوا الحديث النبوي لعدم ثبوت وجود شيء ضار على الذباب. ثم بعد اكتشاف الجراثيم يعودون فيصححون الحديث.
خامساً:إن كل ما نأخذه على الذباب هو الجراثيم التي يحملها، فيجب مراعاة ما نعلمه عن ذلك:
أ‌- ليس صحيحاً أن جميع الجراثيم التي يحملها الذباب جراثيم ضارة أو تسبب أمراضاً.
ب‌- ليس صحيحاً أن عدد الجراثيم التي تحملها الذبابة، أو الذبابتان، كاف لإحداث مرض فيمن يتناول هذه الجراثيم.
ت‌- ليس صحيحاً أن عزل جسم الإنسان عن الجراثيم الضارة، عزلاً تاماً، ممكن وإن كان ممكناً فهذا أكبر ضرر له. لأن جسم الإنسان إذا تناول كميات يسيرة متكررة من الجراثيم الضارة تكونت عنده (مناعة) ضد هذه الجراثيم تدريجياً.
سادساً: في هذا الحديث إعلام بالغيب عن وجود شيء على الذباب يضاد السموم التي تحملها. والعلم الحديث يخبرنا بأن الأحياء الدقيقة (من بكتريا وفيروسات وفطريات) تشن الواحدة منها على الأخرى حرباً لا هوادة فيها. فالواحدة منها تقتل الأخرى عن طريق مواد سامة تفرزها. ومن هذه المواد السامة بعض الأنواع التي يمكن استعمالها في العلاج. وهي ما نسميه " المضادات الحيوية "، مثل البنسلين والكلوروميستين وغيرهما.
سابعاً:إن ما لا يعلمه وما لم يكشفه المتخصصون في علم الجراثيم حتى الآن لا يمكن التكهن به، ولذلك يجب علينا أن نتريث قليلاً قبل أن نقطع بعدم صحة هذا الحديث بغير سند من علم الحديث، ولا سند من العلم الحديث.
ثامناً:هذا الحديث النبوي لم يدع أحداً إلى صيد الذباب ووضعه عنوة في الإناء ولم يشجع على ترك الآنية مكشوفة.
تاسعاً:إن من يقع الذباب في إنائه، ويشمئز من ذلك ولا يمكنه تناول ما فيه فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
عاشراً: هذا الحديث النبوي لا يمنع أحداً من الأطباء والقائمين على صحة الشعب من التصدي للذباب في موطنه ومحاربته وإعدامه وإبادته.
أنه يوجد في جسم الذباب نوع من البروتينات النشطة التي تملك قدرة على إبادة الجراثيم المسببة للأمراض. ونقلت صحيفة (شينخوا) عن صحيفة (شينمين) الصينية قولها: إن هذه الحشرة المقززة للنفس تمتلك بروتينات قوية قادرة على إبادة الفيروسات والجراثيم بشكل قاطع إذا بلغت كثافتها حداً معيناً. وأضافت الصحيفة: إنه يوجد في جسم الذباب أيضاً مادة الدهن، وخاصة في اليرقات التي تحتوي نسبة كبيرة من المغنزيوم والكالسيوم والفسفور. ويفكر العلماء في استخراج هذه المواد من جسم الذباب ليكون مصدراً جديداً لمركبات قاتلة للجراثيم.
وبعد مناقشة لموضوع (حديث الذباب)، عرض صاحب كتاب (معجزات في الطب للنبي صلى الله عليه وسلم [17]، خاصة،نذكر منها خلاصة الخاصة في النقاط التالية:
أ‌- يقع الذباب على الفضلات والمواد القذرة، فيحمل بأرجله وأشعاره كثيراً من الجراثيم الممرضة.
ب‌- يقع الذباب على الطعام أو الشراب، فيلمس بأرجله الملوثة بالجراثيم هذا الطعام أو الشراب، فيلوث بهذه الجراثيم، وقد يتبرز فيه فتخرج مع البراز تلك الجراثيم الممرضة في الطعام أو الشراب.
ت‌- إذا أخذت الذبابة من الطعام أو الشراب، وألقيت خارجة دون غمس، بقيت هذه الجراثيم في مكان سقوط الذبابة(أي : الطعام أو الشراب)، فإذا تناول الإنسان هذا الطعام أو الشراب الملوث دخلت الجراثيم إليه.
ث‌- أما إذا غمست الذبابة كلها، فإن هذه الحركة تحدث ضغطاً داخل الخلايا الفطرية الموجودة مع جسم الذبابة، فتزيد توتر البروز والسوائل الموجودة بداخلها زيادة تؤدي إلى انفجار الخلايا وخروج الإنزيمات (الخمائر) المهلكة بجراثيم المرض، فتقع على الجراثيم التي تنقلها الذبابة فتهلكها.. وهكذا يصبح الطعام أو الشراب طاهراً من الجراثيم الممرضة.. وهكذا توصل العلماء إلى بيان علمي للحديث النبوي الذي يؤكد ضرورة غمس الذبابة كلها في الطعام أو الشراب، ليخرج من بطنها الدواء الذي يكافح ما يحمله من داء.
ج‌- بحوث معملية حديثة على هدى الحديث النبوي :
أثبت د/خليل خاطر في كتابه (الإصابة)[18]أنه علم بوجود مجموعة بحثية لتحقيق حديث الذبابة معملياً، وقد تحدث في هذا الشأن مع د/محمد على البار، الشيخ /عبد المجيد الزنداني، د/محمد فضل الخاني، ولكنه تأكد من إجراء تجارب في هذا الموضوع بكندا والسعودية ومصر. وما أثبته في كتابه المذكور إنما هو موجز البحوث التي أجراها د/نبيه عبد الرحمن باعشن(رئيس قسم الأحياء بكلية العلوم جامعة الملك عبد العزيز ـ جدة) ومعه مشاركون هم : منصور سجيني، عبد الوهاب عبد الحافظ، ومحمود زكي. أما التقرير الذي كان مع /الشيخ عبد المجيد الزنداني ـ وللأسف فقد فُقدَ منه ـ فكان لعالمين من كندا، بدءا بحثهما من حيث انتهت بحوث اللجنة المشكلة بهذا الغرض بجامعة الملك عبد العزيز، وقد توصَّلا إلى التعرف على العامل الذي يساعد على القضاء على الجراثيم في الذبابة المنزلية، وحدّدا اسمه، وقوته، وقدرته، ونتائج قضائه على الجراثيم وطريقته في تحقيق هذا.
أما البحث الممتد، أو بالأدق سلسلة البحوث، التي اجراها باعشن وزملاؤه فكانت تحت عنوان تأثير السقوط والغمس للذبابة المنزلية على مدى تلوث الماء والأغذية بالميكروبات).
الجزء الأول: دراسة مبدئية، الجزء الثاني: تأثير درجة حموضة ماء الغمس، الجزء الثالث: تأثير السقوط والغمس للذباب على تلوث ونمو الميكروبات على الحليب. وكان مما ورد في موجز الجزء الثالث، المختص بعملية غمس الذباب في الماء أو الحليب ما يلي:
وجود عامل مثّبط لنمو الجراثيم الموجودة على الذباب، والتي تسقط في الماء أو الطعام، عند سقوط الذباب فيه، ومن ثم، الحدّ من نمو الجراثيم، وتقليل عددها أيضاً.
إن عملية الغمس تقلل من تأثير الجراثيم التي يحملها الذباب وتسقط في الماء أو الطعام عند سقوط الذباب فيه.
إن تأثير عملية الغمس هي على الجراثيم المرضية أكثر مما هي على الجراثيم الكلية (النافعة) التي لا تحمل الأمراض، وهذا ما يؤكده الحديث الشريف (داء ، شفاء).
إن فعالية الغمس أظهرت فعالية القضاء على الجراثيم عند درجات مشابهة لدم الإنسان وجسمه، بخلاف ما لو أجريت في وسط متعادل.
وهذا ما يبين المعجزة في الحديث، وهي أن النتائج قد أثبتت بشكل واضح أن الذباب إذا سقط ثم طار، فإن الجراثيم التي تسقط منه في الطعام أو الشراب تزداد أعدادها، بينما إذا غمس ثم رفع، فإن الجراثيم التي تسقط لا تبقى أعدادها كما هي، بل تبدأ بالتناقص، ويحدّ من نموها أيضاً. فلو سقط من الذبابة (1000) جرثومة مثلاً، ثم طارت الذبابة، فإن الألف تزيد لتصبح مثلا(1010ـ 1020ـ 1050هكذا) بينما لو سقط منها (2000) جرثومة ثم غمست، فإن الألفين لا يزيدا بل ولا تبقى عند حدّها، بل تنقص شيئاً فشيئاً لتصبح مثلاً( 1950ـ 1900ـ 1850.. ) حتى تصبح أقل بكثير مما سقطن وهذا ما تؤكده هذه التجارب والله أعلم.
إن هذه التجارب أثبتت صحة الحديث النبوي، أيضاً، من الناحية العلمية التجريبية، وإن كنا ننتظر ما هو أكثر من ذلك.
إن الأمر المتوقع والمنطقي أن غمس الذباب يزيد من عدد الجراثيم التي تسقط منه في الماء أو الطعام، وذلك لأنها تعطي فرصة أكبر لسقوط الجراثيم عن سطحه، بخلاف وقوفه على الطعام أو الشراب، لأن الذي يمس منه هو أطرافه وخرطومه وأطراف أجنحته، بينما في الغمس يسقط كله. هذا لو كان الأمر عادياً ومتوقعاً.
بينما أظهرت التجارب عكس ذلك تماماً، وهذا هو المذهل في الأمر، نتيجة تجارب كثيرة جداً وتكررت في مدة تزيد عن سنتين في كل من جدة والقاهرة، وفي معامل (مختبرات) الجامعات، ومن قبل أساتذة مختصين هدفهم هو الناحية العلمية، وإن كانوا قد فرحوا بالنتائج التي توصوا إليها.
إن هذه التجارب أثبتت إعجازاً علمياً في السنة يضاف إلى المعجزات العلمية الأخرى التي تدلل على معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة، في الكتاب والسنة .
وختاماً
هل ذكر الأجنحة في الحديث النبوي يفيد التخصيص، أم انه أمر اعتباري؟ في مناقشته لهذا الموضوع، أجاب د/محمد سعيد السيوطي[19]عن هذا السؤال بقوله : (وأما ما ورد في صدر الحديث الشريف (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه)، فالغمس هو لأجل أن يدخل الباكتريوفاج الشراب (أو الطعام)، وقد ثبت أن أثراً زهيداً منه يكفي لقتل جميع الجراثيم المماثلة، أي التي نشأ عنها الباكتريوفاج والجراثيم القريبة منها. وحيث ورد في نص الحديث (فليغمسه)، أي : فليغمس الذبابة كلها، فقد دخل في الغمس جسمها مع جناحيها، ولم يرد في الحديث غمس الجناحين فقط، مما دل على أن الداء والشفاء في الجناحين أمر اعتباري لا يفيد التخصيص، والأمر بغمسها يؤكد ذلك، وهو لأجل تطهير الشراب من الجراثيم، وذلك بإدخال الباكتريوفاج(عامل الشفاء) والجراثيم، وتحقق وظيفتهما على حمل ونقل الجراثيم والباكتريوفاج فقط.
· كما ينتهي د/محمد أبو شهبة[20]بعد مناقشته لهذا الموضوع إلى قوله : وبذلك يحقق العلماء بأبحاثهم تفسير الحديث النبوي الذي يؤكد ضرورة غمس الذبابة كلها في السائل أو الطعام إذا وقعت عليه (فيه) لإفساد أثر الميكروبات المرضية التي تنقلها بأرجلها أو يبرزها. وكذلك يؤكد الحقيقة التي أشار إليها الحديثن وهي أن في أحد جناحيها داء(أي : في أحد أجزاء جسمها الأمراض المنقولة بالميكروبات المرضية التي حملتها) وفي الآخر شفاء، وهو المواد الحيوية المضادة التي تفرزها الفطور ( Fungi) الموجودة على بطنها، والتي تخرج وتنطلق بوجود سائل حول خلايا الفطور المستطيلة.
وبعد مناقشته للموضوع، ختم د/غريب جمعة إحدى مقالاته[21]بقوله : إن هذا الحديث لم يدع أحداً إلى صيد الذباب ووضعه عنوة في الإناء، ولم يشجع على ترك الآنية مكشوفة، ولا على الإهمال في نظافة البيوت والشوارع، ولا يتعارض مع الحماية من أخطار انتشار الذباب بأية صورة، ولم يجبر من وقع الذباب في إنائه واشمأز من ذلك على تناول ما فيه، وهذا الحديث لا يمنع أحداً من القائمين على الصحة من التصدي للذباب في مواطنه ومحاربته، ولا يدعو إلى إقامة مزارع أو مفارخ للذباب، ومن صنع هذا أو اعتقده فقد وقع في خطأ كبير.
وفي اتصال شخصي مع الدكتور معتز المرزوقي[22]أوضح أن حديث الذباب ـ الذي نحن بصدده ـ يتضمن معجزتين علميتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم أحداهما وجود الميكروب في جانب من الذبابة ووجود المضاد الحيوي (antibiotic) في الجانب الآخر، على اعتبار أن الجناح في اللغة يدل على الميل أو الجانب، ويؤيده قول الله تعالى : (واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء )[سورة طه]. وأما المعجزة الثانية فهي في كلمة (فليغمسه)، لأن الغمس يتضمن ولوج المنطقة التي بها فطريات (فطور) حاملة للمضادات الحيوية وللميكروبات ولأن عملية الغمس تسمح للسائل أن ينتشر إلى الغشاء بالانتشار الغشائي حتى ينفجر هذا الغشاء ويخرج السيتوبلازم الذي يحتوي مضادات الميكروبات التي يكفي (2) مللي جرام منها لتطهير ألف لتر من اللبن الملوث بجميع الميكروبات.
وعموماً فإن هذا الحديث لا يتعلق ببيان أصل من أصول الدين، من الإلهيات أو النبوات أو السمعيات، ولا ببيان فريضة من فرائضه الظاهرة أو الباطنة، الشخصية أو الاجتماعية ولا ببيان أمر من أمور الحلال والحرام في حياة الفرد أو الجماعة، ولا ببيان تشريع من تشريعات الإسلام المنظمة لحياة الأسرة والمجتمع والدولة والعلاقات الدولية، ولا ببيان خلق من أخلاق الإسلام التي بعث الرسول ليتم مكارمها. ولو أن مسلماً عاش عمره دون أن يقرأ هذا الحديث أو يسمع به، لم يكن ذلك خدشاً في دينه، ولا أثر ذلك في عقيدته أو سلوكه العام.. فلا مجال لأولئك الذين يتخذون من الشبهات المثارة حول الحديث سبيلاً للطعن في الدين كله.[23]

قديم 05-12-2011, 09:01 PM   رقم المشاركة : 25
هٍقٌآآآوٍيَ
مشرف المنتدى الإسلامي






 

الحالة
هٍقٌآآآوٍيَ غير متواجد حالياً

 
هٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ما

شكراً: 1,536
تم شكره 1,377 مرة في 458 مشاركة

 
افتراضي الزيتون في القرآن الكريم والعلم الحديث

الزيتون من الأشجار المباركة والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم سبع مرات ، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أمته بأن يأكلوا من زيتها ويدهنوا به، وقد ثبت علمياً فوائد أكل زيت الزيتون ، والدهان به .
وفي هذا الموضوع سوف نحدثكم بإذن الله عن بعض الآيات القرآنية التي ورد فيها أوصاف الزيتون وفوائده، ثم نورد بعض فوائد وأوصاف الزيتون في السنة النبوية المطهرة ، وأقوال بعض الحكماء والعلماء في الزيتون، ونختم الموضوع بالصفات العلمية للزيتون مع الإشارة لأهميته الطبية وفوائده الغذائية والاقتصادية لنتعرف هذه الشجرة المباركة ونأكل زيتها وندهن به.
أولاً : الزيتون في القرآن الكريم :
قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ)[1]
لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ينعه : حال نضجه وإدراكه.
قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِين)[2].
قال تعالى : (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ
لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[3]
كمشكاة : كنور كوة غير نافذ
كوكب دري : مضيء متلأليء صاف
لا شرقية ولا غربية : الشرقية التي تصيبها الشمس إذا أشرقت ولا تصيبها إذا غربت لأن لها ستراً والغريبة العكس .

الإعجاز العلمي في هذه الآية :
للضوء تأثير بالغ في عملية البناء الضوئي ، وهي أهم عملية تتم على سطح الكرة الأرضية ، فهي أساس تثبيت الطاقة الشمسية وتحويلها إلىطاقة كيميائية في صورة مواد نشوية في النبات ، وهذه المواد النشوية تتحول داخل النبات إلى مواد أخرى دهنية وبروتينية ففي الشجرة الزيتون يتكون النشا ، ثم يتحول بعد ذلك بعمليات حيوية معقدة إلى الأحماض الدهنية والجليسيرول واللذان يتحدان بنسب معينة ليعطيان الزيت .
كما أن للضوء تأثير بالغ في عملية الإزهار ، فبعض البناتات تحتاج إلى فترة إضاءة لاتقل عن عدد معين من الساعات يومياً حتى تذهر وتسمى نباتات النهار الطويل ( Long day plnts) ومن هنا يتضح أهمية التعرض للضوء لفترة طويلة .
كما أن للضوء والحرارة تأثير بالغ على جودة المنتج النباتي وقد ثبت عملياً أن شجرة الزيتون اللاشرقية واللاغربية تعطي أجود أنواع زيت الزيتون وأنقاه.
قال تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ {1} وَطُورِ سِينِينَ {2} وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)[4].
والتين والزيتون : (قسم) بمنبتيهما من الأرض المباركة وقد قال معظم المفسرين أن المقصود هنا هو الموضع والمكان وليس النبات نفسه والله أعلم .
قال تعالى : (يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون)[5].
وقال تعالى: (ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا {26} فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا {27} وَعِنَبًا وَقَضْبًا {28}
وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا {29} وَحَدَائِقَ غُلْبًا {30} وَفَاكِهَةً وَأَبًّا {31} مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)[6]
قال تعالى : ( وشجرة تخرج من طور سيناء..
قال المفسرون في معاني الكلمات :
شجرة : هي شجرة الزيتون
تنبت بالدهن : ملتبساً ثمرها بالزيت
صبغ للآكلين : إدم لهم يغمس فيه الخبز
وأصل الصبغ ما يلون به الثوب وشبه الإدام .
الإعجاز العلمي في الآية السابقة :
الزيتون

سبق أن أوضحنا، كيف أن هذه الآية معجزة، حيث يتدخل الزيتون في صبغ الآكلين، وأستندنا إلى أسانيد علمية وتفسيرية لنرى كيف أن شجرة الزيتون تعطي ثماراً تحتوي الدهن وصبغ للآكلين . ورأينا أن سبب صبغ البشر وأختلاف الوانهم هي صبغة الميلانين الموجودة في الجلد والشعر والرموش، وأن هذه الصبغة تأتي من التيروزين يأتي من الفنيل ألانين، وأن ثمار الزيتون بكل تأكيد بها الحموض الأمينية الفنيل ألانين، وهذا تحد علمي كبير.
مواصفات الزيتون في القرآن الكريم :
من الآيات السالفة الذكر يتضح لنا أن القرآن الكريم وصف شجرة الزيتون وثمارها وزيتها وبعض منتجاتها بالمواصفات التالية :

1. الزيتون يتشابه أو لا يتشابه مع الخل والعنب وفعلاً تختلف النباتات السابقة من حيث الطبيعة البناتية ، والشكل الظاهري والمواصفات الزهرية ، والنسب غرضه ، ولكن الثابت علمياً أن هذه النباتات غير متشابهة في أشياء كثيرة، ولكن هناك تشابه أيضاً في أشياء أخرى ، فأشجار الرمان والزيتون من النباتات المتشابهة في الحجم، وفي طبيعة الأوراق، ولكنهما يختلفان في طبيعة الثمار، أما العنب فإنه يختلف عن الزيتون في طبيعة النباتات وتتشابه الثمار في التركيب والمنشأ والشكل العام (1)
2. الزيتون شجرة مباركة (2)
3. شجرة الزيتون تنتج الدهن وصبغ للآكلين (3)
ثانياً : الزيتون في السنة النبوية المطهرة :
لقد نبهتنا السنة النبوية المطهرة القولية والفعلية على أهمية استعمال زيت الزيتون سواء في الطعام أو في الدهان ، وكان عليه الصلاة والسلام يأكل زيت الزيتون ويدهن به ، وأعلمنا أن شجرة الزيتون شجرة مباركة.
1. عن أبي أسيد رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كلوا الزيت وأدهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة ) (رواه الترمذي وأحمد والحاكم )
والزيت هنا هو زيت الزيتون، كما قال ابن منظور في كتابه لسان العرب والشجرة المباركة هي شجرة الزيتون، الدهن الذي يخرج من ثمرة زيت الزيتون .
2. عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد يُحرم غسل رأسه بخطمي وأشنان، ودهنه بزيت غير كثير.
الزيتون في القرآن الكريم والعلم الحديث (2)
تحدثنا فيما سبق عن " الزيتون في القرآن الكريم (1) ومواصفات الزيتون في القرآن الكريم ، والزيتون في السنة النبوية المطهرة ، ونواصل الحديث معكم عن أقوال علماء المسلمين عن الزيتون ، والزيتون في العلم الحديث فنقول وبالله التوفيق :
ثالثاً : قالوا عن الزيتون :
(1)قال ابن عباس رضي الله عنه:
" في الزيتون منافع ، يسرج الزيت ، وهو إدام ودهان ، ودباغ ووقود يوقد بحطبه وتفله ، وليس في شيء إلا فيه منفعة ، حتى الرماد يغسل به الإبريسم وهي أ ول شجرة نبتت في الدنيا، وأول شجرة نبتت بعد الطوفان، ونبتت في منازل الأنبياء والأرض المقدسة، ودعا لها سبعون نبياً بالبركة منهم إبراهيم ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم فإنه قال : " اللهم بارك في الزيت والزيتون ".
(2)قال داوود :" الزيتون من الأشجار الجلية القدر، العظيمة النفع، تغرس من تشرين (أكتوبر) إلى كانون (ديسمبر)، فتبقى أربع سنين ثم يثمر فيدوم ألف عام .

(3)قال ابن سينا في كتابه (القانون في الطب) :"الزيتون شجرة عظيمة توجد في بعض البلاد وقد يعتصر من الزيتون الفج الزيت، وقد يعتصر من الزيتون المدرك، وزيت الإنفاق هو الزيت المعتصر من الفج ، والزيت قد يكون من الزيتون البستاني وقد يكون من الزيتون البري".
(4)قال الدكتور صبري القباني في كتابه الغذاء لا الدواء " لقد عرف الإنسان شجرة الزيتون منذ أقدم العصور فاستغلها خير استغلال إذا ائتدم بثمرها واستضاء بزيتها واستوقد وجزل حطبها.
(5)قال الدكتور حسان شمسي باشا في كتابه زيت الزيتون بين الطب والقرآن : قال الدوس هكسلي في كتابه شجرة الزيتون " لو كنت استطيع الرسم ، وكان لدي الوقت الكافي لقضيت عدة سنوات وأنا أرسم لوحات تصور شجرة الزيتون ، فكم هناك من أشكال مختلفة لشجرة واحدة ؟ هي شجرة الزيتون .
(6)قال ابن وكيع يصف الزيتون :
انظر إلى زيتوننا .. فيه شفاء المهج
بدا لنا كأعين ……. شهل وذات دعج
مخضرة زبرجد ..مسودة من سبح

رابعاً : شجرة الزيتون في العلم الحديث :
النسب العلمي :
شجرة الزيتون ( Olea Tree) من الأشجار المعمرة التابعة للفصيلة الزيتونية ( Family :Oleaceae) التابعة لرتبة الملتقات ( Order:Cantortae ) من ذاوات الفلقتين التابعة للنباتات البذرية من النباتات الزهرية في المملكة النباتية .
الشكل الظاهري لشجرة الزيتون :
الزيتونة شجرة دائمة الخضرة يصل إرتفاعها إلى 15 متراً، أوراقها بسيطة معنقه سهمية متقابلة ذات لون أخضر داكن (زيتوني ) تخرج من آباطها البراعم الزهرية في نورات يصل عدد أزهارها من 10ـ 40 زهرة ، وتزهر الشجرة ثم تثمر بعد 4ـ5 سنوات وتستمر في إعطاء ثمارها أكثر من ألفي عام ، وثمرة الزيتون من الثمار الغضة Fleshy Fruits حسلة ( Drupe) يتميز غلافها الخارجي بأنه جلدي رقيق ، والطبقة المتوسطة شحمية ، أما الطبقة الداخلية فخشبية سميكة بداخلها بذرة اندوسبرمية والجنين مستقيم تكون الثمرة في البداية خضراء داكنة ثم تتحول إلى سمراء بعد نضحها .
خشب شجرة الزيتون من الأخشاب الممتازة ذات اللون البني العسلي غني بالمواد الحافظة التي تمنع تلفه وتسوسه وإصابته بالحشرات أو الأرضة (النمل الأبيض) والذي يعتبر من ألد أعداء المواد الخشبية .
القيمة الغذائية لثمار الزيتون :
ثمار الزيتون من الثمار الغنية بالزيت ، وكما هو معلوم فإن الزيت يتكون من الأحماض الدهنية ( Fatty Acids) والجليسرول ( Glycerol).
وفيما يلي القيمة الغذائية لكل 100جرام من الزيتون:
1. بروتينات 1.5جرام
2. زيت 13.5جرام
3. مواد سكرية 4جرام
4. بوتاسيوم 91 مليجرام
5. كالسيوم 61مليجرام
6. مغنسيوم 22مليجرام
7. فوسفور 17مليجرام
8. حديد 1مليجرام
9. نحاس22مليجرام
10. ألياف 4.4 جرام
11. كاروتين 180 ميكروجرام
12. فيتامين أ300وحدة
وبتحليل الزيت وجد أنه يحتوي الأحماض الدهنية التالية :
1. حمض الأولييك Oleic Acid
2. حمض البالمتيك Palmitic Acid
3. حمض الينولييكLinoleic Acid
4. حمض الاستياريك stearic Acid
5. حمض الميرستيكMyrisitic Acid
وقد سبق أن شرحنا في موضوع النخل في القرآن الكريم والعلم الحديث أهمية كل من البروتينات والدهون والسكريات والأملاح والألياف وبعض الفيتامينات للجسم (ويمكن الرجوع إليها ) .
وقد قام مؤلف هذا الكتاب بتحليل عينات مختلفة من الزيوت التالية :
1. زيت الكتان ( linseed Oil)
2. زيت الفول السوداني ( Peanut Oil)
3. زيت السمسم ( Sesame Oil)
4. زيت بذرة القطن ( Cotton Seed Oil)
5. زيت فول الصويا( Soyabean Oil)
6. زيت الزيتون ( Olive Oil)
مستخدماً الفصل الكروماتوجرافي الرقيق T.L.C والفصل الغازي السائل G.L.C ووجد أن زيت الزيتون من أفضل الزيوت السابقة ، حيث أدت إضافته إلى مزارع الفطريات إلى تحسين إنتاج تلك الفطريات ويرجع ذلك لاحتوائه على كمية عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة ، وعلى كمية عالية من الجليسريدات الثلاثية (Triglycerides ).
وترجع القيمة الغذائية والطبية العالية لزيت الزيتون لاحتوائه على نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة الأحادية والتي تصل إلى 83% من زيت الزيتون وهي تفوق نسبتها في الزيتون الأخرى بكثير.
كما يحتوي زيت الزيتون على نسب عالية من الفيتامينات وخاصة فيتامين E.B والكاروتين .
لذلك قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (كلوا الزيت وادهنو به فإنه من شجرة مباركة).
والزيت المذكور هنا هو زيت الزيتون فقد جاء في لسان العرب لابن منظور أن الزيت : عصارة الزيتون والزيتون شجرة معروفة والزيت : دهنه.
وزيت الزيتون، هو الزيت الوحيد الذي كان معروفاً ومشهوراً في الأيام السابقة بالمنطقة العربية فعندما يذكر الزيت فإنهم يعنون زيت الزيتون .

الفوائد الطبية لزيت الزيتون :
لزيت الزيتون فوائد طبية كثيرة نذكر منها على سبيل المثال:
النسبة المفيدة منه بالجسم على عكس الدهون والزيتون الأخرى.
يحمي الجسم من أمراض تصلب الشرايين القلب.
يؤدي تناول زيت الزيتون إلى هدوء الأعصاب وانخفاض ضغط الدم المرتفع .
يؤدي تناول زيت الزيتون إلى تحسين حالة مريض السكر المرضية حيث يحافظ على مستوى سكر الدم والجليسريدات الثلاثية عند مرضى السكر.
زيت الزيتون مضاد للإمساك، وملطف للبشرة ودهان ممتاز للشعر ، ومانع لقشرة الرأس، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : " كلوا الزيت وأدهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة ".

الأهمية الاقتصادية لشجرة الزيتون :
لشجرة الزيتون أهمية خاصة عند العرب والمسلمين منها :
شجرة الزيتون من أهم الأشجار التي تنبت في فلسطين المحتلة، وأسبانيا المسلمة الضائعة وسيناء وسوريا ولبنان وهي كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " شجرة مباركة".
يستخدم خشبها في صناعة أفخر أنواع الأثاث الخشبي
يستخدم تفل النوى (المتبقي بعد عصر الزيت) في علف الدواب، وتسميد الأرض ، ووقود وفي تطيين الجدران .
تستعمل أوراق شجرة الزيتون في معالجة أمراض الأسنان واللثة عند مضغها خضراء.
تعطي شجرة الزيتون حوالي 60 كيلوجرام من الزيتون المستخدم في التخليل والتغذية وينتج منه زيت الزيتون .
شجرة الزيتون تعمر أكثر من 5آلاف سنة، ولا تحتاج إلى مجهود كبير في الرعاية فهي حقاً شجرة مباركة .
فهل بعد ذلك لا نأكل زيت الزيتون ولا نَّدهن به ونعتني بشجرة الزيتون تلك الشجرة المباركةّ!!!!

قديم 05-26-2011, 04:08 PM   رقم المشاركة : 26
هٍقٌآآآوٍيَ
مشرف المنتدى الإسلامي






 

الحالة
هٍقٌآآآوٍيَ غير متواجد حالياً

 
هٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ما

شكراً: 1,536
تم شكره 1,377 مرة في 458 مشاركة

 
افتراضي إحياء الأرض في القرآن الكريم والعلم الحديث



قال تعالى : (وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهـَا وَبَثَّ فِيهـَا مِن كُلِّ دَآبَّة)[1] وقال سبحانه : (وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)[2].
وقال سبحانه : (فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[3].
فهل هناك أرض حية بمعنى كلمة حية. وما تعني كلمة الحياة من معان ومدلولات ؟

هل الموت هنا موت فعلي ، والحياة هنا حياة فعلية .
أم أنها صور بيانية وكلمات مجازية وألفاظ لغوية كما يدعي الجاهلون الماديون ؟
نعم علمياً توجد أرض ميتة لا تنبت زرعاً ولا تخرج نباتاً، يتصف معظمها بالصفات التالية :
1. أرض صخرية أو حصوية أو رملية أو طينية .
2. خالية من عديد من الكائنات الحية ومن الدبال .
3. لا تنبت الزرع ولا تخرج الكلأ
4. غير قابلة للزراعة إلا إذا أحييت أولاً إذ هي أرض ميتة

وعلمياً توجد أرض حية لها المواصفات التالية :
1. بها جزء معدني (صخر ـ رمل ـ طين ).
2. مأهولة بالعديد من الكائنات الحية .
3. بها بقايا الكائنات الحية .
4. تنبت الزرع إن وجد الماء
5. السعة المائية لها مختلفة عن سعتها المائية قبل إحيائها .
6. قوى التماسك وقوى التلاصق بين جزيئاتها مختلفة عنها قبل إحيائها .
7. تموت وتتصحر إذا غاب عنها الماء مدة طويلة ، وإذا لم تزرع أو نزرع كساءها الخضري مدة طويلة أو لوثت ببعض الملوثات المميتة لها.
ولكن كيف تكونت الأرض الزراعية ؟ وكيف حييت بعد موتها .
في البداية كان سطح الكرة الأرضية عبارة عن كتلة صخرية .
تدخلت بعض العوامل الخارجية لتفيتيت الصخور بإذن الله .
بعد ذلك نمت على سطحها بعض الكائنات الحية في وجود الرطوبة الموجودة في الهواء وضوء الشمس وهذه الكائنات تسمى الأشن : وهي عبارة عن طحلب وفطر يعيشان مع بعضهما معيشة تكافلية .
حيث يثبت الطحلب الطاقة الشمسية ويقوم بعملية التمثيل الضوئي ويكون المصادر الكربونية والنتروجينية له وللفطر.
والفطر يمتص الرطوبة الجوية وينتج كميات هائلة من الإنزيمات تحلل الصخور تجعلها تذوب في الماء وتصبح في هيئة جزيئات صغيرة يمتصها الطحلب وتصبح صالحة للتغذية النباتية .
بعد مدة تتفتت الصخور بالإنزيمات الناتجة من الفطريات الموجودة في الأشن .
وتساعد درجات الحرارة والبرودة والأمطار الحمضية على تفتيت الصخور.

بعد مدة تموت الأشنات وتتحلل فيزداد المحتوى العضوي للتربة ، وتصبح التربة مناسبة لإرتياد بعض الكائنات الحية الدقيقة مثل : البكتيريا والفطريات والاكتينوميسيات .
بعد ذلك تصبح التربة صالحة لإرتياد بعض أنواع الطحالب تسمى الطحالب الخضراء المزرقة فتقوم بتفيت الصخور وزيادة المحتوى العضوي للتربة .
تزداد وتتنوع الكائنات الحية الدقيقة في التربة

في المرحلة التالية :
ترتاد التربة أنواعاً جديدة من النباتات الثالوسية التي ليس لها جذور أو سيقان أو أوراق تسمى الحزازيات وتدب الحياة أكثر في التربة وتصبح أرضاً حية أكثر .
بعد ذلك تظهر السراخس ويزداد دبال التربة وزيادة عدد الكائنات الحية .

في المرحلة السابقة تقطن التربة العديد من الحشرات والديدان والحيوانات الأخرى.

وبالدرسة وجد أن المتر المكعب الواحد من التربة الزراعية به:
200 ألف حشرة .
100 ألف نوع من العثة .
20 مليون دودة خيطية
وأعداداً لا تكتب أرقامها بسهولة من البكتيريا والفطريات والطحالب الخضراء المزرقة .
ووجد أن كل 10 أمتار مكعبة تحتوي على 25 ألف مليون حيوان صغير أي ما يعادل وزن بقرتين كاملتين .
لكل نبات من النباتات معراة البذور، ومغطاتها ، ينمو في التربة، مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة والحشرات والحيوانات الأخرى تعيش محيطه الجذري في التربة وإن إنتاج النبات وحياته في أحيان كثيرة تكون مرتبطة بهذه الكائنات الحية .
توجد بكتيريا وفطريات جذرية، وإذا عقمت التربة أو رشت ببعض المبيدات الفطرية والبكتيرية فإن هذه الكائنات الحية تموت وتقل خصوبة التربة وتدب فيها عوامل الموت والتصحر.
وعملية التصحر التي تهدد العديد من الدول ما هي إلا عملية موت للأرض الزراعية وتحولها إلى أرض ميتة قاحلة .
تجريف الأرض الزراعية يميت الأرض الزراعية ويجعلها غير صالحة للزراعة .
غياب المياه فترة عن الأرض الزراعية يحولها من أرض حية خصبة قابلة للزراعة إلى أرض ميتة غير صالحة للزراعة .
التصحر يقضي على الكساء الخضري ويميت الأرض ويهدم بنيانها الحيوي .
قطع الغابات يقضي على الكساء الخضري ويحولها بعد مدة إلى أرض صحراوية .
إذاَ عملياً توجد أرض حية وأرض ميتة وأن الماء من أهم العوامل في حياة الأرض .
عملياً توجد أرض حية وأرض ميتة .
قرآنياً توجد أرض حية يحيها الله سبحانه وتعالى بالماء .


قال تعالى : (وللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ )[4].

وقال سبحانه وتعالى في إعجاز معجز وعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )[5].

فهل كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عالماً بعلوم الفلك والتربة والكائنات الحية الدقيقة والحيوانات الأولية والزراعة والماء وغيرها من العلوم حتى يقرر أن هناك أرض حية وأرض ميتة ؟
وهل كان فينا ، قبل أن يتعلم العلم ، من يعلم أن الأرض الزراعية أرض حية وبها حياة كحياتنا تماماً ؟ وأنه توجد أرض ميتة بمعنى كلمة الموت المعلومة لنا جميعاً أم أنه القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والذي لا تنقضي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد .
وأنه كتاب أحكمت آياته وأنه المعجزة الباقية التي تتحدى الناس جميعاً على مر العصور والأزمنة على أن يأتوا بسورة من مثله .

قديم 06-19-2011, 08:18 PM   رقم المشاركة : 27
هٍقٌآآآوٍيَ
مشرف المنتدى الإسلامي






 

الحالة
هٍقٌآآآوٍيَ غير متواجد حالياً

 
هٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ما

شكراً: 1,536
تم شكره 1,377 مرة في 458 مشاركة

 
افتراضي الفراشة الحشرة الخارقة

قال تعالى : (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ) (القارعة:4).

لقد شبه الله سبحانه وتعالى حركة الناس يوم القيام في ارتباكهم كالفراش المنتشر وهي إشارة خفية إلى هذه الحشرة التي هي من مخلوقات الله تعالى فكل ما في الوجود من مخلوقات هو إعجاز و معجزة يستحيل خلق مثلها و سوف نتحدث عن بعض عجائب الفراش ونكتشف بديع خلق الله ودقة تكوينه للفراش .
توجد في الدنيا الملايين من النباتات والحيوانات المختلفة الأنواع التي تظهر أمامنا، والتي تثبت على وجود الخالق.
وبدون شك فإن الكتابة على هذه الكائنات الحية لاتسع كتابتها في كتاب بل يحتاج إلى مجلدات لكتابتها وهنا سنذكر بعض الأمثلة للأحياء التي لا يمكن أن تأتي صدفة وهذا ما سنقوم بإثباته هنا.
لو كان لدينا 450-500 بيضة ،وهذه البيوض نريد الاحتفاظ بها في الخارج وحماية البيوض من الرياح التي تبعثرها هنا وهناك ماذا يمكن أن نفعل وكيف نتخذ الاحتياطيات اللازمة لذلك.فمن الكائنات الحية التي تستطيع أن تضع في المرة الواحد ما يقارب (450_500) بيضة في المرة الواحدة هي حشرة الحرير
وللمحافظة على البويضات تقوم بهذا التدبير المنطقي وهو ربط البويضات بعضها ببعض بواسطة مادة خيطية لاصقة تقوم بإفرازها وبهذا تمنع تناثر البيوض في الأطراف. وبعد خروج هذه اليسروعات تقوم بربط نفسها على غصون شجرة ملائمة لها بواسطة الخيوط التي تفرزها. ومن اجل نموها تقوم بأفرازات خيطية لحياكة الشرنقة، فهذه اليسروعات في خلال 3-4 أيام تقوم بهذه الأعمال كلها. وفي خلال هذه المدة تبدأ بالالتفاف الآف المرات حول نفسها ونتيجة لذلك تنتج ما يقارب 900-1500 متر من الخيوط وبعد أن تنتهي من هذا العمل وبدون أن ترتاح تقوم بعملية التغيير من دودة داخل شرنقة إلى حشرة كاملة (الفراشة).{اَفَمن يخلُقُ كَمَن لا يخَلُقُ اَفَلاَ تَذَكَّرُون}(سورة النحل، 17).
الأم الحشرة الكاملة "التي تصنع الحرير" من أين تعلمت كيفية المحافظة على أطفالها واليرقات الصغيرة الحجم والتي ليس لها إلا أيام من خروجها من بيوضها كيف تقوم بهذه الأعمال, هذا ما لم تستطيع نظرية دارون إيضاحه.فقبل كل شيء (أولا) كيف استطاعت الأم أن تفرز هذه الخيوط لتلصق بها بيوضها واليرقات التي خرجت من البيضة كيف استطاعت أن تجد مكان مناسب لها لتصنع شرانقها ومن ثم تستطيع أن تتغير دون أن تكون هناك مشاكل. فهذه الأشياء كلها فوق حدود طاقة فهم الإنسان.
ففي هذه الحالة يمكن أن نستنبط وبكل بساطة أن كل دودة تعرف ما ستفعله في الدنيا. وهذا يعني أنها قد تعلمت هذه الأشياء قبل أن تأتي إلى الدنيا.
ونستطيع أن نوضح هذا بالمثال الآتي: فالطفل المولد جديداً وبعد مرور عدد ساعات من الولادة يقف الطفل على رجليه ويقوم بجميع ما يحتاجه لصنع فراش للنوم (الغطاء، الوسادة، زربية) وبعد إتمامه ينام عليه فإذا ما رأيتم هذا الشيء ماذا ستفكرون؟ وبعد انتهاء الدهشة ستصلون إلى نتيجة وهي أن الطفل قد اخذ هذا التعليم وهو في بطن أمه. وهذا شبيه بما يفعله اليرقات.
وهنا توصلنا إلى نفس النتيجة وهي أن الأحياء تلد، تتصرف وتعيش مثل ما أراد الله لهم. فكما بين الله سبحانه وتعالى في القرآن كيف أن النحل تعمل العسل بوحيٍ من الله {وأوحى رَبُّكَ إلى النَّحل أن أتخذى مِنْ الجِبَال بُيُوتاً وَمِنْ الشَّجَرِ وَمَّمِا يَعرِشُونَ ثُمَّ كُلِى مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فاسلكي سُبُلَ رَبِكَ ذُلُلًا يَخُرُج مِنْ بُطُوِنُهَا شَرابٌ مُخْتَلِفٌ ألوانه فِيِه شِفَاءٌ للِنَّاسِ إن في ذلِكَ لآية لِقَومٍ يَتَفكَّرُون} (سورة النحل، 68-69).
تناظر الأجنحة
لو نظرنا وبدقة إلى أجنحة الفراشة نرى أمامنا أجنحة متناظرة الشكل وبدون قصور فهذه الأجنحة الشفافة ، أشكالها، نقاطها، والألوان التي تجملها فأنها خلقت كاللوحة مرسومة أمامنا دون قصور فانها تمثل لنا شيء فوق العادة في صناعتها.
فأجنحة الفراشة مهما تكون مختلفة فإن أجنحتها الاثنان كل منها تشبه الواحدة الآخر في أدق رسوماتها وانتظام نقاطها وألوانها فلا توجد اختلاط في ألوانها الموجودة. فهذه الألوان تتكون من أقراص صغيرة جدا مرتبة واحدة بجانب الآخر. فإذا ما لمسنا هذه الأقراص الصغيرة فإنها تتشتت (تتفرق) فكيف تكون هذه الأقراص الصغيرة دون أن تفقد أو تضل صفوفها فتكون نفس النقشة في كلا الجناحين فلو تغيير مكان أي قرص من هذه الأقراص الصغيرة فانها تظهر في الأجنحة فليس هناك على وجه الأرض فراشة أجنحتها بدون نظام كأنها من صنع رسام واحد فهذا ، لأنه فعلا من صنع رسام واحد أو صانع واحد وخالق واحد عظيم. صاحب جميع الكائنات الذي هو الله الذي لا مثيل لخلقه يبين لنا صفاته في أجنحة فراشة.{هُوَ اللهُ الخَالَقُ البَارِئُ المُصَوِرُ لَهُ الأسماء الحُسنى يُسَبّحُ لَهُ مَا في السَّموَاتِ والأرض وَهُوَ العَزيُز الحَكيمُ} (سورة الحشر، 24).

آخر تعديل هٍقٌآآآوٍيَ يوم 06-19-2011 في 08:21 PM.

قديم 07-01-2011, 12:30 AM   رقم المشاركة : 28
هٍقٌآآآوٍيَ
مشرف المنتدى الإسلامي






 

الحالة
هٍقٌآآآوٍيَ غير متواجد حالياً

 
هٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ما

شكراً: 1,536
تم شكره 1,377 مرة في 458 مشاركة

 
افتراضي أفرايتم النار التي تورون ؟

في السطور القليلة القادمة سنعيش مع قول ربنا سبحانه وتعالى : (الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ)[1] لنرى العلاقة بين الشجر الأخضر بالذات والنار ، ولنعلم أن القرآن الكريم سبق كل مختبرات النبات الحديث ، وقرر أن هناك علاقة وطيدة بين النار والشجر والخضر وأن البحث في هذه الآية واجب شرعي حيث أمرنا الله سبحانه وتعالى بالبحث في مصدر النار التي نقدحها ونوقدها.

فقال تعالى : (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ {71} أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ {72} نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ)[2].
إذا بحثنا في الأصل النار والطاقة الحرارية على الأرض لوجدنا أن مصدرها الأصلي هو الشمس وأن المثبت الأول لطاقة الشمس الضوئية على الأرض هو النبات والنبات الأخضر بالذات . فهو الذي يقتنص الطاقة الضوئية الشمسية ويحولها إلى طاقة كيميائية بعملية البناء الضوئي (Photosynthesis) في وجود الخضر أو اليخضور والذي يسمى بالكلوروفيل ( Chlorophyll) في عملية تغذية ضوئية ذاتية ( Photoautotrophic) حيث يثبت النبات ثاني أكسيد الكربون من البيئة المحيطة ، ويعطي المواد الغذائية والمواد العضوية الغنية بالطاقة والتي منها الكربوهيدرات والزيت والخشب والمطاط وخلافه ، والتي تتحول بعد موت النبات إلى فحم وزيت بترول وغازات طبيعية وخلافه من مواد الطاقة المستخدمة في حياتنا قديماً وحديثاً .
وإذا غاب اللون الأخضر هلك النبات، وإذا هلك النبات توقف البناء الضوئي واختفت كل صور الطاقة السابقة، وأنعدمت الحياة على الأرض واختلت نسبتها ثاني أكسيد الكربون والأوكسجين وتوقفت كل دورات الحياة عليها.

إذاً عندما يربط القرآن الكريم بين النار والشجر الأخضر فهذا إعجاز وسبق علمي كبير وعندما يطلب الله سبحانه وتعالى منا أن نتفكر في أمر النار التي نقدحها فإنما يدلنا على أعظم عملية حيوية تتم على سطح كرتنا الأرضية .
والإنسان عندما يقدح الحجارة أو عيدان الثقاب ، أو أي آلة أخرى إخترعها لإنتاج الطاقة فإنه في البداية استغل طاقة جسمية في ذلك العمل وأن هذه الطاقة مصدرها الغذاء الذي يتناوله وأن النبات الأخضر هو مصدرها هذا الغذاء والطاقة التي يعيش عليها الإنسان .
وعندما يجد الإنسان مصدراً للإشعال فإنه يحتاج إلى المواد العضوية من خشب وزيت وفحم وبترول وغاز طبيعي لكي تستمر عملية الإشعال والإشعال لإنتاج الطاقة .
والكائنات الحية الدقيقة التي تتغذى تغذية ذاتية كيميائية (Chemoautotrophi) أو تغذية غير ذاتية ( Heterotrophic ) أو تغذية مختلطة (Mixotrophic ) أو تغذية مختلطة ( Mixotrophic) لتعطي المواد الغذائية والطاقة الحيوية هذه الكائنات تستغل الطاقة التي ثبتها النبات سابقاً بعملية البناء الضوئي في وجود اللون الأخضر.

والحيوان عندما يستخدم في إنتاج الطاقة، فإننا نستغل طاقة الغذاء فيه، التي سبق للنبات أن جهزها له بعملية البناء الضوئي في وجود اللون الأخضر .
مما سبق نفهم أن الرابط بين الشجر والخضرة والنار إعجاز علمي كبير يحتاج إلى علم ومختبرات وبحوث ودراسات متقدمة ، فهل كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عالماً بعلم الشكل الظاهر للنبات وعلم وظائف الأعضاء (فسيولوجي) للنبات والحيوان، وعلوم البيئة والكيمياء والفيزياء والجيولوجيا حتى يقرر هذه الحقيقة العلمية الهائلة في كلمات بليغة موجزة (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون ).
فهل بعد ذلك يشكك المرجفون في إعجاز القرآن الكريم ويطلبون منا أن نكف عن البحث بين كلماته لنرى المعجزات التي أودعها الله تعالى فيه والتي تستخدم الأسلوب العلمي المادي بين المادي في ترسيخ الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .
وهل للمسلمين من عبرة وعظة وصحوة علمية حتى يحققوا خلافتهم في الأرض وذلك بالعلم والبحث العلمي، أم أنهم آثروا الذل والصغار وقرروا أن يعيشوا عالة على أعداء الله، يفكرون لهم ويطعمونهم ثم يشككونهم في دينهم وقرآنهم ونبيهم وقوة الدفع الذاتية عندهم .
ولذلك ربطت الآيات بعد ذلك بين قدرة الله سبحانه وتعالى وهذه النعم، حيث قال بعد آية سورة يس السابقة مباشرة أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ {81} إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )[3]
ثم قال عقب آيات سورة الواقعة : ( نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للموقين فسبح باسم ربك العظيم ).
وهذا يدلل على أن الهدف والغاية من كل هذه الآيات هو إذعان العبد لله سبحانه وتعالى رب كل شيء ومليكه وأننا إذا أعددنا نعم الله علينا ما أحصيناها .
وأن من يكفر بهذه النعم فمآله إلى العذاب والنار ، ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومآله إلى الجنة والنعم المقيم .

آخر تعديل هٍقٌآآآوٍيَ يوم 07-01-2011 في 12:35 AM.

قديم 07-11-2011, 05:31 PM   رقم المشاركة : 29
هٍقٌآآآوٍيَ
مشرف المنتدى الإسلامي






 

الحالة
هٍقٌآآآوٍيَ غير متواجد حالياً

 
هٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ماهٍقٌآآآوٍيَ عضوية مشهورة نوعاً ما

شكراً: 1,536
تم شكره 1,377 مرة في 458 مشاركة

 
افتراضي "التلبينة" وصية نبوية.. وحقيقة علمية


عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: (أنها كانت إذا مات الميت من أهلها، فاجتمع لذلك النساء، ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها، أمرت ببرمة(قدر من حجارة أو نحوها) من تَلْبِينَةفطُبخت، ثم صُنِعَ ثَريد(خبز يفتت ثم يبل بمرق) فصُبَّت التَّلْبِينَة عليها، ثم قالت: كلن منها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: التَّلْبِينَة مُجِمَّةٌ لفؤاد(تريح القلب وتزيل عنه الهم وتنشطه) المريض، تذهب ببعض الحزن). [أخرجه مسلم في السلام، باب: التلبينة مجمة لفؤاد المريض، رقم: ]2216.
ثمة أشياء تبدو في أعيننا بسيطة متواضعة القيمة.. لكن تأملها بعين الحكمة يكشف لنا عن كنوز صحية ندوس عليها ونحن نمضي في طريقنا نحو المدنية المعاصرة.. مثقلين بالشحوم ومكتظين بالسكر وملبكين معويا ومعنويا. ومن تلك الكنوز التي أغفلها بصر الإنسان ولم تغفلها بصيرة النبوة.. كنز التلبينة!!
وهي حساء يُعمل من ملعقتين من دقيق الشعير بنخالته ثم يضاف لهما كوب من الماء، وتطهى على نار هادئة لمدة 5 دقائق، ثم يضاف كوب لبن وملعقة عسل نحل. سميت تلبينة تشبيها لها باللبن في بياضها ورقتها. وقد ذكرت السيدة ‏عائشة رضي الله عنها أن النبي علية الصلاة والسلام أوصى بالتداوي والاستطباب بالتلبينة قائلا: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن" صحيح البخاري.
ومن المذهل حقا أن نرصد التطابق الدقيق بين ما ورد في فضل التلبينة على لسان نبي الرحمة وطبيب الإنسانية وما أظهرته التقارير العلمية الحديثة التي توصي بالعودة إلى تناول الشعير كغذاء يومي؛ لما له من أهمية بالغة للحفاظ على الصحة والتمتع بالعافية.


تخفض الكولسترول وتعالج القلب
أثبتت الدراسات العلمية فاعلية حبوب الشعير الفائقة في تقليل مستويات الكولسترول في الدم من خلال عدة عمليات حيوية، تتمثل فيما يلي:
أ. تتحد الألياف المنحلة الموجودة في الشعير مع الكولسترول الزائد في الأطعمة فتساعد على خفض نسبته في الدم.
ب. ينتج عن تخمر الألياف المنحلة في القولون أحماض دسمة تمتص من القولون، وتتداخل مع استقلاب الكولسترول فتعيق ارتفاع نسبته في الدم.
ج. تحتوي حبوب الشعير على مركبات كيميائية تعمل على خفض معدلات الكولسترول في الدم، ورفع القدرة المناعية للجسم مثل مادة "بتا جلوكان" B-Glucanوالتي يعتبر وجودها ونسبتها في المادة الغذائية محددا لمدى أهميتها وقيمتها الغذائية.
د. تحتوي حبوب الشعير على مشابهات فيتامينات "هاء" Tocotrienol التي لها القدرة على تثبيط إنزيمات التخليق الحيوي للكولسترول، ولهذا السبب تشير الدلائل العلمية إلى أهمية فيتامين "هاء" الذي طالما عرفت قيمته لصحة القلوب إذا تم تناوله بكميات كبيرة.
وعلى هذا النحو يسهم العلاج بالتلبينة في الوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية؛ إذ تحمي الشرايين من التصلب -خاصة شرايين القلب التاجية- فتقي من التعرض لآلام الذبحة الصدرية وأعراض نقص التروية (Ischemia واحتشاء عضلة القلب ( Heart Infarction).
أما المصابون فعليا بهذه العلل الوعائية والقلبية فتساهم التلبينة بما تحمله من خيرات صحية فائقة الأهمية في الإقلال من تفاقم حالتهم المرضية. وهذا يظهر الإعجاز في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض.."، ومجمة لفؤاد المريض أي مريحة لقلب المريض!!

علاج للاكتئاب
كان الأطباء النفسيون في الماضي يعتمدون على التحليل النفسي ونظرياته في تشخيص الأمراض النفسية، واليوم مع التقدم الهائل في العلوم الطبية يفسر أطباء المخ والأعصاب الاكتئاب على أنه خلل كيميائي.. كما يثبت العلم الحديث وجود مواد تلعب دورًا في التخفيف من حدة الاكتئاب كالبوتاسيوم والماغنسيوم ومضادات الأكسدة وغيرها... وهذه المواد تجتمع في حبة الشعير الحنونة التي وصفها نبي الرحمة بأنها "تذهب ببعض الحزن".
ولتوضيح كيف تؤثر المواد التي يحويها الشعير في الاكتئاب، وتخفف من حدته نذكر أهم تلك المواد المضادة للاكتئاب والموجودة في الشعير، ومنها:
- المعادن: فتشير الدراسات العلمية إلى أن المعادن مثل البوتاسيوم والماغنسيوم لها تأثير على الموصلات العصبية التي تساعد على التخفيف من حالات الاكتئاب، وفي حالة نقص البوتاسيوم يزداد شعور الإنسان بالاكتئاب والحزن، ويجعله سريع الغضب والانفعال والعصبية. وحيث إن حبة الشعير تحتوي على عنصري البوتاسيوم والماغنسيوم فالتلبينة تصلح لعلاج الاكتئاب، ويلاحظ هنا أن الدراسات العلمية تستخدم كلمة "التخفيف من حالات الاكتئاب"، ونجد ما يقابلها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تذهب ببعض الحزن"، وهذه دلالة واضحة على دقة التعبير النبوي الذي أوتي جوامع الكلم.

- فيتامين "B": فقد يكون أحد مسببات أعراض الاكتئاب هو التأخر في العملية الفسيولوجية لتوصيل نبضات الأعصاب الكهربية، وهذا بسبب نقص فيتامين "B"؛ لذلك ينصح مريض الاكتئاب بزيادة الكمية المأخوذة من بعض المنتجات التي تحتوي على هذا الفيتامين كالشعير.
- مضادات الأكسدة: حيث يساعد إعطاء جرعات مكثفة من حساء التلبينة الغنية بمضادات الأكسدة (فيتامين E وA) في شفاء حالات الاكتئاب لدى المسنين في فترة زمنية قصيرة تتراوح من شهر إلى شهرين.
- الأحماض الأمينية: يحتوي الشعير على الحمض الأميني تريبتوفان Tryptophan الذي يسهم في التخليق الحيوي لإحدى الناقلات العصبية وهي السيروتونين Serotonin التي تؤثر بشكل بارز في الحالة النفسية والمزاجية الإنسان.
علاج للسرطان وتأخر الشيخوخة
تمتاز حبة الشعير بوجود مضادات الأكسدة مثل (فيتامين E وA)، وقد توصلت الدراسات الحديثة إلى أن مضادات الأكسدة يمكنها منع وإصلاح أي تلف بالخلايا يكون بادئا أو محرضا على نشوء ورم خبيث؛ إذ تلعب مضادات الأكسدة دورا في حماية الجسم من الشوارد الحرة (Free radicals) التي تدمر الأغشية الخلوية، وتدمر الحمض النووي DNA، وقد تكون المتهم الرئيسي في حدوث أنواع معينة من السرطان وأمراض القلب، بل وحتى عملية الشيخوخة نفسها.
ويؤيد حوالي 9 من كل 10 أطباء دور مضادات الأكسدة في مقاومة الأمراض والحفاظ على الأغشية الخلوية وإبطاء عملية الشيخوخة وتأخير حدوث مرض الزهايمر.
وقد حبا الله الشعير بوفرة الميلاتونين الطبيعي غير الضار، والميلاتونين هرمون يفرز من الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ خلف العينين، ومع تقدم الإنسان في العمر يقل إفراز الميلاتونين.
وترجع أهمية هرمون الميلاتونين إلى قدرته على الوقاية من أمراض القلب، وخفض نسبة الكولسترول في الدم، كما يعمل على خفض ضغط الدم، وله علاقة أيضا بالشلل الرعاش عند كبار السن والوقاية منه، ويزيد الميلاتونين من مناعة الجسم، كما يعمل على تأخير ظهور أعراض الشيخوخة، كما أنه أيضا له دور مهم في تنظيم النوم والاستيقاظ.

علاج ارتفاع السكر والضغط
تحتوي الألياف المنحلة (القابلة للذوبان) في الشعير على صموغ "بكتينات" تذوب مع الماء لتكون هلامات لزجة تبطئ من عمليتي هضم وامتصاص المواد الغذائية في الأطعمة؛ فتنظم انسياب هذه المواد في الدم وعلى رأسها السكريات؛ مما ينظم انسياب السكر في الدم، ويمنع ارتفاعه المفاجئ عن طريق الغذاء.
ويعضد هذا التأثير الحميد للشعير على سكر الدم أن عموم الأطعمة الغنية بالألياف -منحلة وغير منحلة- فقيرة الدسم وقليلة السعرات الحرارية في معظمها، بينما لها تأثير مالئ يقلل من اندفاعنا لتناول الأطعمة الدسمة والنهم للنشويات الغنية بالسعرات الحرارية.
ولأن المصابين بداء السكري أكثر عرضة لتفاقم مرض القلب الإكليلي؛ فإن التلبينة الغنية بالألياف تقدم لهم وقاية مزدوجة لمنع تفاقم داء السكري من ناحية والحول دون مضاعفاته الوعائية والقلبية من ناحية أخرى.. وهكذا يمكننا القول بثقة إن احتساء التلبينة بانتظام يساعد المرضى الذين يعانون من ارتفاع السكر في دمهم.
كما أكدت الأبحاث أن تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر البوتاسيوم تقي من الإصابة من ارتفاع ضغط الدم، ويحتوي الشعير على عنصر البوتاسيوم الذي يخلق توازنا بين الملح والمياه داخل الخلية. كذلك فإن الشعير له خاصية إدرار البول، ومن المعروف أن الأدوية التي تعمل على إدرار البول من أشهر الأدوية المستعملة لعلاج مرضى ارتفاع ضغط الدم.

ملين ومهدئ للقولون
والجدير بالذكر أن الشعير غني بالألياف غير المنحلة وهي التي لا تنحل مع الماء داخل القناة الهضمية، لكنها تمتص منه كميات كبيرة وتحبسه داخلها؛ فتزيد من كتلة الفضلات مع الحفاظ على ليونتها؛ مما يسهل ويسرع حركة هذه الكتلة عبر القولون، وهكذا تعمل الألياف غير المنحلة الموجودة في الحبوب الكاملة (غير المقشورة) وفي نخالة الشعير على التنشيط المباشر للحركة الدودية للأمعاء؛ وهو ما يدعم عملية التخلص من الفضلات.
كما تعمل الألياف المنحلة باتجاه نفس الهدف؛ إذ تتخمر هلامات الألياف المنحلة بدرجات متفاوتة بواسطة بكتيريا القولون؛ مما يزيد من كتلة الفضلات، وينشط الأمعاء الغليظة؛ وبالتالي يسرع ويسهل عملية التخلص من الفضلات.
وأظهرت نتائج البحوث أهمية الشعير في تقليل الإصابة بسرطان القولون؛ حيث استقر الرأي على أنه كلما قل بقاء المواد المسرطنة الموجودة ضمن الفضلات في الأمعاء قلت احتمالات الإصابة بالأورام السرطانية، ويدعم هذا التأثير عمليات تخمير بكتيريا القولون للألياف المنحلة ووجود مضادات الأكسدة بوفرة في حبوب الشعير.
وفي النهاية نقول: إنه إذا كان كثير من الناس يتحولون اليوم من العلاج الدوائي إلى الطب الشعبي والتقليدي.. فإن من الناس أيضا من يتحول إلى الطب النبوي، وهم لا يرون فيه مجرد طريقة للحصول على الشفاء.. بل يرون فيه سبيلا للفوز بمحبة الله وفرصة لمغفرة الذنوب {قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}.. وهكذا يصبح للتداوي مبررات أخرى أعظم من الشفاء ذاته.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الموضوع, الاقرأن, العجاز, الكريم, واحد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لموقع مونمس / " يمنع منعاً باتا المواضيع السيئة المخالفة للشريعة الإسلامية" التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما رأي الكاتب نفسه