سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

العودة   ملتقى مونمس ® > القسم الإسلامي > المنتدى الإسلامي العام > منتدى فتيات الإسلام

منتدى فتيات الإسلام (خاص للأخوات فقط)

!~ آخـر 10 مواضيع ~!
إضغط على شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
5.00 من 5 عدد المصوتين: 1
انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-06-2012, 07:42 PM
الصورة الرمزية همسات مسلمة
همسات مسلمة همسات مسلمة غير متواجد حالياً
مشرفة القسم الإسلامي
 
شكراً: 4,865
تم شكره 5,050 مرة في 2,081 مشاركة

همسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدى









Oo5o.com (4) مطـــويــات....أون لايــــــــن

 




كيف حالكـــــــــن أخواتى الغاليات
فى هذا الموضوع بإذن الله تعالى
سأقـــــــوم بوضع مطويات للمــــــرأة المسلمة
وأيضا كتيبات للمرأة المسلمة
ولن تكون هذه المطويات والكتيبات للتحميل
وإنما ستكون قراءة مباشرة بإذن الله تعالى
أسأل الله أن ينفعنا وإياكن بها بإذن الله تعالى
فنحن نريد الموضوع متوالى لا تقطعه ردود
ومن لديها مطوية للمرأة المسلمة أو كتيب
وتريد وضعها هنا فأهلا بها ومليون مرحبا


التوقيع :
جهلت عيون الناس مافي داخلي
فوجدت ربي بالفؤاد بصيرا
يا أيها الحزن المسافر في دمي

دعني فقلبي لن يكون أسيرا

ربي معي فمن الذي أخشي إذن

مادام ربي يحسن التدبيرا

وهو الذي قد قال في قرآنه

"وكفي بربك هاديا ونصير "
رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ همسات مسلمة على المشاركة المفيدة:
قديم 03-06-2012, 07:44 PM   رقم المشاركة : 2
همسات مسلمة
مشرفة القسم الإسلامي






 

الحالة
همسات مسلمة غير متواجد حالياً

 
همسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 4,865
تم شكره 5,050 مرة في 2,081 مشاركة

 
Llahmuh رد: مطـــويــات...أون لايـــــــــــن

سيكون هنا فهرس المطويات التى سيتم وضعها بإذن الله








توجيهــــــــــــــات للمرأة المسلمــــــــــــــــــــة.........هنــــــــــا



عشر فرص ثمينة للمـــــــــرأة المسلمة...... هنــــــــــــا



العــــــــــائدات إلى الله....... هنـــــــــــــا




أحكامـــ :
لبـــاس المـــــــــــــرأة المسلمة وزينتها...... هنــــــــــــــا




ضوابط عمل المــــــــرأة خارج بيتها ...... هنــــــــــــــــا






نــــــهـــــــاية فتـــــــــاة ...... هنـــــــــــــا






تــــــــــداوى المـــــــــرأة المسلمة .......... هنــــــــــا





صيــــــــحة فتـــــــــاة ......... هنــــــــــا




الــــعلا قــــــــات الشاذة بين الإناث ......... هنـــــــــــا




رســــــــــالة إلى فتاة تعمل بين الرجال ........ هنـــــــــا





هـــــل تؤجر المرأة على عملها فى البيت
ولو لم تنوِ الإحتساب؟







هــــــــــــل يجوز للمرأة
أن تذهب إلى الأسواق لوحدها؟



آخر تعديل همسات مسلمة يوم 04-24-2012 في 02:17 PM.

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ همسات مسلمة على المشاركة المفيدة:
قديم 03-06-2012, 07:45 PM   رقم المشاركة : 3
همسات مسلمة
مشرفة القسم الإسلامي






 

الحالة
همسات مسلمة غير متواجد حالياً

 
همسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 4,865
تم شكره 5,050 مرة في 2,081 مشاركة

 
افتراضي رد: مطـــويــات....أون لايــــــــن

وهنا بإذن الله تعالى فهرس الكتيبات







كونــــــــــــــ داعية ـــــــــــــى...... هنـــــــــــا

آخر تعديل همسات مسلمة يوم 03-08-2012 في 12:31 AM.

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ همسات مسلمة على المشاركة المفيدة:
قديم 03-06-2012, 07:47 PM   رقم المشاركة : 4
همسات مسلمة
مشرفة القسم الإسلامي






 

الحالة
همسات مسلمة غير متواجد حالياً

 
همسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 4,865
تم شكره 5,050 مرة في 2,081 مشاركة

 
Llahmuh رد: مطـــويــات....أون لايــــــــن







نص المطوية :

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:


فقد روى الإمام مسلم في صحيحه قال:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا»


قال ابن عبد البر رحمه الله: "وأما معنى قوله كاسيات عاريات فإنه أراد اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف ولا يستر، فهن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة مائلات عن الحق مميلات لأزواجهن عنه، وأما قوله لا يدخلن الجنة فهذا عندي محمول على المشيئة وأن هذا جزاؤهن، فمن عفا الله فهو أهل العفو والمغفرة لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"


وقال النووي رحمه الله: "قوله «صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا»

هذا الحديث من معجزات النبوة فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم فأما أصحاب السياط فهم غلمان والى الشرطة، أما الكاسيات ففيه أوجه:


أحدها: معناه كاسيات من نعمة الله عاريات من شكرها

والثاني: كاسيات من الثياب عاريات من فعل الخير والاهتمام لآخرتهن والاعتناء بالطاعات.

والثالث: تكشف شيئاً عن بدنها إظهاراً لجمالها، فهن كاسيات عاريات.

والرابع: يلبسن ثياباً رقاقاً تصف ما تحتها كاسيات عاريات في المعنى.


وأما «مائلات مميلات» فقيل زائغات عن طاعة الله تعالى وما يلزمهن من حفظ الفروج وغيرها.


وأما «رؤوسهن كأسنمة البخت» فمعناها يعظمن رؤوسهن بالخمر والعمائم وغيرها ومميلات مائلات يتمشطن المشطة وهي مشطة البغايا معروفة لهن، مميلات يمشطن غيرهن تلك المشطة.

وقيل: مائلات إلى الرجال مميلات لهم بما يبدين من زينتهن وغيرها.


وأما مارؤوسهن كأسنمة البخت، فمعناها: يعظمن رؤوسهن بالخمر والعمائم وغيرها، بما يلف على الرأس حتى تشبه أسنمة البخت هذا هو المشهور في تفسيره"


قال المازردي: ويجوز أن يكون معناه يطمحن إلى الرجال ولا يغضضن عنهم ولا ينكسن رؤوسهن واختار القاضي أن المائلات تمشطن المشطة الميلاء، قال وهي ضفر الغدائر وشدها إلى فوق وجمعها في وسط الرأس فتصير كأسنمة البخت، قال: وهذا يدل على أن المراد بالتشبه بأسنمة البخت إنما هو لارتفاع الغدائر فوق رؤوسهن وجمع عقائصها هناك وتكثر بما يضفرنه حتى تميل إلى ناحية الرأس كما يميل السنام"


قال ابن دريد: "يقال ناقة ميلاء إذا كان سنامها يميل إلى أحد شقيها والله أعلم".


قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخلن الجنة» بتأول التأويلين السابقين في نظائره.


أحدهما: أنه محمول على من استحلت حراماً من ذلك مع علمها بتحريمه فتكون كافرة مخلدة في النار لا تدخل الجنة أبداً.


والثاني: يحمل على أنها لا تدخلها أول الأمر مع الفائزين والله تعالى أعلم.


والكاسيات العاريات كثيرات في زماننا، ولعله لم يسبق أن انتشرت فتنهن كما انتشرت في زماننا.


وأقول: تفسير النووي رحمه الله للكاسيات العاريات من أفضل التفاسير وإذا نظرت في واقعنا اليوم فسترى كل التفسيرات الأربعة موجودة في أوساط النساء وبكثرة والله المستعان، فترى الكثيرات من اللاتي أنعم الله عليهن من نعمة المال، ورغم ذلك فلا شكر لهذه النعمة بل والغفلة عن الطاعات وما يقرب إلى الله والانشغال بأمور الدنيا بسائر الملذات سواء في المظهر والملبس أو المأكل والمشرب بطريقة فيها إسراف وتبذير وغفلة عن فعل الخيرات، وترى صنفاً آخر قد كشف العورات وخرج بلباس يكشف كثيراً من أجزاء الجسد من ذراعين وصدر ونحر وأرجل بل إلى ما فوق الركبتين وكثير ما هم، بل وأكثر من ذلك خاصة على شواطئ العري والسفور والاختلاط المشين ما يندى له الجبين لدرجة أن المرأة لا تستر إلا العورة المغلظة فقط ويقولون هذا هو التقدم والحرية زعموا فبئس التقدم الذي يغضب الله ويؤدي إلى جهنم وبئس المصير.


وترى صنفاً آخر قد تعرى من الحياء وخرج من بيته بثياب يستحي إبليس من لبسها فهو إما لباس رقيق يصف العورات ويكشف السوءات ولا يلبس إلا في غرف النوم للأزواج وإما لباس ضيق جداً يحجم العورات ويصفها أيضاً ويلعب بعقول شياطين الإنس والله المستعان وإنا لله وإنا إليه راجعون.


ألا فليتق الله أولياء الأمور من آباء وأزواج وليعلموا أنهم مسؤولون أمام الملك الديان عن أزواجهن وبناتهن.


ولتتق الله أمة الله ولتعلم أنها مسؤولة أمام الواحد القهار الذي بيده أن يسلبها هذه النعمة التي فرطت فيها وهي نعمة الجمال، وأظهرتها للأجانب ولمن يحرم أن يطلع عليها من الرجال ولنتذكر جميعاً قول الله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} [الصافات: 24]


وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»


نسأل الله أن يتوب علينا وأن يعفو عن سيئاتنا برحمته الواسعة.


2-وروى البهيقي في سنته:

عن أبي أذينة الصدفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم»


قال المناوي رحمه الله: «خير نسائكم الودود الولود» أي المتحببة إلى زوجها.


«المواسية المواتية»: أي الموافقة للزوج


«إذا اتقين الله» أي خفته وأطعته في فعل المأمور وتجنب المنهى



«وشر نسائكم المتبرجات» أي المظهرات زينتهن للأجانب وهو مذموم لغير الزوج


«المتخيلات»: أي المعجبات المتكبرات والخيلاء بالضم العجب والتكبر وهن المنافقات أي يشبههن لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم الأبيض الجناحين أو الرجلين أراد قلة من يدخل الجنة منهن لأن هذا الوصف في الغراب عزيز.

عن ابن أبي أذينة الصدفي: بفتح الصاد والدال المهملتين وآخره فاء نسبة إلى الصدف بكسر الدال قيلة من حمير نزلت مصر مرسلاً وعن سلميان بن يسار ضد اليمين الهلالي أبي أيوب مولى ميمونة أم المؤمنين فقيه عابد زاهد حجة مرسلاً قال الحافظ العراقي قال البهيقي وروى بإسناد صحيح عن سعيد بن يسار مرسلاً"


إعداد دار القاسم

آخر تعديل همسات مسلمة يوم 03-06-2012 في 07:51 PM.

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ همسات مسلمة على المشاركة المفيدة:
قديم 03-06-2012, 08:12 PM   رقم المشاركة : 5
همسات مسلمة
مشرفة القسم الإسلامي






 

الحالة
همسات مسلمة غير متواجد حالياً

 
همسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 4,865
تم شكره 5,050 مرة في 2,081 مشاركة

 
Llahmuh رد: مطـــويــات....أون لايــــــــن




نص المطوية :


إن الحمد للّه نحمده، ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:



أختي المسلمة:


أسألك سؤالاً بسيطاً وعليك الإجابة بصراحة متناهية:


س: هل يقوى جسدك على النار؟

ج: لقد أحسنت يا أختاه، بالطبع لا، والله لا يقوى!!


إذاً لماذا لا تتقين النار التي حرارتها أضعاف أضعاف نار الدنيا حرارة ولهيباً. وما بالك تتقين حرارة الدنيا التي سرعان ما تزول وتندمل وتشفين منها - حتى و لو كان ذلك حرقاً بسيطاً - ولا تتقين حرارة الآخرة والعياذ بالله منها. كأنني أراك إذا وضعت يدك على قدر النار ترجعينها و تقينها بقطعة قماش، فلتعتبري يا أخية ( الأعمال الصالحة ) هي بمثابة قطعة القماش تلك لتتقين بها حرارة نار يوم القيامة.


نعوذ بالله من عذاب النار، ونسأله الجنة مع الأبرار.


وإليك يا أخية عشر نصائح ولنتفق على تسميتها ( فرص ثمينة ):



الأولى:


احرصي على أداء الصلاة في وقتها - وفقك الله - وبإتقان وحرص على أدائها بخضوع وتدبر وعدم السهو عنها، قال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون:5،4]. فلم يقل الذين لا يصلون. بل يصلون وهم ساهون عنها، متى ما فرغوا من أشغالهم وأهوائهم أدوها ساهون عنها... والويل: واد من أودية جهنم نعوذ بالله منه.


فأنت مسئولة عن صلاتك يوم القيامة فإن صلحت صلح عملك كله، وإن فسدت فسد سائر العمل، فلماذا تضيعين جهدك هباء منثوراً؟ واغتنمي أربعاً قبل أربع: حياتك قبل مماتك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، قال الرسول صلى اللّه عليه وسلم: «لاتزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يُسئل عن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن عمره فيما أفناه» .


الثانية:


احرصي على صلاة الفجر ووقتي المنبه ( الساعة ) كما توقيتها عند حاجتك الدنيوية، أيقظي من حولك، وخاصة زوجك وأبناؤك وجميع محارمك، لكي تأخذي أجرهم، اصبري ولا تتهاوني، وثابري واحتسبي الأجر والثواب من الله عز وجل.


الثالثة:


احرصي - وفقك الله - على أداء السنن الرواتب فهي لا تأخذ منك كثيراً، واحتسبي الأجر من الله عز وجل، وقومي بركعتين قبل صلاة الفجر، وركعتين ثم ركعتين قبل صلاة الظهر، وبعدها كذلك ركعتين لقوله صلى اللّه عليه وسلم : «من صلى قبل الظهر أربعاً وبعدها أربعاً حرم الله وجهه عن النار» [رواه أحمد والترمذي]، وبعد صلاة المغرب ركعتين، وبعد العشاء ركعتين، فتصبح مجموع ركعات السنن الرواتب ( 12 ) ركعة لقوله صلى اللّه عليه وسلم: «مامن عبد يصلي لله تعالى كل يوم إثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة» «أو بُنى له بيت في الجنة» [رواه مسلم].


و من النوافل الكثير والكثير كصلاة الوتر، وأقله ثلاث ركعات قبل منامك ركعتين، ثم ركعة واحدة،اطلبي من الله عز و جل كل ما ترجينه في الدنيا و الآخرة. ولا تنسي صلاة الضحى فإنها فضيلة وفي وسعك أن تصلي من ركعتين إلى ما شاء الله. فهذه الصلوات تزيد درجاتك، و تثقل ميزانك يوم القيامة، و تكفر عنك سيئاتك يوم لا ينفع مال و لا بنون.


قال الله تعالى: {فََمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيراً يََرَهُ (7) وَََمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرَّاً يَرَهُ} [الزلزلة:8،7].


السنن والرواتب:


وقت صلاة السنة


قبل الفجر ركعتين، وقبل الظهر أربع ركعات، وبعد الظهر ركعتين، وبعد المغرب ركعتين، وبعد العشاء ركعتين.


الرابعة:


احرصي على الأذكار المأثورة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في كل وقت، والدعاء واللجؤ إلى الله كلما ضاق بك أمر، ولا تلجئي لأي مخلوق،والجئي لرب العباد وحده القادر على أجابتك، وعليك تحري أوقات الإجابة، فمنها ثلث الليل الأخير، فإن الله تعالى ينزل في الثلث الأخير و يقول «هل من داع فأستجب له، هل من سائل فأعطيه» . وكذلك ساعة الإجابة في يوم الجمعة وتحريها حتى وقت الغروب، وبعد كل أذان وعند كل صلاة.فلماذا تضيعين تلك الفرص من بين يديك وفقك الله ورعاك؟


الخامسة:


احرصي بارك الله فيك على الصيام لتنالي الأجر والمثوبة من الله، وطهري نفسك من الذنوب، وابتعدي عن الصيام المحرم.


الصيام المستحب:


1 - صيام يوم الإثنين والخميس.


2 - صيام أيام البيض من كل شهر 15،14،13.


3 - صيام يوم عاشوراء 10 محرم.


4 - صيام يوم عرفة 9 ذو الحجة لغير الحاج.


5 - صيام ستة أيام من شوال.


الصيام المحرم:


1 - صيام يوم الجمعة منفرداً أو يوم السبت منفرداً.


2 - صيام يوم الشك ( قبل دخول رمضان ).


3 - صيام يوم العيد ( الفطر، الأضحى ).


4 - صيام أيام التشريق 11، 12، 13من ذي الحجة.


السادسة:


احرصي على أداء واجباتك على أكمل وجه فإنك مسؤلة عنها وأدي واجباتك نحو والديك وزوجك وأبنائك وبيتك، قال الرسول صلى اللّه عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» [رواه البخاري ومسلم].


السابعة:


احرصي على الستر، وتستري - سترك اللّّه بالإيمان - عند خروجك من منزلك بعباءتك فاجعليها ساترة من رأسك وحتى أخمص قدميك، وقاطعي كل عباءة جديدة تُخرج المرأة من عفتها وحجابها، واستري وجهك بغطاء ثقيل بحيث ترين ولا يراك أحد، ومن اتقى اللّه أعانه.


ولا تلبسي القصير والضيق والبنطال وابتعدي عن التشبه بالرجال ونساء الكفار، ولا تفسخي الحياء فإن الرسول صلى اللّه عليه وسلم كان أشد حياء من العذراء في خدرها، كما وأنك أيتها الأم مسؤولة عن بناتك عند خروجهن بالقصير أو البنطلون وقد تجاوزن مرحلة الطفولة، ولا تعوديهن ذلك في مرحلة الطفولة لأن من شب على شيء شاب عليه، وصعب التخلص منه حال الكبر.


الثامنة:


ابتعدي عن التعطر عند خروجك من المنزل فقد ورد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: «أيما امرأة خرجت من بيتها متعطرة، ومرت بالرجال لعنتها الملائكة». فاتقي الله وفقك الله ورعاك، فمن اتقى الله كفاه ووفاه.


التاسعة:


ابتعدي - طهرك الله - عن سماع الغناء، ولا تغرسي ذلك في أبنائك، فإن عذابه شديد ولا يجتمع غناء وقرآن، فالغناء من الشيطان والقرآن من الله، وقد روي أنه لما أسري بالرسول صلى اللّه عليه وسلم: «رأى أناساً يعذبون ويصب في آذانهم الرصاص الساخن» فسأل ما بالهم؟ فقالوا: «هؤلاء سامعي المزمار» ( أي أهل الغناء ) فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، نسأل الله من فضله.


العاشرة:


تذكري أختاه أننا في هذه الدنيا عابرون فهي دار ممر وليست بدار مقر، وعندما تذكرين ذلك وتتذكرين أننا كلنا إليه راجعون وميتون.. فذلك يجعلك أكثر حرصاً على تقواه وطاعته، فأين الأحباب والأقارب والأصحاب؟! هم السابقون ونحن اللاحقون جمعنا الله وإياكم في جناته. هذا والله أعلم، ونسأل الله القبول.


أختك في اللّه.






رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ همسات مسلمة على المشاركة المفيدة:
قديم 03-06-2012, 08:17 PM   رقم المشاركة : 6
همسات مسلمة
مشرفة القسم الإسلامي






 

الحالة
همسات مسلمة غير متواجد حالياً

 
همسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 4,865
تم شكره 5,050 مرة في 2,081 مشاركة

 
افتراضي رد: مطـــويــات....أون لايــــــــن





نص المطوية :


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:


فهذه قصص بعض التائبات من نساء شهيرات وغير شهيرات كتبتها لكل فتاة تريد الحياة.. تريد السعادة.. ترجو النجاة.. قبل الممات وبعد الممات راجياً أن تكون مفتاحاً للتوبة ومجدافاً لقارب الأوبة..



توبة الداعية سوزي مظهر على يد امرأة فرنسية


لا تزال قوافل التائبين والتائبات ماضية لا يضرها نكوص الناكصين، ولا نباح النابحين.. ولسان حالها يقول:


إذا الكلب لا يؤذيك إلا بنبحه *** فدعه إلى يوم القيامة ينبح


ومن أواخر من التحق بركب الإيمان الفنانة سوزي مظهر التي صار لها أكثر من عشرين عاماً في مجال الدعوة إلى الله، ارتبط اسمها بالفنانات التائبات وكان لها دور دعوي بينهن.. روت قصة توبتها فقالت:


تخرجت من مدارس (الماردي ديبيه) ثم في قسم الصحافة بكلية الآداب، عشت مع جدتي والدة الفنان أحمد مظهر فهو عمي.. كنت أجوب طرقات حي الزمالك، وأرتاد النوادي وكأنني أستعرض جمالي أمام العيون الحيوانية بلا حرمة تحت مسميات التحرر والتمدن.


وكانت جدتي العجوز لا تقوى عليّ، بل حتى أبي وأمي، فأولاد الذوات هكذا يعيشون، كالأنعام، بل أضل سبيلاً، إلا من رحم الله عز وجل.


حقيقة كنت في غيبوبة عن الإسلام سوى حروف كلماته، لكنني برغم المال والجاه كنت أخاف من شيء ما.. أخاف من مصادر الغاز والكهرباء، وأظن أن الله سيحرقني جزاء ما أنا فيه من معصية، وكنت أقول في نفسي إذا كانت جدتي مريضة وهي تصلي، فكيف أنجو من عذاب الله غداً، فأهرب بسرعة من تأنيب ضميري بالاستغراق في النوم أو الذهاب إلى النادي.


وعندما تزوجت، ذهبت مع زوجي إلى فرنسا لقضاء ما يسمى بشهر العسل، وكان مما لفت نظري هناك، أنني عندما ذهبت للفاتيكان في روما وأردت دخول المتحف البابوي أجبروني على ارتداء البالطو أو الجلد الأسود على الباب.. هكذا يحترمون دياناتهم المحرفة.. وهنا تساءلت بصوت خافت: فما بالنا نحن لا نحترم ديننا؟؟!


وفي أوج سعادتي الدنيوية المزيفة قلت لزوجي أريد أن أصلي شكراً لله على نعمته، فأجابني: افعلي ما تريدين، فهذه حرية شخصية(!!!).


وأحضرت معي ذات مرة ملابس طويلة وغطاء للرأس ودخلت المسجد الكبير بباريس فأديت الصلاة، وعلى درب المسجد أزحت غطاء الرأس، وخلعت الملابس الطويلة، وهممت أن أضعها في الحقيبة، وهنا كانت المفاجأة.. اقتربت مني فتاة فرنسية ذات عيون زرقاء لن أنساها طول عمري، ترتدي الحجاب.. أمسكت يدي برفق وربتت على كتفي، وقالت بصوت منخفض: لماذا تخلعين الحجاب؟! ألا تعلمين أنه أمر الله!!.. كنت أستمع لها في ذهول، والتمست مني أن أدخل معها المسجد بضع دقائق، حاولت أن أفلت منها لكن أدبها الجم، وحوارها اللطيف أجبراني على الدخول.


سألتني: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟.. أتفهمين معناها؟.. إنها ليست كلمات تُقال باللسان، بل لا بد من التصديق والعمل بها..


لقد علمتني هذه الفتاة أقسى درس في الحياة.. اهتز قلبي، وخضعت مشاعري لكلماتها، ثم صافحتني قائلة: انصري يا أختي هذا الدين.


خرجت من المسجد وأنا غارقة في التفكير لا أحس بمن حولي، ثم صادف هذا اليوم أن صحبني زوجي في سهرة إلى (كبارية)، وهو مكان إباحي يتراقص فيه الرجال مع النساء شبه عراياً، ويفعلون كالحيوانات، بل إن الحيوانات لتترفع من أن تفعل مثلهم.. كرهتهم، وكرهت نفسي الغارقة في الضلال.. لم أنظر إليهم، ولم أحس بمن حولي، وطلبت من زوجي أن نخرج حتى أستطيع أن أتنفس.. ثم عدت فوراً إلى القاهرة، وبدأت أولى خطواتي للتعرف على الإسلام.


وعلى الرغم مما كنت فيه من زخرف الحياة الدنيا إلا أنني لم أعرف الطمأنينة والسكينة، ولكني أقترب إليها كلما صليت وقرأت القرآن.


واعتزلت الحياة الجاهلية من حولي، وعكفت على قراءة القرآن ليلاً ونهاراً.. وأحضرت كتب ابن كثير وسيد قطب وغيرهما.. كنت أنفق الساعات الطويلة في حجرتي للقراءة بشوق وشغف.. قرأت كثيراً، وهجرت حياة النوادي وسهرات الضلال.. وبدأت أتعرف على أخوات مسلمات.


ورفض زوجي في بداية الأمر بشدة حجابي واعتزالي لحياتهم الجاهلية، لم أعد أختلط بالرجال من الأقارب وغيرهم، ولم أعد أصافح الذكور، وكان امتحاناً من الله، لكن أولى خطوات الإيمان هي الإستسلام لله، وأن يكون الله ورسوله أحب إليّ مما سواهما، وحدثت مشاكل كادت تفرق بيني وبين زوجي.. ولكن، الحمد لله فرض الإسلام وجوده على بيتنا الصغير، وهدى الله زوجي إلى الإسلام، وأصبح الآن خيراً مني، داعية مخلصاً لدينه، أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحداً.


وبرغم المرض والحوادث الدنيوية، والإبتلاءات التي تعرضنا لها فنحن سعداء ما دامت مصيبتنا في دنيانا وليست في ديننا.





توبة أشهر عارضة أزياء فرنسية


(فابيان) عارضة الأزياء الفرنسية، فتاة في الثامنة والعشرين من عمرها، جائتها لحظة الهداية وهي غارقة في عالم الشهرة والإغراء والضوضاء.. انسحبت في صمت.. تركت هذا العالم بما فيه، وذهبت إلى أفغانستان! لتعمل في تمريض جرحى المجاهدين الأفغان! وسط ظروف قاسية وحياة صعبة!


تقول فابيان: (لولا فضل الله عليّ ورحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته وغرائزه بلا قيم ولا مبادئ).


ثم تروي قصتها فتقول: (منذ طفولتي كنت أحلم أن أكون ممرضة متطوعة، أعمل على تخفيف الآلام للأطفال المرضى، ومع الأيام كبرت، ولفتُّ الأنظار بجمالي ورشاقتي، وحرضني الجميع- بما فيهم أهلي– على التخلي عن حلم طفولتي، واستغلال جمالي في عمل يدر عليَّ بالربح المادي الكثير، والشهرة والأضواء، وكل ما يمكن أن تحلم فيه أية مراهقة، وتفعل المستحيل من أجل الوصول إليه.


وكان الطريق أمامي سهلاً- أو هكذا بدا لي- فسرعان ما عرفت طعم الشهرة، وغمرتني الهدايا الثمينة التي لم أكن أحلم باقتنائها.


ولكن كان الثمن غالياً... فكان يجب عليَّ أن أتجرد من إنسانيتي، وكان شرط النجاح والتألق أن أفقد حساسيتي وشعوري، وأتخلى عن حياتي التي تربيت عليها، وأفقد ذكائي، ولا أحاول فهم أي شيء غير حركات جسدي، و إيقاعات الموسيقى، كما كان عليً أن أحرم من جميع المأكولات اللذيذة، وأعيش على الفيتامينات الكيميائية والمقويات والمنشطات، وقبل كل ذلك أن أفقد مشاعري تجاه البشر.. لا أكره.. لا أحب.. لا أرفض أي شيء.


إن بيوت الأزياء جعلت مني مجرد صنم متحرك مهمته العبث بالقلوب والعقول.. فقد تعلمت كيف أكون باردة قاسية مغرورة فارغة من الداخل لا أكون سوى إطار يرتدي الملابس، فكنت جماداً يتحرك ويبتسم ولكنه لا يشعر، ولم أكن وحدي المطالبة بذلك، بل كلما تألقت العارضة في تجردها من بشريتها وآدميتها زاد قدرها في هذا العالم البارد.. أما إذا خالفت أياً من تعاليم الأزياء فتعرض نفسها لألوان العقوبات التي يدخل فيها الأذى النفسي والجسماني أيضاً!


وعشت أتجول في العالم عارضة لأحدث خطوط الموضة بكل ما فيها من تبرج وغرور ومجاراة لرغبات الشيطان في إبراز مفاتن المرأة دون خجل أو حياء).


وتواصل (فابيان) حديثها فتقول: (لم أكن أشعر بجمال الأزياء فوق جسدي المفرغ- إلا من الهواء والقسوة- بينما كنت أشعر بمهانة النظرات واحتقارهم لي شخصياً واحترامهم لما أرتديه.


كما كنت أسير وأتحرك.. وفي كل إيقاعاتي كانت تصاحبني كلمة (لو).. وقد علمت بعد إسلامي أن (لو..) تفتح عمل الشيطان.. وقد كان ذلك صحيحاً، فكنا نحيا في عالم الرذيلة بكل أبعادها، والويل لمن تعترض عليها وتحاول الاكتفاء بعملها فقط).


وعن تحولها المفاجئ من حياة لاهية عابثة إلى أخرى جادة تقول: (كان ذلك أثناء رحلة لنا في بيروت المحطمة، حيث رأيت كيف يبني الناس هناك الفنادق والمنازل تحت قسوة المدافع، وشاهدت بعيني انهيار مستشفى للأطفال في بيروت ولم أكن وحدي، بل كان معي زميلاتي من أصنام البشر، وقد اكتفين بالنظر بلا مبالاة كعادتهن.


ولم أتمكن من مجاراتهن في ذلك.. فقد انقشعت عيني في تلك اللحظة غلالة الشهرة والمجد والحياة الزائفة التي كنت أعيشها، واندفعت نحو أشلاء الأطفال في محاولة لإنقاذ من بقي منهم على قيد الحياة.


ولم أعد إلى رفاقي في الفندق حيث تنتظرني الأضواء، وبدأت رحلتي نحو الإنسانية حتى وصلت إلى طريق النور وهو الإسلام.


وتركت بيروت وذهبت إلى باكستان، وعند الحدود الأفغانية عشت الحياة الحقيقية، وتعلمت كيف أكون إنسانة.


وقد مضى على وجودي هنا ثمانية أشهر قمت فيها بالمعاونة في رعاية الأسر التي تعاني من دمار الحروب، وأحببت الحياة معهم، فأحسنوا معاملتي.


وزاد اقتناعي بالإسلام ديناً ودستوراً للحياة من خلال معايشتي له، وحياتي مع الأسر الأفغانية والباكستانية، وأسلوبهم الملتزم في حياتهم اليومية، ثم بدأت في تعلم اللغة العربية، فهي لغة القرآن، وقد أحرزت في ذلك تقدماً ملموساً.


وبعد أن كنت أستمد نظام حياتي من صانعي الموضة في العالم أصبحت حياتي تسير تبعاً لمبادئ الإسلام وروحانياته).


وتصف (فابيان) موقف بيوت الأزياء العالمية منها بعد هدايتها، وتؤكد أنها تتعرض لضغوط دنيوية مكثفة، فقد أرسلوا عروضاً بمضاعفة دخلها الشهري إلى ثلاثة أضعافه، فرفضت بإصرار.. فما كان منهم إلا أن أرسلوا إليها هدايا ثمينة لعلها تعود عن موقفها وترتد عن الإسلام..


وتمضي قائلة: (ثم توقفوا عن إغرائي بالرجوع.. ولجأوا إلى محاولة تشويه صورتي أمام الأسر الأفغانية، فقاموا بنشر أغلفة المجلات التي كانت تتصدرها صوري السابقة أثناء عملي كعارضة للأزياء، وعلقوها في الطرقات كأنهم ينتقمون من توبتي، وحاولوا بذلك الوقيعة بيني وبين أهلي الجدد، ولكن خاب ظنهم والحمد لله).



وتنظر (فابيان) إلى يديها وتقول: (لم أكن أتوقع يوماً أن يدي المرفهة التي كنت أقضي وقتاً طويلاً في المحافظة على نعومتها سأقوم بتعريضها لهذه الأعمال الشاقة وسط الجبال، ولكن هذه المشقة زادت من نصاعة وطهارة يدي، وسيكون لها حسن الجزاء عند الله سبحانه وتعالى إن شاء الله).







توبة الراقصة هالة الصافي


روت الفنانة الراقصة، المعروفة، هالة الصافي، قصة اعتزالها الفن وتوبتها والراحة النفسية التي وجدتها عندما عادت إلى بيتها وحياتها، وقالت بأسلوب مؤثر عبر لقاء صحفي معها:


(في أحد الأيام كنت أؤدي رقصة في أحد فنادق القاهرة المشهورة، شعرت وأنا أرقص بأنني عبارة عن جثة، دمية تتحرك بلا معنى، ولأول مرة أشعر بالخجل وأنا شبه عارية، أرقص أمام الرجال ووسط الكؤوس.


تركت المكان وأسرعت في هستريا حتى وصلت إلى حجرتي وارتديت ملابسي.


انتابني شعور لم أحسه طيلة حياتي مع الرقص الذي بدأته منذ كان عمري 15 سنة، فأسرعت لأتوضأ، وصليت، وساعتها شعرت لأول مرة بالسعادة والأمان، ومن ذلك اليوم ارتديت الحجاب على الرغم من كثرة العروض، وسخرية البعض.


أديت فريضة الحج، وقفت أبكي لعل الله يغفر لي الأيام السوداء..).


وتختم قصتها المؤثرة قائلة: (هالة الصافي ماتت ودفن معها ماضيها، أما أنا فاسمي سهير عابدين، أم كريم، ربة بيت، أعيش مع ابني وزوجي، ترافقني دموع الندم على أيام قضيتها من عمري بعيداً عن خالقي الذي أعطاني كل شيء.


إنني الآن مولودة جديدة، أشعر بالراحة والأمان بعد أن كان القلق والحزن صديقي، بالرغم من الثراء والسهر واللهو).


وتضيف: (قضيت كل السنين الماضية صديقة للشيطان، لا أعرف سوى اللهو والرقص، كنت أعيش حياة كريهة حقيرة، كنت دائماً عصبية، والآن أشعر أنني مولودة جديدة، أشعر أنني في يد أمينة تحنو علي وتباركني، يد الله سبحانه وتعالى).







توبة فتاة في روضة القرآن


أنا طالبة في المرحلة الثانوية، وكنت مغرمة بمشاهد (التلفزيون).. كنت لا أفارقه لحظة.. لا أترك مسلسلاً ولا برنامج أطفال ولا أغنية ولا تمثيلية إلا وأشاهدها، فإذا ما جاء برنامج ثقافي أو ديني فسرعان ما أغلق الجهاز، فتسألني أختي: لم فعلت ذلك؟! فأجيبها بخبث محتجة بكثرة الواجبات المدرسية والمنزلية، فتقول لي: الآن تذكرت الواجبات؟! أين كنت عند مشاهدتك لتلك المسلسلات والأغاني والبرامج التافهة؟! فلا أرد عليها.


أختي هذه كانت بعكسي تماماً.. منذ أن علمتها أمي الصلاة لم تتركها إلا لعذر، أما أنا فلا أحافظ عليها، بل لا أكاد أصليها إلا في الأسبوع مرة أو مرتين.


لقد كانت أختي تتجنب التلفاز بقدر الإمكان، وقد أحاطت نفسها بصديقات صالحات يساعدنها على فعل الخير، وقد بلغ من صلاحها أن خالتي لما أسقطت طفلها وهي في المستشفى وكانت في غيبوبة، رأت أختي وهي تلبس ملابس بيضاء جميلة وهي تطمئنها، فاستيقظت خالتي وهي سعيدة مطمئنة القلب.


كانت دائماً تذكرني بالله وتعظني، فلا أزداد إلا استكباراً وعناداً، بل كانت ساعات جلوسي أمام التلفاز تزداد يوماً بعد يوم، والتلفاز يتفنن في عرض أنواع المسلسلات التافهة والأفلام الهابطة، والأغاني الماجنة التي لم أدرك خطورتها إلا بعد أن هداني الله عز وجل، فله الحمد والشكر.


كنت أفعل ذلك كله وأنا في قرارة نفسي على يقين تام من أن ذلك حرام، وأن طريق الهداية واضح لمن أراد أن يسلكه، فكانت نفسي كثيراً ما تلومني، وضميري يعذبني بشدة، لا سيما وأن الأمر لم يكن مقتصراً على ارتكاب المعاصي بل تعداه إلى ترك الفرائض.. لذا، كنت دائماً أتجنب الجلوس بمفردي، حتى عندما أخلد إلى النوم والراحة فإني أحاول أن أشغل نفسي يكتاب أو مجلة حتى لا أدع مجالاً لتوبيخ النفس أو تأنيب الضمير.


وظللت على هذه الحال مدة خمس سنوات حتى كان ذلك اليوم الذي اختار الله لي فيه طريق الهداية.


كنا في إجازة نصف السنة، وأرادت أختي أن تلتحق بدورة في تحفيظ القرآن الكريم بإحدى الجمعيات الإسلامية، فعرضت عليَّ أن أذهب معها، فوافقت أمي ولكني رفضت.. بل رفضت بشدة، وأقمت الدنيا وأقعدتها، وقلت بأعلى صوتي: لا أريد الذهاب.. وكنت في قرارة نفسي عازمة على العكوف أمام ذلك الجهاز الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتي العابثة.. فما لي ولحلقات تحفيظ القرآن..


حب الكتاب وحب ألحان الغناء *** في قلب عبدٍ ليس يجتمعان


وحضر أبي.. فشكوت له ما حدث، فقال: دعوها، ولا تجبروها على الذهاب واتركوها على راحتها.


وكانت لي عند أبي معزة خاصة لأني ابنته الوسطى فليس لي سوى أختي الكبرى، وأخي الذي يصغرني بكثير، وقد قال ذلك وهو يظن أني محافظة على صلاتي، ولم يكن يعلم بأن الأمر مختلف جداً.. صحيح أنني لم أكن أكذب عليه حينما يسألني (أصليت؟) فأقول: نعم.. فقد استطاعت أختي أن تخلصني من داء الكذب، ولكن كنت أقوم فأصلي أمامه عندما يكون موجوداً، فإذا ذهب إلى عمله تركت الصلاة، وكان أبي يمكث في عمله من 3 - 4 أيام.


وذات يوم، طلب مني أبي بلطف أن أرافق أختي ولو مرة واحدة، فإن أعجبني الحال وإلا فلتكن المرة الأولى والأخيرة، فوافقت لأني أحب أبي ولا أرد له طلباً.


وانطلقت إلى روضة القرآن...


وهناك.. رأيت وجوهاً متوضئة مشرقة بنور الإيمان، وأعيناً باكية لم تدمن النظر إلى الحرام مثل ما كنت أفعل؛ فتمالكني شعور فياض لا أستطيع له وصفاً.. شعور بالسعادة والرهبة، يخالطه إحساس بالندم والتوبة، وأحسست بأني قريبة من الله عز وجل، فرق قلبي، وانهمرت دموعي ندماً لعى الأوقات التي ضيعتها في غير مرضاة الله.. أمام شاشة التلفاز، أو في مجالس اللغو مع رفيقات السوء اللاتي لا هم لهن إلا القيل والقال.


كم كنت غافلة عن مثل هذه المجالس التي تحفها ملائكة الرحمن، وتتنزل على أهلها السكينة والرحمة والإيمان.


(لقد منّ الله عليّ بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمن، ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي.. عشت في ظلال القرآن هادئة النفس، مطمئنة السريرة، قريرة الضمير، وانتهيت إلى يقين جازم حاسم أنه لا صلاح لهذه الأرض، ولا راحة لهذه البشرية، ولا طمأنينة لهذا الإنسان، ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة.. إلا بالرجوع إلى الله.


إن الحياة في ظلال القرآن نعمة. نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه). فما أروع العيش في ظلال القرآن.


نعم.. لقد هداني الله عز وجل، وقد كنت أبارزه بالعصيان، وأقدم ما يرضي نفسي على ما يرضيه سبحانه، وما يأمرني به الشيطان على ما يأمرني به الواحد الديان.


باختصار؛ لقد كنت غافلة فأيقظني القرآن.. {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيراً} [الإسراء:9].


واليوم أتساءل:


كيف كنت سأقابل ربي لو لم يهدني.. حقاً إنني خجلة من نفسي، وقبل ذلك من ربي، وصدق القائل:


فيا عجباً كيف يعصى الإله *** أم كيف يجحده الجاحدُ


وفــي كل شـيء لــه آيــة *** تــدل علــى أنــه واحــدُ


أتوب إليك ربي، وأستغفرك، إنك أنت التواب الرحيم.


أختي الحبيبة:

حلقات تحفيظ القرآن بانتظارك فلا تترددي في الالتحاق بها..


والله يحفظك ويرعاك.

محمد بن عبدالعزيز المسند

دار ابن خزيمة





آخر تعديل همسات مسلمة يوم 03-06-2012 في 08:24 PM.

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ همسات مسلمة على المشاركة المفيدة:
قديم 03-07-2012, 06:05 AM   رقم المشاركة : 7
همسات مسلمة
مشرفة القسم الإسلامي






 

الحالة
همسات مسلمة غير متواجد حالياً

 
همسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 4,865
تم شكره 5,050 مرة في 2,081 مشاركة

 
افتراضي كتيب ...كونى داعــــــــية

كتيــــــــب
_____________
كونـــــــى داعيـــــــــة
______________________


الحمد لله الذي فضّل هذه الأمة على غيرها ]كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ[، وميّز حال أفراد هذه الأمة عن غيرهم ]وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ[ والصلاة والسلام على من بعثه الله ] َدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا[. وبعد :

فإن موضوع الدعوة إلى الله من أجلّّ القربات، وأوجب الواجبات، وبُعث بها الأنبياء، وبها قام المجددون وبها صلُح أمر الدنيا والدين .. وهذا الموضوع قد تكرر طرحه ونقاشه، ولا أدّعي أني سآتي بجديد ولكن سنبذل الجهد في نظم منثور الكلام، وجمع ما يحتاجه المقام في عبارات مختصرة، وإشارات معبرة . راجين أن يثير مانقولهفي هذه المحاضرة* الحماس في القلوب للدعوة وأن ينظم فكر الممارسات للدعوة . وأن ندفع أخطاءً وقعت، أو نخشى أن تقع في شأن الدعوة .



كوني داعية
من المخاطب بهذه الدعوة ؟


المخاطب تلك المرأة في بيتها، والمرأة في مدرستها، والمرأة في عملها وفي مجتمعها. فإن الناظر لتاريخ الدعوة يرى عمق نجاح الدعوات الفردية وما الأنبياء والعلماء والمجددون إلا أفرادٌ نجحت بهم الدعوة ونُشر بهم الخير . يقول الشيخ السعدي رحمه الله:" وإذا كانت الدعوة إلى الله، وإلى شهادة أن لاإله إلا الله فرضاً على كل أحد، كان الواجب على كل أحد بحسب مقدوره، فعلى العالم من بيان ذلك والدعوة والإرشاد والهداية أعظم مما على غيره ممن ليس بعالم، وعلى القادر ببدنه ويده أو ماله أو جاهه وقوله أعظم مما على من ليست له تلك القدرة، قال تعالى ]فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[ ورحم الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة، وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين ." وبهذا الكلام ندفع وهماً قد يقع في الأذهان وهو أن العمل الفردي في الدعوة لا يمكن أن يؤتي ثماره كالعمل الجماعي الذي تتجمع فيه الطاقات.

بل من الممكن أن تكوني داعية أنت وحدك، ومن بيتك.


_ كوني داعية


يقول الله تعالى] وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ[ قال صاحب اللسان1 "ودعاء الله خلقه إليها كما يدعو الرجل الناس إلى مدعاة أي إلى مأدبة يتخذها وطعام يدعو الناس إليه ". ودار السلام هي الجنة، يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره:"عمَّ تعالى عباده بالدعوة إلى دار السلام و الحث على ذلك والترغيب ".


من هو الداعي ؟



قال صاحب اللسان: "والدعاة قومٌ يدعون الناس إلى بيعة هدى أو ضلالة، واحدهم داعٍ، ورجل داعية :إذا كان يدعو الناس إلى بدعة أو دين" إذن قد ندعو ونُسمى: دعاة ولكن لماذا ندعو، وإلى ماذا، و متى، وكيف، وأين، و من ندعو ؟
إجابات هذه الأسئلة ستحدد هل نحن دعاة للناس إلى بيعة هدى أو ضلالة ؟هل نحن دعاة إلى بدعة أو دين ؟
يقول ابن القيم رحمه الله: "الدعاة جمع داعٍ، كقاض ٍوقضاة، ورامٍ ورماة، وإضافتهم إلى الله للاختصاص، أي الدعاة المخصوصون به، الذين يدعون إلى دينه وعبادته ومعرفته ومحبته وهــؤلاء هم خواص خلق الله، وأفضلهم عند الله منـزلة وأعلاهم قدراًَ " .
وسنحاول الإجابة على هذه الأسئلة سريعاً علَّ الأمر يتضح.


أولا : لماذا ندعو؟
_______________


1. لعظم أجر الداعي إلى الله
وهذا الأجر المترتب مذكور بنصوص كثيرة :
· فالداعية من أحسن الناس قولاً، قال تعالى ]وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ[ "فصلت:33"


· وللداعي مثل أجور من تبعه، عن أبي مسعود t قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله)[1].


· ولاستمرار ثواب الداعي بعد موته. عن أبي هريرة t أن رسول الله e قالإذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقةٍ جارية أو علمٍ ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له)رواه مسلم.


انظري وقارنـي !!
إننا نترحم على الأموات من علمائنا ودعاتنا كلما ذكرنا أسماءهم أو قرأنا كتبهم ونهلنا من علمهم، في مقابل أننا في أيام كثيرة ننسى خواص أقربائنا من الأموات.وعُدِّي كم من طلبة علم يقولون: ابن تيمية رحمه الله، وابن القيم غفر الله له، وخواص أمواتنا لا يترحم عليهم غيرنا .


كوني داعية ...


2 . استجابة لأمر النبي e : ( بلغوا عني و لو آية) .
فالدعوة سبيل اتباع الأنبياء صلى الله عليهم وسلم، قال تعالى]قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [ "يوسف:108". يقول الشيخ السعدي رحمه الله:"يقول الله تعالى لنبيه محمد r ]قل[للناس]هذه سبيلي [أي طريقي التي أدعو إليها، وهي السبيل الموصلة إلى الله، وإلى دار كرامته، المتضمنة للعلم بالحق، والعمل به، وإيثاره وإخلاص الدين لله وحده لا شريك له ".

كوني داعية ..


3. لكي تُعذري أمام الله يوم القيامة ..
قال الله تعالى:] وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ[ "الأعراف:164"،

يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية: "فقال الواعظون: نعظهم وننهاهم]مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ[ أي لنُعذر فيهم ]وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ[ أي يتركون ما هم فيه من المعصية فلا نيأس من هدايتهم، فربما نجع فيهم الوعظ وأثًّر فيهم اللوم، وهذا هو المقصود الأعظم من إنكار المنكر ليكون معذرة، وإقامة حجة على المأمور والمنهي، ولعلًّ الله أن يهديه فيعمل بمقتضى ذلك الأمر والنهي".

ويقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره :" ] مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ[ أي فيما أخذ علينا من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، ]وَلَعَلَّهُــمْ يَتَّقُون[ يقولون ولعلًّ لهذا الإنكار يتقون ما هم فيه ويتركونه ويرجعون إلى الله تائبين ".


كوني داعية ..

4. طلباً للنجاة في الدنيا و الآخرة ..
قال الله تعالى ] وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
[ "الأنفال:25".

يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيرها:"] وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً[ بل تصيب فاعل الظلم وغيره، إذا ظهر الظلم فلم يغير فإن عقوبته تعمَّ الفاعل وغيره. وتقوى هذه الفتنة بالنهي عن المنكر وقمع أهل الشر والفساد، وأن لا يمُكنوا من المعاصي والظلم مهما أمكن"


كوني داعية ...

5. لتصلحي ويصلح بك المجتمع :
تبذل الأم الجهود في البيت لتُصلح نشأة ولدها، فإذا خرج وجد ما يُضاد هذه التربية علماً وعملاً وسلوكاً واعتقاداً .
فلو وقعت الدعوة موقعها وعَلم الناس ما يجهلون، لاجتمعت العقول على مقياس الصواب. والقلوب إذا لم تجتمع على عقيدة سلفية سليمة كان أصحابها في شقاق لن تجمعهم الأنساب ولا الألقاب، فاجتماع الأبدان لن يكون إلا مؤقتاً إذا كان عِقدُ القلوب مشتتاً.


كوني داعية ...
_
3. فأهل الباطل يبذلون جهودهم وأهدافهم دنيه، وأهل الحق أولى بالبذل:
والواقع يشهد بذلك، فجهود أهل الكفر لا تتوقف،بل جهود أهل البدعة لا تكلُّ ولا تملُّ،فأين جهود أهل السنة؟!
يقول الله تعالى ] وَلا تَهِنوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا[ " النساء:104"

فإذا تساوت الآلام واختلفت الآمال، فمن كان رجاؤه بالله صحّ له الاندفاع والثبات بخلاف غيره .


كوني داعية ...

4. لكي يسمع الناس الحق، فلا ينقلب الحقُّ باطلاً،والباطل حقاً لسكوتنا.
تذكري: عندما يسكت أهل الحق يقبَل الناس الباطل، فسبب انتشار الباطل ترك تعليم الحق وبيانه. ولا يصدك عن ذلك عدم قبول المنتصحين، بل يكفي إسماعهم صوت الحق والنصوص في ذلك كثيرة. يقول الله تعالى: ] قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ[ " النور:54" .


كوني داعية ...

8 . ليحصل الأمن العقلي والحصانة الفكرية :
يقول الله تعالى ]وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ[ "هود:117"، والشرط أن يكونوا مصلحين ولا يكفي أن يكونوا صالحين. لذلك أهل الدعوة من أهل السنة والجماعة يُقعِّدون القواعد ويدفعون الشبه على طريقة السلف لا ينتظرون أن تقع المشكلة ثم يكونون أهل ردود أفعال فقط، بل يعلِّمون ويؤسسون أصول هذا الدين فإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف، علموا إلى من يردّوه وتحت أي قانون عام يضعوه.



كوني داعية ...


9. لا تكوني منهزمة نفسياً تخجلين من الدعوة إلى الدين :
أحياناً تدور في الذهن كلمات مخذِّلة (الحرية الشخصية- ذاتية القرارات..) فننهزم أمامها، في مقابل أنه لا يسمح لأحد في أي بقعة في العالم أن يعبر والإشارة حمراء، و لا يخجل أي أحد أن يلومه أو يوبخه ! لا تتوقفي لأنك تخجلين بل الشريعة هي الحضارة، وكل ماسواها رجعية و انتكاسة. يقول النبي e :"لا يمنعن رجلاً منكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه و علمه " الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد.



كوني داعية ...

10. لأن الإنسان بطبعه داعٍ لما يؤمن به :
انظري إلى ما يقع في المجالس، فنحن دعاة إما إلى مَلْبسٍ أو مأكل أو مشرب أو تسوق، نُقنِع ونجادل وندافع وكأننا شركاء لأصحاب هذه الأماكن، وانظـري إذا تعلّمت إحدانا طريقة جديدة لطهي الطعام، ثم مهرت فيها فإنها تتحول إلى داعية لتلك الطريقة، نُعلّم الجاهلين خاصةً من نحب لهم الخير،فالدعوة إذاً دلالة المحبة لكن إلى شيء ندعو ؟



ثانيًا : إلى ماذا ندعو ؟

_________________

جاء في صحيح البخاري في كتاب التوحيد ( باب ما جاء في دعاء النبي e أمته إلى توحيد الله تبارك و تعالى) : عن ابن عباس t قال:لما بعث النبي e معاذاً إلى أهل اليمن، قال له : "إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى". وفي رواية أخرى "إلى شهادة أن لا إله إلا الله، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات .." قال الإمام محمد بن عبد الوهاب في مسائل كتاب التوحيد: وفيه البداءة بالأهم فالمهم، ومن هنا يُعلم أهمية ترتيب الأولويات في الدعوة، وذلك لأن أعظم ما يكون في البيت أساسه، وفي الشجرة جذورها.

والرسول المصطفى_ صلى الله عليه وسلم _
أمضى ثلاث عشرة سنة وهو يدعو إلى التوحيد قبل دعوتهم إلى الصلاة والزكاة وبقية الشرائع، وما ذاك إلا لأن التوحيد هو الحصن الحصين والركن الشديد، يثبت العقول، وعليه تجتمع القلوب. فيجب أن يُعلم : أن الصلاة مهمة في الإسلام لكن التوحيد أهم، وأن ترك المعاصي والكبائر مهم، لكن ترك الشرك أهم.


كيف يُعرف الأهم فالمهم ؟

رعاية الأهم ومعرفة المهم مصدرها الشرع، وليست العقول والأقيسة، فدعوة الرسل قررت الأهم فالمهم ونحن أتباعهم .
وهي تدور حول ثلاثة أمور :
· معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته .
· معرفة شريعته الموصلة إلى دار كرامته .
· معرفة الثواب للطائعين والعقاب للعاصين .
ولا تعتقدي أن أحوال الناس وأوضاعهم تغيرت فلم تعد تحتاج لهذا الترتيب، فما أُرشد إليه معاذ tمن المعلم الأولr يبقى هو المنهج لا منهج غيره، وما تكرار الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك إلا لحاجة الناس إليه مؤمنهم وكافرهم. أما الكافر فيخرجه من الكفر إلى الإسلام، وأما المؤمن فيثبته ويرشده إلى صحة الإيمان .




ثالثًا : متى ندعو ؟
_

يقول الشيخ بن باز رحمه الله: (وبذلك يتضح لكل طالب علم أن الدعوة إلى الله من أهم المهمات، وأن الأمة في كل مكان وزمان في أشد الحاجة إليها، بل في أشد الضرورة إلى ذلك) مجموع فتاوى و مقالات متنوعة للشيخ بن باز جـ1/333.

إذن تنقسم الإجابة على هذا السؤال و هو



متى ندعـــــــــــــــو ؟
_

إلى شقين:


أ ) متى ندعو؟ ب) أهلية الداعي.

(الوقت) متى أصلح أن أكون داعية ؟

أ ) الوقت :

يقول الشيخ بن باز رحمه الله:


"في كل مكان و زمان"

فنحن ندعو إلى الله فى كل وقت .

·

كفعل نوح عليه السلام، قال الله تعالى

]قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًا [ "نوح:5".





يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : "يخبر تعالى عن عبده ورسوله نوح عليه السلام.. وما بيّن لقومه ووضح لهم ودعاهم إلى الرشد والسبيل الأقوم فقال]رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًا[أي لم أترك دعاءهم في ليلٍ ولا نهار امتثالاً لأمرك وابتغاء لطاعتك".




ندعو فى أصعب المواقف وأشدها

_



كفعل يوسف عليه السلام عندما دعا إلى الله وهو في السجن .

قال تعالى:]يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَءَابَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ[. "39-40:يوسف"

يقول الشيخ السعدي رحمه الله:"فيوسف عليه السلام دعا صاحبي السجن لعبادة الله وحده وإخلاص الدين له".
·



ندعو حتى فى مرض الموت
_

كفعل يعقوب عليه السلام، قال الله تعالى]أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ ءَابَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ["البقرة :133"،



يقول الشيخ السعدي رحمه الله:

"فقال لبنيه على وجه الاختبار، ولتقر عينه في حياته بامتثالهم ما وصاهم به،
] مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي[ ".


· ندعو عند الغرغرة ..عن أنس بن مالك t قال : كانت عامة وصية رسول الله r حين حضرته الوفاة وهو يغرغر بنَفَسه: (الصلاة وما ملكت أيمانكم ).




بل لو استطعنا لدعونا الناس بعد مماتنا..


كما فعل العبد الصالح في قوله تعالى]وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُون وَمَالِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ءَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ ءَالِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلا يُنْقِذُونِ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِنِّي ءَامَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُون قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَر َلِي رَبِّي وجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ[ "يس :20-27".



ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية:]


يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ [قال قتادة رحمه الله: لا تلقى المؤمن إلاناصحاً لا تلقاه غاشاً، وقال ابن عباس رضي الله عنه : نصح قومه في حياته بقوله :] يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ[ و بعد مماته في قوله ]يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُون بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ[رواه ابن أبي حاتم. لكن هذا لا يمنع مراعاة أحوال المخاطبين فلا نثقل عليهم بل نبذل جهودنا في كل وقت لكن مع أشخاص مختلفين .




ب) أهلية الداعي لأن يكون داعياً:



متى نكون أهلاً للدعوة ؟
_

إن النساء في هذا الأمر طرفان ووسط، فمنهن من تطير بالكلمة دون فهم، ولا علم. ومنهن من تنتظر إلى أن تصبح عالمة راسخة في العلم حتى تدعو إلى الله .وحتى يكون هناك توازن، يجب أن يُعلم حال التوازن بين العلم والتبليغ .


فالتبليغ ينقسم إلى قسمين





تبليغ نصي

تبليغ تفهيمي




والقسمان يعتمدان على علم المبلغ .
والنبي r دعا لمبلغ كلامه إلى غيره، فعن جبير بن مطعم t قال: قال رسول الله r
( نضَّر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه )
رواه ابن ماجه رقم الحديث 244.



آخر تعديل همسات مسلمة يوم 03-07-2012 في 01:19 PM.

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ همسات مسلمة على المشاركة المفيدة:
قديم 03-07-2012, 06:06 AM   رقم المشاركة : 8
همسات مسلمة
مشرفة القسم الإسلامي






 

الحالة
همسات مسلمة غير متواجد حالياً

 
همسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 4,865
تم شكره 5,050 مرة في 2,081 مشاركة

 
Llahmuh رد: مطـــويــات....أون لايــــــــن

قال صاحب تحفة الأحوذي تعليقاً على الحديث :

( لو لم يكن في طلب الحديث و حفظه و تبليغه فائدة سوى أن يستفيد بركة هذه الدعوة لكفى ذلك فائدة وغُنماً، وجلّ في الدارين حظاً و قسماً)تحفة الأحوذي ، ج7/349.
فهذا سامع للعلم حافظ له، بلَّغه، وربما يكون المبلَّغ أفقه منه.



فالتبليغ النصي إذن نقل لكلام أهل العلم، واليوم ولله الحمد تيسرت طرق النقل، فمن توزيع فتاوى مطبوعة من كلام أهل العلم الراسخين، أو أشرطة الوعظ والإرشاد للثقاة من العلماء وطلبة العلم. إلى أن يكون دور الداعية نقل المحفوظ من كلام الله وكلام رسوله بعد الوعي والحفظ. والحقيقة أن أكثر ما يعيب الداعيات عدم الوعي للمنقول من كلام أهل العلم فيحصل التشويه والبتر وهذا أفسد ما يكون للعلم.



أما التبليغ التفهيمي :-
_____________________________


فنقصد به فهم مقاصد الشريعة، والقدرة على الاستنباط، والاجتهاد والقياس، والحكم على المسائل النازلة.
وهذا لا يكون إلا من أصحاب القدم الراسخة في العلم .






رابعًا: كيف ندعو ؟





الدعوة إلى الله U الأصل فيها المتابعة وهذا يتضح من قوله تعالى:
]قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا
وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
[
"يوسف :108".

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :"قوله: ]
أَدْعُو[ حال من الياء في قوله ]سبيلي[، ويحتمل أن يكون استئنافاً لبيان تلك السبيل " الجزء التاسع ، مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ص117.



إذن هذه السبيل لها كيفية يجب أن تُعلم، وهي أن يكون الداعي على بصيرة. ويقول رحمه الله في قوله ]عَلَى بَصِيرَةٍ[:"ليس المقصود بالعلم في قوله]عَلَى بَصِيرَةٍ[ العلم بالشرع فقط، بل يشمل العلم بالشرع، والعلم بحال المدعو، والعلم بالسبيل الموصل إلى المقصود وهو الحكمة. فيكونبصيراً بحكم الشرع وبصيراً بحال المدعو، وبصيراً بالطرق الموصلة لتحقيق الدعوة ولهذا قال النبي r لمعاذ : (إنك تأتي قوماً أهل كتاب)" الجزء التاسع ، مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين صـ 119.








لكن يبقى هنا أن ننبه أن هذه المعادلة تحتاج إلى موازنة ولهذا نبه ابن القيم رحمه الله فقال:"ولا يُمَكَّن المفتي ولا الحاكم من الفتوى إلا بنوعين من الفهم
أحدهما : فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علماً. والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع وهو فهم حكمة الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله r في هذا الواقع ثم يطبق أحدهما على الآخر، فمن بذل جهده واستفرغ وسعه في ذلك لم يُعدم أجرين أو أجراً"
انتهى.(1)




وبهذا يتضح إنه إذا انفرد العلم عن فهم الواقع، والأشخاص المخاطبين، وأحوالهم، والمؤثرات التي تؤثر عليهم، وتحرك كوامنهم لأصبح العلم مفهوماً مجرداً، ومُثلاً عليا لا تصل للواقع ولا تعالج جروحا

والأخطر من ذلك :

أن نفهم الواقع دون علم

وهذا ما نراه اليوم على الساحة من تميع فمثلا تقوم دعاوى بأننا لا نحتاج اليوم إلى إصلاح العقيدة جهداً، فالناس موحدين والحمد لله، بل نحن نحتاج إلى إصلاح الأخلاق.

وجهلوا أو تجاهلوا أموراً :-


1. أن التوحيد أمرٌ لا يُكلُّ ولا يُملُّ من تعليمه وتدريسه، لأنه قاعدة الشريعة وأصل كل أمر، والخطأ فيه كثير، والجهل فيه واسع، والنبي r يقول : "ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان.." رواه الترمذي ، كتاب الفتن


2. أن أصل صلاح الأخلاق وتغييرها النافع إنما يكون بصلاح معتقد العبد وتصوراته ( تصرفاتنا فرع من تصوراتنا).



3. أنه لا قيمة للأخلاق إن فسدت العقيدة .
إذن مع وجود العلم وفقه واقع المخاطبين يسهل على الداعية اختيار الطرق والأساليب التي بها تُطرح المفاهيم الصحيحة .
فلا يشترط في الدعوة أن تكون الداعية طلقة فصيحة فإن كانت كذلك فيها فبها ونعمت، وإلا فإن للداعية قلماً يكتب، أو مالاً يُنفق، أو شريطاً يوزع، أو مسابقة تُنظم، و لا يشترط في كل ذلك الخروج من المنزل .






إذن ......أين ندعو ؟ و من ندعو ؟



أول مفهوم يحب أن يُغيَّر هو كون الدعوة من المرأة شرطها الخروج، فهذا ليس صحيحاً، خصوصاً مع ما نجده اليوم من أساليب حضارية تساعد على الدعوة، كالهاتف، والجوال والإنترنت، فهذه كلها وسائل تخدم الدعوة لمن يحسن ذلك.

فنرسل مثلا عن طريق الفاكس، أو البريد الإلكتروني جدول إذاعة القرآن، أو نرسل رسالة عن طريق الجوال للتذكير بموعد برنامج نور على الدرب، وهكذا .


و من الأماكن التي يمكن الدعوة فيها :



· الدروس العلمية : فإنشاء دروس علمية والانتظام فيها من أهم الأساليب التي تنشر الوعي والعلم .


· المحاضرات العامة : وهذه في العادة تكون في مناسبات ولا يشترط فيها الانتظام.


· المدارس النظامية ومدارس تحفيظ القرآن للطالبات والمعلمات.


· المستشفيات:
للممرضات والمستخدمات غير المسلمات.
· الكتابة في الصحف والمجلات.


· المناسبات الخاصة: مثل اجتماعات العيد، أو الزيارات العائلية، أو التجمعات الصيفية، اجتماع الجارات مع بعضهن البعض،
ويجب ألا تُغفل أماكن العمل للأخوات العاملات .



ومن أجل خدمة مثل هذه الأماكن المختلفة يكون هناك الفكر الاستثماري لكل فرصة، بشرط ألا تقعي في محاذير تخالفين بها مقاصد الشريعة، فإن الحماس غير المنضبط يهدم أحيانًا أكثر مما يبني،

لذلك تذكري المعادلة :


علم + فقه الواقع = الحكمة .


يقول الشيخ بن باز رحمه الله:"إلا أن اندفاع الشباب لابد أن تسايره حكمة من الشيوخ ونظرة من تجاربهم، وأفكارهم، ولا يستغني أحد الطرفين عن الآخر " مجموع فتاوى ومقالات متننوعة ج2 ص 364



وترتيب المخاطبة في الأولوية في الدعوة تكون :


أولاً : يبدأ الداعي بإصلاح نفسه قبل أي أحد،


لأن الفعل أكثر أثراً من القول، واسمعي قول شعيب u: )
وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ["هود :88"
وقوله تعالى :
) قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ("الأنعام : 14"


ثانيًا : إنذار العشيرة القريبة.

قال الله U )وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ( فصلاح البيت والأسرة داعم للداعية للاستمرار، ومساعد له على الثبات. فأهل البيت للمرأة هم العشيرة القريبة، فهذا الزوج وأهله، وهؤلاء الأبناء، وهذه الخادمة، وهناك الأم والأب، ولكلٍ منهم طريقة تنفع إن شاء الله وتؤدي الغرض .


وتذكري : أن الإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام البخاري رحمهم الله قد نشأوا أيتامًا، فهذا فقيه الأمة وهذا إمام أهل السنة وهذا إمام في الحديث، وكلهم ربتهم نساء !



ثالثًا : أنذري المحيطين في المجتمع.

يقول الله U ) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ( "الأنعام:92".
فننشر دعوة الخير، ونحارب الرذائل، و نشجع الفضائل.



رابعًا: انذري جميع الأمم:

قال اللهU ) الر * كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ("إبراهيم:1". وهو دعوة غير المسلمين إلى منهج الحق .




احذري هذه الأمور !!

· احذري فقدان الإخلاص والتعالم

أو كما يقول الشيخ بكر أبو زيد حفظ الله :
"عتبة الدخول الفاجرة إلى خطة السوء الجائرة (القول على الله بلا علم)، فإن القول على الله بلا علم درجة أعلى من الشرك".


ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتاب العلم:
كيف تعلم أيها العبد أن الحكم لله ثم تتقدم بين يديه فتقول في دينه وشريعته ما لاتعلم، لقد قرن الله القول عليه بلا علم بالشرك به فقال سبحانه: ] قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ[.


وقال عبد الله بن مسعود t :

"أيها الناس من سئل عن علم يعلمه فليقل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلمه: الله أعلم ". وسئل الشعبي رحمه الله عن مسألة فقال: لا أحسنها، فقال له أصحابه :قد استحيينا لك، فقال: لكن الملائكة لم تستحِ حين قالت )لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا [.




انتبهي! قد نخرج للدعوة لله، ثم نتحول للدعوة لأنفسنا
بالتعالم ونخجل من قول لا ندري

واعلمي :


1. إن حِمى الدين محمية، ولو تُرك كل شخص لهواه
لانتهكت المحارم .


2. التعالم من أشد الأخطار التي تفتك بالدعوة .


3. التعالم مؤشر على فقدان الإخلاص، بمعنى أن العبد يرى
بقاء مكانه في النفوس أولى من احترام الدين
فيتكلم في الدين بما لا يفقه .



ما آثار التعالم على المجتمع؟

آثاره مانجده اليوم من بعدٍ عن التأصيل واعتماد على الآراء ومن ثم ميل الناس لمتكلمين لا علم لهم لأنهم أكثر تساهلاً. ويُظهر هذا التعالم قولُهم: ( إن الدين يسر فلا تعسروه على الناس)، وهذه كلمة حق أُريد بها باطل، فالدين بأحكامه وشرائعه يسر، وليس تغييره والتساهل فيه هو التيسير .



· احذري ! الحسد :

وهو كراهة ما أنعم الله به على العبد وليس هو تمني زوال نعمة الله عن الغير، بل هو مجرد أن يكره الانسان ما أنعم الله به على غيره، والحسد قد لا تخلو منه النفوس، أي قد يكون اضطراريًا للنفس، ولكن جاء في الحديث " إذا حسدت فلا تبغِ، وإذا ظننت فلا تحقق " كتاب العلم للشيخ ابن عثيمين والحسد في مجال الدعوة يظهر بشكل واضح، فلا تتعجبي من ذلك، وخافي على نفسك، وعالجيه عند أول المؤشرات، بل ربما تكون لغة الحسد


الانتقاد. فاحذري!



· احذري ! الكبر

وقد فسره النبي r بأجمع التفسير وأبينه وأوضحه فقال:
"الكبر بطر الحق وغمط الناس "
وبطر الحق هو رده، وغمط الناس يعني احتقارهم، فقد تتصرفين تصرفات تدل على الكبر لأن لك نصيبًا من العلم،


وقد قيل : العلم ثلاثة أشبار :
____________________

من دخل الشبر الأول تكبر،
ومن دخل الشبر الثاني تواضع
، ومن دخل الشبر الثالث علم أنه لايعلم.

والله U يقول ) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ( "آل عمران : 188"،

بل يجب أن يكون موقفنا من المدعو موقف الرحمة، ولذلك أُثر عن أهل الحديث أن أول ما يُحدّثون به: قول النبي r "الراحمون يرحمهم الله" ولهذا يسمى هذا الحديث المسلسل بالأولية،

و الشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول في رسالته الأصول الثلاثة : "اعلم رحمك الله ".



· احذري ! الاستعجال :

إن استعجال النتائج في الدعوة من قصر نظر الداعي فربما نحكم على الناس أن لا أمل فيهم، وربما نستعجل على أنفسنا قبل النضوج والرسوخ في المسألة المبحوثة والمطروحة وربما يكون الاستعجال بمحاولة القيام بردود فعل تجاه المحاربين للدعوة، والله U يقول)فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ(الروم60
قال عمرو بن العاص tلايزال الرجل يجني من ثمرة العجلة الندامة)



ويجب أن تعلمي أن وعد الله آت لا ريب فيه، وتخلصي من الاستعجال بالتدرب والتصبر، والمجاهدة على عدم العجلة.


وإذا أدّيت ِ ماعليكِ فلا عليك ِ .


هذا وأسأل الله لي ولكم ولجميع المسلمين التوفيق لما فيه الخير، وأن يجمع قلوبنا على طاعته، وأن يخلص لنا النية ويبين لنا ماخفي علينا، إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


تــــــــــ بحمـــد الله ـــــــــــــــــم


آخر تعديل همسات مسلمة يوم 03-09-2012 في 12:23 AM.

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ همسات مسلمة على المشاركة المفيدة:
قديم 03-07-2012, 11:12 AM   رقم المشاركة : 9
ابتسامة
مراقبة عامة
مشرفة القسم الإسلامي






 

الحالة
ابتسامة غير متواجد حالياً

 
ابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 9,781
تم شكره 5,490 مرة في 2,349 مشاركة

 
افتراضي رد: مطـــويــات....أون لايــــــــن








رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ ابتسامة على المشاركة المفيدة:
قديم 03-08-2012, 11:18 PM   رقم المشاركة : 10
همسات مسلمة
مشرفة القسم الإسلامي






 

الحالة
همسات مسلمة غير متواجد حالياً

 
همسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدىهمسات مسلمة عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 4,865
تم شكره 5,050 مرة في 2,081 مشاركة

 
افتراضي رد: مطـــويــات....أون لايــــــــن


رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ همسات مسلمة على المشاركة المفيدة:
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لموقع مونمس / " يمنع منعاً باتا المواضيع السيئة المخالفة للشريعة الإسلامية" التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما رأي الكاتب نفسه