وليحذر كذلك من البدع في العبادات وغيرها ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة )) .صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه ؛ فهو ردّ ))..صحيح ؛
أي :مردودٌ على صاحبه لا يقبل ، فإن العمل لا يُقبل إلا إذا ابتغي به وجه الله تعالى ،
وكان موافقاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
الجدية مطلب أساس لطالب التغيير ، فإن بعضاً من الملتزمين افتقدوا الجدية ، فتساهلوا في بعض
القضايا ، وتميعت لديهم بعض المفاهيم ، وتنازل بعضهم عن كثير من الأمور الشرعية حتى صار
الالتزام لديهم مجرد شكل دون مضمون ، والله تعالى يقول: ﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ﴾
[البقرة: من الآية93] .
وقال عن موسى عليه السلام: ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ
شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ ﴾[لأعراف: من الآية145] .
وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجدية في التمسك بالسنة ،
فقال عليه الصلاة والسلام:(( عضُّوا عليها بالنواجذ ....)).صحيح
والجدية تشمل المظهر ، فلابد أن يكون المسلم جاداً في مظهره غير مائل إلى الترف والتبذير ،
ولا يمنع ذلك أن يكون نظيف الثياب حسن الهندام .
والجدية تغلب كذلك على مجالس المسلم ، فهي ليست مجالس لهو ولعب وغيبة ونميمة
وسخرية واستهزاء ، وإنما مجالس علم ومعرفة وثقافة وكلمات نافعة وحوارات بناءة ، ولا بأس
ببعض الطرائف التي لا تُخرج المجلس عن حدود الوقار والأدب .
على طالب التغيير أن يقوم بتبديل اهتماماته وفقاً لمنهج الإسلام الذي ارتضاه ، فيترك ما كان
عليه من اهتمامات باطلة ويجعل مكانها غيرها من الاهتمامات النافعة ،
مثال ذلك : يترك شرب
الدخان والمكسرات والمخدرات ، ويترك الممارسات المحرمة ؛ كالزنا واللواط والعادة السرية
والمعاكسات بأنواعها،ويترك سماع الغناء ومشاهد سموم القنوات،ويترك الكبر والغرور والسخرية
والاستهزاء بالآخرين وتترك المرأة التبرج والسفور وتغيير خلق الله عزَّ وجلَّ ، وتترك ترك الصلاة
والتهاون بها ، وتترك مجالس الغيبة والسخرية والنميمة والكذب .
ويتجه الجميع إلى طاعة الله عزَّ وجلَّ وذكره وشكره ودعائه في السراء والضراء ، ويتجهوا
إلى تلاوة كتاب الله عزَّ وجلَّ وحفظه وتدبره وتعلُّمه وتعليمه ، ويلجئوا إلى الصلاة والمحافظة
عليها ، وإلى حضور مجالس العلماء والقراءة في كتب أهل العلم إلى غير ذلك من الأمور
الجادة التي تدل على صدق المرء في توجهه نحو التغيير الصحيح .
من المتعين على طالب التغيير– وهو في بداية الطريق – أن يقطع علاقاته بأهل الفساد والغواية ؛
لأنه إن استمر معهم لم يكن صادقاً في توجهه نحو التغيير ، وحتى إن لم يشاركهم في منكرهم
شاركهم في الإثم بالجلوس معهم ،والله تعالى يقول:﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾
[الزخرف:67] .ويقول : ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً *
يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ﴾[الفرقان:27 - 28] .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ))حسن
فالاستمرار في مخالطة أهل الشر والفساد يؤدي إلى الانتكاس والعودة إلى الماضي
السيئ ، وكم من شاب انتكس بسبب حنينة إلى صحبته القديمة .