ملتقى مونمس ®

ملتقى مونمس ® (https://monms.com/)
-   روايات وقصص - روايات طويلة وقصيرة (https://monms.com/m63/)
-   -   ~من روائع شكسبير~ (https://monms.com/t27689.html)

Amedio 11-27-2011 04:39 PM

~من روائع شكسبير~
 


التعريف بالكاتب

ويليام شكسبير (بالإنجليزية: William Shakespeare) أديب وكاتب مسرحي وشاعر إنجليزي ،ولد (تم تعميده) في 26 أبريل 1564 و توفي في 23 أبريل 1616 بكنيسة سترت فورد ،آفون ، بانجلترا. يعدّ وليم شكسبير من أعظم الشعراء والكتاب المسرحيين الإنكليز، ومن أبرز الشخصيات من الأدب العالمي إن لم يكن أبرزها على الإطلاق، يصعب تحديد عبقريته بمعيار بعينه من معايير النقد الأدبي، وإن كانت حكمه التي وضعها على لسان شخصيات رواياته خالدة في كل زمان.
https://smilles.5d5l.com/smile_albums...w5l-com_64.gif

يعد شكسبير من أبرز الشخصيات في الأدب العالمي إن لم يكن أبرزها على الإطلاق. يصعب تحديد عبقريته بمعيار بعينه من معايير النقد الأدبي. وإن كانت حكمة التي وضعها على لسان شخصيات رواياته خالدة في كل زمان. هناك تكهنات وروايات عديدة عن حقيقية شخصيته التي يكتنفها الغموض والإبهام. وعن حياته التي لا يعرف عنها إلا القدر اليسير. والثابت أن وكان أباه رجلاً له مكانته في المجتمع، وكانت أمه من عائلة ميسورة الحال. وقيل إنه بلغ حداً من التعليم، مكنه من التدريس في بلدته ستراتفورد – أون – آفون التي يوجد بها الآن مسرح يسمى باسمه، يقوم بالتمثيل على خشبته أكبر الممثلين المتخصصين في رواياته. https://smilles.5d5l.com/smile_albums...w5l-com_30.gif


من أعماله:
  • تاجر البندقية
  • زوجات وندسور المرحات
  • ريان الناصر
  • جعجعة بلا طحن
  • بيرسيليس، أمير تير
  • ترويض النمرة
  • العاصفة (مسرحية)
  • الليلة الثانية عشرة أو كما تشاء
  • السيدان الفيرونيان
  • القريبان النبيلان
  • حكاية الشتاء

نبدأ على بركة الله

Amedio 11-27-2011 04:45 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
(حلم ليلة صيف)


في ليلة طلوع القمر الجديد, كان دوق أثينا, ثيسيوس, على أهبة الزواج بملكة الأمازون الجميلة, هيبوليتا, وكان الأثينيون

جميعا منهمكين بترتيبات الزفاف.

قاطع إجيوس, وهو نبيل كبير السن ترتيبات البلاط ليشكو أمره إلى الدوق, وقد كان مشحونا بالغيظ من ابنته هرميا, التي

رفضت بعناد الإذعان للقانون الأثيني القاضي تقترن الفتاة بالزوج الذي يختاره لها والدها. فقد اختار إجيوس ديمتريوس

الشاب, لكن هرميا أصرت على أنها تحب ليسندر وأنها سوف تتزوجه بدلاً من الأول.

أخبر أجيوس ابنته أن عقوبة عدم الطاعة هي الموت أو النفي مدى الحياة, وبما أنها رفضت الإذعان, فقد قام بإحضارها, مع

الشابين, إلى حضرة الدوق.

لكن الدوق نفسه لم يتمكن من إقناع هرميا, وأخيرا لم يعد بوسعه إلا تحذيرها من أنها ستتعرض للعقوبة القانونية, وقد أعطاها

أربعة أيام - حتى موعد الزفاف الملكي - كي تتخذ قرارها.

واغتاظت هرميا و ليسندر من ديمتريوس, وخصوصاً لأن ديمتريوس وقع ذات مره في حب هيلينا, صديقة هرميا المفضلة,

وكانت, في الواقع, لا تزال تحبه. لكن ديمتريوس أصر على أنه يحب هرميا واستطاع أن يستميل والدها إلى جانبه – فالقانون

هو القانون.

وهكذا وقف العاشقان البائسان يتفجعان على أن (مجرى الحب الحقيقي لم يكن يجري على نحو سلس) إلى أن تذكر ليسندر

فجأة أن القانون لا يطبق عملياً حيث تعيش عمته, خارج أثينا. هده العمة الغنية, التي كانت أرملة لا أولاد لها, والتي أحبت

ليسندر واعتبرته أبناً لها, سترحب بيه وبعروسته بكل طيبة خاطر. فقال ليسندر أنهما سيتمكنان من العيش بسلام وأمان خارج

أثينا, وتدبر العاشقان بابتهاج أمر اللقاء في الليلة التالية في غابات القصر خارج المدينة, حيث يستطيعان الفرار خلسة ومن ثم

يتزوجان.

أخبرت هرميا هيلينا بأمر خطتها, معتقدة بأن صديقتها الكئيبة ستفرح حين تعلم بأنها راحلة, تاركة ديمتريوس طليقاً ليعود إلى حبه السابق.

لكن هيلينا عندما سمعت بالترتيب السري, لم تستطع إلا أن تفكر في أنها إذا أخبرت ديميريوس, فإنه سيشكرها على هذه

المعلومات,وإذ ذاك سيسعى من غير ريب وراء العاشقين الفارين, وهي ستتمكن من الاستمتاع بالفرح المؤلم الناجم من اللحاق

به (إلى هناك والعودة مرة أخرى).

وهكذا روت له كل شيء. وفي الأمسية التالية, حين أنسلت هرميا وليسندر ليلتقيا في الغابات التي أضاءها القمر, لحق بهما

ديمتريوس ليعثر على هرميا ويعيدها - ولحقت بهم هيلينا كي تكون على مقربة من حبيبها ديمتريوس.

وفيما كل هذا يجري, اجتمع جماعة من العمال الأثينيين لمناقشة مسرحية يريدون تمثيلها في البلاط كجزء من احتفالات

الزفاف. كان زعيمهم بيتر كوينس, النجار, هو الذي اختار المسرحية لهم. وقد جهز بيتر كوينس وهو يحاول أن يمنع سنضطر لحذف عضويتك فورا ان

لم تحذفهسنضطر لحذف عضويتك فورا ان لم تحذفهسنضطر لحذف عضويتك فورا ان لم تحذفه

بوتوم الحائك من السيطرة على كل الأعمال والقيام بكل الأدوار الرئيسية.

ومع ذلك تم أخيراً الاتفاق على كل شيء, فوزعت الأدوار وانصرفوا جميعاً - بيتر كوينس النجار ونيك بوتوم الحائك وسناغ

مركب الأعمال الخشبية وطوم سناوت السمكري وفرانسيس فلوت مصلح المنافخ و روبن ستار فلينغ الخياط - ليحفظوا

أدوارهم على أن يلتقوا في الغابات في الأمسية التالية, حيث يتسنى لهم التدرب على التمثيل, فلا يفسد أحد المفاجأة التي

يهيئونها من اجل الدوق وعروسه.

لكن الغابات المنعزلة حيث دبر العشاق والعمال أمر لقائهم السري كانت زاخرة بنشاط خفي. فهي غابات سحرية, حيث في كل

ليلة, عند الساعة الثانية عشرة, يأتي الجن للعربدة.

من المحزن القول أن أوبيرون, ملك الجن, قد تشاجر مع تيتانيا, زوجته الملكة, حول ولد هندي صغير تبنته تيتانيا وأبقته بكل

حب إلى جانبها. وقد رغب أوبيرون في أن يتخذه وصيفاً, لكن تيتانيا رفضت أن تتخلى عنه, فأنب الملك والملكة كل واحد

الآخر بمرارة.

و قد عكست الرياح والأمطار خلافهما وتشابكت الفصول بحيث لم يعد باستطاعة العالم المنذهل معرفة أيما شيء.

تواجه أوبيرون وتيتانيا مرة أخرى, فحيا الملك زوجته الملكة قائلاً: (أنه لقاء سيء في ضوء القمر, ياتيتانيا المتعجرفة).

فأجابت تيتانيا: (ماذا! يا أوبيرون الغيور! أيها الجن انصرفوا من هنا: فقد أقسمت يميناً كاذبة على هجر مضجعه ورفقته).

طالب أوبيرون بالولد الهندي الصغير مرة أخرى, ومرة أخرى رفضت تيتانيا.

فقال أوبيرون متوعداً: (حسنٌ, أمضي لسبيلك, فأنت لن تخرجي من هذه الأجمة حتى أعذبك بسبب هذا الظلم).

أستدعي أوبيرون مساعده الأول باك. كان باك, (المتجول الليلي المرح), عفريتاً عابثاً, يبتهج بالقيام بشتي أنواع الحيل

والمزاح.

أمر أوبيرون باك أن يأتيه بزهرة الحب السحرية. فعصارة هذه الزهرة, إن وضعت في جفون النائمين, تدفعهم إلى الوقوع في


حب أول كائن يرونه عندما يستيقظون. وقد خطط أوبيرون لاستخدام هذا السحر على تيتانيا ومن ثم يأمرها أن تمنحه الولد

الهندي قبل أن يخلصها من السحر.

انطلق باك بسرعة الضوء قاطعاً وعداً: (سأضرب طوقا حول الأرض في أربعين دقيقة):

وفيما جلس أوبيرون, في الخفاء, ينتظر عودة باك, جاء ديمتريوس, تتبعه هيلينا وهي تبكي و تتفجع على انه قاس, لا يحبها

ولا يأبه لها . فأجاب ديمتريوس بنزق انه حاول بالتأكيد انه لا يحبها ولا يطيق رفقتها, وانه أقتحم عمق الغابة, حيث أمل في

أن لا تتمكن من العثور عليه.


أحس أوبيرون بالأسف تجاه هيلينا المسكينة الحزينة, وعندما رجع باك بالزهرة السحرية, أعطاه شيئاً من السائل وأمره بسكبه

في جفني (الشاب المزدري) (ديمتريوس), حيث عندما يفيق من نومه, يرى هيلينا ويبادلها حبها. وكان باستطاعة باك تمييز

الشاب من خلال الزي الأثيني الذي يرتديه.

وهكذا انطلق باك للبحث عن الأثيني, وانطلق أوبيرون للبحث عن تيتانيا التي كانت تنام على منحدر جميل مكسو بالطحلب ومحاط بالأزهار الذكية الرائحة.

لم يجد أوبيرون الخفي صعوبة في المرور في محاذاة الحارس الصغير, وفيما هو يكسب السائل السحري في عيني تيتانيا

النائمتين, نطق بتعويذة:

(ما تريه عندما تفيقين
أقدمي عليه فتأخدين حبك الحقيق,...
أفيقي عندما تجدين عزيزك,
أفيقي عندما يوشك شر أن يحدث).
ثم تلاشى.

كان الظلام قد اشتد فأضاع ليسندر وهرميا الدرب, وكانا منهكين فقررا أن يستريحا حتى الصباح قبل أن يتابعا سيرهما. رأى

باك ليسندر نائماً, فأعتقد أنه الأثيني الذي ذكره أبيرون, فسكب السائل السحري في جفنيه بعناية..



Amedio 11-27-2011 04:49 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
حدث ذلك في المكان نفسه حيث ترك ديمتريوس هيلينا. وكانت هذه المسكينة, التي أنهكها تماماً الجري وراءه, قد توقفت لالتقاط أنفاسها عندما وقع بصرها فجأة على ليسندر وهو ممدد على الأرض. فانحنت لترى إن كان مصاباً بأذى أو انه نائم فقط. فتح ليسندر عينيه وكانت هيلينا أول إنسان رآه, ففعل السحر فعله فوراً وأعلن أنه أحبها أكثر من أي شيء في العالم.

اعتقدت هلينيا أنه يسخر منها وهي التي تعلم كم يحب ليسندر صديقتها هرميا, ففرت وهي تشعر بألم وتعاسة لا مثيل لهما. أما ليسندر, وبتأثير من السحر, فقد لحق بها تاركاً هرميا نائمة على الأرض. أفاقت هرميا بعد لحضات قليلة, فشعرت بالذعر عندما وجدت نفسها وحيدة, ثم انطلقت تبحث عن ليسندر.

في تلك الأثناء, التقى بيتر كوينس وبوتوم الحائك وأصدقائهما في الغابة للتدرب على مسرحيتهم.

سمعهم باك فوجد الفرصة مواتية للقيام بإحدى حيلة. وبينما كان بوتوم ينتظر دوره ليتقدم ويلقي خطابة العظيم, وضع باك بسرعة رأس حمار على كتفيه. رأى أصدقاؤه رأس الحيوان الكبير على جسد بوتوم ففروا مذعورين, وهم يصيحون: (لقد انتابنا شبح!)
لكن بوتوم ظن أنهم يسخرون منه ويستحمرونه. لذا أخذ يتمشى ذهابا وإياباً وهو يغني بصوت مرتفع ليظهر انه غير خائف.

أيقظ غناؤه تيتانيا, ففتحت عينيها, ومرة أخرى فعل السحر فعله, فهتفت في دهشة فرحة: (أي ملاك يوقظني من سريري الوردي؟). لقد ضنت أن بوتوم الخشن, الأخرق, برأس الحمار ونهيقه, من أجمل الكائنات المحببة التي سبق أن رأتها, واستدعت خدمها من الجن ليعتنوا به ويطعمونه ما لذ وطاب. فاهتموا به وغنوا له أغاني الأطفال, بينما أخذت هي تربت على أذنيه,أذني الحمار.

وبزهو سمح بوتوم للجن بحك رأسه, وبامتنان قبل عروضهم مع انه أشار بأدب إلى أنه يفضل (مقداراً كبيراً من العلف والشوفان الجاف والتبن) على شهد العسل وبندق السنجاب الذي يجلبونه له. ولقد سر باك بنجاح جهوده وانطلق ليخبر أوبيرون النبأ السعيد.

وفيما كان باك يدلي بتقريره, مر ديمتريوس, الذي كان مازال يلاحق هرميا التي كانت تبحث عن ليسندر. سعى أوبيرون إلى معرفة السبب الذي جعل باك لا يضع السائل السحري في عيني ديمتريوس لكي يقع في حب هيلينا, فكان على باك أن يشرح أنه سحر الشاب الآخر. قرر أوبيرون أن يسوي الأمور, وهكذا أنهك ديمتريوس الجري وراء هرميا, وتمدد ليستريح, سكب أوبيرون بنفسه السائل في عيني الرجل النائم, ولكي يتأكد من أن ليس هناك
خطأ آخر, أمر باك أن يأتيه بـ هيلينا على الفور.

وفي لحظة عاد باك بها, ولكن ليسندر كان يتبعها عن كثب ويخبرها كم يحبها! ثم, ومثلما خطط أوبيرون, أفاق ديمتريوس من نومه فرأى هيلينا, وبدأ أيضاً يخبرها كم هي جميلة. أحست هيلينا أن الرجلين يسخران منها, وعندما وصلت هرميا بعد دقائق قليلة وسألت عما يجري, أدركت أن هرميا متورطة أيضاً في القصة.

اندلع نزاع خفيف انتهى بعراك بين السيدتين, فيما حاول الرجلان تفرقتهما. وأخيراً دعا الرجلان بعضهما بعضاً إلى المبارزة.

أدرك أوبيرون أنهما تماديا بما فيه الكفاية, أمر باك بإحداث ضباب وإرباك الرجلين. كيلا يستطيعا القتال, ثم تحرير ليسندر من السحر ليحب هرميا ثانية, مثلما فعل في البداية, على أن يبقى ديمتروس تحت تأثير السحر, فيبقى محباً لـ هيلينا إلى الأبد.

كان الفجر تقريباً, عندما أختفى الجن, وعاد أوبيرون إلى تيتانيا ثانية. شعر بالأسف بسبب الحيلة التي أحتال بها عليها, ولكنه ظل يحب الولد الهندي الصغير. وهكذا أقنعها, وهي ما تزال تحت تأثير السحر, بالتخلي عنه, ثم حررها وحرر بوتوم من السحر.

وساد السلام والتناغم بلاد الجن ثانية.

أما بالنسبة إلى البشر فقد فرح ديمتريوس بـ هيلينا, وفرح ليسندر بـ هرمي. نسج أوبيرون رقية أخرى جعلت كل ما حدث خلال الليل يبدو حلماً – (حلم ليلة صيف).

وفيما بعد, في الصباح, اتى الدوق ثيسيوس ليصطاد في الغابات مع هيبوليتا و إجيوس وسائر رجال البلاط, فالتمس ديمتريوس الإدن ليتزوج هيلينا, وليتزوج ليسندر هرميا, فوافق الدوق وأقنع إجيوس بأن يعلن موافقته أيضاً.

عاد الشبان الأربع إلى أثينا للتحضير للأمسية, حيث سيتزوجون في الوقت نفسه الذي سيتزوج فيه الدوق.

في تلك الأثناء, افاق بوتوم من (حلمة الرائع) من أنه في بلاد الجن, و ذهب إلى البيت ليدهش رفاقه بالتحدث عنه. فقال باعتزاز لنفسه: (لقد رأيت حلماً يعجز المرء عن إدراكه.. فعين إنسان لم تسمع, و أذن إنسان لم تر, ويد إنسان لن تقدر أن تتذوق... ما كان حلمي . ساحمل بيتر كونيس على كتابة قصيدة عن هذا الحلم: وسوف نسميها حلم بوتوم.)

في تلك الأمسية, مأدبة الزفاف, قدم بيتر كوينس وأصدقاؤه مسرحيتهم.

وقد مثلوا بجدية كبيرة وأثاروا جلبة هائلة, المر الذي جعل كل امرئ يستمتع بها أكثر.

ثم مرة أخرى كان منتصف الليل, وعندما أوى الدوق وضيوفه إلى فرشهم, ظهر الملك أوبيرون والملكة تيتانيا وحاشيتهما من الأتباع الصغار ثانية ليحيكوا سحرهم الجني على البشر النائمين وليتأكدوا من أن كل شيء انتهى نهاية سعيدة, مثلما ينبغي أن تنتهي كل الأحلام الجميلة.


Amedio 11-27-2011 04:50 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
تاجر البندقية


نشرت لأول مرة عام 1600 لكن هناك دلائل على انها كتبت في الفترة بين1596و 1598

في مدينة فينيسيا "البندقية" بإيطاليا، كان اليهودي الجشع "شيلوك" قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام .. فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش .. وكانت مدينة "البندقية" في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجّار كثيرون من المسيحيين .. من بينهم تاجر شاب اسمه "أنطونيو".

كان "أنطونيو" ذا قلب طيب كريم .. وكان لا يبخل على كل من يلجأ إليه للاقتراض دون أن يحصل من المقترض على أي ربا أو فائدة. لذلك فقد كان اليهودي "شيلوك" يكرهه ويضمر له الشر بالرغم مما كان يبديه له من نفاق واحترام مفتعل.

وفي أي مكان كان يلتقي فيه "أنطونيو" و "شيلوك" كان "أنطونيو" يعنفه ويوبخه، بل ويبصق عليه ويتهمه بقسوة القلب والاستغلال. وكان اليهودي يتحمل هذه المهانة، وفي الوقت نفسه كان يتحين أية فرصة تسنح له للإنتقام من "أنطونيو".

وكان جميع أهالي "البندقية" يحبون "أنطونيو" ويحترمونه لما عرف عنه من كرم وشجاعة، كما كان له أصدقاء كثيرون يعزهم ويعزونه .. ولكن أقرب الأصدقاء وأعزهم على قلب "أنطونيو" كان صديقاً شاباً اسمه "بسانيو" .. وهو نبيل من طبقة نبلاء البندقية، إلا أنه كان صاحب ثروة بسيطة، أضاعها وبددها بالإسراف الشديد على مظاهر حياته .. وكلما كان يحتاج إلى المزيد من النقود ليصرفها، كان يلجأ إلى صديقه "أنطونيو" الذي كان لا يبخل عليه أبداً ويعامله بكل كرم يليق به كصديق من أعز أصدقائه.

وفي أحد الأيام قال "بسانيو" لصديقه "أنطونيو" أنه مقبل على الزواج من فتاة ثرية ورثت عن أبيها ممتلكات وثروة كبيرة .. وإنه يحتاج إلى ثلاثة آلاف من الجنيهات حتى يبدو مظهره أمامها كعريس يليق بها.

ولكن "أنطونيو" لم يكن يمتلك هذا المبلغ في ذلك الوقت .. كان ينتظر سفنه القادمة المحمّلة بالبضائع التي يمكن أن يبيعها عند وصولها .. ولكي يلبي "أنطونيو" طلب صديقه العزيز، قرّر أن يقترض هذا المبلغ من اليهودي "شيلوك" .. على أن يرد له هذا الدين وفوائده فور وصول سفنه المحملة بالبضائع.





Amedio 11-27-2011 05:16 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
وذهب الصديقان إلى "شيلوك" وطلب "أنطونيو" منه أن يقرضه مبلغ ثلاثة آلاف من الجنيهات بأي نسبة فائدة يطلبها، مع وعد بأن يرد إليه القرض وفوائده عند وصول السفن في موعد قريب ..

هنا سنحت الفرصة التي كان يتحينها اليهودي "شيلوك" للتاجر "أنطونيو" .. ودارت في ذهن اليهودي أفكار الشر والأذى والانتقام .. وظل يفكر طويلاً فيما عساه يصنعه بهذا التاجر الذي يعطي للناس نقوداً بلا فائدة: هذا التاجر الذي يكرهني ويكره شعبنا اليهودي كله .. إنه يسبني ويلعنني ويسميني بالكافر .. وبالكلب الأزعر .. ويبصق على عبائتي كلما رآني .. وهاهي الفرصة قد سنحت أمامي لكي أنتقم .. وإذا لم أغتنم هذه الفرصة فلن يغفر لي ذلك أهلي وعشيرتي من اليهود الآخرين ..

قال "شيلوك" وهو يخفي الحقد والكراهية في قلبه: يا سنيور "أنطونيو" .. كثيراً ما شتمتني ولعنتني وركلتني بقدمك كما لو أني كلب من الكلاب .. وهأنتذا جئتني وتطلب مني أن أساعدك بثلاثة آلاف من الجنيهات .. فهل تظن يا سيدي أن كلباً يمكنه أن يقدم لك هذا القرض ..؟!

فقال "أنطونيو" بشجاعة: حتى لو أقرضتني هذه النقود، فسوف أظل أدعوك كلباً وأركلك بقدمي وأبصق عليك وعلى عباءتك .. اقرضني هذه النقود وافرض وزد عليها ما شئت من فوائد تطمع فيها .. وسوف يكون لك الحق في أن تفرض علي ما شئت من عقاب إذا لم أردها إليك في الوقت المتفق عليه.

وعندئذ قال "شيلوك" بكل خبث ودهاء إنه على استعداد أن يقدم لأنطونيو هذا القرض بدون فوائد على الإطلاق .. ولكن بشرط واحد: هو أن يذهبا معاً الى المحامي، وأن يوقع "أنطونيو" على عقد يبدو كما لو كان مزاحاً، يتيح لليهودي "شيلوك" أن يقطع رطلاً من لحم "أنطونيو" ومن أي جزء يختاره "شيلوك" من جسم "أنطونيو" وذلك إذا لم يرد إليه الآلاف الثلاثة من الجنيهات في موعد محدد!

وحاول "بسانيو" أن يثني صديقه "أنطونيو" عن توقيع هذا العقد اليهودي الماكر .. ولكن "أنطونيو" صمم على التوقيع دون خوف .. لأن سفنه وبضائعه ستصل قبل أن يحل موعد السداد بمدة كافية .. ولكن تكون هناك فرصة أمام "شيلوك" لتنفيذ هذا المزاح ..

وهكذا وقع "أنطونيو" على العقد ..!



https://i1.makcdn.com/images/forums/m...1154826378.jpg

Amedio 11-27-2011 05:20 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
أما الفتاة الثرية التي يحبها "بسانيو" ويتمنى الزواج منها فقد كان اسمها "بورشيا" .. وكانت تتمتع إلى جانب أخلاقها الرفيعة ورجاحة عقلها بثروة طائلة ورثتها عن أبيها .. وكانت لها وصيفة اسمها "نيرسا" .. وكانت "بورشيا" تعيش في منطقة "بلمونت" القريبة من البندقية.

وبعد أن حصل "بسانيو" على النقود، التي اقترضها صديقه "أنطونيو" من اليهودي "شيلوك" أخذ طريقه إلى "بلمونت" ليعرض الزواج على حبيبته "بورشيا" وكان قد اصطحب معه تابعه المهذب "جراتيانو" ومجموعة من الخدم الذين يرتدون ملابس حسنة المنظر ليكونوا في خدمته مؤتمرين بأمره ..

ووافقت "بورشيا" على الزواج من "بسانيو" بسعادة غامرة .. واعترف لها "بسانيو" بأن ممتلكاته قليلة .. وأن الشيء الوحيد الذي يفخر به هو انتماؤه إلى أسرة عريقة من النبلاء .. فقالت له "بورشيا" إنها تهبه نفسها وكل أملاكها .. وأنه من الآن فصاعداً هو رب البيت ومن حقه أن يتصرف في كل شيء .. وخلعت الخاتم من أصبعها وأهدته إليه، وطلبت منه ألا يفرّط في هذا الخاتم أبداً ..

وكان التابع "جراتيانو" والوصيفة "نيرسا" يحبان بعضهما ويرغبان في تتويج هذا الحب بالزواج .. لذلك فما أن علما بأن سيديهما سيتزوجان، حتى أعلن "جراتيانو" أنه يرغب في الزواج من "نيرسا".

ووافق السيدان على ذلك بكل سرور.



https://smilles.5d5l.com/smile_albums...w5l-com_64.gif

ولكن لحظة الهناء هذه لم تستمر طويلاً .. فقد وصل إلى "بسانيو" خطاب يتضمن أنباء مزعجة ومفزعة، فشحب وجهه وسألته "بورشيا" عن سر اضطرابه، فقال لها بكل صدق إنه مدين لصديقه العزيز "أنطونيو" بمبلغ ثلاثة آلاف من الجنيهات .. وقد اقترض صديقه هذا المبلغ من اليهودي "شيلوك" بناءً على عقد يعطي لليهودي الحق في قطع رطل من لحم "أنطونيو" إذا لم يسدد إليه هذا القرض في موعد محدد.

وأراها الخطاب الذي وصله من صديقه الوفي "أنطونيو" والذي يحمل أنباء سيئة .. وكان الخطاب يقول: "عزيزي بسانيو" .. فقدت كل سفني .. ولم أستطيع سداد القرض "لشيلوك" .. بعد أن حل موعد الدفع .. ومعنى ذلك أن اليهودي سيقطع رطلاً من لحمي من أي جزء من جسمي .. وسوف تنتهي حياتي وكل ما أتمناه أن أراك قبل موتي ..

تأثرت "بورشيا" كثيراً بالمصير المؤلم لهذا الصديق المخلص النبيل .. وقالت إن على "بسانيو" أن يرحل فوراً إلى مدينة "البندقية" ومعه أضعاف هذا المبلغ ليحاول تصحيح هذا الخطأ، وينقذ صديقه من براثن اليهودي "شيلوك" .. ووعدته بأنها سوف تبذل كل جهدها بالوقوف إلى جانبه في هذه المشكلة.

ولكن لكي يصبح "لبسانيو" الحق في التصرف في أموال "بورشيا" فقد كان لا بد أن يتم زواجهما فوراً .. فتزوجا .. وتزوج أيضاً "جراتيانو" و "نيرسا"..

وفور إتمام كل هذه الإجراءات، سافر "بسانيو" وتابعه "جراتيانو" إلى البندقية فوجدا "أنطونيو" محبوساً في السجن ..

وحاول "بسانيو" أن يتفاهم مع اليهودي "شيلوك" الذي رفض قبول الثلاثة آلاف من الجنيهات التي قدمها إليه "بسانيو" .. وأصر "شيلوك" على أن يقوم بقطع رطل من لحم "أنطونيو" طبقاً لما تم الاتفاق عليه في العقد وبعد أن فات ميعاد السداد..

وتحدد موعد لمحاكمة "أنطونيو" أمام دوق "البندقية" ووقع "بسانيو" في قلق بالغ وحيرة شديدة..



https://www.mm11mm.com/up/folder1/mm11mm_iquBgVwcpu.jpg

Amedio 11-27-2011 05:25 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
بعد رحيل "بسانيو" خافت "بورشيا" أن يفشل "بسانيو" في إنقاذ هذا الصديق الوفي النبيل الذي ضحى بحياته من أجل زوجها .. وقررت بينها وبين نفسها أن تذهب إلى "البندقية" لتدافع عن هذا الصديق النبيل أمام المحكمة .. ولكن كيف؟!

كان أحد أقارب "بورشيا" محامياً كبيراً اسمه "بلاريو" فقامت بالكتابة إليه بكل تفاصيل المشكلة .. وطلبت منه أن يعطيها النصيحة في كيفية الدفاع .. كما طلبت منه أيضاً أن يعيرها روب المحاماة حتى يمكنها الوقوف به أمام المحكمة، وسرعان ما وصلها رد المحامي "بلاريو" متضمناً كل النصائح والتفاصيل خطوة خطوة.

وهكذا تزيت "بورشيا" ووصيفتها "نيرسا" بزي الرِّجال، وارتدت "بورشيا" روب المحاماة، وقامت "نيرسا" بدور كاتب المحامي .. وشدتا الرِّحال إلى البندقية ..

ودخلت الفتاتان إلى قاعة المحكمة التي كانت منعقدة برئاسة دوق البندقية ومجموعة من المستشارين. وسلمت "بورشيا" إلى المحكمة خطاباً بتوقيع المحامي الكبير "بلاريو" يقول فيه إنه كان ينوي الحضور إلى البندقية للدفاع بنفسه عن "أنطونيو" ولكنه يعتذر عن الحضور بسبب مرضه ..

ويفوّض الشاب المثقف الدكتور "بالتازار" وهو الاسم الذي سميت به "بورشيا" ليقوم بالدفاع نيابة عنه ..

وقبل الدوق هذا الخطاب ووافق على أن يقوم الدكتور "بالتازار" بالدفاع عن "أنطونيو" بالرغم من صغر عمره وبالرغم من ملامحه الغضة الرقيقة التي تشع بالنضارة ..!

ودارت "بورشيا" بعينيها في قاعة المحكمة .. وشاهدت خصمها اليهودي الجشع "شيلوك" الذي خلا قلبه من الرحمة .. كما شاهدت زوجها "بسانيو" الذي لم يستطع التعرف عليها وهي مرتدية ملابس الرِّجال وروب المحاماة .. وكان واقفاً إلى جوار صديقه الحميم "أنطونيو"، وقلبه مفعم بالحزن والأسى.


https://smilles.5d5l.com/smile_albums...w5l-com_64.gif


وقالت "بورشيا" أو "الدكتور بالتازار المحامي" دفاعاً عن "أنطونيو" أنه طبقاً لقوانين "البندقية" فلا بد من تنفيذ الاتفاق الذي تم في هذا العقد .. وطلبت العقد من "شيلوك" لتقرأه .. ثم قالت إن هذا العقد يعطي الحق لليهودي "شيلوك" أن يقطع رطلاً من لحم "أنطونيو" .. ولكن الرحمة ضرورية وواجبة .. إن تحقيق العدالة لا بد أن يتم بالرحمة. وظلت تستعطف اليهودي لكي يكون رحيماً بخصمه ما دام المدين قادراً على رد الدين ودفع الثلاثة آلاف من الجنيهات.

وعندئذ قال "بسانيو" أنه مستعد أن يرد لليهودي هذا المبلغ أضعافاً مضاعفة .. ولكن "شيلوك" لم يستجب لأي عرض، وأصر على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في العقد, وأن يقطع رطلاً من لحم "أنطونيو".

وهنا تظاهرت "بورشيا" بقبولها لحكم القانون .. والتفتت إلى "أنطونيو" وطلبت منه أن يكشف صدره ويستعد لهذه العملية القاسية التي سيقوم بها اليهودي ..

وأخذ اليهودي يسن سكينه الحادة ..


https://img63.imageshack.us/img63/91/...tharbouris.jpg


Amedio 11-27-2011 05:27 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
تساءلت "بروشيا" عن وجود الميزان الذي سيستخدم في وزن رطل اللحم .. وقالت لليهودي: قبل أن تقوم بقطع الرطل من لحم "أنطونيو" يجب أن تحضر طبيباً حتى لا ينزف دمه إلى أن يموت ..

فقال "شيلوك" بغيظ: إن ذلك غير منصوص عليه في العقد.

فقالت "بورشيا": نعم إن العقد يعطيك الحق في رطل من لحم "أنطونيو" ولكنه لا يعطيك الحق في أن تجعله ينزف دماً .. إن إراقة الدماء جريمة يعاقب عليها القانون .. فعليك أن تقطع رطل اللحم دون أن تريق ولو قطرة واحدة من دم هذا المسيحي .. وإلا فإن قوانين "البندقية" ستطبق عليك فوراً .. فتصادر جميع ممتلكاتك وجميع بضائعك وأموالك وتصبح حقاً لحكومة البندقية!

وهنا هلل جميع الحاضرين في المحكمة فرحين .. لقد أصبح من المحال على اليهودي "شيلوك" أن ينفذ خطته الوحشية الدنيئة .. لذلك فقد اضطر إلى الاستسلام فوراً وأن يقوم في يأس: إذن أعطوني نقودي وسأنصرف إلى حال سبيلي!

عندئذ صاح "بسانيو" متسرعاً: ها هي نقودك فخذها .. ولكن "بورشيا" قاطعته قائلة: انتظر .. إن العقد لا ينص إلا على حق اليهودي في أن يقطع رطلاً من لحم مدينه إذا فات ميعاد السداد ولم يقم المدين برد الدين .. فإذا استطاع اليهودي أن يقطع رطل اللحم دون أن يريق دم المدين فعليه أن يقوم بذلك الآن .. ثم إن هذا اليهودي قد ارتكب جريمة يعاقب عليها قانون "البندقية" .. هذه الجريمة هي التآمر على حياة أحد مواطني المدينة .. ولأنك يا "شيلوك" قد تآمرت على حياة "أنطونيو" فإن جميع أموالك ستصادر لصالح حكومة "البندقية" .. أما حياتك أو إعدامك .. فذلك أم متروك لرحمة الدوق رئيس المحكمة ليحكم ضدك بما يشاء طبقاً للقانون .. فهيّا اركع على ركبتيك والتمس العفو عنك أو الرحمة بك !!

وقال الدوق رئيس المحكمة: لقد عفونا عنك دون أن تتوسل إلينا .. أما ثروتك وممتلكاتك فقد حكمنا بمصادرتها على أن يؤول نصفها إلى "أنطونيو" الذي كنت ستتسبب في موته .. ويؤول النصف الآخر إلى حكومة البندقية.

ولأن "أنطونيو" كان طيباً وكريماً فقد أبدى استعداده للتنازل عن نصيبه إلى "شيلوك" بشرط أن يوقع على وصية تنص على أن تؤول ثروته بعد موته إلى ابنته وزوجها ..

فقد كان "أنطونيو" يعلم أن لهذا اليهودي ابنة وحيدة، أحبت وتزوجت شاباً مسيحياً اسمه "لورنزو" وهو صديق عزيز من أصدقائه .. فغضب اليهودي على ابنته وقرّر أن يحرمها من ميراثه وَتَرِكَته بعد موته ..

واستسلم اليهودي ولم يجد مفراً .. واضطر أن يقبل كل ذلك .. وبعدئذ حكم الدوق بإطلاق سراح "أنطونيو" وانتهت المحاكمة.

وعندئذ تقدم "بسانيو" إلى الدكتور "بالتازار" المحامي ليشكره على دفاعه الذكي الذي أنقذ حياة صديقه "أنطونيو" .. ولم يكن "بسانيو" يعلم أن هذا المحامي ما هو إلا زوجته "بورشيا" .. وقال "بسانيو" بكل شر وامتنان: إن تقديرنا لك لا يقدر بثمن وأرجوك أن تقبل الآلاف الثلاثة من الجنيهات التي كنا سندفعها إلى اليهودي كأتعاب لك ..


https://www.hotagri.com/data/media/185/24.jpg

Amedio 11-27-2011 05:30 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
رفضت "بورشيا" أن تأخذ النقود .. ولكن "بسانيو" أصر على المحامي أن يقبل أي هدية يحددها .. وعندئذ قالت "بورشيا": إذن أعطني قفازك هذا!

وعلى الفور خلع بسانيو قفازه وأعطاه للمحامي وعندما شاهدت "بورشيا" الخاتم الذي أهدته إليه ووعدها بألاّ يُفرِّط فيه أبداً .. قالت له: أرجوك .. أعطني هذا الخاتم وسوف أقبله كهدية بدلاً من الأتعاب ..!

شحب وجه "بسانيو" وشعر بحرج شديد وقال معتذراً: بأن هذا الخاتم بالذات هدية من زوجته العزيزة ولا يستطيع أن يُفرِّط فيه أو يتصرف فيه .. وأنه على استعداد لشراء أغلى وأثمن خاتم في "البندقية" وتقديمه هدية للمحامي .. ولكن "بورشيا" أصرت على أخذ الخاتم الذي يلبسه "بسانيو" في اصبعه.

وانصرفت وهي تتظاهر بالغضب .. وانصرفت وراءها وصيفتها "نيرسا" التي كانت متنكرة في زي كاتب المحامي .. وعندئذ اقترح "أنطونيو" على صديقه "بسانيو" أن يعطي الخاتم للمحامي وأن يعتذر لزوجته عن هذا التصرف .. وازداد حرج "بسانيو" وخاف أن يتهم بأنه ناكر للجميل، فخلع الخاتم وأعطاه لتابعه "جراتيانو" ليلحق بالمحامي ويعطيه إياه ..

وعندما أخذت "بورشيا" الخاتم، طلبت من "جراتيانو" أن يبلغ شكرها لسيده .. وهنا طلبت "نيرسا" من زوجها "جراتيانو"، الذي لم يعرفها وهي متنكرة في زي الرِّجال، أن يعطيها الخاتم الذي يلبسه في إصبعه (وكانت "نيرسا" قد أهدت لزوجها هذا الخاتم وأقسم لها ألاّ يفرِّط فيه)، ولم يجد "جراتيانيو" مناصاً سوى أن يخلع الخاتم ويقدمه إلى الكاتب .. وانصرفت "بورشيا" ووصيفتها عائدتين إلى بيتهما.





Amedio 11-27-2011 05:32 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
جلست الزوجتان "بورشيا" و "نيرسا" تنتظران عودة زوجيهما "بسانيو" و "جراتيانو" .. ووصل الزوجان ومعهما "أنطونيو" ليتعرف على زوجة صديقه الكريمة، وما هي إلا لحظات حتى نشب شجار بين "جراتيانو" و "نيرسا" التي اكتشفت أن زوجها قد فرَّط في الخاتم الذي أهدته له، واتهمته بأنه أعطاه لامرأة أخرى .. وعندما حاولت "بورشيا" التدخل لفض النزاع بين الزوجين، اكتشفت هي الأخرى أن زوجها "بسانيو" قد فرَّط في الخاتم الذي أهدته له، واتهمته بأنه قد أعطاه لامرأة أخرى.

وعبثاً حاول الزوجان أن يقنعا زوجتيهما بأنهما قد أعطيا الخاتمين للمحامي وكاتب المحامي، وذلك بعد أن رفض المحامي أن يأخذ أتعاباً سوى الخاتم الذي كان يلبسه "بسانيو".

وتظاهرت الزوجتان بالحزن والغضب .. بينما ساد حزن حقيقي في قلب كل من الرِّجال الثلاثة .. وكان "أنطونيو" أشدهم حزنا .. لذلك فقد قال "لبورشيا" بتأثر: سيدتي .. أرجو أن تغفري لي لأني تسببت في هذا الشجار .. وفي أن زوجك الكريم قد أعطى الخاتم للمحامي الذكي العظيم الذي أنقذ حياتي .. وإني على يقين يا سيدتي بأن زوجك سيحافظ على ثقتك فيه طوال حياته.

وعندئذ قالت "بورشيا": ولأجل خاطرك يا سيدي .. فسوف أعيد إليه هذا الخاتم .. وهو نفس الخاتم الذي أهديته من قبل .. وفوجئ الرِّجال بأن المحامي الدكتور "بالتازار" لم يكن سوى "بورشيا" نفسها .. وأن كاتب المحامي لم يكن سوى "نيرسا" .. وفرح الرِّجال كثيراً بهذه المفاجأة .. وفرحوا أكثر وأكثر عندما أعطت "بورشيا" "لأنطونيو" خطاباً يحمل أنباء طيبة بأن سفنه قد وصلت سالمة ولم تلحق بها أية خسارة.

وهكذا انتهت حكاية تاجر البندقية بهذا الحظ السعيد .. وهذا الضحك الصادر من القلب على حكاية الخاتمين .. وحكاية الزوجين اللذين لم يتعرفا على زوجتيهما عندما تنكرتا في زي الرِّجال ..!!


[IMG]https://*************/uploads/00bdc9440f.jpg[/IMG]


Amedio 11-27-2011 05:34 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
انتهت قصة تاجر البندقية!!




Anossi 11-27-2011 07:47 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
ما شاء الله مبدع

و انا عندي رواية تاجر البندقية

و حلوة و الله

الراهب 11-28-2011 01:02 AM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
https://ts1.mm.bing.net/images/thumbn...2957a20861a0bc
https://cs.infospace.com/ClickHandler...2A611525785277

kyude 12-07-2011 02:43 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
الله يعطيك الف عافيه ..
على هل مجهود

AL_RA7AL 12-10-2011 11:51 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
شكسبير ملك الروايات

يعطيك الف عافيه على المجهود

Amedio 01-04-2012 09:00 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
ترويض النمرة ....



ترويض النمرة أو كاثرين الشرسة هي رواية من أبسط كتابات شكسبير التي تعبر عن المرأة بوجهيها الرقة والعنف وتتحدث عن تاجر ثري لديه ثلاث بنات جميلات أكبرهن وأجملهن كاثرين وقد توفيت زوجته وهن صغيرات السن، وقد عرفت كاثرين الجميلة بكاثرين الشرسة أو المجنونة لانفعالاتها الشديدة بتكسير الأثاث وكل ما يعترض طريقها كلما تقدم عريس لخطبته، وقد زادها عنفها شهرة وانقطع الخاطبون عنها وبذلك أضرت بأختيها الرقيقتين لرفض أبيها تزويجهما قبل كبيرته كاثرين.
فاضطر الأب المسكين إلى نشر إعلان في البلدة بأنه سيدفع مبلغاً كبيراً لمن تقبل كاثرين به زوجاً فسمع بذلك تاجر شاب غني معروف بحبه للمال وزيادته رغم غناه وسمع عن جمال كاثرين وثرائها فتقدم لخطبتها وكالعادة ثارت كاثرين في وجهه فثار كذلك كالمجنون لكى تخاف وقام بحركات بهلوانية أرعبتها بالفعل فدخل وقال لأبيها إن ابنتك الرقيقة قد قبلت بالزواج مني وكاثرين مرعوبة أن تنطق وقد تم واستطاع بتريشيو بتحويل كاثرين الشرسة إلى كاثرين المطيعة بحيله وعنفه تارة وادعائه الجنون مرة أخرى وتجريدها من الرفاهية لتصبح بذلك أرق وأكثر بنات ابيها طاعة مما دفع أبوها لزيادة إرثها للضعف قائلاً إن كاثرين أصبحت امرأة جديدة بإرث جديد.



https://vb.arabseyes.com/uploaded/4_1198075131.jpg

Amedio 01-04-2012 09:04 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
حكاية شتاء


كان ليونتيس ملك سيسلي ، وملكته الجميلة الطيبة هرميون يعيشان في سعادة بالغة .
فقد كان ليونتيس يحب زوجته الملكة كثيراً حتى أنه كان يتوق
لرؤيتها دائماً وكان يتشرف بتقديمها إلى زميل دراسته العزيز بوليكسنس
ملك بوهيميا وكان ليونتيس وبوليكسنس قد نشآ معاً منذ نعومة أظفارهما ،
إلا أن كلاً منهماً شغلته الحياة بعد وفاة والديهما إذ كان على كل
منهما أن يتولى حكم مملكته . وبقيا لسنوات لا يستطيع أحدهما أن يرى
الآخر رغم تبادلهما الهدايا والرسائل والخطابات الودية . وأخيراً تسنى
لهما اللقاء بعد عدة دعوات ، إذ حضر بوليكسنس من بوهيميا إلى القصر
الملكي في سيسلي ، ليزور صديقه ليونتيس . في البداية أسعدت الزيارة
ليونتيس ، وطلب من مليكته أن تقدم لصديقه ورفيق شبابه رعاية خاصة ،
ومزيداً من الاهتمام ، وبدا له أن سعادته قد اكتملت عندما أصبح مع
صديقه العزيز . تحدثا عن الأيام الخوالي ، وتذكرا أيام الدراسة ،
ولعبهما معاً . وتبادلا الحكايات عن تلك الأيام وكانت هرميون تستمع
إليهما بإعجاب ، وتشارك بقسط مبهج في هذه الأحاديث . وبعد فترة إقامة
طويلة ، وبينما كان بوليكسنس يعد نفسه للرحيل ، طلبت منه هرميون ، بناء
على رغبة زوجها ، أن يطيل فترة زيارته . ومنذ تلك اللحظة ، بدأت أحزان
تلك الملكة الطيبة ، فقد رفض بوليكسنس البقاء عندما طلب منه ليونتيس
ذلك ، لكن هرميون استطاعت برقة كلماتها أن تقنعه . عند ذلك ، ورغم ثقة
ليونتيس الأكيدة في شرف صديقه بوليكسنس وشخصية مليكته الرائعة الطيبة ،
فقد تملكته الغيرة الجامحة . وكان كل تصرف تقوم به هرميون تجاه
بوليكسنس ، رغم أنه كان يتم بغرض إسعاد زوجها وتنفيذ رغتبه برعاية
صديقه ، يزيد من غيرة الملك التعيس . وفجأة تحول ليونتيس من صديق حقيقي
، وزوج وفي مخلص محب لزوجته ، إلى مخلوق شرير شرس ، فأرسل في طلب أحد
لوردات بلاطه الملكي ويدعى كاميللو ، وأخبره بشكوكه تجاه زوجته غير
المخلصة . ثم أمره بدس السم لبوليكسنس








https://gallery.merkaz.net/albums/dir..._azure_sea.jpg

Amedio 01-04-2012 09:08 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
كان كاميللو رجلاً طيباً ، تأكد تماماً أنه لا صحة لشكوك ليونتيس .
وهكذا ، بدلاً من أن يدس السم لبوليكسنس ، أخبره بأوامر سيده ، واتفق
على الهرب معه من سيسلي . ونجح بوليكسنس بمساعدة كاميللو في الوصول
سالماً إلى مملكته بوهيميا . ومنذ ذلك الوقت ، عاش كاميللو في بلاط
الملك ، وأصبح الصديق المقرب والمحبب لبوليكسنس . إلا أن هروب بوليكسنس
، جعل غيرة ليونتيس تزداد ضراوة . فذهب إلى غرفة الملكة حيث كان ولدها
الصغير ماميليوس قد بدأ لتوه في سرد إحدى حكاياته المفضلة لتسلية أمه .
فأبعد الملك الطفل عنها ، وأرسل بها إلى السجن . وبالرغم من أن
ماميليوس كان طفلاً صغيراً جداً ، إلا أنه كان يحب والدته بإعزاز شديد
. وعندما رأى والدته تعامل بمثل هذه القسوة ، وعلم أنها أبعدت عنه
وأرسلت إلى السجن ، أصابه الحزن الشديد ، وبالتدريج فقد رغبته في
الطعام والنوم ، حتى اعتقد الجميع أن حزنه سيودي به إلى الموت . وكان
الملك عندما أرسل زوجته إلى السجن ، قد أمر اثنين من لورداته وهما
كليومنس وديون أن يذهبا إلى بلدة دلفي ليسألا كاهن معبد أبوللو عما إذا
كانت مليكته مخلصة أم لا . وبعد أن قضت هرميون فترة قصيرة في السجن ،
ولدت بنتاً ، وشعرت الملكة المسكينة بالراحة عندما نظرت إلى طفلتها
الرقيقة ، وقالت لها : يا صغيرتي المسكينة السجينة ، لقد ارتكبت خطأ
صغيراً مماثلاً لما ارتكبته أنت . وكانت لهرميون صديقة عطوفة نبيلة
تدعى بولينا ، زوجة أنتيجونس أحد لوردات سيسلي ، وعندما سمعت بولينا أن
الملكة ولدت طفلاً ، ذهبت إلى السجن حيث توجد هرميون . وقالت لإميليا
التي تقوم على خدمة هرميون : أرجو منك يا إميليا أن تقولي للمكلة
الطيبة ، عما إذا كانت تثق بإعطاء طفلتها لي ، لأذهب بها إلى أبيها
الملك ، ومن يدري فربما يرق قلبه عندما يرى الطفلة الصغيرة . فأجابت
إميليا : يا لك من سيدة نبيلة . سوف أخبر الملكة بهذا العرض ، فقد كانت
ترغب اليوم في أي صديق لديه الجرأة لتقديم الطفلة إلى الملك
فقالت بولينا : وقولي لها إنني سأتكلم بشجاعة إلى ليونتيس دفاعاً عنها
. فقالت إميليا : اللهم بارك لبولينا إلى الأبد لعطفها على مليكتنا
الرقيقة . وذهبت إميليا إلى الملكة فأعطتها طفلتها وكلها سعادة لتكون
في رعاية بولينا . أخذت بولينا الطفلة ، واقتحمت مجلس الملك ، رغم أن
زوجها حاول منعها ، لأنه كان يخشى غضب الملك . ووضعت الطفلة عند قدمي
أبيها ، وألقت كلمة مؤثرة على أسماع الملك دفاعاً عن هرميون ، وألقت
عليه اللوم لقسوته ، وطلبت منه أن يرحم زوجته البريئة وطفلتها . لكن
كلماتها زادت من غضب ليونتيس ، فأمر زوجها أنتيجونس أن يأخذها بعيداً .








https://www.ta4a.com/vb/imgcache/115014.imgcache.jpg

Amedio 01-04-2012 09:11 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
وعندما خرجت بولينا ، تركت الطفلة عند قدمي أبيها ، اعتقاداً منها أنه
عندما يصبح وحده معها فقد ينظر إليها ويشفق على براءتها . ولكن بولينا
أخطأت . فما أن انصرفت حتى أمر الأب القاسي أنتيجونس بأن يأخذ الطفلة
إلى البحر ويتركها عند شاطئ مهجور حتى تموت . لم يكن أنتيجونس في مثل
طيبة كاميللو ، فامتثل لأوامر ليونتيس تماماً . وأخذ الطفلة فوراً إلى
ظهر سفينة وأبحر إلى عرض البحر ، وفي نيته أن يترك الطفلة على أول ساحل
مهجور يقابله . كان الملك متأكداً تماماً من أن هرميون مذنبة ، حتى أنه
لم ينتظر عودة كليومنس وديون من دلفي . وقبل أن تستعيد الملكة صحتها
بسبب ضعفها وحزنها على فقدان طفلتها الغالية ، قدمت إلى محاكمة علنية
أمام لوردات ونبلاء البلاط الملكي . وعندما اجتمع اللوردات والقضاة
لمحاكمة هرميون . وبينما كانت السيدة البائسة تقف خائفة في انتظار
عقابها ، دخل كليومنس وديون ، وقدما للملك رد كاهن معبد أبوللو . فأمر
ليونتيس بتلاوة كلمات كاهن المعبد بصوت عالٍ . وكانت تلك هي الكلمات :
هرميون بريئة ، ولا لوم على بوليكسنس ، وكاميللو خادم أمين ، وليونتيس
غيور وملك قاس ، وسوف يعيش دون وريث ، حتى يعثر على الشيء الضائع . لم
يشأ الملك تصديق كلمات كاهن المعبد ، وقال : إن ذلك كذب دبره أصدقاء
الملكة . وطلب من القضاة أن يستمروا في إجراءات محاكمة الملكة
وبينما كان يتكلم ، دخل رجل وأخبره أن الأمير ماميليوس عندما سمع بأن
أمه سيحكم عليها بالموت ، فقد صدم حزناً ومات فجأة . وعندما سمعت
هرميون بموت ذلك الطفل العزيز الغالي بسبب حزنه على مصيرها السيئ ،
أغمى عليها . أما ليونتيس الذي امتلأ بالتعاسة من جراء تلك الأنباء ،
فبدأ يشعر بالعطف على ملكته البائسة ، فأمر بولينا أن تأخذها وتساعدها
على استعادة صحتها . لكن سرعان ما عادت بولينا وأخبرت الملك أن هرميون
قد ماتت . عندما سمع ليونتيس بأن الملكة ماتت ، شعر بأسى عميق لقسوته
البالغة عليها ، واعتقد أن معاملته السيئة قد حطمت قلب هرميون وآمن
ببراءتها . كما تيقن بأن كلمات كاهن المعبد كانت صادقة . وتيقن كذلك
بأن الشيء الضائع إذا لم يعثر عليه (والذي تأكد أنه ابنته الصغيرة)
فإنه سيصبح حتماً بلا وريث للعرش ، طالما أن الأمير الصغير ماميليوس قد
مات . وأصبح يتمنى لو يهب مملكته مقابل أن يستعيد ابنته المفقودة .
وقضى ليونتيس العديد من الأعوام غارقاً في نفس الهواجس . أما السفينة
التي حمل فيها أنتيجونس الأميرة الطفلة إلى عرض البحر ، فقد دفعتها
عاصفة إلى شاطئ بوهيميا ، مملكة الملك الطيب بوليكسنس . وهناك حظ
أنتيجونس مراسي السفينة ، وترك الطفلة الصغيرة . غير أن أنتيجونس لم
يعد إلى سيسلي أبداً ليخبر ليونتيس بالمكان الذي ترك فيه طفلته ،
فبينما كان عائداً إلى السفينة ، خرج عليه دب من الغابة ومزقه إرباً












https://www.aljawariss.net/gallery/da...s-design09.jpg

Amedio 01-04-2012 09:13 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
كانت الطفلة عندما أرسلت بها هرميون إلى والدها ليونتيس قد ألبستها
ملابساً فاخرة ومزينة بالحلي لتبدو أمامه في أحسن صورة . وقام أنتيجونس
بتثبيت قطعة من الورق على معطفها كتب عليه اسمها (برديتا) أي الطفلة
الضائعة ، كما احتوت الورقة على بعض الكلمات الأخرى التي تشير بشكل
مباشر إلى نبل مولدها وسوء حظها
وعثر على الطفلة المنبوذة أحد رعاة الأغنام ، وكان رجلاً طيباً ، فحمل
الصغيرة برديتا إلى زوجته التي قامت برعايتها بحنان شديد . ولما كان
الراعي رجلاً فقيراً ، فقد هاجر من تلك المنطقة إلى منطقة أخرى حتى لا
يعرف أحد من أين حصل على تلك الثروة . وبعد ذلك اشترى بجزء من جواهر
برديتا قطعاناً من الغنم ، وأصبح راعياً ثرياً . وقام بتربية برديتا
على أنها ابنته ، ولم تكن هي تعرف شيئاً أكثر من أنها ابنة الراعي .
وكبرت برديتا الصغيرة ، وأصبحت فتاة جميلة ، ولم تتلق تعليماً إلا ما
يمكن أن تتلقاه ابنة راع . لكن أصولها النبيلة التي ورثتها عن أمها
الملكة ، بدأت تظهر في تصرفاتها بشكل كبير . لدرجة أن من لا يعرفها لا
يتصور إلا أنها قد ربيت في قصر أبيها الملك . وكان لدى بوليكسنس ولد
واحد يدعى فلوريزل . وذات يوم ، وبينما كان الأمير الشاب يقوم بالصيد
قرب بيت الراعي ، رأى تلك الفتاة والتي يفترض أنها ابنة الراعي ،
وسرعان ما وقع في حبها لجمالها وتواضعها ومظهرها الملكي . وما لبث
الأمير فلوريزل أن أخذ يتردد على منطقة بيت الراعي العجوز بصفة مستمرة
، متخفياً في ملابس شاب عادي وتحت اسم دوريسلس . وبدأ غياب فلوريزل عن
القصر يقلق بوليكسنس ، فأرسل من يراقب ابنه حتى اكتشف حبه لابنة الراعي
الجميلة . عندئذٍ أرسل بوليكسنس في طلب كاميللو ، وقال له إنه يرغب منه
أن يصاحبه لزيارة بيت الراعي . وقام كل من بوليكسنس وكاميللو بتغيير
هيأتيهما حتى لا يتعرف عليهما أحد ، ووصلا إلى البيت وتصادف أن كان ذلك
وقت الاحتفال بأحد الأعياد








Amedio 01-04-2012 09:16 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
وبرغم أنهما غريبان ، إلا أن العادة كانت تقضي بدعوة كل ضيف للمشاركة
في الاحتفال . كان كل إنسان سعيداً ومرحاً . الموائد مليئة بألوان
الطعام والشراب ، فقد أجريت استعدادات كبيرة للاحتفال بالعيد . كما كان
هناك بعض الفتيان والفتيات يرقصون فوق العشب أمام البيت . وبرغم كل
مظاهر الاحتفال هذه ، كان فلوريزل وبرديتا يجلسان في هدوء بأحد الأركان
، مستمتعين للغاية بما يدور بينهما من حديث أكثر من ألعاب التسلية
واللهو التي تجري حولهما . وقام الملك ، وهو على ثقة من عدم اكتشاف
أمره بالاقتراب منهما لسماع ما يدور بينهما من حوار . وأدهشه كثيراً
ذلك الأسلوب البسيط الجميل الذي تتحدث به برديتا إلى ابنه . فقال
لكاميللو : إنها أرق فتاة رأيتها في حياتي ، رغم أنها من أصل متواضع ،
فكل ما تفعله أو تقوله يبدو أعظم شأناً من نفسها ، إنها نبيلة جداً
وهذا المكان غير جدير بها . ثم التفت الملك إلى الراعي العجوز وقال :
قل لي أيها الصديق الطيب ، من ذلك الشاب الذي يتحدث إلى ابنتك ؟ فأجاب
الراعي : إنهم ينادونه دوريسلس ، ويقول إنه يحب ابنتي ، وحتى أقول
الحقيقة فإنه من الصعب أن أعرف من منهما يحب الآخر أكثر ، وإذا استطاع
دوريسلس أن يفوز بها ، فإنها ستحقق له ما لم يحلم به . وكان يقصد بذلك
باقي مجوهرات برديتا التي حفظها لها بعناية ليوم زفافها . بعدها تكلم
بوليكسنس إلى ابنه . قال له : أيها الشاب ، يبدو أن قلبك مشغول بشيء
يبعد فكرك عن مظاهر الاحتفال بالعيد ، عندما كنت شاباً ، اعتدت أن يكون
حبي مصحوباً بالهدايا وأنت لم تشتر أي شيء لفتاتك . فأجاب الأمير الشاب
، ولم يكن يدري أنه يتكلم مع أبيه وقال : يا سيدي العزيز ، ليست هناك
هدايا جديرة بها ، والهدايا التي تتوقعها برديتا مني محفوظة داخل قلبي
. ثم استدار فلوريزل إلى برديتا وقال : اصغ إلى يا برديتا ، إني أقول
لك أمام هذا الشيخ المهذب ، مهما يكن أمره ، أنه كان ذات مرة عاشقاً
وطلب فلوريزل من ذلك الغريب العجوز أن يكون شاهداً على وعده بالزواج من
برديتا والذي كان قد قرره ، لكنه عندما قال ذلك ، كشف الملك عن شخصيته
لابنه ، وألقى اللوم على ابنه لإقدامه على الزواج من تلك الفتاة
المتواضعة الأصل ، وأطلق على برديتا صفات غير مهذبة ، وهدد بأنه لو
أنها سمحت لابنه أن يراها مرة ثانية ، فسوف يقدم على قتلها هي وأبيها
الراعي شر قتلة ! عندئذٍ ، غادر الملك المكان وهو في شدة الغضب وأمر
كاميللو أن يتبعه هو والأمير فلوريزل . وبعدما رحل الملك ، ثارت طبيعة
برديتا الملكية بسبب كلمات بوليكسنس القاسية ، وقالت : برغم أن آمالنا
قد تحطمت الآن ، إلا أنني لم أكن خائفة ، فلقد كنت على وشك الرد عليه
مرة أو مرتين ، لأقول له إن نفس الشمس التي تشرق على قصره ، تشرق أيضاً
على بيتنا . ثم أضافت وكلها أسى : لكنني استيقظت الآن من ذلك الحلم ،
لم يعد هناك أمل في أن أصبح ملكة ، اتركني يا سيدي ، فسأذهب إلى أغنامي
وأبكي . إلا أن كاميللو الطيب القلب والذي أسره سلوك برديتا ، اكتشف
أيضاً أن الأمير الشاب غارق تماماً في حبها ، ولا يمكن أن يتخلى عنها
لمجرد أوامر والده الملك . لذلك فكر في مساعدتهما ، وفي نفس الوقت يقوم
بتنفيذ خطة محكمة طرأت على ذهنه . كان كاميللو على علم تام منذ فترة
طويلة بأن ليونتيس ، ملك سيسلي ، كان حزيناً بصدق لكل ما بدر منه من
أفعال ، وبرغم أن كاميللو قد أصبح الآن الصديق المقرب إلى الملك
بوليكسنس ، إلا أنه لم يستطع مقاومة رغبته في رؤية مليكه السابق ووطنه
مرة ثانية . لذلك اقترح على فلوريزل وبرديتا أن يذهبا معه إلى القصر
الملكي في سيسلي ، ووعدهما بحماية ليونتيس لهما ، حتى يستطيع بمساعدته
أن يحصلا على العفو من بوليكسنس وموافقته على زواجهما
ووافق الاثنان بابتهاج على هذا الاقتراح ، وسمح كاميللو للراعي العجوز
أن يذهب معهم . فأخذ معه باقي مجوهرات برديتا ، وكذلك ملابس طفولتها
والورقة التي وجدها مثبتة على معطفها . وبعد رحلة ناجحة ، وصل فلوريزل
وبرديتا وكاميللو والراعي العجوز ، بسلام إلى قصر ليونتيس ، واستقبلهم
الملك الذي كان ما يزال حزيناً لوفاة هرميون وفقدان طفلته ، بمودة
بالغة ، وخص الأمير فلوريزل بترحيب حار . لكن ما لفت انتباه الملك هو
برديتا عندما قدمها فلوريزل على أنها أميرته . اكتشف أنها تشبه ملكته
المتوفاة هرميون ، وقال إن ابنته كان من الممكن أن تصبح فتاة بمثل
جمالها لو أنه لم يكن قد حطمها بهذه القسوة












https://img106.imageshack.us/img106/3646/333ht3.jpg

Amedio 01-04-2012 09:19 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
قال الملك لفلوريزل : هذا
بالإضافة إلى أنني فقدت صحبة وصداقة والدك ، الذي أتوق إلى رؤيته ثانية
أكثر من أي شيء آخر في حياتي . وعندما سمع الراعي العجوز كيف أن برديتا
قد لفتت نظر الملك بشكل واضح ، وكيف أنه فقد ابنته عندما كانت طفلة ،
بدأ يقارن بين الوقت الذي عثر فيه على برديتا ، وبين الطريقة التي تركت
بها حتى تموت ، وكذلك الجواهر والعلامات الأخرى التي تدل على رفعة
مولدها . ومن خلال كل ذلك ، كان من غير الممكن إلا أن يفكر بأن برديتا
وابنة الملك المفقودة هما نفس الشيء . كان الجميع موجودين ، فلوريزل
وبرديتا وكاميللو والمخلصة بولينا ، عندما أخبر الراعي العجوز الملك
بالمكان الذي وجد فيه الطفلة الصغيرة ، وكيف رأى أنتيجونس وهو يموت .
وعرض عليه المعطف الذي تذكرت بولينا أن هرميون دثرت به الطفلة . وأخرج
جوهرة تذكرت بولينا أن هرميون علقتها في رقبة الطفلة ، وناوله الورقة
حيث تعرفت بولينا على خط زوجها . ولم يعد هناك شك في أن برديتا هي ابنة
ليونتيس . عندما عرفت بولينا بذلك ، تمزقت بين الإحساس بالأسى لموت
زوجها ، وبين الفرحة بعودة ابنة الملك المفقودة
وعندما أدرك ليونتيس أن برديتا هي ابنته ، فإن الحزن العظيم الذي
استشعره لأن هرميون ليست على قيد الحياة لتراها مما جعله لا يستطيع أن
ينطبق بأي شيء لفترة طويلة ، فيما عدا أنه قال : أوه ، أمك ، أمك !!
وفي الحال ، أخبرت بولينا ليونتيس أن لديها تمثالاً لهرميون يشبهها
تماماً . ولو أنه ذهب معها إلى بيتها وتطلع إليه ، فسوف يصدق بأنها
هرميون نفسها . وذهب الجميع معه . كان الملك قلقاً لرؤية تمثال زوجته
هرميون ، في حين كانت برديتا تتوق شوقاً لرؤية ما كانت عليه أمها .
وعندما أزاحت بولينا الستار الذي يخفي التمثال الشهير ، بدا تماماً مثل
هرميون ، لدرجة أن أحزان الملك عاودته عند رؤيته للتمثال ، وظل لفترة
طويلة غير قادر على الكلام أو الحركة . فقالت بولينا : يعجبني صمتك يا
مولاي ، فإنه يظهر دهشتك أكثر ، ألا يشبه هذا التمثال الملكة إلى حد
كبير ؟ وأخيراً تكلم الملك : أوه ، هكذا كانت تقف عندما أحببتها في
البداية ، لكن يا بولينا ، إن هرميون لم تكن بمثل هذا الكبر في السن
الذي يبدو عليه التمثال . فأجابت بولينا : إن الذي قام بصنع التمثال هو
من أمهر المثالين ، لأنه جعل هرميون تبدو في السن الذي من المفروض أن
تكون عليه الآن ، دعني الآن أسدل الستار يا سيدي ، إذ ربما تتصور أنها
تتحرك . عندئذٍ قال الملك : لا تسدلي الستار ، ليتني كنت ميتاً ! أنظر
يا كاميللو ، ألا تعتقد أنه يتنفس ؟ وتبدو عيناها وكأنهما تتحركان ؟
فقالت بولينا : يجب أن أسدل الستار يا مولاي وإلا سوف تقنع نفسك بأن
التمثال حي ! فقال ليونتيس : آه أيتها الرقيقة بولينا .. لقد جعلتني
أتذكر عشرين عاماً مضت عندما كنا سوياً ، مازلت أعتقد أنها تتنفس ، ما
ذلك الشيء الذي يستطيع أن يوقف النفس ؟ لا تسخروا مني لأنني سوف أقبلها
! قالت بولينا : أوه توقف يا مولاي ، فإن صبغة شفتيها الحمراء لازالت
طرية ، ولسوف تلطخ شفتيك بمجرد دهان زيتي ، أأسدل الستار الآن ؟ فقال
ليونتس : كلا ، من أجل عشرين عاماً مضت !
















Amedio 01-04-2012 09:24 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
وطوال ذلك الوقت ، كانت برديتا راكعة على ركبتيها ، تتطلع إلى تمثال
أمها في سكون وإعجاب . وفي تلك اللحظة قالت : باستطاعتي أن أبقى هنا
إلى ما شاء الله ، أتطلع إلى أمي العزيزة . فقالت بولينا للملك : إما
أن أسدل الستار ، وإما أن تعد نفسك لمفاجأة أكبر . فباستطاعتي أن أجعل
التمثال يتحرك من مكانه ويمسك بيدك ، لكنك ستعتقد بأنني أستعين بقوى
شيطانية وأنا لست كذلك . فقال ليونتيس : أنا على استعداد لأن أسمع ما
بإمكانك أن تجعليها تفعل لأن من السهل أن تجعليها تتكلم ، تماماً مثلما
تتحرك !
عند ذلك ، أمرت بولينا بعزف موسيقى هادئة ، ولدهشة الجميع تحرك التمثال
، وأحاط ليونتيس بذراعيه ، ثم بدأ التمثال يتكلم ، طالبة الرحمة لزوجها
ولطفلتها برديتا التي تم العثور عليها . لم تكن مفاجأة بالطبع أن
التمثال أحاط ليونتيس بذراعيه ، داعياً للزوج والطفلة ، لأن التمثال لم
يكن في الحقيقة إلا الملكة الحقيقية التي لم تمت فعلاً !! فقد أخبرت
بولينا الملك كذبا أن هرميون قد ماتت ، لأنها تصورت أن هذه هي الطريقة
الوحيدة لإنقاذ حياتها . ومنذ ذلك الحين عاشت هرميون مع بولينا الطيبة
, ولم تشأ أبداً أن يعرف ليونتيس أنها على قيد الحياة حتى سمعت أن
برديتا قد عثر عليها . ورغم أنها غفرت له الخطأ الذي ارتكبه في حقها ،
إلا أنها لم تستطع أن تغفر له قسوته على طفلته الصغيرة . لم يستطع
ليونتيس إزاء عودة الملكة إلى الحياة والعثور على ابنته أن يتحمل فرط
سعادته العظيمة . وفي كل أنحاء المملكة لم تكن تسمع إلا التهاني
والكلمات الطيبة . وقدم الوالدان السعيدان الشكر للأمير فلوريزل للحب
الذي أبداه لابنتهما عندما بدت من أسرة متواضعة الأصل . كما قدما وافر
الامتنان للراعي العجوز لرعايته لابنتهما . وأبدى كاميللو وبولينا كل
السعادة لأنهما عاشا ليريا مثل هذه النهاية السعيدة ، نتيجة لخدماتهما
المخلصة . وكأنه لم يعد هناك شيء ينقص ذلك الفرح الغريب وغير المتوقع
إلا دخول الملك بوليكسنس إلى القصر في تلك اللحظة . فعندما افتقد
بوليكسنس ابنه في البداية وكذلك كاميللو ، اعتقد أن كاميللو ربما يكون
قد عاد إلى سيسلي ، فاتبعه بسرعة على قدر ما يستطيع ووصل بالصدفة في
تلك اللحظة ، أسعد لحظة في حياة ليونتيس . انضم بوليكسنس إلى ذلك الفرح
الشامل ، وسامح صديقه ليونتيس لغيرته التي لم تكن في موضعها ، وعاد
الحب بينهما ثانية بكل حرارة الصداقة القديمة . وفي تلك اللحظة ، كان
بالطبع على استعداد للموافقة على زواج ابنته من برديتا ملكة سيسلي
القادمة . وهكذا وصلت معاناة هرميون الطويلة إلى نهايتها . وعاشت تلك
السيدة الرائعة لسنوات طويلة مع ليونتس وبرديتا كأسعد أم ، وكأسعد ملكة










Amedio 01-04-2012 09:27 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
إنتهت قصة حكاية شتاء



https://www.windows7vistahub.com/3dbig.php?vi=11044&rd=1

Amedio 01-23-2012 01:48 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
~سونيتات شكسبير~
ترجمة: محمود عباس مسعود


SONNET 2
When forty winters shall besiege thy brow
And dig deep trenches in thy beauty's field
Thy youth's proud livery so gazed on now
Will be a tattered weed of small worth held
Then being asked, where all thy beauty lies
Where all the treasure of thy lusty days
To say within thine own deep sunken eyes
Were an all-eating shame, and thriftless praise
How much more praise deserved thy beauty's use
If thou couldst answer 'This fair child of mine
Shall sum my count, and make my old excuse
Proving his beauty by succession thine
This were to be new made when thou art old
And see thy blood warm when thou feel'st it cold

ملاحظة: هناك احتمال أن سن الأربعين في زمن شكسبير كانت تعتبر خريف العمر،
ربما مرحلة ما بين العقدين السابع والثامن في وقتنا الحاضر.


عندما يحاصر جبينك أربعون شتاءً
وتحفر السنون أثلاماً عميقة في حقل جمالك
فإن عنفوان شبابك الذي نبصر نضرته الآن
لن يكون سوى نبتة ممزقة لا نفع منها ولا قيمة لها.
وإن سُئلت إذ ذاك عن مكمن جمالك
وعن الكنز الذي امتلكته إبان شبابك الطافح بالقوة والحيوية
ستجيب أنه مطمور في عينيك الغائرتين
وسط عار دائم النهش مقيم، وثناء عقيم.
لكن كم ستكون مستحقاً للثناء
لو استطعت الإجابة بالقول: "ها ابني الوسيم
يروي قصة حياتي ويؤكد أنني صرفت عمري كما ينبغي أن أصرفه."
عندئذٍ سيكون وريثك برهاناً على أن جماله قد ورثه عنك، فهو في الأصل جمالك.
بابنك سيتجدد شبابك في سن الشيخوخة،
وسيجري الدم حاراً في عروقك عندما تتسلل إليك رعشة البرد.




Amedio 01-23-2012 01:50 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
SONNET 3
Look in thy glass and tell the face thou viewest
Now is the time that face should form another
Whose fresh repair if now thou not renewest
Thou dost beguile the world, unbless some mother
For where is she so fair whose uneared womb
Disdains the tillage of thy husbandry
Or who is he so fond will be the tomb
Of his self-love to stop posterity
Thou art thy mother's glass and she in thee
Calls back the lovely April of her prime
So thou through windows of thine age shalt see
Despite of wrinkles this thy golden time
But if thou live remembered not to be
Die single and thine image dies with thee

انظرْ في مرآتك وقل للوجه الذي تراه
لقد آن الأوان كي يصوغ هذا الوجه وجهاً آخر.
فإن لم تجدّد نضرة هذا الوجه
تخدع العالم وتحرم امرأة من أن تصبح أمّاً.
أية امرأة لم يُحرث رحمُها بعد
ترفض لكَ زرعاً؟
ومن هو ذلك الأحمق الذي يحوّل عشقه لنفسه قبراً
يبتلع ذريته ويقطع نسله؟
أنت مرآة أمِك وهي مرآتك
فبك تجدد شبابها وتستعيد ربيع حياتها
وهذا ما ستراه أيضاً في نسلك عند الكِبَر،
سترى أيامكَ الذهبية من نوافذ شيخوختك، باستثناء التجاعيد.
أما إن رغبت في أن لا تحيا في ذاكرة الأيام والبشر،
مُتْ أعزباً تمُتْ صورتك معك.






https://www.iraqup.com/up/20100831/c8..._431038869.jpg

Amedio 01-23-2012 01:52 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
SONNET 4
Unthrifty loveliness why dost thou spend
Upon thy self thy beauty's legacy
Nature's bequest gives nothing but doth lend
And being frank she lends to those are free
Then beauteous niggard why dost thou abuse
The bounteous largess given thee to give
Profitless usurer why dost thou use
So great a sum of sums yet canst not live
For having traffic with thy self alone
Thou of thy self thy sweet self dost deceive
Then how when nature calls thee to be gone
What acceptable audit canst thou leave
Thy unused beauty must be tombed with thee
Which used lives th' executor to be

يا ذا الوسامة والملاحة، يا من تجيد التبذير ولا تحسن الربح
لماذا تبدد إرث جمالك على نفسك دون سواك؟
الطبيعة ذات الثراء لا تعطي شيئاً دون مقابل، لكنها تـُقـْرض،
ولأنها سخية فإنها تقرض الكرماء.
فلماذا أيها الجميل البخيل تسيء استعمال
ذلك الكنز العريض الذي وُهِب لكَ كي تمنحه لغيرك؟
أيها المُرابي الخاسر، ما الفائدة من امتلاكك لهذا الكنز العظيم
دون معرفة كيفية صرفه وتصريفه على الوجه الصحيح؟
إنك تتاجر مع نفسك فقط وليس مع سواك،
ولذلك تخدع نفسك بنفسك.
وعندما تطلب منك الطبيعة مغادرتها
كيف سيكون سجلك الذي ستتركه خلفك؟
جمالك غير المستثمر سيُلحَدُ معكَ
لكنك إن استثمرته سيخلفك في الدنيا، ويبقي على أثرك.






Amedio 01-23-2012 01:55 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 

SONNET 5
Those hours that with gentle work did frame
The lovely gaze where every eye doth dwell
Will play the tyrants to the very same
And that unfair which fairly doth excel
For never-resting time leads summer on
To hideous winter and confounds him there
Sap checked with frost and lusty leaves quite gone
Beauty o'er-snowed and bareness every where
Then were not summer's distillation left
A liquid prisoner pent in walls of glass
Beauty's effect with beauty were bereft
Nor it nor no remembrance what it was
But flowers distilled though they with winter meet
Leese but their show, their substance still lives sweet

تلك الساعات، التي أبدعتْ بها الحياة عندما كوّنت
بلمساتها الرقيقة تلك الصورة البهية التي تستهوي النظر،
ستتحول إلى طاغية مستبدٍ ضد من أنعمت عليه
وضد الصورة التي فقدت جمالها دون أن تعوّضه بآخر.
فالزمن الذي لا يهدأ يولج الصيفَ في الشتاء الكريه
ويبقيه هناك حبيسا،
حيث يُجمّد الصقيعُ العصارة وتتساقط الأوراق النابضة بالحياة.
هكذا تطمر الثلوجُ الجمالَ ويمدّ القحط بساطه في كل مكان.
فإن لم تـُستقطر عطور الصيف وتـُختزن بين جدران القوارير
سيختفي الجمال وتتلاشى معه آثاره،
ولن يذكر الناسُ ذلك الجمال فيما بعد، ولن يعرفوا مواصفاته.
لكن الزهور التي تـُستقطر عصارتـُها وتـُحفظ خلاصتها
تستبقي على جوهرها حتى في قلب الشتاء،
فلا تفقد سوى مظهرها وتظل تنفح روائحها العطرية الطيبة.


https://i23.servimg.com/u/f23/11/44/93/28/eeee10.jpg

.~. ŝàmàřà .~. 01-23-2012 02:26 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
يعطيــــــــــــــــــــك العااااااااااااااافيه
على المجهــــــــــــوووود الوااااااضح
تحياااااااااااااااااااااااااااااااااتي

ايشيدا اوتشيها 01-23-2012 04:30 PM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
السلام عليكم
يعطيك العافية أخي ع طرحك ومجهودك
وحسن اختيارك لافضل شخصية كاتبة
أشكرك من كل قلبي ع ابداع
تم التقيم
موفق

мчҚћθlθḋ 01-25-2012 01:39 AM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
مشكوره ، مجهود يستحق الشككر ،،

هيسوكا الخطير 01-27-2012 01:03 AM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
موضوع رائع .. شـــــــــــــــــhttps://www.eskindria.com/pic/eskindria.com_56.gifــــــــــــــــكـــــــــــــــــhttps://www.eskindria.com/pic/eskindria.com_56.gifــــــــــــــــــــراً

:rose::icon31:ننتظر المزيد من مواضيعك تحياتي .. :):icon31::rose:

3aSh8 aLnsar 01-29-2012 07:59 AM

رد: ~من روائع شكسبير~
 
موضوع رائع ،، ^_*


الساعة الآن 06:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لموقع مونمس / " يمنع منعاً باتا المواضيع السيئة المخالفة للشريعة الإسلامية" التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما رأي الكاتب نفسه


Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0