المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اصلاح القلب قبل اصلاح الأفعال السيئة


الوراق
12-24-2014, 01:31 AM
تغيير الإنسان وإصلاحه لا يأتي بملاحقة أخطائه وذنوبه ومطالبته بأن يغيرها , فهذا التغيير صعب و لا يأتي بنتيجة ، بل يأتي بنتائج عكسية , فيجعل الإنسان ينفر من أشياء لأن لها رصيد عنده في قلبه , فتطالبه بأن يكف عنها ، فيشعر بتعب وصعوبة ، ثم تقدم له قائمة أخرى بعيوبه وأخطائه ، فتسبب له الضجر والانتكاس ، و ربما اضطر للنفاق .

لكن الإصلاح الحقيقي هو إصلاح القلب , فما الفائدة لو أن أحدهم ترك عيبا أو التزم بسنة و لكنه لا يزال طماعا و لم يترك الحقد والحسد و لم يرتبط بالله ؟ هذا سوف يؤدي للتناقض, و دائما الشعور هو الأقوى وهو المنتصر.

وكما قال الرسول عليه الصلاة و السلام : ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ) . لا بأس من وجود الأخطاء والذنوب , لكن المهم إصلاح القلب ، و أن يكون القلب سليما طاهرا نقيا خالصا من حب التسلط و من الطمع و من أن تسيطر عليه العقد وأن يبحث عن الخير . فإذا اطمئن القلب بهذا ، يبدأ التغير تلقائيا من ذاته ، و يبدأ الإنسان ينفر من أشياء خاطئة هو يمارسها و يحس بأنها نشاز في حياته.

هزيم الرعد
12-24-2014, 03:17 PM
جزاك الله خيرا يا أخي على التذكرة، وبارك الله فيك.

يجدر بنا معرفة أنه يجب أن تسير خطواتنا في اتجاه التغيير بطريقة متوازية،
فعمل القلب فقط دون عمل الجوارح لا يكفي لتغيير النفس.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل"
والنفس أمارة بالسوء، تميل إلى الراحة وإلى السهل وإلى الهوى، فتحتاج منا لضبط وتزكية بالعمل "قد أفلح من زكاها".
فكما أشرت مشكورا في الحديث: ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله))، وتكملة الحديث: ((وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))
إذن المعادلة واضحة، جوارح فاسدة تساوي قلبا فاسدا... فإن لم يجد المرء صلاحا في عمله وإقبال على الطاعة وتجنب للمعصية، كان لزاما عليه أن يراجع من جديد قلبه.