ناشر الخير
10-14-2010, 12:00 AM
http://i42.servimg.com/u/f42/12/62/91/15/55104810.png (http://www.monms.com/vb)
الآية التي قال عنها الشنقيطي :
يجب على كل مسلم أن يتدبرها كثيراً
قال العلامة الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في أوائل تفسيره لسورة الروم ،
وتحديداً عند الآية (6) ،وهي قوله تعالى :
(وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) [الروم/6، 7])
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTe-eS7RPVWMTLwGejGCPfjVPji8-9dOEqkAwXCdfTEG7ob4SSPkQ (http://www.monms.com/vb)
قال رحمه الله ـ في الأضواء 6/477 ـ
اعلم أنه يجب على كل مسلم في هذا القرآن أن يتدبر آية الروم تدبراً كثيراً ، ويبين
ما دلت عليه لكل من استطاع بيانه له من الناس .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTe-eS7RPVWMTLwGejGCPfjVPji8-9dOEqkAwXCdfTEG7ob4SSPkQ (http://www.monms.com/vb)
وإيضاح ذلك :
أن من أعظم فتن آخر الزمان التي ابتلى ضعاف العقول من المسلمين شدة إتقان الإفرنج
، لأعمال الحياة الدنيا ومهارتهم فيها على كثرتها ، واختلاف أنواعها مع عجزالمسلمين
عن ذلك ، فظنوا أن من قدر على تلك الأعمال أنه على الحق ، وأن من عجز عنها متخلف
وليس على الحق ، وهذا جهل فاحش ، وغلط فادح . وفي هذه الآية الكريمة إيضاح لهذه الفتنة
وتخفيف لشأنها أنزله الله في كتابه قبل وقوعها بأزمان كثيرلة ، فسبحان الحكيم الخبير
ما أعلمه ، وما أعظمه ، وما أحسن تعليمه .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTe-eS7RPVWMTLwGejGCPfjVPji8-9dOEqkAwXCdfTEG7ob4SSPkQ (http://www.monms.com/vb)
فقد أوضح جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن أكثر الناس لا يعلمون ، ويدخل فيهم
أصحاب هذه العلوم الدنيوية دخولاً أولياً ، فقد نفى عنهم جل وعلا اسم العلم بمعناه
الصحيح الكامل ، لأنهم لا يعلمون شيئاً عمن خلقهم ، فأبرزهم من العدم إلى الوجود ،
وزرقهم ، وسوف يميتهم ، ثم يحييهم ، ثم يجازيهم على أعمالهم ، ولم يعلموا شيئاً
عن مصيرهم الأخير الذي يقيمون فيه إقامة أبدية في عذاب فظيع دائم : ومن غفل
عن جميع هذا فليس معدوداً من جنس من يعلم كما دلت عليه الآيات القرآنية المذكورة ،
ثم لما نفى عنهم جل وعلا اسم العلم بمعناه الصحيح الكامل أثبت لهم نوعاً من العلم
في غاية الحقارة بالنسبة إلى غيره .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTe-eS7RPVWMTLwGejGCPfjVPji8-9dOEqkAwXCdfTEG7ob4SSPkQ (http://www.monms.com/vb)
وعاب ذلك النوع من العلم بعيبين عظيمين :
أحدهما :
قلته وضيق مجاله ، لأنه لا يجاوز ظاهراً من الحياة الدنيا ، والعلم المقصور على ظاهر
من الحياة الدنيا في غاية الحقارة ، وضيق المجال بالنسبة إلى العلم بخالق السماوات
والأرض جل وعلا ، والعلم بأوامره ونواهيه ، وبما يقرب عبده منه ، وما يبعده منه ،
وما يخلد في النعيم الأبدي من أعمال الخير والشر .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTe-eS7RPVWMTLwGejGCPfjVPji8-9dOEqkAwXCdfTEG7ob4SSPkQ (http://www.monms.com/vb)
والثاني منهما :
هو دناءة هدف ذلك العلم ، وعدم نبل غايته ، لأنه لا يتجاوز الحياة الدنيا ، وهي سريعة
الانقطاع والزوال ويكفيك من تحقير هذا العلم الدنيوي أن أجود أوجه الإعراب في قوله :
{ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً } أنه بدل من قوله قبله لا يعلمون ، فهذا العلم كلا علم لحقارته .
قال الزمخشري في الكشاف ، وقوله : يعلمون بدل من قوله : لا يعلمون ، وفي هذا
الإبدال من النكته أنه أبدله منه وجعله بحيث يقوم مقامه ، ويسد مسده ليعلمك أنه لا
فرق بين عدم العلم الذي هو الجهل ، وبين وجود العلم الذي لا يتجاوز الدنيا ...
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTe-eS7RPVWMTLwGejGCPfjVPji8-9dOEqkAwXCdfTEG7ob4SSPkQ (http://www.monms.com/vb)
وقوله : { ظَاهِرا مِّنَ الحياة الدنيا } يفيد أن الدنيا ظاهراً وباطناً فظاهرها ما يعرفه
الجهال من التمتع بزخارفها ، والتنعيم بملاذها وباطنها ، وحقيتها أنها مجاز إلى الآخرة
، يتزود منها إليها بالطاعة والأعمال الصالحة ، وفي تنكير الظاهر أنهم لا يعلمون إلا
ظاهراً واحداً من ظواهرها ، و(هم) الثانية يجوز أن يكون مبتدأ ، وغافلون خبره ،
والجملة خبر ، (هم) الأولى ، وأن يكون تكريراً للأولى ، وغافلون : خبر الأولى ،
وأية كانت فذكرها مناد على أنهم معدن الغفلة عن الآخرة ، ومقرها ، ومحلها وأنها
منهم تنبع وإليهم ترجع . انتهى كلام صاحب الكشاف .
وقال غيره : وفي تنكير قوله : ظاهراً تقليل لمعلومهم ، وتقليله يقربه من النفي ،
حتى يطابق المبدل منه . اهـ ، ووجهه ظاهر .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTe-eS7RPVWMTLwGejGCPfjVPji8-9dOEqkAwXCdfTEG7ob4SSPkQ (http://www.monms.com/vb)
واعلم أن المسلمين يجب عليهم تعلم هذه العلوم الدنيوية
وهذه العلوم الدنيوية التي بينا حقارتها بالنسبة إلى ما غفل عنه أصحابها الكفار ، إذا
تعلمها المسلمون ، وكان كل من تعليمها واستعمالها مطابقاً لما أمر الله به ، على لسان
نبيه صلى الله عليه وسلم : كانت من أشرف العلوم وأنفعها ، لأنها يستعان بها على
إعلاء كلمة الله ومرضاته جل وعلا ، وإصلاح الدنيا والآخرة ، فلا عيب فيها إذن كما
قال تعالى : { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا استطعتم مِّن قُوَّةٍ } [ الأنفال : 60 ] فالعمل في إعداد
المستطاع من القوة امتثالاً لأمر الله تعالى وسعياً في مرضاته ، وإعلاء كلمته ليس من
جنس علم الكفار الغافلين عن الآخرة ، كما ترى الآيات بمثل ذلك كثيرة .
والعلم عند الله تعالى)
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTe-eS7RPVWMTLwGejGCPfjVPji8-9dOEqkAwXCdfTEG7ob4SSPkQ (http://www.monms.com/vb)
الآية التي قال عنها الشنقيطي :
يجب على كل مسلم أن يتدبرها كثيراً
قال العلامة الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في أوائل تفسيره لسورة الروم ،
وتحديداً عند الآية (6) ،وهي قوله تعالى :
(وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) [الروم/6، 7])
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTe-eS7RPVWMTLwGejGCPfjVPji8-9dOEqkAwXCdfTEG7ob4SSPkQ (http://www.monms.com/vb)
قال رحمه الله ـ في الأضواء 6/477 ـ
اعلم أنه يجب على كل مسلم في هذا القرآن أن يتدبر آية الروم تدبراً كثيراً ، ويبين
ما دلت عليه لكل من استطاع بيانه له من الناس .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTe-eS7RPVWMTLwGejGCPfjVPji8-9dOEqkAwXCdfTEG7ob4SSPkQ (http://www.monms.com/vb)
وإيضاح ذلك :
أن من أعظم فتن آخر الزمان التي ابتلى ضعاف العقول من المسلمين شدة إتقان الإفرنج
، لأعمال الحياة الدنيا ومهارتهم فيها على كثرتها ، واختلاف أنواعها مع عجزالمسلمين
عن ذلك ، فظنوا أن من قدر على تلك الأعمال أنه على الحق ، وأن من عجز عنها متخلف
وليس على الحق ، وهذا جهل فاحش ، وغلط فادح . وفي هذه الآية الكريمة إيضاح لهذه الفتنة
وتخفيف لشأنها أنزله الله في كتابه قبل وقوعها بأزمان كثيرلة ، فسبحان الحكيم الخبير
ما أعلمه ، وما أعظمه ، وما أحسن تعليمه .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTe-eS7RPVWMTLwGejGCPfjVPji8-9dOEqkAwXCdfTEG7ob4SSPkQ (http://www.monms.com/vb)
فقد أوضح جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن أكثر الناس لا يعلمون ، ويدخل فيهم
أصحاب هذه العلوم الدنيوية دخولاً أولياً ، فقد نفى عنهم جل وعلا اسم العلم بمعناه
الصحيح الكامل ، لأنهم لا يعلمون شيئاً عمن خلقهم ، فأبرزهم من العدم إلى الوجود ،
وزرقهم ، وسوف يميتهم ، ثم يحييهم ، ثم يجازيهم على أعمالهم ، ولم يعلموا شيئاً
عن مصيرهم الأخير الذي يقيمون فيه إقامة أبدية في عذاب فظيع دائم : ومن غفل
عن جميع هذا فليس معدوداً من جنس من يعلم كما دلت عليه الآيات القرآنية المذكورة ،
ثم لما نفى عنهم جل وعلا اسم العلم بمعناه الصحيح الكامل أثبت لهم نوعاً من العلم
في غاية الحقارة بالنسبة إلى غيره .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTe-eS7RPVWMTLwGejGCPfjVPji8-9dOEqkAwXCdfTEG7ob4SSPkQ (http://www.monms.com/vb)
وعاب ذلك النوع من العلم بعيبين عظيمين :
أحدهما :
قلته وضيق مجاله ، لأنه لا يجاوز ظاهراً من الحياة الدنيا ، والعلم المقصور على ظاهر
من الحياة الدنيا في غاية الحقارة ، وضيق المجال بالنسبة إلى العلم بخالق السماوات
والأرض جل وعلا ، والعلم بأوامره ونواهيه ، وبما يقرب عبده منه ، وما يبعده منه ،
وما يخلد في النعيم الأبدي من أعمال الخير والشر .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTe-eS7RPVWMTLwGejGCPfjVPji8-9dOEqkAwXCdfTEG7ob4SSPkQ (http://www.monms.com/vb)
والثاني منهما :
هو دناءة هدف ذلك العلم ، وعدم نبل غايته ، لأنه لا يتجاوز الحياة الدنيا ، وهي سريعة
الانقطاع والزوال ويكفيك من تحقير هذا العلم الدنيوي أن أجود أوجه الإعراب في قوله :
{ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً } أنه بدل من قوله قبله لا يعلمون ، فهذا العلم كلا علم لحقارته .
قال الزمخشري في الكشاف ، وقوله : يعلمون بدل من قوله : لا يعلمون ، وفي هذا
الإبدال من النكته أنه أبدله منه وجعله بحيث يقوم مقامه ، ويسد مسده ليعلمك أنه لا
فرق بين عدم العلم الذي هو الجهل ، وبين وجود العلم الذي لا يتجاوز الدنيا ...
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTe-eS7RPVWMTLwGejGCPfjVPji8-9dOEqkAwXCdfTEG7ob4SSPkQ (http://www.monms.com/vb)
وقوله : { ظَاهِرا مِّنَ الحياة الدنيا } يفيد أن الدنيا ظاهراً وباطناً فظاهرها ما يعرفه
الجهال من التمتع بزخارفها ، والتنعيم بملاذها وباطنها ، وحقيتها أنها مجاز إلى الآخرة
، يتزود منها إليها بالطاعة والأعمال الصالحة ، وفي تنكير الظاهر أنهم لا يعلمون إلا
ظاهراً واحداً من ظواهرها ، و(هم) الثانية يجوز أن يكون مبتدأ ، وغافلون خبره ،
والجملة خبر ، (هم) الأولى ، وأن يكون تكريراً للأولى ، وغافلون : خبر الأولى ،
وأية كانت فذكرها مناد على أنهم معدن الغفلة عن الآخرة ، ومقرها ، ومحلها وأنها
منهم تنبع وإليهم ترجع . انتهى كلام صاحب الكشاف .
وقال غيره : وفي تنكير قوله : ظاهراً تقليل لمعلومهم ، وتقليله يقربه من النفي ،
حتى يطابق المبدل منه . اهـ ، ووجهه ظاهر .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTe-eS7RPVWMTLwGejGCPfjVPji8-9dOEqkAwXCdfTEG7ob4SSPkQ (http://www.monms.com/vb)
واعلم أن المسلمين يجب عليهم تعلم هذه العلوم الدنيوية
وهذه العلوم الدنيوية التي بينا حقارتها بالنسبة إلى ما غفل عنه أصحابها الكفار ، إذا
تعلمها المسلمون ، وكان كل من تعليمها واستعمالها مطابقاً لما أمر الله به ، على لسان
نبيه صلى الله عليه وسلم : كانت من أشرف العلوم وأنفعها ، لأنها يستعان بها على
إعلاء كلمة الله ومرضاته جل وعلا ، وإصلاح الدنيا والآخرة ، فلا عيب فيها إذن كما
قال تعالى : { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا استطعتم مِّن قُوَّةٍ } [ الأنفال : 60 ] فالعمل في إعداد
المستطاع من القوة امتثالاً لأمر الله تعالى وسعياً في مرضاته ، وإعلاء كلمته ليس من
جنس علم الكفار الغافلين عن الآخرة ، كما ترى الآيات بمثل ذلك كثيرة .
والعلم عند الله تعالى)
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTe-eS7RPVWMTLwGejGCPfjVPji8-9dOEqkAwXCdfTEG7ob4SSPkQ (http://www.monms.com/vb)