عقيل
10-05-2010, 08:54 AM
في عام 35 هـ وقع الخلاف المشهور بين أمير المؤمنين على بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، فكان هذا الخلاف فرصة العمر التي لا تعوض عند المجوس فأعلنوا أنهم شيعة علي، والوقوف مع علي رضي الله عنه حق لكن المجوس أرادوا من وراء هذا الموقف تفريق كلمة المسلمين و أضعاف شوكتهم. والدعوة لآل البيت ورقة رابحة تجد رواجا لدى جميع الناس وخاصة عند العامة، و من ذا الذي لا يحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. و وقف عبد الله بن سبا اليهودي وأنصاره في الصف الذي يقول بأحقية علي في الخلافة و منذ ذلك الحين التحمت المؤامرات اليهودية مع كيد المجوسية ضد الإسلام والمسلمين وأرد المجوس من وراء الدعوة لآل البيت تحقيق الأهداف التالية:
1ـــ كانت إيران قبل الإسلام انه لابد من عائلة مقدسة تتولى أمور الدين، ومن هذه العائلة الحكام و سدنة بيوت النار، و من أهم هذه العائلة: "ميديا"، "المغان"... وفى تشييعهم لآل البيت إحياء لعقائد زردشت و مانو و مزدك و كل الذي فعلوه أنهم استبدلوا المغان بآل البيت، وقالوا للناس بأن آل البيت رسول الله هم ظل الله في الأرض وأن أئمتهم معصومون، وتتجلى فيهم الحكمة الألهية....
2ـــ عندما أفتتح المسلمون بلاد فارس تزوج الحسين بن علي رضي الله عنهما "شهر بانوا" ابنة يزدجرد ملك إيران بعد ما جاءت مع الأسرى، وكان هذا الزواج من الأسباب التي ساعدت على وقوف الإيران يين مع الحسين بالذات لأنهم رأوا أن الدم الذي يجري في عروق علي بن الحسين و في أولاده دم إيران ي من قبل أمه "شهر بانوا" ابنة يزدجرد ملك إيران من سلالة الساسانيين المقدسين عندهم(1).... و أذن ففي تشيعهم لآل البيت إحياء لعقيدة المجوس ، و وقوفهم مع الحسين بن علي بن أبي طالب نابع من عصبيتهم الفارسية لأولاد "شهر بانو" الساسانية.. و بعد الحدث الأليم الذي أودى بحياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، راح اليهود والمجوس يدفعون أنصار علي لقتال بني أميه، و وجدت الدعوات الباطنية فراغا فأخذت تنشط حتى أستفحل أمرها، وكان من أهمها:
السبئية:
نسبة لعبدالله بن سبأ اليهودي الذي نادى بألوهية علي بن أبي طالب و قد قال لعلي رضي الله عنه: أنت ، أنت ، يعني أنت الإله فنفاه إلى المدائن، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون أنه وصي موسى عليهما السلام مثل ما قال في علي رضي الله عنه ، وهو أول من اظهر القول بالنص بإمامة علي رضي الله عنه و منه تشعبت أصناف الغلاة.
و زعم أن علياً لم يمت، ففيه الجزء الإلهي، ولا يجوز أن يستولى عليه ، وهو الذي يجيء بالسحاب، والرعد صوته، و البرق بسمته، وأنه سينزل بعد ذلك إلى الأرض فيملؤها عدلاً كما ملئت جوراً... وقالت السبئية بتناسخ الجزء الإلهي في الأئمة بعد علي رضي الله عنه .
الكيسانية:
أصحاب كيسان مولى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يقول أتباعه بأن الدين طاعة رجل ، و أولوا الأركان الشرعية، وقالوا بالتناسخ والحلول، والرجعة بعد الموت، ويعتقدون أن كيسان قد أحاط بالعلوم كلها، و اقتباسه من السيدين – علي و ابنه محمد بن الحنيفية - الأسرار بجملتها من علم التأويل والباطن، وعلم الآفاق والأنفس(2) ثم كثرت الدعوات الباطنية فظهرت المختارية فيما بعد، والهاشمية والبيانية و الرازمية و جوهر هذه الحركات ومضمونها واحد وان اختلفت الأسماء.
وتراجعت هذه الحركات أمام تخطيط بني أمية الذين ضربوا بيد من حديد، وظن الناس أنه لن تقوم قائمة للفرس بعد خلافة معاوية رضي الله عنه، و للناس عذرهم فيما يظنون لأن معظمهم يجهل تاريخ أديان الفرس، وقدرتها على التحول من العلنية إلى السرية. أما ناصر بن سيار – والي بني أمية على خراسان – فكان يبصر المؤامرات التي يدبرها الفرس في جنح الظلام، وقد كتب إلى مروان آخر حكام بني أمية قائلاً :
أرى خلل الرماد وميض جمر ** وأخشى أن يكون لها ضرام
فإن النار بالعيدان تذكي ** وإن الحرب مبدؤها الكلام
فقلت من التعجب ليت شعري**أأيقاظ أمية أم نيــــــــــــام(3)
ولم يكن بني أمية نياماً ، و لكن التنظيم أقوى من الفوضى، و ما كانت الفرقة والتناحر والترف قادرة على دحر التخطيط و العمل الجاد المستمر .. و هذه كانت حالة بني أمية مع خصومهم .
مؤامرة أبي مسلم الخراساني:
في عام 129هـ ظهر أبو مسلم الخراساني قرب "مرو" واحتلها عام 130هـ ثم سقطت خراسان كلها بأيدي العباسيين. و بعد سقوط خراسان وجه أبو مسلم جيوشه إلى العراق فاحتلها و أظهر أبا العباس السفاح من مخبئه و بويع بالخلافة عام 132هـ و منذ هذا التاريخ بدأ حكم الفرس فعلاً و كان خلفاء بني العباس أشبه بالضيوف في بيت أبي مسلم الخراساني أو في بيت جعفر البرمكي باستثناء طيبة جريئة من خلفاء بني العباس و تكاد لا تذكر من ندرتها (4)
وأشفى معظم الفرس غليلهم من العرب المسلمين فأشبعهم قتلاً و تنكيلاً وبطشاً منذ قيام الدولة العباسية وحتى عام 137هـ وشق عليه عصا الطاعة وحاول أن يستقل بخراسان لولا أن المنصور استدرجه بحنكته و دهائه و فرق معظم أتباعه ثم قتله عام 137هـ .
ولم يكن مقتل أبي مسلم الخراساني أمراً سهلاً ففي عام 138هـ خرج "سنباذ" يطالب بدم أبي مسلم، و سنباذ هذا مجوسي استطاع أن يجمع تحت لوائه جيشا من الفرس تغلب بهم على قوس و اصفهان فبعث إليه أبو جعفر المنصور جيشاً هزمه في همدان و الري.
و في عام 141هـ ظهرت جماعة من الخراسانيين من جماعة أبي مسلم الخراساني في قرية رواندا قرب أصفهان و عرفوا "بالراوندية" وكانوا يقولون بتناسخ الأرواح، ونادوا بألوهية المنصور وأرادوا من وراء ذلك قتله ثأراً لزعيمهم أبي مسلم لكن المنصور قاومهم بنفسه وانتصر عليهم غير أنهم تمكنوا من قتل عثمان بن نهيك قاتل أبي مسلم .
و في عام 161هـ ظهر رجل فارسي أطلق عليه اسم "المقنع" و ادعى أن الله سبحانه وتعالى قد حل بآدم عليه السلام ثم نوح ثم في أبي مسلم الخراساني ثم حل فيه بعد أبي مسلم واجتمع عليه خلق كثير تغلب بهم على بلاد ما وراء النهر و احتمى بقلعة "كش" فأرسل إليه المهدي جيشاً بقيادة سعيد الجرشي فحاصره وهزمه وقتل كثير من أصحابه، فلما أحس بالهلكة شرب سماً و سقاه نساءه و أهله فمات و ماتوا جميعاً و دخل المسلمون قلعته و احتزوا رأسه وأرسلوه إلى المهدي سنة 163هـ.
والمهدي كان شديداً في حرب الملاحدة، و أنشأ هيئة مهمتها التنقيب والبحث عن الزنادقة، وجعل لها رئيسا أطلق عليه أسم "صاحب الزنادقة"..
قال المسعودي في المهدي:
"إنه أمعن في قتل الملحدين والمداهنين عن الدين لظهورهم في أيامه ، و إعلانهم عن معتقداتهم في خلافته لما أنتشر من كتب مانى ، وابن د يصان ومرقيون، مما نقله عبد الله بن المقفع وغيره وترجمه من الفارسية والبهلوية إلى العربية، وما صنفه في ذلك أبن أبي العوجاء وحماد عجرد ، ويحيى بن زياد ومطيع بن إياس من تأييد المذاهب المانوية و الديصانية والمرقونية فكثر بذلك الزنادقة وظهرت آراؤهم في الناس. و كان المهدي أول من أمر الجدليين من اهل البحث من المتكلمين بتصنيف الكتب في الرد على الملحدين ممن ذكرنا من الجاحدين و غيرهم، و أقاموا البراهين على المعاندين و أزالوا شبه الملحدين فأوضحوا الحق للشاكين".(5)
و لقد أوصى المهدي ابنه (الهادي) بتتبع الزنادقة والبطش بهم و رغم قيام هيئة مختصة مهمتها تتبع الزنادقة استطاعوا أن يحتفظوا بأنشطتهم بصورة سرية وعن هذا الطريق تمكنوا من احتلال أغلب المناصب في دولة بني العباس و بلغ أحدهم "الأفشين" قائد جيوش المعتصم.
من كتاب "وجاء دور المجوس
إذن فإن حديثنا في هذه الوقفة عن الفرس المجوس، أما الفرس المسلمون من العلماء و الفضلاء و.....فهم إخواننا و سلفنا و أعلامنا ونبرأ إلى الله من لوثة كل قومية: عربية كانت أو فارسية ونشكره تعالى الذي من علينا بالإسلام ونزع من قلوبنا عبادة الأصنام والأوثان .
_______________________________
1- انظر سبب انتشار التشيع في إيران من كتاب الشيعة والسنة لإحسان إلهي ظهير ص 49
2- الملل والنحل للشهرستاني : 174-147/1 دار المعرفة .
3- البداية والنهاية جـ 10 ، ص 32
4- أبو مسلم الخراساني يقال له عبدالرحمن بن شيرون – ابن اسفنديار أبو مسلم المروزي وقيل كان اسمه ابراهيم بن عثمان بن يسار بن سندوس بن حوذون من ولد بزر جمهر ، ولما بعثه ابراهيم بن محمد الإمام إلى الخراسان قال له: غير اسمك وكنيتك فتسمى عبدالرحمن بن مسلم عن البداية والنهاية فهو فارسي الأصل وكان أتباعه من الفلاحين الفرس ودعايته كانت قائمة على أساس من المعتقدات المجوسية خافه المنصور بعد أن شق عصا الطاعة و قتله عام 137هـ .
5- ضحى الإسلام ، جـ1 ، ص140 ، عن المسعودي ، جـ 2 ، ص 401 .
1ـــ كانت إيران قبل الإسلام انه لابد من عائلة مقدسة تتولى أمور الدين، ومن هذه العائلة الحكام و سدنة بيوت النار، و من أهم هذه العائلة: "ميديا"، "المغان"... وفى تشييعهم لآل البيت إحياء لعقائد زردشت و مانو و مزدك و كل الذي فعلوه أنهم استبدلوا المغان بآل البيت، وقالوا للناس بأن آل البيت رسول الله هم ظل الله في الأرض وأن أئمتهم معصومون، وتتجلى فيهم الحكمة الألهية....
2ـــ عندما أفتتح المسلمون بلاد فارس تزوج الحسين بن علي رضي الله عنهما "شهر بانوا" ابنة يزدجرد ملك إيران بعد ما جاءت مع الأسرى، وكان هذا الزواج من الأسباب التي ساعدت على وقوف الإيران يين مع الحسين بالذات لأنهم رأوا أن الدم الذي يجري في عروق علي بن الحسين و في أولاده دم إيران ي من قبل أمه "شهر بانوا" ابنة يزدجرد ملك إيران من سلالة الساسانيين المقدسين عندهم(1).... و أذن ففي تشيعهم لآل البيت إحياء لعقيدة المجوس ، و وقوفهم مع الحسين بن علي بن أبي طالب نابع من عصبيتهم الفارسية لأولاد "شهر بانو" الساسانية.. و بعد الحدث الأليم الذي أودى بحياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، راح اليهود والمجوس يدفعون أنصار علي لقتال بني أميه، و وجدت الدعوات الباطنية فراغا فأخذت تنشط حتى أستفحل أمرها، وكان من أهمها:
السبئية:
نسبة لعبدالله بن سبأ اليهودي الذي نادى بألوهية علي بن أبي طالب و قد قال لعلي رضي الله عنه: أنت ، أنت ، يعني أنت الإله فنفاه إلى المدائن، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون أنه وصي موسى عليهما السلام مثل ما قال في علي رضي الله عنه ، وهو أول من اظهر القول بالنص بإمامة علي رضي الله عنه و منه تشعبت أصناف الغلاة.
و زعم أن علياً لم يمت، ففيه الجزء الإلهي، ولا يجوز أن يستولى عليه ، وهو الذي يجيء بالسحاب، والرعد صوته، و البرق بسمته، وأنه سينزل بعد ذلك إلى الأرض فيملؤها عدلاً كما ملئت جوراً... وقالت السبئية بتناسخ الجزء الإلهي في الأئمة بعد علي رضي الله عنه .
الكيسانية:
أصحاب كيسان مولى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يقول أتباعه بأن الدين طاعة رجل ، و أولوا الأركان الشرعية، وقالوا بالتناسخ والحلول، والرجعة بعد الموت، ويعتقدون أن كيسان قد أحاط بالعلوم كلها، و اقتباسه من السيدين – علي و ابنه محمد بن الحنيفية - الأسرار بجملتها من علم التأويل والباطن، وعلم الآفاق والأنفس(2) ثم كثرت الدعوات الباطنية فظهرت المختارية فيما بعد، والهاشمية والبيانية و الرازمية و جوهر هذه الحركات ومضمونها واحد وان اختلفت الأسماء.
وتراجعت هذه الحركات أمام تخطيط بني أمية الذين ضربوا بيد من حديد، وظن الناس أنه لن تقوم قائمة للفرس بعد خلافة معاوية رضي الله عنه، و للناس عذرهم فيما يظنون لأن معظمهم يجهل تاريخ أديان الفرس، وقدرتها على التحول من العلنية إلى السرية. أما ناصر بن سيار – والي بني أمية على خراسان – فكان يبصر المؤامرات التي يدبرها الفرس في جنح الظلام، وقد كتب إلى مروان آخر حكام بني أمية قائلاً :
أرى خلل الرماد وميض جمر ** وأخشى أن يكون لها ضرام
فإن النار بالعيدان تذكي ** وإن الحرب مبدؤها الكلام
فقلت من التعجب ليت شعري**أأيقاظ أمية أم نيــــــــــــام(3)
ولم يكن بني أمية نياماً ، و لكن التنظيم أقوى من الفوضى، و ما كانت الفرقة والتناحر والترف قادرة على دحر التخطيط و العمل الجاد المستمر .. و هذه كانت حالة بني أمية مع خصومهم .
مؤامرة أبي مسلم الخراساني:
في عام 129هـ ظهر أبو مسلم الخراساني قرب "مرو" واحتلها عام 130هـ ثم سقطت خراسان كلها بأيدي العباسيين. و بعد سقوط خراسان وجه أبو مسلم جيوشه إلى العراق فاحتلها و أظهر أبا العباس السفاح من مخبئه و بويع بالخلافة عام 132هـ و منذ هذا التاريخ بدأ حكم الفرس فعلاً و كان خلفاء بني العباس أشبه بالضيوف في بيت أبي مسلم الخراساني أو في بيت جعفر البرمكي باستثناء طيبة جريئة من خلفاء بني العباس و تكاد لا تذكر من ندرتها (4)
وأشفى معظم الفرس غليلهم من العرب المسلمين فأشبعهم قتلاً و تنكيلاً وبطشاً منذ قيام الدولة العباسية وحتى عام 137هـ وشق عليه عصا الطاعة وحاول أن يستقل بخراسان لولا أن المنصور استدرجه بحنكته و دهائه و فرق معظم أتباعه ثم قتله عام 137هـ .
ولم يكن مقتل أبي مسلم الخراساني أمراً سهلاً ففي عام 138هـ خرج "سنباذ" يطالب بدم أبي مسلم، و سنباذ هذا مجوسي استطاع أن يجمع تحت لوائه جيشا من الفرس تغلب بهم على قوس و اصفهان فبعث إليه أبو جعفر المنصور جيشاً هزمه في همدان و الري.
و في عام 141هـ ظهرت جماعة من الخراسانيين من جماعة أبي مسلم الخراساني في قرية رواندا قرب أصفهان و عرفوا "بالراوندية" وكانوا يقولون بتناسخ الأرواح، ونادوا بألوهية المنصور وأرادوا من وراء ذلك قتله ثأراً لزعيمهم أبي مسلم لكن المنصور قاومهم بنفسه وانتصر عليهم غير أنهم تمكنوا من قتل عثمان بن نهيك قاتل أبي مسلم .
و في عام 161هـ ظهر رجل فارسي أطلق عليه اسم "المقنع" و ادعى أن الله سبحانه وتعالى قد حل بآدم عليه السلام ثم نوح ثم في أبي مسلم الخراساني ثم حل فيه بعد أبي مسلم واجتمع عليه خلق كثير تغلب بهم على بلاد ما وراء النهر و احتمى بقلعة "كش" فأرسل إليه المهدي جيشاً بقيادة سعيد الجرشي فحاصره وهزمه وقتل كثير من أصحابه، فلما أحس بالهلكة شرب سماً و سقاه نساءه و أهله فمات و ماتوا جميعاً و دخل المسلمون قلعته و احتزوا رأسه وأرسلوه إلى المهدي سنة 163هـ.
والمهدي كان شديداً في حرب الملاحدة، و أنشأ هيئة مهمتها التنقيب والبحث عن الزنادقة، وجعل لها رئيسا أطلق عليه أسم "صاحب الزنادقة"..
قال المسعودي في المهدي:
"إنه أمعن في قتل الملحدين والمداهنين عن الدين لظهورهم في أيامه ، و إعلانهم عن معتقداتهم في خلافته لما أنتشر من كتب مانى ، وابن د يصان ومرقيون، مما نقله عبد الله بن المقفع وغيره وترجمه من الفارسية والبهلوية إلى العربية، وما صنفه في ذلك أبن أبي العوجاء وحماد عجرد ، ويحيى بن زياد ومطيع بن إياس من تأييد المذاهب المانوية و الديصانية والمرقونية فكثر بذلك الزنادقة وظهرت آراؤهم في الناس. و كان المهدي أول من أمر الجدليين من اهل البحث من المتكلمين بتصنيف الكتب في الرد على الملحدين ممن ذكرنا من الجاحدين و غيرهم، و أقاموا البراهين على المعاندين و أزالوا شبه الملحدين فأوضحوا الحق للشاكين".(5)
و لقد أوصى المهدي ابنه (الهادي) بتتبع الزنادقة والبطش بهم و رغم قيام هيئة مختصة مهمتها تتبع الزنادقة استطاعوا أن يحتفظوا بأنشطتهم بصورة سرية وعن هذا الطريق تمكنوا من احتلال أغلب المناصب في دولة بني العباس و بلغ أحدهم "الأفشين" قائد جيوش المعتصم.
من كتاب "وجاء دور المجوس
إذن فإن حديثنا في هذه الوقفة عن الفرس المجوس، أما الفرس المسلمون من العلماء و الفضلاء و.....فهم إخواننا و سلفنا و أعلامنا ونبرأ إلى الله من لوثة كل قومية: عربية كانت أو فارسية ونشكره تعالى الذي من علينا بالإسلام ونزع من قلوبنا عبادة الأصنام والأوثان .
_______________________________
1- انظر سبب انتشار التشيع في إيران من كتاب الشيعة والسنة لإحسان إلهي ظهير ص 49
2- الملل والنحل للشهرستاني : 174-147/1 دار المعرفة .
3- البداية والنهاية جـ 10 ، ص 32
4- أبو مسلم الخراساني يقال له عبدالرحمن بن شيرون – ابن اسفنديار أبو مسلم المروزي وقيل كان اسمه ابراهيم بن عثمان بن يسار بن سندوس بن حوذون من ولد بزر جمهر ، ولما بعثه ابراهيم بن محمد الإمام إلى الخراسان قال له: غير اسمك وكنيتك فتسمى عبدالرحمن بن مسلم عن البداية والنهاية فهو فارسي الأصل وكان أتباعه من الفلاحين الفرس ودعايته كانت قائمة على أساس من المعتقدات المجوسية خافه المنصور بعد أن شق عصا الطاعة و قتله عام 137هـ .
5- ضحى الإسلام ، جـ1 ، ص140 ، عن المسعودي ، جـ 2 ، ص 401 .