المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأنى لتنال ما تتمنى


توبة نصوح
12-16-2012, 02:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تأنــــى لتنال ما تتمنى

من روائع أمير الشعراء أحمد شوقي
قصيدة يتناول فيها قصة إحدى العصافير
وهي تعلم ابنها الطيران، يقول فيها:

رأيتُ في بعضِ الرياضِ قُـبَّرَةْ --- تُطَيِّرُ ابنَها بأَعلى الشَّـجَره
وهْيَ تقولُ: يا جمالَ العـُشِّ --- لا تعتَمِدْ على الجَناح الهَشِّ
وقِفْ على عودٍ بجنبِ عودِ --- وافعل كما أَفعلُ في الصُّعودِ
فانتقلَت من فَننٍ إلى فَنَنْ --- وجعلتْ لكلِّ نقلة ٍ زمنْ
كيْ يَسْتريحَ الفرْخُ في الأَثناءِ --- فلا يَمَلُّ ثِقَلَ الهواءِ
لكنَّه قد خالف الإشـاره --- لمَّا أَراد يُظهرُ الشَّطارهْ
وطار في الفضاءِ حتى ارتفعا --- فخانه جَناحُه فوقعـا
فانكَسَرَتْ في الحالِ رُكبتاه ُ--- ولم يَنَلْ منَ العُلا مُناهُ
ولو تأنى نالَ ما تمنَّـى --- وعاشَ طولَ عُمرِهِ مُهَنَّـا
لكلِّ شيءٍ في الحياة وقتـهُ --- وغاية ُ المستعجلين فـوته!

هذه قصة رمزية للذي يستعجل في أموره، وفي حكمه على الأشياء، وفي تقييمه
للأفكار والأشخاص، ولا يتأنَّى حتى يتبين الصواب، ويتثبت من الأمر، وتلك العجلة طبع في كثير
من الناس، وقد قال تعالى
﴿خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾
يعني طبعه العجلة في الأمر،
حتى إنه ليستعجل الهلاك
﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا﴾
ولكن من رحمة الله به أنه لا يعجل له الشر الذي يريده، بل يمهله ويريه الآيات، ويعطيه الفرصة بعد الفرصة
﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ
لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ
لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾.

والعَجُول كثيرُ الوقوع في الخطأ،
قليلُ التقدير لعواقب الأمور، ومن كلام الحكماء:
«إياك والعجلة، فإنها تكنّى أم الندامة، لأن صاحبها
يقول قبل أن يعلم ويجيب قبل أن يفهم،
ويعزم قبل أن يفكر، ويحمد قبل أن يجرب
ولن تصحب هذه الصفة أحدا إلا صحب الندامة
وجانب السلامة».

وقد رأينا كيف أن استعجال سيدنا
موسى عليه السلام فوَّت عليه وعلينا معرفة
المزيد مما يفعله الخضِر عليه السلام، حتى إن
النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما أخرجه البخاري:
«وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا».
لهذا فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى
التأني، وذم العجلة،
فأخرج أبو يعلى أنه صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«التَّأَنِّي مِنَ اللهِ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ».
وفي رواية الترمذي: «الأَنَاةُ مِنَ اللهِ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ». وأخرج أبو داود عَنِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«التُّؤَدَةُ فِى كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ، إِلاَّ فِى عَمَلِ الآخِرَةِ».

قد يدرك المتأنّي بعض حاجته --- وقد يكون مع المستعجل الزلل

ومن أسوإ ما تقع فيه العجلة: التسرع في
الحكم على الأمور من غير وقوف على
حقيقتها وظروفها، ولا مراجعة لما وراءها، بل يحمل
حبُّ الشهرةِ والظهورِ البعض على التعليق على
ما لا علم له به، وانتقاد ما لا وقوف له على حقيقته وأبعاده، فإذا ما اتضحت الأمور وبانت الحقائق
وجدته كمن امتلأ فمه ماء لا يكاد ينطق،
والأعجب أن يتكرر هذا من الشخص مرات عديدة
ولا يفكر في مراجعة هذا المنهج الفاسد في
النظر إلى الأمور وتقييم الوقائع والأشخاص.

ومن أسوإ ذلك أيضا: مسارعة البعض إلى الرد
على الكلام قبل أن يتمه قائله، بل قبل أن يفهم
ما يقصده قائله، فيفترض أن المتكلم يقصد شيئا
ما ويأخذ في انتقاده، وهو بعيد كل البعدعما
قصده المتكلم، ولله در يحيى بن خالدالبرمكي
الذي أوصى ابنه جعفراً فقال:
«لا تَرُدَّ على أحدٍ جواباً حتى تفهم كلامَه؛ فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره، ويؤكد الجهلَ عليك، ولكن افهم عنه، فإذا فهمتَه فأَجِبْه، ولا تتعجلْ بالجواب قبل الاستفهام، ولا تَسْتَحِ أن تستفهمَ إذا لم تفهم؛ فإن الجواب قبل الفهم حمقٌ».

فى أمان الله

::Cinderella::
12-16-2012, 03:29 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة..~

مااجملة من طرح وموضوع يريح الخاطر الصراحة

جزاك الله الف خير اخي والله يجعلة في ميزان حسناتك يارب..~

فعلا مااجمل لو اخذنا امورنا وحياتنا بالتأني وصبرنا لأن النهاية سيكون المراد والفرج

والعجلة ماهي الا من الشيطان فيها الندم وكلمة ياليت ...

وان كان احد يفكر بأن عمرة يمشي بسرعة وان الموت

ربما يقربة في اي ساعة لذلك هو عجوول

فليعلم جيدآ بأن يكون عجول في الفرار الى الله..~

لا في دنيا طرقنا بابها فدخلنا وننتظر خروجنا منها..~ ودي لك اخي..~

سلااااااااااااااااااااااااااام

همسات مسلمة
12-17-2012, 05:42 AM
لو علمنا الغيب لاخترنا الواقع
وصدق المولى.عز وجل. إذ يقول:
﴿خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾
جزاكِ الله كل خير أختى توبة نصوح
وجعل ما قدمتى بميزان حسناتك.

توبة نصوح
12-28-2012, 09:50 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة..~



مااجملة من طرح وموضوع يريح الخاطر الصراحة

جزاك الله الف خير اخي والله يجعلة في ميزان حسناتك يارب..~

فعلا مااجمل لو اخذنا امورنا وحياتنا بالتأني وصبرنا لأن النهاية سيكون المراد والفرج

والعجلة ماهي الا من الشيطان فيها الندم وكلمة ياليت ...

وان كان احد يفكر بأن عمرة يمشي بسرعة وان الموت

ربما يقربة في اي ساعة لذلك هو عجوول

فليعلم جيدآ بأن يكون عجول في الفرار الى الله..~

لا في دنيا طرقنا بابها فدخلنا وننتظر خروجنا منها..~ ودي لك اخي..~


سلااااااااااااااااااااااااااام



جزاك الله خيراً أختى ::Cinderella::
شكرا لمرورك الطيب.

توبة نصوح
12-28-2012, 09:54 PM
لو علمنا الغيب لاخترنا الواقع


وصدق المولى.عز وجل. إذ يقول:
﴿خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾
جزاكِ الله كل خير أختى توبة نصوح
وجعل ما قدمتى بميزان حسناتك.


وجزاك الله كل خير أختى همسات مسلمة
شكرا لمرورك العطر.