المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناظرة ابن عباس رضي الله عنهما للخوارج


الثلايا
09-27-2012, 08:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أمابعد
قصة ومناضرة جميلة وشيقة وبحجة قاطعه من حبر الامة عبدالله بن عباس رضي الله عنهما
احببت ان نتشارك سويا هذا المناضرة فإليكموها

[/URL][URL="http://www.monms.com/vb"]https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash3/548417_203153946483336_1833214237_n.jpg (http://www.monms.com/vb)


مناظرة إبن عباس للخوارج ..


عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ:

لَمَّا خَرَجَتِ الْحَرُورِيَّةُ اجْتَمَعُوا فِى دَارٍ وَهُمْ سِتَّةُ آلاَفٍ أَتَيْتُ عَلِيًّا رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ

فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبْرِدْ بِالظُّهْرِ لَعَلِّى آتِى هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ فَأُكَلِّمُهُمْ.

قَالَ: إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكَ.

قَالَ قُلْتُ: كَلاَّ.

قَالَ: فَخَرَجْتُ آتِيهُمْ وَلَبِسْتُ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنْ حُلَلِ الْيَمَنِ فَأَتَيْتُهُمْ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ
فِى دَارٍ وَهُمْ قَائِلُونَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ

فَقَالُوا: مَرْحَبًا بِكَ يَا أَبَا عَبَّاسٍ فَما هَذِهِ الْحُلَّةُ؟

قَالَ قُلْتُ: مَا تَعِيبُونَ عَلَىَّ لَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الْحُلَلِ وَنَزَلَتْ {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}

قَالُوا: فَمَا جَاءَ بِكَ؟

قُلْتُ: أَتَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ صَحَابَةِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ
لأُبْلِغَكُمْ مَا يَقُولُونَ وَتُخْبِرُونِى بِمَا تَقُولُونَ فَعَلَيْهِمْ نَزَلَ الْقُرْآنُ
وَهُمْ أَعْلَمُ بِالْوَحْىِ مِنْكُمْ وَفِيهِمْ أُنْزِلَ وَلَيْسَ فِيكُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ.

فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لاَ تُخَاصِمُوا قُرَيْشًا فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَتَيْتُ قَوْمًا لَمْ أَرَ قَوْمًا قَطُّ أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْهُمْ مُسَهَّمَةٌ وُجُوهُهُمْ
مِنَ السَّهَرِ كَأَنَّ أَيْدِيَهُمْ وَرُكَبَهُمْ ثَفِنٌ عَلَيْهِمْ قُمُصٌ مُرَحَّضَةٌ

قَالَ بَعْضُهُمْ: لَنُكَلِّمَنَّهُ وَلَنَنْظُرَنَّ مَا يَقُولُ.

قُلْتُ: أَخْبِرُونِى مَاذَا نَقَمْتُمْ عَلَى ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
وَصِهْرِهِ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ

قَالُوا: ثَلاَثًا.

قُلْتُ: مَا هُنَّ؟

قَالُوا: أَمَّا إِحْدَاهُنَّ فَإِنَّهُ حَكَّمَ الرِّجَالَ فِى أَمْرِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ} وَمَا لِلرِّجَالِ وَمَا لِلْحُكْمِ.

فَقُلْتُ: هَذِهِ وَاحِدَةٌ.

قَالُوا: وَأَمَّا الأُخْرَى فَإِنَّهُ قَاتَلَ وَلَمْ يَسْبِ وَلَمْ يَغْنَمْ فَلَئِنْ كَانَ الَّذِينَ قَاتَلَ كُفَّارًا
لَقَدْ حَلَّ سَبْيُهُمْ وَغَنِيمَتُهُمْ وَإِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ مَا حَلَّ قِتَالُهُمْ

قُلْتُ: هَذِهِ ثِنْتَانِ فَمَا الثَّالِثَةُ؟

قَالُوا: إِنَّهُ مَحَا اسْمَهُ مِنْ أمير الْمُؤْمِنِينَ فإن لم يكن أمير المؤمنين فَهُوَ أَمِيرُ الْكَافِرِينَ.

قُلْتُ: أَعِنْدَكُمْ سِوَى هَذَا؟

قَالُوا: حَسْبُنَا هَذَا.

فَقُلْتُ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَرَأْتُ عَلَيْكُمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَمِنْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم -
مَا يُرَدُّ بِهِ قَوْلُكُمْ أَتَرْضَوْنَ؟

قَالُوا: نَعَمْ

فَقُلْتُ لَهُمْ: أَمَّا قَوْلُكُمْ حَكَّمَ الرِّجَالَ فِى أَمْرِ اللَّهِ فَأَنَا أَقْرَأُ عَلَيْكُمْ مَا قَدْ رُدَّ حُكْمُهُ إِلَى
الرِّجَالِ فِى ثَمَنِ رُبُعِ دِرْهَمٍ فِى أَرْنَبٍ وَنَحْوِهَا مِنَ الصَّيْدِ فَقَالَ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ}
إِلَى قَوْلِهِ {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ}
فَنَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ أَحُكْمُ الرِّجَالِ فِى أَرْنَبٍ وَنَحْوِهَا مِنَ الصَّيْدِ أَفْضَلُ أَمْ حُكْمُهُمْ فِى
دِمَائِهِمْ وَإِصْلاَحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ وَأَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَوْ شَاءَ لَحَكَمَ وَلَمْ يُصَيِّرْ ذَلِكَ إِلَى
الرِّجَالِ وَفِى الْمَرْأَةِ وَزَوْجِهَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهُمَا فَابْعَثُوا
حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} فَجَعَلَ اللَّهُ حُكْمَ
الرِّجَالِ سُنَّةً مَاضِيَةً أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟

قَالُوا: نَعَمْ.

قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُكُمْ قَاتَلَ فَلَمْ يَسْبِ وَلَمْ يَغْنَمْ أَتَسْبُونَ أُمَّكُمْ عَائِشَةَ ثُمَّ تَسْتَحِلُّونَ
مِنْهَا مَا يُسْتَحَلُّ مِنْ غَيْرِهَا فَلَئِنْ فَعَلْتُمْ لَقَدْ كَفَرْتُمْ وَهِىَ أُمُّكُمْ وَلَئِنْ قُلْتُمْ لَيْسَتْ بِأُمِّنَا
لَقَدْ كَفَرْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ {النَّبِىُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}
فَأَنْتُمْ تَدُورُونَ بَيْنَ ضَلاَلَتَيْنِ أَيَّهُمَا صِرْتُمْ إِلَيْهَا صِرْتُمْ إِلَى ضَلاَلَةٍ فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ

قُلْتُ: أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟

قَالُوا: نَعَمْ.

قُلْتُ: وَأَمَّا قَوْلُكُمْ مَحَا نَفْسَهُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَنَا آَتِيكُمْ بِمَنْ تَرْضَوْنَ أُرِيكُمْ قَدْ
سَمِعْتُمْ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ كَاتَبَ الْمُشْرِكِينَ سُهَيْلَ بْنَ
عَمْرٍو وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
«اكْتُبْ يَا عَلِىُّ هَذَا مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ».
فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ لاَ وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا قَاتَلْنَاكَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّى رَسُولُكَ اكْتُبْ يَا عَلِىُّ
هَذَا مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ». فَوَاللَّهِ لَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
خَيْرٌ مِنْ عَلِىٍّ وَمَا أَخْرَجَهُ مِنَ النُّبُوَّةِ حِينَ مَحَا نَفْسَهُ.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: فَرَجَعَ مِنَ الْقَوْمِ أَلْفَانِ وَقُتِلَ سَائِرُهُمْ عَلَى ضَلاَلَةٍ.] ا.هـ

============

أخرجها النسائى فى السنن الكبرى والبيهقى فى السنن والحاكم فى المستدرك
والطبرانى فى معجمه الكبير وعبد الرزاق فى المصنف.
هو صحيح على شرط الشيخان ولم يخرجاه وقال الوادعي حسن على شرط مسلم
في صحيح المسند برقم 711

hawary
10-03-2012, 09:51 PM
جزاك الله خيرا اخي الثلايا
علي الموضوع المبارك وعلي ذكر المصدر بطريقه رائعه
وفقك الله
وجزاك الله عنا خيرا

البطل الصامت
10-03-2012, 11:07 PM
جزاك الله خير يا مشرفنا الكريم الثلايا
ومشكورررررررررر على موضوع الرائعه والقيمة والهادفه
ما لى ارى الموضوع مهجور من قبل اعضائنا الكرام !!
رغم الموضوع رائعه وشيقه
بورك فيك على مجهودك

ملاحظه ..
نتمنى ان نرى تنسيق بفواصل حتى يكون الموضوع اجمل و اورع
وعذراا


تحياتي

شمس الرسالة
07-10-2013, 09:14 PM
رضوان الله على سيدنا الامام العلم البحر حبر الامة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس ..
" رحمه الله وغفر له فلقد كان يفتح ببيانه منغلق الحجة
ويسد على خصمه واضح المحجة ويغسل من العار وجوها مسودة ويوسع بالرأي أبوابا منسدة "
وهكذا هم اسود اهل السنة والجماعة اهل الحق والاستقامة
" ما بارزهم قرن الا كسروا قرنه فقرع من ندم سنه , ولا ناجزهم خصم إلا بشروه بسوء منقلبه
وسدوا عليه طريق مذهبه لمهربه ولا فاصحهم أحد ولو كان مثل خطباء إياد إلا فصحوه وفضحوه
ولا كافحهم مقاتل ولو كان من بقية قوم عاد إلا كبوه على وجهه وبطحوه
هذا فعلهم مع الكماة الذين وردوا المنايا تبرعا وشربوا كؤوسها تطوع
والكفاة الذين استحقروا الأقران فلم يهلهم أمر مخوف "
جزاك الله كل خير ..

محبة الخيرر
05-04-2014, 09:27 PM
وفقكم الله لما يحب ويرضى