همسات مسلمة
09-17-2012, 04:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحـمة الله وبركاته
http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTGaGFbfzKU1lWgQ7q5ihsWVWPMPaeaU fTZA3sryvSA5gnq67jHevXrMj-2 (http://www.monms.com/vb)
كيف حالكم إخوتى وأخواتى ؟
إن شاء تكونوا جميعاً بافضل حال
بدأنا معا سلسلة رائعة من القصص
عن خبرات الحياة ومشكلاتها وتصاريف القدر وقدمتهالكم تحت عنوان:
http://www11.0zz0.com/2012/09/17/01/432166499.png (http://www.monms.com/vb)
فن الاعتراف...ما أروعه من فن يعرفنا على قصص
أشخاص لخصوا لنا حياتهم ومشكلاتهم بأسلوب
يطغى عليه الصدق وقوة الإحساس
وبعدما يفرغ هؤلاء الأشخاص كل
ما فى قلوبهم
يأتى دور الأقلام الناصحةوالتى يقف أصحابها خارج
دائرة المشكلة فيتمكنوا من رؤية كل جوانبها
وبالتالى اكتشاف موضع المشكلة فتكون كلماتهم
بلسم لجراح أؤلئك الأشخاص.
أعجبنى كثيرا هذا الفن وتلك القصص التى حدثت
فى الواقع ولكن كل واحدة
منها أغرب من الأخرى
منها ما جعل العين تدمع،
ومنها ما جعل القلب يفرح،
ومنها ما جعل اللسان يهتف
"ما زالت الدنيا بخير"
عشت كل هذه الأحاسيس عند قرأتى
لرسائل بريد الجمعة
للكاتب :عبد الوهاب مطاوع
فأحببت أن أشارككم بعضاً من هذه القصص
لنعيش معا مشكلات وحياة ناس غيرنا فتُضاف
الخبرة التى حصلوا عليها إلى خبراتنا
http://www.ct-7ob.com/vb/imgcache/138966.png (http://www.monms.com/vb)
أتمنى لكم قـراءةممتعة.
همسات مسلمة
09-17-2012, 04:48 AM
http://www3.0zz0.com/2012/09/16/13/987427087.png (http://www.monms.com/vb)
كنت اود ان اكتب اليك قبل ذلك, لكن شاءت الظروف ان تاتي رسالتي اليك في هذا الوقت بالذات.. فانا شاب نشات في اسره مكونه من ابي الموظف الصغير بمصلحه الميك****ا والكهرباء, وامي ربه البيت الطيبه, وخمسه اخوه واخوات انا اصغرهم.. ونقيم كلنا في شقه من اربع غرف بالدور الارضي باحدي عمارات حي العباسيه القديمه, ولقد تمتعت في طفولتي المبكره بعطف ابي وامي واخوتي خاصه
ثم رحل ابي عن الحياه, وانا في السابعه من عمري واكبر اخوتي في بدايه عامه الثاني بكليه الهندسه, حيث كان امله وامل ابي ان يصبح مهندسا, فواجهت الاسره مشكله نفقات الحياه والدراسه لكل الابناء. فقد كان معاش ابي ضئيلا ولايكاد يكفي لاطعامنا فضلا عن نفقات التعليم, وذات يوم وجدت امي تبكي بحراره واخوتي يطيبون خاطرها.. وعرفت من اختي والتي تكبرني مباشره انها حزينه من اجل ابنها الاكبر لانه اضطر لكي يساعد اخوته وامه الي ان يتوقف عن الدراسه ليعمل موظفا صغيرا بالمصلحه التي كان يعمل بها ابي, وبالفعل عمل اخي موظفا صغيرا بمساعده زملاء ابي بالمصلحه, ولم يشك من اقداره ولم يتوجع.. وانما تقبل الامر الواقع باستسلام ورضا واصبح همه الاول هو اعاله اخوته وامه,
والحق ان اخي هذا كان منذ صغره انسانا جادا يتحمل المسئوليه, وكان ابي يقول عنه انه ولد رجلا كبيرا وليس طفلا منذ البدايه.. ومضت بنا الحياه واصبح مرتب اخي ومعاش ابي الضئيل هما موردنا الوحيد,واصبحنا نحن الاخوه نتوجه بمطالبنا الي اخي هذا الذي اصبح ابا لنا ونحصل منه على مصروفنا الشخصي, وكان دائما واسع الصدر ويتحمل حتي دلعنا ومغالاتنا في مطالبنا,ويحرم نفسه لكي يلبي طلباتنا, فكان يحرص علي ان نرتدي الملابس التي تحفظ علينا مظهرنا في حدود الممكن, ويقضي هو الاعوام بقميصين وبنطلونين يبدلهما في الصيف ويضيف اليهما بلوفرا قديما في الشتاء, ولا يشتري لنفسه قميصا جديدا الا بعد الحاح شديد منا ومن امنا عليه, وحين ثقلت عليه مطالبنا ونفقتنا بحث عن عمل اضافي وتنقل بين عده اعمال حتي استقر به المقام في مكتب هندسي عمل فيه ساعيا بعد الظهر, وقبل ذلك بلا غضاضه,
ثم حدث ذات يوم ان بحث صاحب المكتب عن احد مساعديه ليتولي تحبير رسم هندسي اعده فلم يجده, وغضب صاحب المكتب, فعرض عليه اخي ان يقوم هو بهذا العمل لانقاذ الموقف, وساله صاحب المكتب في عصبيه: وما شانك انت بالرسوم الهندسيه؟
فاجابه اخي في استحياء,
انه كان طالبا بكليه الهندسه واضطرته ظروفه العائليه منذ سنوات للتوقف عن الدراسه, فاعتذرله صاحب المكتب عن حدته معه وكلفه بالرسم المطلوب ونفذه علي وجه مقبول. فرقاه منساع الي رسام هندسي واستعان بغيره للقيام بعمل الساعي وعامل البوفيه, واستقر الحال باخي في هذا المكتب عده سنوات كان دخله منه خير معين له علي مواجهه نفقاتنا, وتحسن مظهره بعض الشيء فاشتري لنفسه فميصين وبنطلونا بعد الحاح شديد منا.وخلال هذه السنوات تقدم اخوتي في مراحل التعليم وبلغت اختي الكبري المرحله الجامعيه.. وبلغ الاخ الذي يليها الثانويه العامه ووصلت اختي الوسطي الي نهايه المرحله الاعداديه, ووضعت انا قدمي علي بدايه المرحله الاعداديه, وكانتاجمل اوقاتنا حين نجتمع حول شقيقنا العطوف يوم الجمعه ونتسامر معه ونتبادل الاحاديث والامنيات الطيبه.. ونتحدث عن المستقبل حين نتغلب علي ظروفنا, وكان اخي هذا مهموما علي الدوام بامرنا ومشاكلنا, فهو يذهب معي للمدرسه ليقابل احد المدرسين ويحل معه مشكله لي, ويذهب مع اخي طالب الثانويه العامه ليقابل الناظر ويحل مشكله غيابه عنها لاسباب قهريه, وحتي المشاكل العاطفيه كان يستمع اليها في صبر وفهم ويشير علينا بالراي السديد, ولا يثور علينا ولا يتهمنا باننا نعبث وهو يكافحلاعالتنا, بل يدافع عنا لدي امي حين تغضب منا وتقرعنا وتذكرنا بتضحيات اخي من اجلنا وكيف اننا ينبغي ان نقابلها بالجد للانتهاء من دراستنا وتخفيف العبء عنه,وكان يقول لها دائما كلما شكت من سلوك احدنا: انهم شباب يا امي ولابد ان يعبثوا بعض الوقت او يخطئوا ثم يعودون للصواب في النهايه.
والحق انني لاادري حتي الان من اين جاء اخي الكبير بكل هذه الحكمه والصبر, ربما لانه تحمل المسئوليه في سن مبكره, وربما لتدينه وخشيته لربه, فلقد كان حريصا علي الفروض الدينيه ولا يغضب من احدنا الا اذا استشعر تقصيره في ادائها..وبرغم شبابه المتفجر فقد صرف اخي تفكيره عن الفتيات تماما طوال تلك السنوات, ولم يفكرفي الحب ولا في الزواج لان لديه كما كان يقول مسئوليه كبيره لابد ان يوديها قبل ان يفكر في ذلك, الي ان احب بعد ان تجاوز الثلاثين فتاه تعمل معه في المكتب الهندسي وكتم هواه عنها لثقته من ان ظروفه لا ترشحه للارتباط بها, وظل علي هذا الحال عامين ادرك خلالها زملاوه في المكتب انه متيم بها في صمت وشجعوه علي مفاتحتها,واكدوا له انها تنتظر منه ذلك.. فتشجع اخيرا وفاتحها ورحبت به.. واراد ان يخطبها لكن المشاكل الماديه ومشكله السكن حالت للاسف بينه وبين تحقيق امنيته,فلقد قبلت زميلته بكل ظروفه لكن ابويها رفضا ان تتزوج وتقيم معه في شقه الاسره,واشترطا عليه ان يستقل بمسكنه عن اخوته وامه اولا قبل الزواج, ووافقنا جميعا علي ذلك لكنه لم يستطع تدبير شقه مستقله ولم يتحمس للاستقلال بحياته عنا ونحن مازلنا نحتاج اليه ونعتمد عليه, ولم تستطع فتاته اقناع ابويها باستعدادها للعيش مع اسرتها و لم تتحمس جديا لذلك فتنازل من جديد عن حلمه بالسعاده ولم يكمل مشروع الخطبه وترك العمل في المكتب الهندسي لكيلا يعذب نفسه برؤية من احبها بصدق ولم يستطع الارتباط بها, وبدا يعطي دروسا خاصه في الرياضيات لطلبه المدارس الاعداديه في البيت ورايته في هذه الفتره حزينا.. تطول فترات صمته وسرحانه,ويقضي اوقات فراغه في القراءه او الصلاه او الجلوس صامتا الي جانب امي.
ثم جاء خاطب لاختنا الكبري وكانت قد تخرجت وبدات العمل كمدرسه بعقد منذ شهور فرحب به اخي.. وتفاهم معه علي كل شيء ولم يرهقه ماديا.. وانشغل عن احزانه باعداد جهازها وتدبير التكاليف بشق الانفس, واشرف علي كل شيء حتي تم زفافها وانتقلت الي بيت زوجها بسلام. ورحلت امي عن الحياه وبكيناها جميعا ودعونا لها بالرحمه والمغفره, وانهي اخي الاوسط تعليمه واحتاج الي مبلغ من المال لكى ييسافر الي اسوان, ويبدا عمله بالشركه التي عين بها ويواجه نفقات حياته الي ان يقبض اول مرتب له, فدبر له اخي المبلغ المطلوب بالرغم من انه كان مثقلا باقساط ديون زواج اختنا, واستقر الاخ الاوسط في اسوان واقام في شقه تابعه للشركه فارسل لاخي يطلب منه ان يرسل اليه اختنا الصغري لتلتحق بالمدرسه الثانويه هناك ويتحمل هومسئوليتها فيخفف بذلك عنه بعض اعبائه, لكن اخي اشفق علي اختنا من البعد عنا فرفض عرض اخينا شاكرا, وعرضت انا ان انضم اليه بدلا منها لنفس الغرض فرفض ايضا, وقال انه لا يتحمل فراقنا خاصه بعد رحيل امنا وزواج اختنا.
ومضت السنوات وتخرجت اختنا الصغري.. وعملت وجاءها خاطب من اقاربنا يعرف كل ظروفنا ويقبل بها, فجهزها اخي للزواج وكبل نفسه من جديد بالاقساط والديون وهو لم يكد يفرغ من ديون زواج الاخت الاولي, وساعده شقيقي الاوسط الكيميائي باحدي شركات اسوان بعض الشيء في نفقات الزواج, وساعدت اختي الكبري اختها بجزء من مرتبها واشترت لها بعضاحتياجاتها وزفت الاخت لزوجها.. وخلا البيت الكبير علي وعلي اخي, وازددت اقترابا منه ولاحظت عليه انه لا يكاد يخرج من البيت بعد عودته من المصلحه, وسالته لماذا لايخرج ويتنزه ويلتقي بالاصدقاء, فاجابني بانه سيفعل كل ذلك ان شاء الله حين يتخفف من اقساط زواج الاخت الصغري..وحصلت علي الثانويه العامه بمجموع كبير, وترددت في اختيار كليه الهندسه اشفاقا علي اخي من نفقات دراستها,خاصه اننا كنا قد فقدنا نصيب الاختين والاخ الكيميائي في المعاش. لكن اخي الح علي باختيار الهندسه, واكد لي انه سيسعد كثيرا بان احقق الحلم الذي حالت الظروف القاسيه دون ان يحققه هو لنفسه, فالتحقت بالكليه ونجحت في السنه الاعداديه, وفي اجازه الصيف سيطرت علي فكره السفر الي امريكا للعمل خلال شهور الصيف كما فعل بعض اصدقائي الذين هاجروا قبل عام.. وعرضت الفكره علي اخي والححت عليه بان يساعدني فيذلك عسي ان استطيع جمع بعض المال للانفاق علي دراستي, وواصلت الالحاح عليه حتي استسلم في النهايه, ووافق علي مساعدتي بالرغم من رفض بقيه اخوتي لذلك ولومهم لي لعدم استكمال دراستي, وبعد عناء شديد حصلت علي التاشيره واقترض اخي من جهه عمله مبلغا من المال ليساعدني في شراء تذكره السفر, وسافرت الي اصدقائي وخضت التجربه وعانيت الكثير والكثير, وعملت غاسل صحون في البدايه لمده12 ساعه كل يوم, فما ان استقرت اوضاعي بعض الشيء حتي كان العام الدراسي الجديد قد اقبل وحان موعد العوده, فعز علي ان اقطع التجربه في بدايتها, واتصلت باخي استاذنه في البقاءبامريكا لمده عام اخر واطلب منه ان يقدم لي اعتذارا للكليه وارجوه ان يوافق علي ذلك, وبعد الحاح شديد وافق لكنه حملني امانه ان استكمل دراستي ايا كانت الفتره التي اقضيها في امريكا, والا فانه سوف يشعر بانه قد اجرم في حقي حين وافق عليسفري, ووعدته بذلك صادقا.., وبكيت حين قال لي انه يفتقدني ويفتقد صحبتي وضجيجي وحتي مشاكلي.. وانه قد اصبح وحيدا تماما بعد سفري, وسالته لماذا لاتتزوج يا اخي وقد جاوزت الاربعين, وتحسنت الظروف واصبحت الشقه خالصه لك.. فوعدني بان يفكر في ذلك وانشغلت بحياتي الجديده واستطعت بعد جهد جهيد الحصول علي الاقامه واستقررت في عمل افضل.. وانتهي العام الثاني وحان موعد العوده لكني اشفقت علي نفسي من ان افقد اقامتي بامريكا اذا عدت, فكتبت لاخي اشرح له ظروفي وارجوه الا يغضب مني واطلب منه ان يبعث الي اوراقي الدراسيه مترجمه ومعتمده من وزاره الخارجيه لكي التحق باحدي الكليات في امريكا وجددت عهدي له بان استكمل دراستي مهما كانت الصعوبات,
وغضب مني اخوتي جميعا لذلك ما عدا اخي الاكبر الذي تسامح معي كالعاده وارسل الي اوراقي وجدد طلبه لي بانهاء دراستي مهما حدث. وواصل هو حياته كاعزب وحيد وارسلت اليه بعض النقود كرد لديونه علي.. وطلبت منه ان يسدد بها الاقساط المتراكمه عليه ويوسع علي نفسه ببقيتها وسدد اخي ديونه, وتنفس الصعداء.. وتحسنت احواله, واسترحت حين علمت ان اخوتي لا يتركونه وحيدا لفترات طويله وانهم يزورونه باستمرار ويدعونه لزيارتهم, حبا له وعرفانا بفضله, كما ارتبط اخي الكيميائي بزميله له في اسوان وتزوجها هناك واقام معها واجتمع اخوتي كلهم في ضيافته باسوان, وشهدوا زواجه وسعدوا به ما عداي للاسف, لاني واجهت مشكله التجنيد وخشيت اذا عدت لمصر الا استطيع السفر مره اخري, وتوالت السنون واخي يعيش وحيدا ولا شاغل له سوي متابعه احوالنا والاهتمام بامرنا.. والجلوس في المقهي في المساء بعض الوقت,والقراءه, واداء الفروض الدينيه, وقد وفيت بوعدي له وحصلت بعد عناء علي شهاده في الكمبيوتر وعملت بعمل جيد واصبحت لي شقه جيده وسياره, وجددت رجائي اليه ان يتزوج قبل ان يفوته القطار.. واشركت اخوتي في الالحاح عليه بذلك بعد ان شعرنا بانه قد زهد الزواج بعد قصته الاولي التي حرم من استكمالها بسبب الظروف القاسيه,ولكم كانت سعادتي حين تلقيت منه ذات يوم رساله يقول لي فيها انه التقي بسيده مطلقه في الخامسه والثلاثين من العمر ولها طفله عمرها7 سنوات, وشعر لاول مره منذ سنوات طويله بمشاعره تتحرك تجاهها وانه يفكر في ان يتقدم اليها بعد ان استشعر ميلها اليه, واتصلت به هاتفيا وزغردت في الهاتف تعبيرا عن فرحي وسعادتي بذلك واقسمت عليه برحمه ابينا وامنا الا يدع هذه الفرصه تفلت منه, والا يحرم نفسه من السعاده التي يستحقها, واكدت له انني سارجع الي مصر لحضور زفافه بعد غياب نحو عشرسنوات, وسارسل اليه مبلغا كبيرا لاعداد الشقه للزواج وتجديدها وشراء كل مايلزمه, وارسلت اليه رغم رفضه, ومحاولته الاعتذار لي مبلغا مناسبا وقدم له اخي الاوسط هديه ماليه مناسبه قبلها منه بعد الحاح. وتم عقد القران في غيابي ووصف لي اخي الاوسط فرحته وفرحه اختينا بسعاده اخينا الاكبر وخجله خلال عقد القران حتي فاض قلبي له بالحب والوفاء وتمنيت لو كنت موجودا معه لاشاركه فرحته..وسئل اخي عن موعد الزفاف فاجاب بانه سيتم حين استطيع انا العوده لمصر والخروج منها دون مشاكل مع التجنيد, وكانت قد بقيت ثلاثه اشهر لا غير علي السن التي استطيع فيها تسويه موقفي التجنيدي والسفر لامريكا دون مشاكل, فتاجل الزفاف حتي ذلك الحين ورحت انا اعد الايام علي الموعد المنتظر واستعد له..واشتريت بدله سهره سوداء لاخي الاكبر.. ليرتديها يوم الزفاف وابلغته بذلك واشتريت لنفسي بدله مماثله لي وثالثه لاخي الاوسط بناء علي طلبه..وحجزت تذكره السفر بعد10 ايام فاذا باخي الاوسط يتصل بي هاتفيا ويقول لي بصوت غريب ان زفاف اخي قد تم تقديم موعده ويرجوني الحضور علي الفور لادراكه ولو تركت كل شيئ.ولم استرح لنبره صوت اخي في هذه المكالمه, وسالته عما اذاكان قد حدث شيء فاجاب بالنفي والح علي بالحضور لكيلا يفوتني حضور الزفاف ومشاركه اخي مناسبته.ووضعت السماعه واعددت حقيبتي وابلغت العمل باضطراري للسفر وركبت الطائره عائدا لمصر.وفي المطار استقبلني اخي الاوسط واجما, فتاكدت ظنوني وسالته عما حدث, فاذا به يقول لي ان شقيقنا الاكبر قد فاجاه وهو يستعد لزفافه نزيف في المخ ونقل للمستشفي وهو الان في غيبوبه منذ يومين, وقد راي من واجبه ان يدعوني للحضور لاراه حتي لا الومه فيما بعد,وانفجرت باكيا في سياره الاجره, التي تحملنا من المطار وهرولنا الي المستشفي واطللت عليه وهو غائب عن الوعي في فراشه والي جواره زوجته التي لم يدخل بها بعد وشقيقتانا وزوجاهما.. وانفجرت مره ثانيه في البكاء وانا اقبل وجه اخي وراسه ويديه وقدميه وشقيقتاي تبكيان, وتجذبانني الي خارج الحجره وانا اقاومهما واقول له اشتريت لك بدله الفرح يا اخي واريد ان اراك ترتديها.وبعد جهد جهيد استسلمت لاخوتي وخرجت الي قاعه الانتظار, ورفضت العوده للبيت لاستريح من عناء السفر واصررت علي قضاء الليل في القاعه, وفي الفجر انتهي كل شيء, ورحل اخي الحنون المضحي الصبور المعطاء عن الحياه بغير ان يسعد نفسه ويتزوج وينجب طفلا كماكان يتمني طوال عمره وقبل ان يحقق لنفسه حلم السعاده الذي تمناه طويلا بعد ان حر م من قبل من تحقيق حلمه في ان يصبح مهندسا, وضحي به ليعول اخوته ويحميهم من الضياع, مات ولما يبلغ بعد السابعه والاربعين من عمره, وكانما قد انهكه الكفاح والحرمان, وطوي صفحه عمره القصير انني اكتب اليك هذه الرساله الان من مسكننا القديم بالعباسيه.. بعد عشره ايام من رحيل اخي عن هذه الدنيا الظالمه, واكتب لك وانا اراه في كل مكان من الشقه.. واراه في جلسته علي الكنبه البلديه التي احتفظ بها من الاثاث القديم, وكان يمضي وقت الاصيل جالسا فوقها خاصه في السنوات الصعبه يسبح ربه علي مسبحته ويفكر كيف يطعم هولاء الايتام وكيف يكسوهم وكيف يدبر نفقات تعليمهم, فاذا طلب منه احدنا طلبا ابتسم في وجهه واشار صامتا الي عينه اليمني ثم الي عينه اليسري اشاره الي ان الطلب مجاب ان شاء الله.. ولعله يكون في ذلك الوقت خاوي الوفاض تماما, لكنه سيقترض من زملائه الي ان يقبض مرتبه.انني اشعر بحسره شديده.. واشعر بالذنب تجاهه لانني قد كلفته دائما فوق طاقته.. واحزنته بهجرتي وقطعي لدراسه الهندسه برغم سعادته وتفاخره بحصولي علي الشهاده العاليه من امريكا, واتمني لو رجعت الايام لكي اواصل دراسه الهندسه من اجله واحقق له امله في, ولا اتركه لوحدته وعزوبيته حتي تلك السن المتاخره.. وانظر الي بدله السهرهالسوداء المعلقه في غرفته وابكي واستغفر الله العظيم وانا اتساءل عن الحكمه في ان يعيش انسان طيب ومضح مثله في حرمان وعناء وكفاح معظم سنوات عمره حتي اذا ابتسمت له الايام اخيرا ووعدته بالسعاده.. تنطوي صفحته علي هذا النحو فجاه, انني حزين من اجله ياسيدي وحزين من اجل نفسي لاني اتجرع برحيله اليتم مرتين, ولا ادري ماذا افعل لكي اودي له حقه علي وارد له الجميل, واتخلص من احساسي بالذنب تجاهه.. فهل لديك ماتشير به علي اوتنصحني به.
همسات مسلمة
09-17-2012, 04:49 AM
أشخاص يضيفون إلى الحياة الكثير
ولا يأخذون منها إلا القليل
هل قابلكم أمثال هؤلاء الأشخاص
الذين عاشوا لغيرهم أم أنهم أصبحوا
عملة نادرة كما يقولون؟
وهل يمكن لكلمة مواساة أن تعوض فقد
أمثالهم ؟
انتهت قصتنا وبقيت كلماتكم وآرائكم
ألقاكم على خير بإذن الله
فى قصتنا القادمة.
اسير الصمت
09-17-2012, 04:00 PM
قصه رائعه حقا بكل ما تحتويه من الالام و التضحيات
ما يزال هناك انس يحترقون كالشمعه ليضيؤا المكان لغيرهم
كما ورد عن رسولنا صلى الله عليه و سلم ما يزال الخير في امتي الى قيام الساعه
قصه رائعه بكل تفاصيلها تحيه عظيمه لامثال هؤلاء
و لابد ان لله حكمه في انتهاء صفحات بعضهم عندما تبتسم الحياه لهم
و هذه التضحيات عندما يبذلها الانسان لوجه الله تكون رفعة له و زيادة اجر
شكرا لك همسات و جزاك الله خيرا
همسات مسلمة
09-17-2012, 10:42 PM
إن كان هناك أمثال هؤلاء بيننا فهم قلة لأنهم
يعملون فى صمت وقد لا نشعر بقيمتهم وقدرهم إلا بعد رحيلهم
نشعر بفقدهم عندما نفتقد من يحمل فى قلبه هموم قلوبنا.
جزاكِ الله خيرا أسير الصمت على كلماتك الجميلة
لا حرمنى الله مرورك الرائع.