المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روايه جميله جدا


اسير الصمت
09-03-2012, 03:45 PM
http://www.mezan.net/forum/salam/27.gif

http://www.3andna.com/photo/ToP/FWASEL/3ANDNA_FWASEL09.gif

الاخوه و الاخوات المونمسين و المونمسيات
قرأت هذه الروايه منذ فتره و لا اعلم الكاتبه حتى اضع اسمها
احببت وضعها هنا
لانها وايه جميله و لها معاني كثير

من الحين اقول الروايه طويله جدا لكنها مشوقه جدا جدا
فيها معاناة و حزن و فرح و استهبال و حكم و معاني جميله

وتنبيه اخر اذا لم اجد تجاوب من الاعضاء سامتنع عن تكملة بقية الروايه

نبدأ الان في الروايه وانا هنا اتحدث بلسان الكاتبه للروايه

في البدايه راح تشعروا انكم مو فاهمين شي في القصه بس
بعد راح تكون جميله لان اسلوب الكاتبه مشوق وجميل جدا

قراءه ممتعه اتمناها لكم

http://www.3andna.com/photo/ToP/FWASEL/3ANDNA_FWASEL05.gif



1

إهداء لمن علمتني حلاوة الصبر , حلاوة الحياة ..
لمن زرعت في قلبي معنى الحب , معنى الوفاء ..
لمن رسمت على شفتي كل أنواع البسمات ..
لمن أغرقت عيني بدموع الضحك ملايين المرات ..
لمن فَقْدُها سلب من عيني وأعين الكـثـيـر ألوان الحياة ..
إليك يا سبب وجودي في هذه الدنيا بعد الله ..
إلى أمي يرحمها الله

الفصل الأول : حياة جديدة ..

سط الماء ..
وتحت جنح الظلام ..
بين زمجرة الريح ..
وضوضاء العويل ..
عانقها ذلك الألم ..
ألهب عقلها بمئات الخيالات ..
جمدت ..
مشاعرها اختنقت ثم تبعثرت ..
شدها نحوه ..
لفها ببرودة كقمم الجبال ..
همس في أذنها ألاف العبارات ..
اضطربت ..
أحزانها غرقت ثم طفت ..
ثلاثة عدد الأيام ..
ومدى العمر تبقى الأحزان ..
ارتدي عباءة الإيمان ..
وتجلدي بالصبر..
يا جرحا نازفا يحكي الإهمال ..
يا قلبا نابضا يرفض الاستسلام ..
يا قبلة طبعت على جبين الآلام ..


((هي ليست ملاكا على صورة بشر .. ))

يوم الاثنين 8 / 1/ 1427هـ
في مستشفى تبوك :

: حالتها صعبة جدا , انقلها من باب الطوارئ , بسرعة ..
عيونها كانت مفتوحة تتأمل كل شي حولينها وصوت اصطكاك أسنانها مسموع بوضوح من قوة الرجفة و النفضة اللي في جسمها , طالعت في الطبيب اللي يصارخ عشان يستعجلون بإخلاء الممر ورجعت ثاني تطالع في الرجال الملتحي اللي ماسك يدها ويضغطها بقوة وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
طالعت في الأضواء المعلقة على السقف الأبيض وهي تلمع شويه وتختفي وغمضت عيونها تستمع لصوت عجلات السرير تتردد في أذانيها من البعيد بشكل غريب مختلط بأصوات الناس وصراخ الطبيب وصوت عذب يدعي وصوت أبواب معدنية تنفتح وتنصك وبعد ماوقف السرير اللي حسته يغوص بها في مكان بلا أبعاد فتحت عيونها و شافت نفسها في غرفة مليانة أضواء ورجال متلثم معاه إبرة و ظلااااااااااااااااام ..
: اش اسم المريضة ؟
: ما أدري ما لقينا معاها اوراق هوية وما فتحت فمها بكلمة من انتشلناها ..
: لا تقول هذي وحده من الناجين , مو معقول ..
: إلا , سبحان الله انكتب لها عمر جديد ..
: طيب ما في أحد من أهلها يدور عليها ..
: للأسف ما في أي خبر إلا الآن ..


(( هي ليست ضعيفة تدعي القوة ..))

يوم الثلاثاء 9 / 1/ 1427هـ :
في نفس المستشفى :

: الكشف والفحوصات المبدئية تدل على فقدان ذاكرة , لكن ماأدري مؤقت ولا لا ..
: لاحول ولاقوة إلا بالله ..
: صراحة ياعم أبو عصام زين اللي فقدت الذاكرة بس , ما توقعت تكون حية وواعية لهذا الوقت , البنت فعليا لها ثلاث أيام بدون أكل أو شرب وباذلة مجهود خارق وسط برد جمد أطرافها , الحمد لله الله ستر عليها , عندها حاليا صدمة عصبية حادة جدا جدا يمكن هي سبب فقدان الذاكرة أو العكس , أعطيناها مغذيات ومهدئات ومحاليل والله يوفق , المهم ما دريت عنها شي ؟؟..
: والله ما أدري عنها أي شي يادكتور , زودنا الشرطة بصورتها من ساعة ما لقيناها وإلى الآن ما درينا عنها شي , ولدي عصام راح يشوف الشرطي اللي جا ..
تقدم عصام من أبوه والدكتور وقال : أبوية الشرطي يبغى يكلمك ..
وقف الشرطي متردد وهو ينقل بصره بين الأب وولده بعدين قال : والله ما أعرف اش أقولك يا عم علي , اللي صار شي ما يتخيله عقل , مختصر الكلام البنت ما عاد بقي لها أهل , ماتوا كلهم في الحادثة


(( هي ليست حرة لترسم مصيرها ))

في فيلا واسعة وفخمة في حي المروة بجدة :
يوم الثلاثاء 16 / 1/ 1427هـ بعد الغدا :

أحمد : واحد منكم بيتزوجها رضيتم ولا انرضيتم ..
عبد الرزاق بعصبية : أمي عاجبك كلام أبوية اللي ما يخش العقل ..
جاسم بهدوء : عبد الرزاق احترم ألفاظك ..
أشر عليه عبد الرزاق وقال بضيق : إذا كان عاجبك الموضوع ليش ما تتزوجها انت سيد جاسم مو انت الكبير و انت اللي تعرف أخوها , أنا أبغى أتزوج بكيفي والبنت اللي أنا أختارها , طاق الـ29 ولسه ما تزوجت ولا خطبت ..
حس حاسم بضيق من كلام أخوه فقال بعصبية : أخوها ما أتذكر منه إلا إني شفته مرة وحده في جواز عبد الله قبل سنة , بعدين مالك دخل فيني طاق الـ29 ولا الـ40..
شهقت أم جاسم وقالت : جاسم , عبد الرزاق أحشموا أبوكم قاعدين تهاوشون قدامه ..
تدخلت الجوهرة لأول مرة وقالت بضيق : أميييييييييي والله حرام اش ذنبهم أخواني في اللي يصير , صح البنت يتيمة ومالها أحد غيرنا بس ..
لف عليها عبد الرزاق وقال بوقاحة : أقول انتي اسكتي ما بقي إلا انتي تتكلمين ...
خاطبه جاسم ببرود وقال : لا تعصب وتحط حرتك في الضعيفة , هذي مهي طريقة تخاطب فيها أختك الكبيرة يا متعلم ..
وقف عبد الرزاق وقال بصوت عالي وهو يأشر بيده : إنت بالذاااااات لا تتكلم ..
وكمل بتريقة وهو يمط كلامه بطريقة المستبعد : بتدبسني في المجنونة بننننننت وللللللللد خاااااااااااااااالة جدتك وما تبغاني أعصب ..
تنهد جاسم وقال : أبوية خلاص أنا بأتزوجها ..
اختلطت صرخة الجوهرة باستنكار مع صوت أمه : جاااااااس


(( هي ليست نسمة هواء رقيقة تعبر بخفة حيث لا تستطيع ملاحظتها ))



بعد شهر في نفس الفيلا :
يوم الخميس 16 / 2 / 1427هـ بعد صلاة المغرب :

انفتح الباب بكل قوته : السلااااااااااااااااااام عليكم ..
لف أبو جاسم على باب المجلس وابتسم بحب لمن شافها وقال : هلا , هلا والله بأحلى بنت في الدنيا , هلا وغلا بـ أزهار ..
جرت أزهار على أمها وضمتها وهي تقول : فديتك ماما وحشتيني ..
طااااااااااااالع فيها أبوها وقال : نعم , هذا وأنا اللي مرحب بك مو هي ..
ضحكت هي وأمها وقالت : أووووه لك الحشيمة يابابا بس هذي الماما ما أقدر عليها ..
وقامت له وقبل ما تضم أبوها جاهم صوت مزعج يقول : يا سلااااااااااااااام , وخري عن أبوية لو سمحتي ..
نطت أزهار وضمت أبوها قبل ما توصله العنود وقاموا يتصارعون مين يضمه ..
: أبويه يا الدب ..
: بابا يا عمود الكهرب ..
: يععععععع طالعي بس كيف تقولينها بابا , اسمه أبويه ..
: روحي يالبدوية يا ثقيلة الدم , بابا و أنا حره ..
ضحك أبو جاسم وهو يطالعهم وقال وهو يضمهم الثنتين : بس كلكم بناتي , لا ترجون راسي ..
قالت أم جاسم : قوموا عن أبوكم ذبحتوه ..
تصنمت أزهار في مكانها وسرحت فجأة , الكل طالع فيها بترقب , و شويه لفت عليهم وقالت بضحكة : أروح أجيبلكم عصير برتقال من يديني الحلوة , سويته اليوم العصر ..
ضحك الكل عليها ومن خرجت قالت العنود وهي تتنهد : واااااااي والله قلبي عورني حسبتـ...
قطع كلامها رنين التلفون , رد عليه أبو جاسم وقال بعد ما سمع الصوت : هلا والله بجاسم , كيفك يا ولدي ؟؟ متى بتجينا ؟؟..
وسحبت منه أم جاسم التلفون بعد ما رجته وهو يتكلم من كثر لهفتها على ولدها البكر ..
***

قالت سيتي بحماس : يوووووووو أزهاااااااااااااااااار اس هادا ؟؟ هادا شغل مررررررره هلووووو ..
ضحكت أزهار هي تثبت شرايح البرتقال على طرف الكاسة وتحط مراوح العصير اللي اشترتها من محل أبو ريالين ..
شالت الصينية ومشت للمجلس , لمن دخلت وسمعت اسم جاسم بسررررررعة حطت الصينية على الأرض وقالت : ماما تكفييييييييين أبغى أكلمه والله وحشني ..

ضحك جاسم وقال لأمه : مين اللي وحشتها لها الدرجة ؟؟ العنود ولا الهنوف ؟؟
ما سمعت الأم سؤاله من التردد والحيرة اللي شغلتها وشغلت الكل ما عادا أزهار اللي أخذت السماعة من أمه وقالت : جاسم ..
حس جاسم بشي يلتوي بداخله , قال بهمس : العنود ؟؟
ضحكت وقالت : حراااااااام عليك تشبهني بأم الصوت النشاز هذي , أنا أزهار , مسرع ما نسيتني يالدب ..
بلع جاسم ريقه وهو يحاول يستوعب اللي يصير , أزهار من بين كل أخواته هي اللي تكلمه بعد هالإنقطاع الطويل , وفوق هذا كله تكلمه بطريقه ما تخيلها ..
: جسوم يالوحش أنا قاعدة أكلمك ..
هذا هو صوت زوجته اللي ما يتذكر ملامحها بشكل واضح , سحب نفس وقال : هلا أزهار كيف حالك ؟؟
سكتت بصدمة وبلا مقدمات رمت السماعة على العنود و طالعت فيهم بحيرة , قالت أم جاسم وهي تضمها : بسم الله عليك , اش فيك ؟؟ اش صار ؟؟
قالت بصوت خافت وهي تطالع في يدينها اللي ترتجف : صوته غريب , هذا مو جاسم ..
ضمتها الأم أكثر , رفعت العنود السماعة وقالت بسرعة لمن سمعت جاسم ينادي أزهار : هلا جاسم , لا بخير نكلمك بعدين , هااااا , طيب ..
سحبت التلفون وخرجت من المجلس وعيونها معلقه على أزهار اللي صارت شاحبة وهي في حضن أمها اللي قاعدة تقول : يمه هذا جاسم , اش فيك ؟؟
هزت أزهار راسها وقالت : لا مو جاسم , مو أخوية , كيف ما ميزت صوته ؟؟
ضمتها أم جاسم أكثر وقالت بألم : يمكن لأنك ما سمعتي صوته من زمان , ويمكن بسبب التعب اللي صابك الفترة اللي فاتت ..
غمضت أزهار عيونها وقالت جوة نفسها الكلام اللي ودها تصارخ به على العالم لكنها تخبيه عشان ما تخوف أمها وأهلها (( يا ناااااااااس ليش أحس نفسي غريبة عنهم وما قيد عشت معاهم , أحس كل شي جديد عليه , وأحيانا أحس بخوف يزلزلني من داخلي , ياااااااااارب استر , يارب ارحمني , هذا إيه اللي فيني ؟؟ ليش ما أتذكر طفولتي , ليش ما أتذكر أي شي يمضي عليه الوقت , مو معقوله هذا كله فقدان ذاكرة من الصدمة اللي صابتني بعد الحادث , مو لدرجة إني أنسى أخواني وأصواتهم , حتى عبد الرزاق صار لي نفس الموقف معاه , حسيت صوته غريييييييب عني , حتى بابا وماما غريبين والله خايفة , اش اللي فيني ؟؟ ))..

اسير الصمت
09-03-2012, 03:47 PM
غمض جاسم عيونه ورمى نفسه على السرير وهو يزفر بقوة , لف عدنان عن كمبيوتره وقال : أذكر ربك ..
ورجع يطقطق الأزرار , لف عليه جاسم بعد ما قال الشهادة وقال بعد فترة صمت مايقلق سكونه إلا صوت ضغطات الأزرار : كلمتني ..
ساب عدنان شغله ولف الكرسي الدوار بالكامل ودف نفسه إلين سرير جاسم وقال بحماس : مييييييييين ؟؟ لا تقول زوجتك ..
تأفف جاسم وقال وهو يسحب المخده ويضربه : طيب بلاشي هذي النظرة المتحمسة لأني ماني فايق لك ..
ضحك عدنان وقال وهو يرجع له المخده برمية : والله متحمس , ليش ما أتحمس , أبطال قصتي الجاية إن شاء الله إنت وأزهار..
أعطاه جاسم ظهره وقال : والله من جد فايق , روح لمنتداك وقصصك يالمؤلف العظيم ..
سكت عدنان شويه وهو يفكر إنه يمكن تضايق بسبب عقدة الذنب بعدين قال بصوت هادي : اش فيك متوتر ومعصب ؟؟ أنا عارف إنها أول مرة تكلمك بس ما أظنها كانت محادثة صعبة لها الدرجة , في النهاية البنت حتتذكر كل ماضيها وبتعرف كل التضحيات اللي سويتوها عشانها ...
: البنت خافت ورمت السماعة لمن كلمتها وقالت إنه هذا مو أخويه جاسم , صوته غريب وما أعرف إيه ومن ذاك الكلام وهلم جرا ..
: قصدك إنها بدأت تتذكر وتحس ؟؟
: الله أعلم ..
:الله يستر إن كان بدأت تتذكر ..
: كم مر على الحادث ؟؟
: ما أدري بس اللي أعرفه إنه مر شهر بالتمام من يوم انصفقت على راسي ووافقت على اللي يصير دحين ..


*****************************


(( هو ليس مجبرا ليسير حسب أهواء الآخرين ..))

قبل شهر في العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بجدة :
يوم الثلاثاء 16 / 1/ 1427هـ في الليل:

: جاسم ولدي أنا عارف إنه اللي أطلبه صعب ..
نزع جاسم بصره عن الشبح المسجى على السرير ومثبته فيه عشرات الأسلاك وقال لأبوه الواقف عند باب الغرفة : خلاص أبويه ما عليك مني , أنا رجال , كل الدعوة توقيع على ورق وإذا ما ناسبني الوضع أخرج منه بسهولة , وبصراحة بعد ما فكرت في الموضوع البنت يتيمة وفاقدة الذاكرة ومالها أهل , أتحسن فيها وأدخلها في عايلة أنا عارف إنها تتمنى تسوي فيها خير لوجه الله أحسن من إنها تنحط في جمعية خيرية ما ينعرف مصيرها بعدها ..
طالع فيه أبوه بإكبار وقال : من يومك كبير في عيني يا ولدي ودحين زاد قدرك أكثر ..
ابتسم جاسم ورجع طالع في أزهار وقال : زين إنها عايشة وأحسن إنها فقدت الذاكرة , والله لو وحده عاشت اللي عاشته كان انجنت ..
تنهد وجلس يتأمل جسدها ووجهها المتشوه من النفخ اللي فيه ~ أزهار اش الإسم الغريييييب هذا ؟؟؟ , عمرها 25 سنة ولسه ما تزوجت , ليش ؟؟ يا ترى كيف شخصيتها هالبنت ؟؟ الله يعينك يا أبوية على ماجاك , اش بتسوي لو كانت شينة أخلاق ~ , ناداه أبوه عشان يخرج وهو يقول : أخرج عن البنت يا جاسم , تراك لسه ما تزوجتها ..
تنهد ورماها بنظرة أخيرة وخرج وهو يقول لأبوه بمزحه عشان يقنعه إنه مسوي هالشي برضاه : النظرة الشرعية حلال ..


***************************


(( هو ليس هوائيا تحكمه عواطفه ..))

في الفيلا :
يوم الجمعة : 19 / 1 / 1427 هـ :

بعد ما وقع على عقد الزواج اللي صارت مشاكل تدخلوا فيها الكثير عشان يتم و أكثر من الكثير عشان ما يتم وبعد عرضها على مسؤولين في القضاء والدولة ..

حط جاسم يده على كتف أخته وسأل : الجوهرة اش فيك زعلانه ؟؟ أبوية يبغاني أتزوجها عشان هو يقدر يقابلها ويرعاها , خلي الوضع يهدى بطلقها وأتزوج اللي أبغاها , وهي حتظل تقابل أبويه ..
طااااااالعت فيه الجوهرة وقالت بشك : يعني متأكد إن الموضوع مو هبقة طنت في راسك بعد ما حزنت عليها وأشفقت في لحظة تهور..
ابتسم وقال : لا إرتاحي إحنا عسكر ما عندنا كاني و ماني , 1+1 = 2 , وبعدين من متى أخوك يسوي شي ما يقلبه في دماغه مية مرة ؟؟
: الله يحفضك و يحرسك , ريحتني والله ..
قال بثقة يبغى يغرسها في قلبه قبل قلب أخته : فكري فيها كويس , أنا بكرة رايح الرياض وما حأجي على سيرة , وعبد الرزاق خلاص سافر فرنسا ومابيرجع إلا بعد سنة , يعني البنت بتاخذ وقتها في الراحة معاكم ..
تنهدت بضيق وقالت : الله يسهل وتنقل , والله جدة مي شي بدونك ..
: الله يقدم اللي فيه خير , أهم شي خلي بالك على الأهل زين .



***********************


وقبل هذا الوقت بأكثر من أسبوعين :
يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 6.30 الفجر في إحدى الفنادق في تبوك :

: والله متحممممممممممممممممممسة , متى يجي الليل ؟؟ ..
مسك عمير المخدة ورماها على وجه أزهار كعادته وهو يقول : ترااااااااااك طفشتينا , لك شهر غاثتنا بهالحماس ..
ضربت المخدة وجه أزهار ضربة مباشرة خلت عمر يقهقه وهو يقول : حللللللللللوة أبو مصعب , ضربة مباشرة ..
طالعت فيهم أزهار لمن رفعوا يدينهم وصفقوها بخمسة انتصار وقالت : هاهاها ما يضحك , والله لا أشتكيكم لعموري لمن يجي ..
قال عمر بتريقة : أنا هنا ..
لفت بوزها و قالت : عموري عمار مو إنت ..
قال عمير وهو يلف على أخوه اللي أكبر منه : كلنا ندلع عموري , مو عموري ؟؟..
قال عمر وهو ينسدح على فخذ أمه اللي قاعدة تقرأ أذكار الصباح : للأسف أمي وأبويه الله يرحمه من قلة الأسامي سمونا هالأسماء ..
ابتسمت بهدوء ومسحت على شعره من دون ما تشيل عينها عن كتاب الأذكار ورفعت بصرها أول ماسمعت صوت المفتاح في الباب مختلط بدق الباب ..
فزت أزهار وراحت تجري على الباب ..
أول ماصك عمار الباب ولف شاف خيال ناط عليه يحضنه , ابتسم وقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ردت السلام ورفعت وجهها وابتسمت له وهي تقول : هلا باللي له الخافق يهلي , وحشتني ..
انمحت ابتسامتها لمن شدت يد خشنة شعرها المتوسط الطول من ورى وشهقت وهي تقول : آآآآآآآآآي عميييييييييييييييييير ..
كانت عارفة من دون ما تلف من اللي يععععععشق يشد شعرها و يناكشها بأذية ..
سلم على أمه و عمر وجلس وحط التميس والفول اللي جابه قدام أمه وهو يقول : الله يصلحهم ..
قال عمر وهو يقوم عن فخذ أمه ويستنشق بقوة : والله يبغالهم فرش عشان يهجدون , الله يالريحة ..
ابتسم عمار ابتسامته الهادئة وقال : خليهم مشتاقين لبعض , لهم أسبوعين ما تضاربوا ..
ضحك عمر وقال : والله لو تشوفه الأسبوعين اللي فاتت بعد ما رحتم الأردن قاعد ياكل في نفسه أكل مو لاقي أحد يضاربه ..
قالت أمه وهي تشوف الإثنين راجعين وهم يضحكون : والله حتى أزهار كل ما شافت شي حلو تحسرت وقالت ياليت عمر و عمير معانا ..
جلست أزهار وقالت وهي تغمز لعمر : عمور والله فاااااااااااتتك المناظر الحلللللوة هناك ..
تنهد وحط يده على قلبه وهو يقول بتريقة : آآآآآآآآآآآخ ياقلبي , ربي عرف الشوكة وسود راسها , الجامعة ما أعطتني إجازة إلا تو ..
جلس عمير يستغفر وهو يدق أزهار اللي قاعدة تحط الفطور بعد ما فهم قصدها بالمناظر , ضحكت و قامت تحكي عمر وعمير بحماس عن كل شي شافته هناك رغم إنها ما خرجت كثير بسبب مرابطتها في المستشفى مع أمها ..
طبيب أمها اللي يعالج ركبها و الإنزلاق الغضروفي اللي في عمودها الفقري نصحهم يسوون عملية لأمهم عند طبيب في مصر دلهم عليه واتفق معاه على كل الإجراءات ولأنه عمر أخذ إجازة قرر يطلع لهم ويتقابلون في تبوك عشان يسافرون بحرا من هناك على مصر لأنه أوفر في الفلوس اللي يعانون من قلتها حاليا ...


**************************

اسير الصمت
09-03-2012, 03:49 PM
متحمسه اشوف ردودكم و اعجابكم بالروايه
عشان اكمل او لا

هاجس الروح
09-03-2012, 05:09 PM
يعطيك العافيه اختي اسير
مثل ماقلني فيها حزن وفرح
لاكن اغلب القصة حزينه
يعطيك العافيه ومشكوره

كيني
09-03-2012, 06:29 PM
هلا هلا اسووورتي.....
الرواية.....واووو.واوو..واوووو....روووعة...وانا مو متحملة حتى تحطي التكملة...ايش هااذ الكاتبة بدها تجننا حاضر ماضي..ماضي حاضر...احب الروايات من هذا النوع
تدل ع براعة الكاتب..ايا كان الكاتب فهوو مذهل بوصفه وتعبيره..يلاا بسرعة نزليلنا التكملة اسوورتي..ابغى افهم ايش قصة الحادث..ايش قصة ازهار..والمسكين جاسم > <..يا عيني عليه...
وهذا التنبيه الي حطيتيه راح اعتبر نفسي ماقريته..يكفي آني اريد تكمليها صح؟؟ ^ ^

بحر المشاعر
09-03-2012, 07:14 PM
رواية حلووووووووووووووووووة جدا صح اختي اصير الصت
وووووووووووووووووواوووووووووووو البنوتا

NaZeK
09-03-2012, 10:32 PM
اسير يابنت كملي والله مااتوقعت اني بألقى روايه حلوووه كذا !!
عن جد رروعه .. مسكينه البنت .. ودكم ماترجع الذاكره جد جد بتنجن >_<

اسير الصمت
09-03-2012, 11:37 PM
مشكورين يا حلوين على المرور بالقصه
فهم من كذا انها عجبتكم القصه
خلاص بكملها لعيون الحلوين

اسير الصمت
09-03-2012, 11:52 PM
يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 4 العصر في ميناء ضباء التابع لمنطقة تبوك :
قبل وقت الإقلاع :

أول ما تحركت سيارة الأجرة اللي نزلتهم في ميناء ضباء وشافت أزهار السفن على أرصفة الميناء قالت بفرحة : ياااااااااااي أول مرة أدخل ميناء , شكله يهبببببببببببل , متى نركب السفينة ؟؟..
ضربها عمير على راسها وقال يقلدها بتريقة : رخي صوتك يالمطفوقة , متى نركب السفينة ؟؟ ..
طالعت فيه بضحكه وقالت : مو عشانك خايف من السفينة تقوم تتريق عليه ..
قال بكبرياء : من قال إني خايف ؟؟ وليش أخاف ؟؟ شايفتني بزر ..
تنهدت وقالت وهي تجر شنطتها : ما أدري من إيش خايف , يمكن يمكن لأنك ماتعرف تسبح ..
ضحكوا عليهم لمن بدأوا يتناقرون , بعدها جلسوا منتظرين إلين خلص عمار أوراقهم وتحركوا للرصيف اللي فيه السفينه , حست أزهار بالإنشراح وهي تشوف اللون الأبيض والأزرق المميز للسفينة , كان شكلها مهيب بطوابقها المتعدده والناس المنتشرين على سطوحها وهم يطالعون من الحواجز , حست بشعور مختلط من الحماس والفرح , هذي أول مرة في حياتها تركب عبارة , ابتسمت وهي تقرى اسم العبارة (( عبارة السلام 98 )) لفت على عمار وقالت : عموري , حلو اسم العبارة مرة , هي عبارة مصرية صح ؟؟ ..
قال بهدوء وهو يدف كرسي أمها المتحرك : هي حاليا ملك لشركة مصرية لكنها على ما أعتقد أصلها إيطالية ..
قالت فرحانه بالمعلومة الجديدة اللي حتقولها للبنات : يا حركتاااااااااااااااات , أتاريني ماني هينة راكبه عبارة إيطالية ..
كان الرصيف مزدحم بالناس أكثرهم من الجنسية المصرية , قال عمير : ما شاء الله هذولي كلهم مصارية , ليه ؟؟
قال عمر : اش بك راجعين من حج و إجازة ..
قالت أمه بمزح : الله يخليك لا تجيب سيرة الحج عشان ما نرجع لنفس الموال ..
قال عمير وهو يلف بوزه : أجل تحسبوني ناسي القهر اللي في قلبي ليش ما خليتوني أحج ..
قال عمر : يالغييييييييييرة , ترى والله دعيتلك يوم عرفة , و إنت إن شاء الله لاحقها السنة الجاية ..
طالع عمير في السفينة اللي لاحت له من فوق زحمة الناس وقال بتوتر : أدري أعيش للسنة الجاية ولا لا ؟؟ والله السفينة شكلها ما يطمن ...
وحس بالإحباط لمن قاموا يضحكون عليه ...
كان فيه مدخل واحد كبييييير للعبارة عشان كذا طلبوا من الركاب يطلعون أول لأنهم بيشحنون السيارات والشاحنات والحقائب بعدهم ..
كانت أزهار تمشي مع عمر وهي تلف يمين ويسار تحاول تستوعب المناظر قد ما تقدر , شهقت بخفة لمن شافت بوفيه وقالت : أكلللللللللللل ..
سحبها عمر عشان تكمل مشيها وهو يقول : بعدين , ما تفكرين إلا في بطنك ..
استغربت لمن شافت الناس متزاحمين على سطح السفينة و تساءلت جوتها عن سبب عدم جلستهم في غرفهم , طلعت عدد من السلالم ما حسبتها ومشيت في ممر يدوب يكفي لشخصين , ولمن وصلت لغرفتهم هي وأمها و عمير وشافت ضيقها عرفت سبب هروب الناس للسطح , جلست على السرير المهترئ وعرفت إنه أكيد هذا كله بسبب الأسعار الرمزية للرحلة , لكن هذا ما حبطها ولا قلل حماسها لأنها عارفة إنهم لازم يوفرون الفلوس عشان عملية أمهم اللي ماعاد تقدر توقف وتمشي من كثر الوجع ..
شوية كذا جات أمها اللي بالقوة تعاونوا أخوانها وجابوها على كرسيها المتحرك وعلى طول نقلوها السرير و سدحوها عشان ترتاح ..
مسكت جوالها بعد مالحفت أمها واتصلت على أول رقم في القائمة , ولمن جاوبها البريد الصوتي قالت بطفش : مشاعل تراني بأفجر البريد الصوتي اللي ذابحتني فيه , من حلات الصوت عاد عشان أسيبلك رسالة كل شوية , أنا في العبارة وما حتتحرك إلا الساعة سبعة وحنوصل 2.30 بإذن الله , ادعيلي ..
قال عمر وهو يرتب الشنط : اش عندك انتي ومشاعل هذه كل شوي معطيتها تقارير عن تحركاتك ..
لفت بوزها وقالت : صحبتي الروح بالروح ...
وقف عمار جنبها وسألها باهتمام : حتى اليوم ماردت عليك ؟؟
هزت راسها وقالت وهي تلعب في الجوال بطفش : ماسمعت صوتها من زمان , شكلها مشغولة لأنه زواجها مابقي له شي ..
قال بمحبة : شيلي البوز اللي مادته , إذا وصلنا مصر بالسلامة أخليك تدقين بجوالي , وإن شاء الله نرجع قبل زواجها ..
طالعت فيه بابتسامة وقالت : الله لايحرمني منك ياعسل ..
قال عمير بتريقة وهو يدق عمر : وترى وددددها تقول لك الله يفكني منك يابصل ..
ضحكوا عليها لمن بدأت تنكر وهي تضرب عمير بمزح , ولأن انتظار شحن الآليات حيطول ترجت أخوانها يخرجونها تمشى شويه , ووافقوا الكبار بعد جهد إنها تخرج مع عمير وقت الإقلاع عشان تشوف البحر , لكنها أصرت عشان تبغى تشوف على قولتها البحر تحت ضوء الشمس , وعمير اللي ما أحد سمعت إعتراضاته كان وده يكفخها ليش خلته يخرج وسط هالزحمة ..


*************************



يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 8.30 في الكبينة :
الساعات الأولى من الكارثة :


رفعت أزهار راسها عن الكوتشينة اللي ماسكتها في يدها وشمت الهوا وهي تقول : أشم ريحة شياط ..
ضحك عمير وقال وهو يرمي ورقة : أقول اسحبي و انتي ساكته , مو عشانك مهزومة تشردين ..
لعبت كم دورة ولمن زادت الريحة شمت مرة ثانية وقالت : والله أشم شي ..
قامت أمها عن سدحتها وقالت : صادقة أزهار أشم شـ...
اندق الباب وانفتح على طول ودخل منه عمر وهو يقول : في ريحة حريقة غريبة ..
نقزت أزهار وقالت : يا ماما , والله قلت لعمير ماصدقني ..
قام عمير وطالع بتوتر في عمر وهو يقول : يمكن حرق في البوفيه ولا المطبخ ..
وصلتهم أصوات مختلطة عالية , صك عمر باب الكبينه وقال وهو يفتح الشباك الصغير : عمار راح يشوف اش فيه , كملوا لعبكم ..
قال عمير وهو يلم الكوتشينة : نكمل بعد ما نشوف اش فيه ؟؟
قالت أزهار وهي تضحك على شكل عمير المتوتر : يعني اش بيكون فيه ؟؟
اندق الباب ودخل عمار وهو يقول بابتسامة : السلام عليكم ..
وضحك لمن شاف عيون أخوانه ثابته عليه وقال : اش فيكم مارد السلام إلا أمي ..
قالت أزهار : اش ريحة الحريق هذي ؟؟
قال وهو يهز أكتافه : القبطان يقول ريحة شكامانات وإن شاء الله مافي شي ..
قال عمير بخوف : علينا شكمانات دخاخينها وريحتها واصلة للغرف , هذي شكمانات العمالقة ..
ضحكت أزهار من قلبها وقالت : حلوة شكمانات العمالقة ..
وسكتت وقالت ببراءة : إلا واش هي الشكمانات اللي تقولون عليها هذي ؟؟..
قال عمر وهو يسحب عمار برى : مالك دخل خليك في لعبك انتي و اياه ..
وبعد ما صك الباب لف على عمار وقال : عمار استحاله هذي شكمانات ..
قال عمار بعد تفكير : يمكن شي ثاني بس القبطان ما يبغى يخوفنا ..
لف عمر يمين ويسار الناس كانت تروح و تجي في الممر وناس تدخل غرفها وناس تخرج والكل يناقش موضوع الريحة الغريبة قال بعصبية : مافي أحد يعرف نسأله اش صاير !! وين الملاحين ؟؟ ليش سايبيننا عمي كذا ما ندري عن شي ؟؟ ما شفت أحد منهم من طلعت السفينة ..
رص عمار على عضده وهو يقول بهدوء : أقعد سبح واستغفر أحسن لك بدل العصبية اللي ما بتفيدك وخلينا ندخل كبينتنا أحسن من الوقفة في الممر..
فك الباب وقال لعمير : عمير إحنا في الكبينة إذا إحتجتوا شي قولوا لنا ..
بعد فترة صمت طويلة :
طالعت أزهار في عمير بعد ما حست ريحة الحريق كل مالها تزداد وقالت : تتوقع داسين عننا شي ؟؟..
قال عمير وهو يخرج بشويش عشان أمه نايمه : خليك جالسة هنا أروح أشوف وأجي ..
مسكت فيه وقالت بخلعه : عميرو على وين ؟؟
قالت أمه اللي انتبهت لأصواتهم : عمير على وين ؟؟
فلت كم ثوبه من أزهار وقال وهو يعدل قبعته : أشوف الوضع وأجي على طول ..
لبست أزهار عبايتها بسرعة وهي تقول بحماس : بأروح معاه ..
قالت أمها وهي تحاول تقوم بتعب : أزهار لا تخرجين ..
قالت أزهار : بروح لعمار وعمر في الغرفة اللي جنبنا وأجي على طول ..
أول ما خرجت مشيت شويه في الممر وهي مهي عارفة أي غرفة هي غرفة أخوانها , وشهقت لمن شافت مجموعة رجال متزاحمين في الممر وهم يصارخون بعصبية يبغون يروحون للقبطان , وقبل ما تتحرك راجعة حست بيد تمسكها , لفت بخوف ..
: اش مطلعك من الغرفة ست أزهااااااار ؟؟..
تنهدت براحة وقالت : عمر , كنت أدور عليكم ؟؟ عمير خرج من ..
فتح عيونه على آخرها وقال بعصبية : خرج ؟؟ خرج وييييييييييين ؟؟
: ما أدري قال آآآآآآآآآآآ ..
صرخت بقوة لمن حست بكوع يضربها على ظهرها , ضمها عمر وقال بصوت جهوري : بشويش لو سمحتم , ما انتم شايفين حرمة واقفة ..
وسحب أزهار ودخلها الغرفة وقال : لا تخرجين سامعة , الوضع ما يسمح ..
وقال لأمه اللي طالعت فيه بترقب : أمي أجيب عمير وأجي ..
نزعت أزهار نقابها وفكت الطرحة وهي تقول بخوف : مااااااااماااااااااا ..
ضمتها أمها وهي تقول بهدوء : إن شاء الله مافي شي , قومي إقري قرآن اشغلي نفسك ..



**************************


وقف عمار مع حشود الرجال الثايرين عند باب كبينة القيادة وهم يصارخون على القبطان وقال للصعيدي اللي جنبه : مو أحسن نروح نلبس ستر النجاة بدل الوقفة اللي ما تفيد عشان نعرف الوضع اللي مهم راضين يشرحونه بالضبط ..
قال الصعيدي بلهجته القوية : الوضع واضح يا بيه دا العبارة بدخن من أدام و عمالين يكدبوا و يؤلوا حريق بسيط في المطبخ ومسيطرين عليه ..
سمع بوضوح واحد سعودي يقول : ساعة شكمانات وساعة حريق في المطبخ , تكذبون على مين ؟؟
جا واحد من وسط الزحمة يصرخ : حريييييييييييق حريييييييييييق في الشاحنة تحت , حرييييق ..
لمن كثر الهرج والمرج وبدأت الأصوات تعلى وتختلط مع ضربات على كبينة القيادة سحب عمار نفسه ونزل على طول للغرف , انصعق لمن شاف الدخااااااااان الخانق و الناس متزاحمه في الممر عشان تخرج , حريم على رجال من مختلف الأعمار , حشر نفسه وسطهم يحاول يمشي عكسهم عشان يوصل للغرفة , كان كل مايتقدم خطوتين يرجع ثلاثة , قال واحد ما عرف جنسيته مر من عنده : ارجع ارجع الدنيا تحترق ..
حس بقلبه ينقبض لمن لاحظ سحب الدخان تملى المكان بشكل منذر بالخطر القريب , قام ينادي بصوت عالي حاول قد ما يقدر يخليه يعلى على صوت الجموع الخايفة المختلطة ببكى الأطفال : عـــــمـــــر , عمـــيـــــر ..
لصق في حافة الممر وقام يزحف بكل قوته ..


**************************


نزلت أزهار مصحفها وقالت بخوف : ماما الدنيا هايجة والدخان فضييييييييع ..
ما نزلت أمها عينها عن مصحفها , لفت أزهار بوزها وقالت : ياليت عندي برودك وهدوئك ..
انفتح الباب بقوة خلتها تفز بخوف , و انفجعت لمن شافت عمر قدامها حالته حالة وثوبه مقطعة أزراره
قالت أمها بخوف : عمر ..
قال بهدوء قد ما يقدر وهو يسحب شنطة صغيرة من شنطة السفر : بسرعة لازم نخرج من هنا ..
طالعت أزهار في الناس المتقاتلة برى وشهقت لمن طاح رجالين من قوة التدافع جوة الغرفة , قال عمر وهو يسحبها ويلبسها عبايتها : بسرعة مو وقته ..
قالت أمه وهي تلبس عبايتها : اش فيه ؟؟ عمير وينه ؟؟
دخل عمار في هذي اللحظة وهو يشاهق من كثر ما انفاسه منقطعة وتبادل نظرة معبرة مع عمر اللي رمى له الشنطة الصغيرة ومسك أزهار وهو يقول : الجوازات , يلا نخرج , عمير برى أكيد ..
فجأة وصلهم صوت صراخ فضيع مختلط بصوت ناس يقولون حريقة , بسرعة حريقة ..
عمر بحكم قوته الجسدية اللي تنافس عمار , جلس على الأرض من دون تردد وقال لأمه بسرعة : أمي إمسكي بسرعة , الكرسي مستحيل يمشي في هالزحمة ..
حست أزهار بضربات قلبها تسرع وهي تشوف عمر يشيل أمه بكل قوته وعمار يقوله : إمشي قبلي وأنا وأزهار وراك عشان ما أخلي أحد يدفك بسرعة ..
خرج عمار وفرد يدينه بسرعه قدام الناس وخلى عمر يخرج , وصرخ بازهار المتنحة : أزهاااااااار ..
ضمت شنطتها الصغيرة لصدرها بقوة كإنها حبل النجاة و جريت له ضمها بقوة وخلاها تمشي قدامه وهو يصد الناس الجارية بظهره عشان ما يدف أحد عمر اللي بدأ العرق ينزل من جبينه من كثر الحرارة والمجهود اللي باذله ..
كانت أزهار تمشي بخطوات غير متوازنة بسبب الزحمة محشورة بين عمار اللي رافع عبايتها عشان مايدعسها وأمها المشيولة على ظهر عمر اللي كان صوت لهاثه يوصلها من شدة المجهود الخارق اللي يبذله , كانت مشاعرها مختلطة , خوف من اللي يصير ممزوج بعدم تصديق و ترقب فضيع وتخمينات مخيفة للمستقبل القريب , وكان في بالها شي واحد يتردد ~ هذا ممكن يصير لكل الناس , في الأفلام , في الروايات , لكن مستحيل يصير لي , أكيد أنا في كابوس ~ قال عمار لمن شاف الدنيا تهوج أكثر : ارفعي غطاك عشان تشوفين ..
قالت بإصرار : لا ..
فجأة التدافع اللي خلاها تصدم في جدار الممر بقوة وهي مهي شايفة اش اللي جاها خلاها تتأكد إنها مهي في كابوس , مستحيل الكابوس يخليها تتألم بهالشكل ومستحيل يخليها ما تصحى وهي تشوف عمر قدامها يطيح ومعاه أمه , صرخت وهي تحاول تمسك أمها : مااااااااماااااااا لاااااااااااااااااااااا عمــــــــــــر ..
صرخ فيها عمار وهو يسحبها بقوة ويلصقها في الجدار : لا تندقيييييييييييين ..
ووقف مكانه ماسك في داربزين الممر بقوة وهو فارد يده وهو يصرخ : عمر قووووووووووووم , عمـــــر ..
شهق عمر بقوة وهو يصرخ : أميييييييييييييي , سامحيني يا أمي ..
كانت أمه تحاول تكتم أنينها المتوجع عشان ما تخوفهم وهي تقول بصوت خافت : ما فيني شي ..
كانت الدموع بتتفجر من عيون أزهار لكنها كتمتها بقوة لأنه مو وقته تصيح و تبهذلهم , شوية شافت ثلاثة رجال صعايدة واقفين مع عمار مسوين حايط صد وواحد فيهم يصرخ : بسرعة شيل الحجة , بسرعة ..
عمر شال أمه بمساعدة أزهار وتحركوا بسرعة و الرجال الثلاثة ماشيين معاهم , لمن طلعوا الدرج وخرجوا لسطح السفينة توقعت أزهار إنه الفرج , لكن تحطم كل شي فيها لمن شافت زحمة النااااااس وتخبطهم في بعض وسط ظلام الليل و بخار الحريق واضح في السماء , قال عمار : لا حول و لا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله , يا رب استر , يا ربي رحمتك وسعت كل شيء ..
قال عمر وهو يتنفس بصعوبة وبصوت مسموع : عمار وين نروح ؟؟
صرخت أزهار لا شعوريا لمن حست بميلان في السفينة ومسكت في عمار وهي تقول : بنغرق ..
وبدأت صرخات الحريم تعلى وأصوات بكى الأطفال يزيد , تخلت أمها لأول مرة عن هدوءها وهي تطالع يمين ويسار وهي تقول بصوت خايف يميل للصراخ : عمير وينه ؟؟ عمير ولدي وينه ؟؟ تراه ما يعرف يسبح , أخوكم ما يعرف يسبح ..
قال عمار وعقله يدور بلا هوادة في تفكيرات عميقة : إن شاء الله إنه بخير ..
وتبادل نظرة مع عمر كانت تقوله بخوف ~ أمي ما تعرف تسبح , و رجولها ما تساعدها , وعمير ما ندري وينه , وأزهار لا يمكن تعرف تسبح في هذا الموج القوي ~ وكان عمر يصرخ جوته ~ والله عارف , الله يستر , لازم نتصرف بسرعة يا عمار مو معقولة بنقعد واقفين كذه ~ شافوا الناس كلهم يتحركون نحو جهة اليسار بحسب أوامر الملاحين اللي طلعوا فجأة عشان يوازنون السفينة اللي بدأ ميلانها يزيد نحو جهة اليمين اللي الدخان يخرج منها كإنها بركان ثاير ..
قال عمر بأمل : عمار شايف السفينة البعيدة اللي تأشر لنا هناك ..
لف عمار يطالع لمؤخرة السفينة فشاف سفينة بعيدة مو واضح منها إلا أضواءها بسبب الظلام, وكان شكلها كإنها تأشر لهم ..
قال عمار : إن شاء الله إنها جاية للمساعدة , شفتيها يا زهره ..
من يوم نادها باسم الدلع عرفت إنه يحاول يبث فيها العزيمة وعدم الخوف , ابتسمت وقالت وهي تهز راسها : شفتها ..
تحركوا مع المتحركين و تحاشروا جهة اليسار والصخب كل ماله يزيد رغم محاولات القبطان والملاحين تهدئة الجو ...
تحرك عمار بعد لحظة صمت سادت بينهم وقال بحزم : وين ستر النجاة ؟؟ الناس لبسوا ستر النجاة ورجعوا فكوها وأكثرهم ما عنده ستر , خلوكم هنا بأروح أجيب ستر و أشوف فين عمير مرة وحده ..
لقي واحد قاعد يوزع ستر على الناس فراح له عشان يساعده وهو يدعي من قلبه إنه يلقى عمير ..
كانت أزهار ماسكة في حاجز الدور الثاني من السفينة وجنبها عمر اللي ماسك في الحاجز بيد وباليد الثانية مثبت أمه وراه , طالعت أزهار تحت و انفجعت لمن شافت الناس كإنهم في الحج متحاشرين ويصارخون وهم يركبون قوارب النجاة , كانوا بلا شعور يتصارعون زي الوحوش على القارب , لفت على عمر وقالت وهي تهزه : عمر قوارب النجاة , لازم نركب قوارب النجاة ..
وصرخت لمن شافت ناس ينطون من الدور الثاني على الدور الأول من الحدايد والحبال كله عشان يوصلون لقوارب النجاة , وحست بالخوف يملى قلبها لمن شافت رجال يدف الثاني اللي طاح من قارب النجاة على البحر عشان يركب مكانه لصقت في عمر وهي دوبها تستوعب إن الموضوع فعلا غرق , طالعت بألم في الناس اللي معاهم أطفال وعجايز , هذولي اش بيسوون لا غرقوا , شافت عمار جاي من بعيد ومعاه سترتين نجاة , حست بشوية انتعاش تلاشى مع تعالي أصوات الصراخ والنواح لمن مالت السفينة بعنف خلى توازن عمر يختل وتنفلت أمها منه , صرخت بكل قوتها وهي متشبثة بالحاجز : مااااااااااامااااااااااااااا ..
و حست بقلبها ينقبض لمن شافت أمها معلقة بيد عمر اليسار اللي مسكها بقوة وهو لاف الحاجز بيده اليمين , سمعت صراخ الناس يزداد بشكل مرعب لفت لعمار وانصدمت لمن لاحظت إنه مختفي على مد بصرها وشافت بنت عمرها سنة تهوي من بين يدين أمها و تتزحلق على أرضية سطح السفينة مع ناس كثير وتخرج من وسط حدايد الحاجز الثاني للمجهول , صرخت أمها وفلتت نفسها وراحت ورى بنتها وزوجها يصرخ باسمها وهو ضام ولد عمره 5 سنين تقريبا مايت صياح , سمعت صوت غريب فرفعت راسها عن الهول اللي تشوفه وانصعقت لمن شافت لأول مرة دموع عمر الغزيرة تبلل لحيته وهو يقول بصوت مخنوق وهو راص على أسنانه : امسكي فيه يا أمي الله يخليك , ماعاد أنا قادر أمسكك , الله يخليك لا تفلتيني , لا تفلتيني ..
ومع ميلان السفينة أكثر وأكثر كانت يد أمها تنزلق من يده شويه شويه , كان ودها تساعد تسوي شي , لكن السفينة صايرة كإنها زحليقة , و قبل ما تتحرك شافت يد أمها تنفلت وتتزحلق على الأرضية مع ناس كثير وتصدم في الحاجز صرخت بطول صوتها وهي بتنط وراها : ماااااااااااااااماااااااااااااااااااا لاااااااااااااااااااااااااا ...
صرخة عمر وهو ينادي أمه بحرقة طغت على صوتها وهو يفلت يده ويرمي نفسه ورى أمها , غمضت عيونها لمن شافت أمها تنزلق من وسط الحاجز قبل ما يوصل لها عمر اللي نط يلحق بها , كانت تبغى تلحقهم تسوي شي لكن الخوف خلاها متعلقة في الحاجز وهي تصيييييييح و قبل ما تدرك اش يصير مالت السفينة بزاوية حادة صرخت أزهار وهي تمسك في الحاجز اللي صارت شبه متدليه منه من شدة الميل , كان الصراخ وصوت الأشياء اللي تنزلق وتتكسر حوليها يزيد من رعبها وهي تطالع في يدينها العرقانه من كثر الخوف وهي تتفكك ببطء مميت , انفلتت من الحاجز في لحظة غير متوقعة و في غمضة عين لقيت نفسها تسبح وسط اللا مكان قبل ما تصدم في شي قاسي ولين سمعت له أنين قوي و حست بأجسام ثانية تصدم فيها قبل ما ترجع تطيح وسط الظلام , فاقت من الظلام الغريب لمن حست بشي بارد يلفها من كل جانب , برودة موية البحر الأحمر فوقتها وخلتها تستوعب هي فين وقبل ما تتمالك أعصابها شهقت فدخلت الموية المالحة في خشمها وفمها و حسستها بخنقة خلقت عيونها تجحظ ولمن أخذت تضرب بيدينها الموية عشان تطلع للسطح حست العباية تلف حولينها ...



*******************************


في الفيلا في الزمن الحالي :
يوم الثلاثاء 21 / 2 / 1427 هـ في الليل :

: كذااااااااااابة , بيجي ؟؟ متى ؟؟
قالت العنود بحماس : هذا الربوع إن شاء الله ..
صرخت الهنوف : يعني بكره , وااااااو ..
سكتتها البندري وهي تقول بضيق : على إيش متحمسات يا خياتي ؟؟ ناسين النباتات الشائكة اللي هنا ..
تضايقت الهنوف اللي بطبعها حسااااااسة وحنونة من كلمتها بقوة وقالت : بندري حرااااااام عليك اللي تقولينه , متى بيحن قلبك على المسكينة اللي ماسوت لك شي ..
قامت البندري بعصبية وقالت : أزهااااااار مسكينة , لا والله مهي مسكينة , متنعمة بخير ما لحقته في حياة أهلها , فيلا وأهل وزوج قد الدنيا ..
قالت العنود بعصبية : أصصصصصصصصص صكي حلقك يوم ماتعرفين تتكلمين زي البشر , حسك عينك تسمع أزهار اللي تقولينه , خافي الله فيها حاسدتها على إيه !! يتيمة وفاقدة الذاكرة ومالها أحد يا حقودة ..
فار دم البندري فصرخت : نــــعــــم , اش تقولين ست عنودوه ؟؟ ..
ضحكت العنود باستهزاء وقالت بطريقة استفزازية : سوري كلام الملوك ما ينعاد ..
دخلت الهنوف وسطهم قبل ما يتشابكون وقالت بصوتها الهادي : بسك إنتي وإياها , إحترموا وجودي ..
طلت أزهار براسها من ورى الباب وقالت : سلام , اش فيكم ياحلوييين صوتكم واصل لآآآآآآآآآخر البيت ..
قالت البندري : فيلا مي بيت ..
ضحكت أزهار وقالت : أوكيييييي واصل لآخر الفيلا ..
قالت الهنوف تبغى تغطي على الجو لأنه العنود وجهها محمر إلى الآن من العصبية : فرحانين عشان جاسم بيجي بكره ..
تحمست أزهار وقالت : والله , كويس لأني أحس إني ماني فاكره منه شي من كثر غيابه , وهذا يعني كمان إنه الجوهرة بتجي بكرة يااااااااااااي , وحشتني هي والكلبوزة بنتها ..
وسكتت لمن شافت تشميقة العنود للبندري قبل ما تخرج وهي تسحب أزهار من يدها ..
كانت أزهار رغم عدم معرفتها للسبب تلاحظ الضيق وعدم المحبة اللي في عيون أختها البندري اللي هي آخر العنقود ..
ولمن شافت العنود اللي تصغرها بسنة تنفخ من الزعل ضحكت وقالت : عنودي اش فيك تنافخين كنك ثور ؟؟
قالت العنود بضيق : من دخلت حاسب وهي شايفه نفسها علينا , والتراب كنه ما أحد دخل حاسب وعاش في فيلا غيرها بنت الشربتلي ..
قالت أزهار : هاااااااااا حدك عاد كله ولا زوجي الشربتلي لا تجيبين سيرته على لسانك ..
رمتها العنود بنظرة قطعتها قبل ماتقول : إنتي مرة الشربتلي , عز الله راح فيها الضعيف , أمه داعية عليه اللي بياخذك ..
ضربتها أزهار وهي تقول : ماني ماليه عينك يا عمود الكهرب جاملي على الأقل ..
ضحكت العنود وقالت : روحي مشلا زمامك يا بنت الخيام ..
لمست أزهار زمام أنفها وقالت : زمامي ..
وجريت ورى العنود اللي شردت وهي تصرخ : تعاااااااااالي مافي أحد يسب زمامي وينجو من بطشي يا إشارة المرور يالعصلا ..



***************************


جدة , طريق المطار :
يوم الأربعاء 22 / 2 / 1427 هـ العصر :

: يالله إنك تحيه , يالله إنك تباركن فيه , يالله إنك تحميه ..
ضحك جاسم وقال وهو يلف على ولد عمته : حسانو اش فيك صايرة لهجتك لهجة جدتي أم أحمد ؟؟
ضحك حسان وقال بلهجة جدته : كثر المخاواة ياوليدي , ياغير قاعدن عندها غصبن علي أخذ علومها ..
: الله يقطع شرك يالشيطان .
: أقول , كم بتقعد هنا انت ووجهك ؟؟
: خميس وجمعة وبسافر السبت ليش تسأل ؟؟
: بأحسب كم ساعة بتتنفس من هوا جدة وتضايقني فقط لاغير ..
ضحك جاسم من قلبه وقال : حساااااااااان ..
: يانــــعــــــم ..
: والله افتقدتك ..
ابتسم حسان وقال : وأنا ما افتقدتك أبد ..
طالع فيه جاسم وقال : طيييييييييب أوريك , هيا إحلم بأختي , ملكة ما في لو تموت , إن ما شيشت راس أبوية عليك ..
ساب حسان الدركسون وقال بصرخة : لاااااااا إلا الملكة , والله اشتقت لك مووووووت بس تكفى لا تأجل الملكة , والله ما عاد فيني صبر ..
صرخ جاسم وهو يمسك الدركسون : يالمجنووووون , بأجوزك خلاص بس إمسك الطارة لاتسوي فينا حادث ..
: إحلف بتكلم أبوك اليوم وتقنعه ..
: والله بأكلمه , أصلا أنا مو جاي إلا عشان هالموضوع ..
مسك حسان الدركسون وقال : أشوه ..
ضربه جاسم على كتفه وقال : مالت هذي كلها صرعة على الجواز ..
قال حسان بضحكة : خلاص شيبنا طقينا الـ29 , وأنا ما عاد فيني صبر خلاص , قد إيش معلقين الموضوع ..
ركن السيارة قدام البيت وقال : يلا انزل مع السلامة , لا أشوف وجهك قبل ما تجيب الموافقة على الملكة , يلا ضف وجهك لو سمحت ..
ولمن رماه جاسم بذيك النظرة , ابتسم له ابتسامة واااااااااااااااسعة , ضحك جاسم وصك الباب وودعه وهو مستغرب منه , هو بطبعه جامد بشكل عام قدام الناس لكن حسان يخليه يضحك غصبا عنه ومن قلبه كمان , يمكن لأنهم روح في جسدين ويمكن لأنهم مولودين في نفس اليوم , هو أخذ طباع وحسان أخذ عكسها , جاسم جامد وثقيل بحكم عمله في العسكرية وحسان كريكره ~ كثير الضحك ~ ومزوحي , ويشتركون في كونهم رجال يعتمد عليهم الكل حتى رجال العايلة اللي أكبر منهم في السن ..



*************************



فتح الباب بالمفتاح ودخل وهو يقول بصوت جهوري : يا أهل البيت , السلام عليكم ..
وعدى الممر اللي على يمينه ويساره صالتين كبار مفتوحة على بعض ووقف في الصالة الداخلية اللي فيها درجين من الجنبين يودون للدور الثاني , فزت أمه من شافته وجريت له بفرحة , حط شنطته على الأرض وراح لها بسرعة , ضمته بكل قوتها وهي تصيح كعادتها , ضحك وقال : يعني لازم منها الدموع ..
: غصب عني من بعد الحادثة وأنا غير أتفزع من نومي والود ودي لو أطير لك الرياض ..
سلم عليها ولف على أبوه اللي واقف مكانه , راح له وسلم عليه وجلس جنبه وأمه على الجنب الثاني ..
دخلت ميري غرفة البنات وقالت بهدوء : بابا جاسم تحت ..
: كذااااااااااابة ..
صرخت بها العنود وهي تنط وراحت تجري بسرعة مع الدرج و معاها أزهار اللي تحس نفسها مشتاااااااااقة لأخوها , شي جوتها يصرخ إنها محتاجة له , محتاجة لحنانه ووراهم الهنوف تمشي بهدوء وهي تقول : بشويش لا تتكرفسون على وجيهكم ..
سمع جاسم صوت جري على الدرج , قال بضحكة : أكيد هذي الخبلة عنود , لكن مين اللي معاها ..
الهنوف بطبعها عادية وخجولة لا يمكن تجري كذا , والبندري ثقيلة ما تنزل له أول مايجي ..
صرخت العنود وهي تجري و : جسوووووووووووومييييييييييييييي , هلا حبيبي والله اشتقت لك مرررررررررره ..
مارد عليها من صدمته بالشخص اللي كان وراها , شعر غجري , عيون حاده لونها غريب , زمام على الخشم ...
طاااااااااااالعت فيه أزهار بصدمة , و حست بشي يقبض قلبها ~ مو أخوية , هذا مو أخوية , مو أخوية , لااااااااااااااااااااااااا ~ حطت يدها على راسها وهي تحس بصداع وغثيان شديد مسكت الدرابزين باليد الثانية , قالت أمها بخوف وهي تمشي لها : بسم الله على بنتي , أزهار اش فيييييك ؟؟..
وبسرعة مسكتها هنوف بشويش وهي تناديها بتساؤل : أزهار ؟؟
قالت أزهار بهمس وهي تحس الدنيا ظلاااااااااام : عمار , عماا.....
وانفلتت من تحت يد الهنوف وطاحت على الأرض مغمي عليها , صرخت الهنوف بصدمة وهي تصك فمها بيدينها وصرخت العنود وهي تجري لها : أزهاااااااااااااار , يمه أزهار اش فيها ؟؟ اش فيها ؟؟
قال أبوها وهو يهديهم : ما فيها شي , جاسم شيلها حطها على الكنبة ..
تردد جاسم بعدين راح وشالها بكل قوته وحطها على الكنبة وبعد على طول وهو صااااااااااامت ما يتكلم , قالت أمه بخوف وهي تمسد شعرها : يا ربي استر , يا ربي استر , شكلها اتذكرت شي ..
قال أبو جاسم بقلق : عمار هو أخوها الكبير..
ما علق جاسم لأن الأفكار تاخذه و توديه ولف على الهنوف وسلم عليها وهو يهديها لأنها جالسة تبكي من قهرها لأنها ما قدرت تمسكها , قالت العنود بخوف : ماجات لها هذي الحالة إلا أول يوم دخلت فيه البيت ..
تأوهت أزهار وهي تفتح عيونها , الكل تصنم بترقب , وهي طاااااااااااالعت فيهم وقت طويل وسألت بابتسامة : اش فيكم كنكم مايت لكم أحد ؟؟
ضربتها العنود بكل قوتها وهي تجلس فوق بطنها وهي تقول : ترااااااااااااب في وجهك فجعتينا ..
جلست تضحك وهي تحاول تبعدها عن بطنها وهي تقول بصوت مخنوق : يالعصلا تراك كتمتيني , صح نحيفة بس عظمك ثقييييييل , قومي عني ..
ولفت على البقية وقالت وهي تغمز بمزحة لمن شافت الخوف في عيونهم : حلو الواحد يختبر غلاته مو ؟؟..
ضربتها الهنوف وقالت : يخص عليك خوفتيني وحسستيني بالذنب لأني ماقدرت أمسكك قبل ما تطيحين ..
قامت وهي تقول : أكيد صار شي ؟؟ أغمي علي مرة ثانية ؟؟
قالت أمها : شوية بس والحمد لله ..
طالعت في جاسم وابتسمت وقالت : جسوم , آسفة لأني خلعتك و انت توك جاي ..


**************************

اسير الصمت
09-03-2012, 11:53 PM
عارفه ان الجزء هذا كبير شويه
بس الروايه حلوه مره و طويله
اتمنى ما تملوا وانتوا تقرأوها

اذا حابين ااخلي الجزء اصغر من كذا قولوا



ملاحظة مهمة جدا جدا جدا :

استخدامي لحادثة عبارة السلام لم يقصد به إضافة شهرة للقصة أونحو ذلك إنما قصدت به مناقشة قضية (( الإهمال )) وتوابعها ...
كثيرة هي تلك الأخطاء صغيرة التي نقترفها ونظن أنها تافهة لصغرها وهي كما الحصاة الصغيرة التي نلقيها في بركة واسعة من الماء تنتج لنا دوامة صغيرة حولها سرعان ماتتعاظم وتتعاظم حتى تجدها قد وصلت إلى أطراف البركة على شكل ضربات ..

تتابعون في الفصل الثاني من عندما عبروا حدود الظلام : تصارع المجهول ..

.... شهقت وهي تسبح بصعوبة عشان تعطي الأمواج ظهرها....
...... نشرنا في كل الجرايد عن الحادث والاسم وماجونا إلا....
......... قال بعصبية : أقوووووول ضفي وجهك وأخرجي ....
........... صرخت البندري : ما تحكمنا ستي أزهار ....


*********************

NaZeK
09-04-2012, 12:09 AM
O__O

متابعه بعنف

يونا
09-04-2012, 12:34 AM
يا ويلي يا ويلي
يا ويلي
ولك شهاااد يا ماما
والله ذهلتني الرواااية
بنتضاار البااقي خخخخخ

كيني
09-04-2012, 01:41 AM
:Mon113::Mon113::Mon113::Mon113::Mon113::Mon113::M on113::Mon113::Mon113::Mon113::Mon113::Mon113::Mon 113::Mon113::Mon113::Mon113::Mon113::Mon113::Mon11 3:
:Mon96::Mon96::Mon96::Mon96::Mon96::Mon96::Mon96:: Mon96::Mon96::Mon96::Mon96::Mon96::Mon96::Mon96::M on96:
اهئ اهئ
اريــــــــد ابــــــــكـــــــي من روعة الرواية
عشت كل لحظة فيها من فرح ومزح وصدمة
عاشت ايدك اسووورة....
متابعة بعنف شديد:angry:

◦● nooгi
09-04-2012, 01:45 AM
رووووووووووعةة
بسسسرعةة كمليهااا
حماااسيةة

دعسوقة
09-04-2012, 02:17 AM
عاشت ايدك ..اريد اريد التكملة....يلا يلا يلا يلا اكتبي اكتبي:Mon124::Mon124::Mon124: ..هذا تشجيع..هههه

اميري ايتاشي
09-04-2012, 02:18 AM
احم احم هاي القصة شيء خراافية لحضة لحضة
انتي كتبتيها قريت فقط جزء وقمة الابدااع والرووعه
سأتابع بهدوء ومت واصلي حبي هل ابدااااااع

اسير الصمت
09-04-2012, 02:33 AM
شكرا لكم على المرور الجميل بالروايه
و اتحمست الحين راح انزل جزء كامل

اميري لا مو انا الي كتبتها

-قمر الليالي-
09-04-2012, 02:35 AM
جزاكِ الله خيرا أختي أسير على القصة الرآئعة
ماشاء الله بصراحه طويله بس تخلي الواحد يتابع للنهاية
وخاصة قصة أزهار مع أهلها في السفسنة
أتمنى إنك تكملينها عشان نعرف ايه صار لأهلها
وكيف هي نجت
تسلم إيدك أختي

اسير الصمت
09-04-2012, 02:38 AM
الفصل الثاني : تصارع المجهول ..


اشتعلي يا قناديل الصبر في قلبها
نوري الطريق
أزيلي ذلك الألم..

أخبريها أنها يوما تلاقي ربها
بلا حساب أجرها ستلقاه
بلا ندم...

افرشي بالإيمان دروبها
بالحب
بالأمل..

ارسمي بها بسمة على شفاهها
افتحي عينا أغمضها اليأس ..

اشتعلي يا قناديل الصبر في قلبها
نوري الطريق
أزيلي ذلك الألم..



يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 10 مساء :
عند حلول الكارثة :

قعدت تتخبط لمدة ما تعرف مداها وعقلها يصرخ ~ بعدي العباية واسبحي انتي تعرفين تسبحين , اسبحي , اسبحي , اسبحي ~ ومن وسط فوضى المشاعر و اختناق أنفاسها بسبب صعودها للسطح وغوصها بشكل متتالي سمعت صوت عمار يصرخ من بعيد : خليك على ظهرك , أزهاااااااااااااااار , اسبحي على ظهرك ..
كان عمار يسبح بصعوبة بسبب هيجان الأمواج رغم إنه لابس سترة وماسك الثانية , قامت أزهار تكحكح لمن بدأ عقلها يتغلب على خوفها ويذكرها إنها تسترخي و جسمها طبيعي بيطفو , ما قدرت تسترخي بسبب الكحكحه والصدااااع اللي يفتك براسها من أثر دخول الموية المفاجئ لخشمها وبسبب الملوحة اللي أخذت تحرقه وتحرق معاه حلقها وجوفها لكنها قدرت تسبح خفيف , كانت كل مارفعت راسها بتشوفهم تجيها موجه تصدم وجهها وتغرقها , شهقت وهي تسبح بصعوبة عشان تعطي الأمواج ظهرها , كانت الموجة ترتفع إلى فوقها وتغمرها فجأة ببرودة قشعرت بدنها , الموية بدأت تدخل أذانيها بسبب طرحتها الملفوفة على راسها انتفضت لمن حست بمسار الموية الباردة جوة إذنها الدافية , دقها واحد فلفت بسرعة وطالعت علها تشوف أخوها , و انصدمت لمن شافت جسم طافي على بطنه لشخص مجهول , صرخت برعب وهي تسبح مبتعدة عن الجسم , لكنها تجمدت لمن شافت جسم ثاني شكله لطفل ما يتجاوز 8 سنين قدامها , سبحت يمين ويسار و حست بقلبها ينعصر لمن شافت الأجسام الطافية اللي بدأت تخرج من العدم حولينها , صرخت بطول صوتها : عمااااااااااار , عمـــــــر , مااااااااااااااامااااااااااااااااااااااا ..
مسكتها يدين قوية من أكتافها وبلا مقدمات بدأت تغوص , حاولت تفلت من هذا الشي المتشبث وهي تحس روحها بتطلع من الخنقة , انقطاع النفس وخوفها من إن العباية تلف حولينها مرة ثانية خلاها تقاتله بشراسة وهي قاعدة تسبح للسطح , رفعت راسها وشهقت بقوة وهي تسحب نفس لكن قبل ما تكمل نفسها غاصت مرة ثانية بسبب يدين الشخص نفسه , عرفت إنه واحد غرقان و مو لاقي غيرها يتشبث فيه , قاومت تحت الموية وتلوت إلين قدرت ترجع للسطح مرة ثانية , وبسرعة بعدت عن المتشبث اللي انصدمت لمن لقيته رجال عجوز , كان يضرب الموية بيدين نحيلة يائسة وهو يصارخ و يرجع يغوص , حست بجمود , كان الموج يرفعها ويخفضها ويضرب فيها لكنها كانت متصنمة وعيونها متسعة على آخرها وهي تطالع في العجوز اللي حلاوة الروح ما خلته يغرق ويموت بسرعة , كان يغوص ويطلع و يغوص ويطلع , كان من المستحيل عليها إنها تساعده لأنه حيغرقها معاه حست بقلبها ينعصر عصر وهي عاجزة عن تقديم شي له , ولمن شافت مقاومته تضعف ومعدل صعوده لسطح البحر يتناقص غمضت عيونها بقوة والأمواج تضربها ببرودة ماحستها من كثر ماهي متألمة للعجوز , ولمن سمعت صراخه ومحاولته المستميته سبحت بسرعة نحو اللا مكان وهي تحاول تلقى عمار اللي اختفى صوته , كان الشي الوحيد المضيء في هذا الليل هو هيكل السفينه المشتعل اللي بدأت تغوص بشكل مرعب , وسط الظلام ما كانت عارفة المكان اللي هي تسبح فيه و لا هي متذكرة فين عمار , كان ودها تصارخ عشان تسكت أصوات الناس اللي ينوحون واللي يستنجدون واللي ينادون بأسماء , كانت تحس أصواتهم تدوي في أذانيها وتفقدها الشجاعة اللي تحاول تتمسك بأطرافها , غمرتها موجة عاليه وغطستها , حست الموية تغلفها وتحجزها بعيد عن المناظر والأصوات , سبحت عاموديا وهي ماسكة أنفاسها , ولمن خرجت للسطح رجعت الضوضاء تضج في راسها وهي تشهق طلب للهوا , مسحت وجهها وهي تلف يمين ويسار علها تشوف أخوها , صرخت بفرح عميق لمن لمحت عمر على بعد مترين تقريبا منها : عمر , عمر , أنا هنا , عمر ..
و انصدمت لمن شافته يغطس جوة البحر قبل ما يرجع للسطح مره ثانيه وهو يصرخ : أمي لااااااا , يارب أتوسل إليك , أمي , أمي , أمييييييييييي ..
ورجع يغطس مرة ثانية , حست أزهار بالأصوات كلها تتلاشى وما بقي إلا صوتها يصرخ جوتها ~ مستحيل , أكيد هذا كابوس , أنا متأكده إنه كابوس , أمي غرقت , أمي غرقت , أمي ماااااااتت ~
سبحت بكل قوتها وهي تصرخ : مااااااااماااااااااااا , ماااااااااااامااااااااااااا ..
لمن طلع عمر وهو يشهق بقوة من قل النفس صرخت وهي تقاوم الموج : ماما فين ؟؟
لف عمر عليها و انعكس وهج النار وأضواء السفينه اللي وراها على وجهه وشافت نظرته غريييييبة و قطرات تسيل على خدوده , ما عرفت هل هلي دموع ولا قطرات من البحر , فتحت فمها بتتكلم لكن غطستها موجة ثانية و هذي المرة يدين أخوها رفعتها بقوة , كحت بقوة وهي تمسح وجهها وسألت بسرعة : عمور ماما فين ؟؟ الله يخليك لا تقول غرقت ..
قال عمر بصوت مخنوق واضح فيه البكى : أزهار , الغريق شهيد إن شاء الله ..
كانت أجسامهم ترتفع وتنخفض مع كل موجة , الصدمة شلت أطرافها للحظة , طرفت بعيونها اللي حرقها الملح وقالت وهي تمسح عيونها : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله ..
وسبحت على ورى تبغى تبعد عنه لمن استوعبت كل شي وهي تصرخ : لااااااا , تكفى عمر لاتقولها , مستحيل اللي يصير , إنته تكذب عليه ..
هذه المره قال بصوت جهوري : الغريق شهيد , إنا لله وإنا إليه راجعون ..
صرخت بعدم تصديق : لاااااااااااااااااااااااا , لااااااااااااا ..
ضمها بقوة وهو يصرخ : قولي إنا لله وإنا إليه راجعون , أزهار إن لله ما أعطى ولله ما أخذ , فين إيمانك ؟؟...
تشبثت فيه بقوة وهي تصرخ : ياااااااااااااااااااا رب , اللهم لا اعتراض ماااااااااااماااااااااااااااا آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ماااااااااااااااااااااامااااااااااااااااا..
كانت صرخاتها تختلط بآلاف الصرخات اللي شقت عنان السماء المظلمة ..



****************************


وبعد هذا بأيام يوم الأربعاء 10 / 1 / 1427 هـ
في مركز الشرطة في تبوك :

: بشرنا الله يبشرك بالخير ..
الضابط وهو يطالع في علي أبو عصام وولده عصام اللي نقلوا أزهار للمستشفى لأن سيارات الإسعاف ماكفت عدد اللي لقيوهم في جزيرة النعمان : والله كان ودي بس زي ما تعرف هذي الأمور تاخذ وقت , من بعد مالقينا جثمان أخوها والجوازات اللي معاه , دورنا على أحد يعرفهم أو أي أحد له صلة لو بسيطة لكن مالقينا , نشرنا في كل الجرايد عن الحادث والاسم وماجونا إلا أصحاب أخوانها المتوفين اللي اعتبرناهم شهود و إن شاء الله يطلع لنا أحد من معارفها , كل اللي عندي الآن مبدئي لقيناه من السجلات المدنية ومن بعض الشهود , التحريات اللي سويناها تقول إن البنت (( أزهار عبد الله محمد الـ... )) عمرها 25 سنة متخرجة من الكلية , يتيمة تقريبا من سنين , أبوها وأمها زي مايبدو لنا مالهم أهل يعني مقطوعين من شجرة , اللي في الحادث معاها هم أمها و أخوانها الثلاثة , واحد أكبر منها ( عمار ) 30 سنة يشتغل في الاتصالات و اثنين أصغر منها (عمر) 22 سنة زي ما وصلنا من معلومات دوبه أول ترم معيد في الجامعة وواحد أصغر منها (عمير) 19 سنة ثانوية عامة ..
دق الباب واحد من الجنود وأعلن إن الطبيب الجنائي وصل , أمره إنه يدخله , جاهم الطبيب ووقف صامت شوية بعدين جلس وقال : الفحوص اللي أجريناها على الجثث تدل على إنه الأم اللي لقينا جثتها طافيه مع بقية الجثث , غرقت بسبب تيبس في عضلات رجولها وظهرها وأصغر الأولاد الذي أظنه اسمه عمير مات محروق داخل السفينة أو إنه مفقود لأنه جثمانه مالقيناه ..
وسحب نفس وقال : وشكله أخوها عمر لقي نفس المصير لأنه مو من ضمن الناجين ولا من ضمن الجثث الطافية ..
غمض أحمد عيونه بقووووة وهو يستغفر و يدعي وربت جاسم على كتفه وهو يقول : كمل يا دكتور ..
قلب الضابط الأوراق والصور المرفقه بالملف اللي قدامه وكمل الدكتور : الفحص الطبي اللي أجريناه على الأخ الكبير عمار دلنا إنه توفى بسبب نزيف شديد سببته عضات سمك القرش .....
غطى أحمد وجهه وهو يستغفر بضيق , سكت الطبيب شوية وكمل لمن طلب منه الضابط يكمل : و البنت حاليا فاقدة للذاكرة حنستناها إلين تتعافى و نسلمها بعد كذا للدار إذا ما جا أحد من معارفها ..
خرج علي من عند الضابط وهو يضرب كفينه ببعض وهو يقول بحسرة : لا حول ولا قوة إلا بالله , الله يصبرها , لاحول ولا قوة إلا بالله ..
رص عصام يد أبوه المتأثر وقال بهدوء : ولا يهمك يا أبوية , أنا بأتصل على هاني صاحبي اللي يشتغل في الإتصالات وبأطلب منه يعطيني لسته بأرقام كل من له اللقب نفسه وبأتصل عليهم وأسألهم إن كانوا يعرفون عبد الله محمد الـ ... , لا تشيل هم ..
: والله تسوي خير ياولدي في المسكينة ...



*****************************



جدة , الوقت الحالي :
يوم الأربعاء قبل صلاة العشاء في المستشفى :

قلب الطبيب النفسي (( مطلق )) ملف أزهار وقال وهو يتكي على مكتبه : إنت عارف يا أبو جاسم إننا بعد ما فاقت أزهار وهي ما هي متذكرة شي سوينا تصوير للأوعية الدماغية وأجرينا أشعة مقطعية على المخ وكمان أشعة كهربائية على الدماغ حتى اختبار القوة النفسية والعقلية أجريناه وبعد التشخيص طلع اللي تعاني منه أزهار شي يسمى (( فقدان الذاكرة النفس جيني )) وضحاياه عادة يفقدون فجأة كل الذكريات عن حياتهم السابقة ، بما فيها إحساسهم بهويتهم الشخصية . وطبعا هذا الفقدان الكلي للذاكرة جاها بعد تعرضها للضغط الشديد والصدمة العصبية لكن لازم تعرفون إنه نادراً ما يكون دائم , يعني ممكن اليوم تتذكر أو ممكن بعد أسبوع أو حتى شهور , لكنها لابد تتذكر . وخذ في بالك إنه ذكريات 25 سنة مستحيل تروح , لكن عقلها حاليا مسوي عليها غطى , وممكن للحظات ينقشع شوية من الغطى أو أكثر بسبب ذكريات مشابهة أو لحظات عاطفية متنوعة ولمن ينقشع هذا الغطى وتخرج بعض الذكريات المرتبطة بالموقف العقل اللي أهمل هذي الذكريات يصيبه توتر ويحاول يغلقه مرة ثانية وهذا اللي يسبب لها خوف كبير وغثيان ويعالجه بالإغماء أو الصراخ أو أي حالة خارجة عن المألوف ..
طالع أبو جاسم في جاسم بتوتر فسأل جاسم : طيب هذا ما فيه ضرر عليها ..
طالع الطبيب المختص بحالة أزهار وقال : من هذي الحالات البسيطة لا , لكن الخوف لو انقشع الغطى وما استطاع العقل إنه يتدارك الموقف وظلت الذكريات تندفع لها ..
سأل أبو جاسم بخوف : اش ممكن يصير يعني ؟؟
طاااااااالع فيهم الطبيب وقال : الله يستر , ما أحد داري اش ممكن يصير ؟؟ احتمال كبير ما تتحمل اللي حتعرفه و...... الله يستر , لكن أتمنى لو أشوفها في أقرب فرصة , تراها بدأت تتهرب من جلساتها لها فترة ماجات ..
خرجوا من المستشفى وأبوه يقول بصوت كسير : يا ربي استر , يا ربي ما أبغى أخسرها , والله إنها ضعيفة وبنت حلال , ياليتك تشوفها وهي تجري لأمك تدهن لها رجولها صبح وليل وتكبسها وكيف تسوي لي القهوة من بعد الفجر قبل ما أروح العمل وما تخليني أخرج إلا وأنا متقهوي ومروق , أنا وأمك كنا مفتقدين هالشي , أخواتك ما يقصرون لكنهم الله يهديهم لاهين في دراستهم وما يحسون إن الآباء لا كبروا يبغون أحد يراعيهم و يدلعهم , أمك لو يصير لأزهار شي بتلحقها من كثر ماهي متعلقة فيها , ويومي وهي تترحم على الأم اللي عقبتها , و انت تعرف إنه أمك عاشت يتيمة مالها أهل فعشان كذه حنيتها ومحبتها زايدة لأزهار..
قال جاسم وهو رافع حواجبه ويفتح باب السيارة لأبوه باحترام : أووووووف لها الدرجة أزهار غالية عليكم , تراني بديت أكرهها ..
ضحك أبوه وقال وهو يدخل السيارة : بتسوي سوات أختك البندري وبنت عمك عهود , يوووووووه لو تشوفهم حاطين دوبهم دوب الضعيفة ..
قال بتريقة : من يومهم الثنتين مسوين إرهاب في العايلة ..
وبعدين قال : أبوية ..
قال أحمد بضحكه : عارف اش بتكلمني فيه , حسان .
قال جاسم بجدية : أبوية والله الرجال مل , طيح العمامه عند رجولي في المطار قدام الله وخلقه عشان أكلمك في الملكه ..
تنهد أبوه وقال : الشور شور البنت بعد أمك ..



****************************


على سفرة العشا :

الأم : اللي تشوفه يا أبو جاسم ..
الأب بفرحة : على بركة الله , أكلم مريم بكره وأتفق معاها ..
عقدت العنود يدينها قدام صدرها وقالت : ياسلاااااااااااااام , أنا ماني موافقة , لسه ما خلصت إمتحاناتي تصدعون راسي بملكة و ما أدري اش شكله , خلاص أنا آخر سنة ليش ما تصبرون ..
طالع الكل فيها بصمت قطعته أزهار وهي تقول : هي إنتي إشارة المرور ماخذة مقلب في نفسك ..
مسك جاسم ضحكته وهو يطالع في وجه العنود المنقلب وأزهار تكمل : لا يكون على بالك إنتي العروس , إذا الهنووووووووووف موافقة ما اعترضت تعترضين حضرتك ليه , بعدين من زود المذاكرة اللي عندك يا دكتورة , زين اللي بنخليك تحضرين الملكة أصلا , ياللقااااااااافة ..
: أزهارو إحفظي لسانك يالدب و انتي تخاطبيني ..
شهقت أزهار وقالت : آآآآآآآآآنا مرت الشربتلي تخاطبيني بهاللهجة ..
انشرق جاسم بالشاهي ولف عليها وهو يطالعها بدهشة , وقالت العنود بتريقة : هااااااااهااااااااو كثري منها هذي زين إذا كان يعرف إنه في وحده خبلة في السعودية وبالذات في جدة اسمها ورود ..
طالعت فيها وهي تقول بدلع : أزهااااااااااار والنعم ..
: والتراب ..
ضربتها الهنوف على فخذها وهي تقول : احترمي ألفاظك قدام أمك وأبوك وأخوك الكبير ..
حكت العنود فخذها وقالت : قولي , لا قولي إنك ضاربتني مقهورة ليش أقلهم أجلواااااااآآآآآآآآآي ..
قرصتها الهنوف ووجهها محمر من كثر الخجل من أهلها اللي طالعوا فيهم وهم يبتسمون , قالت أزهار : إلا زيديها زيديها ..
وقامت من السفرة وشردت لمن شافت العنود تقوم بتلحق وراها , طالعت فيهم البندري وقالت بقرف : يا مخص حركات البزران على الكبار , هبالة ..



************************


عائلة (( أحمد علي الـ..... )) :

أحمد : الأب متقاعد من العسكرية ويشتغل في شركة خاصة ..
هدى : الأم ربة منزل حاصلة على ثانوية عامة .
جاسم : 29 سنة نقيب في القاعدة الجوية ..
الجوهرة : 28 سنة , معلمة رياضيات متزوجة ولد جيرانهم ولها بنت اسمها ريناد يعيشون في الباحة ..
عبد الرزاق : 26 سنة له 3 سنوات مبتعث إلى فرنسا عن طريق الشركة اللي يشتغل فيها وهو في سنته الأخيره ..
الهنوف : 25 سنة متخرجة من قسم اقتصاد منزلي غير موظفة ..
العنود : 24 سنة آخر سنة جامعية لها في قسم كيمياء ..
البندري : 20 سنة أول سنة تخصص قسم حاسب آلي بعد السنة العامة ...
أزهار : 25 سنة متخرجة من قسم رعاية وطفولة غير موظفة ..


****************************


دقت الباب كذا مرة لكن ما أحد رد عليها , فتحت الباب وهي تقول : جسوووووووووم تراني دخلت ..
وراحت لحد سريره وقامت تهزه وهي تقول بحنان : جاسم , جاسم , جسوم حبيبي قوم الفجر أذن يا دوب تقوم تتوضأ وتصلي السنة , جاسم ..
فتح جاسم عيونه بضيق وهو وده يكفخ المزعج اللي يقومه , وأول ما شاف وجه أزهار المنحني عليه , فز من سدحته وقام بسرعة وهو يقول بعصبية : اش دخلك غرفتي ؟؟
طااااااااالعت فيه بحيرة بعدين قالت وهي تبتسم : دقيت الباب ما سمعتني عشان كذه دخلت , أذن الفجر له ربع ساعة , خفت تقوم الصلاة و انت ما صليت السنة ..
كلامها كان غريب عليه , ما يتذكر متى آخر مرة صلى فيها الركعة الثانية من بدايتها مع الجماعة خلي عاد يقوم عشان سنة الفجر , طاااااااالع فيها بحيرة , جلست على طرف سريره وقالت وهي تكبس رجله من فوق اللحاف : يلا قوم بلا كسل ..
سحب رجله باستنكار وقال بعصبية : أقوووووول ضفي وجهك وأخرجي من غرفتي بسرعة ..
قامت على طول وخرجت من الغرفة بصمت وهي مصعوقة من طريقته , عمره ما كان كذه , اش صار له ؟؟ كان طول عمره يقعد منسدح ومتململ إلين تكبسه وتزن على راسه وبعدها يقوم , جلست على كنبة الصالة السفليه وتكومت على نفسها وهي تحس بغصة غريبة تخنقها ...
دفن جاسم وجهه في المخده وهو مغمض عيونه بكل قوته ~ وجعععععععع ليه قلبي يضرب كذا , كله منها الزفت , قال تصحيني للصلاة قال ~ عدل سدحته وتلحف ببطانيته وهو يتأفف , جلس عشر دقايق تقريبا وبعدها رمى البطانية بيأس وقام توضأ وصلى , وبعد ما انتهى خرج من غرفته ونزل يبغى يدور على شي يشربه : أففففففف , مصحيتني من عز نومي , خبلة والله ..
وقف في نص الممر لمن سمع صوت , وحس بخوف لمن ميز صوت بكى غريب , مشي إلين وصل للصالة الداخلية و اتصنم لمن شافها متكورة على نفسها وتبكي من قلب , بلا شعور تقدم منها بسرعة وهو يقول : أزهار , اش فيك ؟؟
رفعت راسها ورمته بنظرة معاتبة طعنته طعنه ماتوقعها , نظرتها كانت معبره , ورجعت دفنت وجهها بين ذراعينها وهي تقول بصوت مخنوق : ولاشي ..
وقف في مكانه ~ اش لك دخل فيها ؟؟ خليها تولي , ناقص إزعاج إنت ~ , ولمن جا بيخرج و يطنشها قالت له : ما كنت كذا قبل ما تروح الرياض ..
لف عليها بتساؤل وكملت هي : طول عمرك تحب أصحيك للفجر وعمرك ما صرخت عليه وطردتني من غرفتك زي اليوم ولا ........
وسكتت طوييييييييل بعدين قالت بصوت مخنوق : ولا يمكن إنت فعلا كنت كذا من زمان ما تحب أحد يصيحيك , أنا ماني متذكره شي , كل شي عندي مبهم , ما أدري ليش حسيت إنك ما تمانع إني أصحيك وإني دايما أكبسك و....... ماأدري ..
عرف إنها قاعدة تخلط بين الذكريات وعلى طول جات صورة عمار في باله , ما تذكر إلا وجهه المنتفخ و ذراعه المفقوده والقطع العرضي الكبير اللي قاسم ظهره بالنص , حس بشي باااااااارد يعصر قلبه , تقدم منها وجلس على نفس الكنبه وهمس : آسف كنت تعبان مره وما حسيت باللي أسويه ..
طالعت فيه وبعدين ابتسمت , حس قلبه يرجف من ابتسامتها , ابتسم وقال : رضيتي ست أزهار ..
مسحت دموعها وقالت بفرح : الله لا يحرمني منك جسومي ..
قام على طول واعتذر منها وراح للمطبخ وهي تلاحقه وتثرثر وما فكته إلا لمن نزل أبوه وراحوا مع بعض للمسجد , ولمن رجعوا من الصلاة لقيوها حايسة بين العنود والبندري تقوم فيهم قبل الإشراق و الهنوف وأمهم يضحكون على إصرارها على قومتهم لصلاة الفجر ...



*************************



(( هي صامتة ثائرة كبركان خامد ))

يوم الخميس 23 / 2 / 1427 هـ :
بعد صلاة الظهر في أطهر مدينة على ظهر الأرض :

تأملت الكعبة المتشحة بالسواد وقرأت عيونها الخطوط الذهبية اللي تطرزها بالكتابات بشغف , طولها هيبتها كل شي فيها كان يخلي قلبها يخفق وسط صدرها بروحانية ..
: خاله مسااااااااااااااااااعل ..
غطت مشاعل وجهها ولفت على ولد أختها حسن وقالت بهمس : كم مرة قلتلك لاتناديني باسمي ..
وقرصته في إذنه بقوة خلته يصرخ وهو يقول : توووووووووووووبه ..
: مشاعلو تراك ذبحتي ولدي بالضرب ..
تمنت لو إن الأرض تنشق وتبلعها من كثر الفشلة لمن سمعت صوت زوج أختها حنان , قال حسن بفرحة وهو يجري لأبوه ويمشي معاه وهو ماسك يده : والله قرصتني في إذني بقوة , وضربتني على بطني بوكس ورفستني برجلها ..
حطت مشاعل يدها على راسها وقالت بهمس لأختها اللي تضحك : الله أكبر على الكذب والتأليف وقدام الكعبة كمااااااااااان , هي ترى لو استمر إلين يكبر كذا بيدخل النار من أوسع أبوابها ..
دقتها أختها وهي تقول : استغفري , على كيفك تحطين في النار ..
استغفرت مشاعل ورمت الكعبة بنظرة أخيرة مودعة وهي تقول بداخلها ~ ياربي لا تحرمني من الحرم والراحة اللي أحسها فيه يارب ~ وحست بدموعها تغرق غطاها وهي تصرخ جوتها ~ يارب استجب دعائي , يارب استجب دعائي ~ ..
مشيت للفندق بصمت وهي تحس بالضيق والقلق كله يرجع يهاجمها بشكل أكبر من السابق , دخلت غرفة الفندق وسمعت أمها تقول لأخوها بضيق : قلت لكم اسألوا الشيخ يعني اسألوا الشيخ ..
وسمعت بندر يقول : أمي الله يهديك قلت لك الشيخ قال ما عليها عدة , البنت بكر ما دخل عليها زوجها عشان تعتد بعد الطلاق ..
: طيب قلتله إنها جلست معاه أسبوع ..
تنهد بندر وقال : إيوه وقال عادي لا عليها عدة ولا شي مادام ما دخل عليها , بعدين إحنا مو مسافرين بها برى المملكة , كلها يومين والحمد لله قضيناها وراجعين جدة خلاص ..
: أنا خفت إنه علينا ذنب ولا شي ..
غمضت مشاعل عيونها بقوووووووة وهي تتنفس بعمق وبعدها رسمت ابتسامة على وجهها وقالت بمرح : السلام عليكم , يلا جاهزين للرجعة ..
كانت تتكلم مع أمها وأخوها و جوتها صوت يصرخ ~ مو لازم تضحكين عشانهم , بيني ألمك , بيني حزنك , يحق لك انتي لك أسبوع مطلقة من الإنسان اللي حبيتيه , صيحي , صرخي , سوي شي ~
لكنها ظلت مبتسمة وهي ترتب الشنطة وتلم الأشياء من الغرفة وتساعد أخواتها وأخوانها , وأول ما ركبوا السيارة وانطلقوا لجدة , تكلمت كم كلمة مجاملة لأخواتها ورجعت تطالع من قزاز السيارة ودموعها متجمدة في عيونها , كان المفروض إنها في الطايف دحين تتمشى معاه زي ما اتفقوا , وبعدها يروحون للمدينة كم يوم ويمكن أبها كمان كان حيكون لها نصيب في شهر عسلها , لكنها بدل من هذا كله متحاشرة مع أهلها في سيارتهم الصغيرة راجعين لجدة للمدينة اللي ولدت فيها وكبرت فيها , للمدينة اللي عاصرت طفولتها وشبابها , أفراحها وأتراحها , كانت صرخات تضج بداخلها لكنها ما قدرت تتجاوز شفايفها واكتفت بتفتيت قلبها من جوة ..
ما حست إلا وهي قدام بيتهم وغصة مريرة في حلقها , ساعدت في شيل الأشياء وشافت أمها وهي تسلم على زوج أختها وتشكره على اللي سواه معاهم , سحبت أقدامها سحب للبيت ولهت نفسها في تنظيف البيت وتجنبت قد ما تقدر مواجهة أمها , تجنبت لوقت طويل إنه عينها تجي في عين أحد من أهلها , دخلت غرفتها المشتركة مع أختينها (( هاله و أحلام )) وطالعت في أرجاءها وتذكرت غرفة نومها الوااااااسعة الحلوة في بيت زوجها اللي كان من المفروض يكون بيتها الآن , هزت راسها وصرخت بداخلها : مو معقول يا مشاعل بتقعدين تتذكرين هذا كله كل مادخلتي ..
وقامت تنظف بهمة , ركعت جنب سرير هاله المهملة وقامت تصلح فراشها , تصنمت لمن شافت تحت السرير وحده من الهدايا اللي تعبوا وهم يلفونها واللي وزعوها على الناس وقت زفتها اللي مازال صوت الدقاقة يرن في أذانيها إلا الآن , جلست على ركبها وسحبتها وجلست تتأملها و تتأمل المكتوب على البطاقة المعلقة فيها ..
(( بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير ناصر ومشاعل ))
حطت الهدية في حضنها ورصت عليها وهي تتذكر النكت اللي كانوا يقولونها وهم يلفونها والضحكة والسعادة اللي ماليتهم , سندت راسها على حافة السرير و ماقدرت تمنع دموعها اللي نزلت زي الشلال , همست بصوت غارق بالألم و الحنين : أزهار وينك ؟؟ ما دريتي اش صار فيني ؟؟
و تعالت بعدها صرخاتها الداخليه ~ أزهااااااااااار والله محتاجة لكلامك لحضنك لصوتك لقوة إيمانك , أزهااااااااااااااااااااااااااااار , ناصر طلقني , طلقني وجوازه بعد 25 يوم , والله حرام يتزوج بعد شهر من طلاقنا والله حراااااااااااااام , ياااااااااااااااااااااااارب ارحمني من اللي أنا فيه , يااااااااااااااارب ~ ...
مسحت هاله دموعها وصكت الباب بشويييييييييش عشان ما تنتبه لها مشاعل الغارقة في عالم ثاني ....



*****************************


عائلة (( محمد عبد الله الـ.....)):

محمد : الأب متوفى من 3 سنوات ..
سعاد : الأم ربة منزل أمية ..
عبد الله : 29 سنة متزوج من بنت عمه وعنده بنتين ..
حنان : 28 سنه متزوجة واحد مو من العائلة وعندها ولد وبنتين ..
مشاعل : 26 سنة مطلقة تشتغل مدرسة في مدرسة أهلية ..
بندر : 24 سنة معاه شهادة ثانوي ويشتغل محاسب في مكتبة جرير ..
هاله : 22 سنة متخرجة من الثانوي وقاعدة في البيت ..
معاذ : 20 سنة يدرس تمريض في كلية متخصصة ..
أحلام : 15 سنة في المتوسط ..


********************************

NaZeK
09-04-2012, 02:38 AM
هيييييييييه هيييييييييييييييه
بينزل جـــــــــــــــــزء ^__^
اصصصه طفوا النور خلونا نتابع

O__O

اسير الصمت
09-04-2012, 02:42 AM
نازك لا تتحمسي كثير انتبهي يجينا شي من اشيائك الخاصه هنا
ترى ازهار مسكينه الي فيها كافيها
كفايه عليها جاسم و دمه الثقيل

كيني
09-04-2012, 02:43 AM
تمت القراءة ^__________________^

اسير الصمت
09-04-2012, 02:47 AM
عصر الخميس :

خرج جاسم من غرفته اللي في الدور الثاني على أصوات عالية جايته من الصالة العلوية ..
صرخت البندري : ما تحكمنا ستي أزهار ..
قالت الهنوف بهدوء : انتي ليش مكبرة الموضوع ؟؟ أزهار ما قالت لأبوية وأمي لاتخرجون ..
قالت البندري : مو حضرتها قالت ماني خارجة روحوا انتم عشان كذا بطلوا ..
طالع جاسم في أزهار اللي جالسة ببرود جنب العنود اللي تقلب في قنوات الدش وقال : اش فيكم أصواتكم مخترقة الجدران ؟؟..
قالت البندري بتأفف : أبوية بطل يتغدى برى بسبب أزهارو ..
قامت أزهار وقالت بحدة : أنا حرة ماأبغى أخرج ..
وراحت للغرفة التي تشاركها مع الهنوف , قالت البندري ودمعتها على خدها : والله حرام كله منها منحرمين من الخرجة , لنا كم ماخرجنا من البيت والله زهق , الكل يداريها ويطاوعها , اش ذنبنا ننحرم عشانها ..
سأل ببرود وضيق : وهي حضرتها ليش ماتبغى تخرج ؟؟
قالت الهنوف بتردد بسبب لهجة أخوها : ما أدري , خرجت مرة وحده قبل أسبوعين وشوي ورفضت بعدها تخرج وصراحة أمي قالت لاأحد يضغط عليها ..
بخطوات واسعة راح لغرفتهم وهو يقول : لا أحد يجي ..
دق الباب ودخل , لقيها جالسة على سريرها وهي حاضنة مخدتها , قال بلا مقدمات : قومي إلبسي بنخرج نتمشى ..
رفعت راسها وطالعت فيه بصدمة وقالت : يمه فجعتني ..
قال بحزم وهو يحس بغيض غريب يجتاحه لأنه هذي البنت دخلت عرض في العايلة وقامت تتحكم في الكل : قووووومي إلبسي , إنتي عارفة أبوية وأمي ماحيخرجون من دونك وانك تحرمين الكل بسبب أنانيتك ..
وخرج وهو يصفق الباب بكل قوته , قال لأخواته : يلا إجهزوا بروح أكلم أبوية وأمي ..
نطت البندري بفرح وراحت تجري عشان تلبس عبايتها , لفت العنود على الهنوف ونطت من مكانها وراحت لأزهار لقيتها تلبس عبايتها بصمت , قالت العنود بضحكة : عرف يقنعك ..
هزت أزهار راسها بدون ما تطالع فيها عشان ما تشوف الألم في عيونها ..
البيت صار رجة من كثر ما البنات رايحات وجايات يجهزون لطلعة بر بعد المطعم اللي بيتغدون فيه , نزلت أزهار لمن قالت العنود من تحت : أزهااااااااااااار ترانا راكبين السيارة , بسرعة تعالي ..
وقفت قدام المراية وطالعت في عبايتها المخصرة وطرحتها المطرزة بكلفة سوداء ناعمه زي التطريز الموجود على الأكمام وآخر العباية , وتأملت عيونها من ورى اللثمة تنهدت بضيق و ماقدرت تحرك رجولها من مكانها ..
: اش فيك ؟؟
رفعت راسها وطاااااالعت في انعكاس صورة جاسم بصمت , كان قاعد يعدل شماغه لمن لاحظ إنها مازالت واقفه وعيونها عليه , قال بجفاء : خييييير ..
سألته بشكل مفاجئ : عادي عندك أخرج كذه ؟؟
انصدم من سؤالها ومن نبرة صوتها الغريبة فقال : كييييييف ؟؟
نزلت راسها على طول وقالت بحرقة : أحس نفسي غلط , مو معقولة هذا حجابي , يمكن تقول عني مجنونة ولا مضروبة على دماغي لكن أنا متأكدة هذا مو حجابي , هذا قلة حيا , صدري وخصري كلها باينه , أحس نفسي , أحس نفسي ......عريانه ..
ورفعت راسها وقالت بصوت مخنوق : الرجال كلهم كانوا يطالعون فيه المرة اللي فاتت ..
حس ببروده تنخر عظمه لمن سمع كلماتها وزادت البروده لمن شاف عيونها غرقانه دموع وهي تقول : جاسم الله يخليك والله متضايقة , ما أدري اش فيني , لا تخليني أخرج كذا , والله حرام , أنا متأكدة إني ما كنت أخرج بهالعباية , أصلا بعيد عنها تكون عباية ..
ما عرف اش يقول , حس لسانه انربط , انعقد , حس بدمه يغلي جوة شرايينه من الخجل والقهر , كيف ما لاحظ و ما فكر من قبل بشي زي كذا ؟؟ كيف سمح لأخواته بالخروج بزي هذا الحجاب اللي يحتقره على البنات الثانيات ؟؟ كيف غفل عن هذا الشي ؟؟ و مين يجي ينبهه !!!! بنت غريبة لقطوها من البحر ..
خرجهم من صمتهم صوت بوري السيارة , قال بعد ما تنحنح عشان يصفي حنجرته المسدوده : البسي عليها طرحة عريضة إذا لقيتي وتعالي لأن الكل برى يستنى , وبعدين يحلها حلال ..
هزت راسها بعناد وقالت بقوة غريبة : ماني خارجة كذا ..
قال بضيق لمن أزعجه صوت البوري : وإذا وعدتك أوديك محل العبايات تختارين العباية اللي تريحك ..
قالت بفرحة : والــــلــــه , الله لا يحرمني منك يا أحلى أخو في الدنيا ..
وراحت جري لغرفة الملابس وهي تنادي على الشغاله , استند على الجدار وهو مو مصدق اللي صار له ويضحك في نفس الوقت على (( أحلى أخو في الدنيا )) , غمض عيونه وهو يحاول يوقف عقله عن الدوران في موضوع العباية وتحقق له هذا الشي لمن حس بيدها تلمس كتفه , لف عليها بهدوء عشان ماتلا حظ صدمته , ابتسمت له وقالت بصوت حلو : اش فيك جسومي ؟؟
عقد حواجبه لمن حس بنبض قلبه اللي ما يدري ليش صاير يزيد بكثرة هذه الأيام وقال : أقول تراني أعطيتك وجه بزياده , انقلعي قدامي يلا ..
ضحكت وهي خارجة تلف الطرحة اللي جابتها ..
ركبت سيارة أبوها وهو ركب سيارته ولحق بهم , راحوا لمطعم تغدوا فيه وبعدها راحوا للبر لوحدهم لأنه جاسم راح لموعد مع أصحابه وجلسوا فيه إلى بعد العشاء ورجعوا البيت وهم تعبانين ..



***************************






ضحى الجمعة :

فتح عيونه دفعة وحده لمن حس أصابع تلمس كتفه , وطالع في البنت المبتسمة قدامه , ولمن لاحظ إنها أزهار قام بسرعة وهو يقول بضيق : استغفر الله العظيم ..
ولف عليها وقال بعصبية : لا عاد تدخلين الغرفة , أنا ما أحب أحد يدخل علي وأنا نايم , فااااهمة ..
تمالكت صدمتها وقالت وهي تلف بوزها : مالت عليك , ليه ساعة أصحيك , أبغاك تقدم بيضة على الأقل هذي الجمعة , قلت خليني أصحيه بنعومة , لكن نااااااس مهي متعودة على دلع , العسكرية خلتك لوح , شكله ما يبغالك إلا سطل موية يا حضرة النقيب ..
وأعطته ظهرها وخرجت وهي تكمل : قوم تراه ربع ساعة وتفوتك البيضة وتدخل الملائكة المسجد وما تكتب اسمك ..
ولمن صكت الباب حط يده على صدره وهو يسب ويلعن , رمى اللحاف وخرج من الغرفة , لقي أمه في الصالة وأبوه جاهز بيروح المسجد وأزهار تحط العوده على لحيته , قال بعصبية : قسما بالله لو دخلت وحدة من بناتك غرفتي وأنا نايم وبالذات الزفت اللي عندك والله لا أحش رجولها حش ..
ورجع للغرفة وسمعوا صوت طبقة الباب ..
رفعت أزهار حاجبها وقالت : عشنا وشفنا , يحمد ربه اللي فيه أحد مهتم ..
ولفت بغيض لأبوها وأمها لقيتهم مايتيين ضحك , مطت شفايفها وقالت : والله لا أوريه إلا الصلاة محد يتهاون فيها , والله لأقعد له ..
وعقدت حواجبها وقالت : ما أتذكر إنه كان كذا , شكله الصحبة اللي مصاحبها , ولا هو كذا من زمان , شكلي قمت أألف ..
قالت أمها بسرعة لمن شافتها تسرح سرحانها العميق اللي يجيها بعض الأحيان : أزهار قومي أخواتك ..
رفعت راسها كإنها صحيت من حلم عميق وقالت : ها , طيب , أصلا أنا أتذكر شي عشان أعرف هو كان كذا ولا لا ..
وباست راس أبوها وجريت للدور الثاني , قال أبو جاسم : لو تدري إنها زوجته , اش تتوقعين ردة فعلها ؟؟..
قالت هدى بخوف : ما أدري , بس بدري على هالكلام ..



*****************************








على الغدا الكل كان حولين السفرة , طالعت أزهار في جاسم قام لف وجهه عنها بضيق , قالت وهي تقطع السمك وتحطه لأمها وأبوها : بعض ناااااااااس حاطين نفسهم زعلانين يتغلون بس يموتون حرة لأني ما براضيهم ..
انفلتت العنود ضحك من قلبها , ضربها جاسم على راسها وهدى قالت : لا تضحكين وفي ففمك أكل بتنشرقين , جاسم لا تضربها تنشرق علينا دحين ..
قالت العنود : بعض الناس هذولي مبوزين عشان ناس حلوييييين كبوا على وجههم موووووية ..
طاااااااالع فيها جاسم بنظرته اللي تسكت , بلعت العنود ريقها وهمست لأزهار : يمه منه , ما في ديموقراطيه , حتى إبداء الرأي ممنوع ..
قالت أزهار بتحدي وهي تطالع في عيون جاسم مباشرة : في الحق الواحد لازم يبدي رأيه بدون خوف ..
قال جاسم : ما برد عقلي لوحده زيك ..
ضحكت وقالت بدلع : واااااي و مين اللي قبل ما يروح الصلاة كان بيضربني ويرد الموية في وجهي لو ما حلفت عليه أمي ..
قام جاسم من السفرة وهو ينفض الأكل من يده , تغير وجه أزهار وأبوها يقول : جاسم تعال , اذكر الله ..
قالت البندري وهي تقوم : لازم تنغص على الواحد أكله ست أزهار ..
حست أزهار بشعور غريييييييييب مخيييييييييييف حست إنها ما تعرف هذولي الناس وإنها غريبة وسطهم , خرجت من هالإحساس الفضيع القاتل اللي معظم الأوقات يلفها ويغرقها في عالم ضبابي أسود لمن قالت أمها : ما عليك هو مزاجي كذا ..
جلست أزهار تمثل إنها تاكل معاهم عشان ماتسد نفسهم وبعد ما شالت السفرة حطت أكل جديد سخنته وشالته لغرفة جاسم , دقت الباب كذا مره بشويش وأخيرا قال جاسم : ما أبغى أحد ..
قالت أزهار وهي تحس قلبها مقبوض : عمار افتح البـ..
وقفت عن الكلام وهي مصعوقة من الإسم اللي قالته , وأخذ عقلها يدور بسرعة رهيبة يحاول يلقى رابط لهالإسم في حياتها , فز جاسم من سريره اللي منسدح عليه وهو يرمي الجوال أول ما سمع اسم عمار وفتح الباب على طول , لقيها واقفة و معاها صينية أكل مزينتها وحاطه مع الأكل كاسة عصير برتقال شكلها توها عصرته , طالع فيها لقي دموعها على خدودها , لمن التقت عينه بعينها حس بالضياع اللي هي فيه , ابتسمت وقالت بضحكة مصطنعة وهي تبعد عيونها عن نظره : ما أدري اش فيني حسيت فجأة برغبة بالصياح , شفت من كثر تفكيري فيك غلطت في اسمك , لا يروح فكرك بعيد ترى خويه اسمه فادي لبناني كاشخ مو عمـ...ـار ..
انخنق صوتها وهي تنطق اسم عمار , جلست على الأرض وحطت الصينية جنبها وغطت وجهها وهي تصيييح ...
غصب عنه سبحت ذاكرته لورى ..


***************************


صوت رنين التلفون في الصالة العلوية أزعج العنود اللي قاعدة تشتغل على الماسنجر فصارخت بطول صوتها : يا جماعة أحد يرد على التلفوووون ..
سكت التلفون ورجع دق فقامت وهي تتأفف بعد ماقفلت الشاشة , فتحت باب غرفتها وخرجت للصالة وردت بعصبية : نعم ..
وصلها صوت رجال يقول السلام , ردت عليه بأدب وهي مفتشلة من نعم حقتها , سأل بأدب : لو سمحتي هذا منزل أحمد علي الـ.....
: إيوه منزله بس أبويه مو موجود دحين ..
: طيب ممكن تعطيني رقم جواله ؟؟ في موضوع مهم أبغاه فيه ..
: لحظة ..
غطت السماعة لمن شافت أمها خارجة من غرفتها وهمست : أمي واحد يبغى رقم جوال أبويه أعطيه إياه ؟؟
قالت أمها بحزم : لا , أكيد واحد يبغى واسطة ..
تناقشت مع أمها بالإشارات بعدين حطت السماعة في إذنها وهي ضاربة البوز وقالت بتردد : آسفة ما أقدر أعطيك إياه بدون إذن ..
سمعت الرجال يزفر وهو يقول بصوت أعلى : والله الموضوع ضروري وما يتحمل التأجيل ..
حسته لصقة بزيادة فقالت بحزم : آسفة ما أقدر ..
والرجال قاعد يحلف إن الموضوع مهم شافت أبوها طالع من الدرج فقالت : خذ أبوية ..
وناولت أبوها السماعة وقالت وهي راجعة غرفتها : واحد لصقة ..
كان أبوها رغم عدم ثراؤه الفاحش إنسان طيب وله علاقات قوية عشان كذا معظم الناس تطلب وساطته في أشغالهم وأشياء كثيرة , رد أحمد وقال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا ..
: أخ أحمد أنا اسمي عصام علي الـ..... من تبوك..
: والنعم , ياهلا والله أخوي كيف أقدر أخدمك ؟؟..
: دلني عليك فلان بن فلان , واحد من جماعتك ..
حس أحمد ببعض الضيق , هو يحب الخير للناس ويحب يخدمهم ويتوسط لهم لكن في حدود , الكل عارف إنه مستحيل يتوسط لواحد مايستحق الوظيفة , ويحرص كل الحرص إنه ما يقدمه على المترشحين للوظيفة اللي أحسن منه في الشهادات والخبرة ..
تابع عصام كلامه وهو يقول : والله ما أعرف الطريقة المناسبة لنقل الخبر ..
قال لمن حس بالقلق يلفه : خير يا أخ عصام ..
: انت عارف أكيد حادثة عبارة السلام المصرية ..
: بلا شك ..
: يؤسفني إني أبلغك إنه قريبك عامر بن عبد الله بن محمد الـ... كان في العبارة هو وأهله ..
غطى وجهه بيد وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
كمل عصام بصوت متعاطف : عظم الله أجرك فيه وفي أخوانه وأمه ..
قعد على أقرب كنبه له وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ..
قامت هدى من مقعدها بسرعة ووقفت عند الكنبة اللي جالس عليها زوجها وحطت يدها على كتفه وهي تدس خوفها , ما كانت تعرف اش اللي صاير لكنها حبت تواسيه لمن سمعت الكلمة وشافت وجهه المسود من الفجعة ..
شافته يخرج قلمه بيد مرتجفة وهو يدور على ورقة وهو يقول : إيوه , لا شي أكيد جايين إن شاء الله على أول طيارة لتبوك , أول ما أوصل أتصل على جوالك , جزاك الله خير ياولدي , الله يصلحك ويخليك لأهلك , وكيفها البنت دحين ؟؟ لاااااااا حول ولا قوة إلا بالله , جزاك الله خير , جزاك الله خير في أمان الله ..
أول ماصك السماعة غطى وجهه وهو يذكر الله ويستغفر , كانت هدى بتموووووووت وتعرف اش الموضوع ومين البنت هذي وأسئلة كثيرة مالها نهاية لكنها كتمت هذا كله جوتها وهي تروح تجيب كاسة موية , ناولتها له وجلست جنبه وهي تذكره إن كل شي قضاء وقدر , بحكم خبرة سنين زواج كانت تعرف إنه الأسئلة في هذا الوقت حتزيد ضيقه , وسكتت لبرهة وخلته إلين يهدى , لف عليها وقال بضيق : عارفة ولد خالة أمي عبد الله بن محمد الله يرحمه اللي مات من فوق 15 سنة ؟؟
هزت راسها وهي تقول : الله يرحمه ..
: زوجته وأولاده كانوا في العبارة اللي غرقت قبل كم يوم ..
شهقت وهي تحط يدها على صدرها وهي تحوقل , ولمن حكى لها كل الكلام اللي قاله له عصام بدأت تبكي بألم وهي تتذكر صور الحادث اللي مازالت تعرض في القنوات الإخبارية ..
طلع جاسم الدرج مع الهنوف ووقف لمن شاف أبوه ماسك يد أمه اللي تصيح ..
: أميييييييييي ..
قالتها الهنوف بخلعة وهي تجري لأمها بعد ما حطت صينية القهوة على الطاولة القزاز ..
: أمي حبيبتي اش فيك ؟؟ ليش تصيحين ؟؟ أبويه اش فيها أمي ..
خرجت العنود لمن سمعت الأصوات العالية برى وانصدمت لمن شافت جاسم و الهنوف حولين أبوها الصامت وأمها اللي تصيح , حست إن الموضوع فيه شي كبييييييييير , وبدأ أبوهم يشرحلهم الموضوع بأبسط طريقة ممكنة وهنا كانت صدمته ...
صحي من ذكريات المستشفى والمشرحة اللي تبعت سفرهم لتبوك وبلا شعور نزل لمستوى أزهار وهي تصيح جنب بابه وضمها بقوووة كان يضمها ضمة مواساة , ضمة عزاء ما قدمها لها أحد بسبب الغيبوبة اللي كانت فيها , مو معقول إنه مجرد ذكر اسمه على لسانها يبكيها وهي ناسيته تماما , تمنى لو إنه عرف عمار هذا اللي كان فاني حياته عشان أمه و أخوانه بشهادة الجميع , لا يمكن ينسى عدد المعزيين اللي حضروا الصلاة عليه وعلى أخوانه وأمه , ولا يمكن ينسى الرجال المتلثمين بغترهم من كثر الصياح على عمار , حتى شباب ومراهقين وأطفال حضروا الجنازة وهم يبكون بحرقة ..


مسحت دموعها وهي تقول : آسفة مسوية فيلم هندي هنا ..
وضحكت وهي تخبي عنه دموعها اللي مهي راضية توقف وقالت : شفت كيف كيدنا عظيم , بدل ما أراضيك خليتك تراضيني ..
طاااااااالع فيها و همس بلا تفكير : نراضيك مليون لو تبغين بنت عبد الله ..
ضربته على كتفه ودفته وهي تقول ويدينها على خدودها : هيييي زودتها تراني أستحي , بعدين أنا بنت أحمد ..
ضحك من قلبه لمن شاف خدودها محمرة , ضربته وقالت : حمار لا تضحك والله مستحية ما أتريق ..
تنهد وهو يحاول يتمالك المشاعر الغريبة اللي يحسها ~ اش الشعور الغريب اللي أحسه ؟؟ مختلف عن شعوري للـ....... ~ هز راسه وقال وهو يرد الضربة : تراني معطيك وجه بزياده , لا عاد تمدين يدك ولا أكسرها لك سامعه ..
ووقف وهو مطنش يدها اللي مدتها عشان يساعدها , لفت بوزها ووقفت ودنقت راسها وهي تلعب في يدينها وهي تقول : آسفة , ماكان قصدي أزعلك ولا أقل أدبي , والله كنت أمزح معاك ..
ورفعت الصينية وناولتها له وهي تقول : خذ بالعافية ..
أخذ الصينية ودخل غرفة وصك الباب برجله , وقف متنح لدقايق وهو يصرخ جوته ~ جاسم اش كنت تسوي ياااااااااااأبله , ليه , شفقه أكيد شفقه , والله تحزن ~ ..


**************************

في المساء كانت بتتشقق أزهار من الفرحة لمن قالها جاسم إنه بيوديها لمحل العبايات زي ماوعدها , وأصرت العنود والبندري يروحون معاها , اشترت أزهار عباية على الراس ونقاب وأصرت عليها رغم تريقة البندري اللي أجبرها جاسم تغير عبايتها لوحده سادة مافيها أي زينه , واستغرب الكل لمن أصرت العنود إنها تشتري نفس عباية أزهار , وبعد كذا أخذهم على مطعم طلبوا منه عشاء ورجعوا للبيت عشان يتعشون مع الهنوف اللي ماراحت معاهم بسبب تدريسها الرياضيات لبنات جيرانهم ...


*****************************





يوم السبت العصر :

دخل حسان المجلس وجلس وهو على الكنبه وسحب نفس طوييييييييل , دخل عليه جاسم وهو يسأل : اش فيك ؟؟
قال بصوت حالم : أشم ريحة الحبايب ..
: إيوه ريحة شغالتنا وهي تبخر المجلس ..
قطب حسان حواجبه وقال : هادم اللذات حتى الخيال مستكثره عليه , روح جيب شنطتك بسرعة الطيارة بتفوتك , فكنا من شرك ياأخي , ماتصدق قد ايش أحس براحة إنك ما عاد بتحاربني على هوا جدة بعد ..
وطالع في ساعته وقال : ساعة تقريبا ..
: أوريك يالنذل , عشانك ظمنت الملكة فارد ريشك , إن ماقصيته لك ماأكون أنا جاسم ..
قال وهو يهش يده وهو مهو مهتم بتهديد جاسم : أخلص واللي يرحم والديك , أخلص تراني ماني فاضي لك ..
رماه جاسم بخدادية لكنه تفادها وهو يضحك له غياض ..
أول مادخل الصالة قابلته الهنوف وهي تقول : خلاص بتروح ؟؟
قال بتريقة : جاية تودعيني ولا تسمعين صوت الحبيب ..
شهقت بخجل وشردت من قدامه , قالت العنود :أحلىىىىىىىىىىى حركة حلللللللللوة ..
قال باستفزاز : مالك دخل ..
قالت بالفصحى : مقبولة منك أخي العزيز حاليا ولكن لاتحاول تكرارها مرة أخرى .
سلم على أمه وقال : الله يعينك أم جاسم على ما ابتلاك ربي , بنات تحف ..
جات أزهار وهي شايلة شنطته وقالت : لا تغتاب تراك كذا تاكل لحم جيفتنا ..
قالت أم جاسم : الله يقويك يا بنتي ..
قالت العنود بدلع وهي تحرك حواجبها من ورى أزهار : ست أزهار اصرت ما تخلي الشغالة تحط يدها في الشنطة , هي رتبت لك كل شي ..
لفت عليها أزهار وقالت : اش تسوين ؟؟ والله ما تجين ورايا إلا وعندك مصيبة ..
قالت العنود ببراءة كاذبة : يااااااااا بخت المظلوم بالجنة ..
أخذ جاسم الشنطة وخرج بسرعة وهو يودعهم , لحقته أزهار وهي تقول بصوت مخنوق : جاسم ..
لف عليها و انصعق لمن ودعته وهي تقول بهمس : بتوحشني ..
ما قدر يفتح فمه بحرف , بعدت عنه وقالت : أستودعك الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ..
حس برجفة في جسمه من كلماتها , أول مرة يحس إنه رايح وهو مثقل بشي غريب , قالت وهي تطالع فيه بتمعن كإنها ترسم صورته في ذاكرتها : انتبه لصلاتك واحرص ما تفوتك الجماعة ولا تنسى القرآن والأذكار , كل وتغطى زين ولا تسهر و ادعيلي ترى دعاء المسافر مستجاب وووو بس ..
سحب نفسه وخرج , ودع أبوه اللي جالس مع حسان وخرج , كان عقله يدور في دوامه ~ الكلام مو موجه لك , الكلام موجه لعمار أو عمر أو عمير , آآآآآآآآآآآه بتهلكيني يا أزهار , يا ربي اش هالضيق اللي صايبني ؟ ليش أحس بهالثقل ؟؟ كإني شايل جبل على أكتافي ~ احترم حسان صمته وما كلمه إلين ودعه عند البوابة لأنه عارف إنه لو يبغى يفضفض له بيفضفض له لكن شكله يبغى يفكر أكثر بالموضوع ..


**************************

الشرقية (( الظهران )) :
ليلة الأحد في الشقة :

: لاااااااااا من جد صايبه شي , والله لو إننا في فيلم مصري كان قلت الرجال يحب , جسوم اش فيك يارجال ..
انتبه جاسم من شروده ولف على عدنان وقال : نعم , اش فيه ؟؟
ماتوا الشباب ضحك عليه وقال عدنان : ماقلتلكم والله صايبه شي ..
قال جاسم وهو يقوم من الكنبه : تعبان من السفر وبروح أنام عن إذنكم ياشباب ..
قال عدنان : شباب اعتبروا الغرفة غرفتكم , دحين جاي ..
كملوا الشباب البالوت ولحق عدنان بجاسم , دخل الغرفة وهو يحس قلبه يصم أذانيه من قوة ضرباته صك الباب وقال : جاسم خير , وجهك مو عاجبني من يوم جيت , الأهل فيهم شي ..
هز جاسم راسه وخلع بلوزته وفنيلته وقال وهو ينسدح على سريره : لا مافيهم شي بس حاس إني تعبان ومتضايق ..
ارتاح عدنان لمن ماحس جفى في صوت جاسم وعرف إن الموضوع متعلق بأزهار بس ماحب يتكلم ووضع جاسم كذا , طفى نور الغرفة وخرج بعد ماقال : الله يطمن قلبك ويبعد الضيق عنك ..
لقي واحد من الشباب ماسك محموله , نط بسرعة وهو يصرخ : حسسسسسسسسسك عينك تمسكه ..
وسحب المحمول والكل ينغز فيه إنه أكيد عنده شي ولا مايخاف عليه كذه , طنشهم وقعد على الكنبة لوحده وحط المحمول على فخوذه وهو يفتح المستندات المخفية , طالع في الملفاة المتلقاة فتح صورة محدده وكبرها وهو يحس بخوف يهزه , طلعت صورة بنت حلوة مبتسمة , صك الصورة وحذفها بدون تردد وهو مهو متخيل إن هذي صورة البنت اللي كانت تلاحقه لفتره طويلة على الماسنجر وتفتح معاه مواضيع سخيفة مالها داعي , والأدهى من هذا كله هي طلعت مييييييين ؟؟
فتح المحادثة اللي سوا لها حفظ وقراها للمرة العاشرة , كانت كلها كلام فاضي ماله معنى حاول هو فيها يسايرها عشان يشوف هي ليش تلاحقه , تعلقت عيونه بالسطور الأخيرة ..

حورية بحر جدة : اسمي الحقيقي العنود أحمد الـ..... أنا أخت جاسم صاحبك , وصراحة أنا معجبة فيك جدا عشان كذا أخذت بريدك المسجل في جوال جاسم ..
مهندس مخبول صاحبه عسكري مكروف : انتي كذااااااابة ..
حورية بحر جدة : واش مصلحتي من الكذب ؟؟ ومن فين أعرف اسم صاحبك وأعرف اسم أخته ؟؟ مستعدة أرسل لك صورة لي مع جاسم بس فيها أخواتي وصراحة أنا أغااااار ماأبغاك تشوف صورهم ..
مهندس مخبول صاحبه عسكري مكروف : إذا كان كلامك صحيح لووووووووو سمحتي أختي صكي المحادثة وأخرجي من النت الآآآآآآآآآآن ..
حورية البحر : زعلان ..
مهندس مخبول صاحبه عسكري مكروف : أخرجي من النت , أنا لايمكن أخون صاحبي وفي أهله كمان ..
وصل لنهاية المحادثة وهو يحس دمه يغلي ويفور كإن اللي قراه صار توه ماكإنه له يومين , ماتخيل للحظة إنه قاعد يكلم وحده وصاحبه الروح بالروح يطلع أخوها وجالس معاها في نفس البيت , حس نفسه خسييييييييييس حقييييييير رغم إنه مابادلها أي كلام يخجل منه , كل اللي سواه إنه كان يسألها ليش تلاحقه ومن فين جابت بريده , تنهد وحذف المحادثة وقفل الجهاز ولمن وقف مدد جسمه بكسل وهو يقول : يلاااااااااا اطلعوا من الصالة بنام ورانا عمل بكرة ..
تذمروا كلهم وقالوا إنهم مهم خارجين إلا لمن يخلصون من اللعب , حك شعره ودخل غرفته وهو شايل المحمول حقه وهو يقول : لاخرجتم قفلوا الباب ..
قال واحد منهم : أصلا لو سبناها مفتوحة وجا حرامي بينخلع ويشرد بعد ما يحط لكم صدقة ..
وقال ثاني وسط ضحكهم العالي : أقول نام ذليتنا اللي يسمعك يقول الثلاجة متروسة أكل يخاف تنسرق , الفار يأنف إنه يجي شقتكم يالجيعانين ..
طنشهم ودخل غرفته المشتركة مع جاسم وصك الباب , حط المحمول على الطاولة ورمى نفسه على السرير وهو يحاول يبعد صورة العنود عن عقله وهو مقهووووووووور من نفسه على اللي صار ..


*************************

تمغطت العنود وهي جالسة على الكنبة و طلعت صوت مزعج وهي تفرد يدينها على الآخر , دقتها أزهار اللي منبطحة على بطنها تقرى مجلة وقالت : بنت تعوذي من إبليس اش هالصوت ..
قالت بصوت ممطوط وهي شوية وتطيح من الكنبه من كثر ماهي ماطه نفسها : طاافااااااااااااااااش زااهاااااااااااااااااااق مااالاااااااااااااااااااااااااال..
ضحكت الهنوف اللي قاعدة على الأرض تخيط تنورتها اللي انقطعت وقالت أزهار وهي تقلب المجلة : قومي إقري قرآن أو صلي ركعتين ..
رفستها بطرف رجلها بخفة وهي تقول بتريقة : إحلفي ست أزهار ..
: آسفة الحلف مو لعبة ..
: أنا ماقصدي إحلفي بمعنى إحلفي أنا قصدي استهزاء فيك ..
قالت أزهار بهدوء : إحلفي معناها إحلفي فلا تألفين لها معنى ثاني ..
قهقت الهنوف بصوت عالي وهي تشوف ضيق العنود و قالت : تستاهلين , محد قالت تجادلين أزهار ..
جلست العنود على الأرض وقالت وهي مصرة تفهم أزهار : هذي كلمات شبابية , زي سرى و كلجه وغيرها ..
هزت أزهار راسها وهي مركزة في قراية الموضوع , سحبت منها المجلة وقالت : يادب قاعدة أكلمك بعدين من زين مجلة حياة هذي اللي مايته عليها ..
اعتدلت أزهار جالسة وسحبتها منها وهي تقول : أولا تعجبني , ثانيا فيها مواضيع هادفة بدل الهبالات التي تقرينها في المجلات الثانية ..
: والله مهي هبالات ..
: يعني بتقنعيني أخبار الممثلين والمغنيات والبرامج والمسلسلات الهابطة ووليام وهاري وطختهم شي مفيد ..
ضحكت العنود وقالت : واش معنى وليام وهاري سميتيهم بالاسم ؟؟ ولا عشان أمهم حلوة ومهمة غرتي ..
تنهدت بضيق وقالت : لاتتريقين , كل مافتحت وحده من مجلاتك لقيت خبر عن حبيبة واحد فيهم وخبرعن انفصال الثاني المتخلف اللي يتمنى التوفيق للجنود البريطانيين في العراق , ولا كله كوم ومواضيع أغلفتك ..
ونعمت صوتها وهي تقول بتريقة : الخيانة الزوجية كيف تواجهينها , الحب الأول هل يبقى في الذاكرة , صديقتي تحاول سرقة صديقي..
ورجعت قالت : كلها مواضيع مالها معنى , على الأقل مواضيع مجلتي من الواقع اللي نعيشه وتناقشه بطريقه حلوة غيييييييييييييييير مبتذلة وركزي على كلمة غير وخاليه من الأفكار العلمانية و ..
: يوووووووو ياأزهااااااار..
: هذا اللي عندك يـ...
دق التلفون مقاطع نقاشهم , طالعوا الثنتين في بعض ونطوا يتسابقون مين اللي تلحقه أول , خرجت البندري من غرفتها وقالت بقرف وهي تشوفهم يتضاربون قدام التلفون : الحمد لله والشكر ..
مسكت العنود السماعة ومدت لسانها للبندري وقالت : ألوووووووو ..
و بوزت وهي تقول : آآآآآآآ هلا كيف حالك أم مبارك ؟؟
قاموا البنات يضحكون من قلبهم على قدر العنود اللي طيحها في جارتهم أم مبارك اللي تتكلم أحيانا بالساعات على التلفون بدون كلل أو ملل ..



******************************

اسير الصمت
09-04-2012, 02:49 AM
اتمنى ان الجزء اعجبكم
الي يقرأ اتمنى يحط توقعات على الجزء الثالث

NaZeK
09-04-2012, 02:50 AM
اهااا بدينا ندخل بمتاهات بس يلا نتابع
ايش ورانا >> بديت اخقققق ^_^

-قمر الليالي-
09-04-2012, 04:34 AM
ماشاء الله أختي اسير شكلها مطوله القصة
مادام وصلنا عند المكالمه الطويله
مشكوره أختي ماشاء الله أول مره اتابع قصه بهذا القدر
تسلمي اختي
ننتظر التكمله ان شاء الله

كيني
09-04-2012, 06:18 AM
:Mon113:
كملت..اريد الجزء الثالث....مااريد اتووقع...اريد التكملة هسة!!!!
:sadwalk:

ToOoha
09-04-2012, 09:20 AM
مشكوره يا أختي على الروايه الرااائعه

سلمت يداكِ الله يعطيكِ العافيه

تقبلي مروري

◦● nooгi
09-04-2012, 02:46 PM
بسسسسرعةة
كمليي انا تحمسست ع الاخيرر

اسير الصمت
09-04-2012, 03:18 PM
يسلموا على المرور الجميل و الردود الحلوه

◦● nooгi
09-04-2012, 03:24 PM
اححم
ننتظرك بقووووووووة

اسير الصمت
09-04-2012, 03:44 PM
الفصل الثالث


أغمض عينا ..
ارسم حلما لونه ..
اكتب شعرا ..

اسكن قصرا ..
اصنع مجدا يا هذا ..
طر في كل سما ..

أنت كما أنت ..
مازلت عبدا يا صاح ..
ستظل كذا ..

فاصنع خيرا ..
واهجر ظلما ..
جاهد معصية تغريك ..

تلثم فمك ..
تلمس قلبك ..
تهمس لك بكل دلال..

فأنت كما أنت ..
إنسان فان ..
ستهجر دنيا تناديك ..

ستدفن يوما ..
ستحاسب على كل خطيئة ..
ستتمنى لو كنت هنا ..



يوم السبت 20 / 1 /1427 هـ
في المنطقة الشرقية (( الظهران )) :

: جاسم يلا تأخرنا ..
أشر له جاسم بيده يعني روح وألحقك وهو يقول : خلاص نتقابل هناك , مع السلامة يا قلبي ..
زفر عدنان وقال : لا تقول لي هذي الخويه ..
حط جاسم جواله في جيب بنطلونه الرسمي وقال وهو يعدل قبعته : مالك دخل ..
: جاسم ..
قاطعه جاسم : واللي يرحم والديك ياعدنان ماني فايق لمناقشتك مع الصباح ..
قال عدنان وهو يلحقه : العرض دين يا جاسم ..
: طيب فهمنا ..
وقف عدنان وسط الصاله وهو يطالع فيه من ورى بضيق , كان وده يعطيه كف يفوقه من السراب اللي هو فيه , كيف قدرت بنت حقيرة بايعة نفسها تقنع رجال زي جاسم إنها تحبه وهو يحبها ومايقدر يستغني عنها , فين عقله ؟؟
لف جاسم لمن وصل باب الشقة وسأل : اشبك وقفت ؟؟ ما بتجي معايا ؟؟..
رماه عدنان بنظرة باردة وهو يقول : غصب عني بجي معاك, ترى سيارتي في الورشة إن كان نستك سواليف الخويه ..
ابتسم جاسم وغمز له وهو يهمس بلهجة مراضاة : يا حلاتك وانت معصب ..
ضحك عدنان وقال : الله يعينك على ماابتلاك , امشي وانت ساكت ..
ولمن ركبوا السيارة سأل عدنان باهتمام : اش أخبار الأهل ؟؟
تنهد جاسم وقال : زينين , أبويه اتصل علي اليوم الفجر يقول البنت فاقت من الغيبوبة ما أدري الصدمة اللي كانت فيها , وصوته كان ماش وهو يكلمني , حسيته متضاااايق وتعبان ..
: لا تلومه , والله مسؤولية كبيرة الله يعينه ويعطيه الأجر على اللي يسويه ..
: من ناحية الله يعينه الله يعينه , البنت مايعرف عنها غير اسمها , مو متحمس في موضوعها أحد قد العنود كل يوم ناطة مع أبوية المستشفى عشان تشوفها وأبوية يمنعها ..
ابتسم عدنان وقال في نفسه ~ هذ شكلها زي سحر خبله ومطيورة ~..
: ليش تبتسم ؟؟
قال ببرود وجفاء : والله ما دريت إنه أصدر قرار منع الإبتسام سيد جسوم ..
: ياالله تسكنهم مساكنهم , تراني ما ذبحت أمك عشان تعاملني كذا ..
ضحك عدنان وقال : والله ما قصدت أقولها بهاللهجة ..
: عارف إنك لو في يدك ماغنوم كان طخيته فيني ..
زاد ضحكه وهو يقول : والله لا ..
وقف سيارته قدام مبنى الشركة اللي يشتغل فيها عدنان وقال وهو يفتح له الباب ويخرجه : أقول اسكت تحسبني ما انتبهت قاعد تسأل عن الأهل عشان تحسسني بالذنب من موضوع الخويه , تراني فاهمك زين , عشرة عمر , يلا انقلع من سيارتي أخرتني عن الدوام , والله لو وقع الرائد مطر قبلي بأذبحك ..
قال عدنان اللي كان فعلا قاصد يحسسه بالذنب وهو يصك الباب ويلوح له : أشوفك نهاية الدوام , بالتوفيق ..
شخط من قدامه بدون مايودعه , بعد الدخان اللي قدام وجهه وهو يقول : أوريك شغلك بعدين يالنذل ..
و دخل الشركة …

*********************

جدة , حي الربوة :
في شقة في الدور الثالث :

(( إن الهاتف المطلوب لايمكن الإتصال به الآ.....))
رمت مشاعل الجوال على سريرها وهي تقول : حرام عليك يا أزهار اللي تسوينه فيني حتى جوال عامر مقفول ..
دخلت هالة الغرفة وهي تقول : بنت , الحناية لها ساعة تستناك ..
قالت مشاعل بحزم : قوليلها تجي بكرة ..
: مشاااااااااااعل الجواز بعد بكرة متى يمديك ..
قالت بصوت مخنوق : هي وعدتني تجي تتحنى هنا معايا ..
تنهدت هالة وقالت : أنا ماكنت بأتحنى لكن عشان ماتصنقر الحناية ليش قاعدة بلا شغلة ولا مشغلة بروح أتحنى وانتي دقي على أزهارو ..
رمت لها بوسه في الهوا وهي تقول : الله لا يحرمني منك ياعسل ..
: ادهني سيري , ادهني سيري , والله لا أوريك شغلك انتي والدب الثانية لا جات ..
: خليها تجي بس ..
: الله يقدم اللي فيه الخير ..
مسكت مشاعل جوالها ودقت على بريدها الصوتي واستمعت للرسائل المحفوظة من أسبوعين , وسمعت صوت الصافرة وبعده صوتها الدافي المرح يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , شعولتي أنا أزهار أدق عليك من جوال عموري لأنه جوالي حبيبي المبجل مو دولي , حاطه فيها مؤدبه ماتردين على أرقام غريبة يالدب كنت بأسمع صوتك , كيف حالك وحال نصور القلب ؟؟ أنا في عمان الجـو جنااان , وبعض ناس هنا يخبلون , حبييـ...
وانتهت الرساله , فتحت الرساله الثانيه اللي وقتها بعد الرسالة اللي قبلها بدقايق وبعد الصافرة على طول وصلها صراخ أزهار : تراني أكره الهبالات اللي في بريدك هذا يعني بالله كيف واحد يحط رسالته في هذا الوقت القصير , المهم لاينقطع مرة ثانية , حبيت أطمنك علي وعلى ماما وصدقيني كنت مؤدبة وماطيرت عيوني كثير , ياويلك لو تزوجتي قبل ما أجي , إن شاء الله بأجي جدة قبل يوم حناك , انتبهي لنفسك , أووه ويمكن نروح لمصـ.....
ضحكت نسرين كإنها تسمع الرسالة لأول مرة وقالت : الله يقطع شرها الخبلة ..
واستمعت للرسالة الثالثة الغير واضحة بسبب الشبكة واللي بعد الرسالتين بيومين : مشاعل تراني بأفجر البريد الصوتي اللي .......... , من حلات الصوت عاد ...... رسالة كل ....... وما حتتحرك إلا ........ ..........
... ..... بإذن الله , ادعيلي ..
تنهدت و دقت على رقم بيتهم وجلس الخط يرن ويرن بلا مجيب , غطت وجهها وهي تحاول تحبس دموعها اللي بدأت تهدد بالنزول , من يوم انخطبت قبل سنة ونص وهي متواعده مع أزهار على يوم الحنا , مستحيل ما تجي , أو على الأقل تتصل وتعتذر لوماقدرت تجي , أكيد صار شي , أمها تعبت بعد العملية أو....... ماتت ..
قامت من مكانها قبل ماتتجنن وهي تستعيذ من الشيطان الرجيم ومن الأفكار البشعة اللي بدأت تزورها , دق جوالها بنغمة مخصصتها لناصر اللي ملكت عليه من ست شهور , ماكانت تبغى ترد عليه وهي في هالحاله لكنها اضطرت لمن دق عليها للمرة الثانية , وصلها صوتها وهو يقول بحب واضح مع كل نبرة : سلام لأحلى ما خلق ربي بشر ..
حست بالدموع اللي قاومتها ترجع مرة ثانية تهددها وهي تقول بخجل : وعليكم السلام , هلا ناصر ..
: ياربي ست شهور وإلا الآن ماتغير اسمي إلا الآن , بعد بكرة زواجنا , أعطيني دفعة , قولي نصور , نويصر , نصصيرو , حبيبي , قلبي , حياتي اللي يناسبك , الخيارات كثيرة يا طويلة العمر ..
ضحكت من قلبها وقالت بدلع : بعد بكرة مو بعيد إن شاء الله ..
تنهد وهو يقول : اش بيصبرني , المهم تحنيتي ؟؟
سكتت للحظة بعدين قالت : لا ..
: ليه ؟؟
ماجاوبته وهي تسكت بتفكير , وبعد لحظة سألت بشك : ناصر إنت متصل ليه ؟؟
بان الإرتباك وهو يقول : حبيت أسمع أخبارك ..
لوت بوزها وقالت : ناصر , مين متصل عليك وقايل لك ؟؟..
ضحك وقال : ماشاء الله على حرمتي , ساحرة مايفوتها شي , هالة قالت إنك متضايقة عشان صحبتك ماجات إلى الآن من السفر ..
نزلت دموعها وهي تقول بصوت مخنوق : خايفة صار لها شي ..
قال ناصر بسرعة : افتحي باب المجلس أنا عند الباب , مع السلامة ..
طالعت في الجوال بصدمة ورجعت طالعت في نفسها في المراية وهي تتأكد من شكلها , طول عمره متهور هذا الرجال , وين جاي البيت والدنيا زحمة , مسحت عيونها وخرجت من الغرفة , تجنبت تقابل أحد وهي رايحة لمجلس الرجال , فتحت الباب بعد ماسحبت نفس طويل , ابتسم أول ماشافها ودخل وصك الباب وهو يقول : ذكريني متى زواجنا ؟؟
دنقت بخجل من دون ماتجاوبه , ضحك وقال : لو شافتني خالتي بتقطع رقبتي ..
ولمن مارفعت راسها قال بمزح ممزوج بالحنان : شعولة زعلانه , خلاص يا عمري راضي بناصر حاف إلى يوم الزواج ..
غطت وجهها بيدينها وهي تصيح من قلبها , وهو يقول : إن شاء الله مافيها إلا العافية , تفاءلوا بالخير تجدوه ..
قالت بصوت مقطع وهي ناسية خجلها من كثر الألم اللي تحسه : عمرها ماقطعتني هالمدة كلها , وحتى لو ماتقدر تكلمني تعطيني رنه , أخاف صار لأمها شي ولا لها وأنا ماني دارية ..
مسح شعرها وهو يقول : إدعي لها , مالك إلا الدعاء , ماتدرين يمكن تبغى تفاجئك في يوم زواجك , يلا ياقلبي لاتصيحين , والله دموعك غالية يامشاعل , انتبهي تراني بدأت أغار من أزهار هذي وبمنعك منها بعد الزواج ..
انتبهت لنفسها فبعدت عنه وهي تمسح وجهها بكسفة , قال : خلاص قلنالك راضين بناصر حاف ..
وبعد تردد قال : لازم أمشي دحين , تامريني بشي يالغلا ..
ابتسمت له وقالت : شكرا , انتبه لنفسك و آسفة على الإزعاج تعبتك ..

قاطعها وهو يتأملها : تعبك راحة ..
ولمن جا بيخرج قالت بهمس : ناصر ..
لف عليها ناولته ظرف مزخرف بحيا , رفع واحد من حواجبه وقال بتريقة تحبب : لا تقولين لي هذا رد على رسالتي اللي أرسلتها من أربع شهور ..
حطتها في يده بسرعة وفتحت الباب , قال وهو يفتحها : ماني رايح بأقراها ..
شهقت وصرخت وهي تصك الرساله : لا الله يخليك ..
واستحت وبعدت عنه وهي تهمس : إقراها لوحدك ..
: هنا ..
: لوحدك ..
قال برجا : طيب بس أول كلمة ..
فكرت وقالت بابتسامة لمن تذكرت إنها كتبت البسملة أول وبعدها السلام : وعد أول كلمه ..
قال : وعد ..
وفتح الرسالة وقال بابتسامة واسعة : زوجي الحبيب ناصر ..
تلون وجهها وهي تقول بخجل وصدمة : هذي مهي أول كلمة ..
قال وهو يطوي الرسالة : هذي أول كلمة طاحت عليها عيني , ماكذبت يا...... زوجتي الحبيبة ..
ردة فعلها كانت ضربة على كتفه قبل ماتشرد من قدامه , ضحك وقال قبل مايخرج : أحلى ضربة ..


*********************




(( هي ليست حرة لترسم مصيرها ..... ولكنها تحاول رسم مصير آخر ))


يوم الأحد 21 / 1 /1427 هـ
في مستفى الملك فهد بجدة :

: فرضتوها علينا فرض ودحين إلا تبغونا نزورها , ماني داخلة عليها أنا جاية بس مسايرة لأبوية ..
لفت البندري وجهها وكملت بتأكيد : لا يمكن أدخل معاكم ..
قالت أمها وهي تقوم من مقاعد الانتظار : براحتك , أخواتك بيدخلون ..
قالت العنود بحماس وهي تتبع أمها : من زمان ودي أشوفها , أصلا لو علي كان رجيتها وصدعت راسها من أمس من فاقت ..
طالعت الهنوف في أختها الصغيرة وقالت : بندري حبيبتي البنت ماسوت لك شي عشان تعادينها ..
: هنوف فكيني من محاضراتك , من جات والكل ماعنده سيرة إلا هي , روحي شوفيها أكيد بتموتين نفسك تشوفينها ..
تنهدت وقامت وهي تقول : الله يحنن قلبك عليها ..
لقيت أمها واقفة جنب الباب والطبيب يقول بإلحاح : ولا حرف واحد عن الماضي يا أم جاسم فاهمة ..
***
رفعت أزهار السرحانه راسها عن المخدة وهي تعدل طرحتها البيضاء اللي أعطتها لها الممرضة بعد ما ألحت عليها وجلست معتدلة وهي تطالع في الحرمة اللي داخله ورى الطبيب مطلق , ابتسم مطلق وقال : السلام عليكم , كيفك اليوم يا أزهار ؟؟
ماردت عليه بسبب انشغالها باللي وراه , كان قلبها ينبض بقوة من التوتر والخوف , لاحظ مطلق مؤشرات قلبها تزيد فقال وهو يحط يده على يدها القابضة على اللحاف بقوة : أزهار ..
لفت عليه بعيون زايغة ورجعت تطالع في الحرمة وهي تقول بصوت مبحوح ومحشرج : مين هذي ؟؟
قال بحزم عشان تسمعه وهو يمسك يدها ويرصها بحزم : هذي وحده تقرب لك ..
وأشر لهدى وهو يقول : أم جاسم تعالي قربي ..
حس بيد أزهار تعصر يده عصر من شدة التوتر وهي تقول باستنتاج : هذي أمي ..
خلاها تصدق اللي قالته بدون مايجزم وهو يبعد عنها وهو يقول : اسيبكم لوحدكم ..
فتحت هدى وجهها بخوف بعد ماخرج الطبيب , طاااااااااالعت أزهار في الوجه وهي حاسة بصدمة مرعبة لأنها ماميزت الوجه اللي كانت تنتظره من الصباح على أمل يرجع لها ذاكرتها اللي قالولها الأطباء إنها فقدتها , حست الظلام اللي داخلها ويلفها من فاقت كل ماله يزيد , أمس شافت الرجال اللي اسمه أبو جاسم واللي قالها بحنان ودفء وهو يضمها مادام إنك ناسية كل شي اكتشفينا من جديد واعتبريني أبوك , غمضت عيونها ورصت شفايفها بقوووة وهي تتمنى لو تنزل دمعه وحده بس تحكي لهم وضعها , دموعها هجرتها بشكل مخيف , حست يدين هدى تضمها بحنان وهي تقول : والله حاسة باللي تحسينه يا بنتي , والله حاسة ياحبيبتي , هذا قضاء الله وقدره ..
يمكنها فاقدة الذاكرة لكن صوت هدى لمس قلبها وحست نفسها مرتاحة له , يا إنها تعرفه من زمان أو عقلها هيأ لها هذا الشي عشان يلقى متنفس للخوف اللي بيذبحها , لفت أزهار وضمت هدى وهي تقول بصوتها اللي ماتعافى من تعبه : أمي ما أتذكر شي , حتى انتي ما أتذكرك , ماني متذكره شي ..
ضمتها أكثر وهي تهمس : بتتذكرين إن شاء الله ..
اللي ذابحها أكثر من دموعها اللي مانزلت حتى وهي في حضن أمها شعور البرود اللي ملأ أوصالها , ليش ماتصيح وتخرج كل اللي في صدرها ليش الإحساس معدوم عندها ؟؟
شوية كذا وقالتلها بتدخل الهنوف والعنود اللي المفروض إنهم أخواتها , الاسمين ماكان لهم معنى عند أزهار اللي طالعت فيهم بفضول , ابتسمت الهنوف بتوتر وقالت : كيف حالك أزهار ؟؟ أنا هنوف ..
قالت العنود وهي ترفع نقابها وهي تتقدم من السرير : كذا الوحده تسلم على أختها ..
ونطت على أزهار تحضنها بقووووووة وهي تقول بفرح حقيقي : أخيييييييييييرا شفتك صاحية يادبه , من بعد الحادث وهم مانعيننا نشوفك إلا من ورى القزاز ..
وبعدت عنها وضربتها على كتفها وهي تقول : كيف حالك يابنت ؟؟ والله خوفتينا عليك وصيحتينا وقلبتي بيتنا وحياتنا فوق تحت ..
لأول مرة من صحيت ابتسمت أزهار وهي تحك كتفها وهي تقول : ماني بخير كسرتي كتفي يالدب انتي ..
خلعت العنود عبايتها وقالت وهي تستعرض نفسها : هذا الجسم الفنان وتقولين دب ..
تأملتها طويله نحيفه وجهها مسمسم يدخل القلب وشعرها زي سواد الليل يوصل لآخر ظهرها لكن الشكل ما أعطاها أي ومضة في ظلام عقلها , ضحكت أزهار من قلبها وقالت : الحقيقة شبه عمود كهرب ..
استغربت ضحكتها وشافت الذهول عليهم كمان , جالت ببصرها عليهم وهي تفكر إنه هذولي أمها وأخواتها وهي تحسهم زي الضيوف اللي تشوفينهم لأول مرة لكن ……. ركزت نظرها على العنود اللي قالت بصوت مهزوز وابتسامة حلوة والدموع تلمع في عيونها : الله يديم هالضحكة , أحلى ضحكة سمعتها في حياتي ..
بلا مقدمات حست أزهار بدموعها تنزل زي الشلالات من عيونها لأول مرة من صحيت وهي تقول بصوت كسير : عنود سامحيني ما أتذكرك , ما أتذكر أحد حتى نفسي , اش اسمي ؟؟ مين أهلي ؟؟ كم عمري ؟؟ فين درست ومين صديقاتي ؟؟..
وصرخت بحرقة وهي تشهق بكى ويدينها تعصر اللحاف بقهر : ما أتذكر شي , أحس نفسي مخنوقة وخايفة ..
صاحت الهنوف من قلبها وحضنتها العنود وهي تقول بثقة : مو لازم تتذكرين , مو مهم , خليك زي ما انتي لا تتذكري ولا شي إن كان هذا بيسوي فيك كذا , إن شاء الله إحنا حولينك ومابنخليك لوحدك ولا لحظة , تعرفي علينا صدقيني ما بنخيب ظنك ..
دخلت الممرضة ونبهتهم إن الوقت المحدد لزيارة أزهار انتهى , سلموا كلهم عليها وجلست هدى جنبها توصيها على صحتها قبل ماتخرج , طالعت في الباب بمشاعر مضطربة ما كانت تبغاهم يروحون قبل مايقولون لها كل شي عن نفسها وعنهم , اش اللي وصلها لهالحالة , ولمن دخل مطلق عدلت طرحتها و حست بخجل فضيع من اللي سوته قبل شوي وهي تنزل راسها وتدخل يدينها تحت اللحاف , سحب مطلق الكرسي وجلس عليه على يسار سريرها وهو يقول : ها أزهار , اش شعورك بعد ماشفتي أهلك ؟؟ ارتحتي ولا لسه خايفة ؟؟
هزت راسها فقال وهو يمسك الملف اللي ناولته له الممرضة : أنا ما أسألك عشان تهزين راسك , تكلمي , أبغى أسمع صوتك ..
حمر وجهها وهي تقول بهمس : ماحسيت شي ..
قرب منها عشان يسمعها وهو يقول : معقوله ولا شي ..
بعدت أزهار عنه وهي تقول : شوية خوف ..
ابتسم وقال : يعني زي خوفك مني دحين ..
ماردت عليه وهي تدنق أكثر , كان عارف إنها مستحية مو خايفة , أمس رفضت تقابله من دون حجاب و خبرته الممرضة إنها سألتها إذا كان ممكن تكشف عليها طبيبه بداله , ابتسم وقال : أزهار يعجبني حيائك لكن أنا طبيبك النفسي يعني لازم تقولين لي اش تحسين بالضبط عشان نقدر نعالجك ولا ماتبغين تتعالجين ..
قالت بهمس : أبغى طبيبه إذا كان هذا ممكن ..
ابتسم وقال بهدوء : عندنا الدكتوره هيفاء لكن عندها إجازة إلى شهر خمسة ..
قطبت حواجبها بعدين قالت : إحنا في شهر كم ؟؟
كتب ملاحظات بسرعة وهو يقول : إحنا شهر واحد بالهجري محرم سنة 1427 متذكرة السنة ..
هزت راسها بلا , رجع يسألها أسئلة كثيرة كانت أكثر إجابتها بلا فحست بإحباط شديد رغم كلام مطلق المتفائل ..


*********************


يوم الأثنين 22 / 1 /1427 هـ
ليلة الثلاثاء في قاعة رهام للأفراح :


: صبيه في الكاستين ..
: وإذا انتبه أحد ..
: تبغين ناصر ولا لا ؟؟ إذا تبغينه حطيه ..
طالعت في كاسة العصير وهي مستحية تشربها قدامه , ابتسم ناصر اللي ماد لها يده وقال بهمس : شعولة يدي انكسرت , اشربي ..
شربت شوية من العصير وهي بتموت خجل ليش شاربتها من يده وقدام أهله وأهلها , قالت أخته وهي تعطيها الكاسة : دورك ياعروسة ..
حست الكاسة ثقيييييييلة وهي ترفعها له , مسكها عشان يساعدها وشرب منها وسط غطاريف أهله , وشوية قام عشان يزفونها وقال قبل مايخرج وهو يضغط يدها : مبروك يا نونه , أنا أسعد إنسان اليوم ..
ابتسمت له بخجل وهي تهمس : الله يبارك فيك ..
انفتحت ستاير الشرفة المطلة على القاعة أثناء موال الدقاقة ووقفت مشاعل تطل منها على الناس اللي يصفقون ويغطرفون , كانت الرؤيا ضبابية قدامها من الخوف والتوتر , ولمن بدأ الدق ووصلها صوت الطيران القوية تحركت للممر والدرج اللي تنزل منه وهي تدعي إنها ماتزل وتطيح قدام الخليقة , وأثناء مشيها البطئ حاولت تدور بين الوجوه اللي تلمحها عن أزهار ~ أزهار أنا قاعدة أنزف لناصر وانتي منتي معايا , أزهار وينك ؟؟ ~ كانت توزع للناس ابتسامة لصقتها لصق على شفايفها , وبعد وقوفها الطويييل في المنصة والناس اللي جات تسلم وتبارك قالتلها هالة إنه جا وقت خروجها , هنا بدأت دموعها تنزل , احتضنت أمها واخواتها وودعتهم وهي تتذكر أبوها المرحوم اللي كان حيكون أسعد رجال بزواج حبيبة قلبه مشاعل , من يومها وهي تعرف إنها المفضلة عند أبوها وكاتمة أسراره , مسحت دموعها وهي تلبس عبايتها وطرحتها قبل ماتخرج لسيارة أخوها عبد الله المشرعة , عبدالله و بندر أخوانها وصلوها إلى باب شقتها وودعوها هناك وهم يوصونها على نفسها وعلى ناصر , ومن خرجوا وانصك الباب وراهم جلست على الكنبة وهي تنفجر بصياح ماتوقعته , جلس ناصر جنبها وقال بخوف : مشاعل حبيبتي ليش هذا البكى كله , بكرة أوديك لهم تشوفينهم , لاتبكين ياقلبي ..



كانت حاسة بخنقة وضيق ماأحد ممكن يتصورها , كان ناصر يتمنى لو يلمسها أو يمسح على شعرها لكنه ماقدر شي منعه من إنه يواسيها , قام من مكانه وتحرك رايح جاي جنب الكنبه وأخيرا قال : أسيبك تههدين , بأروح أغير وأجي ..
دخل الغرفة وصك الباب وهو يفك أزرار ثوبه بضيق وهو يستغفر , رمى شماغه على السرير ودخل الحمام بسرعه وفتح الصنبور وطرطش الموية على وجهه , جلس يغسل وجهه قرابة خمس دقايق ولسه التعب والضيق اللي صابه فجأة ماراح ..
سحب المنشفة وخرج من الحمام ورمى جسمه على السرير وهو يغطي وجهه بالمنشفة ...
مسحت مشاعل أخر دموعها اللي وقفتها بالقوة وقامت من مكانها وهي تسحب نفس عمييييييق وتطلعه بشويش عشان تسترخي عضلات جسمها المشدودة , كانت مستغربة من هذي الإنفعالات هي صح خجلانه بس مو لهالدرجة يوصل الخجل ..
انفتح باب الغرفة وخرج منه ناصر اللي ابتسم وقال بحنان : كيفك ياعروسة ؟؟
رجعت الدموع لعيونها رغم كل الطاقات اللي بذلتها عشان تمنعها وغصب عنها غطت وجهها ورجعت تصيح بصوت عالي , تقدم ناصر ووقف قبل مايوصل لها وقال : أدخلي الغرفة ونامي ريحي شوية شكلك تعبانه ..
دخلت الغرفة ورمت نفسها على السرير وهي تصيح من قلبها ..
مرر ناصر يده في شعره وجلس على الكنبة وهو يقول : لاحول ولا قوة إلا بالله ..


*********************

NaZeK
09-04-2012, 03:53 PM
اخاف على كثر الحماس يابنات نحترق !!

الشعب يريد تكملة الروايه ^__^

◦● nooгi
09-04-2012, 04:24 PM
اسير لاتوقفين كذا كمليها ورا بعض
ولا بنفجر الحين
:D

اسير الصمت
09-04-2012, 04:29 PM
بعد صلاة يوم الجمعة 26 / 1 /1427 هـ :
في المستشفى :

بعد أيام عانت فيها أزهار من كثر الأشعة اللي سووها و سحب الدم والإختبارات اللي خضعت لها شفويا وكتابيا أثناء الجلسات اللي اضطرت لها مع الدكتور مطلق ؛ سمحوا لها إنها تخرج , كان أبوها وأمها والعنود يزورونها يوميا أما الهنوف والجوهرة اللي جات آخر الأسبوع من الباحة زاروها مرتين بس , ومن كلام العنود عرفت أزهار إنه عندها أخويين وأخت رابعة ماقدرت تجي , أزهار ما أخذت في خاطرها لأنه مشاعرها نحوهم مبهمة , هي إلا الآن ماتعودت على أمها و أبوها فكيف باقي العائلة ..
لبست أزهار العباية اللي جابتها لها أزهار وحست بضيق حاولت ماتبينه لأهلها اللي مهي عارفه كيف كان تعاملها معهم سابقا والعكس ..
: أزهار اشبك ؟؟
لفت أزهار على العنود وهزت راسها وهي تقول : ولا شي ...
قالت أمها باهتمام : تعبانه شي يابنتي ؟؟
كتمت زفرة كانت بتطلع من صدرها وهي تهز راسها بلا وهي تستغفر بداخلها , دخل أبوها وقال : جاهزات , الدكتور بيدخل شويه ..
تغطوا كلهم حتى أزهار لبست نقابها اللي هو كمان ماعجبها , سلم مطلق وقال : كيف نفسية مريضتنا ؟؟ متحمسة للخروج من المستشفى ؟؟
ابتسم لمن ماجاوبته وقام يشرحلها مواعيد الأدوية اللي تاخذها ونبهها إنها لازم تحضر الجلسات اللي حددها لها وختم كلامه وهو يقول برقه : انتبهي لنفسك يا أزهار , في أمان الله ..
قالت بهمس مختصر : شكرا يا دكتور ..
شبكت العنود ذراعها في ذراع أزهار بعد ماراح الطبيب وقالت بحماس : يلا البيت ..
ابتسمت أزهار وقالت بتردد : يلا البيت ..
طول الطريق والعنود تثرثر في أشياء متنوعة وأزهار تستمع لها بانصات , كانت تحس في العنود شي مألوف ماتدري اش هو بالضبط لكن الألفة هذي تزداد لمن تمزح معاها العنود وتبدأ تضاربها , كانت أملها يزداد مع كل لحظة إنها حتتذكر شي لمن توصل للبيت اللي عاشت فيه وبالذات لغرفتها , أكيد كل إنسان له رابط خاص مع أشياءه الخاصة , دخلت السيارة من باب الجراج الكهربائي ونزلت أزهار منها وشافت الحديقة المبلطة بحجارة فخمة بلون غبار الورد , حست بانتعاش لمن شافت الأجزاء المزروعة من الحديقة مليانه فل و أزهار , قالت أمها وهي تمسك يدها : تعالي ندخل ..
طلعت درجات بسيطة تودي لباب خشبي له نافذتين قزاز لها شبك حديد مزهر , فتحت الباب الخدامه الأندونيسية اللي سمعتهم ينادونها بسيتي , ابتسمت للخدامه وهي تقول : كيف حالك سيتي ؟؟
واستغربت ارتباكها وهي تقول : كوييييييس الهمد لله ..
شافت المجالس الواسعة بستايرها الممدوده من السقف لأرض الغرفة و اللوحات المأطرة بالخشب الذهبي والسجاجيد الكبيرة المتلائمة مع الكنب الفاخر فحست بانقباض في قلبها وشعرت برغبة إنها تشرد من هذا البيت , دخلت لصالون أوسع من اللي قبل , عيونها دارت بسرعة في المكان , كنب , رفوف مليانه تحف , تلفزيون شاشته أقل شي 45 بوصة , درج متفرع لدرجين داربزينه غريب , ممرات من اليمين واليسار , نجفات كرستال كبيرة , خدامتين غير سيتي واقفات باحترام ..
: أزهار , أزهار ..
كانت أزهار تسمع صوت العنود كإنه جاي من بير سحيقة وسمعت وشوشة مزعجة في أذانيها وضباب قدام عيونها , سدت أذانيها وهي تقول : ازعاج ..
زادت الأصوات وتوقفت فجأة , صرخت العنود بخوف لمن مالت أزهار وطاحت على الأرض مغمي عليها وركعت جنبها وهي ترفع راسها بخوف وهي تصرخ : أزهار , أزهار ..
شهقت أمها وجريت لهم , ضمت أزهار وصفعتها بشويش على خدها وهي تقول بخوف : أزهار , أزهار , أحمد اتصل على دكتورها بسرعة وقوله البنت أغمي عليها , سيتي جيبي مويه بسرعة , أزهار حبيبتي , أزهار سامعتني ..
نزلت الهنوف من الدرج بسرعة وهي تقول بخوف : اش صار ؟؟ اش فيه ؟؟
وطلت البندري براسها من الدور الثاني وقالت بتنهيدة : بدأنا المشاكل أففففف .


*************************




في شقة ناصرومشاعل :

قال الشيخ وعيونه مثبته على الأرض : انتم الإثنين والحمد لله مؤمنين بقضاء الله وقدره وإني لا أزكيكم على الله ولكن إن شاء الله أحسبكم من الصابرين , فالذي تمرون به بلاء عظيم , أسأل الله أن يشفيكم منه ..
كان الصمت هو سيد المكان بعد كلام الشيخ , طالعت مشاعل من ورى غطاها لناصر اللي جلس على الكنبة الثانية اللي جنبها وهم الإثنين مقابلين للشيخ اللي له يومين يقرى عليهم من بعد ماعرفوا حقيقة النفور اللي كان بينهم ونزلت عيونها من رفع ناصر راسه ولف عليها , كان معظم دموعها من غزارتها تطيح من دون ماتمر بخدها , وغصب عنها انفلتت كم شهقة منها , قال الشيخ بصوت أبوي حنون : عليك بالصبر يا أخت مشاعل , أعلم أن ماتمرين به صعب جدا و لكن اعلموا والكلام موجه لك أيضا يا ناصر أن الله ما ابتلاك إلا لأنه أحبك وما حرمك و أخذ منك إلا ليعطيك , وأجر الصابرين لايخفى عليكم , أجرهم عند الله بلا حساب , فاصبري واحتسبي لعل الله يعطيك من بعد الضيق مخرجا ..
كلماته كانت زي البلسم على قلب مشاعل المجروح , ولمن دخل أخوها عبد الله المجلس خرجت , قال الشيخ : هذي موية مقري عليها , اشربوها , وإن شاء الله فيها الشفاء ..
شال عبد الله كاسة الموية لأخته اللي جالسة في الصالة مع أمه وزوجته وطالع ناصر في كاسة الموية اللي في يده وقال : بسم الله الشافي المعافي ..
شرب الموية كلها وهو يدعي جوة قلبه إن الله يزيل البلى اللي انحط له هو و مشاعل, بعد فترة حس بغثيان مفاجئ وقبل مايستوعب اللي يصير قام يطلع كل اللي في بطنه , ماكان حاس بيدين الشيخ اللي قام يمسد ظهره بحنان وهو يقرى بصوت عذب كل اللي كان حاسه إنه روحه بتطلع من جوفه ...
سألت مشاعل وهي تطالع في عبد الله بعد ماشربت الموية : ناصر شرب منها كمان ؟؟
: إيوه , الشيخ قال السحر اللي انعقد لك إنت واياه سحر مسقي وهو أصعب أنواع السحر , لكن إن شاء الله القراية والموية المقري عليها تخففه ..
ولمن راح عبد الله المجلس قامت أمها تصيح وهي تغطي وجهها بمسفعها , ابتسمت مشاعل وقالت بصبر وهي تضم أمها : أمي حبيبتي الله يقدم لنا اللي فيه الخير , الله يقول أنا عند حسن ظن عبدي بي ..
قالت لمى زوجة عبد الله : عمتي الله يهديك وين إيمانك يئستي من رحمة ربي ..
قالت أمها : والله مايئست , وأنا عارفة الكلام اللي تقولونه زين لكن غصب عني مقهورة جوة قلبي , حسبي الله ونعم الوكيل على اللي سوا فيكم كذا , حسبي الله ونعم الوكيل ..
تغير وجه عبد الله لمن شاف حالة ناصر كان شبه دايخ وهو جاثي على ركبه على أرضية المجلس ويدينه ذبلانه والشيخ ضام راسه لحضنه , راح على طول على الحمام وجاب المنشفة وحطها في حضن ناصر اللي لحيته وثوبه كلها تعدمت , سأله الشيخ : كيف أختك ؟؟
هز راسه وقال : ماصار لها شي ..
سكت الشيخ بعدين قال : عبد الله جيب له ثوب جديد , إن شاء الله إنه طلع السحر اللي في بطنه ..
راح عبد الله على طول وقال لنسرين الجالسة بصمت حسسه بالإختناق : مشاعل هاتي ثوب لناصر ..
قالت بخوف : ليه ؟؟ صار له شي ؟؟
ولمن شافته مايتكلم مسكت ذراعه وهزته وهي تقول : ناصر صار له شي , عبود تكلم ..
قال باختصار : شوية تطليع وقف دحين لاتخافين ..
راحت تجيب الثوب وهي تفكر وتربط المواضيع , وبعد ماراح أخوها حست إنه اللي في زوجها أكيد من أثر القراية , لكن لي هي ماصار لها نفس اللي صار له ..
تعاونوا وسدحوه على الكنبه بعد ماغسل وجهه بالقوة ولبسوه ثوبه , وبعدها جلس الشيخ على الأرض وبدأ يقرى بصوت وهو حاط يده اليمين على بطن ناصر , مسح عبد الله الأرض وشال المنشفة والثوب وحطها في الحمام ورجع جلس على وحده من الكنب وهو يستغفر ويتنهد بتعب ...


*************************



فتحت عيونها وتأملت السقف المزخرف بالجبس بحيرة ولفت على جنب , كانت الغرفة شبه مظلمه بدد ظلمتها أبجورة حلوة على شكل دلفين محطوطة على طاولة صغيرة جنب السرير , قامت أزهار بخوف وطالعت يمين ويسار , الغرفة كانت واااسعة وفيها سرير ثاني مرتب قدامه مكتب صغير يشبه المكتب المقابل لسريرها , الغرفة لها بابين وتسريحة وطاقة كبيييرة وطوييييلة تفصل بين السريرين , قامت من السرير وانتفضت لمن حست ببرودة السيراميك تحت رجولها , عصرت مخها بتتذكر هي فين , وبعد لحظة تفكير رجعت لها الصور السابقة , أمها وأبوها , الدكتور والمستشفى , أخواتها والبيت , انتفضت لمن انفتح الباب اللي على اليسار ودخلت منه الهنوف اللي شهقت بخلعة لمن شافتها قاعدة وسط الظلام , ابتسمت أزهار وقالت : فجعتك ؟؟
فتحت الهنوف النور وقالت بابتسامة حلوة : عادي , إن شاء الله ارتحتي في نومك ياعسل ..
: اش صار ؟؟
قالت وهي تجلس جنبها : ولا شي خطير , أغمي عليك بسبب التعب وشلناك للغرفة ..
فكرت أزهار بعدين سألت فجأة : ليش أحسكم كلكم رسميين معاي إلا العنود ؟؟
ارتبكت من السؤال المفاجئ وأنقذها دخول العنود اللي صرخت : صحيتييييي أخيييييييرا , يلا ناكل تراني ماااااايته جوع وماتغديت كله عشان أتغدى معاك ..
: ليه ؟؟ الساعه كم ؟؟
ابتسمت لها العنود ابتسامه طفوليه مبينه كل أسنانها وهي تقول : الساعة 12 الليل ..
شهقت أزهار وهي تنط واقفة وتصرخ : كذاااااااااابة , الصلاااااااااااة , ماصليت لا عصر ولا مغرب ولا عشى , ليه ماصحيتوني ؟؟ ياربي أستغفرك وأتوب إليك ..
وتأففت وهي تتحرك لوسط الغرفة وهي تقول : الحمام , وين الحمام ؟؟
أشروا لها مع بعض على الباب اللي على اليمين وضحكوا لمن دخلت بسرعة وهي تطبق الباب بكل قوتها , قالت الهنوف وهي تطالع في باب الحمام المصكوك : صراحة ماتوقعت صرختها عشان الصلاة ..
هزت العنود راسها وقالت بابتسامة : ولا أنا , صراحة شكلي بأستمتع مع أزهار , وناااااااااااسة , ياليت أبوية خلاها تجي غرفتي وخلى البندورة المزعجة عندك ..
قالت الهنوف وهي تخرج سجادة وشرشف صلاة : ياويلك لو سمعتك البندري ..
قالت بلا اهتمام : خليها تطق راسها في الجدر وترى جدران غرفتنا كثيرة يعني بتشبع ..
: الله يقطع شرك ...
وقفت أزهار متنحة وسط الحمام , ليش حسته حلو وأنيق وواسع بزيادة ؟؟ وليش شافت إن البانيو يوسع قبيلة ؟؟ تأملت وجهها في المراية وهي تقول انتي مين ؟؟
وتعوذت بداخلها لمن تذكرت إنها في الحمام , توضت وتذكرت مع الوضوء إنه الممرضة أعطتها زمام ذهب أبيض وقالتلها إنه حقها , خرجته من جيبها ولبسته كان له كريستاله حلوه بلون السما لمسته وهي تطالع في المراية بذهن مشوش , وخرجت لمن حست بالتعب من التفكير اللي يوديها دايما لطرق مسدوده ..
لقيت السجادة مفروشة فوق الزولية المناسبة للون الغرفة وفوقها الشرشف والبنات مهم موجودات , لبسته وصلت فروضها وبعد ماخلصت انسدحت فوق السجادة وهي تفكر بالمستقبل بعد ما يئست من التفكير في الماضي , هل حتظل فاقدة للذاكرة كذا طول حياتها ولا بتسترجعها زي ما أكد لها الدكتور مطلق اللي حذرها من قبل ماتخرج إنها ماتسأل عن الحادث اللي صار لها أبدا ؟؟ عائلتها مصدومة ولا متضايقة ولا اش شعورها من اللي صار لها ؟؟ كيف حتعيش وتتصرف مع الناس اللي ماتدري هم اش حيقولون ؟؟ هل لها جدة وخالات وعمات لازم تقابلهم وتتصرف معاهم وعلى أي أساس ؟؟
بكت بصمت وغمضت عيونها وهي تهمس بحرقة وعذاب : يااااارب , رحمتك وسعت كل شئ , يارب ارحمني مما أنا فيه , اللهم لا منجى وملجأ منك إلا إليك , اللهم أنت تعلم ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس , يارب ارحمني ..
كتمت صوتها اللي بدأ يعلى وهي تغطي وجهها بالشرشف وتقول : ياااااااارب , يااااااااارب ....
دخلت العنود وقالت : زهوره خلصتـ...... أزهار ..
جريت بخوف لأزهار المرمية على السجادة وهي بشرشفها ولفتها وهي تقول : أزهار اش فيك ؟؟
ولمن شافتها غااااااااايصة في نوم عميق زفرت براحة وضربتها على كتفها وهي تقول : تراب فجعتيني يا كيس النوم ..
وقامت تصحيها وحطتها على سريرها اللي مشيت له مترنحة ولحفتها وخرجت بعد ماطفت النور وهي تقول : تصبحين على خير ...


************************


كان يدندن وهو يدخل الشقة اللي يتشاركها مع اثنين غير عدنان و المؤلفة من غرفتين نوم تتوسطهم صالة ومطبخ ومجلس صغير منعزل ولها حمامين , حمام جنب غرفة هاني وأيمن وحمام قريب من المجلس , لقي عدنان قدامه في الصاله جالس قبال التلفزيون والمحمول في حضنه قاعد يكتب فيه , قال السلام ولمن رد عليه عدنان بهمس ماوصله قال : السلام لله , اش مصحيك لهالوقت ماقلت بتنام عشان بكرة عندك اجتماع مهم إنت اللي بتقدمه ..
قال بصوت جامد : يعني مفتكر حكاية الإجتماع !! زين ..
عرف جاسم إنه نبرة صوته هذي معناها استعداد لحرب كلامية ماكان فايق لها فدخل الغرفة من دون مايناقشه لأنه عارف وجهة نظر عدنان اللي لا يمكن تتغير ..
زفر عدنان وقال من بين أسنانه : الله يحرقها من بنت ..
ورجع استغفر وهو يذكر نفسه إنه صاحبه اللي يعزه ويغليه هو جزء من اللي يصير واللوم مو كله على البنت , خرج جاسم من الغرفة وهو شايل ظرف بيج رماه على عدنان وهو يقول : بالتوفيق , بأروح أنام ..
فتح عدنان الظرف وخرج الأوراق , ابتسم لمن طلعت التقرير اللي طلب منه يطبعه من الكتاب على برنامج وورد وقال بصوت عالي : شكرا ..
ورجع لشغله وهو يدعي الله إنه يفك صاحبه من البلوة اللي هو فيها ويغفر له ذنوبه , طلعت له نافذة ماسنجر حورية بحر جدة : صباح الخير ..
قال : أنا ناقصك يابنت الناس تراك جبتيلي الصداع ..
صك النافذه وطنشها مارد عليها , رجعت نافذه ثانية حورية بحر جدة : صاحي لهذا الوقت ليه ؟؟ ماعندك دوام بكره يا مهندس ؟؟..
قفل النافذه وحط الحالة غير متصل وكمل شغله وهو يقول بحرقة : ماعاد في بنات صاحيات , انعدم الحياء الله يستر علينا وعلى المسلمين ...


*******************

تأففت العنود وهي تصك جهازها ودفنت راسها بين يدينها , سحبت البندري اللي جالسة على سريرها سماعات لاب توبها اللي في حضنها وسألت : اش فيك ؟؟
رفعت العنود راسها وحكت شعرها بقهر وهي تصرخ بعدين لفت على أختها وقالت : ولا شي ..
شمقت البندري وهي ترجع سماعاتها و تقول : الحمد لله والشكر على نعمة العقل ..
قالت العنود وهي تقوم من مكتبها : خلينا العقل لك يالعبقرية ..
وخرجت للصالة في نفس اللحظة انفتح باب غرفة الهنوف وخرجت منه ومعاها أزهار , قالت الهنوف بابتسامة : صحاها الجوع ..
قالت العنود بحماس وهي تسحب أزهار من يدها وتجرها للدرج : تعالي نحط لنا أكل ..
تبعتهم الهنوف وهي تقول : عنود شوية شوية على أزهار ..
جلست أزهار متربعة فوق الكرسي الخشبي وهي دافنة يدينها في حضنها من البرد وعيونها تتابع أخواتها باهتمام وهم يدورون في المطبخ عشان يجهزون وجبة محترمة على قولتهم لها , ابتسمت على مناوشاتهم اللي ماتنتهي ولاحظت إنه العنود رغم إنها أصغر من الهنوف إلا إنها هي المسيطرة على المكان , هل شخصيتها تشبه العنود ولا الهنوف ولا البندري اللي ماشافتها إلى الآن ؟؟ سألت فجأة : وين البندري ؟؟
توقفوا الثنتين عن الحركة وقالت العنود بسرعة : نايمة ..
فكرت أزهار بعدين سألت : ليش كلكم أسماءكم تبدأ بأل التعريف ماعدا أنا ؟؟..
وبدأت تعدد على يدينها : الجوهرة , الهنوف , العنود وحتى البندري ..
قالت العنود بتريقة : احمدي ربك اللي نجيتي من هذه التسمية , أمي لو عليها كانت بتسمي العالم كله بأسماء تبدأ بأل ..
: بس أزهار اسم غريب مره ..
قالت الهنوف لمن تذكرت : أظنه على اسم وحده من جداتك ..
دعست العنود رجلها فتداركت وقالت بسرعة : جداتنا , أزهار أجيبلك لك روب يدفيك , شكلك بردانه ..
قالت أزهار وهي تفرك ذراعينها : شكله عشان دوبي صاحيه من النوم , ماعليك أنا أحب البرد ..
وسكتت بعدين ابتسمت وقالت بفرح : أنا أحب البرد صح ؟؟
هزوا راسهم بإيوه يوافقونها بلا تردد , ذبلت ابتسامتها وهي تقول بعيون سرحانه : أحس نفسي بلا شخصية , أنا اش كنت أحب أكل ؟؟
قالت العنود وهي تحط ورق عنب وتبولة ومناقيش وجبنة وحلاوة طحينية وفول وحمص و مخلالات : ذوقي واعرفي , شوفي الجانب الحسن في الموضوع , ابتكري الشخصة اللي تعجبك وطبقيها ..
دقتها الهنوف وهي تقول : عنود اش هالكلام اللي ماله طعم ..
ضحكت أزهار وقالت بمرح وهي ترمي التفكير في الماضي وراها : فكرة حلوة , ناوليني العيش عشان أبدأ أختار أطباقي المفضلة ..
غمزت العنود لأختها الكبيرة اللي قاعدة تصب الشاهي والحليب ومسكت جهاز التحكم وفتحت التلفزيون وهي تجلس جنب أزهار على الطاولة , رفعت أزهار راسها وطالعت في التلفزيون باستغراب , كانت العنود تنقل القنوات بسرعة وتجمدت يدها لمن شافت لقطة من فيلم كان البطل والبطلة فيها في وضع مشين وهي تقول بتريقة : الهنوف طالعي ..
شهقت أزهار بقوة وقالت الهنوف وهي تبعد نظرها : عنود ياقليلة الأدب حولي القناة ..
انشرقت أزهار من قوة شهقتها وقامت تكح ورى بعض , جريت الهنوف وناولتها كاسة موية وهي تقول : بسم الله عليك ..
ودقت العنود ظهرها وهي تقول : اش فيك يالخبلة ؟؟ اشربي الموية ..
شربت أزهار شوية من الموية ودموعها تنزل من قوة الشرقة وبعدين مسحت دموعها وهي تقول بصوت مخنوق : فجـ...
وقامت تكحكح وتتنحنح إلين سلكت حلقها وكملت بصوتها المخنوق : فجعتني اللقطة , استغفر الله هذا إيه ؟؟ قررررررف ..
ضحكوا الثنتين من قلب على تعابير وجه أزهار المتقزز ..



*********************

اسير الصمت
09-04-2012, 04:31 PM
نازك خففي شوية حماس عشان اخلص
رجاءا العنود هذي تعجبني مررره لا احد يفهمها غلط

NaZeK
09-04-2012, 04:39 PM
بديت اتشنج @__@

اسير الصمت
09-04-2012, 04:39 PM
بدأت الأيام تمر بسرعة بعد ماقررت أزهار في أعماق قلبها إنها تعيش يومها وتتطلع لمستقبلها , خاصة إنها وجدت إنه أسئلتها الكثيرة اللي تطرحها على عائلتها تبقى بلا جواب أو يجاب عليها بطريقة مبهمة وعذرهم الوحيد إنه أوامر الدكتور مطلق الحازمة كانت ومازالت تنص على هالشي ..
: اليوم لمن جلسوا يتذكرون رحلتهم لحديقة الحيوان اللي رمى فيها القرد قارورة موية صحة على راس العنود , وجلس كل واحد يوصف ردة فعله سألتهم أنا اش سويت سكتوا كلهم ..
طااالع فيها مطلق للحظة بعدين سأل : وبعدين ؟؟
زفرت وهي تطالع في شبح أبوها الجالس على مقعد بعيد نوعا ما عنهم وقالت : ولا شي قالت العنود إني ما كنت معاهم كنت مع أمي في البيت ولمن سألتها ليش راحوا من دوني واش السبب اللي ماخلاني أروح قالت ماكنت في عقلك ذاك الوقت ..
ابتسم لردود العنود المبهمة وقال بلهجة اللي يقرر واقع وهو يكتب ملاحظاته كعادته : وانتي حسيتي وقتها إنك منبوذة وغريبة عنهم وغصب عنك بدأتي تحاولين تجبرين عقلك على التذكر ..
كان عارف إن العلاج الأنسب لفاقدي الذاكرة هو تذكيرهم بكل الأشياء والأماكن والأشخاص اللي يحبها ومساعدتهم على القيام بالنشاطات اللي كان متعود عليها , لكن شخص مجهول زي أزهار اش ممكن يذكرونها به ؟؟ صعب التعامل معاها عشان كذا أصر مطلق إنه محد يجاوبها على أي سؤال مهو متأكد مليون في المية من صحته زي اسمها اللي قالت لهم أم أحمد إنه اسم مرة خالها اللي هي جدة أزهار ..
اتضايقت من ابتسامته ومن معرفته لدواخلها بالرغم إنه من المفروض إنها ترتاح إنه في أحد فاهم شعورها فسألت بضيق : دكتور أنا كيف فقدت الذاكرة ؟؟ ما أحد راضي يجاوبني حتى انت , يمكن لو قلتلي أتذكر شي بسيط , أنا تعبت من الظلام اللي عايشته ..
حدق في عيونها وقال فجأة وبسرعة مباغته : غرقتي ..
الكلمة صفعتها بقوة لأنها ما توقعته يجاوبها , وبعد ما تمالكت نفسها قالت بهمس : غرقت ؟؟ فين وكيف ؟؟
قال بهدوء وهو يوجهها بعيد عن الأسئلة بطريقته : لمن قلتلك غرقتي انصدمتي ليه ؟؟
فكرت شوية بعدين قالت : ما أدري ليه كنت معتقدة إنه بسبب طيحة ولا حادث أهم شي إنه ضربة على الراس ..
ابتسم وقال : لمعلوماتك فقدان الذاكرة مو مرتبط بالصدمات الجسدية بس , بالصدمات النفسية كمان , ضغوط العمل , الخوف الشديد , عوامل كثيرة تؤدي له ..
فتحت فمها بتسأله ليش قالها لكنه سبقها وقال وهو يصك الدفتر : عارف إنك بتدورين عليها في الكتب , في الأنترنت , لازم يجيك فضول انتي منتي صغيرة تكتفين بكلام الطبيب , عشان كذا أنا قلتلك , بعدين ماشاء الله عليك نفسيتك كل مالها تتحسن وهذا شيئ مطمن عشان كذا أعطيتك جواب ..
ماحبت تقوله إنها دورت في الأنترنت لكن الموضوع كان متشعب ومعقد ودوخ لها راسها وما أعطاها إجابات شافية لأسئلتها , قامت من كرسيها وطالعت في ظهر مطلق اللي قاعد يتكلم مع أبوها , كانت عارفة إنها أسوأ مرضاه , وإنه يتعب معاها كثير , فهي أصرت تقعد ببرقعها أثناء الجلسة و مارضيت تجلس معاه من دون أبوها , عدلت طرحتها ونقابها ووقفت بصمت ورى أبوها اللي صافح الدكتور, ولمن قال : نشوفك على خير بعد أسبوعين يا أزهار..
فكرت إنها استحت وماقدرت تقول له على ملابسها اللي ماتعرف ليه تكرهها وتحسها مهي مناسبة لذوقها , هذا الشي مو طبيعي أكيد , قررت إنها تقوله هذا الشي في الجلسة الجاية لو قدرت , قالت بهمس وهي مقدرة محاولاته المستميته لمساعدتها و لكسب ثقتها : شكرا يا دكتور ..
ابتسم وقال : على إيه ؟؟ واجبي , يلا بالتوفيق ..
سألته : طيب الحبوب ؟؟
قال : نفسي أعرف ليش تكرهينها , خففنا لك الجرعة لحبة في المساء , داومي عليها إلين أطلب منك بنفسي إنك تسيبينها , صدقيني يا أزهار مالها أي مضار بإذن الله ..


*********************





: أزهار يلا الله يخليك ..
طالعت أزهار في عبايتها المعلقة وأخيرا لبستها غصب عنها , ركبت سيارة
أبوها الجيب , البندري حلفت ماترجع ورى في آخر مقعد وهي تقول : نقص علي أرجع ورى , خلوا أزهار ترجع ورى ..
ضربتها العنود بطرف يدها وهي تقول : أزهار اكبر منك يالوقحة , خلاص أنا أرجع ورى ..
وقبل ماتصك المقعد ركبت أزهار ورى لأنها ماتبغاها تقعد لوحدها , وطول الطريق وهي تطالع في الشوارع بمشاعر مختلطة , ولمن وصلوا للمول قالت أزهار : هذا عزيز مول اللي صدعتي راسي تبغين تتسوقين فيه ؟؟
نزلت البندري وهي تقول بسخرية : ما أظنها قيد جات هنا ..
قالت الهنوف بهمس : لا تسمعك ..
قالت العنود بغيض : والله لو إني مني ورى كان بالجزمة على فمك ..
انتبهت أزهار وسألت : اش فيه ؟؟
و سكتت لمن أمها قالت : عنود اش هالكلام ؟؟ شوفوا لو ماسكتي انتي واياها ترى أرجع البيت دحين ..
نزلوا بصمت تخترقه همهمة العنود اللي باين إنها قاعدة تسب من قلبها , ضحكت أزهار وقالت بهمس : عنودي انتي ليه زي البس والفار مع البندري ..
قالت : لأنها غبية وعبيطة ومتكبرة وماتدخللي من زور ..
طالعت أزهار في البندري اللي لابسة عباية عليها رسمة فراشة بالكريستال في ظهرها أكبر من الفراشات اللي في الأكمام والطرحة , البنت هذي إلى الآن مافهمتها , كلامها جاف وبارد مع الكل مو بس معاها لكن نظراتها لها دايما متعالية , أحيانا تحس كإنه في عداء خفي بينهم , من خروجها من المستشفى ما حاولت البندري تسلم عليها أو تسألها عن حالها وهذا شي غريب بين الأخوات , بس يمكن كان في خلاف بينهم قبل الحادث ونسيته مع كل الأشياء اللي نسيتها , انتبهت من شرودها لمن لمست يد الهنوف كتفها وهي تسألها : أزهار اش فيك ؟؟
ابتسمت أزهار وقالت وهي تتأملها : ولا شي ..
عبايتها على الكتف عادية سادة بدون أي شي ملفت وطرحتها طويلة نوعا ما تدل على شخصيتها الهادية , كانت الهنوف انسانة منعزلة نوعا ما حالها حال نفسها , حتى في غرفتهم المشتركة راسها في مجلاتها أو كتبها , ماتتكلم كثير لكنها تشارك بكلامها الموزون لمن يطلب أحد شورها , عموما تعتبرها أزهار الأخت الكبيرة الحنونة كاتمة الأسرار ...
: أزهااااااااار..
لفت أزهار يمين ويسار وهي تدعي إنه ما التفت أحد عليهم بسبب صوت العنود العالي , مشيت لها وقرصتها وهي تقول : أولا لاتناديني باسمي وثانيا رخي صوتك يالمتخلفة في سوق احنا مو في البيت ..
حكت العنود مكان القرصة وقالت : طيب كنتي رايحة وأنا أبغى أوريك لبس عجبني ..
قالت بهمس وهي تشوف شابين يبتسمون لهم : طالعي اش سويتي ؟؟ راسمين لنا ابتسامة معجون الأسنان ..
كتمت العنود ضحكتها وهي تقول : بقي اللمعة اللي تطلع في طرف الأسنان في الدعاية ..
دفتها للمحل وهي تقول : فايقة , امشي بطني مغصتني منهم ..
: ياخوافة ..
دخلوا للمحل واشترت العنود اللبس اللي دخل مزاجها رغم اعتراضات أزهار اللي شافته مو مفهوم راسه من رجله , ولمن خرجوا لقيوا الشابين قاعدين متكين على الجدار اللي جنب المحل , قالت أزهار : الله يقطع شرك لصقتيهم فينا ..
طنشتهم العنود وهي تمشي للمحل الثاني , حست أزهار نفسها تحت رحمة عيونهم الليزرية اللي صلختها من عبايتها وعرتها , ولمن دخلوا المحل وقفت أزهار قدام المراية في المحل وتأملت شكلها , العباية خلتها رزه وأعطتها منظر أحلى مية مرة من منظرها لو مشيت بملابسها , واللثمة حلت عيونها رغم إنها مهي مكحلة , ويدينها بانت أبيض وأنعم بسبب الكلفة , حست بضيييييييييق يخنقها , دحين لايمكن تلوم الشابين الواقفين ينتظرونهم برى , الجيعان إذا شاف أكل لابد يمشي وراه , كان ودها ترجع البيت في غمضة عين , غصة مريرة تجمعت أعلى حنجرتها وخنقت أنفاسها , ولمن نادتها العنود بعفوية وهي ناسية كعادتها إنها في سوق تمالكت نفسها وزحزحت رجولها من مكانها , كانت تمشي ورى العنود زي الشبح , ماقدرت تشوف لا ملابس ولا شي حتى الأكل اللي طلبوه من المطعم ما مدت يدها له , والكل حس بالتعب اللي هي فيه فرجعوا بعد الأكل وسط احتجاجات البندري اللي ماخلصت أشياءها على قولتها ..
من وصلت البيت طنشت مناداة العنود اللي تبغاها تشوف الملابس بعد ما تقيسها وفصخت العباية ورمتها في الدولاب وانسدحت على سريرها وهي تصرخ بداخلها ~ ليه أحس نفسي غريبة على ذاتي المجهولة , ليه ملابسي أحسها ماتناسبني ؟؟ البناطيل , البديهات حتى التنانير أكرهها , ياااااااااااااااااارب افرجها , ياااااااااااااااااارب ساعدني ~ ..
ولمن جابت لها الهنوف دواها , بلعت الحبة ورجعت انسدحت وهي شاكرة لهنوف عدم سؤالها عن ضيقها ..


*********************




ابتسم ناصر وقال : شعولة ..
لفت مشاعل وجهها له وهي تقول : هلا ..
تقدم منها وهو يقول بحنان : اش رايك نخرج نتمشى شوية نغير جو ؟؟..
مسكت دموعها وحاولت تتجاهل المشاعر الغريبة اللي بداخلها وهي تقول بهدوء : فكرة حلوة ..
ولمن قامت ولبست عبايتها قال بفرح : أستناك في السيارة ..
جلست تستغفر وتدعي ربها يبعد عنها الضيق والتعب مو عشانها عشان ناصر اللي دوبه اللي فاق من بعد التطليع والسخونة اللي جاته , نزلت وهي تحس مشاعرها تتزايد بشكل فضيع ولمن وصلت للسيارة وفتحت الباب ماعاد قدرت تقاوم , قالت بصوت مخنوق : ناصر سامحني ..
وصكت الباب وطلعت على طول , وقفت عند باب الشقة وهي تصرخ بداخلها ~ ليه يامشاعل ؟؟ هذا ناصر , هذا زوجك واللي كنتي تموتين في الأرض اللي يمشي عليها , , ناااااااااااااصر ~ حست بيده على كتفها تهديها قبل ما يفتح الباب ويدخلها , أول ما دخلت وشافت ملامح الألم والحزن على عيونه قالت بهمس : ناصر طلقني ..
لف عليها بصدمة وهو يقول : نــــــعـــــــم ....
قالت ببرود : طلقني , حياتنا لو استمرت كذا بنكره بعض ..
هز راسه وقال وهو مهو مصدق الكلام اللي تقوله : مشاعل أكيد انتي تمزحين ..
ولمن شافها جامدة وماقالت شي يأكد له صدق كلامه قال : مستحيل , أنا أحبك ومستعد أسوي أي شي بس ما نتطلق ..
كلمة أحبك انحفرت في قلبها وفجرت الدموع من عيونها وهي تنهار على الأرض وهي تقول : إذا كنت تحبني صدق طلقني , أنا ماني قادرة أعيش في هالوضع , تخيل شعوري كل يوم وأنا ماني مستحملة وجودك في نفس الغرفة اللي أنا فيها , يجيني ضيق وغثيان وكتمة وحتى لمن أضغط على نفسي يجيني شي يقبض روحي , تخيل تعيش مع الإنسان اللي تحبه وفي نفس الوقت ماتبغاه يلمسك ولا يقرب منك ولا تبغى تسمع صوته , أنا عايشة في جحييييييم , إذا كنت تحبني طلقنييييييي ...
صوت نحيبها وكلامها اللي يشرح معاناتها خلى الدموع تنزل غصب من عيونه , نزل وضمها وهو يبكي من بكاها , كان يبكي حبهم وأحلامهم اللي بنوها ست شهور , كان يبكي ألم وحزن على حالهم اللي صارت وأكثر على حال حبيبة قلبه اللي بين يدينه قريبة منه يحبها وتحبه لكن قلبها يصرخ ألم وجوفها يحترق وجع , بعدته عنها وقامت وراحت للغرفة وصكت الباب , اتصلت على أخوها عبدالله وطلبت منه من بين دموعها إنه يجي ياخذها دحين من بيتها , وبعد ما صكت السماعة راحت واستندت على الباب , ولمن سمعت صوت بكى الإنسان اللي ملك عليها قلبها , طاحت على الأرض وهي تبكي وتصرخ بداخلها ~ ياااااااااااااااااارب , يارب هون علي فراقه , يارب هون عليه فراقي , يارب اسعده ويسير له الخير , ياااااااارب احفظه ووفقه , ناصر , والله أحبك ~ ما تدري كم مر من الوقت قبل ما تسمع صوت جرس الباب , وسمعت دخول أخوها وناصر يترجاه : عبد الله , الله يخليك اقنعها , أنا لا يمكن أطلقها ..
وسمعت أخوها وهو يقول : خليها ترتاح شوية في البيت عندنا وإن شاء الله خير ..
لبست عبايتها اللي طاحت على الأرض وقت دخولها ولفت طرحتها وخرجت وهي مهي شايلة إلا شنطتها الصغيرة , لفت وجهها عشان ما تشوف ناصر اللي قال : بيننا اتصال يامشاعل ..
ماردت عليه خرجت مع أخوها وهي تحس براحة داخليه من بعده سببت لها ألم مبرح ماعمرها حست به حتى في وفاة أبوها , أبوها اللي ما عاش هاللحظة الأليمة ~ أبويه حمد لله اللي ماشفت حبيبة قلبك وهي تتعذب , الحمد لله اللي مت وانت ماشفتني حية وميته في نفس الوقت , استغفر الله العظييييييييييم , أزهار وينك ؟؟ وينك عشان تقولين لي اش أسوي ؟؟ اش الحل ؟؟ أزهار لا يكون متي وأنا ماأدري ؟؟ أزهااااااااار~



***********************


(( هي ليست ضعيفة تدعي القوة ...... بل هي قوية بما يكفي ))



الساعة الواحدة صباح يوم الجمعة 5 / 1 / 1427 هـ :
أثناء غرق السفينة :

~ انت اللي قتلت أمك , انت اللي قتلت أمك , لو مسكتها زين , لو حاولت أكثر كان ما غرقت , استغفر الله العظيم , عمر لو تفتح عمل الشيطان , انسى وخلك قوي عشان أزهار ~ طالع عمر في ساعته الفسفورية اللي ضد الموية واللي وضحت له إنه لهم ساعتين يسبحون وبعدين طالع في وجه أخته اللي سكتت أخيرا وهو مهو عارف الموية اللي على وجهها هي من بحر ولا من الدموع , كانت برودة الموية تنخر عظمه نخر ويدينه ورجوله اللي يحركها باستمرار يحسها تنتفض من التعب والصدمة , قال وهو يمسك يد أزهار : زهورتي بردانه ..
كان ودها تنكر وتقول له لا عشان مايخاف لكن شفايفها كانت ترتجف غصب عنها , غمضت عيونها وسدت أذانيها تبغى الصراخ اللي حولها يختفي , كان عويل الناس وصراخهم يطحن قلبها طحن وهي تفكر بعامر وعمير اللي مهم عارفين هم فين , حيين ولا ميتيين , كانت العباية طافية على سطح الموية, قال عمر وهو يرفعها عنها : فصخيها لو غرقتي بتختنقين ..
كانت ثقيييييلة بسبب الموية , لمها وحطها على أكتافها ولفها بها نص لفه عشان تدفى وقال : أزهار تقدرين تسبحين إلين قارب النجاة اللي هناك..
هزت راسها وقالت وهي تحاول تخترق حجب الظلام وتشوف القارب اللي يقول عليه : ما أبغى القارب , طالع الناس كيف تتقاتل عليه ..
فعلا كان يشوف ناس تسبح للقارب بجنون وتتمسك فيه واللي في القارب يمنعونهم منه بسبب الزحمة وعشان ماينقلب القارب , وفجأة انقلب القارب وسط صراخ راكبيه , شهقت أزهار وهي تقول : عمر انقلب القارب ..
سحبها وهو يسبح مبتعد عن القارب خوف يمسك أحد ما يعرف السباحة فيهم ويغرقهم , طالع يمين ويسار وصرخ بصوت جهوري : عمااااااااااااااااار , عمــــــــير , عماااااااااااااااااااااااااااااااااار ..
كان صوته رغم علوه يتلاشى وسط الصرخات الثانية , بلع البحر آخر بقايا السفينة اللي كانت شامخة قبل كم ساعة , صوت ارتطام آخر الأجساد المتساقطة بسطح البحر امتزج بصوت تحطم بقايا الأشياء اللي على سطح السفينة المختلط بأنين حديدها الصدء , وحين اختفى آخر معالم السفينة زادت حدة الأمواج وجات قوة جذب غريبة من تحت أقدامهم , ما فاقت من صدمة المنظر إلا وهي داخل البحر ويد عمر ترص يدها بقووووووووة وهو يحاول يسحبها للسطح , ولمن رفعها يادوب شهقت ورجعت غرقت كان من المستحيل عليها تسبح وسط هذا الموج و الجذب كله , رفعت نفسها بالقوة وصرخت لمن حست نفسها بتسحب عمر معاها للقاع : عمر سيبني ..
: لااااااااااااا ..
صرخ بها وهو يسحبها له بكل قوته , كانت تضرب يدينها في الموية بلا تركيز من الخوف وهي تشاهق من الخنقة , بالقوة سند ظهرها على صدره و لف ذراعه على رقبتها ورصها بشويش وهو يلهث ويقول بحزم : خلاص وقفي , لا تتحركين أنا ماسكك ..
جمد جسمها من سمعت كلمته ترن في أذنها وسابت جسمها يطفو بدون ما تحرك عضلة , كانت الموية تضرب في وجهها وتخنقها أحيانا وأحيانا تحس نفسها بتغوص لكنها ما قدرت تتحرك , استسلمت ليدين أخوها وهي تحس بتعب وإرهاق ماله حدود , سبح عمر وحاول إنه يكون مع الموجه عشان ماتغرقه هو وأزهار وهو ينادي على أخوانه عل وعسى واحد فيهم يسمعه , ولمن شاف ميت لابس سترة نجاة طافي على بعد مترين قدامه قال بصوت مقطع : أزهار تقدريت تسبحين شوية ..
هزت راسها من دون ما تتكلم وسبحت بعيد عنه شوية , جدف بيدينه بقوة ومسك الرجال ولفه على ظهره وانصدم لمن تذكر إنه هذا واحد من الصعايدة اللي ساعدوه و أمه , ارتجفت شفايفه وقاوم دموعه وهو يفك السترة وهو يقول : سامحني , يارب سامحني , يارب انت أعلم بحالي ..
كان الموقف ما يتحمل وجود المشاعر , يا ياخذ السترة من هذا الإنسان اللي توفاه الله أو تغرق أزهار من الأمواج , أزهار نفسها كانت تبغى ترحم أخوها من اللي هو فيه وتقوله لا تاخذ السترة لكن عضلاتها اللي تئن سكتتها ووضحت لها إنه ممكن تخونها وما تتحرك بعد كم ساعة , وإلين تجي السفن اللي بتساعدهم محد يدري كم من الوقت بيمر , فك السترة وسحبها وبدأ جسم الصعيدي يغووووص , مسكه عمر بيده وهو مو قادر يسيبه , رمى السترة لأزهار وقال بصوت متماسك مناقض لقلبه المنهار : إلبسيها بسرعة ..
لبستها بصمت وهي تحس ببرودة داخلية تحتل قلبها اللي تسارعت دقاته من قوة انفعالاتها , رفع جسم الصعيدي لسطح الموية وظل ماسكه إلين طفى , هنا تحرك مبتعد عنه وهو يترحم عليه ويدعيله , كانت أزهار تحس وضعها أحسن بكثييييير السترة رافعتها فوق مستوى الموية بشوية ومعطيتها مجال تتنفس براحة من دون ما تضرب الأمواج وجهها كل شوية ..
: إلحقونيييييييييييييييي , ولدي بيغرق , نورة , إلحقونيييييييييييييييييي ..
كان صراخ الرجال الهستيري يقطع القلب وهو يسبح بسرعة , التفتت يمين ويسار إلين شافت من وسط الظلام شبح حرمه تجاهد في السباحة وهي شايلة شي , سبح عمر لها بعد ماقال : الحرمه شايلة نونو لا تتحركين من مكانك ..
صرخت بخوف : عمـــــر لاااااااااا , لا تسيبني لوحدي ..
راقبت المشهد من مكانها وهي تدعي إنه ربي يرحمهم , الحرمة ناولت ولدها للرجال اللي سبق زوجها وعمر واختفت , ابتلعها البحر زي ما ابتلع المئات قبلها , صوت بكى البيبي خرق قلبها وزاد وجعه لمن شافت أبوه يسحبه من الرجال ويضمه وهو يصرخ بهستريا وهو يتلفت ويحاول يغطس ناسي إنه ولده معاه : نـــــورة , نـــــورة ...
اختلطت صرخاته بصرخاتها وهي تنادي عمر اللي غطس ورى الحرمة عشان مايغطس الرجال ويذبح نفسه وطفله ..
مرت دقيقة , دقيقتين و صارت عشرة وعمر ما طلع من جوة البحر, تعلقت عيونها بالرضيع اللي يصيح وهو يحرك يدينه فوق كتف أبوه اللي يصرخ باسم زوجته وهو يجاهد يبقي راس الرضيع فوق السطح , كان يغطس ويرجع ويغطس ويرجع , صرخت بكل قوتها وبشكل هستيري : لااااااااااااااااااااااااااا عـــمـــــــــــر لاااااااااااااااااااااااااااااااااااا , لاتسيبني لوحدي الله يخليــــــك , عـــمــــــــــر, مالي غيرك ياعــمــــــر آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
صرخت وصرخت وصرخت إلين ظلمت الدنيا حولينها ....


********************

اسير الصمت
09-04-2012, 04:40 PM
تم بحمد الله الفصل الثالث ..

تتابعون في الفصل الرابع

......... لمس جاسم شفته المقطوعة وقال وهو يحاول يخلي صوته مرح : ضربني عدنان ....
......... صرخ فيه عدنان وهو يدفه للجدر اللي جنب الباب : لا تقول شي , ما أبغى أسمع منك شي ......
......... فلتت أزهار يدها منها وتقدمت من باب الغرفة , فتحته بشويش واتصنمت لمن شافت المنظر اللي قدامها .....
........ قال بصوت طلع من حنجرته همس حزين وهو ناسي يسلم : أبو جاسم .....

NaZeK
09-04-2012, 04:52 PM
احس مشاعل وناصر بينهم سحر !!

طيب ازهار مسكينه !! العنود مو ب مسكينه !!
الباقين باقي مااخذت عنهم فكره !!

او مع التكمله بأحلل الشخصيات زين -_- >> ترقبوني

كيني
09-04-2012, 07:49 PM
:Mon104: :Mon104:

:Mon62:

R.H.M.S
09-05-2012, 12:44 AM
احس مشاعل وناصر بينهم سحر !!

طيب ازهار مسكينه !! العنود مو ب مسكينه !!
الباقين باقي مااخذت عنهم فكره !!

او مع التكمله بأحلل الشخصيات زين -_- >> ترقبوني

اوافقكي الرأي احسن ايضا ان ناصر ومشاعل بينهم سحر
مشكورة جزيل الشكر اسير الصمت على الرواية الروعة بل اكثر من روعة بس مرة طويلة
لكن شوق لا تتوقعين ماهو لمعرفة النهاية
نريد النهاية فورا ارجوكي

✿<<princess>>✿
09-05-2012, 12:55 AM
وااااو .. يسلمووو اسوره

عالروايه الرآآآئعه بل اكثر من رااائعه .. اريد النهايه اسوره
ارجووووكي ..:Mon8:

سلمت ايدك

تحيآآتي لكِ

اسير الصمت
09-05-2012, 02:10 AM
الحين ببدأ بالجزء الرابع

NaZeK
09-05-2012, 02:20 AM
يلاااا ياجماعه اسير الصمت بتكمل الروايه
^___________^

اسير الصمت
09-05-2012, 02:27 AM
يوم الإثنين 5 / 3 / 1427هـ
في مطار الملك خالد بجدة ..

رن جواله أول مافتحه بعد نزوله من الطيارة برسالة , فتحها لقيها من لولوة حياتي (( جاسم حبيبي وينك ؟؟ ليه مطنشني وماترد على اتصالاتي ؟؟ حرااااام عليك والله بموت من دونك , أحبك , أحبك )) تنهد بضيق وقبل مايقفل الرسالة دق جواله بنغمتها اللي لسه ماغيرها , لف على عدنان اللي حط نفسه مشغول بتأمل المطار ورجع طالع في جواله وحوله صامت وحطه في جيبه وهو يطالع في حسان اللي واقف عند بوابة القادمين , فرد يدينه وهو يقول : حسونة ..
ضمه حسان وضربه على كتفه وهو يقول : حسونة حرمتك , تناديني حسونة وبكرة ملكتي ..
: تراك صدعتلنا روسنا , كنه ماأحد ملك في الكون هذا كله غيرك ..
دفه عدنان وهو يقول لحسان : سيبك منه غيران منك ..
: هلاااااااااااا عدنان ولينا ..
: حساااااااانووو..
ضحك من قلبه وقال : والله غصب عني لا قلت عدنان تدخل لينا عرض , يا حيا الله عدنان و... عدنان حاف , تو مانورت جدة والله , ليش جاي ؟؟..
سأل السؤال الأخير بطريقة مفاجأة خلت عدنان يقول بغيض : عشان أحضر فرحتك اللي صدعت روسنا بها على قولة جاسم ..
ابتسم جاسم وقال : عدنان ماتعودت على غلاسة حسان ..
قال حسان : الله يعينه يبغاله عِشرة سنة على الأقل عشان يصير ضد صدماتي إلا .....
مد يده لوجه جاسم وهو يسأل : اش هذا القطع اللي في شفتك ..
لمس جاسم شفته وقال بمرح مصطنع : ضربني عدنان ..
ضحك حسان وقال بمزح : مادام عدنان اللي ضربك أكيد تستاهلها ..
قال جاسم بهدوء بعد ما طالع في حسان اللي صاير يمثل الإنشغال ببراعة : من ناحية أستاهلها أستاهلها , المهم اش أخبار عمتي والأهل ..
مشي معاهم عدنان وعقله في مكان ثاني , كان رافض رفض تام إنه ينزل جدة لكن جاسم أصر ولزم عليه وحسان دعاه دعوة شخصية , والأدهى من هذا كله حينام الليلتين هذي في بيت جاسم , كان خايف ومتوجس من الموضوع , لو لاحظ جاسم على تصرفات العنود شي حتصير مشاااااااااكل كبيرة خاصة بعد المشكلة الكبيرة اللي صارت لهم قبل يومين وممكن من نتايجها انقطاع العلاقة بينهم , ركب السيارة وجلس ساكت معظم الطريق ولمن صلوا الفيلا حس بارتباك غصب عنه , آخر محادثة بينه وبينها كانت اللي أرسلت فيها الصورة وطلب منها تطلع من النت ومن بعدها ما أرسلت , وهو أصلا حذفها من القائمة بعد ما سوالها حضر ونادم إنه ماقام بهالخطوة إلا متأخر ..
: هي عدنان حاف وين عقلك ؟؟
لف عليه عدنان وقال وهو يخرج من السيارة : ترى عدنان ولينا أرحم من عدنان حاف ..
ضحك حسان وقال : أحاول أناديك عدنان حاف من دون كلمة حاف ..
ولف على جاسم وكمل وهو يروح للبيت : روح ضيف صاحبك , أنا بأدخل شوية أسلم على الأهل وأشوف إن كانوا يحتاجون شي وأطلع ..
مسكه جاسم من أعلى كمه وقال وهو يسحبه : تعاااااااااااال , أقول تراك استحليت السالفة سيد حسونة , ضف وجهك قبل ما ألعن سابع جدودك وأكنسل أبو الملكة ..
نسي عدنان همه للحظة وهو يضحك على مهاوشاتهم من قلبه ...


**********************

: هـــذاا هو عدنان صديق عمر جاسم ..
هزت العنود راسها بإيوه وهي توقف ورى أزهار اللي تطالع بعدت ستاير غرفتها عشان تشوف وهي تقول بلغة فصحى : هو بعينه , لايمكن لعيني أن تخطأه ياروزاليتا ..
لفت عليها أزهار وقالت تقلد لهجتها : ولماذا تقولينها بهذا التأكيد يا جيسكا ؟؟
جاوبتها وهي متابعة لغتها الفصحى : لأنني رأيت له صورة عند كارلوس أقصد جاسم ..
جات أزهار بتكمل معاها الهرجة لكن الهنوف ضربتهم على روسهم بيدينها وهي تقلدهم : أسكتا وإلا قتلتكما , لقد سببتما لي الصداع ..
وتبادلوا نظرات فرطوا بعدها ضحك و العنود تقول : ماشاء الله جاهزات على طول شبكتوا في الخط , وين مخرجي الأفلام المكسيكية عنكم ..
ابتسمت أزهار ودقت العنود المتحمسة في الكلام وأشرت لها بصمت على الهنوف اللي تطالع من الطاقة بنظرات هادية , ابتسمت العنود وصرخت وهي تدقها : هنوف ..
صرخت الهنوف بخلعة وهي تصك الستارة ولفت وضربت العنود على كتفها وهي تقول : فجعتيني يالمتخلفة ..
ماتوا ضحك عليها والعنود تقول من وسط ضحكها : ماقدرت أقاوم نظرات سندريلا للأمير اللي بيرقص معاها في الحفلة ..
مسدت الهنوف شعرها وخرجت من الغرفة وهي تتمتم بغيض , دقت العنود أزهار وقالت : اش قاعدة تقول ؟؟
هزت أزهار أكتافها وقالت وهي تتابع الهنوف ببصرها : والله ما أدري , سمعك أحسن من سمعي ..
ورجعت لفت عليها وهي تقول بحماس : بس صراحة صرختها كانت روووووعة ..
: بديهي لا شفتي واحد سرحان اخلعيه وتشوفين ردات فعل عجيبه ..
: يافنانة انتي , كفك ..
وضربوا يدين بعض , دخلت عليهم هدى وقالت : لا والله انتي واياها , لو وقف قلب البنت وانتم تصارخون فيها كذا , ترى معظم المزح ينقلب حزن ..
سكتوا وهم يستمعون لمحاظرة أمهم بأدب , بعد ماخرجت أمهم قالت العنود : داااااااااااايما أنا اللي آخذ الهوشة على راسي , نص الكلام كان موجه لشخصي المحترم ..
قالت أزهار بتريقة : أتساءل ليه انتي دايما يامسكينة يامظلومة ..
: أزهارو ..
قطع مناوشتهم صوت أمهم وهي ترحب بجاسم , تسابقوا الثنتين عشان يسلمون عليه , بعد عن حضن أمه وهو يقول : هانت إن شاء الله , كلها كم سنة ويعطوني نقل لجدة ..
لمست شفايفه بخوف وهي تسأل : واش ذا القطع ؟؟
ابتسم وقال : عادي من مضاربة , تعرفيننا إحنا الشباا...
: جسوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وم ...
أول ماشاف الثنتين جايات له قال بسرعة : والله اللي تضمني بأعطيها كفففففف محترم ..
وقفوا الثنتين وهم يقولون بتأفف : لييييييييييييييييه ؟؟
قال بتحذير : تراني حلفت ..
قالوا مع بعض : طيب كيف نسلم عليك ؟؟
ضحكت الهنوف عليهم وقالت : أحسن دواكم الكف , ماتعرفون تسلمون زي الأوادم ..
مد يده وقال بجفاء : من بعيد , صافحوا وانقلعوا ..
صافحته العنود وسلمت عليه ولمن جا دور أزهار مد يده وهو يشوف ليلى بين عيونه
اقتربت وهي تقول بصوت حنون : وحشتني ..
وقال بهمس وهو يبعدها : أنا ماقلت بأعطيك كف ؟؟..
ابتسمت وقالت وهي تلف له وجهها : يلا أعطيني عشان ما تدفع كفارة حلف ..
رفع يده غصب عنه وضربها ضربه خفيفة , قالت العنود بغيرة : ياسلاااااااااام هذا تسميه كف محترم ,

قالت أزهار بعناد : ياحرااااااااااااام ..
ابتسم جاسم ابتسامة مصطنعة وقال لأمه : شكله العنود لقيت من يجاريها في خبالاها ..
شاف السعادة في عيون أمه وهي تقول : الله يخليهم لي يارب ..
استأذن وراح لغرفته عشان يتروش , صك باب الغرفة وقفله بالمفتاح أول ماشاف الثنائي المزعج جايين بيكلمونه في شي , ورمى شنطته ودخل الحمام على طول , فتح الدش ووقف تحته بملابسه وهو يتذكر اللي صار قبل يومين ..


**********************


يوم السبت 3 / 3 / 1427 هـ :
في أحد مطاعم الدمام :

تأمل وجهها كإنه أول مرة يشوفها , ابتسمت ليلى وسألت : ليش تناظرني بهالطريقة ؟؟
ابتسم وقال : معجب ..
ضحكت وقالت : جاسم بسك عاااااد أحرجتني ..
وكملت بصوتها اللي يسلبه عقله : حكني عن جِدِه ..
ضحك لطريقتها في نطق جدة وقال :جدددة بفتح الدال مو بكسرها يابنت الناس ..
ضربته على كتفه وقالت : لاتضحك , شاسوي هذي طريقتي في الكلام ..
كان أكثر مايشده طريقتها الشرقاوية الثقيلة في الضغط على الحروف بعكس الحجازيين اللي عموما لهجتهم خفيفة وسلسة قال بطريقتها الشرقاوية وهو يضغط على الحروف : ياحبي لك ..
قالت بدلع تغيضه : ويه , مو لايق أبد ..
وطالعت في ساعتها وقالت : على بالي تأخرنا , أمي مابتطلع من العرس إلا عالساعه ثنتين ونص هذا إذا ما زانت لها القعدة وكملتها لبعد ثلاث ..
قال بعد تفكير : اش رايك تجيين تشوفين شقتي ..
طالعت فيه وسألته : وأصحابك وين اذلفوا سيد جاسم ؟؟
قال بضحكه : أشوف حلي لك السب ست ليلو..
وكمل : عدنان في الرياض والمخبل هاني وأيمن في البحرين رحلة استجمام ..
تنهدت وفكرت شوية بعدين قالت : طيب , أكلم سواقي عشان يروح ما يستناني ..
ودقت على سواقها وخبرته إنها بترجع مع صحبتها , ورجعت دقت على أمها وقالت لها نفس الكلام , وتنقبت وخرجت مع جاسم , ما مرت دقايق إلا وهم تحت عند العمارة , لأن المطعم ما يبعد كثير عن العمارة , قال وهو يطلع معاها : ترى الشقق كلها عزابية ماعادا هالشقة فيها عايلة , دخلها الشقة وقال : الله يعينك على الحوسة ..
أول ما دخلت شافت الفوضى في الصالة , جرايد منثرة وبرادي شاهي وفناجين مهي مغسلة , مخدات الكنب كلها على الأرض متناثرة فوق كوتشينه مهي ملمومة وفوق هذا كله ملابس وصخة في كل مكان , قالت : إنت متأكد ماجاكم إعصار ..
ضحك وقال وهو يلم بعض الأشياء : عدنان الوحيد المنظم فينا ومعيشنا في ضغط من كثر مايحرص على نظافة المكان وطبعا روحته للرياض تعتبر إجااازة للشباب اللي يسوون اللي يبغونه ..
فصخت عبايتها وقالت : اش رايك أنظفها ؟؟

...........................
.................................................. ...........................


فاق من فورة مشاعره لمن انفتح باب غرفته ودخل منه عدنان وهو يقول بصوت مرح : سوبراااااااااااااااااااايس ..
توسعت عيون عدنان على آخرها وخرج من الغرفة وهو يصفق الباب بكل قوته ,
أول ما خرج من الغرفة جاته لكمة قويييييييية على وجهه رجعته على ورى , وتلتها لكمة ثانية على بطنه وعدنان يصرخ فيه : اش اللي كنت تفكر فيه ياااااااا أبببله ؟؟
قال بصوت رغم عنه خرج همس وهو حاط يده على شفته اللي بدأت تدمي : عدنان ..
صرخ فيه عدنان وهو يدفه للجدر اللي جنب الباب : لا تقول شي , ما أبغى أسمع منك شي , خااااااااااف الله إنت والكلللللبة اللي جوة , يا خي إذا ماخفت من ربك وعقابه خاف إنه في واحد مع وحده من أهلك وانت هنا مع هالحيوانة اللي باعت عرضها , خاف على مستقبلك , انت ما بتنجلد بس لو انمسكت في قضيه أخلاقيه , انت بتنسجن ياااااا حضرة النقيــب وسيرتك بتصير على كل لسان ..
ورماه بنظرة عتاااااااااب فضيعة وهو يقول : كم مرة قلتلك العرض دين ياجاسم , العرض دين , كل المسلم على المسلم حرااااااااااام ماله وعرضه ودمه , حرااااااااااااااااام فاهم يعني إيه حرام ؟؟..
وثار وهو يأشر على الباب ويصرخ بكل حرقة بداخله : طلعها برااااااااااااااا ..
جاسم كان سااااااكت ومصدوم من منظر عدنان اللي طول عمره معروف بالإنسان الهادي المسالم , دخل عدنان يدينه وسط شعره وهو يقول بصوت مخنوق : رجع بنت الناس لبيتها يا جاسم قبل ما أقتلك وأقتلها , ولا توريني وجهك ..
وراح الحمام وصفق الباب وراه بكل قوته ...
ومع صوت الصفقة اللي حسها جاسم كإنها توها فاق من ذكرياته , حمد ربه مليوووون مرة إنه جا عدنان في هالوقت قبل ما يصير شي بينه وبين ليلى رغم إنه مو هاين عليه صدمة صاحبه فيه , على الأقل نجى من حرارة المعصية اللي ما حتخليه يتهنى لا بشرب ولا بأكل , صك الدش وفصخ ملابسه المبلله وهو يتذكر خروجه من الشقة وتوصيله لليلى الخايفة وسط صمت عاصف , رجوعه ونظرات عدنان صديق عمره اللي حسسته إنه نزل من المكانه اللي كان فيها , رمى جسمه المنهك على السرير وهو شاكر لعدنان اللي كلماته خلته يفوق من غيبوبة عميييييييييقة مايدري كانت بتستمر إلى متى ..


**********************

اسير الصمت
09-05-2012, 02:45 AM
تأففت الهنوف وهي شايلة صينية القهوة وقالت : اش معنى أنا ؟؟
ضحكت أزهار والعنود تقول بضيق : لأنه أمي على بالها إني أنا وأزهار بننط على حضن عدنان ونصب له القهوة ..
قالت هدى : أعرفكم مخبل انتي واياها تروحون تفضحونا عند الرجال أول مرة يجي بيتنا من مدة طويلة ..
قالت العنود : امي بس بنحطها عند الباب وندقه ونرجع ..
: لا يعني لا , تحركي يا الهنوف واقفتلي كذا ..
: أمي خلي الشغالة ..
: يا بنتي عيييييييييب تحركي الله يصلحك ..
راحت الهنوف وحطت الصينية عند باب المجلس ودقت الباب وشردت , قالت البندري وهي تطالع في أختها المبوزة : وليه هالزعل كله ست عنود ؟؟ هذا كله حب في الخدمة ..
حطت يدها على إذنها كإنها تبغى تسمع وقالت : أمي , أزهار كإنه يتهيأ لي إني سمعت صوت ذبانه مزعجة ..
: والله ما المزعج غيرك ..
: بس انتي واياها , عيب تتضاربون قدام ماما ..
تنهدت هدى وقالت : آآآه قوليلهم يا أزهار ..
دقت أزهار العنود وقالت بهمس : بنت اش فيك على الضعيفة , إحنا ما حسبنا إنها تخرج من القوقعة اللي مسويتها على نفسها ..
قالت العنود بقرف : ماتدخل لي من زور , صايرة غصة نحييييييسة ..
قرصتها وهي تقول : أختك يالحمارة , مو عشان كم مهاوشة بينكم قلتي هالكلام ..
ولفت على البندري وقالت : البندري اش رايك تشوفين اللبس اللي اشتريته للملكة ..
قالت البندري بتريقة : زين اللي صاروا المحلات يبيعون مقاسات واسعة ..
شهقت هدى مستنكرة كلمة بنتها عن أزهار اللي تعتبر وسط بناتها النحيفات مليانة لكن طولها مضيع هذا الوزن ..
قالت العنود وهي تقوم : بندر أحسلك ..
قالت أزهار بابتسامة وهي تجلس العنود : مقاسي 14 وهو متوفر في الأسواق من زمان وادعيلي ما أوصل الـ 16 واللي بعدها ..
: اش فيه ؟؟
اختفت كل النظرات المتبادلة بين بعض لمن سألت الهنوف هذا السؤال وقالت هدى : نتكلم عن فساتين ملكتك بكرة ..
قالت العنود وهي تسحب أزهار : تعالي نقيسها ونوريها لأمي ..
لفت هدى على البندري بعد ما طلعوا البنات وقالت : اش فيك على بنت الناس ؟؟ ترى أنا مايرضيني تجرحين فيها كل ماراق لك , البنت جايبينها عشان تجلس بيننا معززة مكرمة , حني عليها يا بنتي ..
سكتت الهنوف اللي عرفت إنه أكيد صار شي بين أزهار والبندري اللي ما تقصر بالتعليقات الجارحة ...
***

: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ أكرهها ..
ضحكت أزهار على صرخات العنود اللي ما وقفت وقالت وهي تحارب سحاب الثوب : يختي طنشيها ماتسمعين ..
لبست العنود لبسها الغريب اللي مافهمته أزهار وهي تقول : حاولت أطنش لكن ماقدرت , البنت هذي ما أدري اش فيها تغيرت فجأة , والله كانت حبوبة وهادية , من دخلت الجامعة انقلبت لإنسانة باااااااااااردة وساخرة بشكل فضيع , صارت متكبرة ورافعة خشمها و..
: تراك قاعدة تعطينها حسناتك بالحش اللي تحشينه ..
: خلاص بأسكت , اش رأيك ؟؟..
ضحكت أزهار وقالت : قلتلك رأي من زمان , جا دور أمي اللي حاسة إنها بتهزءك ليه ما أدري ..
***



: نــــــعــــــــم , هذا إيه ؟؟
قالت العنود وهي تطالع في لبسها المكون من بلوزة وجاليه قصير فيه مشابك وسلاسل وفيه صورة مترترة من ورى زي اللي يلبسونه الموسيقيين في البارات أو الهيبيز و تنورتها لنص ساقها فيها نفس الأشياء والخرابيط اللي في الجالية ولابسه عليه بوت جلد طويل : اش به , كووووووووول ..
: كول في عينك , بتفضحينا وسط الناس يقولون فقارى مجمعين لبنتهم ملابس من الشارع ..
الهنوف والبندري وأزهار اللي من أول ماسكين ضحكهم قاموا يقهقهون على تعابير وجه العنود وهي تقول : أميييييييييي من الشارع مرة وحده , كان قلتي من البسطه أهون من الشارع , من سوق الخاسكية لو ما عجبتك البسطات ..
قالت هدى بلهجة حازمة : والله ماتلبسينه بكرة , بتضحكين علينا الناس ..
خرج جاسم من غرفته و صفر وهو يقول : كووووووووول ناقصك قبعة جلد ..
لفت العنود على أخوها بفرح لكنها سكتت على صوت أمها المعصب وهي تقول : واش كول هذي اللي ذبحتوني فيها , أنا ماني شايفة في هاللبس شي زين عشان تقولون كول ..
قال جاسم : أمي هذي الموضة ..
قالت الهنوف برزانه : مو كل موضة تبعناها ..
لف عليها جاسم وانتبه لأزهار والبندري , قامت البندري وسلمت عليه وهي تقول : الحمد لله على سلامة الوصول ..
قال بمزحة : دايما آخر الناس يا بندر ..
قالت بغيض : اسمي البندري أنا أكره اسم بندر ..
لف على أزهار اللي واقفة تنتظر رأيه , ثوبها قطيفة عودي وذهبي بحبال له جاكت قصير أكمامه طويله , كان محتشم وهادي , قال ببرود لأنه عارف إنه الكل ينتظر كلمته : عادي ..
الكل انصدم بكلمته وغصب عنها قالت أزهار بضيق : بس , هذا اللي قدرت عليه ؟؟ كان جاملت على الأقل ..
وطلعت لغرفتها ووراها العنود اللي قالت له : يا متوحش ..
طالع فيهم وقال : أنا قلت رأي ..
قالت الهنوف باعتراض : ياخي الكلمة مهي متوقعه وقلتها بطريقة بايخة , ترانا حساسات تأثر فينا الكلمات بسرعة وصداقات نصدق أي شي ينقال , دحين لو قلنالها مليون إنه فستانها حلو بتشوفه عااااااااااادي ..
كلماتها ذكرته غصب عنه بليلى اللي في البداية كلمها كتحدي بينه وبين واحد من أصحابه إنه يقدر يجيب راس وحده بسبب صبره القليل وجلافته بالكلام واللي صدقت كلامه ومع الوقت لقي نفسه يصدق كذباته ويعيش معاها ..
قال ببرود : أروح لصاحبي أحسن لي من البنات وصدعتهم ..
***

: أزهار ..
علقت أزهار فستانها وهي تقول : عنودي والله عادي ماصار شي , أنا دحين ماني شايلة هم رأي الناس في الفستان قد ماني شايلة هم كيف حقابلهم وكيف حأتعامل معاهم , أنا من فقدت ذاكرتي وأنا عايشة وسط البيت وحابسة نفسي فيه وبكرة بأقابل القبيلة والجيران وأمة لاإله إلا الله وكلهم بيطالعون فيني كإني فار مختبر تحت الملاحظة ..
: حلو التشبيه ..
: هذا أبسط تشبيه يوصف حالتي بكرة , والله خايفة ..
: تشجعي وخليك قوية زي دايما , ويلا ننزل الجوهرة شوية وتوصل , أبويه راح يجيبها من المطار ..



*******************

قال أبو جاسم : دكتورها حذرني من مضار اختلاطها , يقول مايبغاها تحتك بخبرات جديدة قبل ماتستعيد ذاكرتها لأنه هذا بيشوش عليها ..
قالت الجوهرة وهي تنقل نظراتها من أبوها اللي يسوق وزوجها اللي جالس جنبه : طيب كيف نمنعها من ملكة أختها بالعقل ؟؟
قال زوجها : خلوها مع الهنوف إلى وقت الزفة , وأصلا بعد ماتنزف الهنوف نص المعازيم بيروحون , يعني إن شاء الله مايكون زحمة ..
: كلام حامد صح يا أبويه ..
قال أبو جاسم : هذا برضوا الكلام اللي قالته أمك , بس أنا ماأبغى أأذي البنت , أخاف وحده من اللي مايعرفون يهرجون زي الناس تجرحها بكلمة ولا تقولها كلمة ..
قالت الجوهرة وهي تتذكر كذا وحده في العائلة من هالصنف : المشكلة ياكثرهم اللي مايعرفون يهرجون ..
ضحك حامد وقال : بدأنا الحش من دحين , رنودة حبيبي لا تسمعين لماما طيب ..
قالت وهي مهي فاهمه عن إيش أبوها يتكلم : طيب ..
مدت الجوهرة يدها من جنب الباب وقرصته من دون مايشوفها أبوها وهي تهمس : أوريك شغلك بعدين ..

********************






~ الجوهرة إنسانة انتقادية ومايعجبها أي شي ~ زفرت أزهار اللي تقابلت معاها يومين بس بسبب ظروف عملها كمدرسة رياضيات في الباحة ومشيت وهي تحاول تبعد هالفكرة عن راسها , كانت خايفة من هالمقابلة لأنها لاحظت فوق هذا كله عصبية الجوهرة لكنها في نفس الوقت متحمسة عشان ريناد اللي استانست عليها لمن جابتها الجوهرة في الزيارة الثانية , وفعلا زي ما كانت متخوفة نظرات الجوهرة لها وهي تسلم عليها وتسألها عن أخبارها خلتها تحس نفسها كإنها تحت اختبار صعب , ولسه مالحقت تجلس وتسألهم عن أخبارهم قامت ونادت الشغالات بعد ما أمرت شغالتها إنها تهتم بريناد وبدأت تدور في الفيلا لأنهم بيسوون فيها الملكة وطلبت منهم يرجعون ينظفون المجالس مرة ثانية ويلمعون القزاز والتحف , وراحت تشيك بنفسها على صحون الحلى والمعجنات اللي بيباشرون بها بكرة على المعازيم , وماناموا البنات إلا بعد ماهرتهم شغل ..


في الغرفة ماغمضت عين الهنوف المترقبة بخوف ولا أزهار اللي خايفة من المجهول , هي كانت قانعة بفقدها للذاكرة وحاولت جهدها إنها تعيش حياتها وما تخلي هذا الحدث يكون محور حياتها لأنها مؤمنة إن الله يبتلي عبده عشان يختبر إيمانه ولأنه يحبه , مسحت دموعها وهي تدعي ربها إنه يبعد هذا الضيق اللي صايبها ..
: أزهار ..
مسحت وجهها بسرعة وتنحنحت بشويش وقالت وهي تلف على الجنب الثاني وهي تطالع في أختها وسط الظلام : نعم ..
سألتها الهنوف : انتي تبكين ؟؟
ما قدرت ترد لأنها بترجع تصيح لو فتحت فمها , سمعت صوت لحاف أختها وخطواتها بعدين حست بلحافها ينرفع , شافت شبح الهنوف اللي دخلت اللحاف معاها وقالت : بأنام معاك لأني حتى أنا مو جاييني النوم ..
ضحكت أزهار من وسط دموعها وقالت وهي تبعد لها مكان : مو جايك نوم من الفرحة مو ؟؟
سندت راسها على نفس مخدة أزهار وقالت وهي تلحف نفسها زين : ياليت , والله خايفة حسي ..
ومسكت يدين أزهار اللي شهقت وهي تقول : مكعبات ثلج صايرة , هذا وهو ملكة كيف لو زواج ..
: تكفييييييييين لاتقولين زواج يجيني مغص ..
نسيت أزهار ضيقها وهي تضحك وتهرج عشان تخفف عن الهنوف اللي حست براحة إنه أزهار وقفت عن البكى ..



*************************

أشرق صباح يوم الثلاثاء وبدأت معاه الضجة , شالت العنود صينية الفطور للمجلس اللي فيه أبوها وحامد مع جاسم وصاحبه وهي لافة البوز وتتمتم بقهر : أمس لمن أقولها بأوديها تقول لااااا , واليوم أقولها ما أبغى تقول إلاااا , أموت وأعرف أمي ليش دوبها دوبي ..
وبسبب ثقل الصينية ويدها اللي شايلة السفرة ما قدرت تحطها على الأرض
فدقت باب المجلس برجلها وهي مهي منتبهة إن الباب مردود مو مصكوك , انفتح الباب على ضربتها برجلها ولقيت نفسها وجه لوجه مع الجالسين في المجلس , قالت بصوت مسموع : أوو أوووه ..
فز جاسم من مكانه وخفضوا حامد وعدنان بصرهم , ضربها على راسها بعد ماصك الباب وقال : أوأوه يالفالحة ..
ابتسمت وقالت : كان على بالي الباب مقفول ..
ضربها مرة ثانية وشال الصينية عنها وقال : انقلعي ..
قالت : أصلا بأنقلع من غير ماتقول ..
ورجعت وحكت الكل عن اللي صار وأمها جلست تهزئها مع الجوهرة اللي تموت غيرة على زوجها , ما اهتمت العنود بكلامهم ظاهريا لكنها من جوة ماحبت تعلمهم إنها كان ودها الأرض تنشق وتبلعها قبل ما يصير اللي صار..


************************


~ 13 يوم باقي على جوازه , يوم 22 / 1 كان زواجنا ويوم 19 / 3 زواجه من بنت عمه , يعني 56 يوم بالضبط بين الزواجين , ناصر , ناصر ~
انقلبت على جنبها الثاني وهي تكتم شهقاتها عشان ماتنتبه لها أختها اللي قاعدة تقرأ مجلة على سريرها , رفعت هالة راسها وقالت : شعولة صاحية ..
غطت فمها عشان ماتفضحها أنفاسها المخنوقة وغمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ يااااااااااارب متى ينتهي هذا الألم ؟؟ ناااااااااااصر ~
قامت هالة من سريرها وطفت النور وخرجت من الغرفة , سألتها أمها لمن شافتها خارجة : مشاعل نايمة إلى الآن ؟؟
قالت هالة : كانت قاعدة الليل بطوله تغسل وتكوي الملابس ..
وراحت للحمام ومن صكت الباب تفجرت دموعها اللي قاومتها قدام أمها , اتكت على المغسلة وهي تصيح حال أختها اللي تجاهد قدامهم وتبين نفسها قوية ومرتاحة وعادي عندها اللي صار وهي بداخلها تنطحن طحن ومشاعل القديمة تذوي قدام عيونها شوية شوية , دعت من قلبها على الحرمة اللي سحرتها وإنها ماتنسعد ولا تهنى في يوم من أيام حياتها بسبب اللي سوته في أختها , غسلت وجهها بعد مافرغت كل اللي عندها وخرجت من الحمام , البيت كان صغير ومزدحم ومافي مكان غير الحمام يقدر الواحد يسوي فيه مابدا له , ابتسمت لأحلام اللي طايحة لعب في البلاي استيشن وقالت : لاتنسين عليك غسل الصحون ..
وبدأت تأففات أحلام اللي ماتنتهي , طنشتها هالة وجابت ثلاجة القهوة وجلست عند أمها تصب لها , قالت أمها : اش فيها عيونك محمرة ؟؟
قالت هاله بكذب تعودت عليه في الفترة الأخيرة : صابون دخل في عيوني ..
كانت عارفة إنه أمها تعبانة ومتألمة زيهم , أرملة ومعاها الضغط والسكر و بنتها مطلقة من أيامها الأولى , كيف بيكون وضعها ؟؟ ناولت لأمها الفنجان وقامت تكبس رجولها وهي تسأل : أمي بتروحين جواز ناصر ؟؟
قالت أمها : أجل , ولد أختي وماأحضر جوازه ..
سكتت هالة وهي تدعي ربها إنه يفرج همهم ...


************************

اسير الصمت
09-05-2012, 03:01 AM
بعد العصر بوقت جات الكوفيرة ومعاها كم وحدة وبدأت زحمة السشوار والمكياج , أزهار اللي دايما شعرها غجري تغير شكلها لمن سشورته , قالت العنود اللي تتأوه تحت السشوار اللي ماتدناه : روحي اسألي أمي تسوين تسريحة ولا تخلينه مفلوت , أنا نصحتك تخلينه مفلوت , استني بأروح معاك ..
قالت الكوفيره بضيق : مابينفع هيك , مابنخلص شغل بهالطريئة ..
مسكت العنود ريناد وحطتها على الكرسي مكانها وقالت : سشوريلها شعافلها , شوية وأجي ..
وقالت لأزهار : مالت عليها قطعت لي شعري المتوحشة ..
: حرام عليك وحطيتي ريناد تحت رحمتها ..
: أحسن عشان أقولها بعد السشوار هذا عقاب كل وحده ماتحط بكل وشباصات في شعرها ..
دقت أزهار الباب ودخلت غرفتها وغرفة الهنوف اللي قاعدة تتزين فيها وسألت أمها رأيها اللي نصحتها إنها تخليه زي ماهوه أحسن , وطالعوا كلهم لمن قالت رئيستهم بضيق : آسفة يا مدام مستحيييل أسوي ماكياج العيون لحواجب بهالشكل , سدئيني ما بيطلع حلو لازم أنضف الحواجب من الشعرات الزايده ..
قالت الجوهرة بزهق : خلاص نظفيها وخلصينا ..
قالت أزهار بصدمة لمن شافتها تمسك الموس : قصدها تنمصها , حراااااام ..
قالت اللبنانية ببجاحة : يا حبيبتي أنا ما بنتفها بالملآآط عشان تقولي نمص أنا بحلئهن بالموس حلء..
فار دم أزهار وهي تقول : لا ياقلبي , اش الفرق ؟؟ كله زي بعضه حرااام سواء كان نتف ولا حلق ..
ولفت على الجوهرة وقالت بلا تردد بصوت قوي : وانتي تقولين لها نظفيها , كيف ؟؟
قالت الجوهرة بعصبية : هي ليلة بس , أنا سويتها في يوم جوازي وما عاد سويتها ..
قالت أزهار بعصبية وهي تحرك يدها قدام وجهها : ملعونة اللي تنمص , عارفة يعني إيه ملعونه , يعني مطرودة من رحمة ربك ..
ولفت على الكوفيرة وقالت : وانتي ماتخافين الله نامصة وتنمصين للخلق , الرسوووول ما يدخل الجنة بأعماله يدخلها برحمة ربه بس , هذا وهو الرسول كيف إحنا اللي أعمالنا ما تدخلنا أقل درجة في الجنة , نجي ربنا يوم القيامة واحنا نقول رحمتك يارب وانتي تجين وانتي عارفة إنك منتي مرحومة لأنه الــاــــه لعنك ..
تأففت الكوفيرة وقالت : خلاص مابحلئهن بأص أطرافهن بالمأص عشان يجي الماكياج حلو , صدئيني حلال ..
صرخت أزهار وهي تحس ضغطها واصل حده من برود هالحرمة وعدم اهتمامها بشي كبييييييير زي اللعن وهي تتقدم منها وهي ودها تكفخها : لا تحللين وتحرمين على كيفك , أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار , من متى وحضرتك المفتي العام للديار السعودية ؟؟
مسكتها العنود وسحبتها برى الغرفة وهي تقول : بنت صلي على النبي شوي وتذبحين الحرمة ..
قالت أزهار وهي تسمع صوت اللبنانية والجوهرة يتناقشون بصوت حاد : اللهم صلي وسلم عليك يارسول الله , قااااااااهرتنيييييييييييييييي , صدئيني حلال , ما انهز بدنها لمن قلتها إنها مطرودة من رحمة ربي , ياربي ارحمنا يارب , يارب ارحمنا من سخطك يارب ..
ضحكت العنود وقالت : صراحة وانتي معصبة فللللللللللللللللللللله , أول مرة أشوفك معصبة ..
قالت أزهار باستغراب : ليه ؟؟ ماعمري عصبت ؟؟..
انتبهت العنود لزلتها فقالت متهربة : اسمعي صياح ريناد , ياويلي من الجوهرة ..
خرجت الجوهرة وقالت بعصبية لأزهار اللي صارت لوحدها في المساحة الفاصلة بين غرفتهم وغرفة العنود : كله منك الكوفيرة معصبة ورافضة تمكيج الهنوف ..
قالت أزهار وهي تعقد يدينها قدام صدرها : قل الحق ولو على نفسك , و الساكت عن الحق شيطان أخرس ..
قالت من شدة عصبيتها : ماشاء الله هذا الكلام كله اللي تتفالحين به تتذكرينه لكن الشي المهم , انتي مين وأهلك مين ما تتذكرينه ..
وراحت عنها , حست أزهار بفجوة كبييييرة في قلبها وعقلها , خرجت أمها من الغرفة وقالت : أزهار حبيبتي جيبي رقم حسان من جوال جاسم بسرعة ..
نزلت أزهار قبل ما تشوف أمها الألم اللي في عيونها و راحت لغرفة جاسم , دقت الباب كذا مرة ولمن ما أحد رد فتحته ودخلت لقيت الغرفة مظلمة ومافيها أحد وقبل ما تخرج شافت الجوال في الشاحن , سحبته بسرعة وضغطت واحد من الأزرار كان الجوال سوني أركسون عشان كذا ما عرفت تتعامل معاه , ولقيت نفسها فجأة في مجلد الصور وأول صورة في وجهها كانت لبنت محجبة حلوة ملامحها نااااااعمة باين إنها سعودية وباين إنها مهي صورة كمبيوتر , انرعبت وخافت من اللي ممكن عقلها يأوله فضغطت الأزرار تبغى تخرج لكن الصورة تغيرت وجات صورة ثانية للبنت نفسها وهي جالسة على السرير وشعرها منسدل على كتفها العاري , وصورة زلزلت كيانها وهي تشوف بعدها صوره للبنت مع جاسم , ضغطت أزهار أخير زر مرسوم عليه سهم وخرجها من هذا بالتتابع , ضغطت وضغطت وضغطت ودموعها زي الشلال على خدودها , كانت تحس بألــــم يقطع قلبها , رمت الجوال على الطاولة اللي كان عليها وخرجت بعد ما مسحت دموعها , وهي ماشية في الصالة سمعته يكلم الجوهرة وهم واقفين على الدرج , اندست في المطبخ إلين راح وطلعت , كان من المستحييييييييل إنها تقابله دحين , لايمكن ترفع عينها في عينه أو تقدر تكلمه وهي في هالحالة ..


*******************


جلست أزهار متربعة فوق السرير مع الهنوف اللي مكيجتها اللبنانية بعد ما اتصل حسان على مديرة الصالون اللي جاب منه الكوفيرات واشتكى لها على الكوفيرة وحلف مايدفع باقي العربون لو ماخلصوا شغلهم بأدب , لمن شافتها الهنوف مسرحة ونظراتها تلمع بنظرة حزن حطت يدها على فخذها و سألت: أزهار اش فيك كئيبة ؟؟
ابتسمت أزهار وهمست : ولا شي , متوترة , الخليقة كلها تحت وأنا ماني قادرة أنزل , قلبي يعورني ..
وصلهم صوتها الناعم يقول بحب : سلاااااااامة قلبك و روحك ياعمري ..
لفت أزهار وهي تضحك وقالت : ياعيني عالمدح , يارب يرزقني واحد كلامه حلو زيك ياعنود ..
تبادلت العنود والهنوف نظرة سريعة قبل ما تقدم العنود لأزهار كاسة عصير و صحن مليان كيك وبيتفور ومعجنات وهي تقول : تفضلي كلي , من صباح الله خير وانتي قايمة تساعدين وانتي ما أكلتي شي ..
باستها أزهار على خدها وهي تقول : الله لا يحرمني منك , كنك حاسة إني كنت بآكل يد الهنوف بعد شوي ..
قالت العنود بحماس وهي تربع على الأرض وماهمها فستانها الساتان الأحمر اللي لبسته بعد حلفان أمها : وتخيلي أول ما تدخل على حسان شايلة الباقة بيد وداسه يدها الثانية وراها , يجي يقولها بدلع ليش داسة يدك يحسبها جايبه له هدية وهي تقول لا لا , ولمن يشوف ذراعها بدون يد يغمى عليه ..
ضحكت الهنوف من قلبها وقالت أزهار وهي تضحك : ويجي الإسعاف والناس تتجمع وتأشر لهم الهنوف بيدها المقطوعة وهي تقول ما صار شي ما صار شي ..
وكملت العنود : ويغمى على الناس وحيكتبون في الجرايد إغماء جماعي سببه أخت أكلت يد أختها من الجوع و يجيبون صورة مصغرة لك بعبايتك ومغبشين على الوجه ويكتبون تحتها بالخط الصغير صورة السعلية ..
وماخلصوا خيال إلا وهم مدمعين من كثر الضحك , قالت الهنوف : الله يعينكم على خبالكم , انتم الخيالات هذي ما تسيبونها لازم منها ..
قالت العنود وهي تمسح عيونها قدام المرايه : الخيال هو الموية بالنسبة لي , الله يقطعكم يالكلبات ساح الكحل من الضحك , الله يقطع شرك يا أزهار ..
مسحت أزهار دموعها وقالت : انتي اللي بدأتي الخيال , بعدين مايجوز تسبين أوادم بحيوانات ربي كرمنا ..
أشرت بيدها بعدم مبالاه وهي تقول : ياااااااااااااااااااااااااااااا ...
وقاموا الثنتين يتأكدون من مكياج الهنوف , لكنه طلع مثبت زين , راحت العنود وقالت : كلي واشبعي لأنه بتنزلين مع الهنوف بعد شوي ..
وأول مانزلت العنود قابلتها عهود وريم بنات عمها صالح , قالت بفرحة : هلاااااااا ريمو ..
وضمتها وهي تقول : اش الحلاوة هذي ؟؟
ابتسمت ريم وقالت : بعض مما عندكم ..
و همست بعدها : وين أزهار ؟؟
قالت العنود بحماس : فوق عند الهنوف تطلعين لها ..
قالت ريم بحماس زيها : دحيييييييين إذا ممكن , ودي أشوفها من زماااااااان ..
قالت عهود ببرود : قالتلي البندري إنها من طقتكم , يعني الله يعين العالم اجتمعوا المخبل ..
سلمت عليها العنود وقالت بتهديد : كلمة منك كذا ولا كذا أنتف الريش اللي في فستانك , سامعة ..
وسحبت ريم وقالت : خلينا نسلم على الحريم أول وبعدين أطلعك ..
قالت ريم : عنودي لا تاخذين على كلام عهود ترى انصدمت زي ما انصدموا كل البنات المرشحات في العايلة للزواج من جاسم , سفانة و أسماء والخنساء و ..
قاطعتها العنود : الله يقطع شرهم , الشي صار وانتهى , عيال منصور ملي القصور ..
ضحكت ريم وقالت : ترى المثل بنات منصور ملي القصور ..
مسكت وحدة من الحريم العنود وسألتها : انتي بنت أحمد ؟؟
ابتسمت العنود للحرمة اللي ماعرفتها وقالت : إيوه ..
: انتي اللي فقدتي الذاكرة ؟؟
انصدمت العنود من سؤالها لكنها قالت بسرعة وهي تحط يدها على راسها : إيوه ..
دقتها ريم لكنها تجاهلتها وتنهدت لمن سألتها الحرمة عن اش تتذكر وقالت بصوت حزين : ولا شي , بس أتذكر إني أحب الكبسة والمكرونة بالباشميل ..
مسكت ريم ضحكها وهي تشوف نظرات الحرمة المصدومة , شقت حلقها مبتسمة وقالت وهي تسحب ريم اللي مايته ضحك : عن إذنك ياخالة ..
: يا متخلفة يامتهورة ..
قالت بعصبية : والله حاسة ثلاثة أرباع اللي هنا جووا عشان يشوفون المسكينه أزهار , هذي عاشر حرمة تسألني عنها , استني شوية تلقين الكل يتكلم عن الكبسة والمكرونة بالباشميل ..
: مو هذا من فعايلك ست عنيدي , والله يوم بتروحين فيها بسبب تهورك ..
قالت بهمس وهي تمر من عند جماعة حريم قاعدين يحركون عيونهم زي أبراج المراقبة : أصلا من زمان تهوري موديني في داهية بس محد داري ..
كانت أمها مستأجرة مجموعة بنات مباشرية يباشرون بالحلا والقهوة والشاهي وتوابعه , فصار على بناتها إنهم يرحبون ويسلمون بس , وهذا كان أصعب شي على العنود لأنها ماتحب المجاملات الزايدة , ولأنها ماتقابل الناس إلا في المناسبات الكبيرة (( أعياد وزواجات )) فقط ..


**********************

فتحت أزهار الستارة وفتحت قزاز الطاقة طالعت في حوش الفيلا الكبيييييير , السيارات الواقفة في الأرض الفاضية قدام الفيلا والأنوار المعلقة والرجال وهم يسلمون على بعض والحريم وهم يدخلون الحوش , كانت الأصوات توصلها , غمضت عيونها وهي تستمع للضوضاء الجاية من برى والمختلطة بصوت الدق و الموسيقى عند الحريم تحت , أبوها سوى منصة حللللللللوة صغيرة عليها الكرسي اللي بتجلس فيه الهنوف , وجاب رجال ركبوا سماعات في المجالس والصالات عشان الدقاقة , كانت تحس بخواااااااااء غريب بداخلها وضربات قلبها كانت تتسارع وتخف وتتسارع وتخف لأسباب مجهولة , زفرت بقوة وصكت الطاقة وقالت : عن إذنك هنوف بروح الحمام ..
وخرجت من الغرفة وهي مهي منتبهة لهنوف اللي كانت تأشر لها على الحمام الداخلي , وصلها صوت الدق بوضوح , طااااالعت من فوق الحاجز ولمن شافت وجوه الحريم غريبة شردت لأبعد غرفة , غرفة المعيشة القريبة من جناح أمها وأبوها و مسكت مصحفها المحطوط على سجادتها اللي حلفت تقتل اللي يحركها من مكانها وقعدت تقرى شوية , ولمن تذكرت كلمات الجوهرة القاسية وصور جوال جاسم ووجوه الحريم الغريبة واختلط مع صوت الموسيقى اللي تحسها تقرص قلبها قرص قامت تصيييييح , كانت تحس بخوف محد يتصوره وعقلها تحسه بينفجر من كثر ما يتخبط في الظلام اللي تحاول تخترقه بجهد ~ يااااااااارب ياعالما بحالي ارحمني , ياااااااااارب ~
: أزهااااااااااار , أزهارو ..
رفعت راسها ومسحت دموعها بسرعة وقامت على طول في اللحظة اللي انفتح فيها الباب ودخلت منه العنود ووراها وحده غريبة , قالت العنود : انتي هنا , دورناك عند الهنوف مالقيناك , فاتك ماشفتيها وهي توقع عقد النكاح , مو مشكلة تشوفينها في الفيديو , أووه هذي ريم بنت عمي صالح , قدك انتي والهنوف ..
تداركت خطأها في الأخير وأكدت : والهنوف أكبر منكم ..
ابتسمت أزهار بخجل وسلمت على ريم وهي تقول : أهلا ريم , كيف حالك ؟؟ سامحيني ما أ.....
قاطعتها ريم : فرصة تتعرفين عليه من جديد , واااااااااي حلوة عيونها..
قرصتها العنود في ظهرها من دون ما تشوفها أزهار , ضحكت أزهار وقالت : بالعكس غريبة , ما أدري طالعة لمين ما أحد في العايلة عيونه أسود مغشوش زيي ..
قالت العنود : رمادي غامق كم مرة أقولك , اش أسود مغشوش انتي ووجهك ..
وسحبتهم وهي تقول : تعالوا نكمل كلامنا عند أبو الهول اللي صايبها بكم ..
قالت ريم : ذبحتني تسحيب تحت ودحين تسحبني هنا ..
ضحكت أزهار وقال : دومها مستعجلة ..
جلسوا عند الهنوف يتكلمون واستغربت أزهار نظرات ريم اللي مانزلت عنها , دقايق وجاتهم الجوهرة وقالت : يلا بنزف الهنوف تحت ..
قاموا كلهم وقالت أزهار : أنا ما أبغى أنزل ..
كلهم التفتوا لها وقالت هدى : أزهار حبيبتي ليه ماتبغين ؟؟
وقالت الهنوف : أزهار ابغاك معايا الله يخليك ..
قالت بعد تردد : سامحيني ياهنوف , أنا خايفة , خلاص انزفي دحين وأنا أنزل بعد ما أتشجع شوية ..
ضمتها الهنوف وقالت : خليك قوية , ادعيلي ما أطيح من فوق الدرج ..
شافت الهنوف تمشي بشويش بسبب فستانها الذهبي والتفاحي الواسع , والكل حولينها , رجعت العنود لها وقالت : تعالي شوفيها لمن تنزف ..
هزت راسها بعناد وقالت : الكل بيقعد يطالع فيه وينسى الهنوف , كلهم بيشوفون المجنونة اللي فقدت ذاكرتها , كلهم يعرفون بالضبط اش صار لي إلا أنا ما أدري عن شي , خليتوني في ظلام داخلي وأنا تحت كشافات الكل , ما شفتي كيف كانت ريم تحدق فيه , أكيد صار شي كبيييير وما تبغون تعلموني به ..
ضمتها العنود بخوف وهي تتذكر كلام الدكتور مطلق اللي وصله لهم أبوها وهو يحذرهم من مضار اختلاطها , قالت بحب : أزهار حبيبتي , كل اللي نسويه لمصلحتك , بتتذكرين بنفسك , تعالي يا قلبي , تعالي أوعدك ما أخليك تسلمين ولا على وحده بس انزلي معايا وأوقفي جنبي قدام الدرج إلين تنزف الهنوف , يلا ..
تشجعت أزهار وقالت : وعد ما أسلم على أحد ..
: وعد , يلا الهنوف واقفة من زمان وحسان بيفجرنا لو تأخرنا أكثر من كذا ..
نزلت العنود من الدرج ومعاها أزهار وسط الظلام بعد ما طلبت من الشغالات يصكون الأنوار لأنه الهنوف بتنزف , وقفت جنب عمود الرخام الكبير المقابل للدرج ووقفت أزهار بينها وبينه وقالت : ارتحتي محد بينتبه لك هنا , بدأت الدقاقه الموال وانفتحت الأنوار والهنوف على راس الدرج , حست أزهار بضيق من الموسيقى وحستها في مسامعها مزعجة , لكنها تناستها وهي تطالع بسعادة للهنوف اللي صوبت نظراتها لها وهي تبتسم بخوف , بدأت الغطاريف والتصفيق والهنوف تنزل , وبعد ماراحت للمجلس اللي فيه المنصة قالت أزهار بامتنان : شكرا عنودي , شكرا لأنك جريتيني بالقوة , كنت حموت قهر لو فوت هذي اللحظة ..
قالت العنود : دحين تبغين تطلعين ولا تجيين معايا ترقصين ..
: نـــــعــــــم , أقولك خايفة تقولين ترقصين ..
: أفضل وسيلة للدفاع الهجوووووم ادخلي عليهم وارقصي ..
ضحكت وقالت : والله انك خبلة صحيح , روحي وأنا ألحقك ..
ولمن راحت عنها العنود حست بدرع الأمان اللي كان يحميها اختفى , قاومت مشاعر الخوف وهي تقول لنفسها ~ أهلك ياهبلة خايفة ليه ؟؟ خليك قوية زي دايما ~ كانت تقدم خطوة وترجع خطوة وشوية لقيت نفسها قريبة من المجلس , طالعت بنص عين وابتسمت وهي تشوف العنود ترقص مع ريم والبندري مع وحدة غريبة , انحطت يد على كتفها وجاها صوت من وراها يقول : إن ماخابني ظني أزهار ..
لفت أزهار بتوتر وخوف وشافت حرمه متوسطة الطول ومستصحة , ضمتها الحرمة بحنان وقالت بمزح محبب : أنا خولة بنت الأزور أخت حسان بن ثابت ..
ارتاحت أزهار لمن تذكرت كلام الهنوف عن خولة أخت حسان وقالت : هلا خولة , كيف حالك ؟؟
سابتها خولة وهي تضحك وتقول : ماني زينه لأنه حسانو حرق جوالي دق يقول ما صارت هذي كلها زفة , وهدد لو ماجبت الهنوف بيطرد الحريم كلهم ..
ضحكت أزهار وقالت : الله يخليهم لبعض ..
قالت خولة : آآآآآآآآمين , عن إذنك خليني بس أتخلص من رجة حسان وحرمته وأجي آخذ أخبارك ..
شافتها تكلم أمها وأمها كلمت أخواتها اللي ساعدوا الهنوف اللي قامت ووجهها متغير بسبب حواجبها المقطبة ..
: انتي أزهار ؟؟
لفت على الحرمتين اللي ماشيين لصالة العشا اللي أعلنوا عنه في السماعات وقالت : إيوه , أهلا فيكم , تفضلوا على العشا من هنا ..
وأشرتلهم على الصالة وهي ودها تتخلص من نظراتهم المحدقة , ومامرت ثانية على جوابها إنها أزهار إلا وتجمع حولها مجموعة من الحريم , ماتدري سلمت على مين وبقي مين والكل يطالعها بنفس النظرات , فضول ممزوج بشفقة , حتى نبرات صوتهم حستها أزهار مليئة بالشفقة المقيته , كانت تبتسم للجموع وهي تصرخ بداخلها ~ أنا ماني مجنوووووووووووونة , لاتطالعون فيه كذا , أنا فاقدة للذاكرة مو طاير عقلي ياناااااااااااااااااااس , خلاااااااااااص حلوا عن وجهي , خلوني أتنفس , مكتومة , مخنوقة , لو أغمي علي دحين بصير حديث المجالس لسنة كمان , أزهار لاتدوخين ~ قاومت الخوف اللي بدأ يملى صدرها وقالت : عن إذنكم ..
وخرجت من وسطهم وأول ماقابلت ريم اللي قالت : أزهااااااااار تعالي بسرعة شوفي الهنوف ..
ومسكتها من يدها وسحبتها , حست أزهار بأنفاسها ترجع طبيعية تدريجيا , حست وجه ريم طوق النجاة لها رغم إنها ماتتذكرها حتى هي لكن اسم إنه العنود عرفتها عليها من قبل , رمت عليها العنود عباية وقالت تعالي بسرعة لايفوتك المنظر , طالعت من ورى العنود والجوهرة والبندري والبنت الغريبة اللي كانت ترقص معاها وبنتين ثانيات كتمت نفسها لمن شافت الهنوف جالسة في المجلس و باين عليها الخوف وأبوها وجاسم داخلين ومعاهم ثلاثة رجال غرب عرفت منهم حسان اللي شافته من الطاقة أمس وحرمة ما عرفتها كاشفة عليهم , قالت العنود وهي تسحبها جنبها : ذيك عمتي نورة أم حسان وهذاك أبو لحية بيضا عمي صالح أبو ريم , والثاني عمي جلال ما عنده بنات عنده خمس أولاد ..
: ماشاء الله ..
قالتها أزهار وهي تتأمل وجيههم تحاول تتذكر شي من ماضيها , ولمن اصطدم عقلها بحائط أسود تناسته وهي تتأمل الهنوف اللي وقف حسان قدامها وهو مبتسم ابتسامة واسعة , قال لها شي بهمس خلاها تندق راسها أكثر وهي ترجع على ورى , جلستها عمتها وجلس حسان جنبها وهو يقول لخواله بمزح : مو خلاص سلمتم على البنت يلا حبايبي أعطونا نفس ..

ضربه جاسم بخفة على كتفه وهو يقول : مو خلاص شفت العروسة وسلمت عليها يلا أعطي المسكينة نفس ..
قال حسان بجرأة : تعرفها , هاليوم استنيته سنه تقول لي دحين أخرج وأنا لسه ماشفتها زين ..
كانت الهنوف ودها تذوب وسط ملابسها ومايشوفها أحد من كثر الخجل , هي تعرف نفسها إنسانة عادية وبسيطة مافيها ذاك الجمال اللي يخلي حسان يتعلق بها لهالدرجة وهذا اللي يزيدها خجل , قال أبوها بجدية : هيا حسان قول اللي بتقوله عشان نمشي ..
طالع حسان في أمه اللي قالت بعد ما قرت نظرته : خلوهم شوية مع بعض , دقايق بس ..
وبعد حرب مضنية رضيوا بعشر دقايق لاااا غير , ولمن خرجوا وانصك الباب ..
لفت عهود على أزهار وعرفتهم العنود ببعض وهي تقول : عهود , أزهار , أزهار هذي عهود ..
سلمت عليها أزهار واستشعرت البرودة في سلامها لكنها طنشت الموضوع وهي تأكد لنفسها إنها أكيد تتوهم من كثر الضغوط اللي مرت بها , وسلمت على البنتين اللي ما حفظت أسماءهم ولا حتى أشكالهم , كل اللي عرفته إنهم أخوات حسان يعني حموات الهنوف , قالت ريم : ياترى اش يسوون دحين ؟؟
قالت العنود وهي تحك جبهتها بتفكير : أنا ماهمني اش يقولون دحين قد مو شاغلني اش قال لها أول مادخل ..
ضربتها أزهار وقالت : سيبوهم في حالهم ..
وجوة الغرفة ساد صمت فضيع على المكان , كل الكلام اللي كان بيقوله حسان لها طار من راسه , طااالع فيها بعدين قال : هنوف كيف حالك ؟؟
مارفعت راسها اللي هزته بشويش يعني طيبة , ابتسم وقال : مبروك علي انتي ومبروك عليك أنا ..
همست بصوت حاولت قدر الإمكان تخليه واضح : الله يبارك فيك ..
ســـكــــت وهو مو عارف اش يقول وأخيرا قال : تراني مجهز كلام طوييييييل لكنه طار من الفرحة ..
كتمت ضحكتها لكنها ابتسمت غصب عنها , ابتسم وقال : الله يجمعنا على خير و..
دق الباب وانفتح ودخل منه جاسم وهو يقول : تايم أوفر ..
مسك حسان لسانه عن السب قدام الهنوف وقال بأدب : توي اللي قلت كلمتين على بعض ..
هز جاسم راسه وقال : سوري , الشبيبة موصيني ما أخرج من القسم إلا وانت معاي ..
قام حسان وقال بتهديد وهو يأشر على رقبته : بسيطة مردودة لك إن شاء الله ..
ولف على الهنوف وهمس بابتسامة : في آمان الله ..
وخرج مع جاسم اللي قعد يقول بتريقة : الله , الله , عشنا وشفنا , من وين جايب هالحنان كله ياسيد العواطف الناعمة ..
قال حسان وهو يزبط بشته : من قبل ما تطلع لك شوارب يالمتحجر ..
تناسى جاسم همومه لأنه اليوم في قمة سعادته وهو يشوف أخته مزفوفة لولد عمته وتوأم روحه حسان ..
***

دخلوا البنات عليها وقاموا ينغزونها بالكلام وهي سااااااااكته ومبتسمة بهدوء , طلعت أزهار للغرفة بعد مارجعت الهنوف للناس وانسدحت على السرير وهي تفكر بالوجوه اللي شافتها , ولا وجه أشعل الضوء داخل ظلام عقلها , غرقت في أفكارها وماحست بنفسها إلا وهي نايمة ...




**********************

NaZeK
09-05-2012, 03:05 AM
حجـــــــــــــــــــــــــــز >__<

كيني
09-05-2012, 03:06 AM
خخخخـــ...انا كمان حجز....الفجر اقراها مع كوب من الحليب والكاكاوو المنعش
لما الجوو يصير هدوء...

اسير الصمت
09-05-2012, 03:34 AM
يوم الأربعاء : 7 / 3 / 14727 هـ .
في فيلا أبو جاسم :

الكل راح للإستراحة اللي مستأجرها زوج الجوهرة على شرف ملكة الهنوف لأنه بيرجع هو والجوهرة للباحة يوم الخميس ما عدا أزهار اللي ماتشجعت تروح للناس اللي ماعرفتهم في ملكة الهنوف بسبب ذاكرتها والبندري اللي قالت إن الدنيا حر و الجو أبدا ما يناسب استراحة , شغلت أزهار نفسها عن التفكير بيوم الملكة المأساوي بالنسبة لها نفسيا بترتيب غرفتها وقص المقالات اللي تعجبها من المجلات وتلصيقها في الدفتر اللي اشترته لها العنود عشان تكتب فيه كل شي يجي في بالها وبعدين جلست فوق سريرها وهي مركزة على قطعة الصوف اللي بدأت تغزلها كهواية جديدة من أكثر من أسبوع , عقدت قفل الغرزة وطالعت في شنطة الجوال اللي سوتها بصوف ملون بدرجات الوردي , صرخت بحماس : خلصتهاااااااا , وااااااي تهبل , خلصتهااااااااااا ..
خرجت جوالها من درج السرير ودخلته جواتها , صرخت بحماس أكثر لمن جا مناسب له , ضمتها بفرح وقالت : شكلي بأبدأها تجارة هاهاهاها..
ضحكت الضحكة الشيطانية وتمغطت بتعب ولمت باقي الصوف والصنارة وحطتها جوة شنطة الخياطة وركنتها , خرجت من غرفتها وهي تنادي بشويش : البندري ...
و مشيت إلين غرفتها وهي تكلم نفسها : لازم نلقالنا حل , مو معقول بنهجر بعض ولا كإننا أخوات , أشك إني سويت لها شي قبل ما أفقد الذاكرة ..
دقت الباب ولمن ماسمعت جواب دخلت , لقيت الغرفة فاضية , صكت الباب وهي تسأل : ياربي وين راحت هذي البنت ؟؟
مرت من قدامها الخدامة خديجة ولا كإنها موجودة , مسكتها أزهار من يدها وهي تقول : خدووووووووووج ..
انتفضت الشغالة وقالت : أنا مافي سوي سي ..
ضحكت أزهار وقالت : أنا ما قلت إنك مسوية شي يا طويلة العمر , اش فيك كنك بتموتين خوف ؟؟ تعالي اجلسي ..
جلست أزهار وسحبت الشغالة المرعوبة وجلستها جنبها وهي تقول : اش أخبارك ؟؟
طالعت فيها خديجة وقالت بحزم يهد جبال وهي تقوم من مكانها : أنا مافي كلام , ماما بابا قول لافي كلام سوا سوا أزهار ..
ضحكت أزهار من أعماق قلبها وقالت : ارتاحي ارتاحي ما أبغى أسألك عني باسألك عن أخبارك بس , ماما وبابا مسوين حجر , حتى سوناردي (( السواق )) يعطيني هالموال لو بسأله عن سعر الطماطم , الله يعيننا نبدأ معاك ..
كانت كل ما سنحت لها فرصة تتكلم مع الشغالات , تحب تسمع سواليفهم و طريقتهم في الكلام ومن قلبها تحن عليهم مغتربين وسايبين أهلهم عشان لقمة العيش , هي من أول يوم تعرفت على سيتي وبعدها بأيام على نور ودحين جا دور خديجة , قالت بلغة أندونيسية : أبا كابار(( كيف حالك )) خديجة ؟؟
ضحكت خديجة وقالت : باي (( كويسه )) ..
وراحت على طول بتكمل شغلها , سألتها أزهار : خدوج وين البندري ؟؟
سكتت كإن السؤال معادلة يصعب حلها بعدين قالت : ما أدري ..
طالعت فيها بشك وقالت بصوت مهدد : خدووووووووج ..
لاحظت ارتباك خديجة ولخبطتها في الكلام , وبالقوة فهمت منها كلمة تحت , ولمن جات بتنزل مسكتها خديجة وهي تقول : لا إنزل , تعالي سوفي في خربان في مطبخ هنا ..

شكت أزهار إنه في شي فطنشت خديجة ونزلت وخديجة وراها تحاول تثنيها , طالعت في الصالة مالقيت أحد , طالعت في المطبخ , المجالس وفي كل مكان مالقيت البندري , وآخر مكان بقي هو غرفة الشغالات , لمن قربت من الغرفة مسكتها خديجة وهي تترجاها بهمس : الله يخليك لا روح , أزهار لا روح هناك ..
فلتت أزهار يدها منها وتقدمت من باب الغرفة , فتحته بشويش واتصنمت لمن شافت المنظر اللي قدامها , صكت الباب بشويش هي تحس بصدمة ممزوجة بالغثيان والرعب , جريت بلا شعور على أقرب حمام , طلعت كل اللي في بطنها في المغسلة , ولمن مسكتها خديجة دفتها برى الحمام وصكته بالمفتاح , سندت راسها على باب الحمام وقامت تصيح من قلبها وهي تقول بحرقة : ليه ؟؟؟ ليه يابندري ؟؟
***



رفعت البندري وجهها الغرقان دموع من بين يدينها وطالعت في الباب وهي تسأل بخوف : مين فتح الباب ؟؟
قال عبد الرحمن وهو يقوم من السرير : محد , يتهيأ لك ..
نزلت راسها ودفنته بين يدينها وهي تسأل : متى بتتصل عليه ؟؟
زفر وقال بضيق : لمن ألقى وقت , اش السؤال السخيف هذا ؟؟
مسكته من طرف بلوزته وسألته : عبد الرحمن تحبني ؟؟
قال وهو يسحب جواله ومحفظته : أجل إيه ..
كانت محتاجه إنه يقولها أحبك وهو يطالع في عيونها بتأكيد لكنه مسح على شعرها زي ما يمسح الطفل على بسة شريدة شافها في الشارع وخرج , انسدحت على السرير ودفنت وجهها في المخدة وهي تصييح بصوت مكتوم ..
***
منظر أختها وهي مع ذاك الرجال الغريب هزها من الأعماق , ما دريت كم مر عليها لكنها لمن شبعت صياح قامت تغسل وجهها اللي تنفخ وصارت عيونه زي الكور من انتفاخها , حست بالكره من جبنها وهروبها , ليه ما دخلت عليهم وصارخت فيهم بكل الكلمات اللي تصارعت على شفتينها ؟؟ ليه خافت وتراجعت رغم إنها على حق وهم على باطل ؟؟ عزاءها الوحيد إن المنظر كان فوق مستوى أبشع تصوراتها , نشفت وجهها وخرجت , لقيت البندري جالسة على كنب الصالة وهي تقلب في القنوات , ما كانت شايفة إلا جانب وجهها لكنها انتبهت للدموع اللي حابستها البندري , حاولت تصبغ اللامبالاة على صوتها وهي تقول : بندوري انتي هنا , كنت ....
واختنق صوتها , ما قدرت تكمل تمثيلها , لفت عليها البندري ودموعها على خدودها , لأول مرة التعالي والبرود يغادر وجهها الجميل اللي صار شاحب زي الأموات , شهقت أزهار وهي تقول : بند...
طاح جهاز التحكم من يد البندري اللي اندفعت و رمت نفسها بكل قوتها على أزهار وهي تصيح بصوت هز المكان , ضمتها أزهار بقووووووة وهي تصيح معاها , صرخت البندري وهي تعصر بلوزة أزهار بين يدينها : ضيعت نفسي يا أزهااااااااار , ضيعت نفسي , ليه ماوقفتوني عند حدي ؟؟ ليه تجاهلتوني كلكم ؟؟ ليه سبتوني أسوي اللي أبغاه ؟؟ لييييييييييييييييييييه ؟؟ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..



~ أصعب مافي الأخطاء إنك تكون السبب فيها , تحاول إنك تلقي الملامة على الجميع وتصرخ بها بعالي الصوت لكنك في قرارة نفسك في جزء عمييييييق بداخلك عارف ومتأكد إنك سبب هذي التعاسة اللي تحيط بك , إنك إنت الوحيد اللي بيتحاسب على أفعاله وبيعاني عقدة الذنب من ذنوبه , شيء مرعب إنك تكون انت المعول اللي هدم شيء جميل في روحك , إنك اللي سكبت الحبر الأسود وشوهت نقاء وصفاء قلبك , وحفرت بداخلك خندق عميق من الألم اللي لايمكن يزول ~...




ما انتبهت أزهار إلا وهي جالسة على أرض الصالة الرخام والبندري متشبثة فيها وشهقاتها تهز بدنها من قوتها , طالعت في جهاز التحكم اللي تناثرت بطارياته وفي شاشة التلفزيون المشغلة على قناة غنائية وحضنت البندري وهي تمسح شعرها بيد مرتجفة , كانت كلمات اللوم والعتاب والتذكير بعقاب الله وبالذنب العظيم اللي اقترفته في حق دينها ونفسها وأهلها كلها تتلاشى شوية شوية , الضرب في الميت حرام , أهي حست بكل شي لكن بعد فوات الأوان , سألتها وهي تدعي الجهل : البندري اش فيك حبيبتي ؟؟ ليش تصيحين ؟؟
قالت بصوت متقطع من وسط شهقاتها : أزهار... الله يخليك ...لا....لا تعلمين أحد ..
انعصر قلب أزهار وهي تقول بصوت جاهدت عشان يكون متماسك : والله ما أعلم , قولي اش فيك ..
صاحت العنود لفترة وأزهار بداخلها عندها أمل وهي تدعي ~ يارب مايكون صار شي , يااااااارب ما صار شي , يارب استر ~ قالت بصوت كسير : أنا أحب واحد ..
حست دقات قلبها تنبض في أطراف أصابيعها من شدة التوتر وهي تسأل : مين ؟؟
ما رفعت راسها عن حضن أزهار وهي تقول : عبد الرحمن ولد عمي صالح , أخو عهود وريم ..
~ الله يحرقه , الله يقهره , استغفر الله العظييييييييم , يعني مالقي إلا عرضه اللي مفروض يدافع عنه ~ مسحت شعر البندري وهي تقول تستحثها على المتابعة : طيب ..
رفعت البندري وجهها المحمر من الصياح ومسحت دموعها وهي تقول بصوت مهزوز يهدد بالإنهيار : كنا نتكلم مع بعض دائما بالماسنجر وبالجوال أحيانا و...... أحيانا نتقابل بس أكون متحجبة ومو باين إلا وجهي ..
شجعتها أزهار لمن سكتت وهي تقول بحنان ويدها تبعد خصلات شعر أختها اللاصقة في وجهها من أثر الدموع : كملي ..
ارتجفت شفايفها ورجعت رمت نفسها وتخبي وجهها وهي تنتحب : اليوم تقابلنا وصار شي ماكان مفروض يصيييييييير ..
~ لاااااااااااااااااااااااااااااااااا مستحيل , مستحيل أكيد أنا في كابوس , ليه يابندري لييييييييييه ؟؟؟ ~ دعست كل مشاعرها وهي تسألها بصوت هادي لدرجة شكت إنه صوتها : يعني زي إيه ؟؟
ولمن استمرت في بكاها وما تكلمت , هزتها وهي تقول : البندري تكلمي , اش قصدك ؟؟ وصلتم للـ......
رفعت راسها على طول وقالت : لا ماصار شي كبير ..
حست جسمها يذبل من بعد ما كان مشدود زي وتر القوس , وغصب عنها زفرت براحة وهي تقول بفرح واضح : الحمد لله , مقدور عليها هالمشكلة إن شاء الله , المهم دحين إهدي عشان نفكر في المشكلة بهدوء , هيا , قومي , قومي ياحبيبتي غسلي وجهك وخلينا نروح الغرفة ..
شالتها للغرفة وخلتها تغسل وجهها وتغير ملابسها وتنسدح على السرير , لحفتها وقالت : أروح أسويلك سندوتش على كيف كيفك ومعاها كاسة عصير ..
قالت البندري بصوت مكتوم : ما أبغى شي , مالي نفس , حاسة بغثيان وصداع من كثر الصياح ..
مسحت أزهار على شعرها وقالت : عشان تاخذين بندول بعده , يلا حبيبتي , أنا نازلة ..
خففت الإضاءة ونزلت وسوت ساندوتش خفيف وعصرت برتقال وحطتها على صينية مع الدوا , وهي خارجة من المطبخ رن التلفون وخرجها من تفكيرها العميق في المشكلة اللي صارت , قالت لخديجة بصرامة : أنا أرد ..
ناولت الصينية لها ورفعت السماعة وقالت : نعم ..
جاها صوت رجال يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
: وعليكم السلام ورحمة الـــ
صرخ الرجال : أزهاااااااااااااار , هذا انتي ؟؟
انصدمت واستغربت من صرخته فسألت : مين معايا ؟؟
كان صوته غريب وهو يقول بلهفة : زهورة ماعرفتيني , أنا عمر ..
حست بانقباض في قلبها وهي تقول : آسفة أكيد غلطان في الرقم , أنا ما أعرف أحد بهالاسم ..
وصكت السماعة قبل ماتسمع صوت رجال جنب عمر يقوله : عمر قلتلك أختك فاقدة الذاكرة ..
قالت بغيض : ويدلعني كمان , هاتي الصينية ..
رن التلفون فطالعت في الكاشف وقالت : خديجة هذا الرقم لا تردين عليه مرة وقولي لسيتي ونور نفس الكلام سامعه ..
وطلعت لغرفة البندري وهي مقهورة جوة قلبها من خديجة اللي متسترة على الموضوع من زمان رغم إنها عارفة إنها مجرد مخدومة ومأمورة بهالشي لكن غصب عنها حستها مساعد في الجريمة ..



**********************


بالقوة سيطر على ارتجاف أصابيعه وهو يدق رقم جوال أبو جاسم , كان يحس الوقت يمشي بالبطييييييييييييييييء ..
: نعم ..
قال بصوت طلع من حنجرته همس حزين وهو ناسي يسلم : أبو جاسم ..
: إيوه نعم مين معايا ؟؟..
حس بالكلمات تتسارع على شفتينه لكنه حبسها وقال بسرعة : أنا عمر بن عبدالله بن محمد أخو أزهار , أكلمك من تبوك , أبو عصام جزاه الله خير قالي إنه أزهار عندك ..
انصدم أحمد لمن سمع الاسم وقال بعدم تصديق : عمر , لا إله إلا الله , سبحان الله ياولدي , الحمد لله على سلامتك , الحمد لله , إيوه ياولدي أزهار عندنا في عيوننا كمان ..
وصله صوت عمر المتلهف وهو يسأل : كيف حالها ياعم ؟؟
: طيبة الحمد لله وإن شاء الله مبسوطة مع بناتي في نفس سنها تقريبا ..
انتبه إنه ماقام بالواجب فقال : حقيقة ياعمي ما أقدر أوصفلك شكري وامتناني على اللي سويته لأزهار و..
اختنق صوته فقال أحمد وهو يحس قلبه ينبض بقوة : ارجع جدة ونخليك تشوفها بعيونك ..
قال بصوت مخنوق : جزاك الله خير , الله يجعل كل مافعلته في ميزان حسناتك , والله ماتعرف قد ايش شاكر لك صنيعك ..
تنهد أحمد وقال : على ايش ياولدي , ماقمنا إلا بالواجب ياولدي , الظفر مايطلع من اللحم ..
طالع في تذكرته وقال : إن شاء الله في رحلة لجدة اليوم في الليل ..
ارتاح لمن قال أحمد بصوت دافي : حياك الله في أي وقت البيت بيتك ..
وصك السماعة بعد ما أخذ منه وصف البيت , طالع في ورقة الوصف وهو يحاول يتذكر ملامح أخته , ابتسم له أبو عصام وقال : ارتحت بعد ماكلمت عم أبو جاسم ..
غطى عمر وجهه وبكى بصمت , ما كان متخيل بعد الحالة اللي مر فيها إنه يعرف إنه أزهار حية , أزهار اللي تعذب بداخلة ملايين المرات ليش سابها لوحدها وعاش هو رغم اللي مر به وخلاها تموت ..
طالع في ساعته وهو يحس الليل طويييييييييييييييييييييل ....
***
طالع أحمد في مجموعة الرجال الجالسين قرب المسبح اللي في الإستراحة ومن ضمنهم جاسم اللي كان يضحك على شي قاله حسان وهو غاطس في تفكييييييير عميق , اش حيصير بكرة لمن يجي عمر ؟؟ هل حتقابله أزهار وتتذكر كل شي ؟؟ وجوازها من جاسم ؟؟ فين حتعيش بعد هذا كله ؟؟ أسئلة كثيرة جات في باله لكنه أجل التفكير بها لبكرة مع أخوانه اللي بيطلعهم على الجديد اللي صار ...

********************


الساعة الثانية صباح يوم الجمعة 5 / 1 / 1427 هـ :
بعد غرق السفينة :

محاولاته عشان يلحق الحرمة باءت بالفشل , رجع يسبح للسطح وانصدم إنه فوقه جسم معدني كبير , حس أنفاسه تختنق وهو يتحسس الجسم ويحاول يلقى نهايته , ~ أزهار , أرجوك يارب عيشني عشان البنت اليتيمة , أتوسل إليك يارب , ياربي أزهااااار انت أعلم بحالها ~ غصب عنه خرجت أنفاسه من الكتمة وقام يسبح تحت الموية بلا هدى مامر شريط ذكرياته زي مايقول البعض بالعكس عقله استمر يناجي ربه ويصرخ باسم أخته اللي سابها وحيدة , وفي النهاية لمن أيقن بالموت حس إنه وصل لنهاية الجسم المعدني , سبح بسرعه وخرج راسه وشهق بكل قوته , جلس دقايق يسحب النفس بقوة وهو مهو مصدق نجاته , قال وهو يلهث ويمسح وجهه : الحمد لله , الحمد لله ..
ولف على الجسم لقيه مركب كبيرة مزدحححححمة ورجال يسحبون الموية من القارب المخروم ويطشونها في البحر ورجال ثانيين يصارخون : سدها بالثوب , سدها قبل ما نغرق ..
ورجال يصلون ودموعهم على خدودهم , ورجال ساكنين في مكانهم , سألهم عمر : فيكم واحد اسمه عمار أو عمير ؟؟
ولمن شافهم مطنشين نادى : عمااااااااااااااااااااار , عــمــيــــــر ..
وكحكح من الشرقة ولف حولين القارب وهو مهو عارف هو فين بالضبط عن مكانه الأول , حاول يخترق الظلام وهو ينادي : أزهااااااااااااااااار , أزهااااااااااااار ..
كان متأكد إنه حيلقاها في المكان اللي سابه لأنه مستحيل بينجرف وسط الموية لمكان بعيد عنها تماما , دار بعيونه وصرخ : أزهااااااااااااااااااااااااااااااااااااار ..
وأصاخ سمعه يحاول يميز صوت أخته من بين الأصوات المتزاحمة لكنه ماسمع لها حس , حس بخوف يعصر قلبه , قام يسبح في اللا اتجاه وهو يقول بهمس من وسط لهاثه : أتوسل إليك يا حي يا قيوم إنك تحفظها , يارب استجبت دعائي ونجيتني وأنا أطمع في إجابتك لي بأن تحفظها وتعيدها لي سالمة , أتوسل إليك يارب وصرخ بخوف أكبر وهو يوقف سباحة : أزهاااااااااااااار جاوبيني , أزهااااااااااااااااار , أزهاااااااااااااااار..
مسح نقاط الموية اللي تمشي على وجهه من شعره المبلل وهو يفكر ويدعي ~ يارب ارحمني , أمي غرقت بين يديني وأختي ضيعتها بنفسي , ياربي حاولت أنقذ حياة مسلم وانت أعلم , يارب احفظها , يارب إني أعلم أني لم أقم بعمل صالح أدعوك به فإن كان لي عمل صالح فإني أدعوك به أن تحفظها وتعيدها لي سالمة ~ ولمن سمع صرخات ناس ينادون بأسماء كثيرة مالها إجابة , صرخ بحرقة : أزهاااااااااااااااااااار , عمااااااااااااااااااار , عــمـيـــر ...


********************

اسير الصمت
09-05-2012, 03:36 AM
أتمنى لكم قراءة ممتعة بإذن الله ..

في الفصل الخامس هو وهي ..

... لو ما تصلحت الغلطة اللي غلطناها , بأنفضح ياأزهار , بيقتلوني على غير قبلة .....
.... قال لها بنفرة : أقول اطلعي من بيتنا لو سمحتي قبل ما......
....... وقفه أحمد وهمس : أخوها جوة , وتراني ماكلمته عن أخته وعن حالتها ......

.

NaZeK
09-05-2012, 03:27 PM
يلا اسيررررررررررررررررروووه التكمله بليز !1
نبي نشوف وش بيصير بعد الزواج !!
الاخ جاسم مسوي مؤدب !! طيب تروح معها الشقه ليه ياذئب مامتوحش >__<
أزهار والعنود >> كرهتم بسبب بعض الناس -_-

◦● nooгi
09-05-2012, 03:36 PM
حماااااااااااااااااااااااااسسية مرررررررررررةة
ماتبعة الروايةة بقوووووووووووة

اسير الصمت
09-05-2012, 09:28 PM
لفصل الخامس : هو و هي :

حصن بر
مشعل غضب
نبع عطاء
ذاك هو ...

صوت عذب
صدر حان
قلب صارم
ذاك هو ...

شمس حب
أرض حنان
واحة صبر
تلك هي ..

براءة طفل
همسة أم
ضحكة عذرى
تلك هي ...






يوم الجمعة 5 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 7 صباحا :

الموية اللي ضربت في وجهها صحتها من نومها وهي تشهق , فتحت عيونها ورجعت غمضتها من أشعة الشمس , رجعت فتحتها بشوييييش وهي تحس بجفاف غريب في بلعومها وعطش فضيع , تحركت وصرخت من الخلعة لمن لقيت نفسها وسط موية , تذكرت في لحظة كل شي صار وتذكرت أمها وعمر , لفت يمين ويسار وقدامها ووراها , كان البحر على مد البصر وتطفو عليه قطع حطام وحبال وأجسام هااااااامدة وأشياء ما تخطر على بال , فتحت فمها بتعب تبغى تنادي لكنها ماقدرت , كانت تحس لسانها لاصق في سقف فمها من كثر العطش , غمضت عيونها شوية تبغى تستجمع قوة عشان تنادي , حست بشي يمشي من بين رجولها وسط الموية , صرخت برعب ودبت الحيوية في جسمها وهي تسبح بعيد عن هالشي وفي نفس الوقت تحاول تخترق طبقات الموية عشان تشوف اش هو , كان من المستحيل عليها تشوف يدها لو دخلتها قريب كيف رجولها اللي غاطسة وسط كائنات البحر المخيفة , تخيلت القرش و الأخطبوط وغيرها فزاد رعبها , تصنمت للحظة وجمدت نفسها عن الحركة ولمن اختفى هالشي الغريب اللزج وما عادت تحس فيه زفرت براحة وهي تحس نبضات قلبها المتسارعة تتباطأ بشويش , طالعت في ساعتها و انصعقت إنها نامت هالوقت كله , تذكرت إنها في يوم الجمعة لأنها مستحيل تكون نامت يوم ونص من دون ما تحس , توضت من البحر اللي ملوحته زادت إحساسها بالعطش وصلت الفجر إيماء , وبعده تلفتت حولينها وسلكت حلقها و بدأت تنادي بصوت مجروح من كثر الصراخ : عمااااااااااااااااااار , عميــــر ..
وترددت بعدين نادت بصوت مخنوق أكثر : عـــمــــر ..
وبدأت دموعها تنزل وهي تذكر نفسها إنه مات قدام عيونها , بعدت هذا التفكير المتشائم عن بالها لأنها خافت إنه يدفن بصيص الأمل الضعيف اللي بداخلها ,
وبعد بكاااااااء صااااامت حسته قطع نفسها من شدة ألمه فكرت بعقلية إنه البكاء ما حيفيدها وبعد عدة حسابات بداخل عقلها قامت تسبح بعيد عن هالأجسام و وجهت نفسها نحو الشمس المشرقة وهي حاطة في بالها إنها لو سبحت شرق بتوصل للسعودية , سبحت وسبحت مسااااااافااااااات حستها بتوصلها لنهاية الأرض لكن برضوا ما كان قدامها إلا الصفحة الزرقاء نفسها , حتى طير يدلها على قرب اليابسة ما شافت , صرخت بطول صوتها : عماااااااااااااااااااااااااار , عمــــــــــــر , أي أحـــد , ياعاااااااااااااااالم , يا نااااااااااااااااس ..
صوتها كان يدوي ويرجع صدى غريب يثير في داخلها مشاعر مختلطة مثيرة للإحباط , طالعت في ساعتها , وانصدمت إنه لها ساعة تقريبا وهي تسبح , ارتاحت شوية ولمن شافت الصفحة الزرقاء نفسها ما تغيرت رجعت سبحت وسبحت إلين حست أكتافها تصرخ من الوجع , وقفت وأخذت نفس ورجعت سبحت وارتاحت وسبحت وأخيرا طالعت في الصفحة الزرقاء اللي بدأت تكرها وأخذت تصارخ بأسماء أخوانها , الشمس كانت تلفح وجهها المبلل , جمعت موية في يدها وغسلت بها وجهها اللي حست كإنها تطفيه من كثر حرارته , جووووووووع وعطش حسته بيفتك بمعدتها , ليه ما أكلت قبل ما تطلع السفينة ؟؟ ليه ما تغدت مع أخوانها الرز والدجاج البخاري اللي جابه عمر وطلب منها بمزح إنها ما تاكل منه لأنها كل مالها تتخن وهزؤه عمار وهو ..... لمن شافت إنه عقلها يسترجع اللحظات الأخيرة اللي جمعتهم بدون هم صرخت : عماااااااااااااااااااااااااار , عميييييييييييييييييير , عمــر وينكــــــم ؟؟ أنا لوحديييييييييييييي , أنا لوحديييييييييييييييييييييييييييييي..
وارتجفت شفايفها وهي تصرخ رغم يقينها إنه هالإنسانة بالذات ما بتسمعها : مااااااااااااااااماااااااااااااااااااااااااا , مااااااااااااااااااااااامااااااااااااااااااااااااا ااااا..
وقامت تصيح من الخوف و الإضطراب اللي بدأ يصيبها عقلها , لوحدها في عرض البحر لا موية ولا أكل وجسمها يعورها من كثر السباحة , ومن دون ما تحس كثر صياحها نومها ..
: يا بنت , هي يا بنت ..
سمعت واحد يناديها من البعيد , فتحت عيونها والتفتت برعب , لقيت جماعة ناس طافيين ومتمسكين بحبال وجوالين وأشياء خشبية , حست براااااااحة عجيبة ~ أوادم حيين , الحمد لك يارب ~ لفت وجهها عن الرجال الغريب وسبحت بعيد عنه , كان يسألها مين فقدت , أجابته باختصار وهي تتلثم بطرحتها المبللة : أخواني عمار وعمر وعمير..
وحاولت ما تتنفس بقوة عشان رذاذ الموية العالق بالطرحة ما يدخل خشمها , نادى على اللي حولينه يسألهم إذا فيهم واحد من أخوانها لكن لا مجيب , شكرته بداخلها على بادرته الطيبة و طالعت في الجماعة اللي معاه , كانوا حول العشرين أو أكثر شافت التعب والهلاك عليهم , كان نفسها تطلب منهم موية إذا فيه لكن أشكالهم كانت دليل على حالتهم , ورغم هذا كله كانت مرتاحة نفسيا إنها مع جماعة ناس خاصة لمن شافت حرمة متمسكة في واحد من الرجال شكله زوجها ( الموت معاهم رحمة ) بدل لوحدها زي المجنونة , أصلا كانت شوية و تنجن من الخوف , شكله جسمها تحرك مع الأمواج وانجرف لهالجماعة وهي نايمة أو العكس , لكنها ما حاولت تسأل , كانت بس تستمع لكلامهم ووصفهم وتحليلاتهم للي صار, حرارة الشمس اللي تضرب في راسها ما خفت رغم إنها تبلله كل شوي , غمضت عيونها بتعب وهي تفكر ~ أنا وين ؟؟ ليش أحس بهالتعب كله , راسييييييييي ~ و للمرة الثانية ما حست بشي حولينها وهي تغوص في ظلام غريييييييييب ..



*************************


يوم الخميس 8 / 3 / 1427هـ :
في بيت صالح قبل المغرب :

من أمس المساء ومن نامت البندري بعد مناحتها , و الوقت يمر ببطء شديييييييييد على أزهار المهمومة من موضوع الصور اللي شغلت بالها ومن مشكلة البندري اللي كانت بعكسها تمثل الهدوء والسكينة ببراعة قدام الجميع لدرجة إنها ما أجلت الزيارة اللي اتفقوا عليها يوم الملكة لبيت عمهم صالح , هي بعكسها ما نامت الليل بطوله والصباح كله وهي في السرير تفكر بعمق اش حتسوي لمن تتقابل مع جاسم واش حتقول للبندري اللي طلبت منها تنسى الموضوع بأكمله لأنه غلطها وهي تحله ~ لازم أكلمها , مو معقول أسيبها لوحدها ~ لفت أزهار وجهها عن البنات المتجمعات على كنب الصالة حول طاولة فيها صواني شاهي ومعجنات وكل ما لذ وطاب وطالعت في البندري , كانت لأول مرة في حياتها ساكتة وقلقانة وشكلها متغير ~ مو معقولة بتشيلين حمل هالهم لوحدك يا بندري , بس ألقى وقت كويس وأناقشك زين ~ خرجت من أفكارها على صوت ضحك عالي , كانت متمللة طول الوقت في الجلسة بسبب انشغال بالها و لأنه ما يعجبها الحش في الخلق , وفوق هذا كله هذي أول مرة من بعد فقدها للذاكرة تزور أقاربها و تجلس هالجلسة الطويلة مع عهود وريم بنات عمها صالح اللي طاحوا مع العنود غيبة و نميمة في الناس اللي جات الملكة , ~ لو جلست مع الهنوف في البيت كان أحسن , لااااا وأسيب البندري لوحدها وهي غصب عنها جاية لبيت الزففففففففففففففت الحيوان ~ لمن وصلت بأفكارها لعبد الرحمن قالت بضيق : بنات استغفروا , يا تقولون شي زين يا تسكتون , الغيبة والنميمة حرام , تراكم شبعتم أكل في جيف الخليقة ..
استغفرت العنود وهي تقول : إي والله إنك صادقة , الله يستر علينا وعلى المسلمين ..
وفي نفس الوقت هي وريم مسحوا لسانهم بسبابتهم ومسحوبها به باطن رجلهم رمتها عهود بنظرة وقحة وقالت : يختي مو عاجبك صكي أذ**** , حلوة ذي ..
تجاهلت وقاحة عهود وابتسمت للعنود وريم وهي تقول بمرح مصطنع : هالحركة ما تمسح الغيبة اللي اغتبتيها ست عنيدي انت والثانية ..
ضحكوا كلهم وقالت ريم : أحس لازم نسوي هالحركة إذا حشينا في أحد ..
ابتسمت ولفت مرة ثانية على البندري اللي من بداية الجلسة قالت لهم إنها مصدعة ومافيها حيل تتكلم , شافتها تطالع في الساعة كل شوية , قالت العنود لمن لاحظتها : ترى جاسم بيجي بعد 10 دقايق , يلا استعدوا ..
فقامت البندري بسرعة وقالت : بروح الحمام ..
قامت أزهار بعدها على طول وقالت بابتسامة : ريم قلبي جيبي لي العباية الله يسعدك ..
قالت ريم من دون ماتطالع فيها وهي تناول المجلة للعنود : تلقينها معلقة , روحي محد قدامك , البيت بيتك ..
و قالت العنود لمن طالعت فيها أزهار تستعجلها عشان تقوم وهي تقلب في المجلة بسرعة : دقيقة بس بأطلع الموديل اللي عجبني وألبس العباية , روحي وألحقك ..
لبست أزهار عبايتها المعلقة على شماعة قريبه من المدخل وهي تفكر بالبندري ~ أكيد متوترة لأنها في بيت عبدالرحمن , الله يستر لا يكون ناوية على شي مو زين هي والزفت اللي اسمه عبدالرحمن ~ قطع أفكارها صوت رجة من الدرج اللي يودي على الدور الثاني جنب المدخل , تصنمت و حبست نفسها من التوتر , ثواني ووصلها صوت بكى البندري اللي ميزته , طاحت شنطتها على الأرض من شدة الخوف وهي ترفع عبايتها وتطلع الدرج اثنين اثنين , تصنمت لمن شافتها جالسة على الدرج الثاني وهي مغطية وجهها بيدينها وتصيح من قلبها , طرحتها طايحة على أكتافها وشعرها مبعثر , وقفت على الدرجة اللي تحت درجتها و دنقت عليها وضمتها بسرعة وهي تقول بهمس : بندوري حبيبتي اش فيك ؟؟
لفت البندري يدينها حولين خصر أزهار و دفنت وجهها في بطنها وضمتها بقوة وهي تقول بصوت مقطع من وسط شهقاتها : طردني من الغرفة , مو راضي يسمع مني كلمة , أنا حاروح فيها لو ما تصلحت الغلطة اللي غلطناها , بأنفضح يا أزهار , بيقتلوني على غير قبلة ..
حست أزهار بالرعععععععب يملى قلبها , لكنها قالت بهمس هادئ عشان ما توتر البندري المنهارة : قصدك إنه صار بينكم شي كبير ؟؟ بندري انتي قلتيلي ما صار شي غير..
زاد صياحها وهي تدفن وجهها زيادة في بطن أزهار وهي تقول : استحيت منك و ما توقعته يصدني كذا , يقول لي لو كنتي آآآآآخر بنت في العالم ما أخذتك ..
حست بالدم يفووووووور ويغلي في شراينها , وقالت للبندري بعزم وهي تمسح وجهها : انزلي بسرعة قبل ما يشوفك أحد غسلي وجهك والبسي طرحتك , دقيقة وأجي , فين غرفته ؟؟..
مسكت فيها البندري وهي تسأل بخوف : فين رايحة ؟؟ اش بتسوين ؟؟
قومتها ودفتها لتحت وهي تقول : روحي ودحين بألحقك , فين غرفته ؟؟..
همست بضعف : الأولى على اليمين ..
ربطت نقابها ومشيت بعزم لغرفة عبد الرحمن , كان بابها مغلق , وبلا تردد دقت الباب بعزم وهي تحس عظامها ذاااااايبة , عقلها كان يأمرها ترجع وتعقل و قلبها يصرخ فيها إنها تسوي اللي في بالها ما دام ما تكلمت وواجهت من شافتهم لازم تتكلم دحين , انفتح الباب وطل منه وجه عبد الرحمن اللي كرهته أزهار من قلبها من مجرد لمحة وهو يقول : قلتلك انقلـ..... مين انتي ؟؟
قالت أزهار بحزم : أنا أزهار ..
تصنم مو مستوعب وقوفها قدام باب غرفته وهي لابسة حجابها , قالت أزهار بقوة مغايرة للخوف اللي بدء يفتها من الداخل : إتـــق الله , خاف الله على اللي سويته في بنت عمك , تحسبني ماني عارفة باللي صار بينكم , أنا عارفة كل شي وعارفة إنه غلطها زي ماهو غلطك لكن انت أكبر وأفهم ورجااااااال وهي بنت صغيرة و طايشة , لعبت عليها بكم كلمة حلوة وصدقتك , ما تخاف من عقاب الله , ما تخاف ربي يردها في وحدة من أخواتك أو زوجتك أو بنتك أو حتى أمك ..
جا بيصك الباب قبل ما تشوف أثار الصدمة والرعب على وجهه وهو يقول بشجاعة مصطنعة : لو سمحتي اسري من قدامي ..
حطت رجلها بكل جرأة على طرف الباب وقالت : ماني متحركة من هنا قبل ما تعطيني كلمة إنك بتصلح الجرم اللي سويته في البندري ...
***
لفت البندري طرحتها بيدين ترتجف وهي تدعي إن الله يستر عليها , مشكلة يوم إنها ما تذكرت الله وخافت منه ومن عقابه إلا بعد ما وقع الفاس على الراس , دق جرس الباب , انتفضت البندري و انخطف لونها وهي تطالع في الباب كإنها تطالع في وحش بيهجم عليها , جات الشغالة وفتحت الباب وهي تقول : تعال بابا جاسم ما في مشكله ما في إلا بندري ..
حست في اللحظة اللي سمعت فيها اسم أخوها بالرعب يجتاحها لدرجة انمغصت بطنها و حست بالغثيان من شدته , انفجع جاسم من وجهها وجري عليها وهو يقول : البندري اش فيييييييك ؟؟
ما قدرت البندري تنطق , الرعب والخوف من اللي بيصير لو درى جاسم ربط لسانها وعقده , هزت راسها بلا وهي تحاول ترسم شبح ابتسامة على وجهها , ولمن شافها سااااااااكته وهي تأشر على بطنها يعني ممغوصة قال وهو يطلع الدرج بسرعة : طيب دقيقة وحده بس ما حأتأخر أجيب سي دي من عند عبدالرحمن و أجيك بسرعة ؟؟..
طلع بسرعة ما ساعدتها على إنها تمسكه أو تأخره , غمضت عيونها وجلست على أرض المدخل متكومة على نفسها و حاطة يدينها على راسها والشغالة المفجوعة تمسد على ظهرها وهي تسألها اش فيه ...
***
حست أزهار بدمها يغلي من برود ووقاحة وحقارة هذا الرجال اللي حاط اللوم كله على البندري , طالعت فيه من فوق لتحت من ورى نقابها وقالت : أصلا اللي زيك ما ينفع معاه الكلام , لكن والله لأوريك , يا أنا يا إنت وعلي وعلى أعدائي ..
قال لها بنفرة : أقول اطلعي من بيتنا لو سمحتي قبل ما......
وسكت فجأة وهو يطالع لما ورى أزهار , التفتت أزهار وحست بدمها الفاير يتجمد في لمح البصر من الخوف والصدمة لمن شافت جاسم واقف وهو قابض يدينه بقوة لدرجة اصفرت مفاصل يده , حست باليأس لمن ربطت المنظر مع الكلمات اللي ممكن تتفسر لمليون تفسير في عيون جاسم , بالذات الطرده الأخيرة من عبد الرحمن اللي ممكن تبري ذمته من أي شي , طااااااااااااااالع فيها وصوت نفسه واصل لها رغم المسافة , ومن شدته صدره كان يطلع وينزل بسرعة رهيبة , قبل ما تفتح فمها بحرف ارتفعت يده ونزلت على خدها زي القنبلة , قوة الصفعة خلتها تفقد توازنها ويطيح نقابها لكنها في اللحظة الأخيرة مسكت نفسها عشان ما تطيح على الأرض قدام عبدالرحمن وهي تمسك نقابها ..
صرخ من بين أسنانه اللي جاز عليها بقووووووة : ياااااااحيوااااااااااااانة ياخسسسسسيسسسسسة ..
وقبل ما تعتدل في وقفتها وترفع راسها حست بيده الكبيرة تزلزل خدها الثاني بصفعة أقوى رمتها على الأرض , حست بسائل حار مالح في فمها مسحته بيدها لكنها ما شافت شي بسبب القفاز الأسود اللي لابسته لكنها استنتجت إنه دم , جري عبدالرحمن ومسك يد جاسم اللي نزل عقاله وقال : جاسم بلا فضايح الله يهديك ..
صرخ جاسم فيه وهو يلف عليه ويمسكه من ياقة قميصة : هذي ليه هنا ؟؟ تكلللللللللللم , الحيوانه هذي هنا ليييييييييييييييه ؟؟؟
ماعرف عبد الرحمن اش يرد وبدأ يتأتئ , قالت أزهار أول جملة لمعت في راسها بكل جرأة ما تدري من فين جاتها: يبغى يخطب البندري وأنا رافضة لأني أبغاه يخطبني ..
حس جاسم بشعور مختلط غريب وهو يسمع عبارتها التافهة اللي حسها بلا طعم أو معنى , صدمة على تقزز على كره على رغبة في الضحك على غيرة على حقد على ألـــــم , تراخت يدينه عن عبدالرحمن اللي انبكم من اللي قالته أزهار و رجع رصها مرة ومرتين وثلاثة وهو يطالع في أزهار اللي قالت جملتها بكل قوة وهي واقفة ومغطية وجهها , حول بصره وطالع بصمممت باااااااااااارد في عبدالرحمن و بلا مقدمات لف و سحب أزهار من يدها ونزل وهو يجرها وراه بكل قوة ..
تبعته أزهار وهي مليانه خوف وانتصار في نفس الوقت , قال بصوت مخيف وهو يمر من عند البندري اللي وقفت أول ما سمعت خطواتهم على الدرج : البندري يلا الحقينا على السيارة انتي والزفت الثانية ..

و ما ساب يد أزهار اللي جارها وراه جر , فتح باب السيارة ورماها بكل قوته في المقعد الخلفي كإنها قذارة وطبق الباب ودخل مقعده وعلق على البوري بشكل مزعج , همست أزهار لمن اعتدلت في جلستها : انت فاهم غلـــ...
صرخ فيها من دون مايلف : صــكــي حلقك ..
ثانيتين و خرجت البندري وبعدها العنود اللي قعدت قدام وهي ماهي حاسة بأي شي من كثر ماهي بتتشقق من الوناسة ليش جالسة قدام , كان يسوق بسرعة جنونية وحواجبه معقده لدرجة شوية وتلصق مع بعض , لاحظت العنود البرووود المرعب في الجو فقالت : اش ..
صرخ : ولااااااااااا حرف ...
التزم الكل الصمت بعد صرخته وبسبب منظره المخيف , فرمل بكل قوته لمن وصل عند باب الفيلا وخرج من دون ما يركن السيارة في الموقف , بخطوات واسعة دار حولين السيارة وفتح الباب وسحب أزهار اللي قالت بهدوء مصطنع : جاسـ ...
صرخ فيها يقاطها : لا تنطقين اسمي على فمك يا.....
ورص على شفايفه بقوة لمن شاف نظرات العنود والبندري اللي انتفضوا من شدة الصدمة , سحبها بقوة وسحب شنطتها اللي ماسكتها البندري ودخل البيت , نقزت العنود برى السيارة وهي تقول : بسم الله , اش صاااااااار ؟؟ اش فيهم ؟؟؟ صار شي ؟؟
بدء الإحساس والتفكير يرجع لأزهار فقالت بهمس : الموضو...
لف عليها بوجه انصعقت منه وهو يقول من بين أسنانه : باااااااااااس , ولاااااااااحرف ما أبغى أسمع حسك ..
كانت عارفة إنه هذه الملامح المخيفة معناته موتها قالت من شدة الخوف تبغى تشرح له الموضوع : بس انت فاهم غلط أ ...
رص على يدها لدرجة أظافيره انغرزت في يدها وهو يصرخ : ولاااااااااااحررررررررررف ما تفهمييييييييييين ؟؟...
طالعت بيأس في سيتي اللي كانت تنظف الصالة وقالت : نادي ماما ..
جرها بقوة ودخل غرفته ورماها على الأرض وقفل الباب بالمفتاح في وجه العنود اللي لحقتهم بسرعة , دقت العنود الباب بخوف وهي تقول : جاسم , جاسم اش فيه ؟؟ جاسم افتح الباب , أزهار , أزهار اش صاااااااار ؟؟
فتح جاسم أزرار ثوبه اللي فوق ونزل شماغه ومسك عقاله بكل برود , كل هذا في لحظة لكن أزهار حستها بالبطيييييييييء من كثر الخوف , كان لازم يشك فيها كذا , مو كل يرى الناس بعين طبعه , و مادام هو سواها أكيييييييييد بيشك فيها , كانت عارفة إنه مستحييييييييل يستمع لها دحين , غمضت عيونها ورصت على شفايفها تستعد للضربة لمن انرفعت يده لكن حرارتها اللي لسعتها بشكل ما تصورته خلتها تفلت صرخة متوجعة وهي تمسك ذراعها اليمين , و قبل ما تتحرك أو تدرك ايش اللي يصير انهالت عليها اللسعات من كل مكان , صرخت العنود بخلعة لمن سمعت صوت الصرخة والضربات وهي تدق الباب وتصارخ باسم جاسم , جات أمها جري من الدور اللي فوق و معاها الهنوف اللي صحيت من قوة الدق والصراخ , كانت أزهار تصرخ بلا احساس من كثر الألم وهي تترجاه : جاسم الله يخليك خلااااااااااص , خلااااااااااااااااااااااص , ماااااامااااااااااا , بااااااااباااااااااااااا , والله بموووووووووت ..
: اش فيه ؟ هذا صوت إيش ؟؟
لفت العنود على أمها وهي تقول برعب : أمي الحقي جاسم ما أدري اش فيه ؟؟ أزهار جوة تصيح , شكله قاعد يضربها ..
شهقت أم جاسم ودقت الباب وهي تصرخ : جاسم , جاسم افتح الباب أنا أمك , جاااااااااسم ..
صرخ جاسم بكل قوته : مااااااااااااني فاتح إلين تتربى الخسيسة اللي عندي هنا ..
كانت أزهار ناوية تناقشه بتفهم في الموضوع لكن مجرد إحساسها بألم لسعات عقاله خلتها تنسى نهائيا شي اسمه إعتراف , مادام أكلت الضرب خلاص لا يمكن تخليه يضرب البندري نفس هذا الضرب ..
كانت متكومة على نفسها خوف وحده من الضربات تطيش على وجهها اللي مغطيته بذراعينها , ولمن حست بالعقال يضرب أعلى كتفها وجانب من رقبتها فزت من قوة الألم وهي تصرخ : خااااااااف الله ..
مسك شعرها بقبضته وشده بكل قوته لورى لدرجة انحنى جسمها من قوة الشدة وهو يصرخ : توك إفتكرتي الله يا حيواااااااانه ..
فقدت زمام السيطرة على أفكارها ولسانها من شدة الوجع اللي تحسه وبلا شعور قالت بسخرية من وسط دموعها وهي تحس برغبة مجنونة إنه يحس بجزء من الألم اللي ينهش جسمها : طالعوا مين يتكلم ؟؟ ترى العرض دين سيد جاسم , دقه بدقة ..
انشل كل عصب في جسمه للحظة وكلمات عدنان تضرب في جوانب عقله وتتردد بصوت عالي , حل شعرها من قبضته وهو يطااااااالع فيها بصدمة , تفجرت دموعها زي الشلالات وهي تقول بقهر : ترى ممكن في هذي اللحظة أبو البنت اللي معاك في الجوال أو أخوها قاعد يضربـ....
رفع يده وصفعها بكل قوته وهو يقول : صكي فمك يا كلبة ولا تغيرين الموضوع ..
رفعت راسها وهي تبعد خصلات شعرها وطالعت فيه بعنااااااااااد فضيع وهي تقول من وسط دموعها : انت اللي خاف الله ..
صرخ بصوت هادر وهو يرفع يده : أزهااااااااااااااااااار..
صرخت بصوت كسير مقهور أعلى من صوته : لييييييييييه ؟؟؟ ليييييييييييه رحت للحرام و انت تقدر توصله بالحلال ليييييييييييييه ؟؟؟؟؟؟؟..
طاحت يده جنبه وهو يحس بمشاعر غريييييييييبه عليه ودعها من أيام الطفولة حس بالرعب والخوف والذنب , ما توقع إن الموضوع بيوصل لهذا الحد بينه وبين ................... زوجته ..
تفاجأ لمن فاق من صدمته على يدينها وهي تقبض على قميصه بضعف وعيونه ساقته من أثار العقال المزرقه في بعض المناطق من قوة الضربات في ذراعينها المكشوفة إلى وجهها المعلمه عليه أثار أصابيعه , تزلزل من الأعماق لمن همست وهي تحط راسها على صدره : ليه يا جاسم ؟؟ ليه انزلقت في هذا الطريق ؟؟ ليييييييه ؟؟
جمد و ما قدر يتحرك أو ينطق , اللي صار كان أكبر منه بكثيييييييييييير , انزلقت يدينها وطاحت أزهار بطولها عند رجوله وهي تنتحب وتقول بصوت خافت ممزوج بالحسرة والألم : كنت إنسان عظيم في نظري لكن بعد ما عرفت بدأت أتخيل خطاياك قدامك , أشوفها في وجهك ويدينك وكل جزء في جسمك , كنت الأخ اللي أفتخر به في كل مكان لكن بعد ما عرفت صار لساني معقود وشي يصرخ جوتي مو من حقك تفتخرين فيه وأتمنى في نفس الوقت لو إنه محد يدري باللي تسويه , كنت حاطة في راسي عشرين بنت بأخطبها لك وأنا واثقة إنها بتحمد ربها عليك لكن دحين لا يمكن أفكر أظلم بنت الناس مع واحد حقير زيك , كنت ..
صرخ بلا شعور وهو يحس كلماتها تمزق روحه : خلاااااااااااااص ...
انسدحت على الأرض من قوة الوجع الجسدي والتحطم النفسي وغمضت عيونها بتعب ودموعها زي الشلالات على خدودها وهي تهمس بصوت مخنوق بكى : أبغى ماما , خلي ماما تجي , الله يخليك أبغى مااامااا , مااااااااماااااااااااا , مااااااااماااااا..

كيني
09-05-2012, 09:36 PM
^__^....
بعدني مقارية السابق...راح انسخهم....

R.H.M.S
09-05-2012, 09:41 PM
الله الله على الرواية والله ابكتني هذه البنت
الشعب يريد التكملة

اسير الصمت
09-05-2012, 09:47 PM
انهار جاسم وجلس على السرير وهو يدفن وجهه بين يدينه ..
حطت الهنوف إذنها على الباب وهي تمسح دموعها اللي نزلت غصب عنها وهي تسمع الصراخ اللي مهم فاهمين منه شي , قالت العنود برعب : أمي سكتوا ...
قالت أمها وهي تضرب صدرها : يا حسرتي لو صار في بنت الناس شي , يا حسرتي لو صار فيها شي ..
ودقت الباب بقوة وهي تقول بحزم ورجاء : جااااااااااسم إذا تبغاني أرضى عليك افتح الباب , جاسم , جاسم ..
قالت العنود بعصبيه وهي عاصره جوالها بقهر : جاسم إفتح الباب تراني دقيت على أبويه ودحين جاي ..
سكتتها أمها وهي توقف جنب الباب وتقول : أزهااااااار , أزهار حبيبتي , جسوم ولدي , سمعني صوتك بس عشان أطمن ..
كان جاسم في حالة من فوضى المشاعر كان يصرخ بداخله ~ أمي ما فينا شي , روحوا عنا بس , خلونا لوحدنا ~ لكن ما كان فيه طاقة إنه يفتح شفايفه ويقولها , كان يحس نفسه زي الآله اللي فرغت بطاريتها تماما , طالع في أزهار المسجية قدامه زي الأموات بدون ما يجرؤ على التحرك من مكانه ..
: اش صار ؟؟
لفت أم جاسم بخوف لمن سمعت صوت زوجها اللي جاي من برى بسرعة ووراه البندري , قالت أم جاسم بعصبية للبندري : انتي اتصلتي على أبوك ؟؟
قال وهو يشوف منظرهم بتوجس : العنود اللي اتصلت بي وقت حطت العشا , يا دوب قدرت أعتذر وأخرج , اش صااااااار ؟؟
قالت العنود وهي تتعلق في أبوها : أبويه إلحق جاسم حبس أزهار وقام يضربها وهي تصيح وتصرخ , أبويه خليه يفتح الـ..
واختنق صوتها وقامت تصيح لأول مرة من بدأت المناوشات , ضمتها الهنوف وبعدتها عن أبوها اللي صرخ بصدمة : كييييييييييييييييييييييف ؟؟ والــلــه لا أكسر يده الكلب ..
ودق الباب بكل قوته وهو يقول بصوت جهوري : افتح الباااااااااااااب يا نذل ..
قام جاسم بتثاقل لمن سمع صوت أبوه وفتح الباب , طاااااااااااالع فيه أبوه , قال جاسم بهمس بارد : اسألها اش سوت ؟؟
اندفعت أمه و الهنوف و العنود جوة الغرفة وارتفعت صرخاتهم وهم يطالعون بخلعة في أزهار , تبادل جاسم مع أبوه نظرات طوييييييييله و طالع في البندري وتحرك بسرعة لها , لصقت البندري في الجدار لمن مر بها جاسم زي الإعصار كان قلبها يهدر في أذانيها من شدة الخوف , ولمن شافته ما طالع فيها وخرج من البيت , رجع الدم الشارد لعروقها وهي تتنهد ~ ما علمته , ما علمته , أزهااااااااااار ~ و دخلت ورى أبوها بسرعة , قال أبوهم بقلب معصور وهو يرفع أزهار الشبه مغمي عليها : ما نقدر نوديها المستشفى ولا بيكون فيها محاضر شرطة و شغلة طويلة عريضة ..
صرخت العنود باستنكار : يعني نخليها تمووووووووت ..
ضربتها أمها وهي تقول : فال الله ولا فالك , اسكتي وتحركي ..
تساندوا وشالوا أزهار لغرفتها و سدحوها على السرير و طول الوقت ما كانوا يسمعون إلا أنين أزهار وصراخ العنود اللي تتحلف لو ماسووا شي لجاسم ووقفوه عند حده راح تسوي شي ما أحد سواه , غطتها الهنوف ببطانية بعد ما أعطتها حبوب مهدئة بمساعدة العنود وبسرعة جابت الأم مراهم وأدوية شعبية وقامت تدهنها بعد ما طلعت الكل من الغرفة , كانت أزهار تنتفض من قوة الألم وتئن أنين يقطع القلب ..


*************************

: أمييييييييييييييي , عماااااااااااااااار ..
ضمتها العنود وهي تصييييييييييح وتقول : أزهار حبيبتي طالعي فيه أنا العنود ..
ولفت على أخواتها وأمها وهي تقول بألم : سووا شي , لها ساعة تهلوس ..
طالعت فيها أزهار وقالت وهي تجاهد عشان تفتح عيونها المغمضة وسط وجهها المحمر المنتفخ من الصياح والضرب : عمير يبغاني أسوي له نسكافه عشان يقدر يركز في المذاكرة ..
حطت هدى يدها على راسها وقالت : ياربي استر , ياربي استر البنت ما أدري اش صار فيها , ياربي استر ..
صرخت العنود بقهر وهي تقوم من السرير : كله من ولدكم الزففففففت ..
قالت الهنوف اللي جالسة جنب أزهار وهي تحس جبهتها اللي صايرة زي الجمر : صدقوني قاعدة تهلوس من كثر السخونه , لا راحت السخونه بتصير كويسة ..
طالعت فيها أزهار وهمست وهي تئن : هنوف , روحي سوي لعمير نسكافة أنا أحس نفسي تعبانه ..
غيرت لها الكمادات وقالت بهمس حنون : أزهار اش رايك نروشك ؟؟
طالعت فيها بعيون زايغة وقالت : ما تعرفين عمر يعني , ياااااااااااكثر ما يتروش وما يخرج من الحمام على سيرة , الله يعين زوجته على نظافته الزايدة , إذا خرج من الحمام أقوم أتروش ..
وغمضت عيونها بتعب وهي تهمس : تعبانه , والله تعبانه , أحس كإني وسط نيران , كل خلية في جسمي تحترق ..
ضربت هدى كفوفها في بعض بحسرة وهي تطالع في أزهار اللي فتحت عيونها بسرعة وقالت وهي تحاول تقوم : صح , ما كويت ثوب عمار و..
سدحتها الهنوف وضمتها بشوييييييييش وهي تكتم دموعها وهي تهمس : كل شي سويناه , ارتاحي انتي بس ..
غمضت أزهار عيونها و دموع حاااااااارة تتساكب على خدودها وهي تئن , وبعد فترة غااااااااااااااصت في النوم ....



***********************






: أزهار ..
رفعت راسها عن مجلتها المفضلة وقالت بابتسامة : هلا ..
ابتسمت أمها وقالت : قومي حبيبتي حطي الغدا ..
رماها عمير بالمسندة اللي كان مستند عليها وقال : قومي يالدب بسرعة تراني جيعاااااااااااان ..
حطت نفسها ما تطالع فيه وردت المسندة بسرعة عليه لكنه تفادها بمهارة وقال وهو يعاندها : ما تقدرين تصوبين لو بعد مليوووووووون سنة تدريب يالحولاااااااااء ..
لفت بوزها وقالت وهي تقوم : أولا ماني دبه يادب انت ولا ني حولاء وثانيا مو أنا اللي مأخره غداك , إنت عارف إنه لازم نستنى الشييييييييييييييخ عمار وعمر ..
: حلللللللللللللللللوة الشيخ عمار , عمر المسكين حاف ..
لفت أزهار بشهقة على عمر وقال عمير بتريقة : زين اللي ما قالت والزفت عمر ..
قالت بعصبية وهي تلف عليه : عمير يالحرااااااااااااش ..
وسلمت على عمر وهي تقول بدلع : محشوم والله ( وكملت بالفصحى ) عُمْرُ قلبي ..
دفها عمر بعيد عنه بمزح وهو يقول : روحي يالمصرية , ماعندك إلا الدحلسة , بأروح أتروش وأرجع ألقى الغدا جـ..
صرخوا أزهار و عمير مع بعض يقاطعونه : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
وكمل عمير وهو ضارب البوز : والله لو تروشت ما بناكل إلا المغرب ..
وقالت أزهار وهي تحط يدينها على خصرها : وأنا بأضطر أحمي الأكل مرة ثانية ..
قالت أمهم : خلوا الولد براحته , روح يا أبوي سوي اللي تبغاه ..
ضحك وقال وهو يدخل على غرفته المشتركة مع عمير : طيب تشطيف بس عشان ما يزعلون البزران ..
تأففت أزهار وقالت : أنا أكبر منه بثلاث سنين ويقول عليه بزره ..
قال عمير بصدمة مصطنعة : إنتي عمرك 25 ؟؟
حطت يدينها على خصرها وقالت : عندك مانع سيد عميييييييير ؟؟؟
قال بتريقة : لا أتاريك عجوز وعـ ... عـ .... عااااااااااااانس ..
شهقت و قامت تجري وراه وهي تصارخ وهو شارد عنها و فاطس ضحك وأمهم تحاول تهديهم ومن وسط الفوضى اندق الجرس وانفتح الباب ودخل بكل هيبته وهو يقول : السلاااااااااام عليكم ورحمة الله وبركا..
صرخت أزهار بفرح لا يوصف وهي تجري له : عماااااااااااااااااااااااااااااار..
وجريت عليه وهي تهمس : وحشتني ..
ورفعت راسها له وشافت ابتسامته الأبوية المحبة ترتسم بهدوء ورصانة وهو يقول : و انتي أكثر ..
مسحت العنود دموع أزهار اللي تنساب بلا توقف وهي تقول : أول مرة أشوف واحد يدمع أثناء نومه ..
ومسحت على شعرها وهي تقول بحزن : نفسي أعرف بإش تتحلم ؟؟
قالت الهنوف وهي تتنهد : هو في غير أخوك , أكيد قاعدة تشوف كوابيس منه ..
ولفت على البندري اللي ما تحركت من مكانها ولا تكلمت من صار اللي صار وقالت : البندري حبيبتي روحي نامي ..
هزت البندري راسها وقالت : بأجلس مع أزهار ..
تبادلت العنود والهنوف نظرات استغرااااااااااب وصدمة ورجعوا كإن شي ما صار عشان ما تغير البندري موقفها وتخرج ..
~ أنا السبب , أنا السبب ~ كانت العنود الصامته الصامده قدامهم تتمزق بداخلها مليوووووون مرة مع كل أنة من أنات أزهار , كانت تطالع في البقع المفزعه في جسم أزهار وتتخيل لو هالضربات جات فيها اش كانت حتسوي , بإيش ممكن تحس , هل كانوا بيخافون عليها ويجلسون حولينها زي كذا , كان ودها تحضن أزهار زيهم وتواسيها وتخفف عنها لكنها بتكون وقتها زي القاتل اللي يقتل القتيل ويمشي في جنازته , اش صار بينهم ؟؟ واش السبب اللي خلاه يفتري فيها ويهريها ضرب ما تدري ؟؟ هل الدور جاي لها ولا لا ؟؟ ماتدري , صرخت بداخلها وهي تحبس دموعها وتحاول قد ماتقدر تهدي قلبها اللي يضرب بقوة ~ ياااااااااااااااااااااااااااارب , ارحمني ~ ...


***********************





: أخوها , ليه ما قلتلي ؟؟
طالع أحمد في زوجته المصدومة وقال : أمس كنا في الإستراحة و مارجعنا إلا متأخر واليوم انشغلت بالعشا اللي طلعلي فجأة , متى بأقلك الله يصلحك ..
انهارت هدى جالسة على السرير وهي تقول بحسرة : يعني بياخذها عننا ..
طالع فيها أحمد وقال بحنق وغيض : دحين هذا اللي فكرتي فيه , ما فكرتي لو شاف الولد أخته وهي مضروبة بالعقال اش بيقول ؟؟ كله من ولدك الله لاااا يبارك فيه و..
قالت تقاطعه : لا تدعي عليه , ما ندري اش صار بينهم , جاسم عمره مامد يده على وحده من أخواته ..
زفر أحمد وقال وهو يمسح وجهه ولحيته : عمر متصل عليه قبل شوي يقول 10 دقايق وهو جاي , اش بأقول له , يااارب تفرجها ..


**********************


طالع عدنان من جوة السيارة في ظهر جاسم اللي جالس فوق الكبوت ويطالع في البحر , اخترق ظلام السيارة وصمتها نور الجوال المحطوط على صامت وصوت اهتزازه المزعج , رفعه وشاف اسم الوالد , زفر وخرج من السيارة ومد يده بالجوال وهو يقول : جاسم ما صارت أبوك يدق له ربع ساعة ..
سحب منه الجوال ورماه بطول يده في البحر , حك عدنان شعره وقال بمزح يبغى يخفف عنه : ياخي لو ما كنت تبغاه كان أعطيتني اياه , حرام جديد ..
ولمن جاوبه الصمت , زفر و جلس جنب جاسم بصمت , ما كان يلومه على جموده وغضبه وصمته , اللي صار مو شي بسيط , قلبه إلا الآن يدق بقوة كل ما تذكر دخلة عم أحمد عليهم في المجلس والصفعة القوية اللي وجهها لخد ولده البكر وهو يصرخ فيه إنه ما ربى رجال بعضلات عشان يفردها على الحريم , هو كان خايف لحظتها من ردة فعل جاسم ومن كون المضروبة هي العنود , وارتاح جزئيا لمن حنى جاسم راسه بأدب إلين خرج أبوه بسرعة زي ما دخل وعلى طول لف عنه وسحب جواله وخرج من المجلس , وهو لحقه وركب معاه في اللحظة الأخيرة وهو مازال خايف إنه صمت جاسم عن المشكلة سببه اكتشافه للي صار من العنود قال بعد تردد وهو يطالع في البحر وصوت موجه يبعث السكينة للواحد : جاسم صدقني أبوك ما قصد شي بالصفعة اللي صفعك إياها إلا إنه يعلمك إنه مد اليد على الحرمه جبن مو شجاعة ..
ولمن شافه ساكت وعيونه مثبته على الأفق قال : جاسم أ..
قاطعه جاسم وهو يقول : ليش فوت رحلتك للرياض ؟؟ ضيعت إجازتك كلها هنا ..
ابتسم وقال : ولو أبو أحمد , أروح الرياض و أسيبك في هالوضع , لا تشيل هم اتصلت على الأهل و قلتلهم صارت ظروف وما أقدر أجيهم هذي اليومين ..
وضحك وكمل : عارف اني غثيث ولصقة , الله يعينك علي ..
جاسم ما قدر يفتح فمه ويتكلم لكنه بداخله كان شاكر لعدنان من الأعماق إنه ما راح وجلس معاه ووقف معاه رغم كونه زعلان عليه ومحاربه حرب باردة من يوم ليلى , صح إنه صفعة أبوه له وقدام صاحبه اهانة و جرح كبيييييير ما يبغى أحد يشهده ولا يمكن ينساه طول حياته لكنه كان محتاج وجود شخص منصت صامت زي عدنان , أبوه اللي ما عمره في حياته عاقبه حتى وهو صغير ضربه عشان أزهار , تذكر عنادها وقوتها رغم الوضع اللي شافها عليه , كلامها ولمعة عيونها رغم كل الألم اللي كانت فيه ~ أي بنت هذي ؟؟ فكرت بعشرين بنت تخطبها ليه , هي أصلا تتذكر أحد عشان تحط في بالها مين بتخطبلي , أنا أصلا متزوجها الهبلة ومن حظي اللي يفلق الصخر تطلع زوجتي تحب ولد عمي ~ استغرب إنه صار في تفكيره الآن يعتبرها زوجته وهو من أول يعتبرها مجرد غريــــبـــه لا أخت ولا زوجة ولا حتى لها أي علاقه فيه , كان معتبرها زي سيتي و نور وخديجة , وجودها في بيت أهله حتمي لكن بلا مشاعر يكنها لها , بشكل مبسط مجرد إنسانة طفيلية لازم ما تاخذ من تفكيره حيز ولا تشغله للحظة , حتى وهو في الشرقية ما حاول يفكر فيها أكثر من دقيقتين , ما عمره سأل عنها لمن كان يكلم أمه وما عمره اهتم بأخبارها اللي تنقلها له العنود أو وحده من أخواته لمن تكلمه بالعكس كان يسكتهم وهو يقول لهم إنه ماله دخل فيها , ليه الآن صار يفكر بها كزوجة ؟؟ ولمن استرجع كلامها قال بداخله بسخرية ~ لا و مفتخرة فيني ست الحسن والجمال , هي تعرفني عشان تفتخر , والله البنت هذه بتجيب لي الجنان , تحب عبد الرحمن , متى مداها تعرفه ؟؟ مالها شهرين البنت عندنا , وفاقدة ذاكرتها وتحبه , والله إنها مصيبة , قلت لأبوية ما تدري كيف طباعها قال لا أنا وأنا , أهي واقفة بكل جرأة قدام غرفة نومه وتقول إنها تبغاه يخطبها وهو ..... ~ حس بدمه يفور وهو يتذكر عبدالرحمن وهو يطردها بكل وقاحة ~ زوجتييييييي تحب ولد عمي وواقفة تستجديه قدام غرفته وهو يطردها وقدااااااااام عيوني كمان , اش سخرية القدر هذي , حاطه نفسها شريفة وهي تقول ... أفففففف أنا ليش قاعد أتذكر كلامها الأهبل كل شوية وأفكر فيها , خلها تولي الحيوانة الحقيرة , والله لا أأدبها بنت الكلب ~ حس قلبه جمره من كثر القهر و الغيض والمشاعر المتضاربة بداخله ...


***********************

وقف صاحبه السيارة قدام باب الفيلا وقال : هذا هو العنوان ..
طالع عمر في الفيلا وقال قبل مايخرج : جزاك الله خير ياأبو أمجد , سامحنا تعبناك ..
ضربه أبو أمجد على كتفه وقال : ماسوينا شي ياعمر , الله يوفقك وين ماكنت , لا بغيتني اتصل ..
بعد ما ودعه وقف عمر متردد وهو يطالع في سور الفيلا الفخم اللي له رصيف مزروع بنجيلة ونخل و غصب عنه حس بخوف غريب وهو يفكر بسكانه وإنه أزهار عايشة وسطهم فوق الشهرين , دق جرس الباب ووقف يستنى , فتح الباب إندونيسي قال : تفضل , تفضل ..
دخل عمر وهو يسلم , وشاف أحمد جاي بوابة جانبية وهو يقول : حياك الله , حياك الله ..
مد عمر يده ومن لمست يده يد الرجال اللي رعى أخته حس بقلبه يرتجف , غصب عنه سلم على راسه وضمه بقووووة , قال أحمد وهو يطبطب عليه بحنان : حمد لله على سلامتك ياعمر , الحمد لله ياولدي ..
شد عمر يدينه على أحمد وهو يزيد من قوة حضنه له , كان يبغى يوصله شكره العميق على اللي سواه , حط أحمد يده على راس عمر وهو يقول : الله يحفظك يا ولدي ويخليك لأختك , عظم الله أجرك في أمك وأخوانك , الله يؤجرك على مصيبتك ويخلفك خير منها يارب ..
كان عمر يسمع لكلامه الحنون وهو يشد عليه ويتمتم : جزاك الله خير , جزاك الله خير ..
ولمن بعد عنه تأمل وجه الرجال بإمعان , حس بالحب نحوه , عيونه فيها مسحة حنونه ولحيته اللي تخللتها شعرات بيضا طويلة دلت على سنه الكبير نوعا ما ..
دخله أحمد المجلس وقال : ارتاح ياولدي , دقيقة وجاي ..
خرج من المجلس ودق على جوال جاسم لقيه مغلق , زفر وهو يستغفر وأخذ صينية القهوة من هدى اللي واقفة بترقب وهو يقول : شوفي ولدك اللي تقولين لا تدعي عليه قفل جواله يعني ما أبغى أرد ..
قالت هدى : اصبر عليه شويه يا أحمد , تصفع الولد قدام صاحبه وتبغاه يرجع بسرعة , الشباب طول عمرهم كذا , اصبر شوية ..
رجع للمجلس وقبل ما يصب القهوة , قام عمر وسحب منه الدلة وقام يصب القهوة , جلس أحمد يتأمله فترة وبدأ يسأله عن أخباره وأحواله وهو يحاول يؤجل الكلام عن أزهار قد ما يقدر , ولم دق باب المجلس الخارجي قام أحمد وفتحه على أمل يكون جاسم لكن خاب ظنه لمن لقيه سوناردي اللي قال : بابا في رجال عند الباب ..
خرج أحمد وحس بالراحة لمن شاف الدكتور مطلق , ابتسم مطلق وقال : سامحني على التأخير ياعم أحمد ..
سلم عليه أحمد وهو يقول : أنا المفروض اللي أطلب منك السماح على الإزعاج اللي سببته , لا يكون كنت مشغول ولا شي ..
قال مطلق بضحكة : والله سويت فيني خير خرجتني من محاضرة مملة في المستشفى عن انفصام الشخصية المتعدد ..
وقفه أحمد وهمس بتوتر : أخوها جوة , وتراني ماكلمته عن أخته وعن حالتها ..
ربت على كتف أحمد المتوتر القلقان وقال : ولا تشيل هم , أنا جايب معايا ملفها وكل الكشوفات اللي سويناها وبمهد له عن حالة أخته وأحكيه بالتدريج ..
دخل أحمد المجلس وهو يحس براحه جزئية وقال : عمر , هذا الدكتور مطلق , عزمته عشان تتعارفون ..
سلم عليه مطلق وهو يقول : الحمد لله على سلامتك يا عمر وعظم الله أجرك في أهلك ..
قال عمر وهو يشد على كفه : جزاك الله خير ..
ابتسم له مطلق وقال بهدوء بعد ما جلسوا : أنا دكتور أزهار النفسي , أكيد وصلك خبر من مستشفى تبوك إنه أختك فقدت ذاكرتها ..
هز عمر راسه وهو حاس برعب لأنه مو فاهم اش هو فقدان الذاكرة بالضبط ..
وبعد ما شرح له مطلق كل شي عن حالة أزهار وعن كونها زوجة لجاسم عشان تقابل أبوه , حس بالتعقيد اللي هو فيه وزاد الخوف بداخله من المستقبل وكبرت عقدة الذنب عنده خاصة لمن ختم مطلق كلامه وهو يقول : واحنا إلى الآن ما نعرف اللي مرت به أزهار وخلاها تفقد ذاكرتها ..
زفر عمر وقال : أنا ما أعرف بالضبط اش صار لها بعد ما افترقنا ..
قال مطلق وهو يخرج دفتر ملاحظاته من حافظة أوراقه الجلدية اللي خرج منها التقارير والفحوصات الخاصة بأزهار : إذا ما يزعجك الموضوع تقدر تحكيني اش صار إلين افترقتم , يمكن هذا يساعدني على علاجها إن شاء الله , وإذا كنت تعبان ولا شي نقدر نأجل كلامنا ..
هز عمر راسه وقال : دحين أحسن ..
وبعد مدة طويلة زفر و قال : ومن بعدها ما شفت أزهار ...
كان أحمد ملتزم الصمت وهو يستمع لشرح عمر وأسئلة مطلق , وبعد ما انتهى هذا كله رجع مطلق كل الأوراق لشنطته الجلدية ورفع راسه وحدق في عيون عمر وقال : أقدر أطلب منك طلب يا عمر وأتمنى إنك تتفهم هذا الطلب ..
حس بتوتر من نظرته ونبرة صوته فقال : خير يا دكتور ..
ركز مطلق عيونه على عيون عمر المرهقة وقال بهدوء : أنا عارف إنه صعب جدا , لكني متأكد إنه مصلحة أزهار عندك فوق كل شي ...
وسكت شويه بعدين كمل : ممكن ما تقابل أزهار حاليا ..
انصدم عمر بالطلب وحس أحمد غصب عنه براحة فضيعة ممزوجة بعقدة الذنب وهو يشوف صدمة عمر وخيبة أمله , كمل مطلق وهو يحط كفه على يد عمر القابضة على ثوبه بقوة : عمر , أزهار دحين في حالة فوضى , فاقدة الذاكرة وعايشة عند ناس في بالها إنهم هم أهلها تحاول قد ما تقدر تتأقلم معاهم من جديد , صعب نجي دحين ونقول لها كل الحقيقة بلا مقدمات ونشيلها من البيت اللي جاهدت فيه شهرين عشان تتأقلم ونرميها معاك ونقولها يلا هذا أخوك الحقيقي هيا ارجعي وجاهدي من جديد , أنا عارف إنك بتسألني ليش ما قلنالها على كل شي من البداية , أولا أختك كانت في حالة صدمة من عدم معرفتها لنفسها وماضيها وأسباب الحالة اللي هي فيها , ثانيا كان من المستحيل إني أقولها على اللي صار وأخبرها إنه ما عاد بقي من أهلها أحد وإنها فوق هذا كله لازم تعيش عند ناس غرب , لو إنك كنت موجود وقتها كان قلتلها كل شي بالتدريج إلين تستوعب اللي صار , و ما كان هذا حيأثر عليها في شي ..
سحب عمر يده من تحت كف مطلق وهو يستغفر عمر ورجع دفن وجهه وسط كفوفه وهو يتكي بأكواعه على فخذيه , حط أحمد يده على كتفه مواساة , وكمل مطلق : أنا ما حأمنعك عنها نهائيا , خليني أقابلها في جلسة أو جلستين بعد المعلومات اللي عرفتها عنها وبعدها حأحكم إذا كانت مؤهلة إنها تعرف كل شي , صدقني يا عمر , الكلام اللي بأقوله مو عشان أخفف عنك , والله ما عمره مر علي مريض زي أختك , ما شاء الله عليها صبورة ومتفائلة وعندها عزيمة وإرادة قوية ..
ابتسم عمر وقال بهمس حزين : تعلمني على أختي يا دكتور ..
ورجع سأل باهتمام : طيب ما حيضرها لو عرفت بعد هذا كله إنه جاسم زوجها مو أخوها ؟؟
قال مطلق بعد صمت : من المبكر جدا إننا نتكلم في هذه النقطة لكن هذا يتعلق بأزهار لوحدها , يعني هي اللي ممكن تحكم في الموضوع , وأنا حقيقة طلبت من عم أحمد إنه يبعد جاسم عن أزهار قدر الإمكان وإنه ما يختلطون ببعض أكثر من اللازم عشان ما تتأثر أزهار في المستقبل ..
حس أحمد بسكين تخترق قلبه وهو يتذكر شكل أزهار اللي خلاه يثور ويروح بلا إحساس يصفع ولده , اش حيسوي ؟؟ هو مرتاح إنه مطلق من عنده طلب من عمر ما يقابلها دحين لكن اش حيسوي للمشكلة اللي طلعتله ؟؟
: عم أحمد ..
رفع أحمد راسه لمطلق وقال : نعم ..
ابتسم مطلق وقال : أنا أستأذن دحين ..
قال أحمد : والله ما تتحرك من هنا قبل ما تتعشى , العشى خلاص جاهز ..


*************************





ابتسم عدنان وهو يمشي جنب جاسم في الحوش وهو يقول : انت لا تتكلم ولا تنطق , هز راسك بس ..
شاف جاسم باب المجلس مفتوح فدخل واستغرب لمن لمح رجالين عند المغاسل , قال : السلام عليكم ..
رفع أقرب الرجلين راسه وهو يقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ما يدري ليه حس بصدمة وهو يشوف عيونه , قال الرجال الثاني بترحيب : هلا جاسم , كيف الحال ؟؟
انصدم عمر من برود جاسم وشكله , وسيم , طويل وعريض ولابس بنطلون جينز وبلوزة غريبة وشواربه ولحيته مخففه مرره بدرجة وحده ~ لااااا مستحيل هذا يكون زوج أزهار ~ ما تحرك جاسم من مكانه حتى بعد ما ميز الدكتور مطلق إلا لمن دقه عدنان , سلم على الرجال الغريب وهو يرحب فيه وسلم على الدكتور مطلق اللي سأل : وينك انت ؟؟ من زمان ما شفتك ؟؟
كانت المرة الوحيدة اللي قابله فيها ذاك اليوم بعد ما أغمي على أزهار لمن شافته , خرج أبوه اللي سمع الأصوات من المدخل اللي يوصل المجلس بالبيت وهو شايل صحن ذبيحة , على طول شالها جاسم منه و وداها للمجلس وهو توه ينتبه لسبب مكالمات أبوه , عشان يستقبل معاه الضيوف , حس بخجل من رجعته المتأخرة , وراح وأخذ صينية فيها العصيرات و الموية وصحون الفواكه من نور وقعد يرتبها على السفرة بمساعدة عدنان اللي همس : جاسم , ليه ما قلتلي إنه هذا عمر أخو زوجتك ..
طاحت قارورة الموية من يده وهو يطالع بصدمة في عمر وهو يهتف بعدم تصديق : عمر ..
دوبه استوعب عيون هذا الرجال استوقفته ليش , هي نفسها عيون أزهار , نفس اللون نفس اللمعة نفس ............ القوة , لف عليه عمر وقال بصوت قوي : سم , ناديتني ..
قال بسرعة وهو يأشر على السفرة : تفضلوا على العشا حياكم الله ..
وجلس معاهم وعقله يدور ويدور بلا توقف , حس إنه في أحد يراقبه فرفع راسه والتقى نظره بعمر اللي كان يحدق فيه بوجه صاااااارم , انصدم جاسم من جموده لكن فجأة ابتسم عمر ابتسامة قلبت ملامحه تماما وقال بصوت حلو : سامحني على التحديق , غصب عني ..
ابتسم جاسم وقال بهدوء مناقض للإعصار اللي بداخله : خذ راحتك , مقدر الموضوع ..
لاحظ الشبه الكبير اللي بين عمر وبين أزهار لمن ابتسم ولانت ملامحه , طالع جاسم في شماغ عمر اللي من دون عقال وفي لحيته اللي مربيها وواضح من شكلها إنه ما قيد حلقها ولاحظ ثوبه القصير وجلس يتساءل جوته أي نوع من الرجال هو عمر , و اش حيصير بعد رجعته , هل يدري بفضايح أخته وسواد فعايلها ..


***********************

فتحت العنود ستارة غرفة الهنوف وطالعت في الحوش وقالت : الضيوف خرجوا والزفففففت جاسم معاهم ..
قالت الهنوف وهي ترفع الكمادات عن جبهة أزهار وتحسها : انتبهي لا يشوفونك , الأنوار مولعة ..
نطقت البندري لأول مرة وسألتها بلهفة : بشري , خفت السخونه ؟؟
ابتسمت الهنوف وقالت : الحمد لله ..
قالت العنود كإنها تعطي تقرير عن اللي تشوفه : عدنان ورجالين ..
وشهقت وهي تقول : هذا مو الدكتور مطلق دكتور أزهار ؟؟ اش جابه في هذا الوقت ؟؟
ولفت على أختها وهي تصك الستارة وقالت : بنت تتوقعين أبويه علمه على اللي صار ..
زفرت الهنوف وقالت بتريقة : قالوا لك كنت معاهم في المجلس ست عنيدي ..
رجعت فتحت الستارة بغيض وما توقعت أبدا لمن رجعت تطالع وهي سرحانه تفكر بسبب معقول لوجود الدكتور في هذا الوقت بالذات إنه عيونها بتلتقي بزوجين من الأعين تطالع فيها , صكت الستارة بسرعة وهي تحس قلبها ينبض بقوة من الخوف ..


**********************


نزل عدنان بصره بسرعة وطالع في مطلق اللي رخى بصره هو كمان من دون ما يقول شي , حس بالغيييييض من العنود اللي عرفها على طول , كيف
توقف قدام الطاقة كذا وهي عارفه إنها تعكس اللي جوة الغرفة خاصة إن الطاقة مهي صغيرة كمان ؟؟ هو ومطلق رفعوا بصرهم لا شعوريا لمن لمع ضوء مفاجئ مقابل لهم , وهناك شافها واااااااضحة بسبب الضوء المنعكس عليها , واقفه ببنطلون وبلوزة وشعرها باين من عند خصرها , كان مقهور من نفسه ليش لاحظ هذا كله من لمحة و كان يتمنى لو يدخل البيت ويعصر رقبتها بين يدينه , ودع عمر ومطلق اللي أصر يوصله للبيت وهو يغلي من جوة , ولمن صاروا لوحدهم قال بأدب : أنا بروح أنام , عمي خذ جاسم من إذنه للبيت وتفاهموا على راحتكم ..
ضحك أحمد وقال : لو بيني وبينه كلام بأقوله قدامك , تراك في مقام ولدي ..
ابتسم عدنان وقال : تسلم والله ياعم , الشعور متبادل وانت والله بمقام الوالد , لكني عارف إنه لازم تكونون لوحدكم ومعاكم عمتي كمان , الله يسهلكم أموركم ويهدي سركم ..


**********************


قالت الهنوف وهي ترتب اللحاف على صدر أزهار : تستاهلين , قلتلك انتبهي , الله يفضحك , عدنان ومطلق مع بعض , انتي مصيبة ..
كملت العنود نقزها وهي تضرب خدودها وهي تقول : لا تدعين أنفضح , أنا لله مفضوحة , ياويلي , ياويلي , والله فشلة ..
: بسك تنقيز بتكسرين البلاط وتنزلين عند أمي في الصالة ..
مسكت يد الهنوف وحطتها على موضع قلبها وهي تقول : حسي , بيخرج من الخوف ..
وكملت وهي تفلت يدها وتطالع في شكلها في المراية : أشوه اللي مو جاسم ولا أبويه اللي شايفني كان انفيت من العالم , فضيحة شكلي يخرع ..
قالت الهنوف بصدمة : انت شايله هم شكلك ؟؟ الله يقطع شرك ..
قالت أزهار من دون ماتفتح عيونها بصوت تعبان : لازم تشيل هم شكلها مادام في الموضوع الدكتور الحليوة ..
لفت الهنوف على أزهار و جريت العنود للسرير ورمت نفسها تحضنها وهي تصرخ : أزهاااااااار ..
صرخت أزهار متوجعة وهي تقول : عنود قومي , عورتيني ..
سحبتها الهنوف ودفتها وهي تقول : يا مجنونة ..
قالت العنود وهي تمسح عيونها المدمعة قبل ما تبدأ دموعها بالنزول : آآآآآآآآسفة من فرحتي والله ..
أنََََََت أزهار بتوجع وهي تغمض عيونها وتقول بصوت مخنوق : عادي , عادي أهم شي لا تعيدينها ..
ضحكت الهنوف وقالت : خفنا عليك يالدبه ..
وقالت العنود بحماااااس : وااااااااي دكتورك يخبل , الكلب محلو أكثر من أول , أزهار متزوج ولا لا ؟؟ ..
ضحكت أزهار بشويش على خبال العنود اللي مو في وقته وهمست وهي تحاول تبين لهم إنها مهي متوجعة : بنت عيب , بعدين من وين أعرف هو متزوج ولا لا ..
: كان سألتيه يالغبية ..
ضربتها الهنوف وهي تقول باستنكااااار : عنود عيب , اسكتي وخلي البنت ترتاح , مو وقته هالكلام الماصخ ..
زفرت أزهار وهي تتذكر جاسم وضربه والكلام الجارح اللي تبادلوه وسألت فجأة : وين البندري ؟؟
استغربوا الثنتين سؤالها وهم يأشرون على البندري اللي واقفة بعيد عن السرير , لفت أزهار وابتسمت وهي تقول : انتي هنا كمان ؟؟
طاااااااالعت فيها البندري بعدين قربت من السرير وجثت على ركبها جنبه وحطت راسها على طرفه وهي تصييح من قلب , طالعت الهنوف باستغراب في العنود اللي فاتحة فمها من الذهول وهي تسألها : اش صار في الدنيا ؟؟
ابتسمت أزهار وقالت وهي تمسح شعرها بحنان : اشبكم كلكم داق بكم صياح ؟؟
قامت البندري وخرجت من الغرفة , قالت العنود اللي توها فاقت من صدمتها بصوت ثقيل معبر : لاااااا إله إلا الله اللي يغير و لا يتغير , سبحاااااااان الله ..
ضحكوا الثنتين على طريقتها وقالت الهنوف وهي تقوم بحماس : بروح أنادي أمي , من زمان تستناك تقومين ..
ولمن خرجت الهنوف جلست العنود على السرير جنب أزهار وهي تسأل بهمس : أزهار اش صار بينكم ؟؟
سكتت أزهار بعدين قالت : سوء تفاهم ..
قالت العنود بغيض : أزهار لا تبطين كبدي , انتي ما شفتي يدينك وظهرك ورقبتك اش صاير فيها عشان تكذبين وتقولين سوء تفاهم , إذا هذا سوء التفاهم عندكم أجل الحقيقة بتطخون فيها بعضكم ببازوكه ..
تنهدت أزهار وقالت بابتسامة : وإذا حلفت لك إنه سوء تفاهم تصدقيني ؟؟..
قطبت حواجبها لمدة طويييييلة بعدين قالت وهي تقوم : لااااا ,عشان كذا وفري حلفانك لنفسك , يكون في علمك أبوية راح وصفع جاسم صفعة محترمة ورته شغله ..
انقبض قلبها لمن دريت إنها سببت مشاكل بين أبوها وأخوها ووصلتها لحد الضرب , دمعت عيونها وهي تسأل : أبويه فينه دحين ؟؟ أمي وينها ؟؟
خافت العنود لمن شافت دموعها وقالت : لا تخافين دوبه كان عندنا ضيوف وشفت أبويه يودعهم بعد العشا و معاه جاسم ..
ارتاحت أزهار نوعا ما لكن مازال كل انقباض قلبها , قالت العنود تحاول تبعد الضيق عنها وهي تمسح دموعها لأنه كان واضح إنها مافيها حيل تحرك إصبع : ما حكيتك اش سويت قبل شوي ..
وقامت تحكيها عن خبالها وأزهار تضحك عليها خاصة لمن شرحت عن نظرات الرجالين المصدومة ...


***********************


قال مطلق وهو يحرك سيارته : انكتب لك عمر جديد ..
قال عمر : الحمد لله هذا من فضل ربي ..
: اش مسوي دحين ؟؟
: حايس وسط الأوراق , تعرف الإجراءات الروتينية والمحاضر اللي تنكتب والتحقيقات والتعب ..
قال بصوت مريح : حكيني , أحب أسمع ..
ضحك عمر وقال : ما طفشت من كثر ما تستمع لمرضاك ..
: الله يقدرنا على أداء عملنا بما يرضي الله ..
طالع فيه عمر بإعجاب وقال : الحقيقة إني صحيت وأنا في مستشفى في مصر , ما يحضرني اسمها الآن , كنت مصاب برضوض وجفاف , كنت في حالة ما قدرت فيها أعطيهم اسمي , كنت أصحى ويغمى عليه وهكذا , لمن فقت ما أدري كم يوم مر على ما أظنه ثلاث أيام علي لكني صحيت في مستشفى ثانية واكتشفت إني في السعودية , قالوا لي الممرضات إني كنت من ضمن مجموعة سعوديين تم نقلهم عن طريق السفارة في طيارة إخلاء طبي , جا الأمير وطلب نقل كل المواطنين السعوديين للسعودية ومن حسن حظي كنت واحد منهم , خرجت من المستشفى على طول وبدأت أسأل و أتطقس عن الناجين , و ما تدري اش كان شعوري لمن عرفت إنهم دفنوا أهلي وصلوا عليهم ..
: معقولة ما أحد قالك عن أزهار ..
تنهد وقال : شكله واحد من الموظفين أهمل الموضوع و ما سجله لأني لقيت اسم أزهار و عمير من ضمن المفقودين وأمي وعمار من ضمن المتوفين , ما تدري كم جثة مجهولة لشاب شفت عشان أتعرف إذا كان عمير ولا لا ولا كم جثة لحرمة , رجعت جدة وأنا أحس الأرض ضاقت علي بما فيها , وفوق هذا كله شقتنا لقيت المالك مأجرها لناس ثانين بعد ما قرأ أسماءنا وعرف اللي صار لنا , تخيل ما مر 10 أيام على الخبر إلا وهو مأجرها شقة مفروشة بأثاثنا اللي ما عرف كيف يتصرف فيه , و لقيته حاط ملابسنا وحاجياتنا كللللللها في كراتين وأكياس في مخزنه , طلبت منه يخرج المستأجرين ولا بأرفع عليه قضيه لأنه قبل ما نسافر عمار الله يرحمه دفع له إيجار سنة مقدم , والحمد لله كلها أسبوع و فضيت الشقة , كنت ساكن مع واحد حبيب من أصحابي طوال هالفترة , وهو واحد من اللي حضروا جنازة أهلي وقالي إنهم صلوا علي صلاة الغايب , ساعدني كثير الله يجزاه بالخير وأنا حايس من الجامعة للدوائر الحكومية عشان أستخرج أوراقي الرسمية وأطالب بالمعيدية اللي كانت مفروضة لي , وما أبغى أسترسل وأحكيك وأنا دايخ مع المحامي اللي وكلته عشان تعويض سيارتي وسيارة عمار اللي كانت في العبارة من محكمة لمحكمة ومن دائرة حكومية لدائرة , كنت على الحديدة وما معايا هللة في جيبي , أستنى أوراق البنك و بطايقي اللي ما تطلع إلا بعد ما تطلع بطاقة الأحوال الجديدة , حتى صك إني وريث لعمار اللي بالقوة لقيت شهادة وفاته طلعته عشان أقدر أسحب من رصيده ..
: ما كان عندك أمل ضعيف إنه أزهار ولا عمير يطلعون فجأة بما إنهم من ضمن المفقودين ..
قال بصوت مهموم : الأمل بالله وبرحمته ما ينقطع يا دكتور ولا نكون من اليائسين , أنا كنت أدعي كل ليلة وفي كل سجود إنه يرحمهم إن كانوا ميتين ويحفظهم إن كانوا حيين ويرجعهم لي سالمين , لكن الإنسان برضوا ما يعيش على الأمل وينسى كل شي , كنت مغرق نفسي في هالمواضيع كلها عشان ما أفكر في اللي صار واني صرت وحيد في هالعالم و يصير هذا هاجسي , كنت أقوم بأشغالي وأمر على مركز الشرطة القريب من حينا وأسألهم عن إذا صار جديد في موضوع غرقى العبارة , وكل يوم أرجع بنفس النتيجة , لا شئ جديد , جيراني والله ما قصروا وقفوا معايا , غداي وعشاي يوصل لحد الباب , لكن برضو هذا ما حسسني بشي , البيت الفاضي وذكرياتهم المكومة قدام عيوني في كراتين كانت تزيد وجعي يوم بعد يوم , لدرجة اشتريت ملابس جديده كله عشان ما أفتح الكراتين وتطيح عيني على بقاياهم , أنا صح كبير لكن لمن دخلت وسط متاهات الأوراق والرسميات كنت أحس نفسي صغيييير وما أفهم شي , باختصار ...
وحرك يده في الهوا وهو يقول بصوت مخنوق : فجأة لقيت نفسي بلا سند ..
وقف مطلق السيارة على جنب ومسك يد عمر اللي حركها وهو يوصف له عبارته الأخيرة ورص عليها بقوووووة وهو يقول : الحمد لله اللي استجاب دعاءك وجاب لك أختك سالمة , وقواك وثبتك إلى هذه اللحظة و ما خيب رجاءك فيه , حقيقة يا عمر أنا معجب بشجاعتك , ودحين عرفت أزهار قوية ومتفائلة ليه , لأنه عندها أخ رائع مثلك ..
حس عمر براحة ممزوجة بعرفان بالجميل لكلمات مطلق اللي حسها زي البرد على قلبه المهموم , وقال وهو يشد على يده : قصدك أنا قوي ومتفاءل لأنه هي زرعت هذي الأشياء بداخلي , تراني أصغر منها ..
استغرب مطلق وقال : كم عمرك ؟؟
ابتسم عمر وقال : 23 بس اللحية مكبرة الواحد ..
ابتسم مطلق وقال : صراحة زاد إعجابي بك يا ولدي ..
ضحك عمر وقال : ما أظنك كبير لهالدرجة ..
قال مطلق وهو يحرك السيارة : 36 مو كبير كفاية ؟؟..
قال عمر بابتسامة : مو كفاية لدرجة أصير فيها ولدك ..
: في هذي معاك حق ..
ولمن وصلوا للشقة قال : وصلنا وأنا ما سمعت باقي حكايتك فإش رايك يا عموري نتقابل في أي وقت تحدده ؟؟
ابتسم عمر وقال : من دواعي سروري يا دكتور مطلق ..
صافحه بعد ما تبادلوا أرقام الجوال وقال مطلق : حقيقة لي الشرف بمعرفتك ياعمر ..
: والله الشرف لي أنا ..
وبعد ما راح الدكتور طلع عمر للشقة اللي حسها الليلة غييييييييييير ...



***********************
وقفت الهنوف مترددة على راس الدرج وهي تسمع صوت أبوها المعصب وهو يصرخ : ترجع وتقول إسألوها اش سوت , جاسم لا تطلعني من طوري , إن كان عندك سبب قولي وريحني , ريح قلبي وعقلي ياولدي ..
ولمن ما سمعت صوت أخوها , نزلت كم درجة وجلست على الدرج بحيث تشوف الصالة , لقيت جاسم جالس وهو مدنق راسه وأبوه واقف قدامه و أمها واقفة جنبه وحاطه يدها على كتفه وهي تقول برجاء : تكفى يا أحمد إن كان لي خاطر عندك ما تعصب , حرام عليك نفسك , ضغطك بيرتفع ..
قال أحمد بعصبية : هدى , أخو البنت طلب مني يشوفها لو من بعيد , انبلمت , سكت ماعرفت اش أقوله , أقوله معليش أختك مصفقها ولدي وهي طايحة على السرير عشان كذا ما أقدر أخليك تشوفها ..
غطت الهنوف فمها وهي مصدومة من حكاية أخو أزهار , وشافت أبوها يجلس بتعب على الكنب وأمها وراه خايفه عليه يتعب وهي تقول : عادي قوله طيب , إن شاء الله البنت بتتعافى , لا تصعبها يا أبو جاسم ..
قال أحمد وهو يهب من مكانه : لا تناديني أبو جاسم , ولدي اللي ربيته ما يمد يده زي الخسيسين على بنت , إذا كان فيك قوة روح افردها على رجال قدك , بالعقاااااااااااال , تضربها بالعقاااال , ما أقول غير حسبي الله ونعم الوكيل عليك الله بتحط راسي في التراب وسط الناس وهم يقولون أحمد ما قدر يرعى البنت وخلى ولده يفتري فيها , روح شوف شكل البنت كيف صار , كإنه وحش هجم عليها ..
وتحرك بيطلع غرفته , تمالكت الهنوف صدمتها بحكاية عمر وقامت بسرعة وطلعت الكم درجة ووقفت جنب باب غرفتها كإنها دوبها خرجت , ولمن شافت أبوها وأمها قالت : أبوية , أمي , أزهار قامت ..
دخلوا معاها الغرفة والفرحة باينة على ملامحهم , كتمت أزهار دموعها وتجاهلت غصة كبيييرة في حلقها وهي تقول بصوت حاولت تخليه متماسك : ماما , بابا ..
ضمتها هدى بمحبة , وقال احمد وهو يجلس على كرسي جنب سريرها : كيفك دحين يا أزهار ؟؟
ابتسمت وهزت راسها يعني طيبة , أشرت الهنوف من ورى أمها وأبوها للعنود الملقوفة اللي واقفة في الجهة الثانية من السرير , طالعت فيها العنود وأشرت بيدها يعني اش تبغين , فرصعت الهنوف عيونها وأشرت لها بحدة إنها تجي , وقبل ما يتحركون طالع فيهم أبوهم و بنظرة وحده منه خرج الكل حتى أمها , ضربت الهنوف راس العنود وهي تهمس : ما تشوفيني لي ساعة أأشر لك ..
حكت العنود راسها وقالت : خيييييييييييييير اش تبغيييييييييييين ؟؟
: عندي خبر مهم ..
سألت بفضول : سبب ضرب جاسم لأزهار ؟؟
همست وهي ترص يدها : وطي صوتك , لا مو هذا , خبر أهم بكثيييييير و شي ما تتوقعينه ..
شهقت وقالت : ايش اللي أهم من هالمشكلة ؟؟
سكتتها الهنوف لمن لفت أمهم عليهم , قالت هدى : هنوف روحي جيبي لي حبوب صداع وكاسة موية يا حبيبتي ..
قالت على طول : حاضر ..
ولفت على العنود وهمست : أكلمك بعدين يالدببببب ...
رفعت حواجبها باستنكار ولفت على المراية الطويلة في الممر وهمست لنفسها : هذا النحف كله دب , شكل عيونها قزاز سيارة مو عيون بشرية ...
قرب أحمد كرسيه من سرير أزهار ومسك يدها اللي فوق اللحاف وقال وهو يخفي صدمته بالأثار اللي صارت أوضح من أول : أزهار حبيبتي اش صار بينك وبين جاسم ؟؟
سألت بتردد : هو اش قال ؟؟
قال : هو مارضي يتكلم , قال إسألوا أزهار ..
زفرت وقالت : سوء تفاهم بيننا لا غير ..
: أزهار ..
قالت بصوت متهدج : والله بابا هذا اللي صار , تلفظ عليه وأنا تلفظت عليه , كلمه مني وكلمه منه ونشبنا في بعض , وكله بسبب سوء تفاهم , لا تزعل نفسك ..
ومسكت يده بيدها الثانية ورصتها وهي تقول بصوت مخنوق : الله يخليك يا بابا لا تزعل نفسك ..
قال بصوت حاول يخلي هادي : كيف ما أزعل نفسي ؟؟ جاسم عمره مامد يده على أخواته يجي اليوم ويضربك بالعقال مرة وحده وبهذا الشكل ..
~ أخواته ~ كلماته وصياغتها دوت بداخلها زي باقي الكلمات اللي تلاحظها في أحاديثهم أحيانا لكنها تجاهلتها كالعادة عشان ما يرجع لها إحساس الخوااااء المليء بالخوف وعدم الأمان وقالت : إنت قلتها بنفسك , ما عمره , يعني اللي صار سوء تفاهم ..
طالع فيها بحيرة وقال بتعجب : تبغين تقنعيني إنك سامحتيه على التشويه اللي سببه لك !!
سألت باهتمام : إذا قلتلك إني سامحته بتنهي الموضوع ؟؟
مارد عليها , ابتسمت رغم ألمها وقالت بدلع : باباتي ..
ابتسم وقال : يا نعم ..
رصت على يده وقالت بهمس : إذا ليه معزه سامحه , خلي الموضوع بيني وبينه وأنا صدقني بآخذ حقي بنفسي , تراك تعرفني قوية ما ينخاف علي ..
قال وهو يشوف التعب في عيونها اللامعة بالدموع الحبيسة ووجهها الذاااابل : أحاول ..
وقام وسلم على راسها وراح طفى النور وهو يقول : نامي دحين ..
قامت من السرير بعد ما صك الباب وسحبت رجولها سحب إلين الحمام لمن تذكرت إنها ما صلت لا مغرب ولا عشاء , وقفت قدام المراية , كان وجهها سليم إلا من الشق البسيط في شفتها من أثر صفعته القوية , رفعت يدها الملونة من الضرب وبعدت كتف ثوب الهنوف الحرير اللي لابسته وهي تحسه زي الثقالات على أكتافها , انصعقت لمن شافت التنفيخ اللي في كتفها والملون بخليط مقزز من الأزرق والأخضر والبنفسجي ومبقع ببقع لونها أبيض وأحمر داكن , خلعت الثوب بصعوبة وهي تحس يدينها تصرخ من الوجع ولفت ظهرها للمراية وطالعت لورى بصعوبة بسبب الآلام اللي في رقبتها , و ما حست إلا بدموعها تسيل على خدودها وتقطر على أكتافها وهي تتأمل شكل ظهرها اللي صار خريطة ملونه , رجعت لبست الثوب وهي تعض شفايفها من الألم وفتحت الصنبور وملت كفينها موية وغسلت بها وجهها عل وعسى توقف دموعها ..




هي الود ودها مو بس ينصفع جاسم ودها ينذبح على الضرب اللي ضربها إياه بدون ما يعطيها فرصة تبرئ نفسها لكنها في نفس الوقت ما تبغى المشاكل , مو كافي موضوع فقدها للذاكرة واللي تحسه متعبهم كلهم , لاحظت إن الكل يحاسب على كلامه , وإنه دايما في مواضيع تتقفل من تدخل عليهم , أبوها كم مرة يستأذن من عمله عشان يوديها لجلساتها , أمها ما عاد تخرج لجاراتها ولقرايبهم كله عشان تقعد معاها , أخواتها ضحوا بجمعاتهم مع بنات أعمامهم كل أربعاء كله عشان نصايح الطبيب وعشان خايفين إنها ما ترتاح مع ناس ما تتذكرهم , هي لا يمكن تنسى لهم هذا المعروف حتى لو إنه كان واجب عليهم كأسرة , توضت وصلت بعد ما فتحت الأبجورة اللي جنب سريرها , ولمن خلصت من صلاتها اللي صلتها وهي جالسة من كثر التعب , قعدت تفكر في مشكلتها الجديدة , هي مستحيييييل تعترف لجاسم بعد اللي سواه عشان ما يفتري في البندري وفي نفس الوقت ما تبغاه يفكر فيها على إنها إنسانة وصخة , حقيرة وما تخاف ربها والأخص من هذا كله إنه يحس إنه متحسن عليها و ما فضحها عند أبوها وأمها ..


*********************



شهقت البندري وقالت العنود وهي تضرب صدرها : قصدك ذاك اللي كان معطيني ظهره وأنا أطالع هو أخو أزهار , ياحسرتييييييييييي ماشفته , مين هو ؟؟ عمار ولا عمر ولا ..
سكتتها الهنوف وهي تهمس : اشششششش لا يسمعك أحد , أبويه مخبي علينا , ما أدري من هوه , سمعته يقول أخوها بس , وأنا قلتلكم كل اللي سمعته ..
قالت البندري : ما سمعتي إذا كان بياخذها ولا لا ..
رمتها العنود بنظرة وهي تقول بغيض : فرحانه ست بندر , أخيرا بتروح أزهار عنك , أصلا من دخلت و انتي كارهتها , لكن يكون في علمك أزهار هي اللي بترتاح من وجهك ونظراتك الزفت وكلماتك اللي زي السم ..
انصدمت البندري بكلام العنود , وقالت الهنوف وهي تضرب كتف العنود لمن شافت تغير وجه البندري : عنيدي , ماله داعي هالكلام ..
العنود نفسها انصدمت لمن شافت تعابير البندري اللي صفر وجهها لكنها لفت وجهها وهي تقول بعناد : أنا ما قلت غير الحقيقة , عمرها أزهار ما سمعت منها كلمة تطيب الخاطر ..
ساد صمت وسط الغرفة وكل وحده فيهم غااااااارقة في أفكارها قطعه صوت رنة جوال , طالعوا الثنتين في الهنوف متوقعين إنه جوالها وفرطوا ضحك لمن قالت الهنوف بوجه محمر: خير ليش تطالعوني , يعني ما يدق جوال آخر الليولة إلا جوالي ..
قالت العنود وهي تحرك حواجبها : يعني تعترفين إنه حسانو يدق آخر الليولة ؟؟
حمرت خدودها أكثر وهي تقول : والله عمره ما دق عليه , والله ..
قالت البندري : المهم هذا جوال مين , تراه مو جوالي ..
قالت العنود وهي ترفع يدينها : وتراه مو جوالي ..
ودخلت يدها في جيبها اللي ورى لمن تذكرته وهي تقول : أوووووه صح , جوال أزهار معايا , مين يتصل عليها ..
لصقوا فيها الثنتين وهم يطالعون بفضول في الشاشة , كان رقم غريب , ردت العنود على طول وقالت : ألو ..
وصلها صوت جاسم يقول : أزهار ...
صكت الجوال بسرعة ولفت يمين ويسار تطالع في أخواتها وقالت بهمس : جاسم ..
وانتفضوا لمن دق الجوال مرة ثانية , قالت العنود بعصبية : هو توه حضرته حس بتأنيب الضمير , مالت عليه وعلى كل رجال العالم الزفوت المتوحشين عديمي المشاعر ..
قالت الهنوف وهي غرقانه ضحك مع البندري اللي أيدتها بحماس وهي تضحك : اش سووا لك رجال العالم الضعيفين عشان تسبينهم ؟؟ ..
أشرت باصبعها على راسها وقالت بعصبية : كذااااااااا مزاج أنا حرة أسب اللي أسبه , حااااااااااقدة عليهم كللللللللللهم عيال الكلب ..
سألتها الهنوف بمزح : حتى الدكتور مطلق ؟؟
راحت عصبيتها وقالت بابتسامة حلوة وصوت ناعم : إلا الدكتور مطلق ..
زاد ضحكهم على خبال أختهم اللي ما تدري عن نفسها لمن تعصب ..


*******************

صك الجوال ورجعه جنب عدنان النايم , وجلس يقلب في القنوات وهو موطي الصوت , صك التلفزيون ورمى جهاز التحكم و انسدح على الطراحة وهو يزفر بضيق , لازم ينهي الموضوع قبل ما يسافر بكرة , عقله تعب من تفكير يوم واحد في العلاقة اللي بين زوجته وعبد الرحمن , رجع فوراااااان دمه لمن تذكر عبد الرحمن , وانقلب على جنب وهو يفكر ~ ياربي اش موقفه وهو يشوف زوجة ولد عمه تترجاه ما يتزوج بنت عمه ويتزوجها هي ~ حس إنه بينجن , مجرد تفكيره بهذا الشي يخليه يبغى يخنقها , صح هي مهي عارفة وضعها لكن غصب عنها ينقهر , انقلب على جنبه الثاني وعقله يحاول يلقى أسباب خلت أزهار تحب عبد الرحمن من بين الناس كلهم ~ متى لحقت , واش مفهوم الحب عندها , هل كانت تحب أحد قبل ما تفقد الذاكرة , أو يمكنها مخطوبة , لاااا لو مخطوبة كان قال عمر ~ رجع انسدح على ظهره وهو يزفر و يقول : يااااااااا لييييييييييييل مااطولك ..
قال عدنان اللي دافن راسه وسط المخدة و هو يشد اللحاف ويغطي نفسه : أنا المفروض اللي أقولها , ياخي أزعجتني بتحركاتك ..
تنهد جاسم وقال بدون تفكير : يلا البحر ..
خرج عدنان راسه من تحت اللحاف وقال بصدمة : دحين , الساعة 3.30 و ورانا صلاة جمعة وسفر ..
قال جاسم : نصلي الفجر ونرجع ننام لصلاة الجمعة , بحر جدة على طول جاهز والمطاعم 24 ساعة فاتحة , قهوة ودونت على البحر ..
قام عدنان وهو يقول : يجي , سعابيلي سالت ..
ابتسم جاسم وقال : انت ما سدأت يا سيد ..
فتح عدنان الأنوار وقال : تحرررررررك محد قالك تزعجني من نومي وتدخل الفكرة في راسي ..
قال جاسم وهو يتلحف : تعبان ..
ضربت وحده من المساند ظهره وعدنان يقول : الثانية جاية في الطريق لو ما قمت على رقم ثلاثة ..
تأفف جاسم وعدنان يقول : واحد ..
وضربته المسنده , فك اللحاف وقال باعتراض : انت قلت ثلاثة ..
حرك حواجبه وهو يقول : وقتها بتكون مستعد للضربة , أحلى وهي فجأة ..
وضحك ضحكة شيطانية ضحكت جاسم المهموم غصب وخلته يقوم ...


************************

اسير الصمت
09-05-2012, 09:57 PM
يوم الجمعة 9 / 3 / 1427 هـ :
بعد صلاة الجمعة بوقت :
في طريق جدة الباحة الترابي :

طالعت مشاعل مع قزاز السيارة وهي تزفر بحرقة , أصوات أخوانها ومصارعاتهم , وصوت المسجل ما طغى على صوتها الداخلي , مين ممكن يتخيل إنها نازلة مع أهلها الديرة عشان أمها بيحضرون زواج طليقها , ~ عشرة ايام و بتنزف لها يا ناصر , بدأ العد التنازلي لك ولحياتك الجديدة اللي بتنساني بعدها وبأقعد أنا أعاني لوحدي , بتعيش مع حرمة غيري بترعاك وبتصير سيدة بيتك وحدة غيري , بتصير حبيبتك وأم عيالك , يارب , يارب تجعلها تسعده وتحبه زي ما يستحق , آآآآآآآآآ ياقلبي متى بتوقف نزف ؟؟ آآآ ياعقلي متى توقف تفكير ؟؟ متى بأنساك يا ناصر ؟؟ ~ مسحت دموعها من ورى غطاها وهي تكتم آهاتها بداخلها , ضربها كوع أحلام في خصرها , تأوهت وهي تدفها عنها , قالت أحلام وهي لامه البوز : هذي تدفني من جهة وانتي من جهة ..
قالت مشاعل باعتراض : عورتيلي خصري بكوعك ..
زفرت بطفولة وقالت : هاله الدب دفتني عليك ..
قالت هاله وهي تدفها : أنا دب ولا انتي , فاغصتني وآخذه المكان كله لنفسك , حتى معاذ مو قادر يتنفس من كثر عصرك ..
قال بندر بعصبية : بتسكتون ولا أوقف السيارة على جنب وأطيح فيكم ضرب ..
قال معاذ وهو يلصق في باب السيارة : أنا اش جابني معاكم يالمزعجات , بندر تكفى و إحنا طالعين جدة خلينا نطلع بالجيب حق أبوية عشان يكفي الدبالية ذول ..
انتفض قلب مشاعل وهي تسأل : عمي بيرجع لك جيب أبوية ؟؟
قال بندر : إن شاء الله وعدني خير , قال مادام معاذ يسوق بيعطينا الجيب بدل مانشتري سيارة جديدة ..
حست بفرحة ممزوجة بألم فضيع عصر قلبها وهي تتذكر سيارة أبوها المليانة بالذكريات الحلوة من ضمنها ذكرياتها مع أزهار لمن يوصلونها لبيتها بعد المدرسة , أزهار اللي يئست إنها تعرف عنها شي ..



*************************



بعد صلاة العصر :
في بيت أبو جاسم :

زادت أوجاع أزهار اليوم الثاني وصارت تحس نفسها زي الصخرة من الجمود اللي صاب جسمها وكانت كل ما تتحرك لو تنقلب على الجنب الثاني كل خلية في جسمها تصرخ من الوجع , عضت شفايفها وهي تتحامل على نفسها عشان تجلس وتسند نفسها على ظهر السرير بمساعدة الهنوف , زفرت بعد ما جلست وقالت : الحمد لله ..
وقطبت حواجبها وهي تقول بتعب : هنووووووووف شبعانه ..
ابتسمت الهنوف وهي تحط صينية الأكل في حضن أزهار وهي تقول : يا تلحسين الصحون لحس ولا أصحي العنود من نومها عشان تأكلك ..
قالت برعب : تكفين إلا العنود , اليوم الصباح أكلتني غصب عني بيضتين وعسل وجبن وفول وكبايتين حليب , حسيت بطني بتنفقع من كثر الأكل ..
ضحكت وقالت : طيب كلي عشان ما أصحيها ترى أمي طابخه الشوربة ومسوية مرقة اللحم وعاصرة العصير بنفسها عشانك , أبوية صابته غيرة ليش طبخت لك وهو من زمان يترجاها تطبخ له ..
ضحكت أزهار وقالت : الله يخليكم ليه , تعبتكم معايا ..
تذكرت الهنوف الجلسة مع العنود والبندري أمس وهم يتناقشون في أمووووور كثيييييييييرة بعضها مهم وبعضها أتفه من التافه , من زمااااااااااااان ماجلسوا وهرجوا وضحكوا وحكوا همومهم مع بعض , من جات أزهار تغير الشي الكثير في البيت , حتى علاقتهم بأمهم اللي كانت دايم وحيدة تحسنت , من بعد انشغالهم عنها بنفسهم ودراستهم وكمبيوتراتهم وبرامجهم اللي يتابعونها صاروا يجلسون معاها أكثر من السابق لأن أزهار دايم معاها ويسمعون لحكاويها اللي لاحظوا إنها مشوقة , شربت أزهار من شربة العدس و مرقة اللحم اللي ما حبتها لكنها شربتها عشان أمها وبعد ما خلصت جابت لها نور زبدية موية وصابون ومنشفة , دخلت البندري اللي توها قامت من النوم وسلمت على أزهار اللي كانت مبسوطة على الأخر من حضورها النادر الغير متوقع , فعلا المصايب تغير الناس وتخلي قلوبهم على بعض , قالت برعب وهي تشوف الساعة : وااااي راح الوقت , ما بقي شي على المغرب , كيف ما حسيت بالوقت ..
قالت البندري : انتي من التعب تاكلين وتنامين عشان كذا ما حسيتي بالوقت ..
قالت وهي تحسب كم باقي على المغرب : ناوليني المصحف ما قريت سورة الكهف اليوم ..
قالت البندري بتساؤل وهي تناولها المصحف : سورة الكهف ؟؟
شهقت أزهار وقالت وهي تلبس شرشف الصلاة : لا تقولين لي إنك ما تعرفين إننا نقراها قبل المغرب عشان تنور لنا إلى الجمعة الجاية ..
حست البندري بالخجل وهي تهز راسها بلا , قالت أزهار وهي تفتح المصحف : مو مشكلة , صحي الدب النايمة و قوليلها باقي ساعه ويأذن و اتوضي وجيبي مصحف واقري هنا , يلا عشان يمدينا ندعي قبل الآذان , الدعاء عصر الجمعة مستجاب ..
راحت البندري وجابت مصحف وجلست على الكنبة اللي جنب سرير أزهار , وقفت البندري عن القراية واستمعت لصوت أزهار الخافت وهي تقرأ , كان صوتها عذب , دمعت عيونها وهي تتأكد دحين من سبب ابتسامة أزهار الدائمة وتفاؤلها وقوتها رغم كل اللي مر بها واللي مازال يمر , إيمانها القوي , صلتها الدائمة بربها , ياما شافتها في مصلاها تقرأ القرآن بعد كل صلاة فجر , لسانها دائما يسبح و يستغفر و يحمد الله , كانت تلاحظها لمن يشغلون على الأغاني يا تحول القناة يا تقوم من المكان وتروح تجلس مع أمهم , صلواتها لا يمكن تفوتها وإذا كانت نايمة و ما صحوها تهاوشهم , حتى هم كانت تزعجهم إلين يقومون يصلون , كانت تقفل عليهم التلفزيون والكمبيوتر وتسحب منهم المجلات والقصص إذا ما قاموا للصلاة وتقعد تآذيهم إلين يقومون , أزهار كانت جاية من عالم غير عالمهم رغم إنهم من نفس العايلة وعايشين في نفس المدينة , صحيت من كل أفكارها العميقة لمن شافت دموع أزهار وسمعتها تقرأ بصوت متهدج ..
(( ووضع الكتب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يويلتنا مال هذا الكتب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا )) آية 49 ..
وعادتها مرة ثانية وهي تمسح دموعها وتكمل قرايتها , صكت البندري مصحفها وجلست تستمع لصوت أزهار وهي تحس بيئس يمزق قلبها , بتجي يوم القيامة وهي زانية , ما حيشفع لها الحب عند ربها , ما حتشفع لها بلاهتها وغباءها , ما حيشفع لها شي , تمنت لو ترجع بالزمن ورى وتمسح كل شي بينها وبين عبد الرحمن لكن هيهات , اش بيفيدها الندم ؟؟ اش كسبت من اللي سوته باسم الحب والتسلية ؟؟
ما حست إنها تصيح ودموعها تغرق وجهها إلا لمن سمعت دعاء أزهار يرتفع شوية وهي تقول : يا رب يا فارج الهم يا من لا ملجأ منك إلى إليك فرج هم أختي البندري واغفر لها ذنوبها , اللهم لا تأخذها بذنوبها , اللهم اغسل قلبها وأبعد همومها , اللهم آتها في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقها عذاب النار واجمعني بها في الجنة ..
وكملت دعاءها بتمتمه , حطت البندري راسها على فخوذ أزهار وهي تصيح بصوت أعلى , كملت أزهار دعاءها وهي رافعة يد وباليد الثانية تمسح على شعر البندري بحنان ..
دخلت العنود وهي تحك شعرها وعيونها منفخة من النوم , فرصعت عيونها لمن شافت المنظر وسمعت صوت بكى البندري الغريب , أشرت لها أزهار إنها تخرج بدون ما تحس البندري , أشرت بيدها اش فيها , لكن أزهار رمتها بنظرة مهددة وهي تأشر لها تطلع , صكت الباب وجلست جنب الهنوف اللي تقرأ في الصالة وربعت فوق الكنبة وهي تقول : اش فيه ؟؟ صار شي جديد ؟؟ هي هنوف أكلمك أنا ..
أشرت الهنوف على فمها بمعنى اسكتي وهي تكمل قرايتها , رجعت حكت شعرها وهي تقول : هذولي اشبهم كل يطردني ويسكتني , والله حالة , أرجع للسرير أحسن لي ..
غسلت البندري وجهها في حمامها المشترك مع العنود و توضت والكلمات الوحيدة اللي تدور في عقلها هو همس أزهار اللي ضمتها وهي تقول ~ لا تيأسي من رحمة الله يا البندري , لا ييأس من رحمته إلا القوم الكافرون , توبي توبة نصوحة وربي بيغفر لك ~ , بعد ما صلت المغرب لقيت أخواتها متجمعات عند أزهار و معاهم القهوة و بسكويتات أشكال وألوان , حست بانشراح غريب ما حسته من فترة طويلة قالت بفرحة وهي تجلس معاهم : قريت سورة الكهف ..
طالعوا فيها الثنتين وقالوا مع بعض : ويعني ؟؟
قالت فرحانه بالمعلومة : تنور من الجمعة للجمعة ..
قالت الهنوف وهي تصب القهوة : عارفة من زمان جدي من المتوسط , قالت لنا عليها أبلة القرآن لمن درسناها ..
..
قالت البندري بصدمة : وليه ما قلتولي عليها , ما قيد قالت الأبلة عليها ..
قالت الهنوف : والله هذا ذنب مدرساتك ..
قالت العنود وهي تاكل الكت كات اللي ذوبته فوق مفتاح المروحة الحار : أنا صراحة أبلة الرياضيات سنة أولى جامعة قالت اللي تبغاني أزيدها عشر درجات تحفظ السورة وقالت فضلها , وطبعا لأني كنت كسلاااااااااااانة أقصد دافورة في الرياضيات حفظتها وأخذت العشر درجات ومن يومها وأنا أقراها..
قالت أزهار بابتسامة : سبحان الله , معلمة عن معلمة , يا بختها أجر كم بنت أخذت معلمة الرياضيات هذي ؟؟ تصدقون الأجر يوصلها كل ما قرت وحده من اللي حفظوا السورة ..
و بدأو يتذكرون المعلمات اللي تركوا بصمااااااات لا تنسى في نفوسهم والمعلمات اللي تركوا بقع سودااااااء داخل قلوبهم وأزهار اللي ما تتذكر شي , ما حبت تسألهم إذا كانوا نفس المدرسات اللي درسوا الهنوف أو العنود أو البندري هم نفسهم اللي درسوها عشان ما يقفلون الموضوع كالعادة بعد أسئلتها وعزت نفسها إنها يوم بتتذكر وبتشاركهم الذكريات ..


************************


حط جاسم شنطته و شنطة عدنان في سيارة حسان وقال : دقايق وأجيكم ..
طالع فيه عدنان وهو رايح للفيلا وعقله يدووور , هو على الآن ما عرف مين اللي ضربها جاسم , يمكن العنود , لكنه ما لاحظ على جاسم أي تصرفات مختلفة معاه , يكون عند العنود مصايب ثانية غير لعبها في الماسنجر معاه , زفر وحط جبهته عشان يخرج هالأفكار من راسه , زفر حسان وقال بمرح : أنا أزفر عشان قلبي جوة انت تزفر ليه ؟؟
قهقه عدنان من قلبه وهو يقول : الله يرد لك قلبك ..
تأوه حسان وهو يحط يده على قلبه وقال : الله يسمع منك , والله المحبة بلية ..
***
لمن دخل جاسم لبيت , لقي أمه وأبوه في الصالة , سلم عليهم وقال : أنا ماشي دحين ..
قال أبوه وهو يطالع فيه بحدة : يعني ما تبغى رضاي وتروح لأزهار وتحل سوء التفاهم اللي بينكم ..
تنهد جاسم وقال على مضض : دحين كنت طالع عشان أودع البنات ..
قالت هدى وهي تشوفه طالع : الله يصلحكم كلكم ..
وصله ضحك البنات من غرفة الهنوف وأزهار , وقف متردد عند الباب بعدين دقه ودخل ..
: من سمعت صوت المديرة حطيت رجلي و....
سكتت العنود لمن شافت الكل يطالع وراها , لفت وقالت وهي رافعه حاجب واحد : يا مطول الغيبات يا جايب الغنايم ..
قال وهو يتقدم منهم : يا مطول لسانه يا مقطع أذانه ..
وقرص إذن العنود وهو يكمل : التريقة و طولة اللسان سبيك منها ..
حكت العنود إذنها وقالت : متوحش ..
قال بهدوء وهو متجاهل وجود أزهار : أنا رايح الشرقية ..
قالت الهنوف وهي تسلم عليه : في أمان الله حبيبي ..
وسلمت عليه البندري و العنود وهي تقول بمزح قاصدة فيه تحسسه بالذنب : زين , طول قد ما تقدر لا ترجع بسرعة , خلي البيت يرجع لهدوءه , كله بنانيت حلويين بدل الـ..
شد خصلة من شعرها وقال : اهجدي يالخبلة ..
حكت شعرها وهي تقول : آآآآي والله يعور..
سحبتها الهنوف وخرجتها من الغرفة , لقي الغرفة كلها فاضية فجأة و ما بقي إلا هو وأزهار اللي ما حركت عيونها عن يدينها اللي شبكتها في بعض ودستها تحت اللحاف , قال بعد تردد طويييييييييل : تراني تكلمت مع عبد الرحمن و قلتله ينسى اللي سويتيه وإنه هذا إن شاء الله ما يأثر على خطبته للبندري , وهو أعطاني كلمته إنه حينسى اللي صار , ودحين كلامي موجه لك , لو سمعت إنك عتبتي بيت عمي صالح يا ويلك , ويكون في علمك فواتير جوالك حولتها على بريدي وبشيك على تلفون البيت , وإن لقيت رقم عبدالرحمن فيها بعد كذا يا ويلك, فاهمة ؟؟ تراني كلمت أبوية على حكاية عبد الرحمن وخطبته للبندري اللي ما أبغاها تحس باللي سويتيه , كافي وجهها كان مخطوف لمن وصلت أمس ..
رفعت راسها له وقالت ببرود تخفي به فرحتها إنه خطتها نجحت : هذا بس اللي جيت تقوله ..
حس بفوران داخله لمن شاف القوة في عيونها وفي نبرة صوتها فقال ببرود مماثل لبرودها : واش كنتي تتوقعين مني ست أزهار بعد اللي سويتيه ؟؟ واقفة عند باب ولد عمك اللي بيخطب أختك بكل بجاحة وانتي منتي مهتمة بإنه قاعد يطردك وتقولين بعدها بكل وقاحة وجرأة تبغينه يخطبك ..
زفرت وهي تتذكر الكلام اللي فكرت فيه طويل واللي قررت تقوله لكن بروده ونظراته خلتها تعدل عن أمرها وهي تقول : ما توقعت منك شي , انت فاهم الموضوع خطأ ولا يمكن تفهمه دحين , مع السلامة ..
ولفت وجهها عنه , منظر رقبتها خلى شعر جسمه يوقف , ما توقع ضربه يسوي فيها كذا , لف وجهه وجا بيتحرك لكنه حس بيدها الباااااردة تمسك يده , لف عليها بصدمة واصطدم نظره بعيونها وهي تهمس : آسفة على الكلام اللي قلته لك ..
ما توقع الكلمة وما توقع الكلام اللي تبعها وهي تقول : ما أدري اش صار لي ذاك الوقت , ما كان مفروض أطول لساني عليك , ومفروض مادام إني مسوية غلط ما أذكر أغلاط الثانين ..
ما يدري ليه ابتسم , حسها تعتذر وتعاتب في نفس الوقت , قال : انتي جالسة تعتذرين ولا قاعدة تقولين مادام إني مسوي غلط مفروض ما أتكلم ولا أطول لساني ولا ............ أمد يدي , تراك تعتذرين عن الشي الغلط , مفروض تعتذرين عن تصرفك الطايش مو كلامك الوقح معايا ....
وكمل : ما أشوفك اعتذرتي عن اللي سويتيه في بيت عمي ؟؟..
ما كانت تبغى توصل لهالنقطة لأنها كانت عازمة إنها ما تعتذر عشان ما تأكد له خطأ هي بريئة منه , خطأها الوحيد هو إنها متسترة على أختها , ولا يمكن تغير هذا الشي لأنه من ستر على مسلم ستر الله عليه يوم القيامة , سحبت يدها وقالت : ما أشوفك اعتذرت عن التشويه اللي سويته فيني ؟؟ هذا مو عقاب هذا وحشية , في ألف طريقة غير الضرب ...
رفع حاجبه وقال : يا سلاااااام , لفيتيها على كيفك ؟؟..
ما ردت عليه وهي تزم فمها وتكتف يدينها , قال ببرود وهو وده يذبحها : طيب ما شفتك شكرتيني على إني ما فضحتك قدام أبويه وأمي ؟؟..
طالعت فيه وقالت : وأنا ما شفتك شكرتني ليش خليت أبوية ينسى اللي صار ويسامحك على همجيتك في الضرب ؟؟
قال بعصبية : بتجننيني , يعني دحين خرجتي نفسك منها زي الشعرة من العجين , الغلط راكبك من راسك لساسك لا تجين دحين وتقاوحيني بالكلام ..
زفرت وقالت بزهق : خلاص ياخي كل ابن آدم خطاء وخير الخطاؤن التوابون ..
قال بانتصار : زييييييين يعني معترفة إنك أخطأتي..
ابتسمت وقالت : أهم شي في التوبة عشان تكون مقبولة هو عدم الرجوع للذنب تذكر هذا الكلام زين لمن ترجع الشرقية , في أمان الله ..
لو إنه من النوع اللي يفقد أعصابه بسرعة ولو ما عنده قدرة عجيبة على مسك زمام أعصابه كان أعطاها كف يهد لها سنونها , كان فاهم قصدها , كانت مصرة تذكره بخطأه ومتجااااااااااهلة خطأها , صح كانت محجبة قدامه , بس كافي وقاحتها وكلامها الغير معقول , رماها بنظرة نارية وخرج وصفق الباب وراه ..
دخلوا عليها البنات وسألوها اش صار , ابتسمت وقالت : الحمد لله وصلنا لحل سلمي في حكاية سوء الفهم ...
قالت العنود بتريقة : وهي الحلول السلمية تنتهي عادة بصفقة باب وبوجه عابس ....
وضحكت وهي تاشر يإبهامها : أزهار إنتي مية مية , تعجبينييييييييييييييي ..


***********************


صفق باب السيارة بكل قوته وقال : يلا ..
قال حسان يبغى يخفف الجو وهو يحرك السيارة : ترى باب سيارتي المسكين ما سوالك شي ..
مارد جاسم وهو يتنفس بقوة من كثر القهر ~ هي أصلا من فين عرفت عني ؟؟ أكيد جلست تلعب في جوالي , أنا لو حاط قفل كان أحسن , وبعد فترة من دوااااااااامة الأفكار السوداوية قال حسان : خلاااااااص قاعد تنافخ لك ساعة جبت لنا التوتر , ياخي فكها , تخلي آخر ذكرياتي لك نفسك اللي يصك في إذني ..
قهقه عدنان على كلام حسان وعلى تعابير وجه جاسم اللي لف عليه وابتسم له ابتسامة واحد موووووووو فاااااااااايق ...


**************************



تم بحمد الله الفصل الخامس ...

اسير الصمت
09-05-2012, 10:01 PM
تتابعون في الفصل القادم : الرحيل ..


..... سدت أذانيها وهي تصرخ : خلاااااااااص , خلااااااااص , يكفيييييي .....
............ انفجع من صياحها وسأل بخوف : عنود صار شي ؟؟؟ .......
... الصوت اللي نطق اسمها خلاها تتجمد للحظة قبل ما تلفت وتصرخ وهي ......

NaZeK
09-06-2012, 12:23 AM
حجــــــــــــــــــز ^_^

❝šн3ởļђ❝
09-06-2012, 05:01 AM
الروااااااااااااااااااااااايهه روووووووووووووعهه وتججججججججججججنن
وتهبللللللل وتاخذ العقل ووو يعكيكك العاافيهه والله لايحرمناا منكك
وو يررحم ابووكك كمليهاا لااني بغيت ابكي يوم وصلت لااخر صفحهه ومافي تكمله










بسسسسسسسسسسسسس توووووووووووووووحفهه الرووايهه

NaZeK
09-06-2012, 06:28 AM
يسلموووووووووووووو ان الروايه بدأت تأخذ محنى اخر !!

اانني انتظر بفارغ الصبر للبقيه ^__^

هييييييييييه كفوووو اسير قالت انها بتنزل اليوم اربعه اجزاء ^__^

لباها ماترفض لي طلب ^_-

اسير الصمت
09-06-2012, 02:26 PM
الفصل السادس : الرحيل ..


عندما تفقد شخصا عزيزا وتشعر أن الدنيا ضاقت عليك بما رحبت.. هل تظل دوما الابتسامة الزائفة على شفتيك ؟؟ وذلك الألم المبرح يقطع نياط قلبك ؟؟؟؟
عندما يرحل عنك ولا يترك خلفه إلا الذكريات وأي ذكريات ؟؟؟..
هل تظل حبيس الزمن الماضي أم تنظر إلى مستقبلك ولو بنظرة يملؤها الحزن ؟؟؟
عندما يمر بك طيفه الباسم أو حتى طيفه الغاضب ولو لوهلة ...
هل تتمنى أن يعود إليك للحظة لتخبره كم تحبه ؟؟ أو كم تشتاق إليه؟
عندما تراه في أحلامك يحادثك وتحادثه أيها المسكين ...
هل تتمنى لو تعيش دوما في دنيا الأحلام ؟؟ أم تستيقظ وتعيش واقعك الأليم وأن هذا الشخص العزيز لم يعد موجودا ؟؟؟
عندما...... عندما ....... عندما ........
هل .......؟ هل ...........؟ هل ........؟


إنك فعلا إنسان ضعيف ... رغم كل ما تتمناه وكل ما تفعله...
اعلم جيدا أن ما يذهب لا يعود .... نعم لا يعود ...
استيقظ وعش عالمك ولو كان مرا.....
جاهد وسترى أن هناك ما يستحق لتعيش من أجله ....
انظر حولك , ستتيقن أن العالم مازال يسير وأنت قابع مكانك أسير ...
وأسير ماذا ؟؟؟؟؟؟
أطياف ..... أحلام ....
الحياة تحتاج منك أن تقاتل ... فانهض واجمع شتات قلبك المحطم ..
سر إلى الأمام قدما ....
فأنا أعلم أن هذا ما كان يريده منك ذلك الغالي .......... قبل أن يرحل ..

اسير الصمت
09-06-2012, 02:28 PM
بعد أسبوع ما حدثت فيه الكثير من الأحداث ...
صباح يوم السبت 17 / 3 / 1427 هـ :

استعادت أزهار شوية من عافيتها , صح البقع تحولت للون بني غامق لكنها على الأقل ما توجعها نفس الوجع ..
قطبت حواجبها وهي تفكر , قال مطلق بسرعة : ما أبغاك تفكرين , أبغى أجوبة عفوية ..
زفرت وقالت : كيف أعرف إذا ما فكرت ؟؟
قال بهدوء : أزهار سؤالي بسيط , تحسين إنهم أهلك ؟؟
قالت بهمس عشان ما يسمعها أبوها : أحيانا وأحيانا لا ..
حس بحماس لكنه كتمه وهو يقول : كيف ؟؟
قالت : أحيانا ينسبون الشي لنفسهم كإني مني منهم , يعني أمي وأبويه لمن يكلموني عن أخواتي يقولون بناتي ما يقولون أخواتك كإني مني وحده من البنات , الهنوف أحيانا تقول , أخواتي دايما كذا كإني مني من ضمن أخواتها , مرة العنود قالت لي ما عمري شفتك معصبة وطبعا هذا شي مستحيل وتأكدت لمن تهربت من إجابة سؤالي , يعني أشياء غريبة كذا , يمكن أنا حساسة من الموضوع عشان كذا لاحظتها ..
سألها : طيب لمن ..
قاطعته وهي تقول : الأوركيد مرة حلو ..
لف على المزهرية اللي حط فيها غصن وردة أوركيد وقال : اسمها العربي ..
ابتسمت وقالت بحماس : عارفه سحلبية ..
سألها بهمس : تحبينها ؟؟
قالت : مرة جابها ليه ....
وسكتت فجأة وطالعت في مطلق وسألت بحيرة : أنا اش كنت أقول ؟؟
ابتسم مطلق وقال وهو ينحني على دفتره : يعني عرفتي السحلبية , شفتي كيف الأجوبة سهلة من دون تفكــ...
مسكت يده ورصتها وهي تسأل : دكتور الله يخليك أنا اش كنت أقول ؟؟
رفع راسه مستغرب من مسكتها و انصدم لمن شاف دموعها وساب الدفتر ومسك يدها وقال : أزهار ليش تبكين ؟؟
سحبت يدها منه وغطت وجهها وهي تصيح وتقول : ما أدري , حسيت , حسيت , ما أدري ..
وقامت تصيح بصوت عالي , لمن قام أحمد مفجوع أشر له مطلق إنه ما يجي وقال بهمس : أزهار , أزهار طالعي فيني , أزهار ..
وبعد يدينها بشويش وهو يقول : كنت تطالعين في السحلبية ولمن سألت تحبينها قلتي إنه مرة جابها لك ...
طالعت فيه بعيون تايهة ومسحت دموعها اللي غرقت نقابها وهي تسأل : مين اللي جابها ليه ؟؟
كان عارف إنه عامر أخوها معودها يجيبها لها هدية كل صباح عيد , عمر قاله هالمعلومة من ضمن معلوماااااااات كثيرة وهو حاول يستفيد منها , قال بصوت حنون : كيف بأعرف ؟؟ مو لازم انتي تتذكرين مين جابها وتقولين لي ؟؟
شهقت زي البزران ومسحت دموعها وقالت بطريقة طفولية : ما حتذكر ..
ابتسم وقال وهو يحاول بجنون إنه يلقى سبب واحد مقنع لدموعها داخل عقله : اللي خلاك تتذكرين الأوركيد واسمه وانه أحد جابه لك يخليك تتذكرين مين , طالعي في الجانب المشرق , صرتي تتذكرين وردتك المفضلة ..
شاف الإبتسامة في عيونها وهي تقول : صح , إن شاء الله بأتذكر و بأقولك عليه ..
سحب الأوركيده وناولها لها وقال : خذيها معاك ..
نزلت راسها وقالت بهمس : ما أبغاها , بأي حق تعطيني ورده ؟؟
ابتسم وقال : أزهار , هذي مهي مني , هذي من شخص يحبك ..
رفعت راسها وسألت باستغراب : مين ؟؟
قال : مو دحين لمن...
كملت وهي تاخذ الوردة بأطرف أصابيعها المغطية بالقفاز الأسود : يجي الوقت حتعرفين , لا تستعجلين لأنه أهم شي في حالتك الهدوء ..
ضحك من قلبه وقال وهو يقوم : الله يعينك عليها ياعم أحمد ..
غطت عيونها ووقفت جنب أبوها وهي تهمس بغيض : اش قصده ؟؟
ضحك أبوها وقال : شيبتيه , هذا قصده ..
خرجت كعادتها وسابت أبوها يتكلم مع الدكتور وهي جالسة في مقاعد الانتظار الخارجية , طاااااااالعت في الأوركيده وابتسمت , ولمن خرج أبوها وهو يضحك مع الدكتور قامت من المقعد وعينها جات على واحد واقف في الممر , حست بنبض قلبها يزيد , مسكت في يد أبوها وعصرتها من دون ما تحس , قال أحمد بخوف لمن حس بقبضتها تطبق على يده بقوة : أزهار اش فيك ؟؟
انتبه مطلق للغصن اللي سحقته أزهار من كثر ما ترص عليه وطالع للمكان اللي متجه له راسها , ورجع وقف قدامها وقال بهمس : مع السلامة يا أزهار , أستناك الجلسة الجاية السبت الجاي , لا تتأخرين وتتهربين زي دايما ..
خف تسارع ضربات قلبها لمن انقطع المنظر اللي شافته وقالت بهمس وهي تحس بمشاعر غرييييييبة تختلط بداخلها : إن شاء الله , مع السلامة ..
ومشيت مع أبوها بصمت , سأل وهو يرص يدها : أزهار اش فيك ؟؟..
ابتسمت وهي تقول : ها ولا شي , بس خساره , طالع غصنها كيف تفغص ..
لف مطلق وراه بعد ما اختفوا في نهاية الممر وحط يدينه في جيوب معطفه وقال بهدوء : تعال يا عمر , ما قلتلك خليك بعيد , البنت مهي مستعدة نفسيا ..
ضحك عمر اللي حس قلبه يخرج من مكانه ويلحق بأزهار اللي اختفت عن نظره , وقال بمرح مصطنع : آسف ما قدرت أقاوم , نظري ضعيف قلت أقرب على وعسى أشوفها أوضح ..
~ أي شجاعة هذي اللي تخليك تضحك وتمزح وانت ودك تصيح بطول صوتك يا عمر ؟؟ ~ قالها مطلق بداخله وهو يقول بابتسامة : ما قلتلك تذكرت جزء من قصة الأوركيد , فعلا كانت مؤثرة عليها زي ما قلت ..
التمعت عيونه وهو يقول بفرح كبير : من جد ؟؟ الله يبشرك بالخير ..
ودخلوا المكتب وهم يتناقشون عن أزهار والأشياء اللي تحبها ..


************************


حطت العنود يدها موضع قلبها وقالت : آآآآآآآآآآآآخ ياقلبي , وردة , معطيها وردة , أبغى أروح طبيب نفسي يا عاااالم ..
ورمت نفسها على ورى وارتمت على السرير , قهقهت أزهار من قلبها على خبال العنود وقالت الهنوف باستنكار : دحيييييييين تبغين تروحين طبيب نفسي عشان وردة , أشتريلك محل ورود بداله يالهبلة ..
قامت العنود وقالت بطريقة طفولية : مو زي هالوردة , اش أبغى بمحل وردك , هذي جايتها من واحد يحبها ..
ضمت أزهار الوردة وقالت بعناد وهي تحرك حواجبها : مووووووتي حرررررره , ما انتي محصلة زي وردتي , روحي انقلعي ذاكري , عندك اختبارات الأسبوع الجاي , انتي على وجه تخرج تسقطين آخر سنة وتفشلينا ..
: ماااااااااااالك دخـــــل , أسقط ولا ما أسقط , الكلام بيجي علي أنا ..
قالت أزهار بتريقة : أخاف بكرة النهار ينادوني يا أخت الساقطة ..
قامت الهنوف وسابتهم لمن بدأوا يتضاربون زي الأطفال وخرجت من غرفتها , لقيت أمها جالسة مع أبوها على قهوة وهم يناقشون خبر طالع في التلفزيون , ابتسمت وهي تفكر هل ممكن يجيها يوم تكون فيه هي وحسان زي كذا , دق التلفون فردت عليه أمها وسمعتها تقول : هلاااااااا أبوية انت , كيف حالك يا جاسم , بشرني عن نفسك ..
~ ياااااااكثر اتصالاته , هو اش عنده ؟؟ أول كان كل أسبوع اتصال ودحين كل يوم وهو داق ~ وراحت لغرفة البندري , دقت الباب ودخلت وهي تقول : السلااااااااام عليكم ..
ما تحركت البندري من سدحتها على السرير فطفت الهنوف الأنوار وخرجت ..
أول ما انصك الباب زفرت البندري بضيق , إلى متى بتظل حابسة نفسها كذا , الموضوع صار وانتهى ما تقدر تغير شي دحين , أزهار قالت لها على كل اللي صار وهي ما قدرت تنطق بحرف , ما قدرت تتأسف منها أو حتى تشكرها على اللي سوته , حست لسانها معقود , حتى عيونها ما قدرت ترفعها عشان تطالع فيها وهي تنصحها بنصايح كثيييييييرة , ومن انتهى هالنقاش صارت تتجنب أزهار وأحيانا تحس بلحظات كره غريب لها ليش تعرف فضيحتها , لكنها بداخلها مؤمنة إنه لولا الله ثم هي كان راحت فيها , غمضت عيونها ودفنت وجهها في المخدة وهي تبكي بصمممممت ....



************************

صك جاسم التلفون وزفر براحة , أخيييييييرا كلم عمه صالح أبوه عشان يخطب البندري لعبد الرحمن , له أسبوع ما هو قادر يتهنى بنوم من كثر التفكير , حتى لو خطبها عبد الرحمن رسمي مازالت أزهار موجودة , هل ممكن تسوي شي عشان تخرب الخطبة ~ بتذبحيييييييييييني يا أزهار , أخرجي من راسي , لازم أكلمها , لااااااااااازم ~ هز راسه وهو يستبعد فكرة اتصاله بها ورمى جواله الجديد على الطاولة وقام من سريره وخرج للشباب المتجمعين في الصالة يلعبون بالوت كعادتهم ...


***************************


ابتسم أحمد وقال وهو يحط يده على راس البندري اللي بالقوة خرجت من قوقعتها اللي فرضتها على نفسها وجات لغرفة أبوها وأمها بناء على طلبهم : البندري بنتي انتي حابسة نفسك ليه ؟؟
رمت أبوها وأمها بنظرة غريبة وهي تصرخ بداخلها ~ دوبكم اللي بدأتم تسألون أنا ليه حابسة نفسي , ويييييييييييينكم من زمان ؟؟ كنت أحبس نفسي بالساعات وما أحد يسأل عني ~ ابتسمت ابتسامة هادية وقالت : تعبانة شوي أبوية ..
مسح على شعرها بحنان وقال : ما شاء الله عليك كبرتي وصرتي عروس
عمك اليوم اتصل علي وطلبك لولده عبد الرحمن ..
مشاعر مختلطة عصفت بداخلها و بلا شعور غطت وجهها وقامت تصييييييح
, شهقت هدى وضمتها وهي تقول : بندري , اش فيييييييييييك ؟؟
مسحت دموعها بعد فترة صياح وبعدت خصلات شعرها عن وجهها وهي تبتسم لهم بخجل , ضحك أبوها وقال : أنا أول مرة أشوف خجل ينقلب بكاء ..
ضحكت وهي تمسح دموعها اللي مهي راضية توقف , وبدأ أبوها وأمها يعطونها معلومات عن عبد الرحمن وهم مهم دارين إنها عارفة كـــل هالمعلومات عنه , قالت أمها بعد فترة وهي تقوم وتفتح الباب : أروح أجيـ .....
وشهقت لمن انفتح الباب بقوة وطاحت عند عتبته العنود وفوقها أزهار اللي كانوا لاصقين في الباب ووراهم بشوية واقفة الهنوف وهي حاطة يدينها على فمها بصدمة , طااااااالع فيهم أبوهم بصدمة وقالت هدى : بناااااااااات , اش كنتم تسوووووون ؟؟ تتجسسون ؟؟
استحت الهنوف وما نطقت بحرف وهي تطالع في الأرض , دفت العنود أزهار بعيد عنها وقامت بسرعة وهي تقول : قلت لك يا أزهار التجسس حرااااااااام لكنك ما سمعتيني ..
شهقت أزهار وقامت وهي تئن وتقول باستنكار : ميييييييييين اللي قالت لي هذا مو تجسس , هذا اطمئنان على أحوال الرعية ؟؟
قالت العنود وهي رافعة حواجبها بسخرية : وانت تسمعين لي على طول , غبية ما عندك عقل تفكرين به ..
ضربتها أمها وهي تقول : بنت عيييييييب عليك تقولين لأختك اللي أكبر منك غبية ..
ضحكت وقالت : يعني عادي لو قلت البندري غبية ..
: عنووووووووووووووود ..
: عنيدييييييييييييييييييي ..
: بــــنـــــت..
اختلطت هتافات الكل المستنكرة و أبوها يقول : عمري ما شفت أعبط منك ..
قالت وهي تحط يدينها على خصرها : اش عندكم ؟؟ مدخلين البندري غرفتكم هااااااااااااا ؟؟ تراني أغاااااااااااار ..
وراحت جري وجلست بين أبوها والبندري وضمت أبوها وهي تبتسم له , ضحك وقال : الــلـــه يعيني على خبالك , الموضوع إنه البندري تقدم لها واحد ..
سكت الكل ووقفت العنود وغطرفت بفرح , قالت الهنوف : انتي دحين تغطرفين ليه ؟؟ صار شي ؟؟ عرفتي من هو ؟؟
قال أبوها بفرح طاغي : عبدالرحمن ولد عمكم صالح ..
قالت بمزح وهي تجر بشويش خصلة من شعر البندري : مااااااااااا يحتاااااااااااااااج هذا كله , دام بأفتك من خلقة هالنحسة أنا مبسووووووووطه ..
ضحكت أزهار بفرح وهي تحس برااااااااحة غير معقولة داخل صدرها وراحت وضمت البندري وهي تقول : الله يقدم لك اللي فيه الخير يا قلبي ..
بادلتها البندري الاحتضان ورصت عليها بقوووة كإنها تقولها أخيرا تحقق اللي قلتيه وقاله جاسم , قالت أمها بخوف لمن شافت فرحتهم : لسه أول شي تستخير بعدين ورانا التحاليل , سبحان الله , يمكن ما يطلعون متوافقين ...
لكنهم ما اهتموا لهذا كله وهم يجتمعون حول البندري اللي البسمة لأول مرة ترتسم بصدق على وجهها من زمااااااااااااااااان ...


***********************



يوم الإثنين : 19 / 3 / 1427 هـ ..
العصر في فيلا أبو جاسم ..

خبر تقدم عبد الرحمن قبل يومين للبندري اللي وافقت على طول و تغير شحوبها وصار وجهها ينطق بالسعادة انتشر عند العايلة كلها والتلفونات صارت غير مشغولة بالناس اللي تبارك وهدى طول الوقت تقول إن الخبر مو مؤكد إلا بعد التحاليل الخاصة بفحص ما قبل الزواج اللي ما تطلع نتيجته إلا بعد أسبوع من الفحص , قالت العنود وهي لافة بوزها و تطالع في البندري اللي تكلم صاحبتها جوال : مالت كإنه محد انخطب غيرها شرط بتطلع لها جناحات وتطير, لسه المفجوعة أول أمس اللي كلموها وعلى طول وافقت وراحت حللت اليوم الصباح , أتحدى صلت صلاة استخارة حتى ..
ضحكت الهنوف وقالت أزهار وهي تحيك الصوف : اش اللي حارق رزك ؟؟ خليها تفرح , مستكثرة عليها الفرحة ..
قالت وهي تضرب المخدة اللي في حضنها : اللي حارق رزي إنها أصغر مني و انخطبت وأنا قاعدة , مفروض يقولون لعبدالرحمن مادام ولد عمي ومنا وفينا إنه يستنى شوية , أما يقطعون رزقي ليه ؟؟..
قالت أزهار بهدوء وهي تنقي لون ثاني : عنودي قلبي محد يقطع رزق أحد , الأرزاق من الله هذا أولا وثانيا أنا لسه ما انخطبت وأنا أكبر منك ..
سكتوا الثنتين وهم يطالعون في بعض بنظرات استوقفت يد أزهار في الهوا وخلتها تسأل : اش هذي النظرة ؟؟ لا يكون أنا مخطوبة و..
قاطعوها مع بعض بصراخ : لالالالا ..
قطبت حواجبها وقالت : إصراركم في الرد شككني أكثر ..
تغيرت ملامح وجههم وهم مهم عارفين اش يقولون , فكرت أزهار بعدين سألت باهتمام : يكون الوردة من خطيب مجهول ؟؟
ضحكوا الثنتين وقالت العنود وهي تفكر بجاسم : اطمني , مستحيييييييييل هالشي ..
سرحت سرحان طويييييييييييييل وقالت أخيرا وهي تهز أكتافها : المهم , أية لون أحلى , هذا ولا هذا ؟؟
زفرت الهنوف براحة إنها غيرت الموضوع فدعست العنود رجلها من تحت الطاولة وهي تقول : البرتقالي أحلى ..
دق جوال الهنوف فردت على عمتها وهي تقول : هلا بأحلى عمه ..
جاها صوت رجولي يقول : السلام عليكم ..
ردت عليه السلام بتردد وهي تفكر إنه أكيد زوج عمتها , قالت : عمي علي ..
: لا ولده ..
قطبت حواجبها وقالت : ولـ.....
وسكتت على طول لمن عرفت إنه حسان , ولمن سمعت ضحكه حمر وجهها وصفرت يدينها وقامت من مكانها على طول ودخلت الغرفة , قالت أزهار وهي منهمكة في شغلها : حسان ها ؟؟..
هزت العنود راسها وهي تقلب القنوات وقالت : واضح من تغير وجهها ..
رصت الهنوف على الجوال لدرجة حسته بيتكسر في يدها وهي تسمع حسان يقول : طحت عليك يالشرادة , وينك ما تردين على جوالك ؟؟
بالقوة همست : ما أعرف رقمك ؟؟
قال بضحكه : أكيد تمزحين ..
سكتت وما عرفت اش ترد , صرخ بصدمة : ما تعرفين رقم جوالي ؟؟
زاد إحراجها وما قدرت تنطق , زفر وقال : صراحة صدمتيني , لكن عادي , طالعي الرقم اللي دق عليك 10 مرات أمس وسجليه باسمي ..
هزت راسها وتذكرت إنه ما يشوفها فقالت : إن شاء الله ..
قال بعد صمت طويل : هنوف ..... هنوف..
همست : نعم ..
سأل : معايا انتي ؟؟..
جاوبته : إيوه ..
زفر وقال : مشكلة لمن الواحد مو عارف اش يقول , كنت مجهز كلام كثير وضاع من سمعت كلمة هلا مع إنها ما كانت موجهة لشخصي الكريم ..
ابتسمت وما ردت عليه وهي تحس بخجل ممزوج بسعاده حلوه , ورغم إنه مكالمتهم مادامت أكثر من خمس دقايق لكنها كانت مستمعة فيها , خرجت بعد تردد ومشيت وجلست في مكانها بينهم وقالت بحماس : أزهار الألوان مرة خطيرة , صارت واضحة دحين ..
طالعت أزهار في القطعة الصوف وقالت بفرح : والله ؟؟
قالت العنود وهي تاكل بطاطس : أزهار القطعة لسه ما تغير فيها شي , ستي هنوف تبغى تضيع موضوع التسحب واللي بالي بالك ..
ماتت الهنوف خجل خاصة لمن قالت أزهار ببراءة وهي تحيك الصوف : قصدك حسان ؟؟ ويعني لو دق عليها وكلمها و كلمته , زوجها ..
قامت الهنوف من وسطهم ودخلت الغرفة وصكت الباب بقووووة , انسدحت العنود على الكنبة وهي تقهقه من قلب وهي تقول : جلطتيها يا أزهار ..
قالت باستنكار : أنا اش قللللللللللت ؟؟



**********************


بعد المغرب في الباحة :

: والله تمشون بالطيب ولا بالغصب ..
مسحت هاله دموعها وقالت بقهر : حراااااااام عليكم اللي تسوونه والله حراااااام , ما أبغى أرووووووووح ..
صرخ عبد الله : أنا حلــــفــــت ..
زاد صياحها و خرجت من الصالة بسرعة , غمضت مشاعل عيونها عشان تصد دموعها ورجعت فتحتها , لقيت النظرااااااات كلها منصبة عليها ~ أمها , عبد الله , بندر , معاذ , حنان , أحلام ~ رمشت بعيونها وقالت بهمس : أنا أروح أكلمها ..
وقامت بسرعة ولحقت بهاله اللي رامية نفسها على السرير وهي تصيييييييييح من قلب , حطت يدها على ظهرها وهي تهمس : هاله ..
لفت عليها هاله وقالت من وسط شهقاتها : ما أبغى أحضر جواز ناصر أنا حره , أنا أككككككككككككرهه وأككككككككككككره خالتي وبناتها وأكككككككرهم كللللللللهم , ما أبغـــــى أروووووووووووح ..
قالت بهدوء مصطنع : عبد الله حلف ..
صرخت بقهر : يحلف على نفسه وعلى حرمته , أنا ليش يحلف علي , والله ما أروح لو على قص رقبتي ..
ومسحت دموعها وهي تقول بقهر : وانتي رااااضية , رااااضية أروح جواز ناصر وأشوف الحيواااااااانة اللي من يوم خطبك وهي تدور حولينه زي الحية تنزف له , وأمها السحاره ترقص وتتشمت فينا ..
~ لااااااااااااااا , والله ما يرضيني يا هاله , والله ما يرضيني تحضرون جوازه كإنه شي ما صار , كان مفروض توقفون معايا , والــــلــــه مايرضيني ~ كتمت آهاتها وهي تقول بابتسامة صفراء : هذا ولد خالتك وخالتي بتزعل لو ما حضرت أختها وبناتها ..
: يعللللللللللللها المووووت هي وبناتها اللي ما حسبوا يفتكون منك , من يومهم مقهورين ليش ناصر متعلق فيك , والله ما أروح ولا أهنيهم بشي ..
انفتح الباب بقوة ودخل منه عبد الله اللي صرخ : بتمشين ورجلي على رقبتك , قاعدة تصارخين وصوتك واصل لآخر البيت يا حيوانه , أنا عارف هذا كللله من تحت راس السوسة اللي جنبك ..
انصعقت مشاعل من كلمته ووقفت بسرعة وهي تقول بحزم ودمها يغلي بداخلها : ما أسمح لك ..
صرخ فيها : اسكتـــــي ..
وجر هاله وهو يقول : تحركي قدامي , تبغين تخلينا علكه في حلوق الناس ..
تحركت مشاعل وفلتت يده بقوة عن هاله ووقفت بينه وبينها وقالت بحزم : أنا ما أبغاها تروح , ارتحت , أبغاها تجلس معايا , أخاف أجلس لوحدي في هالبيت والكل في العرس , قل هالكلام لكل واحد تقابله ..
رماها بنظرات حادة وبادلته نفسها وهي داسة هاله وراها , تحرك وخرج من الغرفة بعد ما صك الباب بكل قوته ~ لييييييييييه ؟؟ ليييييييييه هالحماس كله عشان جواز ناصر , ليييييييييه أخواني كلهم رايحين ؟؟ أمي كإنها هي أم العروسة من الفرحة , وحنان متزينه على سنقة عشرة , هذا كله عشان الواجب , ولا عشان ما يقولون الناس قاطعت أختها وما حضرت الجواز عشانها مقهورة من اللي صار , ويعني لو سويتوا موقف وحطيتم نفسكم واقفين معايا وما تبغون تجرحوني , خلوا الرجال يروحون , مو لازم انتم , ليييه تنثرون الملح على جراحي ؟؟ مو كافي قلبي مقبوض والنوم مجافيني من الوجع , مو كافي ناصر زوجي وحبيبي اليوم بتنزف له وحده ثانية , مو كافي إني أعرف إن الإنسااااااااان اللي بنيت عليه أحلامي صار لحرمة غيري , حراااام عليكم والله الضرب في الميت حرام ~ انتبهت مشاعل إنها كانت تنتفض وصوت أنفاسها يخترق سكون الغرفة الباردة وبلا مقدمات حست بدمعة تنساب على خدها , همست بصوت حاولت تخليه متماسك : شكرا لأنك ما رحتي معاهم ..
لفت هاله يدينها حولين بطن مشاعل وشدتها بقوة وسندت راسها بين أكتافها وهي تصييييييييح بصوت مكتوم وبداخلها تصرخ ~ والله حاسة بشعورك يا مشاعل , والله حاسة يا قلبي , الله يرحم حالك ويصبرك ~..



***********************

يوم الأحد 25 / 3 / 1427 هـ :
الساعة 3 الظهر قدام العمارة في الشرقية :


~ أفتقدها , أفتقدها , أفتقد عيونها , ضحكتها , اهتمامها وسؤالها عني , والله أفتقدها لكن , لاااااااا ما أقدر , ما أقدر ~ زفر جاسم وهو يقلب جواله بين يدينه بطفش , ليش يشتاق لليلى بهالشكل الفضيع رغم إنه يعرف إنه اللي كان يسويه غلط , ليش صار يحس حياته بلا طعم ولا شي جديد , من العمل للشقة لطلعات الشباب للنوم للعمل للشقة ....... إلخ , دوامة مالها توقف أو شي غريب يكسر حدتها , انتبه من شروده لمن سمع دق على قزاز سيارته , لف والتقى بصره بوجه عدنان الباسم , ابتسم وفتح الطاقة وقال بتريقة : خيييييييييير يا أخينا , عندك شي ؟؟..
ابتسم عدنان وهو يتكئ على الباب وقال بمرح وهو يرفع الأكياس اللي معاه : والله كنت طالع الشقة وأنا شايل معايا أكياس من المطعم الصيني غدا لواحد من أصحابي صاير غير طفشاااااان ومتملل وغير قاعد في البيت , قلت أنفه عنه شويه , ويوم شفتك ساااااارح في ملكوت الله قلت قبل ما أطلع له أخرجك من الحالة اللي انت فيها عشان ما تنصهر من الشمس ..
ضحك جاسم وقال وهو يحط يده على موضع قلبه : آآآآآآآآآخ صيني , جيت على الجرح ..
وخرج من السيارة على طول وتبع عدنان اللي واقف يستناه عند مدخل العمارة , كان شااااااااكر من الأعماق وقفته له معاه من رجعوا من جدة , ورغم إنه مهو داري عن حقيقة اللي صار لكنه واقف معاه في كل حال ~ اللي صار , أفففففففففف ما أبغى حتى أفكر فيه , أزهار هذي شي مو طبيعي , رغم كل الضرب اللي أعطيتها اياه كانت ..... جاسم , بس تفكير , اش هذا ؟؟ صرت مهووس بأزهار والبندري وعبدالرحمن والبيت , والله حاااااااااااااله ~ دق جواله قاطع أفكاره فخرج الجوال وابتسم لمن شاف رقم أبوه , وأشر لعدنان يسبقه لجوة الشقه ورفع الخط وهو يقول : السلام عليكم , هلا أبوي ..
وصله صوت أبوه البارد نوعا ما وهو يقول بهدوء : نتيجة التحاليل طلعت متوافقة والحمد لله ..
: الحمد لله , ألف مبروك , قلتلها النتيجة ..
قال أبوه : لا لسه ..
رغم برود أبوه معاه من قرر إنه ينسى الموضوع شكليا إلا إنه مازال يهتم به ويقدمه على الكل , ابتسم وقال بشكر عميق : شكرا يا أبويه , ممكن أنا أبشرها ..
قال أبوه بفرح : زين تسوي , وكلم بقية أخواتك وأزهار كمان ..
غمض عيونه وقال : إن شاء الله ..
وصك الخط وزفر وهو يقول بغيييييييض : ليييييييش إلا يبغاني أكلمها الحيوانة ..
: جااااااااااسم ..
دخل الشقة وقال: دقايق أغير وأجي ..
وانصدم لمن شاف كشتين شعر جالسة قدام الكيس , قال وهو يبعد أيمن وهاني : هييييييييييييييييي أكلناااااااااااااا ..
كانت وجوههم مفقعة من كثر النوم , العيون نص مغمضة , الشعر طاير وأثار المخدة لسه في وجيههم , قال أيمن وهو يتثاوب : لقمة هنية تكفـــ....
سحب الأكياس وقال : ما تكفي إلا اثنين , يلا وروني عرض أكتافكم ..
ضحك عدنان وقال : جاسم إن شاء الله تكفينا أنا حاسبهم ..
سحب هاني الأكياس وقال وسط ضحك أيمن : روح لقط لقط , صاحب الأكل حاسبنا ..
قال عدنان اللي ما رضي بشماتتهم لصاحبه : بس ترى العزيمة له ولو قال ما تاكلون ما تاكلون ..
قلبوا الموجة بسرعة وبدأوا يبتسمون ويدحلسون , ضحك جاسم من قلبه على تغيرهم السريع وقال وهو يدخل الغرفة : لا تاكلون قبلي , بأغير وأجي ..
وخرج جواله أول ما دخل ودق على أمه بارك لها وطلب منها يكلم البندري عشان يبشرها ..
دخلت هدى على غرفة البندري وقالت : بندري أخوك يبغاك ..
رفعت العنود راسها من شاشة الكمبيوتر ودقت أزهار السرحانه الغااااااااااااارقه في أفكار حزينة بدت من ملامحها , انتبهت أزهار لمن همشت العنود : جاسم جاسم ..
كانت تحس بضييييييييق من مجرد سماع اسمه , لكنها كتمته وهي تطالع معاها في البندري اللي ردت بخوف واضح ..
أول ما سمع صوتها المتردد الخافت قال : هلااااااااا , كيف حالك يا عروسة ؟؟ وصلتنا الأخبار ..
: أخبار ؟؟
: مبروووووووووك , النتيجة متطابقة ..
همست وهي تحس بفرح وراحة عمييييييييقة بداخلها : متطابقة ..
خرجت أزهار من اكتئابها اللي صايبها من فترة و صرخت هي و العنود بحماس لمن سمعوا كلمتها وهم فرحانين لفرحة البندري اللي دمعت عيونها وهي تقول بهمس : الله يبارك فيك ..
لمن سمع الصراخ قال : أكيد هذي الخبلة عنيدي ما في غيرها ..
ضحكت وقالت وهي ناسية تماما أي شي غير فرحتها : وأزهار معاها كمان , قاعدين ينططون زي المتخلفين ..
ماتوقع إنه يسمع عنها وما توقع أكثر اللي سمعه , يعني فوق كونها وقحة وحقيرة كمان مخادعة وممثلة بارعة , حس إنه في شي في الموضوع , في شي ناقص عشان تكمل الصورة لكنه ما عرف اش هو , بارك لها بسرعة وأنهى المكالمة لمن سمع إنه العنود تبغى تكلمه , غير ملابسه وخرج للشباب ..
: قفل الخط ..
قالتها البندري وهي تناول الجوال لأمها المبتسمة , شهقت العنود وهي تقول : الدبببببببببببببببببببببببببب ...
قالت أمها : بهذي المناسبة , اختاروا مطعم نروح له عشان نتعشى ..
صرخوا بحماس و بدأوا يفكرون بالمطعم اللي يبغونه , دخلت عليهم الهنوف اللي قلها أبوها على الخبر السعيد ولقيت أزهار والعنود يتضاربون كعادتهم والسبب هالمرة ........ المطعم , تنفست براحة وهي تقول بداخلها ~ كذا أحسن , مرة مو حلو عليها الصمت ~ كانت مبسوطة من مضارباتهم لأول مرة , افتقدتها بشدة الأيام الأخيرة بسبب هدوء أزهار اللي ما فحالها لشي , كل ما عرضوا عليها شي رفضت وقالت تعبانة , ما فحالي , صارت زي الشمعة اللي بدأت تذبل شعلتها , خصوصا بعد الجلسة الأخيرة قبل يومين صار سرحانها كثيييييييييير ..




*************************


السبت 1 / 4 / 1427 هـ :
العصر في فيلا أبو جاسم :


مرت الأيام بهدوء رتيب خصوصا إنه خلاص بدأت الإجازة و ما عاد صار في البيت حركة و ريحة وجيه زي أول , جريت العنود على التلفون وقالت بحماس : هاااااااااااااااالووووووووووو ...
: طيب لو كنت واحد صايع ولا غلطان وانتي تردين بهالترحيب الحااااااار ..
لفت بوزها وقالت : عارفة إني مني محظوظة لهالدرجة عشان أطيح على واحد , ما غيرك انت اللي كسرت التلفونات بكثر اتصالاتك وصاحبات أمي النقاقات المزعجات اللي أطيح عليهم ..
وصلها صراخه وهو يقول : اش الكلام الوقح هذا ؟؟ يعني ودك تكلمين واحد يعني ؟؟
طالعت في السماعة ورجعت حطتها على إذنها وقالت ببرود : هذا يسمى مزح , دعابة , طرفة يا سيد جااااااسم , ما أدري اش فيكم كلكم صايرين شرارة ..
زفر جاسم وقال بضيق : حتى لو بالمزح ..
تأففت وقالت كلمته المقدسة اللي دايما يقولها : أخلص اش عندك ؟؟؟
: بـــنــــت ...
صرخت بداخلها ~ ولــــــد ~ لكنها مسكت لسانها وقالت بطفش : لحظة أناديلك أمي ..
وصرخت بطول صوتها : أمــــــــــــي ردي على التلفووووووووووووووووووووووون , جااااااااااااااااااااااااسم يبغاااااااااااااك ..
وقالت لجاسم : بأصك السماعة عشان ترد أمي من فوق , أصلا البيت كله صاير ملـــــل ..
وصكت السماعة وهي تحس بغيض داخلي , كانت حاسة إنه تغير أزهار اللي صارت منزوية ومنعزلة مؤخرا كله بسبب سوء الفهم اللي صار بينهم و بسبب ضربه المبرح لها ..
جلست أزهار في الحديقة وهي تفكر بشعورها الغريب , الصباح راحت مواصلة لجلستها عند الدكتور مطلق وبعد ما رجعت صلت الظهر و نامت وأول ما صحيت من النوم قبل شوية حست نفسها في مكان ما تعرفه , خافت وقامت بسرعة من سريرها لقيت نفسها في غرفتها , ليش جاها هالإحساس يمكن عشان الصور اللي وراها لها الدكتور مطلق لبيت صغير وناعم ارتبطت في ذهنها , لا مستحيل إنه بسبب الصور , هي أصلا لها كم مرة لمن تصحى من سرحانها وتطالع للي حولها لوهلة يجيها شعور يقبض قلبها إنها في المكان الغلط وهذا المكان غريب عنها , صارت تخاف من جلسات مطلق , صارت تحس بشعور دائم بداخلها كإنها دوامة مالها قرار ما في راحة ما في أمان , حتى جلساتها مع البنات صارت تحسها ثقييييييييلة على قلبها , اليوم ثالث جلسة لها تتذكر فيها بعض الأشياء وتنساها , تأملت غصن السحلبية وابتسمت وهي تلمس أوراقها الناااعمة , هذي ثالث سحلبية يعطيها إياها الدكتور ويقولها إنها من نفس الشخص المحب , زفرت بقوة وقامت من مكانها وهي تحس بتعب وإرهاق من أفكارها لمن نادتها العنود من الشباك إن الشاهي جاهز , العنود اللي تحاول بشتى الطرق تخرجها من كآبتها اللي هي نفسها كارهتها , تحركت للبيت ووقفت لمن شافت باب المجلس مفتوح , ابتسمت وقالت وهي تدخل : باباتي ..
وانصدمت لمن لقيت قدامها واحد غريب , كان المفروض تتحرك , تشرد , تغطي لكنها لقيت نفسها تطالع في وجه الرجال بعيون وااااااسعة ..
تصنم عمر وهو يشوف أزهار قدامه , شعرها الغجري , عيونها الحنونة , كل شي فيها ذكره بأمه وعمار وعمير وحياتهم , حس بألم لو وزع على البشر كفاهم , دمعت عيونه غصب ولف وجهه وتحرك مبتعد عنها وهو يقاوم إنه يضمها ويصرخ باسمها , خرج أحمد وهو يقول : عمر اش فيك ؟؟
الاسم دوى في عقلها زي القنبلة وبشكل سريع مرعب ~ عمر , عمر , عمر , عامر, عمير , عموري , عامر , عمر , عمر ~ غمضت عيونها بقوة وهي تتمنى لو يوقف الصدى اللي في راسها ..
انرعب أحمد لمن شافها , وعلى طول ضمها وهو يقول : أزهار حبيبتي اش فيك ؟؟
بعدته عنها وهي تهز راسها عشان توقف الأصوات المدوية , غطت أذانيها وهي تصرخ في الصوت اللي حسته يهز جدران عقلها : وقـــــف ..
وقف عمر مصنم مكانه وهو مصدوووووووم من منظرها , هزها أحمد بشويش ورجع ضمها وهو يقول : بسم الله عليك , أزهار اش فييييييييك ؟؟
رفعت راسها وشهقت لمن شافت أحمد , دفته وهي تحس بخوف و صرخت وهي تطالع فيه برعب : انت مين ؟؟ أنا فين ؟؟
كانت صور غريبة تدافع لها , ناس تضحك , ورجال مبتسم , وحرمة تصيح , وبنت غريبة تناديها , وموية تغرق وسطها , وأسماااااااء تدوي في عقلها , غمضت عيونها وسدت أذانيها وهي تصرخ : خلااااااااااااااااااص , خلااااااااااااااااص , يكفيييييييييييييييي..
وطاحت على الأرض مغمي عليها , صرخ عمر وهو يجري لها : أزهاااااااااااااااااااار ..
وشالها عن الأرض وهو يقول : أزهار , أزهار , أنا السبب , أنا السبب ..
حط أحمد يده على كتفه وهو يقول : عادي ياعمر, أحيانا تجيها هذي الحالة شوية وتفوق , لاتخاف ..
مسح على خدها وتأمل ملامحها وضمها بقوة وهو يتنفس بصوت عالي من كثر ماهو حابس دموعه وهو يقول : ياحبيبتي , ياااااأمي انتي , فالك العافية , ياااااقلبي , سامحيني ياأزهار ..
لف أحمد لقي العنود واقفة عند الباب اللي يوصل بالفيلا وهي حاطة يدينها على فمها ودموعها اللي حابستها تلمع في عيونها , أشر لها أبوها تروح لكنها ماقدرت تبعد عينها عن عمر اللي جالس على الأرض وهو حاضن أزهار وهو يقول بصوت مخنوق : سامحيني يازهرة , سامحيني ياحبيبتي , أنا اللي سبتك لوحدك , أنا اللي سبتك لوحدك في البحر , ماكنت داري اني بأبعد عنك , والله ماكنت داري ولا ماسبتك لثانية , قلتيلي لاتروح لكني ماسمعتلك , قلتيلي لكني سبتك لوحدك , أنا السبب في اللي انتي فيه , أنا السبب , سامحيني سامحينييييي..
قال كلمته الأخيرة وهو ماعاد هو قادر يستحمل وبدأ بعدها يصيح بصوت يقطع القلب وهو يضمها كإنه وده يدخلها جوة صدره , صوت صياحه الممزوج بآهات خارجة من أعماقه خلى أحمد يغطي وجهه بغترته وهو يبكي بصمت , دخلت العنود جوة واستندت على الجدر وهي تصيح من صياحه , كان صوته واصلها وهو يردد اسم أزهار بحرقة , انزلقت على الأرض وغطت وجهها وهي تدعي إن الله يفرج له همه ..
ماتدري كم مر إلين هدأ عمر وبدأ صوت صياحه يخفت ولا متى وقفت هي بكى , مسحت خشمها ببلوزتها اللي صارت مبللة بشكل فضيع وقامت , طلت براسها لقيت المكان فاضي , اندست لمن سمعت صوت أبوها وهو يقول : حأتصل عليك أول ماتفوق عشان أطمنك ..
وسمعت صوت الصندل وهو مبتعد , خرجت راسها وصرخت بطول صوتها لمن لقيت أبوها قدامها , قالت وهي تحط يدها على صدرها : أبويه فجعتني ..
مسك خصلة من قصتها وشدها بخفة وهو يقول : اللقافة سيبيك منها , ماقلتلك روحي ..
قالت وهي تمسح بقايا دموعها : كلنا عارفين عن أخوها اللي ماقلتوا لنا عنه , بس توي اللي عرفت إنه عمر ..
قال مبتسم وهو يحاول يبث القوة والراحة فيها : حريم سراقات الوحي , ذكريني أحكيك انتي وأخواتك عن هذا المثل ..
سألت بخوف : وين أزهار ؟؟ واش صار ؟؟
دخل المجلس وهي وراه , كانت أزهار مسدحة على الكنب ونايمة بعمق , قال أبوها : قابلت أخوها وسمعتني وأنا أناديه عمر وجاتها الحالة وهو مسكين انفجع مو متعود عليها ..
تنهدت العنود وقالت : حبيب قلبي هوه , صاح بشكل فضيع ..
ضربها أبوها على كتفها وهو يقول : حبيب قلبك في عينك , قدامي كمان تقولينها ..
حكت كتفها : أنا أكبر منه يا أبويه , يوووه , مشاعر أخويه , والله كان ودي أحضنه وأطبطب على ظهره , آآآآآآي ..
قالتها وهي تحك راسها اللي ضربه أبوها من ورى , طالعت في أبوها وهي لامه بوزها وبداخلها تقول ~ أفففففففففف مافي ديموقراطية في هذا البيت , يعني أنا من جدي بأحضنه , آآآآآآآآي راسي والله تعور ~ ..


****************************


فتحت أزهار عيونها وطالعت في السقف بحيرة , شهقت وقامت , طالعت يمين ويسار , لقيت نفسها في غرفة وااااااااااسعة وهي منسدحة على سرير عالي ومتلحفه بلحاف غريب , دخلت الهنوف وقالت : أخيرا فقتي , نوم العوافي يا عسل الساعة 11 ..
طالعت برعب في البنت اللي ما كانت غريبة عنها وسألت : أنا فين ؟؟
ابتسمت الهنوف وقالت : يعني وين برأيك ؟؟ في غرفتنا ..
رمت أزهار اللحاف وقالت وهي تقوم : أبغى ماما , وين ماما ؟؟
قالت الهنوف بخوف وهي تحط يدها على كتف أزهار : أزهار ايش فيك ؟؟
سحبت أزهار كتفها وبعدت عن الهنوف وهي تقول : لا تلمسيني , نادي ماما ..
حست الهنوف برعب وهي تخرج من الغرفة عشان تنادي أمها , دارت أزهار في الغرفة وتأملتها ورجعت تطالع بنص عين للي ورى الباب المفتوح , كان كل شي حولها غريب ومألوف في نفس الوقت , قالت بتمتمة : هذي اسمها الهنوف أنا متأكده وهي مملكة على ولد عمتها عدنان , أنا ليه أعرف هذا كله عنها ..
دخلت هدى مع الهنوف وقالت بخوف : أزهار اش فيك ؟؟
سألت بخوف وهي تطالع للي وراهم : وين ماما ؟؟ أنا فين ؟؟ وين أخواني ؟؟ أنا ليش أعرفكم ؟؟
وطالعت في الغرفة وسألت بحيرة : ليش هذي الغرفة مألوفة ؟؟
غطت الهنوف فمها بصدمة وضربت هدى صدرها وقالت : يا حسرتي على البنية , أزهار حبيبتي اش صار فيك ؟؟
دخلت العنود اللي سمعت الهنوف تنادي أمها وهي تسأل : أمي اش فيه ؟؟
قالت الهنوف وهي تعصر يد العنود بيد واليد الثانية قابضة على موضع قلبها : عنووود الحقي , أزهار مهي عارفتنا وتبغى أمها وأخوانها ..
انقبض قلب العنود وحست كإنه يد باااااارده قاعده تعصر فيه بقوة , قالت أزهار وهي تقطب حواجبها وتحاول تتذكر : أنا اش جابني هنا ؟؟ أنا في مصر دحين ؟؟
وفتحت الستارة وطالعت لبرى ورجعت طالعت في الحريم الثلاثة وصرخت برعب : ليش واقفين وتطالعون فيه كذا ؟؟ تكلموا ..
قالت العنود وهي تحس بالخوف يذوب عظامها : أروح أنادي أبويه ..
قالت الهنوف وهي تشرد من الغرفة : أنا أناديه انتي خليك هنا ..
تحركت أزهار وقالت : خلوني أخرج ..
مسكتها العنود من ذراعها وهي تقول : أزهار بتروحين فين ؟؟
صرخت وهي تفلت يدها : سيبينييييييييي , أبغى أمي , عماااااااااااااااار , انتوا ليش حابسيني هنا ..
ضمتها العنود وقالت بصوت هادي مناقض لخوفها الداخلي وهي تقاوم صراعات أزهار عشان تنفلت من بين يدينها : حبيبتي ما حبسناك , إنتي تعيشين معانا هنا , إحنا قرايب لأبوك , وعمر كان هنا قبل شوي ..
هدت أزهار لمن سمعت اسم عمر وبعدت عنها بخشونة وهي تسأل بلهفة : عمر وينه دحين ؟؟ أنا فين ؟؟
قالت العنود وهي تحس الدموع تحاربها عشان تنزل : انتي في بيتنا دحين , هذي أمي هدى ..
مسحت هدى دموعها وقالت بحسرة وهي مهي قادرة تتقدم وتضم أزهار : يا حبيبتي انتي ..
قطبت أزهار حواجبها وسألت باستغراب : أمك تصيح عليه ليه ؟؟
دمعت عيون العنود وهي تهمس : لأنك غاليه عليها , غاليه علينا كلنا ..
سألت أزهار بشك بعد لحظة تفكييييير عميقة : إحنا فين ؟؟
قالت العنود بصوت متهدج من البكا : في بيتـ...
قاطعتها أزهار بصراخ : في بيتكم عارفة خلاص , في مصر ولا السعودية ؟؟ ..
نزلت دموعها على خدودها وهي تشوف عيون أزهار الزايغة وحركاتها الغير متزنة وقالت : السعودية , جدة ..
تحركت أزهار يمين ويسار وهي تبعد خصلات شعرها بيدين مرتجفة وطالعت فيهم وهي تقول : إحنا في جدة , أجل ليش أعيش عندكم وأنا عندي بيت هنا ؟؟
كانت تحس عقلها زي الجلي , مو قادر يمسك معلومة وحدة , مو قادر يهيأ لها وضع محدد تكون فيه , حست نفسها تسبح في اللاتفكير , لمن يصحى الإنسان من نوم عميييييييييييييق و يتفاجأ إنه يمر بلحظة يحاول يدرك فيها واقعه وفي أي يوم وأي ساعه قبل ما يتذكر كل شي في ثانية , أزهار حست نفسها محبوسة داخل هذي اللحظة , تحاول تفوق لكن عقلها هلامي , حطت يدينها على جوانب راسها وضغطتها بقوة , هذي الحرمة اللي قدامها أمها , لكن أمها مزنة , وهذولي البنتين اللي قدامها , العنود والبندري أخواتها لكن أخوانها عمار وعمر وعمير وهي البنت الوحيدة , كيف صار لها أمين , وكيف صار لها أخوات وهي البنت الوحيدة , معقولة لها حياتين مختلفة , و الهنوف راحت تنادي أبوها , لكن هي أبوها مات من 20 سنة , هي ليه تحس إنها مفروض تكون في مصر ؟؟ أمها ليه سابتها عند قرايب أبوها اللي تحسهم أمها وأخواتها ؟؟ أخوانها ليه سابوها عندهم ؟؟ يكنون راحوا مصر لوحدهم ؟؟ لا بس هي كانت في الأردن مع عمار وأمها ولحقوا بهم عمر وعمير , كيف رجعوها جدة ؟؟ طيب هي ليه في جدة ومهي في الأردن ؟؟ المفروض تكون في مصر , رصت يدينها على راسها أكثر وهي تقول : راسي , راسي يعورني ..
طاحت على ركبها وهي ترص راسها بقوة وهي تقول : راسي , راسي ..
دخل عليها رجال حسته أبوها وعقلها يصرخ أبوك مات من 20 سنة ما تفهمين ؟؟ زاد صداعها وبدأت تئن بصوت عالي و ما حست بنفسها إلا وهي مشيولة بين يدين الرجال وهو يصرخ : قولي لسوناردي يشغل السيارة , بسرعه ..
غمضت عيونها وهي تفكر إنها كان مفروض تكون في مصر , ليه ما تدري ؟؟


*************************





وقفت العنود في الممر وأبوها جنبها وعمر رايح جاي وسط الممر وهو يستغفر ويسبح , كانت العنود حاسه إنه يلوم نفسه بداخله وإنه صابتها هالحالة من مقابلته لها , طالعت في باب العيادة المقفول وهي تتساءل اش اللي يصير جوة ..
ابتسم مطلق وقال : زين يعني متذكرة إنك تجيني ..
قطبت حواجبها ولفت عليه وسألته : إيووه صح , أنا ليش كنت أجيك ؟؟
كان لأول مرة من فاقت من غيبوبتها الأولى يشوف وجهها , كان جمييييل ومحلو أكثر من السابق لكن عيونها تااااااااايهة , قال بهدوء : مو مفروض انتي تتذكرين وتقولين لي ؟؟
فكرت شوية وقالت بصوت تايه وهي تطالع في السقف : دكتوووور , أنا ليش أحس إنه عندي عايلتين ؟؟ ...
وضحكت وقالت وهي تأشر بيدها : الرجال اللي برى أبويه مع إنه أبويه مات من زماااااااااان ..
قطب حواجبه غصب عنه وقال بحزم : أزهااااار , ركزي معايا ..
لفت عليه وهي مبوزة , تمالك الخوف اللي ملى قلبه وقال وهو يحط دفتره على جنب : أزهار بإيش تفكرين دحين ؟؟
درات عيونها وهي تفكر : مممممممممممم , مفروض أكون في مصر ..
رفع حواجبه بدهشة وهو يقول : ليييييه ؟؟
: ما أدري , بس أحس كذا ..
: طيب مين تحبين أكثر عمر ولا العنود ؟؟
هزت أكتافها وقالت بصوت ذابل تايه : ما أدري , كلهم يمكن , هم أخواني لكنهم ........
وسكتت طويييييل بعدين قالت بابتسامه : تخيل مهم أخوان بعض !!! كييييييف ؟؟ ما أدري ..
قام بسرعة وفتح دولابه وخرج إبره وعباها محلول وجا وهو يقول : أزهار بأعطيك دوا ينومك دحين عشان ترتاحين ..
قالت وهي تلف عليه : دكتووووور , أحس عقلي زي جيلي الليمون ..
ابتسم وقال وهو يحقنها : اش معنى جلي ليمون مو توت ؟؟
ابتسمت وقالت بهمس : يمكن لأني أحب الليمون ..
وبدأ كلامها الغير متزن يتباطأ ولسانها يثقل وأخيرا نامت , طااااااااااالع فيها ومد يده بيمسد شعرها لكنه وقف يده في اللحظة الأخيرة , زفر واستند على مكتبه وهو يفرك عيونه بتعب , وبعد ما سحب نفس عميق فتح الباب ودخلهم , وقفت العنود جنب السرير اللي فيه أزهار وجلسوا الإثنين قبال مطلق اللي فرك عيونه وفتح دفتره وكتب فيه كم شي وقفله وهو يقول : باختصار وبلغة بسيطة من دون ما أدخل في متاهات المصطلحات العلمية المشكلة و ما فيها , عقلها استعاد ذاكرته وهذا اللي كنا نبغى نوصل له , لكن .........
وتبادل معاهم نظرة طويله قبل ما يكمل : في جزء كبير ناقص , حلقة مفقودة في وسط الأحداث , عقلها رافض يطلعه أو حتى يسترجعه , انعدام هذا الجزء في ذاكرتها خلاها مهي مركزة , مهي قادرة على ربط الأشياء ..
قال عمر بخوف : والحل ؟؟ كيف نساعدها ؟؟
هز أكتافه وجاوب : الوقت , الحل الوحيد حاليا هو انكم تعطونها وقت تتذكر فيه براحة وطبعا هذا لازم يكون بعيد عنكم وعن أي محيط آخر , يعني في المستشفى في القسم اللي أشرف عليه ..
قال عمر بصدمة : القسم النفسي , ليييييييييه ؟؟ حالتها صعبة ..
قال مطلق وهو يتنهد : برضو هذا مانحكم عليه إلا بعد إشراف كم يوم على أزهار ..
بعد سلسلة محادثات و مناقشااااات حادة وقع أحمد على أوراق أزهار ودخلوها في غرفة في قسم المرضى النفسيين , وبما أنها مستشفى حكومي منعوا وجود أي مرافق لأزهار ..
رجعت العنود للبيت بقلب كسير وهناك لقيت أمها والهنوف والبندري بانتظارها في الصالة , رمتهم بنظرة تعب وانهارت على الأرض وهي مغطية وجهها وتصيح من قلبها من عرفوا أخواتها من أبوهم اش صار فتحوا مناحة ليش أزهار منومة , دخل أحمد غرفة نومه وهو مهو عارف يواسي نفسه ولا بناته ولا زوجته ..
وفي المستشفى قعد عمر في كراسي الانتظار في المستشفى وهو يستنى الصباح يطلع عشان يزور أخته ..


***********************


الساعة 2 في الليل في نفس اليوم :
في فيلا أبو جاسم :


: عنووووووووووود ..
لفت العنود على الهنوف وقالت وهي تدق من جوالها : هنوف اهجدي , لازم نقوله على اللي صار , الحيوان مقفل جواله ..
قالت الهنوف : بس هذا رقم غريب ..
ضربت راس الهنوف وقالت وهي تضغط زر الاتصال : تراك صدعتي راسي , هذا الرقم اللي دق عليه ذاك اليوم على جوال أزهار , فاكرة ..
حطت الجوال على إذنها وانتظرت ..
طالع عدنان في الرقم الغريب وطالع في الوقت ورد : نعم ..
مارد عليه أحد لكنه كان سامع أصوات فسأل : مين معايا ؟؟
بعدت العنود الجوال وقالت بهمس : ما أعرف هذا مين ؟؟ اش أقول ؟؟
قالت الهنوف بهمس : أنا اش دراني , قلتلك لا تدقين لكنك ما سمعتي ..
انتفضت وقالت : صك الخط ..
قالت الهنوف بعصبية : أجل بيستنى حضرتك إلين تقررين تتكلمين ولا لا !!!
رجعت دقت الرقم وهي تقول : بأكلمه ويصير اللي يصير ..
أول مارد قال بعصبية : اذا بتسوي حركات استهبال لا عاد تتصل ..
قالت بهمس وهي تأشر بيدها لأختها يعني إلحقيني : السلام عليكم ..
انصدم عدنان من الصوت الناعم فقال بخشونة : خير ..
قطبت العنود حواجبها وقالت هالمرة بصوت واضح : ممكن أكلم جاسم ..
استغرب عدنان , مين اللي تتصل على جواله وتطلب جاسم , جا في باله ليلى ليه ما يدري , قال بخشونة أكثر : مين أقوله ؟؟
سألت بهمس للهنوف : مين أقوله ؟؟
قالت الهنوف بتريقة : قوليله أمه ..
: يا سخافتك ..
قالتها بهمس ورجعت قالت للرجال الغريب : قوله أخته ..
صك الخط في وجهها وهو حاس بدمه يفور من الغيض , يعني بتستهبل عليه ليلى هو ما حسب إنه جاسم يطلع له رقم جديد وهو ناوي يبدأ مرحلة جديدة ..
: الحيوااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان , صك الخط في وجهي , الزفففففففففففت ..
قالت الهنوف وهي تشوفها ترجع تدق وهي شوية وتكسر الجوال : العنود خلاااااص , بلاش مشاكل ..
أول مارد عدنان قال : شوفي لو عاد اتصلتي ..
صرخت فيه بعصبية تقاطعه : شوف انت يا أخخخخخخخخخ يا تعطيني جاسم دحين ولا والــلـــه أشتكيك له , عندنا مشكلة كبيرة في البيت ولازم أكلمه دحين , ما عندي رقم له إلا هذا الرقم , جواله مغلق ورقم البيت الزفففففت مشبك في الفاكس ..
طالع عدنان في جاسم اللي داخل الغرفة توه خارج من الحمام وهو لاف المنشفة على خصره , مد الجوال له وقال بهدوء : وحده معصبة شايلة طيران عبد القادر تبغاك ..
مسك جاسم الجوال وقال : نعم ........ عنود ..
وبعد الجوال عن إذنه على طول وصوت العنود خارج برى السماعه وهي تصرخ : مقفل جوالك ليه يا حمااااااااااااار , والدب اللي جنبك هذا ارفسه في بطنه , كم مرة قفل الخط في وجهي ؟؟ لي ساعة أدقدق على جوالك مـغـلـق, ياخي اتق الله , لو مات أبوية ولا أمي و انت قافل جوالك ؟؟..
بعد جاسم عن صاحبه وهو يقول من بين أسنانه : رخي صوتك الملعلع هذا ولا والله بأصك الخط في وجهك , أنا غيرت رقمي من زمان ما قفلت جوالي يا هبلة ..
انفجرت العنود تصيح بلا مقدمات وهي تقول : طيب ليش ما أعطيتني رقمك الجديــــــد ؟؟
انفجع من صياحها وسأل بخوف : عنود صار شي ؟؟؟
قام عدنان من مكتبه لمن سمع صوت صاحبه وطالع في وجهه المخطوف بتوتر ..
قالت من بين دموعها : أزهار قامت اليوم و ما عرفتنا وقامت تهلوس بكلمات غريبة مهي مفهومة وديناها المستشفى فخدروها ونوموها وأبوية ارتفع الضغط عنده ..
: لا تصيحين عشان أفهمك , متى صار هذا الشي ؟؟
دقتها الهنوف وقالت : لا تفجعينه ..
وسحبت منها الجوال وقالت : جاسم , كل شي هادي دحين لا تخاف , أبوية نايم وأزهار في المستشفى ..
قال وهو يفرك جبينه : متى صار هذا كله ؟؟ و فجأة كذا ؟؟ كان في مقدمات ؟؟..
قامت تشرح له عن الجلسات اللي كانت تروح لها في الفترة الأخيرة وحالة السرحان اللي صارت تصيبها باستمرار وختمت كلامها بحكاية عمر و اغماءتها واش صار بعدها ..
زفر وسأل وهو يطالع في عدنان : وتذكرت كل شي ؟؟..
قالت الهنوف : لا , على قولة الدكتور في حلقة مفقودة مسببة لها هالإضطرابات كلها و مو مخليتها تستعيد ذاكرتها كليا , أنا قلت لعنود مو لازم تقولين له لكنها أصرت ..
قال : لا زين اللي قولتولي , إذا استجد جديد بلغوني على طول , سجلي عندك رقمي ....... 055
سجلت الهنوف رقمه في جوالها وقالت : انتبه لنفسك ، مع السـ..
سحبت منها العنود الجوال وقالت وهي تمسح خشمها بطرف بلوزتها : آسفه على الصراخ والسب , و اعتذرلي من صاحبك الدب , ترى ما قصدي كنت معصبة ..
ضحك وقال : ما أقول غير الله يعين جوزك لا عصبتي ..
ضحكت وقالت : يلا مع السلامة , رصيدي بيخلص عليك يالمعفن ..
قال : طيب انقلعي ..
وصك الجوال ورجعه لعدنان وهو يزفر ويقول : آسفين على الإزعاج ..
قال عدنان بتريقة وهو يرجع لمكتبه : في أي وقت ؟؟
لبس ملابسه وهو يقول بسخرية : جهز الجزء الجديد من قصتك , البنت بدأت تستعيد ذاكرتها ..
تمالك عدنان فضوله وسأل وهو ماسك مسطرة الـ T ويسطر بها في مخطط المركز التجاري اللي طلبوا من كل مهندس في الشركة يرسم لهم كروكي له عشان يختارون أحسن مخطط : وليه تقولها بهالنبرة الساخرة ؟؟
تنهد جاسم وقال وهو ينسدح على سريره بإرهاق : لأني بصير زوج حقيقي بعد ما كنت أخ مزيف ..
سأل عدنان وهو منهمك بشغله : مو انت قايل من البداية إن الزواجه تحصيل حاصل , وضربت صدرك وقلت إنك ما انت متضرر سواء تزوجتها ولا لا , اش اللي صار دحين ؟؟
سكت طويييييييل بعدين قال الشي اللي كان مأرقه : ما أدري , كان الموضوع مرتب وعادي في البداية , بس مع الأيام وخاصة بعد أخوها ما طلع ما أدري اش بيصير , قصدي بيرضى أطلق أخته ولا بيعترض ..
حط عدنان مرسامه ومسطرته ولف بكل جسمه على صاحبه وقال : السؤال المفروض اللي ينطرح , انــت تبغى تطلقها ولا لا ؟؟
ساد صمت بعد السؤال هذا , وقام جاسم وجلس متربع فوق السرير وسأل : سواء كان جوابي نعم أو لا اش بتقول ؟؟..
قال بطريقة منطقية : شوف إذا بتطلقها هذا ما أحد بيلومك عليه , يعني هذا اتفاقك معاهم من البداية , حتى عمر ما يقدر يقول شي , وأنا ما أظن قلب أزهار بينكسر لأنها ما عاشت هالعلاقة يعني إبعد هذا الشي من بالك , وإذا جوابك لا هنا المشكلة .......
ولمن شاف انصات جاسم له كمل : قصدي أزهار نفسها بترضى تستمر معاك كزوجة ولا لا ..
صمت جاسم وعدم تعليقه خلاه يلف على شغله ويكمله بهدوء قطعه جاسم بعد قرابة النص ساعة وهو يقول : أرجح شي إني بأطلقها عشان أفتك من المشاكل ..




***********************




الساعة السابعة صباح يوم الأحد 2 / 4 / 1427 هـ :
في مستشفى الملك فهد عنبر المرضى النفسيين :

فتحت أزهار عيونها ببطء وهي ترمش بسبب الضوء الغريب اللي يغمرها , يولع شوية ويتلاشى ويرجع يولع , وصلها صوت صفير متقطع ممزوج بصوت صراخ غريب وهمهمة مزعجة وصوت نسائي حاد : هزا مريز مافي نوووووم دكتور , كله سويه هااااااااااهاااااااااااا..
: أعطية إبرة منوم ..
اكتشفت إن النور اللي جهرها مجرد لمبة صغيرة على طرف جهاز كله أزرار , كانت تبغى تلف لكن جسمها ماطاوعها , حست نفسها صخرة مايتحرك فيها إلا عيونها , كانت تبغى تشوف من هذا اللي وراها واللي تحسه يهمهم في أذنها
غمضت عيونها اللي ماقدرت تثبتها أكثر وغاصت في سوااااد كبيييير , شوية شوية السواد هذا بدأ يتلون للون أزرق مخضر وسماوي وأبيض وأصفر ...
فتحت عيونها وشهقت لمن لقيت نفسها لسه وسط البحر وهي طافية بسبب سترة النجاة , كانت تحس وسطها يعورها بسبب عدم ارتكاز رجولها على سطح صلب لفترة طويلة , وبسبب السترة كان من الصعب إنها تنسدح على ظهرها وتسترخي , كانت في أصوات حوالينها ورجة لكنها أول ما طالعت في ساعتها , لاحقة تشوف الهم اللي هي فيه , كانت مهي متأكدة من صحة ساعتها بسبب التكثف اللي على سطحها الداخلي بسبب نقاط الموية اللي نفذت لها , الأصوات كانت تتزايد بشكل غريب و تعلى , مسحت السطح بأصابع بيضا مجعده وطقطقت عليها إلين قدرت تلمح إنها في الظهر , لكن في أي يوم , النوم المتقطع والصحيان بسبب الجوع والعطش والنوم مرة ثانية ما خلاها تحس هي في أي يوم , كان الشي الوحيد اللي يحسسها بالأمان لمن تلقى إنها في وقت صلاة فتتوضأ وتصلي , سمعت أصوات حادة تخترق الضوضاء ممزوجة بصراخ وعويل وصوت تخبيط على الموية , طالعت تدور عن الجماعة اللي كانوا معاها آخر مرة وقبل ما تلف وراها نحو الرجة يد مسكت كتفها , صرخت بخوف وهي تسبح وتحاول تتملص منه ..
: أزهااااار ..
الصوت اللي نطق اسمها خلاها تتجمد وتلف بحماس صرخت وهي تضمه : عماااااااااار , ما أصدق عمااااااااااااار ..
تأوه بألم وقال : الحمد لله , انتي حية ..
بعدت عنه وطالعت في وجهه كان شااااااااحب وهو راص بيده اليمين عضده اليسار اللي الدم ينزل منه ويسوي بركة ملونه على سطح الموية , شهقت وقالت : عمار يدك ..
قال بصوت تعبان : دوبي انجرحت لمن انقلب القارب اللي كنت فيه ..
شهقت وقالت : دوبك , قارب ..
وانتبهت تو للناس والخليقة اللي تحاول تسبح واللي يدور على شخص كان معاه , ضمت عمار بقوة وهي تهمس : وين كنت ؟؟ خليتوني لوحدي , كنت بأنجن ..
غمض عيونه بألم وهو يسمع عبارة خليتوني لوحدي , ضمها وهو يئن غصب عنه , بعدت عنه وقالت بخوف : عموري يدك ..
قال وهو يبتسم : ما عليك هو بسيط بس شكله بسبب الموية مو راضي يوقف نزف , عرفتك من بعيد , ما شاء الله متحجبة ..
كانت تقرأ في عيونه شي غريب , مسح على راسها اللي ما نزلت الطرحة عنه وسأل : كيف مر عليك الأمس ؟؟
قالت باستنكار : هو الأمس بس , من غرقنا وأنا بموت خوف و جيعانة وعطشانة كمان ..
سكت , ما كان يبغى ينبهها إنهم دوبهم ظهر الجمعة ولسه ما كملوا 14 ساعة من غرقت السفينة , كان جرحه يعوره وفوق هذا كله ملوحة البحر تحرقه وتحسسه بنار على طول ذراعه , أي قوارب هذه اللي يطلقون عليها قوارب نجاة , الحديد مصدي ومتآكل كان مستعد ينقز من القارب لمن لمحها من بعيد لكن الناس اللي كانوا معاها تدافعوا على القارب وسووا خلل في توازن القارب اللي انقلب بهم كلهم , يده انحشرت في مكان و ما حس إلا بسخونة غريبة في ذراعه قبل ما يغطس في الموية , حمد ربه إنه لابس سترة نجاة , ومن ارتفع سبح لأزهار اللي شهقت وفاقت من نومها ورغم كل هالضوضاء مالفت تشوف الرجة اللي وراها , ابتسم وسألها : قابلتي أمي ولا واحد من أخواني ؟؟
ما قدرت تقوله أمي وعمر غرقوا , سألته عشان تتفادى الإجابة : إنت ما شفتهم ؟؟ ما شفت عمير؟؟ انت رحت تدور عليه صح ؟؟
قال وهو يلف عيونه عنها : إن شاء الله إنهم في واحد من القوارب أو في مكان وصلته النجدة ..
قبل مايحول عيونه عنها قرت فيها ألم غريييييب , هزت راسها بإيوه وهي تحس بألم فضيع بداخلها وهمست : إن شاء الله ..
مسحت على لحيته وقالت بحب : المهم إنك عندي هنا ..
رجعت لعيونه نظرة غريبة مختلفة وهو يقول بهدوء : أهم شي أبغاك قوية ومؤمنة بقضاء الله وقدره , زهورتي , ترى الدنيا معبر ولازم تنتهي يوم والدار الحقيقة هي الآخرة اللي فيها الخلود ..
حست بخوف من كلماته فقالت : عارفة مو لازم تقولي ..
قال بصوت حازم مناقض للحنان اللي في عيونه : اسمعي مني , إذا افترقنا في الدنيا الجنة موعدنا إن شاء الله ..
بدأت دموعها تنزل , ليش تحسه قاعد يودعها ؟؟ ليش يحسسها بهالشعور وهي الخايفة اللي ما صدقت تقابله ؟؟ قال برباطة جأش عجيبة : حبيبتي احنا في عرض البحر ولازم تكون فيه كائنات مهي زي الموجودة على الشاطي زي القروش وغيرها , ومعروف إنه سمك القرش يشم ريحة الدم من آلاف الكيلو مترات ...
صرخت وهي تطالع في يده : لااااااااااا ..
قال بحزم : أزهار , المؤمن ما يخاف الموت , أبغاك تكونين قوية إذا صار لي شي , أبغى البنت اللي ربيتها على الإيمان تتسلح بإيمانها في المصايب , الله يثبت الإنسان المؤمن الحق عند المصيبة ويربط على قلبه ..
ضمته وهي تقول : لاااااااااا ما حيصير لك شي , أنا متأكدة ما حيصير لك شي , عمااااااار , عمار إذا مت أنا راح أموت , والله راح أموت ..
استغفر وضمها بيده السليمة وهو يحس قلبه يتقطع من جوة على أخته اليتيمة , ضمممممها وقال بحنان : ما راح تموتين إذا ربي كاتب لك حياة , محد يموت قبل يومه , وأنا عارف إنك بتكونين قوية ..
قالت وهي تبكي وتلف يدينها حولينه وتضمه لها أكثر وهي مقهورة من سترهم اللي ما خلتها تحس بحضنه : لا ماني قوية , عمار خلاص ما أبغى أسمع أكثر ..
قال : أزهار , أبغاك توعديني إنك تكملين حفظ القرآن ..
ولمن ما جاوبته بعدها عنه وهو يقول : أوعديني ..
رفعت وجهها وطالعت فيه , كانت ثانية وحده بس اللي شافت فيها وجهه الحازم المبتسم قبل ما يطلع بوز غريب يلمع من يساره ويسحبه بسرعة رهيبة لداخل البحر , حاولت تستوعب اللي صار ما قدرت , صرخت بطول صوتها : عمااااااااااااااااااااار..
تعالت صرخات الناس اللي حولينها وشقت عنان السماء , قامت زي المجنونة تفك سترتها عشان تغطس وراه , السترة اللي كانت حاضنتها انفتحت فجأة فغطست جوة الموية بلا هدى بسبب المفاجأة , أكتافها الدافية من أشعة الشمس حست جلدها ينكمش من برودة الموية ..
رفعت راسها للسطح وهي تشهق , سمعت صوت صراخ الناس ورجتهم وهو يحاولون يشردون من هالمكان , لكن عيونها تركزت على عمار اللي شافته بعيد عنها شوية وهو يصرخ بوجع ينادي ربه وهو حاط كفه على كتفه اللي ما عاد لذراعها وجود , صرخت وهي تسبح له : عمااااااااااااااااااار ..
صرخ فيها : لا تجين يا مجنونة ..
وانسحب مرة ثانية , لكن هالمرة شافت البوز الغريب بوضوح , شافت الفكين بأسنانها الحادة المتراصة مع بعضها اللي لمعت تحت أشعة الشمس وهي تطبق بكل قوتها على خصر عمار اللي صرخ صرخة زلزلت أعماقها وخلتها توقف في مكانها وهي مبلمة وعيونها مثبته على النقطة اللي غاب فيها أخوها ...
حاول عمار يتملص من فك القرش اللي أسنانه مغروزه في بطنه وظهره لكن اش حيلته بيد وحده , خرجت أنفاسه اللي ما قدر يحجزها أكثر , ما آلمه شي زي ما آلمه عدم قدرته على نطق الشهادة بصوت عالي لكنها كانت ترن في باله ملايين المرات وهو يدعي إنه ربي يكتبه شهيد ويبعثه يوم القيامة شهيد ..
انتبهت من جمودها لمن طفى جسم عمار مرة ثانية , صرخت بفرحة : عمااااار ..
وسبحت له رغم محاولة بعضهم إنهم يمنعونها , و تصنمت وهي تشوفه , جزء علوي بلا أرجل , عيون شاخصة و يد وحده , صدرها حسته بيتفجر من اللي جوتها , لمسته بتردد , غمضت عيونه وضمته لصدرها وهي تتذكر آخر كلماته : إنا لله وإنا إليه راجعون , إنا لله وإنا إليه راجعون ..
جلست ترددها عشان تصبر نفسها وهي تحاول تتذكر كم مسجد أمه , كم خطبة جمعة ألقاها , كم ليلة قامها , كم عمرة اعتمرها , كم طالب حفظه القرآن , كم قبلة طبعها على جبين أمه الأرملة , كم بسمة رسمها على شفاه أخته اليتيمة , كم يوم إثنين وخميس صامهم , ضمته أكثر و صرخت ودموعها تنزل مالحة أكثر من ملوحة البحر اللي هم في : لاااااااااااااااااااااااا , عمااااااااااااااااااااااااار , لاااااااااااااااااااااااااااااااا , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
صرخت وهي متشبثة ببقايا أخوها وصرخت و صرخت وصرخت ...
فتحت عيونها فجأة وهي تشهق , لقيت الزر الصغير مازال يضيء ويتلاشى بلا كلل , طالعت في المحلول المغروز في ذراعها , انقلبت على جنبها اليمين بعد ما بعدت يدها عنها عشان مايتحرك المحلول , غطت وجهها بيدها اليسار وقبضت على المخدة وعصرتها وهي تدفن وجهها فيها و رصت شفايفها اللي ارتجفت بقوووووة , حست بنفس شعورها أول ما شافته , أول ما شافت أخوها الكبير اللي بالنسبة لها الأب الحنون والصديق المخلص والأخ الناصح , شهقت من كثر مهي كاتمة بكاها شهقة قوية وانفجرت بعدها تصيح وهي تصرخ من أعماقها : أنا ماني قوية ياعمااااااااااار, ماني قوية زيــك , آآآآآآآآآآآآآآآآه ...
ما حست كم مر من الوقت مابين صراخها وبين تهدئة الممرضات وبين اليدين اللي ضمتها بقوة وصاحبها يقول : زهورة خلاص , أنا هنا جنبك ..
الصوت الحنون المألوف , النبرة الخايفة , الصدر الدافي حتى الريحة كانت نفسها , قالت من بين دموعها وهي تضمه : مااااااااااااااااااااات يا عمر , عماااااااااااار مااااااااااااات , مات قدام عيوني , و ما قدرت أسوي له شي ..
قال بشجاعة وهو يمسح شعرها : أنا أمي ماتت بين يديني و ما قدرت أسوي شي , ناسية ؟؟ ليش ما سويت زيك ؟؟ لأني عارف إن البكاء ما بيرد ميت , لو بيرد البكى أحد كان رد الرسول للصحابة ..
صرخت بحرقه وهي تدفه بعيد عنها : أكـــله القررررررررررش , أكل عمااااااااااااااااااااار , أكل يده و رجوله , أكله والله أكله ..
ضمها بقوة رغم كل مقاوماتها وهو يقول : عارف , عارف ..
صرخت وهي ترفع راسها : ماااااااااااااااااااااااااااااااات , عمااااااااااااااااار مااااااااااااات , ماما مااااااااااااااااااتت , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
ضمها وهو يقول بحزم : قولي إنا لله وإنا إليه راجعون ..
صرخت من أعماقها وهي تحس روحها بتخرج من جسدها , شدها أكثر وصرخ : لله ما أعطى ولله ما أخذ , أزهار وين إيمانك , قولي إنا لله وإنا إليه راجعون ..
كلماته ذكرتها بذيك اللحظة اللي غرقت فيها أمها وصرخ فيها بنفس الكلمات لدرجة حست ببرودة موية البحر حولينها وبحركة أمواجه , سمعت صراخ الناس وبكى الأطفال , صرخت من أعماقها : إنا لـــــــله وإنا إليه راجعووووووون , إناااااااااااا لــــــــــله وإنا إليه راجعووووون..
أشر مطلق للمرضة اللي ماسكة إبرة وصرفها ووقف عند راس السرير , دوبه عرف سبب دموعها وسبب حجب عقلها لهالذكرى حس بانقباض لمن تذكر صور عمار المرفقة بملفها , وقف صاااامت وهو يشاهد المنظر , وابتسم وهو يتأمل عمر اللي احتواها بين يدينه وهو شوية و يدخلها داخل قفصه وكل شوية يمسد على شعرها ويسلم على راسها , كان شبيه بدكتور نفسي وهو يكلم أخته عشان يصبرها ..
قال عمر وهو يطبطب على ظهرها بعد ما حس إنها بدأت تهدأ : حبيبتي انتي عارفه إننا لقيناه ..
رفعت راسها ومسحت دموعها وهي تقول بلهفة : والله ؟؟ لقيتوه ..
قال بصوت حنون وهو يبعد خصلات شعرها : وغسلناه هو وأمي بسدر وكافور وكفناهم وصلينا عليهم وعلى عمير ودفناهم جنب بعض ..
تجنب إنه يقولها إنه صلاتهم على عمير كانت غيبية , غطت وجهها لمن سمعت اسم عمير وصاحت بصمت , صاحت الأم والأخ الأب بالنسبة لها والأخ الابن , لكنها في أعماقها حست براحة إنهم صلوا عليهم ودفنوهم , بالذات عمار حتى لو كان بقاياه , أحسن من إنه يكون في بطن القرش ..
رص مطلق على كتف عمر وهمس له بابتسامة : قلت اللي كنت بأقوله وأكثر ..
شد عمر على يده من دون ما يلف عليه ورص عليها بقوة كإنه يشكي له الألم اللي حابسه بداخله , مد مطلق يده الثانية وطبطب على يد عمر بتفهم ...


**************************

اسير الصمت
09-06-2012, 02:29 PM
الفصل السابع : أين أنتي ؟؟..

كنت أصرخ بها بعالي الصوت .... أين أنتي ؟؟
كنت أستنزف كل طاقاتي وأنا أسألها .... أين أنتي ؟؟
جاهدت وحاولت ..
ثم تجاهلت وتناسيت ..
.
.
.
ذاكرتي ...
لماذا غادرتني ؟؟
لماذا ارتديتي عباءة سوداء لتحتجبي عني ؟؟
لماذا ؟؟
أكان ما مر بي شيئا فوق احتمالك ..
أكبر من طاقات استيعابك ..
أم أنني أنهكتك بأفكاري ..
بأحلامي التي تجاوز الخيال ..
.
.
.
ذاكرتي ..
ها قد عدتي بعد طول غياب ..
بعد أن تركتني متخبطة وسط الظلام ..
سأستعيد أخيرا هويتي ..
سأتذكر ماضي وأحلام مستقبلي ..
سأكون أنا من جديد ..
آآآه كم افتقدت ذاتي ..
ولكن هل تعلمين !!!!
.
.
.
ليتك ما عدت ..
ليت ظللت متوارية بداخلي ..
لا أعلم أي الشعورين أكثر إيلاما ؟؟
الخوف أو الوجع ..
كنت خاااااائفة من المجهول ..
وها أنا الآن أتوجع من اللا مجهول ..
الحيرة أم الحسرة ..
كنت حائرة وأنا أبحث عن ذاتي ..
وها أنا الآن أتحسر على الماضي ..
.
.
.
أحلامي الجميلة
أمي
عمار
عمير
يا كل الغرقى
إلى رحمة الله والله المستعان ..

اسير الصمت
09-06-2012, 02:34 PM
مساء يوم الأحد 2 / 4 / 1427 هـ:
في المستشفى :

~ اش صار ؟؟ أنا ليه ماني قادرة أفتح عيوني ؟؟ في أصوات غريبة , أنا فين ؟؟ أفتكر كان فيه عمر والدكتور مطلق , بس ..... ~ فتحت عيونها على صوت غريب حسته عاااااااالي , كانت الرؤية ضبابية قدامها ويسودها لون أبيض , غمضت عيونها وفتحتها مرة ثانية وابتسمت لمن ميزته , شافته داخل و شايل باقة ورد كبيرة , قالت بصوت خامل بسبب المخدر اللي توها فاقت منه : هذا الورد لمين ؟؟
: صح النووووووووووم , هذا الورد لأحلى زهرة ..
: حبيبي شوفتك عندي بالدنيا كلها , ما يحتاج هالورد كله ..
حط الباقة في حضنها و دنق وسلم على جبينها , ضحكت وقالت وهي ودها تضربه بأطراف أصابيعها لكن جسمها ما ساعدها : عمور حسستني كإني عجوز ..
جلس على السرير جنبها ومسك يدها اليمين ورصها وهو يقول بابتسامة واسعة : ولو جدة أزهار , لازم نسلم على راسك لزوم الاحترام ..
ريحت راسها المثقل بالأفكار العائمة على المخدة وهي تغمض عينها وتقول بمرح : عشنا وشفنا , أول كنت أقولك احترمني أنا أكبر تقولي وأنا رجال يعني انتي تحترميني ..
قام وضرب طرف راسها بخفة وهو يقول : و انت ما بدأتي تتذكرين إلا الأشياء السيئة يعني ..
فتحت عيونها بإجهاد وطالعت فيه بصمت , رص على يدها وهو يبتسم لها ابتسامة واااااسعة مليئة بالتفاؤل وهو يفكر بصباح اليوم وكيف إنها من بعد ما استعادت الحلقة المفقودة أصر مطلق ينومها رغم توسلاتها إنها ما تتخدر , لكن لمصلحتها أصر إنها ما تجهد نفسها بالتفكير لأنها لو ظلت صاحية بتستمر في التفكير في كل شي , توسلته إنه يخلي عمر عندها وحلفت عمر إنه ما يبعد عن سريرها دقيقة , إلى الآن يتذكر كفينها الصغيرة مقارنة بيدينه وهي ترص عليه بقوة وهي تقول من بين دموعها : لا تروح عني , خليك جنبي , عمر لا تروح عني ...
كان قلبه يتقطع من جوة وهو يلوم نفسه على الحال اللي وصلت لها أخته , خرجه من عمق أفكاره دق الباب اللي دخلت منه الممرضة تعلن دخول مطلق , أزهار من كثر تعبها وخمولها ما قدرت تتحرك و تغطي راسها لكن عمر مسك طرحتها ولفها لها , دخل مطلق وهو يقول بابتسامة : السلااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته , كيف مريضتنا اليوم ؟؟
وراح للسرير وضغط الزر اللي يرفع الظهر عشان تصير جالسة , اكتفت أزهار بهزة خفيفة من راسها دلالة إنها طيبة , سحب كرسي دائري بلا ظهر وجلس عليه وقال وهو يطالع في الكشف : ما شاء الله نمتي أكثر من المتوقع يا أزهار ..
قال عمر اللي واقف جنب السرير وهو يحط يده على كتفها : هي من يومها نومها كثير ..
كان ودها تستنكر كلامه تضربه , لكن جسمها ما ساعدها كانت تحس نفسها
ثقييييييييييلة , خرج اسطوانة معدنية نحيفة من جيبه وحرك الكرسي وراح لنهاية السرير وقال وهو يمسك رجلها : كيف حال صداعك الآن ؟؟
ومرر الاسطوانة في باطن رجلها اللي انكمشت وهي تبعدها , قالت بهمس : ما أحس صداع بس أحسه ثقيل ..
مررها على رجلها الثانية وقال : عادي , هذا تأثير المخدر , شوية ويروح ..
ورجع بالكرسي لجنبها وحط سبابته والوسطى في باطن يدها وقال : رصي أصابعي بكل قوتك ..
كانت رصتها خفيفة , قال بحزم : أزهااااااار هذي كل قوتك , قلت بقوة ..
و ابتسم لم حس بقبضتها الضعيفة ترص أصابيعه بخفة وقال مشجع : إيوه كذا ..
كتب ملاحظات في ملفها وناوله للممرضة اللي علقته على طرف السرير وراحت تجيب جهاز الضغط , قاس ضغطها ودرجة حرارتها وفحص قراءات أجهزتها بصمت , طاااااااالعت فيه أزهار , كانت عارفة إنه يحاول يؤجل الكلام الجامد أكبر قدر ممكن , ابتسمت بتعب وسألت : دكتور , كم مر علي وأنا فاقدة الذاكرة ؟؟...
ساد صمت على المكان , تبادل عمر مع مطلق نظرات قلق صامته , قطعه مطلق وهو يبعد نظراته عن عمر و يقول بهدوء : بالضبط بالضبط , 86 يوم , ثلاثة أشهر إلا أربعة أيام ..
~ يا ااااااااااااارب رحمتك ~ رفعت يدها ورصت كف عمر اللي على كتفها وهي تسأل بهمس : و شي طبيعي إني ما أتذكر بالتفاصيل الفترة السابقة اللي مرت بي وأنا فاقدة الذاكرة ؟؟ ..
حرك كرسيه وقرب منها أكثر وسأل وهو يطاااالع فيها : انت اش متذكرة بالضبط من حياتك السابقة ؟؟
هزت أكتافها بحيرة وقالت : متذكرة أشياء بسيطة بس أحسها كإنها صارت من سنين مو قبل كم يوم ..
سألها بهدوء : مين تتذكرين من الناس اللي مروا عليك ؟؟..
غمضت عيونها شوية بعدين فتحتها وقالت : كلهم , بس أكثرهم العنود , أحسها عالقة بذاكرتي أكثر ..
ابتسم وقال : أهو انتي تتذكرين , هذا شي زين , لكن حاليا أبغاك ترتاحين ..
وقام من الكرسي , ولمن شافت في عيونه عدم رغبته بمساعدتها بتذكر اللي صار قالت تناديه : دكتور مطلق ..
لأول مرة يسمعها تنطق اسمه , رغم عنه حس بشعور عميق بداخله , رجع جلس وقال بهدوء : نعم ..
قالت بصوت ثابت عميق : أبغى أعرف كل شي ..
وقبل ما يتكلم قالت بحزم : تعبت من اللاوعي , تعبت من انعدام التفكير والتركيز بداخلي , أبغى أعرف كل شي بالتفصيل ..
كان بيرفض لكن نظرتها الواثقة خلته يزفر وهو يمد اصباعينه لها وهو يقول : رصي أصابعي ..
لمن حس قوتها عرف إنها تخلصت من آخر بقايا المخدر في دمها , سحبت يدها وهي تطالع فيه بحزم , تبادل نظرة طويلة مع عمر ورجع طالع في أزهار وقال : انتي متذكرة العبارة واللي صار فيها طبعا ..
~ العبارة , الحريق , خروج عمير , ميلان السفينة , غرق أمها واختفاء عمر , السباحة لوحدها لساعاااااااات , عمار وسمك القرش ~ كل هالأفكار تتالت عليها كإنها فلاشات تومض داخل زوايا عقلها , هزت راسها وهي ترص على يد عمر اللي ضغط كتفها أكثر كإنه يثبت لها إنه هنا , تابع كلامه : كنتي من ضمن مجموعة ناس لقيناهم على شواطئ جزيرة النعمان , لكن المشكلة إنك كنت وقتها فاقدة للذاكرة نهائيا , ما كنت متذكرة انتي مين ولا أهلك مين وحتى اسمك وفي أي زمن ما كنت متذكرته ..
كانت قوية ظاهريا لكن عيونها اللي كانت ترمش بسرعة دلته على انفعالاتها اللي حاولت تخفيها , كان يسرد لها الوقائع بأبسط طريقة ممكنة وإعجابه بصلابتها وقوتها يزيــــد بداخله , ما قاطعته ولا طلبت منه يوقف عشان تفكر , كانت تستمع بإنصات وأقصى شي كانت تقوم به هو الرمش بعيونها أو بلع ريقها , سكت شوية غصب عنه وبعدين قال الشي اللي أجله لآآآآآآخر الشرح : والحل لهالوضع اللي كنت فيه كان تزويجك بجاسم ولد أحمد الكبير ..
صرخت بداخلها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ~ وعقلها العائم بمحاولات مستميته للربط بين الفترتين اللي عاشتها بازدواجية غصب عنه استعاد منظر الصور اللي في الجوال و منظر عيونه المتوحشة قبل ما ينزل العقال من راسه , اسودت عيونها وتغير لونها بسبب الكآبة اللي صابتها لكنها غمضتها بسرعة عشان تخفيها عن مطلق اللي سكت أول ما شاف رد فعلها , دنق عليها عمر بخوف أول ما لاحظ الصمت السائد وقال بتوتر : أزهار ..
فتحت عيونها وهمست لأول مرة من بدأ يشرح لها اش صار : صدقني يا عمر موت أمي وأخواني أصعب مليووووووووون مرة من زواج زي كذا ..
شهق عمر ومطلق بصدمة لمن تفجرت دموعها وبدأت تنزل بلا مقدمات زي الشلال على وجهها , شهقت بقوة وغطت وجهها بيدينها وهي تحس رئتينها بتتفجر من كثر الضيق اللي حاسته , ضمها عمر وهو يقول بخوف : أزهار حبيبتي لا تصيحين ...
بعدته على طول وهي تقول بصوت مخنوق : لا تخاف ما فيني شي , والله ما فيني شي , هذا من التعب بس ..
ولمن شافت مطلق يأشر للممرضة على الإبرة قالت بحزم : ما أبغى الإبرة ..
ومسحت دموعها وقالت بثبات : ما فيني شي , مجرد تعب والنوم مو حل له ..
ناولها عمر مناديل أخذتها منه ومسحت بها عيونها وخدودها وهي تقول : كمل يا دكتور ..
تردد وهو يشوف حالتها , طالعت فيه بعزم وقالت : رجاء تكمل ..
ابتسم وهو يسمع نبرة العزم و همس بصوت حنون : أزهار , أمك ماتت قدام عيونك , عمار مات , أكله القرش , عمير مات , فقدت ذاكرتك , تزوجك واحد ما تعرفينه ولا يعرفك , عشتي مع ناس ما تعرفينهم و انتي تحسبينهم أهلك ودحين , صحيتي و بدأتي تعيشين الألم من أول وجديد ..
وكمل وهو يحط يده على كفها اللي قابضة على اللحاف : صيحي بصوت عالي , محد يلومك ..
بدأ صدرها يعلو ويهبط بسرعة وأنفاسها صارت مسموعة من قوتها , رفت بعيونها اللي تلصقت رموشها من الدموع اللي بدأت تطفر منها وسحبت يدها من تحت كفه وغطت بها وجهها وهي تنتحب من قلبها , كان مع صوت بكاها أنين مؤلم وأزيز محرق لصدرها , قام مطلق ووقف بعيد عن السرير و جلس عمر على السرير جنبها و همس بحب وعطف : الصبر يا زهرة , الصبر ..
و لف ذراعينه حولينها وضمها بصمت , سندت جبينها على كتفه الدافي وهي تحس بألم فضيــــــــع يفتك بكل خلية من خلاياها , إلى متى استمر بكاها !! إلى متى ظل عمر
معها !! متى فقدت إحساسها بالزمن !! ما تدري , كل اللي كان يدور في داخلها ذاك الوقت هو ذكرياااااااااااااااااااااااااااات مؤلمة ممزقة لروحها ..


***********************



العصر في فيلا أبو جاسم :

: يا سلااااااااااااااااااام ..
زفر أحمد وقال وهو يبعد جريدته : عنود تراك صدعتي راسي ..
حطت العنود يدينها على خصرها وقالت : ليش بتروح انت وأمي لها وأنا لاااا..
زفرت الهنوف وقالت بطفش : يالله تطولك يا روح ..
وقالت البندري وهي تأشر على راسها : انت غبية ولا تتغابين , قالك أبويه الدكتور قال بصريح العبارة ممنووووووووووع الزيارة إلا للي تطلبهم أزهار شخصيا ..
ضربت الأرض برجلها وقالت : بروح يعني بروح , لو أقعد في غرفة الإنتظار ..
قالت أمها اللي جاية من المطبخ وهي شايلة شنطة رحلات عبتها أكل : والله الحومة , بس بتطقين عباتك وتخرجين ..
رمت نفسها جالسة على الكنبة وقالت : والله لا أوريها الدببببببببب أزهار , ليش ما قالت أبغى العنود , الخاااااااااااينة ..
طبق أبوها الجريدة وقام وهو يقول : يلا أم جاسم ..
قالت هدى وهي تلبس عبايتها : يلا , سوناردي في السيارة ..
جات سيتي وشالت الشنطة لزوجها , نطت العنود و مسكت طرف عباية أمها وقالت وهي تمشي وراها وتزفها زي العروسة : أمي اللي يخليك , انت تمونين على أبو جاسم , تكفيييييييييين قوليله خذ العنود , واللي يرحم الأم الحلوة اللي عقبتك ..
قالت هدى وهي تزفر وتسحب عبايتها : عنيدي لا تقعدين تدهنين سيري تراك أكلتي مخي برجتك , الدكتور قال أنا وأبوك بس ..
بعد ما دخلت سيتي و انصك الباب , حكت العنود شعرها من القهر وضربت الجدار برجلها , سلمت البندري على يدها وجه وقفا وهي تقول : الحمد لله والشكر على نعمة العقل ..
قالت سيتي وهي تشوف الشخطة السوداء اللي في البوية من أثر صندل العنود : أنووود اس هدا , سوفي كيف جدااااااار..
قالت العنود : مدينة مني ناقصتك ..
قالت الهنوف باستنكار : عنووووود ..
راحت سيتي المطبخ وهي تقول : اسم سيتي مو مدينه , اس هدا أنود سوا سوا بزورة ؟؟
قهقهت البندري من قلب وهي تقول : بزره كاكاكاك , يا مهزأة , حتى الشغالة تهزئك ..
قالت العنود وهي تجلس قبالهم : هاهاها , ما يضحك ..
ورجعت قالت بقهر : يعني انتم ما انتم متحمسات زيي لشوفة أزهار بعد ما استعادت ذاكرتها ؟؟
سكتت البندري وقالت الهنوف بتوتر : هو مو حكاية محنا متحمسات , عنود أزهار رجعت لها ذاكرتها , يعني صارت تعرف إحنا مين وإننا محنا أخواتها , ما ندري اش بتكون ردة فعلها وتصرفها الجديد معانا , متذكرتنا أصلا ولا لا ؟؟ بتتقبلنا زي أول ومن جديد ولا لا ؟؟ بتحبنا زي أول ولا بتكرهنا على الكذبة اللي صارت واللي عيشناها فيها ؟؟ بعدين احتمال كبيـــر إنها تتركنا وترجع حياتنا زي أول , هي أكيد تبغى تروح تسكن مع أخوها عمر , ما أظنها بتسيبه لوحده , يعني في تعقيدات كبييييييييرة ما أحد يعرف بدايتها ونهايتها ..
ولمن شافتهم ساكتين بوجوم سألت : ما فكرتم اش ردة فعلها لمن تدري إنه جاسم اللي مد يده عليها هو زوجها اللي حــــي الله موقع على عقد زواجهم بالغصيبة عشان تقابل أبوية لا غير ؟؟..
قالت البندري وهي تحط يدها موضع قلبها : بنات قلبي يعورني ..
قالت العنود وهي تحط يدها على بطنها : مغص , مغص , حمااااااام ..
وراحت جري على الحمام , زفرت الهنوف وقالت : النوم جفى عيوني من خرجت أزهار من هنا من كثر التفكير في كل هالمواضيع ..


**********************


طالع مطلق فيها وقال بحرص : متأكده من هالخطوة يا أزهار ..
شاف الإبتسامة في عيونها من ورى نقابها وهي تقول بصوت واضح النبرات : متأكدة , خليهم يدخلون ..
قال من دون ما يتحرك للباب : أنا بصفتي طبيبك أنصحك ما تستعجلين الأمور , يبغالك راحة وتفكير أكثر ..
قالت بهدوء : فكرت بما يكفي ..
سأل وهو يحس بانقباض غريب في قلبه : وجاسم ؟؟
مجرد نطق اسمه أثار مشاعر مختلطة بداخلها لكنها قالت بثبات : لسه ما فكرت بهالموضوع , أنا قلت لكم يا دكتور إنه وفاة الناس اللي أحبهم أكبر من إني أفكر بأي شي ثاني ..
أشر للممرضة تفتح الباب وهو يتحرك من مكانه خارج وهو يقول : إذا حسيتي بأي تعب أو شي قولي للممرضة على طول ..
شكرته في أعماقها مية مرة وهي تراقبه وهو خارج , من صحيت من النوم اللي نامته بعد بكاءها الطويـــــــل جلست تفكر في أشياء كثيييييييرة من ضمنها حياتها السابقة مع أهلها وحياتها الجديدة بدونهم وحياتها الغريبة المبهمة الأجزاء مابين هذي الحياتين , كانت أكبر صدمة واجهتها في الموضوع كله كون جاسم زوجها وفوق هذا كونه تزوجها عشان شي واحد بس , يعني بالمختصر شفقان ومتحسن عليها كمان , لمن نحت تفكيرها عنهم اليوم صباحا بعد تفكير عميــــــــق , اتصلت على أول رقم جا في بالها , بيت (( مشاعل )) تساءلت كثير اش صار لها ؟؟ أكيد إنها متزوجة الآن من فوق الشهرين !! يا ترى تساءلت عن سبب غيابها ؟؟ قرت في الجريدة خبرهم وأسماؤهم ولا لا ؟؟ دقت رقم البيت فوق العشر مرات لكن لا مجيب , تذكرت إنها تنزل الديرة في الإجازة , لكن هي ما عندها رقمهم هناك ولا هي حافظة رقم جوالها , من يومها عندها مشكلة في الحفظ , حتى اسم جدها ما تعرفه عشان تسأل في الاستعلامات عن أي رقم لأبوها في الباحة أو لواحد من أخوانها هنا في جدة بسبب تشابه الأسماء , انقطعت أفكارها لمن دخل أحمد وهدى وراه بتردد , قامت من سريها وفردت يدينها على آخرها وهي تقول بصوت مخنوق : ماما ..
ضمتها هدى بقووووة وهي تصيح من الفرحة وتقول : حمد لله على سلامتك يا أزهار , والله قلبي رد لي يوم ناديتيني ماما ..
سلمت أزهار على يدها وراسها وحضنتها مرة ثانية وهي تقول بصدق : الله لا يحرمني منكم ..
ولفت على أحمد وتقدمت منه بحيا وضمته وهي تهمس : جزااااك الله خير ..
سلم عليها بمحبة وضمها وهو يقول : واجب يا بنتي , ما سوينا شي ..
بعد أحضان ثانية وسؤال عن الحال وأكل الأكل اللي كله سمن وعسل , سحبت أزهار كرسي حطته قدام الكنبة اللي جالسين عليها وجلست وهي تقول بابتسامة : بابا , ماما في كلام ضروري لازم ينقال بس قبل هذا الكلام لازم تعرفون إني ممتنة من أعماق قلبي على اللي سويتوه ليه , والله الذي لا إله إلاهو إنه جميل لا يمكن أنساه لكم طول العمر , ولو سويت اللي سويته ما بأوفيكم جزء من اللي سويتوه ..
لمن جات هدى بتقاطعها حطت يدها اليمين على ركبتها وهي تكمل : لو تقولون اللي تقولونه وإنه واجب وشي مفروغ منه اللي سويتوه دين على رقبتي ليوم القيامة , حبيتوني و رعيتوني و عيشتوني كأني وحده من بناتكم , أكلتوني و لبستوني و شربتوني بدون أي تذمر وإن قلت إني حسيت للحظة إنكم طفشتم مني أنا كذابة , عالجتوني و مشيتوني و دلعتوني , وفوق هذا امتنعتم عن أشياء كثيرة عشاني , و سويتوا أشياء أكثر عشاني كمان ..
كانت تقول كلماتها وهي تنقل بصرها بينهم وعيونها تلمع بنظرة إمتنان عميقة , كملت بابتسامة : لدرجة زوجتوني ولدكم عشان ترعوني , الله يجعل كل عملكم في ميزان حسناتكم يا رب ..
و دنقت راسها وقالت بهمس : ويحز في نفسي إني ما حأرجع بعد المستشفى عندكم ..
شهقت هدى وقال أحمد : ليه يا أزهار , إحنا ..
رصت على يد هدى وحطت يدها الثانية على يد أحمد وقالت بثبات : الله يسعدكم لا تزعلون مني , أنا ما حأقطعكم أبد , صدقوني حأزوركم و حأتصل عليكم كل يوم عشان أطمن عليكم لكن لازم أروح لبيتنا , الوضع ما عاد هو زي أول , افهموني , أولا أنا أحتاج وقت أكون فيه لوحدي بعيدة عن كل شي عشان أفكر وأستوعب كل شي صار وطبعا أولهم وضعنا أنا و جاسم اللي لازم ينحل , أنا ناسية معظم اللي صار بعد فقدي للذاكرة واللي قبله كمان , أحس ذاتي متغيرة علي , ثانيا وهو الأهم عمور لوحده في البيت , وهو بحاجة لي أكثر مما أنا بحاجته , أنا على الأقل نسيت اللي صار وعشت فترة مع ناس وجماعة حوليني , صح ما كنت عارفة نفسي لكن على الأقل ما كنت متذكرة كل ألآمي وأحزاني وهو عاش لوحده وفي بيتنا كمان وسط الذكريات ..
كان في شي متغير في أزهار , هدى وأحمد لاحظوا هالشي من أول ما دخلوا , كلامها ونظراتها فيها شي والآن عرف أحمد اش هذا الشي , الثقة , أزهار لمن كانت فاقدة لذاكرتها كانت مترددة وفيها نظرة غريبة في عيونها لكن الآن كلامها هادئ واثق النبرات , نظراتها قوية , حتى حركات يدينها اختلفت , ابتسم أحمد وقال : أنا فاهمك يا بنتي , وإن شاء الله ينحل هذا كله ..
خرجت من تحت مخدتها ثلاث مظاريف وناولتها لهدى وهي تقول : هذي لهنوفه وعنيدي وبندوري , سلميلي عليهم كثير السلام واعتذري لي منهم , والله كان ودي أقابلهم لكن ..
اختنق صوتها لكنها بلعت ريقها بسرعة وهي تتذكر وعدها لنفسها إنها ما عاد تبكي أكثر مما بكت وكملت بثبات : إن شاء الله بأزورهم من يستقر الوضع وهم كمان لازم يزوروني ..
قامت هدى وحضنتها وهي تبكي بصمت , طبطبت أزهار على ظهرها وسلمت على راسها وهي تقول بحب : الله يجزاك خير , ما حسيت بفقد أمي وأنا عندك ..
ولفت على أحمد وحضنته وهي توصيه بأدويته وبهدى والبنات ..
ولمن خرجوا جلست على السرير وهي تفكر بعمق ..
: زهره ..
رفعت راسها وابتسمت لعمر وقالت : يلا البيت ..
طااااااالع فيها بعدين ابتسم وقال : نصلي المغرب ونمشي ..
دق مطلق اللي كان جالس في الممر طول الوقت الباب ودخل وهو يقول : خلاص ماشيين ..
ابتسم عمر وقال : المريضة مصرة , اش نسوي ؟؟
رد له مطلق الابتسامة وهو يقول : بعد إذنك يا عمر لي كلمة مع أزهار ..
راح عمر على جنب غير بعيد عنهم , قال مطلق وهو يطالع في الأرض : أزهار اعرفي إنه لكل طبيب مريض له تأثير وبصمة في حياته المهنية , و انتي بالنسبة لي هذا المريض , حسستيني بأهمية وظيفتي , قوتك وصبرك وشجاعتك زرع فيني الإيمان وخلتني أقبل على العمل بنفس راضية ومنشرحة , حبيت أشكرك على صنيعك هذا معاي ..
قالت بهمس وهي مكسووووفة من كلامه : أنا المفروض اللي أقول شكرا ..
ما يدري ليه حس إنه بيفتقد صوتها المريح , مسك زفرة كانت بتخرج منه وقال بهدوء : تشكريني على واجبي , محد يشكر على الواجب ..
قالت بثقة : ولو كان واجبك , لا يشكر الله من لا يشكر الناس ..
ابتسم ولف على عمر وناوله ورقه وهو يقول : كتبت لها حبوب لازم تاخذها قبل ما تنام كل ليلة , و يا ليت تراجعني بعد أسبوع أو قبل كذا إذا حست بأي شي غريب ..
شكره عمر بحراره وضمه بامتنان ضمممممه طويله ..


*************************


أول ما رن الجرس انفتح الباب وطلت من وراه العنود , كانت أمهاواقفة وهي تقول لأبوها : كلمت عبد الرزاق وهاوش ليش ما كلمناه من البداية وعلمناه ..
قال بعصبية : هو ولدك هذا يدق ولا يسأل , من شهر لشهر بالحسرة يدق ....
لفت أمها و ابتسمت لمن شافتها وقالت : شكلك كنتي عند الباب من يوم رحنا ..
طالعت لوراهم على أمل واهي إنه أزهار معاهم , قال أبوها : محد معانا ..
زفرت وقالت وهي تصك الباب وتلحقهم : كنت عارفة , المهم متى بنزورها ؟؟
توقفت أمها عن المشي للحظة وكملت طريقها للصالة , سحبت منها العنود العباية والطرحة وهي تسأل : متى قال الدكتور نزورها ؟؟
قال أبوها بهدوء : أزهار بتخرج من المستشفى اليوم لكنها بتروح على بيتها ..
تصنمت العنود وهي تطالع فيهم , هي كانت متوقعة هذا الشي وتفكر فيه لكن دائما المواجهة هي الأصعب , اشرت لها أمها تجلس جنبها فجلست على طول وعيونها متعلقة بأبوها اللي كمل : استعادت ذاكرتها السابقة والدكتور يقول إنها عانت كثير من تذكرها لأنهم اكتشفوا إنها شافت عامر يموت قدام عيونها وهو سبب فقدها للذاكرة , لكنها مهي متذكرة تماما الفترة اللي عاشتها معانا ..
همست العنود بألم : تذكرت جاسم وعرفت إنه زوجها ؟؟
هز راسه وقال : كل شي قاله لها الدكتور وأخوها ..
قالت أمها بلطف وهي ترص يد العنود الراصة على العباية بكل قوتها : هي توصل سلامها لكم وتقول إنها ما حتتصل علينا أو تجينا لفترة لأنها تحتاج وقت عشان تفكر بكل اللي صار وأرسلت رسالة لكل وحده فيكم ..
وخرجت من شنطتها الرسالة المكتوب على ظهرها (( عمود الكهرب )) , طااااالعت العنود في الرسالة ودمعت عيونها وهي تقول بصوت مخنوق : بس هي متذكرة إني عمود كهرب ..
وغطت وجهها بيدينها وسندت راسها على فخوذ أمها وهي تصيييييييييح من قلبها على فقدها لأزهار اللي بالتأكيد هي الآن في أمس الحاجة لأحد يوقف معاها ..
مسحت أمها على شعرها وهي تقول بصوت مخنوق : هي ما قالت بتقطعنا على طول ولا إنها ناسيتنا تماما , هي متذكرتكم .... كلكم ..
قالت كلمتها ألأخيرة وهي تشوف الصدمة على وجه البندري اللي واقفة عند أول درجة في الصالة , خرجت أمها الرسالة وناولتها لها , تحركت البندري من مكانها وسحبت الظرف وطالعت فيه (( صغيرتي الحالمة )) غمضت البندري عيونها للحظة ورجعت طلعت بسرعة لغرفتها وصفقت الباب بكل قوتها , طالعت الأم في آخر ظرف في شنطتها وهي تحس دموعها غصب عنها تنزل على خدودها , (( ستظلين أختي الكبرى )) ..



**************************


ركبت أزهار ورى في سيارة أبو أمجد بعد ما صرفوا الدوا اللي أصر الدكتور إنها تاخذه لفتره إلين يطلب منها تسيبه , كانت تطالع في الشوارع اللي تذكرتها وكانت مع كل منعطف وكل إشارة تقربها من عمارتهم من شقتهم اللي عاشوا فيها سنين عمرهم , وكان قلبها مع كل ثانية يضرب بقوة من الرهبة , ولمن دخلت السيارة الشارع اللي تطل عليه العمارة حست بمغص فضييييييع في بطنها , توقفت السيارة عند العمارة فنزلت وسبقت أخوها اللي قعد يشكر صاحبه , كل درجة تقربها من الشقة تذكرها بأمها وأخوانها , روحتهم للمدارس وخرجتهم للبحر والمخططات , وقفت قدام باب الشقة الخشبي وطالعت في الجرس اللي ياما دقته وفتحت لها أمها الباب وهي تعاتبها على إزعاجها وضغطها المستمر على الجرس , قاومت رغبة إنها تدق الجرس وهي تصرخ بداخلها ~ محد فيه , محد بيرد عليك , خلااااااص ماتوا يا أزهار , متى بتقتنعين ~ مر عمر من جنبها وهو يقول بفرح : يا هلااااااااااا والله بزهرة ..
و دخل المفتاح للشقة وهو يحس بخووووف عمييييييييق بداخله عليها كان يدعي من كل قلبه إنها ما تحس نفس إحساسه أول ما دخل الشقة , إنها ما تحس الألـــم والوحدة والفقد والوجع , هو ما رجع الأثاث اللي غيروا فيه المستأجرين زي ما كان في نفس مواضعه سابقا لكن مازال فيه نفس أثاثهم القديم , دخلت أزهار وهي تسمي و فصخت عبايتها في الصالة وهي تبعد بصرها قد ما تقدر عن الكنبة المفضلة لعامر , كان عمر يدقق في وجهها كإنه يطالع من مجهر , كانت حاسة إنه يستنى أي تغير في ملامحها عشان يخرجها من الشقة و يوديها أي مكان ثاني عشان ما تحس بالألم , ابتسمت له وقالت : اش فيك تطالع فيني كذا , روح شوف لك شغلة ..
ودخلت على الغرفة الرئيسية اللي هي غرفتها المشتركة مع أمها , كان السرير مليان أشياء عمر , تقطع قلبها وهي تفكر إنه كان ينام كل ليلة في سرير أمها , كيف قعد لوحده كل هالفترة سخفت له من جد , على الأقل هي كانت فاقدة الذاكرة وعايشة وسط نااااااس , طالعت في الكراتين المغبرة اللي على الأرض وفتحتها , لقيتها ملابسهم مكومة على بعض , قال عمر بهدوء : هذا من سواة صاحب العمارة ..
سحبت ثوب عمير اللي قدامها وطبقته وهي تقول بصوت ثابت : بأفرغ الأشياء عشان نتصدق بها عنهم ..
مسك يدها بحزم وقال : قومي نامي ارتاحي والصباح رباح , الدكتور مطلق قال لازم ما تجهدين نفسك ..
هزت راسها وقالت بابتسامة مرحة وهي تسحب يدها بهدوء منه : انت تعرفني ما أعرف أنام والبيت حايس , ترى فقد الذاكرة ما غيرني ..
وبدأت تفرغ الأشياء بصمت , غترة عمار , قميص أمها , بنطلون الرياضة الأزرق اللي يعشقة عمير , فستان أمها العيد الماضي , قعدت تفرغ وتطبق وعمر واقف عند باب الغرفة ما تحرك من مكانه , ولمن شاف إنه ما في فايدة من وقفته راح للصالة وجلس قدام التلفزيون وشغل مجد القرآن وعللى الصوت وهو ما همه لو دق الجيران عشان يشتكون من الإزعاج , كان بحاجة لشي يهدي الثقل اللي في قلبه بسبب منظر أزهار الثابت المصطنع وهي ترتب الأشياء , هو الرجل بكل قوته تجنب إنه يمسك طرف الكرتون عشان ما يشوف شي يذكره بهم , كيف هي ..
سحبت طرحة أمها البيضاء وطبقتها وقبل ما تحطها ضمتها وهي تشمها , كانت ريحة الحنا اللي دايما تستخدمه أمها عالقة فيها , بلعت غصتها وكملت شغلها بهمة , فتحت الكرتون الثاني لقيته الأشياء والتذكارات والتحف اللي كانوا مزينين بها دولاب التلفزيون , بدأت تصنفه , ابتسمت وهي تشوف برواز صور حطت بداخله القصيدة اللي كتبتها مشاعل بعد وفاة أبوها بشهر ..

بَعدك يا أبوي

(يوم الخميس الصبح ثالث أيام الصايمين
دق بابي وهاتفي برنات مجروحة
سألتهم عن صحته واشلون هي أوضاعه
قالوا إنا لله وإنا إليه راجعين
صار العزا وصار الحزن في أيام معدودة
وصرت أصيح والناس أرجوك تكفين
كل على بيته رحل بعد دعوات مكتوبة
وأنا همي بقي بدل ضعف ضعفين
صارت أحلام بأعداد الأيتام مكتوبة
وين الصبر ينباع واشريه بك الملايين
والوالدة من الأرامل صارت اليوم محتدة
خيم علينا الحزن أيام وشهور وسنين )*

كانت وقتها تصبرها وتحاول تخرجها من ألمها وهي تطلب منها تكون أقوى وتذكرها إنها فقدت أبوها من الصغر , الآن حست بمقدار ألم مشاعل , الآن عرفت المعنى الحقيقي للفقد , أبوها لمن فقدته كانت صغيرة , صح ياما بكت وتألمت و اشتاقت لكن مو زي ألمها الآن , تذكرت كلماتها وهي تقول من وسط دموعها (( الكلام سهل يا أزهار لكن تطبيقه صعب )) ضمت البرواز وهي تقول بصوت مخنوق : والله صعب يا مشاعل , ياليتني أقدر أرجع لسنوات على ورى وأضمك ضمة واحد فاهم إحساسك ذاك الوقت ..
كملت شغلها وهي تدعي ربها تجتمع فيها في أقرب فرصة ...
: عممور , عموووور ..
شهق وهو يفتح عيونه , ابتسمت وقالت : آسفة حبيبي أزعجتك , بس أذن الفجر ..
فتح عيونه يبغى يستوعب ومسح وجهه وطالع في ساعته , انتبه إنه مغطى بلحاف ومتمدد على الكنبة وتحت راسه مخده , قالت : صلي العشاء , تراك ما قمت , حتى موية رشيت عليك لكنك في عالم آخر ..
استغفر وهو يقوم , و انصدم لمن لقي كراتين عند الممر وسريرين ساده الطريق , قالت وهي تأشر عليها : هذي تبرع بها كرتونين ملابس أمي وكرتون ثياب عامر وعمير وملابسهم الرياضية والكرتون الصغير فيه كتب عمار وقصص عمير يفضل إننا نتصدق بها كمان والأكياس السوداء فيها أوراق عمار وخطبه ومحاضراته يبغالها حرق عشان فيها اسم الله ..
قال بصدمة : انتي تنظفين من المغرب ؟؟
ابتسمت وقالت بفرح : خلاص ما بقي إلا المطبخ وغسيل الملابس ..
سحبته لغرفة أمها وقالت : تعال شوف غرفتك ..
تبعها وهو يحاول يطرد النوم من عيونه , انبهر لمن شاف مكتبه وأشياءه كلها في غرفة أمه الواسعة واللي تغير ديكورها بسبب تغير الأشياء , الشيئين الوحيدين اللي دله إنها غرفة أمه هو السرير اللي فرشته بفراش نظيف وحطت عليه مخداته المفضله , ودولاب الملابس , لف عليها وسأل بحيرة : و انتي ؟؟
قالت وهي تسحبه : أنا أخذت غرفتكم لأنها أصغر ..
كانت حاطة سرير واحد من أسرتهم ومكتبها و مجمعة كل أشياءها الخاصة في ركن وغرفة عمار الخاصة مفرغتها تماما , لف وطاااااااالع فيها وبعدين مسح على شعرها وقال : الله يقويك , حقيقة يا أزهار ......
وسكت طويل بعدين همس بصوت حاول يخليه ثابت : أنا سجدت لربي سجداااااااات شكر لأنك رجعتيلي , البيت من دونك ما كان له طعم ..
ابتسمت وضمته وهي تقول بتريقه عشان تغطي على دموعها اللي بتهزمها وتنزل : يا ناسو انته يا قلبو ماما أزهار ..
دفها وهو يقول بمزح : فكيني بأروح أصلي ..
ضحكت وهي تضمه أكثر وتقول بصوت مخنوق : ما أبغى ..
قال بحزم : أزهار الصلاة ..
لكنها ما سابته بالعكس زادت من قوة احتضانها وهي تدفن وجهها في كتفه , زفر و لف يدينه حولينها و ضممممممها وهو يهمس بصوت حنون : نفسي يرجع عمار عشان أقول له , بنتك وحبيبتك أزهار اللي ربيتها كانت قوييييييية زي ما كنت تتوقع ..
ولمن حس بأظافرها تنغرز في ظهره من كثر الألم , مسد ظهرها وهو يكمل : راحوا للي أرحم مني ومنك يا أزهار , راحوا للي أرحم مني ومنك ..
بعدت عنه بعد فترة وقالت بمرح : شكرا , يلا الصلاة , انتهت مهمتك هنا ..
ضحك وقال بتريقة : يــــمــــه على بالي قاعدة تصيحين ..
ابتسمت وقالت بصدق : عندي عمر قلبي وأصيح ...
كان شايف دموعها الحبيسة داخل عيونها ومعجب بقوتها اللي خلتها تحبسها وما تطاوعها وتذرفها ...
حط يده على شعرها ومسحه بعنف , قالت وهي تضرب يده : آآآآآآي عورتني وفرقعته ..
: هو أصلا مفرقع وشعافله واصل السقف ..
: عمــــــر ...
: بروح الصلااااااااااااة ..
: أوريك لمن ترجع ...


************************


بعد 16 يوم :
عصر يوم الأربعاء 19 / 4 / 1428 هـ
في الشقة :

: أزهااااااار ..
خرجت من المطبخ وقالت : خيييييير سيد عمر..
قال وهو يأشر على الملاعق والعيش اللي على السفرة : تراك سقطتي بي اش هذا , ملاعق وعيش من غير أكل ..
قالت وهي تحرك المغرفة في الهوا : اش تبغاني أسوي , انت اللي تأخرت وخليت الأكل يبرد , تبغاني أغرفه بارد ترى ما عندي أي إشكال ..
حك شعره المبلل من الترواشة وقال : ما توقعت إنه لي ساعة في الحمام ..
رفعت يدينها وقالت قبل ما تدخل المطبخ : يا ااااااارب ترحم منى مرة عمر يا رب ..
ابتسم وهو يلعب في الملعقة اللي طاحت من يده لمن انتبه لكلامها وسأل : منى مييييييييييين ؟؟
ضحكت أزهار وقالت بصوت ممطوط عالي من داخل المطبخ : مــنـــى بنت جارنا العزيز سامي , يعني يعني ما أعرفها ..
قال بحيرة : و مين جابلك سيرتها ؟؟ أنا قيد نطقت اسمها على لساني , أصلا أول مرة أدري إنه أبو صلاح عنده بنت اسمها منى ..
خرجت راسها من عند الباب و رسمت ابتسامة معجون أسنان وهي تقول : هذاك عرفت , من بعد ماماتي الله يرحمها أنا المسؤولة الأولى عن اختيار زوجة المستقبل ..
ورجعت دخلت المطبخ , قال بصوت عالي : الله يستر ..
غرفت الأكل وخرجت لقيته مسرح , قالت : هيييييييي على وين وصلنا ؟؟
قال بتريقة : عند بيت الجيران ..
قهقهت أزهار من قلبها وقالت : سم بالله وكل ..
وهو ياكل قالت : شوف يا حبيبي , منى هذي وحيدة أبوها وأمها , أصغر منك بسنتين , سنة ثالث كلية قسم لغة عربية , طيوووووبة وأخلاق وشكلها نعوم , أمي الله يرحمها كانت تحبها وتحب أمها , صراحة أحسها لايقة عليك ..
لف عليها وقال بصدمة : دحين انتي من جدك تتكلمين ؟؟
قالت وهي تحط يدينها على خصرها : لا من عمي , لو ماكنت جادة ماكان فتحت الموضوع ..
رفع حواجبه وقال بتريقة وهو يرجع للأكل : ومنى هذي جالسة تستنى اشارة من يدي عشان توافق ..
زفرت وقالت : عمر لا تتريق , اش اللي يخليها ترفض ؟؟ شاب ملتزم وطيب وعنده وظيفة وراتب زين , والشقة جاهزة وقدام باب أهلها كمان اش تبغى البنت أكثر من كذا ..
قال بهدوء : إذا انتي قنوعة براتب 3500 لا تحسبين الناس كلها زيك , فكري بالعقل 3500 ما تفتح بيت هالأيام ..
قالت بعصبية : والله تفتح , إذا انت مدبر فلوسك وحرمتك قنوعة بالشي المعقول تكفيكم الفلوس بزيادة ربنا يقول (( نحن نرزقهم وإياكم )) والله صدقني ربي بيبارك في فلوسك إذا كملت نص دينك , بعدين أنا ما أتكلم من فراغ , صح في فرق 5 سنوات بيني وبين منى لكنها صحبتي ومعاشرتها , ما شاء الله عليها إنسانة قنوعة ..
سألها بحزم : انتي دحين تتكلمين معايا عن جوازي وناسية موضوعك المعلق انتي وجاسم , إلى متى بتماطلين وتلتزمين الصمت على هالموضوع ؟؟..
من سمعت اسمه حست بمشاعر متضاربة فضيعة , كمل بحزم : ومطلق يقول ضروري يشوفك , تراك تهربتي من جلستين إلى الآن ..
دارت مشاعرها المتضاربة وقالت وهي تخرج ورقة وآلة حاسبة وقلم من جيبها : انسى موضوعي , شوف إذا جمعنا فلوس التعويض مع الفلوس اللي في حسابك واللي في حساب التوفير اللي سواه عمار وأضفنا عليها الفلوس اللي حنطلبها من مشروع مساعدة تزويج الشباب وعلى فكرة أنا اتصلت عليهم وقالوا لي إنك مطابق للمواصفات وإنه تقدر تاخذ المساعدة المالية , وجمعنا معاها فلوس ذهبي بتطلع تقريبا تقريبا , قول ما شاء الله ..
طالع فيها بصدمة وقال : اتصلتي عليهم , متى مداك تسوين هذا كله ؟؟..
ابتسمت وهي تطقطق على الآلة الحاسبة وقالت : قول ما شاء الله , بتطلع 90 ألف ..
وابتسمت وهي تقول بحماس : بسم الله ما شاء الله ............ شوف ..
وقامت تكتب في الورقة : 30 للمهر , و 25 يادوب تزبط فيها البيت وتغير الأثاث شاملة الحركات حلوة من بوية وغيرها , و 15 الله يعينك انت و اياها تشترون سيارة مستعملة تمشون فيها حالكم إلين تجيكم فلوس وتشترون وحدة جديدة , و الـ20 الباقية حق استراحة حلوة والعشا , وإذا قلنا إنك جمعت 9 من أصحابك على جمعية بـ 500 ريال في الشهر بتطلع لك 5000 ريال كاش تمشي فيها البنت في ربوع الطايف والجنوب , صح ال 5000 ما تسوي شي بس اسم إنه , شي أحسن من لا شي ..
تأملها وهو يقول بتعجب : مداك تسوين هذا كله وتفكرين بهذا كله ..
لفت عليه وقالت : اش أسوي ولدي ولازم أدور على راحته واستقراره !! شوف حبيب أزهار , أنا لا يمكن أرتاح قبل ما أشوفك مستقر مع بنت الحلال اللي بترعاك وتداريك وتطبخ لك وتغسلك وتحطك في عيونها , إذا من جد تبغاني أشوف حياتي , شوف حياتك ..
كان وده يضمها لكنه عرف إنها حتبدأ مناحة حاربتها وقاومتها طويييييييييل , الأيام اللي مرت عليهم كانت فيها مثااااااال للهدوء والقوة , لكنه كان عارف دواخلها , كان حاس بأوجاعها وآلامها , كان يشوف دموعها الحبيسة وسط ابتسامتها العريضة , همس وهو يطالع في ابتسامتها العريضة : الله لا يحرمني منك ..
حمرت خدودها من الخجل وهي تضربه على كتفه وتقول بتريقة عشان يروح الخجل عنها : طبعا تقولها دحين مو جبتلك عروس الهنا ..
ضحك وقال بتريقة مقصودة : الله يعينك يا جاسم على خبالها ..
كان وده يدخل داخل عقلها ويسمع أفكارها عن جاسم , حطت يدينها على خصرها وقالت : نـــــعــــــم سيد عمر ..
: ماقلنا شــــــــي , لا تنسين بكرة إن شاء الله بنروح لبيت أبو جاسم بعد العشاء , عازمنا على العشا ..
حست بفرح ممزوج برهبة , ما تنكر إنها اشتاقت لهم كلهم , أبوها وأمها وحنانهم الفياض , الهنوف وابتسامتها , العنود وخبالها حتى لسان البندري السليط اشتاقت له , لكنها خايفة من ردة فعلها بعد ما توصل البيت , كيف حتقابلهم ؟؟ وكيف حيستقبلونها بعد هالغياب كله ؟؟ هي حتى اتصال ما اتصلت عليهم , هدى كانت تتصل عليها كل يومين عشان تتطمن عليها وحريصة إنه محد من بناتها يكون عندها عشان ما يصرون يكلمونها ..



************************


يوم الخميس 20 / 4 / 1428 هـ في الصباح :
في الشقة المشتركة في الشرقية :

: ودحين اش بتسوي ؟؟
حط جاسم بنطلونه جوة الشنطة وهو يقول لعدنان ببرود : أبد سلامتك ولا شي , بروح أطلقها وأرجع ..
: مو انت قلت إنه رئيسك قال بيجيب أجلك لو طلبت إجازة ثانية ؟؟
: لا خلاص هذي إجازة رسمية الحمد لله ..
: يا ويلك من الشباب متواعدين أول ما تأجز يروحون يومين البحرين ..
قال وهو يصك شنطته اللي حط فيها أي شي قدامه بلا ترتيب : مو أبوية حلف لو ما نزلت هذا الخميس بيتبرأ مني ولا عاد أطب له بيت , يقول إحمد ربك اللي خليتك لهالوقت و ما نزلتك من راحت البنت المستشفى ..
سحب نفس وخرجه بضيق وهو يقول : قلتله خلاص أنا بأطلقها وهو يوصل هالكلام لها و لأخوها و ما يحتاج نجتمع في البيت ونتفاهم ثار وقال تنزل تتعشى معانا ولا لا أنا أبوك ولا أعرفك , من ارتبطت بهالبنت وأبوية غير متضارب معايا ورافع راية الحرب ضدي , ما أدري اش سوت فيه ؟؟
ضحك عدنان وقال : بلا غيرة زايدة , هو شفقان عليها , بعدين انت احمد ربك اللي ما جرجرك وسط الأسبوع ولا المقدم مطر كان ..
وحط اصباعه على رقبته وهو يقلد صوت المذبوح , ضحك جاسم وقال : إي والله , يوم يشوفني تقول شايف شيطان يكشر في وجهي ويعبس , حتى السلام ما يرده ..
دقه على كتفه وهو يقول : هونها وتهون , والرحلة بيني وبينك أنا فرحان اللي ما انت رايح لها ..
دفه جاسم وهو يقول : روح يالمعقد انت ..
ضحك عدنان وقال : معقد ولا ماني معقد بكيفي , متى رحلتك ؟؟..
طالع في ساعته وقال : أربعة العصر , لسه في وقت , اش رايك شوية قهوة معتبرة مع كم رمية بولينج ..
طالع عدنان في ساعته وقال : شرط ما نطول عن ساعة , عندي اجتماع مفاجئ بعد ساعة ونص مع مهندسين من الشركة يادوب أرجع وأتجهز له ..
خرج جاسم جواله وقال : O.K اسبقني على السيارة أدق على الشباب ..
دق على أيمن وهاني اللي خبروه إنهم سبقوه , قفل الجوال وخرج من الشقة وهو يجاهد إنه ما يفكر بالوضع اللي صاروا فيه , من اتصلت العنود وخبرته باللي صار فكر وقرر الطلاق ومن تأكد من أبوه إن البنت استعادت ذاكرتها تماما وهو يشغل نفسه بأي شي عشان ما يفكر مرة ثانية ..



************************


العصر في الباحة :

: ياسلاااااام , مسمية بلوتوثك مشعل أمل وفاتحته كمان ..
رفعت مشاعل راسها عن الجوال وطالعت في معاذ اللي واقف قدامها و قالت : إيوه ليه تسأل ؟؟
سحب الجوال من يدها بكل وقاحة وهو يقول : يعني غازلوني , كلموني يا شباب , نقص علينا بنات بجوالات كاميرا و بلوتوث كمان ..
شهقت مشاعل وقالت وهي تقوم من مكانها : رجع جوالي ..
وحاولت تسحب جوالها منه , هو رغم صغره كان أطول منها بكثير , رفع الجوال وقال : إحلمي به , أصلا أنا من يومي قلت لازم يشيلون هذا الجوال عنك , ما بيجيب لنا إلا الفساد , ساعة تتكلمين فيه , ساعه هاله , ساعه أحلامو , ما أدري اش تسوون فيه ؟؟..
صارعته وهي تقول : معاذ احفظ لسانك وثمن كلامك , هات الجوال ..
بعدت أحلام عنهم وجريت هالة لغرفة أمها عشان تجيبها تفرع بينهم , قال معاذ وهو يفتح قائمة الأسماء الأخيرة : أصلا انتي كنتي تكلمين مين قبل شوي ؟؟ مين زهرة حياتك هذا ؟؟
حست بنار بداخلها وهو معتقد إعتقاد تام إنه اسم أزهار اللي مسميته لواحد , صرخت فيه : معاااااااااذ يا قليل الأدب ..
خرجت أمهم وهي تقول بخوف : اش فيكم ؟؟ صوتكم واصل لآخر الحي ..
مسكت مشاعل يده وسحبتها ومسكت طرف الجوال وهي تقول : خليه يرجع جوالي , هذا اللي ناقص بعد , البزر هذا جاي يرفع صوته ويفرد عضلاته عليه ..
عورها في يدها وهو يدفها لكنها تمسكت بجوالها وهي تقول : معاذ والله لو ما سبت الجوال ما بيصير لك خير ..
سحب الجوال بقوة مفاجأة فانفلت من يدها وانزلق من يده وطاح على الأرض وتفكك , طالعت في الجوال بصدمة وتقطع قلبها وهي تشوف التعليقات مقطعة في يد معاذ , رغم عنها صرخت : لاااااااا ..
رمى التعاليق وطالع فيها بنظرة محتقرة وخرج من الصالة , شالت الجوال وبقايا التعليقات و أمها تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , يعني كان لازم تعاندينه كان أعطيتيه اللي يبغاه , بس تحبين المشاكل ..
لفت على أمها وقالت بصوت مقهور : يعني دحين الغلط طلع غلطي ؟؟ ليه ما كلمتيه هو على وقاحته و طولة لسانه ..
قالت أمها : احمدي ربك اللي ساكتين على الجوال ..
قالت بحرقة وهي تحارب دموعها : هذا الجوال والرقم هدية من أبوية , مال أحد دخل فيه , ولا عاش اللي ياخذه مني وأنا عايشة وأشم الهوا ..
ودخلت غرفتهم وهي تبكي على تعاليقها أكثر من جوالها , ما همها كل التعليقات على قد ما آلمها تعلقتها القلب اللي انكسرت بالنص , كان منقوش بداخلها حرف N &M بشكل خفيف وناعم , هذي كانت آخر هدية أهداها لها ناصر , طالعت في بقايا السلسلة الفضية اللي طاحت منها الورود الملونه اللي أهدتها لها أزهار و اللي كانت شايلة القلب , ضمتها لصدرها وهي تصرخ بداخلها ~ يارب فقدت واحد منهم قبل شهر , ما أبغى أفقد الثاني , يا رب ترجع لي أزهار وتفرحني فيها يا رب ~ انسدحت على سريرها ودفنت وجهها في المخدة وهي تصييييييييييح من قلبها بسبب الألم اللي عاصر قلبها , أخوها مسوي هذا كله عشان ناصر رجع أمس من جزر المالديف اللي راح لها أسبوعين مع عروسته , تمنت من كل قلبها يرجعون لجدة عشان تنرحم من نظرات جماعتهم وكلامهم اللي يسم البدن , حتى أمها تغيرت عليها من كثر الكلام ..
حست بيد دافيه تمسح ظهرها , لفت وجهها وطالعت من ورى خصلات شعرها , لقيت هاله تطالع فيها بألم وعيونها تلمع بالدموع , تذكرت كلمات أزهار اللي قالتها لها بعد وفاة أبوها (( شعولتي , أجمل الإبتسامات وأحلاها اللي تكون وسط الدموع لأنها تحسسك بالأمل )) , ابتسمت لهاله وقالت بصوت مخنوق : اش بك ؟؟ خوفتك ؟؟..
ضحكت هاله وهي تمسح دموعها وقالت : لا بس مقهورة من معاذو الزفت , حقه قتل , ماله حق في اللي سواه ..
ضمت مشاعل جوالها وقالت بضحكه : لا تخافين والله ما يطوله لا هو ولا صاحب أطلقها شارب , مالت على الرجال كلهم ..
ضحكت هاله وقالت وهي تغمز بعينها : كللللللللللهم ..
ضربتها مشاعل بالمخدة وهي تقول : انقلعي عني ..



***********************


في نفس الوقت في جدة :

: رزوق تراني ماني فايقة لإنجليزيتك , يا تتكلم بالعربي يا تصك الخط ..
: how said إني أبغاك , مين قال ؟؟ أنا أبغى أمي ..
: تراني قمت أشك إنك في أمريكا مو في فرنسا ..
: يا غبية , الفرنساويين يستخدمون اللغة الإنجليزية أكثر من الفرنسية ..
: أنا غبية يا طوير الحنا ..
زفرت الهنوف وقالت وهي تشوف العنود معصبة على عبد الرزاق : عنيدي , هاتي الولد ذبحتيه ..
وسحبت منها التلفون وقالت : روحي نادي أمي ..
وحطت السماعة على إذنها وهي تقول : السلام عليكم ..
: hiiiiiiiiiiiiiiiiiii my sis ...
ابتسمت وقالت : الناس ترد السلام يالفالح أول , قال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , كيفك يا عروسة ؟؟
استحت وهي تقول : خلاص ما عاد اني عروسه ..
: البنت تكون عروسة إلين تجيبين أول child ...
ضحكت وقالت : الله يسعدك , كيف أحوالك ؟؟
: بخير , إلى سمعت إن العروس الغائبة بتجي اليوم والزوج الهارب كمان ..
زفرت وقالت : إيوه بيجتمعون الليلة إن شاء الله , أبوية تعبان من كثر التفكير , وعلى طاري أبوية تراه زعلااااااااااااان ليش مقاطعه ..
جاها صوته الساخر وهو يقول : اللي يشوف الحلوين اللي هنا يرجع يطالع فيكم ولا يفكر ..
قالت باستنكار : عبدالرزااااااااااااق ..
ضحك وقال : والله من كثر الدراسة والريحة والجية وفرق التوقيت والنوم والصحيان , يعني أكتشف يمر شهر وأنا ما اتصلت ..
زفرت بضيق وقالت : زين اللي تكتشف بعد فترة فيك الخير والله , ياخي ما نبغاك تتصل على الأقل رد لمن نتصل إحنا ...
: مشغول , مشغوووووووووووول , احمدوا ربكم اللي اتصلت مرتين هالأسبوع تراها غلطة وما عاد بتنعاد ..
قالت وهي تشوف أمها جايها بفرح : الله يصلحك , خذ أمي ..
وراحت تشوف استعدادات العنود والبندري لأزهار ...



************************


بعد صلاة المغرب :

: انتي مجنونة أكييييييييييد ..
: عموووووور ..
: أزهار من جدك تتكلمين ..
زفرت أزهار وقالت : لا من عمي , عمور حسك عينك تغير اللي قلته ..
فلت يده اليمين عن الدركسون وأشر بعدم تصديق : 60 أللللللللف مهر , والله ما انتي صاحية , أزهار طول عمري أقول عليك عاقلة , ترى خير النساء أيسرهن مهورا ...
حست بقهر إنه أخوها بدأ يغير نظرته لها , هي فرضت شروط هي متأكدة إنها صعبة لكن هذا لحاجة في نفسها لا يمكن يفهمها غيرها ..
قالت بنفاد صبر : عمور الله يسعدك عيد الشروط اللي قلتها ..
قال : المهر 60 ألف وإنه ينقل لجدة ..
قالت تذكره : وإنه ما يمنعني من الوظيفة ..
هز راسه بطيب , استنته يكمل ولمن شافته ساكت قالت : وإذا وافق على هذي الشروط ..
قال يقاطعها : أقوله شرطك الأخير ..
اقترحت عليه : ليه ما تكتبها في ورقة عشان ما تنساها ؟؟
طالع فيها وقام يضحك وهو يقول : يا حلاتي وأنا مخرج ورقة من جيبي فيها شروطك , اتفاقيات الشرق الأوسط هي ..
ضربته على كتفه وهي تقول : لا تتريق يا دب ..
قال بحنان وهو يخفي خوفه وتردده من هالموضوع كله : الله يقدم لك اللي فيه الخير يا أزهار ..
لفت وجهها وطالعت مع القزاز وهي تحس عقلها يدور في دواماااااات كبيرة ..
لمحت سور الفيلا الكبيرة , ابتسمت باضطراب و بعض الذكريات تتوالى في داخلها أولها لمن شافت السور يقترب منها كإنه وحش وهي راجعة من بيت عبد الرحمن في ذاك اليوم العصيب , فتح سوناردي الباب الكبير بابتسامة واسعة , ولمن وقفت السيارة استقبلهم أحمد بفرح , سلم على عمر ولف على طول وضم أزهار وهو يقول بعتاب : يا قاطعة ..
ضحكت وقالت وهي تسلم على راسه ويده : آسفة والله , حقك علي ..
تأملها للحظة كانت متغيرة فيها شي متغير , قال وهو يدفها بلطف لباب الفيلا : هيا روحي , أخواتك بيتقطعون حماس ..
وسحب عمر للمجلس وهو يرحب فيه بمحبة , طلعت الدرجات البسيطة وسحبت نفس عميق قبل ما تدق الجرس , قبل ما تنزل يدها انفتح الباب وخرج شي ما لمحته أزهار من سرعته , اختنق نفسها وانتبهت إنها في حضن العنود اللي قالت : يا دبببببببببه يا حمااااااااااره ..
ضحكت وهي تضربها بخفة وتبعدها وهي تقول : حماره مره وحده , والله إنك قليلة أدب ..
لكنها العنود عصرتها أكثر وهي تقول : وحشتينيييييييييييييييييييييي ..
قالت بصوت مخنوق وهي تضحك : ذبحتيني عنود ما صار هذا كله وحشة ..
قالت البندري وهي تسحب العنود : خلاااااااااااص ذبحتي البنت , خلينا نشوفها ..
نص هم أزهار انزاح وهي تشوف الحب والترحيب في وجوههم , و حست براحة داخلية وهي تسمع هواش هدى عليهم عشان يسيبونها تفصخ عبايتها وترتاح وهم يناقشونها بحماس , سلمت على أمها اللي حضنتها وهي تصيح وجلست جنبها والبنات حولينها , هذي هي الحياة اللي اعتادت عليها الفترة السابقة ما تغير فيها شي حتى بعد ما استعادت ذاكرتها , بعد ساعة تقريبا سمعوا صوت صفقة باب الفيلا وبعدها صوت خطوات ثقيلة ممزوج بصوت عجلات , التفتوا للممر ما عادا أزهار اللي خمنت مين اللي جا , وقف جاسم عن المشي وطاااااالع فيهم وقال : السلام عليكم ..
صوته حسته غريييييييييييييب عليها لأول وهلة , وحسته في نفس الوقت يفتت أعصابها للحظة محد رد السلام لكن هدى تداركت وقالت : هلا ولدي وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
كانوا أخواته ينقلون بصرهم منه لأزهار اللي منزلة راسها وهي تلعب في بأصابعها بصمت , قال بصوت بارد : متغدي ومتعشي معاكم أنا ...
قامت الهنوف بسرعة وقالت : هلا جاسم حمد لله على السلامة ..
وسلمت عليه , وتبعوها أخواتها , كان يسلم عليهم وعيونه غصب عنه مثبته على أزهار اللي ما توقع وجودها أبدا , أبوه قاله إنه يجي من المطار على طول عشان يتفاهم مع عمر على كل إجراءات الطلاق , ما يدري ليه بمجرد رؤيتها حس برغبة إنه يضاربها يناكشها يسوي أي شي يزعج هدوءها اللي يحسه ثقيل على قلبه , قال بسخرية : يا هدوووووء بعض ناس كانوا يصدعون لنا راسنا , وين كان هالهدوء أول يوم بغيناه ؟؟ ..
ما تحركت أزهار ولا غيرت جلستها ولا همها اللي قاله ظاهريا بس ولا هي بداخلها تحس بخجل وقهر من كلامه و تنغيزه في الكلام , تذكرت سخافتها لمن يجي وطريقة استقبالها , كان ودها الأرض تنشق وتبلعها من الخجل وهي تتذكر نفوره وعصبيته اللي كانت تئلمها وقتها لكنها ما كانت تبين ..
ناول شنطة المحمول للهنوف وراح لأمه عشان يسلم عليها , مر من قدام أزهار و دنق يسلم على أمه وهو يقول : كيف حالك يا أمي ؟؟
ورفع نفسه وراح شال شنطته من دون ما يلقي عليها نظرة وقال : إذا سأل عني أبوي قولوا له إني بأغير ملابسي وأجي ..
تنفست أزهار بداخلها لمن راح واختفى وابتسمت للبنات اللي حطوها تحت المجهر , قالت بمرح تروح فيه عن خجلها وتوترها : ترى شوي وتلصق عيونكم في ملابسي وأروح بها بيتي وتقعدون عميان ..
ماتوا ضحك على كلامها وغيروا الموضوع بسرعة لمن شافوا وجهها المحمر , دقايق و خرج جاسم وهو لابس ثوب و غترة وعطره مغرق الجو , رفع واحد من حواجبه وهو يطالع فيهم وراح للمجلس من دون ما ينطق بحرف ..
كانت أزهار معاهم جسما لا عقلا وهي تتساءل اش اللي يصير داخل المجلس ..


*************************


كان جاسم مجهز كلامه ومستعد لكل شي ولو جا له واحد وقاله قبل دخوله للمجس إنك بتوافق على كل شروط أزهار و بتصر إنك تتزوجها كان ضحك عليه وعلى خباله , ما يدري كيف خرجت من فمه وهو يقول : أنا موافق على كل الشروط ..
هو قالها لكنه ندم بعدها على طول ~ ليييييييييييه وافقت ؟؟ ليييييييييه ؟؟~
فرح أبوه وقال : الحمد لله ..
قال عمر اللي بداخله ما حب جاسم ولا ارتاح له أبدا : عمي فيه شرط أخير لأزهار , هي طلبت مني إنه إذا وافق على كل شروطها تبغى تتكلم معاه على إنفراد ..
انصدم أبو جاسم من الشرط الأخير لكنه ما حب يعلق , قال وهو يلف على جاسم : ها جاسم ؟؟
قال جاسم بثقة وهو يكتف يدينه ويسند ظهره للكنب : أنا موافق ..
شاف الراحة على وجه أبوه وحس بالفرحة في صوته وهو يقول : وأنا موافق, نروح نكلم أزهار يا عمر ..
طالع عمر في جاسم بشك , ما عجبه أبدا طريقته في الجلسة والكلام , كان حاس إنه ورى هالثقة شي , قام وقال وهو يرمي جاسم بنظرة برود : أمرك يا عم بس أنا لي طلب واحد إذا ممكن ؟؟..
: تفضل يا ولدي آمر ..
: ما يأمر عليك عدو , انت عارف وضعنا زين , وفاة الأهل وزواج أزهار الغريب , لكن هذا كله ما يمنع إنه ودي أفرح بها هي أختي الوحيدة والباقي لي من أهلي , أتمنى يتسوى لها فرح زيها زي غيرها من البنات ..
حط أحمد يده على كتفه ورص عليها وهو يقول بحب وسعادة : هذا مفروغ منه , تعال , تعال نروح للعروسة ..
بعد ما خرجوا زفر جاسم براحة وهو يتكى بأكواعه على ركبه وقال : يا ربي كيف نظراته فضييييييعة ؟؟ ليش يكرهني ؟؟
وغرق في أفكار عمييييييييقة عن الإجتماع اللي طالبته أزهار وكان في نفس الوقت يلللللللللعن غباؤه اللي خلاه يوافق , هل هو وافق تحدي لبرود أزهار وقوتها و لا عطف بسبب نظرة أبوه المترجية ولا عناد لعمر اللي كان يطالع فيه من فوق لتحت كإنه شي قذر , المهم إنه ما يدري اش السبب ..
***
~ أنا ليه قلت شروط زي كذا , كان قلت لا وأرجع لحياتي زي أول وأستنى ولد الحلال , لا لا لا أزهار , أمه بنفسها قالتلي بصريح العبارة إنها تبغاني و ما تتخيل بعدي وهي الصراحة حقها كبير علي هي و زوجها , بس ترمين نفسك مع واحد زي جاسم عشان أبوه وأمه , لكن لو رفضت ومحد بيلومني بأصير مطلقة , اش بيسوي عمر الضعيف مع أخت مطلقة , مطلقة لقب غريييييييب علي , أففففففففف , لو رفض ذاك الساعة بأفكر بهالشي بس لو وافق , يمممممممممممه , لا لا ما أظنه يوافق خاصة وهو متخيلني وحده وصخة وحثالة , يكون بياخذني عناد , لااااااااا ما أتوقع ~ خرجها من دوامة أفكارها دخول أحمد للصالة وهو يقول : طريق , يا ولد ..
حست أزهار بضربات قلبها تزيد لمن سمعت أحمد يقول : قوموا يابنات , معايا عمر ..
قاموا البنات ودخلوا مع أمهم للمجلس الداخلي , سحبت أزهار نفس عميق وقالت بصوت حاولت تخليه ثابت عكس يدينها اللي بدأت تنتفض : تفضل يا بابا ما في أحد ..
سلم وهو يدخل و وراه عمر , قال أحمد على طول وهو يدخل للمجلس اللي فيه حرمته وبناته : أسيبكم لوحدكم ..
طالعت أزهار في عمر لمن صاروا لوحدهم , قال عمر بسرعة : وافق على كل شي ..
حست أزهار بقلبها يغوص بداخلها من الخوف وغصب عنها قالت بصدمة : ليييه وافق ؟؟
طااااالع فيها عمر وسأل بشك : أزهار ليش أحسك مصدومة ؟؟ انتي كنت متوقعته يرفض ؟؟..
ما قدرت تصرح لأخوها إنها مضطربه ومهي عارفة مشاعرها بالضبط واش كانت تتوقع , هي ما كانت تبغاه يوافق و كانت تتمنى تعجزه وإنه يرفض عشان ما تكون في نظر الكل هي المتبطرة على النعمة واللي طالبه الطلاق , وفي نفس الوقت ما تبغاه يطلقها عشان أخوها يشوف حياته من دون ما تكون عقبة في طريقه , هو الأيام اللي راحت ما قدر يروح ويجي كله لأنها لوحدها في الشقة , ولمن يخرج يدق كل شوي عشان يتطمن عليها , هزت راسها وقالت : لا مو كذا , أنا بس تعرف ..
و دنقت راسها مستحية وهي تقول بتلعثم : قلتله ..
رحمها وقال : إيوه , عشان كذا جاي آخذك عشان تكلمينه ..
~ وافق على كل شي رغم موضوع عبد الرحمن , ليييييييييييييييييييه ؟؟؟ْ أقله على حقيقة الموضوع , لا اااااااااا مستحيل , على الأقل مو دحين , يروح يسوي فضيحة ولا شي دحين ويضرب البندري , أزهااااااااار فكري بنفسك , ترضين يفكر فيك كذا , طبعا لا بس , ياربييييييييييييييي والله دايخة ماني عارفة في ايش أفكر ~ حست باضطراب و خجل فضيع وهي تمشي ورى أخوها اللي دخل المجلس , وقفت عند باب المجلس وهي تحس بمشاعر فضيعة متضاربة , سحبت نفس ودخلت وهي تهمس : السلام عليكم ..
قام جاسم وهو يرد السلام , عمر اللي حلفته أزهار في البيت إنه ما يجلس معاهم رمى جاسم بنظرة غريبة وهو يقول : اسيبكم لوحدكم ..
وخرج , لمن انصك الباب جثم صمت مخيف على المجلس , ما تحركت أزهار المدنقة راسها وشابكة يدينها في بعض من مكانها عند الباب و ما تحرك جاسم اللي عيونه تثبتت عليها من مكانه ..
~ جاسم تكلم قول شي , يا ماما اش هالحيا الغريب اللي بيقطعني ؟؟ مو كنت أتعامل معاه عادي ؟؟ اش صار دحين ؟؟ طيب يا غبية اكتشفتي إنه زوجك بعد ما كنت تتعاملين معاه ببلاهة كإنه أخوك و كنت تجرين و....... أزهاااااار بلاش تفكير في هالأشياء المحرجة ما انتي ناقصة إحراج , لساني لصق في سقف حلقي , ياربييييييييييييي ~
~ أدفع اللي في جيبي وأعرف اللي تفكر فيه هالبنت , والله وعندها الجرأة بعد سواتها تتشرط في مهر وفي عملي كمان , لا يكون على بالها بأطلقها وتصير حرة و تلعب على عبد الرحمن زي أول , حامض على بوزك , ليش واقفة و ما تحركت ؟؟ ~
قال بعد نفاد صبر : ما بتتكلمين ؟؟
رفعت راسها بشويش وأول ما شافت نظرته البااااااااااارده حست بقلبها المرتجف يجمد وضربات قلبها المتسارعة تتباطأ , قال وهو يعقد ذراعينه قدام صدره : مو انتي اللي طالبة هالمسرحية كلها ؟؟ أخلصي وقولي اللي عندك ترى ماني فاضي لك عندي أشياء أهم ..
طريقته في الكلام ونظراته قتلت بداخلها خجلها منه , ~ مستحييييييييييييييييييييييييييل أقوله على الحقيقة ~ شمخت براسها وقالت بجرأة وثقة : مع احترامي لك , ترى يكون في علمك لو بنت غيري خاطبها زوجها اللي ما تعرفه بهالطريقة كان تهورت وقالت طلقني , لكن حمد لله أنا غييييييييير وغير هذي حط تحتها 10 خطوط ..
رفع واحد من حواجبه و قال باستهزاء : لا والله , أحي فيك هالثقة ..
ورجع طالع فيها ببرود وقال وهو يحرك يده بحركة لا مبالية : أخلصي وقولي اللي عندك ..
بلعت وقاحته وقالت ببرود : كان عندي شرط ما قدرت أقوله لعمر احتراما لك , أنا عارفة إنه كان في أشياء صارت في السابق وأنا هنا عشان أطلب منك نبدأ صفحة جديدة وننسى كل اللي صار , أنا حأوعدك إني أحفظك في وجودك وغيبتك وأحفظ مالك وبيتك لكن بالمقابل شرطي إنك توعدني نفس الوعد ..
رجع رفع واحد من حواجبه وقال باستنكار : نعم ست أزهار ..
~ أككككككككككككككرهه لمن يرفع حاجبه ويطالعني بهالطريقة ~ قالت بجرأة : يعني أوعدك ما أخونك وتوعدني إنك ما تخونني ..
قال بسخرية بارده : هذا شرطك ؟؟
قالت وهي تأشر بيدها : كاااااان لكن دحين صار شرط ثاني ..
ولمن شافت نظراته المستهزئة ما تغيرت ولا تبدلت قالت بجد : زي ما أحترمك تحترمني , أنا لاااا يمكن أعيش مع واحد يخاطبني بهالطريقة ويطالعني بهالنظرات ..
قال ببرود الدنيا : و أنا لا يمكن أثق فيك ..
~ مين اللي ما يثق في الثاني ~ رمته بنظرة غرييييييييبة وقالت بضيق : عدم الثقة متبادل بيننا , لكن أنا مستعدة أنهي هالشك إذا وعدتني ..
تأملها وعقله يدور بأفكار كثيرة من بينها صوت يصرخ ~ طلقها وارتاح من ازعاجها , طلقها , طلقها ~ زفر وسأل وهو يطالع فيها بطفش : وإذا وعدتك باللي تبغينه ؟؟
~ معقول أنا قاعد أسايرها , بتصير أزهار زوجتي , وافقت على كل شي , جاسم اش صار ~ انصدم من اللي قاله و انصدم أكثر لمن حمرت خدودها فجأة وهي تدنق راسها وتقول بتلعثم وهي تفرك أصابعها بتوتر : هذا كل شي ..
ما يدري ليه ابتسم وهو يتأملها , شعرها كان مسشور ووجهها هادي بزينته المقتصرة على الكحل والروج الوردي , تنورتها السوداء وبلوزتها البيضاء الموردة بورود سوداء , حس بنفس الرغبة بمناكشتها ترجع له فسأل وهو يتقدم منها بثبات : و متى تبغيني أقدم نقل على جدة ؟؟ قبل ما نحدد زواجنا ولا بعد ؟؟
ما همست بحرف , كانت تحس بالخجل يزيد مع كل ثانية , اش بها مشاعرها تتقلب بهالشكل السريع قبل شوي كانت معصبة وقوية , لمن حست بوجوده جنبها رفعت راسها من المفاجأة , التقت عيونها المتوترة بعيونه الثابته المليانه سخرية , دنق عليها إلين صار وجهه قريب من وجهها , قال بصوت غريب : الله يعنني عليك ..
وخرج , زفرت براحة وجلست على أقرب كنبه لها وهي حاطة يدها موضع قلبها اللي شويه ويخرج من شد الأعصاب اللي حسته وهو واقف قدامها ~ الله يعنني أنا ويصبرني عليك , انتهى كل شي , الحمد والشكر لك يارب , انتهى كل شي ~ ..
ابتسم جاسم أول ما شاف عمر اللي كان يدور في الحوش بتوتر وقال : انتهى اجتماعنا على خير ..
ابتسم عمر بتردد وراح صافحه وقال بهدوء واثق : الحمد لله على كل حال و مبروك عليك شيخة البنات ..
وسابه ودخل المجلس , ما يدري ليه قلبه انقبض لمن شافها جالسة وهي ساندة دقنها على يدها وعيونها فيها نظرة ساااااارحة مهمومة , حمحم وسلم , لفت عليه وهي ترسم أحلى ابتسامتها وهي تقول بخجل : قابلته ؟؟
ابتسم وسأل وهو يغمز لها : ميييييين ؟؟
تلعثمت وهي تقول : هو .. جـ ..جاسم ..
قال : قابلته وعزيته ..
رمته بنظرة تهديد فقال : قصدي باركت له , هو في ذيك الساعة اللي ياخذ أكبر زنانة مزعجة في جدة ..
: عمــــــر ..
ضحك على عصبيتها وسلم على راسها بسرعة وقال بصوت مخنوق : مبروك يا زهرة ..
طالعت فيه بخوف وفتحت فمها بتسأله عن سبب الحزن اللي في عيونه لكن دخول أحمد منعها , جا وبارك لها وبارك لأخوها وجلس عشان يتفق معاه على كل شي , سحبت أزهار نفسها وخرجت , وقفت عند المدخل خايفة تدخل للبنات يحرجونها بتعليقاتهم وخوفها الأكبر إنه جاسم جوة ..
***
طالعت العنود في جاسم اللي واقف في الصاله قدامهم وقالت : و ليش تقولها بهالملل ؟؟
زفر وقال : أصلا أنا متزوجها من شهرين يعني ما صار شي جديد عشان أتحمس وأنا أخبركم إنه تم كل شي ..
قالت العنود بضيق : ياخي على الأقل كان قلتها بابتسامة ..
سوى حركة بيده دلالة الطفش وراح لغرفته , قالت أمه بفرحه : الله يتمم لهم على خير , بطق من الفرحة أخيرا بأسوي زواج ولدي ..
كانت الهنوف والبندري متحمسات مع أمهم , قالت العنود فجأة وهي تشوفهم يتناقشون بحماس عن القاعات والفساتين و هبالات الزواج : ياااااااااقردك يا أزهار اللي بتاخذين جسومو ..
ضربتها أمها وقالت : بنت عيب عليك أخوك , بعدين اش فيه جاسم عشان تقولين عنه كذا ..
زفرت وقامت رايحة لغرفتها وهي تقول : أبدا مافيه شي سلامته , بيحطها في عينه ويحبها ويعوضها فقدها , صدقوني ما بيضربها بالعقال ويشوه جسمها زي أول ..
الكل استغرب من كلامها , طلعت العنود غرفتها ودخلت الحمام وصكت الباب , تنفست بعمق و حست بعيونها تدمع , ~ اش جاب أزهار لجاسم , هي هادئة , حنونه , معطاءه وملتزمة محافظة على الصلوات والسنن والأذكار وقارئة للقرآن و ما تتفرج حتى التلفزيون وأخوها عصبي , وقاسي بعض الشي و مهوي أغاني وأفلام و دشوش و بالوت مع الشباب لآخر الليل وسفرات وصلاته على الله , فرض يصليه وعشرة ينام عنها , انظلمت أزهار بهالزواج الغير متكافئ , أحس نفسي خاينه ليش ما علمتها عن عيوب جاسم ~ مسحت دموعها وغسلت وجهها وهي تستعد للنزول عشان تودع أزهار اللي يعز عليها إنها صارت تعيش مع أخوها بعيد عنهم ..


************************


ما نامت أزهار ذيك الليلة من كثر التفكير , كانت تحس بمشاعر غريبة تتملكها لمن تتذكر اللي صار قبل ساعات , انقلبت على جنبها وهي تفكر بداخلها ~ معقولة , معقولة أنا خلاص تحدد من هو زوجي , طول حياتي كنت أتخيل خطبتي وأرسم بعض التصورات الواهية عن شكل اللي بيتقدم لي وصفاته , معقوله هذا كله انسف و صحيت على زوج بعد موافقته على اكمال ما بدأه يا أرضى به يا أتطلق , الحمد لك يارب على ما قسمت ~ استغفرت وانقلبت مرة ثانية على ظهرها وطالعت في السقف وهي تتابع تفكيرها ~ يا ترى هو في ايش يفكر , ليه وافق على إنه يخلي الزواج رسمي , ليه ما طلقني ؟؟ معقولة كله عشان موضوع عبد الرحمن !! الـــلـه يعينني عليك يا جاسم ~
قامت من سريرها اللي كانت دايما تشارك فيه أمها و توضت وصلت لعل وعسى يهدأ بالها ويرتاح قلبها المتعب ..
وهي جالسة على السجادة تقرأ قرآن وتنتظر صلاة الفجر حست بشي ثقيل على راسها , رفعت راسها وابتسمت لأخوها وقالت : صبحك الله بالخير ..
: صبحك الله بالنور , اش فيك ما نمتي ؟؟
ما قدرت تكذب وتقول إنها نامت عشان كذا التزمت الصمت , طاااااااااالع عمر في عيونها وهو يحاول يقرأ عيونها زي دايما , لكن عيونها كانت محجوبة بحجاب غريب ما طمأنه , طبطب على راسها وراح للحمام وهو يقول : صلي الفجر ونامي , سامعه ؟؟
جافاها النوم بشكل مقلق , اضطرت تقفل باب غرفتها و تطنش دق عمر على الباب عشان يعتقد إنها نايمة , جلست تعبث في أشياءها وتنظف في البيت بعد ما نام عمر , حتى الستاير خرجتها وغسلتها من الفضاوة , وعلى الساعة 11.30 حطت الفطور وصحت عمر اللي لاحظ إنها ما نامت لكنه ما علق , بعد الفطور اقترح يوديها عند المشاعل لأنه عنده مشوار مع صاحبه و حيتأخر إلى بعد صلاة الجمعة لكنها قالت له إنها مهي قادرة توصلها , وإنه شكلها في الديرة , ولمن شافته ساكت قالت بابتسامة : روح مشوارك عمور أنا عندي شغل في البيت ..
: مستحيل أسيبك لوحدك هالفترة كلها ..
غمزت له وقالت : إذا حسيت بطفش ولا خوف عندي منى كلها خطوتين وأنا عند باب شقتها ..
اخفى الإبتسامة اللي كانت على وشك ترتسم على شفايفه وقال وهو يقوم ويلبس شماغه : يا ذي منى اللي هلكتينا بها , ترى ما كنت أسمع عنها أول زي دحين , 24 ساعة تتكلمين عنها ..
دقته بكوعها وقالت بدلع : ياذي منى , يعني يعني طفشان من سيرتها ..
لف عليها وقال بصرامة مصطنعة : بنت ..
سكتت وقالت : طيب ..
خرج من البيت وغصب عنه لف وطالع على باب جاره أبو صلاح , زفر و دنق راسه وهو يقول : الله يصلحك يا أزهار جبتيلي الهوس ..
غيرت أزهار ثوبها ولبست بنطلون وبلوزة وربطت شعرها وكملت تنظيفها اللي بدأته , صلت الظهر وقرأت سورة الكهف وقامت تغسل بلاط المطبخ , البيت صار يلمع من كثر النظافه لكنها كانت تطلع شغلة من لا شيء عشان ما تفكر بهمها , دق جرس الباب , راحت طيراااااان للباب وطالعت مع العين لقيت رجال واقف , سألت بصوت خافت : مين ؟؟
جاها صوته وهو يقول بثبات : جاسم ..
حست عظامها ذابت مرة وحدة , قالت : عمر مهو موجود ..
قال بسخرية اخترقت الباب : ويعني ؟؟ أرجع , كلها كلمتين و رايح ..
زفرت بداخلها وقالت : دقيقة ..
وراحت جري لغرفتها وغيرت لبسها ولبست أول تنورة وبلوزة قدامها , شالت الربطة وعقصت شعرها ومسحت عرقها وخرجت , شافت عطر عمر عند المدخل فعطرت منه شويه , و انصعقت وهي تشوف شعرها الملفلف زي الأندومي ووجهها اللي ما فيه حتى كحل , سحبت نفس وفتحت الباب , شاف الممر فاضي فعرف إنها ورى الباب , دخل وهو يقول : السلام عليكم ..
قالت بهمس وهي تصك الباب وراه : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
لف عليها و طاااالع فيها بعدين قال بابتسامة استفزازية : البنات لا قابلوا رجالهم يتزينون ..
حست كلامه زي الصفعة فقالت بسرعة كرد فعل : الرجال لاجوا يزورون يعطون خبر ..
قال ببرود : قلت لعمر أمس إني جاي بعد صلاة الجمعة ..
من قالها كذا أشرت على الصالة وقالت بأدب : تفضل ..
دخل وجلس على طول , وهي راحت للمطبخ , أول ما دخلت رفعت يدينها للسما وهي تقول من بين أسنانها : اللللللللللللللله يصلحك يا عمر ..
وراحت تعصر برتقال عشان ما في وقت تسوي قهوة , صبته في كاسة وشالته وهي تحس قلبها يضرب بشكل فضيع , قدمت له العصير وعيونها على الأرض , وراحت جلست على الكنبه بعيد عنه , قال وهو يخرج من جيبه ظرف : جيت لعمر عشان أسلم المهر , ومادام هو مو موجود بسلمه لك ..
~ مسسسسسسسسسرع , أمس اللي تكلمنا , متى راح البنك ؟؟ الخميس إجازة , يكون عنده من أول الفلوس !! يا مااااااامااااااااا والله قلبي يعورني ~ بلعت ريقها وهي تحس بخجل فضيع , مد يده بالظرف وكمل : هنا 30 ألف كاش وبطاقة حساب باسمك في بنك الراجحي فيه الـ30 ألف الثانية رقمها السري 1397 ..
رفعت راسها لمن قال الرقم بشكل كامل , ابتسم وقال : عشان تحفظين سنة ميلادي .... غصب عنك ..
مدت يدها بتردد وسحبت الظرف من طرفه , وحطته على الكنبه وهي تهمس : شكرا ..
كان مخطط يعطيها الظرف ويخرج على طول لكنه حس بمتعة وهو يشوف توترها , حط رجل على رجل وسألها : وين عمر ؟؟
قالت بهمس : راح مع صاحبه مشوار قبل الظهر ..
سأل : و انتي عادي جالسة لوحدك هنا ؟؟..
جلست تلعب في أصابيعها وهي تقول : عادي ..
قال : أجل بأجلس إلين يجي عمر ..
طالعت فيه بصدمة وقالت بعفوية : لا روح ..
رفع واحد من حواجبه وقال : نعم ست أزهار ..
انكمشت على نفسها ~ لاااااااااا وين بيجلس ؟؟ باقي ساعة ونص على العصر وعمر ما بيجي إلا بعد العصر , ياااااااااارب فكني منه , أنا ناقصته ~ قالت بهدوء مصطنع : ورايا غدا أسويه ..
قال وهو يأشر على المطبخ : ما حأعترض طريقك روحي سوي اللي تبغين ..
شاف التردد في وجهها ولقي نفسه غصب عنه يتأملها , ما كانت حاطه شي لكن كان فيها شي يجذبه ويخلي قلبه يرتجف بداخله , ما يدري ليه جال في خاطره ذكرى احتضانها وهي تهمس بحب وحشتني كانت تقولها بعيون براقه ~ جاسم على وين راح تفكيرك ؟؟ ناسي سواتها مع عبد الرحمن ووقاحتها وهي تفرض شروطها رغم كل اللي سوته ~ حتى محاولته تذكير نفسه بغلطاتها ما خفف ضربات قلبه , رفعت عينها وطالعت فيه بخجل وهي تقول : صدقني عادي أجلس لوحدي ..
قام من مكانه قبل ما يتهور وقال : أجل اقفلي الباب بالمفتاح بعد ما أخرج ..
اهتمامه حرك بداخلها أمل ضعيف إنه ممكن يكونون زوجين عاديين زي بقية الأزواج , ابتسمت وقالت بهمس من دون ما تطالع فيه : إن شاء الله ..
وتبعته وهو خارج , قبل ما يفتح الباب لف عليها وسأل : سنة كم ولدت ؟؟..
انخطف وجهها و ما عرفت اش ترد , أصلا هي ما كانت ماخذه بالها لمن قالها الرقم لأنه صعقها بالكلام اللي بعده , قال لمن شاف صمتها : أللللف وثلاثمية وسبعة وتسعييييييييين , سنة كم ؟؟..
قالت بهمس وهي تحس بالخجل يقطعها : واحد ثلاثة تسعة سبعة ..
ابتسم وخرج , من صكت الباب حطت يدها على قلبها وهي تقول : ياربييييييي بموت من الفشلة , الله يقطع شرك يا عمر ليه ما نبهتني ..
وراحت للمطبخ عشان تجهز الغدا وهي تموت وتعرف متى مداها يسوي هذا في يوم والدوائر الحكومية كللللللللللها مقفلة ..
ركب جاسم سيارته وهو يحاول يستوعب متى بدأ يتقبلها وهو من يومه مقرر يطلقها ويفتك من شرها ..


***********************


سد عمر أذانيه وقال : زن زن زن , أزهارو تراني قلتلك مليون مرة كنت أحسبه جاي بعد العصر مو بعد الظهر , صدعتي راسي يا بنت الناس , خليني آكل غداي بهدوء ..
زفرت أزهار وقالت : كان أعطيتني خبر على الأقل ..
: حقك على راسي , آسفين ..
ابتسمت وقالت : طيب ذوق الإيدام اللي سويته والله تاكل أصابعك وراه ..
زفر وقال : الله يعينك يا جاسم على زنها ..
: نعم اش قلت ؟؟..
: مالك دخل شي بيني وبين نفسي ..
: أحسب ..
قالتها وهي تخرج الظرف من الدرج , حطته جنبه وقالت : هذي هديتي لك , وأسألك بالله ما تردها ..
طالع في الخمسميات اللي في الظرف وقال : هذي إيه ؟؟
ابتسمت وقالت : هذي الـ30 ألف الكاش ..
انصعق وقال : أزهار أ..
قالت تذكره : تراني سألتك بالله ومن سألك بالله فأجبه ..
ولمن شافته سااااااااكت قالت وهي تقطع الخبز وتعطيه إياه عشان ياكل : أصلا أنا طالبه 60 عشان كذا , مهري 30 والباقي من أول ناوية أعطيك إياه عشان ما تلقى عذر في حكاية زواجك , ودي أفرح بك ..
قال بهدوء : طيب خلي الظرف معاك ..
قالت : آسفة خليه معاك عشان بكرة الصباح تحطه في حسابك ..
وقامت وهي تكمل : أروح أجيب الموية ..
طالع فيها وهي رايحة وغصب عنه حس بخنقه بداخله وتمنى لو يقدر يقدملها شي بسيط من اللي تقدمه له ...


***********************



عصر يوم السبت 22 / 4 / 1427 هـ :
في المساء :

شهقت العنود وصرخت رغم عنها : نقللللللللللللللت ..
قال وهو يسحب الورقة منها : ألحقت لمدة سنة مو نقلت يالدلخة ..
قالت أمه : كيف بهالسرعة ؟؟
ابتسم جاسم وقال وهو يلوح بالورقة : هذي حلاة الواسطة ..
قال أحمد بحماس : لواء المنطقة طلع ولد صاحب أبوية الروح بالروح وصراحة رجال محترم , وسطت أبوه في الموضوع فوافق اللواء بشرط يكون له مكان هنا وما يأثر إلحاقه على أحد ثاني والحمد لله تم الموضوع على خير ..
قالت الهنوف : سنة بس ؟؟
قال أبوها : والله هو أملني إنه بعد سنة يمكن يثبتونه لو أثبت جدارته و إلتزامه ..
قالت العنود وهي ترمي جاسم بنظرات حادة : شوف لو ما أثبت جدارتك بأذبحك , سامع ؟؟ ما نبغى أزهار تنقل الشرقية ..
: لا والله , قومي عن وجهي قبل ما أسوي في وجهك شوارع ..
قالت بتريقة تقلده : لا والله , شارع فلسطين ولا حراء ..
دقته أمه وهي تقول : ولد , تراك صاير متوحش , هي اش قالت أختك عشان ما أدري اش تسوي في وجهها ..
قام وقال بسخرية : ذبحتنا بأزهار اللي يسمعها يقول بأتزوج ديانا سبنسر ..
قالت العنود بضيق : والله تسواها وتسوى عشرة زيها ..
دقتها البندري اللي التزمت الصمت طوال هالمدة وهمست : بسك , طنشيه لا يقوم يسوي الشوارع اللي قال عليها ..
قالت الهنوف وهي تضحك : أهم شي ما يسوي شارع الأربعين زحمة وكله تقاطعات ..
قاموا يضحكون و العنود لافه بوزها وهي مقهورة ليش مهم حاسين باللي تحسه ..
انسدح جاسم على سريره وزفر بضيق وهو يقول : يالله تطولك يا روح , أنا اش خلاني أبتلش فيها ؟؟ كل دقيقة أقول بأكنسل الموضوع ولا شفتها تراجعت عن كل قراراتي , من زينها ما في ذاك الحلا اللي يصبرني على غثاها ..
زفر ثاني مرة وطالع في شاشة جواله بطفش , مفتقد سواليف ليلى الحلوة وصوتها الثقيل الهامس , افتقد ضحكتها ورقتها , جلس يقلب في الأسماء وقف عند اسم (( البلشة )) ابتسم وقال : والله صدق إنك بلشة ..
طااااااالع في الرقم والاسم , حط يده على السماعة الخضرا وتراجع ورجع حطها وتراجع وأخيرا دق , ما يدري ليه دق على رقمها , ما كان لا على البال ولا على الخاطر , حتى كلام ما كان مجهز ..
***
طالعت أزهار من مكانها فوق الكنبة على الطاولة اللي حاطه عليها جوالها , لقيته رقم غريب , لفت عنه وجلست تتابع البرنامج اللي في المجد الوثائقية عن حياة الفيلة , رجع الرقم دق و طنشته ولمن دق المرة الثالثة رفعت الجوال وقالت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وصلها صوته الساخر : وعليكم السلام , داق على قناة القرآن الكريم أنا ؟؟..
سكتت و ما ردت وهي تصرخ بداخلها ~ هذااااااااا ليييييييش داااااااااااق , واااااااي يالفشلة , اش يبغى ؟؟ ~ نادها : أزهار ..
قالت بهمس : نعم ..
تورط , ما كان مجهز شي يقوله , وعلى طول تذكر الورقة , قال بسرعة : تراني ما لقيت نقل لكن جاني إلحاق لمدة سنة ..
ما عرفت اش تقول من الخجل إنه متصل عشان يكلمها على شروطها اللي فرضتها بس عشان تعجزه , قالت بهمس : الله يقدم اللي فيه الخير ..
استغرب إنها ما ضاربته على إنها تبغى نقل مو إلحاق , فقال : إلحاق مو نقل ..
رجعت قالت : فاهمة , الله يقدم اللي فيه الخير ..
انتهى الكلام , ما يدري ليه حس بضيق وهو يقول : كنت بأخبرك ..
ابتسمت وهي تلعب في جهاز التحكم وهمست : شكرا ..
سألها لمن سمع صوت : اش هالصوت ؟؟
حمرت خدودها كانت تتوقع إنه هذا نهاية المكالمة لكن شكل الموضوع مطول , قالت : برنامج في الوثائقية ..
فرح إنه لقي مجال للكلام فسأل : عن إيه ؟؟
ما تدري ليه ضحكت بداخلها وهي تقول : حياة الفيلة ..
حس بالضحكة في صوتها فابتسم وقال : وكيف حياتهم ؟؟
ضحكت غصب عنها على سؤاله السخيف وقالت : حلوة ..
ضحكتها هزته فابتسم وقال بتريقة وهو مقهور من مشاعره الغريبة : حياة الفيلة حلوة ..
مسكت ضحكتها وقالت بهمس : بالأحرى مثيرة وممتعة ..
حس بقلبه يضرب وهو يسألها مدعي عدم السماع : إيه ؟؟
قالت وهي تعلي صوتها شوية : مثيرة وممتعة ..
قال : نعم ..
ما انتبهت له وهي تعيد : أحسها مثيرة و ممتعة ..
ابتسم مستمتع ببراءتها اللي ما توقعها وهو يقول : آآآآ مثيرة وممتعة ..
رجعت لهمسها وهي تقول : إيوه ..
قال بعد صمت : أسيبك تكملين برنامجك الحلو , مع السلامة ..
همست مودعة وصكت الجوال وزفرت بقوة وهي ترمي الجوال بعيد عنها , حطت يدينها على خدودها و حستها حارة من الخجل ~ يا ربي هو مزاجي ولا فعلا تغير ومسك شروطها ونسي كل اللي فات وبدأ يعاملها بطريقة معقولة ~
***
رمى الجوال آخر السرير وهو يزفر بضيق , كان مقهوووووووور من نفسه ليش اتصل و ليش جاته رغبة يطول المكالمة , اش سوت فيه هالبنت ما يدري , هو بداخله مقتنع إنه لا يمكن يحبها , لا يمكن , لكن ليش يسوي هذا كله , ما يدري ..


*********************

اسير الصمت
09-06-2012, 02:35 PM
بعد أسبوع تقريبا يوم السبت 29 / 4 / 1428 هـ :
بعد صلاة العصر في الباحة :

(مرت أيام الهنا وصرت في أيام العنا
لا كتبت ولا نطقت غير وينك يالمنى
وإن سألت محد عرف قلبي والهوى
وإن سكت نار قلبي ما انطفى
هذا أنا وهذي قصتي يا أهل الوفا
وين الدوا يوم نور عيني اختفى
مرت شهور بين نور وبين ليل
وقلبي يا حياتي في بعادك انكوى
وين رقمك وين صوتك وينك يالهنا
وين حبك وين ضحكك صارت أيامي عزى
ارحمي قلب تولع في فراقك والتوى
ارسلي مكتوب يمسح دمعة أيامي والعنا )*

صكت مشاعل دفترها بعد ما كتبت قصيدتها وزفرت وهي تستغفر , من صغرها تمنت إنها تصير شاعرة , بداخلها كلمات كثيرة ودها تخرجها لكن في شي يوقفها , ياما سخروا أخوانها من أمنيتها , أبوها هو اللي كان دافع لها إنها تستمر في محاولاتها الشعرية وبالرغم إنه أطولها ما تعدت العشر أبيات وبالرغم من مزحه وتنكيته على قصايدها كان يستمع لها بإنصات كإنه محد نظم كلمات وقصيد زيها , أزهار كمان كانت تحب تستمع لها وتشجعها وما تناديها إلا بشاعرة القبيلة عشان تحفزها , قامت تتوضأ وعقلها مشغول بأزهار , يوم مات أبوها حست بحزن وألم وفقد كبييييير لكن مو زي حزنها الآن على أزهار , أبوها على الأقل عارفه مصيره وإنه راح لرب غفور رحيم , لكن أزهار مايندرى حية ولا ميته , حزينة ولا سعيدة , صلت العصر ودعت لها , حست بنشاط بعد الصلاة وبانشراح عجيب فقامت تصحي هالة وأحلام بحماس وهي تقول : يلا قوموا صلوا عشان نخرج الشنط و الأكياس , يلا يا بنابجة النوم , هذا كله نووووووم , طالعين جدة أخيرا ...
ولمن قاموا من فرشهم , سابتهم وشالت بعض الأكياس وخرجتها عند باب البيت الشعبي اللي يطل على حوش كبير فيه غنم وأرانب, خرجت من الباب وهي مبتسمة , حتفتقد جو الباحة البارد لكنها أبدا ما تقارن بافتقادها لجدة , تصنمت وانفلتت الأكياس منها وهي تشوف الجمس واقف بشموخ وسط الحوش , مشيت له بلا شعور وتلمسته وهي تدور حولينه , وقفت قدام باب السائق , حطت يدها على القزاز وهي تتذكر وجه الباسم وهو يلوح لها , فتحت الباب وجلست مكانه وتأملت كل شي حولينها , تلمست الدركسون وهي تحس باختناق , أي ذاكرة خارقة هذه اللي خلتها تتذكر تجاعيد يده وهو ماسك الدركسون , حتى شكل خاتمه ولمعته مع أشعة شمس الظهيرة وهو جايبها من المدرسة تذكرتها , غرقت في ذكرياتها لدرجة إنه ريحة العوده اللي يحطها حستها لسه موجوده في جو السيارة , حطت راسها عليه وهي تهمس : يابختك , كنت تحس دفء يدينه لساعات طويلة ..
من بعد وفاة أبوها أخذ عمها الجمس وما شافته إلا لمحات من بعيد , حست بغصة مريرة وبحرقان في جفونها اللي أطبقتها بقوة عشان ماتنفلت دموعها , انفتح الباب بقوة خرجتها من ذاكرتها , شهقت برعب وهي تلتفت , غمامة الدموع اللي في عيونها سالت على خدودها ووضحت الصورة قدامها , بندر اللي جا معصب وهو مستعد يذبح البنت اللي جوة السيارة زالت كل عصبيته وهو يسأل بصدمة : مشاعل ؟؟ اش تسوين هنا ؟؟
مسحت دموعها اللي عمرها مانزلتها قدام أحد بسرعة وتنحنحت وقالت : ولا شي , كنت أخرج الأشياء و شفت الجمس ..
جا معاذ وقال بصراخ : ماقلتلك إنها أكيد ستي مشاعل قاعدة تستعرض نفسها ..
قال بندر بنبرة حادة نوعا ما : معاذ اسكت ومالك دخل يوم أنا موجود إنت تنطم ..
حرك يده بجلافة وصرخ : ياسلام , يعني عاجبك إنها خارجة بلا حجاب وراكبة السيارة كمان قدام الرجال ..
انصدمت من كلامه وقالت وهي تنزل من السيارة : حدك عاد , جوال وسمحنالك تتكلم , لكن تتهمني إني أستعرض قدام واحد أنا ما كنت داريه إنه موجودة والله أقص لسانك ..
صرخ وهو يتقدم منها : نـــعــــم , اش قلتي ؟؟
رفعت راسها بشموخ وقالت بصوت قوي وهي تتقدم منه توريه إنها ماهي خايفة منه : قلت اللي سمعته , بندر بنفسه قال خرجوا العفش , اش يدريني إنه فيه رجال ..
بعدهم بندر عن بعض وقال : بس انت واياها , فضوها سيرة , الشي صار وانتهى ..
طاااالعت فيه مشاعل من فوق لتحت ودخلت البيت , كانت مقهورة من نفسها ليش ردت عليه وهي مسفهته من يوم الجوال ولا فتحت فمها بحرف معاه إلا اليوم ..
رماه بندر بنظرة وهو يقول بصوت ثابت : أبوي رباك عشان تتكلم مع أختك اللي أكبر منك بهذ الطريقة وبهذا الكلام الوقح , يكون في علمك كنت بأصكك على فمك بكف لكن ماحبيت أحرجك قدامها ..
قال معاذ : ماشفت هي اش سوت ؟؟
طاااااااااااالع فيها لفترة بعدين قال : برضو , أكبر منك ولازم تحترمها , بعدين هي وضحت لك سوء الفهم , ويكون في علمك كانت تصيح , شكلها تذكرت أبوية , قدر حالتها بالذات الآن , معاذ ترى عمرها مشاعل ما أذتك ولا قصرت معاك , تذكر جمايلها عليك , مو عشان كم كلمة سمعتها من العيال الطينة اللي تماشيهم رحت تبهذلها وتبهذل أخواتك ..
وأعطاه ظهره وراح جوة البيت وهو يقول : ركب العفش , واعتذر لها في أقرب فرصة ..
ركب معاذ العفش وهو يقول بعناد : ماسويت غلط عشان أعتذر ..
لكنه بداخله كان عارف إنه تجاوز حدوده معاها ...


***********************


قبل المغرب بساعة في فيلا أبو جاسم :

عقدت يدينها قدام صدرها ولفت بوزها وقامت تطقطق بكعبها على الأرض الرخامية , طالعت فيها أمها وقالت : عنيدي , قلتلك أخوها قاعد في البيت وين تبغين تروحين لها ؟؟ بعدين أكيد هي مشغولة بحكاية خطوبة أخوها , اليوم كلمتني وقالت بتروح لأهل العروسة وتكلم الأم عشان تجس نبض ..
قالت بضيق : أمي والله اشتقت لها الدب المعفنه , بعدين عمر ما بيقعد في البيت 24 ساعة , الله يسعدك كلها ساعة أزورها وأجي , الله يخليك ..
ودقت بكوعها الهنوف اللي جالسة جنبها بصمت وقالت من بين أسنانها وهي تطالع في أخواتها : تكلمي انتي والخبيلة الثانية , دايما مخليني في وجه المدفع واني أنا الزنانة وانتم المطيعات ..
قالت البندري : أمي شوية بس , والله ما نطول ..
وهزت الهنوف راسها مؤيدة , شهقت العنود بطريقة مسرحية وقالت : لا والله , جبتم الغايبة دحين يا ستاتي ..
زفرت هدى وقالت وهي تأشر على التلفون : ياااااا رجتك هذا هو التلفون اتصلوا على أبوكم , أنا عيزت معاكم ..
دقت العنود اللي دايما على راسها كل شي وترجت أبوها للعفو إنه يوافق , ووافق لهم بشرط ما يطولون أكثر من ساعتين برى البيت عشان ما يرجعون آخر الليل مع السواق لوحدهم , ما حسبوا بالكلمة لبسوا عبيهم وراحوا , ووصلوا بعد نص ساعة من الوقت المفروض للبيت ..
فتحت أزهار الباب وقالت بفرح : ما بغيتم يا خياتي , اش التأخييييييير هذا ؟؟
قالت الهنوف وهي تفك غطاها وتهوي وجهها المعرق : مو هذي فعايل ستي عنيدي , داقة الصدر وتقول أخذت العنوان من أبوية , دااااااااااارت بنا جدة كلها ..
ضحكت أزهار من قلبها وهي تاخذ منهم العبايات وتعلقها وهي تقول : وانتم ما اعتمدتم إلا على عنيدي , هذي لو حطيتوها في الشارع اللي ورى بيتنا تضيع , كيف بيت عمرها ماجات له ؟؟
مسحت البندري عرقها وقالت : مالت عليها سبتها تتضارب مع سوناردي اللي مو راضي يرجع البيت لأنه مو عارف طريق الرجعة من كثر ما دوخته ..
ما خلصت كلمتها إلا على طلت العنود من الباب وهي تلهث من طول الدرج , ضمتها أزهار وقالت : هلا والله بخريطة جدة المحترمة ..
صرخوا الثنتين استهجان لهالتشبيه وقالت البندري : أي خريطة الله يرحم والديك هذي خبيصة مو خريطة ..
قالت العنود وهي مقهورة ليش دايما يعايرونها بعدم معرفتها للطرق : اسكتوا ولا أرجعكم دحين , ترا أنا اللي فكرت في الزيارة وأنا اللي خططت , ولو مو أنا بعد الله كان كل وحده فيكم منطقة في غرفتها ..
لمن بدأوا يتناقرون حست أزهار بشعور كانت فاقدته لها فترة , ضحكت من قلبها ضحكة وقفتهم كلهم عن الكلام , طالعت فيهم وقالت : والله وحشتوني و وحشتني سواليفكم وضحكهم و هواشكم وكل شي فيكم ..
مسحت العنود دموع وهمية وفردت يدينها وحضنت أزهار وهي تقول : و انتي وحشتينا أكثر , يلا عاد متى تجين تعيشين عندنا ..
قالت الهنوف ببساطة : وين عندنا ؟؟ يا حبيبتي جاسم إختار شقة على بعد شارعين من بيتنا ..
حست أزهار بمعدتها تتلوى وبقلبها يعورها ~ شقة , بأعيش معاه لوحدنا , أنا وجاسم ~ لفت وجهها اللي بدأ يحمر عنهم وقالت : أروح أجيب القهوة ..
صرخت العنود : آآآآآآآآآآ ورينا وجهك يابنت , وااااااااااااااي بنتنا تستحي ..
ضربتها أزهار وراحت للمطبخ , ثواني وإلا كلهم معاها داخل المطبخ , العنود فاتحة الثلاجة والبندري تتأمل المطبخ و الهنوف تطردهم عشان ما يحرجون أزهار اللي كانت مستمتعة بكل دقيقة معاهم لدرجة إنهم ما نتبهوا للوقت من كثر الكلام والحماس , نص الكلام كان إجابات أزهار على أسئلة البنات اللي كانوا متحمسات لمعرفة ماضيها , حكتهم عن أمها و أخوانها و منى اللي بتخطبها لعمر و صحباتها اللي انشغلوا بدنياهم وبعضهم بأزواجهم ماعدا مشاعل اللي كانت ومازالت بحسب اعتقاد أزهار هي الوفية بينهم , وختمت كلامها : أستناها تجي من الديرة وأطب عليها ..
قالت العنود بمزح وهي حاسة بغيرة من مشاعل اللي ذكرتها أزهار باستمرار : يمكن زوجها ما وداها الديرة , ما فكرتي إنها مع زوجها يمكن انشغلت عنك ..
قالت أزهار : أولا مستحيل تنشغل عني خاصة وهي عارفة إني واعدتها إني أكون معاها في يوم الحنا وجوازها , ثانيا زوجها ولد خالتها وغصب عنه يروح الديرة هو كمان , الديرة عندهم فرض واجب , ياما اشتكت من أهل أبوها هناك , قاعدين لها على الدقة عشان يهرجون عنها ..
قالت العنود : طيب طلعي بدل شريحتك , يمكن تدق على رقمك القديم ..
قالت بأسى : شريحتي باسم عموري , و عمور حبيبي مشغول ما عنده وقت , وأنا بصراحة ما أبغى أكلف عليه فوق طاقته ..
لمن شافت علامات الإستفهام واضحة في وجوههم ضحكت وقالت : عموري عامر الله يرحمه , الكبير , و عمور هو عمر , و عمير أدلعه عمرو ..
ضحكوا على خبالها وسألت العنود : وهم يميزون الفرق ..
: طبعا , و ما يلف إلا صاحب الدلع لمن أنادي , لكن أحيانا عمر وعمير الله يرحمه كانوا يلعبون عليه و يتمصخرون على طريقتي في التدليع, لمن أنادي على واحد الكل يلتفت يعني يعني محنا عارفين مين تقصدين ..
قالت الهنوف بحماس عفوي : إذا عمر مشغول اطلبي من جاسم ترى عنده أصحاب كثير في الهاتف , ممكن يطلعها لك بسرعة ..
سكت الكل وتشاغلت أزهار بشيل فناجين الشاهي ولو النظرات تقتل كان قتلتها نظرات العنود اللي طاااااالعت فيها بغيض , قالت بهدوء وهي خايفة إنها قالت شي خطأ : ترى أنا قصدت إنه ممكن يساعدك و ..
قاطعتها أزهار وهي شفقانه على منظرها المتوتر : هنوفه حبيبي عادي , أنا فاهمة قصدك , بنت عنيدي لا تطالعين فيها كذا ..
تداركت العنود موقفها وقالت عشان ما تخمن أزهار أفكارها وقالت : لا قلت بس يمكن تنكسفين من جاسم ..
ضحكت وقالت بمزح عشان تخبي خجلها : وليه أنكسف ؟؟
وراحت للمطبخ وهي تقول بهمس : يا حلاتي وأنا داقة عليه أطلب منه يرجع شريحتي , يا فضيحه , والله إنك مهوية يا هنوف ..
لفوا العنود والبندري على الهنوف وقالت العنود بلوم : يا دب , اش قاعدة تقولين ؟؟ تبغينه يصك الخط في وجهها , انتي بنفسك سمعتي اش قال اليوم الظهر على الغدا ..
وقالت تقلده بغيض وهمس عشان ما تسمعها أزهار : زواجي من أزهار تحصيل حاصل ولا هي ماااااا قربت من المواصفات اللي كنت أبغاها في البنت اللي تشاركني حياتي ..
وقالت البندري : أنا لو قلتلك أطلبي شريحة من حسان بتطلبينها منه ...
حمممممممممرت خدودها من سمعت اسم حسان وقالت بتلعثم : ها ... لا طبعا ... يووووووو شكلي أحرجت أزهار ..
قالوها الثنتين في نفس الوقت اللي دق فيه جوال العنود : توك اللي انتبهتي ..
لفت العنود عن الهنوف اللي سود وجهها من الهم وهي خايفة إنها أحرجت أزهار وردت على جوالها وهي تأشر لهم يعني يا ويلكم وتقول : هلا أبوية ..
هاااااااااوش أبوها إلين شبع ليش متأخرين لهالوقت وأكيد إنهم مزعجين عمر وكيف بيرجعون مع السواق في هالليل , حكت العنود شعرها وقالت : أبوية عمر مو موجود , وخلاص سوناردي تحت دحين نجي لا تعصب ..
صرخ : أي تحت وهو توه داق جرس البيت علي يقول متى أجيب بنات أنا أبغى أنام أنا تعبان , أنا ما أعرف هذا طريق ..
سبت سوناردي أللللللللللف سبة في داخلها وهي تقول بهدوء : ها ... عندك ... والله كنت أحسبه تحت يا أبوية , خلاص أنا أدق عليه وأوصف له الطريق ..
سمعت أبوها يتكلم مع شخص غيرها , نادته : أبويه ..
قال براحة : خلاص جاسم جايكم دحين , توه دخل وقلت له يجيبكم هو يعرف الطريق أحسن من سوناردي , وتراه يقول لو دق الجوال و مانزلتم على طول بيوريكم شغلكم ..
ما قدرت تقول شي , الخطأ خطأهم ليش ما انتبهوا للوقت , قالت : طيب ..
ولفت على أخواتها وهي تقول بخوف : جاسم جاي ..
كلهم التفتوا على أزهار اللي خارجة من المطبخ وهي شايلة تبسي فيه صينية مكرونة بالباشميل وصحون وملاعق وشطة , حطت التبسي على الأرض وقالت : اش فيه ؟؟ هذا بابا اللي كان يكلمك ..
قالت العنود وهي حاسة بالذنب : تراه أرسل جاسم ..
انصدمت أزهار اللي ما كانت مستعدة تقابله لكنها ما حبت تبين لهم , هزت أكتافها وقالت وهي ترجع للمطبخ : ويعني ؟؟ يلا قوموا كلوا قبل ما يوصل و يعجلكم ..
جابت العصيرات وغصب عنها طالعت في شكلها في مراية الحمام من دون ما يشوفونها , صح هو قال بيرن جوال وينزلون لكن سبحان الله يمكن يطلع , شعرها مستشور ومرتب وكل شي زين لكنها كانت منحرجة تقابله ببنطلون , صح بلوزتها توصل للركبة بس برضو إحراج , جلست معاهم وهي تحاول قدر الإمكان ما يشوفون التوتر والخوف في تصرفاتها , دق جوال الهنوف فانتفضوا كلهم , طالعت الهنوف في جوالها وقالت بهمس : رسالة ..
طالعوا في بعض وانفجروا بالضحك مرة وحدة , ضحكوا إلين دمعت عيونهم على ردة فعلهم وراحت رهبة الموقف , وهم ياكلون و يسولفون دق جرس الباب , قامت أزهار وقالت وهي تطالع في الساعة اللي كانت 11.30 الليل : شكله عمر ..
ولمن طالعت في العين رجع لها التوتر , طلعت راسها من الممر وقالت بهمس : جاسم ..
قاموا بسرعة يدورون على عباياتهم ويلبسونها , ضحكت أزهار على أشكالهم وفتحت الباب وهي وراه , ولمن ما دخل طلت براسها فشافته واقف عند العتبة لابس بنطلون جنز وبلوزة عليها رسمات متداخلة ولابس آيس كاب , قال ببرود و طفش من دون ما يسلم : وين الزفوت ؟؟
~ أسبوع لا اتصل ولا تطمن ويبدأها كذا , يالله تسكنهم مساكنهم , زفوت مرة وحدة , ياخي احترم ألفاظك قدام حرمتك على الأقل ~ ما تدري ليه ابتسمت وهي تقول بهمس خجول : يلبسون العبايات , دقايق ويكونون عندك ..
سألها بجفاء صدمها : والابتسامة هذي اش معناها ؟؟
انمحت ابتسامتها وهي تقول بهدوء : ضايقتك ؟؟ خلاص شلناها ..
أعطاها ظهره ونزل , رسمت أزهار على وجهها ابتسامة مصطنعة وهي تودع البنات وتشكرهم على زيارتهم , وبعد ما صكت الباب زفرت وهي تقول : مالت عليه أنا اش سويت له ؟؟ ماد البوز عليه , يا ربي رحمتك ابتليتني بزوج ماني عارفه كيف أتعامل معاه ,الله يعين البنات عليه , أكيد لعن سابع جدودهم ..
***
: وانت لييييييش معصصصصصصب , أنا ما قلت لأبوية يرسلك ..
صرخ بقوة : عنود صكي حلقك ..
دقتها البندري وهي تأشر لها بصمت يعني اسكتي ولا تناقشين , طنشتها وقالت بضيق : مالت , كله من العجلة نسيت صحن الأكل اللي أعطتني إياه أزهار لأمي وأبوية ..
لفت الهنوف بصدمة وقالت : نسيييييتييييييييه ؟؟ أمي ما تعشت تستناه ..
لف جاسم عند أول لفة بقوة خلتهم يتصقعون في اللي جنبهم وهو يقول بعصبية : أصلا الحق مو عليكم , عليه أنا اللي مطاوعكم ..
حطت الهنوف يدها على موضع قلبها وهي تدعي بداخلها ما يصير لهم حادث بسبب سرعته المجنونه , فرمل عند باب العمارة بقوة طيرتهم على قدام وخرج وهو يصفق الباب بكل قوته , تفلت العنود من قلبها بعد ما خرج وقالت الهنوف وهي تسد إذنها : صفقة الباب أحسها فجرت إذني و هزت عظامي ..
تأوهت البندري اللي جالسة وراها وقالت : صفقة الباب بس , لفته خلتني أصك في الباب صكة بنت كلب , والعصلا هذي كملت الناقص , فغصتني ..
بعدين سألت بحيرة : هو ليه معصب كذا ؟؟
صرخت العنود بقهر وسط ضحك أخواتها : الرجااااااال طول عمرهم أنذال متى ما اشتهوا عصبوا ومتى ما اشتهوا روقوا ويا ويلك و سوااااد ليلك لو ما مشيتي مع مزاجيتهم العفنة ..
دق جاسم الباب وهو يحس بفورااااااان غرييييييب بداخله , زاده الشابين اللي نزلوا من الدور اللي فوق , لو أعطوه حجار ذيك الساعة كان فتته من اللي فيه ..
أول ما شافته فتحت الباب باستغراب , لسه توه 6 دقايق بالكثير من خرجوا من عندها , زفر وقال باختصار شديد : الصحن ..
انفتح باب جارهم وخرج منه أبو صلاح وطالع في جاسم بصدمة , مد جاسم يده على طول وفك تقطيبة حواجبه وهو يقول بثقة وهدوء : أكيد إنت أبو صلاح , أنا جاسم أحمد الـ ... , عمر يشكر فيك كثير خصوصا وقفتك معاه بعد أزمته ..
ابتسم أبو صلاح وارتاحت ملامحه وهو يقول : أهلا وسهلا , إنت جاسم زوج أزهار , كلمني عنك عمر , هلا والله , سامحني , خفت على البنية يوم سمعت أصوات , تعرفها لوحدها و ما عندها أحد و موصيني عليها أخوها ..
ابتسم جاسم وقال : والله فيك الخير يا أبو صلاح , جزاك الله خير ما قصرت , سامحنا على الإزعاج ..
حطت أزهار الصحن اللي ملته من المكرونه والفطاير اللي سوتها في كيس وهي تحاول تخمن اش قاعد يسولف جارهم مع جاسم ..
: ما خلصتي ؟؟
انتفضت بخوف وهي تشهق ولفت عليه وهمست بخلعة : بسم الله , فجعتني ..
قال بتريقة : لا والله , أخلصي وهاتي الصحن ..
تجاهلت وقاحته وابتسمت بعكس ما توقع وناولته الكيس بصمت , سحب الكيس ومشي خارج , ولمن سمعت صوت الباب زفرت وقالت : يا ربي على الرجال كلهم واحد , يعصبون من شي ويحطون عصبيتهم على الناس الغلط , أكيد خسر أسهم ولا تهاوش مع رئيسه ولا صاحبه , يارب تعينني على هالرجال ..
هي لاحظت هالطبع في عمر وعمير لكن عمار لا , تنهدت وهي تتذكر عمار اللي كان يكظم غيضه بشكل عجيب , حتى في أحلك المواقف كان يكتفي بكلمات بسيطة أثناء الإجابة عشان ما يجرح أحد أو يغلط عليه في لحظة غضب , همست لنفسها : الطيب ما يعيش يا عمار , الله يرحمك رحمة واسعة ..
بلعت ريقها أول ما اختنق صوتها وقامت تغسل الصحون وهي تحاول تلهي نفسها عن ذكراه بأي شي ثاني ..
دق الجرس ووصلها صوت انفتاح الباب وصكه ممزوج بصوت عمر وهو يلحن : السلااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
غسلت وجهها ولفت وهي ترد السلام , طالع فيها وقال : أشوف حليت للسيد جاسم الجية وأنا ماني موجود ..
حممممممممممر وجهها و انشرقت بريقها لمن فتحت فمها بتدافع , ضحك عمر وقال : بس , بس , هذا كله من الخجل أمزح معاك أنا , قلي إنه جا أخذ البنات , تصدقين بدأت أغير نظرتي عنه ..
رفعت راسها وسألت : أي نظرة ؟؟
قال وهو يفصخ شماغه : دق علي يسألني أنا فين وقال لي إنه بيستناني إلين أجي عشان ما تقعدين لوحدك خاصة إنه عيال جارنا فالح طالعين نازلين , وما حرك سيارته إلا بعد ما سلم علي وتأكد إني طالع ..
ابتسمت وقالت : و انت حضرتك كان لك نظرة و ما قلتلي ؟؟
قال وهو يخرج من المطبخ متهرب من الإجابة : بأروح أتروش ..
~ اش النظرة اللي في بال عمر ؟؟ أفففففففف ما أدري تصرف جاسم هذا هو خوف علي ولا شك فيني , لازم قبل الزواج تنحل هالمسألة , مو معقول بنتزوج وهو مهو عارف الموضوع ولا حتصير مشاكل لا لها أول ولا ثاني , استغفرك يا رب وأتوب إليك ~..
***
كان جالس على سريره و محموله قدامه يضغط أزراره بسرعة محترف , طالع في رده اللي كتبه وضغط إدخال وهو مبتسم , كان صوت الأغنية المفضلة له مسموع من ورى السماعات اللي حاطها على أذانيه , هز راسه بدندنه وكتب ..
عايش في حق صلصل مع3مراجيج: أقول , أكيد بتقعد تفلسف علي مو النار ما تحرق إلا رجل واطيها ..
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : هذاك قلتها بنفسك , رجل واطيها اللي هو انت , رحت من عندي قبل 10 أيام و انت ناوي الطلاق و هذاك مختار الشقة و ماخذ إلحاق وقاعد تجهز لعرسك من دوني يالخاين ..
عايش في حق صلصل مع3مراجيج: أبوية ما يخلي الواحد يتنفس كإنه ماحسب واحد من عياله يتزوج , لو تشوفه تقول هو العريس مو أنا ..
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : ومتى نفرح بك ؟؟
عايش في حق صلصل مع3مراجيج: أقول لا تغثيني بهالسؤال لأرسللك فايروس يجيب أجل محمولك انت ووجهك ؟؟
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : جاسم أكلمك بعقلانية أنا , صدقني لو تزوجت وهالفكرة في راسك وانك مغصوب عالبنت لو اش ما سوت واش ما صار بينكم بيقعد شي في نفسك ينغص عليك , ما أظن البنت لهالدرجة ما تنطاق ..
عايش في حق صلصل مع3مراجيج : اقطع النفس خلاص , فيهااا شي يخليني أطططططلع من طوري وانتهينا ..
أرسله صورة واحد مبتسم ومروق وكتب ..
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : يا أبو حق صلصل إحنا في محادثة يعني اقطع الضغط على الأزرار مو النفس ..
حس بضغطه يرتفع فكتب بغيض ..
عايش في حق صلصل مع3مراجيج : لا والله ؟؟ يا برودك , ضف وجهك عني ورجع النك نيم القديم أحلى ..
مهندس طفشااان وصاحبه عسكري بطران : كيفي أنا حاليا طفشان ماني مخبول وانت منت مكروف بالعكس متبطر على النعمة ..
أرسل جاسم صورة متحركة , الولد اللي يرمي بالون الموية وخرج من المحادثة ..
جلس يقلب كلام عدنان في راسه كثير وفي الآخر طفش طفى اللمبة وانسدح عشان ينام , أمه متوعدته بكرة بدوران في الأسواق ...


***********************

كانت الساعة 2 الليل وقت ما خلصت مشاعل ترتيب أشياء السفر , طالعت في كومة الملابس الوسخة اللي لازم تغسلها و كومة الملابس اللي لازم تطبقها , حكت شعرها بضيق وهي تحس كل عظمة في جسمها تئن , 8 ساعات في السيارة وبعدها ساعتين ترتيب في البيت شي مو معقول , طلت هاله من باب غرفة الغسيل وقالت : أساعدك ؟؟
تمغطت مشاعل وقالت : ياليت , طبقي الملابس , أمدد جسمي شوية وأجي أغسل الباقية ..
وخرجت للصالة , وقعت عينها على التلفون , جلست جنبه بتعب ورفعت السماعة ودقت رقم بيت أزهار , كانت تفكر إنها تغسل الثياب الليلة وتكويها بكرة وباقي الملابس مو مشكلة لو أخرت غسيلها و...
: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الصوت الرجولي خلاها تنتفض من مكانها , جمدت للحظة بعدين قالت بدون ما ترد السلام : أزهار موجودة ..
كانت تحس ضربات قلبها تزيد ونفسها يسرع وهي تسمعه يقول : أزهاااااار وحده تبغاك على التلفون ..
حست برجفة خوف لمن وصلها صوتها المألوف وهي تسأل من بعيد : مين ؟؟
: ما أدري , بس نبهيها إنه رد السلام واجب ..
صوت حركة السماعة اختلط بصوتها وهي تقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما قدرت تنطق بحرف , دموعها كانت مغرقة وجهها اللي غطته بيدها وهي تكتم صرخات كانت بتخرج منها بلوعة ..
: ألو .... , مين ؟؟ ألو ..
شهقت من كثر اختناق نفسها ..
انعصر قلب أزهار لمن سمعت صوت الشهقة و البكى , دار عقلها بجنون , مين ؟؟ مين ؟؟ يكون وحدة من البنات افترى فيها جاسم ؟؟ لكن عندها جوالها ليه ما دقوا عليه , وفجأة حست بذوبان بداخلها وهي تهمس : مشاعل ..
زاد بكاها وهي تسمعها تنطق اسمها , وبالقوة نطقت السؤال الوحيد اللي أرقها ليالي : وينك عني ؟؟
غطت أزهار فمها بيدها وهي تصيح عشان ما يطلع صوتها و ينفجع عمر اللي دخل غرفته ينام , تفجرت بداخلها آآآآآآلاآآآآآآآم كتمتها لفترة طويلة , ما تدري كم مضى من الوقت وهي تصيح وتسمع صياح رفيقة دربها ..
لمن استجمعت مشاعل شتاتها قالت بصوت متألم مخنوق وهي تشهق من البكى : أزهار حرام عليك اللي سويتيه فيني , بغيت أنجن من كثر الخوف والقلق , وينك ؟؟ جوالك ليه مغلق ؟؟ ليه ما أحد يرد على التلفون ؟؟ حرام عليك اللي سويتيه والله حرام ...
كانت أزهار حاسه بشعورها ومقدرة إنها ما تعرف الحقيقة , وكان نفسها إنها تطمنها على حالها وتهديها لكنها ما قدرت تكتم الكلام اللي كان ودها تصرخ به وسط الشارع من كثر اللي فيها , قالت بهمس مخنوق وهي تصيح : مشاعل , أمي ماااااااتت , غرقت يا مشاعل , حتى عامر و عمير كلهم ماتوا , كلهم ماتوا , ما بقي لي من أهلي إلا عمر , كلهم ماتوا ..
انصعقت مشاعل من اللي سمعته , كان ودها تشتكي مصيبتها وهمومها اللي ما شكتها لأحد لأزهار لكن الكلام اللي سمعته جمد الدم في عروقها و قشعر بدنها , غرقت , ماتوا , لحظتها تمنت لو تنتقل عبر الأسلاك عشان تكون جنب أزهار
لأول مرة تسمع أزهار تبكي بهالحرقة , قالت بخوف : أزهار , أزهار ..
ما وصلها إلا صوت صياحها وشهقاتها المختنقة ..
: اش صار ؟؟
رمت مشاعل السماعة ونطت لبندر وقالت برجاء : بندر الله يسعدك وديني لأزهار والله البنت تعبانه ..
: وهي رجعت أخيرا ؟؟
: بندر الله يخليك , والله أدفع لك اللي تبغاه..
بعدها عنه لمن شافها جادة وقال : مجنونة انتي الساعة 2 في الليل , روحي نامي أحسن لك ..
تفجرت الدموع من عيونها وهي تصرخ : أمها و أخوانها ماتوا وهي تصيح في التلفون , وديني لها دحين , هي وقفت معايا لمن مات أبوية , كل مالفيت لقيتها حوليني , حراااااام عليكم لو أبويه حي كان وداني وكان ما طلبت منك ولا من أخوانك ولا شي , حرام عليكم اللي تسوونه فينا , حابسينا و مبهذلينا كإنكم ما حسبتم تصيرون ولاه على أحد , وديني لها دحييييييين ..
خرجت أمها على صراخها وهي مفجوعة , قال بندر اللي انفجع من اللي قالته أخته : خلاص أوديك بس اسكتي , تسمعين الجيران صراخك ..
سألت أمها : توديها فين ؟؟
أزهار كان حزنها مجمعته ورى سد كبير منيع ولمن سمعت صوت مشاعل انهد هذا السد وبدأ يغرقها بطوفاااااااااااان من الألم والحسرة , كان عقلها يأمرها إنها تذكر الله وتهدي نفسها وترفع السماعة اللي طاحت من يدها من كثر البكاء لكن قلبها كان ينزف بشكل ما أحد يتصوره ..
طالع بندر في مشاعل اللي كان جسمها كله ينتفض مع شهقاتها وقال : خلاص انتي كمان , بتروحين تصبرين البنت ولا تبكينها معاك ..
قالت بصوت مخنوق : يوم مات أبوية ما سابتني أيام العزا ولا لحظة حتى بعد العزا بأسبوع كانت تزورني كل شويه , وأنا ما أدري متى ماتوا أهلها ..
زفر وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون , الله يرحمهم ..
كان بداخله يرتجف وهو يتذكر عمار ووقفته هو كمان معاهم أيام العزا وكلماته المشجعة وهو يصبرهم , صح ما كانت عشرتهم ذيك العشرة لكنه كان يحترمه كثيييييييير , كان يقابله مرة مرتين كل أسبوع تقريبا , ياما تبادلوا السلام لمن يجي يوصل مشاعل بعد المدرسة لمن ما يقدر أبوه يجيبها , و ياما اتصل عشان يتطمن على أحوالهم بعد وفاة أبوهم ويشوف إذا محتاجين شي ..
بعد ما هديت أزهار ما عرفت تتصل على مشاعل , وبعد تردد اتصلت على بيت أهلها ردت أمها اللي عزتها وهي تعتذر عن قصورهم و قالتلها إنه مشاعل جايتها , بعد ما صكت التلفون قامت بسرعة وغسلت وجهها وحطت كحل جوة عيونها و مسدت شعرها , ووقفت من الحماس جنب الباب وكل شوية تطالع مع العين , ولمن شافتها ووراها أخوها , فتحت الباب وهي وراه , سمعت بندر يقول : أستناك في السيارة ..
دخلت مشاعل وأول ما فتحت غطاها وشافت أزهار وأزهار شافتها احتضنوا بعض وهم يبكون بصمت , وبعد عبارات كثيرة و شكوى عن حالة القلق والترقب و هرج ماله نهاية في الممر دخلتها أزهار غرفتها وجلستها على السرير لأنه ما عندها كراسي في الغرفة , ابتسمت أزهار وقالت : يا حي الله شعولتي , سامحيني جايبتك من ....
ضربتها مشاعل على كتفها وقالت : كلي تراب ..
حكت أزهار كتفها وقالت : يا دفشة , ما تغيرتي حتى بعد الزواج , إلا كيف نصور وحياتك معاه ..
ابتسمت مشاعل وقالت : لا ما تغيرت بعد الزواج و سيبي نصور على جنب , المهم انتي كيفك ؟؟..
تربعت أزهار فوق السرير وواجهت مشاعل وهي تقول : أنااااااا , إممممممم اش ممكن أقول ؟؟ تصدقين ماني لاقية كلمات توصف حالتي , قصتي طويييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يلة ..
طالعت فيها مشاعل بحب ~ ما تغيرتي يا أزهار , حتى بعد اللي صار لك انتي زي ما انتي , ياليتني قوية إيمان زيك ~ , زفرت وقالت : بأسمعها لو هي طويلة , إلا إن كان انتي ما تبغين تتكلمين ..
حكت أزهار شعرها وقالت : لا مو عن كذا , أولا ما أبغى أوجع قلبك , ثانيا ما بتصدقين القصة من غرابتها ..
قالت : أولا مالك دخل في قلبي وثانيا بأسمع وبعدها بأقولك صدقت ولا لا ..
فكرت أزهار شوية بعدين قالت بضحكة : تراني تزوجت ..
شهقت مشاعل وصرخت : إييييييييييييييييييييييييييييييييش ؟؟
نطت أزهار وصكت فمها وهي تقول : يا خبلة بتصحين عمر ..
بعدت يدها بقوة وهي تقول بصوت عالي : ياااااااااخاااااااااااااااااينة تتزوجـ ..
صكت أزهار فمها مرة ثانية وهي تضحك وتقول : مشاعل يالخبلة بتصحين الجيران الله يفضحك ..
وبالقوة قدرت تهديها عشان تفهمها الموضوع , هي ما كانت تبغى تبدأ بالحزن في قصتها عشان ما تشيل مشاعل همها أكثر مما شالته طول هالشهور , رغم إنها هي تعتبر زواجها الغير متكافئ مع جاسم حزن جديد في حياتها ..
اختصرت لها الموضوع قدر الإمكان وحصرته إنها كانت في العبارة وغرقت أمها وأخوانها من دون ما تشرح بالتفصيل وإنها فقدت الذاكرة طول هالمدة وما استعادتها إلا من فترة بسيطة , كان وجه مشاعل يتغير على حسب اللي ينقال , صدمة , خوف , حزن , ألم , ابتسمت أزهار وقالت : وحكاية فقد ذاكرتي وتوابعها اللي من ضمنها جسوم , هذي أحكيك إياه على رواقة بعدين عشان ما يذبحك بندر , صراحة بأعطيه جائزة الأخ المثالي اللي جابك لي في هالوقت ..
قامت مشاعل من مكانها ولفت ذراعينها حولين أزهار وضمتها لصدرها بقوووة وهي تقول : الله يصبرك ويزيد إيمانك ياااااارب ..
غمضت أزهار عيونها وهي تريح راسها على صدر مشاعل وهمست : سامحيني يا مشاعل , دوبي حسيت بمقدار ألمك يوم مات أبوك ..
~ لا يا أزهار لا تقولين كذا ترى وجع قلبي يزيد , يا رب تصبرها وتعوضها يا رب ~ مسحت مشاعل دموعها بسرعة قبل ما تشوفها أزهار وقالت كاذبة وهي تمسح شعرها : البداية بس صعبة , لكن الحمد لله دحين أحسن ..
وبعدت عنها وقالت : والله ما ودي أسيبك لوحدك ..
ابتسمت لها أزهار نفس الإبتسامة المتفائلة المشرقة وهي تقول : أي لوحدي , معايا أبو عبد الله , يلا انقلعي قبل ما يحلف ما عاد تجين عندي , كافي ماله شي سايق 8 ساعات في طريق الجنوب المعفن ..
ودعتها عند الباب بعد ما أعطتها رقم جوالها الجديد , وصكت الباب وهي تتنهد براحة , حست بثقل وانزاح عنها بعد ما تكلمت مع مشاعل و شافتها وجه لوجه ..
مسحت دموعها وهي تقول بداخلها ~ حبيبتي هيه ما نسيتني , كانت فاقدة ذاكرتها عشان كذا ما اتصلت علي , يا رب تعوضها فقدها بجاسم يا رب , يا رب يكون نعم الزوج لها , والله لو أقدر أتصل عليه وأقوله إنه حصل على جوهرة ثمينة كان اتصلت , يا ااااااارب تسعدها يا رب ~..
: ارتحتي ست مشاعل ..
لفت على بندر وقالت : مشكوره والله ما تقصر ..
قال بتريقة : ما شاء الله دحين مشكورة وقبل ما خليتي عيبه ما حطيتيها فيني ..
قالت : لا والله , كنت أتكلم عن أخواني بشكل عام ما خصصتك انت ..
قال : أهم شي تذكري اللي سويته , ترى بيجي يوم وأطالبك برد الدين ..
لفت بوزها وقالت : استغفر الله العظيم , بتذلني بهالريحة يعني , الدنيا صارت دين ومصالح حتى بين الأخوان ..
زفر وقال : توك كنتي زينه , آآآآآآخ منكم يالحريم كفارات عشير ..
رجعت تراضيه وهي تشكره من قلبها إنه وداها لأزهار في هالوقت ..


*************************



صباح اليوم اللي بعده :


طالع يمين ويسار وقال : اختاروا اللي تبغونه ..
زفرت العنود بضيق وقالت بهمس لأمها : يالله تطولك يا روح , قلتلك يا أمي نمشي نختار الأثاث مع سوناردي أصريتي إلا يجي معانا , أهو درنا عشر محلات وما عجبه شي و طايح فينا اختاروا انتم كإن البيت إحنا اللي بنعيش فيه مو هو ..
قالت هدى وهي تمسك ذراع جاسم : جاسم حبيبي هذا بيتك , ما تبغى تختار أثاثه ..
قال بطفش : يمه قلتلكم آخذ شقة مفروشة أحسن لي من صدعة الراس رفضتم و أصريتم نأثث كل شي , خلاص انتم اختاروا أي شي ..
فلتت أمه يده وقالت : ندخل بنت الناس على شقة مفروشة أثاثها مستعمل ليه و إنت قادر تأثث بيت ؟؟ شي لكم يكون خاص فيكم تقعد فيه ذكرياتكم ..
عقد ذراعينه وهو يفكر ~ كنت حأختار لو مع وحده أنا مختارها بنفسي مو مفروضة عليه فرض , مو كافي الدنيا كلها خبط لزق و بصربعه , أنا أول مرة أشوف زواج زي كذا ~ , طالعت فيه العنود من فوق لتحت من دون ما يشوفها وقالت لأمها : ذاك الطقم حلو , و بيصير أحلى لو اخترنا معاه ذاك القماش اللي هناك , ألوانه جريئة وحلوة ..
عجب هدى شكل طقم الكنب والقماش المخلوطه في تصاميمه درجات العودي والبني والذهبي , وقررت تخليه لمجلس الرجال , داروا كذا محل بعدها وجاسم ماغير موقفه الصامت , طالع في ساعته وعرف إنه عدنان اللي فرحان بإجازته أكيد وصل الرياض ..


***********************


في الرياض , في فيلا متوسطة في حي الروضة :

ضم عدنان ولد أخته اللي أول مرة يشوفه وقال : اش هذا ؟؟ مره صغير ..
ابتسمت سمر وقالت بتعب : طيب دوبه ما كمل أسبوع ..
طالع في وجه أخته وقال بحنان : شكلك هلكانه ..
مسحت وجهها وقالت : مانمت طول الليل بسبب صياحه وغيرة ريهام اللي كل شوي تنط تبغى تسوي فيه شي , فرحت إنه أخذها أبوها يمشيها , وتووووه الأفندي نام ..
قام وحطه بهدوء في هندوله وقال : يلا أسيبك أنا كمان عشان تنامين ..
دخلت سحر وهي شايلة صينية فيها مرقة لحم وخبز وقالت : على ويييييين ؟؟ لسه ماشفناك زي الناس ..
سكتها وهو يهمس : لا يصحى ربيع , أختك تبغى تنام يا مزعجة ..
حطت الصينية على طاولة جنب سرير أختها وجلسته و قالت وهي تضغط ظهرها : آآآآخ , اللي يشوف تعبي يقول أنا اللي والدة مو سمر , ترى حتى أنا ما نمت بسبب صيف المزعج هو والمتخلفة أخته ..
قالتها وهي تصفع خد ربيع , شد عدنان شعرها بخفة وهو يقول : صحيتيه ..
قالت بثقة وهي تجلس جنبه : لا حبيبي لا تخاف , شتاء هذا ينام لمن ماتبغاه ينام ويصحى في الأوقات الحرجة , دحين عصرية ورواقة يعني مستحييييييييييييييل يقوم , تعال 3 الليل توووها العيون تفتح وتبدأ السمفونيات العذبة ...
ضحك عدنان على وصف سحر وقالت سمر بضيق : لا تتريقين على الاسم , ترى لله أنا معقدة منه ..
قالت سحر : أم خريف محد قالك ما تعارضين زوجك على الاسم , فرحان باسم أبوه ..
دخلت أمهم وقالت بعصبية : بنت , عيب هالكلام , مالك دخل بين الإثنين , وأبوه حر يسميه اللي يسميه , يا طول لسانك طولاه ..
قالت سحر : شايلته 9 شهور و متحمله قرفه وأمر بآلام الولادة وآخر شي هو اللي يسميه بارد مبرد والله حامض على بوزه ..
قال عدنان بهدوء : سحر هذا الشرع ..
قالت : ما اعترضنا على الشرع , بس في شي اسمه تشاور , يعني هي ما بتغصبه على اسم هو مايبغاه , على الأقل يكون لها رأي في الموضوع , هو مو ولد الجيران ولدهااا ياناااس , ربيع , يعني لو اسم أبوه من ماحمد وعبد كان أهون من واحد من فصول السنة ..
ضحك وهو ينقل بصره بين أختينه وهم يتناقشون , اللي يشوفهم مستحيل يعرف انهم توأم لا شكلا ولا صفاتا, سمر جميييلة , هادية , خنوعة وصوتها هاااااادئ , من تخرجت من الثانوي تزوجت وما كملت دراستها , سحر مهي بجمال سمر لكنها جذابة , صاخبة , مرحة , مسترجلة وقوية الشخصية تخرجت من الكلية قسم خياطة و تشتغل في أعمال حرة ..
لفت سحر لمن حست بشي وراها وشافت أخوها ماهر واقف عند الباب بعيون شبه مفتحة وشعره مشعفل , قالت بصوت ثقيل ممطوط : أصبحنا وأصبح الملك لله , يالله تسكنهم في مساكنهم ..
التفقوا كلهم للباب , لف على ورى وقال بصوت ثقيل من النوم : جيب جزمة وانت جاي إذا ما عليك كلافة , سطربها المشعوذة اللي هنا ..
ودخل وهو يحك ظهره بيد وخصره باليد الثانية , و وراه على طول دخل واحد نسخة منسخة منه في كل شي الفارق الوحيد الملابس وأثر ضربة على شكل خط مايل تحت العين اليمين ممتدة لبداية الذقن , قال وهو يلوح بفازة قزاز : مالقيت جزمة قدامي تنفع هذي ..
ماتوا ضحك على خبال التوأم و شهقت سحر وقالت وهي تحط يدينها على خصرها : لا والله , يعني إيه بتفلع راسي بها !! مشلا شعافلكم انت وإياه واصله السقف , لا صلاة ولا ديانة ..
رفع الفازة بتهديد و جلس ماهر جنب الهندول وهو يقول لتوأمه : خلاص سامر , امسحها في وجهي هالمرة , أختنا الصغيرة حرام ..
حط سامر الفازة جنب أمه وجلس وهو يمسد شعره ويقول : نخليها هنا احتياط , يمكن تسوي شي ما يعجبنا , بعدين الشعافل هذي هي الموضة حاليا ..
طالعت بتقزز وقالت بسخرية : أنا لو أخرج بعين محكلة وعين لا صارت موضة , ما خلوا شي ما صفعوا به الموضة الضعيفة اللي ما طلبت من أحد يسوي هبالات ويسميها بها , أنا شفقانة على الموضة , ولو أشوفها بأضمها وأقولها حقك عليه واصبري ترى الصبر زين ..
كان الكل يضحك على كلام سحر إلا التوأم , شال ماهر ربيع وحطه في حضنه وهو يسأل ببرود متعمد : سامر هذي اش قاعدة تقول ؟؟
لوح سامر بيده وهو يقول ببرود مماثل : مع نفسها , مرررررره مع نفسها ..
سأل عدنان بحيرة : اش معناها ؟؟
قالت سحر وهي تزفر : معناتها إني مجنونة كأني أتكلم مع نفسي ومحد سامع لي ..
أشروا لها التوأم في وقت واحد بإبهامهم وهم يقولون : انتي كذا ؟؟
وكمل سامر : طالبة نجيبة تحفظ الدرس بسرعة ..
حطت سمر يدها على بطنها وهي تقول : حرام عليكم بطني تعورني من الضحك , ارحموني ..
سأل عدنان : زايد حالهم ولا يتهيأ لي ؟؟
قالت أمه وهي تصك أذانيها : زايد حالهم وبس , صداااااع يجيني لا اجتمعوا ..
ابتسم عدنان وقال : والله اشتقت لجمعاتكم ..
لفت عليه سحر مبتسمة وهي تكلمه بدلع والتوأم طايحين فيها حش وهي مطننننننننشة ..


عائلة عبد الكريم خالد الـ ....

الأب : رجل أعمال مشغول دائما ..
حنان : الأم , معلمة اختصاص متقاعدة ..
خلود ( 33 سنة ) : ربة منزل متزوجة من ولد عمتها ماعندها أولاد ..
خالد ( 31 سنة ) : متزوج من بنت صاحب أبوه وعنده ثلاث بنات ..
عدنان ( 29 سنة ) : مهندس أعزب ..
ماهر وسامر ( 27 سنة ) : ماهر مضيف جوي مملك على بنت عمه , سامر مدرس لغة إنجليزية أعزب ..
سمر وسحر ( 26 سنة ) : سمر متخرجة من الثانوي متزوجة من ولد عمتها وعندها بنت وولد , سحر عزباء متخرجة من قسم خياطة تشتغل أعمال حرة ..
سلافة ( 20 سنة ) : طالبة في الكلية قسم لغة إنجليزية ..


**********************

* قصيدة أين أنتي ؟؟
* قصيدة : بَعدك يا أبوي ...
بقلم صديقتي شاعرة المستقبل بإذن الله (( حُسن الوجود )) ..

اسير الصمت
09-06-2012, 02:37 PM
الفصل الثامن : الجليد والنار :

جارفة أنا كهشيم النار
قلبي شظية من بركان
أثاره تراكم الأحزان
خائفة أنا من غدر الأنام
منك ومن كل خوان
ورغم ذلك
كياني راسخ بالإيمان

مالي ومالك يا فتى
قدر... وجمعنا معا
لا تشتكي هما
فهمي والله أكبر من أن ينطق

جامد أنت كلوح الجليد
قلبك بارد لا يعرف الحنين
همسك ساخر كما الزمهرير
عاص وفوق هذا
تظن أنك فريد

سأذيبك يوما يا سيدي
وستعلم بعدها أنك لي
سألهبك بطوق من نار
وستشعر حينها بدفء الإيمان

وكل ما أخشاه يا شتاء حياتي
أن أنطفئ قبل أن أحقق رجائي

اسير الصمت
09-06-2012, 02:38 PM
عصر يوم الثلاثاء 3 / 5 / 1427 هـ
في شقة أزهار وعمر :


: هذا كله و ما خلصتي هرج معاها ؟؟
أشرت أزهار لأخوها يعني دقيقة وقالت : يلا شعولتي أكملك السوالف بعدين ..
لمن صكت التلفون سأل بصدمة : هو لسه فيه سوالف ؟؟
ابتسمت وقالت وهي تحط التلفون على الكومدينه : عمور أنا قاعدة أحكيها اش صار لي من أول مارحت من جدة , لازم أطول ..
قال وهو يمد لها جوالها : له ساعة يصرخ لوحده في الصالة ..
تذكرت إنه الهنوف طلبت منها مقادير الباشميل من ساعة تقريبا , ضربت جبهتها وقالت وهي تاخذ من الجوال : كيف نسييييييييييييييييت ؟؟ شكرا حبيبي ..
قال وهو يحرك حواجبه وراجع للصالة : اللي ماخذ عقلك ..
قالت بحيا : مررررررررررره ماخذ عقلي ..
وطالعت في جوالها , لقيت في 31 مكالمة ورسالتين , انصعقت لمن لقيت مكالمة وحده من الهنوف ورسالة (( حبيبتي أزهار , متى ما فضيتي اتصلي , ماعليك تراني ماني مستعجلة عليها )) و30 مكالمة من جاسم ورسالة مختصرة (( على فكرة أنا جاسم إن كان ما سجلتي رقمي من المرة اللي فاتت )) , حطت يدها على قلبها وقالت : وااااي يحسبني ما أعرف رقمه , يالفشللللللللللة ..
حطت على رقمه وهي مترددة تدق ولا لا , وأخيرا ضغطت على الرقم وحطت الجوال على إذنها و هي مغمضة عيونها ومجهزة نفسها لهواشه , دق جرس الباب فقالت بطول صوتها عشان يسمعها عمر : عموووووور شوف مييييييييين عند الـ....
انتبهت إن الخط انرفع فسكتت على طول , وصلها صوته اللي باين إنه يخرج من بين أسنانه وهو يقول : افتحي الباب تراني أكره الوقفة ..
صرخت بداخلها بصدمة ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااا ~
و همست بخجل : طيب ..
وصكت الخط ورمت الجوال ونقزت من سريرها و حطت يدينها على راسها وهي تصرخ بداخلها ~ ليش دايما يجي فجأة ؟ لااااااااااااا , آآآآآآآخ ياقهري ~ , سمعت صوت عمر يرحب به , قامت على طول وصكت باب غرفتها بشويش وجري راحت تعدل شكلها وتغير لبس البيت , اضطرت تخلي شعرها المجعد زي ماهو بس بللته بشوية موية كانت في كاسة على طاولتها , شكرت ربها إنها من كثر الهرج مع مشاعل ما شربتها , وحطت معاه جل وهي تهمس بغيض : يعني يعني موضة ..
حطت كحل و شوية حمرة خدود خفيفه وملمع , سمعت عمر يقول : طيب اجلس شوية , مستعجل على إيه الله يهديك ؟؟ مو كافي مشغول ما نشوفك ..
وسمعت جاسم وهو يقول باعتذار : والله مستعجل مواعد واحد من الشباب عنده مشكلة ولا كان جلست ..
وبعدت الأصوات وانتهت بصوت الباب اللي انصك بهدوء , طالعت في شكلها وزفرت بضيق , دايما حايسة , نفسها مرة وحده يجي وهي مستعدة و رايقة , حست ببرودة في أطرافها وهي تفك الباب , طلت من عند بابها للمقسم اللي يودي للصالة ما سمعت أي صوت لواحد منهم , حست ببرودة أطرافها تتسلل لقلبها ~ ما قدر حتى يسلم ولا يسأل عن الحال , مو كافي المرة اللي فاتت ما لقيت منه إلا التريقة والبرود , الله يسامحك يا جاسم ~ , خرجت بشويش وعينها جات مباشرة على ظرف محطوط على طاولة الصالة اللي جنب الممر , راحت وتلمسته من دون ما تفتحه , شكله كان جاي عشان هذا الظرف , كان مكتوب عليه بخط أنيق ميزته _ يسلم في يد العروس الحلوة أزهار _ ابتسمت وهي تقول : الله يقطع شرك يا عنود ..
فتحت الظرف وخرجت اللي فيه , كانت مجموعة كروت أفراح , لقيت ورقة مطوية بعناية ومغرية أطرافها عشا ما أحد يقرأ, فتحتها ولقيت مكتوب فيها (( حبيبتي أزهار تراني بققت عيوني وتعبت إلين اخترت مجموعة حلوة , اختاري اللي يعجبك و قوليلي عليه , هذا حيكون خاص بمعازيمك انتي , وأنصحك اختاري الذهبي تراااااه حلو وغاااااااااااالي اكسري فيه ظهر جسومو نياهاهاهاهاها )) وراسمة صورة وجه له قرون و أنياب وعيونه سوداء ويضحك ضحكة شيطانية , ضحكت وقالت : ما ألوم الهنوف يوم تقول عليك مخيفة ..
: أدفع اللي في جيبي وأعرف اش كاتبة العنود ..
طاح كل اللي في يدها وهي تلتفت بصدمة لجاسم اللي كان حاط رجل على رجل وفارد ذراعينه براحة على ظهر الكنبة , قالت رغم عنها بصدمة : انت هنا..
***
جاسم اللي جلس بعد محاولات عمر اللي تركه لوحده في الصالة ودخل غرفته عشان ما تنحرج أزهار أكثر التزم الصمت لمن شافها داخلة وهي مهي منتبهة لوجوده كان بينبهها لكن منظرها الهادي و تعابير وجهها وهي تفك الظرف خلاه يتصنم , شاف ابتسامتها ولمح بريق عيونها , ورغم عنه قلبه كان يتسارع , ولمن سمع ضحكتها وصوتها حس بشعور غرييييب بداخله مزيج من الغيض والقهر خاصة وهو يتذكر تطنيشها للجوال , ما يدري ليه كان مستمتع لأقصى درجة بتعابير وجهها المصدومة فقال بتريقة : لا هناك ..
وقام من مكانه وتقدم لها , بعدت نظرها عنه و دنقت على الأرض تجمع الكروت كانت رغم عنها تهتف بداخلها بسعادة غريبة ~ ما راح ~ ولمن قامت كان قدامها , مد يده وسحب بطاقة ورديه من وسط البطاقات وقال بلا مبالاة : هذي اللي عجبتني ..
وقبل ما تنطق قال ببرود وهو يرجع البطاقة : جوالك ما تردين عليه وتلفونك مشغول فوق الساعة ليه ؟؟
همست وهي تتحاشى تلتقي عيونهم من خجلها من السعادة اللي ملت قلبها إنه ما طنشها وراح بلا اهتمام : كنت أكلم صحبتي ..
تأملها وهمس بنفس درجة صوتها : وصحبتك هذي أهم مني ؟؟
رفعت عيونها له و طاااااااالعت فيه وهي تحس بقلبها شوي ويخرج من صدرها ~ اش السؤال المحرج هذا ؟؟ أكره الأسئلة اللي تخافين تردين عليها عشان الجواب ما يكون غير اللي يتوقعه الشخص منك , يكون سأل ذيك البنت اللي شفت صورتـ...... أزهار انسي , قلنا صفحة جديدة , يعني صفحة جديدة ~..
جاسم كان طارح السؤال تريقة وعبط , لكن النظرة اللي شافها في عيونها خلته يرهف سمعه عشان يسمع جوابها , نزلت عيونها بإحراج لمن لاحظت إنها تطالع فيه و ما قدرت تنطق , انقـــهر منها فقال بتريقة : لهالدرجة سؤالي صععععب ست أزهار , ترى صمتك معناته واحد من اثنين يا إنها أهم مني أو إنه سؤالي سخيف ..
~ ياااااااااا الله على التأويل السريع , أموت وأعرف الرجال ليش ما يفهمون يعني إيه مستحية , ماااااالت على وجهه ~ قالت بصوت واطي : مو كذا , المسألة مهي مسألة مين أهم ..
: مسألة إيش ؟؟
قالها بنفاذ صبر طعنها , طالعت في الكروت اللي بين يدينها وضغطت عليها بقوة ~ ليه دايما طفشان ومستعجل وما عنده وقت ؟؟ ليه ما يحسسني إنه وجوده معايا أنا زوجته المستقبلية هو أهم شي , كل الرجال المملكين يتمنون الوقت اللي يشوفون فيه زوجاتهم وهو ...... ~ قالت بهمس متضايق : الجوال كان في الصالة وما سمعته ..
قال ببرود : مشيناها هالمرة لكن المرة الجاية ما أبغى هالشي يتكرر ..
انقهرت من كلامه وطريقته لكن أزهار بطبعها مسالمة ما تحب المشاكل , تحب الهدوووووووء وراحة البال , كانت متضايقة وما تبغى تطول الموضوع وفي نفس الوقت ما كانت تبغى تعكر جو الاستقرار اللي عاشته الأيام القليلة الماضية عشان كذا هزت راسها موافقة , استأذن وخرج , وهو ماشي في الممر حست بضيقها يتزايد بشكل فضيع , حطت الكروت على الطاولة ووقفت عند بداية الممر وقالت بحزم : جاسم ..
لف عليها قبل ما يفتح الباب, قالت بسرعة قبل ما تخونها شجاعتها : ليه وافقت على شروطي ؟؟
سؤالها المفاجئ كان متوقعه من زماااااان و متهيء له , رماها بنظرة شذرة وقال ببرود : أظن قيد قلت لك من قبل أنا ما حطلقك عشان ما ترجعين للعبك وتخربين حياة البندري ..
زفرت بحرقة , كان ودها تكشف له كل شي , بس أولا لازم تستأذن من صاحبة الشأن أو على الأقل تعطيها خبر إنها بتقول لجاسم الحقيقة , طالعت في البرود والسخرية المرسومة في وجهه وقالت بمرارة : آسفة إني نسيت سبب زواجك مني , ما حأخرك أكثر من كذا , الله معاك ..
كان آآآآآآآآآخر شي يتوقعه منها نظرة العتاب وخيبة الأمل اللي رمتها به وهي تقول كلماتها الأخيرة , خرج وصك الباب , ما خرجت من سرحانها العميق إلا لمن خرج عمر من غرفته وهو يسأل : راح جاسم ؟؟
دارت بوجهها عنه وهي تقول بمرح مصطنع عشان ما يشوف ألمها وهي ترتب الكروت : جا يعطيني كروت المعازيم عشان أختار واحد منها ..
حست بكفه على كتفها , لفها له ورفع وجهها بكفه الثانية وهو يسأل : أزهار اش فيه ؟؟
هزت راسها وقالت وهي تبتسم : ولا شي , اش بيكون فيه ؟؟
قال والخوف يملى قلبه : انتي قوليلي ليش وجهك كذا ؟؟
ضحكت وقالت : يمكن من الحيا ..
سكت طوييييييل وهو يتأملها ~ يكون فيه شي ما أعرفه ؟؟ يكون قالها كلمة زعلتها ؟؟ ياربي ليش أحس في شي بينهم ~ قالت بابتسامتها المعتادة : عمور اش فيك تطالع فيني كذا ؟؟ قلتلك مافي شي ..
سأل بعد صمت : أزهار في شي صار بينك وبين جاسم من قبل ؟؟
تلون وجهها وهي تقول : شي زي إيه يعني ؟؟
كان يعرف أخته أكثر من نفسه , ما تعرف تكذب ووجهها مراية للي في قلبها , قال بضيق : في شي مو عاجبني , حاس إنه في شي , تصرفاته وطريقة كلامه ما تعجبني لمن يكلمني أحسه كإنه يمن علي بشي ..
انعصر قلبها وهي تتخيل لو درى عمر باللي يعتقده جاسم اش حيصير بينهم , قالت على طول بصدق : بيني وبينك هو متكبر شوية ..
هز راسه متفهم بعدين قال بحزم : بنت لا تغتابينه , زوجك ..
ضحكت لمن سمعت دفاعه عنه وقالت : استغفر الله ما قصدي بس كنت بأفهمك اش هالشي اللي تحسه في تصرفاته ..
سأل بحنان وهو يفكر إنه جاسم من عالم وأزهار من عالم ثااااااني مختلف عنه ماديا و معنويا كمان : المهم , انتي مرتاحة معاه ؟؟
سألته بتريقة : أسألك بالله في حرمه مرتاحه مع زوجها ولا زوج مرتاح مع زوجته على طول ؟؟ لا طبعا , لكن كل واحد لازم يمشي حاله , الدنيا كذا , ابتلاء وامتحان ..
قال بابتسامة : ما أدري هل كلامك هذا تطمين ولا تخويف !! الله يوفقك للي يحبه ويرضاه انتي وجاسم ..
قالت بحماس تغير الموضوع وهي تتذكر شي مهم : على فكرة , ترى أم صلاح اتصلت وقالت الله يحيكم في أي وقت ..
~ وافقوا , ما كنت متخيل ~ تغيرت ملامحه وهو يقول بتلعثم : ها .... متى دقت ؟؟
ضحكت على منظره وقالت : قبل ما تتصل مشاعل ..
عقد حواجبه وقال وهو حاط نفسه مو مهتم : و توك تتكلمين يالفالحة ..
: آسفة انشغلت ..
ابتسمت لمن شافته سرح للحظة وقالت وهي تدقه بكوعها وتغمز له : أوووووو العريس من دحين يفكر اش يلبس بكرة ..
ضربها على كتفها وقال بضحكة : صدق انك خبلة , الله يعينك عليها ياجاسم , الناس توهم ردوا ننط عليهم بكرة زي اللي ما حسبنا..
شالت الكروت عشان يشوفها ولحقته وهي تحاول تقنعه يكلم عمه أبو جاسم عشان يجي بكره يخطب منى رسمي لأنه خير البر عاجله وهو رافض يناقشها في الموضوع ..


*********************************

صباح الخميس 5 / 5 / 1427 هـ..
في شقة مشاعل :


وصلها صوت أزهار المحبب لقلبها يهتف بغيض : مشاعل كل ما سألتك عن نصور قلتي انتي أهم , والله أبغى عرف كيف حياتك , زينه مهي زينه , تراني قمت أخاف , بعدين كل ما دقيت عليك تقولين لي دقي على رقم البـ..
وقطعت كلامها , زفرت مشاعل وقالت بهمس : بيني وبين ناصر مشاكل ..
وصلتها صرختها المستنكرة : ليييييييييييييييييه ؟؟ صار شي وما قلتيلي ؟؟
بلعت غصة مريرة بحلقها وهي تصر بداخلها ~ ناصر تزوج يا أزهار بس ما أبغى أنكد عليك ~ قالت بمرح مصطنع : سحابة صيف , لا تخافين ..
وقف معاذ عند راسها وقال بوقاحة : تكلمين مين ؟؟
صوته غطى على كلام أزهار اللي ما سمعته , رفعت راسها و زمت شفايفها بغيض وهي تقول : أزهار عبد الله الـ .... عندك مانع سيد معاذ ..
قال وهو يطالع في ساعته : في هذا الوقت , قفلي السماعة ..
طالعت فيه باستنكار وقالت : وانت اشلك في هذا الوقت ولا غيره ..
وصلها صوت أزهار تقول بصراخ : مشاعل خلاااااااااص أكلمك بعدين ..
قالت بحزم : خليك على الخط ..
وحطتها على الأرض وقامت وقالت بعصبية : شوف معاذو تراني سكت لك بما يكفي , يا تحترم نفسك وتبعد عن طريقي ولا والله ما يصير لك خير ..
تقدم منها وقال بتحدي : اش بتسوين يعني ؟؟ ولا طلع لك صوت بعد ما جاتك أزهار وبلفت راسك ..
قالت بغيض : أنا ماني بزرة يلعب أحد براسي ..
رفس السماعة وقال بصراخ : ما بتتكلمين دحين , صكي الخط ..
رمته بنظرة مقهووووره ورفعت السماعة وقالت بصوت هادي : أكلمك بعدين يا أزهار , مع السلامة ..
وصكت الخط وطاااااالعت فيه مرة ثانية من فوق لتحت وراحت لغرفتها , صكت الباب بقووووة , انتفضت هاله من نومها ورفعت راسها وقالت : اش فيه ؟؟
طلعت جوالها وقالت بضيق وهي تدق على رقم أزهار : ولا شي ارجعي نامي , أخوك المحترم هو وحركاته الوقحة , الله لا يوليه على مسلم و فكه منه ومن أخوانه عندهم زواج في مكة الله لا يردهم إلا آخر الليل , عل وعسى يوم واحد نرتاح فيه من صراخهم ..
وطالعت في أحلام بغيض وقالت : ياليييييييييت عندي برودها ..
ضحكت أحلام ورجعت انسدحت وهي تقول : هي المرتاحة فينا ببرودها ..


*****************************


أزهار اللي ما عجبها صوت مشاعل وحكاية سحابة الصيف اللي تقول عليها استغلت إنه أخوان مشاعل مهم موجودين اليوم وإنه أمها راحت تزور أختها الكبيرة زي عادتها كل خميس وترجت عمر يوديها عندها قبل المغرب , عمر اللي كان عنده مقرأه من بعد المغرب إلى بعد العشا بوقت وافق يوديها ...
قبل ما توصل لبيت مشاعل دقت عليها , قالت بحماس : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , يادبه خمس دقايق وأنا عندك ..
صرت مشاعل اللي ما توقعت هالزيارة , قالت أزهار وهي تضحك : احمدي ربك اللي نبهتك قبل خمس دقايق عشان تلمين الشعافل , يلا مع السلامة ..
قال بصدمة : انتي ما قلتي لها إنك جاية ؟؟
ابتسمت وقالت : ما بيننا هالشي , أحسن عشان أشوف شكلها بلبس البيت ..
قال باستغراب : شي عجيب ..
ابتسمت وقالت لمن وقف عند باب العمارة : بتراجع كم جزء اليوم مع الشيخ ..
ابتسم وقال : 10 إن شاء الله ..
زفرت وقالت : ما شاء الله , يابختك ..
قال وهو يناولها كيس الكيك اللي اشترته وهي جاية : لا تنسين بكرة بعد صلاة الجمعة براجع الثلاثة أجزاء لك ..
أخذت الكيس وقالت باستعطاف : بس أنا فقدت الذاكرة و....
دفها بخفة وهو يقول : روحي روحي , مافي تهرب أعطيتك شهر تراجعين ..
لفت عليه وقالت : لا تعقدني لمن تسمع لي ولا ترى ما أدعي إنه نتايج تحاليلك انت و منى تطلع سليمة ..
ضحك وقال : روحي بس ذليتيني كل دقيقة والثانية قلتي ما أدعيلك , لا تذلينا اللي كاتبه ربي بيصير..
طلعت للدور الثالث , وقفت قدام البابين الخشبين , كانت عارفة واحد يودي لمدخل الصالة وواحد لمدخل المجلس وهي تحاول تلتقط أنفاسها المقطوعة , انفتح الباب اللي يودي للمجلس من دون ما تدق الجرس , دخلت للباب وهي تسلم وقالت بصوت متقطع وهي تفصخ غطاها : الحـ ...ـمد لله اللي تذ...كرت الشقـ...ـة ...
ضحكت مشاعل وقالت : خذي نفسك ..
وابتسمت بمحبة وهي تشوف أزهار قدامها بعد غياب طويل عن بيتها , ابتسمت أزهار وقالت : مابتسلمين عليه ؟؟
تأملتها مشاعل بصمت معبر , شافت أزهار الألم يصرخ في عيونها , همست بمرح وبابتسامة متفائلة : حسيت من صوتك المخنوق إنها مهي سحابة بس , لكن عادي يا قلبي كل مشكلة ولها حل ..
قالت مشاعل بصوت مخنوق مزق قلبها وهي ترسم ابتسامة مرتجفة : مشكلتي بالذات ما تحتاج حل لأنه مالها حل ...
تفجرت الدموع من عيونها وهي ترمي نفسها على أزهار وهي تلف ذراعينها حولين رقبتها , طاح الكيس والغطى من أزهار اللي رجعت لورى من قوة الحضنة وصدمت في الجدر , ابتسمت وهي تخبي خوفها وقالت وهي ترفع يدينها بتحضنها : مشـ....
توقفت يدينها في الهوا لمن انعصرت رقبتها من قوة احتضان مشاعل اللي قالت بنفس مكتوم : طـ...ـلقني وتزوج , نصوري راح يا أزهار ما عاد هو زوجي ..
تصنمت أزهار وهي تحس الدنيا سوداء قدامها , كانت مشاعل تضمها وهي تكرر كلمة طلقني وتزوج , طلقني وتزوج وأزهار مهي قادرة تتحرك أو تنطق بحرف , كانت تصرخ بداخلها ~ طلقهاااااااااااااااااااا , مستحيل , ليييييييييييييييه ؟؟ أزهار تحركي قولي شي , واسيها بكلمة , صبريها , سوي أي شي ~ لكن جسمها رفض ينصاع لها , كانت مشلولة من قوة الصدمة , صرخت مشاعل وهي تضمها : أزهاااااااار قوليلي شي , قوليلي انتي اللي طلبتي الطلاق , انتي اللي طلبتي من روحك إنها تخرج من جسدك , قوليلي إنه تصرفي صحيح وإن السحر اللي يبننا بينفك يوم , قوليلي لا تبكين واصبري , قوليلي كل شي بصير كويس , قوليلي إني زي ما رجعت لك بيرجع لك ناصر , تكلميييييييييي ..
غمضت أزهار عيونها وهي تحس الغصة اللي في حلقها تمنعها من الكلام , صرخت وهي تغرز أظافيرها في أكتاف أزهار : قولي شي , قوليلي إني أحسن منك لأني فقدت واحد وانتي فقدت ثلاثة , قوليلي إني بنام يوم من دون ما أفكر في ناصر وإنه في أحضانه وحده غيري , قوليلي إنه بيمر يوم من دون ما أسأل نفسي لو كنت أنا زوجته دحين فين كنا حنروح , اش كنا بنسوي قوليلي إنه ما بيمر علي اسمه من دون ما يرتجف قلبي , إني ما بألبس سلسلته وأنا أحسها جمرة على صدري وأنا أعرف إنه جاب زيها العشرات لزوجته , أزهاااااااار تكلميييييييييييييي , قولييييييي شي أي شي , أبغى اسمع صوتك ..
وبعدت وجهها وطالعت في أزهار اللي مغمضة عيونها وقالت من بين شهقاتها : أزهار ..
فتحت أزهار عيونها وطالعت في وجه رفيقة دربها اللي حمر خشمها وساح الكحل على خدودها ومن بين دموعها اللي عصتها ابتسمت لها بصمت , همست من بين شهقاتها : أزهار أعطيني من صبرك شوي عشان ما أموت وأحي في اليوم مليييييون مرة , أزهار ...
ولمن شافت صمتها تأملتها بخوف وهي تقول : أكيد تشوفين حزني تافه مقارنة بحزنك ..
كانت أزهار تحااااااااااول تنطق لكن..... , هزت راسها بلا ودموعها تتساكب على خدودها , حضنتها مشاعل بقوووة وهي تصيح بصوت مؤلم , شوية خفت ذراعين مشاعل اللي حاضنتها وانفلتت وهي تنهار عند رجول أزهار منتحبة , طلعت مشاعل كل البكا اللي كانت كاتمته من يوم حست بذاك الضيق الكريه لمن طاحت عيونها على ناصر زوجها حبيبها , نزلت أزهار للأرض جنبها وجثت على ركبها وضممممممممتها وهي تقول بصوت مخنوق : مافي شي اسمه حزن تافه , الحزن هو الحزن ...
ومسحت شعرها وهي تكمل : وإذا على الكلام اش تبغيني أقول ؟؟ أقولك لا تحزنين على فراق الإنسان اللي خطبك 3 سنين وملكتي عليه شهور وحبيتيه وحبك وتبادلتي معاه أحلام عمرك , صعب , صعب أصبرك في موقف يحتاج الحزن ..
وتذكرت كلمات عمر ومطلق وهم يشرحون لها الحقيقة , غمضت عيونها وقالت وهي تحاول قد ما تقدر ما تصيح أكثر : ولا كلمة لأحسن خطيب ممكن تخرجك من حزنك , ولا جمل العالم كللللللللللله ممكن تخفف ألمك ..
وصاحت من صياح صحبتها وهي تقول بحرقة : لو ما خرجك إيمانك إن هذي الدنيا الفانية ابتلاء وامتحان من الله اللي ما ابتلاك إلا لأنه أحبك , لو ما آمنتي إنه كل شي مكتوب وانتي في بطن أمك ومن قبل ماتنخلق الخلايق , لو ما وثقتي إنه كل شوكة يشاكها المؤمن له بها حسنة وإنه يوم القيامة بتحتاجين هالحسنات البسيطة , و لو ما عندك الإراااااادة إنك تخرجين نفسك من هالدوامة الكئيبة وتنسين الماضي وتطالعين للمستقبل محد ممكن يساعدك ........ أبدا ولو بعد مليييييون سنة ..
كان انتحاب مشاعل يخف لصياح خفيف لبكى مخنوق لشهقات تخترق صمت المكان , أزهار حست بدموعها اللي بللت عبايتها تخترق بلوزتها وتوصل لبشرتها , كانت تهتز مشاعل بين ذراعينها رغم احتضانها القوي من قوة شهقاتها ..
ابتسمت أزهار لهاله اللي طلت عليهم بعيون منفخة من الصياح , أشرت لها على راسها يعني شكرا وراحت , صدح صوت أذان المغرب وتسرب لأنفاسهم مثير راحة عجيبة , بعدت مشاعل راسها ومسحت عيونها بظاهر كفوفها بطريقة طفولية وهي تقول بصوت مخنوق من البكا: أكيد شكلي يخرع ..
ضحكت أزهار من قلبها وهي تشوف الدنيا حايسة أكثر من أول وقالت : صارت عيونك زي الباندا ..
مسحت عيونها وهي تقول : احترمي نفسك يادب ..
مسكت أزهار طرف كم عبايتها ومسحت تحت عيونها وهي تقول بمرح : اش أسوي شكلك كذا ..
ضحكت وقالت وهي تقوم وتقوم أزهار : ما عليك أروح اغسله في الحمام , قومي فصخي عبايتك ..
قالت وهي تفصخها : زين اللي قلتي هالكلمة , مت حررررررر ..
علقت مشاعل عبايتها وقالت وهي تلتفت للمجلس : غريبة محد جا ..
ابتسمت أزهار ولحقتها لمغسلة اللي خارج الحمام , غسلت مشاعل وجهها ونشفته وهي تقول : تتوضي عشان الصلاة ..
فتحت الصنبور وعبت كفوفها المضمومة موية وقالت : مشاعل ..
التفتت مشاعل وهي تقول : يا هلا ..
طشتها على وجهها , شهقت مشاعل وقالت : ياااااااااا دبببببببببببببببب ...
ضحكت أزهار ولمن عبت مشاعل يدينها موية صرخت وهي تحط يدينها قدام وجهها : لا توبة , توبة , شعري مسشور ..
وصرخت لمن حست بالموية الباردة تضرب جانب وجهها وشعرها , ضحكت مشاعل وقالت : تستاهلييييييييييييييين ..
: أوريييييييييك ...
دخلت عليهم هاله وقالت بصدمة وهي تشوف الموية مغرقة الأرض : اش قاعدين تسوون , بزرااااان ..
سكتوا الثنتين بحرج لمن بدأت تعطيهم هاله محاضرة عن أهمية الموية وعواقب الإسراف ...
قالت مشاعل وهي تطبق شرشف الصلاة : كله منك ..
شهقت أزهار وقالت باستنكار وهي تقوم : أنااااااا , انتي لو ما رديتي الموية ما كان بدأنا المعركة ..
: اسكتي بس وتعالي اشربي القهوة ..
قالت : أصلي السنة وأجي ..
وصلت السنة وجلست معاها ومع هاله وأحلام , قالت مشاعل وهي تاكل من كيكة الشوكلاته : أزهار , صدقيني أحلام وهاله فرحانين بالكيكة أكثر منك ..
صرخوا باستنكار وقالت أزهار : خليهم براحتهم ..
قامت هاله بعد فترة وقالت : أروح اسوي الشاهي , أحلامو قومي ساعديني ..
قالت أحلام بصوت مكتوم من كبر الكيكة اللي حشرتها في فمها : الشاهي ما يحتاج اثنين , ذبيحة هو ..
سحبتها من ياقتها وهي تقول : تحركي يالسعلية ..
سحبت أحلام صحن الكيك وخرجت من المجلس ..
التفتت مشاعل وطااااااالعت في أزهار المبتسمة بصمت وأخيرا قالت : تبغين تعرفين التفاصيل ؟؟
هزت أزهار أكتافها وقالت : زي ما تحبين , إذا تبغين تتكلمين تكلمي , كلي آذااااااااان صاغية ..
زفرت مشاعل وقالت باختصار : تزوجنا ومن أول ليلة كرهته وكرهني , وبعد تعب نفسي طلع إنه سحر انعقد لنا , هو طلع السحر وأنا لا فطلبت الطلاق لأني ما استحملت إني أتضايق من شوفة الشخص اللي أحبه , مرت الأيام , وخطب بعد ما وصلتني ورقة الطلاق وتزوج من ...... 45 يوم بالضبط ..
قالت أزهار وهي تحس بسعادة عارمة إنها جات اليوم لها وسمعت هذا كله منها : هذا الإختصار , ممكن التفاصيل ..
سكتت طويييييييييل بعدين قالت بابتسامة حلوة : كنت خايفة من عدم ردك للجوال يوم الحنا ومارضيت أتحنى , اتصلت عليه هاله و ...............
.................................................. .....................
كانت تستمع لها بصمت واصغاء وهي تخفي ألم قلبها على حالها وتواسيها بكلمات عارفة إنها ما بتقنعها إذا هي ما حاولت تستمع لها وفي نفس الوقت تفكر بتصرف ناصر الغريب اللي كان يموووووووووت على الأرض اللي تمشي عليها مشاعل ..
وما حسوا بالوقت إلا لمن رن جوال أزهار , طالعت في الاسم (( عمر قلبي )) ابتسمت وقالت : عمر عند باب العمارة ..
قالت مشاعل باحباط : لااااااااااااااا , ما جلسنا نسولف , طول الوقت غميتك بحكايتي ..
ابتسمت أزهار وقالت وهي تقوم : لا والله , اقلبي وجهك , يعني أنا غميتك لمن جيتيني أنصاص الليالي وحكيتك اش صار لي ..
هزت راسها وقالت باستنكار : لااااااااا ..
: أجل لا تقولين إنك غميتيني ..
لبست عبايتها وغطت وجهها بسرعة لأنها تكره لحظات الوداع وقالت : انتبهي لنفـــ ..
واختنقت كلماتها لمن ضمتها مشاعل وهي تهمس : شكرا ..
ابتسمت أزهار وسلمت عليها وخرجت وهي تلوح لها مودعة ..



********************

اسير الصمت
09-06-2012, 02:39 PM
يوم الاثنين 9 / 5 / 1427 هـ
في فيلا أبو جاسم بعد صلاة العشاء :


: بندري افهميني ..
لفت البندري وجهها وقالت وهي تداري دموعها : فاهمتك ..
زفرت أزهار وقالت وهي تجلس على سريرها مقابلة لها : لا مانتي فاهمتني , على بالك إني أنانية , أحلف لك لو ما اضطرتني معاملة أخوك لهالشي كان ماجبتلك سيرة هالموضوع , أنا عمري ناقشتك فيه من صار اللي صار ؟؟..
مسحت البندري دموعها وهي تقول : لا ..
مسدت أزهار شعرها بحنان وقالت : يعني مصدقتني ..
قالت البندري بغيض وهي تعصر مخدتها في حضنها : و جاسم الزفت ليه مانسي الموضوع إلى الآن رغم كل اللي صار ؟؟
هزت أزهار أكتافها وقالت : ما أدري عنه , يمكن لأن الموضوع صعب ..
: بالله يعاملك بوقاحة ..
تنهدت أزهار وقالت : وبرود وسخرية كمان , بس لا تقولين لأحد , هذي أسرار ..
: الله يعينك عليه ..
: آآآآآمين يارب ..
طلت العنود براسها من ورى الباب وقالت : خلاااااااص انتي واياها تراني خللت في الصالة ..
ضحكوا وقالت أزهار بتريقة وهي تحسحس يد العنود اللي نطت على السرير جنبهم : لسه قاسية , روحي تخللي كمان شوية ..
ضربت يدها وهي تقول : مالت عليك , اسكتي لا أطلع الهرج اللي قلتوه من عيونكم , احمدوا ربكم اللي خرجت من البداية ..
قالت البندري بعفوية : عنود تصدقين على كثر عيوبك أحب فيك تفهمك للأمور..
طالعت فيها وقالت بتريقة : لا والله ؟؟ ما أدري تمدحين انتي ولا تسبين ..
قالت أزهار : سبة , مدحة , اعتبريها زي ما تبغين ..
نادتهم هدى من الصالة عشان يشربون الشاهي فخرجوا لها , كانت أزهار مستمتعة بيومها لأقصى حد , الأيام اللي فاتت قضتها في الزيارات , زارت صحبات أمها وأعطتهم كروت فرحها اللي تحدد بعد شهر وسيرت على الجيران و أهل أصحاب عمار اللي كان بينهم زيارات من أول , أكثر فرحتها إنها زارت مشاعل مرتين هالأسبوع مرة ذاك اليوم اللي دريت فيه بحقيقة طلاقها ومرة عشان الكرت , سألت الهنوف وهي تطالع في أزهار اللي قاعدة مربعة فوق الكنبه وهي مروقة تشرب الشاهي : أزهار لو جاسم موجود كان جيتي ؟؟
قالت أزهار اللي انشرقت من سمعت اسمه بحرج : ها ... لا ....
قالت هدى وهي تدق ظهرها : بسم الله , شرقتي البنت ..
قالت البندري بتريقة : يعني يعني عشان تحدد جوازهم ما تبغى تقابله ..
قالت العنود توافقها : ترجيتها للعفو عشان تجي , وماجات إلا بعد ما عرفت إنه معزوم على جواز ..
وكملت بمزح : وعاد أبوية دحين ما خلى جواز ما حضره وحط قويده عشان الناس ..
قاطعتها أمها بعصبية وهي تلوح بيدها : أبوك سيد عيني طول عمره كريم , مو عشان جواز أخوك قرب قام يقود على الناس ..
ضحكوا على حماس هدى اللي تحول لخجل أول ما قالت أزهار بدلع وهي تلعب في كمها : ياحركتاااااااات يا أم جاسم , سيد عينك مرة وحدة , ما أقدر أنا على الحب والرومانسية , محلاتها ما ترضى على أبو عيالها الكلمة ..
قالت تضيع الموضوع : ليش ما ناديتم البنات عشان يجوون يتعشون معاكم ؟؟
قالت العنود : والله ريمو و سفانة كان ودهم يجوون بس أنا قلتلهم جلستنا عائلية ..
شهق الكل وقالت أمها : يا قليلة الأدب , رديتيهم ..
هزت العنود أكتافها وقالت : لا , قلتلهم أزهار ما تتذكرهم ويمكن تتوتر لمن تشوفهم وبعدين هي عروس ومفروض ما يشوفونها قبل يوم الزواج وهم تفهموا الموضوع ...
قالت أزهار : الله يقطع شرك , فشلتيني حيحسبون إني أنا اللي ما أبغى أحد , دحين يقولون علي قوية و ممشية كلامها على الكل ..
ضحكت وقالت بلااااااامباااااالاة فضيعة : اش عليك من الناس ؟؟
وقامت تغني وهي تهز راسها وتحرك يدينها : اش عليه أنا من الناس واش على الناس مني , شويب من أرض مكنااااس وسط السواق يغنييييييي , اش عليه أنا من النااااااااااا...
زفرت وقالت تقاطعها : ذكريني من هم ؟؟
قالت البندري بحماس : ريم أخت عبد الرحمن أكبر مني بسنة و سفـ...
ضربتها العنود بأطراف أصابيعها على ذراعها وقالت : اللقافة قرافة , البنت كانت تتكلم معاي انتي خاشه علينا عرض زي التريلات في الخط السريع ..
ضحك الكل وهدى تعاتب العنود وهي تضم البندري اللي جلست تحك ذراعها من قوة الضربه , قالت العنود : زي ما قالت ملقوفة القوم , ريم أخت خطيبها المنحوس , و سفانة أخت حسان المزيون ...
قالت هدى : يا سلام , ليش التفرقة واحد منحوس وواحد مزيون ؟؟ كلهم واحد ..
شهقت العنود شهقة استنكار قوية , قالت أزهار بتريقة : بس شفطتي أوكسجين البيت ..
قالت العنود وهي توقف من الحماس : مع احترامي للبندري , فرررررررررق بين الجميل والوحش فرق بين السماء والأرض , اش جااااااااااااااب الشيخ حسااااااااااااااااااان لعبودو ما في وجه مقارنة ..
: عنوووووووود ...
: عنوووووووووود ..
: بـــنــــت ...
اختلطت صرخات الإستنكار منهم وأمها تقول : لمي لسانك يا وصخة ..
قالت بعناد وهي مطنشة قرصات أزهار : والله , كلمة الحق محد يزعل منها ..
بدأت مناوشات ومناقشات حادة بين العنود والبندري انقطعت لمن دق الجرس و جات الشغالة تخبرهم إن المطعم جاب الطلب , اعتذرت هدى اللي ما تحب أكل المطاعم وراحت لغرفتها ترتاح من الصداع اللي جاها من أصواتهم العالية أثناء النقاش ونزلوا البنات للمطبخ , وهم جالسين على طاولة الطعام بصمت قالت أزهار : حكيت مشاعل عن المطبخ وطاولة الطعام , بغت تتقطع من الحماس , عاد هي متعقدة من مطبخهم الصغير..
تحرك الجو و بدأوا يسألونها عن مشاعل وحالها و متى ممكن يقابلونها , وخبرتهم إنها إن شاء الله بتجي الفرح ويعرفونها , نطت الهنوف وقالت بحماس : أزهار قوليلها تجيب دفتر أشعارها , أبغى أقرأ الشعر اللي كتبته رد على البنت اللي سبتها علنا في الثانوية ..
ابتسمت أزهار وقالت : ذكريات , كنا مسوين أحزاب في الثانوية وطبعا شعولتي هي اللي دايما تفوز , لكن أبلة نورة أبلة العربي اللي دايما تشجعها هزأتها عشان ما تستخدم شعرها مرة ثانية في السب , وإن كنتي تنتظرين منها تجيب الدفتر مستحيل , ما توريه أحد ..
قالت وهي تزفر : خسارة عجبتني قصيدتها في رثاء أبوها , تمنيت أقرى باقي أشعارها ..
قالت العنود اللي بدأت الغيرة تدب في قلبها : أنا أكره الشعر اللي باللغة العامية , أحسه مو شعر ..
ابتسمت أزهار وقالت : أوافقك , بعضه أكرهه وأحسه تشويه للقصيد وبعضه صراحه يلامس القلب , صح أنا ما أفهم في القصيد لكني أستذوقه أحيانا بالذات شعر مشاعل أحسه بسيط وسلس , أول أمس يوم رحت لها لقيتها كاتبه شوية أبيات ..
قالت الهنوف اللي تموت على الشعر بأنواعه : حافظتها ..
خرجت جوالها من جيب تنورتها وقالت : يا حسرة , على كثر ما أقرأ أشعارها ماني حافظة ولا بيت , ما عندي قدرة على الحفظ لكن مستعدة أشرحه لك شرح وافي بالفهم ..
ضحكوا عليها و الهنوف تقول باحباط : ما صارت قصيدة إذا شرحتيها ..
مسحت أزهار الكاتشب من يدها وقالت وهي تضغط أزرار الجوال : اصبري , أظني كتبته في المسودات , آآآآآهاااااااا أهوه عنوانها (( زمن قاسي ))..
وناولته للهنوف اللي قرتها بصمت بعدين طلبت منهم يسمعونها وألقتها بصوتها الهادي المبحوح :

أنا إنسانه مجرده من كل الأمان
حياتي كلها خوف وألم وأحزان
قصتي قصة يتيم فاقد كل الحنان
يخاف ينظر لمن هم بين الأحضان
إن جا ليلي خفت أنام من الأحلام
وإن جا نهاري خفت أتذكر الأحزان
أنا إنسانه مجردة من كل الأمان
حياتي كلها خوف وألم وأحزان

قالت العنود بضيق أول ما خلصت الهنوف إلقاء : اش هالسوداوية في الكتابات ؟؟ ما أحب الأحزان ..
أخذت أزهار الجوال من يد الهنوف اللي قالت باعتراض : بالعكس واصفة حالتها بشكل مؤثر ..
اخترق صوت جاسم المطبخ وهو يقول بسخرية : لا تقولون لي طلعت شاعرة كمان ..
التفت الكل له و العنود اللي مقهورة من طريقته في الكلام تقول : صاحبتها مو هي , بعدين الناس تسلم أول ما تدخل , داخل على يهود انته , وتعال يا أفندي من وين جاي ؟؟ إنت ما رحت الزواج ؟؟..
حست أزهار بالأرض تتزلزل تحتها وهي تطالع في يد جاسم المطوق معصمها بإسورة مطاطية قابضة على عود , قال : رحت الزواج ورجعت ليه هو حلا عشان نقعد لبعد 11 ..
البندري اللي كانت عارفة إنه قريب حيعرف البلوة اللي سوتها التزمت الصمت وما دخلت في المناقشة وهي تدعي ربها يجيب العواقب سليمة وما تنضرب زي أزهار المسكينة , سألته الهنوف بعفوية : وعلى وين متوكل ؟؟
طالع في أزهار وقال بسخرية : زوجتي ما سألت تسألين انتي ..
وقطب حواجبه في نفس الوقت اللي التفت الكل عليها , انصعقوا زيه من منظرها , كان وجهها مصفر ومخطوف , شهقوا البنات ونطت العنود اللي جالسة قبالها من الكرسي وسألت وهي تحط يدها على كتف أزهار : أزهار اش فيه ؟؟
أزهار اللي كان قلبها يضرب بخوف وألم حاولت قدر الإمكان تتمالك صدمتها لكنها ما قدرت , بعدت يد العنود بحدة وقامت وهي تقول بصوت جامد : أبغى عبايتي , عمر دقايق ويوصل ..
وخرجت من المطبخ , اعترض جاسم طريقها وهو ساد عليها الباب بيده الحرة كان متوتر بداخله من شحوب وجهها لكنه قال ببرود : خير ست أزهار ..
رفعت راسها ورمته بنظرة حادة وهي تهمس بعصبية : بعد عن طريقي ..
كتموا أنفاسهم لمن سمعوا صوتها الحاد وطالعوا بصمت لأخوهم اللي رفع واحد من حواجبه وقال بسخرية : عجيييييييييب , طلع لك لسان ..
طاااالعت فيه وهي تصرخ بداخلها بحرقة ~ عوووووووود , زوجي يدق عووووووود , يا رب ارحمني , يا رب صبرني , جاسم وخر عني ترى أعصابي ما تستحمل تريقتك , ودي أهد جدار دحين ~ , قال بصوت بارد قشعر جسمها من دون ما يرمش عينه : نززلي عينك ..
أخواته وقفوا وهم يحسون أعصابهم مشدودة وكل يدعي إنه ما تصير مشكلة , أزهار واقفة قدام جاسم وعيونها تطالع ببرود في وجهه اللي كان واضح فيه إنه أعصابه شوية وتنفلت , لمن ما نزلت عينها قال بعصبية وهو يرص خشب الباب بكل قوته : أقولك رخخخخخخي نظرك ..
خفضت بصرها عنه و دفت يده بحدة وطلعت الدور الثاني , البنات ثبتوا نظرهم على الطاولة على طول لمن التفت لهم جاسم , وبعد ثانية صمت قال : هذي اللي بليتوني فيها , رضينا بالهم والهم ما رضي فينا , لكن أنا أعرف كيف أربيها , كلها شهر وأكسر لها راسها بنت الكللللب ..
وخرج وطبق الباب الخارجي وراه بقوووة ..
أزهار كانت منهارة في الحمام الملحق بغرفتها السابقة , حاولت قدر الإمكان تكتم صوت صياحها وهي تصرخ بداخلها ~ عوووود , عووووود مرة وحدة , يا ربي هذا اللي شفته وعرفته , اش المستخبي ؟؟ آآآآآآآآآه يا قلبي , آآآآآآآآآآآخ يا حرقتك يا أزهار, استغفرك يا رب وأتوب إليك , يا رب ما أصابني من خير فمنك وما أصابني من شر فمن نفسي والشيطان , يا رب لا تأخذني بذنوبي يا رب , يا رب إن لم يكن بك علي سخط فلا أبالي يا رب ولكن رحمتك أوسع لي ~ وجلست تدعي بداخلها وهي تصيح إنه يغفر لها ربي إذا كان يعذبها بسبب ذنوبها اللي اقترفتها , مسحت وجهها وهي تسمع دق العنود على الباب وهي تقول بخوف : أزهار , تعبانة ؟؟ أزهار ردي علي ..
غسلت وجهها وقالت بعد ما تنحنحت عشان ما تنتبه لخنقة صوتها من البكى : دقيقة وأخرج ..
لفت العنود على أخواتها وقالت بهمس : صوتها ما يطمن ..
قالت الهنوف بحيرة : بسم الله اش صار فجأة ؟؟
التزمت البندري الصمت وهمست العنود بعصبية : يعني ما عرفتي ؟؟ أخوك الفالح واقف يستعرض عوده قدام أزهار , وربي لو شفتي منظرها أول ما شافت العود إني حسيت قلبي تفتت , أموت وأعرف ليش محد ملاحظ إنه أزهار النجاتيف لجاسم , البنت ملتزمة وحافظة عشر أجزاء من القرآن وعاشت في عائلة ملتزمة ما عندهم حتى تلفزيون السعودية , أخوها الكبير اللي رباها إمام مسجد و أخوانها الثانين حفظة قرآن وزوجها ما شاء الله يدق على العود و حافظ كل الأغاني العربية والأجنبية ..
انفتح باب الحمام وطلت من وراه أزهار اللي ابتسمت أول ما شافتهم متسطرين قدام الباب وقالت بمرح مصطنع : كلكم حشرانين تبغون الحمام , من قل الحمامات في البيت يعني ..
الغسيل ما أخفى أثار الصياح الواضحه في خشمها المنتفخ المحمر لكنهم حطوا نفسهم ما لاحظوا شي وغيروا الموضوع تماما , هي كانت عارفة إنهم يمثلون عليها إنهم ما شافوا شي وكانت شاكرة لهم بداخلها لفتتهم الحانية هذه ...


**********************


يوم الأربعاء 11 / 5 / 1428 هـ :
في شقة عمر وأزهار :

ابتسمت أزهار وهي تمسح ثوب أحمد من عند الأكتاف وقالت : ياهو , بسم الله ما شاء الله , اللي يشوفك يقول العريس ..
ضحك أحمد وقال لعمر اللي واقف جنبه : متأكد ما فيكم عرق مصارية ؟؟..
قال عمر : والله تقصيت زمان من الوالدة الله يرحمها و قالتلي لا مع إني من أشوف أزهار أشك ..
بعدت خصل قصتها عن وجهها وقالت بدلع : و كيف شكل أخت العريس ؟؟ تعبت وأنا أسشوره , كاشخة مو ؟؟
قال عمر وهو يناولها عبايتها : مو , بس إلبسي أخرتينا على الناس ..
لبست عبايتها وصرت بحماس كإنها تأكد لنفسها : سليييييييييييييييييييييمة , الحمد لله النتايج طلعت سليمة , يا فرحة قلبيييييييييييييي ..
ضحك أحمد وعمر على حركتها , قال عمر : أخلصي يلا أخرتينا , من طلعت النتيجة وانتي كل شوية تصارخين سليمة سليمة ..
قالت بتريقة : قبل كم يوم أقله نخطب يقول لا ودحيييييييين جناحات طلعتله وده يطير على بيت بعض ناااااااااس ..
وسألته فجأة : متأكد ما تبغى تشوفها ؟؟
ابتسم وقال : أزهار النظرة الشرعية قبل الخطبة والموافقة مو بعدها , وأنا ما دام ماشفتها قبل ما بشوفها وحنا رايحين نخطب رسمي ..
: يا سلاااااااااااااااام , ليش ما قلتلي هالكلام كان خليتك تشوفها قبل ..
ضحك أحمد على مناقرتهم و افتقد هذي النظرات اللي بينهم في عياله , صح يجلسون مع بعض لكن في النادر ويتضاربون دائما , ما قيد شاف هالنظرات المحبة من الأعماق في عيونهم , كانت أزهار تطالع فيه كإنه ولدها , حب وفخر وسعادة تطفح في وجهها وهو يطالعها بحب وحنان وعطف , قال : الله يخليكم لبعض يا رب ..
قالوا في وقت واحد : آآآآآآآمين ..
وضحكوا على التوافق العجيب , قالت وهي تشيل صحن الشوكولاته وكيس الهدايا اللي اشترتها هي وعمر أمس : يلا يا أبو العريس إنت والعريس ترانا تأخرنا بما يكفي ..
سكتوا عنها رغم إنها هي اللي مأخرتهم وراحوا لشقة أبو صلاح اللي استقبلهم بحفاوة , جلست أزهار بأدب في مجلس الحريم بعد ما قدمت الهدايا لأم صلاح , ضحكت أم صلاح وقالت : أزهار اش فيك هادية ؟؟
حمحمت وقالت بهمس مؤدب : بأدي دوري بشكل كامل , أنا أم العريس ..
ضحكت أم صلاح وقالت بحنية : الله يخليكم لبعض , إلا أقول يا أم العريس خلصتي أشياء جوازك ؟؟
تغيرت ملامح أزهار وقالت بطفش وهي تفك حلاوة من اللي قدمتها لها أم صلاح مع القهوة : يووووووو ياعمه , تكفين فكي هالسيرة ..
ضحكت وقالت : دحين صرتي أزهار , والله يا بنتي كان ودي تساعدك منى بس تعرفين ..
قالت أزهار بفرحة عميقة : عارفة , صارت خطيبته وما تقدر تروح وتجي زي أول , الله يسعدهم ويوفقهم ..
دخلت منى المجلس وهي تقدم رجل وتأخر رجل , ابتسمت أزهار وقالت بفرح : مرة أخووووووي ..
ضحكت أم صلاح لمن ذابت منى وتلون وجهها , ضمتها أزهار وقالت : حبيبتي مرة أخوي والله ..
دقتها يعني اسكتي , لفت أزهار وراها وطالعت يمين ويسار وقالت : ما في أحد غيرنا , لاااااا تقولين مستحية مني , صح أم العريس بس إحنا صحبات ..
وجلست تعذب في منى بالكلام , كانت تعرف إنها إنسانة خجولة وهادية , تذكرها بالهنوف في طباعها لكن الفرق إنه منى أحلى بيضا وجهها دائري فيه نغزتين حلوة وشعرها نااااااااعم أنحف من أزهار وأقصر ..
بعد فترة استأذنت أزهار وراحت للشقة وما أخذت خمس دقايق إلا جوا الرجال , ضحكوا على منظرها المتحمس وقال أحمد رأفة بها : خلاص كل شي تم , حتى المهر والجواز اتفقنا عليه ..
صرخت بفرح وسلمت على أخوها تبارك له وعلى أحمد تشكره على معروفه , قال أحمد : والله أنا المفروض اللي أشكركم على إنكم إعتبرتوني زي أبوكم ..
حلف عليه هي وعمر إلا يجلس ويتعشى , ورغم بساطة العشا اللي سوته أزهار وجلستهم الشعبية على الأرض حس أحمد إنه أطعم عشى أكله في حياته , من زمااااان ما حس بهالتآلف والحنية ...


***********************


صباح يوم الأحد 15 / 5 / 1427 هـ

: يدق عوووووووود , فاهمة يعني إيه عود ؟؟..
زفرت مشاعل وقالت وهي تقلب السماعة على الإذن الثانية : طيب اش بتسوين ؟؟ تطلقين منه ؟؟
أزهار اللي كان قلبها معصور من ذاك اليوم قالت بقهر : ما قصدت كذا , قصدي إني كل مالي أكتشف شي يأكد لي إنه من عالم وأنا من عالم ..
: بعد الزواج بتصيرون عالم ثالث فلا تيئسين ..
ضحكت أزهار من قلبها على تعبير مشاعل وقالت : حلوة عالم ثالث , خلينا من هالسالفة , المهم أنا رايحة بروفة للفستان بعد العصر , تجين معايا ؟؟..
تنهدت مشاعل وقالت : يااااااااااليت , تكفين لا تحسفيني تعرفين إني ما أقدر..
قالت أزهار : أعطيني أمك بأكلمها ..
: لا تحاولين , والله ما ترضى , أخواني بيجيبون لها البلى, هي ضعيفة ما تقدر عليهم ..
: هاتيها انتي بس , أنا أعرف أتصرف معاها ..
: أمييييييي أزهار تبغاك ..
جلست أزهار تترجى أم عبدالله واستعطفتها بحالتها وإنه ما عندها أحد إلين وافقت إنهم يتقابلون في المشغل ..


***********************


نزل عمر راسه أول ما لمح خيال عباية خارج من بوابة فيلا أبو جاسم , ضحكت أزهار وهي تشوف العنود تمشي بصعوبة بسبب العباية على الراس , دخلت السيارة وهي تسلم , رد عمر السلام وهو يحرك السيارة , التفتت أزهار للعنود وسألتها : وين الهنوف والبندري ؟؟
همست العنود : أمي حلفت عليهم ما يروحون أولا عشان الجوهرة جاية , وثانيا عشان يكون فستانك مفاجأة ..
~ الجوهرة جاية , يا ربي استر من يومي ماني داخلتلها من زور , دحين ما أدري اش بتسوي ~ نفضت أفكارها المتشائمة و قالت : يا حليلها ماما , و انتي ليش سوت لك إستثناء ؟؟
همست وهي نافخة صدرها : العنود محد يحلف عليها , اللي في راسي أسويه ..
ضحكت أزهار وقالت : الله يعيننا عليك , على فكرة ترى شعولة بتقابلني في المشغل , متحمممممسة تبغى تشوفكم ..
سكتت العنود وما علقت , إلين وصلوا للمشغل , أول ما خرجوا من السيارة دعست العنود على عبايتها اللي طاحت على أكتافها وطاحت من طولها على السكة , شهقت أزهار بصدمة وقالت العنود بعصبية وهي تحاول تقوم بسرعة : الله يقطع شرك وشر العباية اللي لبستها ..
كتمت أزهار ضحكها وهي تمد يدها عشان تساعدها , دفت العنود يدها وقامت وعدلت عبايتها ودخلت للمشغل من دون ما تصك باب السيارة , لمحت أزهار عمر مغطي فمه بيده وأكتافه تتهزهز من ضحكه المكتوم , لمن صكت الباب وسمعت قهقهته اللي ما قدر يكتمها أكثر , أول ما دخلت المشغل وشافت العنود تستناها وهي حاطة يدينها على خصرها انفجرت بالضحك وهي حاطة يدها على بطنها ..
صرخت العنود : تراب فوجهك لا تضحكين لا أدعي عليك تطحين في زفتك ..
استندت أزهار على جدر الممر عشان ما تطيح وهي تحاول توقف ضحك , ضربتها العنود وهي تقول : بس انتي ووجهك والله تفشلت قدام أخوك ..
مسحت أزهار دموعها وقالت : والله حبيبي كان صاك فمه عشان ما تسمعين ضحكه , أول مرة يشوف عمود كهرب يطيح ..
ضربت خدودها وهي تقول : يا فشلتييييييييييييييي , أول مرة أركب معاه وأطيح قدامه , كله من العباية ..
قالت أزهار : بس صراحة ...... شكلك بعباية الراس رزة , أحي فيك تغيرك الرائع هذا ..
: أي رزة وأنا طحت من طولي , قلتلك عباية الكتف أسهل , هذي تعبت وأنا أحاول ألملم فيها وأخليها ثابته على راسي ..
فكت أزهار باب المشغل الداخلي وهي تقول : صح أسهل بس أحلى و أرتب وملفته للنظر أكثر , اقنعيني أحد بيطالع فيك و انتي بعباية الراس دحين وصدقيني كلها شوية وتتعودين عليها وما تحسينها متعبة ..
قالت العنود وهي ترتب شعرها بعد ما فكت طرحتها : ما شاء الله انتي تمشين فيها ما كإنك لابسة شي , وعمري ما شفتها طاحت من راسك إلا في النادر , عشان كذا حسبتها سهلة ..
: أنا من لبست العباية وهي على الراس لدرجة إني لا يمكن ألبس الكتف أحس نفسي عريانه بها ..
وأول ما دخلت لقيت مشاعل جالسه على واحد من كراسي الإستقبال , صرخت بحماس وهي تفرد يدينها : مشاااااااااااعل ..
حضنتها مشاعل وهي تقول : وينك تأخرتي ؟؟
قالت بضحكه : كان عندنا حالات طارئة ..
قرصتها العنود في ظهرها بقهر , لفت أزهار وقالت بفرح : مشاعل هذي عنودي , العنود هذي شعولتي ..
حطمت مشاعل كل صورة رسمتها لها العنود , كانت أحلى مما تصورتها وشكلها رزين وهادئ , لكنها صافحتها بصمت , ابتسمت مشاعل وقالت : صراحة , ما تخيلتك كذا ..
صوتها فيه نغمة حزينه , ابتسمت العنود وقالت بتكبر وهي رافعه واحد من حواجبها بمزح : ليه كيف تخيلتيني ؟؟ أقل جمالا ..
ضحكت أزهار وقالت : يا ربي على التكبر ..
قالت مشاعل بصدق : هو صح طلعتي أحلى من الصورة اللي رسمتها بس تخيلتك أتخن وأقصر ..
فطست أزهار من كثر الضحك , قالت العنود بغيض وهي تسحب يدها من يد مشاعل مقلدة كلامها : هو صح طلعتي أحلى من الصورة اللي رسمتها بس تخيلتك أطول ..
قالت أزهار بابتسامة : شعولة لا تحاولين تتغلبين على العنود كلاميا ترى لسانها ماااااااشاء الله أطول منها ..
رفعت مشاعل حاجبها وقالت بتحدي : لو حطيتها في راسي بأغلبها ..
حست أزهار بشي في الجو فقالت بسرعة : يلا نروح لقسم الخياطة ..
وهناك لبست فستانها وطالعت في نفسها في المراية بضيق , هي كانت طالبة الموديل الفرنسي اللي ورتها إياه المصممة لأنه كان ناااااااعم و حلو ومحتشم في نفس الوقت , قماشه مكلف ومطرزه بتطريز في غاية الروعه , أكمامه طوييييله لكن فتحة الظهر كبيرة بشكل فضيع , واصلة إلى نص الظهر ..
طالعت مشاعل في العنود وسألتها : كيف اختباراتك ؟؟ سمعت من أزهار إنك آخر سنة ..
ابتسمت وقالت : لسه ما طلعوا النتايج بس إن شاء الله الاختبارات كويسة , وانتي كيف شغلك مع الأطفال ؟؟..
ابتسمت مشاعل وقالت بعفوية : أحلى شي في حياتي وجودي مع الأطفال ..
همست وهي تزم شفايفها : نقطة ثانية نختلف فيها ..
قالت مشاعل : نعم ..
هزت راسها بلا وقالت : ولا شي , هذي ليش تأخرت ..
وصل لأزهار صوت العنود المرح وهي تقول : أزهارو ما صار هذا كله لبس , يا تخرجين يا أخش عليك ..
فتحت الستارة وطلعت راسها بس وقالت باختصار : مخشلع ..
سحبت العنود الستارة وقالت : إحنا نحكم مشخلع ومخشلع ..
وشهقت لمن خرجت أزهار بتردد وهي تقول : هذا مخشلع , والله يجنن يا هبلة ..
وقالت مشاعل : ما شاء الله مرة روعة وبالطرحة بيكون أحلى كمان ..
قالت أزهار وهي تأشر على أكتافها : أكتافي كلها باينة والظهر الله لا يوريك ..
لفتها العنود وهي تقول : أشوف ..
صرخت أزهار وهي تغطي ظهرها بيدينها ووجهها محمر خجل : بنت أنا أستحي , والله ما تشوفين ..
قهقهت العنود من قلبها وهي تقول : تستحين مني , أجل كيف جاسم ..
ضربتها وهي تقول : مالت عليك ..
قالت مشاعل : أزهار والله حلو ..
وحاولت هي و العنود يثنونها عن فكرة تعديل الموديل والخياطة الفلبينية تعارض على كل إقتراح اقترحته أزهار عشان التعديل وآخر شي هزت أزهار راسها بعناد وقالت بعصبية : والله ما أخرج قدام الناس كذا , يا يتعدل الموديل يا ماله داعي الزفة , تعالي يا خديجة ..
لحقتها الخياطة الفلبينية وهي تتمتم بكلمات فلبينية تدل على زعلها , قالت مشاعل وهي تجلس على الكرسي : راسها يابس كل العرايس دحين فساتينهم عريانة , حبال يحطون , بعدين هي ما بتخرج عند رجال كلهم حريم ..
قالت العنود وهي تزفر : والله الزواجات اللي حضرتها بلا حبال , شوي ويطيح الفستان منها وتظهر المواهب , خلي عاد فتحة بسيطة في الظهر ..
قالت أزهار من ورى الستارة : تراني سامعة حشك انتي واياها ...
وخرجت بعد ما لبست ملابسها وقالت : الحياء شعبة من الإيمان , مو عشاني عروسة أنزع حيائي وأخرج أستعرض جسمي ..
قالت مشاعل : هو مو حرام , أنا فستاني صح مو عريان مره لكنه كان بلا أكمام ..
قالت أزهار : أنا ما قلت حرااااام لا تقوليني شي ما قلته لكن ...
ورصت على مكان المعضد وكملت : ما تجاوز العضد لا يجوز , يعني عادي لو كان الفستان بفتحات متوسطة معقولة وبكم قصير لكن زي ما قلت الحياء شعبة من الإيمان , أنا قلتلها تحط قماش بحركة من الأكتاف ونازل على فتحة الظهر ما دامها ما تقدر تعدل الفتحة وإن شاء الله يطلع حلو ..
سكتوا الثنتين لأنهم يعرفون إنه أزهار لا يمكن تغير شي قررته , ابتسمت أزهار لهم وقالت : اش رايكم نطلب قهوة و دونات ؟؟ على بال ما يجي عمر وبندر..
وافقوها وراحوا للكفتريا الصغيرة الملحقة بالمشغل وجلسوا هناك يتكلمون في مواضيع مختلفة أكثرها كانت عن زواج أزهار وترتيباته , ما مرت ربع ساعة إلا وجا بندر , ودعتها أزهار وهي تشكرها على جيتها , وبعد ما راحت لفت على العنود وحطت يدينها على خصرها وقالت : ست عنيدي , اش عندك مع مشاعل كل وحدة ودها تذبح الثانية ..
قالت العنود وهي ترفع يدينها كإنها بلا حول ولا قوة : سوري حبيبي الأرواح جنود مجندة ما تآلف من ائتلف و ما تخالف منها اختلف , هي عكسي , الأوبيزيت , هي إنسانة هادئة ومتشائمة وسوداوية وأنا إنسانة مجنونة متفائلة وأحب الحياة ..
وكملت بطريقة ساخرة : لا وكمان تحب الأطفال اللي لا يمكن أعرف أتعامل معاهم وتعتبر وجودها وسط مجموعة من الملاقيف المتخلفيين البكايين أحلى شي في حياتها ..
قالت أزهار بإحباط : أنا عارفة الفرق بينكم لكن أنا أحبها ..
قالت العنود : وأنا اش لي دخل ؟؟ حبيها زي ما تبغين ..
زفرت وهمست : تمنيت إنك تحبينها زيي ..
قالت بلهجة اللي يقول شي مصيري وهي تحط يدها على كتف أزهار : ابتهجي يا قلبي , ولا يهمك أوعدك إني ما أكرهها لكن لا تنتظرين مني إني أحبها ..
رمتها أزهار بنظرة وهي تقول بتريقة : لا والله ؟؟ فيك الخير ما قصرتي ..
ضحكت العنود وهي تقول : والله مو لايق عليك التريقة , ما يركب معاك أبد ..
ضحكت أزهار و ما عادت الموضوع لأنها عارفة إن القلب هو الشي الوحيد اللي ما يقدر الإنسان يغيره على كيفه ويتحكم فيه على مزاجه ..


******************





بعد العشا في فيلا أبو جاسم :


: لا تعليق , إحلموا أقول شي عن الفستان ..
طالعت فيها الجوهرة باستخفاف وقالت : يعني اش بيكون ؟؟ شي خيالي ؟؟ فستان والسلام , بعدين على حسب قولك ما راحت لمصممة اختارت موديل وفصلته بتراب الفلوس وهي عندها 60 ألف , كم قلتي سعره ؟؟..
قالت العنود : 2800 ريال , صراحة أنا كنت أقول كذا , وحاولت فيها تروح لمصممة بس هي قالت ماله داعي صرف 3000 فما فوق على فستان لليلة وحده , وتخيلته عادي , بس بعـــد ما شفته , أفففففففففففففف , أففففف على حلاته يخببببببببببببببببببببببل ...
صرخت الهنوف فجأة : عنوووووووووووووود حرام عليك ..
طالعت هدى وأخواتها فيها بصدمة وقالت العنود وهي مفنجلة عيونها : بسم الله , لا تصدموني وتقولون هذا الصوت طلع من هنوف ..
حمممممر وجه الهنوف المعروفة بصمتها وصوتها اللي أخفت من الخافت وقالت البندري بتريقة : لااااااااا صار شي لأختي , بدلوها الجن بوحده ثانية ..
ضربتها أمها وهي تقول : بسم الله على بنتي هي بس متحمسة شوية ..
ضحكت الجوهرة وقالت : سبحان اللي يغير ولا يتغير , لا يكون حسان سبب التغير ؟؟
قالت العنود بصوت عميق : لااااااااا ما حزرتم السبب , اليوم 15 في الشهر , بنتنا مذؤبة , قسما بالله بغيت أشوف معدتها وهي تصارخ و نابينها لاحظت إنها طولت شوية , تصدقون خفت تهجم على رقبتي ..
وحطت يدها على فمها وهي تقول بطريقة مسرحية حزينة : يا حبيبي يا ولد عمتي متزوج مصاصة دماء ..
نزلت الهنوف راسها من دون ما تنطق بحرف , وأمها وأخواتها يضحكون على وصف العنود وتحليلها واللي مشت كلمتها وما تكلمت بحرف عن فستان أزهار رغم حماس الهنوف الغريب ..
سمعوا صوت خطوات على الدرج وبعدها طل عليهم جاسم اللي في يده الجوال , قال لأمه : أمي هذي أم عدنان بتعتذر لك لأنها ما تقدر تجي الجواز ..
مدت هدى يدها وهي تقول : هات , ماني عاذرتها , تجي يعني تجي ..
وأخذت الجوال منه , جلس على كنبه مفرده جنب الجوهرة اللي جابها بعد المغرب هي وزوجها من المطار , سأل وهو يأشر على الهنوف : اش به وجهها أحمر ؟؟
قالت العنود بتريقة : ولا شي , طلعت مذؤبة بس ..
قال وهو يقدم نفسه : لااا , لا تقولين , يبغالي أحذر حسان منها , ما درى عنك مذؤبة , صادع لي راسي ليش بأتزوج قبله وأنا ما كان في راسي زواج وهو اللي بيمووووت ويتزوج إلى الآن ما حددوا جوازه ..
قامت الهنوف وراحت على غرفتها , ضحك جاسم وقال : والله إنها تحفة هذي البنت , على أقل شي تحمر وتشرد ..
ورفع صوته وهو يقول : ما أقووووول إلا الله يعين حسان عليها ..
ولف على البندري اللي صارت من تشوفه تسكت أو تخرج من المكان وقال بشك : وانتي اش عندك ؟؟ لك كم يوم ما انتي على بعضك ..
طالعت فيه بخوف وقالت : ها ... ولا شي مصدعة بس ..
وقامت من مكانها وقالت : بروح ارتاح في الغرفة ..
~ لا يكون درت بموضوع أزهار وعبد الرحمن عشان كذا ما تبغى تشوفني , أصلا هي كانت شاكة بالموضوع من ذاك اليوم وجهها كان مخطوف لمن جيت , يكون في شي جديد صار وأنا ما أدري ؟؟ ~ خرجه صوت أمه من تفكيره العميق وهي تقول: لا والله أزعل يا أم خالد , ياختي عارفه إنه سمر نفاس , خلي عندها خلود ولا مرة خالد وتعالي انتي وسحر و سلافه ولا خلي البنات وتعالي لوحدك , تتغلين علينا والله مشتاقين لكم ..... , خلاص تفاهمي مع أبو خالد وردي لي , في أمان الله ..
صكت الجوال وناولته لجاسم وهي تقول : من نقلوا الرياض صارت شوفاتنا بالحسرة ..
سحب جاسم الجوال وقام وهو يقول : حتى أبويه هدد عمي عبد الكريم لو ماجا الجواز ما بيحضر جواز عدنان ولا جواز واحد من عياله ..
قالت العنود : أبوية معاه حق , إحنا حضرنا جواز خلود هنا و بعدها يوم نقلوا كلنا سافرنا الرياض عشان جواز خالد ..
قالت الجوهرة : الله يخليك , حتى أنا خلاني أجي من الباحة على حسابه كله عشان أحضر الفرح معاكم ..
سأل أمه : سمر ما شاء الله جابت عيال ؟؟
جاوبته : خبرك عتيق , جابت بنت قد ريناد ودحين ولد سمته على اسم أبو زوجها ..
: ما شاء الله , وتوأمها ما تزوجت إلا الآن ؟؟
قالت هدى بعفوية : سحر , ما تزوجت رغم إنها حلوة وطيبة , طول و...
قالت العنود بتنبيه : أمييييييييي ما يجوز توصفينها ..
ولفت على جاسم وقالت : و انت هييييي حدك , اش لك دخل فيها ؟؟
رفع حواجبه وقال : مالك دخل , أمي ليه ما تخطبينها ليه ؟؟
قالوا الثنتين في وقت واحد باستنكار : جاسم ..
وقالت الجوهرة باهتمام : أنا قلتلك من زمان , خذها بنت ولا كل البنات لكنك بطران وما انت وجه نعمة ..
لفت عليهم العنود بغيض ورجعت طالعت في جاسم وهي تقول بعصبية : مالت عليك , جوازك بعد 16 يوم و..
طالعت في ساعتها اللي كانت 8.30 وكملت : و 3 ساعات ونص و لسه ما دخلت على البنت وتفكر تخطب وحده ثانية , الله يصبرررررررررك يا أزهار ..
قالت الجوهرة : والله جاسم مافي منه اثنين , تحمد ربها اللي اتزوجت زيه , جمال ومال ومنصب ..
ضحك و قال وهو ينزل : قوليلها , اهبو حاسبة الوقت باليوم والساعة اللي يشوفك وانتي حمقانة يحسبك زوجتي ..
قالت بعد ما نزل : لا تقعدين تكبرين راسه , هو لله منتفخ ما يحتاج ..
وطالعت في الدرج اللي نزل منه وكملت كإنها تخاطبه: أنا بأسجد سجود شكر إنك ما انته زوجي وإني أختك ..
وكملت وهي ترفع يدينها للسما : اللهم لك الحمد إنه جاسم أخوية عشان ما كان حيكون فيه إحتمال ولو بسيييييييييط إنه يصير زوجي ..
قالت أمها : والله هو زين بس مزحه كثير ..
زفرت العنود وهي تقول : مزحه كثييييييير , إلا عينه فارغة , رجال ما يملى عيونهم إلا التراااااب ..
ضحكت أمها وقالت : يا بنت اش فيك ؟؟
وقالت الجوهرة : حالك زايد يا غير تسبين في الرجال , يجيك يوم تتزوجين واحد و ما ترضين عليه الكلمة ولو اش ما سوى فيك بتموتين في التراب اللي .....
مدت يدها وهي تقول بطريقتها المسرحية المعتادة : خلاااااااص , تكفين جوهرة لا تكملين ترى هذا الكلام يزيد وجع قلبي , لأني عارفه إننا معشر الحريم أغبيااااء قلوبنا واسعة بنحبهم و بنزعل ونرضى بسرعة ..
سمعت صوت أبوها وهو يقول من تحت : السلاااااام عليكم ..
رفعت يدينها وقالت : ياااااااارب يا كريم قطع رووس الرجاجيل ولا تخلي إلا راس أبويه و راس أبو اليتيم ..
وطنشت الجوهرة اللي جالسة تشرح لها إنه اليتيم هو اللي يموت عنه أبوه ونطت بفرح لمن شافته طالع وقالت : بااااااابااااااااا ..
وضمته وسلمت عليه وهي تقول : وحشتني ..
ضحك على خبالها وقال : حلوة بابا , كنتي تتريقين على أزهار يوم تقولها ..


***********************

في نفس الوقت في الرياض :

: مااااااااااااااامييييييييييييييي ...
انتفض جسم حنان من الخلعة والتفتت على حس سلافة وهي تقول بخوف : اش فيه يا بنت ؟؟
دخلت سلافة الغرفة وهي ضامة شي في حضنها و بعدت عن الباب بسرعة قبل ما تدخل جزمة منه وتضرب الجدر , شهقت سمر وضمت ولدها وهي تقول : اش فيه ؟؟ اش صار ؟؟
اندست ورى أمها وهي تقول بصوت مغنج : مامي help me ..
دخلت سحر من باب الغرفة وفي يدها جزمة ثانية وهي تقول : دحين جاية تهلببين و تقولين ساعدوني , والله تنضربين ..
: ماميييييييييييييي ..
قالت تقلدها بقهر : مامييييي , والله لا أطلع الدلع هذا من عيونك يالدبببببب ..
قالت حنان : اش بك على أختك ؟؟
وصلتهم أصوات صراخ حماسي ودخل بعدها ماهر وسامر , ماهر لف ذراعينه من تحت يدين سحر وكتفها وسامر سحب الجزمة منها وحط يدينه على أكتافها وهو يقول : هدي , هدي ..
صرخت بغيض وهي تحاول تفك نفسها من يدين ماهر : أنا هادية بس فكوني انت واياه , ترى أعصابي واصلة حدها ..
قالت أمها : اش فيه ؟؟
قالت سلافة وهي توري أمها كرة الشعر البيضاء اللي في يدها وتأشر على سحر : مامي , شوفي هذي الـwizard تبغى تطرد مومو برى البيت ..
فرطوها التوأم ضحك و سامر يقول : حلوة wizard ..
ولف على سحر وقال بتريقة : تقول عليك ساحرة خخخخخخخخ ..
: أنا ساحرة , درست سنة إنجليزي وجات تستعرض علينا كلامها المتخلف , هيا والله يا أنا يا بستك الهبلة في هذا البيت , فكونيييييييييييي ..
قالت سمر بقهر وهي ماهي راضية على اللي يسوونه في توأمها : ماهر وسامر فكوها , انتو جالسين زي الشياطين في البيت ..
فلتها ماهر وقال سامر وهو يمسد شعره : والله كنا خارجين ويوم شفنا المضاربة حمااااااس قلنا خلينا نشارك شوية ..
طالعت في التوأم اللي لابسين نفس البناطيل الفرق في بلوزة ماهر البيضا وبلوزة سامر اللي يحب القواتم السودا كان لهم نفس الطول الفارع والجسم المتوسط , نفس الملامح الجذابة والسمار واللحية الخليجية , كانوا متشابهين بدرجة مزعجة لسحر اللي قالت بقهر : تشاركون شوية , من فوق وهم ينخشون فيه ويدافعون عن سلافة , أصلا كلكم حاطين دوبكم دوبي وواقفين مع دلوعة البيت , بستها الزففففففففت خربت المفرش اللي قاعدة أخيطه للمرة الثالثة وكم مرة حذرتها إنها ما تطلقها إلا في الحوش لكنها ما تسمع ..
قالت سلافة بدلع : أولا اسمه مومو وثانيا هو male يعني ذكر تقوليله بِس مو بسه ..
زاد غيض سحر وهي تسمع تسطيح ماهر وسامر , رمتهم بنظرة حادة وخرجت من الغرفة , قالت سمر : بَس , رضيتم , زعلتوها ونكدتوا عليها الله أكبر عليكم , و انتي حضرتك ما قدرتي تبعدين موموك عن غرفتها , خرجيه برى بعيد عن ولدي لو سمحتي ..
وقامت من سريرها وناولت ربيع لأمها وهي تقول : بأروح اشوفها ..
ولمن مرت من التوأم ضربتهم على أكتافهم وقالت لماهر : والله لا أوصل حركاتك الهبلة هذي لأريج ..
حط يده على قلبه وقال : لاااااااااا , إلا أريج ..
قال سامر : مسكوك من يدك اللي تعورك ..
وجلس يضرب إصباعه وهو يقول : يا وييييييييييلك بيعلمون مرتك , يا ويييييلك بتتشوه صورتك عندها ..
دفه بمزح وهو يغمز عينه و يقول : أنا أعرف أصرفها من هنا ولا من هنا , لا تخاف على أخوك ذيب ..
جاهم صوته القوي يقول : مين الذيب ؟؟
صرخت سلافه : oh my god بااااااابييييييييييييي ..
ابتسمت حنان وقالت وهي تشوف زوجها واقف عند الباب وهو شايل ريهام : هلا والله , الحمد لله على السلامة ..
وقام الكل يسلم على عبدالكريم اللي جا من لندن بعد سفرة طويلة , ماهر وسامر اللي كانوا ناويين طلعة مع الشباب اعتذروا من أصحابهم عشان يجلسون مع أبوهم , ناولت حنان ربيع لزوجها وهي تقول : هذا حفيدك الجديد , صغيرون ...
قالت ريهام بكلامها المكسر : أنا ثفته أول , أنا ثفته وهو في بطن ماما , أنا..
ابتسم وقال بتعجب : وااااااااو انتي شفتيه أول , ماشاء الله , ربيع حلو بس ريهام أحلى ..
ابتسمت ريهام بفرح وقال سامر : قطعتها يابوي , عاد هي من جا ربيع راح سوقها ..
رجع ربيع لزوجته وقال : أنا ما أحب أشيلهم في هالسن , خذيه ..
وضم ريهام وقال : أنا أحب ريهام ..
و ريهام شوي وتطير من الوناسة , طالع يمين ويسار وسأل: وين أم ربيع ؟؟
ووين سحر ؟؟
قال ماهر وهو يدق سامر : لاحظ لاحظ , قال سمر قبل سحر عشان ما يأكد لنا إنه يحب سحر أكثر ..
قال سامر : أراهنك إنه بيموووووت ويشوف سحر لكن مو قادر يبين ..
طالع فيهم أبوهم وقال : حمود و محيميد لو ما سكتوا بأتصرف معاكم ..
دخلت سمر وشهقت بفرح وقالت : أبووووووويه ..
قام وضمها وهو يبارك لها مولودها وطالع وراها وسأل : سحر وين ؟؟
قالت بتردد : في غرفتها تلقاها نايمة ..
قالت هدى اللي عارفة حب زوجها الكبير لسحر : عبدالكريم , اجلس الله يصلحك , ارتاح تقهوى وبعدها اطلع شوفها ..
دخل عدنان وهو يسلم وجلس , قالت سلافه وهي تأشر على أبوها : هي سلم على بااااابي تراه جاي من travel ..
ضحكوا كلهم عليها لمن قال عدنان بسخرية : أووووووه أبوي جيت من السفر , ما شفتك , نحفت مره وصغرت لدرجة ما شفتك ..
وقال سامر وهو يدق راسها كإنه يدق باب : any body home, في أحد هنا ..
وماهر يقول : يالخبلة , أبوي جا من المطار كعابي يعني ولا بتاكسي مثلا ..
عبد الكريم رغم كونه رجل أعمال مشغول وكثير السفر كان يحرص دائما إنه يكون على اتصال دائم بهم , بالإنترنت أو بالهاتف و لمن يرجع لبيته يكون مع أولاده طوال الوقت ولا يسمح بخروجهم أثناء وجودهم مجتمعين , يستمع لهم و لمشاكلهم وينصحهم , كان ومازال بالنسبة لهم الأب الصديق , ورغم غناه كان ما يغدق على أولاده بالمال بلا حساب لأنه يبغى يعودهم على الحرص ومعرفة أهمية المال اللي يجي بعد تعب لكنه يوفر لهم أي احتياجات يبغونها من دون صرف ..
ابتسم عدنان وهو يشوف أبوه كل شويه يطالع للباب , كان عارف إنه مو هانئ بالجلسة من دون سحر , قالت سمر بخوف وهي تشيل ربيع لمن نشب مومو أظافيره في قماش الهندول : سلافة , بعدي بسك عن سرير ولدي ..
سحبته سلافة وقالت وهي تمسد شعره : أففففف انتي من جهة وسحر من جهة ..
سأل عبد الكريم باهتمام : ليش ؟؟ اش بها سحر مع مومو ..
قالت وهي ماهي منتبهة لإشارات ماهر وسامر لها عشان تسكت : زعلانه تبغى تطرده عشان نشب إظفاره في حاجة عندها ما أدري اش هي ..
قام عبد الكريم على طول وخرج من الغرفة , الكل طالع فيها باستنكار وأمها ضربتها على راسها بطرف يدها , حكت راسها وقالت : whaaaaaat?? ..
قال سامر بلغة فصحى : لقد تسببت في القضاء على بسك بيديك العاريتين ..
دقه ماهر وقال يقلده بتريقه : اسمه قط وليس بس , بس ليست من اللغة الفصحى ..
***
لمن سمعت الدق على بابها قالت بصوت عالي وهي ترفع راسها عن المخدة : ما أبغى أحد , سيبوني لوحدي ..
جاها صوته الدافئ وهو يقول : حتى أنا ..
شهقت ونطت من سريرها وفتحت الباب , كانت خايفة إنه يكون عدنان لأنه أصواتهم أحيانا تختلط عليها بدرجة فضيعة , ولمن شافته بطوله وجسمه العريض ولحيته الطويلة صرخت من قلبها : بااااااااااااااباااااااااااااااا ..
ورمت نفسها عليه وضمته بقووووووه , لف يدينه حولينها وقال بعتاب : وينك ما كلمتيني أمس ؟؟
رفعت راسها وباست خدوده وراسه ورجعت ضمته وهي تقول : آسفة كنت نايمة ولمن صحيت ما قدرت أتصل عشان فرق التوقيت , وحشتني مرررره ..
ضحك وقال : ليه ساعة تحت و انتي ما جيتي ..
وبعدها وطالع في وجهها وسأل : كنتي تصيحين ؟؟
هزت راسها بلا وهي تقول : أنا سحر بنت عبد الكريم أصيح عشان مفرش , لا والله ..
وسحبته لداخل غرفتها وهي تقول : تعال شوف ..
و ورته مفرش طاوله دائري مطرز بخيوط حرير بأشكال فخمة وهي تكمل : هذا المفرش اللي سويته هدية لمرت جاسم , اش رايك ؟؟
تأمله بإعجاب وقال : ما شاء الله كل مرة تبدعين أكثر , أنا فخور بك يا سحر..
ابتسمت بفرح لتشجيعه اللي دائما يخليها تنطلق نحو الأحسن بعد الله , وقالت وهي تأشر على طرف المفرش : و شوف مومو اش سوى ؟؟ دحين حأضطر أعدله وأخفي العيوب للمره الثالثة ..
شاف خيوط منسله وشويه من القماش مخرق , لف عليها وقال : خلي مومو عليه , المهم ما تزعلين ..
قالت بصدق : وهو اللي يشوفك و يشوف نورك في البيت يزعل , والله تكفيني طلتك عليه يا أبو خالد , تراها عندي بالدنيا كلها ..
قهقه وهو يقول : صدقوا يوم قالوا كل بنت بأبيها معجبة ..
ضمته وقالت : مو عن كذا حبيبي , انته غييييير , في بنات ما يدنون آباءهم و يكرهونهم كمان ..
قال وهو يدفها بخفه قدامه : يلا امشي يالدحلوسية ..
وقفت عند الباب وقالت وهي تأشرله : ما تعلى العين على الحاجب تفضل قبلي يااااا قلبي ..
خرج ونزل وهي لافه يدها بيده وتقوله على كل الأخبار الجديده ..



**********************

اسير الصمت
09-06-2012, 02:45 PM
صباح يوم السبت 21 / 5 / 1427 هـ :
الساعة 10 في فيلا أبو جاسم :

قال أحمد بعصبية وهو يرص على السماعة : قلت لك لا تمشي بالسيارة وهي حارة لكنك ما تسمع , خلك مكانك إلين أجيك ..
وصك التلفون بغيض , سكتت هدى وهي تشوفه معصب كذا , لف عليها وسأل : وين جاسم ؟؟
هزت أكتافها وقالت : ما أدري , يمكن نايم ..
وقامت وراحت لغرفته وصحته بالقوووة عشان يروح يجيب أخواته من السوق , لبس ثوبه وهو يسب ويلعن ولمن خرج من غرفته قال : يعني ما حبكت يروحون سوق إلا مع صباح الله خير ..
قالت أمه تهديه : ما يحبون يخرجون سوق في الليل ..
لبس طاقيته وقال بتريقة : الله , من متى هالكلام ؟؟ هذا شي جديد أول مرة اسمعه ..
لمن سمعت لهجته تجنبت تقوله إنه أزهار ما تحب تخرج أسواق في الليل , قال أبوه : تلقاهم عند الإشارة اللي تلف منها على شارع المكرونه من عند المخازن الكبرى ..
: ليه هم وين رايحين ؟؟
قالت أمه : مجمع الشرق ..
ضرب جبهته وقال : ياااا الـــلــــه , مجمع الشرق مع هذا الحر , البدو طول عمرهم بدو , اش قال الله في عزيز مول ولا حراء والحجاز على الأقل مكيفة ..
وزفر وخرج وهو يعدل شماغه , قالت هدى بهمس : أبو جاسم ما قلتله إنه أزهار معاهم وما قلت للبنات إنه جاسم اللي بيجيهم ..
قال بلا اهتمام : ويعني ؟؟
قالت باستنكار : أحمد , جوازهم باقي له 11 أيام , ما نبغاهم يتقابلون دحين ..
قال : أما عليكم تفكير انتم الحريم , ويعني لو شافها , مو هو بيشوفها بيشوفها ؟؟
: نبغى تطلع لها طلة لا شافها بعد فترة ..
: ما أظن عند ولدك سالفة ..


*********************


: كله منك يا سوناردي الهم , يعلك تموت حر ..
دقتها أزهار وهي تهمس : عنود ذبحتي الرجال بالسب والدعاء حرام عليك , شوفيه برى والعرق يشر منه ..
قالت بعصبية : أحسن , يعله يتسبح في عرقه , قلت له خذ الفورد أصر ياخذ الجيب , مالت على وجه النحيس ولد النحيسه ..
قالت الهنوف اللي مايته ضحك : عنيدي اسكتي , بطني انفجرت من كثر الضحك ..
حطت العنود كوعها على صدر أزهار اللي جالسة وسطهم وبعدتها على ورى وطالعت في الهنوف وقالت : أموت وأعرف اش مضحك يالدبببببببب , أنا بموووووت من الحر و قرفانه من العرق وانتي مشلا ضحكك ..
بعدت أزهار يدها وهي تقول : كتمتيني يا عمود الكهرب ..
لفت وهي تزفر بضيق و شهقت وهي تقول : يا مصيبة , هذي سيارة جاسم ..
التفتوا بصدمة و هبط صمت على السيارة , قطعه صوت أزهار وهي تقول بخجل : أنا اش جابني معاكم ؟؟ لو دريت ما جيت , ياربي اش هالفشلة ..
وحطت يدها على قلبها اللي حسته ينبض خوف وخجل , هي ما قابلته من رمته بذيك النظرة قبل أسبوعين , غصب عنها تذكرت نظراته الكارهة وهو يصرخ فيها ترخي نظرها عنه , سمعوه وهو يكلم سوناردي اللي فتح له الكبوت يوريه المكينه وشوي طل من قزاز السواق وقال وهو يتكي بذراعينه على القزاز : وحضراتكم ماشين بالسيارة وهي تسخن من دون ماتوقفونه وتقولون له , يكون في علمكم لو وديناها وقالوا لازم توضيب للمكينه بندفع آلاف عليها وفوق كذا بيحرقكم أبويه حرق ..
قالت العنود باعتراض : احنا اش يفهمنا في السيارات ؟؟
قال بحدة : إنزلوا لسيارتي بسرعة من دون حرف ..
وراح لسوناردي يفهمه اش يسوي , قالت العنود : هنوف اركبي قدام ..
قالت الهنوف بهمس : إن كان تستنون مني إني أركب قدام وهو بهالعصبية إحلمووووووا ..
وطالعوا الثنتين في أزهار اللي شهقت وقالت وهي ترفع يدينها وتحرك أصابيعها : طيييييروا والله ما أركب قدام لو فيها حياتي ..
فتحت العنود الباب ونزلت رجلها ولتفت لهم وقالت بطريقة مسرحية : خلاص أنا أضحي و أركب يالـ.....ـجبانات ..
دفتها أزهار وهي تقول : تحركي , ما عندك سالفة ..
ونزلوا وركبوا سيارة جاسم اللي اتصل على ونش يجي يشيل السيارة على الورشة , وبعد ما تفاهم مع سوناردي ركب السيارة وقال بعصبية : رايحين مجمع الشرق وهو كله أقمشة ليييييييييه , بأفهم , الجواز و مابقي عليه إلا كم يوم , اش تبغون بالأقمشة مع صباح الله خييير ؟؟
وانتبه للي جنبه فقال باستغراب : العنود ؟؟
ابتسمت العنود من ورى نقابها وقالت : خيييييييير ..
لف وقال : وين الهنوف ؟؟
وانتبه لأول مرة للي جنب الهنوف , على طول عرفها من حجابها المميز و قفازاتها السوداء , ابتسم ولف على قدام وقال بسخرية : يااااا أهلا وسهلا ..
حبست أزهار أنفاسها لمن لف وجهه ومن سمعت ترحيبه حست بمغص والتواء في معدتها لدرجة رصت يد الهنوف بكل قوتها , طبطبت عليها الهنوف لأنها حاسه بشعورها , قالت العنود عشان تضيع الموضوع : عندنا شوية أشياء نبغاها من محل الكلف والخياطة هناك وعندنا قماش ناقص و..
قاطعها : أخلصي , باختصار كم بتاخذون ؟؟
قالت بتفكير : ممممممممممم ما أدري , يمكن ساعة ونص ..
زفر وقال : والساعة ونص هذي اش أسوي فيها ؟؟
ابتسمت العنود وقالت : يا تمشي معانا يا تستنانا في السيارة لك حرية الإختيار أخي العزيز ..
لف رماها بنظرة ورجع طالع قدام وقال : يا أروح مطعم الذواقة أفطر فيه على بال ما تخلصون ..
قالت العنود بحماس : طيب جيب لي ساندوتش بيض ..
نفخ هول من خشمه وقال : تعرفينها ..
ووقف السيارة عند المجمع الأول وقال وهو يسحب البريك : اسري انتي واياها يلا ..
خرجوا و العنود مقهورة ليش مو جايب لها الساندوتش اللي تحبه , قالت الهنوف : زين منه اللي جابنا و ما رجعنا للبيت ..
خرجت جوالها وقالت : أنا أعرف أتصرف معاه ..
ودقت على أمها وترجتها للعفو إنها تتصل على جاسم بعد شوية وتسأله هو فين من دون ما تعلمه إنها دارية منها هو فين وإذا قالها في المطعم تطلب منه ساندوتشات على إنها لها وهي تاخذها بعدين , وبعد ما صكت الجوال قالت أزهار بضحكه : إن كيدكن عظيم , ما شاء الله عليك من وين جايبة هالخطة الجهنمية ..
أشرت على راسها بفخر , قالت الهنوف : والله من السعلوة هذا كله عشان ساندوتش بيض يالجيعانه ..
: معليش , بيض الذواقة لا يعلى عليه , معاه ثوم وطماطم وخس و آآآآآخ رياقيني سالت , متى نرجع البيت ..
دقتها أزهار وهي تضحك وقالت : بلا رجه , جوعتيني , وحسك عينك ترفعين صوتك في السوق وتناديني باسمي زي البزران ...
ودخلوا السوق وقضوا كل اللي يبغونه , ولمن دخلوا آخر محل خرجت منه وحده عبايتها مطرزه و ريحة العطر فايحة منها , قالت العنود بهمس : وجع شلت خلايا خشمي بريحة عطرها ..
قالت أزهار : هذي ريحتها ؟؟ على بالي ريحة المحل ..
ولفت تقول : بروح أنصحها ..
مسكتها الهنوف وقالت : تنصحينها إيش ؟؟ يعني بالله مهي عارفة حكم العطر , درسناه من المتوسط ..
وقالت العنود : و الله بتعطيك كلمتين في العظم عن الخوصيات وبتقول لك مالك دخل ..
سحبت أزهار يدها من الهنوف وقالت : برضو ...
وراحت للبنت , كانت تحس قلبها يضرب خوف إنها تكسفها بردها وخافت إنها من النوع اللي صوته عالي ما عليه من أعلاها واحد زي ذيك الحرمة اللي نصحتها مرة على عبايتها الملصقة في جسمها صرخت فيها ( مالك دخل يا أمي كل واحد حر في نفسه ) نفضت هذا كله وهي تقنع نفسها إنه هذا الشيطان يبغاها تتراجع وقالت : لو سمحتي ..
لفت عليها البنت , كانت العيون مدعوجة كحل و مكياج , همست أزهار بصدق : حبيبتي , ما شاء الله عليك حلوة وناعمه وربي أعطاك هالجمال كله , وانتي تشكرينه بهالطريقة , عاصيته وكاشفة جمالك للكل ..
هزت البنت راسها وقالت : شكرا ..
وجات بتروح , مسكت أزهار يدها وهمست : أختي والله لو مو خوفي عليك وحرصي ما كلمتك , أكيد إنتي عارفة إن المتعطرة زانية وأنا واثقة إنك ما تبغين تكونين زانية عند ربك , الرسول نهى النساء عن التعطر وهم رايحين للمسجد بيت الله فكيف في سوق ..
قالت وهي مرخيه عيونها : جزاك الله خير ..
ابتسمت أزهار وقالت وهي ترص على يدها قبل ما تفلتها : انتبهي لنفسك حبيبتي , وتذكري الأكل المكشوف محد يبغاه ..
وودعتها و رجعت للبنات , قالت الهنوف أول ماجاتهم : انتي واقفة وأنا قلبي يرقع , ما شاء الله عليك ما خفتي ..
قالت أزهار وهي تسحب نفس وتحط يدها على قلبها : والله أحس رجولي ذاااايبة ..
قالت العنود : صراحة عجبتيني , أبضاية يا بنت ..
قالت أزهار وهي تدفها لداخل المحل : والله لا أبضاية ولا شي , امشي بس أحس بيصيبني اسهال اليوم من كثر الخلعات ..
: يعععععععع الله يقرفك ..
قالت بهدوء وهي تفكر بالرجعة معاه : هنوف اتصلي على أخوك قوليله خلصنا يا دوب مسافة الطريق على بال ما يجي نكون خلصنا ..
ضحكت العنود بشويش وقالت : حلللللللللوة أخوك , قوية زهورة ..
دقت الهنوف عليه ومامرت 10 دقايق إلا وهو جاي ..
هالمرة ركبت الهنوف قدام , قال وهو يطالع فيها : ليش ما ركبتي أول قدام ؟؟
قالت بصدق : ما أحب أركب جنبك و انت معصب ..
لف وقال وهو يطالع في أزهار : و البرنسيسه ؟؟
هو ما كان شايف شي من غطاها الثقيل لكن هي كانت شايفة عيونه ونظرته الساخره , ولو الجدر يتكلم كان تكلمت وردت , قالت العنود لمن شافت إنه جاسم ناوي يقعد كذا إلين ترد : عروس تستحي , حرك السيارة وانت ساكت ..
رماها بنظرة ولف وحرك السيارة , تنفس الكل الصعداء لمن تحركت السيارة , كانت الهنوف ملتزمة الصمت و العنود تلقلق بهروج كثيرة على راس أخوها , خرجت أزهار جوالها وكتبت رسالة وأرسلتها , صدح صوت عزف ناي منفرد , خرج جاسم جواله وفتح الرسالة اللي جاته ورفع واحد من حواجبه لمن شاف إنها من أزهار , طالع في المراية اللي قدام لقيها تطالع من القزاز للمناظر برى صك جواله ورجعه لجيبه وقال : العنود اجلسي هادية إحنا في إشارة والسيارة مهي مظلله ..
لفت العنود بوزها وجلست بهدوء , انتبهت أزهار إنهم رايحين طريق بيتها , لفت باستنكار وطالعت في المراية الأمامية اللي عكست لها عيونه , اصطدمت عيونها بنظراته الباااااااااااارده , حمدت ربها مليون إنه ما يشوف نظراتها اللي حملت كرهها وغيضها , وقف عند مدخل العمارة من دون ما ينطق حرف , شالت أزهار أكياسها وخرجت بدون أي حرف , قالت الهنوف باستنكار لأخوها : ما بترافقها إلين فوق ؟؟..
قال بصوت بارد وهو يشخط بالسيارة : مو لازم ..
قالت العنود بغيض وعصبية : كان شلت عنها الأكياس ولا على الأقل وقفت إلين تتطمن إنها دخلت الشقة ..
قال بعصبية وهو يرفع يده : مااااااااالك دخل بيني وبينها , تسكتين ولا أهجدك بكفففففف ..
انكمشت الهنوف ولصقت في الباب وهي تقول بصوت خايف : عنود اسكتي ..
لفت العنود وجهها وهي مقهوووووورة من قلب ..
***
فتحت أزهار الشقة وصكت الباب بقوة ورمت الأكياس في الممر و فصخت عبايتها وهي تمشي ورمتها على الأرض ودخلت غرفتها ورمت نفسها على السرير , حست دموعها تحاربها , قبضت على اللحاف بيدينها وعصرته وهي تصرخ بداخلها ~ ما يستاهل تكسرين وعدك عشانه , وعدتي نفسك تكونين قوية زي ما قالك عمار و مو أي شي يبكيك يا أزهار , تحملي , تكفين يا عيوني لا تكسرين شموخي بدمعة , مو كافي كسرتيه مرة لمن شفتي العود , تكفى يا قلبي تصبر ~ رفعت وجهها عن السرير وضغطت عيونها بكفوفها وجلست تدعي وتستغفر ~ خمس دقايق , لا تعطينه من وقتك أكثر , وراك أشياء كثيرة تسوينها ~ سحبت نفس عمييييق وقامت , خرجت من غرفتها وشالت عبايتها وعلقتها ولمت الأكياس و راحت فردتها قدامها وبدأت تخرج الكلف والزينة اللي جابتها عشان تزين فيها الهدايا اللي اشترتها لمنى وعمر..


*************************


بعد صلاة الظهر :

طالع في الرسالة اللي ما يدري كم مرة قراها , من وصل لعشر مرات بطل يعد كم مرة فتحها وقراها (( جاسم أنا منحرجة من اللي بأكتبه , لكن لازم أكتبه لأني أجلته كثير , في موضوع ضروري أكلمك فيه وجه لوجه قبل الزواج , إذا ما عليك كلافة ياليت توصل البنات وبعدين أنا لأنه ضروري يكون على إنفراد .. وشكرا )) صك الجوال وحطه على الطاولة اللي جنب سريره وانقلب على جنبه الثاني , دق الباب فقال : أدخل ..
دخلت الجوهرة وقالت : ما نمت ؟؟
قال وهو يقوم : لا , راسي مصدع من الشمس ..
قالت وهي تجلس جنبه : جاسم حبيبي أنا مقهورة ليش كنت بعيدة كل هالمدة وطول فترة هالأحداث اللي صارت , لكني جيت الآن , إذا كان في بالك شي ولا شي قولي , أنا أختك الكبيرة ..
ابتسم وقال : حسستيني إنه في شي , اش قصدك ؟؟
زفرت وقالت : صراحة جيتك بعد تردد عشان أقولك لو كنت مغصوب على أزهار ولا مسوي الزواج عشان أبوية وغيره قولي , ترى إذا ما كنت تبغى أزهار أنا أتصرف وأخرجك من الموضوع ..
قال بعد صمت : ما أدري , خلاص اللي صار صار , الجواز مابقي عليه إلا كم يوم ..
قالت وهي تحط يدها على صدرها : أنا أتصرف وأخرجك منها لو ما تبغاها ..
قطب حواجبه يفكر بعمق وتفاجأ من نفسه وهو يقول : لا , خلي الموضوع زي ما هو ..
قالت بدهشة : يعني انت تبغاها ؟؟
ضحك وقال : لا ..
: جااااااااااااااسم ..
: الجوهرة قلتلك خلي كل شي زي ماهو لا أحد يسألني ولا يكلمني ..
قامت وقالت : على كيفك , لا تجيني بعدها تشتكي منها ولا من الزواجه هذي ..
بعد ماصكت الباب رفع جواله وفتح الرسالة وقال : الله يلعنك اش بتقولين يعني ؟؟
ومسح الرسالة بقهر وهو يفكر يمكن وراها مصايب أكثر مع عبد الرحمن و تبغى تقوله عليها , ولا ليش وجه البندري ينخطف كذا كل ما قابلها ..


************************


يوم الأربعاء 25 / 5 / 1427 هـ :
في فيلا أم صالح :

هشت بيدها وقالت بصوت واضح في نبراته مرور السنين : ولا حتى تسلم علي , قوم عني ..
مسح خصلات شعره الناعم المقصقص على شكل كاريه وقال : ليه يا جدة ..
رمته بنظرة شذره وقالت وهي تتلثم : لا ني جدتك ولا شي , قوم عني ..
حسان وجاسم اللي كانوا ماسكين ضحكهم انفجروا بالضحك على موقف جدتهم من عبد الرزاق اللي من جا من المطار راح لها بلهفة , رجع عبدالرزاق شعره وقال بغيض : SHUT UP YOU TWO ITS NOT FUNY..
( أغلقا فمكما أنتما الاثنين هذا ليس مضحكا ) ..
غطت حمده يدينها بطرحتها وقالت وهي تنزل غطاها على وجهها الملثم : يا سيادي مدخلين علي واحد أعجمي وتقولون لي عبد الرزاق , الله لا يفضحنا ..
قال عبد الرزاق باستنكار : أي أعجمي الله يهديك يا جدة , مسرع ما نسيتيني ونسيتي شكلي , توي مالي أربع شهور كنت هنا وسلمت عليك ..
قال حسان بتريقة لجدته : جديدة يمكن ما عرفتيه من صبغة شعره اللي صاير أنعم بقدرة قادر , وتراه كان لونه أسود صار شوكولاته غامق ..
شهقت حمده وهي تبعد مسفعها وضربت صدرها وهي تقول : يااااااا فضيحة الخطأ , انت صابغ شعرك زي الحريييييييييم , مو كفاية مطوله ..
مسك الآيس كاب وحطه على شعره ولف على حسان وقال : why you don’t close your mouth you son of the ***** ..
( لماذا لا تغلق فمك يا ابن الـ*** ) ..
ولف على جدته وقال : جدة هذي موضة هناك عندهم ..
مسك حسان عقاله ورماه على ظهر عبد الرزاق بقوة وهو يقول بغيض : احفظ لسانك يالوصخ , وكلماتك الشينة اللي متعلمها من هناك لا ترددها هنا ..
وبعد معاناة رضيت حمده تسلم عليه وقالت : زين اللي قدرت تنزل عشان جواز أخوك ..
قال : والله هو ما ودي بس حلو الواحد يوقف مع أخوه وقت الأزمات ..
أشر حسان وقال : هي انت أي أزمات انت وشعرك اللي شبه شعر أختي الخنساء ؟؟ أخوك بيتزوج مو رايح لعزى ..
قال بلا اهتمام : what ever كله واحد , الزواج أكبر أزمة يتعرض لها الرجل في حياته , وبعدين مين الخنساء هذي ما افتكرها ؟؟..
سكت جاسم وقال حسان بغيض : معليش أمثالك يشوفونه أزمة بس ..
: اش قصدك ؟؟
: قصدي اللي شاااااافوا الملايين وعيونهم بحر ليش يكتفون بوحدة ؟؟..
قال جاسم : هدوا اللعب يا شباب , مانبغى كرت أحمر , بتحولونها ساحة حرب قدام حمده بنت أحمد الـ ... شيخة القبيلة والنعم ..
قالت جدته وهي تغطي أطراف رجولها المحنية بطرف ثوبها : لا تقعد تدهن سيري أنا ما أعرف حرمتك ولا قيد شفتها عشان أحسن صورتك قدامها ولا عندي فلوس أعطيك إذا محتاج ..
انقلب الجو المكهرب لضحك على جاسم اللي انصدم من كلام جدته وسأل باستنكار وهو يقلد لهجتها البدوية : وأنا ما أمدحك إلا باغي شي الله يهداك يا جديدة ؟؟..
هزت أكتافها وهي تشرب قهوتها بهدوء وقالت : ما أدري عنك , الدنيا ما عاد هي بخير وكل يدور مصلحته , مو بعيد ناوي على شي يوم تمدحني ..
مسك قلبه وقال : جدة هذي تراها طعنة ثانية وأخص من الأولى ..
قال عبد الرزاق بتشفي : you deserve , تستحق على الضحك اللي تضحكه علي قبل شوي , ذوق من اللي ذقته ..
دخل صالح و وراه ولده عبدالرحمن وعبد الإله وقال بعد السلام : كيف حالك يمه ؟؟ و كيفكم يا شباب ؟؟ ما شاء الله سابقينا اليوم ..
طاااااااااالع جاسم في عبدالرحمن وعقله يدووووووور بسرعة رهيبة ~ مازال يفكر في حركة أزهار ؟؟ قال لأحد عن هالموضوع , لاااا ما أظن بعد ما خطب البندري وتم كل شي ما أظنه يتكلم , يمكن مستغرب ليه كملت الزواج رغم اللي سوته , جاسم بس تفكير ~ قام الكل يسلم على بعض , واستغرب جاسم لمن تحاشى عبد الرحمن إنه يجلس جنبه أو يحط عينه عليه , لكن الجو اللي تحول لضحك وتريقة من اجتمع عبد الإله مع عبد الرزاق خرجه من أفكاره , دقايق ودخل أحمد اللي كان يسقي الزرع بنفسه ووراه جلال شايل شتلة بيوريها أمه ..
***
في الصالة الداخلية للفيلا :

كانت العنود مبسوطة على الآخر وهي توري عمتها نورة السبتات اللي بيوزعون فيها الحلى و المعجنات والفوفل للناس , قالت عمتها : ما شاء الله قدرتوا تسوون هذا كله في هذا الوقت القصير , الله يسهللهم يارب ..
قالت بنتها سفانه بحماس : صراحة تجنن , عنود اللون الأحمر والذهبي مطقمينه مع فستان أزهار ؟؟
قالت العنود بأسف : لا , أزهار ماتحب هذي الحركات على قولتها خاصة دفتر الذكريات اللي عند الباب ..
بعدين كملت بحماس : بس إحنا مسوين الكوشة مفاجأة لها , شي ولا في الخيال كلها ريش و إضاءات ..
ضحكت ريم : حمستيني ..
قالت سفانه توافقها : والله متحمممممممممممسة من زمان مارحت فرح , مشتهية طنقرة ورقص ..
ضحكت الخنساء وقالت : اركدي شوي وتطيرين , اللي يشوفك يقول ما طلعت اللي في راسها يوم ملكة حسان ...
قالت خولة وهي تحط سدها على راسها : لا تقولين ملكة حسان , ذكرتيني بالصدااااع اللي جابوه ليه سمية وأسماء ليش ما راحوا للملكة , صاحوا إلين شبعوا وهم يقولون مارحنا ملكة خالنا ..
قالت الهنوف بإحباط : و ليش ما جبتيهم اليوم كمان يا خولة ؟؟ كنا مخططين إننا نتفق على كل شي في الجواز اليوم ..
قالت بطفش : نايمين , تعبوني من كثر ما أصحي فيهم , سووا فيه نفس سوات الملكة , خليهم نايمين أحسن أروق لأني سبت عندهم سالم و سارة أحلى كذا بدون صدعت راس ..
ولفت وقالت بحيرة : وين البندري وعهود ؟؟ كانوا هنا ...
قالت ريم بابتسامة خبيثة : شكله عندهم شي خطير , شفتهم انسحبوا بشويش وخرجوا ..
***
: اش فيها هالرسالة ؟؟
هزت عهود أكتافها وقالت : ما أدري , هو طلب مني أسلمها وسلمتها ..
طالعت البندري في الرسالة بتوجس , هي من صار اللي صار وخطبها عبد الرحمن رسمي لا اتصل عليها ولا كلمها , زفرت وحطت الرسالة في جيبها وقالت وهي تطالع في الجزء المزروع من الحوش واللي يتناوبون أعمامها على سقايته ورعايته تنفيذا لأوامر حمدة اللي تسبب السايق في قتل وحده من نخلاتها بكثر الموية : شكرا ..
سألت عهود باستغراب : ما بتقرينها ؟؟
~ لااااااااااحقة على الهم ~ ابتسمت وقالت : لا بأقراها في البيت على رواقة , امشي ندخل قبل ما يخرج واحد من الرجال من المجلس ..
ودخلوا للفيلا ..
(( هاليوم مخصص دائما كل أسبوع لزيارة الجدة واجتماع العائلة بدون زوجات الرجال حتى لا يكون هناك حائل بين الإخوة ))

عائلة محمد صالح الـ .....

محمد : متوفي من زمااااااااان ..
حمده : أمية تحب العلم ..
1_ نورة ( 58 سنة ) : متزوجة من ولد عمها ربة منزل وعندها من الأولاد ..
• خولة ( 39 سنة ) : متزوجة من ولد خال أمها متخرجة من الثانوي وعندها أسماء 19سنة وسمية 18 سنة و سالم 15 و سارة 10 سنوات ..
• حمزة توفى من زماااااااااان بسبب نقص المرض وعمره 8 سنة ...
• حسان ( 29 سنة ) : مدير لفرع من فروع شركة عمه أبو جاسم ..
• سفانه ( 24 سنة ) : متخرجة من الجامعة قسم إدارة و إقتصاد وجالسة في البيت ..
• الخنساء ( 18 سنة ) ..


2_ صالح ( 56 سنة ) : متقاعد وفاتح له دكان يتلهى فيه متزوج من بنت خاله نهاد وأولاده ..
عبد الرحمن ( 30 سنة ) : يشتغل في الاتصالات .
عبد الإله ( 27 سنة ) : توه متخرج يدور على وظيفة ..
عهود ( 24 سنة ) : متخرجة من قسم لغة عربية وجالسة في البيت ..
ريم ( 21 سنة ) : أكبر من البندري لكنها في نفس السنة والقسم معاها ..

3_ أحمد ( 54 سنة ) : تم التعرف على عائلته ..
4_ جلال ( 49 سنة ) : متزوج من خارج العائلة وأولاده ..
محمد ( 19 سنة )
أحمد ( 16 سنة )
حمزة ( 13 سنة )
علي ( 8 سنوات )
جاسم ( 5 سنوات )



**********************

تنهدت أزهار بضيق وهي تطالع في جوالها , أمس جات العنود والهنوف وأخذوا ملابسها عشان يرتبونها لها في الشقة , رمت الجوال وقالت بغيض : أتشحده أنا , هذي رابع رسالة أرسلها له وهو ما يرد حتى بحرف , حتى اتصالات اتصلت ..
وزفرت وهي تستغفر ~ أنا ليه مقهورة , هو اللي خسران , مالت عليه ~ قامت من مكانها وطالعت في لبسها , ابتسمت وقالت لنفسها : تهبلين ..
دق عمر الباب و قال : زهورة ..
فتحت الباب ورسمت ابتسامة معجون الأسنان وهي تقول : ترااااااااااا , أهبل مو ؟؟
ابتسم بارتباك وقال : مو ..
حست قلبها انزع من مكانه وهي تشوفه واقف قدامها بطوله الفارع وجسده النحيف وهو لابس ثوبه الجديد والغتره اللي أول مرة يلبسها في غير العيد من يومه يفضل الشماغ , كان لحظتها شدييييييييد الشبه بعامر , انعصر قلبها للحظة لكنها قالت بمرح : كش الصلاة على النبي , اش الحلاوة هذي كلها ؟؟ ما يجي تتزوجني أنا ؟؟
راح التوتر وهو يشوف خبال أخته , ضحك وقال وهو يشد قصتها بمزح : حلوة أتزوجك خليناك لجاسم , ضفي وجهك عني منى تسواك ..
ورجع عدل غترته وقال : شكلي عريس ..
لفت عنه ولبست عبايتها وهي تقول : عريس وبس , يلا تحرك ..
أبو صلاح أصر يسوي ملكة بسيطة لبنته قبل زواج أزهار عشان ترتاح أزهار على أخوها وهي كانت شاكرة له جميله هذا اللي لا يمكن تنساه , الملكة عائلية بسيطة من دون دق , ما كان في البيت أحد غير خالات منى وعماتها وبعض البنات اللي في سنها , و ما كان موجود من الرجال غير أبوها وأعمامها , جابوا الدفتر لمنى ووقعت عليه وسط غطاريف أهلها , وهي توقع بخجل تحت اسمها على الدفتر تعلقت عيون أزهار بخط أخوها وزاد ألمها وهي تشوف الشهود أعمام منى , يا ما كان يقول عمار إنه بيكون شاهد على زواج أخوانه إذا ربي عطاه عمر وبيوقع لها لأنه ولي أمرها ..
ولمن قال أبوها أبو صلاح بعد ما ألقى المملك خطبته وراح : ها عمر , ندخل العروسة ؟؟
قال بهمس خجول وهو يعدل غترته : عمي أبغى أزهار معايا ..
ضحك وقال : شي أكيد , يا حرييييييم ..
مسكت أزهار يد منى اللي ترتجف وزفتها بنفسها لأخوها على شريط زفه شغلوه أهلها , أول ما دخلت المجلس شافته منزل راسه من الحيا , قالت تناديه بفرح ومحبه : عمور ..
رفع راسه ووقف أول ماشافهم , حزنها راح وهي تشوف ابتسامته المتردده وهو مهو عارف اش يسوي , أشرلها بيده اش أسوي مستغل إنه منى ما تشوفه , ضحكت وقالت وهي تمد يد منى : خذ يد العروس ..
تقدم و مسكها بارتباك وتنح في مكانه , مسكت أزهار قهقهتها وقالت بحنان : اجلسوا اش فيكم واقفين ..
جلسها على الكرسي , وحط يده على جبينها وجلس يدعي ومنى اللي كانت تخطف البصر بفستانها البرتقالي الناعم منزلة راسها بحيا , جات أم منى وسلمت عليه ووصته على بنتها ووصت بنتها عليه ووقفت جنب أزهار وهي تغطرف بسعادة , كان يطالع في منى شوية و ينزل راسه شوية و شوية يرفع راسه و يدور بعيونه عليها بحرج وسط الحريم اللي يطالعون عليهم وهم متحجبات , جاته وقالت : ها يالمعرس ..
رص على يدها وقال : خلاص ما خلصوا الهوانم فرجة , والله لو مو العروس جنبي كان سطرتهم بكفوف قاعدين هنا كإني محرم لهم ..
دنقت عليه وقالت وهي بتموت من الضحك : كلهم كبار في السن , بعدين لا تفضحنا مع الناس , اش تبغى منى تقول , متزوجه مجرم ..
ورجعت اعتدلت وراحت بينه وبين منى الساااااااكته بخجل ومسكت يد أخوها وحطتها على يد منى وهي تقول : امسك يدها شوية ..
كان الإثنين كل واحد فيهم مستحي أكثر من الثاني , ولمن شافتهم سحبوا يدينهم أول ما بعدت رجعت وحطت يدينهم على بعض , طاااااالع فيها عمر بابتسامة صفراء وهو يصرخ بداخله ~ خلاااااااااااص احراج , أفففففففف مو كافي نظرات الحريم اللي شوية وتخرج ~ غمزت له بعينها وراحت لأم صلاح وطلبت منها يخرجون الحريم عشان ياخذون راحتهم , من خرجوا الحريم دخلوا أخوان منى الثلاثة وأبوها وأعمامها عشان يباركون لها ..
شافته من ورى الباب يسلم عليهم وهم يباركون له للمرة الثانية ويسلمون على منى وينغزونها بالكلام ويحاولون يحرجونها قدام عمر , ابتعدت عن الرجة ودخلت غرفة منى , طاااالعت في الجدران وهي تداري دموعها ~ لوحده , لوحده , لا أخ ولا أم ولا أب , يا حبييييييبي يا عمر ~ غطت وجهها وصااااااااااحت بدموع ما قدرت تقاومها , دخلت أم صلاح اللي حست بها مهي على بعضها وضمتها وهي تواسيها , صاحت أزهار في حضن أم صلاح بدموع حبستها طويييييييييييل , صاحت أخوها اللي بتسيبه لوحده , صاحت منظره وهو بلا ظهر وسط ناس غرب , صاحت مشاعر الوحده والفقد اللي بالتأكيد حسها وهم يكتبون عقد نكاحه , صاحت نظراته التايهة وابتسامته المتردده وسط أهل منى , من كثر الألم اللي فيها ترجت أم صلاح إنها تخليها تروح البيت وما تقول لعمر اللي أكيد بيجلس شوية مع منى , لبست عبايتها وتجنبت الناس وخرجت بعد ما ألقت نظره أخيره من باب المجلس على أخوها اللي كان مبتسم وهو يلف وجهه بخجل عن منى اللي لصقت فيه لأنه صلاح جلس جنبها على الكنبة وزاحمهم بمزحه كإنه مافي كنبه إلا كنبتهم اللي جالسين عليها , ابتسمت من وسط دموعها وخرجت لشقتهم وهناك فرغت بقايا دموعها , ولمن حست إنه دموعها لو تركت لها العنان ما بتجف أبد راحت وغسلت وجهها وصلت ركعتين وجلست تقرأ قرآن ..
ما مرت نص ساعة على جيتها من بيت أبو صلاح إلا وجا عمر , ابتسمت وقالت بحب : ألف ألف مبروووووك يا عريس , عقبال الزواج ..
جلس على الكنبة قدامها وفصخ غترته وهو يقول : الله يبارك فيك يا عروسة ..
تجاهلت كلمته اللي حستها غلط وسألت : ها كيف منى ؟؟
ابتسم وقال باختصار : حلوة ..
قالت بصدمة : حلوة بسسسسسسسسسسس ..
: اش تبغيني أقول , توني اللي شايفها ...
قالت وهي تقلب عيونها بتفكير : إممممم حأكتفي بهالكلمة مؤقتا لأنك ما تعرفها , أشوف يوم أسألك بعد أسبوع اش بتقول ؟؟
قال بابتسامة حنونة : حلوة واللي اختارتها لي أحلى وأحلى ..
شهقت وحطت يدينها على خدودها وهي تقول : أحرجتنيييييييييييي ..
وكانت فعلا محمرة من الخجل , ضحك وقال بعفوية وهو يتأملها بعيون وااااسعه متلهفة : عارفة , شكلك صاير شبه أمي و انتي بشرشف الصلاة ..
تبلمت وطالعت فيه وهي تدعي ربها إنه ما يحس بجزء من الألم اللي حسته لمن شافت فيه عمار , قام من مكانه وقال وهو يحط يده على راسها : يلا تصبحين على خير , تعبناك معانا , بس إن شاء الله نخدمك في فرحك ..
نادته وقالت : عمور أحطلك شي تاكله ..
لف عليها وقال وهو يخرج جواله : ماني فاضيلك ورايا وحده أكلمها , بالحسسسرة أخذت رقمها من صلاحو ذلني إلين أعطاني إياه ..
ضحكت براحة وقالت : طيب روح انقلع , الله يهني سعيد بسعيده ..
ومن دخل غرفته رمى جواله على جنب و استند على الباب وهو يبلع الغصة اللي حسها ~ من يومي أفكر كيف بأتزوج بدون أب , وسبحان الله تزوجت بدون أب أو أم أو أخ , بلااااااااا أهل , وينك يا أمي تشوفيني عريس ؟؟ حتى أزهار بتتزوج بعد كم يوم وبتروح لبيت زوجها , الله يرحمك برحمته ويسكنك فسيح جناته , آآآآآآآآه يا عمار تزوجت قبلك , عمير ما بتصير عم وخال زي ما كنت تتمنى , كنت دايما تقول إنك بتوديهم البقالة و بتمشيهم كل مكان , خلاص يا عمر خلاص تحسف وحسرة , والله مابتفيد ولا بترجعهم , استغفر الله , أمك إن شاء الله مرتاحة من عذاب الدنيا وآلامها اللي كانت تعانيها , عمر إن شاء الله يكون مزفوف لحورية من حور الجنة يا رب , و عمير بتقابله في الآخرة في جنة ربك , ياااااااااااااااارب اجمعني بهم وبأزهار في الجنة ~ زفر بألم وهو ينسدح على سريره و يستغفر ..


************************


يوم الاثنين 30 / 5 / 1427 هـ :
قبل العصر في شقة أزهار وعمر :

مع مرور الأيام اللي جرت بسرعة ارتاحت أزهار وهي تشوف ملامح عمر صارت تكسوها سعادة حقيقية , حتى مزحه رجع زي ماهو دفش وعفش ..
دفته للممر وهي تقول : يلاااااااا أخرج , الحناية دحين تجي ..
سأل : و مناية بتجي ؟؟
حطت يدينها على خصرها وقالت : بتجي يا مغرم انته وبيجون أخوات جاسم كمان , يعني لا تحاول تجي هنا قبل 3 الليل ..
شهق باستنكار وسأل : وين أروووووووح ؟؟
عددت على أصابعها : روح لواحد من أصحابك أبو أمجد مثلا أو روح للمندوبية يمكن عندهم صدقات بيوزعونها ولا شي أو روح البحر ياخي كل واحد فاضي في جده راح للبحر , اشتري ذرة أو بليلة واسكريم واجلس اشكي للبحر حبك لمنايتك و فكني ..
دق جوالها فقالت وهي تضرب الأرض برجلها : عمووووووووووور ..
فتح الباب وقال : خارج خلاص , بلا زن زايد ..
في اللحظة اللي خرج فيها خرجت منى من شقتهم , نزل راسه على طول وقال بابتسامة : السلام عليكم , تفضلي حياك الله ..
ونزل بدون ما ينتظر ردها , دخلت منى وفتحت غطاها وقالت بوجه محمر : يا دب قلتيلي رااااااااااااااح ..
ضحكت وقالت : في فرق قلتلك بيرووووووووح مو راح , خطة عشان تتقابلون ..
مسكت يد أزهار وحطتها على موضع قلبها وقالت : حسي , يمين بالله كان بيغمى عليه ..
قهقهت أزهار من قلب وقالت : حشى قطار هذا مو قلب , هذا كله خووووف ..
ابتسمت منى وهمست بخجل : لا , خجل و ...... محبه ..
حطت أزهار يدها على إذنها وقالت : عيدي عيدي ما سمعت ..
ضربتها على كتفها ودخلت للصالة , ابتسمت أزهار بفرح وقالت : الله يخليهم لبعض ويسعدهم يااااارب ..
شوية وجات الحناية , كانت أزهار من صغرها تعتبر يوم الحنا يوم مهم جدا للعروسة لأنه يتجمعون فيه أهلها حولينها يشاركونها فرحتها , لكن هي من بيشاركها , كان شكلها وهي تتحنا لوحدها وجنبها منى مو المنظر اللي تخيلته أبدا ليوم حناها , قالت الحناية وهي تجهز العدة حقتها : اش هذا الهدوء ؟؟ شغلوا مسجل على الأقل F.M على الذمة ..
ابتسمت أزهار وقالت : حبيبتي الأغاني حرام , وأنا ما عندي شريط زفاف اسلامي عشان أشغله ..
قالت منى : أنا عندي في البيت أشرطة بنت خالتي ما أخذتها من يوم الملكة , أروح أجيبها ..
قالت أزهار : لا تروحين ولا شي , دقي على أخوك الدبي كمال وهو يجيبها ..
اتصلت منى على أمها وثواني دق جرس الباب , قالت منى : مسسسسرع ماجابها ..
ولمن فتحت الباب صرخت فيها وحده وهي تدخل بشكل هجومي : أنا جيييييييييييييييت ..
انتفضت منى ورجعت على ورى وهي حاطه يدها مكان قلبها , نزعت العنود غطاها وقالت وهي تحط يدها على فمها : أووو أووووو , آسفة شكلي غلطانه في الشقة ..
ولمن جات بترجع على ورى دفتها البندري و الهنوف ودخلوها وهم يقولون : بلا مزح زايد انتي وأزهار محنا فاضيين لكم ..
وسكتوا أول ماشافوا البنت الحلوة تبتسم لهم وهي تقول بصوت هادي : أزهار جوة ..
سلموا عليها ودخلوا , لقيوا أزهار مايتة من الضحك على أصواتهم , قالت أزهار : بنات هذي الأمورة الحبوبة منى مرة عمر , منى قلبي , عمود الكهرب هي العنود و الحلوة النعومة الهنوف و الدلوعة الصغيرة البندري ...
حطت العنود يدينها على خصرها وقالت : يا سلاااااااااام كلللهم مدحتيهم وأنا الوحيدة اللي ذميتيني ..
قالت أزهار : والله ما يهون عليه أحلى عمود كهرب في المملكة كلها ..
نطت العنود فوقها وخنقتها والبنات يسحبونها عشان تقوم عنها , شوية وجاب كمال أخو منى الصغير الأشرطة ودخل بعده جاراتها وبناتهم وبعد ماسلموا عليها شغلوا الأشرطة وقاموا يرقصون قدامها , أزهار اللي افتقدت وجود مشاعل اللي رفضوا أخوانها إنها تجي مامنعها هذا إنها تحس إنها حصلت على يوم حناها بوجود هذولي كلهم ..
قالت العنود وهي تتوجع : حراااااام عليكم والله يعور ..
سحبت يدها من الكوفيره اللي جالسه تشيل لها شعرها بالحلاوة وقامت تهفهف عليها وهي تقول بصوت باك : والله يعووور ..
قالت الهنوف وهي تدقها : عنيدي بلا دلع , فضحتينا , كإنك أول مرة تشيلين شعر يدينك و رجولك , جبتيلنا الصداع ..
رجعت يدها للكوفيره اللي تضحك عليها وقالت : طيب كل مرة يعورني اش أسو.... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآي ..
قالت البندري وهي تسوي حلاوة لنفسها : هذا وهي رجولها و يدينها أجل لو وصلت لوجهها اش بتسوي ؟؟
قالت منى بشفقة : يا قلبي , والله شكلها تتوجع , صراحة ما ألومها أنا جننت أمي لمن سويتها ..
قالت الهنوف وهي تحرك يدينها المحنية عشان تنشف : سيبيك منها , ما عندها صبر , من بغى الدح ما قال أح ..
كانت الرجة والزحمة في البيت مدخلة الفرحة لقلب أزهار اللي أصرت أم صلاح اللي جات بعد فترة إنها تخليها ورى قطعة القماش التقليدية واللي ثبتوها في الجدار , أول من زاحمها ورى القطعة العنود , وكانوا البنات الصغيرات يطلون عليها ويشردون بخجل وهم ينادون بعضهم عشان يشوفون العروسة ..
وكل شوي تجي منى وتسقيها موية أو تأكلها شوكلاته وتناوبوا على خدمتها على حسب اللي خلصت حناها وأشغالها , على الساعة 2 في الليل خرجت منى اللي هي آخر فرد كان موجود وودعتها أزهار وهي تشكرها , راحت لغرفتها عشان تدق على عمر وتخبره إنه ما في أحد وقفت قدام المراية وتأملت نفسها , وجهها فيه ابتسامة وعيونها فيها لمعة غريبة , هل هي سعيدة فعلا ؟؟ كل هالضحك والمزح مع البنات كان نابع من قلبها ومن دون ما تفكر للحظة إنها بتنزف لجاسم , جاسم , من دوى هالاسم في بالها زفرت وقالت : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ودقت على أخوها اللي ما صدق , ربع ساعة وجا رمى نفسه على الكنبة بتعب وهو يقول : من العصر وأنا أدور من بيت لبيت , تعبت ..
ضحكت وقالت : يلا نتعب في فرحك إن شاء الله ..
رفع راسه وطاااااالع فيها وقام وقال وهو يفرك عيونه : زهره إش هالحلى كله ؟؟
ضحكت بخجل وقالت : لا تمزح ..
طالع فيها وقال : لا والله من جد أتكلم , سبتك عادية ورجعتلك أميرة ..
ضربته على كتفه وقالت : ترى هذا سب قبل مايكون مدح ..
رجع انسدح بتعب وقال : آي , تراني تعبان ..
سحبته من يده وقفته وجرته لغرفته اللي كانت مشغله مكيفها و مطفية أنوارها , كبسته شويه إلين نام وبعدين قالت قبل ما تصك الباب وهي عارفه إنه غاطس في النوم ولا يمكن يسمعها : تصبح على خير حبيبي ..
وراحت لغرفتها , ماجاها النوم من كثر التفكير فقامت ترتب البيت ..


*************************
صباح يوم الثلاثاء 1 / 6 / 1427 هـ :

تقلبت أزهار يمين ويسار وهي تدعي ربها يغمض عيونها لو دقايق ~ ياترى هو سهران زيي ولا نايم في سابع نومة ~ , من أصبحت أمس يوم حناها ما نامت إلى الآن , زفرت وقالت وهي تقوم : استغفرت مية مرة , حتى إبليس ما نومني , العادة ما أكمل عشر مرات إلا وأنا راقدة ..
حكت شعرها بضيق وصرخت : يا نوووووووووووم ..
ورمت نفسها على ورى وزفرت وهي تطالع في سقف غرفتها , غرفتها اللي بتروح عنها بكرة , قامت وقالت : والله أقوم أحسن من السدحة , كذا بأتعب أكثر ..
وقامت تشتغل في البيت وتدور أي شي عشان تنشغل فيه , جهزت فطور من ثلاث أنواع بيض وأنواع الجبن والزيتون وحتى فول طبخته وحطت شموع على الطاولة المستطيلة في الصاله اللي فرشت عليها مفرش وجهزت برادي شاهي وحليب وراحت تصحي عمر , طالع عمر في ساعته وقال بصوت نعسان : أزهار الساعة 9.30 ..
قالت وهي تسحبه : ويعني ؟؟ يلا قوم ..
تثاوب وفرك عيونه وتشطف ودخل المطبخ , سأل لمن شاف السفرة : أزهار نمتي ؟؟
وطالع في وجهها وقال وهو يجلس على الأرض : ما أظن ..
جلست قدامه وقربت له العيش وقالت : سمي بالله ..
كان طول ماهو ياكل وهو يمدح في أكلها ويعطيها شوية نصايح لزواجها وهي كانت تطالع فيه طول الوقت كانت تحاول قدر الإمكان تحفر صورته بداخلها , ما تدري ليه تحس زواجها بخليها تفقده مرة ثانية , لمن طالع فيها حطت نفسها تاكل , ولمن خلص أكل ساعدها في شيل السفرة وقال مقترح : اش رايك نروح البحر ؟؟
طالعت في ساعتها وقالت وهي تحط الصحون في المغسلة وتفك الصنبور : دحيييييييين ؟؟
هز راسه وقال وهو يصك الصنبور : إيوه , إلبسي عبايتك يلا , العروس مفروض ما تغسل نحاس ..
نشفت يدينها وقالت باستسلام : يلا , يلا ..
جلس يدور بالسيارة في البحر إلين الظهر وبعد ما صلوا في مسجد قريب أصر يغديها في مطعم , وبعد المطعم مررها على محل آيس كريم , أكلته وهي مستمتعة , صح كانت بطنها بتنفجر من كثر مازغطها عمر أكل على الغداء لكن الإيس كريم له لذته , وقف عند مسجد وصلوا العصر وبعد ماخرجوا قال : اش رايك نرجع للبحر نشتري من البليلة اللي كانت مقفلة الصباح ..
صرخت باستنكار : عمــــــــــر ..
ضحك وقال : أمزح , بنروح لحديقة الحيوان ..
شهقت وقالت : إنت تتكلم جد ؟؟
قال وهو مقطب : ما أفتكر يوم إني كذبت عليك , وهذا بفضل ومنة من الله ..
ابتسمت وقالت : آسفة بس مني مصدقة , صراحة أحلى يوم في حياتي ..
شغل شريط قرآن عنده جلست تستمع له بصمت وبدون ما تشعر غاصت في النوم اللي من أول تدور عليه ..
لف عليها عمر وقال براحة : أخيييييييرا , ما بغيتي تنامين ..
وغير وجهته للبيت , وعند العمارة صحاها وساعدها على الطلوع , من التعب نامت على كنب الصالة , لحفها وشغل المكيف وخرج من الشقة لأنه عنده أشغال قبل زواجها وصك الباب بعد ما تأكد إنها غاطة في النوم ومرتاحة ..


************************

في فيلا أبو جاسم بعد المغرب :

كان أهل البيت كلهم على قدم وساق عشان يستقبلون صاحب أبوهم عبد الكريم و عايلته في ملحق الضيوف اللي رفض جاسم يسكن فيه وفضل شقة بسيطة في نفس الحي , جاسم وأبوه راحوا للمطار وعبد الرزاق راح مع حسان عشان يجهزون ذبايح عشا الليلة ..
صرخت الجوهرة : بتقومين ولا لا ؟؟
حطت العنود رجل على رجل وقالت : فيه 3 شغالات من دون شغالتك والبيت نظيف , أقوم اش أسوي , بالعقل اش أسوي أقلع الرخام وأنظف تحته ؟؟
: عنود بلا قلة حيا وطولة لسان , احترميني أنا أكبر منك ..
قامت العنود بغيض وقالت : اللهم طولك ياروح , جوهرة تراك من أمس حاطة دوبك دوبي , أموت وأعرف أنا اش مسوية عشان تقعدين لي عالوحدة , يعني الهنوف نايمة والبندري جالسة على النت , اش معنى أنا بالذات تجين وتناقريني هااااااا ؟؟
قالت الجوهرة : كلهم سنعات ولقوا لهم عرسان وانتي لسه قاعده , طاقه الـ 24 ولسه ما دق أحد الباب ..
كتمت العنود غيظها وقالت ببرود ساخر : كيفهم , هم الخسرانين مو أنا ..
قالت الجوهرة : قومي تلحلحي قدام عمتي حنان عندها ولدين مو واحد عسى تخطبك لواحد فيهم وإن شاء الله عدنان , مهندس تحلمين بزيه ..
شهقت وقالت : عساك تبغيني أتحرك قدامهم يعني يعني أنا لهلوبة , لا عيونيييي هذا بعدك , بعدين عدنان بالذات ما أبغاه أكيد نسخة منسخة من أخوك جاسم والعياذ بالله ..
صرخت الجوهرة بعصبية وهي تحط يدها على خصرها وتحرك اليد الثانية : اش قال الله في جاسم ؟؟ ولا ست أزهار خلته في عيونك وععع ..
زفرت العنود وصرخت وهي رافعة يدينها : ياااااااااا صبـــــر وينك ؟؟
وقامت وطلعت الدرج وهي تقول : أنا أطلع غرفتي أحسن لي ..
نزلت أمها وهي تسأل : اش فيك ؟؟ صوتك واصل لآخر الفيلا ..
أشرت العنود بصمت على الجوهرة اللي قاعدة تعطي نصايح ما ألقت لها بال وكملت طريقها , نزلت هدى وقالت : الجوهرة بنتي خفي على العنود شوي ..
قالت الجوهرة : تبغينها تعنس , أم خالد بتحضر العرس وبتشوف البنات , في عهود وريم و سفانه غير العنود وكلهم في سن زواج , تبغينها تنقي أحد ثاني غيرها لعدنان ولا سامر ..
قالت أمها : يا بنتي الزواج قسمة ونصيب ..
: والتفكير برضو له دور ..
قاطعهم صوت الجرس فقالت هدى : تكفين يا بنتي لا تتضاربون قدام الضيوف وتفضحونا ..
وراحت تستقبل حنان اللي جات مع سحر و سلافة , دقايق و نزلت العنود بعد ما تمالكت أعصابها ومن تلاقوا هي وسحر نسيوا كل الموجودين وجلسوا يتناقلون آخر الأخبار اللي ما تناقلوها بالرسايل وأصواتهم المتحمسة صاجة الموجودين , خاصة سلافة اللي اعتذرت إنه عندها صداع وطلعت ترتاح في الملحق اللي دلتها عليه الهنوف ..
***
قال جاسم بحسرة : تمنيت أشوفهم , مالي عهد بهم ..
قال عدنان بابتسامة : احمد ربك واسجد له شكر اللي ماجوا كان قلبوا جوازك حريقة ..
ضحك حسان وقال : لهالدرجة ؟؟ صراحة شوقتني أشوفهم وأتعرف عليهم ..
لف عليه عدنان وقال باستغراب : انت ماقيد شفتهم ؟؟..
قال جاسم يفسر : مو انتم نقلتم الرياض قبل سنة من نقل عمتي نورة لجدة ..
قال حسان وهو يدقه بمزح : لا تقول اسم أمي مرة ثانية لا أعلمه على اسم أمك هدى ..
قال جاسم : لا والله , يعني يعني ماقلته دحين ..
ضحك عدنان وقال : ولد نورة وولد هدى اسكتوا أحسن لكم ..
لفوا عليه وقالوا في وقت واحد : ولد حنان مالك دخل ..
انفجروا ضحك وقال عدنان : الله يـــ.... فجعتوني , شوية و تاكلوني ..
وبعد تبادل بعض الأخبار راح حسان لخاله اللي ناداه , لف عدنان على جاسم المسرح وسأل بفرح : كيفك يالمعرس ؟؟
هز راسه وقال بقرف : زييييييين ..
سأله بحيره : وليه تقولها بدون نفس ؟؟
زفر جاسم وقال : كذا مزاج , فضها سيرة ..
لف عدنان عنه وقال بضيق : أفففففففف , يا إنك غليس بشكل , تقتل الفرحة في مهدها ..
خرج جاسم جواله اللي قفله يومين وفتحه , ما أخذ دقيقة وجاته ثلاث رنات رسايل , كانت كلها من أزهار , جديده تحمل نفس المضمون وبعضها منعاد إرسالها , مسحها وهو يقول بداخله ~ عشر رسايل إلى الآن , هذي اش عندها مصرة لهالدرجة ؟؟ ~ استغرب من نفسه ليش ما يبغى يروح يشوف اش عندها , هل هو خايف من اللي بيسمعه منها !! مستحييييييييل , ليش يتردد ويخاف , هي أصلا ما تعني له شي من البداية وهو الوحيد اللي عارف إنها إنسانة صايعة في ثوب عابدة ..
خرجه صوت عدنان وهو يسأل: وييييييييييييين ؟؟ على وين يابن الناس ؟؟
ابتسم جاسم وقال : في همي اللي بيركب راسي بكرة ..
: لا حول ولا قوة إلا بالله , اللي يسمعك يقول رايح لمصيبة ولا معركة ..
قام وقال : خليها على الله ..
وخرج عشان يشوف العشاء , وبعد ما تعشوا تواعد ينام مع حسان في المجلس عشان يصحون مع بعض ويسوون بعض الأشغال الناقصة , راحوا البقية للملحق و دخل جاسم غرفته عشان يغير ثوبه , و بعد تفكير عميق اتصل على صاحبه في الاتصالات وسأله : ها طلعت لي الفاتورة ؟؟... جزاك الله خير , لقيت الرقم اللي قلت لك عليه ؟؟
ما يدري ليه انصدم لمن قاله فيه مكالمتين أمس من نفس الرقم اللي سأل عنه , وحده مدتها ربع ساعه ووحده عشر دقايق , هو كان عارف إنه أكيد كان في شي بينهم بس ما تخيل إنه جرأتها ممكن توصل لدرجة إنها تدق على عبد الرحمن قبل زواجها بيومين وبعد التهديد ذاك كله , شكر صاحبه وصك التلفون وسحب جواله وخرج بدون تفكير ..


***********************


دق الجرس المتواصل أزعجها و صحاها من نومها , قامت ولقيت نفسها على الكنبة ~ اش جابني هنا ؟؟~ حاولت تسترجع ذكريات اليوم لكن دق الجرس نزعها من أفكارها وخلاها تجري للباب , فتحته من دون ما تطالع وهي تدعي إنه ما يكون صاير شي , الدق يدل إنه مصيبة صارت , دخل شبح ثوب قدامها , رفعت راسها و انصدمت لمن لقيت جاسم ما يبعد عنها أكثر من 10 سم وارتفع معدل نبضها وهي تشوف الغضب مستعر بداخل عيونه , صفق الباب بكل قوته ومسك يدها وجرها على الصالة , وهناك لف عليها ورص على يدها سأل بصوت بارد : اش كنتي تبغين تقولين ؟؟
حست أزهار برعب ~ هذا كله الغضب عشان هالسؤال , وليه دحين ؟؟ ~ طالعت في الساعة المعلقة وراه على الجدار , كانت مقربه على 12 , تذكرت إنها ما صلت لا مغرب ولا عشا , صرخ وهو يسحب يدها عشان تطالع فيه : جاااااااااوبييييييييي ..
انتفضت رغم عنها وقالت بصوت واطي : كيف أفهمك و انت معصــ..
قاطعها وهو يفلت يدها ويمسك عضدها ويرصه : مااااااااالك دخل معصب ولا لا , تكلمي ..
قالت وهي تزفر : طيب سيب يدي ..
ولمن رص عليها أكثر سحبت نفسها بعيد عنه وقالت بصوت أعلى : سييييييييبني ..
و انصعقت من نظرات الحقد والكره و الاشمئزاز اللي يرميها بها ~ هذي مهي نظرات عريس لعروسته أبدا ~ نزلت نظرها عنه وقالت وهي تحس برودة تجتاح قلبها وجسمها كله : كنت بأكلمك على موضوعنا , قصدي على الحكاية اللي ضربتني عليها بسبب سوء فهم ..
قال بغيض من بين أسنانه اللي جز عليها بقوة : زين يعني فاكرة إني ضربتك عليها ؟؟
استغربت سؤاله الوقح فطالعت فيه بصدمة , قال ببرود صدمها أكثر : شكله ودك أذكرك به ..
فتحت عيونها على آخرها وبلا شعور قالت مستنكرة بصوت عالي : نــعـــم , انت اش قاعد تقول ؟؟ صاير بعقلك شي , جايني ليلة زواجنا وتقول ودك أذكرك , فرحان بالضرب اللي ضربتني إياه ومتفاخر فيه سيد جاسم ..
صرخ بعصبية : احترمي ألفاظك ورخي صوتك و انتي تخاطبيني ..
زفرت وقالت بضيق وهي تلف عنه عشان تتمالك أعصابها : انت تخلي في الواحد عقل عشان يفكر يحترم ولا لا ..
حط يده على كتفها و لفها عليه وقال بنفس العصبية : نـــعــــم , طالعي فيني يوم تكلميني ...
حست باختناق فضيع فقالت وهي تدف يده بطفش : إنت إنسان لا يمكن التفاهم معاه , كلمتين على بعض ما قلتها , خليني أقول اللي عندي بعدين قول اللي عندك ولا العكس , أما كذا ما ينفع ..
كتف يدينه وقال وهو ينفخ الهوا من خشمه : وصل الكذاب لحد الباب , قولي اللي عندك يا ست هانم ..
حسته زي الجلاد اللي يستنى يأدي وظيفته , سحبت نفس وقالت وهي تدعي ربها تجيها الجرأة تتكلم وتقول كل اللي عندها : أصلا العلاقة اللي انت تفكر فيها مهي بيني وبين عبدالرحمن , هي بين ... بين .... البندري وعبد الـ...
صرخ فيها يقاطعها : كذاااااااااااااااااااااااابــــــه ..
صرخته هزت بدنها كله , وكمل وهو يصفق ظاهر يده اليمين بباطن يساره : رقمه مفوتر في جوالك , أمس مكالمتين فلا تقعدين ترمين جرمك على غيرك يا مطوعة زمانك ..
قالت بصوت حاولت تخليه طبيعي وهي تحس أعصابها شوي وتنفجر : أنا والله ما أعرف رقمه, كيف بأدق عليه وأنا ما أعرف رقمه ؟؟ بعدين حتى لو بكلمه ماني غبية أكلمه من الجوال بعد كل اللي قلته ولا ناسي , والله ما بأحلف كذب , أنا ما أعرف شي عنه ولا أعرف منه إلا اسمه , أنا كنت ذاك اليوم عنده عشان أطلب منه يصحح غلطته مع البندري اللي كانت منهارة وسخف قلبي لها وإذا مو مصدقني إسأل البندري بنفسها ..
ما كانت تبغى تصارخ لأنه معروف إنك إذا كنت صاحب حق فلا داعي للصراخ , ~ كيف تكذب وتقول اسأل البندري ؟؟ تكون صادقة !! مستحييييل يمكن واثقة إني ما حأكلم البندري في الموضوع ؟؟ ولا يمكن ..... ~ انصعق من كلمة غلطة اللي رنت في عقله وسأل بتوجس : أي غلطة تقصدين ؟؟
خافت من نبرات صوته فقالت بهدوء استعادته بسرعة : قصدي إنه كان يكلمها بالماسنجر وتطورت وصارت مكالمات ..
قال وهو يحس عقله يدور في دوامات : هذا مو شي يحتاج تصحيح , يوقفون وينتهي كل شي , إذا كنتي صادقة في حكاية الريحة له فأكيد الموضوع كبير ..
طاااااااالع فيها وعقله في مكان ثاني , قعد يربط ارتباك عبدالرحمن لمن كلمه على موضوع أزهار وتلعثمه وصدمته الواضحة في نبراته لمن طلب منه إنه يكمل موضوع الخطبة , تحاشيه له يوم الأربعاء , البندري وتصرفاتها في الفترة الأخيرة , كلام أزهار و تعليقاتها من أول المشكلة ..
~ يااااااارب تجيب العواقب سليمة , يارب كيف هالرجال عصبي ومتهور , مو بعيد يسوي جريمه بسبب عصبيته الـ ~ قطع أفكارها وهو يسأل بصوت بارد : و انتي كنتي تبغين تقولين لي هالكلام ليه ؟؟
نزلت راسها وقالت بهمس : ما أبغى نبدأ حياتنا بكذبة ..
قال بسخرية حستها تشرح قلبها بمشرط : واااي يا حكيمة انتي , يعني تعترفين إنك كذبتي عليه و أخذتيني مسخرة هالمدة كلها ..
رفعت راسها بصدمة وقالت بدفاع : لا أبدا , الموضوع كان سوء فهم ..
رماها بنظرات حااااااااادة وهو يهمس ببرود فضيع : وسوء الفهم هذا ما ينجلي إلا ليلة الزواج يا أفندية ..
هزت راسها وقالت بسرعة : حاولت أقولك من قبل من يوم المشكلة لكن كان كل شي يمشي بسرعة و ..
قاطعها بسخرية وهو يحس بفورااااااااااان في عروقه اللي أحرقتها حرارة دمه : لااااااا والله , كان يمشي بسرعة ..
قالت مدافعة باستماتة : انت ما اعطيتني مجال , بعدين ما كنت أبغى أفضح البندري إلا بعد ما آخذ إذنها , خاصة إن الموضوع مر عليه فترة و ..
ولمن شافته رافع حواجبه ببرود وعدم اهتمام صرخت بداخلها ~ ليش تحطين نفسك في موقف دفاااااااع , هو الغلطان , هو الغلطان ~ , زفرت بضيق وقالت وهي تأشر بيدها دلالة عدم الإهتمام : هذا كل اللي عندي ..
انتبه هاللحظة للحنا المنقوش في يدينها ولا شعوريا جلس يتفحصها ~ هي مسوية في نفسها شي ولا هي هي ما تغيرت ؟؟ شعرها الأجعد نفسه وملامحها العادية هي نفسها ما تغيرت , أجل ايش اللي أحسه تغير فيها ؟؟ ~
حس بغيضه وكرهه يزيييييييد بشكل غريب بعد ما جلس يتأملها ~ أنا تاخذني هالزفت مسخرة عندها وتكذب علي كل هالمدة و فوق هذا كله حاطة نفسها شهيدة المعركة , الطاهرة اللي انطعن في شرفها وصبرت عشان الأجر , شايفة نفسها على إيه ؟؟ ~ قال بنبرة ما فيها مناقشة وهو يمد يده : هاتي جوالك يا شهيدة المعركة ..
هنا حست أزهار بأعصابها تتفلت منها , سألته بعصبية : اش تبغى فيه ؟؟
قال وهو يحرك أصابيعه : هاتي و صكي حلقك ..
حطت يدينها على خصرها وقالت بعناد : جوالي ماني معطيته لأحد ..
رمااها بنظرة ونزل يده ولف على شنطتها المحطوطة على الكنبة وفتحها , شهقت وقالت وهي تسحب الشنطة منه : مالك حق تفتحها ..
ما تزحزحت الشنطة من يده رغم سحبتها القوية , خرج الجوال وساب الشنطة
لها وقال وهو يحط الجوال في جيبه : بأخليه عندي إلين أتأكد من موضوع البندري ..
وتحرك للباب , حست بدمها يغلي من القهر وقبل ما تتقدم له لف وقال بصوت مخيف : والـــلـــه شوفيني حلفت , لو طلع كلامك كذب وافترى , اعتبري نفسك طططااالق من الليلة وإن كان صحححححححح .... جلدك وجلد البندري بأنزعه من مكانه على استغفالكم ليه بهالطريقة اللي خليتوني فيها زي البزر الأهبل قدام عبدالرحمن ..
عقلها تناسى القهر وقام يدور بسرعة , لحقته ومسكت ذراعه قبل ما يدخل الممر وقالت برجاء : جاسم الله يسعدك لا تضرب البندري ..
رفع واحد من حواجبه و طاااااالع فيها وقال بسخرية : خايفة عليها لهالدرجة , ولا خايفة ينكشف كذبك ؟؟ ..
ضغطت ذراعه وهي تقول : استر عليها تراها ندمانة , سألتك بالله ما تضربها , صدقني بتنفضح لو صار بينكم شي الليلة , الكل بيشك ليش ضاربها ليلة زواجك , تكفى لا تفرح عبدالرحمن فيها أنا وهي ما حسبنا إنه يخطبها وينتهي الموضوع على خير بدون شنة ورنة , ترى الموضوع كبيييير وفيه فضيحة ..
ما يدري ليه تذكر ليلى وهي مستندة على السرير وهي تطالعه بدلع , وتذكر عدنان وهو يصرخ العرض دين , تخيل البندري مكان ليلى وعبدالرحمن مكانه , سحب يده و قال بعصبية وهو يحس بمشاعر متضاربة : مااااااالك دخل بيني وبين أختي , حاطة نفسك المنقذة المصلحة القادمة من المجهول ..
وتحرك بيخرج , رجعت مسكت ذراعه وقالت بهدوء متوسل وهي تحاول تخليه يفكر بعقل وبدون تهور : انت قلتها أختك , تكفى يا جاسم لا تسوي فيها زي ما سويت فيني , خلعت الذيب ولا قتله , هي كل يوم تتعذب من خوفها إني علمتك و متوقعه إنك تكلمها في الموضوع كل دقيقة , اش بتستفيد لو عاقبتها , تغرغ غضبك بس ؟؟ وهي ما فكرت بفضيحتها ..
حس بغيضه يزيد من ثقتها إنها بريئة وإنه البندري ورى كل اللي صار و انقهر إنه بدأ يقتنع بهالكلام ~ معقول الكلام اللي قالته صح ؟؟ وهي بريئة , لاااااااااا , والله لا أحرقهم الثنتين اللي لعبوا علي زي المغفل , أناااااااا يستغفلوني بنتين ~ سحب يده و صرخ : قلت لك افلتي يدي , حتى عبد الرحمن أجله على يدي اليوم لو كان صار بينه وبين الحيوانة شي ..
قالت بصوت عالي مقهور : جاسم قلتلك لا تـتــهـــور ..
دفها بذراعه وهو يصرخ : انقلعي عنيييييييييييييي ..
قوة دفته خلت ظهرها يضرب في طرف الكنب قبل ما تطيح على الأرض , حست بشعاااااع ألم حااااارق في ظهرها , رفعت راسها وشهقت برعب لمن شافت عمر واقف في بداية الممر وهو ماسك شماغه بيد وثوبه الجديد رافعه باليد الثانية , همست بألم : عمر ..
التفت جاسم و انصدم بعمر اللي طرح كل شي في يده قبل ما يكور يده ويضربها في وجه جاسم وهو يصرخ : ياااااااااااا خسيس يااااا نـــــذل ..
صرخت برعب لمن لكمه مره ثانية وقامت رغم ألمها وصرخت وهي تشوف جاسم اللي كان مستعد يرد الضربه لأخوها كرد فعل : لاااااااااااااااااا ..
دفت جاسم بعيد عن عمر وأعطته ظهرها وهي تلفت على أخوها اللي هاجم هو الثاني ناوي يضربه مرة ثالثة , مدت يدينها وقالت : خلاااااااص يكفييييي ..
تصنم عمر لأنها اعترضت طريقه بس , حطت يدينها على صدر عمر وهي تهمس عشان تهديه : عمر أنا الغلطانه , أنا الغلطانه ..
كان صدره يعلو ويهبط وأنفاسه مسموعة من كثر الغيض , حتى نظراته كانت حااااااااااقدة و مصوبة على جاسم اللي وقف في مكانه يبادله نظرات باااااارده لأول مرة في حياتها تشوف عمر معصب بهالشكل , حست ضربات قلبه متسارعه تحت كفوفها , مسدت أكتافه وهي تقول بصوت حاولت تخليه طبيعي خالي من الألم اللي تحسه يفتت عظام ظهرها : عمر , عمور طالع فيه , عمر , عمر ..
بالقوة سلخ نظراته عن جاسم وطالع فيها , ابتسمت وهمست : عادي ما في شي , سوء تفاهم , أنا الغلطانه فيه ...
وما حست إنه دموعها بدأت تنزل بلا حساب إلا لمن شافت نظرات عمر المصعوقة لها , حط يده ورى راسها وسحبها بقوة ورص وجهها في صدره عشان ما يشوف جاسم دموعها و طااااااالع فيه بحقد لأول مرة يتمنى لو الموت بيده ويرميه على جاسم ذيك اللحظة , استغفر بداخله و قال بانفاس مسموعة : شكرا على حضورك الأكثر من رائع , وأظن إنك متأكد إن الوقت متأخر كفاية , بكرة زواجكم ولا ناسي ..
كان يطرده بطريقة محترمه حشمة أخته , خرج جاسم من دون أي حرف زيادة , و من انصك الباب بعد وجه أزهار عن صدره و طااااااااالع فيها بنظرات ما فهمتها , مسح دموعها بأصابيعه وقال بصوت طلع مخنوق غصب عنه : تكفين لا تنزفين لهالرجال بكرة يا زهرة , إذا هذي سواته ليلة عرسكم اش بيسوي بعدين ؟؟..
تفاجأت من اللي قاله و حست بقلبها ينعصر بداخلها ~ ليييييييييييه شاف هالمنظر ؟؟ سامحني يا رب ماني معترضة على قضاءك لكني ما كنت أبغاه يقلق عليه , يا حبيبي يا عمر , مو كافيك همك , أدفع روحي ولا أشوف هالنظرة في عيونك ~ ابتسمت وقالت : والله كنا نتكلم في موضوع مهم أنا من زمان كنت أبغى أكلمه عليه وأنا اللي استفزيته وهو حذرني كم مرة لكني ما سمعت تعرفني زنانة , فحاول يبعدني وما درى إني خفيفة لهالدرجة بأطير من أول دفه وصدقني لو تأخرت دقيقتين كان لقيته يساعدني وهو يعتذر ..
قال بعد صمت : ما ني مصدقك بس بحاول أمثل قدامك إني مصدق ..
وحط كفوفه حولين وجهها وقال : ما أبغى أتدخل بينك وبين زوجك ولا بأحرشك عليه لأنه ملعون من خبب زوجة على زوجها , لكني أسألك بالله إذا ما تبغينه قوليلي , والله لا أخليه يطلقك و أعززك وأكرمك , تراني والله ماني عجزان عن نفقتك , ولو ما شالتك الأرض أشيلك على راسي ..
وقرن كلامه وهو يحط يمناه على راسه , خنقت دموعها خنق وقالت وهي تنحت ابتسامة على وجهها : الله لا يحرمني منك , أنا عارفة صدق الكلام اللي قلته والله يشهد إني بداخلي متأكدة من قلب إنك ما بتقصر معاي بشي , أصلا عمرك ما قصرت , لكن صدقني حبيبي الكلام اللي قلته لك ما اختلقته , مجرد سوء تفاهم وأنا متأكدة إنه انتهى فلا تشغل بالك ..
وضحكت وقالت بمرح مصطنع : بكرة بصير عروووووس و تقولي تطلقي ..
حاول يجاريها لكنه ما قدر , أصرت عليه يقيس الثوب قدامها عشان تكون أول وحده تشوفه , ومن دخل غرفته جلست على أقرب كنبه ومددت ظهرها اللي حست كل خلاياه تصصصصصرخ من الوجع , جوة غرفته خنق قهره وغيضه ولبس ثوبه ومن انفتح الباب اعتدلت في جلستها وتأملته بحب , ولمن طاااااالت نظراتها سأل : هاااا , اش قلتي ؟؟
ابتسمت وقالت : صدقني ما يحتاج أقول شي , شهادتي مجروحة , تصدق لو إحنا يوم 15 كان قلت البدر نزل بيتنا ..
ضحك وقال : يا عليك لساااااااان ..
جلست تناقشه عشان تطمنه إنها بخير في بعض أموره اللي بيسويها من بعد ما تروح عن البيت استعدادا لزواجه و نص عقلها طاااااااير للبندري وأحوالها دحين مع جاسم اللي ما تلومه على عصبيته وفي نفس الوقت تتساءل عن المكالمات اللي قال عنها ..


*************************


تم بحمد الله الفصل الثامن ...

تتابعون في الفصل التاسع من عندما عبروا حدود الظلام : أصبحـ (ت) زوجـ (ت) ـي ..


........... رصصصصصص كفه بكل قوته وهو يسلم عليه وقال من بين أسنانه : مبروك عليك أختي .........

............ صرخت بداخلها ~ ياليته خووووووف كان يروح , لكنه جرح عميييييييييق بيلازمني طول حياتي ~ ............

............. حست إنها بدأت تسترجع نفسها المخنوق , طالعت فيه وقالت بصوت مبحوح : كله منك .....

............ زحفها بيده بخشونه وهو يقول بعصبية : و خخخخخخري .....

.
.
.

اسير الصمت
09-06-2012, 02:45 PM
الفصل التاسع : أصبحـ (ت) زوجـ (ت) ـي ..

من منا لا يمر بيوم عاصف ..
يوم يصبح فيه على حافة الهاوية ..
في مهب الريح , في قلب العاصفة ..
أو تحت الرمال الخانقة ..
تصارعه المشاعر ..
.
.
ألم و ندم
حسرة و خوف
اكتئاب واختناق
.
.
قلب بنبضات عالية ..
عيون بدموع متساقطة ..
شفاه مرتجفة ..
يدان باردة ..
.
.
لا تجزع ..
كن مؤمنا ..
كن متفائلا ..
فأنا متأكدة أن
.
.
نبضات قلبك العالية هذه
ودموعك المتساقطة
وشفاهك المرتجفة
و يداك الباردة
ستصبح يوما
.
.
خفقات حب
دموع فرح
رجفة ابتسامة
وبرودة من شدة السعادة ..
.
.
كل يوم سيء يمر علينا
يدفعنا قدما نحو الأمام
لنرى ضوءا وسط الظلام
حتى لو كان خافتا
بعيدا كالسراب

اسير الصمت
09-06-2012, 02:51 PM
يوم الأربعاء 2 / 6 / 1427 هـ :
في فيلا أبو جاسم قبل صلاة الظهر :


دخلت الهنوف مجلس الرجال وهمست بهدوء وهي تهز كتف جاسم اللي قالت لها أمها إنه ما نام في غرفته أمس : جاسم , جاسم قوم , جسوووووووم ..
وصلها صوته المخنوق يقول بهمس : أنا ماني جاسم ..
قالها وهو يشد اللحاف ويغطى نفسه أكثر , ضربته على كتفه وهي تقول : هاهاها ضحكتني , قوم , أبويه يبغاك ضروري , ترى الساعة 11 و شويه ...
وشدت اللحاف منه فجأة , وهي تقول بعناد : قوووووووووووم ...
شهقت لمن شافت الشعر مو نفسه شعر جاسم , شعر أخوها أنعم وأكثر , رمت اللحاف عليه وشردت من المجلس ..
قام عدنان من سدحته بعد ما سمع صوت الباب الداخلي ينصك بقوووة وزفر وهو يغطي وجهه ويقول : استغفر الله , أنا اش خلاني أنام هنا , الله يقطع شرك يا جاسم , كله منك ..
بعد يدينه وطالع في ساعته و هو يستغفر , و رجع طالع في الباب وضحك وهو يقول لنفسه : والله كانت بتموت بشهقتها ..
غطت الهنوف وجهها وهي جالسة تصيييييييح فوق سرير العنود اللي مهي قادرة توقف ضحكها الهستيري , بعدت الهنوف يدينها وقالت بقهر : ما يضحك عساك تاكلين زيها يالحمارة ...
مسحت العنود دموعها وهي تقول بصوت غرقان ضحك : بطنيييييي , بطني تعورني من كثر الضحك , بأروح الحمااااااام ..
وانسدحت وهي تحاول توقف ضحكها , ضربتها الهنوف وقالت : طيب انقلعي أحد ماسكك ؟؟
سحبت نفس عميق وخرجته وهي تمسح باقي دموعها وهي تقول : والله أنا ماني حزنانة عليك حزنانة على المسكين اللي قلك أنا ماني جاسم لكنك ما سمعتيه ..
ورجعت تقهقه وهي تمسك بطنها وتقول : أظنه خاف على نفسه , على باله بتسوين له شي ..
مسكت الهنوف المخدة و نطت ولصقتها في وجهها وعصرتها عليها عشان تكتم صوت ضحكها وهي تقول بغيض : لاااااااااااا تضحكييييييييييييييين ..
وسكتت وهي تلتفت على البندري اللي مازالت نايمة رغم كل هالصراخ والضحك , سألت باستغراب : البندري ما نامت بدري أمس ؟؟ غريبة ما صحيت على هذا الإزعاج كله ..
قامت العنود وهي تبعد المخدة و قالت : لا والله , نامت بدري , شفتي بعد ما طلعت من عند الضيوف كانت نايمة , على كل خليها نايمة أحسن عشان تصحصح في الزواج , مو زيي شكلي بأنام في نص الفرح ..
وقامت بكسل , قالت الهنوف : هذا مفروغ منه يوم إنك ما نمتي إلا على الفجر , ناسية إنه ورانا جواز ؟؟..
تمغطت وهي تصارخ , ضربتها الهنوف وهي تقول : بس , كم مرة هاوشناك على هالحركة ..
طنشتها و طالعت في المراية تتأكد إن المكر ما تفكك مع النوم , انفتح الباب فجأة ودخلت منه الجوهرة وهي تقول : هذا كله نووووووووم , يلا قوموااا ..
وقفت وراها ريناد تقول بصوتها الصغير : يلااااااا ..
ضحكت الهنوف وقالت وهي تضمها : يازيييييييييينهااااااااااااااا ..
طفت الجوهرة المكيف وقالت بحزم : يلا انتي و اياها كلها نص ساعة و رايحين القاعة ..
قالت العنود بضيق حاولت تخفيه : ليه طفيتيه ؟؟ يختي الدنيا حر و إحنا بالمكيف كيف بدونه ؟؟
رمتها بنظرة حادة وقالت قبل ما تخرج : انتم لو ما مشاكم أحد بالقوة ما مشيتوا , خلوا الحر يلحلحكم شوية ..
زفرت بحرقة و دنقت لريناد وقالت بقهر : والله لو طلعتي زي أمك بأذبحك ساااااااامعة ؟؟
ضحكت ريناد ببراءة وقالت : سامعه ..
قالت الهنوف وهي تخرج من الغرفة : لا تسمعك الجوهرة تجيب أجلك , أنا رايحة أجهز أشيائي ..
دخلت العنود الحمام وقبل ما تصك الباب شهقت وهي تشوف محمول البندري مكسر لأجزاء مرمية في الزبالة , طالعت من الباب للبندري النايمة ورجعت طالعت في المحمول , دنقت ورفعته وهي مهي مصدقة , الشاشة المهشمة لوحدها منفصلة عن لوحة المفاتيح اللي صار نصها بلا أزرار , حطت يدها على موضع قلبها وهي تشوف بين الأنقاض جوالها اللي صار أشلاء , رمتها من يدها وجريت على البندري بخوف , سحبت اللحاف وهي تقول : بندري ..
لقيت البندري دافنة وجهها في المخدة بصمت , بعدت شعرها بتردد وهي تهمس : بندري حبيبتي اش صار ؟؟
قالت البندري بصوت مخنوق : ولا شي ..
انصعقت وهي تشوف آثار ضربة في خدها , لفتها و شهقت لمن شافت وجهها المتورم من كثر الصياح , حطت يدها على فمها وهي تسأل برعب : بنت , اش صااااار ؟؟ هذا النفخ من الصياح ولا من إيييييييييييه ؟؟
هزت البندري راسها بلا وهي تمسح دموعها اللي مهي راضية توقف , هزتها العنود وهي تقول بعصبية : بتفهميني اش صار ولا لا ؟؟ محمولك وجوالك , تكلمييييييييي ..
تفاجأت لمن قامت البندري و رمت نفسها على صدرها وهي تقول بصوت مقطع من البكى : لا..لا..لا تقولين لأحد , الله يخليك يا عنوووود , لا تقولييييين لأحد ..
ضمتها العنود وهي تقول بخوف : بسم الله عليك , بسم الله عليك , خلاص ما أقول لأحد بس فهميني اش صار , والله قلبي يعورني من كثر الخوف ..
هزت راسها بلا وهي تقول : ما أبغى أتكلم دحين ..
مسحت على شعرها بحنان وهي تقرأ عليها وعقلها مو قادر يثبت على فكرة معينة أو سبب للحال اللي هي فيه , همست : بندري لازم أفهـ....
زاد صياحها وهي تقول : الله يخلييييييييك ما أبغى أتكلم ..
سكتت على مضض وبعد فترة دخلت البندري الحمام عشان تتروش وطلبت من العنود تقولهم إنها تعبانة و ما تبغى تحضر الظهر , وبالقوة قدرت العنود تقنع أمها إنها ما تروح للبندري عشان تجرها غصب عنها لظهر زواج أخوها ..



*************************



أول ما شافه داخل المجلس صرخ : تووووووو الناااااااااااااس ..
التفت جاسم لعدنان اللي واقف وهو عاقد ذراعينه بغيض , ابتسم جاسم وقال : سامحني والله نسيتك ..
تقدم منه ولكمه على صدره وهو يقول : حلوة نسيتك , مواعدني أمس على جلسة عزابية بعد العشا وتروح , تفشلت لمن جا أبوك و معاه الفرش عشان أنام ويوم قلتله مادامك منت في البيت أطلع أنام مع أهلي في الملحق حلف ما أتحرك من المجلس وانك أكيد دقايق و تجي وشوي الدقايق تتحول سااااعاااااات ..
زفر جاسم ورمى نفسه على الكنبة وقال : والله يا عدنان مهموووووووم و ..
طالع في ساعته و كمل : كملت الآن 28 ساعة بدون نوم ..
حط عدنان يده على راسه وهو يقول بصدمة : الله أكبر عليك , انت ناسي اليوم جوازك..
مسح وجهه بإرهاق وهو يقول : أي جواز الله يرحم والديك , والله مأتم ..
: استغفر ربك ..
تأفف وهو يمسد شعره على ورى ويشد عليه بقبضتيه وسند راسه للجدر , حس عدنان بخوف يجتاحه طاااااالع في جاسم وسؤال واحد يتردد في عقله ~ يكون دري عن العنود ؟؟ ~ التزم الصمت يوم وصل لهالتفكير وما حب يتكلم لأنه لو اللي في باله صحيح معناته أي كلمة منه بتزيد الطين بله ..
: are you there my brother ??? , أوووو hiiiiiiii عدنان ..
لف عليه عدنان وقال بضيق وهو يشوف السلسلة حولين رقبته من فتحة ثوبه اللي لسه ما زرره : الناس تسلم أول بعدين حرام اللي لابسه , لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ..
طالع عبد الرزاق بلا اهتمام في سلسلته السوداء اللي لها تعليقة فضية على شكل قرن مزخرف بنحوتات غريبة وهو يكمل تزرير ثوبه و بعد شعره المبلل اللي طايح حولين وجهه وقال وهو يعدل طاقيته اللي ما أخفت شعره اللي واصل لأكتافه : أوووو SORRY, السلام عليكم ..
رد جاسم السلام بهدوء و قال عدنان بغيض وعصبية : لا والله , يا رجال اسطلب وشد ظهرك ليش أحس جسمك مايع و ذايب ..
ضحك جاسم اللي كان وده قبل دقيقة يمسك قنبلة ويرميها على العالم من كثر ضيقه ورفع راسه وقال وهو يطالع في صاحبه وأخوه ويأشر عليهم : النقيضين اجتمعوا , ولد الديرة وولد 2006 ..
دخل أحمد وقال مقاطع النقاش اللي كان بيصير : ما تجهزتم لسه ؟؟ الله يهديكم أبغى أوصل للقاعة قبل الناس ..
قال عدنان وهو يرمي عبدالرزاق بنظرات حادة : شوية ونلحقك أنا وجاسم يا عم ..
قال وهو يسحب عبد الرزاق : يلا نسبقكم بس لا تتأخرون , صلوا الظهر هناك في القاعة ..
لف على جاسم بعد ما صاروا لوحدهم وقال وهو يطالع فيه بنظرات سعيدة قلقه : زين اللي ضحكت أخيرا , ما بغيييييييييت تسمعنا هالضحكة ..
قام جاسم وقال بابتسامة ساخرة : مو هم يقولون دايما , شر البلية ما يضحك ..
وزفر وكمل : إستناني أتروش وأجي ..
دخل البيت ووقف في الصالة الداخلية وطااااااااالع في الدرج اللي يودي على الدور الثاني , تنهد وراح على غرفته وهو ما وده يشوف أحد , صك الباب وغرق في أفكاره , من خرج من الشقة وهو يحس بنااااااااار في جوفه , دار شوارع جدة كلها وراح البحر ورجع البيت والنار لسه ما انطفت , حاول يهدي نفسه لكنه ما قدر , كان الشيطان يعطيه أفكار وخيالات سحقت روحه سحق ,
جلس على سريره ودفن وجهه بين كفوفه و عقله يسترجع رجعته أمس , كان سامع صوت العنود مع الحريم جوة المجلس , طلع على طول لغرفتها هي والبندري وهو مو حاس بنفسه و ليش هو طالع أصلا أكيد إنها جالسة مع الحريم تحت , فتح الباب من دون ما يدق و اتفاجأ لمن لقيها لوحدها , كانت جالسة على مكتبها وقدامها اللاب توب , التفت وقالت بضيق للشخص اللي حسبته العنود : كم مرة قلتلك دقـ....
و تبلمت لمن شافته وساد الغرفة لحظة صمت قاااااتله , وقفت البندري وهي تحس بكل خلية بداخلها ترتجف من نظراااااااات عيونه , كان يحس أنفاسه تتسارع بشكل فضيع , سأل بلا مقدمات : اش بينك وبين عبد الرحمن ؟؟
اصفر وجهها وتغير وهي تهمس بخوف وهي بالقوة تبلع ريقها اللي جف : أزهار قالت لك ...
قال ببرود وهو يعصر قبضة الباب : جاوبي ..
طاااااااااالعت فيه وهمست من بين دموعها : جاسم لا تضربني ..
دخل خطوتين فقالت برجاء : جاسم آسفة ما كنت أدري إن الموضوع بيتطور كذا , أنا أقلك كل شي , بس الله يخليك لا تضربني , لا تضربني ...
انصعق من كلمتاها ~ يعني كلام أزهار صح , صـــح ~ صك الباب وقفله بالمفتاح , قفلة الباب حستها تعصر قلبها عصر وهي تتذكر شكل أزهار اللي شالوها زي الجنازة بعد ضربه , قالت وهي ترتجف : جاسم سامحني , سامحـ...
واختنقت الكلمة بداخلها لمن تقدم منها بسرعة رهيبة , طوله وجثته حستها تخلع قلبها من مكانه , مدت يدينها قدامها وهي تصرخ برجاء : جاسم , لا تضربني جاسـ.....
رفع يده وهوى بها على خدها بكل قوته , الصفعة من قوتها طرحتها على الأرض , رفعت وجهها وطالعت فيه وعيونها تذرف دموع , كان وده يضربها لكن كلمات أزهار كانت تتردد في عقله بشكل مزعج , رفع يده لعقاله ونزلها , رفع يده وهو يعض على شفايفه من القهر ورجع نزلها ومسكها من ذراعها وعصرها بقوة وهو يقومها , غطت وجهها بيدينها وصاحت وهي تسحب ذراعها منه وهي تقول : الله يخليك لا تضربنييييييييييي , والله ندمانة , والله ما كنت أدري إنه بيصير هذا كله , والله ندمانه ..
قال من بين أسنانه وهو وده يكسر أسنانه من الغيض : بندري قومي ..
هزت راسها وهي تصرخ بشكل هستيري : لا تضربنييييييييييييي , الله يخليك لا تضربني , الله يخليييييييييييك ..
مد يده ومسكها مع شعرها وهو يصرخ : قومييييييييييييييي ..
مسكت في رجوله وهي تصرخ : لااااااااااا , لا تضربنييييييييي , والله هو اللي ضحك عليه , الموضوع كان كله مكالمات ما كنت أدري إنه بيصير اللي صار , والله ما كنت أدريييييييييي ..
الخوف خلاها تعترف وهي منهارة , كانت تتكلم كلمات حسها جاسم طعنات في قلبه وتعترف اعترافات هزت بدنه , كانت عند رجوله تصيح بشكل فضيع لدرجة حس بقطرات دموعها تبلل أقدامه , رفع راسه للسما وحط يدينه على راسه كان يحس بفوضى في مشاعره ما كان يتخيل إنه حيجي يوم في حياته تعترف فيه أخته بعرضها اللي رااااااااح , ومع ميــن ؟؟ مع الشخص اللي كان لازم يحرص عليها أكثر منه , كان وده يذبحها أو يدفنها وهي حية , ( العرض دين ) , ( دقه بدقه يا سيد جاسم ) كلمات عدنان وأزهار كانت تحسسه إنه هو السبب , هو السبب ..
: جاسم سامحنييييييييييييي ..
بعد يدينه ونزل راسه وطالع فيها , شعرها الحريري بخصلاته الشقراء الخفيفة المتناشر على وجهها وملامس الأرض عند أقدامه , جسمها الرشيق المحشور في بجامة وردية تنطق بالبراءة اللي تصرخ بها سنينها العشرين ~ تمتع بها ذاك الحيوااااااااااااااااااان العجوز , أكبر مني , أكبر مني ولعب في أصغر أخواتي , شافها , لمسها , ضمها , باسها وأكيييييد كان بيرميها بعد ما قضى حاجته , تكون صاحت عند رجوله كذا تتوسله يتزوجها , يكون أهانها ورماها بعد ما انتهى منها ~ كانت الأسئلة تدووووور وكلام أزهار عن ندمها يتردد مع أسئلته , رغم كلللللللللل اللي سوته ورغم فضاعة فعلتها ما كان هاين عليه ذلها قدام عبدالرحمن , حس بقلبه ينقبض وصدره بيتفجر وهو يتذكر القبلات اللي طبعها على ليلى , صرخ بها بغييييض : قومي عن الأرررررررض ..
رفعت راسها وقامت بسرعة وحضنته وهي تقول من بين شهقاتها : سامحنيييييييي , جاسم سامحنيييييييييييييي ..
عيونها الواسعة الباكية وسط وجهها الأبيض المحمر من البكا , شفايفها الوردية , كان في كل تقسيم من تقاسيم وجهها يشوف عبد الرحمن قدامه , دفها بكل قوته وهو يصرخ : لا تلمسينييييييييييييييي أنا أأنف إنه تلمسني يدينك القذرة ..
وعشان ما يذبحها بيدينه مسك المحمول ورماه على الأرض بكككككككل قوته , لصقت في الجدر اللي وراها وهي تشوفه يرجع يمسك المحمول ويرميه ويرجع يمسكه ويرميه , صرخ فيها : جواااااااااالك فييييييييييييييييييييييين ؟؟
أشرت على شنطتها مسكها وفرغ كل محتوياتها ومسك الجوال وقال : هذا اللي بدأتي فيه صياعتك يا كللللللللللبه ..
ورماه عليها بكل قوته , غطت وجهها وجلست على الأرض من الفجعة لمن ضرب الجوال في الجدار وتفكك لأجزاء من قوة الضربة , سمعت صوت خطواته الثقيلة وهو يتقدم لها بسرعة , مسك شعرها ووقفها ولصق فمه في إذنها لدرجة كانت أنفاسه تخترقها قال : والله لا أعذبك ..
وسابها وتحرك , طاحت على الأرض وهي تصيح وتقول : جاسم استر علي , جاااااااااسم , جاسم سامحنيييييييييييي , الله يخليك استر علي , جاااااااااااااااااسم ..
كيف مسك أعصابه رغم كل اللي عرفه و حط باقي حرته في أجهزتها ؟؟
ليش ما ذبحها في ذيك اللحظة ؟؟ ليش ما ضربها نفس ضربه لأزهار ؟؟
ما لقي جواب لكل هالأسئلة , لكن اللي يتذكره إنه خرج متجاهل توسلاتها إنه يسامحها ويستر عليها وهو يتمنى الموت لها ألللللللللف مرة , هو شاف عدنان ينتظره في المجلس لكنه حط نفسه ما شافه وخرج مرة ثانية ودااااااااااااااااار بالسيارة في كل مكان وكلمات عدنان ترن في عقله ..
كان كل ما تعمق في الموضوع أكثر كل ما زادت الناااااار في قلبه , كان وده يمسك عصا البيسبول المعدنية اللي عنده ويفجر بها راس عبدالرحمن لكنه تذكر كلام أزهار , كان عارف إنه أخته متناصفه معاه الذنب لكن هو ذنبه أكبر , هو رجل زيه ويعرف إنه الطرف الأقوى والمسير للموضوع , اش حيسوي لمن يقابله ؟؟ هل ممكن يتعامل معاه عادي كإنه شي ما صار ؟؟ مو هو خلاص خطبها يعني بيصلح غلطته !! طيب لو ما عرفت أزهار و أجبرته بذيك الطريقة هل كانت أخته بتسكت عن الموضوع ؟؟زفر وهو يقول بداخله
~ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أزهـــــــــار ~



*********************


بعد صلاة الظهر :
في شقة عمر وأزهار :


طاااااااااالع عمر في شكله في المرايا وتنهد وهو يستغفر ~ خلاص يا عمر اليوم الزواج اش بتسوي , هي راضية , بسسس معقول أسيبها تروح له وهو ضاربها أمس ولا كأنها عروس , يا ااااارب يا اااااارب استخرتك يا رب وما خاب من استخارك , يا رب إن كان لها خير في زواجها تممه على خير وإن كان فيه شر لها يارب اصرفه عنها بعلمك ومقدرتك ~ تحرك من مكانه
قدام مراية المدخل وراح لغرفة أزهار اللي من رجع من بعد الإشراق لقيها
نايمة , دق الباب ودق و دق لكنها ماردت , استغرب الأمر , العادة من يدق بإلحاح زي كذا ترد , يكون نايمة بعمق , دق الباب مرة ومرتين وزاد ضرباته لكنها ما ردت , دااااارت في عقله هواجس , فتح الباب وهو يقول : أزهار , أزهار أنا داخل , بنت ..
كانت الأنوار مطفية وأزهار نايمة على بطنها ويدها طايحة من السرير , رجع على طول وصك الباب وهو يقول بابتسامة : العروس المضروبة النايمة ..
أشفق عليها فخلاها تنام على مضض لأنه عارف إنها أكيد تعبانة من طيحة أمس , صك بابها وخرج من الشقة رايح للقاعة , وهو في الطريق كان يحس بمشاعر غريبة , ما كان يتخيل إنه رايح عشان زواج أخته آخر أهله , ركن السيارة وهو يطالع في السيارات الواقفه في المواقف , وقف وهو يسحب نفس ودخل بوابة القاعة , استقبله أبو جاسم وهو يهلل ويرحب , سلم عليه عمر وبعدها سلم على أخوانه اللي عرفهم به بلهجة فخورة ..
: هلااااااااااا أبو نسب ..
ابتسم عمر وقال : من هلا ما ولى ..
سلم عليه عبد الرزاق وسأله: ما قابلت العريس لسه ؟؟..
اغتصب عمر ابتسامة وهو يقول : لا , وينه ؟؟
تقدم حسان يسلم عليه وهو يقول : دقايق ويوصل , تفضل أعرفك على أولاد خوالي ..
لحقه عمر وهو يصرخ بداخله ~ عمر خليك هادي ولا تبين شي لمن تشوفه , خليك هادي ~ وأول ما شاف مطلق ابتسم براحة وقال بفرح : هلااااااااا والله , حياااااااك الله ..
سلم عليه مطلق وهو يشد على يده , وجلسه جنبه وهو يقول بصوت منخفض : كنت بأجي في المسا لكن أبو جاسم أصر أجي الظهر والمسا كمان ..
ضحك عمر على شكله وقال : واش فيك متوتر ؟؟ ويعني جاي ظهر ومسا ..
قال : الظهر لأهل العرس بس , حاس نفسي غلط , الكل يسألني أنا ولد مين ما بقي شايب ما سألني ؟؟
حس عمر بضيقه ينجلي وهو يتبادل أحاديث متنوعة مع مطلق , كان يحس بانتماء له بشكل غريب لدرجة إنه عزمه على ملكته لكنه اعتذر بإن عنده رحلة للرياض عشان يحضر محاضرة في مستشفى التخصصي عن مرض التوحد..
شويه ودخل جاسم ووراه عدنان والكل يرحب فيه , غصب عنه رماه بنظرااااااات حاقدة , كان مو قادر ينسى شكل أخته أمس وهي طايحة على الأرض ومنظر دموعها , دقه مطلق وهو يهمس : عمر , الناس تطالع ..
بالقووووووة رسم ابتسامة وتقدم من جاسم وسلم عليه , رصصصصصص كفه بكل قوته وهو يسلم عليه وقال غصب عنه من بين أسنانه : مبروك عليك أختي ..
و فلت يده وأعطاه ظهره بدون ما يطالع فيه أو حتى نظره يجي على وجهه عشان ما يعطيه بوكس أخص من اللي أمس ..
الكل كان مشغول في المباركات و مو ملاحظ البرود اللي بين الإثنين , سلم مطلق على جاسم وقال : ألف ألف مبروك , بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ..
جاسم اللي بعد صراع داخلي رهيب خرج من الحمام ولبس ثوبه وراح مع عدنان للقاعة , ابتسم وقال : الله يبارك فيك , جزاك الله خير , حياك الله , نورت المكان يا دكتور مطلق ..
شاف التعب والضيق في عيون جاسم فقال رغم استغرابه من هالمشاعر الغريبة اللي ما تليق بعريس في يوم زواجه : منور بوجودكم ..
وبعد تبادل شوية أخبار رجع مطلق وجلس جنب عمر وقال : اللي يشوفك يقول رايح لعدوه في حلبة مصارعة مو رايح يبارك لزوج أخته ..
ضحك عمر وقال : الحمد لله اللي ما في طبيب نفسي غيرك هنا ..
ابتسم مطلق أول ما شاف نظراته المتضايقة وهو يضحك وقال بهدوء : طيب فهمت ما حأفتح الموضوع يا سيد عمر ..
زفر عمر وقال بمزح : الله يعين زوجتك , بتتعب معاك ..
قهقه مطلق وقال وهو يحك حاجبه بإحراج : صدقني هذا اللي مشردني من الزواج إلا الآن رأفة ببنت الناس اللي بأخذها ..
ضحك عمر من قلبه وهو يتمنى إنه يقدر يتغلب على كرهه لجاسم عشان يقدر يتهنى بزواج أزهار الوحيده الباقية له من أهله وقال : 36 وما تزوجت ؟؟ مو معقول ..
ابتسم وقال بهدوء وبساطة غريبة انصدم منها مطلق نفسه : كنت متزوج بوحدة قبل 6 سنوات لكنها توفت قبل ما أدخل عليها ..
طالع في عمر الساكت بصدمة وقال بنبرات هادئة وابتسامة دافئة : كنت مملك عليها وتوفت قبل زواجنا بيومين , 6 سنين مرت من دفنتها في حفرة صغيرة و حثيت عليها التراب , و ما تخلصت من ألم فقدها إلا لمن ........... شفت أزهار ..
نزل راسه على طول قبل ما يشوف عمر نظرته الحنونة وهو يقول اسمها وكمل وهو يعدل وضع ساعته الجلد : ولمن تعرفت عليك طبعا , أولا قابلت أختك وشفت بنفسي تفاؤلها ومناضلتها عشان تستعيد ذاكرتها وقوة إيمانها وصبرها وبعد كذا تعرفت عليك وعرفت بحالتك ووضعك وكيف صبرت على مصيبتك و انت ولد 23 سنة استحيت من نفسي وقررت أكون شخص ثاني ..
حس بيد عمر الدافية على كتفه وهو يقول : الله يرحمها ويعوضك في مصيبتك خير منها ..
رفع مطلق راسه ولف عليه وابتسم وقال بصوت شبه مخنوق : هذي أول مرة أتكلم فيها عن وفاة هناء قدام أحد , أول مرة من توفت ..
ابتسم عمر وقال وهو يشد على كتفه أكثر : يشرفني والله إنك وثقت فيني وارتحت لي يا مطلق ..
بلع مطلق ريقه وضحك عشان يضيع الغصة المريرة اللي علقت في أعلى حلقه لمن نطق اسمها وقال : زين صرت تناديني مطلق , حسستني إني عجوز من كثر ما تناديني دكتور مطلق ..
مد عمر يده وقال : انت لا تناديني عمور كأني أصغر عيالك وأنا ما أناديك دكتور مطلق , اتفقنا ..
ضحك مطلق وصافحه وهو يقول : اتفقنا يا عمر ..



***************************


عند الحريم :

ابتسمت العنود اللي لبست جلابية شمواه عودي مطرزة بقطع مموجة بالزيتي و العودي وقالت بهمس وهي تقدم كاسة موية صحة للعجوز الجالسة في طاولة كلها عجايز : تفضلي يا خالة الموية ..
: جزاااااك الله خير , تسلم يدك ..
همست بأدب : الله يسلمك يا خاله , تا مرين على شي ثاني ؟؟..
: سلامتك يابنتي ..
زادت ابتسامتها وهي تهمس : عن إذنك أروح أشوف أمي اش تبغى ..
: تفضلي , تفضلي ..
أول ما أعطتها ظهرها وقعت عينها على سفانة والخنساء وريم وسحر وبنات خولة المتجمعات في طاولة قدام البقعة الفاضية اللي جالسين فيها الدقاقات وهم يحمون طيرانهم , الكل كان فاطس ضحك , رفعت عيونها للسما بقرف وراحت لهم وقالت بطفش وهي تسحب المقعد : مااااااااااا حسبت أفتك منها ..
سألت سحر وهي تطالع في ساعتها : نص ساعة اش تسويييييييييين , حليتوا قضية فلسطين انتوا ؟؟
جلست و قالت : فصفصتني فصفصة , انتي أي وحده من بنات أحمد , المملكة ولا المخطوبه , يوووو الله يجوزك قولي آمين , تدرسين , متى تخرجتي واش تقديرك , لقيتي وظيفة ولا لا , ليه ماقدمتي , متى بتقدمين , هذا غير النصااااااااااايح وكل اللي حولينها العيون ليااااازر , حسيت نفسي عريانه قدامهم , حشى محكمة , وكلللللللللله كوووووووووم ونظرات الحزن وهم يقولون الله يجوزك كوم ثاني , اللي يسمعهم يقول بينحكم علي بالموت بعد كم سنة لو ما تزوجت ..
برمت ريم منديلها ودخلته في طرف عينها وهي تقول : الله يقطع ابليسك خلااااص , كحلي ساح من كثر الضحك ..
وقالت سحر بخوف وهي تحط يدها قدام فمها : اشششششش اسكتوا الله يفضحكم قاعدين يطالعون فينا ..
قالت العنود بتريقة : ينقون الضحية التالية ..
حطت أسماء يدها على قلبها وقالت : يا رب ما ينقوني , والله بيغمى عليه قبل ما أوصل لهم ..
جاتهم الجوهرة وقالت : عنود قاعدة تهرجين وتضحكين , قومي شوفي الطاولات اللي ما فيها صحون حلى وحطي فيها يلا , تحركي ما في غير عهود اللي تتحرك , مو كافي أختك اللي ما تستحي ما جات ..
قالت باستنكار : توني اللي جلست , والله رجولي تكسرت من الريحة والجية , ولسه ورانا ليل , بعدين البندري تعبانة فلا تسبينها ..
سحبتها وهي تقول بدفاشة : قومي تلحلحي ..
لمن قامت بدأوا الدقاقات أول دقه , سحبت يدها وقالت بحماس وهي تعدل جلابيتها وترتب شعرها اللي سابته مفرود : بأرقص , أخت العريس والعروسة وما أرقص ..
ولفت على البنات و سألت بلهفة : مين ترقص معايا ؟؟
قامت ريم على طول وهي تعدل وضع بلوزتها وتنورتها الخليط من الأسود والتركواز , ومن بدأوا الرقص قاموا أسماء والخنساء يغطرفون , وسحر و سفانة يصفقون , وسمية تصفر بحماس , جات الهنوف وجلست على الطاولة وهي مستغربة وتضحك في نفس الوقت من جرأة العنود اللي جات قدام طاولتهم وقامت تسوي حركات غنجاء بشعرها وعيونها , قالت سمية بعد ما صفرت تصفيره طويله : شكل العنود تبغى تصير تمرة قهوة القبيلة ... لشهر ..
ضحكت سحر على التشبيه وقالت : خليها تسوي اللي في راسها , والله لا أسوي التهاويل يوم زواج ماهر ..
وبعد ما خلصت الدقه رمت العنود نفسها على الكرسي وهي تتنفس بسرعة , قالت الهنوف وهي تقرب علبة المناديل منها : مو منك من حركاتك القرعة ..
قالت ريم وهي تجلس على الكرسي و تضحك : بغيييييييت أموت ضحك وأنا أرقص اللي يشوفني يقول وحده متوووووونسه من الرقص ما دروا إني مايته ضحك على خبالها ..
سحبت العنود منديل مسحت به جبهتها وهي تقول : قلتلكم من قبل شهر بأطلع كل مواهبي في هالجواز ..
وصلها صوت الجوهرة البارد الساخر : يا أم مواهب ..
لفت العنود بوزها ولفت على الجوهرة اللي وقفت ورى كرسيها وقالت : نعم ..
: قومي بسرعة معاي , ورانا .................
قامت العنود معاها وهي صامة أذانيها عن بقية الكلام , كانت عارفة إنه مافي يحتاج تصليح أو غيره بس الجوهرة ما ترتاح و العنود جالسة ...



*******************************


: والله ما تشيل ولا صحن ..
ساب مطلق صحن الرز وقال باعتراض وهو يلف على أحمد : ليه يا عم ؟؟
قال أحمد وهو يسحبه من يده : ما شاء الله العيال يكفون و ييوفون , ما قصرت روح ارتاح , ما عزمناك عشان تشتغل ..
قال عبد الرزاق بتريقة وهو يشيل الصحن ويطالع في عدنان اللي مشمر أكمام ثوبه و شايل صحن : ناس عن ناس , الضعيف ذاك جاي من الرياض وقاعد يكرف كرف الحمير وما قال له ارتاح وحلف عليه ..
ابتسم عدنان وطنشه وهو يكمل طريقه , قال أبوه اللي انحرج بصوت عالي عشان يسمعه عدنان : عدنان ولدنا..
قال وهو رافع واحد من حواجبه : يعني مطلق غريب عننا ..
ضحك مطلق وقال قبل ما يقول أحمد شي : ما عليك منه يا عم ..
ولمن دخل لصالة الغدا ضرب أحمد ولده على كتفه وهو يقول : اش قصدك باللي قلته ؟؟
قال وهو يشمر أكمامه : it is just a joke ..
: مزحة ها ؟؟ قوم ودي الأكل و انت ساكت ..
ضحك جلال وقال : شباب آخر زمن , حتى عيالي مطلعين لي الشيب في راسي ..
: آآآآآآآآآآآآآه الله يصلحهم بس , وينهم أحمد ومحمد ..
قال : كلهم جوة يفرشون السفر حتى حمزة وعلي شغلتهم معاهم ..
: الله يحفظهم لك يارب ..
كان الكل مشغول , حتى جاسم قام يشتغل معاهم وهو كان مبسوط من هالشي عشان يشغله عن التفكير في اللي صار وفي عبد الرحمن اللي يروح ويجي كإنه يمشي على قلبه وعن ........ نظرات عمر الباااااااردة , انحط غدا الرجال على قرب الساعة 2 وغدا الحريم على 3 , ومن أذن العصر راح الرجال للمسجد وبعدها راحوا يشوفون أشغالهم , والحريم استعدوا عشان يروحون للكوفيرات استعدادا لليل ...
قالت العنود بصوت عالي وهي ترص جوالها بقهر : أميييييييييي عبد الرزاق ما يرد ..
زفرت هدى وقالت وهي تحاول تسمع بنتها من وسط رجة الدق والتصفيق : الله يصلحه هو متفق معايا يوديكم للكوفيرة بعد الصلاة على طول عشان يمديكم تخلصون بدري , يمكن إنه في المسجد ..
قالت الهنوف وهي تطالع في ساعتها : أمي الصلاة مخلصة لها نص ساعة ..
زفرت العنود وقالت وهي تصك جوالها : حتى جاسم ما يرد وأبوية يقول ما يدري وينهم وهو ما يقدر يودينا ..
سألت حنان : انتم تعرفون الطريق ؟؟
هزت الهنوف راسها وقالت : أنا أعرفه ..
ابتسمت حنان وقالت و هي تخرج جوالها : خلاص أدق على عدنان يوديكم ..
هتفت الهنوف على طول بلا شعور : لااا ..
وانتبهت لنظرات الاستغراب من أمها وحنان , قهقهت العنود من قلبها على وجه أختها اللي صار بحمرة الطماطم من كثر الخجل , جاتهم سحر وهي تلبس عبايتها وسألت : ها متى بنمشي ؟؟
قالت أمها وهي تحط يدها على فخذ هدى اللي جالسة جنبها : خلاص أنا بأجلس مع خالتك بنسوي كل شي هنا , بس انتي ارسلي لي فستاني وبقية الأشياء مع عدنان ..
واتصلت على عدنان اللي وقف سيارته جنب الباب بانتظارهم , شاف إنهم ثلاثة بس لكنه ما حاول يدقق فيهم , دخلوا للسيارة وقالت له سحر إنه يوديهم على البيت أول عشان ياخذون البندري و سلافة معاهم ..
دوى بداخله رغما عنه بفضول ~ يعني وحده منهم هي العنود , يا ترى مين ؟؟ أكيد أم عباية على الكتف ما أظنها أم العباية على الراس , عدناااااااان وقف عن التفكير , مالك ومالها , استغفر الله , مجرد التفكير إنه عندها الجرأة تدخل لسيارتي بعد فعلتها الوقحة ~ فتح فمه لأول مرة من دخلوا البنات وسأل : ليش سلافة ما حضرت ؟؟..
قالت سحر بتريقة : يعني ما تعرفها وتعرف غلاستها ..
وقامت تقلد صوتها المدلع وهي تقول : أوووو noooo waaaaaaay أروح ظهر , أنا زواج سمر بالقوة حضرت الظهر forget مستحيل أروح ..
ابتسم وقال بهدوء : عاد انتي ما تحسبين يسألك عنها عشان تحشين فيها ...
الهنوف كان ودها الأرض تنشق وتبلعها من الخجل وهي تدعي إنه ما يتذكر حركتها اليوم الصبح و العنود رغم إنها غااااااااارقة في تفكيرها مع البندري لكنها ميزت العمق الغريب اللي في صوت عدنان واللي دفعها إنها ترفع راسها للحظة شافت انعكاس عيونه الواسعة الكحيلة وجبينه المتوسط وطرف الطاقيه البيضا المغطاه بشماغ , رفع عيونه لمن حس بشي غريب و شاف عيونها لثانية قبل ما تسحب غطاها على نقابها وهي تلف وجهها على الطاقة , صرخت تأنب نفسها ~ ياقلبييييييييييييييييييييييي , أنا اش سويييييييييييت ؟؟ يا فشلتييييييييييييي ~ ولمن وصلهم للبيت نزلت العنود على طول و قالت لأختها بسرعة : روحي انتي مع البنات وأنا ألحقكم مع البندري ..
وقبل ما تستنى رأي الهنوف صكت الباب و دخلت الفيلا وهي تدعي ربها ما تتكرفس قدامه بعبايتها زي ذيك المرة قدام عمر ..
صرخ بداخله بصدمه ~ هذي هي العنوووووووود , عباية على الرااااااااااس , يا خسارة العباية فيها , لا وتطالع كمان , أففففففففففففففففففف استغفر الله ~ ...
في الحوش تقابلت العنود مع سلافة اللي كانت تمشي على أقل من مهلها , قالت بتريقة : لو كان أخوك جاسم ولا عبدالرزاق كان غبارك ما أشوفه من العجلة ..
ضحكت وقالت بدلع : أخوية special ..
طاالعت فيها العنود بقرف وقالت : أنا ما خلصت من عبدالرزاق وكلامه اللي ما أفهمه تجيني انتي ..
و توادعوا ودخلت العنود الفيلا وطيراااااااان على غرفة البندري , دخلت من دون ما تدق الباب لقيتها منسدحة على ظهرها وعيونها للسقف , صكت الباب وقالت بمرح : ما أقدر أنا على المروقين ..
ابتسمت البندري وجلست معتدلة وهي تقول بصوت هادي النبرات مو زي عادتها : يلا الكوفيرة ..
قالت العنود وهي تنط وتجلس قدامها : مو قبل ما نشرب نسكافة ونروق في كلمة راس ..
زفرت البندري وقالت وهي تقوم : عنود إذا تبغين راحتي لا تسألين شي ..
كانت العنود بتمووووووووت خوف على أختها , أفكارها من الصباااااااح وهي تتضارب في بعض , كان ودها تضرب البندري إلين تقول اش صار عشان يرتاح بالها لكنها ضغطت على نفسها وقالت : طيب يلا , أفصخ ثوبي وأصلي ألقاك جاهزة عشان نمشي مع أخونا المطيع اللي عمره ما رفض لنا طلب وخمنا بكذبه ..
ضحكت البندري وقالت : مين قصدك ؟؟
قالت وهي تفصخ اكسسواراتها : مين غيره , سوناردي ..



********************************

بعد صلاة العصر بوقت :

طالع في الرقم متردد , سحب نفس عميق ودق , أول ما سمع صوتها الناعم قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وصله همسها الخجول وهي ترد السلام , حس بكل همه وقلقه ينزاح لثانية قبل ما يسأل بتلعثم : أكيد عرفتيي , أنا عمر , كيف حالك منى ؟؟
ردت عليه بهمس خجوووول : بخير ..
حك جبهته مو عارف اش يقول وأخيرا قال : تقدرين تجين شقتنا دحين ؟؟
و لمن ما جاوبته عرف إنها انصدمت من طلبه اللي هو توه استوعب المعاني المبطنة فيه ~ عمر الله يهديك ما لقيت أحسن من هالتعبير , خوفتها ~ قال يفسر وهو يحس حرجه يزيد مع كل ثانية : لاااا أنا قصدي , آآآآآآ , هو ... لي ساعة من جيت من الغدا وأنا أدق على غرفة أزهار ما ترد عليه , بابها مفتوح بس أستحي أدخل عليها , حتى على جوالها دقيت و ماردت و أبغاك تدخلين تشوفينها إذا تقدرين , أنا بأخرج من الشقة و انت تعالي شوفيها لأن الوقت تأخر ولازم تروح للمقينة ..
ولمن وافقت , خرج من الشقة وساب الباب مردود , هو صح كان منحرج يدخل غرفة أخته اللي مازالت على نفس وضعية الظهر و لكن الحقيقة هو خاااااايف يكون صار لها شي , من نامت بعد الفجر ما صحيت ووضعيتها ما تغيرت , كان يستغفر ويسبح عشان يلهي أفكاره اللي بدأ الشيطان يرسم له فيها خواطر مخييييييييفة ..
فتحت منى باب غرفة النوم بعد ما دقته كذا مره , لقيت أزهار نايمة على بطنها ويدها طايحة من السرير, ابتسمت وقالت وهي تتوجه للسرير : أزهار , زهرة , أزهاروووو ..
وجلست على السرير وهزتها من كتفها وهي تقول : أزهااااااار , أزهااار قومي , أزهاااااااار ...
ولمن ما تحركت من مكانها هزتها بقوة أكبر وهي تناديها , ولمن شافت مافي استجابة حطت يدها قدام أنفها وهي خااااااايفة لكن أنفاس أزهار الحارة طمنتها , هزتها بقوة وهي تصرخ : أزهااااااااااااااااااار ..
انقلبت أزهار على الجنب الثاني بهدووووء و بدون ما تفتح عيونها , شهقت منى وقالت : مستحييييييل , اش هالنوم ؟؟
وقامت للحمام بللت يدها بالموية ورجعت للغرفة و مسحت وجهها وهي تقول : أزهاااااااار قوميييييييي ..
بدأت أزهار تحرك جفونها شوية قبل ما ترجع تغووص في النوم , وبعد محاولات مستميتة فتحت أزهار عين وحدة بتعب ولمن شافت منى فركت عيونها وهي تسأل بصوت مخدر : منى اش جابك ؟؟
حطت منى يدينها على خصرها وقالت بغيض : اش جابني ؟؟ الساعة 5.30 العصر يا أفندية , خوفتي عمور الضعيف وخليتيه يتصل عليه عشان أجي أصحيك ..
تمغطت وهي لساعها منسدحة وصحصحت و قالت بابتسامة خبيثة لمن لمحت من طرف عينها عمر اللي تصنم عند الباب لمن سمع كلامها : و ليش زعلانه ؟؟ مو انتي كنتي تنتظرين إنه يتصل عليك عمووورك بفارغ الصبر من يوم الملكة , هذا هو اتصل عليك أخيرا بفضل الله ثم بفضل نومي ..
شهقت وضربتها ووجهها يحمر من الخجل وقالت بصوتها الناعم : مالت عليك , أنا الغبية اللي متعبة نفسي معاك ..
و قامت ولفت بتخرج من الغرفة , تغيرت ملامحها لمن شافته ونزلت راسها بحيا , تلعثم عمر وهو يخرج من الغرفة وهو يقول بتبرير : أنا كنت .. , أنا.... جيت أشوف ليش تأخرتي و .....
قامت أزهار وهي تضحك على أشكالهم وراحت دفت منى من ظهرها تخرجها من غرفتها وهي تقول : روحوا تفاهموا لوحدكم يا دوب أتروش وأصلي , شكرا لمساااااااااعيكم الحسنة ..
وطبقت الباب , وقفت منى في مكانها عند الباب وهي تلعب في أظافيرها بحيا , وتصنم عمر في مكانه وهو يطالع في الأرض , ساد صمت طويييييييل ابتسم عمر بعده لمن قدر يرفع راسه و يطالع فيها , قال بهمس : جزاك الله خير , سامحينا تعبناك معانا ..
انتفض قلبها وهي تهمس بعفوية : لا عادي , تعبكم را....
وسكتت لمن انتبهت للي قاعدة تقوله , لفت طرحتها بيدين مرتجفة وخرجت بدون حرف , طااااااااالع عمر في باب الشقة اللي اختفت منه وهو يبتسم , انفتح باب أزهار اللي خرجت راسها وقالت بغيض : ما قدرت تقولها اش الحلاوة هذي ؟؟ وحشتيني , كنت أفكر فيك , ولا اش جاب القمر عندنا ؟؟ ولا من هذا الكلام , ياخي تعلم الكلام المعسول ..
حس بخجل غريب يعتريه , مسك الدفتر اللي على طاولة المدخل ورماه عليها لكنها صكت الباب قبل ما يوصلها وهي تقهقه , ضرب الدفتر في الباب وطاح على الأرض , قال بغيض : الحق عليه اللي خفت عليك ياكيس النووووم ....
استندت على الباب وهي تحس بمشاعر مختلطة , اش خلاها تنام هالنوم العميق الثقيل ؟؟ من صلت الفجر ما عاد حست بالوقت ولا تفتكر حتى متى نامت , وجاسم وموضوعهم اش بيصير فيه , معقول هي في عصر يوم زواجهم , كلها ساعات وتنزف له , قالت بهمس : أحسن , فعلا النوم وسيلة هروب حلوة .. تحركت عشان تنتهي من أمورها وهي تدلك ظهرها اللي شكل ألمه هو سبب نومها العمييييييييييق , ولمن شافت الأفكار تهاجمها أكثر من أول قالت لنفسها : للأسف النوم وسيلة هروب مؤقته , كويس اللي اقتنعتي بهالشي ست أزهار ...
تحرك عمر و رفع الدفتر عن الأرض وطالع في الصفحة المفتوحة , كانت قائمة مقاضي مشخطة ومرسوم حولينها رسمات غريبة وصتها إياه في يوم من الأيام (( طبق بيض , كيس سكر ناعم يا ويلك لو جبت خشن , عيش صامولي , حلاوة أم عود ركز عليها , جبنة بيضاء , الأشياء النسائية )) ضحك و فتح صفحة صفحة , مقاضي , وصفات أكل , رسومات هبلة , أرقام تلفونات , وتوقف عند الصفحة المكتوب فيها توزيع الفلوس اللي جمعتها له عشان زواجه , وابتسم وهو يشوف قلوووب وأسهم تخترقها , ضم الدفتر لصدره وعصره بقوة , استغرب من هالحركة العفوية اللي سواها وهو يبعد الدفتر عن صدره ويطالع فيه بألم ~ يارب استخرتك , يارب ما خاب من استخارك , ياااااااااااااارب , هل ممكن يجي يوم يعرف فيه جاسم إنه أخذ إنسانة معطاءة بلا حدود حساسة رومانسية زي أزهار اللي تحب الهدايا والمفاجأت , اللي تموت في زهور الأوركيد وتعتبرها أعظم هدية ممكن يقدمها لها أحد , هل بيجي اليوم اللي تحبها فيه يا جاسم وتبذل كل شي عشانها , أزهار , أزهااااااااااااار ~ طااااااااالع في الباب المغلق وهو يقاوم إنه يقتحم غرفتها عشان يضمها و يتوسلها إنها ما تتزوجه , بلع غصة مريرة وراح لغرفته وهو يرص بكل قوته على دفترها الصغير ...



************************


انتبه جاسم من سرحانه وهو جالس في سيارته على يد تشد على كتفه , لف وابتسم لمن شاف وجه أبوه القلقان , قال وهو يفك بابه بيخرج : هلا أبوي , بغيت شي ..
صد أبوه الباب وقال وهو مبتسم : لا تخرج , أنا بس شفتك جالس لك فترة قلت أشوف اش عنده العريس ..
قرأ القلق في عيون أبوه اللي تجعد جلدها بسبب ابتسامته الخفيفه , زاد من ابتسامته عشان يطمنه وقال بمرح : أستنى صاحب العريس ..
حس بالراحة وهو يشوف القلق يتلاشى من وجه أبوه اللي قال : عدنان , جزاه الله خير راح يودي البنات الكوفيره ..
قال بهدوء : خلاص هو على وصول ..
مد أبوه يده لجيبه وخرج ظرف ناوله له وهو يقول بخجل وتردد مو من طبيعته الصارمة القوية : هدية زواجك , إن شاء الله تعجبك ..
خرج جاسم من السيارة وقال باحتجاج : أبوية والله ما يحتاج ..
حط أحمد الظرف في يده وشد عليها وقال : أنا عارف ظروف زواجك الت .... الغريب , والعجلة اللي صار فيها كل شي , وكنت عارف إنك مع المشاغل ما بتفكر بشي عشان كذا سويت لك حجز انت وأزهار على ماليزيا , كان ودي اليوم أو بكرة لكني ما لقيت حجز إلا على بعد بكرة ..
طالع جاسم في الظرف بصدمة , ما كان حاط في باله رحلة ولا فكر حتى يسافر صح كان من قبل زواجه يفكر يسافر هو وعروسته لكن عروسته الحاليه لاااااااااااا , أبدا مستحييييييييييييل ..
ضم أبوه بقوووووة وسلم عليه يشكره بعمق وهو بداخله يحس أفكاره صارت تتخبط أكثر من أول , ما كان يبغى يسافر , لازم يحل موضوع البندري و عبد الرحمن , حط الظرف في جيبه ودخل سيارته بعد ما انصرف أبوه ودق على عدنان عشان يقول له يقابله في البيت لأنه مو قادر يستحمل الانتظار مع كل هالأفكاااااااار ..



**********************************



فتحت أزهار باب السيارة اللي ورى وهي تقول بحزم : اطلعي قدام وانتي ساكته ..
قبضت منى على عبايتها و فغصتها وهي تهمس برجاء وغيض : أزهار تكفين اطلعي قدام , لا تخليني أندم اني رايحة معاك ..
طنشتها أزهار ودخلت وصكت الباب , وقفت منى مكانها وهي تفرك يدينها بتوتر , أشرت لها أزهار من ورى القزاز إنها تطلع , فتحت الباب اللي قدام وجلست أول ما شافت عمر اللي واقف يتكلم مع أبوها يتحرك من مكانه جاي للسيارة , همست بخوف وخجل وهي تصك الباب بشويش : الله يسامحك ..
دخل عمر وهو يسلم , ولف على اللي جنبه وقال وهو يضربها بأطراف أصابيعه على ذراعها : كيفك يالعروس النايمة ؟؟ صاحية دحين ..
قهقهت أزهار من قلبها وهي تشوف منى تمسك ذراعها وهي تلصق في الباب أكثر مما هي لاصقة , انتبه عمر إنه ضحكت أزهار من ورى , لف بصدمة وقال : انتي هنا ..
ولف على اللي جنبه وحس بالفشلة لمن عرف إنها منى , قال بهمس وهو يطالع في يدها القابضة على ذراعها مكان الضربة : آسف على بالي أزهار ..
منى اللي ودها تختفي وسط ملابسها من الخجل هزت راسها يعني فاهمة وهي مدنقة راسها , لف على أزهار اللي مهي قادرة توقف ضحكها ورماها بنظـــرة وأشر لها على لحيته يعني أنا أوريك , حرك السيارة اللي سادها صمت يقطعه كل شوية ضحك أزهار , قال عمر وهو يطالع في المرايا الأمامية لأخته الغارقة في نوبة ضحك ثانية : ترى مسامحينك عشان عروسه ..
تنحنحت وقالت وهي تدخل راسها بينهم : والله الموقف يضحك , أحسن خلي منى تعرف مزحك الزغل كسرت يدها , شفتي يا منى ..
قرصها عمر بخفة يعني اسكتي , لفت عليه وقالت وهي ناوية تفشله : اش تبغى ؟؟ أحسن الصورة ..
ضحك على مرحها اللي حسسه إنه استعاد أزهار الحقيقية وقال : لا تكفيييييييين , سكوتك أحسن ..
اتكت بكأواعها على أطراف مقاعدهم وجلست تطالع فيهم بفرح , كانت تحس براحة كل ما شافتهم مع بعض , قالت بخبث وهي تشوف عمر يدور على شريط يشغله بيد مرتجفة : منى عمر مشغول بالسواقه اختاري شريط نشغله قبل ما يصدم بنا من كثر الفرحة إنك قاعدة قدام جننننننبه ..
ما تحركت منى من مكانها ومد عمر يده وضرب جبهتها وهو يقول : ارجعي ورى ..
رجعت ورى وهي تنقل بصرها بينهم بحماس , شغل شريط أناشيد عشان يغير الصمت اللي ساد الجو , ومن وصلوا المحل خرجت منى بسرعة , ابتسمت وهي تشوف عيونه معلقه بها وحمحمت وقالت : نحن هنا ...
استحى إنها انتبهت له فلف عليها وقال بغيض غريب : هو انت تخلين الواحد ينسى ...
قهقهت من قلبها , ابتسم عمر لمن سمع ضحكها اللي يفرح قلبه بشكل لا يمكن يتصور إنسان و خرج ظرف من جيبه وقال : هذا باقي المبلغ حقك وفوقه 500 ريال لمنى ..
سحبتها وقالت بامتنان عمييييق : الله يبارك لك يا قلبي في فلوسك ولا يحرمني منك , إحنا من نخلص نتصل عليك ..
هو أصر يدفع لها سعر فستانها و مكياجها كهدية زواج لها , أول ما دخلت الصالون ضربتها منى وهي تقول : والله تركبين قدام وإحنا راجعين يالدب ..
ضحكت وقالت وهي تدق على مشاعل : أفكر ..
وقالت بعد ما سلمت : أنا في الصالون دحين , انتي فين ؟؟ .....شوفي قبل ما توصلين القاعة اتصلي عليه عشان أخلي وحده من البنات تقابلك ....... إن شاء الله , يلا مع السلامة ..
لفت على منى وقالت : ترى عمر طلب مني أحاسب على تسريحتك ومكياجك ..
شهقت منى وقالت : لااااااا ما يحتاج أبويه أعطاني ..
قالت وهي تهز أكتافها : مالي دخل أنا بأحاسب وانتي تصرفي في فلوس أبوك زي ماتبغين ..
وكملت تخوفها : ترى عمر عصبي و بيزعل , وإذا زعل ما أدري اش ممكن يسوي ..
سكتت منى بخوف , ضحكت أزهار وهي تقول جوتها ~ ياحليلك يا منى صداقه , يااااا بختك يا عمر بها , الله يتمم لهم على خير ~ استقبلتها العاملة بترحاب أول ما طلعت لها ورقة الموعد , وجلست على المقاعد تستنى , نقلت بصرها في المكان و حست بضيييييق يخنقها , بعض العاملات ملابسهم خليعة وثنتين يدخنون , وأصوات الإستشوارت وريحتها مخلوطة بصوت موسيقى المحل , لولا الضرورة ما جات هنا لأنها تكره هالأماكن , نادت على وحده من العاملات وطلبت منها تصك الموسيقى أو تخفضها ولمن رفضت عشان الزباين ما يحبون السكون خرجت جوالها بصمت وحطت السماعات في أذانيها وهي تقول لمنى اللي شغلت نفسها بمطالعة التساريح اللي في الكاتالوج : زين اللي حاطة احتياطاتي ..
قالت منى : يا بختك لو دريت سويت زيك , بس ما عندي سماعات , والله إزعاج ..
شغلت أناشيدها على أعلى صوت عشان ما تسمع الأغاني اللي زادت هم قلبها هم , كانت الأناشيد تضج في راسها بصوت حسته بيخرم طبلة أذانيها لكنه مع كذا ما قدر يشغلها عن أفكارها اللي تثقل قلبها ثقل , ولمن شافت الوقت قرب من المغرب صكته وقامت تسبح وتقول أذكار المساء , وصلت في مكان مخصص للصلاة وجلست هناك عشان أصوات الصالون كانت بعيدة نوعا ما هنا , قالت منى : ياليتنا جينا هنا من زمان ..
ابتسمت أزهار وهي توافقها وقالت بابتسامة : ترى عمور اتصل يقول خلي منى تقرى على نفسها ..
حمر وجهها ولفته من دون ما تعلق , ضحكت أزهار وقالت : انتي تستنين أي شي عشان تحمرين , ذكرتيني بالهنوف ..
سألت منى بعفوية : ليش انتي ما تستحين من جاسم ؟؟
حست بقلبها يغوووووووص بداخلها ~ أستحي ؟؟ ومن جاسم ؟؟ هو خلى في مجال أستحي منه ~ زفرت وقالت بمرح مصطنع : لا وضعنا غييييييييير ..
سكتت منى لمن حست إنها لو قالت شي ثاني بيصير تدخل في الخصوصيات , أشرت لها العاملة عشان تتبعها للغرفة اللي بتتزين فيها وهي تقول : تعبنا وإحنا ندور عليك ..
تبعتها أزهار بعد ما توضت مرة ثانية عشان ما تتوضأ بعد المكياج لصلاة العشا ودخلت وسابت منى اللي استلمتها وحده عشان تسشور لها قبل المكياج , سشورت شعرها وقبل ما تسلم نفسها للي بتمكيجها قالت بمرح وهي تشوفها مجهزة العدة : شوفي يا قلبي , سوي في وجهي الخريطة اللي تعجبك , إن شاء الله الصين ولا الإتحاد السوفيتي , لكن حواجبي لا تقربين منها أبببببببببدا , لا موس ولا ملقاط ولا حتى مقص ..
احتجت العاملة بضيق وقالت : المكياج بيطلع بشع ..
جلست أزهار قدامها وقالت : لا يلعنك ربي ولا يلعني سوي اللي أقوله ولا أضف وجهي وأطلع ..
قالت : طيب خلينا نتفاهم ..
هزت أزهار راسها بتصميم وقالت بتودد : دايما أقول اللي مكياجها حلو لو إش ما صار بيكون حلو , يلا ورينا شطارتك يا عسل ..
زفرت العاملة وبدأت تحط الأساس وأزهار تحاول تفهمها بلطف عقوبة النمص وهي تهز راسها يعني طيب , كانت عارفة إن العاملة تدخل كلامها من جهة وتخرجه من جهة لكن كانت تصر على الموضوع عل وعسى ربي يفتح قلبها في يوم من الأيام , سمعت وحده تنادي بصوت مدلع : ماااااامااااا شوفي اش سوت لي , أنا ما أبغاه كذاا قوليلها تغيره ..
وصوت أمها وهي تحاول تراضيها و توعدها تسوي اللي تبغاه , حست بقلبها ينعصر و يغووووص بداخلها و حسرة غريبة لها طعم مررررر تمتزج مع ألمها , قالت بداخلها على طول خوفا على البنت ~ الله يخليلك أمك ويبارك لك فيها يا رب , الله لا يحرمك منها , يارب تحفظهم لبعض ~ ولمن حست بالدنيا تتموج قدامها قامت وهي تعتذر من العاملة , ناولتها العاملة مناديل وهي تقول بضحكة : هذا خوف عادي , من يوم تشوفين وجهه الحلو يروح هذا كله ..
ضحكت أزهار على تفكير العاملة وصرخت بداخلها بألم ~ ياليته خووووووف كان يروح , لكنه جرح عميييييييييق , ما مرت 5 شهور على وفاتهم إلا وأنا عروس , الله يرحمكم , أمي , عمار , عمير , الله يرحمكم ~ رجعت انسدحت وقالت بابتسامة مصطنعه : الله يسهل , يلا كملي خريطتك ..
قالت العاملة بضحكة : ما شاء الله عليك على طول مبتسمة ..
ضحكت أزهار لمن تذكرت مثل قرته ~ الذين يضحكون كثيرا هم دائما من يموت ألما ~ استغفرت ربها وجلست تسبح وتدعي عشان تشغل عقلها المثقل بالأفكار و قلبها المثقل بالألم ..

أمي الحبيبة ..
ابتسمي , امسحي دموع الفرح ..
لقد صرت عروسا ..

أخي وأستاذي الغالي عمار ..
ادعوا لي وانصحني و أنا أبتسم بخجل ..
لقد صرت عروسا ..

عمر قلبي ..
لا تقلق , اسخر مني وأنا أضحك ..
لقد صرت عروسا ..

عمير صغيري ..
شد شعري ممازحا وأنا أصرخ بك ..
لقد صرت عروسا ..

آآآآآآآآآآآآآآآآه يا أمي ..
أي غصة أحسستها وأنا أتخيل طيفك أمامي ..
لن تبتسمي لأجلي وأنت تثنين على شكلي ..
لن تمدي يدك الحانية لتصلحي لي طرحتي إن انزلقت ..
لن تدمع عينيك وأنت تتأملينني ..
ولن أبتسم وأنا أمسح تلك الدموع بمحبة ..
لن أحتضنك لأنهل من دفء صدرك ..
ولن أرى لمعة الفخر والسعادة في عينيك ..
لن تقرئي علي خوفا ..
لن تقبلي خدي فرحا ..


آآآآآآآآآه يا عمار ..
أي وجججججع عصف بقلبي و أنا أؤمن
أنني لن أراك شامخا إلى جواري ..
تمسك يدي بيدك الدافئة لتزفني إلى زوجي ..
لن تربت على كتفي ..
لن تقرص خدي وأنت تتأملني بحنان الأب وأنت تقول
هاهي صغيرتي أصبحت عروسا ..


آآآآآآآآآآآه يا عمر ..
أي قلق يعتريني أي ألم أي خوف ..
سامحني لم أكن أريد أن ترى ما رأيت ..
سامحني سأشغل عقلك وقلبك المثقل رغما عني ..
سامحني لأنني أردت أن أريحك من همي فأغرقتك في هم آخر ..

آآآآآآآآآه يا عمير ..
أين أنت ؟؟
أي شوووق ذاك الذي يحدوني إليك !!
وجهك النحيل , شعيرات لحيتك التي تعبت من كثرة مراقبتها أملا أن تنمو ..
ابتسامتك الواسعة , نابك اللي نمى فوق ناب ..
نظرة الشقاوة والأذية التي تلمع في زوايا عينيك ..
لن تضربني
لن تركض خلفي
لن تضع قدمك أمامي معترضا سبيلي على أمل أن أقع ..
وكل هذا حتى تضحك وتقول : عروس سقطت في يوم زفافها ..

نعم
هذا صحيح
اليوم يوم زفافي


قلبي الصغير ..
لا ترتجف ألما ..
لا تشتكي هما ..
لا تدمي وجعا ..

عيناني الكحيلتين المثقلتين بالأصباغ ..

لا تطرفي خوفا ..
لا تدمعي حزنا ..
لا تغمضي رعبا ..
.
.
لأنني
.
.
أعلم أنها كانت ستفعل كل ذلك ..
لقد تخيلتك أمي , هذا يكفي ..
.
.
متأكدة أنك كنت ستحتضنني حبا ..
لدرجة أشعر أن رائحة عودتك القديمة تزكم أنفي ..
وهذا يكفي ..
.
.
واثقة أنني كنت سأتفادى قدمك عمير ..
وكنت سأضحك لأغيظك ..
وأظن أن هذا .... يكفي ..
.
.
لأنني
.
.
رغم
كل
هذا
.
.
سأسير
وحدي
.
.
أملا وإيمانا ويقينا
أنني سألقاكم
يوما
.
.
برحمة من ربي
في جنة عظمى ..
.
.
.
أحبكم بوسع محيطات العالم ..
أشتاق لكم حد الموت كمدا ..
.
.
همسة :


أرهقتك يا قلبي
بكثرة خنقي
لمشاعري
.
.
سامحني



*****************************

الوقت كان يمر على العنود بسرعة وفوضى , طالعت في الساعة وهي تبعد
خصلات شعرها الطويل اللي جعدته وربطت عليه عصبة بلون فستانها العريان البحري الواسع وقالت : أفففففففففففففففف الساعة 10 ولسه ما رحنا القاعة ..
قالت الهنوف وهي تربط صندلها الذهبي الملائم لفستانها الأحمر المزين بسلاسل وشرايط ذهبية : خلاص أنا خلصت ..
دق جوال العنود فصرخت : يااااااااااااارب, هذا إيه , الجوال ماسكت ..
ردت عليه وقالت بطفش : نعم يا جوهرة ..
ولمن سمعت صراخ الجوهرة قالت : أنا اش لي دخل , أنا لي ساعة جاهزة , أخواتك هم اللي مأخريني , العوده ؟؟ تلقينها في الشنطة السودا الصغير اللي في الدولاب حق الغرفة , دوري زييييين تلقينها هناك ..
وصكت الجوال وقالت : لو دق مرة ثانية بأرميه ..
دخلت البندري وقالت : خلاص أنا جاهزة ..
: لا والله , بدريييييييييي ..
لفت البندري على الهنوف وقالت ببرود وهي تأشر على العنود اللي تجرج عبايتها الناشبة في طرف السرير : هذي دايما معصبة ..
حطت الهنوف اصباعها قدام فمها وهي تلف ظهرها للعنود اللي كانت مشغولة تلبس عبايتها , قالت العنود بغيض : تراني سامعة وشايفة , تحركوا بسرعة ..
و دقت على سحر اللي قالت لها بقهر أول ما انرفع الخط : العلة اللي عندي لسه ما خلصت ولا أنا من زمااااااااااان مخلصة ..
قالت العنود بعصبية : جريها مع شعرها , أنا انحرق جوالي من اتصالات أمي و الجوهرة , المعازيم وصلوا و مافي أحد في الاستقبال ..
ومن صكت من عندها دقت عليها ريم وطمنتها إنهم وصلوا القاعة ومعاهم أسماء وسمية ..
تحاشروا في جيب سوناردي اللي وصلهم على القاعة , و من دخلت العنود طلعت لغرفة أهل العريس ودقت على أزهار تتطمن هي فين , ردت عليها منى وقالت لها إنهم نص ساعة بالكثير ويخلصون وخبرتها إنه مشاعل في الطريق وأزهار تبغاها تستقبلها ..
فصخت عبايتها في الغرفة الخاصة بهم وقالت وهي تشيل جوالها : أنا نازلة , يا ويلكم لو تأخرتم , ترى ماني فاضية لهواش أختكم ..
وأول ما نزلت قابلتها الجوهرة عند الدرج وقالت : الدقاقة اللي أصرت عليها ست الحسن أزهار ما جات إلى الآن ..
مسكت تنهيدة الطفش وهي تنزل الدرج بكعبها العالي , و حست براحة وهي تشوف حريم شايلات شنط كبيرة فقالت وهي تأشر : أهم جوا ..
وراحت ترحب بهم , الجوهرة مقهوووورة لأنه أزهار أعطتهم أرقام ثلاث دقاقات و طلبت منهم برجاء إنهم يجيبون وحده منهم لأنها خايفة يجيبون دقاقة ما تدق إسلامي , والجوهرة ما عجبها هالشي لكن أمها أصرت تنفذ طلب أزهار بحكم إنه هذي رغبتها , قالت الجوهرة للهنوف اللي نزلت : طالعي أشكالهم , يا خوفي نتفشل قدام المعازيم ويطلع دقهم زي وجيههم ..
قالت الهنوف : لا تتشاءمين , إن شاء الله يطلع دقها حلو ..
قالت وهي تمسح دقنها : هذا وجهي لو ما ناموا المعازيم وهي تزفها بطلع البدر علينا ..
: جوهرة لا تفاوليييييين , إن شاء الله حلو , بعدين من جد هم يزفون الإسلامي على طلع البدر علينا ..
: أجل يزفونها على زفة محمد عبدو يعني ؟؟



**************************

اسير الصمت
09-06-2012, 02:52 PM
جلست البندري على الكنبة اللي في الغرفة الخاصة بأهل العريس , طالعت في انعكاس صورتها في المراية , فستانها القطيفة البنفسجي الفخم المزين بكريستالات وورد صفرا متلائم مع لون مكياجها اللي أبرز حدة أنفها الطويل وزاد شكلها تكبر , تنهدت بحسرة وصرخت بداخلها ~ الحمد لله المكياج غطى التورم حق الصفعة , إلى متى يا بندري بتشردين ؟؟ إلى متى ؟؟ خلاص جاسم عرف , لا توترين نفسك يمكن ما يقول لأبوك وأمك , يلا قومي الكل يسأل ليش ما جيت الظهر , لا تشككينهم زيادة إنه في شي ~ زفرت مرة ثانية وهي تقوم , انفتح الباب ودخلت منه عهود وهي تقول بابتسامة : اش الحلااااااوة هذي , وينك ؟؟ تأخرتي ...
طاااااااالعت فيها ببرود وقالت : كنت نازلة ..
لمن شافت عهود برودها قالت : بندري لا تلوميني على ...
قاطعتها بعصبية : إلا ألومك , يوم أعطاك أخوك الحيوان رسالته اللي زي وجهه ما قدرتي توقفين في وجهه وتقولين له إنه هو اللي لعب عليه ..
قالت عهود باعتراض : بندري ..
صرخت البندري : لا تخاطبيني مرة ثانية , إذا كان أخوك يحسب إنه بيفلت من اللي سواه يحلم , شايف نفسه شريف مكة يوم أرسل رسالته , قال إيه ما أتزوج بنت لعابه الطاهر هوه ..
قالت باعتراض : أنا مالي دخل فيك وفيه ..
حست البندري بالدمووووووع تحرق عيونها وهي تقول بهدوء مصطنع : ومين اللي كانت توصل مراسيل الحب اللي لعبت في راسي ؟؟ مين اللي كانت تنقل أخباري له وأخباره ليه ؟؟ لا تبرئين نفسك ..
وأشرت عليها وقالت : نهاية الكلام , انتي غلطتي وهو غلط وأنا غلطت أكثر منك و منه يوم نسيت ربي وسمعت لكم , انتهينا ..
ورمتها بنظرة جليدية وهي تقول : برا لو سمحتي , ولا عاد تكلميني ..
: بندري ..
رفعت خشمها و قالت بصوت باااااااارد : اطلعي برا ..
خرجت عهود وصكت الباب , رجعت جلست البندري وغطت وجهها بيدينها وهي تصيح وتقول : يارب , يارب كيف بأغطي فضيحتي عن العالم يارب , أبويه اش بيسوي , أمي , الهنوف والعنود اش بتكون ردة فعلهم , الجوهرة وعبدالرزاق , كيف بيقابلون الناس بعد ما يعرفون باللي صار , اش بيقولون عني وعنهم , يارب , أنا ليه مافكرت إلا بعد ما وقع الفاس على الراس , ليه ما أحد صدني قبل ما أسوي اللي سويته , يارب افرجها , يااااااااارب ..
مسحت دموعها وقامت , تأكدت من شكلها في المراية و نزلت مو لازم تحسس الناس من دحين أنه في شي صار , أول ما نزلت قابلتها العنود اللي ناولتها الجوال وهي تقول : دحين تدق عليك مشاعل صحبة أزهار قلتلها إنك بتستقبلينها عند الباب , أنا طالعة أجيب سبتات الحلى ..
وطلعت الدرج درجتين درجتين وهي رافعة فستانها , ابتسمت البندري و أول ما دق الجوال وشافت اسم (( ص.أزهار )) قالت : الله يقطع شرك انتي وهالاسم ..
وردت على مشاعل وقالت : حياك الله تفضلي , أنا عند الباب ..
صكت الجوال ووقفت ورى الحاجز اللي عند الباب , دخلت مشاعل هي وأمها وأول ما شافت البندري ابتسمت ابتسامة حلوة وهي تقول بتساؤل : البندري ؟؟
ابتسمت البندري اللي اندهشت من جذابيتها الكبيرة وقالت وهي تمد يدها : هلا مشاعل ..
وسلموا على بعض ودلتها على أمها وأخواتها اللي رحبوا فيها وفي أمها بحفاوة , جلست مشاعل مع البنات وجلست أمها مع أم جاسم , قالت الهنوف : ما شاء الله يا مشاعل أحلى بكثير مما وصفتك العنود ..
ضحكت مشاعل وقالت : زين اللي تكلمت عني , وينها ما أشوفها ؟؟..
أشرت لها وقالت : أهي هناك مسوية زفة لريناد بنت أختي وجاسم الصغيرون ولد عمي جلال ..
ابتسمت العنود وهي تطالع فيهم يمشون بشويش وأدب من دون ضرب ومضروب وشد شعور كعادتهم , ولمن شافتهم يسوون زي ما طلبت منهم , نزلت من الجهة الثانية وراحت ترحب بمشاعل بحفاوة ..


**********************


قال صلاح وهو يخرج مسدس من تحت مقعده : جايب احتياطاتي ..
شهقت أزهار وقالت منى وهي ناسية خجلها من الخوف : صلاح نزله , خلينا في حزة رحمانية , هذا ليش جايبه ..
ضحك وقال وهو يرجع المسدس : ليش خايفه ؟؟ شايف يا عمر مرتك خوافة رقم واحد ..
قال عمر بهدوء : هذا لازم نجيبه , معانا عروستين هنا والدنيا صايرة تخوف ..
استحت لمن قال عروستين ورجعت ورى جنب أزهار اللي قالت بهمس : أمووووت أنا على اللي يغازلون و اللي يستحون ..
دقتها وهي تقول : اسكتي ..
ودقت على العنود وخبرتها إنهم قربوا من القاعة , ومن وصلوا دخلت أزهار ومنى تساعدها , ما كانت شايفة من الغطى مين اللي ماسك يدها ولا مين اللي قاعد يرحب فيها , طلعت لغرفتها من درج خارجي وهناك شالت الغطا ..
شهقت العنود وقالت : أزهاااااار ما عرفتك , اش هالحلا كله , بسم الله ماشاء الله , قريتي على نفسك ..
ضحكت أزهار وقالت : أنا ماني عارفة نفسي خلي عاد انتي ..
مكياجها الوردي الممزوج بلون تركواز ناااااااعم , تسريحتها المرفوعة بشكل خفيف وخصلات بسيطه على جانبي وجهها كلها على بعضها كان معطيها منظر أثيري غريييب , قالت منى وهي تخرج فستانها من الدولاب , الله يخليك إلبسي لا تفضحينا بطرحة ومكياج ولابسة بجامة نوم ..
كان شكل منى نعووووووم وطفولي بفستانها البرتقالي حق ملكتها ومكياجها الخفيف , سحبت أزهار طرحتها على فوق وهي تقول : أحسها بتطيح ..
قالت العنود وهي ترفعها : لا مثبته لا تخافين ..
سألت بلهفة : ها مشاعل جات ؟؟
لفت بوزها وقالت بطفش : إيوه , انتبهي شوية وتطيرين ...
ضحكت أزهار على غيرتها وخرجتهم الثنتين عشان تلبس , لبست فستانها
وهي تحاااااااارب طرحتها و تسريحتها , زفرت براحة لمن صلحت كل شي ووقفت قدام المراية وتأملت نفسها فيها ,كان متصلح زي ما طلبت بالضبط , والحركة الأخيرة أضافت غرابة حلوة للفستان , لمن شافت نظرتها الحزينة , ابتسمت وقالت : خلاص يا أزهار , كوني أقـ...
قطع دق الباب كلامها فقالت : تفضلوا ..
أول ما دخلت مشاعل صرخت أزهار وفردت يدينها على الآخر وضمتها وهي تحاول تمنع دموعها اللي هددت بالنزول مرة ثانية , لكن مشاعل ما قدرت , جلست تصييييييح في حضن أزهار وتضمها بقوة وهي تهمس : والله أحلى عروسة شفتها في حياتي ..
قالت أزهار وهي تبعدها وتهوي وجهها بيدينها : ها لا تخليني أصيح ترى ما فيه أعيد المكياج ..
ضحكت مشاعل وقالت وهي تتأملها : ماشاء الله صايره حلوة يالضفدعة ..
ضحكت وقالت : عيونك الحلوة ..
شوية كذا ودخلت العنود اللي قالت بمحبة صادقة : ارتحتي , جبتها لك من تحت ..
ابتسمت أزهار وقالت : شكرا ..
ولمن جات خارجة وهي تقول : أروح أنادي الهنوف والبندري ..
قالت أزهار : عنوووووووود ..
التفت العنود لها وقالت بطفش مصطنع : خيييييييييييير ..
طااااااالعت فيها أزهار وهمست : الله لا يحرمني منك ..
شهقت العنود وهي تحط يدينها على وجهها وهي تقول : أحرجتيني ..
ورجعت لها وهي فاردة يدينها وهي تقول : تعااااااااااالي لصدر عنود يا قلبي ..
وضمتها العنود وهي تداري دموع حستها تخنقها , ما تدري ليه عورت قلبها الكلمة أكثر مما أفرحتها , حستها تحكي كل آلاااااااام أزهار اللي انحرمت من ناس كثير ..
جلست أزهار معاهم وهي تحاول تبان طبيعية وهي في الحقيقة بتموووووووت خوف , خوف غير طبيعي حل محل الحزن وألم ..
***
: يلا جاسم ..
انتفض جاسم لمن حس بيد عمه صالح على كتفه , لف على عمه اللي قال : يلا أبوك وعمر طالعين للعروسة ..
قاموا الشباب يطلعون أصوات حماسية , لف عليهم و كشر لهم وقام وهو يعدل بشته السكري وغترته البيضا , كان محدد اللحية ومرتبها ومخليها بنفس مستوى الشوارب , سحب نفس وطلع الدرج ورى أبوه وعمر اللي رماه بنظرة معبرة ..
قال عمر بصوت جهوري : يا ولد , درب , درب ..
دخل أحمد للقسم وهو ينادي على بناته , فجأة التفت عمر لجاسم اللي وراه قبل ما يدخلون ومسكه من ياقته بشكل سريع ودفه للجدر وهو يقول بصوت باااااااارد : شوف يا سيد جاسم , بصريح العبارة وبالحرف الواحد , ما أحبك , ما دخلت مزاجي ولا انت الرجال اللي تمنيتك لأختي , لكن هذا قضاء الله وقدره , أنا إنسان مسالم وأكره العنف لكن والله ثم والله ثم والله , لو جاتني أزهار تشتكي منك ولا شفت دمعة من دموع عيونها تنزل بسببك لا أخليك تتمنى لو مت قبل ما فكرت تزعلها ..
ونفض يده ورماااااه بنظرة كاااااااااااارهة وأعطاه ظهره ودخل للقسم , طااااالع جاسم في الباب اللي قدامه ببرود وزفر بتعب وهو ينفض ثوبه ويعدل ياقته وبشته قبل ما يلحقهم , كان هذا أغرب موقف مر به في حياته , هو صح توقع ردة فعل لعمر بعد اللي صار لكنه ما توقعها في هاللحظة , هو متعب وقرفان ولو تفل أحد في وجهه ما بيرفع يده ويمسح التفلة , كان يبغى يدخل و ينهي هالمسرحية الهزلية ويخرج ...
***
قالت العنود وهي تغطي بنقابها : يلا بنات جاسم بيدخل ..
عصرت أزهار قبضة الورود اللي حطتها مشاعل في يدها وطالعت فيهم بابتسامة صفراء , خرجوا البنات وهم يشجعونها , كان صوت الدق ينافس قلب أزهار في سرعته , كانت تحس بتخبط في مشاعرها وأفكارها , هي حتقابله لأول مرة بعد اللي صار ~ كلم البندري ؟؟ يمكن , أشوفها ما جات تسلم عليه ولا طلعت لي , يكون صار شي ؟؟ لااااا العنود كانت عادية و .... ~ أول ما دخل عمر ووراه أحمد قامت من كرسيها ونزلت عتبة صغيرة القاعة حاطة فوقها كرسين للعرسان إذا يبغون يتصورون , ابتسم بحب عميق وهو يشوفها عروسة بكل ما فيها , ما قدرت توقف نفسها وتمنع مشاعرها , لفت يدينها حولينه و ضمته بقووووة , ضحك وقال بمزح وهو عارف مقدار توترها مقدار ألمها مقدار خوفها : على بالك جاسم أنا ..
ولمن ما تحركت ولا ردت على مزحه , بلع غصة وقفت في حلقه و بعدها وهمس وهو يدنق : زهره ..
رفعت عيونها وطالعت فيه بخجل وخوف , ابتسم وسلم على راسها وحضنها وهو يقول : مبرووووك , يا أحلى عروس ..
~ أنا ماني لوحدي , شكرا يارب , شكرا لأنك خليته ليه , شكرا لأنك رجعته سالم ليه , شكرا , عـــمــــر أحــــبــــك , يلا أزهار , كوني قوية عشانه ~ رصته أكثر وبعدت عنه وهي تبتسم له بمحبة عميييييقة , قال أحمد وهو يتقدم منها : بسم الله ما شاء الله , ألف مبروك يابنتي , بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ..
قالها وهو يسلم عليها بحنان أبوي قبل ما يجلسها على الكرسي , رفعت بصرها له بخجل والتقى بجاسم اللي ما طالع فيها ولا بنظرة , بعدوا عنها وأبوه يقول بفرح : جاسم تعال قول الدعاء ..
جا وحط يده على جبينها , كانت يده باااااااااااااااارده مناقضة لجيبنها الحااار من الخجل , شال يده وجلس على طول من دون ما يطالع فيها , كان يحس بتعب ونعاس وضيق , البنات كانوا متحمسات و يغطرفون وهم ودهم لو كان فيه تصوير , لكن أزهار حذرتهم لو صورة وحدة التقطت لها بتكسر الكاميرا على راس اللي صورت , كانت مصرة ما يتخلل زواجها أي حرام أو منكر لا أغاني لا تصوير لا تبادل دبل ولا حتى دخول جاسم معاها في الزفة , عشان ربي يبارك لهم في هالليلة ..
لف جاسم يبغى المنديل اللي على الطاولة و اتصنمت يده في الهوا لمن وقع بصره عليها , كانت تبتسم بخجل لشي قاله أبوه حس نبضات قلبه تتسارع بشكل مرعب , سحب المنديل وبعد بصره وهو يحاول يتمالك أنفاسه ~ جاسم اش فيييييييييك ؟؟ هذي هي ما غيرها أزهااااااار, غريبه عليك يعني ولا أول مرة تشوفها ~ قال أبوه بفرح : ها جاسم , اش فيك ساكت ؟؟
رفع راسه وقال بابتسامة : اش تبغانا نقول ؟؟
قال وهو يغمز له : اش رأيك في العروسة ؟؟
صرخت بداخلها ~ لييييييييييش يا بابا هالسؤال المحرج الله يهديك ~ كانت عارفة إنه ما شافها ولا اهتم حتى لكنها كانت منتظرة الجواب , قال باختصار : حلوة ..
ضحك عمر لأول مرة من قلبه وأزهار غصب عنها ضحكت ضحكة مكتومة , قال عمر : حلوة بسسسسسسسسس ؟؟ ترى أنا قلت هالكلمة قبل وما عجبت أزهار يعني دور غيرها ولا نكتفي بها حاليا ..
وغمز لأخته اللي ابتسمت له ابتسامة واسعة , ابتسم جاسم اللي استغرب هالتحول الفضييييع في عمر اللي قبل شوية كان بينحره بنظراته وكلامه البارد المهدد اللي زي حد السكين , يكون هو يمثل قدام أزهار إنه مافي شي , سكت وهو يفكر لأول مرة بأزهار ~ اش سوت بعد ما خرجت ؟؟ اش قالت لعمر واش قال لها ؟؟ معقول هي سوت هذا كله للبندري !! طيب ليييييييه ؟؟ اش مصلحتها ؟؟ ~ قال أبوه وهو يخرج مع عمر المتردد : نخليكم لوحدكم ...
صرخت بداخلها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااا , لاحقين نكون لوحدنا ~ , ساد صمت فضيييييع من انصك الباب , كان صوت عقرب الثواني اللي في ساعة جاسم مسموع من شدة الصمت , دقيقة , دقيقتين , ثلاثة ...
****
صرخت باستنكار : اش قصدك إنه جاسم مابينزف , هذي ليلة عمره ..
طالعت العنود في الجوهرة وسحبتها على جنب وهي تقول بهمس : الجوهرة بلا فضايح , أزهار ما تبغاه ينزف وسط الحريم تقول ما يجوز بعدين الدقاقة رافضة إنها تغني قدام جاسم وقالت إنها بتطلع من القاعة لو دخل جاسم ..
قالت الجوهرة بغيض : خليها تطلع من زين دقها ..
شهقت العنود وقالت : والله يا محلاه بشهادة الجميع , أنا ما توقعت الإسلامي حلو زي كذا , دقها حامي رقصنا إلين تكسرت رجولنا ..
سكتتها الجوهرة وهي تقول : اسكتي بس اسكتي , البنت هذي مشتكم كلكم على كيف كيفها ..
جات عمتهم نورة وأمهم وهم يقولون : هيا ندخل ..
ومن وسط الصمــــت انفتح الباب ودخلت هدى و نورة عمته وأخواته كلهم , قاموا يسلمون ويباركون والبنات ينغزون بالكلام , لاحظت أزهار إنه لمن مدت البندري يدها ما مسكها جاسم ولا سلم عليها , انعصر قلبها عليها رغم إنها عارفة إنها تستاهل اللي يجيها وأكثر كمان , سحبت البندري يدها بسرعة وسلمت عليها بهدوء قبل ما تروح بعيد عنهم , رقصوا أخواته وعمته عنده شوية و خرج هو بعد ما استأذن , قامت أزهار عشان يزفونها للحريم , وهناك وقفت على البلكونه اللي تطل على قسم الحريم و قلبها ينتفض خوف ورهبة وألم , عيونها اللي أسبلتها عشان تتفادى الضوء المسلط عليها دارت على الوجيه ~ أمي , أنا لوحدي هنا , لا أم ولا أخت ولا خاله ولا عمه ولا جده وفوق هذا زوج قاسي , حتى مبروك ما قالها , ما سأل عن حالي بعد دفته , ما فكر يقولي حرررررف , يااااااااارب ~ غصب عنها حست بهالشعور اللي حسسها كإنها خرجت من جسدها وجلست تطالع على اللي يصير من بعيد , تبللت رموشها من الدموع اللي حابستها ..
: أزهاااااااااااااااار ..
: أزهااااااااار ..
: زهوووووورة ..
:زهررررة ..
أصوات البنات وصريخهم وحماسهم خلاها تنتبه لهم وهم يلوحون بيدينهم لها وهم واقفين عند الكوشة , قاموا يصفرون والعنود من بينهم تسوي لها حركات هبببببببلة , ضحكت من بين الدمعتين اللي عصتها غصب ونزلت على خدودها , رفعت يدها اليمين و مسحت دموعها وابتسمت لهم مرة ثانية نزلت الدرج ومشيت بشويش في الممر بعد إشارة من العنود بشويش , حست ببقية الأحداث ضبابية قدامها , وقفت في المنصة وحريم يا كثرهم سلموا عليها من ضمنهم صحبات أمها وجاراتهم اللي ضموها بحب وهم يباركون , و شويه نادوها عشان تمشي للسيارة , نزلت من الكوشة وهناك احتضنتها عجوز قالوا لها إنها أم أحمد , كانت ريحتها خليط عجيب من العوده والحنا , العودة ذكرتها بعمار و الحنا بأمها , لفت يدها حولين جسد الجدة المكتنز الدافي وهي تحس بكلماتها الحنونة تطفي حرارة قلبها , مشيت للباب ولبستها العنود عبايتها وشالت عنها القبضة وهي تقول : انتبهي لنفسك ..
رفعت بصرها وشافت مشاعل , ابتسمت لها بمحبة فصاحت مشاعل وضمتها بقوة وهي تودعها , خفف عليها شعور المراره اللي سحق قلبها وجود جاراتها و صحبات أمها يلوحون لها مودعين عند الباب , الكل وقف عشان يودعها , مدت العنود يدها فجأة ولمست خد أزهار بأصابع باردة ومررتها إلى ذقنها وهي تقول بدموع حبيسة : نسيت أقول مبروك ..
وكملت من بين دموعها : مبروك على جاسم أحلى أخت في الدنيا ..
دارت أزهار مشاعرها والتزمت الصمت وهي تضغط يد العنود على خدها وهي تطالع فيها بامتنان , بلعت ريقها و لفت على منى وهمست بصوت مخنوق : منى لا أوصيك على عـ....ـمر ..
مسحت منى دموعها وسلمت عليها وهي تودعها و توعدها إنها تحطه في عيونها , دخلت للسيارة المشرعة اللي يسوقها عمر وجنبه عبد الرزاق المتحمس , وجلس جنبها جاسم بصمت , لمن مشيت السيارة قال عمر بابتسامة واسعة : أزهار ترى ما نسيت وعدي لك , بنزفك إلين بيتك ..
وقام يدق بوري , و تفاجأت أزهار لمن سمعت بواري لسيارات كثيرة , ضحكت على خبال عمر , هي فعلا كانت تحلف لأخوانها إنها ما تنزف لبيتها إلا وعشر سيارات وراها تدق بواري بنغمات حلوة لكنها ما تخيلت إنه متذكرها إلى الآن وإنه بيحقق أمنيتها , قال عبدالرزاق وهو يخرج راسه من الطاقة : أعلى يا شبابMooooore mooooooooore ...
وصلتها السيارات لحد العمارة اللي فيها شقتهم , وخرجها عمر وأبو جاسم من السيارة و طلعوها للشقة , وبعد ما شالوا عبايتها قال أبو أحمد : ها زهره عجبتك الزفة ..
ابتسمت بخجل وقالت : شكرا , أحرجتوني ..
قال عمر وهو يعد على أصابيعه : 9 سيارات وراك بنت عبد الله , 3 أصحابي و 2 أصحاب عامر الله يرحمه وحسان وعدنان وعبد الإله و عمي أبو جاسم والعاشرة سيارتنا ..
رفعت نفسها وسلمت على خده وهي تقول : الله لا يحرمني منك ..
وبدون تفكير تلمست لحيته الناعمه بحب وهي تطالع فيه بامتنان , اختنق صوته من مشاعره وحس بالغصة ترجع له فحط يده بتحيه عسكرية عند جبينه بصمت يعني مع السلامة وخرج , خرج بعده أبو جاسم بعد ما وصى كل بالثاني ..
من انقفل الباب تحرك جاسم وراح لباب يطل على الصالة دخل منه وصكه وراه , وقفت لدقايق مكانها من دون حركة ~ أكيد دحين بيخرج , يمكن عنده شي , يا ترى اش بيقول ؟؟ اش اللي صار بعد ما خرج من الشقة ؟؟ اش فيه مو شكله طول ؟؟ لا أكيد دحين بيخرج ~ لمن مرت دقايق ثانية وهي واقفة وسط صممممت يسبب صفير في إذنها طالعت يمين ويسار وزفرت وهي تقول : بدأنا الليلة الطويييييييييييييييلة ..
تحركت وهي تجر فستانها جر , فتحت أول باب قابلها على اليمين لقيته حمام , دارت لوحدها متجنبة الباب اللي دخل منه جاسم , كانت الشقة حلوة ومؤثثة بذوق راق , مجلسين وصالة فيها رفعة من درجتين فوقها الأنتريه ومطبخ واااااااسع فيه طاولة طعام حلوة وحمامين وغرفة النوم بحمام خاص والغرفة اللي دخلها جاسم , وقفت في الصالة للحظات وبعدين قالت بغيض : طيب قولي روحي الغرفة , أنا أكره هالتجاهل والصمت , ذكرني بعمير.... الله يرحمه ..
وسكتت وهي تتذكر عمير اللي صلوا عليه غيبيا وما أحد يعرف مصيره , ترحمت عليه وهي تتذكر إنه إذا زعل يلتزم الصمممممت وهي كانت تكره هالشي فيه , ما عليها من اللي يعصب أو يستهزأ لكن الصمت يخليها تاكل في نفسها , نفضت أفكارها عن عمير و انتظرت شوي و لمن شافت إنه ماله نية يطلع من الغرفة المجهولة دخلت غرفة النوم وغيرت ملابسها بثوب حلو ناعم و توضت وصلت ركعتين , هو صح كان من السنة إنه يئمها لكنه مهو موجود فصلت لوحدها , وجلست على السرير بصممممت , قامت لمن حست بالجوع وراحت للمطبخ وخرجت تفاحة من الثلاجة وهي تقاوم الكيك والعصيرات اللي مملية الثلاجة وجلست في الصالة , أكلت التفاحة وهي تحس نفسها في حالة تبلد إحساس , غسلت يدينها ورجعت جلست وهي تطالع في السقف المزخرف , وبعد فترة طويلة انتبهت للي هي فيه ~ أنا اش قاعدة أسوي ؟؟ معقولة أنا عروسة وهذا بيتي وقاعدة فيه كإني عايشة فيه سنين , الله يسامحك يا جاسم ~ قامت ورجعت لغرفة النوم ..
جاسم كان منسدح على كنب غرفة التلفزيون وهو يقاااااااااوم رغبته إنه يخرج , لازم يوريها اش عقاب اللي يستهزئ فيه ويكذب عليه , ومن دون ما يحس غاص في النوم اللي ما ذاقه من زماااااااان ..


**********************


عمر قام يصلي قيام الليل ويدعي إنه ربي يسهل أمورهم , وكان كل بعد ركعتين يطالع في الجوال يبغى يتصل عليها يتطمن ويتراجع لأنها أكيد مشغولة مع زوجها ~ يكون اعتذر لها على اللي صار وطيب خاطرها , ولا حاط كإن الموضوع ماصار وجالس معاها , هي فرحانة ولا لا ~ , وما خرج من أفكاره إلا على صوت المؤذن , قام توضأ مرة ثانية وراح للمسجد ..


*********************


نطت العنود من كنبة الصالة وقالت بصوت تعبان وهي تفرك عيونها المنفخة من كثر الصياح : الأذاااااااااان , الحمد لله ..
وراحت تتوضأ , قالت هدى : ياليتك تنطين لكل فرض زي كذا , ضحكت الهنوف وقالت : زين اللي ما نامت , العادة بعد كل زواج تتكسر يديني وأنا أصحيها الفجر وما تقوم ..
تنهدت هدى براحة وقالت : أخيرا انتهى اليوم اللي من زمان أستناه ..
لبست العنود شرشف الصلاة وهي تقول : انتهى بالنسبة لك وبدأ عند الضعيفة أزهار , والله شفقانه عليها , شفتي شكل جاسم اليوم كيف , يطالع بنص عين , مو عاجبه شي ..
قالت الهنوف بدفاع : حرام عليك كان شكله مرهق ..
زفرت وقالت : باين مرهق , خلينا نصلي لا آكل جيفته دحين من كثر الحش ..
قالت هدى وهي تطالع في الهنوف : بنت , أختك متغيرة ولا يتهيأ لي ..
ابتسمت الهنوف وقالت : إلا متغيرة , صايرة أأدب ..
مسحت هدى على شعر البندري اللي نايمة على فخذها وقالت : حتى هذي الضعيفة متغيرة , صايرة أنحف وما عاد هي حيوية زي عادتها ..
قالت تطمن أمها : لا هنا عاد يتهيأ لك , مابها إلا العافية إن شاء الله ..


*************************


صلت صلاتها وترددت عند الباب تدقه ولا لا , ولمن شافت إن الإقامة بدأت دقت الباب , دقت مرة ثانية ولمن مارد قالت : جاسم الصلاة بدأت ..
لا مجيب , فتحت الباب بشويش لقيت نفسها قدام غرفة فيها مكتب كمبيوتر وكنب حلو نايم جاسم في أطولها و تتوسط الجدر المقابل للكنب مكتبة تلفزيون كبييييييير تحته أجهزة كثيرة , كان نايم بثوبه وجزمته , سحبت نفس ونادته كذا مرة , ما تحرك ولا بوصة , هزته من كتفه وبعدت ورجعت هزته وبرضو لا مجيب , جلست تحاول بشتى الطرق وما فاد , زفرت لمن سمعت صوت الإمام وهو يسلم وسابته وخرجت ~ معقولة هذا كله نووووم , لا يكون مات ؟؟ لاااااااا كان يتنفس زين وانتي شفتيه , يكون هذا كله تهيؤ ~ توقفت لمن دار بها هالخاطر ورجعت حطت يدها عند وجهه لقيته يتنفس , لفت بوزها وخرجت للصالة , جلست تقرأ قرآن كعادتها بعد الفجر وهي تقول بداخلها ~ خليه يموت برد , ومكسر من التعب كمان , يستاهل ~ لكنها بعد فترة عرفت إنه قلبها ما يطاوعها , راحت للغرفة وسحبت لحاف السرير وغطته به و فصخت جزمته وراحت تنام بعد ما لقيت مخزن صغير في المطبخ فيه لحافين جديدة ..


*************************



يوم الخميس 3 / 6 / 1427 هـ ..
الساعة 4.15 العصر :
في شقة جاسم وأزهار :

: السلام عليكم ورحمة الله , السلام عليكم ورحمة الله ..
زفرت أزهار وقالت بقهر وهي حاطة يدينها على خصرها : وبعدييييييييييين ..
طالعت في ساعة الصالة اللي أشرت على 3.45 دقيقة العصر , هذا ثالث فرض يفوته , من صحيت على الظهر ما نامت , ما صحته الظهر لأنه الصلاة كانت مخلصة لمن قامت لكنها صحته للعصر و برضو ما قام , مسكت جوالها اللي لقيته في درج من أدراج غرفة النوم وجلست تقلب فيه , هو زي ماهوه ما سوا فيه شي , اش صار أمس ؟؟ انتفضت لمن دق جرس الباب , طلت مع العين وابتسمت لمن شافت سيتي , فتحت الباب وقالت : أهلا سيتي ..
ضمتها سيتي وباركت لها وهي تقول : أزهاااااار أروووووسة ...
ودخلت صينية كبييييرة مليانه أكل وحطتها في المطبخ وراحت , جلست أزهار مربعة فوق كرسي طاولة الطعام وبدأت تفك القصدير وتشوف الأصناف , ما خلت هدى شي على قلبها ما حطته , سمبوسة وسلطات ورز عربي وجلي وكريم كارميل , وكان وسط الصينية بطاقة , فتحتها وضحكت لمن شافت العنود كاتبه (( مطعم هدى للمأكولات الشعبية , توصيل منازل للعرسااااااان وكاتبه تحته رقم الفيلا و رقم جوالها )) وورى الكرت كاتبه (( إذا شفتي واحد حليوة أعطيه رقمي ها )) حطت الكرت في جيب تنورتها الجنز وهي تقول : الله يقطع شرك ..
ومسكت الملعقة وقامت تاكل وهي ماهي ناوية تستنى الأفندي إلين يصحى ويبرد الأكل ويصير ماصخ ...
فتح عيونه دفعه وحده , شاف الغرفة مفتحة أنوارها والباب مصكوك , طالع في ساعته و نقز من مكانه بصدمة لمن شاف الوقت 4.30 ما تخيل إنه حينام هالنوم كله , رن في عقله ~ أزهااااااااااااااااااااااااااااااار ~ بعد اللحاف اللي ما انتبه لوجوده لوهلة وسؤالين تتوارد لعقله ~ اش سوت لوحدها ؟؟ و اش صار لها ؟؟ ~ أول ما شاف اللحاف وجزمته زاد شعوره بالذنب , خرج ودور عليها , ولمن مالقيها في الغرفة ومالقي عبايتها ولا فستانها خاف إنها اتصلت بعمر وجا أخذها ولا شي زي كذا , سمع صوت في المطبخ راح بسرعة ووقف عند الباب لمن شافها تاكل باستمتاع ~ هنا , هنا , الحمد لله ما راحت ~ حس براحة فضيعة غاظته , فتحرك عشان يرجع لغرفته ..
مسكت الكريمة بعد ما خلصت غدا وأكلتها , حست بشي غريب فلفت وجهها , لقيت جاسم متكي على الباب ويطالع فيها وهو رافع حاجب , انشرقت بأكلها , حطت الصحن على الطاولة وهي تحاول تسترجع نفسها , من وسط كحتها شافت شي أسمر قدام وجهها رجعت راسها على ورى فقال وهو يصك فمها بيده : تنفسي من خشمك يالهبلة ..
بعدت يده بضربة وصكت فمها وهي تكح وتحاول تتنفس من خشمها , حست إنها بدأت تسترجع نفسها المخنوق , طالعت فيه وقالت بصوت مبحوح : كله منك ..
~ ماني هبلة ~ طنشها وراح يغسل يديه وهو يقول : ربك ما يعطي إلا مستحق ..
حزت في نفسها حركته رغم بساطتها , ~ اش قصده يوم يغسل يده , قرفان , مالت عليه ~ لفت وجهها عنه وخرجت , جلس على الطاولة ومسك ملعقة نظيفة وبدأ ياكل , حس بوجودها فرفع راسه لقيها عند الباب , قالت بحزم : لا تنسى تصلي الفجر والظهر والعصر كمان ..
وخرجت مرة ثانية , نفخ هوا من فمه بشبه ضحكه وهو ما فحاله يضحك وكمل أكل وعقله يسترجع صورتها وهي تاكل , ليه ما قدر يروح الغرفة وجلس يتأملها وهي تاكل , كان في وجهها بهجة غريبة , لمن لقي نفسه يفكر فيها زاد غيضه فأكل بسرعة وقام غسل يدينه وخرج ..
لقيها جالسة في الكنبة وهي ماسكة مجلة كان جايبها أثناء التجهيز , تجاهلها ودخل غرفة النوم , لبس ثوب جديد وشماغ وخرج , رمى الظرف اللي أعطاه أبوه له وقال : بكرة الصباح رايحين ماليزيا , هدية أبوية , جهزي شنطتك وشنطتي ... لاااا تحطين يدك فيها ..
وخرج وصفق باب الشقة وراه , طالعت في الظرف وطالعت في الباب وحست بدمها يغغغغغغلي , رمت المجلة ومسكت جوالها وكتبت رسالة طويييييييلة له ورجعت خزت الشيطان ومسحتها , وهي تصرخ بداخلها ~ أزهاااااااااار
رجال الإطفاء ما يكافحون النار بالنار ~ لازم تكون الطرف الهادي ولا حتتحول حياتهم جحيييييييييييييييييييم , لفت بوزها وقالت : ضربني وبكى سبقني واشتكى ..


*********************


هذي المرة الأربعين اللي تدق عليه , رمت الجوال على السرير فانزلق منه وطاح من الجهة الثانية من قوة الرمية وهي تصرخ : والله ما أصيح ..
مسحت عيونها اللي بدأت تدمع , وخرجت من الغرفة وطالعت في ساعة الصالة بضيق , 12.30 مو معقولة سايبها من الساعة 5 العصر على الآن , 7 ساعات ونص وهي تدور زي المجنونة , مو كافي مهي قادرة تفتح التلفزيون اللي تفاجأت بالقنوات الخليعة اللي فيه , ومهي قادرة تتصل على أحد عشان ما يسألونها فين جاسم وتضطر تقولهم إنه مو موجود , رجعت للمجلة الشعرية اللي قرتها غصب عنها واللي حفظت كل مقال فيها , كان صوت عقارب الساعة يزيييييييد توترها , مسحت عيونها وقالت : والله ما أصيح , الزفت , الدب ..
كانت في البداية مقهورة منه و منغاضة وبعدها تحولت مشاعرها للبرود وبعدين بدأت تفكر بروية في اش حتسوي في المستقبل القريب والبعيد ولمن حست إن الوقت طال اعتراها قلق وخوف وقامت تدق على جواله , كانت مشاعرها تتنقل مابين القهر وهي تتخيله مطنشها ومو مهتم وبين الخوف إنه صار له شي وهي مهي عارفة شي , تقلب مشاعرها كان يعذبهاااااا , صوت المفتاح وهو يدور في القفل نسف كل أفكارها وجمد مشاعرها وهي تلتفت للباب , شافته داخل بهدوء , فتحت فمها بتتكلم ولمن شافت الدم مغطي وجهه وثوبه صرخت وهي تغطي فمها بصدمة , طالع فيها وصك الباب ولا كإن شي صار , قالت بخوف وهي تتقدم منه : بسم الله عليك , اش فيييييييه ؟؟
قال وهو يمسح فمه بطرف يده : ولا شي ..
مدت يدها بعفوية بتسنده لكنه بعد هنا وتحرك لغرفة التلفزيون , تقدمت منه ووقفت قدامه وقالت بصوت حاد : وجهك كله دم , تكلم , صار شي ؟؟..
زحفها بيده بخشونة وهو يقول بعصبية : و خخخخخخخخري ..
بلا شعور كورت يدها اليمين و ضربته بكل قوتها على كتفه بقبضتها , كانت مقهوووووورة منه من قلب , فرصع عيونه فيها وهو مهو مستوعب إنها مدت يدها وفتح فمه بيهاوش لكنه انصدم لمن شافها تطالع فيه بعيون غرقانة دموع , قالت بصوت مخنوق : روح لغرفتك وصك الباب ولا تطلع إلا بكرة ساااااااااامع , ولا أوصيك إنزف إلين تموت لكن حسك عينك توصخ الكنب الجديد عشان ما فحالي أغسله ..
وتحركت من جنبه لو مو تعبان كان ضحك من قلبه على كلامها وما يدري ليه مسك ساعدها , قبل ما تلتفت له سحبها لحضنه , ضممممها بقوووة وهو يحس براحة فضيعة من قربها , تصنمت أزهار في مكانها و حست بقلبها ينبض بعنف وسط صدرها , بعدته عنها وهي تحس وجهها حار من الخجل وقالت ببرود مصطنع وهي تخفي خجلها : لا توصخني ثوبك كله دم ..
زفر وقال وهو يمسك يدها عشان ما تروح : جيبي موية ومنشفة و أي مطهر من الصيدلية ..
سحبت يدها وراحت للحمام اللي جوة غرفة النوم , هي جلست من كثر فضاوتها تعيد ترتيب الأشياء حسب مزاجها , فتحت الصيدلية وهي تفكر باللي ممكن يكون صار وجابت الأشياء وراحت لغرفة التلفزيون , لقيته منسدح على الكنبه بعد ما غسل وجهه , حطت الأشياء على الطاولة وقالت بهمس : جاسم ..
فتح عيونه وجلس وهو يكتم أنينه , مدت يدها و لمن جات بتمسح له سحب المنشفة وقال بخشونة : أنا أمسح ..
وقام للمراية وبدأ يمسح لنفسه ويحط المطهر واللصق , شاف انعكاسها
في المراية , كانت تطالع فيه بخوف وتوتر , سب قلبه اللي رجع ينبض بقوة وقال بقسوة : واقفة ليه ؟؟
لمت بوزها وقالت بطفش : قاعدة أستنى نتيجة العملية ..
لف عليها وقال : تنكتين انتي ووجهك ..
~ يا ربيييييييييييي على البزران , صدق الرجال بزران كبار ~ طنشته وهي تمد يدها , قال وهو رافع حواجبه : ما عندي فلوس , روحي اشحدي عند المسجد ..
قالت باستنكار : جاسم والله فايق , هات الثوب شكله يخرع بالدم اللي مغرقه ..
لمن فصخ الثوب قدامها حست بإحراج غريب لكنها دارته وهو يعطيها اياه بعد ما خرج جواله ومحفظته , سحبته بسرعة وخرجت , انسدح على الكنبة وهو يطالع في فنيلته وسروال الثوب اللي برضو معدمة و فتح جواله لقي 40 مكالمة لم يرد عليها وكلها من (( البلشة )) , صكه وهو يفكر بعمق , جات له بعد فترة وقالت بهدوء : جهزت لك مويه دافيه في الحمام و ملابس ومنشفة , روح تغطس فيها شوية عشان ترتاح ..
كانت تتكلم كأن هالشي عادي ولمن شافته يطااااااالع فيها ما قدرت تمنع حياها وهي تبعد عيونها عنه , قام وراح للحمام , استرخى في البانيو شوية وغير ملابسه وخرج , أول ما شاف جوالها على الأرض رفعه وطالع في آخر مكالمة صادرة , حس بمشاعر غريبه وهو يشوف ( زوجي المزاجي ) أمس كانت مسميته باسمه ( جاسم ) واليوم غيرته , حط الجوال على الكومدينه وخرج يدور عليها , كان يحس برغبة قوية إنه يشوفها , لقيها واقفة سرحانه عند باب الحمام و الغسالة شغالة , ابتسم وتحرك بخفه إلين قرب منها , قال بشويش : بوو ..
شهقت وهي تسمي , قال بتريقة : جلي انتي كل ما سمعت شي انتفضتي ..
طالعت فيه بعتاب شديد , صح كلمها وكلمته لكنها لا يمكن تنسى فيه اللي سواه فيها ليلة ويوم زواجها , قال باختصار بارد وهو حاس بنظرة عتابها تحرق قلبه بشكل ما توقعه : نص هذا الدم دم عبد الرحمن ..
فرصعت عيونها بصدمة وهي تشهق و تحط يدها على موضع قلبها , مد يده ودخل اصباعه في عينها وهو يسأل : هي عينك رمادية من ربي ؟؟..
صرخت بألم وهي تضرب يده وتغمض عينها اللي بدأت تدمع من الحرارة وقالت بعفوية : قلعت عيني يا متوحش , أشوف ..
ومسكت يده تشوف اصباعه بتتأكد عينها معاه ولا لسه في مكانها , سابت يده و قالت : أشوه , لسه في مكانها , على بالي لصقت في اصباعك ..
ودخلت الحمام تطالع فيها في المراية , تأملها بابتسامة هادية , حس بغيض من شعور السلام اللي صار يحسه فجأة وهو بقربها , لفت عليه وسألت وهي تطرف بعينها : قتلته ؟؟
انصدم من سؤالها المفاجئ الغير متوقع فقال : نعم ..
قالت بخوف : سويت شي له , قصدي قتلته ولا فلعت راسه بحديدة ..
كتف يدينه وقال : مالك دخل ..
قالت بعصبية غير معهودة وهي تحط يدينها على خصرها : لا ليه دخل , أنا ما أحب المشاكل وإذا كنت بأصير زوجة واحد مسجون في قضية قتل عشان الثار قولي من دحين ..
قال بهدوء وهو يضحك بداخله على تشبيهاتها : أدبته بس عشان ما يفكر ينفصل عن البندري قبل ما يصلح غلطته وعشان ما يفكر يسويها مع وحده غيرها , أنا كنت بأسوي هالشي من وقت لكن قلت خليه بعد الزواج بلا فضايح بلا هم ..
ضحكت و قالت بابتسامة راحة : لا إذا على كذا بس يستاهل , وياليت تكون أدبته زييييييييين ..
ذابت ابتسامتها وهي تشوف نظراته الغريبة لوجهها , سألت بخوف : عيني فيها شي ؟؟
سؤالها خلاه ينتبه إنه جالس يتأمل ملامحها الهادية اللي لأول مرة يكتشف إنها حلوة , قال وهو يعطيها ظهره : أنا رايح أجهز شنطتي ..
تمتمت لنفسها وهي تشوفه يدخل الغرفة : حمار فجعني , هذا كله الوقت رايح يأدب عبدالرحمن , بلطجي متوحش , هذا ذبح بقرة مو آدمي , بس صراحة يستاهل عبد الرحمن لو أنا كان قتلته ..
حطت الملابس في النشافة ونشرتها على طاولة النشر اللي لقيتها في المخزن , ولمن راحت للغرفة لقيت شنطته مصفوفة جنب شنطتها وهو منسدح على السرير ~ مانام في غرفة التلفزيوووون ~ رجعت على ورى على طول وهي تحس بخجلها يرجع , جلست تلهي نفسها في الصالة إلين تأكدت إنه نام وراحت نامت عند طرف السرير وهي تفكر بيومها الغريييييييييييب اللي لا يمكن يصدقه أحد ..


**************************


تم بحمد الله الفصل التاسع ..


تقرءون في الفصل العاشر دروب الحياة ..

........... فتح نص عينه و همس بسخرية : خير , اش عندك قاعدة تطالعين ؟؟.............

.............. مررها على رقبته وشد أطراف شعره الطويل وهو يحس برغبة مجنونة وصرخ بقوة : خرجونيييييييييييي آآآآآآآآآآآآآه ................

........... يكون في علمك قررنا أنا وأمي نخطب له من دون شوره ونحطه تحت الأمر الواقع .........

........... غمضت عيونها وقالت : وجع حتى في أحلامي جاي ........
.
.
.
.
.
.

اسير الصمت
09-06-2012, 02:56 PM
الفصل العاشر : دروب الحياة ..




نتوه دوما في دروب الحياة ..
عندما نصر أن نسير وحدنا بلا أهداف ..
تماما كسفينة بلا ربان أو ملاح ..
تسوقنا أقدامنا إلى طرقات لم يطأها قبلنا إنسان ..
عتمة وظلام ..
ودرب بالشوك ملأن ..
قد نجد ما نريد في نهايتها بعد هوان ..
وربما
لن نجني منها إلا الخواء ..
عندها سنضطر للعودة
وسنبدأ بالمسير دربا من جديد ..
ظلام آخر وعتمة أخرى ..
قف مكانك
انظر حولك
لم لا نضع دربا أمامنا
نمسك مشعل الإيمان بيد
واليد الأخرى نمسك بها يد إنسان ..
أما , أبا , أخا , صديقا أو حتى أحد الجيران ..
سنشعر حينها أن الدرب صار كالجنان ..
نور ودفء وقلب خال من الأحزان ..
هذه هي سنة الحياة ..
نحن نختار دروبنا ..
مظلما كان أو بالنور وضاح ..
نحن نقرر مصائرنا بأنفسنا ..
جحيما صيرناه أو إحدى الجنان ..
نعم ..
نحن من نهدم أو نبني عالمنا ..

اسير الصمت
09-06-2012, 02:59 PM
الجمعة 4 / 6 / 1427 هـ :
في فيلا أبو جاسم بعد صلاة الجمعة :


قالت العنود وهي تسلم على سحر : والله بتوحشيني ..
زفرت سحر وقالت بابتسامة حزينة : انتي أكثر , صراحة استانسنا بالجلسة معاكم , يلا إن شاء الله نتقابل قريب في المدينة ..
لفت العنود بوزها وقالت : وليش رايحين مادام بتنزلون قريب , كملوا عندنا ..
: أمي مصرة عشان سمر ..
: ما صارت , الناس نفاسها أربعين يوم ويموت الرجال ويحيا وانتم 60 يوم , اتقوا الله في الضعيف ...
ضحكت سحر وضربتها وهي تقول : اشلك دخل ؟؟ إحنا بنات الـ .. لازم نكمل 60 يوم , 40 يوم اش تسوي ؟؟
حطت يدها على خصرها وقالت : طيب فهمنا يالأميرات انتم , شوفي من تقررون تنزلون من الرياض أعطيني خبر وأنا أبدأ زننننن على راس أبوية عشان نروح المدينة ونلحقكم أو نروح مع بعض ..
ضحكت الهنوف لمن سمعتهم يخططون بحماس للمدينة وقالت : هي , انتم رايحين المدينة عبادة ولا عشان الجمعة واللعب ..
قالوا مع بعض وهم يلتفتون لها : الإثنين ..
وبلا مقدمات افترقوا بسرعة , مسكت سحر غصن شجرة الزينة ولمست العنود خشب الكنبة , صرخت العنود بفرح وهي تنط : أنااا أول ..
قالت سلافه وهي مستنكرة حركاتهم : انتم لسه في لعبة مين يمسك الخشبة أول , ترى كذبه , مو شرط اللي تمسك الخشبة أول تتزوج أول ..
رمتها سحر بنظرة طفش وقالت تقلد صوتها المدلع : من جـــد , على بالي حقيـــقة ..
وكملت بصوتها : عارفين إنها خرافات إحنا ما خذينها لعبة ..
جات أمهم وقالت : اشششششش , تتهاوشون قدام الناس ..
قالت سلافة وهي تحط يدها على كتف أمها : no mamy إحنا نتناقش ..
مالت العنود على سحر وقالت من بين أسنانها بهمس : غثياااااااااااان , ذكرتني بعبدالرزاق ..
حطت سحر يدها قدام فمها وهمست وهي تطالع في سلافة : إش رايك نجوزهم لبعض ونفتك ؟؟
شهقت العنود وقالت : الله يقطع شرك غثيث وغثيثة اش بيجيبون عيال ؟؟ يلوعون الكبـــد ..
قهقهت سحر وقالت : الله يقطع شرك انتي , صدقت السالفة !!..
جاتهم الشغالة وخبرتهم إن الرجال ينادون , من تفرقوا راحت العنود جري لطاقة غرفتها وقالت وهي تشوفهم يركبون السيارة : بندر البنات رايحات تعالي شوفي ..
ما تحركت البندري من سدحتها على السرير , صكت العنود الستارة وراحت لها وقالت : بندر اش فيك ؟؟
مسحت البندري دموعها وقالت : ولا شي , تعبانة من الجواز ..
مسحت على شعرها وهمست بحب : ما تبغين تقولين لي اش فيك ؟؟
هزت راسها بلا ودست وجهها في المخدة , زفرت و لحفتها , طالعت فيها شوية وباست راسها وتحركت خارجة , صكت النور وقالت بمرح مصطنع : شويه بس أخليك ترتاحين وأرجع أجرك من السرير غصب عنك ..
ومن صكت الباب تغيرت ملامحها للألم , كانت تحس نفسها زي العاجزة اللي مهي قادرة تسوي شي أكثر من التفرج على أختها اللي واضح تماما إنه فيه شي كبير صار لها , أول ما لمحت أمها ابتسمت وقالت : ماااااااااماااااااااااا , متى بيجون جاسم وأزهار ؟؟
ابتسمت هدى وقالت وهي تتحرك لغرفة نومها : ما أدري ..
لحقتها العنود وهي تسأل : طيب كم يوم بيقعدون في ماليزيا ؟؟
لفت عليها وطالعت فيها بعتاب وقالت : كمان ما أدري ..
وتحركت متابعة مشيها لغرفتها , سألت العنود وهي متابعة ملاحقتها : بيركبون سياحي ولا ..
قاطعتها أمها وهي تلف : عنوووووووووووود ..
ودخلت الغرفة , لفت العنود بوزها وهي توقف في مكانها وسط الصالة وقالت بصوت عالي عشان تسمعها أمها : مافي ديموقراطية في هالبيت ...
قالت أمها من جوة الغرفة بعصبية : اش دخل الديموقراطية دحين , انتي كل شي حطيتيه على الديموقراطية , احفظي كلام من اللي ينقال في الأخبار من دون ما تفهمينه وتعالي اصدعي راسنا به ..


*************************


دخل غرفة النوم بعد ما رجع من الصلاة وشافها نااااااااايمة , رفع حواجبه وهو يقول بداخله بغيض ~ هذي اللي صدعت راسي قبل الخطبة تصحيني عشان ألحق بيضة وأعطتني محاضرة طويييييلة عريضة عن صلاة الجمعة و أهميتها , أول مرة أشوف عروس تعطي زوجها محاضرة من ثاني يوم ~ تقدم من السرير وهو ناوي يزعجها زي ما أزعجته و تصنم عند طرف السرير لمن شاف وجهها المغطى بخصلات من شعرها , تأملها للحظة وهو يحس أفكاره غير مستقره على شي معين , مد يده وبعد الخصلات وحطها ورى إذنها , تأمل وجهها الهادي المزين بزينه خفيفه ودنق عليها وباس خدها وهو يحس نبض قلبه يتسارع , بعد عنها على طول وهو متوقع تصحى وابتسم لمن شافها غاااااايصة في نوم عميق , لمن انتبه للي يسويه زفر بضيق , كان يحس تضارب في مشاعره المحمومة , من عرف براءتها وهو يشوف كل شي منها حلو وفي نفس الوقت في شي ينفره منها , لفت وجهها على الجهة الثانية وهي تتنفس بعمق وشكلها مستريييييح في نومها رغم إنها لابسة تنورة شمواه بلون البنفسج المحروق وبلوزة زيتي فيها رسومات من نفس اللون , من قهره من اللي يحسه نحوها قال بصوت عالي : أزهاااااااار ..
نطت من مكانها وجلست تطالع بعيون زايغة وهي تمسد شعرها بخوف , مسك ضحكته وقال ببرود : صليتي يا ست هانم ؟؟
طالعت في ساعتها وقالت بهمس خجول وهي تحاول ترتب شعرها المبعثر : ها , استغفر الله , لا لسه , ما أدري كيف نمت , دحين أقوم ..
لمن حس إنه شوي ويضمها بكل قوته لصدره , قال بعصبية : طيب تحركي بسرعة عشان يمدينا نلحق نسلم على أهلي ونروح المطار ..
قامت وهي تقول باستنكار : طيب لا تهاوش ..
وراحت للحمام , تبعها بعيونه وهو يبتسم , ولمن لفت تدور على أشياءها اللي جهزتها مسح الابتسامة من وجهه وطالعها ببرود , كشرت في وجهه ودخلت الحمام , ماااااااات ضحك على حركتها , لكنه بينه وبين نفسه أصر إنه يستمر على جموده قدامها ..


***********************

نفس اليوم :
بعد صلاة العصر في جدة :
في فيلا أبو جاسم :

: أزهارو , اش سويتي أمس ؟؟ أشوف أخويه مصفع ..
شهقت أزهار بصدمة لمن غمزت لها العنود ودنقت راسها وطالعت في الأرض الرخامية وهي تحاول تنطق بحرف , ضحكت العنود وقالت : وااااااااي ما أقدر تستحييييييييييييييييي ..
رفعت راسها وفرصعت عيونها في العنود من دون ما يشوفها أحد وأشرت على رقبتها يعني بأذبحك , قالت الهنوف وهي تضرب العنود بخفة : بنت يا وصخة , سيبيها في حالها ..
ضحكت أزهار اللي خف إحراجها وقالت وهي تقرص فخذ العنود : يا قليلة الأدب انتي وتفكيرك الوصخ ..
حكت فخذها بتوجع وقالت : كنت أتكلم حسب الدلائل الظاهرة ..
ضحكت وقالت : مررررة , المحقق كونان على غفلة ..
: أزهار ..
التفتت له وهي تحس قلبها يضرب بقوة فضيعة , قال بهدوء : يلا , حنتأخر ..
رجع لها حياها مرة ثانية , هذي أول مرة تكون معاه وقدام أهله وهي زوجته بالمعنى الحقيقي للكلمة , قامت وتنحنحت عشان تضيع حرجها و قالت : دقايق بس , عن إذنكم ..
ولفت على أختينها وقالت : البندري في غرفتها ؟؟
هزوا روسهم وتبعوها وهي طالعة لفوق , طالعت العنود في بلوزة أزهار من ورى , كان فيها فتحة مثلثة كبيرة توصل بين أطرافها حبال على شكل ضرب ولابسة تحتها بدي , دخلت اصباعها وحكت ظهرها وهي تقول : عساك لابسة البدي عند أخوية ..
ضربت أزهار يدها وقالت بحرج : مالك دخل ..
هزت حواجبها وقالت بصوت خبث : ترى حلوه فتحات التهوية لها وقع خـ...
شهقت الهنوف وضربتها وسدت أزهار أذانيها المحمرة من الخجل وقالت : ما أبغى أسمع ..
طالعت فيهم باستهزاء وقالت : يعني يعني تستحون , ما قلت شي , كل اللي قلته ..
قاطعتها الهنوف : انتييييييييي فضيييييييعه , قلنا ما نبغى نسمع ..
أشرت على دقنها وغمزت بعينها وهي تقول : إن ماجيتوني بعد فترة تبغون دروس خصوصية ما أكون أنا عنيدي , لكن إحلموااااااا ...
قالوا مع بعض : مستغنين ..
وكملت أزهار وهي تدخل الغرفة بعد ما دقت الباب : أبغى أكون لوحدي معاها ..
ودخلت راسها وقالت بمرح : بندوره ...
كانت الغرفة مظلمة تماما رغم إنهم في وقت العصر , صكت الباب وتحركت للطاقة الكبيرة , بعدت الستاير وفتحت الطاقة على مصراعيها , ولفت على سرير البندري ونطت فوقه , ما تحركت البندري رغم اهتزاز السرير , حبت أزهار إلى عندها وقالت وهي تبعد اللحاف : بندريييييييي ..
كانت مغمضة عيونها لكن باين إنها مهي نايمة , زفرت أزهار وانسدحت على المخدة جنبها وطالعت في السقف وهي عاقدة يدينها على صدرها , لحظة صمت سادت المكان ما اخترقه إلا صوت العصافير اللي راجعة بيوتها , همست : إلى متى بتحبسين نفسك ؟؟ شهر , شهرين , سنة , سنتين ؟؟ هذا كله ما بيفيدك , بالعكس بيزيد حالتك سوء ويزيد القيل والقال ..
لفت على جنبها اليمين وطالعت في وجه البندري اللي كانت الدموع تسيل من فوق أنفها وتختلط بدموع عينها الثانية , رحمت أزهار حالها , مدت يدها ومسحت دموعها وهي تهمس : خلاص يا قلبي لا تبكين , أنا نفسي أعرف انتي ليش تبكين ؟؟ الدموع ما بتغير اللي صار , صح ولا لا ؟؟ المهم تكون تعلمتي درس منها , بدل ما تقضين يومك في السرير تندبين حظك وتلعنين غبائك قومي سوي نشاط , روحي لماما وحاولي تخدمينها هي وبابا لأنه رضى الله من رضى الوالدين , قومي توضي وصلي ركعتين كل ما حسيتي بضيق وكل ما زادت همومك ..
ومسحت شعرها بحنان وهي تكمل : ابكي بين يدين ربي وصيحي تفريطك في حقه وحق نفسك , توبي لله توبة حقيقية وأنا مؤمنه إنه بيفرج همك , ربنا رحيم يغفر الذنوب جميعا , انتي دحين ما انتي مستفيده شي من اللي قاعدة تسوينه ..
فتحت فمها المرتجف وهمست بصوت مخنوق : أرسل لي رسالة يقول إنه بيفسخ الخطبة وإنه ما يبغاني عشاني بايعة نفسي وكتب كلام كثير كله سب وذم ولمن اتصلت عليه ما رد على اتصالاتي عشان كذا أخذت جوالك و..
: شششششششش ما له داعي هالكلام كله , انتي عارفة أمس راح له جاسم وكسر وجهه تكسير وهدده لو فكككر يسيبك بيقتله , شكله الرجال عارفين بعض , كان حاس إنه خسيس و بيسوي هالحركة ..
فتحت عيونها وقالت بلهفة : جاسم ؟؟
ابتسمت أزهار وقالت : صح غاضب عليك ويتمنى موتك , بس خايف عليك ويدور مصلحتك ..
طالعت فيها البندري بنظرة غريييييييبة وضمتها بقوة وهي تصيييييح بحرقة , ضحكت أزهار وقالت : ما قلنا خلاص ماله داعي الصياح لأنه ما بيقدم ولا يأخر ..
انفتح الباب بعد شوية ودخلوا منه الثنتين , استغربت الهنوف شكلهم وهم حاضنات بعض على السرير وشهقت العنود وغطت وجهها وقالت بطريقة مسرحية : لااااااا , لاااااااا , صدمتوني , يا حبيبي يا جاسم زوجته طلعت ..
ضربتها الهنوف بكل قوتها على راسها قبل ما تكمل وهي تصرخ : ياااااااااااااااا وصصصصصصصخه انتي وتفكيرك القذرررررررر ..
ماتوا ضحك على العنود اللي مسكت رقبتها اللي طقت من قوة الضربة وهي تقول بوجع : الله يقطع شرررررك طقيتي رقبتي يالمتوحشة ..
جاتهم نور وقالت لهم إنه بابا جاسم بيروح , قامت أزهار وقالت : لازم أمشي ...
حست بيد البندري ترص على ذراعها , التفت لها وابتسمت وهي ترص على يدها وهي تقول : انتبهي لنفسك ..
وخرجت ونزلت وهي تودعهم وتوصيهم على أبوهم وأمهم وعلى أنفسهم ونزلت وسلمت على أمها اللي جلست توصيها على نفسها وعلى جاسم , وهي تلبس عبايتها عند الباب قالت للعنود والهنوف : الله الله في البندري , لا تسيبونها لوحدها , وإذا شفتوها رجعت للسرير وحالة الكآبه حاولوا تفرفشونها ..
قالت العنود وهي تحط يدينها على خصرها : يا سلام وأنا ليش ما وصيتيهم علي ..
رمتها بنظرة وقالت بحده و الهنوف فاطسة ضحك على ردة فعلها : انتي , انتي ما شاء الله ماخذه حقك بزيادة ما يحتاج أوصي أحد عليك , المفروض أحذرهم منك ..
زفرت العنود وقالت : طيب فهمنا , المهم ..
وابتسمت ابتسامتها الخبثة وهي تقول : اسمعي إذا جلستي في الطيارة حطي نفسك خايفة وامسكي يده و اتدلعي على صنم بوذا اللي معاك هذا عل وعسى يحس ويتحرك ..
حطت أزهار يدينها على خدودها المحمرة وقالت للهنوف : البنت هذي بتجيب أجلي بكلامها ...
زفرت الهنوف وقالت العنود وهي تدقها : اسمعي الباقي , حطي نفسك ما تعرفين تصكين الحزام واطلبي منه يصـ....
رفعت الهنوف يدها وقالت تقاطعها : تبغيني أطق رقبتك مرة ثانية ..
صفقت العنود يدينها في بعض وحطتها قدام وجه الهنوف وأزهار وقالت : مااااااااااااااالت عليك وعليها , الحق علي اللي بخليكم حريم سنعات ..
استنكرت الهنوف : الللللللللللللله السنع صار في الهبالات اللي تقولينها ..
ورفعت أزهار يدينها ودعت : ياااااااااااااارب يا كريم تزوج العنود ..
قالت الهنوف مؤيده : و أشوفها الكذابة نهارين تسوي الكلام اللي تقوله ولا لا ..
رفعت العنود حواجبها وقالت بلا مبالاة : نشوف ..
: بنااااااات أبوكم وجاسم يستنى ..
قالت العنود بصوت عالي : لا تخافين سيد عينك جالس في السيارة المكيفة مو واقف تحت الشمس ..
ضربوها الثنتين في نفس الوقت وهم يهاوشونها وهي مطنشة وتوادعوا بحرارة وتفرقوا ..


*********************


قبل مغرب الجمعة :
في مطار الملك خالد :

: شعولتي انتبهي لنفسك سامعة , وسلمي على أمك والبنات , ترى يمكن ما أقدر أتصل عليك لفترة ..... لا إن شاء الله ما بأقطعك , مع السلامة ..
صكت الجوال وحطته في شنطتها و من وسط الضوضاء وأصوات عجلات الشنط ورائحة العطور الباريسية المختلطة بروائح الكيك والحلويات ونداءات الرحلات , نقلت أزهار بصرها بين عمر وأحمد وهي تحس إنها بتضيييييع من دونهم , ابتسم عمر وقال وهو يسلمها شنطة جلدية صغيرة : خلاص ودعتيها عاد انتي تموتين لو ما كلمتيها و خذي هذا اللي طلبتيه يا عسل ..
ما قدرت تقاوم إنها تضمه وهي تقول بصوت مخنوق : عمور بتوحشني ..
انحرج عمر من حركتها خاصة وهو يشوف عيون الناس اللي في المطار عليهم , لكنه حس بشي من الانتصار على جاسم اللي كان يطالع فيها بحدة , لف يدينه حولينها كإنه بيحمها من نظراته وهو يقول بحزم : لا أوصيك على أزهار يا جاسم , تراكم في بلد غريبة وبعيدة , خليك معاها دايما , رجلك برجلها ..
ضحك أحمد وقال : هذا مفروغ منه يا عمر ..
~ بلاك ما تعرف ولدك الـ... استغفر الله , اش سوى فيها ليلة زواجهم ~ زفر وهمس لأزهار : أزهار متأكدة بتسافرين , ترى هناك لو دقيتي عليه ما أقدر أجيك قبل أيام ..
ضحكت وقالت بثقة عشان تشجعة : طبعا بأسافر , شهر عسلي هذا , وما بدق عليك نهائيا , أصلا جوالي مو دولي ..
قال جاسم بهدوء : يلا النداء الأخير لرحلتنا ..
زفرت وهي تطالع في أخوها ورجعت طالعت في أحمد وهي تقول برجاء : بابا لااااا أوصيك بعمور , سألتك بالله تنتبه له خاصة إذا صار لي شـ..
قاطعها عمر : لا قدر الله , هيا روحي و انتي ساكته ..
ودعتهم وهي تحس بقلبها واقف بينهم وهي تمشي جسد بلا روح ورى جاسم اللي ما فكر يقولها هاتي عنك وحده من الشنط , كانت شايلة شنطة رياضية صغيرة بالإضافة لشنطتها الخاصة الصغيرة و الشنطة الأخيرة اللي جابها عمر , دخلت الطيارة لأول مرة في حياتها , عجبها كل شي شافته إلا المضيفة اللي شاقة ابتسامة وااااااسعة وهي ترحب بهم , وجلست جنب الطاقة وجنبها جاسم على المقعد المطل على الممر , طالعت من الطاقة وجلست تتأمل أرض المطار والطائرات المختلفة شعاراتها ..
مسكت الحزام لمن أعلنوا قرب الإقلاع وغصب عنها ضحكت وهي تتذكر كلام العنود , حاست فيه شويه لكنها في الأخير عرفت تصكه وترصه على قدها , كانت تطالع بشغف في كل شي تشوفه حتى تعليمات السلامة قرتها حرف حرف , التفتت بشويش وطالعت بنص عين له تبغى تشوف اش يسوي , ولفت عليه بكبرها بصدمة , كان مغمض عيونه وساند راسه وهو حاط سماعات الجوال اللي حوله لوضع الطيران , كان صوت موسيقى الروك الصاخبة يوصل لمسامعها بشكل خفيف ~ استغفر الله , يعصي الله وهو يطير في وسط جند من جنود الله , ما يخاف ينزل سخط ربي عليه ويسخط الهوا ويقلب الطيارة , أفففففففففف مالت على وجهك , دحين الموسيقى والنوم أحسن مني , ياربي هذا الرجال محسسني كإني أخته مو عروسته ~ بلا شعور مدت لسانها له من الغيض اللي حسته عليه , فتح نص عين وهمس بسخرية : خير , اش عندك قاعدة تطالعين ؟؟
كانت بتشهق خوف وتلف وجهها من الحيا لكنها ضبطت انفعالاتها في اللحظة الأخيرة وقالت بهدوء مصطنع ومن دون ما تبعد نظراتها عنه : كنت بأكلمك ويوم شفتك نايم سكت ..
كان ملاحظ إنها قاعدة تكلمه لكنه مو سامع شي , نزل سماعاته وقال ببرود : عيدي ما سمعت اش قلتي ..
حسته يستخف ويستهزئ بها , رمته بنظرة طوييييييييلة قبل ما تهمس وهي تلف وجهها للطاقة : سلامتك ولا شي ..
تأمل حجابها اللي ما رضيت تغيره عشان السفر , نفس عباية الراس , نفس النقاب اللي ماتفتحه إلا وقت الحاجة , حتى القفازات ما خلعتها من يدينها , انتبه إنها شابكة يدينها في حضنها بقوة , دنق عليها بيكلمها في نفس اللحظة اللي لفت هي فيها , وجهه صار على بعد بوصة من وجهها , كتمت نفسها و حست بضربات قلبها تزيد ولمن حست نفسه الحار يلفحها من ورى النقاب حست بمعدتها تلتوي , عيونه تعلقت بعيونها وما يدري ليه صفع خياله طيف عيون ليلى المثقلتين بالكحل من ورى لثمتها الواااااااااسعة, بعدوا عن بعض بنفس السرعة وكل غرق في عالمه الخاص , ~ يااااااااااااااااااا قلبيييييييييييييييييييييي , يمه قلبي يوجعني , أنا اش خلاني ألف عليه , مالت عليه وعلى هبالتي ~ حبست نفسها مرة ثانية و ما تجرأت تلف بصرها عن الطاقة ولا حتى تتحرك بحركة , جاسم نفسه كان سااااااااااكت وهو يفكر بسبب مقنع لربطه منظر عيون أزهار اللي كلها براءة بعيون ليلى المغرية الناعسة , تذكر إنها مرة لبست عدسة رمادية و عجبته , يمكن هذا السبب للربط , زفر عشان يهدي مشاعره ورجع السماعات لإذنه وغمض عيونه , أطلقت أزهار نفسها الحبيس لمن حست بهدووووء الشخص اللي بجنبها وهي تحس بخيبة أمل غريييييييييييبة بداخلها ~ ولا حتى سألني اش كنت أبغى , ولا هو قال هو اش كان بيقول , ماااااالت ~ دخلت يدها لشنطتها وخرجت مصحفها وبدأت تقرأ بهمس خافت مابقي لها إلا خمس أيات وتخلص سورة الكهف , خلصتها وبدأت تدعي قبل الأذان ..


*************************


بعد العشا في الرياض :
في فيلا عبد الكريم :

طالع في السيجارة اللي في يده وهو سرحاااااان في عالم ثاني , زفر بضيق ورجعها للعلبة القديمة وصكها ورجعها لجيب بنطلونه وطالع في المسبح اللي قدامه , مر طير وخطف شي من المسبح وكمل طريقه , راقب الموية اللي تحول سطحها من مرآة صافية تعكس صورة السما لتموجات متفرقة , زفر وخرج العلبة وسحب منها سيجارة وحطها بين شفايفة ...
: سااااااااااااااااامـــــــــــر ..
انتفض وقام من مقعده وهو يحاول يدس السيجارة اللي طاحت على الأرض قدامه ولمن دنق بياخذها تصنم وهو يشوفها قدامه , طاااااااالعت سحر فيه وهو متصنم يطالع فيها بعيون واسعة , وصلهم صوت سلافة , دنقت سحر على طول وسحبت السيجارة ودستها وراها وهي تقول بمرح : جاااااااااااكم الإعصار ..
شهقت سلافة وقالت بدلع : مااااااا أسمحلك , أنا tornado يالمشعوذه انتي ..
اغتصب سامر ابتسامة وهو يقول : خير اش عندكم ؟؟ رجعنا للإزعاج اللي ارتحنا منه يومين ..
رطنت سلافة شي بالإنجليزي ما فهمته سحر , قال سامر : استخدميه بس ياويلك لو خرجتي عن الملف اللي محدده لك ..
: thaaaank you ...
وراحت فرحانه , لفت سحر عليه وسألت وهي تأشر على سلافة اللي دخلت البيت : اش كانت تقول ؟؟ ما فهمت إلا كمبيوتر وإنجليزي ..
ابتسم وقال : كانت تستأذن مني تستخدم الكمبيوتر حقي عشان تبغى تطبع دروس الإنجليزي اللي كاتبها لصحباتها ..
زفرت وقالت وهي تمد له السيجارة : ياخي انت أطلق منها في الإنجليزي ليه ما تتكلم بلسان معوج زيها , بعدين صوتها ينرفزززززززني..
سحب السيجارة ودسها في جيبه بسرعة وقال بهدوء : هي تأثرها سريع بالمجتمع اللي حولها , بعدين صوتها على قد حجمها بتموت من النحف اش تتوقعين يكون صوتها ؟؟..
وسكت شويه وهو يطالع في نظراتها الغريبه , شبكت يدينها ورى ظهرها و سألت وهي تتأمله بمحبه : سمور حبيبي متى نفرح بك ؟؟
قبض يده بقوة و فغص السيجارة اللي في جيبه وهو يقول بهدوء مصطنع : افرحوا بعدنان أول ..
مطت شفايفها بضيق وهي تقول : مرررره جبت الغايبة دحين ..
خرج يده ولمس الجرح اللي في خده بتفكير ورجع نزلها على طول لمن انتبه لحركته وقال بهمس : سحر لا تـ....
قاطعته بسرعة وهي ترجع للفيلا : تعال مسويه لك كوب نسكافة يستاهله فمك ..
أشر لها يعني جاي وهو شاكر بداخله مقاطعتها له قبل ما يتكلم ..
دخلت من باب المطبخ وابتسمت لماهر اللي واقف ورى ستاير المطبخ يراقب من بين طياتها الحوش الخارجي , سألها على طول من دون ما يبادلها الابتسام : اش الشي اللي كان معاك وأعطيتيه لسامر ؟؟
هزت أكتافها ولفت على الكيكة اللي سوتها وحطت فوقها طبقة كراميل وقالت وهي تقطعها : سيجاره ..
رجع يطالع مع الطاقة وهو يقول : معقولة ما يسيبها لحظة ..
عقدت حواجبها وقالت بتفكير : صار له دحيييييييييييييين ...... سنة وثلاثة شهور ويومين تقريبا وهو شايل العلبة في جيبه ..
تحرك بسرعة وجلس على الطاولة وهمس وهو يأشر على الجريدة اللي جنبها عند المغسلة : جا جا , ناوليني الجريدة بسرعة ..
ناولتها له وحطت كوب نص مشروب وصحن الكيكة اللي أكلته سلافة قدامه ورجعت تشغل نفسها بشغلها , فرد ماهر الجريدة وهو يحط رجل على رجل , شهقت وقالت بهمس : مقلوبه الجريده يالمتخلف ..
عدلها بسرعة وثانيتن ودخل سامر اللي قال السلام وهو مو ملاحظ شي وسحب الكرسي المقابل لماهر وجلس عليه , ردوا السلام وهم مشغوليييين في أعمالهم , حطت صحن كيك وكوب نسكافه له وهي تقول : يا أهلااااااااااااا وسهلا بالتوأم الوسيم , شرفتوا مطبخي والله ..
قال سامر وهو ياكل شوية من الكيكة : كيف كان زواجـ....
وقطع سؤاله وقال بصوت مخنوق من الأكل : إمممممممم لذيذة , تفوقت على نفسك هالمرة ما شاء الله ..
قال ماهر وهو يقطع من بقايا كيكة سلافة وياكلها : سحر , علمي أريج كيف تطبخ ترى خالتي مبشرتني إنها ما تعرف تسلق البيض ..
اتكت على الطاولة بيد وهي تلوح بيدها الثانية اللي فيها السكين اللي تقطع بها وقالت بهدوء : آآآآآآآآآسفة مواهبي الفتاكة هذه موفرتها لحبيب العمر لمن يجي ..
انشرق ماهر بالكيكة وقال بصوت مخنوق : قووووووووووية حبيب العمر هذي , استحي يا بنت الناس , ترى إحنا أخوانك مو صحباتك تقولين لهم فضايحك ..
اعتدلت في وقفتها وحطت يدها على خصرها وقالت : ومين قاااااااااال إن اللي قلته فضيحة , والله إذا جا زووووووووجي حبيب عمري بأتفنن عنده بالطبخ , هو بس خليه يجي ..
قال سامر بتريقة : والله , هو شكله ولد الناس من كثر ما انتي مستعدة له شرد وقال انفذ بجلدي ..
ضحك ماهر بصوت عالي وهو يرفع يده وضربها في يد سامر وهو يقول : حللللوة حلوة , لا وسمعتها اش تقول ؟؟ حبيب العمر , مررررره مو لايق عليها النعومة والدلع ..
قال سامر وهو يضحك : تصدق أول مرة أشوف دبابة حربية مسوية نفسها بورش , تبغى تنعم نفسها بالقوة ...
رمتهم بنظرة حادة وهم يضحكون على المحشات اللي بدأوا يخترعونها وقالت بغيض وهي تلوح بالسكين اللي كانت تقطع فيها الكيك : لا والله صوير وعوير , يلا ضفوا وجيهكم اللي تجيب الضيق واطلعوا من مطبخي يلا , بسرررررررعه , قال دبابة حربية يالوانيتات انتم ..
قال سامر وهو يسحب صحن الكيك : يمه منها تخوووووووف , قوم , قوم لا تاكلنا ..
قام ماهر وأخذ قطعه كبيرة من صينية الكيك وهو يقول بتحليل بارد : غصب شاردين عنها الخطاب , هذي أصلا أمي جايبتها ولد بس داسين علينا وقايلين إنها بنـ...
ضرب كرتون المناديل في راسه من ورى وسحر تصرخ : اطلععععععععع براااااااااااااا ولا تمسك الكيك بيدك يا قذررررررررررر ..
لصقت سلافة في الجدر لمن مر التوأم من عندها زي البرق خارجين من المطبخ وقالت بدلع وهي تلف على المطبخ : what ??
ما خلصت سؤالها إلا و قارورة موية صحة فاضية تضرب في جبهتها , فتحت عيونها المغمضة من قوة الضربة على صوت قهقة التوأم , لفت عليهم بغيض كان كل واحد فيهم مستند على الثاني من كثر الضحك وهم ماسكين صحون الكيك ورجعت طالعت بحدة في سحر المستندة على الثلاجة من كثر الضحك وقالت وهي لفة بوزها : يا متوحشة والله أعلم عليك مامي ...
وراحت زعلانه وهي متجاهلة مناداة سحر اللي تحاول تفهمها إنها مهي المقصودة بس مهي قادرة تتحرك بسبب كثرة ضحكها ..


***********************


رفع الملعقة لفمه وهو يطالع بتعجب لها وهي تاكل , حتى وقت الأكل كانت متغطية , صح شالت نقابها لكنها رمت طرحتها بشكل ما يسمح للي جنبه يشوفها , لف وجهه على اليمين وانتبه إنه يشوف وجيه اللي معاه في نفس السطر ورجع لف عليها واصطدم بصره بطرحتها , اتكأ على الطاولة بكوعه اليمين معطي ظهره للركاب وسند راسه على قبضته وسأل : كيف الأكل ؟؟
في البداية ما انتبهت إنه موجه الخطاب لها , لكن لمن وصلها صوته الساخر وهو يقول : لهاالدرجة الأكل لذيذ !!
لفت عليه وقالت بعفوية وهي تأشر على نفسها : كنت تكلمني ؟؟
لو ما شاف نظراتها البريئة كان قال إنها تستهزئ به , كبح ابتسامته وقال ببرود : لا مجنون أكلم الطاقة ..
ابتسمت بعفوية وقالت : سلامتك والله , ما قصدت ..
ابتسامتها , كلمتها وطريقة نطقها هزته من الأعماق ~ هي يا إنها عبيطه وغبية ما تفهم التجاهل والبرود وكلمات التريقة أو إنها لامبالية ما همها في اللي أقوله ~ كملت كلامها تمتدح له الأكل ولمن شافته مو مهتم بجوابها سكتت وهي تحس بألم يعصر قلبها , انتبه من شروده وتفكيره لمن ساد الصمت وطالع فيها , ابتسمت لعيونه اللي توها طالعت فيها ورجعت راسها لطبقها اللي حست نفسها انسدت عنه , ما أخذ باله من حركتها , رجع لطبقه كمله وأعطاه للمضيفة اللي جات تاخذ الأطباق , راح شغل الشاشة وحط على الفيلم الأمريكي المعروض وحط السماعات في إذنه , ساعة و40 دقيقة ما حول عينه عن الفيلم ولا طالع فيها وبعدها طلبت منه تروح المصلى عشان صلاة العشى , صلوا ورجعوا , رجع كرسيه على ورى ودقايق وهو غااااايص في النوم , أخذها نووووم عميق من دون ما يسألها تحتاج شي ولا لا , طالعت فيه أزهار وتأففت بضيق , خرجت الشنطة الجلد اللي أعطاها لها عمر وفتحت طاولة الأكل وفرغت كل محتويات الشنطة على الطاولة ...


************************

رفع راسه عن كتابه اللي قاعد يقرأه عشان يكون متمكن منه قبل تدريسه للطلاب في الجامعة لمن سمع نغمة الرسالة الصادرة من جواله , قام من سدحته على الكنبة وسحب الجوال من الطاولة وفتحه بحماس , كان طفشاااااااان من الوحدة ومن الكتاب اللي صار حافظه من قلب , (( السلام عليكم , كيف حالك عمر ؟؟ وكيف زهرة ؟؟ أكيد مفتقد رجتها في البيت !! حبيت أسأل عنك (^.^) ..... منى )) ..
ابتسم ورمى الكتاب على الطاولة وعدل جلسته وهو يفتح رسالة جديده وكتب (( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا منى , تسأل عنك العافية , كيفك ؟؟ أنا بخير والحمد لله وأزهار بين السما والأرض دحين وإن شاء الله إنها كمان بخير ...
وتردد طوييييييييل بعدين كتب (( وصراحة أنا مفتقدها ومفتقدك كمان ....
مسح الكلمات الأخيرة وحك جبهته وهو يقول : اش أكتب ؟؟ اش أكتب ؟؟
وزفر وهو يرجع يكتب الكلمات مرة ثانية وكمل (( ما يحتاج تكتبين اسمك في نهاية الرسالة لأني عارف رقمك و اسمك تراه منقوش في قلبي ...
رجع مسحها وهو يقول بعصبية : اش الهبالة هذي ؟؟
كان يحس بالغيض من خجله , مو قادر يكتب كلمتين على بعض , فتش في رسايله عن رساله مناسبة لكنه مالقي إلا رسالة وحدة , راح أضاف لها اللي كتبه وأرسلها ..

*********************

انتفضت لمن رن الجوال اللي بين يدينها , فتحت الرسالة بسرعة , أول ما شافت إنها من ( الغالي ) غمضت عيونها وهي تسحب نفس قبل ما تفتحها وتطالع في السطور بسرعة ..
(( مساء الورد أبعثه سلاما ..
وريح المسك فاحت و الخزامى ..
دعاء صادقا من كل قلبي ..
و ود في الحشى لك قد تنامى ..
يبادلكم فؤادي فيض حب ..
فأدعو الله " يحفظكم " دواما ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا منى , تسأل عنك العافية , كيفك ؟؟
أنا بخير والحمد لله وأزهار بين السما والأرض دحين وإن شاء الله إنها كمان بخير وصراحة أنا مفتقدها و....... مفتقدك كمان..
كنت جالس أقرأ كتاب عن النبات والأحياء الدقيقة وحاس بممل
ورسالتك اللي أرسلتيها حسستني بالسعادة )) ..
عادت قراءة الرسالة فوق الخمس مرات وضمت الجوال لصدرها وهي تحس بفرح عميييييييق إنه فرح برسالتها اللي جلست تكتبها اليوم بطوله واللي مسحت قبلها 10 رسايل كتبتها ..




************************



ما صحاه من نومه اللي استمر ساعتين إلا الحمام اللي راح له ورجع كمل نص ساعة نوم من دون ما يبادلها حرف واحد , زفرت أزهار وهي تصرخ بداخلها ~ اش هذا ؟؟ طـــــفـــــش ~ ولمن جات الوجبة الخفيفة اللي بدأوا يوزعونها صحي من نومه وأخذ وجبته وما ألقى بال لرفض أزهار لوجبتها و إكتفاءها بكاسة موية قبل ما تروح تصلي الفجر في المصلى , ساعتين ونص ثانية قضاها يتفرج على الفيلم الثاني وهو ياكل الوجبة الرئيسية الثانية اللي رفضته كمان أزهار وأثناء تفرجه أعلنوا إنه بقي أقل من ساعة على الهبوط , هنا لف عليها وقال بهدوء وبرود : شوية ونوصل ..
رفعت راسها عن دفترها وقالت باختصار وهي تصكه وترجعه لشنطتها اللي أعطاها لها عمر : إمم سمعت ..
وغطت مرسامها اللي بالضغط ودخلته في مقلمية صغيرة فرو أسود ورجعتها مع الدفتر وصكت الشنطة واعتدلت في جلستها وهي تعدل عبايتها على راسها , سحب الجريدة اللي أخذها أول ما طلعوا وقعد يقرأ فيها , لفت وجهها له ولفت بوزها ورجعت بصرها للطاقة وهي تسند راسها على طرفها ~ تراااااااااااب , يعني سكت سكت وآخر شي ينطق بشي سامعته من المضيف , كإني غبية ما أفهم اش يقولون , أفففففففففففففففففففففف , استغفر الله العظيم ~..
: أزهار , أزهار ..
فتحت عيونها وانصدمت لمن شافت الناس واقفين في الممر وهم شايلين شنطهم ,متى نامت ؟؟ وكيف ما حست بالهبوط ؟؟ مسحت وجهها من تحت نقابها وعدلت حجابها وقامت ورى جاسم اللي سحب منها الشنطة الرياضية , كان المطار مزززززززعج من كثرة الضوضاء والزحام اللي فيه , لكنه قمة في الروعة , طالعت بذهول للسير الأرضي المتحرك اللي واقفين عليه الناس عشان ينقلهم , لأول مرة تشوف هالسير في حياتها و حاولت قدر الإمكان إنها تلحق خطوات جاسم السريعة وهي تتفادى إنها تصدم في أحد , نشبت شنطتها الصغيرة في شنطة واحد مار من عندها بسرعة وطاحت على الأرض , اعتذر منها بلغة ما فهمت أصلها وهو يناولها شنطتها , شكرته ولفت بسرعة , انصعقت وحست بانقباض قلبها لمن شافت الناااااااس رايحين وجايين قدامها وجاسم بقامته الطويله مهو في مجال بصرها , سحبت نفس عميييييييييق وهي تفرص أصابيعها بتوتر وقالت بصوت عالي نسبيا : جاااااسم , جااااااااااسم ..
ولمن شافت إنه ما في إجابة تحركت من مكانها ..
قال وهو يلف لورى : لازم نركب القطـ.......
وانصدم لمن ما شافها وراه , لف يمين ويسار مرة ومرتين ~ مستحيييييييل أضيعها , حجابها مميز , أفففففففف وينها الزففففففففت ؟؟ ~ كان كل لون أسود يستوقفه لكن ولا شي استوقفه كان هو أزهار , قال بصوت جهوري : أزهاااااااااااااااار , أزهاااااااااااااار ..
دخل يده في جيبه وتأكد من وجود الجوازات معاه , حط الشنطة الرياضية على كتفه ورجع من البوابة اللي جا منها وهو يدعي إنه ما يصير لها شي , تذكر توصيات عمر له وإنه ينتبه لها , بدأ يسبها وفي نفس الوقت يلوم نفسه ليش ما طالع لورى من قبل ..
كان مع كل خطوة يتزايد خوفه بشكل غريب , ولمن ميز عبايتها تحرك بسرعة , كانت واقفه مع عجوز ماليزية تكلمها بالإنجليزي ..
: أزهار ..
التفتت بفرح لمن سمعت صوته ولمن شافت نظراته البااااااااارده قالت بسرعة : ترانا في مكان عام , بدون عصبية , شنطتي طاحت ولمن أخذتها ما شفتك بعدها , كنت تمشي زي ميب ميب ..
ولمن شافته جااااااامد وهو يطالع فيها بنفس النظرات قالت بهمس وهي تعض على شفتها : تعرف ميب ميب , النعامة السريعة ذيك اللي يحاول الثعلب يصيدها .... وما .. يقدر..
ولمن ظل على صمته الفضييييع ابتسمت بصمت ابتسامة كرتونية واااااسعة لدرجة تغمضت عيونها , همه انزاح لمن شافها لكنه في نفس الوقت حس بقهرررر منها , ليش مهي خايفة ؟؟ ليش ما رمت نفسها عليه وهي تصييييح خوف ؟؟ أي عروس هذي اللي واقفة تتكلم وهي مبسووووووطة ولا كإنها لوحدها في بلد غريب أول مرة تجيه و ضايعة عن زوجها اللي ما يعطيها وجه , لمن شاف عيونها اللي واضح إنها مغمضة بسبب الابتسام رفع يده وضرب جبهتها بأصابيعه بخفة ونزلها وقبض على يدها اليسار بقووووة وهو يقول من بين أسنانه : المرة الجاية بأقطع رجلك لو ضعتي سامعة ..
وسحبها وراه , طنشت تهديده ومدت كفها اليمين ولوحت للعجوز ورجعت طالعت له , كان معقد حواجبه بقوووة , ما فلت يدها إلا لمن دخلوا للقطار الداخلي اللي حينقلهم للصالة الداخلية عشان ياخذون العفش ويكملون الإجراءات , وبعد ما خرجوا , جلسها عند المقاعد وحرم عليها تتحرك خطوة قبل ما يجي , راح جاب الشنط ورجع لها , ولمن مروا بالجمارك وفتحت وجهها للعسكري لاحظ إنها مسحت مكياجها وكحلها تماما , حس بشعور غريب يغمره وهو يشوفها تغطي على طول وتوقف جنبه وهي مدنقة بخجل , ابتسم و نزل راسه لمستواها وهمس : اش فيك ؟؟
وقفت وراه لمن مد العسكري يده وناولهم الجوازات وهي تهمس بخجل : الله لا يفضحنا حاسة إني بموت من الفشلة ..
ضحك من قلبه ورجع يده لورى وقال : هاتي يدك يا بنت البادية و انتي ساكته ..
مسكت يده رغم إنه كلمته ما عجبتها ومشيت معاه للتاكسي اللي كان صاحبه رافع لوحة باسم جاسم عشان يوديهم للفندق ..


***********************


يدينه كلها تنتفض , طالع فيها بيأس وهو عاجز عن إيقاف حركتها , ضمها لصدره وطالع يمين ويسار وصوت لهاثه يضرب مسامعه , قبض أصابيعه بقوة حتى صفرت مفاصلها وفردها وهو يمررها على طول ذراعينه , دق الباب المبطن بإسفنج وصرخ : خرجونيييييييييي , بموووووووووووووت ..
طلع صوت من بين أنفاسه أشبه بالعويل و هو يقبض أصابعه مرة ثانية ومررها على رقبته وشد أطرف شعره الطويل أصابعه وهو يحس برغبة مجنونة وصرخ بقوة : خرجونيييييييييييييييييييييييييييييييييي آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
كان يحس جسمه كله يحترق ويتآكل , ضرب الباب مرة ومرتين بكتفه وبرجله إلين تبللت بلوزته بالدم و برضو ما انفتح , انهار على الأرض وصرخ من وسط دموعه : ماهر خرجني من هنا بأموووووووووووووت آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , بموووووووووووووووت ...
شهق بقوة وهو يقوم من وسط نومه , طالع يمين لقي مكتب كمبيوتره الأنيق وفوقه رفوف كتب وأقراص مدمجة ولف يسار لقي زوليته الصوف المتناثرة عليها خداديات كبيرة مفروشة قدام دولاب التلفزيون والبلاي استيشن , مسح وجهه وهو يستغفر بصوت خايف , انفتح باب غرفته على آخره , ما انتبه لملامح الشخص الواقف لأن الضوء من وراه لكنه عرفه من هيأته , ابتسم وقال وهو يمسح جبينه المندى بالعرق : ماهر ..
تقدم ماهر منه وهو يسأل بخوف : سامر , انت كنت تصرخ ؟؟
هز راسه بتعب وقال : شكلي من وسط نومي صرخت ..
سحب كرسي وجلس جنبه وسأل وهو يحط كفه على كتفه : نفس الكابوس ؟؟
اختلس سامر نظرة ليده اليمين اللي تنتفض وهمس وهو يقبضها بقوة : لا هذي المرة شي قديم حلمت به رجع ...
قام ماهر بحماس وسأل : تبغانا نخرج نتمشى شويه ؟؟..
ضحك سامر وقال وهو يرجع ينسدح : أقول روح نام أحسن لك وراك رحلة ..
: الوقت لسه بدري , بعدين الرحلة داخلية لتبوك من بعدها تبوك , تحرك ..
: ما فيه حيييييل ..
: أقولك قووووووووووووم ..
: ماهر الله يسعدك مافيه حيل ..
وبعد محاولات فاشلة خرج ماهر وصك الباب , استنى سامر دقايق إلين تأكد إنه توأمه أكيد وصل لغرفته وفتح نور الأبجورة وفتح الدرج اللي جنب السرير وخرج منه علبة السجاير القديمة , طاااااااااااااالع فيها لفترة وبعدين فتحها وخرج وحده حطها على اللحاف قدامه وجلس يتأملها , غمض عيونه بقوة ورجع فتحها , لقيها لساعها موجودة , رجعها للعلبة ودخلها جوة الدرج وصكه بقوة وضرب سطحها بقبضة يده , سحب نفس عميييق وقام للحمام , راح تروش وتوضأ وقام يصلي ..
غمض ماهر عيونه لمن سمع صوت تكبير سامر وتحرك من مكانه جنب الباب وهو يأشر لسحر اللي واقفة وهي ملصقة إذنها على الباب , لحقته لغرفته وهمست وهي تصك الباب بشويش : نفس الكابوس ؟؟..
قال بهمس : لا , يقول تحلم بشي في الماضي ..
همست : قلتلكم الحل نجوزه , انت ما بقي على زواجك إلا 6 شهور يعني مفروض نتحرك ونخطب له عشان نجوزكم في يوم واحد , صدقني بتتحسن حالته ..
همس بعصبية : و انت دايما حلك لكل المشاكل هو الزواج , أنا زوجتيني وزوجتي سمر , ياختي زوجي نفسك وزوجي الأعزب المثالي عدنان قبل ما تفكرين في تزويج سامر ..
لفت بوزها وهمست بعصبية : زواجي مالك دخل فيه لأنه مو أنا اللي أأشر بيدي لحبيب عمري وأقوله تعال يلا , هو الحماااااااار الزففففففت ملعون الوالدين إلى الآن ما قرر يجي ويشرف بيتنا ..
كتم ضحكه وهو يقول : الله يقطع ابليسك غصب ما يجي حبيب عمرك وانتي قاعدة تلعنين والدينه وتسبينه وهو ما جا لسه , اللعن حرام يا بنت ..
قالت بعصبية وهي تأشر على راسها : زوجي بكيفي أسبه ألعنه مالك دخل , يعلللللله الحريقة اللي سايبني إلا الآن وما جا , طقيت الـ 26 وهو لسه في اللفة إلا الآن ما دل البيت الأحول المهبول ..
انفجر بالضحك وهو مو قادر يمسك نفسه على خبال أخته اللي كملت بقهر : والأعزب المثالي هذا أنا أعرف شغلي معاه , خطيبته صار عندها ولدين من زوجها وهو لسه على ذكراها كل ما عرضت عليه وحده أنا وأمي رفض , يكون في علمك قررنا أنا وأمي نخطب له من دون شوره ونحطه تحت الأمر الواقع ..
وقف ضحكه وسألها بجدية : من جدك تتكلمين ؟؟
قالت بتفكير : والله , أمي قالت لي هذا الكلام وأنا وافقتها عليه , عرضنا عليه كل بنات القبيلة وما رضي ولا بوحده ..
حك جبهته وسأل : و مين سعيدة الحظ اللي بتاخذه ؟؟..
ابتسمت وقالت بفرح : العنوووووووود , بنت عمي أحمد , داخلة مزاج أمي بقوووووة وأبوك ما حسب يسمع باسم أحمد شق الحلق مبتسم بفرحة وقال كلموا عدنان بكره و أعطوه خبر ..
حك شعره وقال بقهر : خساااااااااره ما بأحضر لحظات إعدام عدنان وسحبه لحبل المشنقة بكرة ..
ضربته على كتفه وقالت : أي إعدام وأي مشنقة انت ووجهك يالإرهابي , زوااااااااااج ..
قال بتريقه : وهو في فرق , كلهم واحد ..
شهقت وهي تضرب صدرها بيد وهزت اليد الثانية بتهديد وهي تقول : طييييييييييييييب عند أريجو الكلام هذا كله , بكككككككره الظهر على أبعد تقدير ..
: أعوووووووذ بالله منك يالنمامة الحراشة يا نقالة القيل والقال ..
شهقت وقالت باستنكار : أنا نمامة وحراشة ..
وأكد لها وهو يعقد يدينه قدام صدره وهز راسه : ونقالة القيل والقال ..
ما حس إلا ومخدته ضاربه في وجهه بدون أي مقدمات ولمن انزلقت المخدة شافها هاجمة , طاح على الأرض قبل ما يستوعب اللي يصير لمن نطت عليه تضربه بقبضة يدها على كتفه وهي تقول : أوريييك , هذا جزاتي اللي دايما أوصل كل شي حلو رومانسي عنك للبنت , والله لا أبدأ تشويه الصورة الحلوة اللي رسمتها عندها يالجحوووووووووود يا كافر العشير ..
كان يضحك وهو يحاول يبعدها عنه ويتفادى ضرباتها القوية في نفس الوقت لكنها كانت مثبته ركبتها على أعلى بطنه وركبتها الثانية على الأرض , شويه حست بيدين قوية على أكتافها شالتها شيل من بلوزتها وبعدتها بسهولة عن ماهر , قال ماهر وهو يمد كفه : أحلـــــى توأمي ..
شبك سامر كفه بكف ماهر بعد ما دف سحر على الأرض وقومه , عدلت سحر بلوزتها و قالت وهي لافه بوزها وتأشر عليه : هو اللي بدأ , يقول عني نمامة و حراشة ..
قال وهو يحرك حواجبه عناد : ونقالة قيل وقال لا تنسين ..
قال سامر بجدية يسكته : ماهر ..
ولف على سحر و كمل : وانتي اش اللي مزعلك في الموضوع , كل اللي قاله حقيقة ..
صرخ ماهر بحماس وهو يشجع سامر اللي قام يضحك معاه , طالعت فيهم بحقد وقالت بقهر وهي تقوم : و الـــلــــه لا أوريكم ..
وهم ما حسبوا , بعد ثانية من تبادل النظرات مسكوها بسرعة أول ما قامت وخرجوها برى الغرفة وقفلوا الباب , قالت وهي تعدل وضع بلوزتها اللي تمطت من جرهم : هين يالبزران والله لا أوريكم..
ولمن سمعت ضحكهم من ورى الباب صرخت بقهر وهي تضرب الباب برجلها ...



**********************


ممر ضيق يودي لصاله كبيرة لها فيها كنب أحمر قاني وطاولة لتلفزيون مسطح كبيـــر وورى الكنب طاقة قزاز واسعه ستايرها الخليط من السكري والعسلي توصل للأرض المفروشة ببساط ناعم , جنب طاولة التلفزيون بوفيه خشبي فوقه أنواااااااااع البسكويتات والشيبسات , وفي الصالة باب لغرفة نوم لها نفس التصاميم تقريبا , جنب الطاقة الواااسعة سرير مزدوج بلحاف وثير وأربع مخدات كبيرة واللي فوقه لوحة خشبية ناعمة وفي نهاية الغرفة باب خشبي بنفس لون الكنب يودي للحمام , هذا كان شكل الغرفة اللي سكنوها في الطابق العاشر من فندق شانجيريلا اللي في وسط أحياء كوالالمبور , حسب ما قال لها في التاكسي المفروض يجلسون فيها 3 أيام وبعدها يروحون لبينانغ اللي بيجلسون فيها 4 أيام , أول ما وصلت سحبت الشنطة الرياضية قبل ما تسوي أي شي ودخلت الحمام اللي أكثر ما عجبها فيه , برودته ولوازم الحمام المرتبة بشكل أنيق فوق رف قزاز شفاف , تشطفت ولبست بنطلون أسود وبلوزة حمراء ناااعمة و تمكيجت وتعطرت و بعدها خرجت , حطت شنطتها وملابسها في الدولاب وخرجت للصالة , كان متمدد وهو رامي كل فردة من شراريبه وجزمته في جهة ومفكك أزرار بلوزته بإهمال , التفت وقال بطفش : انتي وينك ؟؟ هذا كله حمام !!
و انصدم بمنظرها , توها كانت بدون مكياج , قال بتريقة وهو رافع حواجبه : مين ميب ميب دحين ؟؟ مسرع ما تزينتي ..
انحرجت من كلمته وحمممممرت خدودها , وهي لمن تنحرج رد فعلها على طول يا هواش يا ضرب , قالت بعصبية خجولة : يعني تبغاني أقابلك بدون زينه يعني ..
ولفت عنه وراحت تلم أشياؤه المبعثرة , كانت عندها قاعدات مهمة إنها ما تخلي زوجها يشوفها إلا وهي في أحسن حال وما يشم منها إلا أطيب ريح وما يلمح منها إلا الابتسام و أجمل ابتسامة كمان , مو عشانه هو بس , عشان نفسها وإنها تكون حلوة في عيونها ومؤدية واجبها على أكمل وجه , أمها كانت دايما تردد هذه الكلمات على مسامعها وهي لا يمكن تفرط فيها حتى لو كان زوجها بااااارد مزااااااجي ساااااااخر زي جاسم , رتبت جزمته وشراريبه وركنت الشنط في الدولاب بعد ما خرجت منشفة و بيجامة له وقميص لها , راحت للحمام وفكت الدوش الدافي عشان تعبي البانيو له , أكيد تعبان و قرفان
من الرحلة الطويلة , عمر معودها على تجهيز البانيو بعد كل نشاط يسويه عشان يتروش , ابتسمت لمن تذكرت عمر ونظافته اللي كانت محط سخريتها هي و عمير , توقف تفكيرها عند عمير المجهول المصير وهذا قادها للتفكير في أمها وعمار ولمن حست بخفقات قلبها تتباطأ من الألم صرفت التفكير عنهم وهي تحس الموية دافية ولا لا ..
وقف عند عتبة الباب وهو يتأملها , كانت تلمس الموية اللي دخان أبيض يتصاعد منها بأطراف أصابيعها وترجع تزيد في الموية البارده وهي تبعد شعرها اللي غطى وجهها , كان يحس خفقات قلبه تتزايد لدرجة تنبض في أطرافه لكنه حاول جهده عشان يمنع هالشعور من إنه يظهر على وجهه , لمن التفتت و شافته ابتسمت وقالت وهي تتحرك عشان تخرج : خلاص الحمام جاهز ..
مسك أعصابه اللي بتخونه إلين مرت من عنده وخرجت , و أزهار اللي استحت من نظراته زفرت براحة لمن تجاوزته بلا مشاكل , ووقفت قدام الطاقة الكبيرة تطالع في المنظر اللي قدامها , انتبهت لإنعكاس صورته وراها فالتفتت بسرعة وهي تقول : ناقصك شـ...
انحبس الكلام لمن مسك فكها بقوة بيده اليسار و دنق عليها يهمس في إذنها اليمين : اش تحاولين تسوين فيني ؟؟
حست رجولها تذووووب من الحيا وهي تغمض عيونها بقووة , ما قدرت تفتح فمها بحرف واحد عشان تجاوب سؤاله الغريب , ولمن حست أصابعه بتكسر فكها فتحت فمها بتقوله عورتني لكنه فلتها فجأة ورماها بنظرة غريبة قبل ما يرجع للحمام , و لمن انصك باب الحمام جلست على الأرض وهي حاطة يد على بطنها ويد على موضع قلبها وهي تهمس : قلبيييييي , بطنييييييييي , مغص مغصصصص , الله يقطع شرك يا جاسم يا دبببببببببببببببببببببببببببببب ..
استرخى جاسم وهو يفكر بمشاعره الغريبة , هو كذا مرة قابل ليلى لكن عمره ما حس بهالشعور اللي يحسه نحو أزهار معاها بالرغم من إنه شاف منها أكثر مما شاف من أزهار , ليش يحس مشاعره نحو أزهار البسيطة الجمال الهااادئة الوديعة أعععععععمق من مشاعره لليلى المغرية الغنجاء المدللة , قام بعد فترة تفكير ونشف ولف المنشفة على خصره وخرج وهو شايل ملابسه , ولمن شافها مهي في الغرفة خرج , التفتت أزهار اللي بالقوة تمالكت خجلها ولمن شافته بهذا المنظر شهقت وغطت وجهها بيدينها ~ يا ماااااااااااامااااااااااااااا عريااااااااااااااااااان ~ طالع في منشفته اللي واصله إلى نص ساقينه وسأل : اش بك ؟؟
قامت على طول وراحت للبوفيه وهي تهمس بخجل : مويه , أبغى أشرب مويه , انشرقت ..
هز أكتافه بحيرة ورجع لغرفة النوم وهي جلست قدام البوفيه ولا تحركت منه ..
جاها بعد ما لبس و دنق وفتح الثلاجة وقال بسخرية لمن شافها مصنمة في نفس المكان : شربتي الــ ...ـمويه ؟؟
ما ردت عليه عشان ما تكذب و دنقت راسها مستحية تحط عينها عليه بعد اللي صار ...
: وااااااااااو مارتيني ..
رفعت راسها و انصعقت وهي تشوف قزازات الخمور مسطره في باب الثلاجة , سحب قارورة وقال بتريقة : فودكا ولا تاكيلا ..
قالت باشمئزاز وهي مقطبة حواجبها : استغفر الله , الله لا يقول ..
ضحك على ردة فعلها ومنظرها وقال : شوية ما تضر , بعدين ما أحد داري ..
رمته بنظرة حااااااااادة وسألت بجدية : انت تتكلم جد ولا إيه ؟؟
فتح الغطى وقال وهو رافع واحد من حواجبه : انت اش رأيك ؟؟ أتكلم جد ولا لا ؟؟
قالت وهي تحس قلبها الدافي يتحول لمكعب ثلج : حتى بمزح مفروض ما نتكلم في هالأمور , الخمر كبيرة من الكبائر , اللي يشرب خمر الدنيا حتى لو غفر له ربي و دخل الجنة بيكون محرووم من خمر الآخرة ..
سحب كاسة وصب فيها مقدار جرعتين تقريبا ورفعها لفمه , لمن شافت السائل الشفاف قريب ويلامس شفايفه حست بعالمها كللللللللللله ينهاااااااار بشكل فضيع وبلا شعور مدت يدها و ضربت الكاسة بكل قوتها , انفلتت الكاسة وطاحت على الأرض وتناثر سائلها الأصفر على الفراش , طااااااااالع فيها بغضب شديد ويده لساعها مثبته في الهوا وهي حطت يدها المرتجفة على فمها بصدمة وهي تطالع فيه برجاء إنه يغفر لها حركتها اللاإرادية , مسك القارورة من عنقها الطويل ورماها بكل قوته على بعد شبر من وجهها وهو يصرخ بغضب : شايفتني بزر عندك يا ست هانم ..
ضربت القارورة في الحائط اللي وراها وانفجرت بصوت عالي مكتوم واختلط الصوت المكتوم لشظايا القزاز اللي تتاثرت على الأرض مع صوت الفقاقيع البيضا اللي حست برودتها على أجزاء من جسمها , خرج من البوفيه وراح الغرفة وطبق الباب بكل قوته , خمس دقايق وخرج وهو شايل جاكيته و لابس ملابس الخروج وخرج من الجناح وهو يصفق الباب وراه , غطت وجهها وجلست على أطراف رجولها وهي تحاول توقف رجفة جسمها , كانت كل خلية في جسمها ترتجف , تقززت من ريحة الخمر اللي علقت في ملابسها وشعرها و حست بألم حارق في خدها وفكها , بعدت يدينها وشهقت لمن شافت سائل أحمر على يدينها , راحت جري للحمام وشافت شخطين في الجهة اليسرى من وجهها واحد في منتصف خدها وواحد ممتد على حد فكها , غسلت الدم وشالت قطع القزاز العالقة في شعرها وقامت تتروش عشان تتخلص من الريحة اللي جابت لها الغثيااااااان وراحت تنظف المكان ..
جلست على الكنبه بعد ما صلت الضحى وقرأت وردها من القرآن وهي تطالع في الساعة اللي قدامها بقلق , زفرت بقوة وهي تحاول تتخلص من أفكارها اللي سحقت روحها ~ ياربي أنا متقبلته بكل عيوبه هو ليه ما يتقبل عيوبي أنا إنسانة صادقه ما ينفع معاها المزح الثقيل أصدق على طول وعارفه إنه عندي أفعال كثيرة تسبق تفكيري بسبب دمي الحار ليش ما يتقبلها ؟؟؟ هو ما عرف هذا الشي من ذاك اليوم يوم رحت أكلم عبدالرحمن على البندري ؟؟ ياربي لو راح لبار وقام يشرب عناد في الحركة اللي سويتها , عاد هو تفكيره شي ~ قامت من مكانها لمن وصلت لهالفكرة وقامت تدوووور يمين ويسار وهي مهي عارف اش تسوي , جلست تدعي وتدعي وهي تحس عقرب الثواني يجلد قلبها بسوط مع كل حركة , وبعد فترة وقفت عن الحركة لمن انتبهت إنها بسبب غيابه اللي زاد على الأربع ساعات , يدينها صارت تعوووورها من كثر ما تفركها في بعض و رجولها تنبض من كثر المشي , كان ودها تخرج تدور تسوي أي شي بدل الإنتظاااااااار اللي تعيشه , ولمن مرت ساعة فوق الأربع ساعات , كانت الساعة تدل على الساعة 2 الظهر , نزعت شرشف الصلاة و قالت بصوت مخنوق وهي تبعد عن الطاقة اللي لصقت فيها تحاول تلمح شي لو بسيط من اللي تحتها عشان تدور عليه لو بعيونها : الله يسامحك يا جاسم على اللي تسويه فيني , الله يسامحك حتى صلاتي ما صليتها زي الناس منك ..
طاح الشرشف منها وهي تغطي وجهها بيدينها , صاحت من قلبها وهي تجلس على الأرض , دق الباب فنطت بسرعة له لدرجة كانت بتطيح على وجهها من الشرشف , رجعت شالته وحطته على الكنبه وهي تسرع للباب , فتحته وهي تمسح دموعها بأطراف كمها الطويل , انصدمت لمن شافت عاملة النظافة ترحب بها وهي تسألها إذا تبغى تعطيها ملابس للتنظيف , هزت راسها بلا وهي تشكرها وقفلت الباب ووقفت مصنمة وهي تحس نفسها تغرق مرة ثانية في حالة الترقب والتفكير المضني , راحت وجلست على الكنبة وهي تحس روحها بتخرج منها من كثر الضيق ..
انفتح الباب , نطت من مكانها بسرعة وطالعت في الممر لقيته داخل وهو يصفر بروااااقة , تحرك من قدامها ودخل لغرفة النوم بدون ما يلقي عليها نظرة أو يفتح فمه بحرف , ما تدري ليه تبلدت كل أحاسيسها , خمس دقايق وخرج من الغرفة وهو شايل لحاف ومخدة حطها على الكنبة وانسدح عليها وتلحف بعد ما صك الستاير و طفى الأنوار ..
كانت تصرخ بقهر وألم بداخلها لكنها تحركت بهدوء بعد ما طفت نور الممر ودخلت غرفة النوم وصكت الباب , ولمن حست إنها لوحدها رمت نفسها على السرير وفرغت كل صياحها المكتوم على المخدة , كانت حاسة بمزيج مقزز من المشاعر , راحة إنه بخير ممزوجة بقهرررر وحقد على بروده وعدم مبالاته بها وهي عروس مالها يومين زواج ~ لييييييييييه لازم يتجاهلني ويسيبني لوحدي ؟؟ لييييييييييه ؟؟ هذي ثاني مرة , ثاني مرة ~
متى نامت ؟؟ بعد كم ساعة صياح ؟؟ بعد كم دمعة وشهقة قطعت قلبها قبل صدرها اللي عورها من كثر البكى !! ما تدري , لكن اللي تعرفه إنها لمن صحيت براس مصدع على منبه جوالها الساعة 5 العصر ما لقيته موجود ولا حتى لقيت ملاحظة منه هو فين ومتى يرجع , طالعت في الصالة بزفرة وراحت تصلي وتقرأ قرآن وبعدها شغلت التلفزيون وقعدت تقلب فيه وأخيرا قفلته وراحت تقلب في المجلات اللي قرت نصها في الطيارة وقامت تتصفحها وهي عارفة إنه ولا حرف منها بيدخل عقلها الغرقااااان تفكير ..


**********************


السبت 5 / 6 / 1427 هـ
في نفس الوقت في الرياض :
الساعة 10:30 مساء ..


عقد حواجبه وتغيرت ملامح وجهه وهو يسأل باستنكار : العنوووود ؟؟ دحين بنات السعودية كلللللللهم خلصوا ما بقي إلا العنوووووود ...
طالعت فيه أمه وقالت : عدنان , اش هالنظرة ؟؟ اش فيها البنية , أخلاق وجمال ودلال , ماشاء الله عليها طيييييييييييبة و يازينها ..
ضحك غصب عنه بسخرية وهو يقول بداخله ~ إييييييه بااااااين أخلاااااااااق من جد ~ , زفر وقال بكل برود : لا ..
قالت سحر اللي من أول ما تكلمت أمها في الموضوع وهي ملتزمة الصمت : أصلا إحنا ماكنا بنستشيرك بس أبوية أصر , ياخي انت شايف شي على البنت ؟؟ سامع عنها شي عشان ترفض بهالطريقة , لسه ما قلنالك شي عنها ...
طالع فيها وقال بحدة : لاااا ماسمعت شي , وأنا حر في قراراتي , لا تقولين لي ولا أقولك ..
قالت سمر وهي تكوفل ربيع بشرشف أزرق : ياخي ليش تقولها بهالحدة , البنت عرضناها عليك بس ..
سكتت حنان طويييييل وهي تطالع في نقاش سمر وسحر مع عدنان اللي منشف راسه ومو راضي يقتنع بأي كلام يقولونه عن العنود , ولمن انتهى النقاش الحاد نوعا ما كمل عدنان قراءة كتابه عن هندسة المعماريات الحديثة , زفرت حنان وقالت بعزم : خلاص إذا ما تبغاها إعرف إني بأخطبها لسامر , هو كمان أكبر منها ..
انزلق الكتاب من يده من الصدمة وقال : بتخطبينها لسامر , لييييييييه ؟؟ قلوا البنات يا أمي الله يهديك ..
قالت بنفاذ صبر : البنت عاجبتني , حبوبة وخدومة والابتسامة غير مرسومة على وجهها , عيب يعني لو بغيتها لواحد فيكم , من دحين إذا ما تبغاها قول عشان أخطبها لسامر ..
ما عرف اش يقول , حس بتضارب في أفكاره ~ أنا لا يمكن آخذها , وسامر ؟؟؟ كيف ياخذ بنت تحب أخوه ؟؟ أنا عارف إنه ما عندها سالفة بس برضو ~ قال بيأس : أمي أنا ما أبغاها وصدقيني البنت ما تناسب سامر أبدا , البنت .............
ما عرف ايش يقول عشان ما يشككهم بشي , فقال في آخر لحظة : بنت عز مدللللعة ..
قالت سحر باستغراب : يا سلااااااااام كلنا بنات عز مدلعات ..
هزت أمه راسها بعناد وقالت بتأكيد زاد قهر عدنان : والله أنا متأكده لو دار سامر الدنيا ما بيلقى زي العنود , بتحبه وتخدمه وتحطه في عيونها ..
وصلهم صوت سامر يقول بسخرية مريرة : هذا الكلام سابق لآوانه , إذااااااااا وافقت على مدمن مخدرات مشوه ذاك الساعة نشوف بتحطني في عيونها ولا لا ...
التفتوا كلهم عليه لقيوه مستند على باب المجلس وهو عاقد ذراعينه قدام صدره , عقد حواجبه و قال بحزم : موضوع زواجي قلتلكم من زماااااان خرجوا من روسكم ..
واعتدل وخرج من المجلس ومن بعدها سمعوا صوت الباب الخارجي , حس عدنان براحة لرفض أخوه ولف عشان يكمل قراءته لكنه انصدم لمن وقع بصره على أمه اللي مسحت دموعها قبل ما تنزل على خدودها , همس بتوتر وهو مهو هاين عليه دموعها : أمي ..
صاحت وهي تقول : يا حسرتي على أولادي , واحد مضرب عن الزواج والثاني متعقد , يعني مو مكتوب لي أفرح بكم يعني ..
رمته سحر بنظرة عتاب وقالت وهي تمسح ظهر أمها : أمي حبيبتي لا تكبرين المسائل , خليتيها كإنها كارثة أرضية , مصيرهم بيتزوجون ويرجون راسك بعيالهم ..
من وسط الصمت وصلهم صوتها المدلع وهي تقول : أووووووو what happing ؟؟ مامي , اش فيك crying ؟؟
رمتها سحر بنظرات معصبة , شافتها واقفة وهي تمسد على شعر بسها , قالت بغيض : ناقصينك انت ولسانك المعوج , ياتتكلمين زي العرب يا تسكتين ..
طالعت فيها بصدمة وقالت بصوتها اللي يرفع ضغط سحر دايما : يا متوحشة ..
ولفت وجهها عنها وراحت تجلس عند سمر اللي ضمت ربيع وهي تقول : طلعي بسك المعفن عن ولدي ..
: يووووو من قالك إنه معفن , this is بس رومي مربى not بس شوارع ..
لفت سحر يمين ويسار وهي تقول : قارورة , سكين , أي شي أذبحه بها يا خليقة ..
ولمن مالقيت شي لفت عليها وقالت من قلبها : أككككككككككككككككرهك لمن تتكلمين بعوجة لسانك أكككككككككككككككككككككككرهك ...
قهقهت سمر من قلبها وضحك عدنان على منظر سحر اللي هي في الشرق والإنجليزي في الغرب ..


***************************


جلست تلعب في شعرها وهي منسدحة على الكنبة وتطالع في سقف الصالة ~ هذا بالضبط شهر العسل المثااااااااااااالي لكل عروس سعيدة مقبلة على حياة جديدة ~ نفخت الهوا من فمها بطفش ورجعت طالعت في الساعة اللي دلتها إنها 6 قبل المغرب , جلست تحسب على أصابيعها متى أكلت آخر مرة , لقيت إنها لها تقريبا يومين ما أكلت أكل عدل غير الرز العربي اللي أرسلته لها أم جاسم أول يوم في زواجها وبعدها الأكل البسيط اللي أكلته في الطيارة , قامت من الكنبة ووقفت قدام الطاقة تطالع في الناس اللي رايحة وجاية وهم أشكالهم زي الرز من بعد المسافة , مسكت كاميرة الديجيتال اللي أعطتها لها العنود عشان تصور لها أي صورة حلوة وقامت تلتقط صور لمنظر الأفق , وللوحة إعلان ألوانها رهيبة في وحده من المباني القريبة من الفندق , زفرت بطفش وبعدت عن تسليتها الوحيدة بعد المجلات وهي تتمغط بكسل راحت للتلفون واتصلت على الإستعلامات وطلبت تحويلها على المطعم وطلبت الوجبات اللي راقت لها بعد ما تأكدت إنها مطبوخة حلال من دون أي شي يخص الخنازير وبدون خمر , جلست تقلب في القنوات وهي مرخية الصوت تماما ولمن شافت برنامج فيه حيوانات وقفت عليه وقعدت تطالع , ما مرت نص ساعة بعد صلاتها للمغرب إلا وجاها الطلب , أكيد العامل استغرب عدم وجود بقشيش لأنها طلبت منه يسيب الطاولة عند الباب ويروح , سحبت الطاولة وابتسمت لمن شافت شكل الأطباق , صورتها مقربه ومبعده وجرتها للصالة , جلست تتابع الفيلم الوثائقي وسمت وبدأت تاكل وهي مستمتعة لأقصى حد بالوجبة الغريبة , أخوانها يعرفون إن الأكل هواية بالنسبة لها , لمن تشوف وجبة تروق لها تنسى كل شي غيرها..
وبعد ما خلصت مسكت التلفون وبعد خبط ولزق في لغتها الركيكة فهم إنها تبغى تدق على رقم جوال في السعودية , حولها على الرقم اللي طلبته , دقايق ووصلها صوت عمر وهو يقول بحماس : السلاااااااااااام عليكم ..
فزت واقفه بحماس و هي تصرخ بفرح : عموووووووووووووووووور , عمور حبيبي وحشتني ..
ضحك وقال : متى مداني وحشتك مالك يوم رحتي عني ؟؟ بعدين ردي السلام أول ..
لمن ردت السلام قال بصوته الحنون : الحقيقة انتي وحشتيني أكثر , جدة مظلمة من دونك ..
حمرت خدودها وهي تقول : وييييييييييه أحرجتني ..
ضحك من قلبه وهو يقول : خبله , منحرجة ليه ؟؟
جلست على الكنبه وهي تلعب في السلك و قالت وهي تبتسم بمحبة : عشان وحشتك ..
: هااااااا بشريني , كيف حال زوجك وحال ماليزيا ؟؟
بلعت ألمها وقالت : هو بخير وماليزيا لسه ما شفت شي فيها عشان أعرف حالها , إلا انت كيف أحوالك مع مناياتك ؟؟
قال بحرج واضح : زينه ..
قالت بصوت ممطوط خبيث : زيييييييينه ولاااااااااا ........ نحول ..
ضحك وقال : انقلعي عن وجهي , على بالي عندك سالفة وانتي تمطين الكلام , قال زينه ولا نحول قال ؟؟
حست بنص همها ينزاح وهي تسأله عن وقته واش سوى فيه وفرحت لمن قال لها إنه أم صلاح ترسل له الغدا والعشا مع كمال , وبعد فترة بسيطة قال : يلا مع السلامة , لا تكلفين على زوجك ..
~ أي زوووووج الله يرحم أهلك ياعمر لاتقول زوج عشان مايرجع لي الغثيان ~ قالت : ما عليك ما كلفت عليه ولا شي , انتبه لنفسك وتغطى زين لمن تنام و ..
قاطعها : وكل زين ولا تنسى الأذكار وادعي لي و سلم لي على منايتك , ولا تنسى المناشف تلقاها في الدولاب الأبيض في الكبير , حفظت الدرس زين يا أبله ..
لفت بوزها وقالت : شاااااااطر يا حبيبي ..
سكت شويه بعدين همس : زهرة , شكرا لأنك اتصلتي و طمنتيني ..
ابتسمت وقالت : لا شكر على واجب , في أمان الله ..
: مع السلامة ..
صكت التلفون وطااااااااااااالعت فيه بصمت وانسدحت وهي تطالع في السقف ..
فتح جاسم باب الجناح وشاف الدنيا مظلمة , دخل ولقي التلفزيون مفتوح على الأخبار وأزهار نايمة على الكنبة و في يدها جهاز التحكم , وعلى صدرها مفرودة مجلة شكلها كانت تقراها , حس بعصره غريبه في قلبه لكنه تجاهلها وهو يقول بداخله ~ خليها تتأدب الوقحة وتعرف مين الآمر الناهي هنا , تمد يدها , هذا اللي بقي , حرمة تمد يدها وتضرب الكاسة اللي في يدي .... جاسم بس مو خلاص كافي هذا الوقت كله ؟؟ ..... لاااا مفروض تجي تعتذر أول , مطوعة زمانها يعني يعني جاية تربيني والله لا أكسر خشمك يا أزهار ~ بدأت تتحرك , و انقلبت على جنبها تحسب نفسها على سرير ولمن شافها جات على الطرف تقدم بيمسكها لكنه تراجع في آخر لحظة , شهقت لمن لقيت نفسها في الهوا وطاحت من فوق الكنبة وضربت في الأرض , مسكت كوعها اليمين اللي ضرب في الطاولة وهي تئن , ابتسم وهو ماسك نفسه بالقوة عن الضحك ولمن فتحت عيونها وهي تقول : آآآآآآآآي والله إني متخلفة ..
مسح ابتسامته في لمح البصر وطالع فيها ببرود , غمضت عيونها وقالت : وجـع حتى في أحلامي جاي ..
غصب عنه قال بصدمة : نـــعـــم اش قلتي ؟؟..
فتحت عيونها بصدمة ولمن شافت عيونه المفرصعة بغضب انتبهت إنها مهي في حلم ..
: جــاسم ..
قامت بسرعة وهي تمسد شعرها بتوتر وخجل وهي تسب غباءها بداخلها , ما كانت متوقعة إنه أفكارها بتطلع مسموعة , حكاية التكلم مع النفس هذا لازم تتخلص منها عشان ما تنفضح دواخلها , رماها بنظرات تفهمها هي مين بالنسبة له , رغم كل غضبها وألمها وقهرها منه ابتسمت وقالت وهي تدعك كوعها : هلا والله , الحمد لله على السلامة ..
ذيك اللحظة تمنى لو معاه مسدس وقتلها عشان يريح نفسه منها , كانت عند هذي البنت قدرة عجييييبة إنها تخليه يحتقر نفسه غصب , تحرك رايح للغرفة لكنها وقفت قدامه وقالت بسرعة وهي رافعة نظرها لوجهه : آسفة ..
وخفضته وهي تلعب بأصابيعها وهي تأكد : آسفة على اللي سويته , مالي عذر إلا إني خفت عليك و كنت أبغى مصلحتك بس سويتها بطريقة خاطئة ..
لمن يغلط الإنسان بتصرف وغلطه يخلي غيره يغلط عليه هذا كفيل إنه يحسسه بالقهر من نفسه ولمن يعتذر هالشخص اللي انت أجبرته على إنه يغلط عليك يتحول قهرك إلى ندم فضييييييع يعذبك , هذا الشعور كان يتملكه في ذيك اللحظة وهو يشوفها تنتظر رده , تجاهل مشاعره وقال ببرود وهو يتحرك للغرفة : طيب ..
اعترضت طريقه مرة ثانية وهي تبتسم ابتسامة واسعه وهي تقول : صافي يا لبن ؟؟..
لف وجهه عنها وقال وهو يبعدها عشان يكمل طريقه : قلنا طيب ..
قالت قبل ما يصك الباب : ما في ابتسامة طيب ؟؟
رماها بنظرة وصك الباب , ابتسمت وهي تزفر براحة , على الأقل كلمها ..
جلس على السرير وهو دافن وجهه وسط كفوفه ~ بتجلطني يا ناس , بتتسبب في موتي , لغز , والله هالبنت لغز , اش يزعلها إذا هذا كله ما زعلها ؟؟ ما شاء الله على قدرتها العجيبة على الابتسام في أحلك الأوقات ~ تشطف وغير ملابسه وخرج , لقيها جالسة بهدوء على الكنبة , التفتت أول ما خرج وقالت بابتسامة : صافي يا لبن ..
بالقوووة فتح شفايفه لمن عرف إنها ما حتسيب زنها إلا لمن توصل للي تبغاه وقال من بين أسنانه : حليب يا قشطة ..
ابتسمت ابتسامة بانت معاها أسنانها ولمعت عيونها من شدة فرحتها , زفر بداخله وهو محتار من هالبنت , قال من بين أسنانه وهو ما وده يتكلم : تبغين تخرجين ؟؟
ما خلص عبارته إلا وهي تلبس عبايتها وتجهز شنطتها و كاميرتها , زفر وتحرك بخطوات واسعة وخرج من الجناح وهو ما يطالع وراه , لمن وصل للمصعد لف لقيها وراه , أول ما التقت عيونهم ابتسمت , لف وجهه ودخل المصعد من دون ما يبتسم , دخلت وهي تهمس : يالبخل , حتى ابتسامة مو قادر عليها ..
: اش تقولين ؟؟
: ولا شي ...
كان حاس نفسه مصطحب ريناد للتمشية مو بنت متزوجة عمرها 25 سنة , كل شي صورته , و يا ااااااكثر الهدايا اللي اشترتها ...



************************



الساعة 2 بعد منتصف الليل في جدة :
في استراحة أحمد :

وقفت على الخشبة الطويلة وهي تطالع في سطح الموية الشفاف تحتها بسبب الكشافات الكبيرة المسلطة وصرخت : أنـــط ..
ولمن ما سمعت جواب قالت وهي تطالع في الدكه القريبه : ماااااااااماااااااااا بااااااااااابااااااااااااا أنـــط..
قال عبد الرزاق وهو يهز راسه يمين ويسار عشان يجفف شعره بعد ما خرج من غطس طويل : نطي يارجه , لك ساعة واقفة تسألين أنط ولا لا ؟؟
حطت يدينها على خصرها وقالت : مالك دخل أنا أكلم ماما وبابا ..
لف على الهنوف وسأل : from where she found this word ماما وبابا ..( من فين لقيت هالكلمات ماما وبابا )
ضحكت الهنوف اللي جالسة على طرف المسبح وقالت وهي تحرك المويه برجولها : من أزهار ؟؟ في البداية كنا نستنكرها زيك لكن دحين تعودنا ..
ومن عند الجلسة العربية المرتفعة فوق الدكه قال أحمد وهو يضحك على العنود اللي واقفه فوق الربع ساعة على خشبة المسبح تبغى تنط : يلا نطي ..
قالت أمها وهي تصب القهوة لأحمد : عنيدي لا تنطين , تكسرين رجل ولا رقبة ..
: لا إن شاء الله ما بكسر شي ..
سحبت نفس عميق وزفرت ورجعت سحبت نفس عميق ثاني و نقزت بتردد من فوق الخشبة وصرخت لمن انزلقت رجلها وطاحت بشكل موازي للسطح مصدرة صوت عالي زي الصفقة , قهقه الكل على حركتها وقال عبد الرزاق وهو يحك صدره : أوتش , صفعة مباشرة ..
خرجت من الموية وهي تشهق , قالت البندري اللي فضلت الجلوس مع أمها وأبوها وهي تقرأ مجلة على السباحة : هذا اللي قدرتي عليه بعد كل هالإزعاج ..
مسحت العنود وجهها وقالت وهي تكحكح : ما تحسب , انزلقت رجلي ..
وخرجت من المسبح وهي تحك صدرها وبطنها بألم , قال عبد الرزاق بتريقة وهو يطالع فيها : أشوفك تخنتي عن أول ..
بعدت بلوزتها الطويلة اللي لاصقة في جسمها من أثر الموية واللي كانت توصل إلى ركبها ولابستها على بنطلون طويل وقالت بحزم : لا تطالع يا قليل الأدب ..
ضحك وقال : ما بقي إلا أطالع فيك يا اصبع الكت كات ..
قالت الهنوف بسخرية : شاف الشقر البيض هناك فصار يشوفنا كت كات ..
ابتسمت العنود وهي توقف على طرف الخشبة وقالت وهي رافعه حاجب : واش قال الله في الكت كات ؟؟ طعم ولذيذ ..
وهزت خصرها وهي تكمل بدلع : ومقررررررمش ..
شهقوا أخواتها ورشها عبدالرزاق بالموية وهو يقول : أموت وأعرف انتي ليش ما تستحين , متأكده إنك أنثى ؟؟
قالت وهي تمثل التفكير وسط ضحك الجميع : والله يا طويل العمر , شهادة ميلادي مكتوب فيها الجنس أنثى بس أنا ماني متأكده , كنت شاكه شويه بس اللي ريحني إني متأكده إن الحكومة ما تغلط , هم كاتبين أنثى يعني أنثى إن شاء الله ..
كان لهم فترة طويلة ما جوا للإستراحة حقتهم المبنية في مخطط قريب من الخط السريع لطريق المدينة , يبعد ربع ساعة عن جدة , كانت واااااسعة , فيها مبنى على شكل حرف الـ L , قسم الرجال مكون من مجلسين مفتوحة على بعض مع غرفة متوسطة فيها تلفزيون كبير وجنبها مغاسل وحمام , وقسم النساء مجلسين مفتوحة ومطبخ كبير له غرفة طعام وحمامين , والدور الثاني مخصص لغرف النوم , جهة الرجال فيها ملعب كرة قدم مزروع وساحة مبلطة لملعب كرة السلة اللي في نفس الوقت ممكن يتحول لملعب كرة طائرة وركن خاص منصوبه فيه شوايه كبييره بآجر أحمر والمسبح المستطيل الخاص بالكبار والخاص بالصغار اللي على شكل 8 مبني ومسور بحاجز في جهة النساء وسط مساحة متوسطة مبلطة ...



************************



في ماليزيا :
الساعة 12 الليل :

ركبوا المصعد طالعين للجناح بعد الرحلة الطويلة اللي قضوها مشيا على الأقدام , لصقت أزهار فيه لمن دخل ثلاثة رجال وحرمتين معاهم أطفال , ولمن شافت إن الحرمة قريبه من كتفه اليمين سحبته و جات هي جهة الحرمة , طاااااااالع فيها وابتسامة ساخرة على وجهه طنشت نظرته ولفت على الولدين اللي طالوا فيها برعب وهم يلصقون في أمهاتهم وهم شويه ويصيحون , لفت أزهار عليهم وفتحت نقابها وابتسمت لهم وهي تقول بصوت طفولي : هالو ..
ومدت يدها بعد ما فصخت قفازاتها تصافحهم لكنهم رفضوا , كلمتهم بالإنجليزي والأم تترجم لهم الكلام اللي تقوله وهم يشجعونهم إنهم يصافحونها , حطت أكياسها على أرض المصعد وفتحت شنطتها وخرجت لوحين شوكلاته اشترتها وناولتها لهم وهي تبتسم بمحبة , أخيرا ابتسم الطفلين وأخذوا منها الشوكلاته وصافحوها وهم يقولون : ثانك يو ..
قالت وهي تمسح على شعورهم : welcome you nice boys..
ورجعت تنقبت لمن وقف المصعد في طابق الأمهات اللي جلسوا يتأسفون منها إن الأطفال ما يفهمون إنه في اختلاف في العقائد والديانات , ولمن خرجوا قالت وهي تلف عليه : دقيقه بس ..
وخرجت وهي تخرج من شنطتها أوراق ناولتها لهم وهي تكلمهم بصوت هادي محب , لمن رجعت للمصعد اللي كان ضاغط زر منع الإقفال عشان يستناها زفرت براحة , كان متعجب فعلا من تصرفاتها , كانت كل ما دخلت محل ترطن مع البياعة وتسألها عن اسمها ومعناه وعن عقيدتها , كله وهي فاتحة وجهها ومبتسمة , صح إنجليزيتها مهي ممتازة وأخطاءها اللغوية كثيرة لكنها جيدة ومفهومة , وقبل ما تخرج من المحل لازم تعطيها من المطويات اللي جابتها معاها وهي تنصحها بكم نصيحة بعد ما تقولها إنها مسلمة وتتمنى لو الكل مسلم زيها , هو انصدم لمن عرف إنها من يوم عرفت بسفرهم طلبت من عمر إنه يجيب لها مطويات عن الإسلام , التوحيد , النصرانية والإسلام , محمد صلى الله عليه وسلم باللغة الماليزية والإنجليزية والصينية والهندية كمان , كانت مدبستها مع بعض وفاصلة كل لغة في جيب عشان ما تلخبط بينهم , سألها بهدوء : ارتحتي ؟؟
قالت بعفوية وهي تمد يدينها له : حس ..
مسك يدينها اللي كانت بااااااااااردة وترتجف , طالع فيها بحيرة وقال : لييش ؟؟
قالت وهي ترص يده عشان توقف رجفة يدينها : كل ما كلمت وحده قلبي يعورنييييييي أخاف تصدني ولا تطنشني وفي نفس الوقت أحس بسعادة ورهبة وأتمنى إن الله يهديها على يديني ..
وقف المصعد في طابقهم على آخر كلمة قالتها , زفرت وهي تسحب يدينها عشان تشيل الأكياس و تصنمت ولفت عليه لمن ما قدرت تسحبها , كان قابض عليها بقوووة وهو يطالع فيها بصمت , توها انتبهت إنه يدينه دااااااافيه مقارنة بيدينها , ضربات قلبها بدأت تتسارع وهي تهمس بخجل حاولت تداريه وهي تسحب يدها : جاسم المصعد ..
حرر يدها اليمين وسحب الأكياس بيده اليسار وخرج من دون ما يفلت يدها الثانية من يمناه , كانت تمشي وهي مغمضة عيونها من الفشلة وهي تسب بلاهتها , كيف جاتها الجرأة و قالتله يحس يدها وين كان عقلها وخجلها ذاك الوقت , خرج المفتاح من جيبه بيده اليسار بصعوبه وفتح الباب وأول ما انصك الباب قالت بهمس وهي تفتح نقابها وتسحب يدها : بأروح الـ.....
انبكمت لمن سحبها فجأة واحتضنها , غمضت عيونها بقووووة لمن لقيت نفسها محشورة في صدره وبين ذراعيه , وبعدته وهي مدنقه بخجل , رفع وجهها وتأملها بهدوء , خفضت بصرها عنه وهي تحس إنها ودها تشرد من قدامه فتحت فمها بتقوله عذرها الكاذب وإنها تبغى تروح الحمام لكنها بلعت كلماتها لمن دنق عليها ..


***********************

اسير الصمت
09-06-2012, 03:00 PM
تم بحمد لله الفصل العاشر ...


تتابعون في الفصل الحادي عشر : صراعات مشاعر ..


..................... طاااااااالع فيها وقال بتريقة : خير ست أزهار كإننا متخاصمين ...........

.................. صرخ وهو يحس دموعه تخونه : ماهر تعال بسرعة , أحتاج جرعة و ماعندي فلوس ..............

.................. قالت وهي ترجع للمجلس : بتظلين بحركاتك هذي عانس طول عمرك ............

اسير الصمت
09-06-2012, 03:01 PM
الفصل الحادي عشر : صراعات مشاعر ..




أوراق مبعثرة داخل بركة و سمك مستلق على سطح مكتب ..
.
..
.
..
.
قطعة ثلج هي أطراف الشعلة و شعلة نار في جوف الجليد ..
.
..
.
..
.
رمال ذهبية في عمق الغابة و أمطار في قلب الصحراء ..
.
..
.
..
.
زمهرير على سطح الشمس و حرارة تلفح القطب ..
.
..
.
..
.
هذه بالضبط
.
..
.
..
.
مشاعره
.
..
.
..
.
ومشاعري
.
..
.
..
.
كلها
.
..
.
..
.
فوضى
.
..
.
..
.
جميلة ..

اسير الصمت
09-06-2012, 03:04 PM
صباح يوم الأحد 6 / 6 / 1427 هـ :
الساعة 11 الصباح في كوالالمبور عاصمة ماليزيا :


فتحت عيونها بشويش ومدت يدها بكسل من تحت المخده سحبت جوالها وصكت المنبه ورجعته ورجعت دفنت وجهها في المخده وهي تعدل نومتها على بطنها وتستغفر , اتذكرت كل شي دفعة وحده , فتحت عيونها على آخرها ورفعت راسها بسرعة وهي تطالع جنبها , مالقيته , التفتت لجهة باب الصالة لمن سمعت صوت خطواته و قبل ما يدخل دنقت بسرعة ودفنت وجهها في المخدة وهي تحس بخجل الكون يتجمع في قلبها , وصلها صوته الهادي هو يقول بابتسامة : صح النوم ..
ما ردت عليه ولا تحركت من مكانها , قال : أزهار ..
غمضت عيونها بقوووووووة وما فتحت فمها بحرف , ضحك وراح الحمام , لمن سمعت صوت باب الحمام رفعت راسها من المخدة وجلست وحطت يدينها على خدودها وسحبت نفسها سحب وراحت جهزت له أول لبس شافته في شنطته وحطتها فوق المنشفة عند الباب وخرجت للصالة , سمعته وهو يخرج من الحمام وحست بحركته داخل الغرفة ولمن خرج فزت من مكانها وعدت من عنده بسرعة وصكت باب الغرفة بالقفل وراها , ضحك من قلبه على حركتها وقال : بزره والله بزره ...
وجلس على الكنبه وطالع في مجلاتها المنظمة فوق الطاولة , سحب وحده وجلس يتصفحها , رماها وطالع في ساعته وهو يزفر بضيق ورجع شغل التلفزيون وقلب القنوات , بعد فترة طالع في ساعته وقام وهو يرمي الريموت على الكنب , راح لباب الغرفة ودق الباب وهو يقول بهدوء : أزهار ..
ما ردت عليه قال بطفش : ما صارت لك ساعة إلا ربع ..
: طيب ..
غير هالكلمة ما سمع شي , عقد ذراعينه ووقف عند الباب , مرت خمس دقايق وما سمع حتى حركة تخبره إنها ناوية تخرج , دق الباب وقال بعصبية : أزهاااااار ..
انفتح الباب بشويييييييش وطلت من وراه أزهار , ما يدري ليه مجرد ما شاف وجهها المحمممر ضحك من قلبه وهو يقول : بس ترى بتنفجرين من كثر ما انتي محمرة ..
تجاوزته بسرعة وجلست على كنبه مفرده وهي مطنشته , اتكى على الباب وطالع فيها وهو يحارب ابتسامته , كانت زي المبخوخه بمثبت , عيونها ما تحركت عن شاشة التلفزيون , رحم حالها وقال وهو يعدل وقفته : يلا نروح نفطر في البوفيه ..
كإنها ما صدقت خبر , قامت ولبست عبايتها ونظرة راحه ماليه وجهها , تحرك وهو يهمس لنفسه : متزوج تحفه أنا ..
وقف وراها وهي تلبس نقابها وقال وهو يطالع في ساعته : يلا تأخرنا , نص ساعة ويفوتنا الفطور المجاني ..
انتفضت وبعدت عنه وهمست باختصار من دون ما تطالع فيه : يلا ..
رفع حواجبه لمن لاحظ نفضتها وتحرك قبلها وهو يهز راسه و يبتسم بسخرية , شالت شنطتها ولحقته وهي مخليه مسافة بينها وبينه , حتى في المصعد خلت بينها وبينه قرابة متر , طاااااااالع فيها وقال بتريقة : خير ست أزهار كإننا متخاصمين ..
ولمن شاف عزمها على الصمت طنشها وخرج من المصعد من دون مايستناها زفرت وهي تحاول تلقط أنفسها وتتبع خطواته السريعة وهي تصرخ بداخلها ~ ماااااااالت عليه , ليه مو مقدر إني خجلانه ؟؟ الرجال ما يفهمون الحريم ومشاعرهم , بالله اش يعتقد يعني , بأدقها حنك معاه أو .... ~ توقفت أفكارها لمن وقف قبل مايدخل باب القاعة الكبيرة اللي فيها البوفيه المفتوح , التفت لها ومد يده اليسار لها وهو يبتسم ابتسامة خفيفة , مستحيل يتخيل هالحركة البسيطة اش سوت في قلبها ومشاعرها , تحركت بشويش ومدت يدها اليمين بخجل ومسكته وهي تلف وجهها بعيد عنه , سحبها لطاولة منعزلة بعد ما اختاروا الأكل اللي يبغونه وهناك استغرب لمن شافها تاكل بشهية , لمن انتبهت إنه يطالع فيها وقفت أكل وحممممممرت خدودها , قال بهدوء وهو يطالع في صحنه : كلي , كلي ورانا مشي ..



*************************



في نفس الوقت في جدة :
الساعة 6 الفجر في جدة :


: أستاذ عمر ..
: أستاذ عمر ..
أشر عمر للأولاد اللي ينادونه إنهم يستنون وهو يقول لأحمد في الجوال : والله سامحني ياعم , أنا مرتبط برحلة للبر مع التحفيظ ..
وصله صوت أحمد المحب وهو يقول : خلاص أجل , بالتوفيق لك في رحلتك يا ولدي بس بكرة تجي هنا إذا ربي أحيانا سامع ..
ابتسم عمر وقال : إن شاااااااء الله ..
قال أحمد : ترى حتى بكرة عندنا غدا في الإستراحة إن شاء الله , ودي أعرفك على صاحبي عبد الكريم وهو وده يتعرف عليك من كثر ما أحكيه ..
دنق عمر وجهه مستحي وهو يقول : الله يجزاك بالخير يا عم , ولا يهمك , بكرة إن شاء الله وأنا عندك ..
: انتبه لنفسك ..
: إن شاء الله مشكور يا عم ..
صك جواله وهو يحس بشعور مرييييييييح , حس كإنه لقي رجع له أحد من أهله , أحمد كل يومين وهو داق يسأل عنه ..
: أستاذ عمر ..
: أستاذ عمر ..
لف على الأولاد وقال بعصبية كاذبة : شايفيني أتكلم بالجوال تنادوني ..
ابتسموا وقال أطولهم واللي ما يتعدى عمره 15 سنة : أستاذ ليش تهاوش وانت تضحك ؟؟
ضحك عمر وقال وهو يأشر على الباص بحزم : يلا بسرعة على الباص لا يقولون جماعة الطموح هم الوحيدين اللي ما ركبوا الباص , تبغون المعالي و الإباء يسبوقوننا ..
صرخوا الإثنا عشر ولد مع بعض بحماس : لااااااااااااا ..
ودخلوا الباص , جا إمام مسجد الحي وأعطى عمر ظرف وقال : هنا 1000 ريال , 300 حق الخيام اللي مستأجرينها للرحلة و 200 حق الباص و 500 غدا وعشا ..
حط عمر الظرف في جيبه وقال : إن شاء الله ..
قال الإمام ينبه عليه بمزح : معاكم 35 ولد مو تضيعون لي واحد في البران وتجون ..
قال مهند أستاذ جماعة المعالي بمزح : كويس يعني نقدر نسيب اثنين ؟؟
دقه عبد الله أستاذ الإباء وأشر له على خالد المشرف على الرحلة واللي طالع فيه بنص عين , هو حبوب لكن بحكم مركزه كان لازم له هيبة وسط الطلاب والمدرسين كونه مشرف , كمل الإمام يوجه الخطاب لهم و لمساعدينهم الإثنين واللي ما تجاوزا الـ 18 : ألعاب خطرة ممنوع , ممنوع إقتراب الأولاد من النار وقت الشوي , ولا يقعدون يمزحون لي وهم يقطعون السلطة وغيره ولا يروحون للحمامات لوحدهم بدون ما تشوفون المكان نظيف وما فيه شي ولا لا ..
كانوا حافظين هالدروس لأنها مهي أول رحلة لهم , يا ما راحوا استراحات و مخيمات , حتى مكة و المدينة والطائف راحوا لها مع جماعات أكثر من المراهقين و لأيام مو ليوم واحد بس ..
ركبوا الباص الكبير اللي تحرك بعد ما ألقى المشرف دعاء الركوب يذكرهم به
, شوية قال مهند بحماس : المعالي حمااااااااااااس ...
صرخوا أولاد المعالي وهم يرفعون يدهم , طالع فيه عمر ولف على أولاده وقال بهدوء : الطموح ..
دوت صرخة أولاده : طموووووووووووح ..
ضحك عبد الله على حركتهم ولمن شاف أولاده يطالعون فيه بعيون متوسلة تنهد و قال وهو يرفع يده : إباء ..
صرخوا قبل ما يكمل كلمته من كثر الحماس ..
قال واحد فيهم فجأة : أفتقد الشيخ عمار ..
حس عمر بعصرة في قلبه , التفت للولد لقي عيونه تلمع من الدموع وهو يكمل : كان دايما يروح معانا للرحلة و كان ينشد لنا ..
ولمن سمع همهمات الأولاد اللي ساد الحزن جوهم رغم صغر سنهم وعدم فهمهم التام للموت طالع في الأساتذة اللي طالعوا فيه بألم , ابتسم ووقف ولف عليهم وقال : هذا قضاء الله ولازم نكون صابرين , أنا متأكد إن الشيخ عمار كان يرافقكم رحلاتكم عشان تنبسطون وانتم دحين محزنين , مفتقدينه ؟؟ مفتقدين نشيده ؟؟ ..
وابتسم أكثر ونشد بصوت عذب أول أنشودة جات على باله : يا قافلات الخير , دايم و انتي غير , ربي يباااارك فيك سيري بأجمل سير ..
وبدأ الأساتذة ينشدون معاه : مري بكل الناس , دعوة وصدق إحساس , شبابنا بالحيييييل يحتاج رفعة راس ..
دب الحماس في الأولاد وهم يكملون بصوت حماسي : من قمة لقمة شباب هالأمة , لجل الوطن دايم همة على همـــــــة ...
ابتسم عمر لمن حس بيد مهند تضغط كتفه وترص عليها وهز راسه يشكره ورجع يطالع في الأولاد المستمتعين هو يشوف في عيون كل ولد منهم أخوه عمار ...



*********************



بعد صلاة الظهر في كوالالمبور :
أمام ساحة الفندق :


وقف وهو يطالع بحيرة في الورقة اللي قدامه , ورفع راسه لمن حس إنه في فراغ مفاجئ غريب عن جنبه اليسار , التفت بسرعة وهو يقول : أزهار ..
همسها الخافت وصله : أنا وراك ..
التفت لها بسرعة وقال بعصبية : لا عاد تتحركين من جنبي سامعة , مافيني تضيعين مرة ثانية ..
طاااالعت فيه بصدمة و نزلت راسها للأرض على طول , حس بالذنب من عصبيته ففتح فمه بيفهمها السبب وسكت لمن رفعت راسها وقالت بسرعة وحماس ما قدرت تكتمه وهي تأشر على القطار : أبغى أركب ..
وكملت بهمس وهي تنزل يدها جنبها لمن شافت نظراته : القـ...ـطار..
~ بززززززززره , أنا متزوج بزززره ~ زفر وسأل بسخرية : بس كذا نركبه ؟؟ ما فكرتي فين بنروح !! ..
خرجت مطوية من شنطتها وقالت بحماس وهي تأشر : هذا مسار القطار أخذته من الأوراق المحطوطه في الإستقبال ..
ابتسم رغم عنه وقال وهو يسحب المطوية منها : هذا كله عشان قطار ..
لمن يناقشها بعصبية وبرود تقدر تتكلم معاه لكن من يبدأ يبتسم تحس بثقل في لسانها من كثر الخجل , لمن شاف صمتها تنهد بطفش ومشي لمحطة القطار وهو يطالع في محطات توقف القطار الموجودة على الخريطة , لمن دفع أجرة الركوب , سمع صوتها وهي تهمس لنفسها بحماس : قطاااار ..
خلاها تجلس عند الطاقة وجلس جنبها وهو يقول : بنروح دحين لسوق اسمه تايم سكوير مع إني كنت مخطط لحديقة الحيوان اليوم أو حديقة بردانه جنبها حدايق كثيرة حلوة ..
قالت بحماس : أول مرة أركب قطار ..
قال بهدوء وهو يطالع في المطوية : ركبتي قطار في المطار ولا ناسية ..
قالت تشرح له : مو زي هذا , ذاك كان و احنا واقفين وما في مناظر , هذا قطار حقيقي ..
قال بسخرية : إي صح وذاك كان لعبة ..
حست بالبرود يرجع لها ~ لاااااااااا يمكن يكمل جميل سواه ~ لفت وجهها عنه وطالعت في المناظر اللي قدامها , بدأ القطار تحركه ببطء وشوية ازدادت سرعته و بدأت المشاهد تتوالى قدامها , كانت تحس كإن البيوت والعمائر والناس والسيارات هي اللي تتحرك وهي ثابته , حست بشعور جميل أول مرة تحسه , تمنت مليون مرة لو عمر معاها يشوف هذا الجمال والغرابة كلها , فجأة خرج القطار من وسط البيوت لمساحة واسعة فاضية وهو يمشي فوق مسار حديدي مرتفع عن الأرض تمشي من تحته السيارات , شهقت بخفة وهي تفتح غطاها عشان تشوف اللي حولينها زين ولصقت وجهها في القزاز على طول عشان تشوف السيارات والشوارع اللي تحت المسار , حست بجسمه يميل عليها وهو يطالع من فوق كتفها وهو يسأل : اش فيه ؟؟
استحت و رجعت على ورى بسرعة واعتدلت في مكانها وهي ساكته , طاااااالع فيها وسأل : اش فيه ؟؟ شفتي شي ؟؟
~ حيعتبرني هبله دحين , اش ذنبي إني أول مرة أشوف هالمناظر وهو تعود عليها , أفففففففففففففففف , حيعتبرني هبلة ~ قالت بهدوء : كنت أطالع بس , ما في شي ..
رفع حاجبه اليمين وسأل : وليش الشهقة ؟؟
~ استجواااااااااب , الله يقطع شرك انت وحاجبك هذا اللي يقهرني ~ كشرت بوجهها بضيق وهي ناسية إنها مهي مغطية ولعبت بحبال شنطتها اللي في حضنها وهي تقول : مستغربة بس ..
مد يده ومسد حواجبها المقطبة بإبهامه وسبابته و همس بابتسامة : طيب ماله داعي التكشير ..
طالعت فيه بصدمة , عيونها المكحلة اتسعت من الصدمة ولمعت من شفافية لونها , دنق عليها بيسلم على خدها , بعدت عنه وجهها المحمممممممممر وسحبت الغطى بسرعة , ضحك وهو يبعد وقال بسخرية وهو مازال رافع حاجبه : اش بك ؟؟
~ اش الجرأة هذي ؟؟ ما عنده واحد اثنين , الله يفششششششششلك يا جاسم مكان عاااااااام , عسى ما أحد شاف , يا ربييييييييي كيف قلبي يعورني ~ غطست في مقعدها وهي تلف بوجهها عنه بصمت خجول , وأول ما وقف القطار زفرت براحة وهي تخرج وراه , المحطة كانت قدام السوق اللي قال عليه , فتحت عيونها على الآخر لمن شافت مبنى السوق الضخم , قال وهو يأشر لها على المبنى : إذا ما خانتني ذاكرتي السوق هذا 13 دور و جوة فيه فندق وألعاب وسينما كمان , العنود عيدت ذيك المرة هنا ...
ابتسمت أول ما جا ذكر العنود اللي ذبحتها نصايح لأماكن لازم تزورها لكن مشكلتها مع الحفظ ما هي متذكرة ولا مكان قالته ..
تبعته لداخل السوق اللي كان كلمة رااائع وكبير قليلة في حقه , كان أحلى شي عاجب أزهار فيه هو الزحمة والناس اللي مجتمعة من مختلف الجنسيات , محد يفهم الشعور اللي تحسه للزحمة , تسمع ضوضاء الناس باختلاف لغاتهم وصراخ الأطفال مختلطة بصوت خطواتهم السريعة والهادية و صوت خشخشة الأكياس , كان هذا كله يشعرها بالحياة , الأعمدة الرخامية الكبيرة العريضة موزعة وسط الصالات المزينة بأعلام و شرايط ملونه , طلعت معاه السلم الكهربائي وهي تطالع بشغف في الطالعين والنازلين , الماليزين بعكس سكان كثير من الدول الغير مفروض فيها الحجاب كانوا محتشمين في ملابسهم ..



*********************

خرج من ذكرياته وطالع في سطح الكمبيوتر المفتوح على منتدى اللغة الإنجليزية اللي يشرف عليه ولف على يساره , شاف وجه سحر المبتسم , قال بصوت ثقيل وهو لسه شبه غارق في تفكيره : هاااا ..
ضربته على راسه وهي تقول بعصبية : أي هاااااا , الناس تقول نعم مو هاااا , بعير انت ..
ضربتها نبهته هو فين , ضحك وقال وهو يتلمس الندبة اللي في خده : نعــم يالمزعجة , خييييييير ..
جلست على ذراع مقعده الدوار وقالت وهي تمسد شعره : حبيبي سمووور ..
زفر بطفش وقال : جينا , أخلصي قولي اللي عندك من الآخر وبدون مقدمات ..
ضربته مرة ثانية وقالت : خليني براحتي ..
حك راسه وقال : طيب , اش عندك ؟؟ فلوس ما عندي , سيارتي في الورشة يعني ما أقدر أوديك ولا مكان ..
خرجت مفتاح سيارة أبوها من جيب تنورتها وهزته قدامه وهي تقول : عندي وأنا أبو هندي , حبيبي حاسبتها صح , كنت عارفة أعذارك ومجهزة رد لها ..
سحب مفتاح السيارة وقال وهو يدفها عن مقعده : الله يعين جوزك عليك ..
قالت وهي تبعد خصل قصتها عن وجهها بدلع : والله يسجد لربه مليوووون سجدة شكر اللي سحر بتكون زوجته ..
قال وهو يرمي عليها علبة مناديل : يلللللللللللللعن أبو التكبر , أخرجي من غرفتي ..
قالت وهي تمشي بدلع : ألبس عبايتي وأستناك تحت ..
لحقها وجر شعرها وهو يقول : تعالي انتي , وين بتروحين ؟؟
قالت وهي تسحب شعرها من يده : آآآآي , قصدك وين بأوديك مو وين بتروحين , بتوديني مكتبة العبيكان ..
: و ليش إن شاء الله ؟؟ مع صباح الله خير مكتبة ..
: أبغى أشتري بعض اللوازم المهمممممممة , يلا استناك تحت ..
زفر بعد ما خرجت من غرفته وراح لكمبيوتره و طاااااااااالع في الشاشة وهو يتساءل متى بينسى كل هالذكريات البشعة ؟؟ ماضيه الأسود لا يمكن يفارقه لحظة , وحتى لو هو نسيه أهله اللي انصدموا فيه ممكن ينسونه ؟؟ سحر اللي ....
: سااااااااااااااااااامـــــــــر ..
صرخ وهو يسحب محفظته وجواله : جااااااااااااي يا رجـــــــه ..
أول ما وصل نهاية الدرج , سحبته سحر وقالت وهي تخرجه برى الفيلا وتناوله شماغه اللي كان في العلاقة : بسررررعه قبل ما تجي المريخية ..
أخذ شماغة وبدأ يعدله وهو يقول بتساؤل : مريخية ؟؟..
قالت وهي تصك الباب وتسحبه للسيارة الموقفه في الموقف الداخلي : القادمة من المريخ , سلافو المتخلفه خرجت بالدس عنها , لو تدري بتصر تروح معانا ..
ضحك وقال وهو يفتح باب السيارة ويدخل : والله إنها ضعيفة , محد معطيها وجه في هالبيت ..
قالت وهي تدخل : والله ما الضعيف غيري فهالبيت ..
طاااااااااااالع فيها وهو يشغل السيارة , ضحكت وقالت : مو ضعيفة مرة ..
ولمن فتح فمه بيعلق دق جوالها , أشرتله إستئذان وردت و هي تقول : هلااااااااااااااااااااا والله ..
وصلها صوت العنود الحاد وهي تصرخ : ياااااادببببببببببببببببببببب ..
بعدت سحر الجوال عن إذنها وهي تقول : الناس تسلم أول يا نحيفه انتي ..
قالت بسرعة رهيبة : السلام عليكم , دحين انتي واعدتني تردين عليه أمس على حكاية المدينة وتخونين فيني وتنامين , دقيت عليك فوق العشر مرااااااااااااات و ما رديتي , يا فـقـمة يا كيس النوووووووم , فشلتيني عند أمك , أزززززعجتها وأنا أتصل على جوالها عشان أسألها عنك وأطلب منها تخليك تردين على جوالك ..
ضحكت سحر من قلبها , كان صوت العنود خارج من الجوال وهي مهي حاطه سبيكر , قالت : اهدي شوية واسمعي اللي عندي بعدين هاوشي ..
قاطعتها بصوت حازم : ماااااااااااا أبغى أسمع شي , بتجووووووون ولا لا ؟؟
زفرت سحر وقالت : لا مو ....
سؤالها انطلق من العدم وهي تصرخ مقاطعتها بصدمة : ليييييييييييييييييييش ؟؟
سدت سحر إذنها وهي تطالع في سامر اللي رماها بنظرة متعجبة ورجع هز راسه وطالع قدام , قالت وهي حاطة الجوال بعيد عنها : عنيدي يالمتخلفة , صنجتي إذني , أبوية حاجز التذاكر على بكره ووعدني ننزل إذا تأكد حجز الفندق اللي حجزناه اليوم في المدينه ..
: يعني جااااااااااايييييييييييييييييييييييييييين بكرة واااااااااااااااااااااااااااااو ..
حطت الجوال على إذنها وقالت : إن شاء الله إذا تأكد حجز الفندق , عشان كذا قلتلك اسمعي اللي عندي أول , لأنه لو ما تأكد الحجز يمكن نغير ..
قالت العنود باختصار : طيب يلا اذلفي وجهك جالسة تكلميني ليه , عرفت انكم بتجون , يلا مع السلامة ..
شهقت سحر وقالت : شوف الوصخة ..
ضحكت العنود وقالت : يلا مع السلااااااااامة ..
وصكت الخط , صكت الجوال ورجعته لشنطتها وهي تقول : قسما بالله خبببببببببلة هالبنت ..
ولفت على سامر وابتسمت وهي تقول : سمعت شي ؟؟
ابتسم ابتسامة جانبية وقال بتريقة : قصدك في شي ما سمعته ؟؟
قالت على طول : ترى هي صوتها مو كذا بس شكله في مشكله في الجوال عشان كذا طالع عالي ..
لف عليها وقال ببرود : الزبدة ..
سكتت شويه بعدين قالت : ولا شي ..
قال بعد تفكير : لا يكون لسه حاطه في بالك إني ممكن أفكر فيها و أخطبها , إمسحي هالفكرة , أنا أول مرة أشوف بنت تنعرض على أخوين , لهالدرجة نفسكم فيها ...
لفت بوزها وطالعت مع القزاز وهي تقول : إيوه ..
زفر بضيق وهو يوقف السيارة عند مواقف المكتبة ..



**************************



الساعة 6 قبل المغرب في ماليزيا :


~ جيعاااااااااااااااااااااااانه , جيعاااااااااااااااااااااااااااانه ~ جلست تلعب في الكاميرا وهي واقفة جنب باب مطعم خرج منه جاسم وهو يقول بطفش : نو حلال ..
دخلت الكاميرا اللي كانت تصور بها الشارع اللي واقفين فيه وقالت با قتراح : نرجع لشارع العرب طيب ..
طالع فيها وسأل : فيك حيل ؟؟ ترانا مشينا مسافات كثيرة ..
صرخت بداخلها ~ تعبااااااااااااااااااانه ~ وترددت قبل ما تقول بهدوء : مو مشكلة , عادي ..
وقف عند طرف الرصيف وأشر لتاكسي وهو يقول : لمن أسألك المرة الجاية جاوبي بصراحة ..
طااااااالعت فيه بصمت , كان لابس بنطلون جينز بني زي لون الكاب والجزمة وبلوزه بيج مرسوم عليها بوصلة وخريطة باللون البني , ما كان هذا خيالها للزوج اللي تتمناه أبدا لكنها رغم كذا ....... , تقدمت ووقفت جنبه بصمت , لف عليها لمن شاف صمتها طال وسأل : تعبانه ؟؟
ابتسمت وهمست بصدق : كنت بس دحين لا ..
وقوف التاكسي منعه من إنه يسألها عن معنى كلامها الغير مفهوم , و قال للتاكسي الوجهة اللي يبغاها بالإنجليزي وكمل بالعربي وهو يلف على أزهار : فرصة نروح لمطعم المتحف الإسلامي ونتفرج على المتحف ..
هزت راسها موافقة بعدين سألت بهمس : كلمت ماما وبابا أمس ؟؟..
هز راسه وقال وهو يخرج جواله : إيوه ليه ؟؟ تبغين تكلمينهم ..
استحت من تفهمه وقالت على طول : لا مو دحين , بعد ما نتغدى ..
صلوا المغرب ودخلوا المطعم وعلى كثر ما كانت جيعانه ما أكلت شي من كثر التفكير في أمور كثيره , بعد ما تغدوا راحوا يتفرجون على المتحف الإسلامي اللي منعوهم من تصوير أي شي فيه بأي نوع من الكاميرات لأنه في معرض في نهاية المتحف يبيع كل شي ممكن يتخيله الإنسان عن المتحف , مجسمات صور , كتب تعاليق وغيرها , لكن أزهار ما اشترت ولا شي بسبب الغلا ولأنها كانت تحس جسمها مكسسسسسسسسر من كثر المشي والحركة خاصة وهي نومها كان مقطع و مو مريح من وصلت هنا , قال جاسم وهو ملاحظ تعبها وفتورها : يلا نرجع للفندق ...
هي من سمعت كلمة الفندق طار التعب عنها , اعتدلت في وقفتها وهي تقول بصوت متحمس : لسه بدري ..
ما قدر يمنع نفسه على الرغم من كل محاولاته , ضحك وضحك و ضحك من قلبه , لأول مرة من فترة طويـــــــلة يضحك هالضحك , تمنت أزهار لو الأرض تنشق وتبلعها بسبب نظرات المارة اللي يطالعون فيهم بحيرة لكنهم سرعان ما يتجاهلونهم و يمشوون لحال سبيلهم , تأوه من كثر الضحك وهو يحط يده على صدره وقال : آآآآآه يا قلبي والله عورني من الضحك ..
ولمن طالع فيها لفت وجهها ورصت على حبل شنطتها وهي تقول بصوت متضايق : ما قلت نكته ..
انفرط ضحك مرة ثانية وهو مهو قادر يوقف نوبة الضحك , عقدت يدينها قدام صدرها وهي تطالع فيه بزعل , حط يده على خصره وهو منحني ومثبت نفسه بيده الثانية المستندة على ركبته وقال وهو يطالع فيها : خلاص , تعبت ..
شاف الابتسامة في عيونها وهي تقول بهمس : ما أدري ليه عندي إحساس لو تكلمت بتضحـ..
ما كملت جملتها لأنه رجع يضحك من جديد , غصب عنها قامت تضحك وهي تقول : جاسم تراني صرت أضحك على شي ما أعرف اش هوه ..
سحب نفس عميييييق وطالع فيها وقال بابتسامة واسعه : أنا كمان أضحك على شي ما أعرف اش هوه , يلا نتحرك , صرنا فرجة ..
حط يده على كتفها وهو يدفها بشويش قدامه , لفت عليه بتشوف تعابير وجهه , لف وجهها على قدام وهو يقول : طالعي قدامك عشان ما أضحك مرة ثانية ..
لفت بوزها وقالت : يعني أنا اللي كنت أضحك ..
مسك ضحكته وهو يأشر لتاكسي يرجعهم للفندق , لأول مرة يحس بهالشعور بانطلاق وراحة غريبة , مسك يد أزهار وساعدها على ركوب التاكسي وركب جنبها وهو يعطي السواق اسم الفندق ..
طالعت فيه أزهار من ورى غطاها اللي أسدلته , كان في شي متغير فيه , اش هوه ما تدري , لكن سواء عرفته أولا لا ما يهمها , المهم إنها شافت لأول مرة ابتسامته الحقيقية , الابتسامة اللي لمعت في عيونه ..



**********************



في السعودية جدة :
الساعة 12 مساء في فيلا أبو جاسم :


: تخيلي كان بيغير حجز التذاكر عشان الجناح اللي طالبه ما يفضى إلا يوم الخميس , قلت له وين راح بيتي , تعال عندي يومين وبعدها نروح مع بعض للمدينة ..
ابتسمت هدى وقالت : والله زين ما سويت , ما شفتها ولا أخذت علومها بسبب دوشة راسي من زواج جاسم ..
ابتسم لمن سمع اسم جاسم وقال : إلا ما اتصلوا العرسان ؟؟
نطت العنود وقالت بطفش : اتصل جاسم أول ما وصلوا وقال أزهار نايمة وعليها ما اتصلوا , أبغى أسمع أخبارها ..
قالت الجوهرة وهي تحط رجل على رجل : أي أخبار في يومين , لسه ما مداهم يشوفون شي , بعدين المحروسة كانت نايمة أول ما جات يعني راح عليهم يوم كامل ما شافوا فيه شي ..
مسكت العنود لسانها الطويل على قولة أمها وقررت إنها ما تتناقش مع الجوهرة , وقالت الهنوف بدفاع : حرام السفر متعب , 9 ساعات والله تبهذل , بعدين ما كان فيه درجة أولى عشان كذا حجز لهم أبويه سياحي ...
قال أحمد : حجزت لهم سياحي وعوضت الفلوس في فندق فور سيزن اللي اخترته لهم في لانكاوي , إن شاء الله تعجبهم فيلا الشاطئ اللي حجزتها ..
شهقت الجوهرة وقالت بصدمة : حجزت لهم فيلا الشاطئ في فور سيزن , أبوية من جدك ..
ابتسم وقال : واجهوا مشاكل كثير قبل زواجهم قلت خليهم يتونسون شوية ..
قالت باستنكار : الليلة على ما أتذكر بـ 4500 من دون فطور كمان ..
ضحك وقال : ويعني ؟؟ الحمد لله ربي منعم عليه , ليش ما أدلعه هو ومرته شوية , وكل اللي حجزتها ليلتين وبعدها بيروحون لفندق لنكاوى لاجون ليومين في ديلوكس على البحر ما خليت كل المدة في فور سيزن ..
قالت العنود بفرح : يااااااااااااارب إنها تعجب أزهار وتتونس فيها يارب ..
زفرت الجوهرة بضيق وقالت بسخرية : ترى هذي لو استأجرتوا غرفة في فندق في أبها الجديدة كان شافتها جنة , خلي عاد فيلا الشاطئ في فور سيزن , صدقوني بترجع مجنونة ..
طااااااالعت فيها العنود وفتحت فمها بترد على كلام الجوهرة لكن أبوها قال فجأة : إيوه صح !!! أم جاسم , ترى التوأم بيجون هالمرة , يعني زيدي عدد الفرش في الملحق ..
قالت هدى بفرح : والله هذي الساعة المباركة , ما أتذكر آخر مرة جووا فيها متى , خبري بهم وهم في المتوسط ..
ابتسم وقال بعفوية : لا أنا شفتهم قبل سنة ونص يوم طلعت الرياض عشان ....
وسكت على طول , قامت العنود من مكانها بسرعة ونطت جنب أبوها وسألت بفضول : عشان إيه ؟؟
قالت أمها لمن تذكرت السبب : مو لازم تعرفين ..
قالت العنود بتفكير عميق وهي ناوية تحرش أمها : آآآآآهاااااااا , يمكن راح وتزوج نجدية تطيح الطير من السما , عاد هم عيني عليهم باردة يا عليهم جمااااااااااااال وطبخ و عيووووون , أبوية أخطب لك وحده ..
قاطعتها أمها بغيرة واستنكار : بنت ..
ضحك أبو جاسم وقال وهو يدق العنود ويطالع في هدى بتحبب : عنيدي اختاري لي وحده منهم ..
لفت على أبوها وهي تشهق وقامت واقفة وحطت يدينها على خصرها وقالت باستنكار وعصبية : ليييييييييه ؟؟؟ اش فيها أمي عشان تتزوج عليها ؟؟ ...
قال بصدق وهو يبتسم : والله لو ألف الدنيا ما ألقى زيها ..
استحت أمهم وقالت بتضيع الموضوع : كله من تحت راسك قومي جيبي كاسة موية ..
لفت على أمها وهي لسه ما حركت يدينها عن خصرها وقالت بحزم : وانتي ليه كنتي مبوزة لمن قال دوري ليه ترى الشرع حلل أربعة واعتراضك على زواجه إعتراض على الشرع , اش فيها لو تزوج أبوية ؟؟ من حقه ..
: عنووووووود ...
: بنت ...
من وسط استنكار أخواتها ضربها أبوها على ظهرها بخفة وقال : قومي جيبي لأمك كاسة موية يالسوسة ..
قالت الهنوف وهي تضربها بالخدادية : مرة إبليس ..
مدت لها العنود لسانها وراحت للمطبخ , قالت هدى وهي تتابعها ببصرها : الله يحفظها أذية ..
قالت الجوهرة : و انتي الصادقة الله يجوزها ...
ولفت على أبوها وقالت : إلا أبوية عدنان وسامر عيال عمي عبد الكريم ليش ما تزوجوا إلى الآن ..
حك أبوها جبهته وقال : عدنان عشان دراسته و سامر يمكن عشان الظروف ما ساعدته ..
فكرت بكلمته وقالت : آآآآآآآآآآآآآ صح , مو هو اللي طلع مدمن ورحت له الرياض ..
قال بلطف حازم : الجوهرة , ما أحب أتكلم في هالموضوع ..
ولمن شاف نظرات الهنوف المصدومة وتصنم العنود وهي جاية ومعاها كاسة الموية زفر وقال : هذا كان من زمان , دحين الرجال كويس وطبيعي الحمد لله ..
قالت الجوهرة بضيق : انحذف واحد من المرشحين ..
حطت العنود كاسة الموية بعنف على الطاولة وراحت وقالت : أروح أنااااااام أحسن لي ..
وطلعت الدرج بسرعة , قالت الجوهرة : أنا اش قلت عشان تزعل ..
قال أبوها بحزم : الهنوف افتحي التلفزيون خلينا نشوف اش فيه أخبار و ما أبغى أسمع حرف ترى راسي يوجعني ..
دخلت العنود الغرفة وصكت الباب بكل قوتها , انتفضت البندري اللي جالسة تقرأ مجله على سريرها على ضوء الأبجورة وسألت : اش فيه ...
فتحت العنود النور وصرخت : أككككككككككرهها ..
ورجعت فتحت الباب وطبقته مرة ثانية بكل قوتها وفتحته وطبقته , عرفت البندري إنه الحالة العصبية جات للعنود اللي تحب تحط حرتها في كل شي حولها إذا ما فرغت كل شي في صدرها للإنسان اللي أذاها , زفرت بقوة وراحت فتحت درجها وخرجت دفتر صغير كتبت فيه شوية كلام ورمته في درجها هو والقلم وصكت الدرج وراحت لسريرها , قالت البندري تذكرها وهي تصك أبجورتها : النور ...
طنشتها ورمت نفسها على سريرها وهي تقول : انتي صكي النور ..
: يا سلاااااااام انتي كنت واقفة وانتي اللي فتحتيه , قومي صكيه انتي ..
تلحفت العنود وقالت بلا مبالاة : إذا ما تبغين مو لازم , أنا عادي عندي أنام والنور مولع ..
كانت عارفه إنه البندري ما تعرف تنام واللمبة مولعة أبدا عشان كذا كانت وااااااااثقة إنها بتقوم وتصك النور عاجلا أم آجلا , مرت خمس دقايق عناد وبعدها قامت البندري وهي تسب وتلعن وضربت العنود من فوق اللحاف وهي مقهوووووورة منها وطفت النور ورجعت لسريرها وتلحفت وهي تتمتم بزعل , تنهدت العنود وهي تحس دمها يغغغغغغغلي وصرخت بداخلها ~ اش لها دخل عنست ولا لا , ذبحتنيييييييييييييييييييييي , قال مرشحين قال , كإنهم عند الباب يستنون إشارة ستي جوهرة , آآآآآآآآآآآآآآآآآآخ كان ودي أضربها , الحيوااااااااااااااااانة ~ ...





***********************




يوم الاثنين 7 / 6 / 1427 هـ :
قبل الظهر في جدة :


الكل كان مجتمع في استراحة أبو جاسم عشان الغدا اللي مسويه أحمد على شرف صاحبه عبد الكريم اللي رضي يجلس يومين في جدة قبل ما يسافر المدينة يوم الخميس بعد ما حلف عليه أحمد اللي حس إنه ما قام بالواجب لمن جووا يحضرون فرح جاسم , أخوان أحمد كلهم مع حريمهم وأولادهم و أخته نورة وأولادها ..
قال حسان وهو يمسك أطراف غترته ويلفها فوق على شكل ضرب : خالي أنا ما طلبت شي , مقابلة وحدة بس ..
رفع أحمد راسه عن قدر الذبيحة وقال : حسان ناولني المغرفة الكبيرة ..
ناولها له وقال وهو يمسح عرقه : خالي تكفى , والله ما بطول ..
زفر أحمد وقال : أنا لو علي ما بمنعك يا ولدي حرمتك وانت حر فيها , لكن تعرف جدتك وعصبيتها , هي تقول ما في مقابلات ما دام ما تحدد يوم الزواج , ويوم زواجك مؤجل إلي يوم يخرج أبوك أو يجيه العفو , وانت عارف هذا الشي صح ولا لا ...
دنق عليه وهمس : أنا عارف , بس شوية ما بتضر , خالي تراكم ذليتوني وجهي صار مغسول بمرق من كثر ما أترجاكم , ساعة انت , ساعة خالي صالح , حتى خالي جلال كلمته وترجيته ..
ضحك أحمد وقال : طيب أفكر أفكر , بعد الغدا يصير خير ..
ولف على أولاد أخوه جلال اللي قاعدين يلعبون بالوت مع سالم ولد خوله وقال بصوت عالي : محمد , أحمد , سالم اتقوا الله حتى حمزة علمتوه على الزفت اللي تلعبون فيه , قوموا تحركوا , روحوا جيبوا الصحون من المطبخ ..
قال حمزة باعتراض : عمي أنا خلاص كبير ..
وصرخ بعدها بحماس : قيد , قيد , والله غش في الورقة ..
قال حسان وهو يدخل للبيت : 13 سنة وقال كبير أجل لا صار 23 اش بيقول , الله المستعان ...
خرج جلال من المجلس لمن سمع صوت أخوه , ولمن شاف الأولاد جالسين على الدكة ويلعبون وأخوه عند القدور قال وهو يفرقع الورق بيده : قوموا يلا , تحركوا لا بارك الله في عدوينكم , قوموا شوفوا عمكم اش يبغى , وانت مسمى عليه ما أخذت منه شي ...
زفر أحمد وقام وهو يقول : أبشر , قايمين ..
***

اسير الصمت
09-06-2012, 03:06 PM
صباح يوم الأحد 6 / 6 / 1427 هـ :
الساعة 11 الصباح في كوالالمبور عاصمة ماليزيا :


فتحت عيونها بشويش ومدت يدها بكسل من تحت المخده سحبت جوالها وصكت المنبه ورجعته ورجعت دفنت وجهها في المخده وهي تعدل نومتها على بطنها وتستغفر , اتذكرت كل شي دفعة وحده , فتحت عيونها على آخرها ورفعت راسها بسرعة وهي تطالع جنبها , مالقيته , التفتت لجهة باب الصالة لمن سمعت صوت خطواته و قبل ما يدخل دنقت بسرعة ودفنت وجهها في المخدة وهي تحس بخجل الكون يتجمع في قلبها , وصلها صوته الهادي هو يقول بابتسامة : صح النوم ..
ما ردت عليه ولا تحركت من مكانها , قال : أزهار ..
غمضت عيونها بقوووووووة وما فتحت فمها بحرف , ضحك وراح الحمام , لمن سمعت صوت باب الحمام رفعت راسها من المخدة وجلست وحطت يدينها على خدودها وسحبت نفسها سحب وراحت جهزت له أول لبس شافته في شنطته وحطتها فوق المنشفة عند الباب وخرجت للصالة , سمعته وهو يخرج من الحمام وحست بحركته داخل الغرفة ولمن خرج فزت من مكانها وعدت من عنده بسرعة وصكت باب الغرفة بالقفل وراها , ضحك من قلبه على حركتها وقال : بزره والله بزره ...
وجلس على الكنبه وطالع في مجلاتها المنظمة فوق الطاولة , سحب وحده وجلس يتصفحها , رماها وطالع في ساعته وهو يزفر بضيق ورجع شغل التلفزيون وقلب القنوات , بعد فترة طالع في ساعته وقام وهو يرمي الريموت على الكنب , راح لباب الغرفة ودق الباب وهو يقول بهدوء : أزهار ..
ما ردت عليه قال بطفش : ما صارت لك ساعة إلا ربع ..
: طيب ..
غير هالكلمة ما سمع شي , عقد ذراعينه ووقف عند الباب , مرت خمس دقايق وما سمع حتى حركة تخبره إنها ناوية تخرج , دق الباب وقال بعصبية : أزهاااااار ..
انفتح الباب بشويييييييش وطلت من وراه أزهار , ما يدري ليه مجرد ما شاف وجهها المحمممر ضحك من قلبه وهو يقول : بس ترى بتنفجرين من كثر ما انتي محمرة ..
تجاوزته بسرعة وجلست على كنبه مفرده وهي مطنشته , اتكى على الباب وطالع فيها وهو يحارب ابتسامته , كانت زي المبخوخه بمثبت , عيونها ما تحركت عن شاشة التلفزيون , رحم حالها وقال وهو يعدل وقفته : يلا نروح نفطر في البوفيه ..
كإنها ما صدقت خبر , قامت ولبست عبايتها ونظرة راحه ماليه وجهها , تحرك وهو يهمس لنفسه : متزوج تحفه أنا ..
وقف وراها وهي تلبس نقابها وقال وهو يطالع في ساعته : يلا تأخرنا , نص ساعة ويفوتنا الفطور المجاني ..
انتفضت وبعدت عنه وهمست باختصار من دون ما تطالع فيه : يلا ..
رفع حواجبه لمن لاحظ نفضتها وتحرك قبلها وهو يهز راسه و يبتسم بسخرية , شالت شنطتها ولحقته وهي مخليه مسافة بينها وبينه , حتى في المصعد خلت بينها وبينه قرابة متر , طاااااااالع فيها وقال بتريقة : خير ست أزهار كإننا متخاصمين ..
ولمن شاف عزمها على الصمت طنشها وخرج من المصعد من دون مايستناها زفرت وهي تحاول تلقط أنفسها وتتبع خطواته السريعة وهي تصرخ بداخلها ~ ماااااااالت عليه , ليه مو مقدر إني خجلانه ؟؟ الرجال ما يفهمون الحريم ومشاعرهم , بالله اش يعتقد يعني , بأدقها حنك معاه أو .... ~ توقفت أفكارها لمن وقف قبل مايدخل باب القاعة الكبيرة اللي فيها البوفيه المفتوح , التفت لها ومد يده اليسار لها وهو يبتسم ابتسامة خفيفة , مستحيل يتخيل هالحركة البسيطة اش سوت في قلبها ومشاعرها , تحركت بشويش ومدت يدها اليمين بخجل ومسكته وهي تلف وجهها بعيد عنه , سحبها لطاولة منعزلة بعد ما اختاروا الأكل اللي يبغونه وهناك استغرب لمن شافها تاكل بشهية , لمن انتبهت إنه يطالع فيها وقفت أكل وحممممممرت خدودها , قال بهدوء وهو يطالع في صحنه : كلي , كلي ورانا مشي ..



*************************



في نفس الوقت في جدة :
الساعة 6 الفجر في جدة :


: أستاذ عمر ..
: أستاذ عمر ..
أشر عمر للأولاد اللي ينادونه إنهم يستنون وهو يقول لأحمد في الجوال : والله سامحني ياعم , أنا مرتبط برحلة للبر مع التحفيظ ..
وصله صوت أحمد المحب وهو يقول : خلاص أجل , بالتوفيق لك في رحلتك يا ولدي بس بكرة تجي هنا إذا ربي أحيانا سامع ..
ابتسم عمر وقال : إن شاااااااء الله ..
قال أحمد : ترى حتى بكرة عندنا غدا في الإستراحة إن شاء الله , ودي أعرفك على صاحبي عبد الكريم وهو وده يتعرف عليك من كثر ما أحكيه ..
دنق عمر وجهه مستحي وهو يقول : الله يجزاك بالخير يا عم , ولا يهمك , بكرة إن شاء الله وأنا عندك ..
: انتبه لنفسك ..
: إن شاء الله مشكور يا عم ..
صك جواله وهو يحس بشعور مرييييييييح , حس كإنه لقي رجع له أحد من أهله , أحمد كل يومين وهو داق يسأل عنه ..
: أستاذ عمر ..
: أستاذ عمر ..
لف على الأولاد وقال بعصبية كاذبة : شايفيني أتكلم بالجوال تنادوني ..
ابتسموا وقال أطولهم واللي ما يتعدى عمره 15 سنة : أستاذ ليش تهاوش وانت تضحك ؟؟
ضحك عمر وقال وهو يأشر على الباص بحزم : يلا بسرعة على الباص لا يقولون جماعة الطموح هم الوحيدين اللي ما ركبوا الباص , تبغون المعالي و الإباء يسبوقوننا ..
صرخوا الإثنا عشر ولد مع بعض بحماس : لااااااااااااا ..
ودخلوا الباص , جا إمام مسجد الحي وأعطى عمر ظرف وقال : هنا 1000 ريال , 300 حق الخيام اللي مستأجرينها للرحلة و 200 حق الباص و 500 غدا وعشا ..
حط عمر الظرف في جيبه وقال : إن شاء الله ..
قال الإمام ينبه عليه بمزح : معاكم 35 ولد مو تضيعون لي واحد في البران وتجون ..
قال مهند أستاذ جماعة المعالي بمزح : كويس يعني نقدر نسيب اثنين ؟؟
دقه عبد الله أستاذ الإباء وأشر له على خالد المشرف على الرحلة واللي طالع فيه بنص عين , هو حبوب لكن بحكم مركزه كان لازم له هيبة وسط الطلاب والمدرسين كونه مشرف , كمل الإمام يوجه الخطاب لهم و لمساعدينهم الإثنين واللي ما تجاوزا الـ 18 : ألعاب خطرة ممنوع , ممنوع إقتراب الأولاد من النار وقت الشوي , ولا يقعدون يمزحون لي وهم يقطعون السلطة وغيره ولا يروحون للحمامات لوحدهم بدون ما تشوفون المكان نظيف وما فيه شي ولا لا ..
كانوا حافظين هالدروس لأنها مهي أول رحلة لهم , يا ما راحوا استراحات و مخيمات , حتى مكة و المدينة والطائف راحوا لها مع جماعات أكثر من المراهقين و لأيام مو ليوم واحد بس ..
ركبوا الباص الكبير اللي تحرك بعد ما ألقى المشرف دعاء الركوب يذكرهم به
, شوية قال مهند بحماس : المعالي حمااااااااااااس ...
صرخوا أولاد المعالي وهم يرفعون يدهم , طالع فيه عمر ولف على أولاده وقال بهدوء : الطموح ..
دوت صرخة أولاده : طموووووووووووح ..
ضحك عبد الله على حركتهم ولمن شاف أولاده يطالعون فيه بعيون متوسلة تنهد و قال وهو يرفع يده : إباء ..
صرخوا قبل ما يكمل كلمته من كثر الحماس ..
قال واحد فيهم فجأة : أفتقد الشيخ عمار ..
حس عمر بعصرة في قلبه , التفت للولد لقي عيونه تلمع من الدموع وهو يكمل : كان دايما يروح معانا للرحلة و كان ينشد لنا ..
ولمن سمع همهمات الأولاد اللي ساد الحزن جوهم رغم صغر سنهم وعدم فهمهم التام للموت طالع في الأساتذة اللي طالعوا فيه بألم , ابتسم ووقف ولف عليهم وقال : هذا قضاء الله ولازم نكون صابرين , أنا متأكد إن الشيخ عمار كان يرافقكم رحلاتكم عشان تنبسطون وانتم دحين محزنين , مفتقدينه ؟؟ مفتقدين نشيده ؟؟ ..
وابتسم أكثر ونشد بصوت عذب أول أنشودة جات على باله : يا قافلات الخير , دايم و انتي غير , ربي يباااارك فيك سيري بأجمل سير ..
وبدأ الأساتذة ينشدون معاه : مري بكل الناس , دعوة وصدق إحساس , شبابنا بالحيييييل يحتاج رفعة راس ..
دب الحماس في الأولاد وهم يكملون بصوت حماسي : من قمة لقمة شباب هالأمة , لجل الوطن دايم همة على همـــــــة ...
ابتسم عمر لمن حس بيد مهند تضغط كتفه وترص عليها وهز راسه يشكره ورجع يطالع في الأولاد المستمتعين هو يشوف في عيون كل ولد منهم أخوه عمار ...



*********************



بعد صلاة الظهر في كوالالمبور :
أمام ساحة الفندق :


وقف وهو يطالع بحيرة في الورقة اللي قدامه , ورفع راسه لمن حس إنه في فراغ مفاجئ غريب عن جنبه اليسار , التفت بسرعة وهو يقول : أزهار ..
همسها الخافت وصله : أنا وراك ..
التفت لها بسرعة وقال بعصبية : لا عاد تتحركين من جنبي سامعة , مافيني تضيعين مرة ثانية ..
طاااالعت فيه بصدمة و نزلت راسها للأرض على طول , حس بالذنب من عصبيته ففتح فمه بيفهمها السبب وسكت لمن رفعت راسها وقالت بسرعة وحماس ما قدرت تكتمه وهي تأشر على القطار : أبغى أركب ..
وكملت بهمس وهي تنزل يدها جنبها لمن شافت نظراته : القـ...ـطار..
~ بززززززززره , أنا متزوج بزززره ~ زفر وسأل بسخرية : بس كذا نركبه ؟؟ ما فكرتي فين بنروح !! ..
خرجت مطوية من شنطتها وقالت بحماس وهي تأشر : هذا مسار القطار أخذته من الأوراق المحطوطه في الإستقبال ..
ابتسم رغم عنه وقال وهو يسحب المطوية منها : هذا كله عشان قطار ..
لمن يناقشها بعصبية وبرود تقدر تتكلم معاه لكن من يبدأ يبتسم تحس بثقل في لسانها من كثر الخجل , لمن شاف صمتها تنهد بطفش ومشي لمحطة القطار وهو يطالع في محطات توقف القطار الموجودة على الخريطة , لمن دفع أجرة الركوب , سمع صوتها وهي تهمس لنفسها بحماس : قطاااار ..
خلاها تجلس عند الطاقة وجلس جنبها وهو يقول : بنروح دحين لسوق اسمه تايم سكوير مع إني كنت مخطط لحديقة الحيوان اليوم أو حديقة بردانه جنبها حدايق كثيرة حلوة ..
قالت بحماس : أول مرة أركب قطار ..
قال بهدوء وهو يطالع في المطوية : ركبتي قطار في المطار ولا ناسية ..
قالت تشرح له : مو زي هذا , ذاك كان و احنا واقفين وما في مناظر , هذا قطار حقيقي ..
قال بسخرية : إي صح وذاك كان لعبة ..
حست بالبرود يرجع لها ~ لاااااااااا يمكن يكمل جميل سواه ~ لفت وجهها عنه وطالعت في المناظر اللي قدامها , بدأ القطار تحركه ببطء وشوية ازدادت سرعته و بدأت المشاهد تتوالى قدامها , كانت تحس كإن البيوت والعمائر والناس والسيارات هي اللي تتحرك وهي ثابته , حست بشعور جميل أول مرة تحسه , تمنت مليون مرة لو عمر معاها يشوف هذا الجمال والغرابة كلها , فجأة خرج القطار من وسط البيوت لمساحة واسعة فاضية وهو يمشي فوق مسار حديدي مرتفع عن الأرض تمشي من تحته السيارات , شهقت بخفة وهي تفتح غطاها عشان تشوف اللي حولينها زين ولصقت وجهها في القزاز على طول عشان تشوف السيارات والشوارع اللي تحت المسار , حست بجسمه يميل عليها وهو يطالع من فوق كتفها وهو يسأل : اش فيه ؟؟
استحت و رجعت على ورى بسرعة واعتدلت في مكانها وهي ساكته , طاااااالع فيها وسأل : اش فيه ؟؟ شفتي شي ؟؟
~ حيعتبرني هبله دحين , اش ذنبي إني أول مرة أشوف هالمناظر وهو تعود عليها , أفففففففففففففففف , حيعتبرني هبلة ~ قالت بهدوء : كنت أطالع بس , ما في شي ..
رفع حاجبه اليمين وسأل : وليش الشهقة ؟؟
~ استجواااااااااب , الله يقطع شرك انت وحاجبك هذا اللي يقهرني ~ كشرت بوجهها بضيق وهي ناسية إنها مهي مغطية ولعبت بحبال شنطتها اللي في حضنها وهي تقول : مستغربة بس ..
مد يده ومسد حواجبها المقطبة بإبهامه وسبابته و همس بابتسامة : طيب ماله داعي التكشير ..
طالعت فيه بصدمة , عيونها المكحلة اتسعت من الصدمة ولمعت من شفافية لونها , دنق عليها بيسلم على خدها , بعدت عنه وجهها المحمممممممممر وسحبت الغطى بسرعة , ضحك وهو يبعد وقال بسخرية وهو مازال رافع حاجبه : اش بك ؟؟
~ اش الجرأة هذي ؟؟ ما عنده واحد اثنين , الله يفششششششششلك يا جاسم مكان عاااااااام , عسى ما أحد شاف , يا ربييييييييي كيف قلبي يعورني ~ غطست في مقعدها وهي تلف بوجهها عنه بصمت خجول , وأول ما وقف القطار زفرت براحة وهي تخرج وراه , المحطة كانت قدام السوق اللي قال عليه , فتحت عيونها على الآخر لمن شافت مبنى السوق الضخم , قال وهو يأشر لها على المبنى : إذا ما خانتني ذاكرتي السوق هذا 13 دور و جوة فيه فندق وألعاب وسينما كمان , العنود عيدت ذيك المرة هنا ...
ابتسمت أول ما جا ذكر العنود اللي ذبحتها نصايح لأماكن لازم تزورها لكن مشكلتها مع الحفظ ما هي متذكرة ولا مكان قالته ..
تبعته لداخل السوق اللي كان كلمة رااائع وكبير قليلة في حقه , كان أحلى شي عاجب أزهار فيه هو الزحمة والناس اللي مجتمعة من مختلف الجنسيات , محد يفهم الشعور اللي تحسه للزحمة , تسمع ضوضاء الناس باختلاف لغاتهم وصراخ الأطفال مختلطة بصوت خطواتهم السريعة والهادية و صوت خشخشة الأكياس , كان هذا كله يشعرها بالحياة , الأعمدة الرخامية الكبيرة العريضة موزعة وسط الصالات المزينة بأعلام و شرايط ملونه , طلعت معاه السلم الكهربائي وهي تطالع بشغف في الطالعين والنازلين , الماليزين بعكس سكان كثير من الدول الغير مفروض فيها الحجاب كانوا محتشمين في ملابسهم ..



*********************

خرج من ذكرياته وطالع في سطح الكمبيوتر المفتوح على منتدى اللغة الإنجليزية اللي يشرف عليه ولف على يساره , شاف وجه سحر المبتسم , قال بصوت ثقيل وهو لسه شبه غارق في تفكيره : هاااا ..
ضربته على راسه وهي تقول بعصبية : أي هاااااا , الناس تقول نعم مو هاااا , بعير انت ..
ضربتها نبهته هو فين , ضحك وقال وهو يتلمس الندبة اللي في خده : نعــم يالمزعجة , خييييييير ..
جلست على ذراع مقعده الدوار وقالت وهي تمسد شعره : حبيبي سمووور ..
زفر بطفش وقال : جينا , أخلصي قولي اللي عندك من الآخر وبدون مقدمات ..
ضربته مرة ثانية وقالت : خليني براحتي ..
حك راسه وقال : طيب , اش عندك ؟؟ فلوس ما عندي , سيارتي في الورشة يعني ما أقدر أوديك ولا مكان ..
خرجت مفتاح سيارة أبوها من جيب تنورتها وهزته قدامه وهي تقول : عندي وأنا أبو هندي , حبيبي حاسبتها صح , كنت عارفة أعذارك ومجهزة رد لها ..
سحب مفتاح السيارة وقال وهو يدفها عن مقعده : الله يعين جوزك عليك ..
قالت وهي تبعد خصل قصتها عن وجهها بدلع : والله يسجد لربه مليوووون سجدة شكر اللي سحر بتكون زوجته ..
قال وهو يرمي عليها علبة مناديل : يلللللللللللللعن أبو التكبر , أخرجي من غرفتي ..
قالت وهي تمشي بدلع : ألبس عبايتي وأستناك تحت ..
لحقها وجر شعرها وهو يقول : تعالي انتي , وين بتروحين ؟؟
قالت وهي تسحب شعرها من يده : آآآآي , قصدك وين بأوديك مو وين بتروحين , بتوديني مكتبة العبيكان ..
: و ليش إن شاء الله ؟؟ مع صباح الله خير مكتبة ..
: أبغى أشتري بعض اللوازم المهمممممممة , يلا استناك تحت ..
زفر بعد ما خرجت من غرفته وراح لكمبيوتره و طاااااااااالع في الشاشة وهو يتساءل متى بينسى كل هالذكريات البشعة ؟؟ ماضيه الأسود لا يمكن يفارقه لحظة , وحتى لو هو نسيه أهله اللي انصدموا فيه ممكن ينسونه ؟؟ سحر اللي ....
: سااااااااااااااااااامـــــــــر ..
صرخ وهو يسحب محفظته وجواله : جااااااااااااي يا رجـــــــه ..
أول ما وصل نهاية الدرج , سحبته سحر وقالت وهي تخرجه برى الفيلا وتناوله شماغه اللي كان في العلاقة : بسررررعه قبل ما تجي المريخية ..
أخذ شماغة وبدأ يعدله وهو يقول بتساؤل : مريخية ؟؟..
قالت وهي تصك الباب وتسحبه للسيارة الموقفه في الموقف الداخلي : القادمة من المريخ , سلافو المتخلفه خرجت بالدس عنها , لو تدري بتصر تروح معانا ..
ضحك وقال وهو يفتح باب السيارة ويدخل : والله إنها ضعيفة , محد معطيها وجه في هالبيت ..
قالت وهي تدخل : والله ما الضعيف غيري فهالبيت ..
طاااااااااااالع فيها وهو يشغل السيارة , ضحكت وقالت : مو ضعيفة مرة ..
ولمن فتح فمه بيعلق دق جوالها , أشرتله إستئذان وردت و هي تقول : هلااااااااااااااااااااا والله ..
وصلها صوت العنود الحاد وهي تصرخ : ياااااادببببببببببببببببببببب ..
بعدت سحر الجوال عن إذنها وهي تقول : الناس تسلم أول يا نحيفه انتي ..
قالت بسرعة رهيبة : السلام عليكم , دحين انتي واعدتني تردين عليه أمس على حكاية المدينة وتخونين فيني وتنامين , دقيت عليك فوق العشر مرااااااااااااات و ما رديتي , يا فـقـمة يا كيس النوووووووم , فشلتيني عند أمك , أزززززعجتها وأنا أتصل على جوالها عشان أسألها عنك وأطلب منها تخليك تردين على جوالك ..
ضحكت سحر من قلبها , كان صوت العنود خارج من الجوال وهي مهي حاطه سبيكر , قالت : اهدي شوية واسمعي اللي عندي بعدين هاوشي ..
قاطعتها بصوت حازم : ماااااااااااا أبغى أسمع شي , بتجووووووون ولا لا ؟؟
زفرت سحر وقالت : لا مو ....
سؤالها انطلق من العدم وهي تصرخ مقاطعتها بصدمة : ليييييييييييييييييييش ؟؟
سدت سحر إذنها وهي تطالع في سامر اللي رماها بنظرة متعجبة ورجع هز راسه وطالع قدام , قالت وهي حاطة الجوال بعيد عنها : عنيدي يالمتخلفة , صنجتي إذني , أبوية حاجز التذاكر على بكره ووعدني ننزل إذا تأكد حجز الفندق اللي حجزناه اليوم في المدينه ..
: يعني جااااااااااايييييييييييييييييييييييييييين بكرة واااااااااااااااااااااااااااااو ..
حطت الجوال على إذنها وقالت : إن شاء الله إذا تأكد حجز الفندق , عشان كذا قلتلك اسمعي اللي عندي أول , لأنه لو ما تأكد الحجز يمكن نغير ..
قالت العنود باختصار : طيب يلا اذلفي وجهك جالسة تكلميني ليه , عرفت انكم بتجون , يلا مع السلامة ..
شهقت سحر وقالت : شوف الوصخة ..
ضحكت العنود وقالت : يلا مع السلااااااااامة ..
وصكت الخط , صكت الجوال ورجعته لشنطتها وهي تقول : قسما بالله خبببببببببلة هالبنت ..
ولفت على سامر وابتسمت وهي تقول : سمعت شي ؟؟
ابتسم ابتسامة جانبية وقال بتريقة : قصدك في شي ما سمعته ؟؟
قالت على طول : ترى هي صوتها مو كذا بس شكله في مشكله في الجوال عشان كذا طالع عالي ..
لف عليها وقال ببرود : الزبدة ..
سكتت شويه بعدين قالت : ولا شي ..
قال بعد تفكير : لا يكون لسه حاطه في بالك إني ممكن أفكر فيها و أخطبها , إمسحي هالفكرة , أنا أول مرة أشوف بنت تنعرض على أخوين , لهالدرجة نفسكم فيها ...
لفت بوزها وطالعت مع القزاز وهي تقول : إيوه ..
زفر بضيق وهو يوقف السيارة عند مواقف المكتبة ..



**************************



الساعة 6 قبل المغرب في ماليزيا :


~ جيعاااااااااااااااااااااااانه , جيعاااااااااااااااااااااااااااانه ~ جلست تلعب في الكاميرا وهي واقفة جنب باب مطعم خرج منه جاسم وهو يقول بطفش : نو حلال ..
دخلت الكاميرا اللي كانت تصور بها الشارع اللي واقفين فيه وقالت با قتراح : نرجع لشارع العرب طيب ..
طالع فيها وسأل : فيك حيل ؟؟ ترانا مشينا مسافات كثيرة ..
صرخت بداخلها ~ تعبااااااااااااااااااانه ~ وترددت قبل ما تقول بهدوء : مو مشكلة , عادي ..
وقف عند طرف الرصيف وأشر لتاكسي وهو يقول : لمن أسألك المرة الجاية جاوبي بصراحة ..
طااااااالعت فيه بصمت , كان لابس بنطلون جينز بني زي لون الكاب والجزمة وبلوزه بيج مرسوم عليها بوصلة وخريطة باللون البني , ما كان هذا خيالها للزوج اللي تتمناه أبدا لكنها رغم كذا ....... , تقدمت ووقفت جنبه بصمت , لف عليها لمن شاف صمتها طال وسأل : تعبانه ؟؟
ابتسمت وهمست بصدق : كنت بس دحين لا ..
وقوف التاكسي منعه من إنه يسألها عن معنى كلامها الغير مفهوم , و قال للتاكسي الوجهة اللي يبغاها بالإنجليزي وكمل بالعربي وهو يلف على أزهار : فرصة نروح لمطعم المتحف الإسلامي ونتفرج على المتحف ..
هزت راسها موافقة بعدين سألت بهمس : كلمت ماما وبابا أمس ؟؟..
هز راسه وقال وهو يخرج جواله : إيوه ليه ؟؟ تبغين تكلمينهم ..
استحت من تفهمه وقالت على طول : لا مو دحين , بعد ما نتغدى ..
صلوا المغرب ودخلوا المطعم وعلى كثر ما كانت جيعانه ما أكلت شي من كثر التفكير في أمور كثيره , بعد ما تغدوا راحوا يتفرجون على المتحف الإسلامي اللي منعوهم من تصوير أي شي فيه بأي نوع من الكاميرات لأنه في معرض في نهاية المتحف يبيع كل شي ممكن يتخيله الإنسان عن المتحف , مجسمات صور , كتب تعاليق وغيرها , لكن أزهار ما اشترت ولا شي بسبب الغلا ولأنها كانت تحس جسمها مكسسسسسسسسر من كثر المشي والحركة خاصة وهي نومها كان مقطع و مو مريح من وصلت هنا , قال جاسم وهو ملاحظ تعبها وفتورها : يلا نرجع للفندق ...
هي من سمعت كلمة الفندق طار التعب عنها , اعتدلت في وقفتها وهي تقول بصوت متحمس : لسه بدري ..
ما قدر يمنع نفسه على الرغم من كل محاولاته , ضحك وضحك و ضحك من قلبه , لأول مرة من فترة طويـــــــلة يضحك هالضحك , تمنت أزهار لو الأرض تنشق وتبلعها بسبب نظرات المارة اللي يطالعون فيهم بحيرة لكنهم سرعان ما يتجاهلونهم و يمشوون لحال سبيلهم , تأوه من كثر الضحك وهو يحط يده على صدره وقال : آآآآآه يا قلبي والله عورني من الضحك ..
ولمن طالع فيها لفت وجهها ورصت على حبل شنطتها وهي تقول بصوت متضايق : ما قلت نكته ..
انفرط ضحك مرة ثانية وهو مهو قادر يوقف نوبة الضحك , عقدت يدينها قدام صدرها وهي تطالع فيه بزعل , حط يده على خصره وهو منحني ومثبت نفسه بيده الثانية المستندة على ركبته وقال وهو يطالع فيها : خلاص , تعبت ..
شاف الابتسامة في عيونها وهي تقول بهمس : ما أدري ليه عندي إحساس لو تكلمت بتضحـ..
ما كملت جملتها لأنه رجع يضحك من جديد , غصب عنها قامت تضحك وهي تقول : جاسم تراني صرت أضحك على شي ما أعرف اش هوه ..
سحب نفس عميييييق وطالع فيها وقال بابتسامة واسعه : أنا كمان أضحك على شي ما أعرف اش هوه , يلا نتحرك , صرنا فرجة ..
حط يده على كتفها وهو يدفها بشويش قدامه , لفت عليه بتشوف تعابير وجهه , لف وجهها على قدام وهو يقول : طالعي قدامك عشان ما أضحك مرة ثانية ..
لفت بوزها وقالت : يعني أنا اللي كنت أضحك ..
مسك ضحكته وهو يأشر لتاكسي يرجعهم للفندق , لأول مرة يحس بهالشعور بانطلاق وراحة غريبة , مسك يد أزهار وساعدها على ركوب التاكسي وركب جنبها وهو يعطي السواق اسم الفندق ..
طالعت فيه أزهار من ورى غطاها اللي أسدلته , كان في شي متغير فيه , اش هوه ما تدري , لكن سواء عرفته أولا لا ما يهمها , المهم إنها شافت لأول مرة ابتسامته الحقيقية , الابتسامة اللي لمعت في عيونه ..



**********************



في السعودية جدة :
الساعة 12 مساء في فيلا أبو جاسم :


: تخيلي كان بيغير حجز التذاكر عشان الجناح اللي طالبه ما يفضى إلا يوم الخميس , قلت له وين راح بيتي , تعال عندي يومين وبعدها نروح مع بعض للمدينة ..
ابتسمت هدى وقالت : والله زين ما سويت , ما شفتها ولا أخذت علومها بسبب دوشة راسي من زواج جاسم ..
ابتسم لمن سمع اسم جاسم وقال : إلا ما اتصلوا العرسان ؟؟
نطت العنود وقالت بطفش : اتصل جاسم أول ما وصلوا وقال أزهار نايمة وعليها ما اتصلوا , أبغى أسمع أخبارها ..
قالت الجوهرة وهي تحط رجل على رجل : أي أخبار في يومين , لسه ما مداهم يشوفون شي , بعدين المحروسة كانت نايمة أول ما جات يعني راح عليهم يوم كامل ما شافوا فيه شي ..
مسكت العنود لسانها الطويل على قولة أمها وقررت إنها ما تتناقش مع الجوهرة , وقالت الهنوف بدفاع : حرام السفر متعب , 9 ساعات والله تبهذل , بعدين ما كان فيه درجة أولى عشان كذا حجز لهم أبويه سياحي ...
قال أحمد : حجزت لهم سياحي وعوضت الفلوس في فندق فور سيزن اللي اخترته لهم في لانكاوي , إن شاء الله تعجبهم فيلا الشاطئ اللي حجزتها ..
شهقت الجوهرة وقالت بصدمة : حجزت لهم فيلا الشاطئ في فور سيزن , أبوية من جدك ..
ابتسم وقال : واجهوا مشاكل كثير قبل زواجهم قلت خليهم يتونسون شوية ..
قالت باستنكار : الليلة على ما أتذكر بـ 4500 من دون فطور كمان ..
ضحك وقال : ويعني ؟؟ الحمد لله ربي منعم عليه , ليش ما أدلعه هو ومرته شوية , وكل اللي حجزتها ليلتين وبعدها بيروحون لفندق لنكاوى لاجون ليومين في ديلوكس على البحر ما خليت كل المدة في فور سيزن ..
قالت العنود بفرح : يااااااااااااارب إنها تعجب أزهار وتتونس فيها يارب ..
زفرت الجوهرة بضيق وقالت بسخرية : ترى هذي لو استأجرتوا غرفة في فندق في أبها الجديدة كان شافتها جنة , خلي عاد فيلا الشاطئ في فور سيزن , صدقوني بترجع مجنونة ..
طااااااالعت فيها العنود وفتحت فمها بترد على كلام الجوهرة لكن أبوها قال فجأة : إيوه صح !!! أم جاسم , ترى التوأم بيجون هالمرة , يعني زيدي عدد الفرش في الملحق ..
قالت هدى بفرح : والله هذي الساعة المباركة , ما أتذكر آخر مرة جووا فيها متى , خبري بهم وهم في المتوسط ..
ابتسم وقال بعفوية : لا أنا شفتهم قبل سنة ونص يوم طلعت الرياض عشان ....
وسكت على طول , قامت العنود من مكانها بسرعة ونطت جنب أبوها وسألت بفضول : عشان إيه ؟؟
قالت أمها لمن تذكرت السبب : مو لازم تعرفين ..
قالت العنود بتفكير عميق وهي ناوية تحرش أمها : آآآآآهاااااااا , يمكن راح وتزوج نجدية تطيح الطير من السما , عاد هم عيني عليهم باردة يا عليهم جمااااااااااااال وطبخ و عيووووون , أبوية أخطب لك وحده ..
قاطعتها أمها بغيرة واستنكار : بنت ..
ضحك أبو جاسم وقال وهو يدق العنود ويطالع في هدى بتحبب : عنيدي اختاري لي وحده منهم ..
لفت على أبوها وهي تشهق وقامت واقفة وحطت يدينها على خصرها وقالت باستنكار وعصبية : ليييييييييه ؟؟؟ اش فيها أمي عشان تتزوج عليها ؟؟ ...
قال بصدق وهو يبتسم : والله لو ألف الدنيا ما ألقى زيها ..
استحت أمهم وقالت بتضيع الموضوع : كله من تحت راسك قومي جيبي كاسة موية ..
لفت على أمها وهي لسه ما حركت يدينها عن خصرها وقالت بحزم : وانتي ليه كنتي مبوزة لمن قال دوري ليه ترى الشرع حلل أربعة واعتراضك على زواجه إعتراض على الشرع , اش فيها لو تزوج أبوية ؟؟ من حقه ..
: عنووووووود ...
: بنت ...
من وسط استنكار أخواتها ضربها أبوها على ظهرها بخفة وقال : قومي جيبي لأمك كاسة موية يالسوسة ..
قالت الهنوف وهي تضربها بالخدادية : مرة إبليس ..
مدت لها العنود لسانها وراحت للمطبخ , قالت هدى وهي تتابعها ببصرها : الله يحفظها أذية ..
قالت الجوهرة : و انتي الصادقة الله يجوزها ...
ولفت على أبوها وقالت : إلا أبوية عدنان وسامر عيال عمي عبد الكريم ليش ما تزوجوا إلى الآن ..
حك أبوها جبهته وقال : عدنان عشان دراسته و سامر يمكن عشان الظروف ما ساعدته ..
فكرت بكلمته وقالت : آآآآآآآآآآآآآ صح , مو هو اللي طلع مدمن ورحت له الرياض ..
قال بلطف حازم : الجوهرة , ما أحب أتكلم في هالموضوع ..
ولمن شاف نظرات الهنوف المصدومة وتصنم العنود وهي جاية ومعاها كاسة الموية زفر وقال : هذا كان من زمان , دحين الرجال كويس وطبيعي الحمد لله ..
قالت الجوهرة بضيق : انحذف واحد من المرشحين ..
حطت العنود كاسة الموية بعنف على الطاولة وراحت وقالت : أروح أنااااااام أحسن لي ..
وطلعت الدرج بسرعة , قالت الجوهرة : أنا اش قلت عشان تزعل ..
قال أبوها بحزم : الهنوف افتحي التلفزيون خلينا نشوف اش فيه أخبار و ما أبغى أسمع حرف ترى راسي يوجعني ..
دخلت العنود الغرفة وصكت الباب بكل قوتها , انتفضت البندري اللي جالسة تقرأ مجله على سريرها على ضوء الأبجورة وسألت : اش فيه ...
فتحت العنود النور وصرخت : أككككككككككرهها ..
ورجعت فتحت الباب وطبقته مرة ثانية بكل قوتها وفتحته وطبقته , عرفت البندري إنه الحالة العصبية جات للعنود اللي تحب تحط حرتها في كل شي حولها إذا ما فرغت كل شي في صدرها للإنسان اللي أذاها , زفرت بقوة وراحت فتحت درجها وخرجت دفتر صغير كتبت فيه شوية كلام ورمته في درجها هو والقلم وصكت الدرج وراحت لسريرها , قالت البندري تذكرها وهي تصك أبجورتها : النور ...
طنشتها ورمت نفسها على سريرها وهي تقول : انتي صكي النور ..
: يا سلاااااااام انتي كنت واقفة وانتي اللي فتحتيه , قومي صكيه انتي ..
تلحفت العنود وقالت بلا مبالاة : إذا ما تبغين مو لازم , أنا عادي عندي أنام والنور مولع ..
كانت عارفه إنه البندري ما تعرف تنام واللمبة مولعة أبدا عشان كذا كانت وااااااااثقة إنها بتقوم وتصك النور عاجلا أم آجلا , مرت خمس دقايق عناد وبعدها قامت البندري وهي تسب وتلعن وضربت العنود من فوق اللحاف وهي مقهوووووورة منها وطفت النور ورجعت لسريرها وتلحفت وهي تتمتم بزعل , تنهدت العنود وهي تحس دمها يغغغغغغغلي وصرخت بداخلها ~ اش لها دخل عنست ولا لا , ذبحتنيييييييييييييييييييييي , قال مرشحين قال , كإنهم عند الباب يستنون إشارة ستي جوهرة , آآآآآآآآآآآآآآآآآآخ كان ودي أضربها , الحيوااااااااااااااااانة ~ ...





***********************




يوم الاثنين 7 / 6 / 1427 هـ :
قبل الظهر في جدة :


الكل كان مجتمع في استراحة أبو جاسم عشان الغدا اللي مسويه أحمد على شرف صاحبه عبد الكريم اللي رضي يجلس يومين في جدة قبل ما يسافر المدينة يوم الخميس بعد ما حلف عليه أحمد اللي حس إنه ما قام بالواجب لمن جووا يحضرون فرح جاسم , أخوان أحمد كلهم مع حريمهم وأولادهم و أخته نورة وأولادها ..
قال حسان وهو يمسك أطراف غترته ويلفها فوق على شكل ضرب : خالي أنا ما طلبت شي , مقابلة وحدة بس ..
رفع أحمد راسه عن قدر الذبيحة وقال : حسان ناولني المغرفة الكبيرة ..
ناولها له وقال وهو يمسح عرقه : خالي تكفى , والله ما بطول ..
زفر أحمد وقال : أنا لو علي ما بمنعك يا ولدي حرمتك وانت حر فيها , لكن تعرف جدتك وعصبيتها , هي تقول ما في مقابلات ما دام ما تحدد يوم الزواج , ويوم زواجك مؤجل إلي يوم يخرج أبوك أو يجيه العفو , وانت عارف هذا الشي صح ولا لا ...
دنق عليه وهمس : أنا عارف , بس شوية ما بتضر , خالي تراكم ذليتوني وجهي صار مغسول بمرق من كثر ما أترجاكم , ساعة انت , ساعة خالي صالح , حتى خالي جلال كلمته وترجيته ..
ضحك أحمد وقال : طيب أفكر أفكر , بعد الغدا يصير خير ..
ولف على أولاد أخوه جلال اللي قاعدين يلعبون بالوت مع سالم ولد خوله وقال بصوت عالي : محمد , أحمد , سالم اتقوا الله حتى حمزة علمتوه على الزفت اللي تلعبون فيه , قوموا تحركوا , روحوا جيبوا الصحون من المطبخ ..
قال حمزة باعتراض : عمي أنا خلاص كبير ..
وصرخ بعدها بحماس : قيد , قيد , والله غش في الورقة ..
قال حسان وهو يدخل للبيت : 13 سنة وقال كبير أجل لا صار 23 اش بيقول , الله المستعان ...
خرج جلال من المجلس لمن سمع صوت أخوه , ولمن شاف الأولاد جالسين على الدكة ويلعبون وأخوه عند القدور قال وهو يفرقع الورق بيده : قوموا يلا , تحركوا لا بارك الله في عدوينكم , قوموا شوفوا عمكم اش يبغى , وانت مسمى عليه ما أخذت منه شي ...
زفر أحمد وقام وهو يقول : أبشر , قايمين ..
***

كيني
09-06-2012, 03:14 PM
O________________________O

اسير الصمت
09-06-2012, 03:16 PM
بعد العشاء المكون من مشاوي متنوعة , كل راح لبيته ماعدا عائلة أحمد وعبد الكريم اللي قرروا ينامون في الاستراحة ...
وقف سامر بصمت عند باب المجلس يطالع فيها وهي ترتب الفرش لهم , وبعد فترة دق الباب المفتوح بشويش وهو يقول : سحر ..
قالت وهي ترتب الفراش : يا نعم , دقايق وتكون الغرفة جاهزة لكم يا أفندية , خمس فرش ..
تردد طويل وهو يتأكد إنه محد موجود غيرهم بعدين سأل كإنه يفتح موضوع عادي وهو يجلس على واحد من الفرش : مين كان معاكم من الحريم ؟؟ كانوا كثير ؟؟..
قالت وهي مهي معطية له كامل انتباهها : أووووهووووو ماشاء الله زححححححححمة , مرة عمي أحمد وبناتها وأمه وأخته وحريم أخوانه وبناتهم كلللللللهم , محد نقص ما شاء الله ..
وسألت بلا اهتمام : ليه تسأل ؟؟..
طالع في الباب المفتوح ورجع طالع فيها وقال وهو مهو عارف كيف يصوغ سؤاله : كان ... فيه وحده ... لابسه تنورة جينز وبلوزة أظنها وردي ..
سابت اللحاف اللي في يدها ولفت عليه بكامل جسدها وطاااااااااااالعت فيه بتركيز وهي تسأل باهتمام : ليش تسأل ؟؟
قام من مكانه لمن شاف نظراتها وقال : ولا شي ..
وقبل ما يخرج مسكته ورجعته للمجلس وصكت الباب وقالت بحزم : من جد ليش تسأل ؟؟
قال بتريقة : حسستيني كإني متهم محبوس ..
قالت بحزم : سامر ..
حك حاجبه اليمين بتوتر وقال : ولا شي ..
طالعت فيه بنص عين وقالت متسائلة : شعرها طويل لامته ذيل حصان ..
لمن شافت لمعة الاهتمام في عينه ضحكت من قلبها وقالت : هذي يا حضرة الأستاذ , عنيدي اللي أمي تحاول فيك تخطبها و انت منته راضي ...
غصب عنه هتف : هذي هي العنووود اللي رجيتوا أهلي بها ؟؟
ابتسمت وقالت بهمس : هي بعينها , عجبتك ؟؟ فين شفتها ؟؟
صرخ بداخله وهو يحس براحة غريبة ~ مهي متزوجة , مهي متزوجة , الحمد لله ~ قام من مكانه وقال ببرود : خلص وقتك ..
شهقت وقالت باعتراض : سامر ..
بعدها عن الباب وفتحه وخرج , قالت من وراه : أورييييييييك يالدببببببببب ..
وزمت شفايفها بقهر وعقلها يدووووور بجنون ورجعت لشغلها لمن تعبت من التفكير اللي مو موديها لمكان وهي تتحلف إنها تسحب الكلام منه سحب بكرة ..
صك باب الحمام وعقله غصب عنه يسترجع صورتها , كل شي فيها , مو معقوله تثبت صورتها في عقله من مرة وحده , رفع راسه وانتبه لإنعكاس صورته في المراية .... الندبة ..... ~ أنا مدمن , كنت مدمن , أكيد تعرف هي بهالشي , ممكن إنها ........... مستحيل تقبل بواحد زيك ~ فتح الصنبور وملى كفوفه موية وغسل بها وجهه وهو يصرخ بداخل تأكيد ~ انــــــســــــى , مستحيـــــــل تقبل بواحد زيك ~ وطالع في نفسه مرة ثانية , كانت قطرات الموية تنساب على وجهه وتنزل بميلان من عند الندبة , هتف بداخله بغيض ~ مشوه مدمن ~ ...



*************************




اليوم فقط التقته عيناي ..
كفه الباردة لامست قلبي قبل شفاهي ..
أي ألم ذلك الذي صرخت به عيناه ..
أي جرح نازف لم تنبس به شفتاه ..
ماذا حدث يا سيدي ؟؟
لم كنت ذابل الوجه , خائر القوى ؟؟
لم ألم قلبك كان مرسوما داخل عينيك ؟؟
يشكو هما ..
يخفي دمعا ..
أكل هذا لأنك كنت في عهد بعيد ... مدمن ..
أم أن هنالك ما استجد جديد ..
أتوسلك أن تنهض ..
قف ..
لا تنظر للوراء ..
لكل جواد كبوة ..
لكل بشر خطيئة ..
الأهم من ذلك كله ..
أن تخرج منها بعبرة ..
وقلب أقوى ..
أتوسلك أن لا تقيد نفسك تحت ظلال الماضي ..
تفيء ظلال المستقبل وتطلع إلى ظل جديد ..
أتوسلك يا سيدي ..
.
.
.
في الاستراحة (( المخزن )) .......... 9 / 6 / 1427 هـ ..

صكت العنود دفتر مذكراتها الخاص و حطته فوق الطاوله و تمغطت وهي تصرخ , ضربت خداديه في راسها وقطعت عليها تمغطها والهنوف تقول : كم مرة قلتلك لا تطلعين هالصووووووووت المزعج ؟؟..
طنشتها وهي تطالع في صفحة الموية قدامها ..
: أنا جييييييييييييييييييت ..
التفتوا لسحر اللي جلست على الدكه جنب الهنوف وهي تكمل : فرشت الفرش لكن ما شكلهم بينامون قاعدين يلعبون كرة سلة ..
ابتسمت العنود وهي ساندة رجولها على الطاوله ومرجعه كرسيها على ورى وقالت : خليهم ينامون ونروح إحنا نستلم الملعب ..
قالت الهنوف باستغراب : ما شاء الله عليك انتي ما تعبتي من كثر الحركة اليوم , ظهري وجسمي مكسسسر من السباحة ..
قالت بخوف : قولي ما شاء الله ..
ضحكت سحر والهنوف تقول : يمه منك صويحية , قلت من قبل ما تقولين , خايفة على نفسها ..
قامت العنود وقالت : معليش , ما يحسد الماااال إلا أصحابه , والعين ما تجي من حاقد بس , ممكن من واحد يحبك ويموت فيك , بروح أغير ملابسي ..
طااااالعت سحر في العنود وتأملتها إلين راحت وعقلها يدووووور بدون توقف , قامت الهنوف وقالت : بروح أنا كمان ألبس بجامة ..
ابتسمت سحر اللي غيرت ملابسها بعد ما رتبت فرش أخوانها وعبد الرزاق وعبد الإله وقالت : يا غيارات ..
ورجعت طالعت في المسبح , هب نسيم خفيف قشعر بدنها لأنها كانت غارقة في سكون ما يخترقه إلا صوت ضربات الكورة على الأرض من بعيد مختلطه بصيحات الشباب الحماسية ومناداتهم لبعض , قامت من الكنب ونزلت الدكة ومشيت للمسبح وهي مستغربة الدفتر الصغير المجلد بفرو وردي وفوقه قلم نفس الشكل , ابتسمت وهي تجلس وتفتحه , كانت صفحاته مليانه خواطر بسيطه و أشعار وكلمات لأغاني و رسمات كاريكاتورية مضحكه وكلها مرفقه بها تواريخ , كانت تتصفحها بلا تركيز وشي دفعها لفتح آخر صفحة , انصدمت لمن قرت عنوان الصفحة : مدمن وقلب خائف ..
جرت عيونها بسرعة تقرأ الكلمات اللي حستها تذوب قلبها صكت الدفتر ورجعته مكانه ورجعت لمكانها و هي تصرخ بداخلها ~ متى هذا كله وكيف صار ؟؟ يكون تقابلوا فجأة ولا كيف ؟؟ مستحيل يكون هذا الكلام من مقابلة عابرة , يااااااه يالعنود كيف قدرتي تكتبين هالكلام اللي يوصف تماما حالة سامر ؟؟ كيف قريتي الألم في عيونه ؟؟ سامر اللي طووووول عمره بارع في إخفاء مشاعره , كيف فهمتيها بهالسرعة ؟؟ يكون بينهم ........ سحر , انتي أكثر وحده عارفته وعارفتها , من وين بيعرفون بعض , ياربييييييييييي اش أسوي ~ ..
: بووووووووو ....
صرخت سحر صرخة هزت المكان , صكت العنود فمها وهي تقول : بس يالخبلة بتصحين النايمين , هذا أنا ..
لفت عليها وضربتها وهي تقول : يا حمااااااااااره ..
جات الهنوف وسلافة والبندري وهم يسألون بخوف : اش فيه ؟؟
: اش صااااااار ؟؟
: صار شي ؟؟
ضحكت العنود من قلبها وهي تأشر على سحر وهي مهي قادرة تشرح اش صار من كثر الضحك , ضربتها سحر مرة ثانية وقالت : مالت عليها فجعتني ..
قالت سلافه بتريقة : all this عشان انفجعتي ..
ورجعت جوة هي والبندري عشان يكملون المسلسل اللي أعطتهم إياه ريم على
DVD على محمول سلافة , ودخلت معاهم الهنوف بعد ما هزأت العنود على حركاتها السخيفة وهي تحذرها إنه في النهاية بتسبب مصيبة في يوم بحركتها هذه , سادت لحظة صمت بعد اللي صار , كانت العنود متكية على المسندة وهي تطالع السما بابتسامة وسحر تتأملها بصمت قطعته وهي تهمس بهدوء : قابلتي سامر اليوم ؟؟
السؤال رغم هدوءه وبساطته كان مفاجئ للعنود اللي تغيرت ملامح وجهها المبتسمة وتحولت لذهول وهي تلتفت لها , قالت سحر وهي تفرك يدينها وهي حاسة بالذنب : قريت دفترك ..
شهقت العنود بصدمة وكملت سحر وهي مغمضة عيونها ورافعة أكتافها مستعدة للضربة : والله ما كنت عارفة إنه سري إلا لمن قريت ..... آخر ...... صفحة ..
ضربتها العنود بكل قوتها على كتفها وهي تقول بعصبية خجولة : حماره ..
فتحت عيونها وقالت : والله ما كنت دارية , كان محطوط على الطاولة ..
وغمضت عيونها لمن رفعت يدها و ضربتها مرة ثانية وقرصتها وبعدين راحت وسحبت الدفتر ودخلته تحت بلوزة بجامتها ورصته بحبل البنطلون وعدلت وضع بلوزتها وجلست بصمت جنب سحر , ساد الصمت لثواني بسيطة قبل ما تقول سحر من دون ما تطالع في العنود : تراه سألني مين لابسة بلوزة وردي و تنورة جنز ..
لفت عليها العنود وقالت بصدمة : وعساك قلتيله العنود ؟؟
عضت سحر شفتها وهي مغمضة عيونها مستعدة للضربة الثانية , صرخت العنود : ســـــحــــــر , ما من حقك ياكللللللللللبه ..
ونطت عليها تعض كتفها وسحر تضحك من قلبها وهي تصرخ : ما أحب العض , يسبب لي ضحك , عنود يا دب , عنوووووووووووود ..
بعدت عنها العنود وقالت : والله إنككككككككككك ........
و سكتت لمن ما لقيت سبة تشرح قهرها منها , قالت سحر وهي تحك مكان العضة : هو سأل وأنا جاوبت , بالله اش صار بينكم ؟؟
قامت من مكانها وقالت بابتسامة غيض : ما حأقلك , موتي حرة ..
ودخلت و سحر وراها تترجاها تقولها اش صار ...




*****************************



غطى وجهه بيدينه وهو يقول : يااااااااااااااااااااااا الله ..
رفع ماهر راسه عن مخدته وطالع في توأمه وسأل بصوت نايم متوتر : سامر اش فيك ؟؟
بعد سامر يدينه وطااااااااالع في ماهر وابتسم وقال : ولا شي , كنت أفكر و ما توقعت إنه صوتي عالي ..
: ممممم في إيه ؟؟
تأمل ماهر المهتم بموضوعه رغم كل نعاسه اللي باين في عيونه و ابتسم وهمس يطمنه : حاجة سخيفة ..
حك ماهر شعره وقال بطفش : إذا كان سخيف احتفظ فيه لنفسك و فكني ..
ولف وجهه على الجهة الثانية وكمل نومه , طاااااالع في سقف الغرفة وصرخ بداخله ~ حرااااااااااام عليك تحرميني النوم بهالشكل , مو معقول هذا كله من مجرد مقابلة بسيطة ~ ولمن شاف نفسه إنه قاعد يسترجع عيونها وخصلات شعرها الطايحة على وجهها قام من فراشه وراح للحمام وغسل وجهه بالموية الباردة ...
: حرام عليك جلدك يا ولد الناس ..
التفت لعبد الإله اللي جلس مع الشباب وما راح مع أهله , كان متلحف بفراش صوف , ابتسم سامر وهو يقول : ليه ؟؟
ضم عبد الإله اللحاف وقال : بررررررررد , ارحم بشرتك الضعيفة , أنا شفتك انكمش جلدي كيف جلدك ..
ضحك سامر وقال : والله شكلك زي العجايز وانت تدور بهالصوف ..
سأله عبد الإله باهتمام : فيك نوم ؟؟
زفر سامر وقال : لا , ليه ؟؟
أشر له على الباب اللي يودي للحوش وقال : يلا واحد لواحد كرة سلة ..
هز راسه موافق وهو مبسوط إنه في شي بيشغل تفكيره غير العنود ...



*********************



يوم الثلاثاء 7 / 6 / 1427 هـ
الساعة 11 الضحى في فندق شانجيريلا في كوالالمبور :


جلس على الكنبه وهو يطاااااااااالع بصدمة للفاتورة اللي قدامه , التفت لأزهار الجالسة في الكنبه المفرده و اللي ابتسمت ابتسامة واسعة , قال بعصبية : قاعدة في دعاية معجون أسنان ست أزهار ..
ذابت ابتسامتها ورصت شفايفها بخجل وهي تندق راسها , هز الفاتورة وقال : 500 رنجت ثمن مكالمات ..
كانت عارفه إنها تستحق التوبيخ لكن له ساعة يردد 500 , 500 , فرصت يدينها وقالت بهمس : أنا ما كنت أدري إن الدقيقة بـ 12 ريال في الفندق , وكان لازم أتصل على عمور و مـ...ـشاعل ..
زفر وقال وهو يرمي الفاتورة على الطاولة : وليه ما قلتيلي أعطيك الجوال حقي , أنا مشتري شريحة ماليزية ليه ؟؟
دنقت راسها أكثر وهمست : استحيت ..
قال بتريقة : استحيت مني وما استحيتي تدفعيني هذا كله على كم دقيقة مكالمات ..
شهقت بداخلها وهي تقول بخوف ~ هذا وهو ما درى عن فاتورة المطعم لسه , ياويلييييييييييي , بنت أزهار , الهجوم خير وسيلة للدفاع ~ رفعت راسها وقالت وهي تمط شفايفها بضيق وتحط رجل على رجل : مفروض تقول ما يغلى عليك مو تهزئني على 500 ريال ..
وكملت بداخلها بغيض ~ أنا أدفعها إن كنت عايز يالدبببببببببب ~ , طاااااالع فيها و صرخ بداخله ~ بتذبحنييييييييييييي , ثقتها بتجلطني , شايفتني مااااااااااايت عليها الست هانم قاعدة تتدلع ~ قام من مكانه وقال : لا والله ؟؟ ما يغلى عليك , 500 ريال فاهمة يعني إيه 500 ..
قالت بابتسامة وهي تهز راسها إنها فاهمة : فاهمة , الورقه الزرقاء اللي مرسوم عليها الملك عبد العزيز الله يرحمه ..
طااااااااالع فيها باستنكار وصرخ : تنكتيييييييييييييين ..
ضحكت من قلبها على رد فعله وقامت وهي تحاول تسيطر على ضحكها وقالت : والله , كنت أبغى أخرجك من زعلك , ما قصدت شي ..
رماها بنظرة معصصصصصصصبة ودخل غرفة النوم وطبق الباب بكل قوته , قالت بصوت عالي وهي مقهورة من استكثاره للـ500 عليها : ترى لو صار للباب شي بيضيفونه وبتصير الخمسمية خمسميتين يااااا ..
وهمست بغيض : يالبخيل ..
هي صح شافتها كثيرة و انصعقت بالمبلغ لكن مفروض ما يهاوشها كذا وهم عرسان , قاهرها لأنه ما يعاملها كعروس جالس يتعامل معاها كإنها زوجته من أيام الجاهلية , انفتح الباب بسرعة رهيبة وطل من عتبته جاسم بطوله الفارع ووجهه المعصب بلعت ريقها وابتسمت ابتسامة مترددة وهي تقول بهمس : أمزح ...
قال بغيض : أمزح هاااااااااا , ضاربك ضاربك يا بنت اللللـ..
ولمن منع نفسه غصب من سبها جا لها بسرعة صرخت برعب وهي مهي عارفة تشرد منه فين : والله أممممززززح , يا مااااااامااااااا ..
مسك ضحكه على خوفها الحقيقي منه ولحقها بسرعة خاطفة و شد شعرها بقوة صرخت من قوة شدته وهي تمسك شعرها وقالت بوجع : و الله يعور ..
قال ببرود مصطنع : أنا أبغاه يعور , تتكلمين مرة ثانية من ورايا وبعد كلمتي يا ويلك , سامعه ..
طالعت فيه بعيون واااااسعة متوسلة , قال بحزم وهو يهز يده القابضة على شعرها : سامعه ؟؟..
تحولت نظراتها لعناااااد , فرصع عيونه فهمست وهي تبعد نظراتها عنه : سامعه ..
ساب شعرها ولف راجع للغرفة وهو كاتم ضحكه بالقوة , حكت شعرها وهي تصرخ بداخلها ~ دفش , متوحش , عديم الإنسانية ~ وسوت حركة مقهورة بوجهها وهي تمد لسانها بغيض , ولمن صك الباب قالت بقهر : مااااااالت عليه , أحد يشد شعر عروسته , الدبببب المتخلف ..
لمن انفتح الباب انخطف وجهها وهي تتخيل إنه سمعها , قال : جهزي الأشياء عشان شوية نروح للمطار عـ ......... اش به وجهك ؟؟
قالت بتلعثم وهي تحمد ربها مليون مرة إنه ما سمعها : هااااا ..... ولا شي ..
رماها بنظرة متفحصة فابتسمت له الابتسامة الكرتونية الوااااااسعة اللي تغييييييييييضه , صرخ بداخله ~ توني شاد شعرها وتبتسم , تبتسـم , تبتــسم , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه بتقتلني هالبنت ببرودها ~ قال بعصبية مالها داعي : تحركي جهزي الأشياء ولا تبتسمين كذا مرة ثانية ..
سبلت عيونها بعفوية وابتسمت بإغراء وهي تهمس بدلع : تبغاني ابتسم كذا ..
صرخ بغيض وهو يقبض يدينه : أزهاااااااااااااااااااااااااار ...
تحركت وهي مكشرة وتمتمت لنفسها بقهر : والله ما عرفناله ساعة كذا ساعة كذا , من جد مزاجي ..
سأل بصوت عالي : اش قاعدة تقولين ؟؟
منعت ابتسامتها الواسعة غصب وهي تلتفت له وهي تقول بهدوء : ولا شي ..
نص ساعة وراحوا لمطار كوالالمبور وسط صمت خاااااااانق تبع فاتورة المطعم عشان يسافرون بالطيارة لبينانغ , طاااااااالعت بذهول لشكل المطار اللي توها انتبهت لهندسته المعمارية الغاااااااية في الروعة قالت باستغراب : أنا وين كانت عيوني أول , واااااااااو ماشاء الله ..
ومن وسط التأمل لصقت عيونها على وحده شقراء لابسة شورت وبدي قصير واقفة قدام واحد أشقر لابس برمودا وبلوزة علاقي وشايل شنطة محمول على ظهره زي شنط المدارس ولابس جزمة رياضية بشراب قصير , استغفرت وهي تقول بينها وبين نفسها : نااااااااااس فايقــــة , هذا وهم عجايز مسوين كذا , الحمد لله على نعمة الإسلام ..
ولفت على جاسم وقالت : جا..........
~ لاااااااااااااااااااااااااا ~ دوت هالصرخة بداخلها وهي تلتفت يمين ويسار وقالت بصدمة لمن لقيت نفسها لوحدها : مرة ثانية , وفي هالوقــت ..




***********************

جدة الساعة 7 الصباح :
في استراحة أحمد في جدة :

: بتسبب لي تصلب في الشرايين , سكته قلبية , ذبحة صدرية , جلطة , سرطان , اختار المرض اللي يعجبك ..
قهقه عدنان من قلبه وهو يسمع صوت جاسم اللي باين إنه شويه وينفجر من الغيض , صرخ فيه جاسم : لا تضحك يعلك تضحك بلا سنون ..
بالقوة سيطر على ضحكه وهو يقول : تدعي عليه ليه ؟؟ بنت الناس رافعة الأمبير عندك تقوم تدعي علي ..
وصله صوت جاسم المقهور وهو يقول : تخيل ضاعت في المطار للمرة الثانية للمرة الثااااااااااانية , ماني لاقيها بنت الكلللللللللب ..
: جاسم لا تسب أبوها ما تجوز على الميت إلا الرحمة , ياخي اصبر عليها , يعني هي بالعاني تضييع , اللي يسمعك ويسمع صوتك يقول قاعد يتكلم عن صاحبه اللي كارهه في العمل مو عروسته , اعتبرها حاجة حلوة صارت و بتضحكون عليه ..
: عدنان واللي يرحم أهلك ..
: خلاص بأسكت أصلا الحق علي اللي متصل عليك دحين , لو دريت إنك مضيع حرمتك ما اتصلت ..
زفر جاسم وسأله عن الاستراحة وعن الشباب وقبل ما تنتهي المكالمة نصحه عدنان كم نصيحة , ضحك جاسم لأول مرة في المكالمة وقال بتريقة : اللي يشوفك وانت تنصح يقول خبيييييييييير زمانه ..
ابتسم عدنان وقال : لا تتمسخر , إن شاء الله لاحقك , يلا ضف وجهك وروح لمرتك الضايعة , يا بروووووووووووودك قاعد تتكلم وتسأل و بنت الناس ضايعة ..
: ما عليك منها هذي تخوف قبيلة أسود مو أسد واحد , ضف وجهك وانقلع انت الثاني , وسلم على حسونه ..
صك عدنان جواله وزفر وهو يقول : الله يوفقكم ..
************************



الساعة 12.15 الظهر في ماليزيا :
في مطار كوالالمبور الدولي :


قال من بين أسنانه : azhar , her name is azhar ..
طالع فيه رجل الأمن الماليزي بحيرة وقال بلكنة ملتوية سريعة : azooher ..
كان عارف إنه مستحيييييل تفهم أزهار هالنداء فقال برجاء : can I call her by my self ...
ابتسم الماليزي بطيبة وهو يناول له الجهاز الأسود المخصص للنداءات , حمحم وهو يقول بداخلة ~ الـــلـــه يقطع إبليسك يا الخبلة , ربع ساعة ضايعة , ما صارت هذي ~ وقال بهدوء : أزهار تعالي لقسم خدمة العملاء , أزهار ..
وسكت وهو يشوف ناس ماريين ويطالعون فيه بحيرة , حس نفسه لحظتها سخييييييف , نادى و نادى ومرت الدقايق عليه ببطء , طالع في ساعته وانصدم إنه وقت الرحلة فات عليه وأزهار لسه ما جات , كم له وهو ينادي , ربع ساعة ~ يمكن انخطفت !! لااااااااااا جاسم وين راح تفكيرك إنت في بلد آمنة وين تنسرق بخيمتها اللي على راسها قدام الناس , بقعة سوداء مميزة يعني مستحيل تنخطف , لكن ليه ما تسمع النداءات ~ حس بعصرة غريبة في قلبه وهو يشوف زحمة النااااااااس قدامه , عرب على خليجيين على أجانب على ماليزيين وهنود وصينيين , الدنيا كانت ضوضاء وصخب و حركة مستمرة , مافي ثبات للمنظر قدامه أكثر من ثانية , كل يتحرك , تذكر صراخه عليها لمن اكتشف إنه عندها فاتورة مطعم بـ 300 ريال رغم ابتسامتها الهادية وهي تحاول تفهمه إنها كانت جيعانة لمن خرج وسابها , زادت عصرة قلبه , حط الشنط عند حارس الأمن ووصاه عليها وراح يمشي وهو يلتفت حولينه , راح للبوابة اللي دخلوا منها ووقف يطالع في جموع الناس الخارجة من المطار والداخلة له , نادى بصوت عالي : أزهااااار ..
التفتوا له بعض الناس لكنه ما اهتم بهم وهو يعلي صوته أكثر : أزهااااااااااار..
تحرك نحو اللامكان وهو مهو حاس إنه يهرول في مشيه , نادى مرة ثانية : أزهاااااااااار ..
ووقف وسط بقعة مزدحمة ونادى : أزهاااااااااار , أزهااااااااااار ..
وسكت وهو يطالع في الناس اللي طالعت فيه للحظة قبل ما تكمل مسيرها , سحب نفسه المخنوق وتحرك وهو يصرخ : أزهااااااااااااااااااااااااااااااار ...
مسكه واحد من ذراعه يسأل : يا الشيخ ضايع لك أحد ..
انتبه للخليجي اللي وقفه بخوف و قال وهو يحس ضربات قلبه تتسارع فجأة مع نطقه لحروفه : زوجتي , مضيع زوجتي ..
قال : سوي لها نداء و...
قاطعه بعصبية : سويييييييييييت لكنها ما جات , مهي فييييييييي ..
وانتبه توه إنه أزهار ما ردت على نداؤه في المكرفونات المنتشرة في المطار كللللله , حس برعبه يزيد وهو يصرخ بداخله ~ إنت ما شفتها من نزلتم من التاكسي , لمن دخلت كانت معايا ولا لا ؟؟ كانت معايا ولا لااااااا , جاسم ليش منت متذكر ؟؟ ياااااا رب ~ التفت عن الرجال وسحب ذراعه منه وهو يمشي بسرعة , كان يحس إنه يضرب في أجساد الناس اللي ما قدر يتفاداهم من سرعة مشيه لكنه مو قادر يوقف عن المشي وهو يصرخ بداخله ~ ماانته فاكر متى آخر مرة كانت معاااااك ؟؟ لييييييييييه ؟؟ أزهاااااار , أزهااااااااااااار ~ صرخ باسمها مرة ومرتين لكن لا مجيب , راح جري للقطار الداخلي يمكن راحت تشوفه , وقف عنده وحط يدينه على خصره وهو يلهث بشده ويطالع حولينه بسرعة لكنه مالقيها , رجع للصالة بنفس السرعة و نزل السلالم الكهربائية هرولة وهو يحاور الناس عشان يوصل بسرعة للطيران الداخلي لقي نفسه في ممر طويييييييل مزدحم وعلى جانبيه صالات كثيرة واسعة , كانت عيونه تتعلق بكل عباية يشوفها , مسك حارس أمن وقال بصوت غرييييب على نفسه : did you see A lost women ??
لمن هز راسه بلا حس بأنفاسه تضيق فقال بعصبية : وينهااااااااااااااااا ؟؟
ولف يمين ويسار وتحرك بدون ما يحدد اتجاه كان مو عارف فين يروح ولا مين يكلم , بدأ يدخل الصالات ويدور عليها في صالة صالة وهو يفكر إنه سوالها نداءات وما سمعته اش أكثر من كذا , كل ما سمع كلمة عربية التفت لكنه كان ينصدم إنهم عوائل أو أفراد عرب وأزهار ....... مهي بينهم , حس بشعور غرييييييييب وهو يلتفت ويمشي ويناديها باسمها بصوت حاول يخليه أعلى من ضربات قلبه اللي حس كإنه قبضة بااااااااردة تعصره عصر وهو يهدر في أذنيه وينبض في أطراف أصابيعه ..



***********************




اختصرت اشياء كثييير بناءا على رغبة بعض القراء
اتمنى تكونوا متابعين و فاهمين لان بعد القص في اشياء صارت مو واضحه

R.H.M.S
09-06-2012, 03:26 PM
حجز مكاني

همسات مسلمة
09-07-2012, 12:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله عليكى أسير الصمت
أحسنتى الإختيار بالفعل الرواية رائعة جدا
لقد قرأت الرواية من قبل ولكن لجمالها وروعة أسلوبها
سأتابعها معكم بإذن الله بس لا تعذبينا وتتأخرى علينا
وفقك الله أختى .

اسير الصمت
09-07-2012, 01:42 AM
يسلموا هموسه على المرور الجميل بالروايه

اسير الصمت
09-07-2012, 01:43 AM
الفصل الثاني عشر : خفقات قلب ..




قلبي الوااااسع الصغير حجما ...
قلبه الجامد الهادر رغما عنه ..
قلبها السعيد الحزين خوفا ..
قلوبهم المضيئة المظلمة بأفعالهم ..
لماذا كل المشاعر تنبع منك ؟؟..
لماذا
ترجف خوفا ..
تعصر ألما ..
تخفق حبا ..
تنبض حقدا ..
ترقص طربا ..
بسبب خوفك نتخاذل عن عزائمنا ..
بسبب ألمك تدمع أعيننا ..
بسبب حبك وحقدك تعمى بصائرنا ..
وبسبب طربك نتحامق أحيانا ..
ما أنت إلا مضغة ..
سبحان من سواك وخلقك ..
قلبي الصغير ..
سأجاهد لأملأك إيمانا ..
حبا وإحسانا ..
سأجعلك بيتي الجميل ..
معقلي الوحيد ..
سأحافظ على نقاءك من الوجود ..
من الخطايا والذنوب ..
فأنت يا قلبي الصغير إن لم تفعل هذا
ستجد نفسك يوما أسودا
كريها متعبا
حقودا أغبرا
.
.
.
.

((اللهم أصلح فســـاد قلوبنا ))

اسير الصمت
09-07-2012, 01:48 AM
طبعا انا حاولت اختصر القصه كثير
و ما تكلمت عن قصة ادمان سامر اخو عدنان
بس راح نشوف التكمله في باقي الاجزاء




في مطار كوالالمبور :

~ ضاعت , انخطفت , ماتت , جاسم بعد هالأفكار أكيد قاعدة تدق حنك مع وحده من الحريم وناسية إنه وراها زوج ~ حتى الفكرة الأخيرة ما طمنته وهو يتساءل لو اضطر يبلغ الشرطة اش بيقول لهم , ما أعرف اش لابسة , عصر مخه عصر يبغى يتذكر اش كانت لابسة ماقدر , ~ كله منك , كله منك , ماقدرت تستناها شوية , لو صار لها شي ..........~ وقف عند حارس أمن وبدأ يسأله عنها ...
***
طااااااااالعت أزهار في البوابة اللي قفلوها المضيفين رغم محاولاتها إنهم يستنون إلين يجي جاسم , زفرت وطالعت يمين ويسار تدور عليه ورجعت طالعت في ساعتها وقالت : هذا وينه فاتتنا الرحلة ؟؟
جلست على واحد من الكراسي اللي قدام البوابة وحطت شنطتها جنبها , جلست تطالع في الناس اللي حولينها باهتمام , طول عمرها تحب الزحمة و الحركة المستمرة , مرت 10 دقايق وما جا , وقفت وشالت شنطتها وطالعت يمين ويسار وهي مهي عارفة فين تروح كانت تتمنى لو في كشك عشان تاكل شي أي شي , جيعانة , ساندوتش البيض اللي جابه على الفطور كان صغير وهي استحت تقوله جيب لي اثنين أو أبغى واحد ثاني , لفت بوزها وقالت : حمار , كان لازم من الأدب يجيب لي اثنين وأنا حرة آكلهم الإثنين ولا لا , ليش حاط في باله إنه واحد يكفيني ...
وطالعت مرة ومرتين وصرخت بصوت باكي : آآآآآآآآآهاااااااااااا يا ماما جيعانة , متى يجي ؟؟
وبعد وقوف طويل وحديث طويل مع نفسها شافت حارسة أمن راحت لها بسرعة وبعد كم كلمة تبادلوها ..
زفرت أزهار وقالت بالعربي : انتي انقليزيتك ركيكة وأنا أخص منك ..
ابتسمت لها حارسة الأمن وهي تأشر لها نحو شي ما فهمت منها إلا كلمة مكتب , قالت أزهار : I caaaaaaaaant if I go my , كيف كلمة زوج بالإنجليزي , آآآآه my my husband إمممممممممممممممم كيف تنقال هذي الثانية ؟؟ آآآآآآآآه will not fined me , ما حيلقاني , يعني بنقعد ....
وأشرت بيدينها تسوي دوائر تحاول تفهمها : ندور وكل واحد يدور على الثاني , يعني ....
ولمن شافت ابتسامة الحارسة اللي من كثر عدم فهمها تخيلت الإستفهامات فوق راسها , رفعت راسها وقالت بطفش وهي تقبض يدينها بقهر : آآآآآآآهااااااااااا ما حينتهي هاليوم , ماحينتهييييييييي , كلللللللله منك يا جسومو الدب ..
وكملت بتريقه : كلللللللللللللله منه البخيل العصبي , طاير زي ميب ميب , دحين بيجي ويزفني أخص من زفة الفندق , من جد عروس 2006 يا كثر زفاتي ..
طالعت في البوابة اللي انقفلت من نص ساعة وزفرت والتفتت للناس المشغووووولة في دنياها , هي لو حافظة رقمه الماليزي كان دقت عليه من أي جوال أو هاتف وما صار هذا كله ~ أزهاااااااار , لو تفتح عمل الشيطان , جسوووووووووم وينك ؟؟ حشى لو ضعنا في الصحراء كان لقيتيني من زمان , اللي يقول صغيرة ما أنشاف , طويلة و عبايتي مميزة ~ ..
وقفت على أطراف أصابيعها ورفعت نقابها و طااااااااالعت في اللي حولينها وهي تستغفر وتسبح بهدوء , ولمن ماشافته نزلت غطاها ووقفت وهي مكتفة يدينها , حست بيد تتلمس عبايتها , التفتت وانصدمت لمن شافت بنتين آسيويات يطالعون فيها بفضول ووحده فيهم تلمس عبايتها , ابتسمت لأنها كانت فعلا مثيرة للعجب , قفازاتها وغطاها وشرابها , كانت كلها سواد واحد , رفعت نقابها وطالعت فيهم بابتسامة وهي تحيهم , حمدت ربها إنه أرسلها هالبنتين عشان يشغلونها عن التفكير , وبعد محادثات طويلة عرفت فيها إنهم يابانيات , وحدة اسمها هيكاري ( الضوء ) والثانية هيتومي ( العيون ) واكتشفت إنه إسمها بالياباني هانا ( الزهرة ), ناولتهم مطويات بالإنجليزية وهي تتأسف لهم إنه ما عندها شي باللغة اليابانية , وبعد ماراحوا تذكرت جاسم , زفرت ورفعت نفسها على أطراف رجولها وطالعت في الموجودين حولينها , ومن البعيد شافته من وسط الناس , ميزته ببلوزته البيضا المقلمة بالأزرق و الأصفر , كان يمشي بسرعة رفعت يدها على طول وأشرت له خوف إنه يروح و مايشوفها ..
من وسط المناظر السريعة شاف شي أسود يلوح , وقف مشيه ورجع التفت , ~ هذي هي , هذي هي ~ حس بتنمل فضيع في أطرافه وهو يشوفها واقفة على بعد أمتااااااار بعيده عنه , سواد كامل ما يخترقه إلا شنطتها الفرو الأسود المقلمة بالأبيض , قبض يدينه بقوة وتحرك لها بسرعة وهو يحس بغضب الدنيا يتجمع في قلبه اللي ينبض بقوة , توه اكتشف شعور الأم اللي لمن يضيع ولدها وتخاف عليه ويوم تلقاه تضربه وهي تصرخ فيه إنه ما يبعد عنها ..
منظره كان كافي عشان يخبرها اش بيصير , حست بالرععععععب بداخلها وهي تتخيله يصارخ فيها وسط هالعالم كله , قال بصوت هادر وخطواته الواسعة تقربه منها أكثر وأكثر : ويييييييييييييييييييييييين كنتيييييييييييييييييييي ؟؟
قالت بخوف وهي تتمنى لو إنها مغطية عيونها عشان يحجب عنها رؤية وجهه وعيونه المعصبة : التفت ما لقيتك و....
وقف قدامها وصرخ يقاطعها : ما سمعتي الندااااااءاااااااااات , ربــــع ساعة وأنا أنادي في المكرفونات باسمك , أزهااااااار أزهاااااااااااار , هذا كله ماسمعتييييييييييييه ؟؟
قالت بهدوء حاولت به إنها تهديه هو كمان لمن حست بالنظرات تنصب عليهم : والله ما سمعت شي لو سمعت بأطنش , أنا لمن شفت إني ضعت رحت للبوابة اللي عندها رحلتنا , استنيت واستنيت لكن ....
قاطعها وهو يحرك يده من كثر العصبية : لا تتحركييييييييييييييييييييييييين , لمن تضيعين لا تتحركيييييييييييييييييييييييين ...
~ يهاوشني واحنا لوحدنا مو مشكله لكن قدام الناااااااااس لا ~ خنقت دموعها وقالت بهمس : انا ما تحركت استنيت شوية لكنك ما جيت و كان عند بوابة المطار زحمة فشفت إنه الانتظار عند بوابة الطيارة أحسن ..
وانخنق صوتها وهي تشوف نظراته المعصبة لكنها كملت بعتاب حاولت تصبغه بالمرح : وأنا اش يدريني انك بتقعد تنادي وتدور فوق و بعدين انت اللي ما طالعت وراك طاااااااير زي ميب ميب كعادتك , ما فكرت أصلا تشوفني نزلت من التاكسي ولا لا , وحتى ما افتكرتني بدري لو افتكرتني بدري كان رجعت و لقيتني عند بوابة المطار ..
وأشرت بيدها وهي تكمل : فاكر الميب ميب النعامة اللي يحاول الذيب ياكلها بس ما يقدر من سرعتها ...
طاااااااااااااااالع فيها وهو يصرخ بداخله ~ تنكت , أنا أصارخ ومعصب وهي تنكــــت ~ لمن شافت نظراته ويدينه اللي رفعها وهو يقبضها ويفردها دلالة عصبيته نزلت يدها بصمت وهي تطالع فيه بعيون متوسلة إنه مايصارخ فيها أكثر قدام الناس , مد يدينه , سحبها وضممممممها بقوة وهو يدفن وجهه في كتفها , شهقت بصدمة وقالت باستنكار ممزوج بخجل : جاسم ..
سحب نفس عميق وهو يضمها أكثر وهو يصرخ بداخله ~ بخير , هي بخير , بخير , الحمد لله , الحمد لله , يارب اش كنت حسوي لو صار لها شي , أزهار , أزهار ~ عصرها بين ذراعينه وهو يقول بصوت غريب : لا عاد تضيعين عني , حتى لو كنت سريع وما أطالع لا عاد تضيعين عني , سامعه ...
كلمة (تضيعين عني) حستها تتردد بداخلها ولها صدى غريييييييييب في زوايا قلبها , ابتسمت وغمضت عيونها لمن الناس الواقفة تطالع عليهم بابتسام وهمست بخجل : جاسم الناس تطالع ..
ضمها أكثر وهو يهمس : أزهار لا عاد تضيعين عني ..
قالت هي كمان بهمس وهي تحس بنبضات قلبها تزيد : إن شاء الله ..
بعد عنها ومد يده و رصصص على يدها المغطاة بقفاز وقال بعصبية وهو يتحرك بسرعة للدور العلوي : شغلك بعدين ..
طلعوا و أخذ الشنط وشكر الحارس ونزلوا مرة ثانية بعد ما سووا حجز بدال حجزهم اللي فات , طالعت أزهار في يده اللي ما فلتت يدها من لقيها وابتسمت وهي تقول بداخلها ~ لو دريت كان ضعت من زماااااااان ~ حتى لمن جلسوا ما ساب يدها لكنه ......... ما فتح فمه بحرف ..



*********************

الساعة 1.30 الظهر :


: ياحيوانااااااااااات , فكونييييييييييييييييييييييي ..
صرخ بها وهو يجري و يضرب الجدار الإسفنجي بكامل جسده , طالع ماهر بتوتر لسامر من النافذة البلاستيكية وسأل عدنان الدكتور المشرف في مجمع الأمل بقلب معصور : ولازم ينحط في غرفة العزل هذي ؟؟
ابتسم الدكتور وقال : لا تخاف يا أستاذ عدنان هذا الإجراء وقائي عشان ما يؤذي نفسه أو غيره وهو في هالحالة العصبية , يوم يومين ونخرجه ...
قال عدنان وهو يشوف خد أخوه اللي بدأ يدمي رغم الضماد المحطوط عليه : وجراحه ..
: نعالجها كل ما هدأت حالة الهيجان اللي تجيه ..
لصق سامر وجهه وهو يهمس بصوت متوسل : ماهر خرجني , تراني بموووووت , والله بمووت , أوعدك ما آسوي شي بس فكني المكان خنننننقة ..
همس ماهر وهو يبلع غصته : سامر هذا لمصلحتك و....
صرخ سامر يقاطعه بوحشية وهو يضرب الطاقة : خرجني من هنا يالعييييييين , فكونييييييييييييييييييييييي يا عيال الكلللللللللللللللللللللب يا **** يا ****..
انتفض ماهر وبعد عن الطاقة بصدمة وهو يشوف توأمه يضرب الطاقة بجنون وعيونه متسعه وزايغة وهو يصارخ بكلمات بذيئة عمره ما سمعها منه , رجع حط يدينه على الطاقة وهو يهمس بصوت مخنوق : سامر حط يدك عند يدي ..
سحبه عدنان وهو يقول بعطف : ماهر تراه في مرحلة ما يفكر فيها بطريقة سوية ..
دف عدنان بخشونة ورجع حط يدينه على الطاقة وهو يقول : سامر أوعدك شوية وتخرج , البداية بس هي الصعبة ..
رماه سامر بنظرة غريبة قبل ما يتفل على الطاقة وهو يبتسم ابتسامة حولت ملامح وجهه لشيطان , تأمله ماهر بصدمة وهو يحس جسمه كله يرجف من ابتسامته المخيفة , ولمن أعطاه ظهره صرخ وهو يضرب الطاقة : سااااااااامر ..
لف عليه سامر وجري على الباب وضربه بكل قوته وهو يلصق وجهه في الطاقة , قال عدنان بألم وهو يبعد وجهه عن منظر أخوه : يا رب رحمتك ..
حط ماهر يدينه على وجه أخوه اللي لهاثه الحار كان يسوي بقعة بيضاء على سطح الطاقة وهو مقهور من الحائل اللي بينهم , غرقت عيونه دموع وهو يتلمس من خلف البلاستيك خده السليم الملصق في الطاقة وخصلات شعره اللي طالت , همس وهو يجاهد عشان يسيطر على رجفة شفايفه : شدة وتزول يا سامر , شدة وتزوووول ..
قالها وهو يتمسك بأطراف الطاقة عشان ما ينزلق على الأرض من قوة الألم والبكا اللي هز جسمه هز , رفع عيونه بعد لحظات بكا وشاف دمعة تسيل من عين توأمه وتسير مع انحناءة خده اللاصق في البلاستيك , طاح على الأرض رغم تمسكه وهو يهتف : شدة وتزوووووووول يا سامر ..
انحنى عدنان ووقفه وهو يقول بعتاب : إحمد ربك اللي ما مات يا ماهر ..
ورمى نظرة حزينة على سامر وكمل وهو يخفي دموع قلبه : شوفه حي وبخير كمان ..
وسنده وزحزحه بالقوة من قدام الغرفة , وهو خارج من قسم غرف العزل اصطدم كتفه بواحد من كثر ماهو مشغول بماهر المنهار , رفع راسه وشاف واحد يشع النور من وجهه الأسمر الملتحي المبتسم , قال : سامحني ما شفتك ..
ابتسم الرجال وقال بصوت عذب وهو يسند ماهر معاه : ما صار إلا الخير ..
ولمن جلسوه على واحد من كراسي المجمع اللي في الممر تلثم ماهر بشماغه وحط ذراعه على عيونه عشان ما يشوف أحد دموعه , كان صدره يهتز بسبب أنفاسه المخنوقه , ساد صمت قطعه عدنان مفسر للرجال اللي شال الملف اللي طاح منه على الأرض : عندنا مريض هنا وهو متأثر من حالته شوية ..
قال الرجال بحنان وهو يعدل غترته اللي لابسها بدون عقال : ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه يا أخي , اصبر و احتسب الأجر ..
قال عدنان براحة وهو يحط يده على كتف ماهر اللي ساند راسه على الجدر: جزاك الله خير ..
ابتسم الرجال وقال وهو ينحني ويحط كفه على صدر ماهر : أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفي مريضك ويزل همك وحزنك .....
كان يدعي بكلمات وصوت عذب حسه ماهر زي البرد على قلبه المشتعل من الألم والحزن , ولمن سحب الرجال كفه الدافيه حس ماهر ببروده مكان كفه , بعد ذراعه وقال بصوت مخنوق وهو يسحب أنفاس مقطعة : جزاك الله خير ..
ابتسم الرجال وتحرك وهو يقول : آجركم الله في مصيبتكم وأخلفكم خيرا منها , في آمان الله ..
طالع عدنان في الرجال اللي لحقوه 5 شباب وهم ينادون : يا شيخ عمار , يا شيخ عمار ..
استغرب مناداته لهم بالشيخ وهو شكله صغييير في السن , هو عارف إنه من نشاطات المجمع إن فيه محاضرات وندوات توعية للمدمنين ولأهلهم , التفت لهم الرجال بنفس الابتسامة الهادئة المريحة , تمسكوا فيه وواحد منهم يترجاه : تكفى يا شيخ اقعد معانا كم يوم ..
قال و الابتسامة ما تفارق محياه السمح : هو لو الأمر بيدي كان جلست , لكن انتم عارفين لازم أنزل جدة , أسبوع غايب عن الأهل ..
قال واحد ثاني : طيب تعال إلقي علينا محاضرة ثانية ..
طالع في ساعته وقال بأسف : الرحلة بعد 3 ساعات , ما يمديني محاضرة ..
ولمن ترجوه قال : اش رايكم نجلس جلسة مصارحة خفيفة , أقدر أقعد نص ساعة كمان ..
ومشي معاهم وهم يناقشونه بحماس وصخب وهو يهز راسه بتفهم ...
ابتسم عمر لعيونه المتأملة وسأل : في شي ؟؟..
خرج عدنان من ذكرياته القديمة وانتبه إنه جالس يتأمل عمر , قال بابتسامة : شبهت بك على واحد قابلته من زمان ..
ضحك حسان وقال بتريقة وهو يدق عدنان : لو طولت شويه كان شرد عمر من الخوف ..
ضحكوا الشباب عليه وقال ماهر : ما ألوم أخويه حتى أنا شبهت عليه بواحد بس ما أتذكر وين شفته , عموما المطاوعة يتشابهون نفس الثوب القصير نفس الشمغ اللي بدون عقل نفس اللحية ..
ابتسم عمر على فكرته و ماعلق , قال عبد الرزاق : ولا تنسى نفس النظرات الحاده ..
قال سامر باستنكار : عمر نظراته مهي حادة بالعكس هادية ..
ضحك عمر على كلامهم وقال بهدوء : شكرا ..
قال عبد الرزاق : هو فعلا different يعني المطاوعة دايما كشرين ومقطبين الحواجب وعصبيين ..
ما فارقت عمر ابتسامته الهادية وهو يقول : انت تقول هالكلام من واقع تجربة مع الملتزمين وأنا أفضل هالكلمة على كلمة مطاوعة ولا من واقع فكرة يرددونها الناس دايما ..
ضحك حسان وقال : صدقني هو يقول هالكلام من واقع مشاهدة طاش ما طاش , ما أظن عبد الرزاق اختلط بملتزم في حياته كلللللللها ..
قال عبد الرزاق باعتراض : المسلسلات تنقل حقيقة واقعنا بعدين انت ما شفت لقافتهم يتدخلون فيك حتى و انت في سيارتك ..
طالع الكل فيه باستنكار إنه يقول هالكلام وقال عدنان : عبد الرزاااااق ..
قال عمر باعتراض : خلوه يبدي رأيه كل إنسان حر في رأيه ..
ولف على عبد الرزاق وقال : أنا ما شفت هالمسلسلات اللي تقول عليها لكني متأكد إنه الإنسان اللي كتب هالمسلسل ورضي إن الحريم يطلعون في الشاشة سافرات ومتبرجات من دون حياء مليوووون في المية ما بيكتب شي سوي صحيح , بعدين اللقافة اللي تقول عليها هو ما تلقف إلا لأنه الله أمره إنه يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر , الله قال (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) ليش (( تأمرون بالمعروف وتنهون عن النكر )) بعدين الرسول قال (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )) وصدقني أنا لو شفت أقلللللللل شي بأتكلم ما بأسكت , بس يمكن هو الله يهديه تكلم بعصبية أو غيره فأخذت منه موقف واعتبرت كل الملتزمين كشرين ...
قال ببرود : what ever أنا أشوف هالجماعة من الناس المعقدة واللي من عصر الجاهلية هم اللي مأخرين التقدم في البلد , كل شي خلوه حرام واصبر عليهم شوي ويقولون لك البيبسي حرام , ولو تشوفهم من ورى الناس إيش يسوون تلقى البلاوي كلها عندهم , أخص من الصايعين ..
كان عمر يحس بغلياااااااااان في صدره من كلماته لكن كتم هذا كله لأنه شاف فيه الإنسان المتصلب اللي لا يمكن يتنازل عن آراءه لو جبت له دلائل العالم كلها وممكن لو طال الجدل ينقلب لسباب وقح أو غيره , رفع يدينه باستسلام وقال : أنا أعارضك تمااااااماااا لكن كل حر في رأيه ..
وكمل وهو مبتسم : إن شاء الله ربي يقدرني وأكون أنا اللي بيغير هالفكرة من راسك ...
قال حسان اللي حس إن الجو مكهرب : اش رايكم نلعب كورة ؟؟
جا عبد الإله وقال وهو شايل باسرة وقال : ما تبغون نلعب أربعة ؟؟
قام عبد الرزاق وماهر وسامر بحماس , قال عدنان وهو يحط يده على فخذ عمر : كلامه يغيض ..
ابتسم عمر وقال بتفهم وهو يطالع فيهم وهم يرتبون الورق اللي وزعه عبد الإله : لابد تتغير مفاهيمه في يوم , يمكن هو فعلا قابل واحد مدعي الالتزام وشاف منه شي خلاه يكره كل الملتزمين , كثير والعياذ بالله هالأيام صاروا يطولون اللحى ويقصرون الثوب عشان يقدرون يسرقون الناس ولا يجرجرون البنات ولا يوصلون للشي اللي يبغونه مستغلين إن الناس ترتاح للملتزمين وتشوفهم ملائكة على الأرض وهو الإيمان ما وصل قلبه , بعدين خذ في بالك إن الأشياء اللي شافها برى والتقنية والتقدم اللي هناك أثرت فيه وخلته يكره بلده وربط هذا بالدين زي معظم الناس مع إنه لو فكر شويه كان عرف إنه العلوم اللي برى كلللللها كانت بسبب الإسلام اللي كان في بلادهم لفترة , الفرق إنهم طوروا هالعلم ليل ونهار وإحنا جلسنا نايمين في العسل وانشغلنا بالدنيا , شوف شبابنا دحين أكبر همهم متابعة الدش ونانسي وأليسا ..
غمز حسان وقال : يا هووو ياللي تعرف نانسي وأليسا ...
ضحك عمر وقال : عندنا واحد جديد في التحفيظ ما خلى شي ما قاله عن اللي يشوفه الله يصلحه ويهدي أبوه وأمه اللي خلوه يشوف كل هالأشياء ..
وزفر وكمل : غير عن الدش المباريات اللي ما لها نهاية والجلوس على النت بالساعات شات و بلاوي والتجمع إلى الفجر على البالوت وغيره لدرجة ما عاد فيهم حيل حتى يشتغلون , شوف في الدوائر الحكومية نسبة غياب السعوديين عن العمل كم , شي يحزن ..
لف على عدنان وكمل بحسرة : شباب هذا أكبر همهم بيقدرون يبنون عالم متطور ؟؟ ما أظن , البعد عن الدين هو سبب تخلفنا عن الركب , يعني لو اغتنموا الوقت زي ما أمر الله ورسوله في شي مفيد والله بنصير أحسن من العالم كله ..
حك حسان شعره وقال : والله إنك صادق , شوف البطالة عندنا وصلت لكم وكل ما كلمت واحد فيهم قال ما في وظايف , طيب قوم دور على وظيفة ..
قال عدنان بسخرية : لا انت ما فهمت , هم يبغون مكاتب جاهزة مكيفة لهم يجون فيها متى ما اشتهوا ويوقعون كم ورقة ويخرجون قبل نهاية الدوام وإذا قلت لواحد فيهم روح شوف لك بقالة تكون محاسب فيها ولا اشتغل في حلقة ولا غيره عشان تتكسب كم قرش قال آنااااااااااااااااااااا أشتغل شغلة زي كذا كإنه على راسه ريشة ..
ضحكوا وقال عمر : الرسل وهم خير الناس اشتغلوا بيدينهم وأكلوا من شغلهم , حداد وحطاب وخطاط وخير الرسل كان راعي ...
وزفروا مع بعض بحرقة , طالعوا في بعض وضحكوا على التوافق العجيب , كان حسان وعدنان متعجبين من عقلية عمر الحكيمة وشخصيته القوية رغم سنه , كان أصغر الموجودين من حيث السن لكن طريقة كلامه , جديته , أفكاره النيرة حسستهم كإنه فوق الثلاثين , قال حسان وهو يضربه على كتفه : عمووووووور متأكد إنه عمرك 24 ..
ابتسم عمر وقال : لسه باقي 4 شهور وأخلص 23 وأدخل 24 ..
نط عليه وهو يدخل يده في جيبه وهو يقول : وريني بطاقتك ..
ضحك عمر وسأل بعفوية وهو يسحب المحفظة ويخرج له البطاقة : ليش مستغرب ؟؟
طالع حسان في التاريخ وقال : إلا والله , من مواليد شهر شوال ..
وطالع في عدنان وقال بتريقة : إخصصصص عليك يا عدنان ولينا , عمره 23 وتزوج وانت 29 ما تزوجت ..
ضحك عدنان المصدوم من مهاجمته و قال : اللي يشوفك يقول متزوج ..
قال باستنكار : على الأقل أنا مملك , شوية و يجي الفرج وأتزوج , عمر ادعيلي أتزوج اليوم قبل بكرة ..
ابتسم عمر وهو يرجع بطاقته لمحفظته وينقل بصره بينهم وهم يتناقشون عن الزواج , حب روحهم الطيبة المرحة وحس بتوافق عجيب معاهم وبلا شعور قال : ماني متخيل إنه جاسم صاحبكم ..
وانتبه لزلته لمن طالع فيه حسان باستغراب وعدنان بصدمة , التزم عمر الصمت وهو يبعد وجهه عنهم , حس عدنان بقلبه يغوص بداخله من سمع هالكلمة وتساءل بداخله إن كان عمر سمع أو شاف من جاسم شي خلاه يقول هالكلام و قال حسان بهدوء : ترا جاسم رجال يعجبك يا عمر لكنه مر بفترة متعبة , يمكن ظروف صعبة , حتى أنا شفته متغير الأيام الأخيرة , يعني لا تحسب إنه هذا هو جاسم الحقيقي ..
هز عمر راسه متفهم وبداخل عقله ترجع له صور أزهار وهي طايحة على الأرض ودموعها المغرقة وجهها , قال بابتسامة : الله يوفقهم ..
تعالت صرخة ماهر : كبووووت , أعطيناكم كبووووووووت ..
وضرب يدينه بيدين سامر بحماس ...
وصلهم صوت عبد الكريم يناديهم من المجلس الثاني اللي جالس فيه برواقة مع أحمد : يا عياااااااال قوموا للغدا ..




*********************


في قسم الحريم :

: ما أبغى رز ولحم , أبغى من مكدونالدز ..
رمت سحر سلافة بنظرة مقهورة وقالت : ومين بيجيب لك مكدونالدز في هالمقطعة يا ست سلف ..
قالت بصوتها النحيف المدلع : any one , أنا أدق على واحد من أخواني ..
طالعت فيها باستنكار وقالت : إحنا نبعد فوق الربع ساعة عن جدة , بينزلون عشان يجبون للملكة سلافة همبرجر ..
لفت عليها سلافة وقالت : كلمي سامر هو مايرفض لك طلب لو قلتيله جيب الـmoon يجيبه لك ..
قالت بحزم : لاااااا ..
ضربت الأرض برجلها وهي تقول بغيض : I am hungry
قالت بقهر : ويعللللللللللللللللك تموتين جوع انتي وكلامك الغلس ..
قالت ريم وهي تجلس جنبهم : خلاص وصيت عبد الإله دجاج مشوي من المحطة اللي جنبنا ..
زفرت سلافة وقالت باعتراض : أبغى مكدونالدز ..
أعطتها سحر ظهرها وقالت لريم : أخصريك منها , مشكورة إنك وصيتي والله بموت جوع بس ما أحب اللحم , عمري ما أكلته ...
طالعت حمده في سلافة وسحر وريم اللي جلسوا بعيد عن السفرة وقالت : يا سيااادي ما يحبون اللحم ..
قالت حنان : ما عليك منهم يا عمه من يومهم بناتي ما ياكلون إلا الدجاج ..
قالت العنود وهي تحط تحط شطة على الرز : بطاااارى , مهم وجه نعمه ..
قرصتها حمده في فخذها وقالت : بنت عيب تقولين كذا عن ضيوفك , أهجدي ..
انتفضت العنود وحكت فخذها وهي ماده بوزها تمثل إنها بتصيح من قوة القرصة وسط ضحك البنات , قالت حنان بدفاع : لا أحد يضحك عليها ..
ابتسمت العنود وقالت وهي ترفع يدينها للسما : يااااااارب تخليلي خالتو الحلوة , والله ما يدافع عني غيرك ..
بعدين سألت بفضول : جده يعني إيه يا سيادي ؟؟ قاعدة تنادين شيوخ الجن انتي !! ..
رمتها حمده بنظرة سكتتها , قالت خولة اللي جات بعد الظهر تحت ضغط وإلحاح من بناتها وسفانة : جده الكلمة هذي ما تجوز , إحنا لازم نقول يا الله ..
قالت باعتراض : وأنا ما قلت شي , دايما يقولون يا سيادي ..
سألت خولة : مين قصدكم بأسيادكم ؟؟ عشان كذا ما تجوز ..
هزت يدها وقالت تنهي النقاش : عاد هذا كلام الأولين ما يروح من لساني ..
قالت هدى : والله يا أيام جدتي مباركة وأخواتها كان عندهم كفر , شرك أشركوا كمان , يخطون على الرمل و يشربون قهوة أبو عبيدة كل يوم اثنين , هذا من غير التخااااريف اللي كانت موجودة , لكن الحمد لله راح هذا كله ..
قالت الهنوف : أمي انتي كنت تقابلين أعمامي زمان صح ..
قالت : كل أعمامك قابلتهم وكنت كمان أرضع الجوهرة عندهم ..
صرخوا البنات باستنكار وقالت البندري بعدم تصديق : أمي من جد كنت ترضعين قدامهم !!
ضحكت وقالت : مو بس كذا كنت أرقص وسطهم لمن نجتمع و هم يطبلون و يغنون ..
ضحكت أسماء وقالت : واااااا ودحين متغطية عنهم , خالة ما يفتكرونك ؟؟
قالت هدى : إلا يفتكروني أكيد , الحمد لله اللي نجانا ربي , كنا في جهل ..
قالت العنود بتريقة : كنتم دايرين على حل شعوركم ..
قالت حمده : والله كنا زينين والدنيا بخير , بس هم صحوا الشيطان ..
قهقهوا على كلمتها وخولة بهدوءها المعتاد تحاول تفهم جدتها إنه الشيطان موجود من زمان وما نام ...



*********************



في نفس الوقت الساعة 6.30 المغرب :
في غرفة ديلوكس مطلة على البحر في فندق شانجريلا جولدن ساندز (بينانغ) :


فتحت عيونها على صوت منبه الجوال اللي سوت له غفوة لثلاث مرات , استغفرت وقامت وهي تمسح وجهها , كانت الغرفة غارقة في ظلااااام دامس , لمن انزاح اللحاف عنها و حست ببرودة التكيف المركزي تضرب في بشرتها صابتها رعشة وهي تفرك ذراعينها , فتحت الأبجورة المثبته في الجدر جنبها و لفت عليه لقيته نايم على بطنه وفمه شبه مفتوح , ابتسمت ونزلت من السرير وهي تشكر ربها إن الغرفة مفرشة عشان ما تمشي على البلاط البارد , لبست صندل الحمام ودخلته , أكثر شي كان عاجبها في الحمام لون رخامه السكري المريح للعين و اللوحة الطويلة المرسوم عليها أنواع قواقع وأكثر شي كرهته إنه ما في لي للموية كانت حاطة زبدية عشان تعبي الموية , توضت للمغرب وهي تحس دفء الموية مناقض لتيار الهوا البارد المتسلل من تحت الباب , نشفت وهي تطالع بحيرة في التلفون المحطوط جنب كرسي الحمام اللي إلى الآن مهي متخيلة اش فايدته , خرجت وانتفضت وهي تضم نفسها لمن حست برودة الهوا تقرص جلدها , قالت بصوت مرتجف : جاسم قوم الصلاة ..
ما تحرك من مكانه , هزته وهي تصحيه لكنه ما قام , لعبت في إذنه وشعره وحاولت بكم طريقة لكنه لف على الجهة الثانية وهو يلف اللحاف حولينه , جريت للدولاب لمن ما قدرت تتحمل البرودة أكثر وخرجت شرشف الصلاة ولبسته وهي تحس البروده تنخر عظامها , صلت المغرب و أول ما سلمت لفت عليه وقالت : بيفوتك المغرب , جاااااااسم ..
مشيت على ركبها وهي مافحالها تقوم , مسدت شعره وكبست ظهره وهي تهمس : جسوم يلا الصلاة , المغرب غريب , شوف الشفق بيغيب وانت لسه ما صليت , عارفه إنك تعبان قوم صلي ونام , جسووووم ..
قال بخشونة وهو يبعد يدينها : أفففففففف طيب فهمنا , خلاص سيبيني ..
لفت بوزها ووقفت , طاااااالعت فيه وبعدين هزته بقوة وهي تقول : يلا قوووووووم الصلاااااااااة وراك عصر ومغرب ..
قام فجأة وهو يرمي اللحاف بعيد عنه بعصبية , كانت عيونه محمره وشعره
الناعم متناثر يمين ويسار , ابتسمت وقالت : يلا الصلاة ..
رماها بنظرة حاااااادة , من جووا ماليزيا خلته يصلي على الوقت ما كانت تعطيه مجال لتفويت الصلاة , زنها وإصرارها كان يجيب له العصبي , قال بعصبية : مالك دخل أصلي ولا لا , أنا وربي ..
ورجع انسدح وتلحف , قالت بهدوء وهي توقف عند سجادتها عشان تصلي السنة : صح إنت وربك اللي أحب الأعمال له الصلاة في وقتها ..
وكبرت , جلس منسدح عناد فيها وأخيرا رمى اللحاف ودخل الحمام وطبق الباب بكل قوته , لمن خلصت السنة ضحكت وقالت : الله يقطع ابليسه ضحكني وأنا أصلي ..
وطالعت في باب الحمام المغلق وابتسمت , أول ما تزوجته كانت متخيلته وحححححش فضيع , قاسي , متحجر وعصبي , مزاجي و مستهتر ما عنده أي إحساس بالحب أو المسؤولية لكنها مع كل يوم تكتشف فيه شي جديد , هو صح مازال إنسان عصبي ومزاجي وحاد الطباع لكنه مو متوحش وقاسي ومتحجر , كان يغير رأيه لمن تطلب شي غير اللي هو مقرره , كانت تشوف اهتمامه براحتها في معظم الوقت , والشي اللي أسعدها أكثر إنه ما يسيب فروض الصلاة , صح يأخرها ويتكاسل عنها بسبب النوم والتعب لكن المهم إنه ما يسيبها , يمكن هو ما كان يصليها وصار يصليها عشان هو قدامها دحين لكن هذا ما يهمها حاليا , هي حتحاول تغيره , دعت وهي ترفع يدينها : يا رب ازرع حب الصلاة والقرآن في قلبه يا رب ..
انفتح باب الحمام وخرج منه وهو لاف نفسه بروب الحمام , طالع فيها بحده وقال : خييييييييير قاعدة تطالعين ...
ابتسمت بحب وهمست : لا أبدا سلامتك ..
خفق قلبه وهو يشوف شي غريب يلمع في عيونها , قامت وفصخت الشرشف وهي تقول : تعال صلي ..
~ اش اللي شفته في عيونها ؟؟ شي غريب أول مرة أشوفه ~ جلست على الكنبه المفرده الطويلة ومددت رجولها عليها وهي تفتح الدرج اللي جنب السرير وتخرج منه مصحفها , طااااااااااااالع فيها وهو يتساءل متى آخر مرة قرأ قرآن , نفض تفكيره وراح عشان يصلي ..
طالعت فيه من ورى المصحف وهي تقول بداخلها ~ يصلي وهو لابس بنطلون برمودا وروب مشنقل , ياخي انت بتقابل ربك بتكون بين يدينه مفروض تكون في أحسن هيئة , آآآآآآه الله يهديه يارب ~ قرأت وردها وراحت زينت نفسها في الحمام ولأول مرة من تزوجته لبست زمامها , غيرت ملابسها وخرجت , لقيته مخلص صلاته ولابس , استغربت إنه ما علق على الزمام لكنها ما تكلمت ولا سألته عن رأيه , هي معظم الوقت ما تلبسه عشان ما يصير في فتحة مشوهه في أنفها وفي نفس الوقت ما تتركه لوقت طويل عشان ما يندمل مكانها , من وصلوا بينانغ راحوا للفندق و ناموا من كثر التعب والانتظار في المطار بعد اللي صار لهم , خرجوا من غرفتهم الديلوكس المطلة على البحر , توها انتبهت للفندق وشكله , ممراته الضيقه نوعا ما بلونها العسلي والبيج وبساطها الكريمي الغامق , الإضاءات الموزعة على جدرانها بشكل متباعد يضفي بعض الظلام الخفيف على الممر , مشيت معاه للمصعد ونزلوا , جلست في كنب الإستقبال وراح جاسم يتفاهم معاهم عشان السيارة اللي بتوديهم لجورج تاون عاصمة بينانغ , وطبعا لأنهم في المسا قرروا يتمشون في المدينة شوية عشان يرجعون وينامون بدري لأنه لازم يروحون لحديقة الفاكهة والقرود من الصباح ...


*************************

الساعة 5.30 العصر في الاستراحة :


خرج راسه من وسط الموية وسحب نفس قوي ..
: ما تعقدت من الموية ؟؟..
التفت عمر لسامر الجالس في طرف المسبح و اللي لازمه من بعد الغدا ومسح وجهه المبلل وقال : نعم ..
ابتسم سامر وسأل وهو يسبح له : ما تعقدت من الموية بعد الحادث أقصد ؟؟..
ابتسم عمر وقال : لا والحمد لله ..
سأله وهو يأشر على فنيلته : طيب ليش لابس فنيلة ؟؟ العورة من السره للركبة ولا يا شيخ ؟؟
ضحك عمر بإحراج من كلمة شيخ وقال : وييييييييييني ووين الشيخ !! الله يرحمنا برحمته ...
وحك شعره المبلل و همس بصوت خجول : أقولك على السبب وما تقول لأحد ..
هز سامر راسه وهو يقرب إذنه منه , همس عمر : أستحي أقعد عريان ..
طالع فيه سامر بصدمة وقهقه من قلبه , سكته عمر وهو يبتسم لوجوه الشباب اللي تأملوهم بحيرة , قال سامر وهو يرشه بمويه : عريان مره وحده , والله انت إنسان عجيب ..
وقال بهدوء وهو يلمس القطع الطولي في وجهه : هذا سبب لبسي للفنيلة , مليان في صدري وبطني بشكل مخيف ومقزز ..
ما عرف عمر ايش يرد عليه , لكن أوجع قلبه المرارة اللي حسها في صوته والألم اللي لمع في عيونه , ماحب يساله عن سببها فتمالك نفسه ورشه بالموية وهو يقول بمرح : ويعني ؟؟ تعال باريني ونشوف مين أسرع واحد ..
ابتسم سامر وقال : يلا ..
سامر كان يحس بالراحة من وجود عمر حوله وهم لوحدهم , يمكن لأنه عارف إنه الوحيد اللي ما يعرف ماضيه والوحيد اللي ما يضطر يراجع ويتعمق في بكلامه خوف إنه يكون في معاني مبطنة لأحاديثه ..
***
: واااااااااااااي يهبل شبه زهرة ..
: لا مو شبهها , هي أحلى ..
: اشششششششش أصواتكم في الكاميرا يا متخلفات ..
دخلت العنود المطبخ وشهقت لمن شافت ريم وسفانة وأسماء اللي تصور كعادتها متسطرين فوق الكنبة اللي عند طاقة المطبخ , سألت : اش تسوون ؟؟
ودخلت وراها سحر وهي تقول بعتاب : انتم لساعكم تتفرجون في العيال , ما يجوز وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ..
قالت ريم وهي تسحب العنود : تعالي شوفي عمر بالله ما يشبه أزهار ؟؟
قالت سفانة باعتراض : ما يشبهها , هي أحلى ..
طالعت العنود معاهم وقالت : إممممممممممم ..
ضربتها سحر على كتفها وهي تقول : أنا أهاوشهم وانت تجين معاهم ..
قالت وهي تفنجل عيونها على أقصى اتساع : إمممممممم يشبهها بس أزهار أحلى ..
ضحكوا البنات على حركتها وشدت سحر شعرها وهي تقول : يعل عيونك العافية من صغرها عشان تفنجلينها ..
قالت بسرعة : قولي ما شاء الله لا يصير فيني عمى ..
ضحكت سحر وقالت : ما شاء الله ..
سحبت ريم العنود وقالت بتريقة وهي تأشر على أكثر الشباب لياقه : شايفة ذاك الوسيم القمحي أبو سكسوكة و شعر ناعم وجسم رياضي فناااان , هذا عبد الإله ..
قالت العنود وهي تدفها : لا والله , تنكتين انت وجهك , عارفته وحافظته ..
قالت أسماء بطفش وهي تصك الكاميرا : ما قدرت أصور من هرجكم ..
صكت العنود ستاير المطبخ لمن شافت الخدامات يطالعون هم كمان بحماس وهم يهرجون بلغتهم وعيونهم متسعة على الآخر , قالت : قولوا ما شاء الله إذا عجبكم أحد وروحوا شوفوا شغلكم , ما فينا تحسدون لنا واحد فيهم ..
و خرجتهم كلهم من المطبخ وسابوا أسماء تصور لوحدها ...
خرج الشباب من المسبح قبل أذان المغرب ولمن جا وقت الصلاة أذن عدنان وأصروا كلهم إن عمر اللي يصلي بهم لأن المسجد بعيد عن الاستراحة , صلى بهم عمر تحت إلحاحهم وهو منحرج يتقدمهم كلهم بس بحكم إنه أحفظهم لكتاب الله كان لازم هو اللي يؤمهم , وبعد الصلاة شكر عمر أحمد على دعوته له واستأذن منه يروح عشان أشغاله , حاول فيه أحمد إنه يجلس إلى العشا لكنه رفض بأدب وهو يشكره بامتنان ويسلم على يده و راسه , زفر أحمد وهو يشوفه رايح وقال عبد الكريم : أشوفك متعلق بالولد ..
لف على صاحبه وقال : والله يا له ولأخته مكانه في قلبي ما يعلمها إلى الله ..
قال عبد الكريم بابتسامة : الصراحة لو مو متزوج وأكبر من كذا كان زوجته وحده من بناتي , أخطب لبنتك ولا تخطب لولدك ..
ابتسم وقال : والله صادق , الله يرزقهم كلهم الزوج الصالح ..
: آآآآآآآآمين يارب ...


**************************


: خييييييييييييييييييير ..
ابتسمت ريم وهي تطالع في العنود وقالت : خير إن شاء الله ..
طالعت العنود في باب غرفة نوم أبوها وأمها المقفول وقالت : ما أظنه خير من يوم حشرتيني في هالغرفة وصكيتي الباب ..
ضحكت ريم وجلستها على السرير وقالت : عندي موضوع مهم ..
: موضوع إيه ؟؟
طااااااالعت فيها ريم بعدين قالت : بالأمانه بالأمانه اش ..
قاطعتها العنود : كلمة بالأمانة ما تجوز لأنك تسألين بالأمانة ولا يسأل إلا بالله ..
ضربتها على جبهتها وقالت : طيب , خليني أخلص كلامي ..
حكت جبهتها وقالت : يا متوحشة ..
قالت ريم : بصراحة اش رأيك في عبد الإله ؟؟
ضحكت العنود وقالت : مواطن سعودي صالح ..
ولمن شافت نظرة ريم الجادة قالت : ريم ..
قالت ريم : هو طلب مني أجس نبضك عشان يشوف رأيك قبل ما يتقدم رسمي لـ.....
هتفت العنود باستنكار وهي تحس ضربات قلبها تضج في أذانيها من قوتها : اييييييييييييييش ؟؟
قالت ريم بتردد : يتقدم لك ..
صرخت العنود بلا تفكير وهي تقوم : لاااااااااااا ..
انصدمت ريم من ردة فعلها وقالت : عنود ..
هزت العنود راسها وقالت والدمووووع تتجمع في عيونها بسرعة رهيبة : لا يعني لا , لا يتقدم لي ..
قامت ريم وقالت بخوف : عنودي اش فيك ؟؟..
غطت العنود وجهها بيدينها وجلست على السرير وهي تصييييييييح من قلبها , جلست ريم وضمتها وهي تقول : بسم الله عليك , اش فيييييييييك ؟؟ عنودي حبيبي خوفتيني ..
كانت تحاول تسيطر على دموعها لكنها ما قدرت , حست الدنيا تنهااااااار حولينها , قالت من بين دموعها : ريم الله يخليك لا تخلينه يتقدم لي , الله يخليك , لو تقدم أبوية ما بيرفضه وإذا رفضته بتصير مشاكل , الله يخليك لا يتقدم ..
حست ريم بطعنة في قلبها وهي تقول : ليه ؟؟ أخويه مو عاجبك لهالدرجة ..
مسحت العنود دموعها وقالت وهي تمسك يدين ريم اللي تغير وجهها من الزعل : والله العيب مو في عبد الإله , ألف بنت تتمناه ..
طالعت فيها باستنكار وقالت : ألف بنت إلا البنت اللي يبغاها ..
رصصصت العنود يدها وقالت بصوت مخنوق : ريم الله يخليك افهميني , والله رفضي مو لشخص عبد الإله نفسه , الكل يشهد له إنه رجال والنعم فيه ..
قالت بألم : أجل اش سبب رفضك وصياحك الغريب هذا اللي يشوفك يقول نقلت خبر واحد ميت ..
رجعت الدموع تذرف من عيونها بشكل فضيع وهي تقول : رفضي لموضوع الزواج ككل , الله يخليك افهميني ..
سحبت ريم يدينها وقامت وهي تقول بهدوء : بأحاول أفهمك وما بأقول لعبد الإله إني كلمتك عشان ما ينصدم ولأني ..
واختنق صوتها وهي تقول : ماني عارفه اش أقوله ..
وخرجت وصكت الباب , غطت العنود وجهها وصااااحت وصاااحت وهي تصرخ بداخلها ~ آآآآآآآآآه ياربي لييييييييييه ؟؟ لييييييييه تقدم لي أنا بالذات ؟؟ استغفر الله اللهم لا اعتراض , لكن ياربي اش أسوي ؟؟ لوما قالتله ريم وتقدم لأبوية كيف أرفضه ؟؟ اش بيقولون ؟؟ اش بيقول عمي صالح ؟؟ ولو قالتله اش بيقول ؟؟ اش بيفكر ؟؟ بيزعل , بيكرهني , بيعاند ويروح لأبويه , ياربي ارحمنييييييييييييي , ياااااااااااااااارب ~ , ماتدري كم مر على بكاها , انسدحت على السرير وغطت وجهها في مخدة أمها العالقة فيها ريحة عطرها , ضمت المخدة بقوووووة وهي تحس كل جسمها يعورها من كثر البكا ..
: عنووووود , عنووووووود أبلة خولة والبنات ماشيين , عنوووووووود ..
انفتح الباب ودخلت منه الهنوف وهي تقول : عنود ..
وتقدمت منها وابتسمت ولحافتها وصكت النوار وخرجت وهي تقول : شكلها نايمة و...
ابتعد الصوت وانتهى مع صكة الباب , انقلبت العنود على جنبها وهي تحس دموعها ترجع زي أول , صاحت وصاحت وصاحت إلين نامت ...



*************************

اسير الصمت
09-07-2012, 01:54 AM
الساعة 10 المسا في شقة مشاعل :


: عبد الله يا ولدي لنا أسبوع والتلفون مقطوع , وكل ما قلت لبندر ولا معاذ يروح يسدد قال طيب و ما يروح , روح انت سدد الله يرضى عليك ..
قال عبد الله وهو يشرب القهوة ببرود : أصلا أنا ما سددت فاتورة التلفون عشان الناس اللي يدقدقون في الصباح وإحنا محنا فيه , سبحان الله لمن يوافق يرد واحد فينا على التلفون ما يردون ليه ما أدري ..
سكتت هاله وهي تلاعب بنته الصغيره اللي توها 4 سنين و قالت مشاعل وهي تحط سماعات جوالها في إذنها : طيب ..
قال عبد الله وهو يسحب السماعات : اش قصدك ؟؟
قالت مشاعل ببرود : طيب , ما تبغى تسددها مو لازم انت حر , بيني وبينك أحسن لأنكم صدعتوا روسنا بالتلفون وكل ما دق واحد فيكم على البيت ولقيه مشغول فتح لنا جلسة إستجواب , افصلوه أحسن ..
: أشوف طلع لك لسان يا مشاعل ..
قامت وقالت : أقوم أحسن قبل ما يزيد الموضوع ..
قالت زوجته لمى بطفش وهي تحط يدها على ذراعه : عبد الله , الله يهديك راسي صدعني من صراخك ..
زفر وقال : أصلا هي ما عليها لو انفصل الخط ولا لا لأنها ماخذه راحتها الأخت بالجوال ..
لفت عليه وقالت بعصبية : اش قصدك ؟؟ أعاكس , حبيبي اللي تبغى تعاكس تعاكس و محد يقدر يردها , فلا تحسبون هالحصار اللي قاعدين تسوونه حولينا يعني يعني بيحمينا , لا تليفون , لا نت , لا خروج , البنت المربية مربية لو اش ما كان اللي حولينها , والصايعة صايعة لو انصك عليها في كهف ..
وراحت لغرفتها , قالت أمه : انتم دوبكم دوب هالبنت , تراها اللي شايلة البيت على راسها بكل مافيه , يعني لو راحت هالبنية أنا اللي بأضيع ..
قال بعصبية : يعني عاجبك الجوال اللي في يدها تتصل به على كيفها متى ما بغت , لا تنسين إنها مطلقة و الناس كلها تستنى أي شي عشان يقولون ما قدروا أخوانهم يربونهم من بعد ما مات أبوهم صار البنات يدورون على حل شعرهم , والله ما أخليها تنزل راسي التراب وأنا حي ..
زفرت أحلام اللي دوبها دخلت الصالة جاية من غرفة التلفزيون وقالت : إحنا كل يوم على هالمواااال , ساعة بندر ساعة معاذ ودحين إنته ..
: بنت لمي لسانك ..
مطت شفايفها بضيق وقالت لبنته الكبيرة اللي عمرها 8 سنين : جنى تعالي لغرفتنا أحسن ..
قالت الأم تبغى تغير الجو : ما شاء الله على جنى كيف كبرت , الله يحفظها لكم يارب ..
قالت هاله بداخلها ~ أشوفه يصك على بنته زينا ولا لا , البنت من دحين في راسها روس , قصير وعريان وتتفرج في أفلام , الله المستعان ~
وتابعت أمها تقول : إلا ما تفكرين في الحمل يا لمى ..
لفت لمى بوزها وقالت : يووووو ياعمه , ثنتين وبالقوة مستحملتهم , بعدين أنا ما حسبت إنه جسمي يرجع لوضعه الطبيعي من بعد النفاس , يووووو ما أتخيل الحمل والولادة و الرجيمات عشان أرجع لوزني ..
قالت هاله : حرام عليك , شوفي جنى , مافي أي توافق بينها وبين جوري بسبب فرق الأعوام , حتى لمن يكبرون ما بيتفاهمون مع بعض ..
قالت : ما أشوف بينك وبين مشاعل سوء تفاهم , هي أكبر منك بأربع سنوات ..
قالت هاله وهي تقوم وتشيل جوري معاها : احنا غير , بعدين بيننا بندر ..
طالعت فيها لمى ورجعت طالعت في عمتها وقالت : عمه في حرمة من قرايبنا تبغى تجي تشوف البنات ..
فرحت أم عبد الله وقالت : الله يبشرك بالخير , حياها الله في أي وقت , بس , ما حددت لك مين تبغى ؟؟..
قالت : لا , هي قالت تبغى تجي على الأسبوع الجاي وتشوف البنات , من تحدد اليوم أعطيك خبر ..
زفرت وقالت : الله يقدم اللي فيه الخير ..
لمن دخلت أحلام الغرفة قالت : قرررررررررف , جيته هو وزوجته زي الهممممممم على القلب ..
ضحكت مشاعل وقالت وهي تكتب رسالة في جوالها : عادي ما تعودتي ..
: اش قاعدة تسويين ؟؟
: أرد على رسالة لأزهار , دوبها أرسلت لي ..
سألت وهي تعطي جوري ورقة وألوان عشان ترسم : كم الساعة عندها دحين ؟؟
رفعت مشاعل راسها وقالت مبتسمة : 3 الفجر ..
: واااااااااااااااو صاحية لهالوقت ؟؟ وين جاسم عنها ؟؟
: نايم ..



**********************



(( أنا بخير والحمد لله , نوم ومرعى وقلة صنعة , والله الود ودي نرجع المدرسة , ما في أي جديد في حياتي غير التلفون اللي ما رضيوا الأفندية يسددونه عشان على بالهم إحنا نعاكس في الصباح لمن هم في أشغالهم , أنا سعيييييييدة إنك مبسوطة هناك , الله يتمم لك على خير انت وجسومك , انتبهي لنفسك يا قلبي و ادعيلي )) ..
ابتسمت أزهار وهي تصك الجوال وتستند على حاجز البلكونة الصغيرة اللي فيها كرسيين خشب أسود مع طاولة دائرية صغيرة , هب نسييييم بارد يحمل ريحة البحر البعيد المسود بسبب ظلام الليل , تأملت البحر اللي ماراحت لشواطؤه إلى الأن والنخيل المزروع بشكل جميل وطاااااااالعت في المسبح والكراسي الخالية من الناس حولينه الموزعة على بساط الزرع الأخضر اللي تخترقه طرقات مبلطة وأحواض ورود وأشجار بديعة , تمغطت وهي تقول : سبحانك يارب , ما أعظمك وما أعظم خلقك ..
عدلت شرشف صلاتها ورجعت للغرفة , صكت البلكونه و الستاير فساد الظلام التام على الغرفة , تأملت هيأته وهو نايم على الضوء الخفيف المتسلل من بين الستاير ومن تحت باب الغرفة وهمست : الله يهديك ..
وقفت على سجادتها وبدأت تصلي , لها كم يوم ما صلت القيام بسبب تعبها أو بسبب اختلاف الوقت ولمن حست بثقل في قلبها وضيق عجيب في نفسها عرفت إنها بحاجة لها , إنها توقف بين يدين ربها لوحدها والناس نيام , بحاجة إنها تناجيه , تشتكي له كثرة ذنوبها , ترجوه و تتوسله إنه يعفو عنها ويحقق أمانيها ..
فتح عيونه دفعة وحده وهو يسمع همهمة غريبة , واستوعب هالهمهمة , غمض عيونه وهو يصغي لصوتها الخافت , اليوم صار له أسبوع من تزوجها وهذي ثالث مرة يصحى على صوتها وهي تقوم الليل , هو نومه ثقيييييييل وأثقل من الثقيييييييل لكن ليش يصحى على صوتها وهي تصلي ما يدري , حس بنبرات صوتها تتغير وتختنق وهي تقول (( والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المسا......)) واختفى وهي تبكي بصمت , حس بثقل غريب في قلبه , سحب لحافه وغمض عيونه بقوة يبغى ينام , غاص في النوم على صوت بكاها الخافت اللي حاولت تكتمه عشان ماتزعجه , وفتح عيونه وفز من نومه وهو يشهق بقوة لمن حس بشي يجثم على صدره ..
انفتحت الأبجورة بعد شهقته , غمض عيونه من الضوء المفاجئ ورجع فتحه شويه شويه , انتبه لأزهار اللي واقفة جنبه وهي تهمس : بسم الله , سامحني حبيبي ما قصدي كنت بأغطيك ..
رفع عيونه وشافها بشرشفها ومصحفها في يدها , كان صدره يعلو ويهبط بسبب أنفاسه المتسارعة , جلست جنبه وقالت بهمس معتذر : كنت نايم وانزاح اللحاف فجيت أغطيك ..
طاااااالع فيها وقال بصوت متحشرج وكلمة حبيبي ترن بداخله : فجعتيني ..
ابتسمت وقالت بمزح وهي تحط المصحف على الطاولة اللي جنبه : سامحني والله ما دريت إنه نومك صار خفيف كذا يالأميرة وحبة الفول ..
شافها في ذيك اللحظة وعلى ضوء الأبجورة كإنها حورية , بشرشفها الأبيض المرسوم عليه ورود بجميع الألوان , عيونها الواسعة اللامعة , أنفها المستقيم اللي فيه زمام , شفايفها المبتسمة , حتى دقنها انتبه إنه صغير , ابتسم وهمس وهو يلمس زمامها : متى لبستيه ؟؟
انحرجت من حركته وانكمشت على نفسها وهي تبعد عنه وتهمس بخجل : اليوم , ليه ما شفته ؟؟..
ابتسم وقال : يعني بالله لو شفته ما بأعلق ..
رفعت عيونها له وقالت بعفوية وبصوت غريب : انت عمرك ما علقت على شي ..
حس كلمتها زي السكين في قلبه , طااااااالع فيها وهمس فجأة : قولي حبيبي مرة ثانية ..
حست بدمها كله يهرب من جسمها ويتجمع في خدودها اللي صارت حاااااارة من كثر الخجل ~ هو أنا قلت له حبيبي , يالفشـــلــة ~ قامت بسرعة من مكانها وقالت بتلعثم وهي تشغل نفسها بتطبيق الشرشف : نـ...نام .. بكرة ورا...ورانا صحية من بد ...بدري ..
وأعطته ظهرها وهي تغطي فمها وتصرخ بداخلها ~ يا غبية اش هالتقطيييييع في الكلام , يا فشلتييييييييييييييييي ~
همس : عارفة أول مرة شفتك فيها بعد ما رجعت من الرياض , كان لون عيونك وزمامك هو أول شي انتبهت له ..
وانقلب صوته لضحك وهو يقول بسخرية : بعد شعرك الغريب طبعا ..
انسفت كل مشاعرها الخجولة وتباطأت خفقات قلبها وبعدت عنه والتفتت له وهي تقول بعصبية : اش قصدك بالغريب ؟؟
ضحك وهو يأشر بيده يعني ملفلف ويقول : زنبركااااااااااااات , حاجة مرعبة فعلا ..
صرخت باستنكار خجول : جااااااااااااااااسم ..
وضربته بقبضة يدها على جانب ذراعه وراحت للحمام وقفلت الباب بقووووة , ضحك من قلبه وهو يجلس على السرير وقال بصوت عالي : حسيت نفسي في فيلم رعععععب ..
ولمن ما سمع صوتها ولا خرجت انسدح وتلحف وهو يقول بهمس : فكة من إزعاجك , طيرتي النوم من عيني ..
وطالع في السقف وهو يقول بداخله ~ كل تشبيهاتها كرتونية , أول ميب ميب ودحين الأميرة وحبة الفول , والله بزره , أنا أوريك على تريقتك , والله إنك تحفة و..و..و..و .......... حبيبي ~ حس بنبضات قلبه تزيد , سمع هالكلمة كثييييييييير من ليلى لكن من أزهار كان لها أثر غرييييييييييييب , زفر وانقلب على جنبه وهو يحاول يخفف ضربات قلبه بإبعادها عن تفكيره لكنه ما قدر , قام وهو مقهووووووور من نفسه ودق باب الحمام وقال : أزهار ..
ولمن ما سمع رد دق مرة ثانية وهو يقول : أزهااااااار افتحي الباب ..
برضو ما فتحت ولا ردت , قال بعصبية وهو يدق : بــــنــــــت ..
انفتح باب الحمام وطلت من وراه أزهار , قال بعصبية : ليش ما تردين ؟؟
ابتسمت وقالت بعفوية وهي تخرج : ما قدرت أرد لأني جوة الحمام , مو زين الواحد يتكلم جوة الحمام , تبغى شي ..
طااااااااالع فيها وسأل من بين أسنانه : تستهبلين ؟؟
تصنمت ولفت عينها يمين ويسار بتفكير جدي عميق وقالت وهي تهز راسها : لا , ليه ؟؟
قال وهو يجز أكثر على أسنانه مغتاض من استعباطها : يعني انتي ما دخلتي الحمام لأنك زعلانه من اللي قلته ؟؟..
قالت متذكرة بصدق : آآآآآآآآآآآه , قصدك الزنبركات ؟؟ لا ما زعلت خلاص ضربتك وانتهى الموضوع , أنا ما أحب حكاية الدخول وقفل الباب هذا تهرب , يا أقول الشي في الوجه يا أسكت ..
وابتسمت الابتسامة الكرتونية اللي يكرهها من قلب , ضربها بطرف يده على راسها وراح للسرير ورمى نفسه وتلحف
وهو يسب ويلعن , حكت مكان الضربة وهي مستغربة تصرفاته وطفت الأبجورة و انسدحت على السرير بعد ما عايرت الجوال على صلاة الفجر ..
طااااااالع فيها وهي تعدل راسها في المخدة وتقول : بسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ...
عمره من خلقه ربي ما قال هذا الدعاء ولا هو حافظه حتى ,

**********************

اسير الصمت
09-07-2012, 02:06 AM
يوم الأربعاء : 8 / 6 / 1427 هـ
في استقبال الفندق :

جلست على الكنب الأصفر الموشى بورود بلون الزهر وهي تطالع في فخامة المكان , كان اللي حولها مزيج غريب وحلو من اللون الأصفرالعسلي والبيج والأبيض والبني والزيتي , ابتسمت وهي تشوف جاسم متكي على طاولة الإستقبال الخشبية وهو يكلم العامل بلغة إنجليزية طلقة , قامت من مكانها وتحركت بشويش عشان جزمتها كانت تضرب الأرضيه اللامعة الصفراء وتصدر صوت عالي بسبب هدوء المكان , وقفت عند لوحة معلقين فيها إعلانات ما حاولت تقرأ اللي فيها وهي منهمكة بتأمل الصور , وصلها صوت فرقعة أصابع التفتت لجاسم لقيته يأشر لها إنها تسبقه لبرى , عدت البوابة الخشبية المأطرة بخشب زيتي عرييييض محطوط عليه هيكل معدني ذهبي لشعار الفندق , خرجت من الفندق ومشيت في الممر المرصوف وسط الزرع , كان الجو هااااااادئ , وقفت تتأمل المسبح اللي كان مزدحم في الليلة السابقة ومشيت للشاطئ , فتحت غطاها ومشيت وسط أشجار نخيل وزرع وهي متعجبة من روعة خلق الله , كان المكان بهجة للنفس , قالت وهي تحث الخطى : سبحانك يارب إذا هذي في الدنيا كيف الجنة , ياااااارب لا تحرمنا دخولها يارب ..
بدأت الأشجار تخف وبدأ منظر الشاطئ يوضح , ولمن لقيت الرمل الأبيض قدامها وقفت عند أقرب نخلة للشاطئ وهي تطالع في البحر من بعيد , هذي أول مرة توقف قدام البحر من بعد الحادثة , المرة الأخيرة لمن كانت مع عمر اليوم اللي يسبق زواجها ما خرجت من السيارة ولا فكرت تخرج , سحبت نفس عميييييييق وتحركت , كان المكان فاضي إلا من قارب شراعي بعيد و دباب بحري منطلق وراه ويدور حولينه بسرعة جنونية , وقفت عند الطاولة الخشبية المثبت جنبها خشب طويل بلا ظهر كمقاعد , فصخت عباية الراس وجلست بعباية الكتف اللي تلبسها دائما تحت العباية الأصلية عشان تاخذ راحتها في الأمكان الخالية , طاااالعت في البحر وأمواجه الهادية , كان صوت الهوا الممزوج بصوت الأمواج يثير في نفسها مشاعر غريبة , وقفت وتقدمت من الشاطئ ووقفت عند أطرافه بدون ما تحاول تلمس الموية , غمضت عيونها وهي تستمع لصوت الموج , لحظة سكينة مرت بها قبل ما ترجع ذاكرتها للورى وتسمع أصوات مختلطة من بينها صوت عمير وهو يقول من بين أسنانه : غطي وجهك ..
التفت له وقالت بعناد : ماني مغطية , شايف أحد حوليننا على بعد 20 متر سيد عمير ..
قال بعصبية وهو يأشر بيده : شوفي ذاك اللي هناااااااااك ..
ضيقت عيونها وقالت وهي تحاول تشوف : أيت ؟؟
: ذااااااااااك ..
شهقت وقالت : الـــلــــه , أنا ماني قادرى أشوفه كيف هو ممكن يشوفني ..
: غطي وبس ..
وبدأت تتضارب معاه ..
: عمير ..
التفتوا لعمار اللي ابتسم وقال : خليها محد حوليننا , الرجال بعيد و ما بيشوف ..
ولف على أزهار وقال : زهرة إذا بتغطسين رجولك ولا تبغين تسبحين قومي ..
قامت فرحانه فصخت عبايتها كانت لابسه بنطلون وبلوزة طويلة إلى الركب , لفت طرحتها على راسها وعمير يقول باستنكار : عماااااااااار ..
ابتسم له عمار ولف على عمر المنسدح على ظهره وراسه على رجول أمه , قال يسأله : ها عمر ؟؟
طالع عمر بنص عين لعمير وقال : أنا لو علي بأقوم أصفق الإثنين وأهجدهم , جايين نتضارب ولا نتمشى ..
وقام من سدحته وأشر لعمير وهو يقول بعصبية : بعدين انت يا زرقاء اليمامة , من وين بيشوفها الرجال وهو هذا بعده ومعاه عايلة كمان , البنت جايبينها عشان تتمشى , ساعة ونص إلين نوصل أبحر وآخر شي ما نخليها تسبح ..
عقد عمير ذراعينه وهو زام شفايفه بغيض , ضحكت أزهار وهي واقفه وسط البحر والموية توصل لنص سيقانها وقالت بأذية : عميييييييييير كسحة فشلوووووووووك ..
قام من الفرشة وشمر بنطلونه الأزرق وجري لها وهو يقول : أورييييييييييك ..
صرخت برعب وهي تجري وسط الموية : واااااااااا , ماااااااااماااااااااااا , عماااااااار إلحقونيييييييييييي ..
لحقها بسرعة رهيبة ومسكها بكل قوته ورماها وسط الموية بعفاشة , شهقت مزنه وقالت : عميييييييييير أختك ..
انفجر عمار وعمر بالضحك وهم يشوفون أزهار تقوم من المويه وكلها طين , صرخت بغيض : ياااااا حماااااااااااااااااار ..
وجريت وراه بصعوبه بسبب ملابسها المبللة وأمها تناديها وتنادي عمير اللي جلس يسويلها حركات عناد زادت غيضها , ضربت الموية برجلها وجريت له بسرعة لكن رجلها انحشرت في حفرة وطاحت على وجهها ...
فجأة ..
تحول المنظر لمن شهقت وهي ترفع راسها , زاد صوت الموج حدة وساد ظلااااااااام يخترقه ضوء النيران , تدافعت لها صور مرعبة ووصلها صوت صرخاااااااااات غريبة ( نـــــورة , ولـــدي , آآآآآآآآه , ماااااااااااااااات , أزهار اسبحي على ظهرك , الغريق شهيد إن شاء الله ) عيونه الهادئة المحبة وهو يهمس : أبغى البنت اللي ربيتها على الإيمان تتسلح به في المواقف ..
: أزهار ..



فتحت عيونها دفعة وحده لمن وصلها الصوت وانتزعها من أفكارها العمييييييييقة وحست شعور المخنوق اللي رجع له النفس لمن انتبهت لهدوء المكان ..
استغرب جاسم عدم ردها حط صينية الفطور على الطاولة وتقدم منها وهو يقول : أزهار سامعتني ..
التفتت له بسرعة خلت الدنيا تدووور حولينها بسرعة وما عاد حست بالدنيا , شهق و جري لمن شافها تميل ومد يدينه بسرعة وتلقاها لكن حدة الميلة خلته يفقد توازنه ويطيح معاها على الرمل , ما حس بالطيحة وهو يشوف وجهها المصفر , مد يده وصفعها بخفة وهو يقول : أزهار , أزهار ..
أزهار كانت سامعته لكنها ظلت مغمضة عيونها لأنها ما كانت تبغى تفتحها عشان ما يشوف الألم بداخلها , تصنم لمن شاف أنفاسها المتسارعة وعرف إنها صاحية , كان يحس بخوووووف موجع بداخله وهو يحاول يلقى سبب للي يصير ~ اشبها ؟؟ ليش أنا خايف ؟؟ ليش قلبي يعورني ؟؟ ~ بلا شعور مد يده ومسد على شعرها اللي انزلقت الطرحة عنه وهو يهمس : أزهار , أزهار عارف إنك سامعتني ..
بلعت ريقها وبلعت معاه غصتها وحزنها وشوقها المؤلم وفتحت عيونها وابتسمت وهي تقول : أختبر غلاتي ..
وتوسعت ابتسامتها لدرجة تغمضت عيونها , حس بكل خوفه يتحول لغيض , مد يده وضرب جبهتها ودفها بعيد عنه وهو يقول بعصبية : ترااااااااااااااب ..
وقام وهو ينفض الرمل عن بنطلونه البرمودا البيج اللي لابس عليه بلوزة كحلي بلا أكمام , ضحكت وقالت وهي تمد يدها عشان يقومها : خفت عليه ..
لف عليها وقال : أخاف عليك ليه ؟؟
ورماها بنظرة حادة وهو يقول : قومي بنفسك ..
وراح للطاولة , ضحكت من قلبها على حركته وقامت ونفضت الرمل الأبيض وعدلت طرحتها , طااااالعت فيه وهو ياكل بصمت , الخوف اللي شافته في عيونه وتلمسته في صوته خفف ألمها بعض الشي , جات وجلست قدامه وطالعت فيه , رفع عينه لها وسأل ببرود : خييييييير ..
همست : آسفة ..
خفق قلبه بقوة مفاجأة فلف وجهه عنها وهو يكمل أكله , ضحكت وضحكت وهي تقول : اعترف إنك خفت ..
قال بجفاء وهو مقهور من ضحكها : كلي وصكي حلقك ورانا دوران ..
مسحت الدموع اللي ما تدري هل هي دموع الضحك ولا الألم وبدأت تاكل , كل صحباتها يقولون إنهم ما أكلوا قدام عرسانهم إلا بعد شهر أو غيره , هي رغم كل خجلها كانت تاكل أكلها الطبيعي المعتاد ..



************************


جدة الساعة 11:30 الصباح ...
في فيلا أحمد :


: العنود اش بك ؟؟
خرجت العنود من سرحانها وهي تلعب بكاميرا الديجيتال وقالت بمرح : ولااااااا شي , ليييييش ؟؟..
هزت الهنوف أكتافها وقالت : كذا أحسك متغيرة من أمس , قالت لك ريم شي ..
حست بكيانها كله ينقلب لمن سمعت اسم ريم اللي ارتبط بسرعة رهيبة مع عبد الإله , هزت راسها كاذبة بلا وهي تقول : ما قالت شي , ليش ؟؟
قالت سلافة بدلع وهي تمسك ذقن الهنوف وتلفها عليها وهي تحط لها شوية بودرة : maybe لأنك مسرحة ووجهك تعيس كإنك شايلة mounted على راسك ..
عقدت العنود حواجبها ولفت على سحر المنبطحة على بطنها على سرير البندري وهي تقرأ في مجلة وقالت وهي تأشر على سلافة : هذي قاعدة تسب ولا اش تقول , يمكن هذي فهمتها لكن المونتد هذي ..
ضحكت سلافة وقالت : ماااااونتد مو مونتد ومعناها جبل ...
مطت العنود شفايفها بقرف وقالت : ماااونتد , اش قال الله في كلمة جبل يا محلاها , ومادامك عارفة جبل اش قام به تقولين ماونتد ..
التفت الكل لها وقالت سحر : عيدي عيدي , اش الكلمة اللي قلتيها ؟؟ اش قام به ؟؟ ..
طالعت فيهم العنود وقالت : معناته اش له داعي ..
ولمن شافتهم ماسكين ضحكهم سألت : إيييييييييش ؟؟
انفجروا بالضحك وقالت الهنوف من وسط ضحكها : اش قام به هذي إختصاص جدتي حمده , غبار يطلع من فمك وانت تقولينها ..
قالت سحر : صراحة أنا أول مرة أسمعها ...
رمتهم بنظرة شذرة وهي تقول : لا والله يالحضريات انتم , تتريقون على لهجتي ..
قالت الهنوف : مو تريقة بس إنت ماخذه لهجة جدة بقوووة ..
أشرت لها بإصباعها على الكرسي اللي حطته قدام الستارة وقالت : تحركي وانت ساكته , قال إيه قال بيوري أبوه صورة حرمته , مالت عليه وعليك ..
حمر وجه الهنوف وجلست على الكرسي بصمت وقامت سحر من السرير بسرعة وضربت العنود على راسها وهي تقول : اش حارق رزك يالوصخة , أختك الكبيرة مفروض تخاطبينها باحترام ...
حكت العنود شعرها وثبتت الكاميرا وهي تقول : ابتسمي ..
قالت الهنوف بتردد : كيف أخلي يديني ؟؟
في الوقت اللي لقطت فيه الصورة , صرخت : هنوووووووف ليش تحركتي ؟؟..
قالت الهنوف وهي تحرك يدينها : كيف أخلي يديني ؟؟
قالت بتريقة وهي تمسح الصورة وتجهز لصورة ثانية : قطعيها وحطيها على جنب وقت الصورة عشان ما تحفل عليك ..
ضربتها سحر مرة ثانية وراحت للهنوف وعدلت جلستها وخلتها شبه مقابلة للصورة و لفت وجهها ناحية كتفها اليمين وقالت : طالعي في الكاميرا وابتسمي ابتسامة خفيفة ..
وحطت يدينها فوق بعض بحركة ناعمه وقالت : خليك ثابته ..
كان وجه الهنوف محمر من الخجل وهي تقول : أحس نفسي سخيفه ..
قالت العنود وهي تنحني بالكاميرا : أصصص , اثبتي , ابتسمي ..
ولقطت الصورة وطالعت فيها وقالت : واااااااااو , طالعة حلوة ..
اتكت سحر على كتفها وسلافه على الكتف الثاني وهم يطالعون في الصورة , قالت الهنوف وهي متصنمة : خلاص أتحرك ؟؟
قالت العنود بحماس : إيوه , بس بأصور كم صورة كمان , سحر خلينا نصورها وهي واقفة ..
قامت الهنوف وقالت : لااااااااا , صورة تكفي ..
طنشوها وهم يوقفونها جنب عمود الرخام اللي في الصالة , قالت باستنكار : بناااااااات بلا هبالة ..
مسكت سحر يدها وحطتها وسط شعرها وهي تقول : دخلي يدك بدلع وامسكي خصلة ..
سحبت يدها ووجهها صار بلون الطماطم وهي تقول : لاااااا يعني لاااااااا ..
قالت سلافة وهي تسحب الهنوف : يمكن الحركة مهي عاجبتها , تعالي ..
وجلستها وقالت : طالعي بطريقة natural للكاميرا بس سبلي عيونك وحطي اصباعك في فمك بدلع ..
صرخت الهنوف : مستحييييييييييل ..
وقهقهت سحر من قلبها لمن قالت العنود وهي تدق راس سلافة بإصباعها : يا غبية الصور لأبوه مو له , هي بتغري عمها ولا إيه ؟؟ ...
قامت الهنوف وقالت : بس انت واياها , صورة وانتهينا خلاص ..
وراحت لغرفتها وصكت الباب بقوووة , قالت سلافة : خسارة المكياج اللي تعبت فيه , صورة وحده بس ..
قالت سحر وهي تلحق العنود اللي راحت لغرفتها عشان تطبع الصور مباشرة من الكاميرا : أختك تححححححححفة ...
طالعت سلافة في الصالة وسألت باستغراب : وين البندري ؟؟
ونزلت الدرج للدور الأرضي , مومو اللي كان شااااااارد بسرعة نط في حضنها وهو يلهث بسرعة , ضمته وهي تقول بخوف : مومو what's happing honey ??
في لمح البصر شافت الشي اللي شارد منه مومو , شافت جسم طويل وشعر بني ناعم , جاكت جنز مقطع مفتوح لنص الصدر , هنا عرفت إنه شارد من شخص , تبلدت كل أحاسيسها وتيبست عضلاتها من ظهوره المفاجئ ..
طاااااااالع عبد الرزاق فيها من فوق لتحت شعر ناعم مرفوع بمشابك صغيرة ملونه , وجه منمنم أبرز ما فيه الأنف الحاد , حتى لبسها المكون من تنورة لنص ساقها وبلوزة بأكمام قصيرة تفحصها , وكل هذا في ثواني , نفخ اللبانة اللي في فمه إلين انفقعت ومضغها وهو يقول : hi sweet heart …
رجع لها الإحساس فرمته بنظرة محتقرة قبل ما تفلت مومو و ترفع يدها لاشعوريا وتعطيه كف صدمها أكثر مما صدمه , شهقت وسحبت يدها اللي عورتها من تشوك ذقنه المهملة وغطت فمها وهي ترجع على ورى , لف عبدالرزاق ورماها بنظرة باااااارده وهو يتلمس خده ...
: عبد الرزاق , سلافة ..
جريت سلافة لهدى واندست وراها وهي تقول من بين دموعها : عمه قوليله يخرج من هنا ..
طالع في أمه اللي اختفت سلافة وراها من شدة نحفها وقال : قوليلهاthis is my home ماني طالع منه ..
قالت أمه بحزم : عبد الرزاق إطلع بسرعة , اش جابك من الإستراحة ؟؟ انت منت عارف إنه عندنا ضيوف ؟؟ استح على وجهك واخرج ..
زفر وخرج وهو يقول : stupid girl ...
قالت من ورى هدى بغيض : rued boy ...
لفت هدى عليها وقالت باستنكار : سلافة ..
طالعت سلافة في هدى لثانية ورفعت يدينها لعيونها وهي تصييييييح , مسحت دموعها بقفا يدينها وهي تقول : هو اللي بدأ , قلي بنت غبية وقلت له ولد وقح , هو ما لف لمن قابلني , جلس يطالع فيني , كان مفروض يغمض , يروح يمين يسار , والله خوفنييييييييييييي ..
ضمتها هدى وهي تقول : خلاص حبيبتي خلاص , سامحيه , إمسحيها في وجهي , ولدي وانا عارفته , خبيل توه جاي من بلاد برى على باله الدنيا سايبه ..
مسحت دموعها وبعدت عن هدى وقالت بصوتها اللي زاد نحفه مع البكى وهي تأشر بيدينها : عيونه كانت قد كذا , زي , زي , زي زبادي الشربة ..
مسكت هدى ضحكتها وقالت تفهمها : هو عيونه واسعة ..
هزت سلافة راسها بلا وقالت من بين دموعها وهي تسحب نفس مقطع : لااااا , كانت شرريرة ..
ما قدرت هدى تمسك نفسها أكثر فضحكت وهي تضم سلافة الباكية مرة ثانية , نزلت العنود وهي تنادي : بــــنــــدر ...
ووقفت عند آخر درجة وهي تشوف سلافة في حضن أمها , سألت باستغراب : اش فيه ؟؟
قالت هدى : ولا شي , قابلها عبد الرزاق وهي صاحت ..
فرصعت العنود عيونها بحماس وقالت : وااااااااااااااااااااااااااااو ..
رمتها أمها بنظرة صارمة وهي تقول : بـــنــــت ...
حمحمت العنود وقالت بأدب : ما قلت شي ..
وجات لسلافة ودقتها وهي تسألها بهمس : عجبك أخوية ..
لفت عليها سلافة كان رموشها الطويله متلصقه من الدموع وقالت بصوتها المدلع : عيونه شررريرررره ..
طاااااااااااالعت فيها العنود باستنكار وقالت تقلد صوتها وهي ترقق حرف الراء : شررريرررره ؟؟
هزت سلافة راسها تأكد الكلام , قهقهت العنود من أعماقها وهي تقول : الله يقطع شرك , هذا الإنطبااااااااع الوحيــــد اللي أخذتيه عنه , شررريررره , عيونه شريررره ..
ورجعت راسها على ورى من كثر الضحك , ضربتها أمها على راسها وقالت : بسك ضحك , كثرة الضحك ترى تميت القلب ..
مسحت العنود دموعها وقالت وهي تتنحنح : اش بكم على راسي ؟؟ ترى بيصير فيني ارتجاج مخ ..
قالت لها أمها : اطلعي وقولي للبنات ينزلون للمجلس ...
سألت العنود بصوت مليان ضحك : طيب , بس فين البندري ؟؟ عندكم في المجلس ؟؟
قالت أمها وهي تروح للمطبخ : لا , انزلي بسرعة انتي والبنات وقولي للهنوف حسان بيجي بعد العصر عشان الصور ...
طلعوا و العنود تقول : ياربي هذي البنت وين تختفي ؟؟
سمعت البندري خطواتهم وهم طالعين , طالعت من بين دموعها لجدران المخزن اللي تحت الدرج وهي حاطة يدينها على فمها عشان ما يسمع أحد صوت شهقاتها المختلطة بأنينها , جلست على الأرض بين الكراتين المملية المخزن وهي تطالع في الجوال المرمي على الأرض قدامها , سحبته بتردد ودقت على الرقم اللي ضغطته عشر مرات وقفلته قبل ما يرن , حطته على إذنها وقاومت إنها ما تصك الخط ..
جاها صوته المرح وهو يقول : هلااااااااااااا أمي , أخيرا افتكرتينا ...
كتمت شهقاتها وقالت بهمس : السلام عليكم ..
: مين ؟؟
بعدت الجوال عنها لمن انفلتت شهقة غصب عنها ورجعت حطته وقالت : جاسم ..
وصلها صوته البااااااااااارد وهو يقول : خير يا أفندية ...
رصت شفايفها عشان ما تصيح وقالت بصوت مكتوم : أعطيني أزهار ...
: ما تبغى تكلمك ..
***

اسير الصمت
09-07-2012, 02:08 AM
الساعة 4:30 في حديقة القرود بينانغ :


خمنت أزهار من جمود وجهه ونبرته البارده إنه يكلم البندري , ولمن سمعته يكذب ويقول إنها ما تبغى تكلمها قالت باستنكااار : جااااااااااااسم , هاتها ..
وسحبت الجوال منه , قال ببرود : الزفت ..
لفت عنه و قالت بابتسامة : السلام عليكم ورحمة الله بركاته , هلا بندورة ...
قال : لازم منه التطويل , السلام عليكم وانتهينا ..
طنشته وهي تمشي وسط أشجار حديقة القرود اللي قاعدين يتمشون فيها , استنت إلين بعدت عنه وفتحت وجهها وبعدت طرحتها عن إذنها اليسار عشان تسمع زين و قالت بخوف : بندري اش فيك تصيحين ؟؟ لخبطيني قدام جاسم , ليش تصيحين ؟؟
: أنا ... هو ... أنا ... ممممممممم ..
وانخرطت في نوبة بكاء حادة , لفت على جاسم اللي جا وقالت بهدوء وهي تسد السماعة : جاسم ابغى ايس كريم ؟؟
رفع حواجبه باستنكار وقال : دوبنا ماكلين ساندويتشات خفيفة بعد الغدا كمان ..
استحت من كلمته لكنها قالت بجرأة : عروس بكيفي أكل زي ما أبغى ..
طااااااالع فيها وراح , حست بالدم كله تجمع في خدودها وهي تصرخ بداخلها ~ عروس بكيفي , ما لقيتي أحسن من هالكلمة , يا فشلتيييييييييييي بيقول متزوج سعلية بس تدب في الأكل , الله يسامحك يا بندري ~ قبضت يدها بقووووووة مقهورة من سخافتها وقالت بحنان : البندري قلبي ..
قالت بصوت مقطع من بين شهقاتها : أزهار إلحقيني , اش أسوي ؟؟ أنا .... أنا حامل ...
حست أزهار بالدنيا تدوووور بها وبعظامها تتحول لمادة هلامية , جلست على الأرض العشبية وهي تسحب أنفاسها سحب عشان تتمالك أعصابها وعقلها يبحث بجنون عن تاريخ اليوم اللي اكتشفتهم فيه , حطت يدها على صدرها وقالت بهمس : انت سويتيها مرة ثانية معاه يا بندري ...
صاحت البندري وهي تقول : والله مرة وحده , والله ..
قالت أزهار وهي تحس بمغص يلوي معدتها : لا حول ولا قوة إلا بالله , لاحول ولا قوة إلا بالله , ياربي استرنا يارب , يارب استرنا يارب ..
: أزهااااااااااااااااااااااااااار ...
حست أزهار بدموعها تطفر من عيونها وهي تقول : هذا معناته إنك حامل في ثلاثة يا بندري , ثلاثة فاهمة يعني إيييييييييه ؟؟ لييييه ما قلتيلي من بدري ليييييييييييييييييييه ؟؟
: ما انتبهت لإنقطاعها إلا بعد شهرين وما ربطتها بالموضوع , وكان جوازك مقرب وماقدرت أقولك , خفت , استحييييييييييت , أزهار إلحقيني حاولت أسوي شي ما قدرت , حاولت أطيحه ما قدرت , أزهار أنا حأروح فيها لو أحد دري , أمي وأبوية بيتبرون مني , الله يخلييييييييييييك لا تسيبيني لوحدي , تعالي الله يخليييييييييييييييييييييك ..
كانت مهي قادرة تجمع أفكارها مهي قادرة تنطق حرف , كل مشاعرها في حالة فوضى , ولمن شافت جاسم جاي قالت بأنفاس مخنوقه : بندري جاسم جا أكلمك لمن أكون لوحدي ..
وصكت الجوال بسرعة وقامت , أول ما شاف وجهها المصفر قال : اش فيك ؟؟
حطت الجوال على صدره ودفته واستندت على جذع الشجرة وطلعت كل اللي في جوفها وقف مصنم وهو يطالع فيها بصدمة , سحبت نفس وهي تحس بقرف من الطعم اللي في حلقها , ولمن سمعت جاسم يقول بخوف : أزهااااار ..
أشرت له ما يجي وهي تطلع مرة ثانية , كانت دموعها تنزل من كثر الغصغصة وبطنها توجعها من كثر تقلبها , وبعد ما حست إنها فرغت كل اللي في جوفها مدت يدها من وراها وهي تقول بصوت مخنوق : منديل ..
ناولها المنديل و قال بعصبية : قلتلك لا تاكلين كثير ..
لفت عليه وعيونها كلها دموع , انفجع من دموعها وسأل بهمس : في شي يعورك ؟؟ انتي من الصباح فيك شي ..
وسكت شويه بعدين قال : يكون حامل ..
لو كانت في وضع ثاني كان ضحكت وقهقهت على تخمينه أي حمل ويطلع تأثيره في خمسة أيام على طول لكن هالكلمة بالذات وفي هالوقت ذكرتها بالبندري , طااااااالعت فيه ودموعها تنزل أربع أربع على خدودها , قال بصدمة : أزهار ..
ما تدري ليه حست صدرها يضيق يضيق إلين صار ما فيه نفس , تجمع عليها حزن الصباح اللي كتمته غصب مع خوفها من موضوع البندري وغثيانها من الواقع المرير اللي لازم تقول لجاسم عليه بخجلها إنه شافها وهي تطلع , صاااااحت من قلبها بصوت عالي , تصنم وهو يشوفها تغطي وجهها بيدينها وصوت صياحها يعلى , تردد شوية بعدين مد يدينه وضمها وهو يقول : بنت اش فيييييييك ؟؟ تعبانة ؟؟ قالت لك البندري شي ؟؟..
قالت من بين شهقاتها لمن سمعت اسم البندري : لااااااا , بس , بس ...
كانت مهي عارفة اش تقول فقالت من بين دموعها : أنا أكككككره البحر , البحر يذكرني بأمي وعمار وعمير , ليش جبتني في جزيرة البحر فيها من أربع جهات ؟؟ تبغى تعذبني أنا عارفة تبغى تعذبني ..
ضحك من كلامها وقال وهو يبعدها عنه : اش أعذبك يا بنت الناس ؟؟ أبوية اللي مختار المكان مو أنا ..
طالعت فيه من بين دموعها وقالت وهي تزم شفايفها بزعل : رجعني جدة , أبغى السعودية , أبغى أرجع دحيييييييين ..
رفع حواجبه باستغراب وقال : لاااااااااااااااا صاير فيك شي ..
قالت وعقلها يحاول يوقف زمام لسانها اللي انفلت فجأة : أبغى عمر , مشتاقة لعمر , رجعني جدددددة , رجعني للسعوديييييييييية ..
مد يده ومسح كحلها اللي ساح على خدودها وهو يقول بهمس هادي : أزهار , اهدي شوية واسمعيني ..
دفت يده وصرخت : ما أبغى أهدى , أبغاك ترجعني جدة ..
رماها بنظرة حادة وراح وسابها واقفة مكانها , طالعت فيه وهو يسحب جاكيته من المقعد اللي كانوا جالسين عليه ويروح بعيد عنها , سحبت أنفاس عميقة وهي تمسح دموعها , وراحت للطاولة خرجت مرايا من شنطتها وطالعت فيها , زاد صياحها وهي تشوف السواد اللي معدم وجهها , مسكت منديل وحطت فيه فازلين وبدأت تمسح وجهها وهي تقول بصوت مخنوق : كنت عارفه إن هالكحل زي الزفت ..
نظفت نفسها وزينت وجهها زينة خفيفة وجلست تستناه يرجع وهي تشهق من كثر البكى , كانت تلوم نفسها بداخلها على اللي صار ساعة وساعة تلوم البندري , حست بيد على كتفها , لفت بسرعة وانصدمت لمن شافت وحده متنقبة خمنت إنها خليجية من عيونها المكحلة قالت الحرمه بصوت دافي : حبيبتي صاير فيك شي ؟؟ تعبانة ولا مضيعة طريقك ..
ابتسمت أزهار وقالت وهي تمسح دموعها اللي بدأت تنزل من جديد : لا , زوجي راح ودحين يجي ..
شهقت وقالت وهي تجلس جنبها : طيب ليش تبكين ؟؟
زادت دموع أزهار وهي تقول : شافني وأنا أطلع ..
ضحكت وقالت بمرح : يلا عاااااد , اش دعوة ؟؟ هذا البكي كله عشان طلعتي قدامه , مايرزا عليك كل هالدموع ..
ابتسمت وقالت : استحيت منه , ما كنت أبغاه يشوفني وأنا في هالحالة والمشكلة إني قلت كلام كثير ما قصدته ..
شافت الإبتسامة في عيونها وهي تقول : مسحي دموعك ما صار إلا الخير , كلمة حلوة منك وبينسى اللي صار ..
شكرتها أزهار وتبعتها بعيونها وهي رايحة لزوجها اللي وقف بعيد عنهم وهو ماسك عربية طفل صغير وجنبه بنوته أنيييييييقة شعرها طويل , ابتسمت وهي تسمي الله بداخلها ورجعت تطالع في الكرسي الفاضي قدامها , متى بيجي ؟؟ اش حتقول له ؟؟ ومتى حتقوله على المصيبة اللي صارت ؟؟
طاااااااااااااالع فيها من مكانه عند عمود الإنارة اللي في الرصيف الثاني المقابل للطاولة اللي جالسة عندها , كان يقدر يشوفها بوضوح لكنها من زاويتها ما تقدر تشوفه , دخل يدينه جوة جيوب جاكيته الأسود وهو يزفر بضيق ~ ماااالت عليها , قال تعذبني , أنا لو دريت إنك تعذبتي من البحر كان رميتك فيه , ياربي أنا ليش مقهووووور منها ؟؟ ليش ... ليش .... ليش ...... ~ سكت وهو مهو عارف بالضبط اش يحس ..
حطت راسها على الطاولة وهي تقول : ياااااارب ارحمني ..
جلست تفكر بأفضل طريقة تصوغ فيها الكلام اللي بتقوله عن البندري ولمن حست بيد على ظهرها رفعت راسها والتفتت على يمينها بلهفة , مالقيت أحد يمينها ولا وراها , التفتت مبتسمة لمن حست باليد على كتفها اليسار , اصطدم بصرها بعيون دائرية سوداء محدقة وسط وجه أحمر صغير منمنم حولينه شعر كثيف ترابي , طاااااااااااالعت بصدمة في القرد اللي ماسك طرف طرحتها بيده ~ قرد , قــرد , قـــــرد ~ فزت من مكانها وهي تصرخ بطول صوتها : يا ماااااااااااااااماااااااااااااااااااااااا ...
ضربت فخوذها من سرعة النقزة في الطاولة ورجعتها على الكرسي اللي شرد منه القرد وهو شايل مرايتها , طالعت بخوف للقرد اللي وقف عند أطراف الأشجار وهو يطالع فيها , حست بالغيض من كل اللي يصير فقالت بغيض وهي تحك فخوذها : رووووح يالـ ... يالقققققرد , ما عليك شرهة , قرد ..
وهمست وهي تمسد فخوذها : عورتني وفجعتني ..
ضحك جاسم من قلبه وهو يشوف المنظر بدون ما يحاول يتدخل , وكتم ضحكه وتابع باستمتاع لمن شاف القرد يرجع لها وهي مهي دارية , كانت منهمكة في لملمة أشياءها اللي تبعثرت على الأرض ...
لفت أزهار وهي تحط قلم الروج في الشنطة , ولمن شافته جاي قامت بسرعة وبعدت عن الطاولة وهي تأشر له بيدها وهي تقول : شووووووف ترا ماني ناقصتك , لازم أستنى زوجي هنا فإبعد أحسن لك المكان مايكفينا إحنا الإثنين ..
ولمن شافته يتقدم منها بعدت خطوتين وهي تضم شنطتها وقالت بصوت أعلى وهي تهشه بيدها الثانية : هييييييييييييي , حدك ترا والله مافيني على الجري , توني مطلعة كل اللي في بطني وقدام عريسي , هشش هشش ..
القرد اللي حس بخوفها حط المراية في فمه و جري لها على أربع , صرخت وهي تشرد من قدامه : يا مااااااااااماااااااااا بياكلنييييييييييي ..
تحرك جاسم أول ما حس إن القرد بيتمادى في تصرفاته , هو يعرف إن القرود حيوانات عدوانية , ولمن شافه إنطلق عليها وهي تصرخ شاردة قال بصوت عالي : أزهاااااااااار ..
شافته جاري لها فحولت اتجاهها له واندست وراه , القرد أول ما شافه وسمع صوته تراجع بسرعة لقردين جالسين يفلون بعض عند جذع شجرة طايحة , و قبل ما يلتفت لها ضربته على ظهره بكل قوتها وهي تقول : يا حماااااااااااااار ..
التفت لها بعيون مفرصعة بعصبية واستنكار وهو ماسك ظهره , قالت بعصبية : تستاهل ..
قال بصوت عالي : بــنــــت ..
فلتت الشنطة اللي طاحت على الأرض وكورت يدينها وضربته على صدره وهي تقول : تستاهل , تستاهل , تستاهل ..
مسك معصمينها بقوة وصرخ : بــــــــــس , ترا أنا ماني فايق لحركاتك السخيفة ..
رفعت وجهها له وهمست بصوت مخنوق : لا عاد تروح و تسيبني ..
حس ببرودة في أطرافه وهي تكمل بعيون واضح إنها حابسة فيها الدموع : لاعاد تروح و تسيبني لوحدي , تحسسني ... تحسسني ...
وصرخت بداخلها وهي تطالع في ملامح وجهه الحبيبة لقلبها ~ تحسسني إني مملة , إني مصدر إزعاج , إني تافهة وما أثير اهتمامك بشي ~ اختنقت أنفاسها وهي تقول بوجع : أنا عروسة ..
وسحبت يدينها من بين قبضتينه اللي خفت و دنقت راسها وهي تضرب صدره بقبضة يمناها ضربة ضعيفة وهي تهمس بمرارة : أنا عروسة ..
حس بألم غريب بداخله وهو يحس ضرباتها الضعيفة على صدره وهي تقول : من حقي أتدلع عليك , وأبسط حقوقي إنك تتحملني ..
ورجعت رفعت راسها و رمته بنظرات وجع وهي تقول بشهقة مكتومة : إذا ما تحملتني دحين اش بتسوي بعد 10 سنين زواج , ولا ما حطيت في عقلك إني بأعيش معاك الباقي لي من عمري ..
لفت وجهها عنه و دنقت وسحبت شنطتها بسرعة وتحركت من قدامه قبل ما تذرف دموعها , لا يمكن تسمح لنفسها تصيح قدامه أكثر مما صاحت قبل شوي , مشيت ومشيت وهي مهي محددة اتجاه أو مكان , بس كانت تبغى تفرغ طاقتها في شي غير الدموع ..
وبعد ما حست رجولها تعورها والدنيا بدأت تتحول للون الأحمر المميز للشفق وقفت عن المشي والتفتت , انصدمت لمن لقيت نفسها على بعد شبر منه , ابتسم وقال : هذي المرة انتي اللي رحتي , بس ما سبتك ..
غصب عنها كتمت بسمة كانت بترتسم على شفايفها وطالعت فيه بهدوء , طاااااالع فيها بنظرات غريبة , كان يفكر بعمق إنه كان طول الوقت يتبعها بصمت مناقض للأحاديث اللي كانت تدور بداخله وهو ينتظر متى بتوقف , ساعة كاملة مشيت بدون ما تلتفت لو نص التفاته ~ معقولة ساعة وما اهتمت أنا وراها ولا لا , ساااااااعة , الله يعيني يا أزهار عليك ~ حك حاجبه وقال وهو يبعد نظراته عن عيونها : يلا نروح نصلي المغرب قبل ما يفوتنا الوقت ويغيب الشفق ..
حست برغبة غريبة إنها تضمه لكنها استحت ~ اهجدي , بلا هبالة , توه مضاربك ومزعلك تبغين تضمينه , جاسم يالزففففففففت أحبك ~ قالت بهمس هادي وهي تتحرك بشموخ : عارفة , أصلا أنا كنت لافة عشان كذا ..
وبعد فترة مسير تباطأت في مشيها من دون ما يحس إلين صار متقدمها , مشيت وراه بصمت وهي تتأمله , تأوهت بداخلها ~ آآآآآآآآآه يا قلبي وين بتوديني مع هالرجال ؟؟ جاسم , تكفى ارحم حالي تراني مهشمة بما يكفي , تراني أتشبث ببقايا أزهار , ترى اللي واقفة قدامك تتظاهر بالهدوء والفرح واللي الابتسامة ما تفارق شفايفها مجرد طيف ضعيف أخاف يختفي يوم بقسوتك , تكفى لا تنسف بقاياي , لولا الله ثم إيماني به كان ماعاد لي وجود بهالحياة , جاسم , جااااااااااسم ~ ..
التفت وقال وهو يأشر على حمامات النساء : هناك الحمام , روحي اتوضي وأنا بروح حمام الرجال ..
وتحرك على طول و توقف لمن حس بجاكته مسحوب , التفت لقيها ماسكه طرف جاكيته بأطراف أصابيعها , رفع عيونه لها لكن بصره اصطدم بغطاها الأسود , سحبت يدها على طول وراحت للحمامات , شعور غريب صنمه في مكانه وهو يراقبها , مدت يدها وصافحت العاملة وناولتها البقشيش الخاص بدخول الحمام ودخلت , مرت خمس دقايق خرجت بعدها وناولت للعاملة المطويات اللي اعتاد رؤيتها , تمنى لو كان يشوف عيونها وهي راجعة لكنها كانت مغطية , سألت باختصار هادئ مو من طبيعة شخصيتها : توضيت ؟؟..
ما عرف اش يرد عليها , يقولها إنه حركتها الغريبة جمدته في مكانه وماقدر يتحرك من كثر الأفكار المتصارعة بداخله , قال وهو يتحرك بسرعة : لا , استني هنا ..
جلست على مقعد قريب وهي تحس مشاعرها المتصارعة الداخلية ترهقها جسدها اللي صارت تحس عضلاته فاااااااااتره , أول ما خرج فزت ومشيت له وهي رافعه راسها بثبات مناقض للرجفة اللي تحسها بداخلها من كثر التعب ...



*************************


تم بحمد الله الفصل الثاني عشر ...

تتابعون في الفصل الثالث عشر : أقــــــــدار ...



........... همست تسألها بجدية : عنيدي يالدب اش اللي صار بينك وبين سامر في الاستراحة ؟؟ ....

........... قال ببرود : والله جالسة تصيح ودموعها مغرقة السيارة .........

............. ولمن حست يدينه تقبض على قميصها صرخت وهي ترافس بكل قوته : لااااااااااااااااااااااااااااااا .......
.
.
.
.

اسير الصمت
09-07-2012, 05:11 PM
الفصل الثالث عشر : أقدار ..


ما كان ويكون أو ما سيكون ..

مستحيلا نراه أو شيئا من المعقول ..

عاصفا أو خانقا كالسكون ..
.
.
أقدار ..
.
.
حالما جميلا كالغيوم ..

مخيفا مؤلما حد الجنون ..

رتيبا مملا غارقا بالمألوف ..
.
.
أقدار ..
.
.
طفلة كبرت وصارت كالعروس ..

فتاة عاشت ومازالت تعيش في حبور ..

شاب تيتم وكافح حتى صار مشهور ..
.
.
أقدار ..
.
.
طفل مات ولم يبلغ عمر الزهور ..

رجل عاش ومات غير مذكور ..

زوجة ترملت ومات عنها المحبوب ..
.
.
قـ ...... ـد ...... ر
.
.
كلمة من أحرف ثلاث ...

يخافها ويرهبها الكثير من الناس ..

و لكني أشعر نحوها بأجمل إحساس ..

أملا ويقينا وتفاؤلا بأننا نستطيع تغيره بالدعاء ..

ما علينا سوى الإيمان ...

وأن هذا كله بتقدير المنان ..

ما كان اليوم مظلما مخيفا كالغمام ..

سيصير غدا _ بإذن الله _ سريعا خفيفا كمر كالسحاب ..

و إذا صار غدا مؤلما موجعا كضرب السياط ..

سيكون بعد الغد بلسما مريحا _ بعون الله _ كالدواء ..
.
.
.
حياتنا
.
.
.
كلها
.
.
.
أقــــــدار..

اسير الصمت
09-07-2012, 05:15 PM
في نفس اليوم :
جدة الساعة 5 العصر :
فيلا أحمد :

بعد ما انتهت من مكالمتها تسللت لغرفتها وهناك غسلت البندري وجهها وطالعت في مراية الحمام بصمت وهي تصرخ بداخلها ~ لااااااااا , مستحيل تكون هذي أنا , مستحييييييييييييييييييييل , وجهي صار ذابل ومسمر , شعري اللامع صار باهت ~ قالت لصورتها الباهتة : انت السبب , انت اللي وصلتي نفسك لهالشي ...
مسحت دمعتين نزلت على خدودها اللي بدأت تغور للداخل و دنقت راسها بتردد تطالع في بلوزتها المرتبة فوق تنورتها , رفعت طرفها بشويش وتأملت بطنها , أي شخص ما كان حيلاحظ عليها تغير واضح , لكنها هي حاسة بالبروز الخفيف لبطنها اللي كانت لاصقة في ظهرها من شدة رشاقتها , نزلت البلوزة بسرعة وهي تعصرها بقبضتها عصرة ألم وندم ورفعت قبضتها من كثر الوجع وضربتها في بطنها بقوة , انثنت وهي تحس بالضربة تدق في ظهرها من قوتها وتمسكت بطرف المغسلة الرخامية وهي تحاول تتنفس , هالمرة الضربة كانت غير لأنها طوال الفترات اللي فاتت كانت تحاول تضرب نفسها بقوة لكن جسمها يرفض , عقلها رغم عنها يخفف ضربتها عشان ما تؤذي نفسها , نزلت دموعها على عيونها وهي تصرخ بداخلها ~ مو راضي يطيح , مو راضي , لييييييييييييييه ما يطيح ؟؟ يارب , ياااااااااارب , أنا سويت معاصي كثيرة لكني تبت , انت شاهد إني تبت , يا رب لا تفضحني يارب , يا رب استر علي ~ تراخت يدها المستندة على المغسلة وهي تنزلق لأرض الحمام الباردة , غطت وجهها وهي تصيييييييييييييح بحرقة , ما ذاقت النوم من عرفت بالحمل , حتى نومها يكون وهي شبه صاحية من شدة الخوف , أعصابها صارت على شفير الانفجار وسمعها صار يسمع كل كلمة تنقال ويفسرها عقلها ألف تفسير وتفسير كله خوف إنها تنكشف قدام أهلها , شهقت لمن اندق الباب بعنف ومن وراه وصلها صوت العنود وهي تصرخ : بـــــــــنــــــــدر , ما صارت , يا نايمة يا في الحمام يا مختفية , أخرجي يا بنت , ترى أتصل بأزهار وأشتكيك عندها ..
مسحت دموعها وغسلت وجهها وهي تقول : طالعة , طالعة ..
: بسرعة لا تفوتك الصورة اللي صورتها للهنوف ..
مسكت كريم الأساس وكتلته على وجهها وأضافت شوية زينة بسيطة عل وعسى تخفي أثار التعب والصياح , وبعد ما تأكدت من منظرها خرجت ..
ذابت ابتسامة العنود الواقفة عند عتبة الحمام وهي تقول : بسم الله اش فييييييييييك ؟؟
قالت بكذبه فكرت بها طوييييييييل : وحدة من زميلاتنا في الجامعة ماتت ..
قالت العنود وهي تحط يدها على موضع قلبها : يااااااحبيبتي الله يرحمها , من هي أعرفها ؟؟..
وقبل ما تجاوبها قالت وهي تهز يدها : ولا أقولك , لا تقولين لي عشان ما يعورني قلبي أكثر ..
ورجعت قالت وهي تلحق البندري اللي ارتاحت من عدم إجابتها للسؤال المفاجئ : إلا إذا كانت وحده من صديقاتك العزيزات قوليلي ..
هزت البندري راسها وقالت : ما تعرفينها ..
قالت براحة : الحمد لله , مو قصدي إنه أحسن على ذيك بس ما أحب إنه يموت أحد قيد شفته من قبل ..
~ ياليتني مرتاحة ومبسوطة زيك يالعنود , ياليتني انتي , ما كنت حأمر بهالتعب والحزن كله , ياليتني انتي , ياليتني انتي , لو كنت انتي كان إني مبسوطة دحين وأتحرك من مكان لمكان وأنا مرتاحة ~ استغربت العنود نظرة البندري فرفعت يدها وصفعتها بمزح وهي تقول : يلا يا مسرح ..
اغتصبت البندري ابتسامة مصطنعة , ابتسمت العنود وهي تقول : حبيبي البندري والله مو لايق عليك الزعل والسكوت , أنا صح أكره كلامك الغليس وأشوفك ثقيلة دم وكلامك يبط القلب وأفكارك منحلة شوية وسخيفة وأعتبرك أنانية ماتحبين إلا نفسك بس ...
وبلا مقدمات سحبتها وحضنتها وهي تقول : كنت أحبك أكثر من البندري اللي دحين , والله كنت أحبك من قلبي ..
وضمتها أكثر وهي تقول بصوت حزين : ارجعي البندري اللي أعرفها , اشتقت لكل شي فيك , ماعاد في احد يناكشني ويعاندني , ماعاد في أحد يطلع ضغطي ..
غمضت البندري عيونها بقووووة تمنع دموعها اللي مالها نفاذ وهي تضم العنود وهي تصرخ بداخلها ~ يالييييييييييييييييييتني أقدر أمسح كل شي وأرجع زي ماكنت , ياليت ياعنود , ياليت ~ وبعدت عنها وهي تقول بكذب : معليش ضغط الإمتحانات ووفاة صحبتي وحكاية أزهار وجاسم وزواجهم , الأمور كانت صعبة حولينه في الأيام الأخيرة ..
ابتسمت نفس ابتسامة أزهار الكرتونية وهي تقول : خليك منشكحة زي أزهارو الدبيه ..
ومسكتها من يدها وخرجتها للصالة اللي كانوا البنات جالسين فيها ومعاهم عصيرات و بسكويتات و شيبسات الحجم الكبير ومشغلين التلفزيون على فيلم أمريكي , الكل قام يرحب فيها بحماس وهم يبعدون لها مكان وسطهم , ابتسمت وجلست بهدوء مو من عادتها , و وروها الصورة اللي كانت جميلة من شدة بساطتها ودقتها , سألتها الهنوف بهمس : اش كانت تبغى منك أزهار ؟؟
سكتت البندري شويه بعدين قالت : كانت تبغى تطمن علي ..
همست : ديب لا تقولين للعنود أخاف تموت من القهر , لله هي من زمان نفسها تكلم أزهار بس أمي حالفة عليها ماتتصل عليهم وتزعجهم و ....
دق جوال الهنوف اللي كان في حضنها فانتفضت بقوة ضحكتهم وسحر تقول : لك ساعة حاطته في حضنك تستنينه يدق ويوم يدق تنفجعين ..
قامت من عندهم وقالت : مالكم دخل ..
وردت وهي تقول : هلاااا ريمو ..
قالت ريم بسرعة وهي تلهث : أنا برى , هاتي الصور ..
عقدت حواجبها وقالت بهدوء : بنزلك وحدة من البنات عشان أنا مافحالي ..
قالت ريم بتعجل : لو ترسلينها مع ولد الجيران بس بسرعة حسان مستعجل عنده مشوار ضروري وأنا أخرته بما يكفي ..
ارتاحت لمن تأكدت إنها مهي لعبة منها عشان تقابل حسان وهي نازلة , خرجت من الغرفة وقالت : بنات وحده تنزل الصور لريم , تراها في الحوش ..
الكل طنشها وهم يتابعون الفيلم باهتمام , نزلت وهي تنادي ريناد , من نزلت انفتح باب غرفة العنود اللي نطت مع سحر وسلافة من الكنب , جريت سلافة وسحر للدربزين ووقفوا يطالعون منه بحذر وراحت العنود لغرفتها وهمست : رنود , اششششششش لسه ماخلصت الطش , الهنوف تدور عليك بسرعة اندسي ..
رجعت ريناد بحماس واندست تحت السرير ..
رجعوا لأماكنهم لمن طلعت الهنوف والبندري تطالع فيهم بعدم فهم , أشرت الهنوف بيدها للظرف اللي على الطاولة وهي ماسكة الجوال اللي يدق باليد الثانية وهي تقول : هاتي الصور بسرعة , أفففففففففف وينها ريناااااااااد , ريم حرقت جوالي من كثر الدق ..
لمن شافتهم مطنشينها سحبت الملف وهي تقول : مالت عليكم , من حلا الفيلم ..
أول ما اختفت خطواتها نطوا مرة ثانية وهم يستمعون لها وهي تقول : أمييييييي ..
: أقول بسرعة لا تأخرين البنت وأخوها ...
راحت للباب الأمامي , خرجت ريم من المطبخ اللي دخلت له من الحوش على أطراف رجولها وهي شايلة صندلها في يدها , طالعت في الهنوف المتوجهة للباب وطلعت الدرج للدور الثاني وهي تضحك ..
فتحت الهنوف الباب شويه وهي تقول : ريـــم ..
اختلط صوتها بصوته وهو يقول بضيق : بدددددري ست ريـ ..
وانقطع لمن ميز الصوت , شاف طرف يدها القابضة على الباب , ابتسم وقال : هلا والله ..
ما حست إلا ويد سمراء تقبض على معصمها وتسحبها لبرى قبل ما تفكر بشي , أول ما شافته قدامها نزلت راسها على طول , حط يده موضع قلبه وقال : لااااااااا بوش مايت الليلة مايت , مرتين في خلال ثلاث أيام , اش القدر الحلو هذا ؟؟..
سحبت يدها منه وهي تنزل راسها أكثر من شدة الخجل , طااااااااالع فيها بصمت طويل أخيرا قرر يخترقه وهو يهمس : كيف حالك هنوفي ؟؟
همست وهي تناوله الظرف : بخير , تفضل ..
مسك الظرف وانتبه إنها تحركت بتدخل , مسك يدها وقال بتحذير : هييييي تتحركين أذبحك ..
وفتح الظرف وهو يقول : طيب مافي كيف حالك حسان ؟؟ كيف أصبحت ؟ كيف امسيت ؟
وصفر تصفيرة إعجاب وهو يشوف الصورة , حست بكل عظامها تذوب , لفت وجهها وبعدت عنه وهي تهمس عشان تضيع إحراجها : عنودي صورتني ..
زفر وقال وهو يطالع فيها وهي مبعدة ولافة عنه : آآآآآآآآخ ياقلبي الدلع لناس وناس الله لهم ..
ورجع طالع وانصدم وهو يشوف الصور اللي بعدها , كانت الهنوف جالسة ومربعة فوق مكتب الكمبيوتر وهي لابس تنورة رمادية و بلوزة وردي و ضحكتها الواسعة باين إنها من أعماقها ..
واللي بعدها صورة لها وهي واقفة فوق طاولة خشب صغيرة ولابسة جلابية و محزمه خصرها بطرحة و هي رافعة شعرها بيدينها بدلع ..
رفع حواجبه ولف عليها وقال : عجيييييييييب والله , كل هالمواهب عندك ؟؟
رفعت راسها باستغراب وصرخت لمن شافت الصورة وسحبتها منه وهي تقول بتلعثم : لا , مو , لا , هذي , هذي ...
ولمن شافته يرفع حواجبه أكثر وهو يبتسم ابتسامة جانبية غطت وجهها بالصور وهي تقول بقهر ممزوج بالخجل : والله لا أذبحها ..
قهقه من قلبه وقال بتأكيد : عنيدي ..
~ وهي في غيرها أم المصايب , والله لا أذبحك يا حيوانة , أكيد سحر وريم معاها في هذا كله , الله يفضحكم يا بنات الإيه , فشششششششششششله ~ سحبت الصورتين وحطتها ورى ظهرها وناولته الصورة اللي صورتها عشان أبوه بصمت وعيونها على الأرض , سحب الصورة وضرب بها راسها بتحبب وهو يقول : أتاري عندك علوم ما أدري عنها ..
حممممممرت خدودها وهي تلف وجهها عنه , قال : يلا مع السلامة , والله لو مو ورايا موعد مهم كان بلطت هنا ..
همست وهي ما تطالع فيه : في أمان الله ..
تحرك رايح وهي تحركت رجع وقف وقال فجأة : هنوفي ..
لفت عليه تلقائيا , واتجمد كل شي حولينها لمن دنق وسلم على جبينها وهو يهمس : أحبك ..
بعد وطالع فيها لثانية وحده بعيون مضطربة قبل ما يتحرك من عندها , نزل الدرجات بسرعة وخرج من الباب وهو يلوح بيده من دون ما يلتفت لها , استندت على الباب وهي تطالع في باب الحوش اللي انقفل وراه , غمضت عيونها , كان قلبها ينبض بسرعة غريبة تصرخ فيها متى حبيتيه بهالشكل , متى ؟؟ عمرها ما تخيلت إنه يكون زوجها حسان من بين العالم كله , كان مجرد ابن خالة زيه زي البقية لكن من يوم تقدم لها وخطبها وصارت خطيبته بدأت تهتم فيه و ما حبته بهالعمق إلا لمن صار زوجها , همست بحب : الله لا يحرمني منك ..
ولمن انفلتت الصور من يدها وطاحت على الأرض مصدرة صوت مزعج , تذكرت العنود , سحبت الصور ودخلت بسرعة , صكت الباب بقووووة وصرخت : عنووووووووووووووووووووووووووووود ..
نقزت العنود من بين ريم وسحر وقالت وهي تنطنط : دسونييييييييي , بسرعة دسوني , ياويلي , عاد هي لا عصبت ...
وصلها صوت خطواتها السريعة القوية على الدرج وهي تصرخ : عنووووووووود يالحيواااااااااااااانة ..
وقفت الهنوف عند راس الدرج ورفعت يدها بالصور وهي تقول بعصبية وعيونها تلمع من الغضب : هذاااااااا إيييييييييييييييييييييييييه ؟؟
ابتسمت وقالت بصدق وهي تفرك يدينها بذنب : منكح ..
رمت الهنوف الصور وتقدمت منها وهي تقول : وتعترفيييييييييييييييييييييين ؟؟
صرخت العنود وهي تدور حولين الكنب تتفادها وقالت : قلت أوري الضعيف بعضا من جوانبك الـ ...... حسنة ..
ووقفت ورى الكنبة الطويلة اللي جالسة عليها سحر وريم وهي تطالع في الهنوف المقابلة لها وما يفصل بينهم إلا الكنبة , حطت الهنوف يدينها على خصرها وهي تقول : الحسنة , هاااااااا , والله لا تنضربين ..
ولفت حولين الكنبة تحاول تلحق العنود اللي قالت بضحكة : دايما عنده ملاك , خليه يشوف إنك سوسة ..
وقفت الهنوف هالمرة ورى الكنبة وهي تطالع في العنود اللي وقفت مكانها وهي تطالع فيها بنظرات عابثة , صرخت بغيض : عنوووووووووود ..
ولمن شافت أكتاف ريم وسحر تتهزهز من الضحك وسلافة اللي فاطسة ضحك وهي جالسة على الأرض مع البندري اللي شاركتها الضحك زاد غيضها , رفعت يدينها وضربت راس ريم وسحر من ورى وهي تقول : وانتم أكيد معاها يالزفووووووت ..
دنقوا يبعدون عنها وهم يقولون في وقت واحد وهم يأشرون على العنود : العنود مو إحنا ..
شهقت العنود وقالت : يالخواااانااااااااااااات ..
ولمن طالعت فيها الهنوف بعيون متوحشة قالت بخوف : والله كانوا معايا وخططوا لكل شي , وترى فكرة الصور من تحت راس هذي ..
وأشرت على سلافة اللي قاعدة قريب من رجولها , صرخت سلافة باستنكار : يا فتااااااانة أنا ما خونت فيك عشان تخونيني ياidiot ..
ضحكوا كلهم وقالت سحر وهي تأشر على العنود بتريقة : تقول عليك غبية ..
قالت العنود بسخرية : والله , يا فهيمة انتي , طالعوا بس مين يترجم لي ..
: اش قصدك ست عنيدي ؟؟
: قصدي ما عندك ما عندي وما عند جدتي حمدة في الإنجليزي ..
صرخوا ريم وسحر : عنووووووووووود وراك ..
انتبهت العنود إنه الهنوف اختفت من مرمى نظرها , لفت على اتجاه نظراتهم وشهقت لمن شدت الهنوف شعرها , واختل توازنهم وطاحوا على سلافة اللي صرخت وهي تحاول تبعدهم عنها : heeeeeeeeeeeeelp meeeeeeeeeeeeeeeeee , قومو يالدبياااااااااااات , فغصتونييييييييييييييييييييي ...
ضحكت البندري من قلبها على خبالهم , و قررت تتناسى همها لبعض الوقت ..
والعنود كانت مبسووووووووطة إن المقلب اللي سووه هي وريم ذوب الخوف اللي جمد قلبها من كثر تفكيرها في رفضها لعبد الإله وموقف ريم اللي بتسافر معاهم منه ...



***************************



ماليزيا الساعة 3 الفجر :
في الفندق :

طالعت فيه وهو نايم بهدوء , قامت من الكنبه بتعب وسحبت جواله من الطاولة بهدوء و راحت للحمام , دخلت وقفلت الباب وجلست على الكرسي بعد ما غطته , كتبت رسالة سريعة وأرسلتها على جوال الهنوف ..
زفرت وحطت الجوال في حضنها واستندت بذراعينها على طرف المغسلة الرخامية و ريحت راسها عليها , كانت برودة الرخام اللي لسعت يدينها ما تقارن بالبرود اللي تحسه في قلبها , اهتز الجوال فتحركت بصعوبة وهي تجاهد عشان تنفض التعب عنها , فتحت الجوال (( هنوف ورتني رسالتك , دقايق وأدق عليك )) ..
قامت وخرجت من الحمام بهدوووووء وتحركت للبلكونه وهي شايلة شرشفها , تدثرت به وجلست على المقعد تنتظر اتصال البندري , ولمن اهتز الجوال ردت بسرعة وهي تقول بهمس : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ردت عليها البندري السلام وقالت باختصار : سامحيني ..
هزت أزهار راسها وقالت بصرامة : لا تعتذرين لي ولا شي , مو أنا اللي لازم تعتذرين له ..
قالت البندري اللي استغربت لهجتها : أزهار أنا ...
قاطعتها أزهار وهي تقوم من المقعد هامسة من بين أسنانها : لا تقولين ولا شي , لا تدورين أعذار لنفسك ولا عذر ممكن يبرر لك , حتى لو قلتي إنك جيعانة بتموتين وعندك 7 أيتام ما بتعيشينهم إلا بهالطريقة مااااااااااالك عذر يا بندري , انتي غلطتي و هذاك تدفعين الثمن , إذا كنت وقتها ما استحيت من ربك و ما خفت من عقابه ما فكرتي بماما وبابا للحظة لمن سويتي اللي سويته , سمعتهم , سمعة العنود ونظرة حسان للهنوف لو طلع اللي سويتيه , جاسم , عبد الرزاق , ما فكرتي بكل هذولي , مين بيتقدم للعنود بعد ما يعرفون إنه أختها حامل حمل سفاح ومن ميييييييييييييين من ولد عمها , مافكرت ببابا وأخوانه فين بيودون وجههم من الناس , سفانة والخنساء , ريم وعهود , سمية وأسماء كلهم بتتلوث سمعتهم والسبة انت , لأنك حيا الله بنت عمهم , الناس بتقول أكيد بنات عمها مهم أحسن منها , ما فكرتي فيهم , فين كان عقلك وقتها ؟؟ فييييييييييين ؟؟ ولا حضن السيد عبد الرحمن وعيونه المسبلة وأكتافه العريضة نستك ربك ودينك وشرفك وأهلك ..
وصلها نشيج البندري وهي تقول : ليه ..
قاطعتها بغيض : أبسألك سؤاااااااااااال واحد وجاوبي عليه ..
وسكتت وكملت ببرود : الساعات اللي قضيتيها و انت تسمعين كلامه المعسول والدقايق اللي كنتم تسرقون فيها النظرات والقبلات وغيره من المحرمات تستحق هذا العذاب اللي قاعدة تتعذبينه دحين ؟؟ عبد الرحمن نفسه يستحق إنك ترمين بدينك وشرفك وأهلك عرض الحائط ؟؟ أهو كان بيشرد ويرميك زي رمية الكلاب لولا رحمة ربي ..
همست البندري بوجع : ليه تقولين هالكلام دحين ؟؟
زفرت وقالت بهمس : لأني مقهورة منك , جلست أفكر إني لو ما شفتك ذاك اليوم كان ما علمتي أحد وما مانعتي في استمرار هالعلاقة الحرام ..
: لا والله ..
علي صوتها وهي تقول : طيب ليه دسيتي علي حكاية حملك , هذا شي كبيييييييييييييييير ..
وصلها صوت البندري المقطع وهي تقول : والله حاولت بس ما قدرت , والله , أزهار الله يخليك لا تسيبيني لوحدي , بطني أحس الكل يطالع فيها و ..........
انخرطت في نوبة بكاء جديدة , بعدت أزهار الجوال عن إذنها وسندت راسها على جدار البلكونه وهي تسمع لصوت الريح اللي نقلت لها صوت حفيف الأشجار و سعف النخيل , هي عارفه إنه كلامها زي الحديد الحامي على جلد البندري لكن كان لازم توريها إن الواحد لازم يفكر بربه أول وبعدها يفكر بتصرفه هل يضر غيره أو لا , لازم يعرف عواقب كل شي يسويه وما يغرق في لذة اللحظة العابرة , لازم يحكم عقله قبل هوى قلبه , سحبت نفس وخرجته ورجعت الجوال لإذنها وقالت بهمس حنون صبغته غصب عنها بالبرود : شوفي , أحاول أكلم جاسـ ..
قاطعتها بخوف : الله يخليك إلا جاسم ...
قالت بهدوء : بندري كيف بأجيك وأحل الموضوع من دونه , حاولنا نخبي الموضوع أول وطاح على روسنا , هذي المرة الموضوع أكبر بكثير , لازم يتدخل جاسم , اسمعي أنا أحاول أفهمه بأبسط طريقة ممكنة , طيب ..
: طيب ..
ودعتها من دون ما تسألها عن حال البقية وعن رحلتهم للمدينة بكرة ..
صكت الجوال وزفرت بتعب , اش هالشعور اللي يهد جسمها هد , صلت الشفع والوتر وهي جالسة من التعب وغمضت عيونها بتعب وهي تسند راسها على ظهر الكنبة إلين جا وقت الفجر , صلت وطااااااااالعت في جاسم النايم بهدوء , زفرت وقامت وهي تسحب نفس عميييييييييييق , رسمت أحلى ابتسامة تقدر عليها وبدأت تصحيه وكعادته هاوش وزاعق وآخر شي قام من كثر زنها وهي تهدده بكاسة موية لكن بعد ما أشرقت الشمس , فتحت الستاير وهو يصلي وطالعت في المنظر الرومانسي اللي قدامها وهي تدعي ربها بداخلها إنه يقويها وتقدر تقول الموضوع , بعد ما سلم تأملها بصمت وهي مستندة على باب البلكونه وتطالع , تذكر همسها الحزين ( أنا عروس ) والصمت اللي تلاه وجمودها وهدوؤها اللي أرهقه رغم إنه كان يتمنى قبل إنها تسكت وتفكه من رجتها , قام من مكانه وتحرك لها , لفت عليه وقالت بابتسامة حلوة : خلصت صلاتك ..
تصنم مكانه وقال بسخرية وهو رافع حاجبه : لا خلصت الفيلم , اش السؤال السخيف هذا ؟؟..
بلعت وقاحته وقالت بابتسامة : ما قصدت بها سؤال قد ما قصدت بها بدأ موضوع للحديث معاك ..
رفع حاجبينه وقال : ليييييييييه ؟؟ عندك شي ..
كانت عارفة يناكشها دحين عشان يطلع حرة برودها معاه أمس , لكنها عزمت إنها تكلمه على موضوع البندري لأنه ما يحتمل التأجيل , تابع بسخرية من الموضوع اللي قاهره ولسه في قلبه من أمس : لا يكون بتقولين لي سبب إصرارك أمس على الرجعة لجدة ..
فتحت عيونها ببراءة وسألت : كيف عرفــــت ؟؟
قطب حواجبه وقال بصدمة : انتي من جدك بتكلميني على هالموضوع ..
~ أووو أوووو شكله رماها مزحه وأنا زي اللي ما صدقت يا سيد ~ ابتسمت وقالت بهدوء مصطنع وهي تحس سكاكين تقطع جوفها : ها , إيوه , لا , قصدي , عندي موضوع مهم عن البندري ..
عقد حواجبه أول ماسمع اسمها وقال : اللي ما تتسمى , خير اش فيها ؟؟
بلعت ريقها ~ يالييييييييييييت الإجابة تنطرح بسهولة سؤالك , ياربي منظره مايبشر بخير ~ صبغت وجهها بالجدية وقالت : أهم شي تهدأ عشان تسمع الموضوع زين ويكون أحسن لو جلست ...
رماها بنظرة نفاذ صبر , قالت تمهد له وهي مهي عارفة كيف ممكن وحدة تقول لزوجها إنه أخته الغير متزوجة حامل من ولد عمها : اتصلت تشتكي ..
قطب حواجبه وقال : عبدالرحمن سوى شي ..
~ هو في بقي شي ما سواااااااااااااااه , يا رب قويني , يا رب إجري الكلام على لساني بأخف وقع يا رب ~ قالت بهدووووووووء : هي تشتكي من مغص في بطنها و...
رفع حواجبه وطالع فيها باستغراب وقاطعها : وأنا اش دخلني ..
فركت يدينها بتوتر وهي تقول : وانقطعت عنها الــ..............
وسكتت وهي تحس حرارة خدودها تمنعها من الكلام , طالع فيها منتظر منها تكمل كلامها , سحبت نفس وقالت : انقطعت عنها الــ .....
وحطت يدينها على خدودها وهي تصرخ بداخلها ~ يالفششششششششششلة , كيف أقدر أقولها ~ خرجها من أفكارها وهو يقول : أزهااااااار ..
رفعت راسها وبعدت عنه قد ما تقدر وهي متجاهلة نظرات الإستغراب منه وهمست : انقطعت عنها ........ فلانه ..
و حست بشعور الموية الباردة لمن تنكب على الواحد فجأة لمن سأل : فلانه مين ؟؟
ضربت جبهتها وأعطته ظهرها وهي تصرخ بداخلها ~ أزهااااااااار تكلمي مو وقت الخجل , وييييييييييي ياربي أي عروس تكلم زوجها في هالمواضيع , أزهار بلا هبالة قوليها وخلاص , ويعني ؟؟ هي ولا كلمة حامل المخيفة ؟؟ ~ التفتت وقالت بعزم وبصوت ثابت : انقطعت عنها اللللللللللللللللللللـ.........
لسانها لصق في سقف فمها من الخجل , قال بطفش وهو يحرك يده يستعجلها : أخلصييييييييييييي ..
عضت شفتها وهمست وهي مدنقة وجهها : الشيء النسائي اللي يجي ....
و ما قدرت تكمل أكثر , قال : آآآهاااااااااا , قصدك الـ**** .......
فتحت عيونها على آخرها وغطت وجهها بخجل وهي تقول ~ الله يقطع شرك يالأهبل يالمتخللللللللف , تقولها بصوت عالي كمان , أزهار مو وقته هالكلام ~ تمالكت خجلها وسألت وهي تطالع فيه بخوف وتوتر : فهمت اش قصدي ؟؟
قطب حواجبه وقال : ويعني مغص و........
ماتت الكلمات على شفايفه وهو يطالع في أزهار بعيون اتسعت شوية شوية , شهقت أزهار لمن شافته , توقعته يصرخ يعصب يهزأ لكن وقوفه الصامت وهو مفتح عيونه بصدمة على أقصى إتساعها , أكتافه اللي بدأت تتراخى ووجهه يصرخ شارح مقدار الصدمة والذهول والألم و........ الانكسار ..
الانكسار بحد ذاته اللي شافته في وجهه خلاها تقدم نحوه وهي تهمس : جاسم توكل على الله ..
حطت يدينها المفرودة على صدره وهي تهمس باسمه وتطالع فيه بخوف , ما طالع فيها , رفع يدينه ببطء وحطها فوق بعض على راسه , قالت بخوف وهي تشوف نظراته المحدقة : جاسم , جاسم , جاسم قول لا حول ولا قوة إلا بالله , قول توكلت على الله ..
انهار على الكنبه اللي وراه وهو يقبض بكل قوته على خصلات شعره , شهقت وجلست على الأرض وحطت يدينها على ركبه وهي تقول : جاسم لا تسوي في نفسك كذا ..
طالع فيها وأنفاسه تتسارع ويدينه تشد على شعره أكثر , كانت عيونه غرييييييييبة , نسيت كل زعلها منه أمس و لفت يدينها على رقبته وضمته وهي تقول : بسم الله عليك , حبيبي لا تسوي في نفسك كذا , كل مشكلة ولها حل ..
ما كان يحس بأي شي حولينه , حتى ضمتها ما كان يشعر بها , كل اللي كان يشعره مشاعر الصدمة والذهول والندم والخزي والألم و.......... الحقد ...
بعدت عنه وهي تطالع فيه بخوف , ما تحرك , ما سوى شي , هزته وهي تقول برجاء : جاسم كلمني , قول أي شي , جااااااااااسم ..
كانت حاسة بوجعه , حاسة بالخناجر اللي تلقاها في ظهره من ولد عمه , حاسة بمقدار كرهه لأخته , حاسة بمقدار المسؤولية اللي عليه دحين , ضمته بقووووة وهي تهمس : والله حاسة بمشاعرك , والله حاسة بها ..
وبعدت عنه ومسدت يدينه وشعره بخوف وهي تطالع في وجهه المتصلب , خرج من كل أفكاره لمن حس بها تطبع قبلة حنونة بين عيونه وهي تهمس : والله حاسة بمشاعرك بس لازم تكون أقوى من كذا ..
طااااااااااالع فيها وبعدها عنه بقوة وخرج من الغرفة من دون ما يغير بجامته ..
لمن انصك الباب زفرت وسندت راسها على الكنب وهي تهمس : سيبني كالعادة ..



************************



جدة بعد صلاة الفجر :
في فيلا أحمد :

لفت هدى طرحتها وهي تقول : قلت لكم ناموا ما سمعتوا ..
حكت الهنوف عيونها النعسانة بتعب وقالت : هم يخلون الواحد يرتاح ..
وانسدحت على كنب الصالة اللي تحت وهي ضامة عبايتها لحضنها , سألت حنان اللي نزلت من الملحق ووراها شغالتها شايلة الشنطة : مين قصدك ؟؟
تثاوبت الهنوف وهي تغطي فمها بحرج قدام عمتها حنان وقالت بصوت نعسان : سحر والعنود , طيروا أبو النوم عني وزادهم خبال ريمان ..
ضحكت هدى وقالت لحنان : عاد ريم هذي رفيقة دربنا هي وسفانة وين مارحنا راحوا كإنهم بناتي وأكثر كمان , بس خسارة سفانة ماقدرت تجي هالمرة ..
وصلهم صوت ثرثرة البنات المتحمسات وهم نازلين من الدرج , كانت العنود وسحر مطقمين نفس البنطلون العودي والبلوزة البيضاء الطويلة وشايلين نفس الشنط ومثبتين الـ mp4 على كمر البنطلون , قالت حنان بابتسامة : انتم ما تغيرون عادة التطقيم هذي ؟؟ بعدين اش تتسمعون فيه ؟؟ أغاني ..
قالت العنود بحماس : طبعا لا , أناشيد قعدنا ليلنا ننزلها على الجهاز ..
وسلمت على أمها وهي تقول : صباح الخير حبيبة أحمد ..
ضربتها أمها على كتفها بحرج وهي تقول : استحي ..
وراحت سلمت على حنان وهي تقول بابتسامة خبيثة : صباح الورد قلب كرومي ..
ضحكت حنان وقالت : بخير يا وجه الخير ..
حطت العنود يدينها على خدودها وهي تقول : شكرررررررررررا ..
ولفت على البنات وقالت بطريقة عربجية : سمعتم , أنا وجه الخير , خلي أحد يتجرأ وياخذ لقبي الجديد ..
ضحكوا البنات وقالت هدى : إلا أقول , الجوهرة قالت إنها ما تقدر تروح معانا دحين يمكن تلحقنا على هناك عشان عندها عزايم ..
لفت العنود على البنات وقبضت يدينها وهي تهمس : يس يس يس , أشكرك يارب ..
ورجعت لفت على أمها وقالت وهي تمثل الزعل : لييييييييييييييييه ؟؟ كان ودنا فيها ..
رمتها هدى بنظرة حادة وهي تقول : عنيدي بلا تريقة تراك بنتي , عاجنتك وخابزتك زيييييييين فلا تمثلين عليه , يكفي إنك كذبتي على بنتها وخليتي الضعيفة تنام تحت السرير من كثر الانتظار , على بالها تلعب طش ...
عضت لسانها وحكت شعرها بإحراج , قالت الهنوف وهي تقوم عشان تلبس عبايتها : يارب من ذا وأزود كمان على العذاب اللي عذبتيني اياه أمس ..
قالت هدى : توزعتم على السيارات ..
قالت سحر بهدوء : نستنى توزيع الرجال على السيارات عشان المحرم يا خالة ..
وصلهم صوت جهوري ينادي من عند باب المدخل : maaaaaaaaam wher are you??? ..
لفت سلافة بوزها وقالت وهي تنفض يدها بقرف : يا مخصها وهو ينطقها تلوع الكبد , عز الله كرهني في الإنجليزي ..
لفت سحر وسلمت على خد العنود وهي تقول : تكفين خليه يكثف الإنجليزية كمان وكمان عشان تعافها نهائيا ..
مسحت العنود مكان بوستها وهي تقول بمزح : ياااااااسلام , تعافها أختك نهائيا وتلصق في لسان أخوية أكثر , أما إنك أنانية ..
طالعت سحر في أختها المتضايقة وهمست : تصدقين شكل اللي صار بينهم كبيييييييييير , ترى سوسو ما تكره أي أحد ..
: تقابلوا بس , يعني اش ممكن يصـ...ـير ؟؟
ولفت بسرعة قبل ما تنتبه سحر لترددها , لأنها هي كمان قابلت مع سامر لكن مو مقابلة عادية , طالعت فيها سحر بحيرة وجات بتسألها لكن ريم جاتهم ريم وقالت مقاطعة هرجهم : أنا لازم أكون مع عمي أحمد هو محرمي , تعالوا معايا ..
قالت العنود باستنكار : في سيارة الشياااااااب ...
وكملت بحزم : أبببببببببببببدا , ما بيوقفونا ولا في محطة بيطيرونا على المدينة في نفس واحد , إحنا نبغى واحد من الشباب نلعب على راسه بكوفي ببقالة , هو لو واحد شايب كان نقدر نجيب راسه لكن الإثنين مع بعض مستحيييييييييييييييل ..
جاتهم هدى وقالت : أبوجاسم وأبوخالد بيركبون الجمس مع بعض , و عبد الرزاق بيسوق الجيب وعدنان معاه الفورد ..



**************************



: حط الشنطة بالطول , بالطول , بالطووووووووووول يالأثول ..
لف سامر وقال وهو يرمي الشنطة الرمادية القماش على السكة : يلا وريني بالطول كيف تجي يالأثول انت ..
شال ماهر الشنطة وحاول يدخلها في شنطة الجمس بالطول بالعرض ما جات , جا أبوهم وقال : ما خلصتوا الله يهديكم ..
وبحركة من يده حرك الشنطة الجلد السوداء على اليمين بزاوية محددة ودخل الشنطة الرمادية اللي من أول حايسين فيها , قالوا مع بعض بإعجاب : أووووووووووو..
ابتسم ومر من بينهم وهو يقول : يلا تحركوا ..
لفوا على عدنان المستند على سيارة أحمد الفورد وهو يلعب بجواله , صغر ماهر عيونه وهو يتأمله وقال : سامر , عدنان متغير ولا يتهيأ لي !! طالع كيف يطالع في الجوال ويبتسم ..
تلمس سامر خده وهو يقول : يكون عنده خوية زي ماجد ؟؟
ضحك ماهر وقال : متكشخ الأخ مسوي فيها واحد برستيج ..
لف عليه سامر وقال : طيب هو مهندس وبرستيج ..
: والله ؟؟ نسيت ..
: شكله بالغترة والعقال رزة ..
اتسعت ابتسامة عدنان وهو يصك الجوال ويرجعه لجيبه وهو يقول : هي توأم الشر تراني سامع كل كلمة تقولونها , يلا اتفقوا من بيمشي مع عبدالرزاق ومين معايا ,
قال ماهر : معليش إحنا ما نفترق , روح إنت مع عبدالرزاق وخلي الفورد لنا ..
ضحك وقال وهو يدخل الفورد : إحلموا ..
كانت السيارات كلها واقفة في الحوش الواسع , جاهم عبدالرزاق وقال : how's with me ?? , هااااااا مين معايا ..
قال ماهر بتريقة : سامر بيكون معاك لأنه عنده قدرة على تحمل أمثالك , أنا مستحيل لأني تعبان وانت شكلك فايق ورايق تبغى سواليف , لو قعدت معاك بتصدع راسي وما بتخليني أنام ..
ابتسم عبد الرزاق وقال بهدوء وهو يروح لأبوه : as you wish ??
دقه سامر وهو يقول باستنكار : مااااااهر ..
قال ماهر يغير الموضوع وهو يأشر على أبوه اللي راح للدرج يساعد أمه على النزول : لا يفوتك قيس وليلى ..
ابتسم وقال وهو يتحرك لهم : الله يديم المحبة ..
ابتسم وهو يسمع رفض أمه الصارم إنه يمسك يدها وهي تقول : أبو خالد قالولك صرت عجووووووز ..
سلم على أمه وتبعه ماهر وعدنان اللي ما شافوها لأنهم جلسوا في الإستراحة اليوم اللي فات , وأول ما خرج فوج أسود من عند الباب غصب طالعوا ونزلوا روسهم على طول , قالت سلافة بحماس وهي تتقدم لهم : hiiiiiiiiiiiiiiiiiiii شباب ..
هي نحيييفة وقصيرة نوعا ما , فلمن وقفت وسطهم بانت قزمة , قال عدنان وهو يعدل عبايتها اللي انزلقت عن راسها : الناس تسلم أول ..
قالت السلام وتابعت : أنا بروح مع daddy ...
قال ماهر بتريقة وهو يقلد صوتها : أنا بروح مع daddy ..
وكمل بصوته : والله مهي لااااااااايقة , تراكم يالسعوديات نياق لا جمال ولا شي , بالله الدلع حلو على الناقة ...
قال أبوه بهدوء : ترى النياق تجيب جمال ..
ضحك سامر وقال : خخخخخخخخخ جمل ..
قاله ماهر بغيض : وأخو الجمل يا ذكي ..
ضحك عدنان وقال : أقول تحركوا من هنا يلا ..
وراحوا للسيارات , سأل عبدالكريم وهو يطالع في البنات : وين سحر ؟؟
تقدمت منه سحر وقالت : السلااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وسلمت على يد أبوها وراسه , قالت حنان بغيرة : ترى توك كنتي متنصبة عنده وقت الفطور ومسلمة عليه ..
بعدت عن أبوها وقالت : ما دام أم خالد بدأت غيرتها أحسن لي أتراجع ..
ضحك أبوها وراح للجمس ..
دنقت ريم على العنود وهمست : بنت عنيدي , أخوانها يخبلووووووووون , اش هالوسامة ؟؟
قالت العنود وهي حايسة في تفكيك سلك سماعتها اللي نشب في شنطتها : طيب انتي منتي شايفة جمال خالتي حنان وبناتها , لازم يطلعون العيال حلوييييين ..
: كلهم كووووووم وعدنان كوم ثاني , اش الجمال اللي فيه ما شاء الله ..
رفعت العنود عيونها وطالعت في عدنان ورجعت تصلح سماعتها بصمت وهي تنزل درج المدخل , جاتهم الهنوف ومعاها شنطة صغيرة فيها ثلاجات القهوة ..
قالت سحر لأمها قبل ما تتحرك للبنات : أمي ترى أنا والعنود والهنوف والشغالات بنركب في الجيب , انتي وخالتي هدى معاكم البندري وريم سلافة ..
قالت أمها وهي تدور في شنطتها : طيب زي ماتبغون , أهم شي ناديلي أخوك , ناسي حبوبه الفالح ..
أشرت لسامر وراحت للبنات اللي وقفوا نهاية الدرج بانتظار ركوب السيارة , جا لأمه اللي ناولته علبة الحبوب الصفراء وهي تقول : لا عاد تنساها ..
حس بإحراج من صوت تصادم الحبوب بسطح العلبة و اللي كان عالي , لف خوف أحد شاف العلبة واصطدم بصره بالعيون اللي لا يمكن ينساها , فرصعت العنود عيونها في ريم وقالت بحزم : سوري لو على قص رقبتي ما حأتنازل عن ثلاجة القهوة بالهيل , مستحيل , تبغون اللي بالزنجبيل خذوها ..
ولفت وجهها بعناد عن ريم اللي تحاول فيها بشتى الطرق إنها تتنازل عن الثلاجة لها هي والبندري ..
انتبهت له , كان واقف جنب أمه اللي تكلمه , ثوب وشماغ وعقال , شكله كان متغير 180 درجة لكن الندبة الغريبة نفسها هي اللي أكدت لها إنه هو , لمن انتبهت إنه نظراته عليها صرخت بداخلها ~ يمممممممممممه شكله عرفني , يا خرااااااااااااااااااااابي ~ بلا شعور تحركت على جنب شوية شوية شوية إلين اندست ورى سحر , لفت سحر باستغراب على العنود اللي لاصقة فيها ورجعت لفت على النقطة اللي كان بصرها متجه لها فشافت سامر منزل راسه وهو يحاول قدر الإمكان إن ما يخلي أمه وسلافة يلاحظون ابتسامته اللي غصب عنه كانت ترتسم على شفايفه , رجعت لفت على العنود لقيتها تلعب في طرف كم عبايتها بصمت ..
سحبتها على جنب لمن بدأوا يركبون السيارات وهمست تسألها بجدية : عنيدي يالدب اش اللي صار بينك وبين سامر في الاستراحة ..
انصدمت العنود من سؤالها فقالت : اش ذكرك بالموضوع هذا دحين ؟؟
رصت يدها وقالت بجدية : قوليلي ..
قالت العنود بضحكة : الله يخرب بيتك على هالنظرة الجادة , تقابلنا و أنا رايحة أجيب الباسرة من المخزن هذا اللي صار ..
استغربت لمن قالت سحر بصدمة : بــــــــــس ..
هزت أكتافها وقالت وهي تستغفر جوتها كذبها وإخفاءها لنص الحقيقة : بس ..
وسحبتها وهي تقول : اتحركي بسرعة قبل ما يهزؤننا ..
طااااااااااااالع عدنان في سامر بصمت ونقل بصره للعنود اللي ماشية مع أخته , وبعد تفكير تحرك من جنب الفورد وراح لسامر الواقف عند باب الجمس يكلم أبوه اللي جلس جنب أحمد اللي أصر على السواقة وقال وهو يحط يده على كتفه : خلاص روح انت مع ماهر وأنا بأركب الجيب ..
استغرب سامر تراجعه عن كل التخطيطات لكنه ابتسم وقال : على أمرك ..
ولف على أبوه وقال : في أمان الله أبوية , عمي أحمد هالله هالله بالسواقة الزينة , قول دعاء السفر ولا تشغلون أغاني و مو تروح تتسابق مع اللي في الخط ..
ضحك أحمد وقال : أنا اللي مفروض أقولك هالكلام ..
غمز له سامر وراح عشان يسوق الفورد , فتح عدنان باب الجيب ودخل على صوت العنود وهي تقول بحزم : لو ما مريت على الكافتريا اللي عند محطة الشرقية بآكلك سامع تراني جيـ..
وانكتم صوتها لمن جلس بجثته العريض في المقعد المجاور لعبد الرزاق , لفت العنود على سحر وهمست : دحين أخوك بيقول عني مفجوعة أكل و فوقها آكلة لحوم البشر ...
كتمت سحر قهقهتها وقالت : صراحة ما ألوم عدنان لو قال هالكلام , أنا خفت منك وتقولين آكلك , حسيتها طالعه من قلبك ..
قالت بتريقة : ما ألوم عدنان , من فين جبتم هالاسم عدنان ؟؟
وقامت تغني بهمس مقطع من مسلسل عدنان ولينا : عدنان يتحدى التعالي , عدناااان عدناااااااان ..
ضحكت سحر ودقت الهنوف أختها اللي جالسة في الوسط بكوعها وهي تهمس : صوتك واضح يالخبلة يالمتخلفة ..
غطت العنود فمها وهي تهمس : الله لا يفضحنا ..
قالت سحر : ما عليك منه متعود على التريقة باسمه , عارفه إن اسمه على اسم الدكتور اللي ولد أمي قيصري , هو الوحيد فينا اللي جات ولادته قيصرية ..
قالت العنود بتفهم : عشااااااان كذااااااااا طالع أبر واحد بأمه , لأنه عذبها وقت الولادة ..
همست الهنوف بسخرية : وانت اش دراااااك إنه أبر واحد ..
قالت بصوت عالي مستنكره التكذيب والسخرية في لهجة الهنوف : خالتي حنان قالتلي يوووووو ..
ضربوها الثنتين فحطت يدينها على فمها يعني بتسكت نهائيا ووصل لمسامعها صوت زفرة الطفش والضيق من عدنان , صرخت بداخلها وهي تفتح جوالها لمن رن برسالة ~ تراااااااااااب في وجهك يالبارد الجامد يا لوح السبورة الغليس يالـ ~ وسكنت كل أفكارها لمن شافت الرسالة اللي قدامها ..



***************************

في نفس الوقت في ماليزيا :
الساعة 11.30 قبل الظهر في بينانغ :

فتحت عيونها على صوت قربعة في المكان , قامت بسرعة من السرير اللي ارتمت عليه بتعب بعد ما خرج جاسم من عندها بعد الفجر وطالعت لقيت جاسم مصفف الشنط جنب الباب , لف عليها وقال بهدوء : رحت سويت حجز سريع من هنا على كوالا , نص ساعة وتقلع الطيارة عشان كذا لازم نستعجل , المطار اللي هنا دولي بس مافي رحلة قريبة لجدة , بنروح لكوالا ومنها مباشرة لجدة اليوم في المسا رحلتنا على الساعة 6 المغرب ..
طالعت في ساعتها و انصدمت , يعني أقل شي 5 ساعات ويكونون في مطار كوالالمبور عشان يلحقون الرحلة , متى بيروحون من بينانغ لكوالالمبور ومنها على جدة , كان نفسها تقوله إنها تبغى تشتري الهدايا اللي ناقصتها بس عرفت إنه الوضع أبــدا مو مناسب ~ الله يسامحك يالبندري ~ قامت وقالت بهدوء : إن شاء الله , الله يقدم اللي فيه الخير ..
ولمن ما رد عليها بكلمة ثانية , سحبت نفس عميق وهي تقول بداخلها ~ الله يعين , بداية نهااااااااااااااااااااااااااااار طويييييييييييييييييييييييييييييييييييل , عسى بس ما أضيع هالمرة كمان في واحد من المطارين , لو ضعت بأحقق الرقم القياسي وبيلقبوني بالعروس الضائعة ~ ..



***********************




خط جدة المدينة السريع :
بعد مرور ساعة ونص على بداية الرحلة :


شغل المسجل فصدحت صوت أغنية الهيب هوب وخرقت سكون السيارة , التفت عدنان له وقال : رزوق , صك ..
لف عبد الرزاق بوزه وقال وهو يصك المسجل : تراك طفش ...
ابتسم عدنان وحط كوعه على المسند اللي بين مقعدينهم وهو يقول : شغل أي شي غير الأغاني ..
دق كوعه بشي , التفت وانصدم لمن شاف جزمة رياضية مستندة على المسندة , انتبهت العنود اللي مغمضة عيونها لشي دق رجولها , فتحت عيونها وسحبت رجولها بسرعة وقالت بهمس من بين أسنانها بغيض : يالفشششششششلة , أنا اش بي مع عيال عمي عبد الكريم ..
ابتسم عدنان واتكى ومسح ابتسامته وهو يفكر بابتسامة سامر اللي لمحها وهو يطالع في العنود ~ يكون بدأ يفكر فيها , ابتسامته كانت ........ غريبة , اش حسوي لو طلع يبغاها ؟؟ لا لا , أتوسلك يارب لأني ما حأقدر أخليه يتقدم لها وأنا أعرف إنها .... الله يلعن إبليسك يا العنود , اش تبغين تسوين فينا ؟؟ ~ طالعت العنود بغيض في يده المستريحة على مكان رجولها المفضل ودنقت على سحر وقالت بهمس : ودي أفجر أخوك ..
ضحكت سحر والتفت لها باستنكار وهي تسأل : ليش ؟؟
قالت بقهر وهي تربع : استحلى مكان رجولي المفضل بلا اهتمام ..
قالت الهنوف : وانتي ما تقدرين تجلسين زي الأوادم حتى لو فيه رجال غريب في السيارة ؟؟..
تأملت سحر العنود اللي تناقش الهنوف بغيض ورجعت طالعت في عدنان اللي قدامها ~ يكون غلطنا لمن عرضناها على عدنان وسامر , الله يسامحك يا أمي ليش عرضتيها على سامر قبل ما نتأكد من عدنان , يا خوفي الإثنين يفكرون بها , لا لا , عدنان قال بصريح العبارة إنه ما يبغاها , بسسسسسسسس , ليش طلب من سامر يغير مكانه ؟؟ يارب ارحمني ~ انقطعت أفكارها لمن سمعت العنود تهمس من بين أسنانها لأختها : ترى والله حشرانة يعني شوية وأسويها هنا ..
همست الهنوف : رخخخخخي صوتك يالفضيحة , اش تبغينا نقول لرزوق , العنود حشرانة وقف في أي بر ..
بالقوة كتمت سحر ضحكها وهي تهمس : بزرة انتي , ليش ما رحتي الحمام قبل مانطلع السيارة ..
لفت عليها العنود وهمست باستنكار : هو بكيفي , دخلت وما جا شي , ودحين حشراااااانة ..
لف عبد الرزاق على كلمتها الأخيرة اللي طلعت عالية فجأة وقال بصدمة : حشراااااانة noooooooooow , من وين بألقى محطة دحين ؟؟
حست العنود بالدنيا تنهار حولينها وبجسمها يشتعل من كثر الفشلة , غاصت في مقعدها وغطت فمها بيدينها وسحر والهنوف غارقات في الضحك , حمحم عدنان عشان يمنع ضحكته اللي بتخرج غصب عنه وهو يحط نفسه مشغول بتعديل شماغه , قال عبدالرزاق بلا اهتمام وهو يخرج جواله : كم مرة قلنالك روحي الحمام قبل الرحلات ؟؟ روحي الحمام , روحي الحمام , كل مرة تسوين فينا كذا ..
قرصته من ورى المقعد عشان يسكت لكنه طنشها وهو يدق على أبوه , شويه وسمعته يقول وهو مهو مهتم بقرصاتها : hi dad , بنتك الخبلة كعادتها تبغى حمام يعني وقفوا في أقرب محطة ..
غطت وجهها بيدينها وهي تصرخ جوتها ~ لاااااااااااااااااااااااااا , يارب اش الفشايل اللي أنا فيها ~ وضربت بأكواعها سحر والهنوف اللي مهم قادرين يوقفون ضحك وهي تهمس : بس انت واياها ...
مسحت سحر دموعها وقالت : والله إنك فضيحة عالمية ..
طالعت العنود في عدنان اللي جالس بهدوء قدام وهمست بغيض : تتريقين يالدب , يا فشلتي قدام أخوك ..
لمن بدأت السيارات كلها تلف للمحطة سألت هدى زوجها : اش فيه ؟؟
قال بابتسامة : هو في غير العنود وحركاتها الغريبة ..
قالت البندري بصدمة : لا تقولون حمام ..
ضحك الكل لمن قال أحمد : هو في غير الحمام معذب أختك ..
لمن تباطأت حركة السيارات وقفت الفورد من جهة عبدالرزاق وفتح ماهر القزاز وسأل وهو مرجع راسه على ورى عشان سامر المنحني يطالع لهم بفضول : اش عندكم موقفين ؟؟
قال عبد الرزاق بلا اهتمام وهو يأشر على ورى : عندنا حالة طارئة , وحدة بتفرغ التانكي ..
شهقت العنود وبلا شعور مدت يدها من ورى وضربته على راسه بكل قوتها , قهقه ماهر وسامر وقال ماهر بصوت عالي وهو يصك قزازه : تستاهل ..
حك عبد الرزاق راسه وهو يوقف السيارة جنب المسجد الصغير و قال : shit , متأكدة هذي يد مو عصا , أخرجي وأخلصي ..
رصت شفايفها وهي تحس دموعها شوية وتنزل , عقدت يدينها قدام صدرها وقالت بصوت مخنوق : ما أبغى ..
فتح عدنان الباب وخرج يعني يعني رايح لأبوه اللي خرج يحرك رجوله , قال عبد الرزاق : عنيدي ما فحالنا لدلعك ..
غطت وجهها وانفجرت تصيح فجأة , شهقت سحر والهنوف بفجعة والتفت عبد الرزاق وهو يقول بصدمة : انت من جد تصيحين ؟ بنت , عنيدي ..
والتفت أكثر وهو مهو مهتم بسحر اللي انكمشت ولصقت في الباب بحرج , بعد يدين العنود وهو يقول : عنيدي ..
و رفع غطاها وهو يطالع فيها بتساؤل , مسحت دموعها وهي تقول بصوت باكي : ما أبغى أروح الحماااااااااااام ..
ضحك من قلبه وضرب جبهتها وهو يقول : قومي روحي عشان ما توقفينا مرة ثانية ..
طالعت فيه من بين دموعها وقالت بعتاب : يعني كان لازم تفضحني كذا ؟؟ وبصوت عالي كمان , اش تفرغ التانكي ؟؟ سيارة قالوا لك !! ..
ورجعت تصيح , قالت الهنوف وهي تمسح ظهرها : بنت اش فيك صايرة حساسة ؟؟ ويعني تبغين الحمام !! عادي كل البشر يروحون الحمام ..
مسحت دموعها بقفا يدينها وقالت بعصبية : ما أبغى حمااااااااام , لا عاد تقولون حمام , ما أبغى أسمع هالكلمة خلاااااااااص ..
خرج عبد الرزاق من السيارة وراح لأبوه وسحر والهنوف يحاولون يهدون العنود اللي كان بكاها غير طبيعي ..
وقف عبد الرزاق عند سيارة أبوه واتكأ على الباب وقال : بنتك تصيح تقول ما تبغى حمام ..
ابتسم أحمد وقال بعدم تصديق : رزوق مو وقت المزح ..
قال ببرود : والله جالسة تصيح ودموعها مغرقة السيارة ..
فتح أحمد الباب وخرج بسرعة و سلافة وريم والبندري يطالعون فيه بفضول من القزاز وهو رايح للجيب , سألت البندري بخوف : اش فيها العنود ؟؟
هزوا البنات أكتافهم وهم ودهم يعرفون اش صار ..
فتح أحمد الباب ونزلت الهنوف وهي تقول بخوف : ما أدري اش فيها مهي راضية توقف صياح ..
مد أحمد يده وسحب العنود من ذراعها وخرجها وهو يسأل : عنود أبوية اش فيك ؟؟
شهقت العنود وهي تقول من بين دموعها المغرقة نقابها : ما أبغى الحمام ..
ضمها بقوة وقال : وليش الصياح ؟؟
زاد صياحها لمن حست بحضن أبوها وضمته بقوة وهي مهي عارفة سبب دموعها ..
سأل ماهر وهو يطالع في المنظر من بعيد : اش فيها أختك تصيح ؟؟
التفت له عدنان وسامر باستنكار وهم يقولون في وقت واحد : ماهر !!
وطالعوا في بعض , نقل ماهر بصره بينهم وسأل : أنا اش قلت ؟؟
ما التفت له أي منهم وهم يطالعون في بعض بصمت , نزل سامر عيونه بعيد عن نظرات عدنان المتفحصة وقال : بأروح للبقالة ..
وتحرك بسرعة , تبعه عدنان بنظراته , طالع ماهر في عدنان وسأل بهدوء : اش عندكم انتم الإثنين ؟؟
قال عدنان بهدوء : ولا شي ..
وخرج جواله وجلس يلعب فيه ..

وبعد ما ركبوا السيارات .......
: طيب , ومتى نبطل هالنظرات ؟؟
قال ماهر وهو يريح ظهره على باب السيارة أكثر : لمن تقول اش سبب النظرة الغريبة اللي تبادلتوها إنت وعدنان ..
لف سامر بصره عن الطريق وطالع في ماهر الملتفت له بكامل جسده وهو حاط رجله اليمين فوق الدرج الأمامي وطاوي رجله اليسار كإنه قاعد في قهوة , رجع لف على الطريق وهو يزفر بضيق ..
ابتسم ماهر اللي كان عارف إنها زفرة الاستسلام وقال بهدوء : هيا , كلي آذان صاغية ..
دلك سامر رقبته وهو يقول : إنت فاكر حكاية العنود وإنه أمي تبغاها لواحد فينا ..
ضحك ماهر وقال بتريقة : إي فاكر البنت الأسطورة اللي انعرضت على الأخوين , زين اللي مملك لو ماكنت مملك كنت واحد من المعروض عليهم ..
قطب سامر حواجبه وقال : وليش تقولها بهالطريقة !! ..
ذابت ابتسامة ماهر واعتدل بسرعة وهو يتفرس في وجه سامر اللي لف عليه وهو يسأل : اش فيه ؟؟ اش بك ؟؟
سأله بطريقة مباشرة : إنت تبغاها ؟؟
التفت له سامر وهو يقول بصدمة : لاااااااا , قصدي ..... , انت ليش تسأل هالسؤال ؟؟
قطب حواجبه بتفكير وقال : أشوفك تضايقت من كلامي ..
لف على الطريق وقال بضحكة متوترة : لا , لا تضايقت ولا شي , يتهيأ لك , كله من الآذان الصاغية اللي طالع لي فيها , ما أدري من وين سارق هالتعبير ..
وساد صمت طوييييييل ما يخترقه إلا صوت تيار الهوا الصادر من المكيف مختلط بصوت اهتزازات السيارة اللي تطوي الطريق بسرعة رتيبة , كان ماهر يتأمل سامر وسامر مركز بصره على الطريق , قطع سامر الصمت وهو يهمس بدون ما يلتفت لتوأمه : حتى لو أبغاها , عم أحمد ما بيوافق وهو يعرف ماضي و هي ما بتوافق علي ..
وبعد خمس دقايق صمت التفت لماهر اللي ما عقب على كلامه , شاف ماهر في عيونه ألم ورجاء إنه ينكر هالكلام , طااااااااالع فيه ماهر بعدين همس بصدق : هو إحتمال كبير إنها ما توافق بنسبة 90 % ..
وابتسم وقال بتفاؤل : لكن إنت ما حتعرف هالشي إلا لمن تتقدم , ومن ناحية عم أحمد لا تخاف , هو عارف وفاهم كل شي , وما أظن إنه إنسان متحجر لهالدرجة ..
هز سامر راسه وهو يقول : مافي أب بيرمي بنته على واحد مدمن ..
قال ماهر بإصرار : كااااااااان مدمن , إنت لك سنة و ثلاث شهور وثمان أيام من خرجت من المستشفى واللي كنت فيها سنة كاملة تتعالج من الإدمان وآثاره , سـنـة و انت كان ممن تخرج من بعد 5 شهور لكنك أصريت تكمل وتجلس إلين تتأكد إنك سليم تماما , سويت أعمال تطوعية وحضرت تدريبات جسدية ودورات تعليمية , جاهدت سنة كااااااملة وخرجت وإنت بشهادة الجميع خالي من كل شي , وفوقها هالمدة وكلها ما حاولت فيها ترجع للمخدرات ولا حتى دخنت سيجارة وحدة ..
ولمن شاف صمت سامر قال بغيض : سامر اللي صار كان غصب عنك , محد يلومك على اللي صار ..
لف عليه وقال من بين أسنانه بوجع : أنا ألوم نفسي ..
ورجع طالع في الطريق , شاف ماهر رجفة في أطراف شفايفه وانتبه إنه يدينه قابضة على الدركسون بقوة لدرجة بيضت مفاصل أصابيعه , قال بهدوء : سامر جنب عشان أبادلك ..
همس : ما يحتاج ..
ابتسم ماهر وقال : أقول جنب ..
لف سيارته بحدة لليسار وضغط الفرامل بكل قوته لمن دخلت السيارة الطريق الترابي , ثار التراب حولين السيارة من قوة التوقف وخرج منها بسرعة قبل ما تتوقف تماما وصفق الباب بقوة ....
خفف سرعة الجيب فجأة وبدأ يوقفها وهو يقول : أوووووووو , الفورد stoped ..
طالع عدنان في المراية الأمامية لمن سمع كلمة عبدالرزاق ورجع طالع من المراية الجانبية , ولمن شاف سحابة التراب وواحد من التوأم واقف وسطها بعد ما خرج من السيارة , خرج جواله ودق على ماهر , التفتت سحر على ورى وهي تقول بهمس : اش بهم ؟؟
ولفت معاها العنود وهي تقول : يمكن يبغون حمام ؟؟
قالت الهنوف بتريقة : ليه على بالك العنود ؟؟
لفت عليها العنود وضربتها وهي تقول : حمارة لا تتريـ ..
وقطع كلامها صوت عدنان وهو يقول : السلام عليكم , اش فيكم وقفتم ؟؟
وقطب حواجبه وهو يسأل : ليــه سامر في شي ؟؟
جلست العنود باعتدال في مقعدها وتقدمت سحر من مقعد أخوها عل وعسى تسمع شي من اللي يقوله ماهر لعدنان اللي قال : آآآآه , زين , يلا مع السلامة ..
وصك جواله ورجعه لجيبه وهو يقول : تعب ويبغون يتبادلون الأماكن ..
دقته سحر من ورى وهي تسأله بهمس : عدنان , سامر تعب من إيه ؟؟
قال باختصار ومن دون ما يلتفت وهو يأشر لعبد الرزاق يكمل طريقه : ما سألته ..
خرجت سحر جوالها ودقت على سامر ..
بعد ما اعتدل سامر في جلسته وصك الباب رن جواله , طلعه وطالع في الشاشة وحس بسكاكين تنغرز في قلبه وهو يشوف اسمها ( الحنونه ) , زفر ورد وهو يقول : هلا ..
سألته بدون ما تسلم بصوت خايف : سامر , تعبان من إيه حبيبي ؟؟
ضغط عيونه بإبهام وسبابة يسراه وهو يقول : شوية صداع ..
: عندك بندول ولا أعطيك , يمكن ما أخذت دواك ولا ...
قاطعها بهدوء : سحر ما فيني إلا العافية ..
سألته بشك : متأكد ..
ضغط عيونه أكثر وهو يقول : 100 % , يلا انقلعي ..
وصله صوتها المتضايق وهي تقول : مالت عليك , الحق علي اللي أفكر فيك , مع السلامة ..
وانصك الخط , ساب الجوال ينزلق من يده ويطيح في حضنه وهو يغطي وجهه بذراعينه , بلع سامر ريقه وسأل بمرح مصطنع : المشعوذة أكيد ..
همس سامر : هو في غيرها مشيل نفسه الهم , آآآآآه ليه لازم تعذبني ؟؟..
زفر ماهر وقال بعد تردد : سامر , سحر عارفة إنك لمن ... لمن ....
قال بألم من دون ما يبعد يدينه عن وجهه : لمن اعتديت عليها , لمن اعتديت على أختي ..
قال ماهر يبرر له : كنت منته بوعيك وقتها ..
نزل مقعده ولف عنه وأعطاه ظهره وهو يقول : حتى لو , هذي أختي , تحسبني ما ألوم نفسي كل ما شفتها وكل ما جات عيني في عينها ..
مد يده وحطها على كتف توأمه ومسدها وهو يقول : هي ما تلومك , ليش انت تعذب نفسك ؟؟ بعدين إنت كنت بتعتدي عليها والحمد لله ما صار شي ..
همس بوجع وهو يضرب الباب بقبضة يده المكورة ضربات متتالية : هذا لأن ربي ستر و جيت , لو ما جيت كان .....
قاطعه بحزم : لو تفتح عمل الشيطان , قول الحمد لله على قضاء الله وقدره ..
وقف عن الضرب وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله , الحمد لله ..
قعد يرددها ويستغفر وهو يحس بالوجع اللي في قلبه يكاد يقتله , كان يحب لحظات وحدته مع ماهر لأنه هو الإنسان الوحيد اللي يقدر يبين ضعفه وألمه قدامه , عند أهله وبين أخواته يمزح ويضحك عشان يبين لهم إنه ما تغير , إنه مازال سامر القديم قبل الإدمان , لمن ينسى موضوع إدمانه يعيش لحظات هدوء وراحة بال لكن من يوم يتذكر يحس بروحه تنازع جسده عشان تخرج منه من كثر الألم ...



*****************************



وقف عند باب غرفة المعيشة وهو يطالع فيها , كانت جالسة قدام التلفزيون حاطة رجل على رجل وقاعدة تقرأ مجلة بصمت , التفتت سحر لمن حست أحد يراقبها , ابتسمت وقالت وهي تحط المجلة على الطاولة وهي تقوم : هلا الله , وينك يا وحش ؟؟
ووقفت في نص طريقها لمن شافت عيونه الغريبة , قال بصوت ثقيل : أبغى فلوس ..
هزت راسها بحزم وقالت : ما عندي فلوس , المرة اللي فاتت أعطيتك لأنك وعدتني إنك تروح و تتعالج ..
جال بنظراته عليها وهو يقول بسخرية : أعطيني دحين وأروح أتعالج بعدها ..
حست سحر بالخوف من نظراته ~ هذا مو سامر , هذا مو أخوية اللي أعرفه , ياربي ارحمه يارب , سامر فوق لنفسك , فوق ~ تراجعت وجلست مكانها ومسكت مجلتها وهي تقول : ما عندي فلوس ..
لمن سمعت صوت خطواته تقرب حست بخوف وهي تفكر إنه مافي أحد في البيت , أمها عند جدتها وأبوها مسافر و سلافة نايمة وماهر في رحلة من رحلاته , ماحركت بصرها عن المجلة وهي تقلب صفحاتها بتوتر , كانت عارفة إنه صاير عنيف هذي اليومين بشكل مو معتاد منه , وقف قدامها و حط يده على كتفها وسأل : ما عندك 50 ريال ؟؟
ماحركت بصرها عن المجلة وهي تقول : ولا ريال ..
وحست بجسمها كله يقشعر لمن مرر يده على خدها , رفعت بصرها له بخوف ما قدرت تخبيه وهي تهمس : سامر قلت لك ما عندي ..
الابتسامة اللي على وجهه خلت قلبها ينط لحلقها من الخوف , قامت بسرعة وهي تبعده وتحركت رايحة لغرفتها , مسك معصمها وشدها وهو يقول بصوت ثقيل مرعب : فين رايحة ؟؟
ضمها لصدره ضمة غريبة ما تشبه احتضانه الأخوي اللي اعتاد يمازحها به لأنها ما تحب أحد يضمها , شهقت ودفته بعيد عنها وهي تقول : سيبني ..
حط يده ورى رقبتها وسحبها بقوة خلتها تصرخ بصدمة لمن استوعبت اللي يصير : سامر لاااااااااااااااااااا ..
ضربته بقبضاتها وهي تحاول تتملص من يدينه لكنه رغم نحفه اللي زاد في الفترة الأخيرة كانت يدينها زي اللي تضرب الصخر , اختل توازنها من قوة دفعها له و مالقيت نفسها إلى وهي مرمية على الكنب , لمن شافته منحني عليها صرخت ودموعها تذرف : سامر أنا سحر , أنا أختك , سامر لاااااا ..
ولمن حست يدينه تقبض على قميصها صرخت وهي ترافس بكل قوتها : لااااااااااااااااااااااااااااااا , لااااااااااا , سامر حرام عليك , أميييييييييييييييييييي , أبويــــــه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
ولمن حست بأنفاسه صرخت من أعماقها : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااا ...
أول ما فتح ماهر باب الفيلا بدأ يحل ربطة عنقه وهو طفشان , ولمن وصل له صرخات سحر طاح الجوال والمفتاح من يده وهو يجري للدور الثاني وهو ينقز الدرجات اثنين اثنين , أول ما وصل لغرفة المعيشة صرخ : سااااااااااااامر ..
وجري ومسكه مع أكتافه وجره عن سحر , وأول ما وقف كور يده ولكمه بكل قوته على وجهه وهو يصرخ : يااااااااااااا حقيـــر ..
ولمن انطرح سامر على الأرض صرخ فيه بغيض : اطلع برااااااااااااااااااااااا ..
ولف على سحر اللي جلست وهي تضم أطراف بلوزتها اللي تقطعت أزرارها وهي تصيح من قلبها , جلس جنبها وضمها وهو يقول : سحر ..
دفته وهي تصرخ : لا تلمسنيييييييييييييييييييييي ..
مد يده ومسد شعرها المبعثر بفوضوية وهو يهمس : أنا ماهر , سامحيني يا سحر , سامحيني ..
طالعت فيه من بين دموعها بعيون زايغة وانتبهت من لبسه إنه ماهر , غطت وجهها بيدينها وهي تصرخ : ماااااااااااااهر , ماااااااااااهر , سامر , سامر ..
ضمها وهو يهمس : شششششش فاهم , فاهم ..
والتفت لوراه ومالقي سامر , زفر ومسح على شعرها وهو يسأل بخوف : سوا لك شي ؟؟
هزت راسها بلا وصياحها يزيد , جلست حول الربع ساعة وهي تصيح في حضنه بلا توقف بعدها رفعت وجهها وطالعت وراه وقالت بصوت مخنوق وهي تمسح دموعها : سامر , روح شوف فينه ..
قال : ما أقدر أسيبك وانتي كذا ..
قالت بحزم : أنا مافيني شي , روح شوف فين راح , لازم نوديه للمستشفى ..
طالع فيها بخوف , قالت برجاء : إذا تبغى راحتي روح شوف فين سامر ..
قام بسرعة وراح غرفته غير بذلته ولبس أول ثوب لقيه وخرج مالقيها في غرفة المعيشة فراح لغرفتها ووقف عند الباب للحظة وتحرك بدون مايدق الباب , كان قلبه ينبض بقوة مخيفة وجسمه كله يرتجف من الخوف والوجع ~ ليه يا سامر وصلت نفسك لكذا ؟؟ ليييييييييه ؟؟ ~ رفع جواله بيتصل في اللحظة اللي دق فيها ( عديل الروح ) حس بوجعه يزيد وهو يرد على سامر اللي صرخ فيه بصوت مخنوق : ماهر تعال بسرعة , أحتاج جرعة و ما عندي فلوس..
قال بحزم : سامر إ...
قاطعه سامر بقهر : ما عندي فلوووووس ...
وتبعه بكااااااااء قطع قلبه , غمض عينه وسأل بألم : إنت فينك ؟؟
ومن وسط بكاه وصله صوته المحروق وهو يقول : أنا عند عماد تعال بسرعة , إلحقني ..
وانصك الخط , طالع في الجوال ودق بسرعة على أول شخص جا في باله ( توأمنا ) , أول ما رد الشخص قال ماهر : صقر أنا عند بيتكم أخرج بسرعة , سامر في حي الـ ..... أحتاجك عشان نوديه غصب عنه للأمل ...
ووقف سيارته قدام فيلا عمه , خرج صقر في لمح البصر وهو شايل شماغه في يده ويده الثانية جواله ومحفظته و ثوبه مهو مزرر , دخل السيارة وقال وهو يلهث : بنروح له دحين ..
لف على ولد عمه اللي في نفس عمرهم وقال وهو يضغط على البنزين ضغطة قوية : إيوه , حاله استفحلت بشكل فضيع ..
زرر صقر ثوبه وهو يسأل : لييييييييه ؟؟ صار شي ؟؟
انعصر قلب ماهر وهو يتذكر المنظر اللي شافه وهز راسه وهو يقول : حاله استفحلت وبس ..
فك صقر شماغه الملفوف حولين مسدس حطه في جيبه و رمى الشماغ وهو يقول بضيق : نسيت الطاقية ..
وجلس يطالع في الحواري الضيقة الترابية اللي دخلتها السيارة وهو يتحسس المسدس اللي في جيبه , قال ماهر بتوتر : إن شاء الله ما نحتاج المسدس , حطه تحت المقعد ..
قال صقر بهدوء : معليش مسدسي ما حيتحرك من جيبي , جايبني في أخص حواري الرياض واللي كلها مروجين ومهربين وما تبغاني أمسك مسدس ..
وقف السيارة عند زوق ضيق ما يكفي للسيارة وقال وهو يخرج : أظنه من هنا ..
خرج صقر وهو حاط يده جوة جيبه , مشيوا في الممر الترابي المظلم بتوتر , وصلتهم أصوات غريبة , خرج صقر مسدسه بسرعة وهو يحاول يركز على المنظر اللي يشوفه , ومن البعيد شاف ماهر المنظر وتوضحه حس بكل خلاياه توقف عن العمل للحظة وهو يشوف السكين اللي عكست ضوء الشمس تهوي على وجه سامر اللي صرخ وهو يطيح على ركبه , انتبه لحظتها للي حوله , صرخ بكل قوته وهو يرفع طرف ثوبه ويجري : سااااااااااااااااااااااااااااااااااااااامـــــــــ ـر لاااااااااااااااااااااااااااا..
لمن رفع له سامر وجهه المقطوع المسود من كثر الدم قبل ثانية من طيحته على الأرض حس بقلبه يوقف من شدة نبضه , رص رجوله على الأرض عشان يقدر يوقف بسبب سرعة , ثار الغبار و لصق في وجهه الغرقان دم , انحنى على ركبه ورفعه , لمن شاف وجهه ضمه بخوف وهو يحس بدفء في صدره من حرارة دم سامر الغزير , ولمن غمضت عيونه وتراخى جسده صرخ ماهر : لاااااااااااااا , ياربي أتوسل إليك لا تاخذه , لاااااتاااااااااخذه , ياربي خلي ليه , خلييييي ليه , سامر لا تموت وتخليني لوحدي , سااامر , يا ويلك لو مت , سامر , ساااااااااااااااامـــــر..
هزه صقر المفجوع وهو يصرخ : ماهر استغفر ربك ..
لف عليه ماهر وهو يهتف من بين دموعه : صقر حمووووووووت , لو مات حموت وراااااااااااه , ساااااااااااااااااامر لااااااااااااااااااااا ..
حط صقر المسدس في جيبه وسحب سامر من بين يدين ماهر وهو يصرخ : لو قعدت عاصره كذا وتندب اللي صار بيموت , تحرك نوديه مستشفى , مااااااهر تحــرك..
زفرت سامر خرجت ماهر من ذكرياته المرعبة اللي حاول يتناسها من فوق السنتين , التفت لسامر وابتسم وقال : يلا قوم , تراك طفشتني وجبت لي الملل , لو إني رايح مع رزوق ولا عدنان كان أصرف لي ..
قام سامر وعدل مقعده وقال بعد صمت : ما ينفع الندم ..
وابتسم ابتسامة واسعة وهو يقول : نلعب لعبة الشعر عشان ما تقول إني ممل ..
ضحك ماهر وقال : يلا ..
حك سامر شعره وقال : لا تحسبن رقصي بينكم طربا فالطير يرقص مذبوحا من الألم , ميم ..
ضحك وقال بعتاب : مالقيت إلا هالبيت اللي أكرهه , ميم , ميم آآآآآآه , يجي نبطي ..
: يجي ..
: ملعون أبو العشق دام العشق دلّعها لاصارت البنت تامرنا وتنهينا
تجزم على الراي والكلمه وتقطعها وحنا الرياجيل لا رحنا ولا جينا
نوووووووووووووووووون , الألف ماتحسب لأنها نهاية القافية ...
قهقه سامر من قلبه وقال : حلووووو ملعون أبو العشق والله شكل أروجو مسوية فيك التهاويل , بعدين لاتتفالح عارف القافية , نوقف بوجه العاصفـة ما مدانا يا نكسر العاصف بنا يا كسرنا , نون ..
شهق ماهر وقال : أهبوووووووو , مسرع ماجبت البيت , ما تفكر حتى ..
ضحك سامر وضربه وهو يقول : قول ما شاء الله ..
: ماشاء الله , نون , نون , نون , ياخي خلها على الألف أسهل ..
: انت اللي قايل مانحسب آخر حرف في القافية ..
: خلاص بطلت ..
: والله إنك , يلا طيب حرف الألف...
زفر وقال بطريقة الشاعر: أنا خايف ليا طاح الجمل تكثر سكاكينه
وأنا ماعاد بضلوعي مكان لطعنة السكين
مثل ماقالوا المكتوب واضح من عناوينه
لو ارحل منك للغربه بسافر من ظلامك وين؟
كفايه..كل حلم يمر برقادي تزورينه
كفاية..من تفارقنا..وأنا ما غمضت لي عين
قبل يومين شفتك بالمنام وقمت من حينه
ونمت أمس،ورجع نفس المنام اللي قبل يومين , نون ..
قال سامر على طول : نحن قوم لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر , راء ..
وكمل : تعال انت اش عندك على حامد زيد ما أخبرك تحب الشعر ..
حك ماهر شعره وقال : المدام تحب شعره وتوهقت وقلتلها حتى أنا واضطريت أحفظ شوية من قصايده ..
ضحك سامر وضربه على كتفه وهو يقول : الله يقطع سواليفك يالخبيل ..
: اشششششششششششش خليني أفكر في الراء , أما انت عليك حروف ..
قال بابتسامة حزينة : أبسط لك , رباه كفارتي عن كل معصيتي~أني أتيت وملءُ النفس إيمانُ , ألف ..
قال ماهر بسرعة وهو يضربه عشان ما يغرق في أفكاره : أنا الدر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي , الله يخليلنا مادة النصوص , تاء ..



**********************

اسير الصمت
09-07-2012, 05:16 PM
اليزيا الساعة 2 الظهر :
مطار كولالمبور الدولي :

بعد ساعة كاملة 40 دقيقة منها مسافة الطيران من بينانغ لكوالالمبور و20 دقيقة صمت فضيع قدام بوابة الرحلة المغادرة لجدة قررت تخترق الصمت أخيرا وقالت : جاسم ..
التفت لها بصمت , قالت بهدوء وهي تطالع في لوحة الرحلات المغادرة : باقي تقريبا أربع ساعات وشوي على رحلتنا , بنقضيها في المطار ..
طالع حولينه وزفر وقال وهو يقوم : تعالي نتمشى شوية ..
حزنت عليه من قلب , من يوم درى بالموضوع وهو زي التايه مو قادر يفكر بشيئين مع بعض , مسكت يده ومشيت معاه وهي تقول بطريقة جدية : طيب ما فكرت اش بيقولون لمن نوصل جدة واش بنقول لهم ؟؟ تراهم في المدينة دحين , بنلحقهم هناك ولا كيف ؟؟
قال بصوت جامد وهو يسحب يده : نوصل لجدة ونفكر بهذا كله ..
حست بطعنة من حركته لكنها قالت بهدوء : ما تبغاني أدق على عمور عشان يستقبلنا ..
قال ببرود : مو لازم يستقبلنا أحد , كثر الله من التكاسي ..
وقفت شويه وهي تطالع فيه وهو يمشي بلا توقف , زفرت ولحقته ..
راحوا بقطار المطار السريع لمحطة القطارات المركزية وهناك انتقلوا لقطار بوترا اللي نقلهم لمركز أمبانج التجاري , نزلوا من القطار وهي مستمتعة رغم كل اللي هم فيه بسماع الصوت الإلكتروني اللي يعد بصوت عالي عشان يدخلون الناس قبل ما تنقفل الأبواب لأنها الكترونية مبرمجة من دون سائق , قالت تحاول تخرج من صمته اللي يذبحها : ياليتهم يسوون زي هالقطارات في السعودية , يريحونا من زحمة الطرق خاصة جدة ..
ولمن شافته عازم على الصمت سألت : فين بنروح ؟؟
قال بهدوء : أمبانج بوينت , فيه مطاعم ومحلات , ناكل ونرجع للمطار ..
سكتت بعد كلماته البارده وقررت إنها تسكت هي الثانية , لكن مامرت خمس دقايق إلا وقالت وهي تحاول تلحق خطواته : شكلك جيت هنا عشان كذا عارف المكان ؟؟
هز راسه بإيوه , طالعت في السما الصافيه وهي تمشي وابتسمت بهدوء , سحبت نفس وتابعت مشيها وراه , كانت مسافة مهي بسيطة إلين وصلوا للمركز اللي ذكرها شكله بمركز الدانوب الجديد في حراء لكن لونه رمادي وأزرق وله قبة كبيرة فوقه , طلعوا للدور الرابع اللي كان كله مطاعم , ولمن ما عجبها ولا مطعم ما عرفت اش تقول , شاف ترددها فسأل : تبغين شاورما ؟؟ في محل تحت يبيع شاورما ..
هزت راسها بحماس ما تدري هل مصدره الشاورما أو إنه أخيرا تكلم بأكثر من كلمتين , نزلوا للدور الأرضي وراحوا لمطعم الشاورما اللي قال عليه , كان فيه أجانب كثير لكن العرب كانوا أكثر منهم الضعف , العمال أنفسهم كانوا عرب , حست براحة عجيبة , افتقدت السعودية , افتقدت كل شي فيها , صح ما فيها الطبيعة الموجودة ولا لها نفس الجو الشاعري لكن يكفيها إن الآذانات تصدح في كل حي فيها لدرجة أصوات الآذانات تختلط ببعضها بشكل مثير للنفس , يكفيها إنها ما تشوف هالأجساد العارية وهي تمشي بحرية وبدون اهتمام في كل مكان , صح بدأ التفصخ يسود جدة بشكل ممرض لكن على الأقل ما تشوف هالمناظر الممرضة للقلب أقصى ما شافته هو وحده لابسة عباية من دون طرحة , خرج وهو ماسك كيس وراحوا لخارج المركز وجلسوا عند حديقة قريبة وجلسوا ياكلون بصمت , خلصت ساندوتشها وطالعت فيه وهو ياكل بعدم رغبة , قالت بمزح وهي تمد يدها : إذا ما تبغى تاكله هاته ..
كان رافعه لفمه المفتوح عشان ياكل , لمن قالت كلمتها بعده عن فمه وناوله لها وهو يطالع فيها بعيون واسعة , حمممممرت خدودها وهي تهمس : كنت أمزح ..
تأملها للحظة وقام يضحك من قلبه وقال وهو يناوله لها : خذيه وانتي ساكته ..
بعدته وهي تهمس بخجل : والله كنت أمزح ..
قال بابتسامة وهو يحط الساندوتش جنبها : عارفك سعلية , تحبين الأكل ..
شهقت وضربته على كتفه باستنكار خجول , طالع في كتفه ورجع طالع فيها وقال وهو مقطب حواجبه بمزح : لا عاد تمدين يدك ..
طالعت فيه بعناد وقالت بجرأة غريبة : إلا , إذا قلت علي سعلية مرة ثانية بأمدها ..
طااااااااالع فيها وهو يصرخ بداخله ~ كيف تقدرين تقاومين ألمك ؟؟ كيف ترسمين الضحكة على وجهك على طول ؟؟ كيف تبدلين مزاجك بهالسهولة ؟؟ ~ زفر وحنى راسه لها وسند جبينه على جبينها وهمس وهو مغمض عيونه : تعبان يا أزهار ..
بدون ثانية تفكير رفعت يدينها ولفتها حولين راسه وضمته وهي تهمس : سلامتك من التعب ..
حس بروحه تتمزق , نزل راسه وريحه على كتفها وهو مهو عارف بإيش يفكر , انتبهت لحركتها وحست إنها بتذوب من الخجل , غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ شيلي يدينك , يافشلتي لساعني عروس ما كملت 10 أيام وأضمه , بس ما أقدر أشيلها دحين , حرام هو تعبان , شيليها قبل ما يقول البنت ما تستحي , بسسسس , ياربيييييييييييييييييييييي ~ , فتحت عيونها و سحبت يدينها بشويش وبدأ قلبها يضرب بقوة لمن رفع كفوفه وضغط على يدينها عشان يرجعها مكان ما كانت وهو يهمس بضعف غريييييييييييييييب : اقري علي أحس إني بأستفرغ ..
ضمته بقوة وهي تقرأ المعوذات بخوف , كان صوتها يبعث فيه سكينة عجيبة , غمض عيونه وهو يزفر بضيق ~ أنا السبب , أنا السبب , أنا لو خفت على عرض غيري ما كان صار اللي صار , دقه بدقه , آآآآآآآآآآه يا حرقة قلبي , حاااااااامل , ليييييييه يا البندري , أبويه وأمي قصروا معاك في شي ؟؟ يا فضيحتنا وسط الناس , و الله لو انتشر اللي صار ماعاد نقدر نرفع راسنا من الأرض , الله لا يسامحك يالبندري على اللي سويتيه , أبويه كيف بأقوله عاللي صار ؟؟ كيف حأشرح له ؟؟ وأمي وأعمامي , ياااااااااااااارب , يااااااااارب افرجها ~ يوم وصل بأفكاره لهالدعاء صرخ صوت صغير بداخله يلومه ~ دوبك اللي تذكرت ربك ؟؟ ما تتذكر إنه لك رب تدعيه إلا وقت الأزمات ؟؟ وينك عنه من أول ؟؟ طعته , سويت اللي يرضيه عشان يتقبل دعاءك ~ نفض كل هالأفكار ورفع راسه وقال من دون ما يطالع فيها : يلا نتحرك ..
شالت الأكياس ورمتها في السلة وتبعته وهي خايفة عليه كان شكله هفتان , لكنه رغم كل التعب اللي واضح عليه ما جلس عشان يرتاح , رجعوا بنفس مسار القطار وركبوا قطار المطار وراحوا وهناك ما جلسوا نص ساعة إلا وأعلنوا رحلتهم , ركبوا الطيارة وهناك ريح راسه على الكرسي اللي نزله عشان ينام , طالعت أزهار من الطاقة وهي تفكر به وبالبندري وبأخوها وبالناس وكيف بيفسرون لهم رجعتهم الغريبة هذه ..



************************


جدة الساعة 10.30 صباحا :

أول ما شافه يمشي وهو يتمايل بسبب عرج رجله اليمين , مازال فيه نفس الشموخ , نفس العنفوان والقوة ونفس النور اللي يزين وجهه , وقف وتقدم منه وضممممممه وهو يقول بحب : كيف حالك أبوية ؟؟
ابتسم علي وضم ولده وهو يقول بصوت قوي ثابت : بخير يا ولدي , بخير ما دام شفت وجهك الصبوح ..
ضحك حسان وقال وهو يغمز له : عشان أشبه حبيبة القلب نورة ..
ضحك أبوه ولكزه في كتفه بمحبة وهو يقول : كاشفني ..
وجلسوا على كراسي منعزلة وسط الغرفة المليانة طاولات وكراسي كلها ناس جايين يزورون مساجينهم , وبعد سؤال عن الأهل كلهم تأمل علي وجه حسان وقال بابتسامة : أشوف وجهك محلو , أكيد صار شي حلو ..
ضحك حسان وقال يقلده : كاشفني ..
خرج حسان الظرف من جيبه وناوله له وهو يقول : جبت لك صورة الهنوف ..
لانت نظراته القوية وهو يقول : كلفت على نفسك ..
رص حسان يد أبوه وقبض عليها بقوه وهو يقول : أنا أبغاك تشوفها ..
خرج الصورة وتأملها بصمت , ورفع بصره لولده المبتسم وهمس : حلوة ما شاء الله وشكلها طيبة وحبوبة ..
ازدادت ابتسامة حسان وهو يقول بفخر : أكثر مما تتصور , إن شاء الله تتعرف عليها أكثر لمن تخرج ..
رجع علي الصورة وقال : حسان أنا أبغاك تتزوج و .....
قاطعه حسان بحزم : مستحـــــيل , إحنا تناقشنا في هالموضوع أكثر من مرة , مستحيل أتزوج من دونك , والهنوف موافقة على هالشي..
رص أبوه على يده وقال برجاء : يمكن ما أخرج أبدا ..
ما لانت نظرات حسان الحازمة وهو يقول : إذا مرت 10 سنوات وانت ما خرجت ذاك الساع أتزوج ..
: والبنت بتستناك عشر سنوات ..
قال بصرامة وهو مقطب حواجبه : إذا ما تبغى تصبر أطلقها وبنات منصور ملي القصور ..
ابتسم أبوه وقال : طيب شيل هالنظرة من وجهك , أحبك أكثر وانت مبتسم ..
ما قدر يستعيد ابتسامته وروحه المرحة كان وجه أبوه رغم كل قوته أكثر ذبول من السابق والشيب يزحف أكثر وأكثر في لحيته وشعر راسه , رص يد أبوه وهو يطاااااااااالع فيه بوجع , مد أبوه يده الثانية وربت بها على كتفه وهو يقول : خلك دايما زي ما أعرفك , لا تتغير زي الدنيا يا حسان ..
اغتصب ابتسامة وقال : لا تخاف على ولدك , انتبه لنفسك بس ..
: ما جبت لي سارة ..
زفر حسان وقال وهو يخرج صورتها من محفظته : لا , ما رضيوا يدخلونها , حتى سفانة والخنساء وخولة وبناتها ما أعطوهم تصريح زيارة ..
زفر علي وقال : اشتقت لهم , لي سنة ما شفتهم ..
وطالع في صورة سارة المبتسمة وضحك وهو يقول : كبرت ما شاء الله ..
قال حسان بطفش : ولسانها صار أطول منها , ذاك اليوم في الاستراحة رحت أجيب صحون الغدا بعد ................................................
ضحك علي وقال : الله يحفظها ..
قال حسان بضيق : لو تسمعها وهي تمط الكلام تبط كبدك , غثيااااااااان , ولا سالم أخوها 24 ساعة وهو ...........
وبعد فترة أعلنوا انتهاء الزيارة , ناول حسان أبوه كيس صغير وهو يوقف وقال : هذي رسايل البنات ..
أخذ منه الكيس ووقف و ضمه وهو يوصيه على أمه وأخواته , طاااااااالع فيه حسان إلين دخل , زفر وخرج خارج الغرفة وخارج أسوار السجن وهو يحس إنه خرج جسدا بلا روح ..
سحب الحارس الكيس من علي وفرغه على الطاولة قدامه , سكت علي وهو يشوفه يفك المظاريف ويفتحها ورقة ورقة عشان يقرأ كل حرف فيها , قال لصاحبه وهو يأشر بطرف اصباعه : ودي زنزانته شكل الأوراق كثيرة , نقرأها ونجيبها لك ..
رماهم علي بنظرة حادة وهو يقول بهدوء مناقض لغليان دمه : خذ راحتك بس لا تخلط الورق مع بعضه لأنهم خمس بنات وخطوطهم متشابهة ..
قال الحارس الثاني وهو يبعد نظره عن علي اللي ببياضه و طوله الفارع وجسمه العريض ولحيته اللي توصل إلى نص صدره كان له هيبة في قلوب الجميع : محمد أعطي الشيخ رسايله ..
طالع محمد بلا اهتمام , ولمن شاف وقفة علي وصدره المرتفع بقوة وكبرياء ناول له الرسايل بصمت وهو يتجنب إن عينه تجي في عين علي اللي سحب الرسايل وتحرك وحولينه اثنين من الحرس , دخل زنزانه صغيرة جدرانها مليانة كتابات بالفحم والطباشير , ومن انصكت زنزانته اللي في الحبس الانفرادي جلس على الأرض الإسمنتية و طالع في الرسايل بشغف , مسك الرسالة اللي كان يقراها الحارس
(( بسم الله الرحمن الرحيم

حبيبي وقلبي وروحي ................................ جدو علي ..
كيف حالك ؟؟ واحشني موووووووووووووت يا جدو , إن شاء الله ترجع لنا قريب
تراني مو زي ما سبتني , صرت أطول وأتخن , قبل أمس دخلت الـ 19 , حاسة إني صرت عجووووووووووووووز , كلها سنة وأودع سن الطعش , بس إن شاء الله أودعها وانت معايا ..
إنت عارف إني سويت قبل شهرين عملية الزايدة وطبعا وصلتني هديتك الحلوة مع خالو حسان بالإضافة لهدية التخرج , كانت تهبــــل , حلوة حلوة حلوة , شكــــرا يا أحلى جدو ..
جدة نورة دايما تحكيني عنك وأمي كمان وأنا أقولهم ما يحتاج تحكوني لأني فاكرتك وفاكرة كل شي فيك , حتى ضحكت ولمن أقولهم إنه عندك نغزتين في خدودك يضحكون علي كيف لاحظتها وانت لحيتك كثيرة رغم إني صغيرة , أنا ما كنت لمن كنت معانا , كنت 13 سنة , ما أظن 13 سن صغيرة صح ؟؟
أوووووو صح , جدو تتذكر صحبتي خلود من أيام الابتدائي المطيورة ذيك ما غيرها اللي شعرها زي الكفرات , قلت لك عليها المرة اللي فاتت وكيف تضاربت معاها ليش تمشي مع هند الهبلة اللي تسب المعلمات وسمعتها زي الزفت آخر يوم في المدرسة جابت لي باقة ورد كبيرة وميدالية على شكل قلب محفور فيها حروفنا واسم المدرسة عشان تصير ذكرى , هي تبغى تدخل قسم خياطة لأنه نسبتها 79 % وتقولي أدخلي معايا بس أنا أبغى أدخل فني , تعرفني من يومي كنت فنانة , هاهاهاهاها , عارفه إنه مداح نفسه كذاب بس لازم تعرف إنه عندك حفيدة فناااااااااانة , وإذا ما انقبلت في الفني بأدخل جامعة قسم علم اجتماع , عارفه إنه في فرق بين القسمين بس هذي رغباتي , جدو ادعيلي إنت دعواتك توصل بسرعة وتستجاب في لمح البصر و ......
.............................. ))
وصل لمسامعه صوت اصطدم نقط بسطح الرسالة , نقط ذوبت الحبر وهي تمشي بطول الورقة , انتبه لحظتها إنه قاعد يبكي وإن هذي النقط ما هي إلا دموعه , ضم الرسالة لصدره وهو يحاول يوقف دموعه اللي شوشت الرؤيا قدامه لكنه ما قدر , بكاه الصامت تحول لنشيج مكتوم وهو يناجي بصوت مخنوق : ياااااا رب رحمتك , ياااااااااا رب صبرني على فراقهم يارب ثبتني وثبت قلبي , ياااااااااااااااااااااا رب رحمتك , ربي إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي , يارب صبرني ..



**************************



الساعة 11 في المدينة :

أول ما وقفت السيارات في المواقف الخاصة بالفندق نزلوا البنات وهم يحسون أجسامهم مكسرة من قل النوم , فتحت ريم عيونها على الآخر وهي تجر كم البندري وهي تأشر وتقول : بندري هذا مو , مو ....
قالت البندري بصدمة : عمر أخو أزهار ..
كان عمر جاي من داخل الفندق ومتوجه لأحمد اللي ضمه وهو يسلم عليه , نطت العنود وسطهم وهي تقول بصدمة : مو هذا عمر ؟؟
قالت هدى بهمس : أصواتهم عالية , عمر جا أمس عشان يأكد الحجز ..
سحر اللي قلبها كان مقبوض من تعب سامر استغربت لمن شافته يضم عمر , هو عادة مهو ودود مع الناس ..
قال عمر وهو يسلم المفاتيح لأحمد ويعرفه على صاحبه : هذا مهند صاحب أخوية عمار الله يرحمه , أستاذ معانا في التحفيظ ..
سلم عليه أحمد وهو يقول : ماشاء الله , هلا يا ولدي كيف حالك ؟؟
: بخير و الحمد لله , كيفك إنت ياعم ؟؟ والله عمر يشكر فيك كثير ويقول ربي عوضني به عن أهلي وكل مارحنا وجينا يقول ادعوا لعمي أحمد و ..
دقه عمر بإحراج وهو يقول باستنكار : مهـــند ...
ضحك أحمد وضم عمر وهو يقول : الشعور متبادل , والله إنك بحسبة واحد من عيالي يا عمر ..
جا عبد الرزاق وفصل بينهم وهو يقول : stoooooooooop ..
ومسك أبوه وهو يقول : ما فيني لأخو جديد , جاسم و يادوب هاضمه ..
ضحك عمر وقال بمزح : لا أنا ما فيني كوليسترول وخفيف على المعدة لا تخاف ..
قال سامر كإنه يحزر جواب : زيت عافية , صحححح ..
سأل عبد الكريم يقاطع ضحكهم : لقيتهم اللي جايين عشانه ..
زفر مهند وقال : الحمد لله الأسعار فووووووق , يعني استحالة نقدر نجيبهم ..
: ليه بكم لقيتوها ؟؟ والأولاد اللي معاكم ما تكفي رسومهم ؟؟
قال عمر : رسومنا رمزيه كلها 40 ريال وهم لو بأكثرهم بأقول حول الـ 20 طالب رسومهم ماتكمل الألف وهنا أقل شي لقيناه الليلة بـ 450 ريال إذا كانت قريبة نوعا ما وإحنا كنا مخططين لثلاث أيام الرحلة يعني مصاريف البيته والأكل لا يمكن تكفي ..
قال مهند بمرح : عادي شكلنا بنغير الرحلة لمكة ناخذ ليلة ونرجع ..
: الله يعينكم ..
ووسط محادثات الشباب المتنوعة وصلهم صوتوا الجهوري وهو يقول بحزم : سامر , ماهر , رزوق , تحركوا لو سمحتم ...
قال عبد الرزاق : your brother هذا ما يدخل لي من زور , مفروض يحطونه في الجستابو عشان يستجوب المساجين ويعذبهم , الحياة عنده جد في جد ..
راح الشباب عشان يشوفون الشنط وهم يضحكون على تعليقه وراح أحمد للحريم , خرج عبد الكريم محفظته وخرج 2000 ريال وناولها لعمر وهو يقول بابتسامة هادية : تفضل هذا حساب الفندق , مشوا الأولاد وانبسطوا , الله يعينكم ويقويكم على فعل الخير ..
انصعقوا الاثنين من هالمبادرة وقال عمر : لا مايحتاج ..
قال عبد الكريم بعتاب : هذي لوجه الله يالشيخ ..
أخذ عمر منه الفلوس وهو يقول بحرج : الله يجعلها في ميزان حسناتك يارب ..
وقال مهند بحماس : جزااااااااك الله خير , الحمد لله بنرجع بشي ..
جا أحمد للحريم وقال وهو يمد يده بمفتاح الجناح : الدور السابع ..
أخذت العنود المفتاح وراحت هي والبنات اللي كانوا واقفين يتأملون المنظر , ولمن دخلوا الفندق قالت ريم وهي تطالع في المصعد بنص عين : أنا رايحة مع الدرج ..
استغربت سحر وسلافة لكن البنات ماعلقوا , أول ما انصك المصعد قالت العنود : عندها عقدة من المصاعد , انصك عليها مرة وهي عمرها 9 سنين وانحبست فيه ساعتين ومن بعدها ما عاد تركب مصاعد ..
شهقت سحر وقالت بصدمة : بس إحنا في الدور السابع ..
ضحكت الهنوف وقالت : العام كنا ساكنين في الدور التاسع وكانت تطلع وتنزل كل فرض ..
قالت العنود : مشكلة الأجنحة دايما فوق الدور الخامس ..
وصلوا الدور ودخلوا الجناح المكون من غرفتين وصالة وحمامين ومطبخ وغرفة للخدامات , حطوا كل أشياءهم في الغرفة اللي فيها سرير مزدوج لأن الغرفة الثانية أم سريرين منفصلة لهدى وحنان , قالت سلافة وهي تجلس على السرير : أنا من دحين أقولكم أنا ما أنام إلا على سرير ..
قالت العنود وهي تنط على السرير : وأنا كمان ..
دخلت ريم بأنفاس مقطوعة وقالت : وأنا ..
ضحكوا على منظرها , فصخت عبايتها ورمت نفسها على السرير وهي تقول : أنفاسي تقطعت ..
انسدحت البندري على الكنبة بصمت بعد ما فصخت صندلها , مسدت الهنوف رجولها وهي تقول : بندورة ما بقي شي على صلاة الظهر لا تنامين ..
لفت ظهرها وقالت : ما بروح الظهر , شمس وراسي يعورني ..
انبطحت العنود على بطنها وهي تبعد رجلين ريم من قدام وجهها وهي تقول : يلا نتحرك عشان الصلاة , تراني بأصلي وأرجع على طول لأني بموووووووووت نعاس ..
قالت سحر وهي تتحرك خارجة من الغرفة : يلا وهي منسدحة ..
رفعت ريم راسها عن المخدة وقالت : الحمام ..
وبلا مقدمات نطت العنود وريم وجريوا للحمام , تعدوا سحر وكل وحدة دخلت حمام وصكوا الباب , شهقت سحر وقالت باستنكار : يا وصخات أنا قايمة قبلكم ..
ضحكت الهنوف من قلبها وهي تقول : متخلفات , هذا الصربعة والطربقة كلها عشان حمام ..
دخلت هدى وحنان ومعاهم الشغالات الثلاث وهم شايلين الشنط اللي حطها العامل عند الباب ...
نص ساعة وكانوا كلهم متجهين للمسجد اللي ما يبعد أكثر من 30 متر عن الفندق صلوا الظهر ورجعوا على طول وناموا , كانت ريم والعنود وسلافة متحاشرين في السرير والهنوف نايمة على طراحة فرشتها على الأرض وسحر والبندري كل وحدة في كنبة ..



**********************

: عدنان إنت من جدك ..
قبض عدنان على الدركسون وهو يلف المنعطف بسرعة وبراعة رغم ضيقه , ووقف قدام بيت شعبي في حي البطحاء ونزل بلا تردد بعد ما رمى عقاله في المقعد الخلفي , لحقه ماهر وهو يقول : عدنان اش بتسوي ؟؟..
لف عدنان أطراف غترته ووقف قدام الباب المعدني الحديد وضربه بقبضة يده ضربات قوية متتاليه وهو يقول بصوته الجهوري : سليمان اطلع بسرعة ..
ورجع دق وهو يصرخ : والله لو ما طلعت لأكسر الباااااااااااب وأدخل عليك ..
انفتح الباب وطلع أبو سليمان الشايب وهو يقول بتعجب : عدنان ...
قبض عدنان يده وقال بصوت مهذب منخفض : عمي رجاء طلع لي ولدك دحين ..
قال بخوف : عدنان ..
طالع فيه عدنان وقال برجاء : تكفى لا تجبرني أدخل البيت وسط أهلك وحريمك وأجره مع شعره ..
انفتح الباب وطل منه سليمان , كان ثوبه مهمل وأزراره مفتحة بلا اهتمام وهو رامي شماغه على كتفه , بلا مقدمات سحبه عدنان من تلابيبه , تعثرت رجل سليمان بإطار الباب المعدني , رماه عدنان على الأرض وهو يصرخ : يالحيواااااااااااااااااااااااااااان ..
وسند ركبته على بطنه وكور يمناه و سددها بكل قوته على وجه سليمان الذهول وهو يقول : يالنذل ..
تراجع أبو سليمان بفجعة وجري ماهر ومسك أكتاف أخوه يحاول يقومه عن سليمان وهو يصرخ : عدناااااااااان , عدناااااااااان اش تسوي ..
دفه عدنان ورجع ضرب سليمان اللي تفجر الدم من أنفه وهو يصرخ : عايش يالحقير , عايش وأخوية يتخبط زي الكلب المسعور عشان السممممممممممم اللي علمته عليه , لسه عايش يالحيوااااااااااان ..
كان يضربه ضربات متتالية بلا توقف بالرغم من دمه اللي بدأ يلوث وجه سليمان , رفع أطراف غترته اللي أزعجته ودخل يده في جيبه اليمين وهو قابض بيسراه على ياقة سليمان وفتح الجوال وهو مهو مهتم ببقع دم سليمان العالقة بأصابيعه واللي وصخت الجوال , ولمن وصل للصورة لصق الجوال في وجه سليمان المبتسم وهو يلحس بلسانه الدم اللي حولين فمه وهو يصرخ : طااااااااااااالع , طااااااالع شكله , طالع زييييييييييييين , هذا الجسم المقطع زي الخرقة البالية أخوية , هذا سامر اللي الكل كان يقتدي به ..
حط ماهر يدينه على راسه وهو يشد شعره ويتحرك يمين ويسار وهو مو عارف ايش يسوي , الناس تجمعوا والكل بيكون شاهد ضد عدنان لو صار للولد شي بين يدينه , فرص عدنان الجوال في وجهه الدامي بقهر ورماه ورفعه شبه جالس وهو يحط كل قوته في ركبته الضاغطة عليه وهو يقول : وهذا اللي قدامك أخوه الكبير ..
ورماه على الأرض ولكمه مرة ثانية وهو يقول : ما حأسامحك , ما حأسامحك لو مات , والله لا أقاضيك والله لا يكون أجلك على يديني , والله ماتسوى دمعة من دموع أمي , والله ماتسوى دمعة من دموع أبوية يالحيوان يالحقير ..
: أحد يوقفه ..
: خليه يأدب الحيوان هذا , بلانا بمصايبه ..
: أتصل على الشرطة ..
: تتصل ليه , فكه من هالأشكال ياليته يغلق عليه ويريح العالم منه ..
كانت الهمهمات تتعالى حولينه وهو مو سامع شي , مو سامع غير هدير دمه الفاير في أذنيه مختلط بنبضات قلبه القوية , صرخ وهو يهزه بقوة : إنت هدمت حياة إنسان , إنت هدمت عايلة كاملة ..
ولمن شافه مصر على ابتسامته الاستفزازية سحب شماغه و هو يقوم عنه وبكل قوته لف سليمان على بطنه وعفر وجهه في التراب , ركز ركبته بين لوحين كتفه ومسك يدينه ولف الشماغ حولينها وربطهم مع بعض بكل قوته وهو يقول : يجيك يوم وتسلم على راسي ويدي على اللي سويته ..
وقومه وقال لماهر : افتح السيارة ..
ولمن شاف تردد ماهر اللي ينقل بصره منه للناس لأبو سليمان الصامت , قال بحزم : إفتح البااااااااااااب ..
فتحه بتردد , رمى سليمان في المقعد اللي ورى وقال : اركب جنبه ..
ورجع سحب جواله اللي لصقت فيه حبيبات التراب , طالع في أبو سليمان بصمت وطالعه أبو سليمان بنظرات كسيرة , تقدم منه بسرعه وسلم على راسه وهو يقول : سامحني يا عم ..
وصله صوت خافت صغير يقول بخوف : ليه ضربت بابا ؟؟
انتبه للولد الصغير المتخبي ورى أبو سليمان وللثلاث حريم الواقفات بخوف , ثنتين بشراشف الصلاة ووحدة بعبايتها , رخى بصره و جلس على أطراف رجوله وقال وهو يكلم الولد اللي دفن وجهه في ثوب جده : عبادي حبيبي لمن تكسر الصحن ولا ما تسمع كلام ماما مو تضربك ؟؟
هز الولد راسه ودموعه تنزل على خدوده غزيرة , قال وقلبه يتمزق من جوه على دموعه : هل هذا معناه إنه ماما ما تحبك ؟؟
هز راسه بلا , سأله : مو بابا صار مو حلو , يهاوش وما يحب ماما و جدو و ما يضمك و ما يوديك الملاهي ...
زاد صياح عبد الله وهو يهز راسه بإيوه , ابتسم بشفقة وقال : سامحني , بابا ما سمع كلام ربي عشان كذا ضربته ..
ومد يده بيمسد على شعره ويوم شاف دم أبوه في يده تراجع وسحب يده وهو يقوم ويقول : إن شاء الله بعد ما ضربته يرجع زي أول و أحسن , راضي يا عبادي ..
قال أبو سليمان : عدنان ..
قاطعه عدنان بإشارة من يده وهو يتحرك للسيارة , ناداه الولد وهو يقول : عمو لا تضرب بابا بقوة طيب ؟؟ أضربه بشويش ..
لف عليه عدنان وهو يبتسم ويداري غصه علقت بحلقه , هو لو دري إن الولد موجود ما كان سوى اللي سواه , قال بصوت قوي : توعدني تكون قوي وتسمع كلام ماما وتحب جدو , إذا وعدتني أوعدك ما أضربه ..
هز الصغير راسه بحماس , تحرك للسيارة وركبها بسرعة وتحرك بصعوبة بسبب المتجمهرين حولين السيارة في الزوق الضيق , ولمن وقف عند أول إشارة بعد ما خرج من الحي حط راسه على الدركسون بتعب وهو يقول : ضربته قدام ولده ..
وجلس يدق راسه في الدركسون وهو يقول بندم وحرقة : ضربته قدام ولده , ضربته قدام ولده ..
التزم ماهر الصمت وهو يطالع في سليمان اللي شبه مغمي عليه وهو مستند على الباب , توجهوا لمجمع الأمل وهناك جرجر سليمان وهو مربط ودخل قسم العزل وقال بقسوة وهو يهزه : هي إنت , طالع ..
ولصق وجهه في القزاز وقال : طالع ..
كان سامر يدور زي الأسد الحبيس وهو يتنفس بحدة ويضرب الجدران برجوله و براسه , وأول ماشاف أحد عند الطاقة جري ولصق وجهه بعيون زايغة , قبض عدنان على شعره وفغص وجهه على الطاقة لدرجة تلصقت بقايا دمه النازف على سطح البلاستيك وهو يقول : طالعت زيييييييييين , هذا أخويه , هذا صديق طفولتك سامر , هذا اللي كان يعتبرك أكثر من صديق , هذا اللي كان يشوفك مثله الأعلى , شفت اش سويت فيه ؟؟ هذا أخويه ..
وبعد وجهه وضربه بكل قوته على الطاقة وهو يصرخ : هذا الأستاذ سامر اللي كان قدوة طلابه في أخلاقه ..
صرخ ماهر باستنكار : عدنان يكفييييييييي ..
لف عليه ماهر وصرخ : خليه يفووووووووووووووووق , خليه يشوف كيف هدم إنساااااااااااااااااااااااااااااااان , كيف حوله أشبه بالأموااااااااااااااااااااااااااااااات , خليه يفوووووووووووووووووووووووووووق ..
ولصق وجهه وهو يصرخ : شفت اللي سويته فييييييييييييييييييييييييييييه , شفت زيييييييييييييييييييييييييييييييييييييين , طااااااااالع , طااااااااااااااااالــــــع ..
ضمه ماهر بقوة من وراه ولف يدينه حولين أكتفاه وهو يصرخ : خلاااااااااااااص , يكفي ياعدنااااااااااااااان , يكفي ...
فلت عدنان سليمان وهو يرميه للباب وهو يقول : والله ما أسامحك لا دنيا ولا آخره ..
انهار سليمان على الأرض , طالع في عدنان وتغيرت ملامح وجهه وبلا مقدمات بدأ يبكي بصوت عالي ودموعه اختلطت بدم أنفه وفمه وحولت دموعه المتساقطة على ثوبه المصفر لبقع ورديه , ضرب عدنان الجدر بقبضة يده وهو يصرخ بقهر , كان يحس بغليان في جسمه , ورجع ضربه زاد ماهر إحتضانه وهو يقول : تكفى لا تسوي في نفسك كذا , تكفى يا أخوي , أخاف أفقدكم الإثنين , تكفى لا تسوي في نفسك كذا ..
توقف عن ضرب الجدر وسحب نفس عميق و قال بهدوء : خلاص هديت ..
وغمض عيونه بوجع وهو يسمع صوت بكى سليمان مختلط ببكى ماهر بصرخات سامر وهو يسب بأقذع السباب عشان الجرعة , تمنى لو يقدر يروح في صحرا ويصرخ بكل قوته ويبكي بدون ما يسمعه أو يشوفه أحد لكن المشكلة دموعه عصية , ما يتذكر آخر مرة دمعت فيها عيونه , يمكن لمن مات جده وهو سنة رابع إبتدائي هي آخر عهده بالدموع , جلس ماهر على الكراسي وهو يحاول يهديه , جوا حرس الأمن وبعض الدكاترة وهم مصدومين من الكلام اللي نقله لهم واحد من اللي شافوا اللي يصير , لف عدنان على الدكتور وقال بهمس : وهو يأشر على سليمان : سجل هالمريض عندكم على مسؤوليتي و مايخرج قبل موافقتي ..
قال الدكتور بصدمة : لا يمكن علاج المريض لو هو مو راغب في العلاج ..
لف عليه عدنان وطالع فيه بصمت كان يبكي بحرقة , دنق وفك شماغه فتراخت يدين سليمان بلا مقاومة ورجع قام وطالع في الدكتور وقال : صدقني برغبته ..
حرس الأمن سندوا سليمان وأخذوه , رمى عدنان جسمه على الكرسي جنب أخوه وقال بتعب وهو يمد يده الغرقانه دم : وين الأوراق اللي لازم أسويها ..
خرج من ذكرياته وهو يقلب السيارة الحمرا بين يدينه وهو يسأل البايع : هذي تناسب ولد عمره 7 سنين ..
هز البايع راسه بحماس وهو يوريه سرعة تحركها والحركات اللي ممكن يسويها الطفل بجهاز التحكم الملحق بها , ابتسم وخرج جواله ودق على الرقم , أول ما وصله الصوت قال ببرود : السلام عليكم , كيف حالك سليمان ؟؟
وبدون مايستنى رده قال : أعطيني عبادي ..
ورجعت ابتسامته وهو يقول : وعليكم السلااااااااااااام ورحمة الله وبركاته , هلا والله , كيف حالك عبد الله ؟؟
وضحك وقال : لا وين , توني وصلت المدينة من وين أرجع الرياض بكرة ؟؟
وقلب السيارة وهو يسمع لوصف عبد الله للوقت اللي قضاه في قراءة القصص اللي أهداها إياه في المرة اللي فاتت , وهز راسه متفهم وقال : لا ما أزعل , إذا في كلمة مرة صعبة خلي ماما أو بابا يساعدونك بس مو كلها , أبغاك تتقوى في القراية أكثر , إلا عبادي اش تحب لون سيارة , أزرق ولا أحمر ولا أصفر , لا ما في ملونه كلها لها لون واحد ..
قهقه على كلمته وقال : يالطمااااااااع , كيف تلعب بثلاث سيارات ؟؟ لا تخليني أبطل وما أجيب ولا وحدة , ترى الطمع قل ما جمع , إي طيب ..
وقال للعامل : حط الحمرا ..
ورجع قال : يلا , مع السلامة , انتبه لأهلك وخليك رجااااااال سامع , في آمان الله ...
: أحد يشتري في الظهر ..
التفت للي وراه لقي ماهر اللي سأله واقف وجنبه سامر المبتسم , رجع لف على البايع و قال : عجبتني فوقفت عشان أشتريها , مين بيجيب الغدا إذا حضراتكم متسطرين هنا تراقبوني ؟؟..
قال ماهر بضحكه : رزوقو ..
زفر عدنان وقال : تصدقون حاس إني ما أدخل له من زور..
تبادلوا نظرة قهقهوا بعدها من قلبهم , أخذ الكيس من البايع بعد ماحاسبه وهو يطالعهم ويسأل : خير توأم الشر , اش هالضحكة ؟؟
قال سامر وهو يحط يده على كتف عدنان ويمشى معاه من جنب وماهر من الجنب الثاني : للأسف أقولك إنه قال إنك ما تدخل له من زور وإنك زي حقين الجستابو ..
وقف عدنان وطالع في ماهر بدهشة ورجع طالع في سامر وتغيرت كل ملامحه الجدية لمن ضحك من قلبه و هز راسه وهو يقول : أحسن خليه يفكر هالتفكير عشان يكون بعيد عني ..
دقه ماهر وهو يقول : عدنان شوف الساعة 3 تطالع ..
التفت سامر على طول على اليمين وانتبه للبنتين اللي يطالعون فيهم بابتسامة تقول بصريح العبارة حياكم الله , وطالع عدنان في ساعته وقال : كيف 3 وإحنا دوبنا مصلين الظهر ..
طالعوا في أخوهم الكبير وقهقهوا مرة ثانية , دقه سامر وقال بهمس : قصده طالع جهة الساعة ثلاثه , يمينك ..
لف وأول ما شاف العبايات الملزقة والوجه المزين المكشوف قال بصوت عالي : اتقوا الله , استحي يابنت و غطي وجهك ..
دقوه ماهر وسامر وتحركوا بسرعة لمن لفوا البنات وجههم وتحركوا بارتباك وماهر يقول : الله يفضحك يالبدوي يا ولد الخيام , تحرك الله يفشلك , والله ولا على شكلك الرحيم اللي يشوف حلاتك يقول مغزلجي رقم واحد ..
وسامر يقول بحرج : ياخي فشلتهم قدام الخليقة , الكل قام يطالع ..

اسير الصمت
09-08-2012, 12:11 AM
قال بحزم : ما أحب الحال المايل , لا ويطالعون كمان , زمن والله , الولد كان يحفى وهو يجري ورى البنات دحين البنت ترمي نفسها على الولد وهو ماشي في آمان الله , الله يستر علينا ..
همس ماهر بمزح : سمور , آخر مرة نمشي مع هالأسد المتوحش المتحجر بيشرد الغزلان ..
ضحك سامر لمن لف عليه عدنان ورماه بنظره حادة وهو يقول : انت المتزوج تقول هالكلام , استحي وخاف ربك , ترى كل ماشفت بنت إعرف إنه أريج قاعد يطالعها واحد أو هي تطالع فيه ..
انصدم ماهر من كلامه الجاد وقال : ياخي انت ماعندك مزح , صدق جستابو ..
قال عدنان وهو يطلع الدرج بخطوات قوية ثابته : الحلال والحرام ما فيه مزح ..
لف على سامر وقال وهو يأشر على عدنان : أموت وأعرف ليش ما صار شيخ ..
: اششششششششششش لا يسمعك , تراه صاير شراره هالأيام ما أدري ليه ..
: هههههههههههه كبريت قابل للإشتعال ..
: حمود ومحيميد تراني سامعكم , تحركوا قبل ما أصك المصعد ..


****************************


الساعة 10 المسا في جدة :
مطار الملك خالد الدولي :

جلست أزهار على مقاعد الانتظار وهي مستعدة تدفع كل ما تملك عشان تحط راسها على المخدة وتنام , كانت تحس عظامها مكسرة بشكل فضيع , جا وهو ساحب عربية فيها شنطهم , قامت وهي تكتم أنينها وتحركت وراه , كان رغم كل تعبه يتحرك بسرعته المعتادة , سحبت أزهار رجولها سحب وهي تحاول تجاريه , وقفوا خمس دقايق ينتظرون تاكسي حستها كإنها خمس ساعات من التعب , وما حسبت رمت جسدها داخل السيارة , كان ودها تنسدح لكنها استحت , مجرد ما شافت بيوت جدة حست بانشراح وراحة لدرجة نسيت تعبها وهي تقول بداخلها ~ آآآآآآآآخ يا محلى الوطن ~ , ولمن شافت إنهم قربوا من شقتهم حست بالتعب يرجع لها وهي تفكر بتغريغ الشنط والملابس اللي يبغالها غسيل واللي يبغالها تطبيق والبيت اللي أكيد يبغاله تنفيض , جا حارس العمارة يرحب لمن خرجوا من التاكسي , سحبت نفسها وراحت لشقتهم ووقفت عند الباب وهي مستندة عليه بتعب , شويه ولحقها جاسم ووراه الحارس اللي شايل شنطهم , حطها وراح , دخلت الشقة بصمت , حط جاسم الشنط عند الباب وقال وهو يتحرك خارج : عندي مشوار مهم ..
ما فتحت فمها ولا سألته وين وهو ما كلف نفسه وقال , خرج وصك الباب وراه , طالعت في الشنط بهم وطالعت في أرجاء الشقة وهي تشوفها كإنها تدخلها أول مرة , علقت عبايتها وحطت الشنط في الدولاب بدون ما تفتحها , تروشت ولبست قميصها ورمت نفسها على السرير وناااااااااامت ...



************************




بعد هذا الوقت بقليل :
في بيت الجدة حمدة :

: لعبه نغم قولوا يلا يلا , لعبه نغم قولوا يا ماشاء الله أووووووو أووووووو ..
غمضت حمده عيونها وقالت بطفش : وااااااااااو يالصمخ ..
سكت الكل اللي يردد ويصفق والتفتوا لها , قال حسان الجالس في صدر الغرفة وحولينه أخواته وبنات أخته خولة : جدة نغني عشان نطربك شوية ..
قالت بعصبية : و مالقيت تطربني إلا بالإتحاد الله لا يبارك فيك وفيهم ..
قال وهو يعتدل في جلست : أنا ولد بنتك تدعين عليه مو مشكلة عيال الناس تدعين عليهم ليه , ولا عشانك أهلاوية ..
لفت يمين ويسار تدور عن عصايتها وهي تقول : والله إن ما قمت من قدامي يا أبو البنيت لا أضربك , مو جايب لي الصمخ والإزعاج إلا إنت والمهبل اللي حولينك ..
الكل صار يضحك على حسان اللي قام وبعد سفانة اللي جالسة جنبه وهو يقول : خشمي ماحد شافه , تراني ما أشوف وجهي بكبره طاح ..
قالت أسماء وهي تمد يدها له : خالو أهي عينك ..
سحب من يدها ورجعها في عينه وهو مغمض العين الثانية ويقول : جزاك الله خير , عيني الثانية محد شافها ..
ضحكت حمده غصب عنها على حركاته وقالت : انت ما تسيب التهولة حقتك هذي ..
رجع جلس وقال وهو يمسك جالون الموية الفاضي اللي كان يدق عليه : جده اش اللي مزعجك , ترى صوتي حلو ..
قلت حمده وهي تعدل جلستها فوق سريرها المحتل وسط الغرفة المتوسطة الحجم : عارفه إنه حلو بس مصدعه ما أبغى أسمع شي ..
قال وهو يحرك حواجبه بإغراء : أغنيلك يالي حيومه ..
قالت بحزم وهي تمنع ابتسامتها : لا ..
قال : شيخنا بن عيد ..
قالت : لولا , ما تسمع انت ؟؟
قال صالح اللي جالس على الكنبة اللي جنب سرير أمه : حسان خلاص , مادام قالت لولا انسى ..
قاموا البنات يعترضون وهم يترجون جدتهم تخلي حسان يغني , صح ذبحهم بأغاني الإتحاد اللي مو حافظ غيرها بس اسم إنه يسمعون صوته , قالت حمده : صالح ما عندك رجال يجون ياخذونهم ويفكونا من صمخهم ..
نطت الخنساء ومعاها سمية جلسوا على السرير حولينها وهم يضمونها وسمية تقول : قررنا نعيش عزابية عندك يا جدة ..
وقالت الخنساء وهي تدف سمية وتضم جدتها : ما نقدر نفارقك ..
بعدتهم حمده وهي تقول بعصبية ممزوجة بضحك : قوموا عني الله لا يكثركم , مخبل ...
جات نورة وهي شايلة صينية العشا وقالت : بنات قوموا عن جدتكم ذبحتوها ..
قال صالح بحزم : بنااااات قوموا تحركوا جالسات وأمكم واقفة ياللي ما تستحون , وانتم ..
ولف على سمية وأسماء وهو يقول : جدتكم تشيل وانتم قاعدات ..
دخلت خولة وهي شايلة صينية الشاهي والحليب وقالت : بنات هذي اليومين ما يتحركون إلا بالدف يا خالي ..
قالت حمده وهي تمسك صدر ثوبها وتهفهف به : كتمتوني ...
وصلحت طرحتها وهي تكمل : هذا كله من الشغالات عودتوهم على السدحة والتبطح , حتى كاسة الموية صاروا يتعايزون يجيبونها ..
رن جوال صالح برسالة , رفعه وهو يلبس نظارة القراية , تغير وجهه وهو يقرأ الرسالة المرسلة من جاسم (( عمي صالح ضروري أكلمك في موضوع مهم , لا تعلم أحد إني في جدة , حدد لي مكان نتقابل فيه )) ..
قام صالح على طول وقال : السلام عليكم ..
الكل انفجع من قومته المفاجأة , قام حسان بسرعة وقال : أجي معاك ..
قال له صالح بهدوء : لا ما يحتاج , موضوع بسيط ..
قالت حمده بخوف : أخوك صار فيه شي ..
هز راسه وقال يطمنها : والله مافي إلا الخير , أحمد في المدينة توه دق عليك يكلمك ياميمتي ...
وكمل وهو يخرج : موضوع عادي ..
خرج معاه حسان وهو يلح عليه : خالي بالله ما تبغاني أروح معاك ..
لف عليه وحط يده على كتفه وقال : صدقني لو أحتاجك بأكلمك , طيب ..
هز حسان راسه وقلقه غصب عنه يزيد , وجه خاله كان مسود من التوتر ..
أول ما خرج صالح دق على جوال جاسم , ولمن سمع صوته قال بخوف : انت متى جيت من ماليزيا ؟؟
وصله صوت جاسم الجامد وهو يقول : قبل نص ساعة , وأنا دحين عند باب بيتك ..

****************************


تم بحمد الله الفصل الثالث عشر ...

تتابعون في الفصل الرابع عشر من عندما عبروا حدود الظلام : ورغم هذا تمضي الحياة ..


........... قال بحدة : أنا لو أشوف واحد من عيال عمي واقف ويتكلم مع وحدة من أخواتي كذا بأذبحه وأذبحها بنفس السكين .......

............رفعت يدها وصفعت ريم بكل قوتها وهي تصرخ : بــــــــــس .......


........... اختلطت صرختها باسمه بصوت صرير الكفرات المختلط بأصوات البواري ........

.
.
.


الفصل الرابع عشر : ورغم هذا تمضي الحياة ..


هل شاهدتم يوما كيف تندفع مياه الأنهار ؟؟
بهدوء ورتابة ..
لا يوقفها أي عائق ..
مخترقة أعماق الغابة ..

هل رأيتم كيف تسير حمم البركان ؟؟
ساخنة مشتعلة ..
تكتسح كل ما حولها ..
تنهشها بحرارتها اللا محتملة ..

هل أبصرتم كيف يتحرك الإعصار ؟؟
بصخب وضوضاء ..
مقتلعا كل ما يمر به ..
دون أي استثناء ..

هذه هي الحياة ..

تسير بهدوء ورتابة وصخب وضوضاء ..
بوجع ومرارة بحب وهناء ..
ولد هذا ومات ذاك ..
ترملت تلك و تزوجت هذه ..
فرح هؤلاء وحزن أولاء ..

هذه هي الحياة ..

تكتسحنا أحداثها يوما ..
تخترق قلوبنا وربما تقتلعها أحيانا ..
ولكنها رغم هذا ..
تسير
وتسيـر
وتسيــر
دون هوادة ...

لن تتوقف لبرهة لأجل هذا ولا ذاك ..
ولن تنتهي عند موت هذا أو عيش ذاك ..
نعم , لن تنتظرك لتجمع شتات نفسك المحطمة ..

هذه هي الحياة ..

قم , انهض , أسرع واغتنم ..
فكل يوم يمر عليك
كل ساعة
كل دقيقة
كل ثانية
ستطوى , ستذهب ولن تعود ..
لن تعود ..


يوم الجمعة 10 / 6 / 1427 هـ
الساعة 1 بعد منتصف الليل :

قطب صالح حواجبه وهو يقبض على جواله بخوف , همس بصوت مخنوق من أثر التوتر والترقب وهو يحاول يصبغه بالهدوء : أدخل أدخل تلقى مفتاح المجلس تحت الدعاسة اللي عند الباب ..
وصك الجوال وهو يفكر بعمق عن سبب كافي إنه جاسم يقطع رحلة شهر العسل عشانه ..
فتح جاسم المجلس ودخل وفتح الأنوار وشغل المكيف ورمى جسده المنهك على مساند الجلسة العربية , انسدح على ظهره بتعب وهو يطالع في السقف بصمت , ماشاف سيارة عبد الرحمن برا أو في المواقف , هذا معناته إنه مازال يهيت في الشوارع ويصيع مع أصحابه , غمض عيونه وهو يفكر بالبندري وحملها واعتدل جالس وهو يحس النار اللي في جوفه تزيد , دقايق وانفتح الباب وطل منه عمه اللي ما يبعد بيته أكثر من عمارتين عن بيت أمه , قام جاسم بسرعة وسلم على عمه اللي قال بخوف بلا مقدمات : خير ياولدي , خير اش فيه ؟؟ شغلتلي بالي ..
ماعرف اش يقول بالضبط , قال لعمه بهدوء : إجلس ياعم , إجلس ..
جلس صالح وهو يطالع فيه بصمت , سأل جاسم : فين عبدالرحمن ؟؟
تجلت ملامح الفزع والخوف على وجه صالح وهو يقول : عبد الرحمن صار فيه شي ؟؟ صار في ولدي شي ؟؟
هز جاسم راسه وقال وهو يحس بوجع من خوف صالح على ولده اللي مو مهتم فيه : لا , بس أنا أسأل فينه ؟؟ لأني أبغاه يحضر الكلام اللي بأقوله ..
زفر براحة ورجع قطب وهو يقول : راح تونس يتمشى مع أصحابه , قالي إنه تصافى مع واحد منهم كان متضارب معاه بعد زواجك وقرروا يسافرون ..
زفر جاسم وقال بعد تردد : أنا اللي كنت متضارب معاه يا عم ..
وكمل بعد لحظة صمت ذبحته فيها نظرات عمه المصدوم : تضاربت معاه لأني اكتشفت إنه مسوي علاقة مع البندري ..
مرت دقيقة يحاول عمه فيها يستوعب الموضوع حط بعدها يده على راسه وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله , متى هذا الكلام كله ؟؟ ليه ماقلتلي من أول ؟؟
هز جاسم راسه وقال من بين أسنانه بغيض : ما أدري من متى ؟؟ و ما قلت لك لأني توقعت الموضوع انتهى من يوم خطبها , لكن اللي أعرفه إن الحقير جاها ودخل عليها كمان ..
دنق صالح راسه وهو يقول بوجه شاحب : لااااااااااا , لاحول ولا قوة إلا بالله ..
صرخ جاسم بداخله ~ ما تدري بالأدهى والأمر , ما تدري عن المصيبة اللي إحنا فيها ~ رفع صالح راسه وقال بتوتر وهو يحاول يطمن نفسه وإنه هذا نهاية الموضوع وهو يحاول قدر الإمكان إنه يتجاهل صرخات عقله اللي تقوله إنه أكيد هذا مو السبب اللي خلى جاسم يرجع من رحلته لأنه الخطبه كانت من زمان : بس الحمد لله , انخطبوا وانتهى الموضوع , صح ؟؟ صح ؟؟ ..
ولمن شاف جمود جاسم سأل بصوت غريب : مو هذا اللي مخليك تقطع رحلتك ؟؟
دنق جاسم راسه وهو يحاول يلقى عبارات تفهمه الوضع بدون ما يرتفع ضغطه أو يتعب قلبه الضعيف من الصدمة وهنا فكر بأزهار اللي حاولت قدر الإمكان توصل له الموضوع بأبسط طريقة , كيف قدرت تتحمل وتقول ؟؟ كيف قدرت تتمالك نفسها ؟؟ هو وهو رجال مو قادر يقولها , هز صالح كتفه وهو يستحثه بصوت خايف متوسل : جاسم انطق ..
قال من دون ما يرفع وجهه : أنا ما قدرت أكلم أبوية , ما قدرت لأنه هذا معناه إنه يموت لحظتها , البندري حامل يا عمي ..
فز صالح وقال بعصبية ووجه يتحول للون الأبيض من الصدمة : لا تكمل , ما أبغى أسمع أكثر ..
رفع جاسم راسه وطالع في عمه بأسى وهو يقول : لازم تعرف يا عمي , البندري حامل في 3 شهور من عبد الرحمن ..
رفع صالح يده لياقة ثوبه وفك أزرارها وهو يحس أنفاسه تختنق وبدأ يسحب أنفاسه سحب , قام جاسم بسرعة ومسك عمه وهو يقول بخوف : عمي ..
انزلق صالح من بين يدينه على الأرض , صرخ جاسم لمن شاف وجهه يزرق وهو ينحني له ويهزه : عميييييييييييييييييي ..
قال عمه بصوت مخنوق وهو يجاهد عشان يلتقط انفاسه : الحـ...ـبو..ب ..
دخل جاسم يده المرتجفه في جيوب عمه وهو يقول بخوف : الحبوب , الحبوب , الحبوب ..
ولمن لقيها فتحها بقوة خلت الحبوب تتطاير من العلبه , سحب وحده وقال وهو يجلس عند راسه ويرفعه : عمي , خذ , خذ ..
فتح صالح فمه بضعف , حطها جاسم تحت لسانه وهو يطالع فيه بصمت , غمض صالح عيونه يحاول يضبط نفسه المخنوق , ولمن بدأ اللون يرجع لوجه عمه جلس باعتدال على الأرض وهو يتنفس براحة , قام صالح لكن جاسم رجعه بحزم وهو يقول : ارتاح شوية ..
غمض صالح عيونه مرة ثانية عشان ما يشوف ولد أخوه الإنكسار والذل اللي رماه به ولده البكر , تأمل جاسم وجه عمه المغضن والتجاعيد اللي حولين فمه وعيونه وشماغه وطاقيته اللي طاحت وكشفت شعره الأبيض المختلط ببعض الشعرات السوداء , ولمن شافه يرفع يده عشان يمسح بها دموع ما نزلت مد يده ورص بها يد عمه وهو يقول : الذنب مو ذنبك يا عم , هو كبير ويعرف مصلحته , انت سويت اللي عليك و أكثر ..
فتح صالح عيونه وقام , جلس ودفن وجهه بين كفوفه و هو يقول بحسرة : ليه ما طلع زيك رجال يرفع راسي بين الناس ؟؟ ليه دايما ينكس راسي وهو بكري , أنا أبو عبدالرحمن , ليه ماطلع زيك رجال ؟؟
حس جاسم بكلمة عمه زي الطعنات في قلبه وهو يصرخ بداخله ~ لا تقول كذا يا عمي , أنا زي عبد الرحمن , من طينته لكن ربي رحمني بعدنان ~ , زفر صالح وقال : أستغفرك يارب , الحمد لله على كل حال ..
وبعد لحظة تفكير قال صالح : شوف , أنا بأتصل على عبدالرحمن وأخليه يجي على أول طيارة وإن ماجا رحت له بنفسي وجرجرته مع شعره زي الكللللللب عشان يصلح اللي سواه , و أبوك خليه عليه أنا أتفاهم معاه , والموضوع لا يطلع أبد , تراه هذي فيها فضيحة ممكن تنزلنا التراب طول عمرنا وتخلينا نمشي بين الناس منكسين روسنا ..
هز جاسم راسه متفهم وقال : تطمن , محد يدري بالموضوع غيرنا ..
وكمل بتوتر : إلى الآن ..
و بدؤوا يتناقشون الطريقة المثلى اللي يوصولون فيها موضوع البندري لأحمد ..
وبعد مناقشات طويلة وحلول كثيرة طرحت ورفضت خرج جاسم وراح للشقة , كانت الساعة وقتها تجاوز 2 ليلا , دخل الشقة وسحب شماغه المحطوط على كتفه ورماه على الكنبة وفصخ جزمته وشرابه ورمى كل في جهة ودخل غرفة النوم اللي كانت مظلمة وبااااارده من المكيف , رمى نفسه على السرير وهو يغمض عيونه بتعب ..



************************

قبل صلاة الفجر :
في المدينة :

: قومييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
وحكت شعرها بقهر وهي تقول : حرام عليكم , ليش أنا اللي لازم أصحيها هذي البنبج ..
ضحكت سحر وهي تلبس عبايتها و قالت : معليش يا ريمو , تحملي , دورك ..
مسكت ريم مخدتها وضربتها بكل قوتها على ظهر العنود اللي ما تحركت من سدحتها ولا اهتز جفنها , قالت الهنوف تنصحها وهي تلحق سحر : جربي الموية , يمكن تفوقها ..
ضربت ريم الأرض برجلها وقالت : يا خوانااااااااااات , أنا ورايا درج يا طوله ..
قالت سحر : الدور دورك , يا دوب نلحق قبل الإقامة عشان نصلي السنة ..
راحت ريم وتوضت ورجعت رشت موية على العنود وهي تحلف لها إنها تروح وتخليها , لفت سلافة على الجنب الثاني وهي تقول : اش الإزعااااااااج هذا ؟؟
قالت ريم بغيض : وانتي مادام ماتبغين تصلين الفجر صحيها وخليني أروح ..
طنشتها سلافة وهي تغطي نفسها باللحاف , راحت صلت ركعتين السنة ورجعت تقوم العنود اللي توها تحركت جفونها , صرخت ريم : عنوووووووووووووود وصــمـــخ ..
قامت العنود بسرعة وحكت شعرها وهي تقول بصوت نايم : هااااااا ..
ضربتها ريم وقالت : يا دبببببببببببببببببب , ليه ساااااااااااااعة أصحيييييييييييييك ..
وصلهم صوت الإقامة , ضربت ريم رجلها على الأرض وقالت : فاتتني تحية المسجد , كلللللللللله منك ..
وضربت العنود بالمخدة , رجعت العنود وانسدحت , صرخت ريم : عنوووووووووووووود ..
قامت العنود وبعدت اللحاف وهي تقول بصوت نايم : خلاص , خلاص قمت ..
وراحت للحمام وهي تجر رجولها جر ..
قالت البندري : ريم صكي النور إذا خرجتي وعلي التكيف ..
ريم المقهورة من العنود قالت وهي تلبس عبايتها : ماني صاكة النور , قوموا صلوا يالكسالى , جايين المدينة عشان ننام ولا نغتنم الفرصة عشان نصلي الفروض في مسجد الرسول قد ما نقدر ..
وخرجت وهي تقول بعجلة : عنيدي أنا نزلت ..
توضت العنود بسرعة بالموية الباردة اللي صحصحتها ولبست عبايتها وسابت جوالها اللي مابدلته بالجوال الثاني اللي من دون كاميرا وشالت محفظتها بس ونزلت بسرعة بالمصعد اللي أخذت وقت إلين جاها , لكنها وصلت في نفس الوقت اللي وصلت فيه ريم , ولمن شافتها مستعجلة قالت : بنت , لازم نمشي للمسجد بتأني حتى لو قامت الصلاة , هذي السنة ..
قالت ريم : عارفة , أصلا ركعات الفجر تطول في المدينة ..
كان الجو مظلم وبارد نوعا ما , والناس حولينهم اللي يمشي بسرعة واللي ماشي على مهله , حريم و رجال , صغار مازالوا بملابس النوم و عجايز يتكئون على عصيهم أو يدفعونهم أولادهم على عربيات , كان الجو روحاني بشكل مهيب خاصة وصوت الشيخ يتردد في الأرجاء وله صدى محبب للنفس , فتشوهم حارسات الأمن ودخلوا للقسم اللي من دون أطفال , وهناك صلوا الفجر ولحقوا على الركعتين , بعد ما خلصوا صلاتهم جلست ريم تسبح بعد الصلاة و العنود تلف راسها يمين ويسار تدور على سحر و الهنوف ولمن يئست من شوفتهم قامت تسبح وتقرأ أذكار بعد الصلاة المكتوبة على ورقة بلاستيكية صغيرة أهدتها لهم سحر أول ما وصلوا المدينة , قالت وهي تشوف ريم تقرأ غيبيا : ما شاء الله حافظتها ..
هزت ريم راسها بصمت وهي تكمل قرايتها , طالعت في المكان اللي صار أقل إزدحاما من بداية الصلاة وابتسمت وهي تسمع صوت الحمام والعصافير , كل شي في المدينة يحسسها إنها في آمان , في راحة نفسية وجو إيماني مددت رجولها وهي تطالع في القبة اللي فوقهم وتتأمل زخارفها الجميلة , لمن قامت ريم عشان تجيب مصحف قالت : ريمو جيبيلي مصحف معاك ..
وقامت لمن شافت سحر والهنوف جالسات أقصى يمينها على بعد صفين عنها وكل وحدة فيهم تقرأ في مصحف , أخذت المصحف من ريم وقالت : تعالي عند البنات ..
وراحت لهم وجلست جنبهم وهي تقول : سلاااااااامو ...
ردوا السلام وقالت سحر : زييييييين اللي قمتي ..
قالت ريم وهي تجلس : إذا عاد صحيتها إذبحوني , تووووووووبة ..
قالت العنود وهي تحط المصحف في حضنها عشان تعدل طرحتها : حراام عليكم , صاحبتك ما تبغين لي الخير ..
قالت الهنوف باعتراض : نومك ثقيل وبتفوتين علينا الصلاة ..
لفت بوزها وقالت وهي تفتح المصحف : طيب حكون رحيمة , صحوني نص ساعة إذا ماقمت روحوا عني ..
طالعوا فيها الكل بعيون واسعة , رفعت عيونها بعد الصمت اللي ساد وسألت لمن شافتهم يطالعون : إييييييييييه ؟؟
قالت سحر بعصبية وهي تأشر بيدها : نصصصصصصص ساعة يالمفترية معاك عن 10 ساعات للإنسان العادي , تطفشييييييييييييين ..
حكت شعرها وقالت : طيب ربع ساعة يووووووووووه ..
قالت ريم بغيض وهي تفتح مصحفها : خلونا في حزة رحمانية ..
وجلسوا يقرؤن بهدوء , كانوا معتادين على الجلوس من بعد الفجر إلى ساعة الإشراق وهم يقرؤون قرآن ويسبحون من عرفوا فضله , رفعت العنود راسها وقالت : تصدقون أزهار تقعد تقرأ القرآن إلى الإشراق حتى في بيتها مو بس في المسجد ..
قالت سحر : ما شاء الله , أنا يا دوب في رمضان أحاول ألتزم بها وتلقيني أيام أفوتها غصب من النعاس ..
ضحكت ريم وقالت : أنا غير المدينة ومكة ما أقعد إلى الإشراق , الله يهدينا يارب ..
ولمن ما علقت الهنوف قالت العنود بابتسامة : الهنوف كانت تقعد للإشراق في البيت لكن بعض نااااااااااااااس خلوها تهمل ..
رفعت الهنوف راسها عن مصحفها وقالت : عنيدي ..
قهقهوا البنات لمن شافوا وجهها محممممر من الخجل ...
وبعد ساعة انتبهت العنود للقبب اللي بدت تتحرك , صرخت بحماس تنبهم : القبــــة تحركـــــت ..
دقوها كلهم وهم منحرجين من الحريم اللي التفتوا لهم بفضول , طنشتهم وهي تطالع في القبة بحماس طفولي , كانت القبة تتحرك ببطء و السما تظهر شوية شوية وأشعتها الخفيفة تغمر المكان , لمن توقفت القبة ضمت العنود يدينها لصدرها وقالت : يااااااااااااي , أحلى منظر شفته في حياتي , الله يسعد اللي سواها ..
وقامت وقالت : يلا نصلي الإشراق , تراني جيعاااااااانة أبغى أروح آكل ..
قالت ريم وهي تسحبها و تجلسها : الأفضل نستنى على الأقل 10 دقايق بعد الإشراق عشان نضمن إننا مانصلي على قرون الشيطان ..
انتفضت وهي تقول بقشعريره : يمممممممه , أتخيل نفسي أصلي على قرون إبليس ...
صلوا الإشراق وخرجوا , اتصلت حنان على سحر وطلبت منها تجيب معاها لبن وليمون وعيش صامولي , صكت سحر جوالها وقالت : أموت وأعرف معانا ..
وقعدت تعد على يدينها وكملت : معانا 4 شباب و رجالين عشان على إيه ..
قالت ريم بحماس : أحسن عشان أنا أبغى أمر على بقالة ..
سحبتهم العنود قرب أجنحة طيبة وهي تقول : أنا أبغى المطاعم أول , جيعااااااانة ..
وطالعت في الهنوف وريم وقالت : نفسي في طعمية ..
صرخوا الثنتين مع بعض : لاااااااااااااااااا ..
استغربت سحر وقالت : ليه ؟؟ أنا مشتهية طعمية كمان ..
قهقهت العنود والهنوف تقول : انت مافهمتيها الهبلة المتخلفة هذي ..
ولفت ريم وقالت لسحر : من العام قعدت لنا على الطعمية كله حشمت العامل اللي يسويها ..
قالت العنود بطريقة مسرحية : والله يا سحر يفوتك نصصصصصص عمرك لو ماشفتيه , سبحان اللي خلقه , ياعليه جمااااااااااااااااااااااال ..
شهقت سحر وقالت باستنكار وهي تضرب كتفها : ياااااااااااا وصخة , مايجوز تطالعين في الرجال , وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ..
ضحكت العنود وقالت : والله ما تأملته والله , هي نظرة وحدة ..
قالت الهنوف بتريقة : إي صح , نظرة كل يوم ..
قالت العنود باعتراض : أتأمل إبداع الله في خلقه ..
قالوا مع بعض باستنكار : عنووووووووووود ..
وكملت سحر بإصرار : ما يجوووووووووز ..
سحبتها وقالت : طيب خلاص فهمت , أنا جيعانة ..
كانت في مجموعة مطاعم قدامها كراسي وجلسات , قالت ريم : أنا أبغى من كودو ..
تبعتها الهنوف وهي تقول : و أنا كمان ..
سحبت العنود سحر وقالت : تعالي من هنا ..
ووقفت عند المطعم وقالت : أربعة طعمية لو سمحت ..
قالت سحر بهمس : هذا المحل اللي تقولين عليه ..
هزت العنود راسها وهمست : وااااااااي , ما راح من العام , شوفيه ذاك العامل , يارب تخليله لأمه ..
ضربتها سحر على راسها وقالت : بنت ..
حكت العنود مكان الضربة وهي تقول : آي , عورتيني ..
وكملت بهمس : والله حق من حط شبابنا هنا يقطعون في السندويتشات وخلى الحليوة هذا يشتغل في شركة ولا يقعد على مكتب ..
مسكت سحر قهقهتها وهي تقول : الله يقطع إبليسك ..
قالت : والله , هذولي اللي ممكن يحسنون النسل , يعني عيالنا طاحوا فينا نبغى أجنبيات عشان نحسن النسل شوية , حتى إحنا نبغى نحسن النسل ولا هم لهم رب وإحنا مالنا ..
دقتها سحر وهي تقول : يا تسكتين يا أهفك بيدي , تراك فجرتي بطني من الضحك ..
أخذوا الطعمية و مشيوا والعنود تقول بمزح : ما يجي أسأله عن جنسيته ومؤهلاته , يمكن يكون في نصيب ..
قرصتها سحر وهي تقول : صكي حلقك ..
وأول ما شافت ريم والهنوف اللي شايلين أكياس وجباتهم ووجبات سلافة والبندري قالت : أنقذوني من هالبنت , ذبحتنييييييييييييي ..
قالت ريم : أول مرة تعرفين عنيدي ..
وتحركوا للفندق بعد ما مروا على بقالة صغيرة واشتروا الأشياء اللي طلبتها حنان وفوقها طلبات البنات , أول ما دخلوا الإستقبال قالت ريم : يالفشلة داخلين ومعانا أكياس الدنيا كإننا بنهاجر ..
وشافوا ثلاث شباب عند المصاعد فوقفوا على جنب , وصلهم صوت واحد فيهم يقول : يا لمفاجيع هذي كلها أكياس أكل ..
رفعت العنود راسها لمن ميزت الصوت وقالت باستنكار : رزووق ..
حط يده عند راسه بتحية عسكرية وقال : hi sis ..
وكمل بتريقة : بأسألكم خليتوا شي للناس بعدكم عشان يشترونه ..
قالت وهي مهي منتبهة للإثنين اللي وراه : رزوقوه أنا دبابة ما يأثر فيني شي لكن اللي معايا أناثي ما يتحملون مزحك الزغل , يعني لم لسانك ولا تتريق ..
ضحك ماهر غصب عنه وقال : محشومه والله بنت أحمد , مين قال دبابة ؟؟
دقه سامر باستنكار وهو منحرج بشكل مو طبيعي , انكمشت العنود وقالت بهمس : يالفشللللللللللللللللللللللة , هذولي أخوانك ..
ولمن وقف المصعد طلع عبدالرزاق وماهر , سحبهم سامر وقال : سحر تقدمونا إحنا نستنى المصعد الثاني ..
دخلوا البنات وناولتهم ريم الأكياس بحرج وهي تقول : الله يخليكم وحدة فيكم تمشي معايا ..
هزوا روسهم بصمت , سابتهم و راحت للدرج , لمن انصك المصعد نادها عبد الرزاق كإنه معتاد على الكلام معاها : هي ريــــم , على وين ؟؟
تمنت ريم لحظتها لو تنشق الأرض وتبلعها , همست وهي تلتفت له : بأطلع من الدرج ..
قال وهو يتقدم لها : وليه منتي رايحة بالمصعد ؟؟
حست بجسمها كله يذووووووب من الخجل والتوتر ~ هذا اش يبغى منيييييييييي ؟؟ رزاق ياحماااااااااااااااار , انقلع عنيييييييييييييييييي ~ دنقت وقالت وهي تلعب في شنطتها بتوتر : ما أحب المصاعد ..
رفع حواجبه وهو يقول : whaaaaaaaat , وتطلعين سبعة أدواااااااار عشان ماتحبين المصاعد ..
تحركت من عنده وقالت : عادي ..
ودخلت الباب اللي يودي للدرج وطلعت وهي تقول بهمس : تراب يالأهبل يالمتخلف , تكلمني كإني أختك ليه ؟؟ يعني لو اللي مكلمني واحد من عيال عمي جلال كان ممكن 24 ساعة وهم عندنا لكن عبدالرزاق , ماأتذكر متى آخر مرة شفته ..
وسمعت خطوات وراها , طنشتها ومشيت بثبات عشان ما تبين رعبها , وشويه حست بالخطوات تقترب منها أكثر , حاولت قدر الإمكان إنها ماتلتفت لكن لمن حسته على بعد خطوات عنها التفتت وصرخت لمن شافته قدامها , ضحك عبد الرزاق وقال : did I scared you ??
واتذكر إنه مو في فرنسا فقال : خوفتك ..
حطت ريم يدها موضع قلبها وقالت بعصبية وبلا شعور : لا والله ؟؟ بغيت توقف قلبي يالفااااالح ..
رفع حواجبه وقال : هذا جزاتي اللي ما أبغاك تمشين لوحدك ..
استحت منه ومن نفسها , بعدت عنه وهمست باختصار : تقدمني ..
قال ببرود : لا اش رايك نمشي جنب بعض ؟؟..
وتحرك قبلها , مشيت وراه بصمت , ولمن وصلوا للدور وخرجوا للممر قالت بهمس لمن وقفوا عند باب الجناح : شكرا ..
ابتسم وقال : لا شكر على واجب , أدخلي بس ..
وراح لجناحهم , وقبل ما تدق الباب انفتح وطلت من وراه العنود خارجة وهي لابسة عبايتها , طالعت فيها العنود بخوف وقالت : انتي هنا , خوفتيني عليك , ليش تأخرتي ؟؟..
قالت ريم وهي تدخل : مو أخوك الأفندي مسوي فيها عنتر زمانه , مطيح المياااااااااانة تقول يكلمك ولا يكلم البندري , قال إيه ماشي معايا عشان يرافقني ..
ولفت عليها وقالت بوجه محمر من الفشلة : تخيليني أنا وإياه في مبنى الدرج لوحدنا وهو واقف قدامي ويكلمني بكل أريحيــــة ..
ضحكت العنود وقالت : أعذريه , جاي من برى , صدقيني على باله عادي يمسك يدك ويساعدك و انتي تنزلين من السيارة ..
فصخت طرحتها وهي تقول بقهر : موقفني باسمي قدام أخوان سحر ويسألني بكل هدوء ليش ماطلعت المصعد , قسما بالله حسيت قلبي بيخرج من كثر الخوف والحيا ..
ولمن دخلت الصالة لقيتهم قاعدين على طاولة الطعام وفارشين السفر والأكل , جلست جنب سحر وهي تحاول تخفف ضربات قلبها المتسارعة من هول الموقف ..



*************************


: مســــاعدة ..
حك عبد الرزاق حاجبه وهو يطالع في عدنان اللي صرخ بالكلمة استنكار وقال : إيوه مساعدة , يعني أخلي بنت عمي تمشي لوحدها ..
قال عدنان بغيض : لا دق حنك معاها واتمشى انت واياها وانت تحكيها عن حياتك في فرنسا وناقشها عن أهم النقاط الإيجابية اللي استفدت منها في رحلتك ..
انفجر التوأم بالضحك على منظر عبد الرزاق اللي مو مستوعب سبب عصبية عدنان , قال عبد الرزاق : اش التعقيد هذا , البنت زي وحدة من أخواتي ..
قال عدنان بحزم : لكنها مهي أختك , تقدر تقابلها , تجلس معاها ؟؟ إنت محرم لها , لاااااااا , يعني مهي أختك ...
: أنا أعتبرها زي أختي ..
قال عدنان بغيض : لكنها مهي أختك , ما تفهم ..
قال سامر : والله قلت له إنت من جدك بتروح معاها قال afcorse ..
زفر عدنان وقال بحدة : أنا لو أشوف واحد من عيال عمي واقف ويتكلم مع وحدة من أخواتي كذا بأذبحه وأذبحها بنفس السكين ..
حس عبد الرزاق بالتوتر للحظة وهو يتذكر موقفه مع سلافة , ماعمره تخيل عدنان عصبي وحار بهالشكل , حط ماهر يده على كتف عبد الرزاق بعد ماقام عدنان من عندهم وراح لأبوه وأحمد وقال : ترى عدنان ماعنده , الغلط غلط مايحب يسمع مبررات ولا أعذار ..
قال عبد الرزاق : هذي أول مرة أكتشف فيه هالشي , طول عمره هادي ..
ضحك سامر وقال : هادي ؟؟ مستحيل , ممكن تقول حليم لكن هادي أبدا مهي من صفات عدنان لأنه حاااااااااار وحمقي وقت الغلط بس يعني إذا ماشي سيدا يكون معاك زي العسل لكن لو لفيت يمين ويسار يضربك بعصا ..
قال ماهر : أتذكر يوم كنت في الثانوي أقنعوني أصحابي أجرب سيجارة بعد ماخرجنا من المدرسة , ويوم حطيتها في فمي تفاجأت بعدنان قدامي , كان وقتها أولى جامعة ويمر علينا عشان ياخذنا , سحب السيجارة من فمي وأعطاني ذاك الكففففففف قدامهم كلهم و اللي خلاني أحرم بعدها أحط سيجارة في فمي , ومسك صاحبي اللي أعطاني السيجارة وطاح فيه بالعقال وإلى يومك هذا لا شفت سيجارة أتذكر الكف وصاحبي نفسه بطل السجاير بعد العلقة اللي ذاقها ..
قال سامر بخوف : يوووووووو أتذكر ذاك اليوم , الأساتذة نفسهم جووا يفكون أسامة من بين يدين عدنان , ومن بعدها صار لنا هيبة في المدرسة , محد يقرب مننا ويسموننا أخوان الشيطان ..
قهقه عبد الرزاق وقال : مستحيييييييييييييييل , انتم تتكلمون عن عدنان ولينا ماغيره ..
قال ماهر باحترام شديد وهو يتأمل عدنان اللي يصب القهوة لأبوه وهو يبتسم على شي قاله أحمد : هو ماغيره , ياليتني أصير نصه ..
وهمس بضيق : هديل الخسرانة برفضه , يعني اش في طارق مو في عدنان ..
دقه سامر يعني اسكت , لكن عبد الرزاق ما كان منتبه للي قاله وهو يقوم من مكانه رايح لأبوه عشان يشرب معاهم القهوة , همس سامر : لو سمعك عدنان كان ذبحك , تعرفه ما يحب أحد يتكلم عنها بسوء ..
همس ماهر بغيض : الكلبة رفضته بعد أسبوع من موافقتها عليه ووافقت على ولد خالتها بدون حتى ما تفكر فيه وفي مشاعره وما يبغى أحد يتكلم عنها , أنا ودي أقتلها وأقتل زوجها اللي خطبها وهو مهو مهتم إنها مخطوبة لغيره , ما فكر حتى إنه الخطبة على الخطبة ما تجوز ...
قال سامر : عدنان عارف إنه هذي خيره له ..
سأله ماهر باهتمام : طيب ما دام عارف إنها خيرة ليش ما خطب إلى الآن ؟؟
طااااااااالع سامر في عدنان اللي رمى عبد الرزاق بنظرة حادة قبل ما يلف وجهه للتلفزيون المفتوح على العربية وهمس بتفكير : ليه رافض العنود ؟؟ أكيد وراه شي ..
دقه ماهر و سأل بتريقة : وانت ليش مهتم لهالدرجة بهالبنت ؟؟
تبادل نظرة طويلة مع ماهر قبل ما يهمس : يمكن لأني قابلتها في المخزن وصكيت فمها بيدي عشان ما تصرخ ..
توسعت عيون ماهر وصرخ : يااااااااااالملعوووووووووووووون ..
التفت الكل عليهم وضربه سامر وهو يغمز له يعني اسكت وهو يقول بهدوء مصطنع : طيب لا تلعن ..
وقال أبوه وهو يطالع فيه بحدة : مااااااااااهر , كم مرة قلنالك اللعن حرام ؟؟ ..
ابتسم ماهر وقال بتوتر ونظرة أبوه زي السوط على جلده : ما تروح من لساني ..
قال ببرود : يوم تعرف إن أول اللي يدخلون النار اللعانون بتروح عن لسانك ..
قام ماهر وسحب سامر وهو يقول : إن شاء الله , عن إذنكم ..
خرجه من الجناح وقفل الباب ولف عليه وقال : متى صار هالكلام كله ؟؟
تردد سامر قبل ما يقول : أول يوم جينا فيه ..
: آآآآآآآآآآآآآآآآآآ يالملعون , إي والله يالملعون ..
: ماااااااااااهر ..
: طيب طيب , من قهري منك , ليه ماقلتلي من بدري ؟؟
وسحبه بعيد عن الجناح وقال : قولي اش الموضوع بالضبط ومن البداية ..
سحب سامر يده وقال : ولا شي , دخلت المخزن وهناك قابلتها , كانت بتصرخ صكيت فمها وقلتلها بلا فضايح وانتهى الموضوع ..
ضرب ماهر قبضة يمناه في راحة يسراه وهو يقول : آآآآآآآآآآآخ ليش هالمواقف ماتصير لي أنا ..
ضربه سامر على كتفه وهو يضحك ويقول : لا تسمعك مرتك تجيب أجلك , بعدين من حلاتها هالمواقف , والله إحراج ..
طااااااااالع فيه وهو مبتسم بخبث , رماه سامر بنظرة حادة وهو يقول : خير ..
سأل بضحكة : هذا الموضوع اللي ما خلاك تنام يومين ..
تسارعت ضربات قلبه وهو يبعد وجهه عن توأمه وهو يقول : لااا , مو هذا الموضوع ..
دقه ماهر وقال : توأمك يالثور أعرفك يوم تبعد وجهك يعني كذاااااااااااااب ..
لف عليه باستنكار وقال : لا تخليني أندم إني علمتك باللي صار ...
قهقه ماهر من قلبه وقال وهو يتنهد : يقطع الحب شو بيذل ..
ضربه سامر وقال : خليتها حب مرة وحدة , صدق ما عندك سالفة ..
: طيب متى بتكلم أبويه على الخطوبة ؟؟
: ماهر انت تتكلم من جدك ؟؟؟
قال بتريقة : لا من عمي , أكيد من جدي ..
: وعدنان ؟؟
: اش فيه عدنان ؟؟ لو يبغاها كان تكلم من أول ما انعرضت عليه , هو مهو صغير عشان يرفض وهو مهو متأكد من اللي يقوله ..
هز سامر راسه وقال بعناد : لا يعني لا , ولووووو فكرت في الموضوع بشكل جدي مو دحين , نهائيا ..
سأله بضيق : وإذا راحت عليك البنت ؟؟..
قال سامر بحزم : نصيب ..
ورجع قال بتريقة يقلده : وليش مهتم لهالدرجة في الموضوع ؟؟
قال بغيض : كنت أبغاك تتزوج معايا في نفس يوم زواجي , أمنيتي نتزوج في نفس اليوم , لو خطبت دحين وتم كل شي ممكن نتزوج في نفس اليوم ..
ضحك سامر على أمنيته اللي كانت دايما أمنيتهم لكنها تغيرت من صار له اللي صار , زفر وقال : الله يقدم اللي فيه الخير ..
وحط يده على كتفه وقال : يلا نرجع واقفين في الممر وحفيانين كمان ..
طالع ماهر لرجولهم و انتبه إنهم حفيانين , ضحك وهم راجعين للجناح ...



*****************************

الساعة 2 ونصف بعد الظهر :
في الفندق :

: ريما عندك رقم رزوق ؟؟
فتحت ريم عيونها على الآخر وهي تقول للهنوف : نـــعـــم , وليش يكون عندي رقمه ؟ بأي صفة ؟؟
ضحكت الهنوف وقالت : ما قصدت شي , أبغى أدق عليه وما فحالي أروح أرجع الشريحة في جهازي ..
قالت وهي تطالع في الجوال اللي في يدها واللي بدون كاميرا عشان تقدر تدخل به المسجد : كم مرة قلنالك احفظي الاسماء في الشريحة مو في الجهاز , بعدين انتي لو طلبتي رقم حمودي ولا حمادة كان أعطيتك إياه , حتى سويلم عندي رقمه ..
أشرت لها على جوال العنود وقالت : لازم تدلعينهم , تراهم كبار 19 و 16 ..
مسكت الجوال وفتحته هي تقول : عادي , أصغر مني ..
قالت : محمد اللي تدلعينه حمودي أصغر منك بسنتين بس ..
جلست تلعب في جوال العنود وهي ناسية هي مسكته ليه , وفتحت صندوق الوارد
كعادتها لمن تمسك أي جوال وأول ما قرأت الرسالة رجعت طالعت في اسم المرسل وهي تحس بذهول , قالت الهنوف : ريييييييييييييم , أعطيني الرقم بسرعة ..
دخلت العنود وسألت : اش عندكم , كلنا قاعدين في الصالة إلا انتم ؟؟
وشهقت لمن شافت جوالها في يد ريم جرت بسرعة وسحبته وهي تقول بخوف : فتحتيه ..
طالعت فيها ريم المصدومة بصمت معبر , تغير وجه العنود وهي تهمس : قريتي الرسالة ..
قامت ريم بسرعة وتجاوزتها وهي مطنشتها , مسكت العنود يدها وقالت : ريما ..
سحبت ريم يدها بخشونة وقالت بحزم : هنوف اطلعي ..
وقفت الهنوف ونقلت نظراتها بينهم بخوف وهي تسأل : اش فيه ؟؟ اش صار ؟؟
قالت ريم وتنفسها يحتد : هنوف رجاء اطلعي الموضوع بيني وبين العنود ..
صكت الهنوف الباب وقالت : ماني طالعة , اش عندك انتي واياها تكلموا ...
كانوا ملتزمات الصمت , ريم تطالع في العنود بحدة والعنود تطالع فيها برجاء , صرخت الهنوف : تكلمواااااااا , تراكم خوفتوني ..
قالت ريم بصوت مخنوق : عشان كذا رفضتي إن عبد الإله يتقدم لك ..
غمضت العنود عيونها بألم لمن شهقت الهنوف وهي تقول : رفضتي عبد الإله ..
وفتحتها وهمست برجاء : ريما افهمي ..
طاحت دمعتين على خدود ريم وهي تقول بصوت تصنعت فيه الثبات : مامن حقك ترفضينه عشان سفانة , هو اختارك انتي , ما اختار ست سفانة , إحنا ماعندنا هذي الهبالات والسخافات اللي جالسه تكتبها سفانه , ما عندنا شي اسمه حب قبل الزواج , أصلا من وين تحب عبد الإله ولا ..
حست العنود بطعنات في قلبها وبلا شعور رفعت يدها وصفعت ريم بكل قوتها وهي تصرخ : بــــــــــس ..
صرخت الهنوف بصدمة : عنوووووووووووووووووووود ..
رصت العنود الجوال بكل قوتها وهي تصرخ في ريم اللي طالعت فيها بذهول وهي تبعد خصلات شعرها اللي طاحت على وجهها : أصلــــك وقحــــة الرسالة اللي شفتيها كانت أسراااااااااااار , فاهمة يعني إيه أسرااااااااااااااااااااار , يعني حتى لو شفتيها بالغلط مفروض ما تقولين محتواها و كمان تتريقين على صاحبتها بهالشكل ..
وبلا مقدمات رمت الجوال بكل قوتها على الجدر وهي تصرخ : أنا كان مفروض أمسح هالرسالة من بعد ما قريتها , الغلط غلطي أنااااااااااااااا ..
ورصت شفايفها المرتجفة بكل قوتها وهي تطالع في ريم والهنوف المصدومات منها , قبضت يدينها وفردتها وهي تقول بصوت مخنوق : ما توقعتها منك يا ريم ..
ونزلت دموعها وهي تقول : صدمتيني , ما توقعتها منك , ترى هذي اللي تتكلمين عنها بكل هالوقاحة والحقارة توأمي ..
وأشرت على صدرها وهي تكمل : النص الثاني لروحي , ما أسمح لك تتكلمين عنها بهالطريقة ولا إنت ولا عشرة من أمثالك يسوون شعره من شعر راسها فاهمة ..
ومسحت دموعها وخرجت من الغرفة اللي انفتح بابها وطلت منه سحر وهي تقول : بنات اش عدنكم أصواتكم وا.......
وسكتت لمن مرت من عندها العنود زي البرق , التفتت للهنوف وريم وقالت : بسم الله , اش فيه ؟؟
صاحت ريم من قلبها وهي تغطي وجهها وتسنده على صدر الهنوف اللي ضمتها وهي تقول : ما أدري , ما أدري اش صار ..
جاتهم سلافة وسألت : what happing عنود جالسة تلبس عبايتها ..
صرخوا الهنوف وسحر مع بعض : نـــعــــم ..
تحركت سحر بسرعة ولحقتها قبل ما تخرج , سندت الباب بيدها وهي تقول : عنووووووووود وين رايحة ..
وصلها صوت العنود الواضح فيه البكى وهي تقول : المسجد , بأروح أصلي ..
طالعت سحر في ساعتها وقالت : أي صلاة الساعة 2.30 لا ظهر ولا عصر ...
قالت العنود وهي تبعدها : سحر الله يخليك بعدي , مافي مكان هنا ياخذ الواحد فيه راحته ..
قالت بحزم : طيب استنيني ..
وراحت بسرعة سحبت عبايتها وقالت لأمها وهدى اللي قاعدين ينتظرون نتيجة الموضوع : تهاوشوا شوية وبنروح نتسوق أنا و العنود , إذا تبغون شي دقوا على الجوال ..
ولمن وصلت عند الباب لقيته مفتوح والعنود مهي في , صكت الباب وهي تسرع في خطواتها لقيتها واقفة عند المصاعد , دخلوا المصعد وساد صمت يخترقه صوت شهقات العنود اللي قاعدة تبكي بصمت , خرجوا من الفندق ومشيوا بصمت مسافات طويلة في التوسعة , تجاوزوا أبواب كثييييييييييرة ممكن تدخلهم وأخيرا دخلوا للمسجد وهناك انصعقت سحر لمن شافت وجه العنود المحمر من كثر البكى وعيونها الغايرة من كثر الدموع , صبت من موية الزمزم شربتها وغسلت بها وجهها وطرطشت شويه منها على صدرها اللي تحسه نيران تشتعل , صلوا تحية المسجد وجلسوا بصمت , التفتت سحر للعنود وابتسمت , طالعت فيها العنود بصمت لثانية ورجعت دنقت راسها وانسدحت وهي تسند راسها على فخذ
سحر , حطت سحر يدها على جبينها وجلست تمسده بهدوء وهي تقول : ترى الحياة قصيرة تضيعينها في زعل وصياح ..
قالت بصوت ثقيل مخنوق ودموعها تنزل من عيونها غصب عنها : لو الموضوع عني أنا ما همني , لكنه عن وحده ثانية , وحده ائتمنتني على أسرار ما قالتها بينها وبين نفسها بصوت عالي عشان ما يسمعها أحد , وحده اعتبرتني أكثر من أخت لها , لو وصل الموضوع لها اش بتقول عني , فتانة وما أكتم الأسرار , حلفتني أمسح الرسالة أول ما أقرأها لكني نسيت , وقرتها ريم , أخسسسسسسس شي لمن تحسين نفسك عريانة ومافي شي يحميك قدام أحد , أنا عريت سفانة قدام ريم , وريم ما قدرت الموضوع , جلست تتريق , خلتني أسوي شي كبييييييييير وأقول كلام جارح ما أدري من وين طلع ..
مدت سحر يدها ومسحت عيون العنود وهي تقول : ما فهمت من اللي تقولينه شي , وما بأطالبك إنك تشرحين , كل اللي أقدر أقوله إن اللي يحب يسامح , صح ؟؟ يعني إنت سواء اضطريتي لجرح ريم ولا من غير قصد عريتي سفانة على قولتك محد بيلومك لأني متأكدة إنهم بيقدرون إنك ما قصدتي إنه يصير اللي صار , غصب عنك ..
لفت نفسها ودفنت وجهها في جنب سحر وبكاها يزيد وهي تقول : جرحتهم الثنتين في وقت واحد ..
ضحكت سحر وقالت : يعني دحين هذا اللي مزعلك , يااااااااااازينك يالعنود ..
وحطت يدها ورى راس العنود وعصرته وهي تقول : قومي ما عندك سالفة , على بالي بأروح أضارب ريم ليش مزعلتك و أتاريك زعلانه ليش زعلتيها , والله تحححححححححفة ..
قالت العنود وهي مهي راضية ترفع راسها : صفعتها وسبيتها , اللي سويته شي مو هين , قلت كلام فضييييييييع ..
تنهدت سحر وقالت : من ناحية الكلام إنتي تعرفينا إحنا البنات تقعد في قلوبنا الكلمة إلين نموت ..
رفعت راسها باستنكار وقالت : يعني بالله هذي طريقة تهونين فيها الموضوع عليه ست سحـــر ..
ضحكت سحر على عيونها وقالت : اش أسويلك لي ساعة أكلمك وإنتي منتي راضيه تسمعين , بعدين الحق حق , طالعي عيونك صار لها كرش ..
قامت العنود وضربتها على راسها وهي تقول : ترااااااااااااااب , عارفة التراب سفييييه ..
قالت سحر بهمس وهي تتلفت : إحنا في المسجد يالــ إنتي والفاظك الـ , حتى بيت الله ما عندك إحترام له ..
زفرت العنود وقالت : الله يغفر لنا ..
وطالعت في الحمامة اللي طارت من قدامهم وصوت هديلها يبعث مشاعر غريبة بداخلها ..


**************************


في نفس الوقت في جدة :

طالعت في جوالها بتردد وردت وهي تهمس : نعم ..
وصلها صوتها العالي المرح وهي تصرخ : السلاااااااااااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته , إزيك يا عسل ؟؟..
ضحكت منى بعد ماحست بانفراج أساريرها من الراحة وقالت : هلاااااااااااااااا والله زهووووووووورة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
: يا مخصك وانتي مؤدبة , مووووووووو لايق , يعني يعني , نعم بهدوء ..
ضحكت منى وقالت : مالت عليك يالدب , خفت لأني ماعرفت رقمك ..
قالت أزهار بدلع : هذا رقم بيتييييييييييييييي , سجليه باسم بيت الحلوة ..
ضحكت منى وقالت بعناد : والله بأسميه بيت أخت الحلو ..
وصلتها شهقة أزهار وهي تقول : يالوصـــخــــه , مطيحة الميانة من دحييييييييييييييييييييييييييييييين ...
قهقهت منى وقالت : لاااااااااااا , قدامك بس , أصلا حتى لو بأتجرأ أخوك مايعطي مجاااااااااااااااااااال ..
: آآآآآآآآآآآآآآآآه منك يالـ ...... , الله يهني أخوي بك والله ..
استحت منى وقالت بهمس : الله يقطع شرك , فشلتيني ..
وانتبهت لحظتها وصرخت بطول صوتها وهي تنط من سريرها : من بيــــتـــــــــك ؟؟؟ انت منتي في ماليزيااااااااااااااااااااااااااااااا ..
: اشششششششششششششششششششششششششششششش , الله يفضح ابليسك , ليه ما تمسكين مكرفون وتصرخين في الحارة إني رجعت من ماليزيا ؟؟ ..
ضحكت منى وقالت بصوت منخفض : غصب عني , صدمتيني , ليش رجعتي ؟؟
وانفتح باب غرفتها وطلت منه أمها , ابتسمت وأشرت لها إنه مافي شي , خرجت أمها بعد مارمتها بنظرة عتاب وأزهار تقول بهدوء مختصر وبلهجة اللي ينهي الموضوع : ظروف لجاسم عشان كذا رجعنا , بس الحمد لله استانست ..
: أهاااااااااااااااااااااااار , طيب اش طراني على راسك ..
: معليش ما طريتي على راسي إلا عشان أبغى أعرف فين عمور وما أبغى أدق على جواله ..
شهقت منى وضربت صدرها وهي تقول : يالننننننذله ..
ضحكت وقالت : آسفة ما أعرف أكذب ..
حكت منى شعرها وقالت : طيب , شكرا , عمور عنده اليوم تسميع المصحف كامل وهو قالي إنه بيروح بعد صلاة العصر عشان يراجع مع مهند في بيته ومن بعد المغرب إلى بعد العشا بيسمع للشيخ ..
: مااااااااااااااا ششششششششششاء الله معطيك تقرير اليوم كامل ..
وضحكت لمن ما ردت عليها منى اللي واضح إنها مهي عارفه اش ترد وقالت : أمزح معاك , الله يهنيكم يارب , اسمعي , أبغى أسوي له مفاجأة , قصدي بأجي البيت وأفاجأه وقلت خليني أشوف هو فين , بس إلى الآن ما سألت الباشا اللي عندي وما أعرف إذا بيرضى نزوره اليوم ولا بكره فقلت ليس لدي إلا مرته الحلللللللللللللللللللوة حتى تخبرني أين يمكن أن أجده اليوم أو غدا ..
: يخلف الله على لغتنا ...
ضحكت أزهار وهي تقول : مالت عليك قلت أخاطبك بلغتك ..
وبعد محادثة طويلة شرحت لها فيها عن بعض الأشياء اللي شافتها في ماليزيا صكت منى الجوال وحطته على الطاولة وهي تفكر بسبب مقنع لرجوعهم من رحلة شهر العسل ولمن يئست قامت من مكانها وخرجت لأمها وأبوها الجالسين يتقهون في الصالة وهي تقول : ماااااااااامييييييييييييييييييييي , آآآآآآآآآآآسفــه ..
وضمت أمها وهي تقلها سبب صدمتها عشان تقدر الصرخة اللي صرختها ..


***********************


تنهدت وهي تطالع في الساعة وقامت بسرعة , راحت للغرفة وانصدمت لمن لقيت الأنوار اللي فتحتها مقفله , زفرت وراحت تصحيه وهي تقول : جاسم ما صارت , بيأذن العصر و انت ما صليت الظهر ..
لها ساعة تصحيه بنعومة ودلع , خلاص جا وقت الحزم , حطت يدينها على خصرها وقالت : جسووووووووووووووومووووو ..
رفع راسه عن المخده ورماها بنظــــــرة خلتها تبتسم وهي تهمس : الصلاة ..
لف وجهه بصمت ورجع تلحف , زفرت وتحركت خارجة , قال بصوت بارد : صكي النور ..
ترددت طويل وبعدين اضطرت تقفل النور خوف منه وصكت الباب وهي تقول بهمس : عاد هو لا عصب يصير شين , استغفر الله ..
جلست في الصالة بصمت وهي تراقب عقارب الساعة وعقلها في مكان ثاني , الصمت المهيب ما يخترقه إلا صوت تكات عقرب الثواني ونفسها الهادي , ربع ساعة مرت وهي على نفس الوضعية كانت تحس روحها خارجه عن جسدها وتتطلع للمنظر بسخرية , رجع لنفس الشعور المتعب اللي حسته يوم حديقة القرود , نفس الفتور , نفس الضيق , قامت وهي تنفض هالشعور وراحت لغرفة التلفزيون ..


**************************

في المدينة :

زفرت الهنوف وقالت وهي تمسح شعر ريم المنسدحة على السرير وهي دافنه وجهها في المخده بصمت : ريمان حبيبي , صدقيني العنود ماقصدت تضربك , والله ..
اهتز جسم ريم كله من أثر شهقاتها وماردت على الهنوف اللي كملت : يلا قومي توضي عشان تنشطين نفسك , شويه ويأذن العصر ..
قالت بصوت ثقيل ك ما أبغى أروح ..
مسدت ظهرها وهي تقول : بتجلسين لوحدك هنا ..
لفت وجهها ومسحت دموعها وقالت : أبغى أجلس لوحدي ..
زفرت وسلمت على راسها وهي تقول : طيب لا تزعلين نفسك ..
وقامت وأشرت بصمت للبندري وسلافه اللي واقفين بعباياتهم عند الباب , طفت الأنوار وقفلت الباب , سألتها سلافه بقلق : لساعها تبكي ؟؟
قالت الهنوف وهي رايحه عشان تلبس عبايتها : خلوها لوحدها ..
وانتبهت لأمها الواقفه وراهم بقلق , ابتسمت وقالت : عادي يا أمي تضاربت هي والعنود زي دايما , ما تعودتي عليهم لسه ؟؟..
قالت هدى وهي تفرك يدينها : وأختك الله يهديها ما فكرت إنه الضعيفه هذي من دون أبوها وأمها , زعلتها وخلتها تصيح ..
طبطبت على كتف أمها وهي تقول : أمي لازم تصير بعض الخلافات , مو معقوله بيكونون سمن على عسل على طول , عادي بيرجعون بعد المضاربه أحسن من أول ..
وهي رايحه شافت نور تتوضأ , انتبهت إنها ما تسمح على شعرها وبعدين أذانيها , تمسك بيدها مويه وتغسل بها جبينها ثلاث مرات وبعدين تمسح أذانيها , راحت لها وقالت بابتسامة : نويره ..
التفتت لها نور وقالت وهي تبعد عن المغسله : انتي يبغى وضو ؟؟
هزت راسها بإيوه وقالت : نادي خديجة و ناتيا وتعالي ..
اجتمعوا الشغالات حولينها , ابتسمت وقالت : شوفوا كيف وضوء , طالعوا زين ..
وبدأت تتوضأ قدامهم بتأن وهم يطالعون فيها بفضول , ولمن مسحت على شعرها مره وحده اختلطت أصواتهم وهم يتناقشون بلغتهم , لفت عليهم وقالت وهي تنزل رجلها عن المغسلة بعد ماغسلتها وخللت المويه بين أصابيعها كويس : هااااااا شفتم كيف الوضوء ؟؟ يلا وحده وحده تتوضأ قدامي ..
وبدأت خديجه والهنوف تراقبها بإمعان , وأشرت لها على كوعها وقالت : هذا كله كله إلين فوق عشان يوم القيامه تجين وهذا نوووور ..
ضحكوا الشغالات بحماس وهي تفهمهم أشياء عمرهم ما عرفوها , قالت سلافه : ناتيا عندنا من أربع سنوات عمري ما فكرت أشوف وضوءها ولا حتى إني أكلمها وآخذ و أعطي معاها ..
طالعت البندري فيها بحسرة وقالت : ياليتني زيها , ما شاء الله الشغالات كلهم حتى شغالات عماني يموتون عليها , دايما تكلمهم لدرجة أحيانا تلقينها واقفه معاهم فوق الساعة وهي تشرح لهم عن شي معين ..
وزفرت وهي تصرخ بداخلها ~ ياليتني خديجة ولا نور , ياليتني الشحادة اللي في الشارع , أهم شي ماني البندري ~ تحركت لمن حست بالوجع يرجع لقلبها وبطنها وقالت : يلا نمشي ..
مشيت معاها سلافه وهي تنادي الهنوف اللي لحقتهم وهي تقول : سوي كويس كويس ..
ابتسمت حنان وقالت لهدى اللي خرجت من غرفة البنات اللي تطمن فيها على ريم : على كثر ما شفت هالبنت كل يوم اكتشف فيها شي , ما شاء الله عليها ..
ابتسمت بفخر وهي تلبس عبايتها وقالت : الله يحفظها يارب ويزوجها في أقرب وقت , مع إني ما أبغى أفارقها ..
ضحكت حنان وهي تخرج وتأشر للشغالات يلحقونهم وقالت : هذا إحنا يابنا ياعلينا , نبغاهم يتزوجون ونخاف يبعدون عننا , هذي سنة الحياة ..
أول ما شافت البندري جدارن الحرم الرمادية الشامخه ومناراته العاليه حست بمغصها يزيد , ولمن شق عنان السماء صوت المؤذن : اللـــه أكبر ..
توقفت عن المشي وقالت : برجع لريم ..
التفتوا لها الثنتين بصدمه وقالت الهنوف وهي تمسك ذراعها : اش بك ؟؟
هزت راسها وقالت بألم حاولت تخبيه : شكل الـ*** نزلت ..
الهنوف استشفت الألم في نبرات أختها , هي تعرفها تتعب كثير لمن تجيها , حطت يدها على بطن البندري وهي تقول : تمغصك كثير ..
تراجعت البندري بسرعه عنها وهي تصرخ بلا شعور : لا تلمسينها ..
وطالعت بخوف في عيون الهنوف اللي تصنمت بصدمه وهي تطالعها بتساؤل , والتفتت لسلافه وهي تتخيل ابتسامة شماته فيها , ~ البندري هذي تهيؤات , تهيؤات , يكون حست الهنوف بكبر بطني عشان كذا مصدمة , عرفت إني حامل , لااااااااااا , لااااا , بندري اهدي , اهدي ~ أعطتهم ظهرها وقالت : أنا راجعه ..
وتحركت بسرعه , ولمن جات بتلحقها الهنوف مسكتها سلافه اللي انرعبت من صرختها المفاجئة ومن نظرات عيونها الغرييييييييييييييبه وقالت بخوف حاولت تداريه عن الهنوف : سيبيها ترجع , أكيد ممغوصه ..
: أرافقها إلين أطمن عليها ..
سحبتها سلافه وقالت : ماعليك بتقابل ماماتي وماماتك في الطريق , يلا تحركي ..
أول ماشافت أمها وحنان جايين من الطريق حولت وجهتها من طريق ثاني , كانت مشاعرها المضطربه المتوجعه المختلطه على شفير الإنفجار , يعني ممكن تصرخ بالحقيقه في وجه أمها لو سألتها بعيونها الخايفه البريئة عن وجعها , ~ يارب أنا اش سويت في نفسييييييييييييييي , اش سويت في اللي حوليني ؟ يارب أنا عارفه إني ما كنت أركعها , ما صليت لك فرض تكاسلا , يارب أنا عارفه إني أخطيت كثيييييييييييييييييييييييييير , سامحني يارب ولا تفضحني , أتوسل إليك تسامحني يارحيم وماتفضحني ~ طلعت درجات الفندق وهي تحس بمغصها يزيد بشكل فضيع , كانت تحس بش دافي يتسلل , تحركت بصعوبه وهي ترص شفايفها بقووووة , المغص تحول من أسفل بطنها لضربات قويه في نهاية ظهرها , تعثرت في مشيها وهي تحاول تسحب نفس , قوة الوجع خنقت أنفاسها , رفعت راسها المنحني من الوجع وانتبهت إن الدنيا تدووووور حولينها صرخت بداخلها ~ يارب لاااااااااااااااا , يارب أتوسلك لا تفضحني ~ سألها حارس الأمن وهو يتبعها من البعيد : أختي انت بخير ..
استندت على عمود الرخام بكفها اليمين المعلقه فيها شنطتها الجلد الوردي الصغيره وهي تحس ضربات قلبها صارت زي القطار , حطت يدها اليسار على أسفل بطنها اللي تحسها ثقييييييلة والمضغوطه تحت وهي تطالع في الناس اللي توقفوا وهم يطالعون فيها بنظرات غريبه , شافت المصعد ينفتح ويخرج من عبدالرزاق , مدت يدها اليمين وهمست بوجع : عبد الرزاق ..
وطاحت على الأرض وانزلقت شنطتها وهي تصرخ بوجع , اختلطت صرختها بشهقات الموجودين , جري عبد الرزاق لها ورفعها وهي يقول بخوف : بندري , بندري اش فيك ؟؟
ضمت فخوذها لبطنها وهي تقول من بين دموعها : طلعني فوق ..
وصلها صوت ثقيل بعيد يقول : شكرا يا جماعه ما نحتاج تجمهر هنا ..
قبل مايقرب وهو يكمل : عبدالرزاق نوديها المستشفى ..
فتحت عيونها وشافت عدنان غير بعيد عنهم , صاحت من قلبها وهي تقبض على فنيلة عبد الرزاق القطنيه وهي تترجاه : ما أبغى مستشفـــــى , طلعني فوق الله يخلييييييييييييييييييييييييييييييييك ..
وحست كإنه سكاكين تنغرز في بطنها , شهقت وصرخت بوجع وهي تنثني على نفسها أكثر , شال عدنان شنطتها وقال وهو يخرج مفاتيحه : شيلها بسرعه , أروح أجيب السياره ..
وتحرك بسرعه , صاحت من قلبها وهي تقول بحرقه : ماأبغى مستشفـــــى , عبدالرزااااااااااااااااااااااق , ما أبغى مستشفــى , الله يخليييييييييييييييك , طلعني فووووووووووووووق , والله وجع عادي ..
وزاد صياحها وهي تحس السائل الدافي يزيد , وصرخت : ما أبغى مستشفـــــــــــــــــــــــــــــى ..
شالها بين يدينه وقال بحزم : مو بكيفك ..
قبضت على بطنها بيدنها لمن زادت حدة المغص وانفلتت صرخه من بين شفايفها اللي حاولت ترصها بقوة عشان ماتبين له إنها متوجعه , قال : شفتي , لازم مستشفى ..
نزل الدرجات ومعاه حارس الأمن اللي صرخ في صاحب سيارة الموقف عند نهاية الدرج : تحرك بسرعه , عندنا حاله طارئه ..
خرجت الفور من المواقف الأرضيه بسرعه ووقفت بحده , فتح حارس الأمن الباب الخلفي , حط عبد الرزاق أخته في المقعد الخلفي , والتفت لمن سمع صوت خطوات صندل عالية وراه , شاف سامر وماهر يطالعون فيهم بخوف وسامر يسأل : اش فيه ؟؟
قال عدنان وهو يأشر لعبدالرزاق : البندري تعبانه , بنوديها المستشفى , لا تتكلمون بالموضوع قبل مانطمنكم ..
هزوا روسهم و جري عبدالرزاق للمقعد اللي قدام , دخل وحرك عدنان السيارة قبل ما يصك الباب وهو يسأل : تعرف فين أقرب مستشفى ؟؟
هز راسه وهو يلتفت للبندري اللي كانت تصيح من قلبها وهي متكورة على نفسها وقال : لا , انت ماتعرف ؟؟
وقف السيارة عند مجموعة شرطة وقال : الله يسعدكم تعرفون فين أقرب مستشفى ..
تبرع واحد فيهم ودله بسرعة , تحرك عدنان بسرعه وهو يردد الإرشادات بصوت عالي عشان يركز , لأنه صرخات البندري اللي واضح فيها الوجع شويه وتشل قدرته على التفكير والتركيز , فرك عبد الرزاق عيونه اللي طار عنها النعاس وشكر ربه إنه عدنان جره من السرير جر عشان يصلي وهو يهاوشه ليش فوت الظهر ...
***
: اش بكم واقفين ؟؟ الإقامة بتقام ..
التفت سامر وماهر مع بعض لأبوهم اللي سألهم وتنبوا يطالعون في وجه عمهم أحمد وسامر يقول : لا ماشيين دحين ..
نزل أبوه الدرجات وهو يقول : عدنان سبقكم ..
رفع ماهر راسه وقال بتوتر : هااااااااااا , عدنان ..
وقال بتفكير : عدنااان ..
دعس سامر رجله من دون ماينتبه له أبوه وقال : عدنان سبقنا من زمان ..
وسحب أخوه وهو يقول : تحرك يلا قبل ماتفوتنا الصلاة ..
: لا تسحبني كني بزر ..
ضربه على راسه بخفه وهو يقول : طيب انت بزر قاعد تتهته عند أبويه , ما تعرفه جني يفهمها وهي طايره ..
ضربه على كتفه وهو يقول : استح على وجهك قاعد تقول على أبوك جني , والله لا أفتن عليك ..
ضحك أحمد اللي مو سامع غير همهمتم وشايف حركاتهم وقال لصاحبه : عمري ماحبيت التوائم زي ماحبيتهم يوم شفت أولادك ..
ضحك عبد الكريم وقال : الله يصلحهم ويخليهم لبعض , والله بيجيبون لي الشيب بحركاتهم , اللي يشوفهم يقول عيال 20 بحركاتهم , ماكإنهم مجاوزين 27 سنة ..
ضحك أحمد وقال بألم : إذا هذولي بيجيبون لك الشيب أجل أنا اش أقول على رزوق , والله هذا الولد بيجيب أجلي بحركاته , على قد ماأعلمه على المرجله ماينفع فيه , والله ياهالسلسلة اللي لابسها زي الجمره اللي في قلبي وماني راضي عليها لكن عيزت معاه , والله عيزت ياعبد الكريم ..
حط يده على كتفه وقال : ادعي , ماعليك إلا الدعاء ..
***
لف عليها عبد الرزاق وقال بحنان وهو يمسد ذراعها : شويه ونوصل يابندر , تحملي ..
صرخت من قلبها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
كلماته وحركته زادت همها ووجعها , وكملت من بين دموعها : سامحونييييييييييييي , سامحونيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ...
فتح غطاها وحط يده على جبينها وهو يقول : على إيه نسامحك , ماسويتي شي , اشششششششش , اهدي وإحنا بنوصل دحين ..
بعدت جبينها عنه وأعطته ظهرها وهي تحس قلبها يتمزق أكثر , تكورت على نفسها وهي تردد من وسط شهقاتها : سامحونييييييييي , يارب سامحنييييييييييييييييييي , سامحونيييييييييييييييي ..
طالع في عدنان بخوف وقال : وصلنا ؟؟ ولا لسه ؟؟
قال عدنان : إن كاني ماشي صح خلاص عند اللفه ..
وقطع الإشارة وهو يدق البوري ويلف على اليمين , ولمن شاف مبنى المستشفى حس بالراحه لمن شافه , وقف عند الطوارئ , خرج عبد الرزاق وفتح الباب وشالها وتحرك بسرعه لداخل المستشفى وهو يقول : حاله طارئــه ..
تحركت الممرضات وأشروا له على طوارئ النساء , سدحها على السرير وهو خايف من هدوءها الغريب المفاجئ , بعد عن الممرضه اللي مسكت يدها وقالت لصاحبتها : call doctor morad the patent is passing out ..
صرخ عبد الرزاق اللي فهم كلامها : أغمي عليهاااااااااااااا ..
لفت عليه الممرضه وهي مصدومة إنه فهمها وأشرت له يخرج وهي تقول : out pl……
وقطعت كلامها وهي تأشر عليه و تقول : is this blooooooood..
: دم ..
قالها وهو يطالع في بلوزته وانصعق وهو يشوف بقعة حمراء مائلة للسواد بسبب فنيلته الرماديه , بعدت الممرضه بسرعة العباية وشهقت لمن شافت الدم المغرق بنطلون البندري الجنز , لفت عليه وطردته من الغرفه وصكت الستاره وهي تنادي الممرضات عشان يساعدونها في خلع ملابس البندري ..
خرج وهو مو عارف اش الموضوع , طالع في عدنان اللي مستند على جدر غرفة الطوارئ واللي اعتدل أول ماشافه , فتح عدنان عيونه بصدمة لمن شاف بقعة الدم وسند عبد الرزاق وجلسه على الكراسي وهو يطالع في الطبيبين اللي دخلوا طوارئ النساء ..
دفن عبد الرزاق وجهه بين يدينه وهو مستند بأكواعه على ركبه , حط عدنان يده على كتفه وشد عليها وهو يقول : اذكر الله , إن شاء الله خير ..
خرج الطبيب وقال بسرعه : مين فيكم الزوج ؟؟ نحتاج توقيعه عشان ندخلها غرفة العمليات ..
وكمل : الجنين سقط و الأم عندها نزيف حاد لازم نوقفه بأسرع مايمكن ..
رفع عبد الرزاق راسه من بين كفوفه ببطء وطالع في الدكتور بعيون متسعه , ورفع عدنان يمناه بلا شعور وحطها على أعلى راسه وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , حسبي الله ونعم الوكيل ..
فز عبد الرزاق وصرخ في وجه الدكتور : كذاااااااااااااااااااااااااااااااااااااب ..
وتقدم منه بسرعه لكن عدنان تحرك قبله ومسكه من أكتافه وقال بحزم : قدر الله و ماشاء فعل ..
صرخ بهستريا : هذا كذااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااب ..
فرصع عدنان عيونه وحط كفه بحزم على فم عبد الرزاق وهو يعطي ظهره للدكتور وقال : اصبر , عارف إنك خايف عليها ..
وهمس بدون صوت : بلا فضايح ..
قال الدكتور : آسف والله على إزعاجكم بس البنت لازم تدخل العمليات بسرعه ..
لف عدنان وقال بهدوء : أنا الزوج و هذا أخوها , فين الأوراق ؟؟..
تحرك الدكتور وقال : الحقني ..
تحرك وراه عدنان وهو يحس بمشاعر غريبة مختلطه , التفت لعبد الرزاق اللي وقف وهو ساند جبهته للحائط وعاقد ذراعينه عليه وهو يقبض يدينه ويفردها ,
قطع الدكتور تفكيره وهو يقول : شكله متعلق بأخته مع إنك إنت اللي فقدت ولدك ..
قال بجمود : أنا مؤمن بقضاء الله وقدره ..
ومسك الأوراق عبأ بياناته ووقعها بدون ما يطالع محتوى الورق ورجع لعبد الرزاق اللي كان يضرب الحائط براس جزمته الرياضيه وهو على نفس الوضعيه , أول ماحط يده على كتفه , دف عبد الرزاق يده وهو يقول بسخرية : شكرا يالمنقذ يا رجل المواقف ..
ولف عليه ورماه بنظرة كره , رفع عدنان يدينه وقال بهدوء : مو أنا اللي لازم تفرغ غضبك فيه يا عبد الرزاق لكن لو تبغى تفضل ..
ضربه عبد الرزاق على صدره وهو يصرخ : لا تسوي فيها الإنسان العظييييييييييم , الفدائي اللي يضحي بنفسه عشان الجميع ..
طااااااااااااااالع فيه بصمت وهو يحاول يحس بجزء من وجع عبد الرزاق اللي صرخ وهو يدفه : لا تطالع فيني كذا , تراني أكره مثاليتك الزايده وأشوفها سلبيه ..
تراجع عدنان خطوتين من قوة دفعه وثبت نفسه عشان ما يطيح وهمس : هذي وجهة نظرك وأنا أتقبلها بصدر رحــ..
وتلقى دفعه ثانيه من قبضتين عبد الرزاق اللي صرخ بصوت هادر : لا تكلمني زي البزررررررر , لا تلكمني بهالبرووووووووووود ..
التزم الصمت وهو يدنق راسه لكن عبد الرزاق دفه للمره الثالثة وهو يصرخ : سامع اش أقووووووووووووول ؟؟ سامــــع ؟؟ قول , سوي شي ..
صرخ عدنان وهو يبعد يدينه بخشونه : اش تبغاني أسويييييييييييييييييييي ؟؟
ودفه بقوة وهو يكمل : تبغاني أضربك , أصارخ زيك , هذا بيرضيك يعني ؟؟ بيغير شي من الواقع ..
وأشر على غرفة الطوارئ وقال بحزم : مصيبتك مصيبتي ..
وصرخ : إحنا على نفس المركـــب , فلا تجي وتقولي دحين إني مسوي فيها مثالي وفدائي والهبالات اللي قاعد تقولها ..
وضرب الجدر بقبضة يده وهو يقول : اللي في الغرفة من أهلي زيك , تبغى تفرغ غضبك تعاااااااااااال , أنا جاهز , وإذا كان يريحك إني أمسح بك البلاط أنا جاهز كمان ..
حط عبد الرزاق يدينه على راسه وجلس أطراف رجوله وهو يهمس بصوت باكي : كانت حامل , كانت حامل , أختي كانت حامل ..
وغمض عيونه لمن رجعت له صورة فيوليتا وهي تصرخ فيه بالفرنسية : أنا حامل يا عبدو , أنا حامل منك , اش أسوي بهالطفل ..
وتذكر وجهها وانقلاب سحنتها لمن قالها بلغتها و ببرود ساخر وهو يحط رجل على رجل و يطالع في أصحابه الخليجين الأربعة : سقطيه , عمليات التسقيط عندكم بالمجان من كثرها ..
وتذكر دموعها وهي تخرج من المطعم وصوت ضحكات أصحابه تتبعها , وتذكر سعود وهو يقول : والله هذا اللي ناقص بعد , تبيك تتحمل مسؤولية ياهل , لو انتي ما اشتهيتي الحمال كان خذيتي حبوب ..
فتح عيونه وشاف بقعة الدم على فنيلته , فز وهو ينزع الفنيلة ورماها على الأرض وانتبه لسلسلته المزينه صدره , قبض عليها وجرها إلين انقطعت وقذفها بكل قوته , اصطدمت بالأرض وصوت رنين المعدن اللي ضرب الأرض الرخاميه يتردد على شكل صدى مختلط بصوت زحفها وهي تنزلق لمنتصف الممر , جلس على الكرسي وفز بسرعه لمن وصله صوت عجلات السرير , أشاح عدنان بوجهه لمن شاف وجه البندري وقال بحزم للمرضات اللي يجرون السرير لغرفة العمليات : cover her ...
غطوا وجهها بغطى السرير , لمح عبد الرزاق وجهها الصغير الشاحب لثانية قبل ما يغطونها , طالع في المحلول المثبت في يدها اليسار و ماتبع السرير , تذكر بكاها وصراخها , الآن عرف السبب , غمض عيونه وهو يتذكرها وهي تستسمح منه ومن ربها , أول ماعصف بعقله ~ ميييييييييييييييييييييين ؟؟ مين الحيوان اللي حملت منه ؟؟ ~
: عبد الرزاق , قوم خلينا نصلي العصر , ما بيفيدنا الانتظار ..
لف عليه عبد الرزاق وسأله بصوت غريب : بإيش تفكر دحين ؟؟
زفر عدنان وقال بصدق : والله ما أدري , عقلي مو راضي يركز على شي ..
و دنق شال فنيلة عبد الرزاق وناولها له وهو يحط يده الثانيه على كتفه وهو يقول : خلينا نصلي ..
طالع عبد الرزاق في فنيلته بصمت وسحبها وتحرك ورماها في سطل الزباله اللي في الممر وتحرك للحمامات , أول ما دخل سحب عدنان نفس وهو يتمسك بالجدار , كان يحس بضعف غريب , رمى جسمه على الكرسي وهو يحاول يسيطر على رجفة رجوله , كان يحس بكل جسمه يرتجف أقدامه , فخوذه , صدره , ذراعينه حتى أحشاؤه من الداخل حسها ترتجف , طالع في يدينه اللي تنتفض وقبضها وهو يقول بألم : يارب لا تبلانا , يارب لا تبلانا , يارب سترك وعفوك ...
وأول ما انفتح باب الحمام قام بسرعه وقال بثبات : تعال من هنا , شفت لوحة مكتوب عليها المصلى ..



************************

اسير الصمت
09-08-2012, 12:12 AM
في جدة :
شقة جاسم وأزهار :

بعد ما خلصت وردها اللي قرأته بعد ما صلت العصر قامت وجلست في الصاله , لقيت نفسها جالسه بنفس الوضعيه السابقه , صمت مايخترقه إلا تكات الساعه ونفسها , انفتح الباب وصوته اخترق سكون المكان وخرج منه وهو لابس ثوبه وغترته , طالعت فيه بتساؤل وهي تقول بصدمة : خارج ؟؟
قال ببرود : مشوار مهم , عندك مانع ؟؟..
قامت وقالت بهدوء : لا أبدا , خذ راحتك ..
وراحت لباب الشقة وقفلت الباب وسحبت المفتاح وحطته في جيب تنورتها واستندت على الباب وهي رافعه راسها بعناد , رفع واحد من حواجبه وقال : عجيييييييييييب والله ..
لفت بوزها وقالت : آسفة ما حخليك تخرج و تسيبني هنا زي قطعة الأثاث ولا تحاول تاخذ المفتاح لأني عايشة مع 3 شباب وجسمي ثقيل , يعني يدي ثقيلة وبتلقى نفسك قدام خصم عنيد ..
رفع حاجبه الثاني وقال بطفش وهو يتقدم منها ببطء : لا والله ..
ابتسمت بسخرية وقالت بشجاعة العبارة اللي لا طالما قالها لها عمير أثناء مضارباتهم وهي تدق صدرها : من جد أتكلم , تراني أعجبك وقت الشدة ..
ما يدري ليه توقف عن مشيه وطالع فيها بصدمة وبلا مقدمات ضحك من قلبه على حركتها وكلمتها لدرجة رجع راسه لورى من شدة ضحكه , لفت بوزها وقالت : ما يضحك , أتكلم جد , تراني كنت أصارع عمير الله يرحمه وأطرحه ..
هز راسه وطالع فيها وقال : الله يخلف علي حرمتي ولده ..
حمممممممرت خدودها وقالت باعتراض عفوي : لاااااااااااا ما قصدت كذا , أنا رقيقة ..
طالع فيها بشك وهو يقول : رقيقة ؟؟ ترى مداح نفسه كذااااااااااااااب ..
شكه خلاها تحط يدينها على خصرها وهي تقول باعتراض : نـــعـــم سيد جسووووووووووووم , أنا ماني رقيقة ..
قال بتريقة وهو مغتاظ من مناداتها له بجسوم : لا سميكة وغير قابله للكسر ..
تحركت بصمت وهي تخرج المفتاح من جيبها , سحبت يده وحطت المفتاح على راحته , طاااااااااااالع فيها وسحب المفتاح وقال وهو يلف حولينها و يفتح الباب : ترا وجهك صار زي البالون , شويه و تنفجرين ..
ما دري إلا وشي يضرب في ظهره , لف وطالع في علبة المناديل اللي على الأرض ورجع طالع فيها بعيون مفرصعة , لقيها زامه شفايفها وهي تطالع فيه بعيون مليانة غضب , قال بصوت هادئ مخيف : انت قد هالضربة ؟؟
قالت بعناد : إيوه , لأني صاحية من صباح الله خير وبموووووووووت من الطفش نظفت وغسلت الملابس وانت نايم وحتى بعد ما فضيت ماني قادرة أدق على أحد غير منى , والتلفزيون ما فيه قناة المجد , دورت عليها مالقيتها , حتى أكل ما في , البيت فاضي , أكلت كيكة موجودة من يوم جوازنا , يعني لو مت إنت السبب , وبعدين ..
قاطعها بتريقة : إنت لو قلتي مافي أكل كان فهمت هالحالة المتوترة اللي انتي فيها ..
قالت بغيض : لا , أبغى أروح لعمووووووووور ..
وكملت بهمس : مشتاقه له ..
زفر ورجع لها وجلس على الكنبه اللي قدامها وقال : اجلسي ..
كانت تحس برغبة إنها تعانده لكنها رجعت وجلست , قال : بروح لعمي عشان أشوف اش سوى في الموضوع , يمكن الموضوع ما ياخذ أكثر من ساعة و بعدها أرجع وأوديك لعمورك ..
لفت وجهها وقالت بصدق : ساعة كثير , ترا لو ماصحيت ونمت كمان شويه كان لقيتني أصفق راسي بالجدران ..
زفر وقال : طيب إلبسي عبايتك , تجلسين في السيارة إلين أخلص موضـ ..
اختفت من قدامه في لمح البصر , دقيقة و لقيها واقفة قدامه بعبايتها وهي تلبس قفازتها , حك حاجبه وقام بصمت ولمن مر من عندها ضربها على كتفها بقوة وقال : لاعاد تمدين يدك , سامعه ؟؟ هذي آخر مرة أحذرك ..
خرج , خرجت وراه وهي تحك كتفها اللي وجعها من ضربته القوية بعد ما قفلت أنوار الغرف وخلت نور المدخل بس , كان واضح من ملامحه ونفسه الحاد إنه ماكان يبغاها تجي معاه لكنها فعلا كانت محتاجة للخروج لأي شي يشغلها عن الأفكااااااااار والسكون اللي ذبحها والأهم من هذا كله إنها تبعد هالشعور المرعب عنها عشان ما يسيطر عليها , وقف عند سيارة بنز سوداء بقرب محطة ونزل منها وراح لصاحب البنز , وقف جنب الطاقة وهو منحني ويكلم صاحب السيارة , وشويه خرج صاحب البنز واللي عرفت أزهار إنه عمه صالح اللي شافته في ملكة حسان , راحوا يمشون لكشك القهوة اللي عند المحطة وهم يتكلمون بحماس ..


***********************

من وسط سيرها اللي أنهكها :
في أسواق طيبة :

رفعت سحر جوالها وهمست : نــعـــم ..
وصلها صوت الهنوف وهي تسأل : وليش تهمسين ؟؟
همست وهي تطالع في العنود الماشيه قدامها : إحنا في السوووق , العنود كسرت رجولي بالمشي , انت فين ؟؟..
وصلتها ضحكة الهنوف وهي تقول : أنا زيك , سلافه جرجرتني عشان تبغى بلوزة من برمود عليها تخفيض فقلت أتصل عليكم أشوف انتم فين ؟؟ لأني بأرجع الفندق عشان أتطمن على بندورة ..
: ليش , اش فيها البندري ؟؟
: تعبت ورجعت وريم زعلانه وتصيح مارضيت تجي معانا ...
: طيب , شويه ونجي , يلا مع السلامه ..
التفتت لها العنود وسألت بلهفة : قالت لك شي على ريم ..
ابتسمت وقالت : تقول إنها جلست في البيت ..
سحبت العنود نفس وقالت وهي تغير وجهتها : طيب يلا نرجع الفندق , تعبت من المشي ..
رفعت سحر يدينها وهي تهمس : شكرا يارب ..
ولمن التفتت لها العنود نزلت يدينها على طول , قالت العنود : خلينا نمر نشتري سندوتشات طعميه ..
قالت سحر باستنكار : كماااااااااااااااان , ماشبعتي طعميه ..
هزت العنود حواجبها وقالت بخبث : أحد يشبع من الطعميه ..
ضربتها سحر وسحبت غطاها وقالت : غطي عيونك , أكره هالنظرة اللامعة يالوصخه ..
ضحكت العنود وهي تلحق سحر اللي حلفت ما تروح لمحل الطعمية , كانت تستمتع بشوفة ردات فعل سحر , عشان كذا تغيضها , عزمت إنها تروح وتحل الموضوع , وتتحمل العواقب ..


************************

بعد هذا بنصف الساعة :

: يا حسرتيييييييييييييييي على بنتي , يا حسرتي على بنتي ..
ضمت الهنوف أمها وهي تجاهد عشان ما تبكي وهي تقول : يمه لا تسوين في نفسك كذا ..
وقالت حنان وهي تحط يدها على فخذ هدى : أذكري الله ياهدى ..
قامت هدى ووجهها غرق دموع وصفقت يدينها في بعض وهي تقول : ياحسرتيييييي على بنتي ..
غطت سلافه وجهها بيدينها وهي تصيح و حطت راسها على كتف ريم اللي وقفت تطالع فيهم بخوف , انفتح باب الجناح ودخلت منه العنود وهي تلهث , فتحت غطاها وصرخت برعب : مالقيتوهاااااااااااااااااااا , مالقيتوهااااااااا ..
مسكتها سحر من أكتافها وقالت : العنود اهدي ..
صرخت العنود : فين رااااااااااااااااااااااحت ..
ولفت على الهنوف وصرخت : انتي كنتي معاها ..
بكت الهنوف وهي تقول : قالتلي تعبانه ورجعت للفندق وما أدري بعدها فين راحت , قلت أكيد بتكون بخير عند ريم ..
هزت ريم راسها وقالت : ما جات هنا ..
دق باب الجناح بقوة وصوت أحمد يقول بحزم : اش هالأصوات ؟؟
ضربت هدى صدرها وهي تقول من بين دموعها : ياويلي بنتي راحت , بنتي راحت ..
قالت سحر وهي تغطي وتأشر لأمها وسلافه يدخلون جوة : تفضل يا عم ..
كانوا الشغالات واقفات عند باب المطبخ يطالعون بخوف ونور تصيح , دخل عبد الكريم , قالت العنود أول ما شافته : أبويــــه , البندري مي فيييييييييي ..
صرخ أحمد : كــــــيـــــــــف ؟؟
ضمتها سحر تهديها وهي تقول بهدوء : عمي , البندري كانت راجعة للفندق لوحدها , ودحين يوم رجعنا ما لقيناها في الجناح , دقينا على جوالها ما ترد ..
طالعت فيه زوجته وقالت من بين دموعها : بنتي يا أحمد , بنتي راحت ..
تقدم لها بسرعة وضمها وهو يقول : لا إن شاء الله خير , إحنا في بلد آمان والبنت مهي صغيرة ..
غصب عنها حست سحر بدمها يتجمع في خدودها من الخجل , لفت وجهها ومسحت شعر العنود اللي واضحه الصدمة على وجهها وهي تقول : عنيدي , إن شاء الله إنها بخير ..
تحركت ريم وضمت الهنوف الجالسه على الكنب ودافنه وجهها بين ذراعينها وهي تصيح من قلبها , وصلهم صوت عبدالكريم وهو ينادي أحمد ويسأله اش صار , قامت سحر وراحت لأبوها , طالع فيها بتساؤل وهو يقول : اش هالأصوات ؟؟ اش صار ؟؟ عمك أحمد وينه ؟؟
قالت بتردد وهي تشوف سامر وماهر واقفين وراه : البندري مهي في ..
فتح سامر فمه فدقه ماهر وسحبه وهو يقول : اشششششششش , عدنان قال لا تتكلمون ..
: يالغبي يحسبونها مخطوفة , أمها بتموت ..
التفت عبد الكريم وقال بصوت صارم : حمود ومحيميد اش عندكم ؟؟
ابتسموا في وقت واحد , رماهم بنظرة حادة خلت سامر يقول : البنت راحت مع أخوها رزوق ..
صرخت هي وأبوها : ايييييييييش ؟؟
قالوا مع بعض : شفتها بعيوني ..
وكمل عبد الكريم بعصبية : وليه ما تكلمتوا من بدري ؟؟
دخلت سحر على طول وقالت : يقولون شافوها تروح مع عبدالرزاق ..
ساد صمت فضيع في المكان قطعه أحمد اللي كان يدور في جيبه وقال بعصبية للعنود : هاتي أي جوااااااااال ..



************************

وقف عدنان أول ما شاف الدكتور جاي , قال الدكتور ببرود : أحتاج بطاقة هوية للمريضة ..
التفت عدنان لعبد الرزاق اللي فتح شنطتها وخرج المحفظه حقتها , زفر براحه لمن شاف بطاقتها الجامعية وناولها له وهو يقول : ماعندها بطاقه مدنيه لسه ..
طااااااالع في البطاقة بتمعن وقال : بطايقكم لو سمحتم ..
سأل عبد الرزاق : ليه ؟؟ في شي ؟؟
خرج عدنان بطاقته وناولها للدكتور وهو يقول : عبدالرزاق أعطيه البطاقة ..
طالع في بطاقة عبد الرزاق وقال : إذا إنت فعلا أخوها ..
قام عبد الرزاق وقال بعصبية : لا حرامي سارقها وجايبها المستشفى ..
مسك عدنان ذراعه وضغط عليها وهو يقول للدكتور : سامحنا هو شويه متوتر ..
طالع فيه الدكتور وقال ببرود فضيع : أخوها المتوتر حيزيد توتره لو شاف الكدمات اللي سببت النزيف الحاد اللي صار لها ..
وطالع بضيق في عدنان وهو يكمل : زوجها قاعد يعتدي عليها بالضرب يا أخ عبد الرزاق ..
انصدموا بكلمته , ولمن قال الطبيب : أنا لازم أبلغ عن اللي صار ..
تحرك عبد الرزاق وقال برجاء : دكتور ما يحتاج هذا كله ..
طالع الدكتور فيهم وقال : هذي مسؤوليه , لازم أبلغ ..
حاولوا فيه إنه ينهي الموضوع ودي ويسأل البندري وهي حتقوله إنه زوجها ماكان يتعامل معاها بعنف لكنه أصر , قال عدنان وهو يقبض على يد الدكتور بقوة : دكتور الموضوع ما يتحمل تدخل شرطة , إنت عندك أخوات , أم وأب ؟؟ عندك أهل تخاف على سمعتهم ؟؟
وزاد قوة قبضته وهو يقول : أسألك بالله ما تبلغ وتزيد الطين بله ..
وطالع فيها برجاء , استوعب الدكتور الموضوع , نقل بصره بين عدنان وعبد الرزاق , كانت ومازالت تحدث مثل هالمواضيع كثير , قال وهو يسحب يده : طيب , بس البنت يبغالها راحه لمدة أسبوع على الأقل , صار في تهتك بسيط في جدار الرحم بسبب الكدمات وهو اللي سبب الإسقـ .. والنزيف , لكن إن شاء الله مافيه تأثير على قدرتها على الإنجاب لاحقا , سوينا لها تنظيف ووقفنا النزيف والحمد لله ..
وزفر وقال : هذا كل شي , آآآآآآه والعمليه بخمسة آلاف ..
قال عبد الرزاق بصدمه : ما معي هالمبلغ ..
خرج عدنان بطاقة البنك وناولها للطبيب وقال : ممكن أدفع بالبطاقه ..
أشر له الدكتور يمشي معاه للإستقبال وهو يقول : طبعا ممكن , تفضل من هنا ..
مشي معاه عبد الرزاق وهو يسأل : دكتور ممكن ناخذها دحين ؟؟
هز راسه بلا وقال : مستحيل البنت على الأقل لازم ترتاح يوم , كانت حتموت بين يدينا بسبب النزيف , كويس اللي لحقتوا عليها , لا قدر الله لو جبتوها بعد بخمس دقايق كان ماتت ...
قال عبد الرزاق من بين أسنانه : ياليتني ماجبتها ..
لف عليه عدنان باستنكار وهو يقول : عبد الرزااااااق ..
ورجع لف وهو يستغفر بضيق , دفع فلوس العملية ووقع ورقة إخلاء مسؤولية لأنه أصر يخرجها على طول , دق جوال عبد الرزاق , رفعه وقال بخوف : أبويه ..
قال عدنان : صرفه بأي تصريفه ..
رد عبد الرزاق وقال : هلا أبو.........
وصله صراخ أحمد : الله لا يهلي فييييييييييك , انت وينك ؟؟
ماعرف اش يرد وهو مصدوم من عصبية أبوه اللي ماتطلع إلا فيما ندر , صرخ فيه أحمد : تكلــــم , البندري معااااااااااااك ؟؟
طالع في عدنان اللي أشر له إيه , هز أكتافه وقال : إيـ...........
قاطعه أحمد : تاخذ أختك ولا تعلم أحد , أمك وأخواتك ماتوا صيااااااااح من الخوف على بالهم البندري انخطفت , ماعندك مسؤولية , ما تحسسسسسسسسس , أنا نفسي أعرف متى تفكر زي الأوادم وتحسب ألف حساب للي تسويه , متى تصير رجااااااااااااااااال ..
بعد عبد الرزاق الجوال عن إذنه وطالع في عدنان اللي ضرب جبهته لمن سمع كل كلمة قالها عمه بسبب علو صوته , كيف نسيوا حكاية إنهم ماحيلقون البنت وماحيعرفون هي فين , شكل الخوف والصدمة طيرت عقولهم , أشر له تكلم وهو يهمس : تعبانه شوي ..
: عبد الرزاااااااااااق يالكللللللب ..
حط عبد الرزاق الجوال على إذنه وقال وهي عاض شفته : هلا أبويه , والله البندري كانت تعبانه شويه عشان كذا وديتها المستشفى مع عدنان و ماحبيت أخوفكم ..
كان لأول مرة في حياته يسمع سباب من فم أبوه , رجع صوت أبوه اللي اعتاد عليه مليان خوف وحنان وهو يسأل : ليه ؟؟ صار لها شي , أختك صار لها شي ..
قال بسرعة وهو يحاول يهدي وجعه ويخفي احتقاره : لا ما بها إلا العافيه ..
: في أي مستشفى , بأجيكم ..
طالع برعب في عدنان اللي مو عارف اش قال عمه , وقال وهو يأشر لعدنان : لا مايحتاج تجي ..
فتح عدنان عيونه على آخرها وخرج قلم من جيبه وكتب على راحته شي وحطه قدام عبدالرزاق اللي قرأ وقال : خلاص إحنا اطمنا عليها وأخذنا العلاجات ودحين خارجيين و جايين ..
: خلاص أستناكم عند باب الفندق ..
هز راسه وقال : لا أبويه , يمكن الطريق زحمه , إذا قربنا أدق عليك , يلا مع السلامه ..
وصك الجوال وقال : يبغى يستنى الـ**** عند باب الفندق ..
ضربه عدنان على كتفه وهو يقول باستنكار : يالوقح , ماتقول هالكلمة على أختك ..
ابتسم عبد الرزاق بسخرية وقال : ليه هي ***** ولا ما حملت ..
زفر عدنان وقال : ولو , ما أسمحلك تقول هالكلمة عنها سامع , تحرك يلا خلينا نخرجها بسرعة قبل ما يجي أبوك ..


************************


صك الجوال وقال براحه : طلعت مع رزوق ..
مسحت هدى دموعها وهي تسأل : واش حكاية المستشفى ؟؟
ابتسم وقال : يقول تعبت شويه ودحين هم راجعين ..
في ذيك اللحظة جلست العنود على الكنبه وانفجرت تصييح من قلبها , انفجع الكل من صياحها العنيف , ضمتها سحر وهي واقفه جنبها وتضحك وتقول : يعني من أول حاطة نفسك قويه ..
ضحك الكل على ردة فعل العنود المتأخره , خرج أحمد من الجناح وخرجت حنان وسلافه من الغرفه , ضمت حنان هدى وهي تقول : قلتلك إن شاء الله خير ..
قامت ريم من عند الهنوف وراحت للعنود وصاحت وهي تجلس على ركبها وتدفن وجهها في فخوذ العنود وهي تقول : آسفه ..
زاد صياح العنود وهي تدفن وجهها في شعر ريم وهي تضمها وهي تقول : أنا اللي آسفه ..
رفعت سحر راسها لفوق وبلعت غصة وقفت في حلقها وقالت وهي تهفهف على عيونها اللي بدأت تدمع : الله يقطع شركم يعني لازم تصيحون الواحد ..
ضحكت سلافه وقالت : wooooooooow like opera show ...
ضربتها الهنوف الباكيه وهي تقول بغيض وعصبية : أوبرا في عينك ..
ضحك الكل على ردة فعلها خاصة لمن طالعت فيها سلافه باستنكار وهي تبعد عنها كم خطوة وهي تقول بصوتها المدلع : ما توقعتك monster ...


*************************

دخل عبد الرزاق وعدنان الغرفه بعد ما خبرتهم الممرضه إن البندري فاقت , وقف عدنان في الممر وهو ماوده يدخل بس لزوم التمثليه اللي مسوينها , ودخل عبدالرزاق عندها , كانت منسدحه ومغمضه عيونها الغائرة وسط بقعة داكنه , توه انتبه إنها مهي أخته اللي تعود عليها , مهي البندري بكل نضارتها والمرح والشباب اللي كان يصرخ به وجهها الأبيض الصافي , لمن فتحت عيونها بتعب مسح دمعه خانته , انتبهت إنه في واحد واقف عندها همست : أنا فين ؟؟
وصلها صوت بااااارد يقول بخشونه وجفاء : في المستشفى ..
فتحت عيونها على اتساعها لمن استوعبت كل اللي صار والتفتت لعبد الرزاق , غرقت عيونها بالدموع وهي تهمس : عبد الـ...
قاطعها بحزم : لا تنطقين اسمي على لسانك , أنا بريء منك ومن اللي سويتيه ..
صاحت وهي تهمس بضعف : سامحنيييييييي , والله ندمانه ..
رماها بنظره شذره وقال : ندمانه , اش ينفع الندم ؟؟ فقدتي شرفك وانتهى كل شي , البنت بشرفها يعني انتي دحين ولا شي ..
زاد صياحها ورفعت يدها النحيفه بضعف وحطتها على وجهها وهي تقول : سامحني , سامحني ..
طالع في يدها اللي مثبت في أعلاها إبرة المحلول بلاصق أبيض ضخم محتل ثلاثة أرباع يدها الصغيره , كان وده يضمها , يرص على يدها , لكنه قتل هذا كله وهو يذكر نفسه إنها خاينه , خانتهم كلهم , قال ببرود : أبويه وأمي والعنود والهنوف , الكل مقطع نفسه صياح عليك مادروا عن اللي تسوينه من وراهم , أبويه المسكين يقولي بأستنى عند باب الفندق من خوفه عليك , مايدري إنه بنته مجرد ***** ..
وصله صوت عدنان الحازم وهو يقول : عبدالرزااااااااااااااااق ..
تجاهل تحذيره وهو يكمل : الدكتور قال لو تأخرنا عليك خمس دقايق كان متي , ماتصدقين قد إيش تمنيت إني ماأخذتك المستشفى ..
كانت كلماته زي اللي يضرب في ميت , انفجرت تصرخ : انا قلت لك لا توديني مستشفـــى , ليه ماخليتني أموت ؟؟ أنا أبغى أموووووووووووت , الموت أرحم لي من اللي أنا فيه , والله أرحم منك ومن اللي سواه عبدالرحمن ..
وضربت الفراش بقبضة يدها وهي تصرخ بهستريا : ليه ماخليتني أموووووووووووووت أنا أبغى أمووووووووووووووووووووووت ..
وصرخت من أعماقها : ياربي خذني والله أبغى أموووووووووووووووووت , ياربي ليه ماتاخذنييييييييييييييييييييييييييي ..
تراجع عبد الرزاق مصدوم من الاسم اللي تردد ومن صراخها ورجع مسكها وهو يقول : بندري خلاص ..
وهزها وهو يصرخ : خلاااااااااااااااااااااااااااص ..
طالعت فيه من بين خصلات شعرها المتناثرة على وجهها الشاحب ورفعت يدينها ولفتها على رقبته , ضمته وهي تصيح من قلبها وهي تقول بصوت كسير : لا تخليني لوحدي , عبدالرزاق الله يخلييييييييييييييييييك , خليك معايا , تكفى يا أخويه لا تخليني , لا تسيبني , والله ندمانه , والله كرهت الدنيا وكرهت عبد الرحمن , عبدالرزاااااااااااااااااق لا تسيبني لوحدييييييييييييييييي , والله أنا أموت في اليوم مية مرة , تكفى لا تخليني , تكفى خليك جنبييييييييييييييييي , لاتسيبنيييييييييييييييييي ..
قبض يدينه قبل ما يضمها وبعدها وهو يقول بخشونه : اهدي , لازم نخرج دحين من المستشفى , وأنا ما أبغى أبويه يحس بشي لأنه لو دري ..
وطالع فيها بنظرة محتقرة وقال : بيموت ..
وخرج من عندها , رجعت انسدحت وهي تصييييييييييييييييح من أعماقها صياح هز جسدها النحيل , خرج من ورى الستارة لقي عدنان مو موجود , خرج من الغرفة لقيه واقف في الممر وهو مدنق راسه بصمت , رفع وجهه الواجم أول ما سمع صوت الباب , طاااااااااااااالع فيه عبد الرزاق بصمت , تغيرت ملامح وجهه وانفجر يصيح وهو يتقدم لعدنان , ضمه عدنان وهو يرصه بقوة , صرخ عبد الرزاق بقهر من بين دموعه : أختي ياعدناااااااااااان , أختي الصغيرة يا عدناااااااااااااااااااااااااااان ذبحها ولد عميييييييييييييييييييييييييييي ..
ضمه عدنان أكثر وهو يحسه بينزلق من بين يدينه وهو يقول : اصبر يا عبد الرزاق ..
صرخ عبد الرزاق بحسرة وهو يقبض على أكتاف عدنان : هذي أختي , أختي ياعدناااااااااااااااااااااااااان , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ياحسرتييييييييييييييييييييي , ياحسرتي علييييييييييييييك يالبندري ..
بالقوة هداه عدنان وجلسه على الكرسي وهو يسقيه مويه جابها من البراده وهو يقول : اشرب وخلينا نتحرك , ما أبغى عمي يجي ..
سخف قلبه وهو يشوف منظره المتهالك بفنيلته الداخليه على بنطلونه الجنز ووجهه الشاحب , كان حاس بالسكاكين اللي يحسها في قلبه كإن اللي صار لأخته مو لأخت عبد الرزاق ..
انفتح الباب وخرجت منه البندري وهي تسحب رجولها سحب , قام عبد الرزاق ورماها بنظره حاده وتحرك قبلها , نزلت راسها أول ماشافت عدنان وتمسكت في الخشب المثبت بطول الممر ومشيت بتثاقل , تحرك عدنان بخطوات بطيئة وهو يطالع في عبدالرزاق المتقدمه بمسافه ويستمع لصوت تسحيب أقدام البندري , كان يحس بثقل في قلبه , ولمن سمع صوت ضجه وراه التفت وانصدم لمن شافها طايحه على الأرض , تصنم مكانه مو عارف اش يسوي , التفت لعبد الرزاق اللي وصل لنهاية الممر والتفت لهم وماتحرك رغم مشاهدته للمنظر , تحرك بسرعة وقال للممرضة : can you bring a chair please
ووقف إلين جابت الممرضة كرسي وساعدت البندري وجلستها عليه , طلب منها بأدب إنها تدفها وتحرك قبلها , ولمن وصلوا للسيارة ساعدتها الممرضة ودخلتها السيارة , شكرها عدنان ودخل وحرك السيارة اللي سادها صمت خانق ..


************************


بعد ساعة انتظار دخل السيارة وعلى وجهه علامات غير مقرؤة , دخل بسرعة وصك الباب وما فتح فمه بحرف , تحرك بالسيارة وراح لبيت ما عرفته أزهار , خرج و دق الباب وخرج له واحد جلس يتكلم معاه طويييييييييييييييل قبل ما يرجع , ونفس الشي انعاد , ما فتح فمه بحرف ولا طالع فيها , وقف عند الإشارة والتفت يبغى يفتح الدرج اللي قدامها , رجع على ورى قبل ما يفتحه وهو يقول بصدمة : بسم الله , انتي هنا ..
طااااااااااااااالعت فيه بصدمة وقالت بتريقه عفويه : لا هناك ..
رماها بنظرة حادة , عضت شفتها بقوة , كانت عارفه إنه تعاملك مع الأخ يختلف عن تعاملك مع الزوج اللي لازم يصبغه الإحترام , لكنه يجبرها على هالشي , ابتسمت الابتسامة الكرتونيه , زفر وفرك عيونه وقال بهدوء : سوري نسيتك ..
كلمته طعنتها في الصميم , هل هي لهالدرجة غير مهمة , له كم وهو يدور ويكلم رجال ويرجع , هذا كله و ما انتبه لها إلا تو , كيف نسيها أصلا إلا لو كانت هي مهي مهمة ولا هي ماخذه من عقله حيز , التزمت الصمت للحظه قبل ما تقول بهدوء : لا عادي , شكلي حفلت عليك و انت مشغول ..
قال بهدوء : لا انتهينا من الموضوع الحمد لله ..
وسكت , التفت له بكل جسمها وهي تقول : انتهيتم من الموضووووووووووووع ؟؟
طالع فيها وسأل : وليش معليه صوتك ؟؟ خرمتي طبلة اذني ..
قالت بلهفة : انت قصدك موضوع البندري ولا موضوع ثاني ؟؟
: موضوع البندري ما غيره , عمي كلم عبد الرحمن هزأه وقاله إن البندري حامل وهو جاي اليوم المسا إن شاء الله ..
قالت باعتراض : وليه ماقلتليييييييي من أول ؟؟
قال بهدوء وهو يحرك السيارة : مو قلتلك إني نسيتك ..
صرخت بداخلها ~ لا تعييييييييييييييدهاااااااااااااااااااااااااااا يالدببببببببببببببببببببب ~ والتزمت الصمت للحظة قبل ما تقول متجاهله ألمها : مادام خلصت مشاويرك وقف خلينا نصلي المغرب وإذا تقدر ممكن نروح بعدها نشتري كيك وعصير عشان ناكلها عند عمور ..
مارد عليها , وهي ما حاولت تخترق الصمت , هي مقدره اللي هو فيه لكن مفروض مادام انحل جزء من الموضوع يعطيها شوية وجه , مو كافي من قبل زواجها وهي من مصيبة لمصيبة , قررت إنها ما تفتح فمها أبدا قبله , بتشوف متى يفكر يكلمها , وقف عند مسجد وخرجت هي كمان تبغى مصلى النساء , سألها : على وين ؟؟
قالت بهدوء : بأصلي في المصلى ..
: صلي لا وصلنا البيت ..
قالت بهدوء : المغرب يروح وقته بسرعة ..
سمع في نبرة صوتها شي غريب , طااااااالع فيها لكنه ما قرأ شي بسبب عيونها المسدل عليها الغطا , صك بابه بصمت , صلوا المغرب وخرجت بعد ما رن على جوالها , راحوا لمحل الحلويات , وتأكد إنه في شي لمن ما زنت عليه عشان تدخل معاه للمحل , اشترى كيك وورق عنب وعصيرات وخرج , وصلوا للعمارة , استنته إلين خرج ومشيت معاه وهي تحس بكل المشاعر الغريبة تختفي , ابتسمت وقالت بحماس : تراه يمكن لسه ماجا من المقرأه , بس أحسن عشان نسويها مفاجأة ..
ما علق وهو يطلع معاها , دقوا الجرس ولمن ما فتح أحد خرجت مفتاح من شنطتها وفتحت الباب ودخلت وهي تقول السلام , كان البيت ما يدل على إنه بيت عزابي إلا بالملابس المكومة في كيس عند الباب والمطبخ اللي كله أكياس أكل جاهز , طالعت بحزن في أكياس البيك والطازج ومحلات الشاورما وقالت : يا حبيبي يا أخويه , طول عمره ما يحب ياكل أكل برى ...
حط جاسم الأكياس على الطاولة وقال : كل عزابي لازم يتعلم أكل المطاعم ولا بيموووووووت جوع ..
فصخت عبايتها وعلقتها وهي تتجنب تدخل غرفتها المغلقة , و قالت : بأنظف له المكان ..
سألها وهو يشوفها رايحة تعلق عبايتها وترجع بهمة عشان تنظف : الولد مابيموت لو دخل وشافنا نستناه ومستحلين البيت ..
ضحكت وقالت : لا إن شاء الله , تعال ساعدني ..
رفع حواجبه وهو يطالع فيها باستنكار وتحرك خارج وهو يقول : أنا حأجلس في الصاله ..
طالعت في أرجاء المطبخ , ياما ناكشت أمها هنا ونغزت لها خصرها وهي تفاجأها من وراها لأنها تعرفها ماتحب أحد يلمس جنبينها , شالت أكياس الأكل وخرجت كيس زباله جديد وحطت فيه الأكياس وبدأت تخرج قدر وتفك الرفوف عشان تدور على اللي تبغاه اتصنم بصرها على أكوابهم اللي اشترتها من واحد من المعارض اللي أقيمت في الجامعة , كانت بيضا مرسوم عليها قلب كبير أحمر ومكتوب على كل كوب وسط القلب اسم صاحبه , تلمست الأسماء المكتوبة بخط أسود بارز ( عموري , عمور , عمرو , نور الدنيا , أحلى زهره ) , ياما علقوا عليها ليش مادحه نفسها في الكوب , وهزأها عمير ليش ماكتبته أبو مصعب , صكت الدولاب وسحبت نفس عميق وابتسمت وهي تقول : هي الدنيا كذا يا أزهار ..
وخرجت وهي تقول : جاسم أسوي مكرونة و لا أحط نواشف ..



**********************

أول ماوصلت السيارة عند باب الفندق شافت البندري أبوها من ورى القزاز واقف عند الباب , نزل الدرجات بسرعه , حست بخنقة الدموع ترجع لها ..
فتحت الباب وخرجت بسرعة ومدت يدينها وهي تقول بصوت باكي : أبويـــــــــــــــــــــــه ..
تلقاها بين ذراعينه وضمها وهو قول : يا حبيبة قلبه , سلامااااااااااااات والله , سلامات يابنتي ..
زاد صياحها وهي تقول بحرقه : سامحني يابويه , سامحنيييييييييييي ..
طالع في عبد الرزاق وعدنان اللي عزموا في السيارة إنهم يخفون الموضوع , أشاحوا بوجيههم عنه , قطب حواجبه وهو يحط ذراعه اليمين ورى ظهر البندري ودنق وحط ذراعه اليسرى ورى ركبها و شالها , تعلقت برقبته وصياحها يزيد , رماهم بنظرة غريبه وهم يطالعون فيه بصدمه , كان وجهه محمر من ثقل البندري اللي رغم نحفها كانت ثقيله على واحد في سنه وتحرك يطلع بها الدرج , لحقه عبد الرزاق وقال : أبويه ..
رماه بنظره حاده وقال بحزم : بنتي وأقدر أشيلها , شلتها سنيييييين ماني عايز أشيلها بعد ما كبرت ..
وضمها لصدره وهو يتحرك للمصعد , وقف عبد الرزاق مكانه وهو مصدوم من أبوه , وقف جنبه عدنان وقال : اش فيه ؟؟
هز عبد الرزاق أكتافه وقال : ما أدري ..
في المصعد ضمها لمن همست بضعف : أبويه نزلني ..
وقال بمحبه : لساعني شباب , والعنود بتخطب لي نجديه حلوه , ماقالت لك ..
وطالع فيها وقال بألم : نحفتي كثير , أكثر من أول ..
طالعت فيه وصاحت وهي تضمه وهي تهمس : تكفى أبويه لا تكرهني ..
ضمها أكثر وهو يقول باستغراب : ما في أب يكره جزء من روحه ..
وتحرك لمن وصل المصعد ومشي للجناح ودق الباب برجله , فتحت العنود الباب وصرخت : ياسلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام , ليش شايلها ؟؟ شيلني ..
نزلها أبوها وقال وهو يلهث ووجهه محمر ومعرق من التعب : أختك تعبانه عشان كذا شلتها يالغيارة , و انتي دبه ما أقدر عليك ..
قبل ماتتكلم رمت البندري نفسها على صدر العنود وهي تصيح , ضمتها العنود وقالت : بسم الله عليك , خلاص خلي أبويه يشيلك مابحاربك ..
قال أبوها بابتسامة وهو يحط يدينه على راس العنود والبندري : انتبهي لأختك ..
استغربت العنود لهجته ونظرته , جات الهنوف وأمها وانشغلوا بالبندري ..
التفت أحمد لعدنان وعبدالرزاق اللي وصلوا وتقدم منهم بحزم , قال لعبد الرزاق : تحرك للجناح , أبغى عدنان في كلمة راس ..
ولمن شافه متردد قال بلطف : عبد الرزاق تحرك ..
راح عبد الرزاق ووقف عدنان مقابل لأحمد وهو خايف من اللي بيقوله عمه , بيقدر يكذب عليه ويصرف الموضوع , طاااااااااااااااااااالع فيه أحمد وهمس بوجع : وجهك ووجهه يقول إنه في شي ..
قال عدنان بهدوء : لا عمي مافي شي , هو بس الفجعة اللي أخذناها يوم تعبت ..
مسكه أحمد وقال برجاء : عدنان إذا بنتي فيها شي قولي ..
انعصر قلب عدنان عصر وحس لحظتها بكككككككككره عميق للبندري اللي كسرت شموخه ودفنت راسه في التراب ومع مييييييييين ؟؟ مع ولد أخوه , اغتصب ابتسامة وقال : عمي قلتلك ..
قاطعه بخوف : الخبيث ..
انصدم عدنان من اللي قاله وقال : لا ياعـ...
قاطعه أحمد مرة ثانية : النظرة اللي تبادلتها مع عبد الرزاق فهمتني كل شي و البندري نحفانة ومتغيرة كثير عن أول ..
طالع فيه عدنان بألم لكنه قال بهدوء وهو يزيد ابتسامته : عمي الله يهدييييييييييك خيالك جمح , والله البنت مافيها شي , تعبت شوي , الدكتور قال غذوها وريحوها أسبوع وإن شاء الله بتصير أحسن من أول ..
و نزل راسه على طول لمن قال أحمد بصوت متهدج : الحمد لله , الحمد لله ..
ورجع ابتسم وقال يفهمه : أنا صرفت عبد الرزاق لأني أعرفه دفش , بيرمي الكلمة لو طلع في أخته شي ومن دون مايمهد ..
ابتسم عدنان وقال بهدوء وهو يهز راسه : الله يهديه ..
وضحك رغم كل وجعه وقال : صراحة يا عم , ماتخيلت إنك خواف ..
زفر أحمد وقال : هذولي البنات هم نقطة ضعفي , أحبهم حب فوق الوصف ..
واتسعت ابتسامته أكثر وهو يقول : حتحس باللي أقوله يوم يرزقك ربي بنوتة حلوة ..
وكمل بفخر : والله يوم قلي أبوك على خطبتك للعنود حسيت بفرح ماله حدود ..
فتح عدنان عيونه على اتساعها رغم عنه وقال بتلعثم : خطـ.....خطـ...خطبتي ..
استغرب أحمد تلعثمه وقال : أبوك ماقلك إنه قالي على موضوع خطبتك , و الله فرحت من قلبي ...........
اختفت كل الأصوات وساد صمت قاتل , كان يشوف أحمد يتكلم لكنه مايسمع ولا شي من اللي يقوله , صرخ بداخله ~ عدنان تمالك نفسك قدام عمك , بس اش اللي يصير ؟؟ أنا متى خطبت هالبنت ؟؟ متى قلت إني أبغاها ؟؟ وساااااااااااامر , يارب , يارب ~ خرج من أفكاره لمن حط أحمد يده على كتفه وقال : مو عشان إني أبوها أقول لك هالكلام , لكن والله يالعنود عندي بكنوز الدنيا , غير عن كل أخواتها وأنا و و الله يشرفني إنك تكون زوجها , تمنيتك بصدق لوحده من بناتي والحمد لله ربي حقق أمنيتي ..
نزل راسه وماقدر يتكلم , ماقدر ينطق , اش يقول ؟؟ كان أحمد يطالع فيه بفرح وسعادة , مين اللي حطه في هالموقف ؟؟ مين المسؤول ؟؟ أبوه , أمه ولا وحده من أخواته , مستحيل أبوه يتصرف بخطوة قبل مايشاوره فكيف موضوع يتعلق به , لمن سحب أحمد يده ووجهه يحمل نظرة غريبه رفع يده بسرعة ورجع يد عمه على كتفه وقال : والله الشرف لي إني حأناسبك ..
سحب أحمد يده وغطى وجهه بسرعة مامنعت عدنان إنه يلمح دمعة يتيمة تسللت من عينه , بلع ريقه وهو يحس نفسه وقع بكلمة على ورقة سوداء تشرح مستقبل مجهول , جا أبوه وسأل بخوف : وينكم ؟؟
قال أحمد بفرح : كنت أبغى أطمن على البندري وأبارك له على الخطبة ..
ابتسم عبد الكريم وقال : الله يهديك يا أحمد , من يومك مستعجل , قلتلك ولدي يستحي خليني أعطيه خبر إني كلمتك بعدين كلمه ...
اغتصب عدنان ابتسامة وقال : خلاص وصلني الموضوع الله يتمم اللي فيه الخير ..
وكمل بصوت واثق قوي : لكن أطلب منكم طلب , الموضوع يظل طي الكتمان إلين أتكلم في الموضوع لأنه في أشياء ضرورة خاصة بي لازم أتأكد منها قبل ماأأكد الموضوع ..
هزوا روسهم ورجعوا يتكلمون , وجعته نظرة الفرح والسعادة في عيون الاثنين وهم يتكلمون عن تحقق أحلامهم اللي لاطالما تمنوها لو تم الموضوع , استأذن وراح للجناح وأول مادخل لقي التوأم قاعدين في الصالة منسدحين وساندين راسهم على نفس التكاية وهم يطالعون في تحليل مباراة , طاااااااااالع فيهم بصمت بعدين قال : سامر , أبغاك في كلمة راس ..
نط ماهر وقال بطريقة طفولية : وأنا ..
ابتسم عدنان وقال بمحبة : يجي وقتك , لاتستعجل , دحين أبغى سمور بس ..
وتحرك وخرج من الجناح , تبادلوا نظرة مطولة وتحرك سامر ولحق عدنان وهو يتساءل بداخله عن السبب اللي عشانه ناداه عدنان ..


***************************


ابتسمت البندري وهي تشوف أخواتها والبنات كللهم راكبين على السرير جالسين حولينها وهي منسدحة وهم يسولفون ويشرحون لها على خوفهم واش سووا لمن جوا واكتشفوا عدم وجودها , قالت بتعب : تراني سمعت هالقصة مية مرة , قوموا عن راسي هلكتوني ..
جاتهم هدى وهي شايلة صينية العشا وقالت : قوموا عنها يلا , البنت تعبانة ومن جات وانتم تقرقرون عند راسها ..
خرجوا البنات وأصواتهم العالية تختفي شويه شويه , جلست أمها جنبها وساعدتها على الجلوس وحطت الصينية على فخوذها وقالت : ترى عبدالرزاق يقول إنه يبغالك راحة وعدم حركة وتغذيه زينه , كله من هالريجيمات اللي ذبحتينا بها تبغين تصيرين زي العارضات , الله يهديك ويصلحك يارب ..
ورفعت ملعقة من مرقة اللحم اللي سوتها وهي تقول : كلـ ..
وشهقت لم شافت دموع البندري مغرقة خدودها , غطت البندري وجهها وقالت : أمي تعبانه , والله تعبانه ..
بعدت هدى الصينية وضمتها وهي تقول بصوت غريب : التعبان يشكي لربه وما يشكي للناس يابنتي ..
وبعدت عنها ومدت يدها تبعد خصلات البندري وهي تقول : يلا كلي عشان تريحين قلبي , ترى أبوك ذبحني بكثر الإتصالات يبغى يتأكد إنك أكلتي أكلك ..
أخذت الملعقة من يد أمها وقربت الزبديه منها وبدأت تاكل و دموعها غصب عنها تذرف على خدودها , جلست أمها عندها إلين تأكدت إنها أكلت وأخذت الصينية وخرجت , جاتها الهنوف بعد شويه وهي جايبه لها مناديل معطره ولحفتها وسلمت على جبينها وهي تقول : ارتاحي حبيبي , نوم العوافي يارب ..
وخرجت بعد ماطفت النور , وهنا بدأت البندري نوبة بكاء جديدة , اهتمامهم بها حسسها كم هي خسيسية لمن طعنتهم في ظهورهم , خانتهم في عقر دارهم , فوق عصيانها لربها وتضيعها لشرفها خانت أهلها اللي يتمنون راحتها ..



******************************


: حسبك ياعمر ..
تنهد عمر براحه وهو يقول : الحمد لله ..
وابتسم وهو يسأل : كيف يا شيخ ؟؟
ابتسم الشيخ بوقار وقال : الحمد لله أحسن بكثير من المرة اللي قبلها , داوم على المراجعة عشان مايتفلت القرآن ..
وبعد ماسلم على الشيخ خرج كع مهند وهو يحس براحه ..
ابتسم مهند وقال : ما شاء الله تبارك الله حفظك ممتاز ..
وكمل وهو يعدل شماغه : أحسن مني , حسيت الشيخ وده يقص رقبتي ..
ضحك عمر وقال : أي يقص رقبتك , هو كان متوتر عشان غلطاتك مهي متوقعه ..
حك مهند فخذه وقال : آآآآآآآآآآآخ ضربني بعصاه ضربه ..
قهقه عمر وقال : على الأقل تحسن تسميعك بعد الضربه ..
قال : لا تضحك , صدقني يوم تتزوج ويجيك عيال بتلقى نفسك زيي منت قادر تركز ..
ابتسم عمر وقال : لا إن شاء الله يظل حفظي كذا على طول , إلا كيف الحلوات ؟؟..
ابتسم مهند بمحبه عميييييييييقه و قال وهو يفتح باب سيارته : الحلوات الله يصلحهم جايبين لي ولأمهم الشيب ..
دخل عمر معاه وهو يقول : الله يصلحهم يارب ..
كان بطبعه يحب البنات ويموووت عليهم أكثر من العيال , عشان كذا يحب يزور مهند لأنه ينبسط مع بنتينه ( تغريد وغدير ) , سأله مهند : كم قالك المهندس ثمن تصليح سيارتك ؟؟
: لسه ما قال , قالي مر علي بكرة عشان أشوف السيارة زين ويكون عندي فكرة عن كل الخرابات وأعطيك السعر النهائي ..
: الله يعينك أخس شي لا بدأت الخرابات في السيارة ..
وجلسوا يتناقشون إلين وصلوا العمارة , شكره عمر ونزل , طلع للشقه وابتسم لمن شاف باب أبو صلاح , وفتح شقته وسلم وهو يدخل و فكر إنه وده يكلم أزهار اللي ماكلمته من يومين عشان يبشرها إنه سمع المصحف كامل بدون أي أخطاء , شم ريحة حلوة غريبة , دخل وهو مستغرب الأنوار المفتحة وتردد لمن سمع همهة غريبة , طالع في الممر يدور على شي يمسكه ولمن مالقي شي تقدم بشويش وهو يرهف سمعه للأصوات الغريبة ..
: انت دحين من جدك تبغين تطفين الأنوار ..
: وليه لا , عشان مايحزر إننا فيه ..
: إنت كارهه أخوك وتبغين تقتلينه بسكته قلبية ..
: ياسلام يعني دحين إذا طفيت النور و ..
طل من الممر وانصدم لمن شاف أزهار معطيته ظهرها وتكلم جاسم اللي طالع فيه بعيون متسعة , قطعت أزهار كلامها والتفتت للمكان اللي يطالع عليه جاسم وأول ماشافت عمر صرخت بخلعه وهي تلصق في جاسم , انتفض عمر من صرختها وصرخ : فجعتيني ..
صرخت باستنكار وهي ماسكه ثوب جاسم : إنت اللي فجعتني ..
ساد صمت للحظة اخترقته أزهار اللي انطلقت لحضن عمر وهي تصرخ بحماس : عموووووووووووووووووور وحشتنيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
رمت نفسها لحضنه بقوة واندفاع لدرجة تراجع على ورى خطوتين قبل ما يثبت نفسه وهو يضحك ويقول : بنت عورتيني ..
لمن حس بيدينها ترص على ظهره من دون ما ترد طالع في جاسم بنظرات حاده و لف ذراعينه حولينها بحرج وضمها بخفه وهو يقول بمزح تحبب : اش المفاجعة الحلوة هذي ..
استغرب جاسم نظرته وتذكر آخر ذكرياته مع عمر ~ آآآآآهاااااااااااااا , أنا كيف نسيت إنه ما يحبني , هو قالها صريحة يوم الزواج , الزواج ............. ليه أحسه كإنه كان قبل سنة ~ وغصب عنه جلس يسترجع منظر عمر وهو ماسكه من ياقته وهو يصرح له ببرود : شوف يا سيد جاسم , بصريح العبارة وبالحرف الواحد , ما أحبك , ما دخلت مزاجي ولا انت الرجال اللي تمنيتك لأختي , لكن هذا قضاء الله وقدره ..
تناسى هالكلام اللي دحين عرف سببه وابتسم وهو يشوفه متناسي وجوده وهو يحاول يبعد أزهار عنه وهو يقول بمزح : ترا شويه وأعضك ..
ضحكت أزهار وقالت وهي تلف ذراعينها حولين رقبته : أتحداك ..
: أزهار قومي عني خنقتيني ..
ضمته أكثر وهي تقول كإنها تكلم طفل : والله حبيبي نحفاااااااان , قلب أزهار والله , وحستني وحستنيييييييي ..
ضربها على راسها وهو يقول بصوت مخنوق من قوة عصرها : تراك كتمتيني ..
كان ودها تبعد عنه وتفكه من لصقتها لكنها كانت تحس بوجععععع غريب في قلبها , همست غصب عنها : عمور الله يخليك شويه بس ..
صوتها استنفر كل خلاياه وخلاه يوقف عن محاولات ابعادها وهو يطالع في جاسم ببرود , بعد نظره عنه وضمها بقووووة , لمن حست باحتضانه انتبهت للي هي فيه , بعدت عنه وهي تقول بمرح مصطنع : شفت كيف حبينا نفاجئك ؟؟ انت أوووووول واحد يزورونه العرسان ..
حاول يجاريها في مرحها وهو يقول : استحي تقولينها وانتي شاقه الحلق فرحانه ..
تلون وجهها وحمممممممر وهي تضربه على كتفه باستنكار , لف عنها ومد يده لجاسم وهو يقول بأدب : هلا جاسم , كيف حالك ؟؟ الحمد لله على السلامة ..
سلم عليه جاسم وقال يمازحه عشان يكسر البرود والجمود اللي بينهم : يسرك الحال , كيفك انت ؟؟ واش مسوي بعد ماراحت عنك الزنانه ..
حطت يدينها على خصرها وقالت : أنا ماني زنانه ..
لف عليها عمر وقال بصدق : هذي النقطة الوحيدة إلا الآن اللي أتفق فيها مع زوجك ..
قال جاسم بهدوء : إن شاء الله يكون في نقاط كثيرة مستقبلا ..
رماه عمر بنظرة هادئة وهو يقول بصوت غامض : الله العالم ..
ما انتبهت أزهار للجو المكهرب اللي بينهم وهي تقول : يا سلاااااام , دحين متفقين عليه ..
وكملت : تحركوا قبل ما يبرد الأكل ..
التف لها عمر وقال : أي أكل ؟؟
ابتسمت وقالت وهي تروح للمطبخ : سويت لك مكرونه صينية على السريع , وجاسم جاب كيك وورق عنب , اجلسوا دحين أجيب الأشياء ..
جلسوا بصمت وكل منهم في جهة , طالع جاسم في عمر اللي قعد يتشاغل بتقليب قنوات المجد وهو يتساءل بداخله عن أي إنسان هو زوج أخته هذا , مايعرف منه إلا نظراته الحاده وبروده وبراعته في رمي الكلمات اللي زي الخناجر , هو عكس أخته اللي دايم الضحكه على وجهها بشكل مثير للغيض والأعصاب , وصلهم صوت أزهار وهي تقول : لا تتكلمون قبل ماأجي عشان ماتفوتني الهروج ..
طالعوا في بعض ورجع عمر ولف وجهه عنه , جات وقالت : تكلمتم وأنا مني فيه ..
قبل مايرد نط عمر يشيل عنها الصينية وهو يقول بمرح : وإحنا نقدر , نخاف منك ترانا ..
انحرجت منه وسألت وهي تفرش السفرة على الأرض : ليييييييييييه ؟؟ مرعبه أنا لهالدرجة ..
وتناولت منه الصينية وبدأت تحط الصحون على الأرض , وانتبهت لنظرات منصبه عليها , رفعت عيونها شافت عيون جاسم مثبته عليها بنظرات غريبه والتفتت لقيت عيون عمر كمان مثبته عليها لكن بنظرات محبه وحنان , ابتسمت وقالت بداخلي ~ يارب لا تحرمني منهم الاثنين ~ وقامت عشان تجيب باقي الأشياء , لحقها عمر وهو يقول لجاسم : البيت بيتك ..
خرجت أزهار العصيرات من الفريزر وهي تنتظر السؤال اللي أكيد يدور بخلده , أكيد يبغى يسألها عن سبب رجوعهم , طاااااااااالع فيها بصمت وأخيرا سأل وهو يرتب الكاسات اللي رصتها على الصينية : كيف جاسم معاك ؟؟
انصدمت من السؤال الغير متوقع وطالعت فيه بعيون حايره , مارفع بصره عن الصينية وهو يقول بهدوء : ما سمعت جوابك ..
قالت بتلعثم : ز.... زين , أقصد الحمد لله مو مقصر في شي , ليش تسأل ؟؟
هز أكتافه وقال من دون ما يطالع فيها : كذا , حسيت إنه في شي ..
وساد صمت يخرقه صوت تحرك الكاسه القزاز اللي يلعب بها عمر على الصينية المعدن , حطت العصير على الصينية وثبتت الكاسه اللي يلعب فيها وقالت بثبات : آسفه إن كان حسستك بهالشي , والله أنا بخير والحمد لله وجاسم زي ماقلت لك ما قصر في شي , بس أنا كنت متضايقه شويه لأني مفتقدتك مره وخايفه عليك ..
وكملت بمرح وهي تطالع في عيونه : أعرفك عندك طقوس غريبة لازم تسويها , الترواشه ونوع الأكل اللي تحبه , فانشغل بالي كيف حتسوي من دون ..... من دون مايكون أحد معاك , ولمن شفتك ارتحت ..
ابتسم وقال : عندي منايتي ليش تخافين علي ؟؟
فتحت عيونها على آخرها وصرخت : صححححححححححححححححح , اش سويت عند الشيخ ؟؟
ابتسم وقال بفرح طفولي : الحمد لله سمعته كامل بلاااااااا أخطاء ..
صرخت بحماس وضمته وهي تقول : الله يوفقك حبيبي ..
وبعدت عنه وقالت بفرح : قلت لمنى ولا لسه , تراها تستنى النتيجة ..
حك حاجبه وقال بصدق : لا , كنت بأقولها بس فكرت فيك أول ..
شهقت وحط يدينها على خدودها وهي تقول بهمس : ويييييييييييييي تراني أستحي ..
وهفهفت على وجهها وهي تقول : وترى عيوني تدمع من هالمشاعر ..
ضحك وقال : والله انك شي , تحركي قدامي الرجال قاعد يستنى برى ..
وتذكر وقال : إلا صح , ليه رجعتم بدري ؟؟
قالت وهي تشيل الصينية : ظروف عند جاسم واضطرينا نرجع , بس بيني وبينك ..
خفضت صوتها تهمس له : أحسن اللي جات هالظروف , بينانغ جابت لي الهم بالحريم العرايا على الشاطئ ..
: أعوذ بالله , من جدك ؟؟
: والله , على الأقل كوالا أحسن , مافيها هالمناظر المميته للقلب ..
شافوا جاسم جالس يطالع على المجد وهو سارح في عالم ثاااااااني , تقطع قلبها عليه وهي تفكر بهمه , حطت الصينية وقالت : جاسم ..
التفت لهم كإنه توه ينتبه هو فين , قال عمر وهو يأشر على السفرة : تفضل , حياك الله على سفرتك ..
ابتسم جاسم وجلس بهدوء , كان صامت معظم الوقت ويستمع لإجابات عمر الصبور على أسئلة أزهار اللي لا حصر لها , وبعد ما مضى الوقت قامت أزهار غسلت الصحون وخرجت من المطبخ وقالت وهي ماودها : يلا جاسم ..
وكملت لمن التفت لها عمر باستنكار صامت : أكيد إنك نعسان وودك تنام , وجاسم وراه شغل بكره ..
قام جاسم على طول وقال : أستناك في السيارة ..
والتفت لعمر اللي وقف وصافحه وهو يشكره على زيارته , وبعد ما خرج راحت للشماعة ولبست عبايتها وهي تصرخ بداخلها ~ اش هالشعور الغريب , هذا كان بيتي ودحين أخرج منه زي الضيفه , مابأنام في غرفتي , ماحصحي عمر للفجر , ماحسوي له فطور وأستناه عشان ياكل ويسمع لي اللي حفظته , مابأسوي له الغدا وأستناه إلين يرجع , خلاص صرت لإنسان ثاني وهو ..... وحيد , وسط هالذكريات ~ زفرت والتفتت لعمر اللي لقيته واقف وراها , ابتسمت وقالت : في آمان الله حبيبي ..
ابتسم وقال : أستودعك الله ..
وتحركت من عنده وهي تسحب رجولها سحب , طاااااااالع فيها وهي تمشي وتلبس غطاها وشاف عبايتها تسحب على الأرض لأنها مارفعتها لراسها فمد يده بعفوية , حست بخفة عبايتها فالفتت وشافته ماسك عبايتها رافعها لها عشان تقدر تمشي , بلعت غصة نطت لأعلى حلقها وقالت : شكرا , يلا مع السلامه ..
ورفعت عبايتها على راسها وتحركت بسرعة وخرجت , نزلت الدرج بخطوات سريعة وقبل ما تركب السيارة التفتت وزادت غصتها لمن شافته واقف عند باب العمارة ولوح لها أول ماالتفتت له , لوحت بيدها وجلست وصكت الباب , دقيقتين ودق جوال جاسم , رفعه باستغراب وقال : هلا عمر ..
قال عمر : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ابتسم وهو يتذكر طريقة أزهار ورد السلام وقال بصدق : هلا يالحبيب ..
قال له عمر بحرج : إذا ماعليك كلافه بغيتك تنزلني عند الورشة اللي عند الشارع , سيارتي فيها والمهندس توه قالي تعال عشان تاخذها ..
لف جاسم وقال : هو في ذيك الساعة اللي نخدمك فيها , يلا أنا راجع دحين ..
وصك الجوال وقال وهو يطالع في ساعة السيارة : يبغى يجيب سيارته قبل ماتقفل الورشة ..
فرحت فرح كبير إنها بتشوفه مرة ثانية , وأول ماوقف السيارة رجعت ورى وجلست في النص وهي تحس بحماس مو طبيعي , دخل عمر وقال بعد ماسلم : سامحوني على الإزعاج ..
قال جاسم وهو يحرك السيارة : لا إزعاج ولا شي ..
دخلت أزهار راسها وقالت بفرح : هلا والله , هلا باللي له الخافق يهلي , تو مانورت السيارة والله ..
طالع جاسم في المراية وقال بسخرية : لا والله , إجلسي زي الناس ..
رجعت جلست على ورى وهي لافه بوزها ورجعت نطت وقالت : أوووووو صح , ترى البيت فاضي مافيه شي , جيب على الأقل عيش صامولي وجبنه سايله ..
قال عمر وهو يضحك : عاد انتي و الأكل في زحمة ..
ضربته على كتفه باستنكار وهي تقول : عمووووووووووووووووووووور ..
ولمن وصلوا عند الورشة لقيوها مقفلة , دق عمر على المهندس اللي اعتذر له إنه ماقدر يستناه قاله بحزم : الله يسامحك كانت قلتلي , إنت عارف إنه ماعندي سيارة توديني وتجيبني متى مااشتهيت , خلاص بكرة الساعة 9 إن شاء الله ..
ولف على جاسم وقال : السموحة , يحسبني بأتأخر فقفل الورشة وراح , يقول مايقدر يرجع عشان المدير معاه المفاتيح ..
حرك جاسم السيارة وقال : هم كذا علل حقين الورش ..
وهم راجعين رجع لأزهار شعورها الثقيييييييييييييل , كان ودها تقعد مع عمر أكثر , هي لو عليها ودها تنام في حضنه , وقف جاسم عند السوبر ماركت ولف على عمر وهو يسأله : تبغى شي من البقالة ؟؟
هز عمر راسه برفض وطلعت أزهار راسها من بين الكرسين وقالت : أبغى آيس كريم شوكلاته ..
ضربها على جبهتها وهو يقول : ارجعي ورى , ماني جايب ..
تغير وجه عمر وقال بلا تفكير : وليش ما بتجيب لها ؟؟
التفتوا الاثنين له , وقال جاسم بابتسامة وهو يشوف نظرة الاستنكار من عمر : كنت أمزح معاها ..
ضحكت أزهار وهي تحس بعصرة ألم غريبة في قلبها ~ لسه شايل همي , لسه يفكر في اللي صار , ياحبيييييييييبي يا عمر , ياقلبي إنته ~ حممممر وجهه وهو يقول بتلعثم : ها .. آآآآآ ....
ضحك جاسم وهو يحط يده على فخذ عمر , رص عليه بتفهم وهو يفتح الباب ويخرج , دخلت راسها من بين الكنبتين وهمست : عمور ..
قال بدون ما يرفع راسه : صدقته على بالي مو جايب لك اللي تبغينه ..
مدت يدها وحطتها على راسه وهي تقول : حبيب قلب زهورة والله ..
بعد يدها وهو يقول : أصغر عيالك شايفتني ..
طالعت فيه بحب وهي تهمس : إيوه أصغر عيالي ..
ولمن جا جاسم رجعت لورى , دخل وفك الكيس وخرج آيس كريم لعمر وناوله له وهو يبتسم , أخذه منه عمر وهو يهمس : جزاك الله خير ..
لفت أزهار وجهها عن المنظر اللي غصص بحلقها وطالعت من القزاز , تجمدت كل مشاعرها لثانية وهي تطالع بتمعن للشخص الخارج من المحل و شافته وهو مستعد يقطع الشارع ..
: أزهار آيس كريمك , بنت ..
التفتوا الإثنين بتساؤل لمن ما أخذت الآيس كريم , فتحت باب السيارة وخرجت بسرعة , اتصنموا للحظة بيستوعبون اللي يصير وخرجوا بعدها بسرعة ..
جريت أزهار بلا تفكير وعيونها متعلقه بالشخص هي تصرخ : عميــــــر ..
صرخ عمر وجاسم وهم يشوفون السيارة متوجهة لها وهم يجرون يبغون يلحقونها : أزهااااااااااااااااااااااااااار ..
: أزهار انتبهيييييييييييييييييييييييييييييييي ..
ما انتبهت لأي شي غير الولد اللي قطع الشارع ووقف عند الرصيف اللي بين الشارعين مستعد يقطع الشارع الثاني , صرخت وهي تحس نبض قلبها يتسارع خايفة يختفي عن نظرها : عميـــــــــــر ..
اختلطت صرختها باسمه بصوت صرير الكفرات المختلط بأصوات البواري , صرخ عمر وهو يوقف ويغطي وجهه : رحمتك ياارررررررررب ..
وصرخ جاسم وهو يحس جريه أبط من البطيء رغم إنه حاط كل طاقته في رجوله : أزهاااااااااااااااااااار ..
وشهقوا لمن تجاوزت أزهار السيارة اللي انحرف بها سايقها في آخر لحظة , التفت الولد على أصوات البواري والفرامل وانصدم لمن شاف حرمة تتشبث به , مسكت أزهار ذراعه بقوة وهي تتأمل وجهه بعيون ملهوفة , كان صدرها يطلع وينزل بسرعة مع لهاثها اللي كان صوته مسموع , طرفت بعيونها اللي تجمعت فيها الدموع وهي تهمس : منته عمير ..
فلتت يدينها وبعدت عنه خطوتين هي تكمل بصوت مخنوق من بين لهاثها : انته تشبهه بس ..
مسكت يدين قوية عضدينها ولفتها , لقيت نفسها تطالع في وجهه المحمر , صرخ جاسم : مجنووووووووووووووونة , تبغين تموتييييييييييييييييييييييين ..
وهزها وهو يصرخ بصوت أعلى : مجنوووووووووووووووووووووووووونة ..
طالعت فيه بعيون خاوية رغم هزه وهي تهمس : مو عمير , مو عمير ..
تصنم جاسم بصدمة ووقف عمر جنبه وهو يطالع بصدمة في الولد اللي يشبه أخوه بدرجة فضيعه , لفت أزهار لعمر وهي تهمس من بين دموعها : يشبهه صح ؟؟ قولي إنه يشبهه وإني ما نسيت شكله ..
همس بوجع وقلبه ينعصر على أخته : إلا يشبهه ..
غمضت عيونها وطاحت دمعتين على نقابها وهي تقول : الحمد لله , ما نسيت شكله ..
وغطت وجهها بيدينها وجلست على الأرض وهي تقول بصوت باكي : الحمد لله , الحمد لله , مانسيت شكلك ياعمير , مانسيت شكلك ..
جلس عمر قدامها على ركبه وضمها وهو يقول : سبحان الله يشبهه ...
وكمل بصوت مخنوق : ما نسيته يا أزهار , ما نسيته ..
واختنق صوته أكثر وهو يهمس : كلنا مانسيناه ..
بعدت يدينها عن وجهها ولفتها حولين صدره اللي دفنت وجهها فيه وهي تصيح بصوت عالي وهي تقول : وينه ؟؟ مشتاقة له , مشتاقة له يا عمر , مشتاقة لحضن أمي ولعمار , ماعاد أتذكر وجيههم , ماعاد أتذكرهم ...
بالقوة حبس دموعه وهو يضمها أكثر وهو يهز يدينه يبغى يهديها وهو يقول : الصبر يا أزهار , الدنيا زائلة والخلود في الجنة , إدعي إنه ربي يجمعنا بهم في الجنة , الصبر يا أزهار ..
كان صوته لحظتها شدييييييييد الشبه بعمار , عمار اللي لها كم يوم تحاول تسترجع طيفه , ابتسامته بلا فائدة , زاد بكاها وهي تصرخ : مشتااااااااقة لهم , والله مشتاقة لهم , عمــــر قلبي يعورني , سكاكين تطعني كل ما مر عليه شي وهم مهم حولي , عمر بمووووووووووووت , أبغى أتذكرهم ..
حط جاسم يده على جبينه وهو يطالع فيهم بصدمة , عمره ما سمع نبرة الوجع اللي يسمعها دحين منها , عمرها ما شكت له وعمره هو ما سألها عنهم , ليش ماقيد سألها عن أهلها وهي تعرف كل شي عن أهله , انتبه لحظتها إن هالبنت مجهولة بالنسبة له , اش يعرف عنها !! فقدت ذاكرتها وقبلت تتزوجه وطلعت متستره على أخته ودايما تبتسم ومطوعه وتحب الأكل , توقفت أفكاره , هذا بس كل اللي يعرفه عنها , ليه معلوماته عنها ضحلة لهالدرجة , هو حتى مايعرف اسم أمها , خانت عمر دمعه سالت على خده وهو يقول بصوت قوي مناقض لقلبه المرتجف المتألم : الصــبر يا زهرة , بتعترضين على قضاء ربك ..
كان عقلها يصرخ فيها إنها تسكت , هي في مكان عام , وجاسم موجود , والناس كلهم يتفرجون , لكن وجع قلبها اللي حسته زي النااااااااار اللي تحرق جوفها خلاها تصرخ وهي تقبض على ثوبه : ياااااااارب ارحمني , آآآآآآآآآآآه , وين الصبر يا عمر ؟؟ وين الصبر وأشتريه ملايييييييين , مشتااااااقة لهم , يارب انت أعلم بحاااااااااالي , يارب ارحمنييييييييييييييييي , يااااااااااااارب , يارب ارحمني , يارب برد قلبي , آآآآآآآآآآآه يا أمييييييييي , آآآآآآآآآآآآه ياعمااااااااار , عمر قلبي يعورنييييييييي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يارررررررب ..
نزع جاسم شماغه ورماه على عمر وأزهار عشان يغطيهم عن أعين الرجال اللي وقفوا بسبب السيارة اللي انحرفت وصدمت سيارة ثانية ولف على الولد وقال بصوت ثقيل : آسفين , هي حسبتك أخوها الصغير المفقود ..
ولف على الرجال صاحب السيارة وهو يحاول يتلهى عن آهات أزهار اللي حسها زي السياط على قلبه , أشر له الرجال إنه مافي مشكلة وانفض هو والرجال المتجمعين , كانت نظراتهم تحمل الشفقة الممزوجة بالألم , التفت جاسم لمن خفت صوت أزهار , وتحرك بسرعة , سحب شماغه وقال : عمر خلينا ناخذها البيت أحسن ..
قام عمر وهو يسند أزهار الذابلة , رفعت نفسها شوية ورجعت تجلس لمن ما قدرت تقوم بسبب عضلاتها الفاترة وعظامها اللي حستها ثقيلة , وقبل ما يسندها عمر , مسك جاسم يدها وسحبها بقوة ووقفها وبلا مقدمات شالها , انحرج عمر من حركته لكنه ماتكلم , التفت على الولد اللي قعد مصنم مكانه واعتذر منه ولحق جاسم اللي سدح أزهار في المقعد الخلفي ..
ولمن جلس في مكانه شغل جاسم السيارة والتفت على أزهار اللي معطيتهم ظهرها ودافنه وجهها في ظهر المقعد وهو يهمس : ها زهرة , نوديك المستشفى ..
هزت راسها بلا وهي تكتم شهقاتها لكن اهتزاز جسمها وصوت أنفاسها المقطع فضحها , بعد نظره عنها وطالع في عمر اللي لف وجهه على الطاقة وهو ينزل شماغه على وجهه أكثر , طالع في الآيس كريم اللي ذاب على الأرضية وحرك السيارة , وقف عند باب عمارتهم , انتبه عمر للمكان اللي هم فيه , التفت لجاسم وقال : هذي مو ..
وقطع كلامه و تنحنح عشان يصفي صوته المخنوق وقال : هذي مو عمارتنا ..
ابتسم جاسم وقال : عازمك اليوم على شقتنا ..
انصدم عمر من اللي قاله وهز راسه وهو يقول بحرج : لا , أنا ...
قاطعه جاسم وهو يخرج : مو بكيفك ..
وفتح الباب اللي ورى وقال بمزح : بنت , بتقومين ولا أشيلك , قالت لي العنود إنك تحبين الشيل ..
ما ردت عليه وهي تقوم , عدلت غطاها بصمت , كان ملاحظ ضعفها من حركاتها المرتجفة , خرجت وهمست باختصار : شنطتي ..
ابتسم وقال بمرح : لا تخافين مع عمر , اللي يشوف اهتمامك يقول فيها ملايين ..
طالعت فيه بصمت ولمن شافت ابتسامته سألت : و آيس كريمي ؟؟
وابتسمت وكملت : لا تحسبني نسيته ..
ذابت ابتسامته ~ كذا تعالجين وجعك يا أزهار ؟؟ بالمرح , بالابتسامة , أي قوة اللي انت فيها ؟؟ أي إيمااااااااااااااااان هذا اللي يصبرك , أنا مصيبة وحده وحاس نفسي بموت من الضيق والطفش ~ قبض يدينه وهو يقاوم إنه يضمها إلين يكسر عظامها و يحسسها إنها مهي لوحدها , إنه معاها , قال بهمس : ذاب , تحركي يلا ..
لفت بوزها وقالت : طيب أنا نفسي فيه ..
قال بحزم وهو متضايق من مشاعر الذنب : تحركي ..
ومسك ميداليته وخرج منها مفتاح رماه لعمر وهو يقول : طلعها الشقة وخليها تغسل وجهها وترتاح ..
سأله لمن شافه يدخل السيارة : وانت وين رايح ؟؟
قال بعصبية : بأروح أجيب لأختك الدب السعلية آيس كريم شوكلاته ..
وحرك السيارة , ضحكت أزهار غصب عنها لمن شافت عيون عمر المتعجبة وقالت : ترى عادي لو عرفته بتعرف إنه يسب أربع وعشرين ساعة ..
وزفرت بتعب , كانت تحس جسمها كله مكسر , شكله هالشعور تابع لحالتها النفسية المتأزمة قبل شوي , التفت عمر لها وقال بمزح : ترى لو تحسبيني بأقدر أشيلك إحلمي , إذا مافيك حيل استني إلين يجي رامبو حقك , أنا نحيف بتكسريني لو شلتك ..
ضحكت من قلبها وتحركت له ولفت يدينها حولين ذراعه وقالت : لا ما أبغاك تشيلني أبغاك جنبي بس ..
حس كلمتها تخترق قلبه , كان طول عمره يتمنى ربي يقبض روحه قبل ما يطول عمره وتزيد معاصيه اللي بيتحاسب عليها لكنه دحين صار يدعي ربي يطول عمره عشانها ..
طلع معاها الشقة اللي أصرت توريه إياها غرفة غرفة , وجلست معاه في غرفة التلفزيون و أصرت ماتتحرك من عنده , شويه ودق جرس الباب , راحت وفتحته لقيت في وجهها آيس كريم الشوكلاته , بعده وقال : ارتحتي ..
ابتسمت له وهمست بصدق : الله لا يحرمني منك ..
كانت كلمتها نابعة من أعمق أعماق قلبها , حس جاسم بقلبه ينبض بقوة من همستها , دخل وصك الباب وهو يقول بخشونة : طيب , وين عمر ؟؟..
قالت : في غرفة التلفزيون ..
ولمن جا بيتحرك مسكت ثوبه , التفت لها بتساؤل , همست بخجل وهي تلعب في أصابيعها : أنا ... قصدي في الشارع ... يعني ...
وجعه قلبه إنها تبغى تعتذر عن اللي صار غصب عنها , همس : شكل عمير كان شقي و حبوب ..
طالعت فيه بصدمة وكمل هو بهمس : الولد اللي شبهتي عليه فيه نظرة شقاوة , يعني شكله من الناس الحرشة اللي تحب العناد والأذية ..
تساكبت دموعها بلا مقدمات وهي تهز راسها بإيوه بدون صوت , همس وهو يحط يده على راسها : تكفين لا عاد تصيحين ..
لمن سمعت نبرة الخوف والحب بين طيات كلامه زادت دموعها وهي تهمس : غصب عني ..
ابتسم رغم الثقل اللي يحسه في قلبه وقال بأذية : ترى شكلك يصير يخرررع يوم تصيحين , يبغالي أصورك عشان أفجع بها البزران ..
غطت وجهها وهي تقول : سامحني , أنا عارفه إنك منته ناقص , كافي المشاكل اللي انت فيها , بس والله غصب عني ..
قال بألم : ولو قلت لك إن دموعك توجع قلبي , تراني عصبي وقاسي لكن والله ما أقوى على دموعك ..
همست بوجع تشتكي له من دون ماتبعد يدينها : ما أتذكرهم ..
زفر وضمها وهو يقول : يتهيأ لك , صورتهم في قلبك محفورة ..
قالت وهي تحاول توقف دموعها : ما قلتلها سامحيني إذا غلطت عليك , ما قلت لعمار إني ما حسيت بفقد أبوية لأنه عوضني , ما قلت لعمير إني أحترمه حتى لو كنت دايما أهزئه وأتضارب معاه , كان نفسي أقولهم هذا كله , كان نفسي أقولهم إني أحبهم , في أشياء كثيرة كان ودي أقولها لهم لكني ما عرفت إني بأفقدهم في غمضة عين ..
حس بغصة في أعلى حلقه فسحب نفس عميق وهو يقول : محد يعرف المستقبل إلا علام الغيوب , صح ؟؟ ولو عرفتي المستقبل كان غيرتي شي من اللي كتبه ربي لك !! يعني إذا إنت الإنسانة الملتزمة القوية الصابرة قلت هالكلام اش خليتي للبقية اللي زيي ها ؟؟
ضحكت من بين دموعها وقالت بصوت مخنوق : لا تستقل نفسك يمكن إنت عند الله أحسن مني مليووووووون مرة ..
كلمتها انحفرت بداخله وهو يتذكر معاصيه وتفريطه , ابتسم وقال : أحسن بمليونين مو مليون واحد ..
بعدت عنه وطالعت فيه وابتسمت وقالت وهي تمسح عيونها : قلت لك لا تستقل نفسك ..
ومدت يدها المبللة بالدموع وهي تقول : وين آيس كريمي لا يذوب مرة ثانية ..
قهقه من أعماقه وناولها الكيس وهو يقول : الـــلـــه يعينني عليك وعلى سعلوتك ..
مسكت الكيس وطااااااااالعت في الكيس بصمت , عضت على شفايفها المرتجفة وهي تخرجه من الكيس , زفر لمن شاف منظرها ودنق عليها وسلم على عيونها وهمس لمن رجعت دموعها : يكفي يا أزهار ..
مسحت دموعها بسرعة وهي تقول : خلاص ما فيني شي , روح لعمر في غرفة التلفزيون ..
ما تحرك من مكانه وهو يطالع فيها , نزلت دموعها غصب عنها فغطت وجهها وهي تقول : الله يخليك روح لعمر , ما أحب أحد يشوفني وأنا بهالحالة ..
همس وهو يتحرك : بروح لأني أنا كمان ما أتحمل أشوفك بهالحالة ..
أول ما دخل غرفة التلفزيون شاف عمر واقف جنب الباب بوجه كئيب وهو منزل شماغه وطاقيته , صك الباب وقال بابتسامة : ما عليك شوية وترجع زي ....
وانقطع كلامه لمن حضنه عمر بقووووووة وهو يتنفس بحدة كإنه يجاهد عشان يمنع دموعه , حس لحظتها قد إيش هو صغييييييييير وتذكر إنه ماجاوز الـ 23 من عمره , فقد كل أهله و مابقي له إلا أخته اللي أكبر منه بكم سنة واللي في حالة ضعف شديده , تصنم جاسم للحظات وهو مهو عارف ايش يسوي , رفع يدينه ولفها حولين عمر وضمه بشويش , انزلق الشماغ وطاح , لمن شاف شعره القصير المغطى بالطاقيه و حس بجسم عمر النحيف بين ذراعينه عرف مقدار المسؤولية اللي عليه , هو مهو مسؤول عن أزهار اليتيمة بس , مسؤول عن أخوها اليتيم كمان , قال عمر بصوت مخنوق : ما أقدر أشوفها بهالحالة وما ألومها كمان , اللي صار لها كان فاجعة , الله يصبرها ..
شده جاسم لصدره أكثر وهو يقول : الله يصبرك إنت كمان , صارت لك نفس الفاجعة ..
حس بأظافير عمر تنغرز في ظهره وتنفسه يزيد حدة , رفع يده وبعد الطاقيه و قبض على شعر عمر وهو يشده لصدره وهو يقول : بأقولك نفس الكلام اللي قلته لأزهار , الصبر يا عمر , الصبر يا أبو عبد الله ..
عمر كان يتخيل كل شي يصير إلا إنه يبكي على صدر جاسم اللي لطالما اعتبره غريم له , كانت دموعه تنزل غصب عنه لمن ناداه بأبو عبد الله , عمار هو الوحيد اللي كان يناديه بأبو عبد الله , كان دايما يقوله سمي ولدك عبد الله على عبدالله بن عمر بن الخطاب , حتى حضنه وصدره الواسع كان يشبه حضن عمار لمن يودعه وهو يوصيه قبل ما يسافر عشان الندوات اللي يلقيها والدورات العلمية اللي يحضرها , همس جاسم باختصار وهو يضمه أكثر : سامحني , سامحني ..
بعد عنه عمر ومسح وجهه بسرعة ودنق يشيل طاقيته وشماغه هو يسأل بصوت قوي : فين الحمام ؟؟
ابتسم جاسم وقال وهو يخرج من الغرفة : تعال أوريك فينه ..
ولمن دخل عمر الحمام رجع يدور على أزهار , لقيها مربعة فوق واحد من الكراسي اللي حولين طاولة الطعام وهي تاكل الآيس كريم وهي تشهق كل شويه شهقات متتالية تهز جسمها زي البزران , ابتسم ورجع لعمر اللي خرج بعد ما غسل وجهه وبدأ توضأ , قال وهو يستند على الجدار : إن شاء الله عجبك البيت ..
قال عمر بصراحة : البيت ماعليه كلام , بس التلفزيون واللي فيه أعووووذ بالله يخرع ..
ضحك من قلبه وقال وهو يتحرك : أجيب لك لحاف وفراش عشان تنام في غرفة التلفزيون اللي يخرع ..
قالت أزهار بتريقة : هذا اللي يخرع دش السيد جاسم وفيه فوق 99 قناة وكل وحدة أخص من الثانية ..
التفتوا لها كانت شايلة طراحة ولحاف وفوق راسها مثبته مخده , سحب جاسم المخدة وعمر يقول : أعوذ بالله , وعساك تتفرجين فيها ..
هزت راسها وقالت وهي تطالع في جاسم : مخليتها لجسوم ..
لف عمر على جاسم وقال : إنت تتفرج على إيه بالضبط ؟؟
هزت أزهار راسها وقالت بحماس : إسئله , إسئله ..
نقل بصره بينهم وقال باستنكار : دحييييييييييييييين إنت وهي إتفقتم علي , قاعدين تستفردون بي حضراتكم ..
هزوا راسهم في نفس الوقت , فرصع عيونه وقال : أنا أكبركم هنا سامعين , تحركي ودي الفراش حق أخوك وإنت ...
ولف على عمر وقال : تحرك صلي عشان تنام , ترى لو نمت عن صلاة الفجر أنا مالي دخل ..
طالعوا فيه أزهار وعمر بصمت , لف عمر على أزهار وسأل : هو زوجك على طول عصبي كذا و ينرفز بسرعة ..
هزت راسها بإيوه وهي تقول : 24 ساعة ..
قال جاسم بصوت عالي وهو يرفع المخدة بتهديد : هييييييييييييي إنت وهي ...
راحت أزهار للغرفة و وراها عمر وهو يهمس : هو ليش يعصب فجأة ..
: ما أدري عنه , بس تراه حبوب يرضى بسرعه ..
رمى المخده على ظهر أزهار وهو يقول : بنــت , تراني سامعكم ..
لف عليه عمر وسحب المخدة ولحق أخته ورغم اللي قاله سمعه يهمس : يمه زوجك مو بس عصبي , عنده أذاني بس ..
و اختفوا داخل الغرفة , ابتسم جاسم وهو يقول : فوله وانقسمت نصين , نفس الشكل ونفس الخبال ..
وحس بسعادة وراحة غريبة بداخله وهو يسمع مناقشتهم جوة عن مكان الفراش , هو يبغى قدام المكيف وهي ما تبغى خايفة عليه يبرد , وقف عند باب الغرفة وهو يتأملهم بصمت وكل واحد فيهم يسحب الفراش من جهة , شوية التفت عمر وهو يقول بعصبية : جاسم شوف حرمتك ..
قال بهدوء : أزهار الرجال كبير ويعرف مصلحته ..
سابت اللحاف وقالت : موت برد , وإذا وجعت لا تجيني تشتكي ..
وخرجت من عندهم زي الإعصار , قال عمر بمزح : أشوه اللي افتكيت من إزعاجها وزنها , الله يعينك عليها , مززززززززززعجة ..
طفى جاسم النور وقال : أحلى إزعاج عرفته في حياتي , يلا تصبح على خير ..
ومن وسط الظلام اللي يخترقه نور الصالة سمع همسه وهو يقول : شكرا ..
ابتسم جاسم وقال وهو يمسك قبضة الباب: ولو , واجب , يلا صلي و مدد جسمك شوية ..
وصك الباب واستند عليه وهو مغمض عيونه , عرف إنه دوره لازم يكون أكبر من مجرد زوج , لازم يكون أب وأخ وصديق , الأقدار ربطته بهم ..



***********************



تم بحمد الله الفصل الرابع عشر ...

تشاهدون في الفصل الخامس عشر : طوفان مشاعر ..

................... طالع فيه عدنان بوجع وهمس : أبويه خطبها لي .............

....................... صرخت بقهر وهي تضرب برجلها جدر المصعد : أكككككككككره أخوووووووووووووووووووووووك , أكرهـــــــــــــــــــه .......

................... همس برجاء : عمي أنا كنت أبغى العنود من قبل عدنان .............

............... طااااااالعت أزهار في الجوهرة بصدمة , عمرها ماتخيلت إنها تنحط في هالموقف وقدام مين ؟؟ قدام .............

اسير الصمت
09-08-2012, 12:15 AM
الفصل الخامس عشر : طوفان مشاعر ..



المدينة , الساعة 11 مساء :

طالع في راحة يده بصمت , انمسح حبر الكتابات اللي فيها بشكل خفيف وبقيت بقايا منها تأمل الكلمات اللي تبينها بصعوبة وهو يستعيد ذكرى الساعات الماضية ورجع رفع راسه وتأمله بصمت وهو يتمنى لو يقدر يدخل لأعمق أعماقه , ابتسم سامر وقال : عدنان ..
خرج عدنان من تأمله وابتسم ولف على القزاز اللي على يمينه , طالع على الحرم المهيب وهي يحس بثقل في لسانه , سند جبينه على القزاز ونفخ نفسه من بين
شفايفه وابتسم لمن تشكلت بقعة بيضاء على السطح , ابتسم سامر وتأمله بصمت , كان عارف هالحالة الصامته المنعزله عن كل شي حوله تجي لأخوه لمن يجاهد إنه يلقى كلمات يصوغ بها كلامه , رجع ظهره لورى وتأمله بابتسامة محبة واحترام , نفخ عدنان أنفاسه بقوة عشان يشكل بقعة أكبر وكتب عليها سامر ومسحها على طول والتفت لأخوه بابتسامه هادية وسأل بطريقة مباشرة وهو يلعب بالملعقة البلاستيك اللي حرك بها السكر في كوب قهوته : انت تثق فيني ؟؟
استغرب سامر سؤاله , تابع عدنان : إنت تعرف إني أستمع لكم دايما , عشان كذا أبغى أسألك وجاوب بصدق , اش رأيك في العنود ؟؟ أقصد تبغى تخطبها ؟؟
انصدم سامر من سؤاله المباشر ورفع نفسه وهو يشد ظهره وقال بهدوء بعد لحظة تفكير وهو يطالع في أخوه المدنق المشغول بكوبه : ما أدري , ليش تسأل ؟؟
طالع فيه عدنان بوجع وهمس : أبويه خطبها لي ..
انصدم وحس بمشاعر غريبة تغوص بداخل قلبه لكن ما وجعه الموضوع قد ما وجعته لمعة الألم اللي شافها في عيون أخوه الكبير , مد يده اليمين بسرعة وقبض على يسرى عدنان وسأل : وليش زعلان ؟؟
قبض عدنان على يده وقال وهو يركز عيونه على عيون سامر : تراني ما أدري عن الموضوع ولا قلتلهم أبغاها , ويوم كلمني عمي أحمد قلتله يأجل الموضوع لأني يمكن أكنسله ..
انصدم سامر وسأل : ليييييييييييييييييييه ؟؟
سأله عدنان بخوف وهو يشد يده أكثر : انت ماتبغاها ؟؟ تراني مستعد أقوله إنه حدث لبس في الموضوع لو إنت تبغاها و ....
وتغيرت نبرة صوته فسكت بسرعة وسحب يده وهو يلتفت للقزاز وهو يسحب نفس عميق , حس سامر بغصة في حلقه وهو يطالع في الألم والخوف واللهفة في وجه أخوه , كان مهموم طول هالوقت عشانه , ابتسم وقال بصدق : أعترف إني فكرت فيها لمدة لأسباب كثيرة ورددني ماضي وحقيقة اللي صار لي قبل سنتين لكني قلت لماهر أمس لمن أصر إني أكلم أبويه إني مني مستعد أبدا , مستحيل أفكر أخطب في هالوقت و صدقني الموضوع مو متعلق بالعنود بحد ذاتها ..
ولمن شاف نظرة الشك العميقة قال : والله مو متعلق بها ..
طااااااااااااااااااالع فيه عدنان بإمعان , ثبت سامر نظره وهو يحاول قد مايقدر مايشيح بنظره عن نظراته المتفحصة عشان مايشك باللي قاله , هو يعرف أخوه مستعد يضحي بكل شي عشانهم , عشان أخوانه وأهله , تأمل عدنان عيون أخوه وهو يدعي ربه إنه يلمح شي في عيون أخوه , أي شي يطفي الألم اللي في قلبه , ولمن ابتسم له سامر وهو يسأله : إلا متى بتتفحصني ؟؟
قال بهدوء : إلين يقول لي قلبي إنك راضي عن الموضوع , مشكلتك تضحك وانت في عز وجعك , يعني الواحد ما يثق بمظهرك الخارجي ..
حس سامر بقلبه ينسحق من كلمات أخوه , ما تخيل إنه بيكون سبب في همه , ماتخيل إنه بيكون السبب اللي يمنعه من التمتع بموضوع حلو زي الخطوبه
ابتسم وقال : سمي أول أولادك سامر إذا من جد شايل همي وصير أبو سامر ..
قطب عدنان حواجبه وقال بنبرة فخر وحزم : والله يحمد ربه المفعوص لو سميته عليك ..
قهقه سامر من أعماقه وقال : الله يقطع شرك , بتتزوج وانت جامد كذا , مفعوص وهو ماجا لسه ..
ابتسم عدنان وقال برجاء : سامر ..
طالع فيه سامر وقاطعه : يعني ماعاد نناديك بالأعزب المثالي ...
طالع فيه بصدمة وبعد ما استوعب الكلمة قهقه من قلبه وهو يقول : أتاري هذا لقبي عندكم يا توأم الشر ..
ابتسم سامر ابتسامة من أعماقه وهو يحس براحة عجيبه بعد ماسمع ضحكة عدنان وقال : والله حتى المشعوذة وتوأمها ينادونك بهاللقب ..
تنحنح وقال : الله يخلف على أبويه وأمي جايبين تحف ..
وبعد أحاديث متنوعة قاموا من الطاولة وتحركوا راجعين للفندق , لف عدنان وجهه على يمينه وتأمل أخوه اللي يمشي جنبه , كان أقصر منه بشوية , شكله أصغر من عمره بسبب البنطلون والبلوزة اللي لابسها , ابتسم ورفع ذراعه اليمين ولفها ورى رقبة سامر ووقفه وهو يسحبه له بقوة , قبض بيسراه على معصمه اليمين بحركة مصارعين ورص راسه أكثر وهو يقول بحزم : المرة الجاية تقول ترددت في شي عشان ماضيه وما أدري إيه أذبحك , سامع ..
تفاجأ سامر من حركته و ضربه على يده وهو يقول بصوت مخنوق : سامع , سامع , فكني , تراك خنقتني ..
رصه أكثر وهو ينحني عشان يزيد الضغط وهو يقول : قول وعد ..
: عدنااااااااااااان ..
ضحك عدنان وزاد من قوة رصه وهو يقول : ماحأفكك إلا لمن توعدني إنك إذا ترددت تجيني وتشاورني ..
حمر وجه سامر من كثر الخنقه وقال بأنفاس مقطوعة : وعـــــد , بس فكنييييييييييييييي ..
فكه عدنان وانتبه تو إن الناس متجمعة حولهم يحسبونهم يتضاربون , حمحم وهو يعدل وضع ثوبه , ضربه سامر على كتفه وهو يصرخ : خنقتني ..
التفت له عدنان وأشر له بعيونه على الناس و مشي بأدب وهو يعدل غترته , قهقه سامر وهو يلحقه , تأمله وهو يمشي بهدوء مشيته الواثقة بخطوات قوية , تمنى لو يقدر يقدم له شيء بسيط من اللي يسويه لهم صرخ بداخله ~ إذا كان تخليي عن العنود يعني سعادتك أنا مستعد أتخلى , والله مستعد أتخلى عنها عشانك يا عدنان ~ ....


*********************


يوم السبت 11 / 6 / 1427 هـ ..
الساعة 8 الصباح في الشقة ..

فتح جاسم عيونه دفعه وحده والتفت للجهة اللي جنبه , رمى اللحاف وقام على طول لمن شافها مهي في وخرج من الغرفة يدور عليها , كان خايف عليها لأنها طول الليل مانامت إلين راح لصلاة الفجر مع عمر , ولمن رجع لوحده عشان عمر يبغى يجلس للإشراق برضها كانت صاحية , وحتى لمن انسدحت بعد ماقرأت وردها ادعت النوم وهو عارف من أنفاسها إنها ما نامت ..
مالقيها في الصالة ولا في المطبخ , راح لغرفة التلفزيون اللي بابها شبه مردود وانصدم لمن شافها جالسه على الكنبه اللي نايم جنبها عمر ومتكيه على ذراعها وهي تطالع فيه وهو نايم كانت على وجهها ابتسامة لأول مرة يشوفها , ابتسامة حب من الأعماق , تقدم منها بشويش وحط يده على فمها بسرعه وهمس وهي تضاربه : أنا جاسم يالخبله ..
وجرها وخرجها وقفل الباب , قالت باستنكار : فجعتنييييييييييييي ..
وكملت بتلعثم صابها من شدة الخوف : ليش .... ليش .... حطيت ...يد...يدك ....على فمـ....فمي ...والله فجعتني ..
ضحك وقال : لو ماحطيت يدي كان صرختي وصحيتي الولد ..
قالت بعصبية : برضوووووووو ..
وسحبت يده وحطتها على موضع قلبها بعفوية وهي تقول : حس , حس قلبي ..
طااااااااااااالع فيها بحب عميق وهمس : سلامة قلبك والله ..
انتبهت لحركتها فبعدت يده بسرعة وخدودها حممممممرت وهي تهمس : أروح أسوي فطور ..
ضحك وهو يتابعها ببصره , ولمن دخلت المطبخ زفر براحة , مجرد تذكرها كيف كانت أمس وكيف كانت حالتها يجيب الهم لقلبه , ماراح لعمه أمس وماسأله عن عبد الرحمن واش سوى كله بسبب خوفه عليها , حس لحظتها إنه كل شي ممكن يتأجل إلا جلوسه جنب أزهار المنهارة , دخل المطبخ , لفت عليه وقالت بحزم : بأجهز الفطور فلا تزعجني ..
قال : والله ما أزعجك ..
وسحب كرسي , ولفه له وجلس عليه بالعكس وهو يعقد ذراعينه على ظهر الكرسي ويطالع فيها بصمت , طااااااااالعت في باستغراب وأعطته ظهرها وهي تخرج الجبن والبيض والطماطم وغيره , كانت مبسوطة على الآخر إنه جاب لها مقاضي بعد صلاة الفجر عشان تقدر تسوي شي لأخوها على الصباح , تحركت في المطبخ بثقة وثبات , كانت زي المتعودة على كل ركن فيه , قطعت الطماطم عشان تسوي الشكشوكة والتفت بشويش له لقيته يتأملها بصمت , لفت عليه وقالت وهي تبعد خصلة تعبتها من كثر ماتطيح على وجهها : ترى أنا ما أحب أحد يراقبني وأنا أشتغل , روح صحي عمور ولا سوي أي شي ..
رفع حاجبه بكسل وقال بصوت مخنوق بسبب عدم رغبته في تحريك فكه من كثر الكسل : مافحالي , عاجبتني القعده هنا ..
زفرت وقالت : يارب صبرني ..
ولفت على الشغل وهي تحس بارتباك فضيع ~ اش صااااااااااااااار ؟؟ متغير الرجال , لا يكون بسبب اللي صار أمس , يمه لايكون من كثر ماهو شايل همي , لاااااااااااا ما أظن , عنده أشياء تشغله وأنا متأكدة إني آخرها , بس ....~ التفت له بشوييييييييش واستغربت ثباته على الوضعية وعدم تحركه , رجعت لفت وهي تصرخ بداخلها ~ هذا اش فييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟ حتى أيامنا الأولى مالازمني بهالشكل ~ خفقت البيض وغطته وبدأت تحط الصحون على الصينية عشان تعبي الأكل , ابتسم وهو يشوفها تروح وتجي , تبعد الخصلة المزعجة و تخرج البرادي وتسوي الشاهي وتحضر كل شي , كان يحس بسعادة غريبة , قام أخيرا بشويش وتحرك لها وهو يحاول إنها ما تنتبه له ..
: السلام عليكم ..
انتفض جاسم من المفاجأة والتفتت أزهار على صوت أخوها بفرح وصرخت بخوف لمن لقيت جاسم وراها وهي تتراجع , تغير وجه عمر وتلون وهو يهمس بخجل : حمحمت كذا مره , من الصاله وأنا أحمحم ..
حممممممممممر وجه أزهار وهي تبعد الخصلة المزعجة وهي تقول : لا عادي , ما ... ما .... ماصار ..شـ ..شي .. و...
سكتت لمن لقيت نفسها تقطع في الكلام وتحركت بسرعة وقالت : اجلسوا يلا إذا غسلتوا يدينكم الفطور جاهز ..
تنحنح جاسم وهو يحك مقدمة شعره وقال : خسارة كنت بأخلعها ..
ضحك عمر وقال بحرج وهو واقف في مكانه ما تحرك : شكلي أنا اللي خلعتك ..
غسل جاسم يدينه وتحرك وسحب كرسي وجلس عليه وقال : تفضل , تفضل , لاخلعتني ولا شي , أختك خلعتني بصرختها ..
جلس في المقعد المقابل لجاسم وهو مركز نظره على الطاولة , جلست أزهار على المقعد اللي في رأس الطاولة وصبت حليب وشاهي لكل منهم وحطتها عندهم و قالت : سموا وكلوا ..
وما مدت يدها للأكل من كثر ما تتأملهم بفرح , رفع جاسم راسه وانتبه لعمر الساااااارح و اللي ما رفع راسه ولا مد يده , قال : هي , عمور ..
رفع عمر راسه وقال بصوت قوي : سم ..
استغرب جاسم كلمته وابتسم وقال : سم الله عدوك , تراني ما أشوفك تاكل , ترى لو ما مديت يدك قبل أزهار ما بتلقى أكل ..
شهقت أزهار وقالت باستنكار : جاااااااااااااسم ..
قهقه عمر من قلبه وقال بعتاب : هي ترى ما أرضى على أختي ..
لفت عليه وقالت : باااااااين ما ترضى , قاعد تضحك ..
ولفت على جاسم وقالت بغيض : كله منك , ضحكت أخويه الصغير عليه ..
مد جاسم يده لمن انزلقت الخصلة ورجعها ورى إذنها وهي يقول بابتسامة : مشكلة السشوره بذمة ..
انصدم لمن انكمشت على ورى قبل ما تدنق وجهها المحممممممر , والتفت لعمر لقيه يطالع الأرض ووجهه محمممممر زي أخته , تأوه لمن حس برجلها تضرب ساقه من تحت الطاولة و طالع فيها بحواجب مقطبة , طالعت فيه باستنكار , هز أكتافه وهو يأشر لها اش فيه , ومسك ضحكه بالقوة لمن أشرت له بعيونها على أخوها , تنحنح وقال بهدوء وهو يرفع الكوب : خلص يا عمر عشان نروح للورشة ..
أكل عمر شوية وخرج , تأمله جاسم وهو يرفع الكوب لفمه و مادري إلا بضربه على كتفه خلت السائل يكب , بعد الكوب وحطه على الطاولة والتفت وقال وهو يمسك كتفه : آي , تراك عروسة , تصرفي زي العرايس الله يخس إبليسك ..
قالت بغيض : تستاهل , فشلتني قدام أخويه ..
قال باستنكار : بعدت شعرك بس ..
قالت بحزم وهي تقوم من كرسيها : عند أخويه خلك بعيد عني مترين ..
وتحركت للمغسلة ورجعت لفت وهي حاطة يدينها على خدودها وهي تقول بهمس : يافشلتييييييييييي , وين أودي وجهي عنه ...
ابتسم جاسم على تعابير وجهها وعلى طريقتها وقال : بنت عادي زوج وزوجته ..
قالت وهي تحط يدينها على خصرها : لا مو عادي أحس نفسي , أحس نفسي ....... قليلة أدبببببب ...
قهقه من قلبه لدرجة رجع راسه لورى من شدة الضحك وقام وقال : والله إنك عجيبة , متزوج تححححححححححفة ..
وخرج من المطبخ يدور على عمر اللي لقيه جالس بصمت في غرفة التلفزيون , قال : أبو عبد الله , دقايق ألبس عشان نروح الورشة ..
وراح للغرفة , بعد مالبس ثوبه وطاقيته راح للطاولة وسحب جواله وانصدم لمن لقي 10 مكالمات من عمه آخرها قبل ربع ساعة وبعدها رسالة مختصرة ( الكلب توه جاني ) , تحرك بسرعة وسحب شماغه وعقاله ..

********************************

المدينة , الساعة 9 صباحا :

فتحت عيونها لمن حست بجسم ينط على السرير وانصدمت لمن شافت عيون العنود قدام وجهها , شهقت وتراجعت وهي تقول : بسم الله ..
ابتسمت العنود المتحمسة من رجعتها من الروضة اللي صلوا فيها أخيرا وقالت : دب , اش تبغين فطور ؟؟
بعدت البندري على ورى وطالعت في وجه أختها المبتسم وهمست : ماني جيعانه ..
رفعت العنود اللحاف ودخلت جوته وضمتها وهي تقول : الدكتور قال لازم تتغذين ..
قاومت البندري دموعها وهي تقول بهدوء مصطنع : خلاص جيبيلي أي شي يعجبك ..
بعدت عنها العنود وطااااااالعت فيها بصمت ومدت يدها تمسح شعرها وهي تقول : توعديني لمن أرجع تكونين أنشط من كذا ..
ابتسمت البندري وقالت : أحاول ..
سلمت على خدها وقامت ولحفتها زين وهي تقول : إن شاء الله ما نتأخر عليك ..
ولبست عبايتها وهي تكمل : ياويلي من البنات , يستنون ..
خرجت وهي تفكر بأختها اللي يحز في قلبها إنهم يسيبونها وقت الفروض واللي ما تقدر تتحرك عشان تروح وتجي معاهم من كثر تعبها ...
لقيت سحر والهنوف وسلافه قدام باب المصعد يستنونها , ابتسمت ~ أكيد ريمو نزلت بالدرج ~ ..
أول ما فتح المصعد وشاف عدنان عبايات سوداء قدامه نزل راسه وتحرك خارج , وصله صوتها المميز وهي تقول : اش عندكم واقفين ؟؟ تحركواااااااااا ..
: عنود انتبهيييييييييييييييي ..
تعدى عتبة المصعد ورفع راسه على صرخة سحر في نفس اللحظة اللي لفت فيها العنود بسرعة تبغى تدخل المصعد وصدمت فيه بكل قوتها , شهقوا البنات لمن شافوا منظر الاصطدام العنيف , صرخت العنود وهي ترتد من قوة الصدمة , و أول ما انتبه عدنان اللي ما تزحزح من مكانه رغم قوة الصدمة إنها بتطيح مد يدينه كرد فعل ومسك أكتافها و ثبتها , حست العنود براحة إنها ما طاحت , شعورها ما استمر لأكثر من ثانية لأنه عدنان أول ما انتبه لنفسه فلتها وهو يدفها عنه , صرخت العنود وهي تطيح على الأرض واختلطت صرختها بصرخة سلافة المصدومة والهنوف اللي غطت وجهها , رفعت العنود راسها وصرخت بلا ثانية تفكير من شدة الألم : وجعععععععععععععععع ..
اندست الهنوف ورى سحر اللي حطت يدينها على فمها من فوق نقابها وهي تطالع في وجه عدنان اللي تغير بشكل فضيع وصار مرعب من شدة العصبية , انتبهت العنود لحظتها لهوية الشخص اللي قدامها , فتحت عيونها على آخرها وقالت بصوت واضح : أووو أووووو ...
قلبه اللي كان يخفق بسرعة غريبة من صدمت به خلاه يفقد أعصابه , قبض يدينه بقوووووووة وبلا مقدمات مد يده وهو ينحني لها , مسكها من عضدها ورفعها بكل قوته بيد وحده ودفها بخشونه للمصعد وهو يقول بعصبية : احترمي ملافضك مع الرجال ..
ورماها بنظرة احتقار قبل ما يتحرك وهو يقول : و لا تتعطرين لمن تخرجين ..
شهقت و صرخت باستنكار : هيييييي تعال , هذي ريحة شامبو العباية مو عطر ..
كلمة ( هي تعال ) خلت أعصابه تفلت , لف وصرخ : مووووو عذرررررر استخدمي شامبو عبايات بدون ريحة ..
هتفت سحر باستنكار : عدناااااااااااان ..
لف على أخته وقبض يدينه لمن انتبه للي حوله وتحرك بسرعة للجناح , دخلوا البنات المصعد بصمت قطعته العنود لمن صرخت بقهر وهي تضرب برجلها جدر المصعد : أكككككككككره أخوووووووووووووووووووووووك , أكرهـــــــــــــــــــه ...
وعضت يدها بقهر وقالت : أكرهه , أكرهه , أكرهه ..
ورجعت صرخت وهي تضرب الجدر مرة ثانية : الدببببببببببببببببببببببببببببببب ..
قهقهوا البنات من الأعماق وقالت سحر من وسط ضحكها : والله عمره ماكان كذا وعمممممره ماخاطب وحده من بنات عماني ولا خوالي بهالطريقة ..
وقالت سلافة بخوف : صرااااحة هذا شي stringer , عمري ماشفته معصب بهالشكل ...
سحبت العنود نفس عميق وقالت بصوت مخنوق وهي تحبس دموعها بالقوة : مو أنا غير ...
طالعوا فيها بتساؤل مسحت دموعها قبل ما تنزل وتحركت لمن انفتح المصعد , قالت ريم : وينكم تأخرتــ......
وقطعت كلامها لمن تعدت من عندها العنود بدون ما ترد , أشروا لها البنات تسكت وهم بيعلمونها بعدين ...
وقف عند باب الجناح وهو يسحب أنفاس عميقة مافلحت إنها تهدي أعصابه , تحرك في الممر وهو يمسح وجهه ويستغفر ~ عدنان اش اللي خلاك تسوي اللي سويته , ياربي أستغفرك وأتوب إليك , أنا كيف مديت يدي ومسكتها , ولا كيف حطيت راسي في راسها الخبلة , كيف خرجتني من طوري ؟؟ آآآآآآآآآآخ لو ما مسكت نفسي كان ضربتها ~ جلس على واحد من الكراسي اللي في الجلسة اللي بين الأجنحة ورجع قام , دار شوية ورجع جلس , زفر ونفخ الهوا من فمه وهو يتذكر ريحتها اللي زادت قهره , والله لو سحر ولا سلافة كان حلف عليها ما تخرج قبل ما تغسل عبايتها مرة ومرتين وعشرة إلين تروح الريحة من عبايتها , تذكر لحظتها إنه بيكون وليها لو تم كل شي , قام وهو يحس بفوراااااااااان في دمه , مستحيل يتزوج وحده زيها , مستحيل يبدأ معاها حياة جديده وهو يحتقرها ..
دق جواله ونزعه من أفكاره , خرجه وطاااااالع في اسم أبوه ولأول مرة في حياته مارد عليه , حط المكالمة على صامت وجلس على الكنبه وهو يغطي وجهه بيدينه وهو يزفر , ما يدري كم مر من الوقت وهو غارق في أفكاره , في اللي صار أمس وكيف بيقدر يخبي الموضوع هو وعبد الرزاق , هل بيقولون لجاسم ولا لا , خطبته المفاجئة للعنود , مين اللي ورى هالشي , سامر وحقيقة مشاعره , العنود ومشاعره نحوها ....

******************************

لمن قرب من بيت عمه بعد ما ودى عمر الورشة استغرب وجود سيارة حسان عند الباب خاصة إنها موقفه بشكل مثير للشك , تردد يدخل ولا لا , هو ماخبر أحد برجعته عشان متفق هو وعمه يحلون الموضوع بدون جلبه وبدون فضايح , خرج من سيارته ودخل باب الحوش بعد تردد طويل , انصدم لمن وصله صوت ضربات قوية مختلطة بصوت حسان وهو يقول : عميييييي افتح البااااااااااااااااااااااب , عمي تكفى افتح الباااااااب ..
تصنم وهو يشوف مرة عمه بعبايتها جنب عبد الإله اللي واقف عند حسان وهو يقول بتوتر : ترى له نص ساعة مع عبد الرحمن وما أسمع إلا صراخهم و ......
سكت وصرخ بصدمة وعدم تصديق : جااااااااسم ...
التفت حسان بصدمة وفتح عيونه على الآخر لمن شاف جاسم واقف غير بعيد عنهم , هتف بصدمة : انت متى جيييييييييييييييييييييت ؟؟
وصلهم صوت جلبة قوية جوة المجلس , مشي جاسم بسرعة وقال وهو يتذكر أزمة عمه أمس : اكسر الباب ..
طالع فيه حسان بحواجب معقدة من شدة الذهول وقال وهو يهز يدينه : انت متى جيت ؟؟
قال جاسم وهو يضرب الباب برجله : مو وقته , لازم نخرج عمي ..
وسمعوا عمهم يصرخ بقوة : منته ولديييييييييييي , لو ماتزوجت البنت وصلحت غلطتك لا أعرفك ولا تعررفني وماتطب لي بيييييييييييييييييييييييييييت ...
وصوت عبد الرحمن يعلى على صوت أبوه وهو يقاطعه : ماني متزوجهاااااا ..
تعاون مع حسان وضربوا الباب بكل قوتهم , طارت قبضة الباب المعدنية مع تكسر خشب الباب حولين القبضة , وعلى دخلتهم كان عمهم رافع يده بالعقال بيضرب عبد الرحمن اللي قبض على يد أبوه بخشونه وهو يصرخ بانفعال : قلت ماني متزوجها لو على جثتي , اش دراني هذا ولدي ولا ولد السواق ...
صرخ جاسم وهو يحس بدمه يفووووووور : يالحيوااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان ...
واندفع مكور يده وبكل قوته سددها على وجه عبد الرحمن اللي تفاداها بسرعة وقبض بكل قوته على كتف جاسم ودفه بعيد عنه وهو يقول : لايلدغ المؤمن من جرح مرتين..
رجع جاسم وسدد لكمه أقوى ضربت جانب وجه عبد الرحمن اليمين وهو يصرخ : إنت مؤمن يالنجججججججججججس , تخسى ...
تصنم حسان وعبد الإله المصدومين من الكلام اللي انقال ومن المضاربة المفاجئة وهم مهم عارفين اش اللي قاعد يصير , طالع فيهم صالح بحسرة وتراجع لمن حس بسطوع الألم في جانب صدره اليسار , قبض على قلبه و تغيرت ملامح وجهه ..
: أبويــــه ...
: خالييييييييييي ...
: أبو عبد الرحمن ...
جثى صالح على ركبه وهو يسحب أنفاسه سحب , كان الألم هالمرة غير عن الأمس , لف جاسم على صرخة عبدالإله وحسان المختلطة بصرخة مرة عمه المصدومة , بعد عبد الرحمن و هتف بخوف لمن شاف عمه على الأرض : عميييييييييييييييييييي ..
وجري لعمه مع عبد الإله وحسان , بعدهم صالح بقوة وهو يحاول يتنفس , قبض على ياقة ثوبه وحاول يفكها بيدين مرتجفه وهو يجاهد عشان يتنفس , قال عبدالرحمن وهو يتقدم لهم بخوف : أبويــــــه ...
دفه جاسم بكل قوته يبعده عن عمه قبل مايلمسه وهو يصرخ : وخخخخررررررر ..
وطالع في بحقد وهو يصرخ : انت الســـبــــب ...
سحب عبد الإله حبه من حبوب أبوه وحطها تحت لسانه وهو خايف من لهاثه اللي يزيد , طالع جاسم في عبد الرحمن بحقد وهو يرفع غترته اللي طاحت على الأرض مع مضاربتهم و رجع جثى جنب عمه وسنده وهو يمسح له العرق المغرق وجهه وهو يقول بخوف : عمي اهدى شوي الله يصلحك , صحتك أهم ..
ضرب صالح صدره وهو يقول بحرقه من بين أنفاسه المقطعة : ولدي يا جاسم , ولدي وحط راسي في التراب , بكري , بكري يدنس حرمة بيت أخوي , تحت سقف بيتـــه , تحت سقف بيته , وين أودي وجهي منك يا أحمد ؟؟ وين أودي وجهي منك يا أخوي ؟؟ ..
عبد الإله وحسان طالعوا في جاسم بحيرة وهم مهم عارفين اش الموضوع , مهم قادرين يربطون الخيوط من هول اللي يصير , تجاهل جاسم نظراتهم وهو يحس بأعصابه زي حد السكين من حدتها , انفجعوا لمن بدأ حمار وجه صالح يزيد وأنفاسه تختنق أكثر , قال عبد الإله : مفروض تروح النوبة بعد الحبة ...
وبلا مقدمات انهار صالح بلا حرك صرخ عبد الإله وهو يمسك أكتاف أبوه وهو يهزه : أبووووووووي ..
دفه جاسم وهو يحس بأنفاسه تحتد من شدة الخوف والرهبة , حط يده عند أنف عمه وانفجع لمن مالقي نفس ~ أكيد أتوهم , أكيد ~ , حط إذنه على صدر عمه وهو مهو عارف صوت النبضات اللي تهدر في إذنه هي نبضات قلب عمه ولا نبضاته هو , قال حسان بأنفاس مقطوعة وهو يبعد أصابيعه عن رقبة عمه : مافي نبض ..
صرخت أم عبد الرحمن : ياحسرتيييييييي على أبو عيالييييييييييي ..
رفع جاسم راسه وقال وهو يفك أزرار ثوب عمه : حط يدينك بسرعة فوق قلبه , نسوي تنفس اصطناعي ..
ولمن تحرك عبد الرحمن لف عليه جاسم وصرخ وهو يقوم عشان يوقف بينه وبين عمه : حدددددددددددك , ولا تلمسه ياللعييييييييين ولا تحط يدك ..
صرخ عبد الرحمن وهو يوقف قدامه : هذا أبويه ..
رماه جاسم بنظرة محتقرة وهو يقول : توك , توك اللي تذكرت إنه هذا أبوووووووك ..
صرخ عبد الإله وهو يدفهم بعيد عن بعض : بس انت وايااااااااااااااه ..
وقال حسان وهو يحط يدينه على صدر خاله : جاسم مو وقته هالكلام ..
تحرك جاسم وحط يده تحت رقبة عمه بسرعة ورفعها وبيد مرتجفة فتح فمه ودنق و بدأ ينفخ وهو يدعي إنه ينفخ بطريقة صحيحة تدخل للرئة ومو جالس ينفخ هوا في بطنه , ورفع راسه وأشر لحسان اللي بدأ يضغط وهو يعد , رجع نفخ مرة ثانية وهو يحس بمغص شديد من جمود عمه , رفع راسه بصدمة لمن سمع صوت ضجة تبعتها صرخة عهود وهي تندفع لداخل المجلس بدون أي حجاب : أبويــــــــــه لاااااااااااااااااا ...
صرخ حسان في أخوانها وهو يضغط صدر خاله بكل ثقله : طلعوهاااااااااااااااا , طلعوهم براااا ...
مسكها عبد الإله وخرجها وساعد عبد الرحمن أمه المنهارة على الوقوف وخرجهم وهو يقول : مافيه شي , أزمة بسيطة , أزمة بسيطة ..
صرخت عهود وهي تشوف وجه أبوها المزرق : أبويه , أبويه لااااااااااااااااااااااا ..
وضربت عبد الإله وهي تصرخ وتصيح : سيبنيييييييييييييييييييي , أبويــــه , أبويـــــه لااااااااااااااااااااااا ..
رمى جاسم شماغه اللي على كتفه وقام ودخل يدينه من تحت ذراعين عمه وعقدها بقوة و رفعه وهو يصرخ : رجع النفس , خلينا نشيله بسرعة , تحرك ..
قام حسان بسرعة وعقد ذراعينه تحت ركب صالح وتعاونوا وشالوه مع عبد الإله لسيارة جاسم اللي كانت مشغلة ..
***
جلس عبد الرحمن على الأرض وحط وجهه بين كفوفه وهو يفكر لو مات أبوه اش بيسوي , بيكون هو السبب , قبضت أمه على أكتافه وهي تصرخ : اش سويييييييييييييييييييييت ؟؟ اش سويييييييت هالمرة ؟؟ تكـــــلم ..
رفع راسه وقام وهو يقول : ماسويت شي ..
ضربته أمه على صدره وهي تصرخ : كذاااااااااااااااااااااااااااب , ذبحت أبووووووووووووك , ذبحت أبووووووووووك يالعاااااااااااااق ..
وبدأت دموعها تزيد وهي تقول : والله , شوفني حلفت لو صار لأبوك شي ما أسامحك لا دنيا ولا آخره , طووووووووول عممممرك وانت جايب له الشقى , ماخليته يتهنى في حياته ..
وغطت وجهها وجثت على ركبها وهي تصييييييح بحرقة وهي تقول : الله يسامحك على اللي سويته فيه , الله يسامحك , يا حسرتي عليك يا أبو عبد الرحمن , ياحسرتي عليييييييييييك لو مت اش بيصير فيني من بعدك ...
ضمت عهود أمها وهي تصييييييح وتقول : خلاص يا أمي , خلاااااااااص إن شاء الله أبويه مافيه إلا العافية ...
مسحت أمها دموعها ووقفت وصرخت وهي تأشر للباب : اطلع برااااااااااااااااا , لا أشوفك إلين يرجع أبوك , ماتطب بيته إلا لمن يرجع سامع ؟؟ اطلع برااااااا ....
ودفته بكل قوتها وهي تصرخ : برااااااااااااااااااااااااا ..
زاد صياح عهود وهي تتعلق في أمها اللي تدف أخوها وهي تصرخ : أمي خلاااااااااااااص , يكفييييييييييييي , الله يخليك خلاااااااااااااااااص ...
صرخت أمها بهستريا : براااااااااااااااااااااا ..
تحرك عبد الرحمن بعد مارماهم بنظرة غريبة وخرج , وصلهم صوت انصفاق الباب الخارجي المعدني وتردد الصوت مع صوت سيارته المنطلقة بسرعة , انهارت أمها على الأرض وهي تصيح وتقول : ياربي رحمتك , يارب رجعهم لي الاثنين , يارب رجع لي زوجي وولدي , ياحسرتي عليييييييييك يا أبو عبد الرحمن , ياحسرتي عليك يا صالح ...


*********************

سمع صوت جرس المصعد زي الأصوات العميقة اللي تخترق الحلم و انتزعه من عمق أفكاره صوت الهنوف وهي تقول : خلاص عنيدي فكيها , عيب عليك اللي تقولينه قدام أخواته ..
وصوت العنود وهي تقول بعصبية : شوفي أنا لولا احترامي لهم كان قلت أكثر من إني أكره أخوهم العصبي المتسلط ..
: اش بقيتي ؟؟ تراك ذبحتي ولد الناس ..
وقف وشد ظهره وكسى الجمود وجهه في اللحظة اللي وصلوا فيها الهنوف والعنود للصالة , شهقت الهنوف شهقة مكتومة أول ماشافت عدنان ونزلت راسها ودقت العنود اللي قالت : بقيت إنه متكبببببببر وبارد زي لوح الثلج و.......
كانت تعدد على أصابعها وهي شايلة كيسها وشنطتها في يد ويدها الثانية تعدد عليها , ماتت الكلمات على شفايفها واتسعت عيونها على آخرها , شهقت أول ما انتبهت له شهقة قوية شرقتها وخلتها تكحكح وهي تحاول تسترجع نفسها , قطب حواجبه ببرود و تحرك من مكانه وتعداهم وراح للمصعد ودخله , أول ما قفل المصعد قال بغيض : أحححححسسسسسن , تستاهل ..
وطالع في انعكاس صورته في المراية ~ عصبي ومتسلط ومتكبر وبارد زي لوح الثلج , لو ماشافتني اش كانت بتقول كمان ~ وبعد لحظة تأمل و بلا مقدمات قام يضحك ويضحك على شهقتها وشرقتها اللي شفت غليله فيها , وأكثر ماضحكه هو شعور المتعة الطفولي اللي حسه وهو يسمع شهقتها وشرقتها ويشوف صدمتها , كان وده تطيح على وجهها كمان , أول ما وقف المصعد شاف التوأم وعبد الرزاق قدامه توهم راجعين من المطعم اللي راحوا يتغدون فيه , طالعوا فيه باستغراب , كان عارف إنه ضحكه وسط المصعد لوحده مثير للدهشة والعجب , تنحنح وقال بهدوء وهو يخرج : بروح أجيب أشياء من البقالة ..
رفع عبد الرزاق حواجبه وقال : أخوكم هذا عجييييييييييييييييييييييييب ..
طالعوا التوأم في بعض بحيرة وابتسم سامر وقال : الله يديم هالضحكة عليه ..
رماه ماهر بنظرة شك وقال : هييييييييي سويمر اش اللي بينك وبين الأعزب المثالي , من أمس منتم عاجبيني ..
حك سامر خده وقال بعناد : سررررررررررررررر ..
تحرك عبد الرزاق من عندهم لمن شاف ريم تنفصل عن سحر وسلافة وتطلع من الدرج , قال للتوأم وهو يحط إصباعينه قدام جبهته مودع : see you up ...
ودخل مبنى الدرج ..
قال سامر وهو يحاول يوقفه : هيييييييييي ..
ضحك ماهر وقال : والله لو تمووووووت , بايعها هالرجال ..
قالت سلافة بتأفف وهي تدق سحر : أككككككككره الإنجليزي من فمه ...
دقتها سحر عشان تسكت وهي تهمس : لا يسمعونك , بيفتحون معاك محضر , إنت مالك وماله ..
وتقدمت من أخوانها وهي تقول بمرح : سلام شباب , وحشتوني ..
طالعوا فيها كإنهم ما يعرفونها وقال سامر وهو يرميها بنظرة شذرة : ماهر , اش عندها هالشحادة ؟؟..
قال ماهر وهو يسحبه لجوة المصعد كإنه خايف عليه : خلك بعيد عنها تراهم صايرين يسحرون الواحد هالأيام عشان يسرقون فلوسه , إذا عندك ريال اتفل عليه و أعطيها وفكنا من شكلها ..
دخلت وضربتهم بخفة وهي تقول باستنكار : هييييييييييي , ما أسمح لكم ..
ضحكت سلافة وقالت بحماس وهي تدخل معاهم : صراحة تنفعون actress ..
****
التفتت ريم على طول لمن حست بشخص وراها وسكتت من شدة الصدمة وهي تشوف عبد الرزاق , ابتسم وقال : برضك مصرة على الدرج ..
استحت و ما عرفت اش ترد , دنقت بسرعة وبعدت عن طريقه عشان يعدي قبلها , ولمن ماتحرك رفعت راسها باستغراب , ابتسم وقال وهو يمد يده : هاتي الأكياس عنك ..
ماأعطاها فرصة تقوله لا , لمست أصابيعه البارده يدها وهو يسحب منها الأكياس , لمسته خلت قلبها يغوص بداخلها وهي تشهق و تفلت الأكياس من الصدمة , قال باعتذار وهو يقبض على الأكياس وينزل راسه : آسف ما قصدت ..
وتقدمها بسرعة , ضمت يدينها المرتجفة وهي تطالع فيه وضربات قلبها تتسارع بشكل فضيع , غمضت عيونها وسحبت نفس عميق وتحركت وهي تجر رجولها الذايبة جر , كانت تطلع وهي مركزه عيونها على الدرجات اللي تطلعها وقلبها مهو راضي يهدى , صرخت بداخلها ~ ريييييييييييييييم , اش فيك ؟؟ هو كان يبغى يساعدك بس , ليش يساعدني أنا بالذات ؟؟ يكون له مشاعر ناحيتي ؟؟ ما أظن , هو من يومه وهو مهو معانا ولا يعرفنا , لكن ليش يصر يمشي معايا وما يخليني لوحدي , قلبييييييييييييييييييييي , قلبي يعورني , الله يقطع إبليسك يا عبد الرزاق ~ أول ما وصلوا نهاية الدرج التفت لها وابتسم وهو يقول : أموت وأعرف كيف تطلعين وتنزلين هالدرجات كل فرض ..
ما ردت وهي تبعد نظراته عنه بخجل عشان مايشوف توترها , فتح باب الدرج وأشر لها تتقدمه , همست بخجل : إنت أول ..
قال بمرح : في فرنسا عندنا ladies first ...
تعدته عشان ما تبغى تطول الوقفة والنقاش معاه , شافت سحر وسلافة واقفات مع أخوانهم عند باب الجناح وهم يتناقشون على شي , التفت له , حط الأكياس على الكرسي وتحرك بعد ما ابتسم لها , سحبت الأكياس وتحركت وهي تحاول تهدي ضربات قلبها ..
****
ضحكت البندري وقالت وهي تمسح شعر العنود : عادي تحدث في أرقى العائلات ..
زاد صياح العنود وهي تقول : لا مو عاااااااااادي , ياليت الأرض انشقت وبلعتني قبل مايسمع اللي قلته ..
مسحت الهنوف دموع الضحك وقالت : خلاص عنيدي , صار الشي وانتهى , اش بيفيد صياحك ؟؟ بعدين هو ماقال شي ..
رفعت راسها وقالت وهي تبعد شعرها : ماقال لأنه أكيد مصدوم من وقاحتي , شفتي نظراته كيييييييييف ؟؟ قاعدة أسب فيه بكل جرأة , وكله كوووووووووووم وبارد زي لوح الثلج كوم ثاني , والله ... والله ....
ورجعت تصيح وهي تدفن وجهها في حضن البندري وهي تقول : اش بيقوووووول عني دحييييييييييييييين , مو كافي شايفني ملسونة وملافظي وقحة مع الرجال و يحسبني صايعة وخارجة متعطرة ..
قالت البندري تحاول تهديها : وانت اش عليك منه ؟؟ يشوف اللي يشوفه ..
رغم حزنها على حال أختها ضحكت الهنوف من قلبها وهي تقول : وااااااااي والله فشششششششلة , بندري فاتك نص عمرك اللي ماشفتي اللي صار ..
رفعت العنود راسها وصرخت : يالحمااااااااااااااااااااااااارة ..
وسحبت المخده ورمتها عليها وهي تصرخ : صكييييييييييي حلقك ولا تضحكين ..
ونطت من مكانها لمن ماوقفت الهنوف ضحك وهي تسحب مخده ثانية , ضربتها بها وهي تصرخ : هنوووووووووووووووف لاتضحكييييييييييييييييييين ..
دخلوا البنات وانصدموا بالمضاربة اللي صايره , قالت سحر : اش فيه ؟؟
صرخوا سلافة وريم بحماس وهم يقولون : مضاربــــه ..
وفكوا العبايات وسلافة تقول بتحريش : هنوف ردي الضربه , أختك الصغيرة تضربك ..
وريم تصفق وهي تقول : أحلــــــــــى عنيدي , أديلها كمان ..
ضحكت سحر على خبالهم وجلست على السرير جنب البندري اللي ماسكه بطنها بوجع من كثر الضحك ..




************************

جدة في المستشفى :


: قلتلكم لا يتعرض للضــــغــــــط يا عيال الكللللللللللللب ..
نزل عبد الإله راسه ولف حسان وجهه بسرعة وقال جاسم بتلعثم : طيـ ..ـب المو..ضوع كان خارج عن سيطـ.....
: ما أبغى اسمع حــــــرف ...
رماهم حامد الدكتور المختص بحالة صالح بنظرات صارمة وتحرك من عندهم وهو يقول : الله يقطعكم من عيال ويحرقكم في يوم واحد ..
عض عبد الإله شفته وهو يقول : آخخخخخخخخ , مستعد أقابل مرشدنا الطلابي العصبي أيام الثانوية وأتلقى منه 100 محاضرة ولا أقابل عم حامد ..
سكتوه الاثنين لمن رجع حامد وقال بحزم : يا الثيرااااان , بأقعده عندي إلين أتأكد إنه عدى هالأزمة بدون مضاعفات وحسسسسسسسكم عينكم أشوف خلقة واحد فيكم عنده ..
وأشر بطرف إصباعه يهشهم : يلا , يلا لو سمحتم وروني عرض أكتافكم ..
قال عبد الإله بتردد : نبغى نشوفه قبل ....
لو النظرات تذبح كان ذبحته نظرات الدكتور حامد وهو يقول بهمس بارد : شافك ملك الموت وأخذك قول آمين ..
مسكوا جاسم وحسان ضحكهم وتحركوا بسرعة وهم يسحبون عبد الإله اللي تنح من قوة الدعوة , ولمن بعدوا عنه قهقهوا من قلب , قال حسان : أنا أمووووووت وأعرف شيئين , كيف صار دكتور قلب وحرمته كيف مستحملته إلى الآن ؟؟ ..
قال جاسم من وسط ضحكه : لا أنا دحين عرفت ليش عياله لو تمزح معاهم وترمي عليهم سكين ولا تطخهم برصاص يقولون لك وهم يضحكون اش المزح الثقيل هذا ..
قال عبد الإله وهو يحط يده موضع قلبه : والله يخوووووووووف , هذا كيف صار صاحب أبويه ؟؟
قال جاسم : و إنت الصادق كيف أبويه وعمي ما تأثروا به ؟؟
زفر حسان وقال براحة : الحمد لله اللي عدى هالأزمة ..
قال عبد الإله بصوت ثقيل : والله هالمرة حسيته بيموت , شفت الموت في عيونه ..
حط جاسم يده على كتفه وقال : الحمد لله على سلامته ..
طالعوا فيه الاثنين بصمت , انتبه جاسم لحظتها وتذكر إنه مفروض محد يدري بوجوده , مفروض محد يدري بموضوع عبد الرحمن والبندري ..
نزل راسه وهو يحس نظراتهم سكاكين في قلبه , كان خايف إنهم ربطوا الكلمات وفهموا , معقول يعرفون إنه أخته حااااااااااامل , حس نفسه صغييييييييير قدامهم , تمنى لحظتها لو تنشق الأرض وتبلعه ~ الهنوف ~ رفع راسه وطالع بخوف في حسان لقيه مدنق راسه بصمت , صرخ بداخله ~ الهنوف غير يا حسااااااااااان , الهنوف غير عن البندري , ولا يمكن الهنوف .......لالالالالا , جاسم تشك في الهنوف ؟؟ وليه لا , مو انت ماكنت متخيلها على البندري , لكن الهنوف غير , غير ليه ؟؟ مو هي عايشة معاها في نفس البيت , بسسسسسس , جاااااااااسم , إذا هذي أفكارك كيف حسان ~ حس باختناق في أنفاسه , لف وجهه وقال بصوت مخنوق : يلا نرجع البيت عشان نطمن عمتي ..
كان يمشي وهو يحس بنظراتهم تخترق ظهره , غمض عيونه وقبض يدينه وهو يصرخ ~ الله يسامحك يالبندريييييييييييييي , الله يسامحك على اللي سويتيه ~
لف عبد الإله لحسان وهمس : حسـ.....
أشر له حسان بصمت إنه يسكت وهو يأشر له إنه يكلمه بعدين , كان حاس بألم وهو يشوف الانكسار في عيون جاسم , وكان عارف إنه أقل كلمة تنقال ممكن يتخيلها فيه , طالع فيه بألم وهو يتساءل بداخله ~ البندري , معقول تكون هي المقصودة بالكلام ؟؟؟ أكيد أتوهم , أكيد أنا فاهم الموضوووووع غلط , بسسسس , جاسم اش مرجعه من ماليزيا ؟؟ واش حكاية ولد السواق وانهيار عمي وحكاية تحت سقف أخوي , يارب رحمتك اش اللي قاعد يصيييييييييييير ؟؟ ما أبغى أتخيل , يارب أتوسلك مايكون اللي أفكر فيه صحيح , يارب سترك وعفوك ~
حس عبد الإله باختناق الجو وهو يدخل السيارة , قال بداخله وهو ينقل نظراته من حسان لجاسم اللي حرك السيارة ~ يارب رحمتك وسترك , معقول يكون في بنت حامل من عبد الرحمن غير ليزا شغالتنا , مؤكد لأنه مو معقول أبويه يبغاه يتزوج ليزا بعد ماسفرها إندونيسيا , بس اش موضوع بيت عمي واش دخله ؟؟ أي عم فيهم ؟؟ اففففففففففف , مشاكل عبدالرحمن مالها لا أول ولا آخر , الله يهديه ليه مايقتصر فضايحه في سفراته اللي ماتنتهي ؟؟ ياربي جاسم عشان كذا ضربه , ياخوفي يعلم عمي ويكنسل خطبة البندري , يووووو ساعتها اش بيصييييييييييير ؟؟ يارب استر ~
أول ماوصلوا وخرجوا وصلهم صوت أذان العصر , لأول مرة في حياته يحس بطعم لكلمات الأذان , زفر جاسم وهو يحس بثقل خرسانة داخل قلبه المهموم , لف عليهم وقال : عبد الإله إدخل طمن أمك وأختك ..
ولف على حسان وقال : أنا راجع البيت عندي شي مهم ..
ابتسم حسان ابتسامة هادئة وقال عبد الإله وهو يضمه ويسلم عليه : جزاك الله خير , ماقصرت ..
أشر لهم مودع ودخل سيارته وحركها , و ماخرج من أفكاره إلا وهو قدام المسجد القريب من بيت عمر , خرج وصلى العصر , ولمن فرغ من الصلاة وبدأوا الناس يخرجون شافه في الصف الأول حولينه 4 مراهقين لاصقين فيه وهم يتكلمون مع بعض بشكل مزعج , رفع راسه عن المصحف ورماهم بنظرة خلتهم يجلسون بصمت وهم يخرجون مصاحفهم الصغيرة من جيوبهم , ابتسم وهو يتذكر حاله أمس , كان يحسه طفل ودحين يشوفه الأستاذ اللي بنظرة يضبط طلابه اللي ينافسونه في الطول , خلص ورده ولف عليهم وقال : نــعـــم ...
انفجروا في وقت واحد كل بيقول اللي عنده , ضحك وهدأهم وبطريقة غريبة حكيمة خلاهم يقولون اللي يبغونه واحد واحد , كان وده يقوم , يتحرك لكنه كان يحس الخرسانة اللي حسها في قلبه تنتقل لرجوله اللي ماتحركت , ضحك عمر وقام وهو يقول : إن شاء الله بعد بكرة رحلة المدينة و ....
سكت لمن شافه , التفت الطلبه لجاسم بحيرة , ابتسم عمر وقال : عن إذنكم , بأروح أكلم زوج أختي ..
انطلقوا الطلبه وراه وسلموا بحماس على جاسم , شاف الإجلال والاحترام في عيونهم وهم يطالعون فيه كإنه أسطورة , ضحك عمر وقال وهو يضربهم بتحبب على ظهورهم : يلا تحركواااا وأعطونا نفس , بكرة بنراجع جزء تبارك ..
وقال لجاسم بعفوية : معليش , مهم مصدقين إنهم شايفين زوج أختي ..
طاااااااااااااالع فيه جاسم بصمت , ذابت ابتسامته وقال بقلق : جاسم ..
همس جاسم باختصار : سامحني ..
وكمل : قصرت في حقك وحق أزهار كثير ..
هز عمر راسه وقال باستنكار خجول : ما يحوج هالكلام ..
ما كان متخيل إنه رجال أكبر منه وبكبر أخوه عمار يعتذر له , هو صح لا يمكن ينسى اللي سواه في أخته و لا يمكن يلقى له عذر بس برضو ما يعتذر منه وهو أصغر منه ..
ابتسم جاسم وقال : إذا تبغاني أتأكد إنك مسامحني تعال ونام عندنا هالليلة كمان ..
تلون وجه عمر وصار أحمر من كثر الخجل , قال بتلعثم : لا , ما يحتاج و ..
قاطعه جاسم بحزم : مو عشاني ولا عشانك , عشان أزهار , أحس إنها لسه تعبانة من الموقف اللي صار وأحس إنه ودها تجلس معاك أكثر ..
صرخ عمر بداخله ~ آآآآآآآآآآآنا اللي ودي أجلس معاها أكثر , مفتقدها , مفتقدها ~ لكنه خنق صرخاته وقال بابتسامة هادئة خجولة : ما أقدر , توكم عرسان و ...
ابتسم جاسم و دنق عليه و همس بمرح : أوعدك ما ألمس شعرها حتى لو وصل السقف ..
زاد حمار وجه عمر وهو يدق جاسم عشان يسكت وهو يلتفت حولينه , ضحك جاسم وتنحنح بسرعة عشان يضيع الضحكة لمن تذكر إنه في المسجد وبعد محاولات وافق عمر على مضض وهو يخفي فرحته الداخلية ..
أصر جاسم ياخذه معاه عشان يتغدا عندهم ..



**************************

المدينة في الفندق :

: كيييييييييييييييييييييييف ؟؟
التفت الكل لأحمد اللي فز من مكانه وهو يقبض على جواله بقوة , قام عبد الرزاق بتوتر لمن شاف وجه أبوه وتغيره وتبادل مع عدنان نظرة قلقة سريعة , قال أحمد بعصبية : ولييييييييييييييه محد قالي , ليه توكم اللي تتكلموووووووووون ..
وقال بحزم : أنا نازل جدة , مع السلامة ..
وصك الجوال وقال وهو يمسح وجهه : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
قال عبد الرزاق بتردد : أبويه صار شي ؟؟
لف عليه أبوه وقال : عمك صالح جاته أزمه ونوموه في المستشفى ..
قام عبد الكريم وفزوا وراه على طول عياله وقال : إذا بتنزل جدة أنا معاك ..
هز أحمد راسه وقال : لا وين تجي معايا , ماصار لك يومين , توك ثالث يوم في المدينة وإنت جاي من الرياض عشانها ..
قال عبد الكريم : الحمد لله , صلينا كم فرض وإن شاء الله نقدر نجيها بعدين ..
بدأوا مناقشة طويلة انتهت بحلفان عبد الكريم إنهم ينزلون جدة معاه عشان يتطمنون على صالح هم كمان وأصر أحمد مادامه حلف ينزل معاه إنهم مايمشون إلا بعد صلاة العشا عشان يكسبون 3 فروض كمان ..
وبعد ما انتهى الكلام والنقاش رجعوا الشباب وجلسوا وانزوى أحمد بعبد الكريم وهو يقول : جلال يقول تضارب مع ولده وانهار وشالوه المستشفى ..
زفر عبد الكريم وقال : أكيد عبدالرحمن ماغيره , ياربي متى ينصلح هالولد ويعتدل ويصير رجال ..
غمض أحمد عيونه بتعب وقال : حسبته بيعقل لا خطب وماقدرت أرفضه عشان أخوي وقبلت به عشان البندري بس , لكن دحين يوم أفكر أشوف إن هالرجال بيتعس بنتي معاه والله أفكر إني أول ما أرجع أفك الخطوبة وأقوله يدور بنت غير بنتي ..
زفر عبد الكريم وقال : والله يا أحمد ما أدري اش أقول ماني قادر أحط نفسي مكانك , وضعك صعب , يعني أخوك من جهة وخوفك على بنتك لجهة , عني أنا ما أبغى يمسح بنتي شي , يعني لو سحر ولا سلافه تقدم لها واحد زي عبدالرحمن ما بأرضى لو على قص رقبتي حتى لو كان ولد أخوي ..
زفر أحمد بحسرة وقال : الله يقدم اللي فيه الخير , لا رجعنا جدة بأتفاهم مع عبد الرحمن وأقوله يا يعدل نفسه ويصير رجال ياهو من طريق وبنتي من طريق ..



************************


دق الجرس الباب , نطت من الكنبه وطالعت في شكلها في المراية , سحبت نفس ولفت وحطت يدينها على خصرها وهي تقول : بدريييييييييييييييييييييي ...
دخل جاسم وابتسم وهو يقول : السلام عليكم ..
لفت بوزها وهي ترد السلام من بين أسنانها كانت متضايقة إنه سابها من الصباح إلى دحين بدون مايدق عليها ولا يعطيها خبر , رمته بنظرة حادة وهي تقول : ليش مقفل جوالك أقلقـ.....
واتسعت عيونها على آخرها لمن بعد وبان عمر وراه واللي قطع سلامه وهو ينزل وجهه بسرعة , صرخت بفرح ماقدرت تقاومه : عمووووووووووووووووور ..
وجريت وحضنته وهي تقول : هلا والله حبيبي , تو مانور البيييييييييييت ..
استحى عمر منها وزاد حياه لمن رفع جاسم حواجبه وهو يقول : ياسلاااااااااااام , دحين من اللي مفروض تحضنينه لا رجع , أنا ولا أخوووووووك ..
تراجعت على ورى وشهقت لمن تذكرت شكلها , صرخت و سحبت نفسها ودخلت غرفتها على طول , ما فهم جاسم شي , دخل عمر وهو يقوله : تفضل البيت بيتك ..
وراح للغرفة دق الباب ودخل , ما لقيها , دق باب الحمام وهو يقول : أزهار ..
خرجت وطالعت فيه بحدة تحولت بسرعة لتقطيبه حزينه وهي تهمس : ليش ماقلتلي إنه عمور معاك ؟؟
استغرب من تصرفاتها وقال : حبيت أفاجئك , ليش ؟؟
ضربته على كتفه وأشرت على نفسها وهي تقول : خليتي أقابله ببرمودا و بدي ..
رفع حواجبه وقال : عادي أخوك ..
غطت وجهها وهي تقول : يالفششششششششششششلة , هذي ثاني مرة يطيح وجهي قدامه , ماعمره شافني بهالشكل ..
انصدم من اللي قالته وقال : من جـــد ؟؟
قالت وهي تهوي وجهها المحمر : والله , يعني بالله عادي هالتفسخ قدام أخوية , ياربيييييييي , وأنا أقول الولد تغير وجهه ليش ..
وشهقت وضربت خدودها وهي تقول وهي دوبها تستوعب : وضميييييييييييييته ..
وهزت يدينها وهي تهتف : يافشلتي , يافشلتي ..
قهقه جاسم من قلبه عليها وهي تهاوشه ليش يضحك عليها , رفع عيونه و طااااااالع فيها بصمت , قطبت حواجبها وقالت : خير , في شي ..
همس وهو يخرج : ولا شي ..
ورجع قال بصوت قوي : تعالي اغرفي الغدا , تراني مو جيعان , الجيعان ..
لفت بوزها وقالت بعد ما خرج : عارفه ..
وكشت بيدها وراه وبدأت تغير ملابسها وهي تمتم بغيض : مالت ولا علق على شكلي ..
جلس جنب عمر وهو مو قادر يمسح الابتسامة عن وجهه , من ارتبط بهالإنسانة وصارت زوجته وهو يضحك , ما كان يضحك من قبل بهالشكل , وهي حقيقة حطمت كل شي تخيله عنها ..


************************


: لييييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟
رفعت يدها وضربتها على راسها وهي تقول : بشويش تكلمي ..
حكت العنود راسها وقالت باستنكار : أمي حرام عليك كسرتي راسي ..
قالت أمها وهي تهز إذنها بإصباعها : وانت خرمتي طبلة إذني ..
ضحكوا البنات عليها وقالت ريم : تستاهلين ..
كشرت العنود في وجهها وهي تقلدها : تستاهلين , مااااااالت عليك ..
قالت هدى بهدوء : أبوك عنده موضوع ضروري ولازم ينزل عشانه جدة عشان كذا بننزل بعد العشا ..
قالت حنان : الحمد لله صلينا كم فرض ورحنا الروضة , الله يكتب لنا الأجر ..
بدأوا البنات يتناقشون و العنود مصرة تنزل السوق عشان تشتري هدية معتبرة لأزهار وسفانه غير عن اللي اشترتها لهم زي البقية , طاااااااالعت البندري في أمها بخوف , كانت حاسة إن الموضوع متعلق بها , لمن شافت أمها تبعد نظرها عنها حست بقلبها ينعصر وجع ~ يكون عبد الرزاق وعدنان كلموهم عشان كذا بننزل , أميييييييي طالعي فيني , أمييييييييي ~ كانت هدى تحاول قد ماتقدر تخبي عيونها عنهم عشان مايسألونها عن سبب نزولهم , ماكانت تبغى تقول لريم إنه أبوها متنوم في المستشفى عشان ماتخوفها , رفعت عيونها ولمن شافت نظرات الخوف في عيون البندري لفت وجهها وقامت وهي تقول : بأروح أجهز الأشياء ..
صرخت البندري ~ لاااااااااااااااااا , الله يخليك يا أمي لا تطالعين فيني كذا , لاتتجاهليني , أنا آآآآآآآآآآآآآسفة , والله ندمانه على اللي سويته , أبويه , يا حريييييييي عليك ياأبوية , أتوسلك يارب ماأبغى ابتسامته وحبه لي يرووووووووح , أتوسلك يارب , يااااااااااااااااااااااارب ~ قامت بسرعة من الكنبه اللي حطوا عليها مخدات كثيره عشان ترتاح , وراحت للحمام وقفلت الباب واستندت عليه وهي تحس الدموع اللي مافارقتها الأيام الأخيرة ترجع أكثر من أول , غطت وجهها وصاحت من قلبها وهي تدعي ربها إنه مايغير عليها أبوها وأمها ..


*************************

بعد صلاة المغرب :

رفع السماعة على مضض وقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وصله صوت أنثوي يقول : هذا مو بيت جاسم الـ ....
استحى عمر من كلمتها وقال : دقيقة ...
وغطى السماعة وقال بهمس لجاسم اللي دخل الغرفة وهو شايل محموله : قلت لك لا تخليني أرد , حرمة تبغاك ..
حط محموله ورفع السماعة باستغراب وقال : نعم ..
وقطب حواجبه أول ماوصله صوت الجوهرة وهي تقول : يعني حسان كان يتكلم جــــــــــد , إنت متى جيييييييييييييييييييييييت ؟؟ ليش قطعت الرحلة ؟؟ ومين هذا اللي رد علي ؟؟ وليش ماعلمت أحد ؟؟ و....
حك حاجبه وقال يقاطعها : جوهرة شويه شويه , على أي سؤال بأجاوب ..
قالت و صوت جدته الحاد يوصله : ياويلك جدة شايلة طيران عبد القادر تقول تبغى تشوفك دحييييييييين ..
زفر بطفش ~ بدأت الشوشرة اللي كنت خايف منها , استغفر الله العظيييييييييم ~
قال بطريقة غير قابلة للنقاش : خلاص أنا أتفاهم مع جدة لا جيتها قبل أو بعد العشا ..
وصك التلفون بعد تبادل كلمات سريعة وابتسم لمن شاف عمر دافن وجهه في محموله اللي قاعد يكتب فيه برنامج الرحلة اللي بيوزعه على الآباء ..
جلس وقال : هذي أختي الكبيرة الجوهرة ..
قطب عمر حواجبه , ما يفتكر إنه أزهار حكته عنها , كانت صادعة راسه بالعنود و ....... الهنوف ووحده ثالثه اسمها ماحضره , الجوهرة هذي أول مرة يسمع بوجودها , دخلت أزهار ومعاها صينية حاطة فيها القهوة , شرب فنجان بسرعة وصك محموله وقال : عن إذنكم ..
طالعوا فيه بتساؤل , قال : بأروح أتأكد من أشياء الرحلة مع مهند ..
ابتسمت أزهار وهتفت : مهـــنـــد , اش أخباره وأخبار مرته وبناته ؟؟
قام عمر وهو يقول : الحمد لله ..
ولمن لف عشان يشيل أشياؤه دقها جاسم وفرصع عيونه على آخرها , طالعت في بدهشة , قام وودع عمر ورجع لها , طالعت فيه بحيرة , قطب حواجبه وقال يقلدها : مهـــنـــد , اش أخباااااااره ؟؟
ورجع قال بسخرية : ليه ماقلتيله يوصل سلامك له ..
هزت راسها وقالت بخجل وهي مهي فاهمة تريقته : لاااا فشلة , اش بتقول حرمته ؟؟
رفع حواجبه وهتف باستنكار : نــــعـــــم , اللي ردك اش بتقوووووول حرمته ؟؟ لا والله ست أزهار ..
ضحكت أزهار وقالت وهي تقوم : ما قصدت شي , ترى هو صاحب عمار الله يرحمه الروح بالروح عشان كذا سألت عنه , حرمته وبناته كانوا دايما يزورننا ..
قال بعصبية : ولوووووووووووو ..
طالعت فيه بحيرة وفتحت عيونها على آخرها وهي تقول بصدمة : تغااااااااااااااار ..
كلمتها صدمته لكن استنكارها لهالشي وصدمتها به صدمته أكثر , حول عصبيته لنظرات سخرية وهو يرفع واحد من حواجبه وهو يقول : أغار على إيه ؟؟
ابتسمت ابتسامتها الواسعة وهي تقول : علينيييييييييييي ..
رماها بنظرة باردة وقال : هذا اللي ناقص بعد ..
وتحرك خارج وهو يقول : إجهزي عشان نروح لبيت جدتي , نسلم عليها ..
كانت تحس بسعادة مالها حدود ~ يغااااااااار , يغار علي , جسوووووووووم ~ تحركت بسرعة وهي ماهمها في كلماته اللي رماها ببرود , حس بشي يصدم في ظهره , ويدين تلف على صدره , انصدم من احتضانها , التفت لها وقال باستغراب : اش فيك ؟؟
ماطالعت فيه وهي تهز راسها وهي تزيد احتضانها وهي تقول بصوت مخنوق : ولا شي ..
سكت وغرق في أفكاره ولمن حس باحتضانها يزيد ابتسم وقال : شكلك من حبك لعمار الله يرحمه تحبين كل شي يمت له بصلة ..
حست دموعها تحاربها , بلعت غصتها وبعدت عنه وقالت بابتسامة : هو يخليك غصب عنك تحبه ..
تأمل ابتسامتها الواسعة بإعجاب ~ ماشاء الله عليك كيف مبتسمة وصابرة , هل السبب إنها مطوعه ؟؟ أنا مشكلة وأحس نفسي ضايقة , ودي تمشي الأيام بسرعة وأسمع إن هالمشكلة انتهت ~ قال بهدوء : قابلته مرة في زواج , الله يرحمه كان بشوش والابتسامة ما تفارق وجهه وكان فصيح وكلماته موزونه ..
اتسعت عيونها على آخرها وهي تصرخ بحماس : قابلتـــــــــــه ؟؟ ليه ماقلتلييييي ؟؟ ليه ماقيد قلتلي ؟؟
قال وهو يتحرك للغرفة : ما أدري , ماجات فرصة ..
لحقته وهي تسأل : طيب كلمته وكلمك , متى كان هالزواج ؟؟ واش أكثر شي لفتك فيه ؟؟ و ..
لف عليها وقال : شويه شويه , ما أفتكر متى الزواج , يمكن قبل سنة , وكل اللي تبادلناه كيف حالك ؟؟ طيب وبس ..
طالعت فيه بلهفة وهي تسأل : لفتك فيه شي ؟؟
حك حاجبه وهو يحاول يتذكر أي شي عشانها , قال : آآآآه , غير عن اللي قلته طوله كان نفس طولي , لا حظت لأنه عيني كانت في مستوى عيونه بالضبط وبشكل غريب ...
وقفت قدامه ورفعت راسها وطااااااااااالعت فيه , كانت عيونها تحمل نظرات غريبة , حب ممزوج بحنييييين موجع , رفع حواجبه وقال بسخرية : خلاص حمضتي الصورة ؟؟ أقدر أتحرك عشان أغير ملابسي ..
حمممممر وجهها لمن انتبهت لنفسها , ضربته على كتفه وتحركت من قدامه وهي تقول بتلعثم : كنت أشـ ... أشوف .. فرق الـطـ ... الطول ...
ضحك وتحرك خطوة قبل ما ترجع توقف قدامه وهي تقول : ليش رايحين لجدتك ؟؟ مو اتفقنا محد يدري ؟؟
قطب حواجبه , ماكان فيه حيل يحكيها على كل التطورات اللي صارت , جاوبها بطريقة مختصرة وهو يفك الدولاب يخرج ثوبه , كانت أسئلتها مالها حصر , غمض عيونه بقوة ورجع فتحها ولف على أزهار وخرجها من الغرفة وهو يقول بعصبية : بأغير ملابسي ..
وطبق الباب بقوة خلتها تنتفض وهي تغمض عيونها , رجعت فتحتها وهي تقول بغيض : مااااالت , عممممممممري ماشفت رجال متقلب زي هالرجال , ساعة يازينه وساعة يرفع الضغغغغغغغغغط ..
ولمن انفتح الباب بقوة وطل من وراه بوجه جامد ابتسمت ابتسامتها الكرتونية وهي تقول : ماقلت شي ..
وتحركت بسرعة لغرفة التلفزيون وهي تقول : دقايق أحط الأشياء في المطبخ وألبس ..
: لا تستعجلين لأني بأصلي العشا أول , بعدها رجع ألقاك جاهزة ..


************************


المدينة بعد صلاة العشا :

قال بصوت مخنوق وهو يفتح شنطة السيارة الجيب بيد وباليد الثانية مثبت الجوال عند إذنه : وين ألقاه ؟؟
وصله صوت سحر وهي تقول : في الجيب الأمامي أو الجانبي ما أتذكر , إنت دور ..
صك الجوال و مسك شنطتها المميزة وفتح الجيب الأمامي , لقي جالكسي وسنكرز وحلاوة أم عود , استغرب وقال بضحكه : من متى تحب الشكولاتات ؟؟ حاجة غريبــ ..
وكح بقوة وهو يبعد الحلويات , لقي دفتر صغير له فرو وردي محطوط في وسطه قلم يناسبه , مايفتكر إنه قيد شاف هالدفتر معاها , رجعه مكانه وفتح الجيب الجانبي لقي جوال كله ميداليات , قطب حواجبه , ماكان هذا جوال أخته , متأكد من هالشي مليون في المية , رفع راسه وطالع في الشنط , مستحيل يغلط في شنطتها , انتبه لحظتها إنه في شنطة نسخه من الشنطة اللي ماسكها , فتح الجيب الأمامي للشنطة الثانية ولقي اللي يبغاه , سحبه وحطه في جيبه وصكها وانتبه إن الجوال لسه في يده , اهتز الجوال فجأة وطلع اسم ( لا تردين علي ) , رجع الجوال للجيب وصكه وجا بيقفل الشنطة , وقفه صوتها النحيف وهي تقول : wiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiite ..
التفت لسلافه وقال بصوت حاول يخليه طبيعي : خير ..
حطت شنطة محمولها وهي تقول : بأجي معاكم this time ..
ورجعت سحبتها وقالت : أو, لا , بروح في الفورد مع الـ twines ..
ومسكت الشنطة اللي كان ماسكها وقالت : هذي شنطة عنيدي مو شنطة سحر ..
أشر وقال : الجوال يدق ..
خرجت الجوال اللي كان لسه يهتز وطالعت في الاسم وقالت : هو لسه يتصل , غثى ..
قال باستغراب : مين قصدك ؟؟ ..
هزت راسها وقالت : واحد مزعج مو راضي يفكها عشان كذا جوالها على طول صامت ..
وقالت بابتسامة : طبعا مو هذا جوالها , هذا الجوال عشان المسجد مايدخلون جوال الكـ....
وقطعت كلامها لمن سحب الجوال من يدها ورد على طول وهو يقول ببرود : هلا , وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , خير يا أخوي , لا مو جوال خالد ولا غيره , لو سمحت لا عاد تدق على هالرقم ..
وصك الجوال ورجعه لها وهو يقول : إذا دق مره ثانيه قوليلي ..
طالعت فيه باستغراب وقالت بلا مقدمات : انت اش بينك وبين عنيدي ؟؟
انصدم من سؤالها الصريح الغير متوقع , قال بسرعة : ولا شي , ليش ؟؟
قالت وهي تشبك يدينها ببعض : بينكم تتشات كثيره ..
: تتشات ؟؟..
قالت وهي تحرك الجوال : قصدي مصادمات كثيره ..
مسك يدها اللي ماسكه الجوال ووقفها عن الحركة وهو يغمض عيونه , كان صوت الميداليات يثير أعصابه بشكل فضيع , و كان عارف إنه مو السبب الرئيسي في الطنين اللي يحسه في راسه , قالت سلافه بخوف لمن لاحظت شحوبه : عدنان ..
فتح عيونه بسرعة وابتسم وقال : لا عادي , شوية صداع ..
قالت : صوتك متغير ..
هز راسه وقال وهو يتنحنح : جو المدينة ما يناسبني ..
وتحرك عشان يساعد سامر وماهر اللي كعادتهم يتضاربون على تدخيل الشنط في السيارة وطريقة ترتيبها , طالعت فيه بتوتر ورجعت للفندق , قال أبوها أول ماشافها : ليش طلعتي ؟؟ خلاص كلنا نازلين ..
قالت بخوف : daddy عدنان وجهه مو على بعضه ..
قطب حواجبه وقال : لاحظت بس قلت يمكني أتوهم ..
خرجت سحر وقالت : خلاص كلمني ..
وخرجت وراها ناتيا والشغالات الباقيات وهم شايلات آخر الأشياء الموجودة , جا أحمد واستنى إلين خرجت أم خالد ودخل عشان يساعد البندري , كان مهموم يفكر بأخوه اللي وجع بسبب بكره اللي هو خطيب بنته اللي طايحة وذبلانه وهو مو عارف اش فيها , دخل الغرفة بصمت , كانت ريم ساندتها والعنود تلبسها العباية وهي تقول : مايحتاج هذا كله ..
قالت ريم بمزح : ولو , كم بندر عندنا ؟؟ واحد ..
تقدم أحمد فقالت البندري بهمس : أبويه أقدر أمشي ..
لف وجهه عنها وقال : طيب ..
وخرج , تأملت ظهره وهو خارج صرخت بداخلها ~ لااااااااااااااااا , شكله عرف , أكييييييييييييد عرف ولا ليش هالبرود , أبويه , أبويه ~ لكنه اختفى من نظرها من دون مايرجع و يلتفت لها يتأكد إنها تقدر تمشي ولا لا , سندتها ريم وهي تقول : اتكي عليه ...
مشيت العنود قبلهم وهي شايله شنطة محمول ريم وشنطتها الصغيرة , أول ماخرجوا قابلهم عبد الرزاق اللي طالع في البندري اللي تتوسطهم بنظرة غريبة قبل مايدخل للغرفة عشان يتأكد إنهم مانسيوا شي , ماحسوا بنظرته وهم يدخلون البندري للمصعد ..
خرجوا للمواقف , كانوا مغيرين نظامهم في الركوب عشان يفضون كنبه كاملة في الجمس للبندري اللي كان شحوبها وتعبها يزيد مع الوقت , تقرر إنه تنتقل سلافة مع التوأم في الفورد , قالت العنود لأبوها : بس أشتري ساندوتش واحد ..
التفتت الهنوف وقالت : ساندوتش دحين ..
طالعت في البنات وقالت وهي تحرك حواجبها : طعمية , ما مداني أودعها ..
مسكوا ضحكهم بالقوة , قال احمد : أشتريلك طعمية من جدة ولا من الطريق ..
قالت بحزن : أبويه الطعمية هنا لها طعععععم ثاني , مفلفلة و ..
فرطوا البنات ضحك لمن ضربتها الهنوف على كتفها تقاطعها وسحبتها وهي تقول : أبويه ما عليك منها الخبله ..
ودفتها للسيارة وهي تقول بهمس : يالوصخة يا قليلة الأدبببببببببببب , تتمصخرين عند أبوك ...
قالت العنود باعتراض : يا سلام , ما مداني أودعه , أقصد أودعها , لسه في وقت , المحل قريب وعمي عبد الكريم قاعد يحاسب ..
ضربتها على راسها وهي تقول بحزم : صكي فمك ..
لفت بوزها وقالت : متوحشة ..
ضحكت سحر وقالت وهي تطلع السيارة : والله إنك تحفه ..
شهقت ريم ونزلت من الجمس وهي تقول : جواليييييييييييييييي , جوالي مو في الشنـــطة ..
وتحركت للفندق وهي تقول : شكلي نسيته فوووووووووق ..
: ريـــم ..
انتبهت لعبد الرزاق اللي جاي مع عبد الكريم وهو رافع جوالها المشبك فيه شاحن , ذابت من كثر الخجل , كيف نسيته يشحن في الحمام ؟؟ ناوله لها وهمس : اللي ماخذ بالك ..
رفعت راسها له بصدمة , تحرك للجيب وهو يقول لأبوه : خلاص نمشي ..
~ كيف عرف إنه جوالي ؟؟ ~ تذكرت إن الوضع المكتوب على شاشتها ريمان كلي دلال , ~ يالفشششششششلة ~ تحركت للجمس عشان تركب مع عمها وهي تدخل الجوال في الشنطة وانتبهت لشي فيه , هذي مهي ميداليتها , كانت قطعة خشب مستطيلة مكتوب عليها بالحرق ريماني والوجه الثاني المدينة 1427 هـ , رفعت راسها والتفتت للجيب , كان واقف عند مقدمة السيارة , ابتسم لها ورفع جواله , انصعقت لمن شافت ميداليتها اللي على شكل دمعه كريستال لها ريشتين بيضا معلقة في جواله , رجعت طالعت في جوالها وطالعت فيه وهي تحس نبضات قلبها تزلزل كيانها , حط الجوال في جيبه وتحرك وطلع الجيب , انتبهت من صدمتها لمن قال أحمد اللي ترك السواقه هالمرة لعبدالكريم : الريم , تراك آخر وحده ..
ركبت السياره وهي غاااااااارقه في أفكارها , غمضت عيونها وسندت راسها على القزاز وهي تحاول تهدي قلبها وأفكارها ..
التفت عبد الرزاق لعدنان وقال وهو يضربه بخفه : what's up man ?? ..
فتح عدنان عيونه وقال بصوت مخنوق : ولا شي ..
واعتدل في جلسته وخرج جواله , كتب رساله وأرسلها , ثانيتين ووصله صوت رنة الرسالة في جوالها , خرجت سحر جوالها وفتحته , ابتسمت لمن قرت الرساله , دقت العنود اللي ضاربه البوز ليش ماخلوها تشتري طعميه وليش اضطرت تفجر حلفانها اللي حلفته وإنها ما تركب نفس السيارة اللي فيها عدنان كله عشان أختها ترتاح ولأنه ريم ما تقدر تجي هنا بسبب المحرم , لفت على سحر وقالت بخشونه : خيييييييييييير ..
مدت لها سحر الجوال , أول ما قرأت الرسالة حست بدمها يتجمع في خدودها (( سحر وصلي اعتذاري للعنود وقوليلها إني والله متأسف على كل شي صار لأنه مو من حقي إني أمد يدي و لا من حقي إني أصرخ فيها , مو تورينها الرسالة , قوليلها بنفسك بالحرف عدنان آسف على اللي صار )) ~ يالفشلــــة , يتأسف وانا سابته ســــــب , ياربييييييييي ~ لفت وجهها وبعدت الجوال وهي تقول من بين أسنانها : صار خير ..
ابتسمت سحر وهمست : أخويه طيوب مو ؟؟
لفت عليها العنود وقالت بتريقة : مرررررررره طيوب , الله يهنيك فيه ..
ضحكت سحر وقالت : لسه في قلبك شي ..
زفرت العنود وقالت : لا , مشكلتي إني طيوبه وأسامح بسرعة ..
لفت عليها الهنوف وهمست بسخرية : مرررره طيوبه , بدليل لمن خرجنا من المصعد كنت ..
دقتها تسكتها وهي تهمس من بين أسنانها : يالدببببببب , سحر ماتدري عن اللي صار , لو دريت وعرفت إنه أخوها يعتذر بعد كل اللي قلته بتشوفني أوقح من على وجه الأرض ..
سألتها الهنوف بهمس وهي تطالع فيها باستنكار : وانت لسه عندك شك في هالموضوع ؟؟..
شهقت العنود وضربتها بكوعها في خصرها وهي تهمس : يالدبببببببببب , صكي حلقك ..
تأوهت وهي تمسك جنبها وهمست بصوت مخنوق : يالدفشة ..
قطع حديثهم صوت كحات متواصلة , تقدمت سحر من مقعدها وهمس وهي تحط يدها على كتفه : عدنان ..
بعد يدها وهو يقول بصوت متحشرج : مافيني شي شو....
ورجع يكح , قال عبد الرزاق : اش فيك من الصبح وانت تكح ؟؟
فتحت عيونها بصدمة وقالت باستنكار وهي تتقدم : من الصباااااااااح ؟؟..
لف على جهتها وهمس : سحر رخي صوتك ..
قالت بهمس : انت مكتوووووم ؟؟ ليه ما رحت المستشفى ؟؟
قال وصوته مختلط بحشرجات غريبه : كنت بأروح لكـ .....
ورجع يكح بشكل أعنف , كانت كحاته تهز جسمه , قال عبدالرزاق : تبغانا نوقف ..
أشر له عدنان وقال وهو يسحب أنفاسه سحب : ما يحتاج , جو المدينة دايما يأثر علي كذا..
كان صوته مختلط بصفير غريب , خرج من جيبه جهاز بخاخ وحطه في فمه وبخه وهو يحاول يضبط أنفاسه , قال عبدالرزاق : ليه ماقلتلي إنك مكتوم ؟؟..
رجع كرسيه على ورى شويه وغمض عيونه وغطى وجهه بيده وهو يقول : عندك أمور أهم , نوصل جدة وأروح المستشفى ..
طالعت العنود فيه بخوف ولفت على سحر اللي مدت يدها وحطتها على راسه شويه وسحبتها وهي تزفر , بعدتها الهنوف وأشرت بيدها لسحر اش فيه , أشرت سحر على صدرها وهي تهمس : ربو ..
قالت العنود بصدمة : ربوووو ...
ضربتها الهنوف وحطت سحر يدها على فمها وهي تأشر لها إنها تسكت , زفر عدنان بضيق وعدل المقعد وهو يستغفر بصوت واضح , ضربت العنود خدودها وهي تعض شفتها بخجل , همست الهنوف وهي تضربها مرة ثانية : تستاهلييييين ..
طالعت فيه بصمت , كان مقدم نفسه وساند راسه على مقدمة السيارة وهو يحاول يتنفس بشكل منتظم , دق بوري الفورد وسامر اللي يسوق قرب من جهة عدنان ودق البوري مرة ثانية , قال عبدالرزاق : عدنان ..
رفع عدنان راسه بحيره , أشر له على الطاقه , لف وابتسم لمن شاف سامر يأشر له اش فيه وماهر مدنق يطالع هو الثاني , رفع يده وأشر بإبهامه إنه كويس , وشاف بوضوح ماهر يقول : كذااااااااااب ..
ما كان سامع شي لكنه قدر يقرأ الكلمة من شفايفه , هز إبهامه يمين ويسار يعني نص ونص وأشر على صدره , غمز له سامر وساب الدركسون و حط يده على موضع قلبه وهو يأشر له بعيونه على ورى , ضحك عدنان لأنه هذا آخر شي كان يفكر فيه في هالوقت و أشر له على دقنه وبيده يعني شغلك عندي بعدين ..
التفت ماهر له وسأله : اش قلت له ؟؟
ابتسم سامر وقال : سرررررررررررررر ..
ضربه ماهر وقال : تراك ذبحتني سر , سر , تكلم ..
طالع في المراية ولمن شاف سلافه حاطة سماعاتها مهي يمهم وهي تطقطق على محمولها التفت له وقال بهمس : من دون انفعالات , سامع , أبويه خطب له العنود ..
صرخ بصدمة : إيييييييييييييييييييييييييييييييييش ..
نزعت سلافه سماعاتها وقالت : whaaaaaaaaaaaaaaat ?? ..
أشر له سامر إنه يسكت وهو يقول : ولاشي ..
صرخ ماهر : كيف ولاشي , وانت تقول أبويه خطب العنود لعدنان ..
شهقت سلافه وصرخت : impaaaaaaaaaassible , اليوم تضارب معاها ودفهااااااا...
التفت لها مع ماهر وهو يصرخ باستنكار : عدنان دفهاااااااا ...
و ضغط سامر الفرامل بلا شعور وهو يصرخ بصدمة : كييييييييييييف ...
شهقت برعب لمن اندفعت لقدام بسبب قوة الفرملة , وصرخت لمن اندفع محمولها : my laaaaaaaaaaaaaaap ...
ضرب ماهر في مقدمة السيارة من الفرملة المفاجأة وتأوه وهو يمسد كتفه , قال سامر وهو يسمع بوري السيارة اللي وراه : أووو آسف , آسف ..
ولمن مرت من عنده السيارة فتح صاحبها قزازه ورماه بتفله وهو يصرخ بكلام غير مسموع وهو يأشر على عيونه يعني طالع , أشر سامر على راسه بأسف وهو يبتسم بتوتر , ضربه ماهر وهو يصرخ : بتذبحنااااااااااا يالأثول , ورايا حرمه وعياااااااااال ..
طالعوا في بعض وقال ماهر بصدمة : عيااااااااااااال ...
وقهقوا مع بعض , حضنت سلافه محمولها وقالت بصوتها النحيف : لو صار له شي كان بعتكم في السوق عشان أشتري بفلوسكم محمول ثاني ..
لفوا مع بعض وفي وقت واحد ضربوها على راسها , حكت جبينها وقالت : يامتوحشيييييييييييين ..
لف عليها ماهر وقال : اش حكاية عدنان والعنود ؟؟
قالت بدلع : ماحأقول ..
حاولوا فيها لكنها مارضيت وبعد محاولاااااااات قالت : ماحأقول ..
صرخوا مع بعض بنفاذ صبر : سلاااااااااااااافه ..
لفت بوزها وقالت بصوت ينذر بالبكى : لا تصرخون فيني كذاااا والله لا أعلم daddy عليكم يا وحوش ...
سحب منها ماهر المحمول وقال : داديك مو في , يا تعلمينا دحين يا أعذب لاب توبك ..
عقدت ذراعينها وقالت : ما حأقول عناد ...
ضغط على الأزرار بقوة وفغصها بخشونه , صرخت : خلاااااااص حأقولكم .. قهقه سامر لأنه كان يعرف تعلق سلافه بمحمولها وقال : حرام عليك يا ماهر عذبتها بقوة ..
ضمت محمولها ومسدت عليه بحنية وهي تقول : معليش أصابيعه الخشنة عورتك ..
ولفت عليهم وقالت كإنها تقول تقرير : كان خارج من المصعد فصدمت فيه وهي داخله قام مسكها عشان ما تطيح ورجع دفها على الأرض , لمن طاحت سبته فمسكها بقوة ودفها جوة المصعد وهاوشها عشان ماتطول لسانها عند الرجال وقلها ماتعطر لمن تخرج وهي زعلت ليش يقول عليها إنها متعطره وهي ماكانت متعطره فهاوشته وقالتله هذي ريحة شامبو العباية قام صرخ فيها ..
وثخنت صوتها تقلده وهي تقول : موووو عذررررر استخدمي شامبو عبايات بدون ريحة ..
وزفرت وقالت : وبس ..
طااااااااالع سامر في ماهر اللي بادله نظرات صامته قبل ما يرجع يلف على سلافه وهو يأكد : قلها استخدمي شامبو عبايات بدون ريحة ..
هزت راسها وقالت بثقه : إيوه , بالحرف ..
انفجروا بالضحك , ضحكوا ضحك هستيري خلاها تطالع فيهم بحيرة , مالت السيارة اللي ما قدر يسيطر عليها سامر من شدة ضحكه , رجع ثبتها وهو يمسح دموعه , حط ماهر يده على موضع قلبه وقال : آآآآآآآي يا قلبي , والله إنك تحفه يا عدنان ..
قال سامر وهو يحاول يخنق ضحكه : شامبو بدون ريحه ..
وانفجروا بالضحك مرة ثانية , تأوه ماهر وقال وهو يمسح دموعه : خلااااااااص بطني , بطي تعورني ..
حمحم سامر ورص يدينه على الدركسون وقال : خلاص , تراني ماني قادر أركز على السواقه ..
بعد لحظة صمت همس ماهر بصوت راخي : شامبو بدون ريحه ..
وانفجر يضحك , ضربه سامر وقال من وسط ضحكه : الله يقطعك أسكــــــت تراني ماني قادر أسوووووووووق ..
وبعد لحظة صمت قطعته سلافه تسأل : ممكن أسأل , ليش تضحكون على الشامبو ؟؟
رجعوا يقهقون كإنها قالت نكته , قال سامر من وسط ضحكه : يا جماعة الخير لاعاااااااااااد تقولون شامبووووووو أبغى أسووووووووق ..
لف ماهر وقال من وسط ضحكه هو الثاني : هي وكالة رويترز لا عاد تقولين شامبو ..
رمتهم بنظرة مشمئزة وقالت : متخلفيييييييين , لابي أصرف ..
وحطت السماعات على إذنها وهي تفك محمولها وتذكرت إنه عدنان تقدم للعنود , خرجت جوالها وكتبت رسالة سريعة وأرسلتها ..
زفر ماهر بعد ماهدأ ضحكه وذابت ابتسامته , لف وطاااااااالع في سامر المبتسم بصمت , همس : ما من حقه عدنان يتقدم لها بعد ما رفضها , إنت كنت تبغاها ؟؟
طالع سامر بتوتر للمرايه شاف أخته لاهيه عنهم , لف على ماهر ورماه بنظرة قبل ما يرجع يطالع في الطريق وهو يهمس : كنت , كان فعل ماض ناقص , بعدين هو استشارني قبل وأنا أعطيته مباركتي ..
سأله بهمس : قلت له إنك قابلتها وكنت تفكر فيها ؟؟
قال من دون ما يلف عليه : لا , وحسك عينك يدري ..
: بسسس ..
قاطعه بهمس حازم : ماهر أنا كذا مرة قابلت أريج بالغلط هل معنى هذا إني أحبها ولا معجب فيها ؟؟..
: بس إنت عارف إن أريج حرمتي و العنود ..
قاطعه : خلاص انتهى الموضوع يا ماهر ..
قال بضيق : طيب ..
ولف وجهه على الطاقة وهو يحس بغليان في صدره , كان غصب عنه مقهور من عدنان اللي رفضها ورجع تقدم لها ..



**********************

اسير الصمت
09-08-2012, 12:18 AM
(( دايما تعتبروني ولا شي في العايلة , ليه ما قلتيلي إنه عدنان تقدم للعنود ))
شهقت بصدمة وحست ببروده في أطراف أصابيعها وبلا شعور انزلق الجوال من يدها وهي تطالع قدامها رفعت يدينها وغطت بها فمها عشان ما تصرخ من شدة الصدمة , حطت سحر يدها على فخذ العنود وهي تقول : عنيدي اش فيك ؟؟
كانت تحس قلبها يغور داخل أحشاءها اللي التوت بشكل فضيع , غطت وجهها وانحنت وحطت راسها على ركبها وهي تحس برجفة في جسمها كله , قالت الهنوف بخوف : عنوووود ..
ومسدت سحر ظهرها وهي تقول : بنت اش فيك ؟؟
ماقدرت تفتح فمها عشان تطمنهم لأنها حست لسانها لاصق في سقف فمها , ~ لاااااااااااااااا , مستحيـــــــــــل , عدنان تقدم لي , عدنان تقدم لي , مستحيـــــــــــل , أكيد سلافه غلطانه , أكيد ~ البرودة اللي في أطراف أصابيعها انتقلت لجسمها كله حتى أطراف رجولها , رفعت سحر جوالها وصرخت غصب عنها لمن قرت الرسالة المفتوحة , كانت مصدومة صدمتين بالموضوع وبمعرفة العنود , وصلها صوت عدنان اللي مازال مخنوق : سحر اش فيك ؟؟
قالت سحر بكذب : آسفه , ولا شي ..
ودنقت للعنود وهمست بخوف : قريتيها ؟؟
همست العنود اللي زاد مغصها لمن سمعت صوته من دون ماترفع وجهها أو تبعد يدينها : والله ضغطت الزر عشان أشغل الأنشودة و مادريت إلا وهي منفتحة قدامي وعيوني لقطتها قبل ما أقدر أبعد ...
ولمن ما ردت عليها سحر , لفت وجهها وهمست بتوتر : الكلام اللي قريته صحيح ؟؟..
ماعرفت اش ترد عليها , انكمشت العنود ورجعت غطت وجهها وهي تحاول قدر الإمكان توقف رجفتها ..
أشرت الهنوف لسحر تسألها : اش فيه ؟؟
همست سحر وهي تحس بخوف يملى قلبها : مغص ..
مسدت الهنوف على ظهرها وهي تهمس : عنود حبيبي تبغين أصب لك شاهي أو مويه دافيه عشان تخفف الوجع ...
هزت العنود راسها بلا , ولمن سمعت كحته غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ ~ مستحــــــــــــــــــــــــــــــيل ~



***********************


سحبت نفس عميق وهي تطالع في الباب الخشبي الفخم بتوتر , كان كبير له نافذتين قزاز معشق عليها حاجز حديد مشغول على شكل ورود ذهبية , انفتح الباب وطلت منه الجوهرة اللي ابتسمت وقالت : هلااااااااا والله , هلا حبيبي ..
وضمت جاسم وهي تسأله عن حاله , سلم عليها وهو يقول : بخير , كيف حالك انت وكيف رنود وأبوها ؟؟
تجاهلت أزهار وهي تقول : بخير , اش فيك نحفان ؟؟ ما تاكل زين حبيبي ..
ابتسم وقال وهو يدخل : لا , كثر المشي يخسس , مافي أحد قدامنا ؟؟..
رفعت أزهار غطاها وابتسمت للجوهرة وهي تمد يدها , تباطأت الجوهرة في مد يدها وهي لافه وجهها على جاسم وهي تقول : جدة في غرفتها , انتبه البنات في الصالة ..
وسلمت على أزهار وهي تكمل مخاطبتها له : حسان وعبد الإله في غرفة جده كمان , اسمع ....
وبعدت عن أزهار ولحقت أخوها , تصنمت أزهار للحظة مهي عارفه اش تسوي وأخيرا دخلت وصكت الباب وراها ووقفت في الممر مهي عارفه فين تروح , شافت جاسم يتحرك نهاية الممر جهة اليمين ووراه الجوهرة و هو يقول : يااااااااولـــد , درب ..
كان في مجلسين مفتوحة على يمينها وعلى يسارها , لازم تطلع درجتين عشان توصل لأي منهم , الفخامة والبذخ ينطق في كل ركن فيها , كنبها المتنوع الأشكال بألوانه النارية المدموجة بللون البني المميز للخشب المنحوت , ستايرها الطويلة بطبقاتها المتعددة , الخداديات الكبيرة على الأرض حول طاولة كبيرة عليها تحف عجيبة غريبة , الفازات الكبيرة بمزيج ألوان متناسبة مع المجلس , النافورة الكبيرة الرخام وسط الممر اللي يفصل المجلسين , من نهاية الممر طل وجه مبتسم حاولت أزهار تتذكره قد ما تقدر , تقدمت منها البنت اللي كانت قمة في النعومة , شعرها البني ناعم متوسط الطول فيه خصلات شقراء تناسب وجهها الأبيض الدائري , ابتسامتها تحفر نغازتين حلوة وسط خدودها , ابتسمت بتردد وهي تقول : سفانه ..
ضحكت سفانه وقالت : واااااااااو , تذكرتيني , يافرحتي , العروسة تذكرتني ..
ضحكت أزهار ومدت يدها وسلمت عليها وهي تحس براااااااحة من الترحيب اللي حسته في صوتها وهي تشد على يدها بقوة وهي تقول : ياحيا الله عروستنااااااا , اش الحلاوة هذي ؟؟ بسم الله ماشاء الله ..
دنقت راسها بخجل وهي تقول : شكرا ..
ضربتها على كتفها بخشونه وتناولت منها عبايتها و هي تقول : أقول , حاطه نفسك مستحية ومؤدبه , فكيها , ترى ماعندنا هالحركات , إن لم تكن ذئبا هنا أكلتك الذئاب ..
ضحكت أزهار وقالت : تراك ماشجعتيني بكلامك , زدتي خوفي ..
ضحكت سفانه من قلبها وهي تقول بإحراج : سامحيني , ماقصدت ..
ابتسمت أزهار وهي تسمي بداخلها على سفانه اللي كانت ضحكتها حلللللوة , عطرت وهي ترتب شكلها , كانت لابسة طقم رسمي مزيج من الأبيض و الوردي والرمادي , تنورة حرير مشجرة وبلوزة ساده لها جاكيت مشجر قصير , فكت صندلها الوردي ونزلت شرابها الأسود ورجعت لبست الصندل ودخلت شرابها جوة شنطتها , ابتسمت بتوتر لسفانه اللي ابتسمت لها بتشجيع وهي تقول : حلوة ماشاء الله مايحتاج تطالعين ..
ابتسمت أزهار شاكره لها تشجيعها , كان ودها لو يدخل معاها جاسم , حست بتوتر فضيع وهي تستعد تدخل لأهله اللي ماتدري اش تفكيرهم عنها , خاصة بوضعها الغريب مع العائلة , مشيت ورى سفانه وهي تدعي بداخلها إنه ربي يسهل , حست بمغص لمن دخلتها سفانة لصالة كبيرة فيها حريم حستهم أزهار زي الجيش , من شدة التوتر والرهبة ماعرفت أي وحده فيهم وماعرفت من فين تبدأ , قامت خوله وقالت بترحيب : هلا , هلا والله بعروستنا الحلوة ..
زال خوف أزهار وتوجهت لليمين , سلمت على خوله اللي مشيت معاها وهي تسلم على البقية وهي تقول : هذي أمي أم حسان خطيب الهنوف , أخت أبو جاسم الكبيرة , هذي مرة عمي صالح أم عبد الرحمن خطيب البندري ..
توترت أزهار من سمعت اسم عبد الرحمن لكنها ضبطت انفعالاتها وهي تسلم عليها , ولمن تحركت جات عينها في عيون تطالعها بنظرة حادة غريبة , قالت خوله : هذي عهود أخت عبد الرحمن خطيب البندري , تراني أستخدم هالطريقة عشان أسهل لك لأنه أكيد ما تعرفين إلا الهنوف والبندري ..
ابتسمت أزهار وهي تحس بإظراب وتوتر ماله حدود , طالعتها أربع عيون كلها شقاوه و فضول , ابتسمت لأول بنت وهي تسلم , قالت خوله : هذي بنتي الوسطانيه سميه , خليك بعيده عنها لأنها ثرثاره وبتصج راسك ..
: أمييييييييييييييييييييييي ..
ضحكت أزهار , كملت خوله : واللي جنبها أختي الصغيرة الخنساء تراها ما تفرق عنها في شي , نفس الجنان والطباع ..
مدت الخنساء يدها وسلمت على أزهار وهي تقول : بس أنا أصغر منها ..
رفعت سميه حاجبها وقالت باستنكار : بشهر بسسسسسسسسسسسس ..
دقتها وهي تقول : خالتك يالحماره , لا ترفعين صوتك علي ..
عقدت يدينها وقالت : مو توك تقولين إنك أصغر مني , يعني أنا أكبر أنا اللي مفروض تحترميني ..
سحبت خوله أزهار من ذراعها وهي تقول : سبيك منهم , تعالي اجلسي ..
وعلى جلوسها دخلت وحده نحيفه بشرتها برونزيه وشعرها أسود فاحم طويل ناعم , ابتسمت خوله وقالت : هذي أسماء بنتي الكبيرة ..
تقدمت أسماء منها وسلمت عليها وهي تقول بهدوء : كيف حالك أزهار ؟؟
: بخير , كيف حال انت ؟؟
ابتسمت لها وقالت بصوت نبراته مبحوحه : بخيراااات ..
وراحت تجيب فنجان قهوة عشان تضيفها لكن سفانه أشرت لها بالدله اللي كانت ماسكتها إنها هي خلاص بتصب , سحبت أزهار نفس عميق وهي ترد على سلام أم حسان , كانت حاسة بنظرات حاده بتخرقها التفتت وانصدمت بنظرات عهود , ابتسمت لها بتردد وهي تقول بداخلها ~ أكيد تتوهمين , مو معقوله هذي نظرات كره , يمكن هي نظراتها حاده كذا , استغفر الله العظيم , لا تظنين إن بعض الظن إثم , أزهار كثير ناس ملامحهم ما تدل على شخصياتهم , ملامحهم حاده مخيفه وهم مافي أطيب منهم , وناس العكس تحسبينهم البراءة والطيب كله وهم مافي أحقد منهم ~ طنشتها عهود وماردت الابتسامة , شويه طلت الجوهرة وراحت عند عمتها , جلست جنبها وهي تهمس لها , حست أزهار بيد على فخذها , التفتت وابتسمت لسفانه اللي سألتها بمحبه : كيف ماليزيا ؟؟ إن شاء الله حلوه ..
ابتسمت وقالت : الحمد لله ..
شويه وصلهم أصوات رجاليه : طريــــــق ..
: ياعرب , خارجين ..
ابتسمت سفانه وقالت : أبو الطريق حسانو و أبو العرب عبد الإله ..
وضحكت وكملت : جاسم ياولـد ودرب , وعبد الرزاق grandma وعيال خالي جلال إحنا جينا ولا إذا كان واحد لوحده أنا جيــت ..
ضحكت أزهار وقالت : عمور يحمحم بصوت عالي , بس يبغالي أعرض عليه هذي كلها يمكن تروق له وحده منهم ..
: يلا , جدتي بتسلم عليك ..
رفعت راسها باستغراب للجوهرة اللي وقفت قدامها , ~ يلا , ما قدرت تناديني باسمي ~ تجاهلت احراجها و قامت ورتبت تنورتها وشالت شنطتها وابتسمت للموجودين وتحركت ورى الجوهرة اللي كانت تتحرك بسرعة , أول ما دخلت غرفة أم صالح عينها تركزت على جاسم اللي كان جالس على كنبه جنب السرير وهو يضحك على شي قالته جدته وهي ماسكه عصايتها , قالت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قال جاسم : هذ إذاعة القرآن اللي متزوجها ..
ضربته جدته على فخذه بيدها المحنيه وهي تقول : ولد , لسانك هذا يبغاله قص ..
: جده تضربيني قدامها ..
مسكت ضحكتها وسلمت على راس حمده ويدها وهي تقول : كيف حالك ياجده ؟؟
وجلست في مكان قريب منها وبعيد عن جاسم اللي قال لجدته : انت لسه زعلانه ؟؟
قالت حمده وهي ترتب مسفعها : إيوه , أجل يطيح عمك وتنومونه في المستشفى و ما تقولون لي , يا غير جلال يقولي بعد ما سحبت من الكلام كإني أشحده ..
رفعت أزهار راسها وطالعت في جاسم بصدمة , وكملت حمده وهي تأشر على أزهار : ولا ترجع إنت وعروسك وماتقول , يعني لو مازل حسان قدامي وقالي إنك فيه كان ما خبرتني ..
قال : جده , شغل ضروري خلاني أنزل , ولسه أمس اللي جيت , وعمي ماحبينا نقلقك بالموضـ ..
قاطعته : آآآآآآآآآنا ما بأرتاح إلا لمن أعرف اش سبب الأزمة اللي صارت له , أمس خرج من عندنا ووجهه ما يبشر بخير , قلبي يقولي نزلتك لها دخل في الموضوع , ولا كيف يصادف إنك ترجع وعبد الرحمن يرجع وعمك تصير له أزمه ويترقد في المستشفى ..
كانت العنود دايما تقول لها إنه جدتها حمده عندها نظر ثاقب وتحس من دون محد يقولها شي لدرجة يشكون إنه عندها كاميرات مركبه في كل مكان زي خالتي قماشه لكن ما توقع إنها تربط بين هالأمور بهالسرعة , قام جاسم بسرعة وخرج خصله كانت شبه خارجه من تحت مسفع جدته وقال : ماشاء الله الشعر محنا , لونه أحمر حلوو ..
ضربته حمده على يده وقالت بخجل وهي ترجعها : حنيته على زواجك ..
مسك يدها وفتح راحتها وقال : واليدين محنيه كمان , ماشاء الله أم صالح تبغى عريس ..
سحبت حمده يدها ومسكت عصايتها ورفعتها وهي تقول بعصبية ممزوجه بخجل : قوم عني ياللي ما تستحي , لا بارك الله في عدوينك ..
ضحك وقال وهو يغمز لها : ترى جارنا أبو هنيدي وحداني من ماتت أم هنيدي و ...
ضحكت أزهار لمن تلقى ضربه من عصا حمده على كتفه , كان بارع في تغير الموضوع , دخلت نورة أم حسان وجلست جنبه وجنب الجوهرة وتبادلوا الكلام , تأملت أزهار يدينها اللي خفت حنتها وفكرت إنه عمره ما علق على حناها , انتبهت من سرحانها على محاولاتهم إنه يجلس أكثر ويتعشى عندهم , مسكت الجوهرة ذراعه وهي تقول : ليه ؟؟ جده بتوصي لك عشا ..
ابتسم جاسم وقال بعفويه : لا عمر أكيد يستنانا في البيت , بنتعشى معاه ..
قطبت الجوهره حواجبها وقالت : عمر مين ؟؟
قال : أخو أزهار ..
طالعت فيه باستنكار وقالت : اللي رد علي قبل , ليه هو إلى متى ناوي يجلس عندك ؟؟ ولا لا يكون على باله فاتحين ملجأ ..
~ فاتحين ملجأ ~ كلمتها نزلت زي الصاعقة على أزهار , صاعقة شلتها من شدة الصدمة , وصدمتها زادت لمن أشر لها جاسم من طرف خفي إنها تسكت وهو التزم الصمت , كان مصدوم من نظرات أزهار وعيونها المتسعة على آخرها باستنكار , كان بيفهم الجوهرة بس مايبغى يبان بمظهر اللي في صف عروسته ضد أخته , لو الكلام عليها كان بلعته وسكتت لكنه على أخوها , طااااااالعت أزهار في الجوهرة بصدمة , عمرها ما تخيلت إنها تنحط في هالموقف وقدام مين ؟؟ قدام جاسم وأهله , قامت من مكانها وقالت بعصبية ما قدرت تسيطر عليها رغم براعتها في السيطرة على أعصابها : ماااااااااا أسمح لك ..
قام جاسم بسرعة لمن التفت الجوهرة بصدمة لأزهار وهي تقول : نـــعـــم ..
قامت نورة وحطت يدها على كتف الجوهرة وهي تقول : جوهرة بس ..
قالت أزهار بعصبية : اللي سمعتيه , ما أسمح لك تتكلمين على أخويه بهالطريقة ..
مسك جاسم ذراعها وقال وهو يضغطها : أزهار خلاص ..
قالت الجوهرة : لا خليها تقول , خليها تـ .....
سحبت ذراعها من يده وطنشته و قالت بعصبية تقاطع الجوهرة : البيت اللي تقولين عليه ملجأ بــيتي أدخل فيه أخويه متى ما اشتهيت , بعدين جاسم اللي عازمه مو هو اللي جا ..
قال جاسم بحزم : أزهااااااار ..
رمته بنظرة كره جمدته , لأول مرة يشوف هالتعابير على وجهها , كانت أنفاسها تتسارع من شدة العصبية , قالت بحزم وهي تجلس : لو مو حشيمتي لأم صالح كان خرجت ..
ورمت الجوهرة اللي سحبتها نورة برا الغرفة بنظرة حادة , قالت حمده : لا حول ولا قوة إلا بالله , أعوذ بالله من الشيطان اللي دخل بينهم فجأة ..
جلس جاسم وعيونه على أزهار اللي كانت تسحب أنفاس عميقة عشان تهدي نفسها , ولمن شاف نفضة يدينها قام وقال : عن إذنك ياجده , نستأذن دحين ..
قالت : في آمان الله ياولدي ..
ولفت على أزهار وقالت : محشومه يابنتي , الجوهرة هي كذا كلماتها دفشة , لمن تعرفينها مابتاخذين عليها ..
سلمت على راس حمده وهي تهمس باختصار : سامحيني ...
وخرجت كان يوصلها صوت الجوهرة اللي واضح فيه نبرات الغيض وهي تتكلم مع اللي في الصاله , غمضت عيونها وتحركت بسرعة للممر جلست على كنبه صغيره وخرجت شرابها الأسود ولبسته بسرعه وسحبت عبايتها من الشماعه ولبستها وهي تقاوم غصة بحلقها , قال جاسم : عمتي نورة , الجوهرة ..
سحبت أزهار شنطتها وغطت وجهها وخرجت وهي تقول بصوت بارد : أستناك في الحوش ..
وهي تستناه خرجت لها نوره , ماقدرت تفتح غطاها عشان ماتشوف نورة دموعها اللي حابستها بالقوة , قالت نورة بابتسامة : مانبغاك تروحين وانتي زعلانه يابنتي ..
همست بصوت مخنوق : ما عليك مني ياعمه ..
: ترى الجوهرة ما قصدت , خانها التعبير , هي بس كانت مستغربه عشان رجعتكم المفاجئة وكان ودها تعشيكم ..
قالت أزهار بحزم : ما في شي يشفع لها ..
خرج جاسم وقال بمرح : عمتي خارجه بلا شي يغطيك , لو شافك عبد العظيم بيغرز عند الباب ..
ضحكت وقالت : زين إن كان يشوف , صالح بيرجعه بلده ليش نظره ضعف وصار يصدم بالسيارة كثير ..
سلم على يدها وتحرك وهو يقول : نشوفك على خير إن شاء الله , سامحونا..
تحركت أزهار ولحقته بعد ما سلمت بصمت التزمته حتى في السيارة ..
: أزهار ..
ماردت عليه لأنها عارفه إنه أخس الكلام يطلع وقت الزعل , لف عليها وقال : مابتردين ؟؟
لفت وجهها على الطاقه بصمت , قال بحزم : لمن أقولك مرة ثانية خلاص يعني تسكتين و أنا أتفاهم في الموضوع ..
~ تراااااااااااااااااب فيك وفي أختك , والله ما أسكت لو قلت خلاص من هنا لا بكره , هذا اللي ناقص بعد أسمعها تسب أخويه وأسكت ~ عضت على لسانها عشان ما تطلع هالكلمات من فمها وشغلت نفسها بالمناظر اللي تشوفها وجلست تقرأ كل لوحة محل تمر بها كان يقول كلام ما سمعت منه ولا كلمة من كثر غيضها وتجاهلها , وأول ماوصلت السيارة للعمارة نزلت واستنته ينزل , قال بهدوء : اسبقيني , شوية وطالع ..
طلعت للشقة وهي تحس بألم يخرق قلبها , فتحت الباب وسابته مردود لأنه جاسم أعطى مفتاحه لعمر عشان يدخل به متى مارجع , علقت عبايتها وتحركت بغيض للغرفة , استوقفها باب غرفة التلفزيون المردود , لقيته نايم على الكنبه وفمه شبه مفتوح من التعب , دخلت بشويش , حطت شنطتها على الطاولة وجلست على أطراف أصابيعها جنب الكنبه , مسدت شعره بشويش , كان شكله زي البزر بشعره المشعث واللي باين إنه ماحلقه من فتره , بلعت دموعها وتحركت , سحبت اللحاف اللي كانت مجهزته له وغطته به وخرجت ..



************************


قبل الساعة الواحدة ليلا بربع ساعة :

خنقت شهقاتها وهي تدق الرقم بأصابع مرتجفة , حطت الجوال على إذنها , أول ماوصلها الصوت انفجرت بالصياح وهي تقول : أميييييييييييييي , ليه ماقلتولي على أبويه ؟؟
شهقت شهقات متتاليه لمن مسدت هدى ظهرها وقالت : توه عمي خبرني , إحنا خلاص عشر دقايق ونوصل البيت , أبويه كيفه ؟؟..
وزاد صياحها وهي تسألها : شفتيه بنفسك ؟؟ كيف كاااااااااااااااااااان ؟؟؟
قال أحمد يحاول يهديها عشان ماتفجع أمها اللي أكيد تعبانه : ريم الله يهديك توقعتك أقوى يابنتي , قلتلك مافيه إلا الخير , هذا بدل ماتصبرين أمك ...
مسحت دموعها وقالت : خلاص أمي أنا مافيني شي , بس كنت مفجوعة ..
وبعد ماصكت الجوال قالت لعمها : عمي تكفى بأروح معاك لازرته دحين , الله يخليييييييك ..
ورجعت تصيح , قال احمد اللي يكره دموع البنات : خلاص إذا رضي عبد الإله أخذتك معانا , خلاص بكى ..
مسحت دموعها وهي تحاول تضبط شهقاتها اللي كانت مسموعة من شدتها , مسحت حنان ظهرها وهي تقول : خلاص حبيبتي , اطمنتي عليه تصيحين ليه ؟؟
كتمت البندري صياحها وهي تتكور على نفسها في الكنبه الأخيره , كانت حاسه ومتأكده إنه لها يد في الموضوع , جاسم , عبد الرزاق , عدنان , أمها وأبوها وعمها , الكل صار يدري بفضيحتها , وبكرة الناس كلها تتكلم فيها وتتكلم على أبوها وأمها ويحتقرونهم ليش ماربوا بنتهم , لفت عليها ريم وقالت بصوت مخنوق : بندري إن شاء الله مافيه إلا العافيه , أمي طمنتني تقول شافته ..
زاد صياح البندري , الناس كانوا في حال وهي في حال ..


************************

طالعت سحر بحقد في عبدالرزاق وقالت بهمس وهي تمسد على كتف العنود وراس الهنوف اللي سندته على فخوذ أختها : قولوا الحمد لله اللي عدا الأزمة على خير وحالته مستقرة ..
ولفت مرة ثانيه على عبدالرزاق وهي تصرخ بداخلها ~ تفووو عليك , ماقدرت تقولها بشكل أهون , رجعنا عشان عمي متنوم لأنه جاته أزمة قلبية , عديم إحسااااااااس ~ قال عبدالرزاق وهو يلف داخل للحي : خلاص انتي وهي , قلتلكم عدا الأزمة ..
قالت العنود من بين دموعها : و ليش مانعين عنه الزيارة ؟؟ وليش أبويه نزل على طول ؟؟
قال بهدوء : يعني بالله ليه , لأنه حالته صعبة ..
رفعت الهنوف راسها وقالت : دوبك تقول عدا الأزمة , كيف حالته صعبة دحين ؟؟
لحظة قال كلمته تمنت سحر لو تمسك حديده وتفلع بها راس عبد الرزاق اللي مايعرف كيف ينقل الأخبار الحزينه , حك شعره وقال : يووو خلاص انتي واياها وجعان وانتهينا ..
زاد صياحهم , كان عدنان صامت تماما وهو يفكر في سبب للأزمة اللي صابت صالح وبالذات دحين , أبوه قاله إنه تضارب مع عبد الرحمن , يكون عرف بالموضوع , حط يديه على جبينه وهو يصرخ بداخله ~ لاااااااااا , كذا بتصير فضيحة كبيرة , لو بدأ الموضوع ينتشر بيروح فيها عمي أحمد و ... وجاسم اش بيسوي ~ كحته المزعجه خرجته من أفكاره وضيقت عليه أنفاسه أكثر ..
ولمن وصلوا عند بيت أحمد كان عبد الإله واقف بسيارته ينتظر رجعة عمه عشان ياخذه على طول على المستشفى , نزل وسلم عليهم وكل يتحمد له بسلامة أبوه , ضمته ريم وصاحت من قلبها وهو يهديها , قال أحمد : تبغى تروح معانا ..
قال عبد الإله بخوف : والله غير يذبحني عم حامد , الزيارة ممنوعة ..
قال أحمد : إذا على حامد أنا أتفاهم معاه ..
ولف على عبد الكريم اللي طلب منه يوصل لصالح سلامه وبكره يزوره , نزلت سحر من السيارة وهي مهي عارفه تهدي العنود ولا البندري ولا الهنوف , جاتها سلافه وهي تتثاوب بتعب , ولمن شافت الخليقة تبكي و الرجال متجمعين في مكان انتبهت إنه في شي , همست لها سحر قبل ما تنطق بشي : أبو ريم تعب ونوموه في المستشفى عشان كذا رجعنا ..
قالت بألم : يا حبيبتي يارييييييييم ..
راحت العنود وترجت أبوها ياخذها لكنه رفض بحزم , راحت لعبد الرزاق اللي ينزل الشنط بمساعدة سوناردي , حطت يدها على ظهره وهمست : عبد الرزاق بالله كبف عمي دحين ؟؟..
حست بتصلب ظهره وهو يلف عليها بحدة ولمن التفت لها اتسعت عيونه بصدمة , تجمد كل شي حولينها لمن شافت سامر قدامها , بلعت ريقها و بالقوة همست : آسفه على بالي عبد الرزاق ..
وتحركت بسرعة بتتراجع وانصدمت لمن لقيت عدنان متصنم و يرميها بنظرات
غريييييييييييبة ووراه أخوها , حست نبضات قلبها توقف لثانية قبل ما تتسارع بشكل مخيف , همس بهدوء أثار القشعريرة في جلدها : تفضلي للداخل إحنا نشيل الشنط ..
ماتدري ليش ماقدرت تنزع نظرها عن عيونه للحظات , تحركت بعد مارماها بنظرة حادة , دخلت الفيلا وهي تحس بجسمها كله يرتجف , جريت عليها ريناد وهي تصرخ بفرح : أنووووووووود ...
ما قدرت العنود توقف رجولها , عدت من عند ريناد وطلعت لغرفتها بسرعة , قالت الجوهرة بضيق : يعني ما قدرت تعطينها وجه , خالتها على إيه , أصلا إذا أمها ما أعطيتيها اعتبار ..
طنشتها العنود وهي تكمل طريقها , كانت في حالة ما تسمح لها تقابل أحد , ضمت الهنوف ريناد وسلمت عليها هي تقول : خاله عنود تعبانه , بكرة تشوفينها طيب ..
وراحت تسلم على الجوهرة وهي تقول : ترى تونا اللي درينا باللي صار ..
دخلت البندري اللي سندوها نور وخديجة , انسدحت على أقرب كنبه وغطت وجهها بتعب , راحت لها الجوهرة سلمت عليها وآخر من دخل كان أمها وعبدالرزاق , سلمت ا لجوهرة على أمها و قالت وهي تأشر على البندري : أكيد تعبانه مو زوجها الأفندي هو اللي سبب الأزمة لأبوه ..
بعدت الغطى عن وجهها وهمست بصدمة : عبد الرحمن جا من تونس ..
رماها عبد الرزاق بنظرات حاقدة وهو يقول بسخرية : إيوه حبيب القلب جا ووقف قلب أبوه , الله أعلم ليه ؟؟
قالت الهنوف باستنكار لمن رجعت البندري تغطي وجهها وهي تصيح : عبدالرزاااااااااااااق , اش هالكلام الماصخ اللي ماله طعم ؟؟..
: هذا الكلام عشان حضرتها بتتشقق من الفرحة , عبدالرحمن جا من تونس , خلي جاسم يجي والله لا أخليه يطلع روحك من ..
صرخت البندري بنفاذ صبر : جاسم عارف كل شييييييييييييييييي ..
اختلطت صرختها بصوت أمها وهي تصرخ بحزم : بسسسسسسسس , ما أبغى اسمع كلمة زايده , راسي بيتفجر من التعب ومن الرحلة , سيتييييييييييييييي , سيتيييييييييييييييي..
ولمن جاتها سيتي قالت : رتبي غرفة جاسم عشان البندري تنام فيها ..
قامت البندري وقالت : ما أبغى أنام إلا في غرفتي ..
وتحركت بخطوات منهكة للدرج , نزلت الهنوف ريناد وراحت سندت البندري وساعدتها على الطلوع وهي مهي عارفه اش اللي في أختها , مستحيل هالتعب كله من مجرد الإرهاق وسوء تغذية وانخفاض في الضغط ..
طااااااااااااااااالع فيها عبد الرزاق بصدمة ~ جاسم يدري , جاسم يدري ~ وبعد ماتمالك صدمته خرج من البيت بسرعة وطبق الباب بكل قوته وهو يخرج جواله عشان يدق على عدنان اللي طلع للملحق مع أهله ...


***********************


وقف أحمد متردد عند باب قسم العناية المركزة , ساعده حامد على لبس الثوب الأزرق الواقي وربط له الرباطات من ورى ظهره وهو يقول : ترى التصلب في شرايينه التاجيه زاد لدرجة صارت أقراص النتروجلسرين ما تفيد معاه , تعرض لأزمتين في يومين متتالية ..
دنق أحمد وغطى جزمته بنفس الواقي وهو يقول : والحل ..
قال حامد وهو يحط واقي لجزمته : يا نغير حبوبه للنترات وهي طويلة الأجل مفعولها أقوى وبدوم طويل يااااا ...
وسكت شويه بعدين كمل : نسوي قسطرة للقلب عشان نوسع الشرايين ..
ولمن سمع صياح ريم لف على عبد الإله وقال بحزم : ممنوع تدخل , إذا نام أبوك أخليها تدخل وتشوفه , أنا ماني مستعد يتعرض لأزمة ثانية سامع ..
ودخل للقسم ومشي وراه أحمد بخطوات ثقيلة بعد مامسح على راس ريم اللي جلست على الكرسي وهي تصيح أكثر , كانت الغرف لها جدار قزاز وقدام كل نافذة زجاجية طاولة ودفتر تكتب فيه الممرضة , دخل ورى حامد و شافه منسدح وعيونه واضح إنه مغمضها بنفسه مو نوم , كانت في أقراص كثيرة منتشرة على صدره وموصله بأسلاك مرتبطة بجهاز مؤشره يطلع وينزل راسم ضربات قلبه , همس حامد وهو يأشر على لفافه بيضاء ملفوفه وضاغطه أعلى كتفه اليسار : هذي عشان قياس ضغط الدم , لازم نراقبه باستمرار ..
فتح صالح عيونه على الهمس اللي وصله وأول ما وقعت عينه على أخوه بعد وجهه وهو يداري دمعته , تقدم أحمد وهمس وهو يحط يده على يد صالح اليسار والموصله بمحلول : الحمد لله على سلامتك يا صالح , فالك العافية , طهور إن شاء الله ..
غطى صالح وجهه بكفه اليسار عشان يغطي دموعه , دنق أحمد وسلم على جبينه اللي فيها علامة سجود وقال : أزمة وتعدي يا أبو عبد الرحمـ....
وسكت بسرعة وهو ينتبه لزلته , شاف مؤشر القلب يزيد وبدأ الجهاز يضرب صفير حاد ولمبة حمراء تومض في طرفه , دخلت الممرضة بسرعة , أشر لها حامد إنها تخرج وهو يقول : its normal ..
وسحب كرسي وقال لأحمد : إجلس معاه بس من دون ماتكلمه ..
وحط يده على صدر صالح وقال : صويلح , ياويلك تتكلم ولا تنفعل ترى بأصكك بإبرة منومة و ما أصحيك إلا بعد أيام..
ضحك أحمد وقال : ماتتغير , طبيب جراح للقلب وبرضك ماتتغير ..
ابتسم وقال وهو يخرج : أنا أصيل عشان كذا ما أتغير ..
جلس يطالع في أخوه بصمت , ما كان يتخيل وهم شباب إنه بيجي له يوم ويتنوم بسبة ولده , حط يده اليمين على صدر صالح وهو يقول : أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك ..
وجلس يرددها وهو يحس قلبه ينسحق على أخوه , وبعد فترة قال يمازحه يبغى يخليه يطالع فيه : يعني ما تبغاني أبشرك , صالح ..
مالف عليه صالح من كثر مايحس من وجع في قلبه , كيف بيقدر يقوله إنه ولده اغتصب بنته وتحت سقفه , كبيره , كبيره لدرجة مو قادر يطالع في وجه أخوه , ابتسم أحمد وقال وهو يمسد يده : العنود بنتك تقدم لها عدنان ولد عبد الكريم ..
لف عليه صالح بفرح سرعان ماذاب وهو يتخيل لو دروا الفضيحة اللي هم فيها هل بيستمرون على الخطبة ولا لا , همس بوجع : على البركة ..
ولف وجهه وهو يصرخ بداخله ~ يارب تعطيني القوة وأقوله , يارب ساعدني , كيف تنقااااااال ؟؟ كيف تنقال بنتك حامل من ولدي ولازم نزوجهم بسرعة ~ لف وجهه لأخوه وهو يستجمع البقية الباقية من شجاعته ومن حيله المهدود ..
: عمي ..
لف أحمد وقال : هلا عبد الإله ..
أشر له يخرج , لف على أخوه وقال : دقايق ..
وخرج لعبد الإله وهو يهمس : لا تحاول , حالته ماتسمح إنه تدخل عنده ريم وتفتح مناحة و ..
قاطعه عبد الإله وهو يهمس برجاء : عمي أنا كنت أبغى العنود قبل عدنان ..
انصدم أحمد من كلمته اللي ما توقعها , سحبه وخرج من القسم وقال : عبد الإله إنت ما كلمتني ..
قاطعه عبد الإله : عارف إنه مو وقته , لكن والله يا عمي انصدمت لمن سمعتك تكلم أبوي على عدنان , أنا مكلم ريم عشان تجس نبض العنود قبل ماأتقدم ..
حط يده على جبينه وقال بصدمة : متى هالكلااااااااام ؟؟
همس : من أسبوع تقريبا ..
سأله بتوتر : وريم كلمتها ولا لا ؟؟
قال بتأكيد : أكيد كلمتها ..
حس بخوف وهو يسأله : واش قالت العنود ؟؟
التفت لريم اللي جاتهم بخوف تحسب في شي صار لأبوها وسألها : اش قالت العنود لمن قلتيلها إني أبغى أتقدم لها ؟؟
استعادت ذاكرتها رسالة سفانه اللي قرتها (( عنود حبيبي , سمعت من ريم إنه عبد الإله بيتقدم لك , الله يسعدك انسي كل الكلام اللي قلته لك عن مشاعري لعبد الإله , ترى الزواج قسمة ونصيب , صدقيني أنا متأكدة إن اللي كنت أحسه نحوه مو حب بمعنى الحب , يمكن هي مشاعر إعجاب بس لأنه زي ماقلت لك دايم واقف معانا ومن انسجن أبوي وهو خادمنا بعيونه , إذا تحبيني لا تخلين كلامي يأثر على موافقتك عليه )) ~ العنود قالت لي إنها مهي معترضة على شخص عبد الإله بس عشان سفانه , و سفانه مستعدة تتخلى عن عبد الإله , يعني لو قلت لهم إنها موافقه محد بيدري عن الحقيقة , أنا ماني مستعدة أجرح أخوي , أنا عارفه إنه هو يبغى العنود , لااااااااااا ريم كذا تخونينهم الثنتين , بسسسسسسسس ~
: الريم ...
~ الموضوع مايحتاج تردد ~ قالت بثبات : إيوه ...



**************************

اسير الصمت
09-08-2012, 12:20 AM
طوفان مشاعر

ارأف بي يا سيدي ..
لماذا سرقت قلبي ؟؟
ألهبت عقلي ؟؟
رغم أني أعلم أنك .....
تحتقرني حد الكره ..
وتكرهني حد الموت ..
ما الجرم الذي قمت به في نظرك ؟؟
أي جريرة وسمت ظهري بها ؟؟
لماذا عيناك تنطق بمشاعرك عندما ترمقني ؟؟..
بل تصرخ بها ..
لماذا أرى برودك المكسو بالهدوء ؟؟ ..
وألمح اشمئزازك المغلف بالأدب ؟؟ ..
ولماذا بعد كل هذا من بين الخلائق اخترتني !!!!!!!!..
ارحم ضعفي يا هذا ..
أغرقتني بدموع أصبحت كالشلال ..
أوجعتني بضربات قلبي التي أصبحت كالزلزال ..
أرجفت جسدي الذي كان ومازال هشا كالزجاج ..
خنقتني ..
خنقتني يا سيدي بطوفان مشاعر ..
ليلة يوم الأحد 12 / 6 / 1427 هـ ............. (( ليلة رجعتنا من المدينة ))
صكت دفترها وحطت القلم فوقه ودخلتهم تحت المخدة اللي دفنت وجهها فيها بعد ماقفلت الأبجورة , حست بشي دافي يتسلل من عيونها ويتحول لبروده مزعجه في المخده , دفنت وجهها أكثر تبغى تكتم بكاها عشان ما تسمعه البندري اللي كانت تبدو غايصة في نوم عمييييق ...
غمضت البندري عيونها وصرخت بداخلها ~ لا تصيحين يا العنود , تكفين لا تصيحين , كافي أنا حزينة تصيرين انتي حزينة كمان , عنيدي والله مو لايق عليك الحزن , ترى قلبي ووجعي يزيد يوم أسمع صياحك , تكفييييييييين لا تصيحين , ليش تصيحين ؟؟ ليييييييش ؟؟ ~


************************


رفع جاسم راسه عن المخده وفز وهو يدور على جواله اللي يرن , طالع في ساعة الجدر بصدمة , كانت الأنوار لسه مفتوحة , انصدم لمن اكتشف إنه ماله ساعه جاي من عند عمه بعد ما اتفق معاه على كل شي يقوله لأبوه , معقول يكون أبوه عرف خلاص , رفع الجوال وانصدم لمن لقي المتصل عبد الرزاق , مارد من شدة الخوف , كانت أعصابه مشدوده بشكل فضيع , زفر براحة لمن قفل الخط , ثواني ورجع يدق , طااااااالع فيه بتوتر وطالع في أزهار الغارقة في النوم , هزها بخشونه وهو يقول : أزهار , أزهار , عبد الرزاق يدق أرد ولا لا ..
: أزهار , أزهار ..
ورفع يده وضربها على كتفها وهو يقول : أزهااااااااااااار ..
شهقت وقامت وهي تصرخ : بسم الله ..
حط الجوال قدام وجهها وهو يقول : عبد الرزاق يدق أرد ولا لا ..
مسحت وجهها وهي مهي فاهمة اش قاعد يقول , حاولت تفتح عيونها وهي تقول : اش قاعد تقول ؟
قفل الجوال مرة ثانية , سحب نفس وهو يقول : تتوقعين أبوية دري ؟؟ عبد الرزاق قاعد يدق علي ..
كانت مع التعب والنعاس مهي قادرة تربط الكلام اللي يقوله , أصلا هو فين راح بعد ماسابها ومتى جا ..
رنت رسالة فتحها على طول قبل نهاية الرنة (( البندري سقطت جنينها )) فتح عيونه على آخرها وانزلق الجوال من يده وهو يقول بتوتر : أبويه عند عمي , وعمي بيقوله على كل شي ..
ونط وهو يقول : عبد الرزاق يقول البندري سقطت , لازم ألحق عمي قبل ما يقول لأبويه , مادام سقطت يعني مافي حمل يعني ما يحتاج نستعجل ..
نطت أزهار وراه وقالت وهي توقفه عن لبس الثوب : مقلوب , مقلوب ..
خرج بسرعة وقال : مو وقته ..
ولمن خرج من الشقة لفت أزهار حولينها بخوف وهي حاسة بحيرة , انتبهت لمفتاح السيارة اللي نسيه , سحبت المفتاح و شرشف صلاتها ونزلت بسرعة , لقيته راجع , ناولته المفتاح وهي تترجاه : لا تسرع ..
كان ينقز الدرجات ثلاث ثلاث من العجلة , رجعت أزهار للشقة وشهقت برعب لمن لقيت عمر قدامها ..
همس بخوف : اش فيييييييييييييه ؟؟ خارجة كذا ليه ؟؟ صار شيييييييييي ؟؟
~ البندري سقطت , سقطت , عبد الرزاق داري , ومين كمان , بابا دحين بيدري , الكل بيدري , ياربي أتوسلك , أتوسلك تستر عليها , ياحبيبتي يالبندري كيف سقطتي ~ جريت له ورمت نفسها في حضنه وهي تصيييييييييييييييح من قلب ....


*****************************


تم بحمد الله الفصل الخامس عشر ..

تتابعون في الفصل السادس عشر من عندما عبروا حدود الظلام : فاتنتي قاتلتي ..

.............. : بالطيب بالغصب بتوافقين على عبد الإله ..........

............ صرخ وهو يحس بوجع قلبه يزيد : انتي طاااااااااااااااالق ......

.............. قالت ودموعها مغرقة عيونها : احلمواااااااااا لو على جثتي ما دخلت عليه نظرة شرعية ......

.............. انضغط الزناد ودوى صوت الطلقة وتردد صداه في الفضا الخالي حولينهم ..........
.
.
.
.
.
.

اسير الصمت
09-08-2012, 12:22 AM
الفصل السادس عشر : فاتنتي قاتلتي ..

ما أكثرها تلك الأشياء التي تفتننا ..
بمظهرها البراق ..
أو رائحتها العذبة ..
وحلاوتها ..

............... من البعيد ..

وحين نقترب تبدو لنا على حقيقتها ..
المظهر البراق ........ ما كان إلا انعكاسا لما نتمنى أن نراه ..
الرائحة العذبة ........ عطر فاح من إحدى النواح ..
حلاوة تذوقناها لنكتشف أنها من جنح الخيال ..


فاتنتي أنا ...........
كفراشة هائمة ذهبية ...
لا توقف حركتها السرمدية ..
عيناها حملت حبا
لمعت فرحا
شرحت كل الأحلام الوردية ..
ولكن
لم يخف علي ذلك الدمع الذي أثقل عينيها اللؤلؤية ..
أو ذلك الحزن الذي نسف سعادتها المنسية ..
فراشة نعم ..
فراشة بألوان طيفية
في حدود خيالاتها وأفكارها الخفية ..
فراشة بأجنحة حديدية
في صراعتها الحياتية ..
فراشة نادرة مخملية
نثرت حولها كل أنواع الحنية ..

فاتنتي أرجوك ..
.............. لا تكوني قاتلتي ..

اسير الصمت
09-08-2012, 12:28 AM
: أبغى momo noooooooow ..
تبادل التوأم نظرة طفش وزفرت سحر وقالت بعصبية : سلافة ترى قسما بالله أعطيك كففففففف , الناس في حال وخايفين على عمي صالح وانتي تبغين تنزلين عشان تجيبيبن بسك العفن ..
لفت بوزها وهي تقول : أنزل ناتيا لسيتي عشان تاخذه مو أنا اللي بأنزل ..
هزت راسها وقالت : لا يعني لا , عيييييييييييييب الناس مشغولة , روحي ارقدي وبكرة وخير ..
ضربت الأرض برجلها وراحت للغرفة وهي ترطن بإنجليزية ما فهمتها سحر , لفت على سامر لقيته ماسك ضحكه هو و ماهر , رفعت حاجبها وقالت : اش قالت الدببببب وهي رايحة ..
قام ماهر وقال : سلام عليكم , عندي مكالمة مهمة ..
في نفس الوقت قام سامر وقال : بروح أشوف عدنان ..
: هييييييييييي , توأم الشرررررررر ..
وزفرت لمن راحوا عنها , قامت وراحت للشنط عشان تفكها , خرجت الملابس اللي تحتاج غسيل وحطتها على جنب وبدأت تطبق الملابس النظيفة اللي رمتها سلافة في الشنطة بلا ترتيب , حست بشي جاي من ورها ولمن حست بيد على كتفها , انتفضت والتفتت بسرعة وهي تشهق , حطت يدها موضع قلبها وهمست برعب : سامر فجعتني ..
سحب يده بسرعة وهو يطالع فيها بصدمة وهو يهمس : ما قصدت ..
~ سحر , سحر تمالكي أعصابك , دحين يحسب شي ثاني ~ ابتسمت رغم ضربات قلبها ونفضتها اللي تحسها في أوصالها و التفتت على الشنطة وهي تقول : ما أحب أحد يفاجئني من ورى , إنت عارف هالشي ..
طاااااالع فيها بصمت ومد يده بتردد ورجعها وبعد لحظة رفعها وضربها على ظهرها بخشونة وهو يقول بمرح : لو ضربتك كذا ما انخلعتي ..
تأوهت وحكت ظهرها وهي تقول بعصبية : عورتنيييييييي ..
ضحك وقال وهو يحرك حواجبه : الواحد يضرب عشان يعور مو عشان يدغدغ ..
رفعت يدها بتهديد فتحرك بعيد عنها وقال : عدنان نااااااايم في سابع نومة بس باين إنه مكتوم ..
قالت بطفش : أنا غسلت يدي منه , ما في أعند منه , من متى وأنا أقوله روح الدكتور ما يسمع , يقول أزمة بسيطة وتعدي ..
قال مؤيد وهو يهز راسه : إي والله عنيد ..
رمته بنظرة حادة وقالت : لا والله ؟؟ كلللللللللللللللكم نفس الطبع , حتى خالد ..
ضحك وقال : وانت معصصصصصصصصبة اليوم ..
قالت باختصار وهي ترجع للملابس : ودي أقتل أحد ..
طالع فيها برعب ومشي على أطراف أصابيعه مبعد عنها , طالعت فيه لمن ساد الصمت ورفعت حواجبها تعجب لمن شافته يمشي بهالطريقة وهو يمثل الخوف , قالت : خييييييييييير ..
همس : أنفذ بجلدي عشان ما أكون الواحد اللي ودك تقتلينه ..
ضحكت وحست بكل توترها وعصبيتها تختفي مع كل ثانية تمر وهي تضحك , كانت حاسة بأعصابها مشدودة من وقت قرت رسالة سلافة اللي إلى الآن مالقيت وقت تستجوبها عنها أو تسأل عدنان عن حقيقة الموضوع ...



************************


~ مستحيل أوصل قبل , مستحيل , أكيد أبويه درى , أكيييييييييييييييييد , له فوق الساعتين , أكيد عرف كل شي , أكيد عمي علمه , لاااااااااا , يارب أتوسلك ~
غصب عنه كان يجري في ممرات المستشفى وهو يدعي بداخله إنه ما وصل متأخر , كان يتبع اللوحات الإرشادية المعلقة في الجدر بداية كل ممر , وأول ما شاف السهم المشير لقسم القلب دف البابين المعدنية ودخل , قالت الممرضة الفلبينية أول ما شافته وهي توقف قدامه : كلاص وكت زيارة ..
طنشها جاسم ولف حولينها وهو يحث خطاه لقسم العناية المركزة لمرضى القلب تباطأت خطواته لمن شافهم وسط الممر , وتوقفت أقدامه لمن شاف حسان جالس على الكرسي ودافن وجهه بين كفينه وهو مستند بأكواعه على ركبه واحتدت أنفاسه لمن شاف أبوه جالس على الأرض وهو حاط يدينه على راسه وعلامات الذهول والوجع في ملامحه , كان مركز ظهره للجدر وماد رجوله على بلاط المستشفى بلا اهتمام وبشكل غريب , انقبض قلبه أكثر وهو يشوف عمه جلال واقف قدام أبوه وهو منحني عليه وحاط يدينه تحت ذراعينه يحاول يوقفه وهو يقول : قدر الله , قدر الله يا أحمد ..
صرخ بداخله ~ لااااااااااااااااااااااااا ~ وجري وهو يهتف بخوف : أبويـــــه ..
التفت أحمد وأول ما شاف جاسم مسك ذراع جلال وبالقوة سند نفسه وقام وهو يترنح , قال جاسم بوجع وهو يسنده : أبويه ..
طااااااااااااالع فيه أحمد بوجه شاحب وتجمعت الدموع في عيونه المغضنة أطرافها وهو يهمس بضعف : جاسم ..
وحضنه بقوووووة وهو يدفن وجهه في كتفه عشان يداري دموعه , لف جاسم ذراعينه بسرعة وضم أبوه بكل قوة في جسده المنهك من الهم وقلة النوم , قال أحمد بألم : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله ..
مسح جلال على كتف أخوه بيد وعلى ظهر جاسم بيده الثانية وهو يقول : إن شاء الله خير يا أحمد , قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا ..
بعد أحمد عن جاسم وهو يقول بصوت مخنوق : قدام عيوني , وقف قلبه قدام عيوني ..
فتح جاسم عيونه على آخرها مو مستوعب الكلام اللي يقوله أبوه , قال جلال : أهم شي لا تدري أمي عن شي , والله غير يرتفع عليها الضغط , كافي إنها تعبت لمن دريت إنه جاته أزمة ..
هتف بصدمة : عمي صار له شي ؟؟
قال جلال بصدمة مماثلة : انت ما دريت ؟؟ ما وصلتك رسالتي ؟؟
طالع فيهم وهتف وهو يتذكر إنه نسي جواله : أدري عن إيييييييييييه ؟؟
قام حسان وقال بسرعة لمن شاف صدمته : مافي شي , عمي صار له قصور في وظائف القلب واضطروا يشيلونه على العمليات ..
وكمل أبوه يشرح له : ودعت ريم و عبد الإله ولمن رجعت له ما دخلت من الباب إلا وجهازه يصفر وشوية امتلت الغرفة ممرضات طردوني ونادوا حامد اللي قال إنه حالته خطرة وتستدعي عملية سريعة , وقعوني على أوراق ودخلوه ..
طالع فيه جاسم وسأله بلهفة غصب عنه : ما قالك شي قبل ما يتعب ..
: هو نطق , ما أخذت منه كلمتين على بعض ..
نفخ الهوا من فمه براحة و أعطاهم ظهره وغطى وجهه وهو يصرخ بداخله ~ الحمد لله , الحمد لله , يارب لك الحمد ~ حس برغبة إنه يبكي أو يصرخ , أهم شي يفرغ اللي فيه , تمالك نفسه و لف عليهم بعد ما سحب نفس طويل , سأل أحمد وهو يطالع في جلال : فهمت شي من اللي قاله حامد ؟؟..
قال جلال : بيسوون له عملية قسطرة عشان يشوفون مقدار الضرر اللي لحق بالشرايين ...
سأل : والأوراق اللي وقعتها اش لزمتها !!
سكت جلال فترة بعدين قال : عشان في حالة صارت مضاعفات لا قدر الله يخدرونه ويسوون له جراحة في قلبه بسرعة ..
قال حسان لأول مرة من جا جاسم : إن شاء الله ما يحتاج جراحة و ..
قطع كلامه أحمد اللي طالع بصدمة في جاسم وهو يسأله : إنت متى جييييييييييييييييييت ؟؟
استغرب جلال صدمة أخوه اللي الخوف خلاه ما يستوعب اللي حوله واستغرب أكثر صمت جاسم وارتباكه , قال بدهشة : إنت ماخبرت أبوك إنهم استدعوك في العمل ..
قال بتلعثم وهو يحس دمه ينبض في أطراف أصابيعه من شدة التوتر : هااا , ما حبيت أزعجه ..
طالع فيه جلال بشك وقال وهو يرفع كتف ثوب جاسم : مادام ما قريت رسالتي , اش جابك وبثوب مقلوب كمان ..
قال حسان بثبات لمن شاف تردد جاسم اللي مو عارف اش يرد : عشان أنا دقيت عليه وخبرته ..
لف عليه جاسم وطالعه بامتنان , قال أحمد : والعمل كيف دقـ...
وتباطأت كلماته وهو يميل في وقفته , مسكه جاسم وسندوه جلال وحسان بسرعة وجلال يقول : أحمد تحس شي ؟؟
همس أحمد وهو يحاول يفتح عيونه الذبلانة : مافيني شي , مافيني شي ..
جلسوه على الكرسي وجاسم يسأله : أكلت شي من الصباح ؟؟..
هز راسه بلا وهو يقول : ما قدرت آكل , مالي نفس , مالي نفس ..
مد يدينه و ضغط على يدين أبوه المرتجفة وهو يقول : أبويه الله يهديك , انت عارف إنك لو ما أكلت شي يهبط عندك السكر ..
وتحرك وهو يقول : بأروح أجيب لك شي حالي ..
تحرك وراه حسان وسابوا جلال يجلس جنبه وهو يحاول يصبره ...
دخل جاسم الحمام وعدل ثوبه وطالع في انعكاس وجهه في المراية , كان وجه شاحب , غسله بالموية البارده وهو يسحب أنفاس عميقة , نشف وجهه بكمه وهو خارج لحسان اللي كان يستناه وهو غاااااااااارق في أفكار عميقة , مشيوا بصمت للكفتريا اللي طلعت مقفلة , خرج لخارج المستشفى ومشي للآلة ودخل يده لجيبه بيغى يخرج ريال واكتشف إنه نسي المحفظة , وقبل مايلتفت لقي ريال ممدود له , لف وجات عينه في عيون حسان اللي كانت تحمل نظرات غريبة , سحب الريال بسرعة ودخله وهو يطالع في العصيرات الموجودة , كان يشوف انعكاس صورة حسان بشكل غير واضح على سطح الآلة ولاحظ إنه نظراته مثبته عليه , ضغط زر عصير التفاح بكل قوته عشان يخرج نفسه من أفكاره واختلط صوت نزول العصير بزفرته وهو ينحني له , سحب العصير وتحرك راجع للمستشفى , حط حسان يده على كتفه وهو يهمس : جاسم البندري هي الـ .....
: جاسم , حسان ...
التفتوا لعبد الرزاق اللي هتف بأسماءهم مناديهم , تقدم لهم و معاه عبد الإله الشاحب وأحمد ومحمد اللي كانت الصدمة جلية على وجيههم الصغيرة , زفر براحة إنه الموضوع تأجل مع حسان رغم إنه كان وده يسمع اش بيقول حسان , همس عبد الإله : أبويه صار له شي , توني قبل شوي كنت عنده وحالته كانت مستقرة ..
قال حسان بابتسامة : إن شاء الله خير , توعك فجأة و نقلوه للعمليات لكن عمي حامد طمنا إن الموضوع بسيط ..
زفر محمد و قال أحمد : الله يسامحه أبويه راسل هالرسالة المرعبة , والله جيت على ملى وجهي ..
قال عبد الرزاق بضيق : هو طول عمره دفش , ولا أحد يرسل عمكم دخل العمليات تعالوا ..
قال جاسم براحة : أشوه اللي ما قريتها كان فسخ عقلي ..
سأل محمد بعفوية : عبدالرحمن فينه ما أشوفه ؟؟
ساد الوجوم وجيههم وجاوبه الصمت , قال عبد الإله : بأطلع لأبويه ..
تحركوا للمصاعد وهناك منعهم حارس الأمن لأنه مو وقت الزيارة , وبعد محاولات طويلة فهموه فيها إنه عمهم عنده عملية والدكتور اللي معطيهم تصريح الدخول هو نفسه اللي في العملية دخل عبد الإله وحسان وجاسم وأصر يبقى الثلاثة الباقيين في صالة الانتظار السفلية إلين ينزل الثلاثة عشان مايسوون زحمة ..
دخل جاسم المصاصة في علبة العصير وناولها لأبوه وهو يقول : اشرب شويه يا أبويه ..
هز أحمد راسه وهو يهمس : مالي نفس ..
حط يده على كتفه وهمس برجاء : تكفى يا ابويه , شويه بس ..
انفتح الباب المعدني اللي واقفين قريب منه وخرج حامد بلبس العمليات الأخضر الشاحب , نزع كمامته بضيق وطالع في جاسم وحسان وعبد الإله بحدة , وسأل بحزم : يا حمييييييير ليه محد خبرني إنه تعرض لأزمتين متتالية ..
تجلت نظرات الصدمة وعدم الفهم على حسان وعبد الإله ونزل جاسم راسه بسرعة بتوتر , استغفر حامد وبعد نظره عنهم وقال بحنان وهدوء عجيب لأحمد اللي وقف بصعوبة بمساعدة جلال : إن شاء الله خير , تونا خلصنا عملية القسطرة لمن شفنا الصور لقينا شريانه التاجي ضيق جدا , عشان كذا بنضطر نسوي له عملية البالون الآن بدون انتظار , عملية سهلة إن شاء الله , بندخل البالون وننفخه جوة الشريان عشان نوسعه , وبعدها بأحط دعامات لنفس الشريان عشان ما يرجع يضيق ويتعبه ..
وابتسم وحط يده على كتف أحمد وقال : إن شاء الله مهي خطيرة , حبيت أقولك على التطورات ..
وتحرك بيرجع لكنه رجع والتفت وقال بحزم : اشرب العصير , ترى مافيه لهبوط السكر , بتسوون لي زحمة في مستشفاي يا عيال محمد , كافي واحد مسدح على طاولتي ..
ابتسم جلال وسحب العصير من يد جاسم وناوله لأخوه اللي شربه وهو يدعي ربه إنه يحفظ أخوه ..



************************



حاول يقوم من فراشه ما قدر , نفسه كان مختنق لدرجة إنه مو قادر يسحب الهوا لصدره , اعتدل جالس وهو يكح , سحب بخاخه وبخ منه بختين ومد يده يدور على جواله مالقيه , قال وهو يحاول يخترق ببصره ظلام الغرفة : سامر , ماهر , أحد فيكم أخذ جوالي ..
لمن مارد عليه أحد قام من السرير بسرعة وفتح النور لقي فرشهم اللي على الأرض مرتبة دليل إنه محد نام عليها , خرج من الغرفة لقي الصالة مظلمة ومافيها أحد , تحرك شوية وسمع ضجة في المطبخ , تحرك له وابتسم لمن شاف سامر مربع فوق طاولة الطعام وسحر تقلب بيض في المقلاة وهي تقول بعصبية : تجيني مرة ثانية و تصحيني حشمة بيض أذبحك , ياخي تعلم , كم قعدت في المردمة , سنة كاملة , إلى الآن ما تعلمت تسوي البيض , اش كنت تاكل كل هالمدة ..
قال بعفوية وهو يحك شعره : سليمان كان يطبخ وأنا أغسل الملابس ..
توترت من مجرد سماع اسم سليمان صديق عمر سامر واللي صار بالنسبة لها ولعائلتها الإنسان الحقير اللي سحبه لمستنقع المخدرات , صكت الغاز وتحركت عشان تجيب صحن , مد يده معترض طريقها , أشر لها على خط بني خفيف في ظاهر كفه وقال بصوت مدلع : شوفي اش سوى فيني الزيت , شوفي ..
شهقت وقالت بسخرية : يا حرااااااااااااام , تعورت ياقلبييييي ..
وضربته على يده وهي تقول : عشان تشوفون كيف الحريم يتعبون ..
و ابتسمت لمن شافته متكي على الباب ووجهه شاحب وابتسامة خفيفة تزين شفايفه , قالت : هلا والله , تفضل حبيبي تبغى شي ؟؟
لف سامر ورفع حواجبه لمن شاف عدنان وقال بغيرة : إيوه , عدنانو تعرضين عليه وأنا أترجااااااااك إلين تقومين ..
قال بهدوء وهو يدخل المطبخ : لا الدلع ولا الغيرة لايقة عليك , تراك عجوز طاق الـ 27 ..
قهقهت سحر لمن نزل سامر عن الطاولة وجلس بأدب على الكرسي وهو يحمحم , ابتسم عدنان وضربه على كتفه قبل ما يجلس على الكرسي المجاور له وهو يسأله : جوالي أحد شافه ؟؟
خرجه سامر من جيبه وقال : كان يدق فشلته عنك عشان تنام شوية و حولته صا......
شهق وقال : ولللللللللللللللللللللللللللللل , 17 مكالمة ..
سحب عدنان جواله وفتحه , لقي المكالمات كلها من عبدالرزاق , قام بسرعة وخرج من المطبخ وهو يدق عليه ~ اش صاااااااااااار ؟؟ ~ كان خايف إنه صارت تطورات غير معرفتهم إنه جاسم يدري بالموضوع وصدمتهم إنه نزل من ماليزيا و موجود هنا في جدة , دق عليه كم مرة لكنه مارد عليه , خرج من الملحق ونزل الحوش وهو حفيان , مالقي سيارة عبد الرزاق الرياضية , لمن جا راجع شاف ماهر جاي من الحوش الخلفي , قطب ماهر حواجبه وسأل : اش مخرجك حفيان وانت تعبان ؟؟ تبغى تذبح نفسك ؟؟
نسي كل مخاوفه عن مكالمة عبد الرزاق وهو يسأل بتوتر : اش فيه وجهك ؟؟
لف ماهر وجهه بسرعة وهو يقول : ولا شي , اش فيه ؟؟
قال عدنان بحزم : لا تلف وجهك عني ..
طالع فيه ماهر وهو يقول بهدوء : مافي شي ..
كان وجه ماهر ونظراته تقول أشياء كثيرة مافهمها , قال بهدوء : إلا في ..
زفر ماهر وتحرك للملحق وهو يقول : تعبان ومصدع , أبغى أنام ..
مسكه من ذراعه وهو يقول : قلت لك لا تلف وجهـ ..
وانبترت عبارته لمن سحب ماهر ذراعه بخشونه وهو يصرخ : سيبنييييي ..
سحب عدنان يده بسرعة وهو يطالع في ماهر بصدمة , نفخ ماهر هوا من بين شفايفه المزمومة بضيق وهو يطالع فيه بحدة حاول يخففها وهو يقول : تعبان ومصدع ..
وتحرك للملحق , راقبه عدنان بصمت وهو يحس باختلاط مشاعر بداخله ..



**********************


يوم الأحد 13 / 6 / 1427 هـ :
بعد صلاة الفجر في المستشفى :


على صوت صرخات غريبة خرجت من غرفتها جري وهي تتعثر بشرشف صلاتها , وقفت الهنوف عند طرف الصالة وهي تشوف أمها مغطية وجهها والسماعة طايحة على الأرض والبندري ضامتها وهي تصيييييح بصوت مكتوم والعنود مستنده على الجدر وهي تتنفس بحدة , تقدمت منهم وهي تهمس : اش فيه ؟؟ اش صااااااااار ؟؟
رفعت البندري وجهها وقالت من بين دموعها : عمي صالح دخلوه العمليات والعملية نجحت ..
شهقت وهي تقول : عملياااااات ..
ابتسمت العنود وقالت : له 4 ساعات في العملية و دوبه خرج , عمليته نجحت ..
وغطت وجهها تصيح وهي تقول : الحمد لله , الحمد لله نجحت ..
جثت الهنوف على الأرض وسجدت شكر ودموعها تنزل بلا حساب ..



************************


سلمت حمده تسليمتها الثانية والتفتت لجلال اللي جلس بصمت على الكنبه ينتظرها تفرغ من صلاتها , كانت تصلي وهي جالسة فوق سريرها بسبب صعوبة مشيها , طااااااالعت فيه وقالت بصوت مخنوق : أخوك صار فيه شي ..
ودقت صدرها وهي تقول وصوتها يختنق أكثر : ترى قلبي قالي فيه شي ..
قام بسرعة وجلس على السرير جنبها وضمها وهو يقول : الحمد لله على سلامته , توه خرج من العمليات ونجحت عمليته ..
مسكت طرف مسفعها وغطت وجهها وهي تنشج نشيج صامت قبل ماتقول بصوت باكي : الحمد لله , الحمد لله , والله قلبي قااااااااالي إنه ولدي فيه شي , قلبي كان مقبوض , عشان تعرف إنه مافي زي قلب الأم ..
ضمها أكثر وهو يضحك من وسط دموعه اللي يحاربها وسلم على راسها وقال : إي والله , ما في زي قلب الأم , الله يطول بعمرك ..
ومد لها الجوال بعد ما دق رقم وقال وهو مازال ماسك راسها وسانده على صدره : كلميه عشان ترتاحين ..
مسحت دموعها وبعدت عنه ومسكت الجوال وهي تبعد المسفع عن إذنها , حطت الجوال وأول ماسمعت صوته الخافت المنهك وهو يقول : السلام عليكم ..
قالت بصوت مخنوق : أبويه صالح , كيف حالك ياولدي ؟؟ الحمد لله علـ...
واختنق صوتها من عبراتها اللي نزلت وهي تغطي وجهها , همس : أمي , الحمد لله مافيني شي دحين ..
ووصلها صوت عبد الإله المرح وهو يقول : جــــده , لا تغرقين جدة ..
وصوت حسان وهو يقول بمزح : جده لا تخافين عليه تراه ما شاء الله بس بسبع أرواح ..
قالت بعصبية وهي تمسح دموعها : هذا من ؟؟ أكيد ما غيره طوير الحنا حسانو..
اختلط كلامها بصوت ضربات ممزوجة بتأوهات حسان وهو يقول : اش بكم علي ؟؟ ماقلت شيييييييييييييييي...
ابتسمت لمن سمعت قهقهاتهم وقالت : سمي بالله على عمك يعلك العافية ..
ومسحت دموعها وهي تكمل : صالح أبويه , نام شويه عشان ترتاح , لا تتكلم كثير , استودعك الله ..
كانت همساته خافته جدا بحيث استعصى على سمعها الثقيل سماعه , هزت الجوال تحسبه خربان وهي تقول : صالح ..
وصلها صوت أحمد وهو يقول : يقولك في آمان الله ..
: الله يحفظه يارب ويقومه بالسلامه , أحمد يا ولدي واحد منكم ينام عنده , لا تسيبونه لوحده ..
قال : ولا يهمك , هو ممنوع بس أبو إياد بيمشيها لنا , خذيه يبغى يكلمك ..
كلمت حامد بصوت مخنوق منذر بالبكى وهي تشكره على اللي سواه مع عيالها .



*************************

في المستشفى :

قال عبد الإله وهو خارج من غرفة أبوه اللي غاص في نوم عميق مع جاسم وحسان وعيال جلال : لا إله إلا الله , ما أصدق إن اللي جوه عمي حامد , شفت كيف يكلم جده حمده ..
قال حسان اللي أصر إنه هو اللي يرافق خاله وهو يدقه : الله يهديك ما كان يتكلم كان يههههههههههههههمس , تصدق مو لايق عليه أبدددددددد , لا ومبتسم كمان , عمرك شفت أبو الهول يبتسم ..
رفع جاسم حواجبه وقال : لا تظلم أبو الهول وتشبهه بعم حامد ..
قال عبد الإله : وإنت الصادق عم جامد وهادر مايليق عليه حامد ..
ضحكهم انقطع بصوته الجهوري الحاد وهو يهتف : يالثيراااااااااااااااااااان ...
انتفضوا كلهم والتفتوا له , رماهم بنظرات معصبة , قال جاسم وهو يبتسم بتوتر : سم ..
أشر لهم على الباب وقال : وروني عرض أكتافكم , إحنا في غرفة عناية مو في ديوانية سكرجيه , لا أشوف خلقة واحد فيكم إلا وقت الزيارة , ولا يبقى إلا الثور اللي بيرافق صالح ..
أشروا كلهم على حسان وقال عبد الإله وهو كاتم ضحكه : هذا الثور اللي بيرافقه ..
ضربه حسان وقال حامد بصرامة : والله مالثور غيرك يالأثول , رحت علمت أمك وأخواتك على نجاح العملية ..
قال بتلعثم : دحين رايح ..
رماه بنظرات حاده وهو يقول : وقول لأخوك الزفت لو أشوفه يعتب عتبة المستشفى أحش رجوله حشششششششششش , لا أشوف خلقته اللعينة إلا لمن أطلبه يجي سااااااااامع ؟؟
تحركوا كلهم بصمت , خرج أحمد ووصى حسان على أخوه وتحرك مع حامد وقال بابتسامة وهو يحط يده على كتفه : يا خي خف شوية , حسن ملافضك , دكتور قد الدنيا و ماعندك غير السب ..
: عيال هذا الزمن ماينفع معاهم إلا هالطريقة , عاجبك عبد الرحمن مطيح أبوه وموقف قلبه , لكن لو هو ضربه من هو صغير ووراه عجيب قدرة ربك ما كان سوى فيه هالشي , العيال مايبغالهم إلا الشدة , الدلع للبنات بسسسسسسس ..
ضحك أحمد وقال : هو صح يبغالهم شدة بس من دون سب وشتم , انت ماتناديهم إلا الثيران ..
ضحك حامد وقال وهو يودعه عند باب المصعد : إدعيلي إدعيلي ..
وطالع في الشباب وابتسم غصب عنه وقال وهو يرفع يده مودع : مع السلامة يا شباب , شكرا على وقفتكم ..
لوحوا له وهم مستغربين تقلبه الفضيييييييييييييييع ...



*********************


دخل الشقة وقفل الباب وراه بشويش , قبل مايلتفت لقيها ناطة قدامه , بعد وهو يقول : بسم الله ..
طالعت فيه أزهار بخوف وهي تقول : بشر ..
رفع راسه وانتبه لعمر اللي كان وجهه كفيل إنه يشرح له مدى التوتر والضغط اللي مروا به , عضلات وجهه المتقلصة فهمتها إنه متوتر وخايف إنه عمر درى بشي ولا سمع شي , تمالك نفسه وقال بهدوء : دخلوه العمليات ونجحت العملية بفضل لله ..
ابتسم عمر وقال براحة : الحمد لله على سلامته , الحمد لله ..
وتقدم من جاسم وسلم عليه وهو يتحمد له , أشرت أزهار لجاسم بلا من ورى أخوها وهي تقول بدون صوت : مايدري عن شي غير وجع القلب ..
وأشرت له على صدرها يعني إنه مايعرف غير موضوع قلب عمه , ابتسم وهو يبعد عمر وهو يشكره , قال عمر وهو ينسحب بسرعة ماسمحت لأي منهم إنه يعترضه : عن إذنكم ..
ودخل غرفة التلفزيون وصك الباب , طاااااالع فيها جاسم وتحرك للغرفة , رمى صندله وفكك أزراره وخلع الثوب ورماه ورمى جسده على السرير , شالت صندله وركنته و علقت ثوبه والتزمت الصمت , قال بصوت مخنوق من المخدة اللي دافن وجهه فيها : طفي النور , أبغى أنام إلين يقول النوم يكفي ..
طفت النور ووقفت عند طرف السرير وطاااااااالعت فيه وأفكارها تتصارع , من رجعوا ماقال لها أي شي عن تصرفاته في الموضوع , أو التطورات اللي صارت أو قرر يسويها عشان يحل الموضوع , كان يرمي بعض الكلمات اللي زي المكعبات المتناثرة وهي لازم تحاول تربطها ببعض عشان تعرف الصورة , هي تخاف تسأله عن شي في هالموضوع الحساس يقوم يحسب إنها ملقوفة أو أي شي ثاني , مشكلتها إنها إلى الآن ما تعرف عنه الشي الكثير , تعرف إنه كتوم ويقوم بكل خطواته بصمت وسط صراعات داخلية كثيرة ~ ياربي ساعدني , اش ممكن أقدم له ؟؟ هل أسأله وأناقشه عشان أخفف عليه ؟؟ ولا ألتزم الصمت إلين يرتاح و يكلمني بنفسه ؟؟ إنت تفضل إيه يا جاسم ؟؟ ~ تحركت مبتعدة عنه ووقفت ورجعت وقالت بهدوء : أنا من النوع اللي يفكر كثير ويتعمق في التفكير , يعني ممكن أفسر الشي بداخلي مليون تفسير عشان كذا أحب أكون صريحة مع الناس , ودحين أبغى أقولك إني لمن أتعرض لمشكلة أحب أفكر فيها إن كنت أقدر أحلها وبصمت أحلها ولمن أتعب منها وأحتاج أحد أفضفض له أحب أكلم شعوله عنها يمكن يكون عندها رأي غير عني , لكن معظم الأحيان أكلمها عنها من باب إنه أحد يسمع لي مو شرط يعطيني حلول أو يناقشني فيها ..
وسكتت شويه وكملت : ترى أنا ما أعرف إنت اش تفضل ؟؟ أو اش الشي اللي يريحك عشان أسويه ؟؟ هل تعتبرها تدخل أو لا , المقصد من هذا كله إني أبغى أقولك لو تبغى تكلم أحد ....
و سكتت لمن حست بتنفسها يزيد حده ورجعت تهمس برجاء : الله يخليك لا تروح لأحد غيري ...
كانت تتمنى من أعماقها إنه يعتبرها نصفه الثاني قلبا وروحا وقالبا , ما تدري ليه دايما تحس نفسها في صراع مع شخص مجهول في قلبه , يمكن سبب إحساسها هذا هو معرفتها إنه له معرفة سابقة بأنثى ثانية , أنثى كانت صورتها تصرخ بكل معاني الغنج والدلال والأنوثة الطاغية , مدت يدها ومسدت ظهره وهي تهمس : إن شاء الله حأكون دايما موجودة ياجاسم ..
وغطته وتحركت خارجة من الغرفة ..
: أزهار ..
رفعت بصرها وطالعت فيه , لقيته يطالع فيها بتسلية وهو يقول بسخرية : يعني بعد هالكلام ماتبغيني أقولك اش صار ؟؟
هزت راسها وقالت بحزم : لو ماتبغى مو لازم ..
زفر وقال : إجلسي واسمعي ..
طااااالعت فيه ولمن شافته عازم على كلامه جلست وقالت بخوف : إن شاء الله خير ..
بدأ يكلمها عن كل شي صار ولمن انتهى من كلامه زفر براحة وقال : ما توقعت إنه الكلام بيخليني أرتاح ..
ابتسمت وقالت : زين اللي ارتحت ..
قال بهدوء : خلااااص ارتحتي , يلا فكيني أبغى أنام أنا مو نعسان , النعسان ..
و مسك اللحاف وتغطى وهو يرمي نفسه على المخدة عشان ينام , صرخت بداخلها ~ الدببببببببببببب , أبو طبع مايغير طبعه , هييييييي , جاسم ماقلتلي كلمتوا عبد الرحمن ولا لا ؟؟ وافق على تقديم الزواج ؟؟ والبندري اش حيصير لها بعد ما درى عبد الرزاق بموضوعها و .... ~ قطع أفكارها صوت نفسه الثقيل واللي دلها إنه نام , شهقت وقالت بصوت راخي : مسسسسسسرع ما ناااااااااااااااااام ..
~ ماشاء الله عليه ~ ابتسمت و قامت وخرجت من الغرفة عشان تقرأ وردها اللي فوتته من شدة إنشغال عقلها به وبموضوع أحمد ....



*************************


أول ما دخل الفيلا كان يسودها الهدوء , تحرك لغرفة أمه عشان يطمنها و توقف عن مشيه والتفت , لقيها متغطية بشرشف صلاتها ونايمة على السجادة , ابتسم وقال وهو يتقدم لها : ريماااااااان ..
: اششششششششششششش ..
التفت لأمه اللي جات له وهي تقول : ماحسبت إنها تنام , تعبتني بكثر صياحها , كيف أبوك دحين ؟ظ ..
طالع في أمه وابتسم وقال بهدوء : ركككككككزي إن العملية نجحت ..
ولمن شافها مهي فاهمة قال : أبوية صار له ضمور مفاجئ في القلب ونقلوه على العمليـ ....
صرخت أمه بصدمة : إيييييييييييييش ؟؟
ضحك وقال : قلتلك ركزي إن العملية نجحت ..
: أي عمليــــــــــة ؟؟ أبوية سوى عمليـــــة ؟؟
صرخة ريم خلته ينتفض وهو يلتفت لها وهو يقول بسرعة : نجحت , نجحت ..
: إيش اللي نجحت ؟؟
التفت لعهود اللي جاتهم على حس صرخة أمها وأختها , حط يدينه على راسه وقال بسرعة : تراكم دوختوني , كل شويه وحده ناطة , أبويه سوى عملية ونجـــحـــــت ..
تعلقت فيه أمه وهي تصيح واستندت عليه ريم وهي تصيح , لف على عهود وقال بتريقة : يلا تعالي , اش وراك ؟؟
ضحكت وقالت وهي تمسح دموعها : وين ؟؟ مافي مكان ..
ولمن شاف الشغالة تراقب من بعيد وهي تمسح دموعها أشر لها وقال بتريقة : تعالي إنتي كمان بابا كان بيموت بس الحمد لله دحين كويس سوا سوا حصان ..
ضحكت ريم وقالت وهي تبعد عنه وتضربه على كتفه : اش عندك رايق ؟؟ ..
زفر وقال وهو يدق ريم : مو حصلت اليوم على أحلى خبرين ..
رفعت ريم وجهها وطالعت فيه بصمت وهي تمسح دموعها ..


***************************


بعد صلاة الظهر :

طلع الدرج وهو شايل مجموعة كتب كثيره , خرج مفتاحه وقبل مايدخله انفتح الباب المجاور وطلع منه صلاح اللي تفاجأ به , قال بترحاب : يا حيا الله عمر , وين الناس ؟؟
شال عمر الكتب بيد وهو يسلم على صلاح وهو يقول : في الدنيا ..
ابتسم وقال : الوالده كانت مجهزة لك غدا أمس ..
ابتسم بحرج وقال لأنه ماوده يحس صلاح إنه هو مهو مهتم بأمه اللي كل يوم ترسله غدا : أرسلت رسالة لـ ......
وانحرج أكثر وهو يهمس : لمنى , زوج أزهار عزمني فجأة ..
وضحك وهو يكمل بعفوية : مصرين إني وحداني وما أتغذى زين عشان كذا أصروا إني أنام عندهم ..
رفع صلاح حواجبه وقال : وحداني ..
ومسكه مع ذراعه ودخله للبيت وهو يقول : أنا عندي الحل ..
دخله المجلس ونادى بطول صوته : منــى ...
تلون وجه عمر وهو يلقى نفسه وسط المجلس اللي آخر مرة شافه يوم ملكته , سأل : صلاح اش بتسوي ؟؟..
أشر له صلاح يجلس وهو يزعق : منـــــــــى ...
: جايــــــــــــــه ..
ضحك صلاح وقال وهو يشوفها جايه له : رخي صوتك عندنا ضيوف ..
وقبض على ذراعها ودفها جوة المجلس وهو يقول : متى ماحسيت إنك وحداني أعطيني خبر ..
ودخل البيت وهو يقول : أمــي , عمر جا يزور منى جهزوا القهوة ..
تمنت منى لو تنشق الأرض وتبلعها , كانت لابسة جلابية عادية وشعرها الناعم مرفوع بشباصة وقصتها متناثره بلا ترتيب حولين وجهها , نزلت راسها على طول وشبكت يدينها بقوة , طاااااااالع فيها وهو مرتبك ومو عارف اش يسوي , لمن جا بيتحرك تذكر الكتب اللي في يدينه , حطها على الطاولة اللي في نص المجلس ورتب شماغه وهو يحمحم وعيونه على الأرض , قال بعد تردد من دون ما يتقدم : كيف حالك منى ؟؟
رفعت راسها وشافته مدنق ومرتبك أكثر منها , مسكت ضحكتها وهمست : الحمد لله , كيف حالك إنت ؟؟..
مد يده يمسح عرقه وهو يقول : الحمد لله ..
~ عمر تحرك سوي شي , ترى بأطيح من الفشلة ~ , وصلتهم حمحمت صلاح اللي قال : ياعصافير الحب ..
ودخل وهو شايل صينية عصير , انصدم ملن لقيهم على نفس الوضع اللي كانوا فيه , قال : ماجلستم ؟؟ بنت , ماجلست زوجك ليه ؟؟
همست وهي تأشر للكنب : تفضل ..
جلس عمر على طول كإنه كان ينتظر هالإشارة , مسك صلاح ضحكه وناولها الصينية وهو يقول : عن إذنكم ..
تحركت وقدمت له العصير وخرجت من المجلس , راحت طيراااااان لغرفتها وصكت الباب , وقفت قدام المراية وصرخت برعب وهي ترتب شعرها وهي تسب صلاح اللي مانبهها , عطرت ورجعت خرجت وهي تدعي ماتقابل واحد من الاثنين الباقين لأنه ممكن يسوون لها مقالب وحركات أخس من حركة صلاح ..
~ أكيد بتخرج , مو حضرتك قاعد متنح , ليه ما تحركت وصافحتها , أي شي ~ زفر وهو يحط الكاسة على الطاولة ولمن شافها تدخل وهي تسلم بهمس ابتسم وحس بتلعثمه يرجع , جلست على بعد مسافة منه وهي منزلة راسها للأرض , كانت هذي أول مرة يشوفها من يوم زواج أزهار , صح ما مر إلا أكثر من أسبوعين لكنه كان مشتاق لها , مشتاق يشوفها بعد ما تعرف عليها أكثر من مكالماتهم المعدودة , رفعت عيونها لمن تذكرت نبرة صوته الغريبة لمن اتصل عليها بعد صلاة الفجر السابق عشان يخبرها إنه سمع المصحف بلا أخطاء وأول ما شافته يطالع فيها خفضتها وهي تلعب بالشرايط المزينة جلابيتها وهي تقول : مبروك ختمك للقرآن ..
قال بهدوء وهو يتذكر حالته السيئة في ذاك الوقت بعد ما سابه جاسم في المسجد عشان يروح يشتري مقاضي البيت : الله يبارك فيك , تصدقين ..
وسكت لمن رفعت بصرها له , ابتسم وهمس بعد صمت : كنت متضايق وقتها لكن من سمعت صوتك راح ضيقي ..
نزلت راسها بخجل وهي تهمس بصدق : شغلت بالي ..
وابتسمت وهي تكمل : الحمد لله اللي راح ضيقك ..
فتح فمه بيتكلم وسكت لمن وصلهم صوت رجولي يقول : اش تسووووووووون ؟؟
قام وقال بحرج : هلا مراد ..
سلم عليه مراد وقال : ماشاء الله جاي بيتنا ليه ؟؟
انحرج ومارد عليه , مسكه مراد وجلسه جنب منى وجلس هو في الجهة الثانية جنب منى وهو يقول : إيوه , واش أخبار الأسمراني ؟؟
قال عمر اللي كان أسمر من أخوانها بدرجة بسيطة بمرح مصطنع وهو يداري خجله ويلف وجهه عن منى اللي نزلت راسها للأرض وهي تحاول تبعد عنه : بـ بخير , كيف حالك إنت يالأبيضاني ؟؟
قال مراد بتسلية : بخير الحمد لله , منـى , أشوفك ساكته ماتضاربين , تصدق لمن تجي سيرتك بيننا ونقول عنك الأسمراني ..
دقته منى وهي تطالع فيه بتحذير , طنشها وهو يكمل : تقوووووول ..
قامت من بينهم لكن مراد رجعها مكانها وهو يكمل : مالكم دخل في الأسمراني حقي ..
ضربت فخذ أخوها بلا تفكير وغطت وجهها بيدينها وهي تصرخ بداخلها ~ الله يفشلك يالغبييييييييييييييييييييي ~ ورغم حرجه اللي زاد وارتفع لأقصى درجة ضحك عمر من قلبه , قال مراد : والله طاحت فينا ماتخلينا نحش فيك , قاعدة لنا على الحرف , موكل محامي دفاع من الدرجة الأولى سيد عمر ..
ولمن شاف وجه عمر متغير من الخجل قام وهو يقول : يلا عن إذنكم , حياك الله في بيتك يا الشيخ ..
وخرج ورد الباب وراه , طالع فيها وهي لسه مغطية وجهها , ابتسم وهمس بعد صمت : منى ..
هزت راسها بلا من دون ما تبعد يدينها عن وجهها , سحب كتاب من كتبه وخرج قلمه وخط على أول صفحاته كتابة وحطه في حضنها و طالع فيها وقام بسرعة وشال كتبه وهمس : في آمان الله ..
وخرج , لمن وصلها صوت الباب الخارجي بعدت يدينها عن وجهها وطالعت في المجلس الخالي و طالعت في الكتاب اللي كان بعنوان (( هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يا محب )) ابتسمت وفتحته وأول ما قرأت اللي كتبه نزلت دموعها على خدودها , ضمت الكتاب وهي تصرخ بداخلها ~ يا حبيبي يا عمر , يا رب ترحم حاله , يا رب تجمعني به على خير ~ ..
حط عمر كتبه على طاولة المدخل ورمى نفسه على الكنبه ورمى شماغه وهو يقول بقهر : بالله هذا شي تكتبه ..
وغمض عيونه وهو يتذكر اللي كتبه بلا تفكير..
(( زوجتي الغالية منى
وجودك في حياتي البسيطة هو أكبر نعمة أنعمها الله علي بعد أن أعاد لي أزهار عندما أيقنت أنني فقدت كل من أحب ..
أعلم الآن أن الله قد عوضني و أخلفني في مصيبتي خيرا ..
لا حرمني الله وجودك وابتسامتك ومحبتك ..

زوجك المحب
عمر ))
حك شعره بقهر وقال : دحين تقول هذا مقارني بأخته , يعني وين راحت كل الكلمات الرومانسية وكل كلمات الحب والخرابيط اللي يقولون عليها الشباب ..
لمن اهتز جواله بداخل جيبه خرجه وهو يزفر ويقول : الحمد لله , قدر الله و ماشاء فعل ..
وشهق لمن لقي 8 مكالمات من أزهار , فتح الرسالة وضحك لمن لقيها مرسلة له (( أوريك يالشرااااااد , خارج من البيت من دون ما تصحيني ليه ؟؟ وأنا كنت مقررة أسوي لك محشي اليوووووم , بتجي وإنت ماتشوف الدرب )) ..
ضغط بيتصل عليها في نفس اللحظة اللي جاته رسالة لمعت على شاشته ..
(( إذا كان وجودي في حياتك البسيطة أكبر نعمة أنعمها الله عليك فوجودك في حياتي الأكثر بساطة هو أجمل وأرق نعمة أنعمها الله علي منذ ولادتي ... ))
قرأ الرسالة أكثر من مرة وابتسامته تتسع أكثر وأكثر إلين تحولت لضحكة سعادة من الأعماق ...


***********************

بعد صلاة العصر :
في فيلا أحمد :

حست بانتعاش ممزوج برهبة وشوق غريب وهي تدخل الفيلا , وأول ماشافتها جالسة لوحدها كعادتها وثلاجة القهوة جنبها قالت بلهفة : ماما ..
استغرب جاسم لمن انطلقت أزهار من عنده وحضنت أمه اللي وقفت وهي ترحب فيها بمحبة , قالت أزهار وهي تضمها بقوووة : وحشتينييييييييييييييي ..
ضحكت هدى وقالت : والله إنك وحشتيني أكثر ..
سلم جاسم على أمه اللي عاتبته ليش ماجاها مع أبوه عشان تتطمن عليه خاصة إنها انصدمت لمن دريت من أبوه إنه رجع من ماليزيا عشان العمل , جلس جنبها وهو يحكيها عن تعبهم ورحلتهم ...
فتحت الجوهرة أنوار الغرفة وقالت بضيق : بن باز جا ..
فتحت العنود لحافها وقالت : جوهرة صكي النور ترانا مانمنا إلا متأخر ..
وبعدت الهنوف اللي لاصقة فيها وهي تقلب على الجهة الثانية , قالت الجوهرة بحزم : ماسمعتيني اش أقول ؟؟ جاسم وحرمته جوا ..
شهقت العنود ورمت اللحاف وهي تقوم , وتفاجأت لمن انطلقت البندري قبلهم , رفعت الهنوف راسها وهي تقول : اش فيه ؟؟ اش صار ؟؟ عمي صار له شي ؟؟
مسكت العنود راسها ودفنته في المخده ونطت وهي تقول : خليك راقدة يالمزعجة ياللصقة ..
وتحركت خارجة وهي تقول : أزهار وجاسم جوا ..
نزلت البندري الدرج بسرعة وهي مهي حاسة بالأوجاع اللي كانت تفتك بها أمس , كان كل تفكيرها محصور بأزهار ~ جاااااااات , جاااااااااات زي ماقالت جااااااااات عشاني ~ أول ماشافتها جالسة جنب أمها والابتسامة تزين شفايفها صرخت وهي تحس بكل آلالام قلبها تتفجر : أزهااااااااااااااااااااااااااااااار ..
وأول ما شافتها تلتفت لها وهي تقوم مبتسمة رمت نفسها عليها وهي تصييييييييح
من قلبها المتوجع وهي تصرخ : أزهااااااااااااااار , أزهااااااااااااااااااار ..
ضمتها أزهار بقوة وهي حاسة بكل حرف ودها تقوله كل كلمة تصرخ بداخلها , حاولت تمسكها لكنها بدأت تنزلق من يدها , جلست على الأرض معاها وضمتها بقوة وهي تتذكر لحظة اعترافها لها بعد ماشافتها مع عبد الرحمن , نفس الصالة ونفس الوضعية لكن هالمرة ماكانوا لوحدهم عشان تشتكي لها بصوت عالي , كانت صرخات البندري تشق سكون المكان رغم إنه وجهها كان مدفون في صدر أزهار اللي ضمتها أكثر وهي تهمس في إذنها : خلاص يابندري , خلاص ياقلبي , صار اللي صار , قولي الحمد لله اللي ربي كتب لك الخير وماخلاك تموتين وانت بذيك الحالة , قولي الحمد لله ..
كانت تصرخ بصوت عالي باسم أزهار وهي بداخلها تصرخ ~ ســـقــطت , انفضحت يا أزهار , حملت و سقطت , سووا لي عملية تنظيف وأنا لسه بنت ماتزوجت , الكل صار يعرف عني , أخواني , عدنان , وأكيد عمي طاح بسببي , وبعده ممكن أبويه , خلاص انتهت حياتي يا أزهار , انتهت حياتي ~ ..
وقفت العنود وأخواتها مصنمين قدام المنظر , أزهار على الأرض ضامة البندري اللي تصارخ باسمها وهي متعلقة فيها وطايحة على الأرض وأمها وجاسم واقفين
مصدومين من اللي يصير , مسحت أزهار على شعرها وضمتها وسلمت عليها بحنان وهي مستمرة في همسها الخافت , وفجأة هدأت البندري وتراخت يدينها المتشبثه بأكتاف أزهار من ورى , صرخت هدى : بنتي مااااااااااااااتت ..
وجريوا البنات عليها والعنود تصرخ باسم أختها بخوف , قالت أزهار بخوف وهي تهزها : البندري , بندرييييييييي ..
انحنى جاسم وقال بهدوء : عادي , شكله أغمي عليها بس ..
انصدم وهو يشوف وجه أخته الشاحب المسود , بعد عنها بسرعة , جات الهنوف وهي جايبة كاسة موية , رشتها على وجه البندري اللي أخذت قرابة دقيقتين قبل ماتفتح عيونها ببطء , زفروا براحة وصرخت العنود وهي تضربها بخفه : ياحمااااااااااااااااااااارة , نحبك والله , لاتقعدين تختبرين غلاتك عندنا , ترا كافينا صدمااااااااااااااااات ..
ابتسمت البندري بتعب وهمست من بين دموعها : آسفه ..
مسدت أزهار شعرها وقالت بعتاب وهي تداري دموعها : يعني كان لازم تحسسيني بالذنب وإني أنا السبب ..
غطت البندري وجهها وهي تشهق بالبكى مرة ثانية , قوموها وسدحوها على الكنبه , لفت أزهار وابتسمت للعنود وقالت : هلا عنيدي ..
التفتت العنود وصرخت وهي تتذكر : أزهاااااااااااااااار ..
وضمتها بفرح وهم يضحكون على صرختها , قالت الهنوف : اللي يسمعك يقول توها شافتها , بعدي , دوري ..
وسلمت على أزهار وهي ترحب فيها بحفاوة , انتبهت أزهار للجوهرة اللي جلست بدون ماتسلم , كتمت غيضها وابتسمت وهي تذكر نفسها ~ خيرهما الذي يبدأ بالسلام ~ مدت يدها وقالت : كيفك جوهرة ؟؟
قالت الجوهرة وهي تصافحها ببرود ومن دون ماتقوم : أمس تقابلنا ..
طنشتها أزهار وراحت وجلست جنب البندري اللي ماسلم عليها جاسم , الكل مالاحظ من اللي صار لكن أزهار لاحظت , طالعت فيه بعتاب لكنه تجاهل نظراتها وهو يقول : كيفك عنيدي ؟؟
: تمامو , كيفكم انتم ؟؟ واش جااااااابكم ؟؟
قالت الجوهرة ببرود : العمل استدعاه , ما أدري من وين جايب الحظ هالولد ؟؟ كان حظه يفلق الصخر دحين ما أدري اش صار له وين ماطقها عوجة ..
ابتسمت أزهار اللي فهمت قصدها وقالت بهدوء وهي عارفة إن الكل فهم الدقة : جواهر قلبي مافي شي اسمه الحظ , كل شيء قضاء وقدر , يعني مكتوب لنا وإحنا أجنة في بطون أمهاتنا , الحظ هذا عند الغرب لأنهم مايفهمون القدر ..
لفت الجوهرة بوزها وهي تهمس : يا مخص الفلسفة ..
ربع ساعة وجا زوج الجوهرة وأخذها عشان معاه لزيارة عمها اللي تقرر إنه يخرج بعد 3 أيام ..
من راحت الجوهرة راح التوتر وبدأت أزهار تاخذ حريتها مع هدى وبناتها , حست بأيامها السابقة معاهم ترجع زي أول , سألتها العنود بهمس : سويتي النصايح اللي قلت لك عليها ..
ضربتها على فخذها وقالت بخجل : استحي يا بنت ..
ولمن ترجتها للعفو قالت : ماسويت ارتحتي , بالعكس كل ماتذكرتها جلست أضحك من قلبي ..
قالت الهنوف : سيبيك منها خبلة , على بالها الموضوع خذني جيتك , يامسهل الكلام ..
زفرت العنود وقالت : والله عادي بس انتم حياكم زايد ..
قالت أزهار : نشوفك نهارين ونذكرك ..
فتحت فمها بتعلق ولمن تذكرت رسالة سلافة حست بمغص في بطنها , طالعت في جاسم من تحت رموشها عشان ماينتبه لها وهي تفكر ~ هل ممكن يكون جاسم داري بالموضوع ؟؟ أكيد , لو بيصير شي ولو كان الموضوع مؤكد كان هو أول واحد داري بحكم الصحبة اللي بينهم , عدنان ~ وحست برعشة تعتريها لمن تذكرت نظراته لها , نظراته اللي خلتها تصيح بشكل ماصاحته من قبل , كيف يتقدم لها وهي تقرأ الكره والتقزز والإحتقار في كل نظراته , معقول يكون الموضوع لعبه من سلافة على أختها وهي طاحت بينهم , سحر ماأكدت لها ولا نفت الموضوع لمن سألتها , هزت راسها تبعد هالأفكار وهي تستمع لأزهار اللي قاعدة تحكيهم عن القرد المطيح الميانة على قولها ..
كان جاسم يتأملها كل شوية من دون محد يلاحظه وهو يستمع لكلام أمه , كانت جالسة تتكلم معاهم بعفوية ويدها اليمين تمسد على ظهر البندري المستلقية ويدها الثانية تشرح بها انفعالاتها , ولمن رفعت بصرها وتلاقى نظرهم للحظة خفضته بسرعة وهي تستمع لتعليق العنود , ابتسم لمن لاحظ الاحمرار اللي بدأ يلون وجهها والابتسامة الخفيفة اللي حاولت تحاربها , وبعد فترة قام وقال : عن إذنكم , نستئذن ..
مسكت العنود يد أزهار وقالت برجاء : جسوووووم خليها تنام عندنا ...
شهقت أمها وقالت : بنت ..
وضربتها الهنوف وهي تطالع فيها بتحذير , ابتسم جاسم وطالع في أزهار اللي التزمت الصمت وقال بعد لحظة صمت كانت أمه تقوله فيها إنه يطنش العنود : إذا تبغى تنام براحتها ..
رفعت أزهار راسها وطالعت فيه بصدمة , شافت التسلية في عيونه , تمنت للحظة إنها تقوله خلاص بأنام عندهم عناد فيه ليش رمى الكورة في ملعبها وهو يتحداها تقول إيوه وفي نفس الوقت يبغى يحرجها لأنه متأكد إنها حترفض , لمن تذكرت كيف خلى عمر ينام عندهم ليلتين وكله عشانها ابتسمت بخجل وهمست : مرة ثانية إن شاء الله ..
صرخت العنود وقالت : ويييييييييييييييي مهي قادرة تستغني عنه يووووووووووم ..
ضربتها الهنوف وضحكت البندري وهدى تقول : بنت استحي , هذي الحرمة السنعة , كيف تسيب زوجها لوحده ؟؟
تمنت أزهار لو تنشق الأرض وتبلعها من كثر الفشلة , قامت وهي تبعد خصلات شعر وهمية من جانب وجهها وتوجهت للشماعة عشان تاخذ عبايتها , شافته واقف وهو مبتسم وعيونه تحمل نظرات غريبة , رمته بنظرة تهديد ولبست عبايتها وسلمت على البنات وهدى وهي توصيهم على البندري اللي كانت دموعها المنهمرة تدل على حزنها إنها بتروح عنها , دنقت وهمس : وعد أجي يوم مخصوص عشانك , خليك قوية وتذكري ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه ..
ولمن سلمت عليها همست البندري : كيف ربي يحب وحده زيي ..
مسدت على شعرها وهمست : ولا يقنط من روح الله إلا القوم الكافرون يا بندري ..
وخرجت والعنود والهنوف يرافقونها لحد الباب الخارجي , لمن صكت باب السيارة سأل بهدوء بدون مايحرك السيارة : ليش مانمتي عندهم ؟؟
لفت عليه والتزمت الصمت , كان يطالعها وهو مو شايف شي من غطاها الثقيل , لمن شافته مصمم إنه مايتحرك قبل ماتجاوب سؤاله الغريب قالت بغيض : هذا سؤال إمتحان ولا إيه , يعني لازم أدرس الإجابة قبل وأقولك إجابة دبلوماسية ولا أقول الإجابة اللي في بالي على طول ..
قال بهدوء : اللي في بالك ..
عقدت يدينها قدام صدرها وقالت : لا تعليق , هذا اللي في بالي ..
استغرب جوابها , هز أكتافه وحرك السيارة بصمت ..


*****************************


مساء , الساعة 8.30 بعد صلاة العشاء :
بعد خروجهم من المستشفى :

: اش به عمي أحمد مايحط عينه في عيني ؟؟ أحسه قاعد يتجنبني ..
ابتسم عبد الكريم بتردد لعدنان وهو يتذكر كلام أحمد له , كان أحمد يقوله الموضوع وهو مستحي منه , قال : لأنه مو قادر يقول لك إنه ولد عم العنود عبد الإله متكلم عليها عن طريق الحريم وعمك ما كان عنده خبر لمن أعطاني موافقته على خطبتك ..
سكت للحظة يبغى يستوعب الموضوع بعدين زفر براحة ودنق راسه ورجع رفعه و قال : قدر الله و ما شاء فعل , الله يقدم لهم اللي فيه الخير ..
طالع فيه عبد الكريم بتردد وسأل : يعني خلاص ماتبغاها ؟؟..
ابتسم عدنان وقال : الحكاية مو كذا , أنا أجلت الموضوع لأسباب و صليت استخارة والخيرة فيما اختاره الله ..
ابتسم عبد الكريم وقال : ونعم بالله , الله يعوضك يا ولدي..
وغير الموضوع اللي وجعه بسرعه وهو يكمل : المهم أبغاك تأكد حجزكم على بكرة بعد العصر للرياض وأنا خلاص أكدت حجزي لـ سكوتهولم بعد الفجر إن شاء الله , عندي اجتماع طارئ ..
وغمز له وهو يكمل : هذي فايدة بطاقة الفرسان , متى مابغيت تطير تطير ..
ابتسم عدنان وقال : الله يسهل لك ..
والتفت لماهر اللي قاعد يضرب آلة العصير وهو يقول : يالحراااااااامية طلعي العصير ولا رجعي ريالييييييييييي ..
وسامر غارق ضحك وهو يقول : قلتلك ريالك مهترئ ومابتعترف به الآلة ماسمعتني ..
سحب الريال اللي في يده ودخله الآلة , قال سامر : يالحرامييييييييييي ..
وتحاربوا على ضغط الزر وضغطوه مع بعض , دنق ماهر وسحب العلبة وهو مبتسم بانتصار اختفى وهو يقول بقرف : وعععععععععع , حليب بالفراولة ..
سحبه سامر وهو يقول : خخخخخخخخخخخخخخ , تستاهل , عشان تعرف السرقة حرام ..
ودخل المصاصة وشرب العصير بتلذذ وهو يحرك حواجبه لماهر اللي قال وهو يكشر بوجهه : الله يقرفك ..
: حمود ومحيميد ..
التفتوا لأبوهم وتحركوا له , ابتسم سامر لأبوه وأخوه وقال : أنا نفسي أعرف ليش ماسميتنا حمود ومحيميد مادام تنادينا بها طول الوقت ..
ذابت ابتسامة عدنان لمن شاف ماهر يلف بوجهه عنه وهو يتعداه , كان حاس بنفوره منه طول الوقت لكنه أقنع نفسه إنه يتوهم , لكن هالمرة كانت مؤكدة له إنه في شي في نفس ماهر عليه , خرج من شروده لمن حس بيد سامر على كتفه , التفت له وابتسم وهو يقول بهمس : البنت ولد عمها طلع متكلم عليها ..
انشرق سامر من شهقته اللي دخلت شويه من العصير في مجرى نفسه , لف أبوه وقال : بسم الله ..
لف ماهر اللي كان متقدمهم كلهم وقال وهو مكمل مشيه وحاط يدينه حولين فمه : أحســــــــن ...
ومن وسط كحكحته ضربه عدنان على ظهره ضربه خلته يلتفت له وهو يقول بعيون مدمعه : هديت عظامييييييييييي ..
قهقه عدنان وقال : والله ضربتك بشويش ..
حك ظهره وقال : ماشاء الله , ما أبغى أحسدك ..
وكملوا مشيهم للسيارة المركونه في المواقف , طالع في عدنان وسأل بعد صمت : مين ؟؟
ابتسم عدنان وقال : عبد الإله ..
قطب سامر حواجبه وسأل : وطيب ؟؟..
ضحك عدنان وقال : وطيب !! الزواج قسمة ونصيب ..
وحط يده على كتفه وقال بتسلية : المهم رجعت الأعزب المثالي ..
تأمل سامر عيونه وضحك وهو يقول : الله يقطع شرك , هذا اللي جا في بالك ..
كان فعلا يحس براحة عجيبة إن الموضوع انتهى , أخيرا خرجت العنود من حياته ومن حياة أخوه , أخيرا بيرجع لاستقراره النفسي اللي فقده لفترة طويلة ..



***********************


يوم الاثنين 14 / 6 / 1427 هـ :
الساعة 1 ظهرا :
فيلا أحمد :

لأول مرة في حياتها تحس بحرارة في جسمها كله من كثر الخجل , رصت يدينها المرتجفة على الصينية ودخلت المجلس وهي تقول بمرح : السلام عليكم ..
وأول ماوقع بصرها على حنان رجع قلبها يخفق بقوة , حطت الصينية ومسكت الثلاجة وصبت القهوة وناولتها لأمها بصمت , باشرت على كل الموجودين وجلست جنب سحر بهدوء , قالت أزهار : خير عنيدي , اش عندك مؤدبة ؟؟
لفت عليها بارتباك وقالت وهي تشوف نظرات سحر : ها , ولا شي , يعني اش تبغيني أسوي , أتحزم وأرقص ..
ضحكت سحر وقالت : لا بس هادية بزيادة , مو على طبيعتك ..
بان الإرتباك في صوتها وهي تقول : مين قال ؟؟ أنا زي ما أنا ..
الكل لاحظ هدوءها , كانت غارقة في أفكارها و هي مهي عارفة كيف تتصرف قدامهم من بعد ماقرأت الرسالة وكانت ذاكرها غصب عنها تسترجع نظرة عدنان الأخيرة لها وتحاول تلقى أسباب بها وأسباب بسفرهم المفاجئ الغير متوقع , سحر حست بها عشان كذا جلست تهرجها عن أشياء مختلفة وهي تتبادل الآراء مع أزهار ..
: maaaaaaaaaam wher are you ??
ضحكوا كلهم لمن لفت سلافة بوزها وهي تكش بيدينها علامة القرف ورجعت تمسح شعر مومو وهي تقلده بتريقة , قالت سحر : أختي ماتكره لكنها لا كرهت الله يعيييييييييين اللي تكرهه ..
جاتهم هدى وأشرت للبنات يقومون يفرشون السفر عشان الغدا , قامت سحر معاهم رغم رجاء هدى لها إنها ترتاح , أشرفوا على فرش سفر الرجال وسفر الحريم , أبوها ذبح ذبيحة لعدنان وأخوانه قبل سفرهم ..
وبعد الغدا بشوية نادى عليهم أحمد وخبرهم إنهم يخرجون , وقفت أزهار جنب العنود وقالت لسحر بمحبة : إن شاء الله أتعرف عليك أكثر في المرات الجاية , مشكورة على الهدية الحلوة , ماششاء الله تجنــــــــن , حطيتها على طاولة الاستقبال , تسلم يدك ..
ضحكت سحر بحرج وقالت : الله يسلمك , والله كان ودي أتعرف عليك أكثر رغم إني أحس إني أعرفك من زماااااااااان من كثر ماتتكلم عنك العنود ..
ضحكت أزهار وقالت : أحرجتيني ..
ولفت على العنود وسلمت على خدها وهي تقول : شكرا ياعسل ..
لفت العنود وجهها وأشرت على خدها الثاني , باستها أزهار , مدت يدها وهي تأشر عليها , ضربتها أزهار ضحكت سحر وقالت : تراها ماتنعطى وجه ..
هزت أزهار راسها مؤيدة , شهقت عنود وقالت : تراب فيك وفيها ..
ضربتها أزهار باستنكار وقالت سحر : عادي , عادي متعـــودة دايما ..
جاتهم الهنوف اللي ودعت سلافة وسلمت على سحر وودعتها معاهم ..
زفرت العنود وقالت : يا خسارة , كان ودنا يجلسون أكثر ..
ابتسمت أزهار وقالت : إن شاء الله الجايات أكثر ..
لفت شهقت لمن شافت عبدالرزاق في وجهها , تخبت ورى العنود اللي قالت : هييييييييييييييي , على وين يابن الناس ؟؟ ناسي حرمة أخوك ..
رجع على ورى في نفس اللحظة اللي جا أبوه وجاسم , ابتسم وقال : نسيت إنه عندنا فرد جديد في العايلة ..
فرصع جاسم عيونه وقال بصدمة : شفت حرمتييييييييي ؟؟
وضربه بخفة وهو يقول : الناس تحمحم لمن تدخل , من دحين ورايح لازم تعلن عن دخولك ..
قال عبد الرزاق وهو يطلع جواله اللي يدق : مو مهم كلها tow monthوراجع فرنسا ..
زفر أبوه وقال وهو يدخل الفيلا : ما أدري متى تخلص من هالدراسة وتريحنا ؟؟ على كيفه إجازاته , ساعات يغيب شهور ومايطل حتى يوم وساعات يقعد بالشهور ..
صك عبد الرزاق الجوال وهو يشتم شتائم قذرة بالإنجليزي قبل مايقول : واحد غلطان ويسب ويقفل الخط , طول عمرهم الناس هنا همج , لا يمكن يتطورون ..
بعدين أشر على أبوه وهو يقول : مافهمت قصده , هو فرحان بقعدتي ولا متضايق ..
ضحك جاسم ودخل الفيلا مع أخوه لمن جاتهم الجوهرة وقالت لهم الدرب سالك وهو يقول بتريقة : خلينا التطور للفرنسيين حقينك يالمتطور ..
ومد يده ولمس الكريستاله وقال : ياولد , ترى هالتعليقة تعليقة بنات ..
ابتسم عبد الرزاق وقال : هذي تذكار لي في فرنسا ..
رفع جاسم حاجبه وقال : تذكار من مين ؟؟
ضحك عبد الرزاق وقال : secreat ...
ولمن شاف البندري جالسة في الصالة مع أبوها وأمها والجوهرة , جمدت ملامحه وتحرك لغرفته وهو يقول بغيض : الـ **** هذي في , ماأقعد في نفس المكان اللي هي فيه ..
تبعه جاسم عشان يناقشه المناقشة الطويلة اللي كان وده يناقشها فيه من يوم قرأ رسالته اللي كانت ومازالت صاعقة نزلت على راسه , لكنها صاعقة أنقذتهم ..


*************************


المساء , في فيلا صالح :

مد يده وقبض على ذراعها بكل قوته ولفها وهو يقول بعصبية : تكلميييييييييي ..
لفت وجهها وقالت بتهرب : خلاص انتهى الموضوع , رفضتك و ما قالت لي السبب ..
هزها وهو يقول : كذابة , بتقولين لي ليش رفضتني العنود ولا لا ..
قالت وهي خايفة من عصبيته الغريبة : عبد الإله حرام عليك لك ساعة مصدع لي راسي بهالسؤال , والله مو ساعة , من أمس , قلت لك رفضتك وانتهينا ..
فلتها وقال : والله ثم والله لو ما قلتيلي السبب لا أروح لعمي وأخلي يجوزني إياها غصب ..
انفجرت بعصبية : ما تبغاك وانتهينا ..
: ريييييييييييييييييييييييييييييم ..
كانت حاسة بقهره و ألمه وحيرته من رفض العنود وصدمته قدام عمها لمن قالت بصريح العبارة : إيوه .... كلمت العنود لكنها رفضت ...
حتى عمها أحمد انصدم برفض العنود وقال لعبد الإله إنه بيشوف الموضوع بنفسه لكن عبد الإله حلف على عمه ما يكلم العنود بعد رفضها , طالعت فيه بهدوء وبادلها نظرات متوسلة إنها تقوله السبب اللي هو متأكد إنها تعرفه , زفرت وهمست : سامحني , والله ما أقدر أقول ..
حك حاجبه وسكت طويل بعدين قال بتفكير : يكون كلمتها أخت عدنان قبل وهي تبغى عدنان عشان كذا رفضتني ...
هزت ريم راسها وقالت : والله مو عشان كذا ..
قال برجاء : ريم ريحيني , تراني تعبت من كثر التفكير , اش ناقصني عشان ترفضني ..
وعدد على أصابيعه : ولد عمها عارفتني وعارفها وعارفة أهلي كللللللهم , وظيفة وعندي , أخاف ربي وأحافظ على صلواتي الحمد لله , ما أدخن , و ما تقولين قبيح عشان ترفضني عشان شكلي , اش السبب في رفضها ؟؟
زفرت وهي تفكر بعمق بعدين قالت : إذا قلت لك السبب ماعاد تصدع راسي بالموضوع وتحلف بالله ماتعلم أحد ولا تسألني أي سؤال ثاني ..
هز راسه بإيوه , قالت بحزم : إحلف ..
قال وهو يسحب نفس ويطلعه بضيق : والله ..
ترددت طويييييييييل بعدين همست : عشان في وحده ثانيه تحبك ..
هو ما كان متخيل في باله سبب لكن هالسبب صدمه بشدة , طاااااااالع فيها بعيون متسعة وقال وهو يأشر على نفسه : وحده ثانية تحبني ..
هزت راسها فصرخ بغيض : وعادي تقولينهااااااااااااااا ...
انتفضت وقالت : إنت اللي ....
قال بعصبية : كلمة الحب عندكم لعبة , خذني جيتك , يلا أبغى أحب فلان ولا لا أحسن أحب فلااااااااان ..
فتحت فمها تبغى تهديه وهي مصدومة من عصبيته لكنه صرخ : وحضرتها الأفندية اللي تحبني حبتني على أي أسااااااااااااااس , لا والشي اللي يقهر الثانية تطاوعها وترفضني عشان هالسبب ..
زفر ودق راسه بيده وهو يقول : صدق لا قالوا ناقصات عقل ..
وتحرك خارج من غرفتها وهو يقول بتوعد : شغلكم عندي إنت والفدائية الثانية .. شهقت بخوف وجريت له ومسكته من ذراعه وهي تقول : عبود استنى ..
سحب ذراعه وصرخ : سيبينييييييييييييييييييييي ..
ورماها بنظرات حاده وهو يقول : أنا أعرف شغلي مع العنود زين ...
وخرج وطبق باب الغرفة بكل قوته , حطت يدها على فمها وهي تصرخ بداخلها ~ ياربي أنا اش سويييييييييييت ؟؟ ياربي أتوسلك تجيب العواقب سليمة , عنوووووووووود سامحينييييييييييييييييييييي ~

اسير الصمت
09-08-2012, 12:29 AM
***********************

يوم الأربعاء 16 / 6 / 1427 هـ :
الظهر في بيت الجده :


: ما أبغى أناقش هالموضوع خلااااااااااااص ..
: بالطيب بالغصب بتاخذين عبد الإله ..
فتحت العنود عيونها على اتساعها وهي تقول : مجنووووووووووووووونة , والله شوفيني حلفت ما آخذه لو يقولون لي مسألة حياة أو موت , وأصلا قلت لريم قوليله لا يتقدم لأني رافضته ..
شهقت وصرخت باستنكار : لييييييييييييييييييييييييه ؟؟
تأملتها العنود بصمت وبعدين ابتسمت وحطت يدها على كتفها وهي تقول : سفسف قلبي , رفضته وخلاص , انتي ليش زعلانه وإلا تبغيني آخذه ؟؟ ..
قالت سفانه وهي تداري دموعها اللي ما تحب تنزلها قدام أحد : لأنك متأكدة إنك رفضتيه عشاني , تراني قلت لك ..
ابتسمت العنود وقالت تقاطعها : شوفي استخرت ودعيت في السجود و دعييييييييت من قلبي في الروضة إن الله يقدم اللي فيه الخير لي ولك في موضوع عبد الإله وأنا مؤمنه إنه ربي ما بيرد يديني صفر , حبيبتي انتي مو قلتي الموضوع قسمة ونصييييييييييب , خلاص , ترى مكتوب من كنا في بطون أمهاتنا كل شي , يعني يمكن أتزوجه ويمكن أصير عانس على قولة جوهرة , اش درااااااااك ؟؟ ..
زفرت وقالت : والله ماأدري عنك , تراني ما أحبه , مافي شي اسمه حب و ..
لفت عليها العنود وقاطعتها وهي تضغط بإبهامها موضع قلب سفانه : اللي هنا قلب , يعني لازم في شي اسمه حب , لازم في مشاعر إحنا محنا آلات والحب مو حرام ..
وكملت تأكد : الحب الحلال طبعا هو اللي مو حرام , انتي ما فسقتي يوم حسيتي بمشاعر لعبد الإله , يعني إنت ساكته وكاتمه هالموضوع بداخلك , ماحبيتيه عشان وسامته , ما حاولت تلمحين له ولا تلينين القول معاه ولا سبلت عيونك له ولا أغريتيه بشي وما فكرت توصلين له بطريق حرام ولا ارتكبت أي حرام وعللتيه باسم الحب , بالعكس إنت مستعدة تتجاهلين مشاعرك إذا في هذا راحته , بعدين إذا تزوج غيرك مابتنوحين عليه , ووإذا تقدم لك واحد طيب غيره أنا متأكدة مليوووون إنك مابترفضينه باسم الحب , يعني هالمشاعر مي حراااااااام ولا تقعدين تقولين لي مافي شي اسمه حب ..
وابتسمت لمن شافت وجه سفانة المتلون من الخجل وهي تتشاغل بترتيب الزينة اللي اشتروها عشان يركبونها في المجلس , حطت يدها على كتفها وقالت : سفانة أنا عارفة مشاعرك , والله حاسة بها , إحنا نمر أحيانا بهالتفاكير الغريبة , وصدقيني بتضحكين عليها يوم ..
لمعت عيون سفانة بالدموع وهي ترتب الصحون البلاستيكية وهي تهمس : أحس نفسي سخيفة ..
لفت العنود يدينها حولين بطنها وضمتها من ورى وسندت راسها بين أكتافها وهي تهمس : والله لو شفت واحد خلوق وحبوب واقف مع أبويه المسجون وأخويه الوحيد ويروح و يجي وهو يخدمنا بعيونه ويعامل أمي أحسن من معاملته لأمه بأحس نحوه بشي , كيف وهو ولد خالي وأقرب الناس لي ..
غطت سفانة وجهها وهمست بصوت مخنوق : عنود الله يخليك لا ترفضينه , هو يبغاك انت ..
غمضت العنود عيونها وهي تتذكر كلام ريم الجارح ذاك اليوم و همست : وأنا ما أبغاه ورفضته خلاص ..
وبعدت عنها ولفتها وقالت وهي تبعد يدينها : أقولك شي ما تعلمين عليه أحد ..
ومسحت دموع سفانة وهي تهمس : ماني متأكدة بس أظن أظظنننننننن إنه عدنان بيتقدم لي ..
صرخت سفانة بصدمة : كذاااااااااااااااااااابة ..
سكتتها العنود وهي تضحك و تقول : قلتلك أظن , ماني متأكدة خصوصا بعد سفرهم ما أدري اش الموضوع اللي صار بالضبط ..
شهقت وسألت بلهفة : وانت اش شعورك ؟؟ قصدي اش بيكون ردك ؟؟
ابتسمت العنود وقالت بتأكيد : ودي عايزه كلام , أكيد موافقة ..
صرخت سفانة وضربتها وهي تقول : ياقليلة الأدببببببببببببب , حطي نفسك خجلانه شوي ..
دخلت الهنوف وريم وهم يسألون : وينكم ؟؟
وسحبت الهنوف الزينة اللي على الطاولة وهي تقول : صدق ماعندكم إحساس ..
تأملت ريم نظراتهم المتبادلة وحست بقلبها بنعصر بداخلها على اللي صار قبل ساعات , شالت الصحون والكاسات وهي تقول بسرة عشان تلهي نفسها عن أفكارها : عمي جلال يقول ساعة ويخرجون من المستشفى , بسرعة لازم نخلص ..
شالت العنود صحون المعجنات وقالت بطفش : انشغلنا بالهرج , وي ..
وخرجت بعد ماغمزت لسفانة اللي كانت تأشر لها إنها ما تخرج عشان تسألها عن الموضوع ...
كانوا في حالة استنفار ناس راكبة على السلالم وتعلق الزينة وناس ترص الطاولات وتفرش السفر عليها وناس تنفخ بالونات , حطت الصحون وصرخت في ريناد اللي تجري ووراها جاسم وهم يطيرون البالونات المنفخة : بنــــــت , ولــــد يلا اطلعوا من هنا بسرعـــــــــة ..
ومسكتهم من أكتافهم وجرجرتهم وطردتهم برى المجلس وهي تقول : والله لو عتبتم العتبة ماأدخلكم الحفلة , يلا برااااااااااااااااااا ..
قالت الجوهر بغيض : خليهم , واش بيسون لك , قاعدين على راسك ..
قالت وهي ترجع عشان ترتب الأكل على الطاولة : مسوين إزعاج , وتعرفيني أنا ديني ودين البزران اللي يجرون في كل مكان ..
جابت ريم الطراطيع الكبيرة وقالت : ترانا مااشترينا إلا 3 هي اللي بقيت ..
سحبت العنود اثنين منها وقالت : وحده لي ووحده لسفانة , سفسف ..
ورمتها لسفانة اللي تلقتها وهي تقول : شكريااااااااااااااا ..
حست ريم بكل شي يدور بين العنود وسفانه يزيد عمق ألمها لأول مرة تلاحظ الترابط الشديد بين الثنتين , اعترضوا سمية والخنساء اللي قاعدين وسط بالونات كثيرة تعبوا من كثر ماينفخونها و قالت الهنوف اللي تناول اللصق لسمية اللي قاعده تلصق الزينة على الجدر : اش تبغون فيها ؟؟ قلبي يوقف قبل ما أقدر أطرطع وحده فيهم ..
قالت ريم وهي تناول لهم الصغار : فيه صغيره , خذوا , بنـــدر ..
ورمت وحده للبندري اللي جالسة تلصق البالونات اللي ينفخونها على الجدر بعد ماتشكلها 3 بالونات مع بعض , ابتسمت البندري وقالت وهي ترجع ترميها لها : ما أحبها ..
ولمن جات عينها على عهود اللي داخلة المجلس وهي شايلة أكياس العصيرات قطبت حواجبها ولفت وجهها بسرعة وهي تشغل نفسها بالبالونات , كانت تلومها بداخلها على اللي صار زي ما تلوم نفسها وتلوم عبد الرحمن , عبد الرحمن اللي من تضارب مع أبوه اختفى وما اتصل على أحد ولا فكر يتطمن على أبوه المريض , ~ أنا كيف انعميت وانخدعت به ؟؟ بكلامه المعسول و نظراته الرقيقة ورسايله الرومانسية , ما هو كل واحد كان ممكن يكذب عليه ويحلف إنه أنا الوحيدة اللي ملكت عليه قلبه , وإنه لمن يسمع صوتي يحس الدنيا ملكه وإنه مايقدر ينام لو ماسمعه وإنه يفكر في طول الوقت وإنه يشتاق لي وإنه وإنه وإنه , يمكن أنا صدقته لأنه ولد عمي , بندري لا تدورين لنفسك الأعذار , كان عندك عقل تفكرين به , منتي صغيرة عشان تقولين ضحك علي ذاك الوقت , الله يسامحك يا عهود ما كنت أفكر في الحب و خرابيطه قبل ما كنت تحكيني عن الشباب اللي تكلمينهم وقبل ما توريني الهدايا اللي يحطونها لك في المحلات عشان تاخذينها , يعني أنا كنت محتاجه كلمات الحب والنظرات المحمومة وعطر وساعة و سلسلة و دبدوب عشان أعرف إني إنسانه ممكن أنحب , كان ممكن أخاف ربي وأحترم نفسي وأقدر أهلي وأستنى ولد الحلال اللي بيسوي لي كل هالأشياء , ليش رميت نفسي هالرمية , ليييييييييييييييييش ؟؟ مستحيل أحس بطعم الحب الحقيقي , مستحيل أعيش مشاعري براحة وأمان بعد اللي صار , السعادة الوهمية اللي حسبت نفسي حصلت عليها لشهور معدوده خربت علي سعادة حياتي كلها وفوقها ........... ~ حست بدموعها تنهمر وهي تفكر بعقابها في الآخرة , ~ آخرتي , أنا زااانية , زاااااااااااانية , رحمتك يارب , رحمتك ياربـــــــــ ~ مسحت دموعها بسرعة ومسكت بالونات مختلفة الألوان وربطتها مع بعض وحطت لها لصق ولصقتها في الجدر ..
: والله ما تاكلين يالسعلية ..
: باأكلهاااااااااااااااااا ..
التفتت وشهقت لمن شافت العنود هاجمة على يد سفانة اللي سحبت منها ورق العنب اللي سرقته من الصحن , صرخت سفانة وضربت العنود ودفتها ورصت اصباعها هي تقول : يالخبلة عضيتي اصباعييييييييييييييييييييييييي ..
مضغت العنود ورق العنب وقالت بتريقة : أشوف ورق العنب زايد حلاه , هاتي أشوفه ..
رمتها سفانة بالخدادية وهي تقول : انقلعي , مابترقعينها يالهبلة ..
وهفهفت اصباعها ورصت عليه وهي تقول : والله عورتيني , حشى هذي كلابات مهي أسنان ..
شهقت العنود وصرخت : سمي بالــــــلــــه , قولي ماشاء الله ..
رفعت حاجبها بعناد وهي تقول : ماني قايلتها ..
جريت لها وهي تقول : تقولينا يالدبـــــــــ ..
صرخت سفانة وجريت وهي تقول : احلمييييييييييييييييييييي ..
ضحكت وهي تشوفهم يطاردون ورى بعض حولين الطاولة زي البزران , وعزمت بداخلها إنها تصير أقوى , هي صح غلطت وجالسة تدفع الثمن ويمكن تدفعه إلى آخر يوم في عمرها لكن هذا كله ما يهمها , المهم إنها تكون عند ربها تابت توبة نصوحة , قررت داخلها أخيرا إنها تمحي البندري القديمة , الحالمة اللي حاطة راسها في الأنترنت وحابسة نفسها عن العالم وعايشة في عالمها الخاص , قررت تخرج من قوقعتها اللي بنتها حول نفسها وتبعت في ظلماتها هوى نفسها والشيطان , الحياة ما وجدت للعب والحب وملأ الفراغ بأشياء تافهة ..
الموضة والمجلات وأخبار الممثلين والممثلات وفضائحهم , الكمبيوتر والمنتديات والشات وغيرها مهي الشيء اللي بيوصلها للجنة , مهي الشي اللي بيخليها تفتخر والرسول يناديها يوم القيامة أمتي أمتي , كانت تحمد ربها وتشكره اللي ماماتت ذاك اليوم وشالها عبدالرزاق للمستشفى , كان راحت لربها بصلاة متهاونة فيها وبذنوب كالجبااااااااااااااااال , نزلت عن الكنبة اللي كانت فوقها عشان تعلق البالونات وبعدت بسرعة عن سفانة المنطلقة ووراها العنود , قالت بحزم : هي إنت وهي بلا بزرنه زايده ..
اختلطت كلامها بصوت حمده اللي جات تمشي ببطء وهي تتمايل وتستند على عكازها وهي تقول : الله لا يكثركم قولوا آمين , قاعدين تتطاردون زي المهابيل , اللي زيكم خلفوا 3 عيال وانتم قاعدين تتجارون يالمهبل إي والله يالمهبل ..
شهقت العنود وقالت وهي تفرد يدينها : أم صـــــالح , وحشتيني ..
وتفادت ضربة عصا جدتها اللي لوحت بها وهي تقول بعصبية : انقلعي عني , ما خبل بالبنات غيرك , متى تعقلين أبغى أفهم ؟؟ متى تعقلين ؟؟ ..
ضمت حمده غصب عنها وهي تقول : لمن يطلع للحمار قروووووون ..
قالت بعصبية وهي تبعدها عنها : والله لو طلع للحمار قرون ماعقلتي , قومي عن بس , قومييييييييييي ..
ضحكت مع الكل وهي تشوف مناوشات العنود المعتادة مع جدتها ..



***********************


بعد صلاة العصر في الرياض :

وقف سيارته عند باب الفيلا ونزل , عدل قميصه المقلم اللي لابسه فوق فنيلة قطنية على البنطلون الجينز وتحرك للفيلا , وقبل مايدق الجرس وقفت سيارة عمه ونزلت منها , أول ماشاف ساقها اللي انزاحت عنها العباية وكشفت عن بياض بشرتها واللي زاد جمالها الصندل الأسود , بعد بصره بسرعة ورجع التفت لمن ميز صوتها وهي تقول للسواق : روح بقالة وجيب هذا مقاضي ..
حس بفوران دمه , أول ما التفتت شهقت وهي تقول : مااااااااااااهر ..
طاااااااالع فيها بحدة وقال بصوت بارد : مساء النور ست أروج , تفضلي قبلي ..
أول مافتحت باب الخارجي بمفتاحها ودخلت , تحركت للفيلا مسكها من معصمها وقال بعصبية : كم مرة قلتلك مافي ركوب مع السواق لوحدك ؟؟
لفت عليه وقالت بعصبية : جيت من بيت جده , تغديت عندها وجيت , مشوار خمس دقايق ..
قال ببرود وهو يرص معصمها : خلوة , هذا يعتبر خلوة , حتى لو دقيقة تعتبر خلوة ..
سحبت يدها اللي وجعتها وهي تقول : يعني ماتثق فيني ؟؟ بأخونك مع سواق ؟؟
صرخ فيها : غبية ولا تتغابيييييييييييين , الخلوة خلوة , السواق مو رجااااااااال , ماخلى رجل بإمرأة إلا والشيطان ثالثهماااااااااا ...
قالت ودموعها تتجمع في عيونها الواسعة الكحيلة : يعني تسافر هذي المدة كلها وتجي عشان تهاوشني وتحاسبني ؟؟
زفر وقال : لا تغيرين الموضوع , أنا جاي وأنا مشتاق لك وودي أرتاح وأفضفض لك وأتفاجأ إنك منتي مهتمة ولا بشي طلبته منك ..
وأشر على عبايتها اللي على الكتف وطرحتها اللي على شكل رمية ملكي وقال : ماقلتلك لا أشوف هالعباية مرة ثانية , ترى أنا لمن أشوف وحده في السوق بهالشكل أقول عليها صايعة ..
وكمل وهو يأشر على رجولها : و كم مرة قلتلك إلبسي شراب أسود ؟؟ لمن خرجتي شفت ساقك كلها ..
قالت وهي تنزع طرحتها بضيق : ما أعرف أتحرك بعباية الراس و ما أحب ألبس الشراب الأسود , مشوار , بعدين أنا رايحة بيت جدتي ليش ألبسه ..
تناثر شعرها المقصص على شكل شلال أسود فاحم تتخلله خصلات نارية زادتها جمال , قال بحزم وهو يتجاهل ضربات قلبه اللي خبرته مقدار اشتياقه لها : سحر وسلافة يلبسونه لو المشوار دقايق وماشفتهم يتذمرون زيك , بعدين إلبسي أي شراب مو شرط أسود أهم شي يسترك ..
لفت بوزها وقالت وهي تعقد يدينها قدام صدرها : سحر وسلافة , سحر وسلافة , تراك بهذلتني تتكلم عنهم كإنهم قديسات ..
رماها بنظرات حاده وهو يقول بتحذير : أريــــــج ..
رجعت الدموع لعيونها وهي تقول : حرام عليك تسوي فيني كذا وأنا اللي من أمس وأنا أترجاك تجي تزورني , لو دريت إنك بتقعد تخاصمني بهالشكل كان ماترجيتك ..
كانت دايما تستخدم معاه هالطريقة لأنها تعرف إنه مايقدر على دموعها , دعس على قلبه وقال بحزم : وهذاني جيت ويكون في علمك أنا اللي أقول ياليتني ماجيت ..
وتحرك خارج , ضربت الأرض برجلها وقالت بعصبية : والله كله من أهلك أنا عارفة إنهم يحرشونك عليه , أصلا من يومهم ماكانوا يبغوني ..
لف عليها وقال بصدمة : نــــعـــــم , اش قلتي ؟؟
قالت بعناد : اللي سمعته , إنت قاعد تسمع لتحريشهم وتجي تتهاوش معايا ..
طالع فيها ببرود وقال : مين فينا اللي يسمع التحريش ؟؟ هذا مو كلامك يا هانم , هذا كلام جديد أول مرة أسمعه ..
لفت وجهها وقالت ببرود : جديد ولا مو جديد , هذي الحقيقة , إنت من تسمع كلمة من أحد تروح تطبقها علي , إنت لمن أخذتني كنت عارف إني بهالشكل , ليش جاي دحين تبغى تغيرني ..
انفتح باب الفيلا وخرج منه صقر اللي تصنم متفاجئ من وجودهم , الأصوات لفتته لكن ماتوقعها منهم , نزل الدرجات البسيطة وقال بابتسامة : هلااااااااا والله , تو مانور البيت ..
وتوقف لمن حس بتكهرب الجو , سأل : اش فيه ؟؟
قالت أريج : شوف ما...
قاطعها ماهر بحزم : لا تدخلين أحد بيننا ..
قالت بعصبية : إلا , هذا أخوية , لازم يعرف الحصار اللي قاعد تسوي عليه , لا تسوين وسوي وافعلي ولا تفعلين ..
قال صقر بتحذير : أريـــــــج رخي صوتك واحترمي نفسك وانتي تكلمين زوجك ..
قالت بعناد : هذا زوووج , جاي بعد هالمدة كلها وقاعد يهاوشني عشان شراب وما أدري ايش , ما صارت ملكة , البنات متهنيات وأنا ..
قال ماهر بحزم وهو يحاول قد مايقدر يهدي فوران دمه اللي وصل لأقصى حد : أريج خلاص , قلتلك لا تدخلين أحد بيننا ..
كملت بعصبية : لا لازم أتكلم , ذيك المرة قفلت السماعة في وجهي وخاصمتني أسبوع عشان أخوك , يعني ذنبي إني خايفه عليك تلحقه وتصير مدمن ..
صرخ صقر باستنكار : بـــنــــت ...
اختلطت صرخته المستنكرة بماهر اللي صرخ وهو يحس بوجع قلبه يزيد : انتي طاااااااااااااااالق ..
صرخت بصدمة والتفت له صقر وهو يقول بصدمة : ماهر تعوذ من إبليـس ..
رماها بنظرات كره وهو يقول بعصبية : استحملت منك كثيييييييييير وسكت لأني أحبك , أخذتك وأنا عارف عيوبك لأني كان عندي أمل ينصلح حالك , حاربت الكلللللللللللل وأخذتك , اللي يحب يتغير عشان الإنسان اللي يحبه , حاولت فيك بشتى الطرق لكنك ماتفهميييييييييين , وسامر ...
وسحب نفس يهدي أعصابه عشان مايضربها وصرخ بقهر : قلتلك لاعاد تجيبين طاريه على لسااااااااااااانك ..
وضرب صدره وهو يقول : قلتلك إذا تحبيني من قلـــب تحبين توأمي ..
مسك صقر ذراعه وهو يقول : ماهر ..
سحب ماهر ذراعه ورمى الكيس اللي كان في يده على الأرض وخرج من الفيلا وهو يصك الباب بقووووووة ..
سمع صقر صوت إنسحاق الحصى تحت كفر السيارة اللي انطلقت بقوة , التفت لأريج الواقفة بصدمة وهمس : اش سويتي ؟؟ قلتلك مليووووووون مرة لا تسمعين لتحريش أمي , لا تسمعيييييييييييين ..
غطت وجهها وانهارت على الأرض تصيح , مسح صقر وجهه وهو يحاول يستوعب اللي صار قبل شوية , ماكان متخيل إنه ماهر اللي يموت على أريج يطلقها بهالسهولة , صح اللي قالته كبير وهو مايعرف اللي كان بينهم قبل , لكن ماهر أعقل من إنه يطلقها في لحظة غضب ..



*****************************


جدة , بعد صلاة العصر بوقت :
في حوش البيت :

مسك أحمد يد صالح وقال : ترى البنات مسويات مفاجأة مهم راضين يقولون لك وأنا قلت أقولك عشان ما تنفجع ..
ضحك جلال وقال : ما فينا ترجع للمستشفى ثاني ..
ابتسم صالح ودخل , أشرت لهم الهنوف وهي واقفة عند مفاتيح النور , همست ريم للعنود : مو تحطينها في عين أبوية زي ذيك المرة مع سفانه في حفلتها ..
لفت العنود بوزها وضربتها بالإسطوانة الكرتونية وهي تقول : شششششششش ...
كان الممر شبه مظلم , ضغط أحمد يد أخوه ينبهه في نفس اللحظة اللي انفتحت الأنوار مع صوت طراطيع ناثرت شرايط ملونه فوقهم , انتفض جلال بفجعة خلت الكل يقهقه من قلب على نفضته , قال بعصبية : ليه ماقلتولي فيه طراطيع ؟؟
تقدمت أسماء معاها باقة ورد كبيرة , سلمت على يد صالح و راسه وهي تقول : حمد لله على السلامة خالو ..
شكرها ولف بصره عالكل وتقدم منها , كانت جالسة في طرف المجلس وهي مغطية وجهها بمسفعها , حط الباقة جنبها وحضنها بصمت , ضمته وهي تقول بصوت مخنوق من كثر البكى : يا حبيبي يا ولدي , الحمد لله على سلامتك ياصالح , يعل عيني ماتبكيك ..
بدأت دموع البنات تنزل بلا مقدمات , قالت سفانه وهي تمسح دموعها وتتلفت : منديل , منديل ..
وضحكت لمن شافتهم كلهم حايسين في دموعهم ويدورون على شي يمسحون به دموعهم , قالت وهي تضحك : يا مخص الدموع الزايدة , هو وحاضن أمه إحنا ليش نصيح ؟؟
مسحوا دموعهم وكل وحده فيهم تضحك على شكل الثانية ,
جلس صالح على جنب أمه على الكنبه اللي تكفي ثلاثة أفراد وجوا البنات بالتناوب يسلمون عليه وهم يتحمدون له بالسلامة , حضنته ريم وفتحت مناحة جديدة وبعد ما هديت جلست على يد الكنبه جنبه وهي حاطه يدها على كتفه بمحبة , عهود كانت أهدأ سلمت عليه وهي تتحمد له وراحت لمكانها , ولمن وصلت العنود جلست على الكنبه بينهم وضمته وهي تقول : حمد لله على السلامة يا أحلى عم في الدنيا ..
ضربها جلال وشدها مع شعرها يقومها وهو يقول : أصلا إنت ماعندك غير عمين , اش قصدك ؟؟
تأوهت بوجع وهي تقول : آآآآي فكني والله شعري يعورني , آآآآآآي آآآآي ..
فلت شعرها , طالعت فيه وقالت : ما قلت غير الحقيقة , عمي صالح أحـ....
وشردت لمن تقدم منها جلال يهوبها , زفر أحمد وقال : أموت وأعرف متى بتعقل هالبنت ..
تقدمت البندري بتردد لعمها , خفض بصره عنها ومد يده بصمت عشان ماأحد يحس بالموضوع , دنقت عليه وسلمت على راسه ويده ولمن رفعت نظرها لوجهه وشافته مايطالع فيها حضنته وهي تصييييييح بشكل فاجأ الكل وخلاهم يبكون مرة ثانية , تقطع قلبه على بنت أخوه وحط يده على راسها بصمت , صح شفقان عليها لكنه ما قدر , ما قدر يسامحها بداخله على اللي سوته , قومها أحمد وجلسها بعيد عنهم وهو يمسح على شعرها يهديها وجلست العنود وسفانه حولينها يسكتونها , دقايق وقوموا عمهم عشان يقطع الكيك , ابتسم وهو يشوف صورته على الكيكة ومكتوب تحتها ( الحمد لله على السلامة ...... بناتك , هنوفه , سفسف , عنيدي , بندر ) ..
قالت ريم بحماس : هذي هدية خاصة منهم ..
قالت حمده بضيق : قلتلهم لا تحطون صورته ما سمعوا , مو زين يقطع صورته , تفاولون على ولدي ...
ضحكت خولة وقالت : جده ما فيها شي , يعني لو قطع صورته بيصير شي ..
هزت يدها بضيق وضح لهم إن الموضوع مو عاجبها نهائيا , سمى صالح وقطع الكيكة والبنات يصفقون ويصرخون بحماس , قالت حمده : بسسسس , صمخ ..
قالت العنود بهمس وهي تمسك صحنها وتحط فيه من الأكل : أي صمخ , دحين يجيك الصمخ زين يا جده ..
وطالعت في الإستريو اللي نقلوه للمجلس عشان يرقصون عليه بعد الحفلة وحركت حواجبها , ضحكت سفانة وقالت وهي تحط من كيك الفراولة اللي تعشقه : الله يقطع شرك لا تسمعك تتوعدينها والله تلعن سابع جدودك ..
صار الجو رجة وناس واقفة حولين الطاولة وناس جالسة على الكنب وناس على الأرض , حتى سارة بنت خولة وريناد بنت الجوهرة مسوين حلقه مع حمزة وعلي وجاسم أولاد جلال و معاهم صحونهم وكاسات العصير ..
دخل سالم ووقف عند عتبة المجلس مستحي وهو يقول : أمي العيال يقولون وين أكلهم ..
لفت عليه خولة وقالت وهي تصب كاسات العصير : دقيقة , دحين أعطيك الصحون ..
قال جلال وهو يأشر عليه : هي إنت متى تغطي ؟؟ خلاص طقيت الـ 15 ..
استحى سالم ولف وجهه عنه , شهقت العنود وهي تقول : إلا سويلم ما نستغني عنه ..
وافقتها ريم وقالت وهي تحرك شوكتها : لااااااااااا , وين بدري ؟؟ حرام عليكم تغطونه عني أموت ..
طالعت فيها حمده بحدة وقالت : إنت اسكتي يا الوصخة , حسان بالقوة خليناك تغطين عنه ..
قالت خوله باستنكار : ويييييييييين غطت عنه , هو صار يغطي عنها ويتجنبها ..
ضحك الكل عليها , تغيرت ملامحها من الخجل وهي تقول : أصلا إلى الآن مقهورة ليش خليتوني أغطي عنه ..
ولفت على الهنوف وقالت : لا تزعلين مني تراني إلا الآن أصيح ليش ماعاد أقابله وماعاد يوديني البقالة ..
قالت جدتها : يا بنت استحي تقولين هالكلام لمرته ..
قالت باعتراض : هذي الحقيقة , حسان صديقي ورفيق دربي ..
و لفت على عمتها نورة وقالت بغيض : ليش ما رضعتيني ؟؟
ضحكت نورة وقالت : مع مين ؟؟
حكت شعرها وقالت : صححححح , مع مين ؟؟
رجعت لفت على أمها اللي كانت جالسة في آخر المجلس بعبايتها وهي متنقبة وقالت بحسرة : برضو أمي ليش مارضعتي حسااااااااااان ؟؟ كان يمديك ترضعينه ..
ضحك الكل على خبالها لأنهم يعرفون إنها كانت تموت على حسان لدرجة كانت تتضارب وتلعب وتروح كل مكان معاه , 24 ساعة وهي في بيت عمتها ولمن صارت أولى متوسط غطوها عنه بالقوة , لأنها بلغت و صارت تلبس عباية وغطى , لمن خلصوا الأكل تعاونوا وشالوا الطاولات ونظفوا المكان , وقفت العنود وسط المجلس وابتسمت و قالت : إحم إحم ..
ولمن شافت الهنوف منشغلة بهرجة حماسية مع ريم قالت بصوت عالي : قلنا إحم إحم ..
جلسوا بأدب وهم يلتفتون لها , ابتسمت وقالت : بالنيابة عن جميع بنات العائلة تتحدث أحلاهم اللي هي أنا ..
وأشرت على نفسها وهي تنحني بطريقة مسرحية تستنى تصفيقهم , صفقوا أعمامها والبنات يقولون : بوووووووو بوووووووووووو ..
رفعت راسها وقالت بغيض : أنا ممثلتكم يالدبالية تقولون بووووووو ..
قالت سمية : منتي أحلانا ...
شهقت وقالت : ياسلاااااااااااااام , أنا أحلاكم غصب عنك ..
ولفت وجهها وقالت : بالنيابة عن كل الحلوااااااااااااااات , عشان ماتزعلون , تتكلم أحلاهم وتقول الحمد لله على سلامتك يا عمنا الغالي ..
وراحت للطاولة الصغيرة وسحبت كيس متوسط الحجم وتقدمت له وناولتها له وهي تقول : تراها بسيطة ومهي قد المقام لكن اللي في قلوبنا أكثر بس تعرف اللي في جيوبنا يا دوب يأكلنا العيش لآخر الشهر , تعرف ورانا بيت ورجال وعيال و ..
شدت سفانه شعرها وهي تقاطعها : خلاااااااااااااااص ....
فتح صالح الكيس كانت هديتهم عبارة عن ساعة و خاتم فضة وقلم فخم وتولة عوده , ابتسم وقال : الله يسعدكم , بزيادة هالهدية ..
: قدرك أكبر يا عم ..
: بسيطه مو على قد حبنا لك خالووو ..
: ما تشرح مقدار فرحتنا بسلامتك عمووووو ..
كان يستمع لعباراتهم بابتسامة سعيدة , راحت سفانة للاستريو وجهزت الشريط وهي تستنى إشارة سمية و الخنساء اللي مسويات مفاجأة للكل , طلت سمية وقالت : إبدأي ..
قالت خوله وهي تجلس جنبه : مسوين لك فقرات حفل ...
شغلت شريط الطيور المهاجرة , وعلى نغم : للااا للااا لللاااا للااا للااا لللاااااا ..
دخلت ريناد وهي تنقز ووراها جاسم المتحمس وبعده علي اللي ضارب البوز وآخرهم سارة وكانوا كلهم ماسكين بلونتين يحركونها فوقهم ومعصمينهم مربوط عليها شرايط ملونه , كانت البلونات مكتوب عليها ( حبيبنا ) ( صالح ) , وقفوا اثنين قدام واثنين وراهم لمن بدأت الأنشودة : نحن الأطفال براءتنا هي أحلى مافي هذا الكون ........ وطفولتنا هي أغلى ما أهداه الله إلى الأبوين ..
وبدأو يسوون حركات استعراضيه وهم يوقفون ويقومون ويحركون البالونات كان الكل يصفق لهم بحماس وهم يضحكون على جاسم اللي وقف الرقصة وبدأ يضارب ريناد اللي ضربته ببالونتها بالغلط لمن كانت تدور ..
أشرت لهم سمية من ورى أسماء اللي تصورهم بالكاميرا إنهم يسكتون , ولمن شد شعرها صرخت الخنساء : ولد جسومووووو ..
و فرصعت عيونها بتهديد , رجع مكانه وكمل رقصه و ريناد جالسة على الأرض تصيح , بعد ما انتهت الأنشودة صكت أسماء الكاميرا تحت إلحاح العنود , وأول ما أشرت لها إن الكاميرا مقفولة راحت وجرت شعر جاسم وهي تقول : ماااااااالت عليك , يعني لازم كل جسوم متوحش ...
وضمت ريناد وصلحت لها شعرها اللي تفكت واحد من بكله بسبب قوة شدته وهي تهديها , صرخت سفانة : عنيدي انتبهي ..
لفت العنود وصرخت برعب أول ماشافته وهي تنط : جــــــــــده ....
وشردت لمن شافت عمها جلال جاي لها وهو يقول بعصبية : تضربينه قدامي , بتنضربين بتنضربين ..
شردت عند جدتها ونطت جنبها وضمتها وهي تقول بخوف : جده دااااااااااخله على الله ثم عليك ..
حطت جدتها يدها عليه ومنعته وهي تقول : دخلت علي , والله ما تضربها ..
أشر لها على لحيته وهو يقول : شغلك عندي بعدين يالدب ..
ضحكت وضمت جدتها وهي تقول بعناد : ولدك يستاهل ..
لفت عليها جدتها وضربتها وهي تقول : لمي لسانك , عيب عليك عمك ..
ضحك جلال وقال وهو يرجع مكانه : أححححححسن ..
كانت العنود واثقة إنه عمها جلال مو ماخذ عليها لأنه هو يحب مزحهم ويحب يمازحهم , يعاملهم كصديقات أكثر منهم بنات أخوانه , يحب جلستهم ويناقشهم في أمور كثيرة ..
أول ماشغلت ريم شريط الدق اللي جابته فزت العنود بحماس وهي تقول : أخيييييييييييييرا , ريمااااااان حطي يا دار ...
غطت حمده أذانيها وهي تقول : يالله داخلة عليك , بدينا الصمخ ووجع الراس ..
وقامت وأصرت تجلس في المجلس الثاني عشان تبعد عن صوت الدق , جلس معاها أولادها ونورة اللي تتكلم معاهم وعينها على البنات اللي يرقصون , حتى خولة والجوهرة قاموا يرقصون معاهم ..
ابتسم أحمد وهو يشوف العنود تربط طرحة على خصرها قبل ما تبدأ ترقص مصري وسط البنات اللي يضحكون على حركات الإغراء اللي تسويها عناد قدام الجوهرة اللي لفت بوزها مي عاجبتها الحركات , كان يشوف الحياة حلوة بعيونها المبتسمة دوم , وهو بينه وبين نفسه رغم محبته لكل بناته كان يتمنى للعنود الأفضل ~ معقول بتروح عني , خلاص انخطبتي يالعنود , يااااارب تسهل لها أمورها ~ انتبهت له العنود , أرسلته بوسه في الهوا وغمزت له وهي تهز أكتافها بدلع , ضحك ولف على أخوه صالح وهو يزفر بتوتر ..



**************************



الساعة 10 مساء في الرياض :

وقف سيارته عند الإستراحة وخرج وهو يصفق باب السيارة بقوة , دخل من بابها المفتوح وتحرك بخطوات قوية واثقة وهو ينقل بصره بين الشباب المتجمعين هنا وهناك , التفت للي أشر له من عند الباب الداخلي , سلم عليه وهو يقول : هلا ماجد , وينه ؟؟
أشر له ماجد على جوة وهو يمشي ويقول : ما أدري شفته مكتم وساكت قلت أتصل عليك أحسن لأني لمن قلت له أتصل على سامر حلف علي ما أتصل عليه ..
تبعه عدنان وهو حاس بضيق , كان حاس إنه فيه شي من رجعوا من المدينة وهو حاس بهالشعور , تجاوز مجموعة شباب متحلقين حولين بالوت وأصواتهم العالية مختلطة بقهقهاتهم , دخل للغرفة المنعزلة نوعا ما وقال أول ماشافه جالس على الكنب بصمت وهو مغطي وجهه وجواله على الطاولة قدامه , همس : ماهر ..
فز ماهر من مكانه وطالع فيه بحده وقال لماجد : قلت لك لا تتصل على أحد ..
انصدم عدنان إنه ماخاطبه ولا حتى طالع فيه , تراجع ماجد وقال : عاجبك شكلك ..
وقبل مايخرج تحرك ماهر وسحب جواله خارج من الغرفة مسكه عدنان بحزم وقال : بتقعد ونتفاهم بهدوء ولا نطلع مكان ثاني ..
سحب ذراعه من عدنان وقال : مابيني وبينك كلام ...
مسكه عدنان بيد وصك الباب اللي اختفى ماجد من قدامه وقال : مابتخرج قبل مانتفاهم ..
: فكنييييييييييييييييييييييييي ...
دفه ماهر بشكل مفاجئ خلى توازنه يختل لمن صدمت رجله بالكنبه وطاح عليها وطاح عقاله على الأرض وانزاح شماغه وهو يطالع فيه بعيون متسعة , ماهر المعصب تصنم في مكانه وهو مصدوم من طيحة عدنان , تسارعت أنفاس عدنان قبل مايقوم وهو يصرخ : يالكلللللللللللللللللللب ..
وضربه بكل قوته , ماهر تلقى الضربه على ذراعه وطاح على الأرض من قوة عدنان اللي يفوقه قوة , وقف عدنان قدامه وصرخ : إذا عندك شي تكلـــــم , لاتقعد تسوي فيني كذااااااااااااااا ..
صرخ فيه ماهر : طول عمرك تحب سامر وتدور مصلحته ودحيييييييييين تتخلى عنه وتخطب العنود , تخطبها ليييييييييييييه ؟؟
تغيرت ملامح عدنان المعصبة وتحولت لذهول وهو يقول بهمس : هذا كله عشان العنود ..
قام ماهر وقال بعصبية : إنت عارف إنه سامر وده فيها , وإنت بنفسك قلت ماتبغاها , إنت أعطيته الغرين لاين وخليته يفكر فيها وبعد كذا تخطبها وبكل بساطة تجي تكلمه في الموضوع ..
سحب عدنان أنفاسه وقال بحزم : أنا قلت له لو يبغاها أحل الإشكال ..
صرخ فيه : اش كنت تبغاه يقوووووووووووووووووووول ؟؟
مسكه عدنان من تلابيبه ولصق أنفه في أنف ماهر وقال بصوت مخيف : ياترخي صوتك وتخاطبني باحترام يا أرجع أربيك ..
على كثر العصبية اللي كان فيها كان عارف إنه لو تمادى أكثر من كذا ممكن ينفرم تحت يدين عدنان , طاااااااااالع فيه بحدة , فلته عدنان وقال بحزم : سامر رجال ومايحتاج أحد يتكلم عنه , أنا كلمته كلمة رجاااااااااال , وفوق هذا إحنا أخوان , مابيننا حواجز , أنا إنسان صريح , ناقشته وفهمته كل شي , ولو ماهو موافق ماكان بارك لي , صح سامر تغير من بعد الحادثة اللي صارت له لكنه مازال قوي الشخصية , ماتوصل به السلبية لهالدرجة ؟؟ البنت وخطبها أبوية لي بدون علمي وزكنت عليه هو وعمي أحمد إنهم مايتكلمون في الموضوع قبل ما أعطيهم خبر , كله لأني كنت بأناقش سامر , وأنا ماناقشته عشان شي ..
زفر وتحرك ورفع شماغه وعقاله ولبسها وهو يقول : في موضوع خاص وكبير ما أقدر أقوله , وكنت عازم لو سامر يبغاها إني أناقشه في هالموضوع بعد ما أتحرى فيه , لكن لمن أكد لي إنه مايبغاها مشيت الموضوع وماحبيت أفتح مواضيع مالها داعي ..
وثبت عقاله ورفع الشماغ وعدله وهو يقول : مشكلتي إني من خوفي عليكم صرت أدور على مشاكلكم عشان أحلها ..
ولف عليه وقال ببرود : بعدين أريحك , البنت تقدم لها عبد الإله وانتهى الموضوع وسامر عارف كمان بهالشي ..
طالع فيه ماهر بصدمة , ابتسم عدنان له وقال بصوت قوي يحمل نبرة حزينة : عارف إنه سامر توأمك وتحبه أكثر من أي شخص ثاني لكني أخوك الكبير ..
وتحرك خارج من الغرفة , تحرك ماهر ومسكه من ذراعه وهو يهمس : عدنان ليه ما علمتني ..
سحب عدنان ذراعه وقال بعتاب : كنت متأكد إنه سامر بيكلمك , المهم إنك فهمت الموضوع , لو صارحتني زي ماصارحت سامر بالموضوع كان ماجلست أيام وليالي حاقد علي وإنت تطالعني بهالنظرات ..
وقبل مايخرج قال له ماهر : عدنان والله ماقصدت إني أتطاول عليك بهالطريقة , أنا متوتر وأعصابي ثايرة من أشياء كثيرة ..
مالف عليه عدنان وهو يقول : أنا دايما أقولك لو عندك شي تعال وصارحني , ودحين ماتغير شي , إذا في شي مضايقك تعال وصارحني بتلقاني مستمع جيد ..
زفر ماهر وقال : طلقت أريج ..
التفت عدنان له بصدمة وصرخ : إيييييييييييييييييش ؟؟
لف ماهر وجهه وقال : عصبت و طلقتها قدام صقر ..
أشر له عدنان لخارج الغرفة وهو يزفر بضيق و قال : تحرك , نتكلم على إنفراد , ريحة الدخان والشيشة كتمت أنفاسي هنا ..
سحب ماهر جواله وتحرك ووراه عدنان , أشر لهم ماجد مودع , أشر عدنان على راسه شكر وقال ماهر : أوريييييييييك ياللعيييييييييييييييين ..
دفه عدنان من ظهره وهو يقول : لا تلعن ..



************************

بعد مرور أقل من شهرين :
يوم الثلاثاء 12 / 8 / 1427 هـ :
الساعة 10 الصباح :

: اشششششششش , نايم مو داري عن شي , تعالي ..
همست أحلام وهي تدق هاله : مشاعل بتودينا في داهية ..
همست هاله : اشششش , امشي زي ماتقول ..
تعدت مشاعل من المجلس اللي نايم فيه بندر وهي تمشي على أطراف أصابيعها وراحت للمجلس الثاني وأشرت لهم يتبعونها , مشيوا بهدوء وهم رافعين تنانيرهم عشان ماتطلع صوت , وأول ما زفر بندر وانقلب على الجهة الثانية جريوا للمجلس واندسوا ورى مشاعل , كتمت مشاعل ضحكها وهمست : يالخوافات ..
وتحركت لدولاب التلفزيون وفتحته وخرجت البلاي استيشن وركبت أسلاكه باقل ضجة ممكنة , ماكان موجود إلا شريط الدوري الأروبي , تربعت مشاعل على الأرض وهي ماسكة اليد بعد مارخت الصوت وناولت اليد الثانية لهاله وهي تقول : اختاري أنا ما أعرف أختار ..
مسكت هاله اليد الرئيسية وقالت : أنا باخذ ريال مدريد ..
قطبت مشاعل حواجبها وقالت : واش هذا ؟؟
قالت بخبث مستغلة ضحالة معلومات مشاعل عن الكورة : فريق مغمور ..
ولمن جات أحلام بتصحح لها رمتها هاله بنظرة تحذير وهي تكمل : شوفي هذا ليون فرنساوي شكله قوي ..
قالت وهي تأشر : أبغى برشلونه أسمعهم دايم ..
قاطعتها : لااااااااا , هذا برضو فريق مغمور , خذي اللي قلت لك عليه ..
وبعد تشكل الفرق اللي مافهمت مشاعل فيه شي بدأوا اللعبة , خلال 5 دقايق كانت هاله مسجلة 4 أهداف , لمن سجلت الهدف الرابع صرخت : جوووووووووو ..
وخفت صوتها لمن حسوا بأحد وراهم , شي غطى النور اللي كان جاي من وراهم , التفتوا وتصنموا لمن شافوه واقف وهو حاد يدينه على خصره , حمحمت مشاعل ورمت اليد على أحلام و قامت وهي تقول : قلتلكم الولد نايم ماسمعتم ..
طالعوا فيها بصدمة , تحركت بسرعة وخرجت , صرخ بندر : برااااااااااااااا ..
نطوا من مكانهم وانطلقوا جاريين , لقيوها في الغرفة حقتهم مايته ضحك عليهم وهي تقول : يا مطرودييييييييييييين ...
نقزوا عليها الثنتين يضربونها وهم مقهورين من منها لأنها هي اللي زنت على روسهم تبغى تلعب من كثر طفشها ..
شوية دخلت عليهم أمهم وخبرتهم إنه لمى جات , لفت هاله بوزها وقالت : يالنحااااااااسة , عسى مهي جايبة خطيب غير اللي جابته أول ..
توترت مشاعل أول ماتذكرت الرجال المتزوج أبو 4 عيال واللي يبغاها زوجة ثانية له , رفضته بحزم دخلها في مشاكل مع عبد الله , كانت مصرة إنها ماتقبل بأي واحد , مو عشان هي مطلقة يبغون يزوجونها أي أحد , هي مازالت بكر وتسأل عن رأيها , قامت وقالت بمرح : تعالي خلينا نشوف اش عندها من صباح الله خير ؟؟
قالت أحلام : اش عندها غير الغيبة والنميـ ...
صكوا فمها وهاله تقول : يا طول لسانك طولاااااااه , إحنا كبار نحش زي مانبغى , انتي صغيرونه , ماينفع تحشين سامعه ..
ضربتها مشاعل وقالت : يلعن أبوه من تعليم , حلوة حلال على الكبار حرام عى الصغار ..
ولفت على أحلام وقالت : أحلام حبيبتي كل شي تقوله لك هالو دخليه من إذن وخرجيه من ....
دفتها أحلام وهي تقول : هيييييييييي لاتحرشينها ..
شهقت مشاعل وقالت : أنا أكبر منك تدفنيي كذا ..
ونشبوا في بعض وأحلام تضحك عليهم , كانت تحس أخيرا إنهم بدأوا يعيشون , صح مازال طلاق مشاعل يجثم على البيت لكن خدته خفت أكثر من أول , حتى مشاعل نفسها بدأت تتعافى من جروحها ..



************************


بعد صلاة العشاء :
في الشقة :



: من جــــــــــــــــد ؟؟
نزل راسه وهمس : توه عمي أبو صلا ....
صرخت بحماس : ألف مبرووووووووووووووووووووووووووووووك ..
وصرخت مرة ثانية وهي تنط بفرح ورمت نفسها عليه تضمه وهي تقول : والله لو أعرف أغطرف كان غطرفت ..
واختنق صوتها وهي تقول : ولدي أخيرا بيتزوج ..
وبعدت عنه وغطت وجهها وهي تصييييح من شدة الفرحة , قال بتوتر : زهرة ..
بعدت يدينها ومسحت دموعها وهي تقول : أخيرا تحققت أمنيتي ..
ورجعت تصيح وهي تقول : اللهم لك الحمد والشكر ..
قال بمزح وهو يتحرك لباب الشقة : خلاص أروح أقوله أجل الزواج عشان أختي تصيح ماتبـ ...
قاطعته وهي تمسكه : وييييييييييييين ؟؟ أنا ماحسبت ..
ضحك وقال : خبله , ما توقعت تصيحين بهالشكل ..
قالت باستنكار : من كثر فرحتيييييييييييييي ..
وطااااالعت فيه وغطت فمها اللي بدأ يرتجف منذر بموجة بكاء ثانية , ضحك وقال بمزح : ترا بتخليني أبكي و ما حسامحك لو خليتيني أبكي قدامك ..
بلعت دموعها وسألته : متى بالضبط في شوال ؟؟
فتح يدينه و أشر لها بكل أصابيعه صرخت : 10 شواااااااااااال , عمر يوم مولدك ..
ضحك وقال وهو يجلس : سبحان الله من غرابة القدر إنه صلاح أصر يحجز على هاليوم لأنه بيسافر بعدها لكندا عشان يكمل دراسته ..
ضربت جبهتها وقالت وهي تجلس جنبه على الكنبه : يعني كم بقي ؟؟
وبدأت تعد على أصابيعها , فزت وهي تقول : لازم نتحرك من دحين عشان نجهز البيت , مابقي على الجواز شي , شهرين إلا 3 أيام بالضبط ..
ضربها بقوة وسحبها يجلسها وهو يقول : آنا العريس ماعديتها ..
وحط يده على بطنه وهو يقول : الله يخس عدوك مغصتي بطني ..
ضحكت من قلبها وقالت بدلع : أبووو عبد اللــــه ..
دفها بعيد عنه وهو يضغط على بطنه وقال : روحي عني , ماني ناقصك ..
ساد صمت مفاجئ وكل واحد يطالع في الثاني , ابتسم وقال : لو كتب ربي وتم كل شي بيكون ما مر على وفاتهم سنة وكل منا راح لحال سبيله ..
حاولت تسيطر على مشاعرها اللي بدأت تتفلت وترسم الحزن على وجهها , رسمت ابتسامة بأسرع وقت تمالكت فيه مشاعرها وقالت : هذي الدنيا ..
غمض عيونه وهمس : سامحيني ..
وفتحها وقال بتردد : ما قصدت أقولها بهالطريقة و ..
ضحكت وقالت تغير الموضوع : حتى أنا عندي مفاجأة ..
وحممممممر وجهها لمن طالع فيها بتمعن , غطت وجهها وهمست : أستحي ..
ضحك وقال وهو يضربها بخشونه : قولي اش عندك ؟؟
حكت كتفها وقالت باعتراض : لا تخلي النونو ياخذ فكرة إنه خاله متوحش ..
فتح عيونه على اتساعها لثانية قبل مايصرخ : حاااااااااااااااااااااااااااااااااامل ...
انفجعت من صرخته الغير متوقعة , صرخ وهو يفز من جلسته : من جدك حامل ؟؟
حممممر وجهها وهي تهز راسها بإيوه , صرخ بانفعال : خاااااااااااااااال , الحمد لله أخيرا بأصير خاااااااااااااااااااااااااااال ..
ونط بحماس خلاها تضحك عليه وهي تقول : عمور الله يفشل إبليسك بتزعج الجيران ..
لف عليها وصرخ بحماس : خبرين حلوين في يوم واحد ..
وجثى على الأرض وسجد سجود طويـــــل وصوت أنفاسه مسموع من شدتها , طالعت فيه وهي تقاوم دموعها , ولمن رفع وجهه شافت الدموع تقطر من لحيته شهقت بصدمة , لف عليها بسرعة ودفن وجهه في حضنها وهو يهمس بصوت مخنوق : ماحسامحك اللي خليتيني أبكي ..
ورص يدينه حولينها وهو يشهق من شدة بكاه , كان يبكي بكى هز جسده النحيل , لفت ذراعينها حولين راسه ودنقت عليه وضمته أكثر وهي تصيييييييييح من صوت بكاه اللي بدأ يعلى بشكل غريب , كانت لأول مرة تشوفه يبكي بهالطريقة , رفع راسه و ضمها لحضنه وهو مو قادر يوقف دموعه ~ ياليتكم فيه وتعرفون إنه أزهار حامل , أزهار حااااااااامل , يارب لك الحمد , يارب لك الحمد , عمير بأصير خال , أمنيتك اللي كنت تتمناها بتتحقق بفضل الله , عمر خلاص ذبحت أختك صياح , خلاص إهدى ~ بعد فترة مسح دموعه وهمس بصوت مخنوق : خلاص أزهار , لا تصيحين ..
ماتوقعت إنه بيفرح لهالدرجة بحملها , مسحت دموعها وبعدت عنه وضحكت وهي تقول من بين دموعها : بس أزمت النونو ..
ضحك وقال وهو يمسح وجهه : إلا النونو مانبغاه يتأزم ويقول خالي أزمني ..
وطالع في بطنها وهو يقول : الشهر الكم ؟؟
قالت بخجل : أظنه الشهر الأول ..
سأل : واش قال جاسم ؟؟
تغيرت ملامحها لثانية قبل ما تبتسم وهي تقول : لسه ما قلت له , إنت أول واحد يدري ..
صرخ بحماس : صــــــدق , وااااااااااااااو ...
ضحكت وقالت : من وين جايب الواااااااو هذي ؟؟
حك جبينه وقال : واحد من تلاميذي الله يصلحه أربع ساعة وعشرين وهو يقولها , لصقها في لساني ..
ضحكت وقالت : حللللللللوة أربع ساعة وعشرين ..
ضحك وقال : هذي كمان وحده من غلطاتهم واللي لصقت في لساني , مشكلة صاروا يأثرون فيه أكثر مما أأثر فيهم ..
ابتسمت وقالت : الله يصلحهم ويقويك ..
طالع فيها بفرح وسأل باستغراب : وكيف عرفت بالحمل من دون ما يدري جاسم ؟؟
ضحكت وقالت : الصيدليات ما خلت جهاز كشف ما جابته , اشتريته أمس لمن كنت في المستشفى مع ماما و العنود ..
وقالت تغير الموضوع وهي تتذكر حال العنود : ها مستعد تؤم المصلين صلاة التراويح في مسجد عمار الله يرحمه إذا ربي أحيانا ..
زفر وقال : ما أدري إلى الآن ما رديت لهم ..
قامت وقالت : الله يقدم لك اللي فيه الخير ..
: هيييييييييييييييي , وين رايحة ؟؟
التفتت له بحيرة وهي تقول : أسوي العشاء ..
شهق وقال : وفي بطنك نونوووووووووووو , لا والله ..
ضحكت وقالت : ويعني , ماني في الشهر التاسع ..
ضرب صدره وقال : عشا الليلة على حسابي من المطعم اللي تأشر عليه أم ...
قالت بسرعة : عمار إن شاء الله ........ إذا وافق أبو الولد ..
وابتسمت وقالت : أم عمار ..
طالع فيها و ابتسم وقال : وإذا بنت ؟؟
همست : ما فكرت لسه , بس اللي يجيبه ربي فيه الخير إن شاء الله ..



****************************

في فيلا أحمد :

هزت الهنوف أختها وهي تقول : عنيدي قومي ..
زفرت العنود وقالت وهي تشد لحافها : ماني نايمة عشان أقوم ..
مسحت الهنوف شعرها وقالت : عنود حبيبي قومي الله يخليك تعشي معانا , كلنا مجتمعين على السفرة , والله واحشنا خبالك ..
انفتح باب الغرفة ودخلت البندري وقالت : أبوية يسأل وينكم ..
زفرت الهنوف وقامت عن السرير وقالت : شوفيها ما تبغى تتحرك , سبحان مغير الأحوال , إنت صرتي العنود و العنود صارت البندري , تتبادلون مواقع إنتم ..
ضحكت البندري وقالت وهي تجلس على سرير العنود : خليها علي ..
خرجت الهنوف وقالت : عائلة غريبة والله ..
ابتسمت البندري وقالت بمزح : أكيد متضايقه عشان بأتزوج قبلك وتفتقديني , بأروح وتفضى عليك الغرفة ..
قامت العنود وقالت وهي تبعد لحافها بضيق : من زينك عشان أفتقدك , بعدين لا تفرحين كلها كم شهر ولاحقتك ..
ونزلت عن سريرها ودخلت الحمام وصكت الباب بقوة , قامت البندري وراحت لباب الحمام وسندت جبينها عليه وهي تحس بقلبها يتقطع وصوت بكى العنود المكتوم يوصل لها ..
قالت برجاء : عنود الله يخليك إذا لي معزة تخرجين وتتعشين معانا , كلها أسبوعين وأروح عنكم ..
انفتح الباب وخرجت منه العنود وتحركت بصمت وخرجت من الغرفة , تبعتها البندري وهي تتأملها بمحبة , ليش ماحست بمقدار حبها لعائلتها إلا بعد ماخانتهم ؟؟ ابتسم أحمد أول ماشافهم وقال : هلا , هلا والله بأميراتي ..
سلمت العنود بهدوء وجلست بصمت , ضربتها أمها بخفة وهي تقول بحزم : إذا بتمدين بوزك كذا ما أبغى أشوفك ..
كانت معلنة عليهم كلهم الحرب بعد اللي صار , عقدت يدينها قدام صدرها وهي عازمة ماتنهي حربها الباردة , ضحك جاسم وقال : أموووووووت وأعرف إلى متى بتستمر على صمتها وحربها هذه , بس الصرااااااااحة حرب جدا مريحة , افتكينا من صدعتها ولسانها اللي ياطوله ..
طنشته وهي تمد يدها للعيش وتغمسه في القشطة والمربي , قال وهو يدقها : تصدقين عنيدي , اكتشفت إنك قوية إرادة , يعني على كثر ثرثرتك ماشاء الله هالمدة كلها وماتكلمتي ولا غيرتي حربك , أحي فيك هالإرادة الحديدية بسسسسسسسس , ترى حربك هذي ماحتوديك لمكان ومابتضرين إلا نفسك ..
أشر له أبوه إنه يسيبها , وقالت أمه : خله يأدبها , باطة كبدي بط ..
طالعت فيهم بصمت وهي تدخل لقمة كبيرة في فمها اللي بالقوة تحركه من كبر اللقم , قهقهت البندري وقالت : الله يقطع شرك عنيدي خلاااااااااااااص ..
تحركت للمطبخ ورجعت ومعاها علبة عصير , كانوا يعرفونها تكره شي اسمه شاهي , صبت لنفسها كاسة وشربتها ورجعت تكمل أكلها , كملوا هروجهم وضحكهم وهي تطالع فيهم بصمت , وبعد ماانتهى العشا زفر أبوها وقام وقال : تعالي معايا ياعنود ..
مسحت فمها وتبعته بصمت , دخل غرفة المكتب وأشر لها تجلس على الكنبه وهو يقف الباب وراه , جلس جنبها وقال : عنيدي ..
تجمعت الدموع في عيونها , كان ودها تضمه تقوله هلا من أعماقها لكنها حلفت تعلن عليهم الحرب البارده , حط يده على راسها وقال : إنت عارفه إن الموضوع مو بيدي ..
نزلت دموعها على خدودها وهي تصرخ بداخلها ~ إلا بيدك , إلا بيدك ~ همس : عمك أصر يجوزهم في هالوقت وإنت ..
فتحت فمها تكلمه لأول مرة من بدأت حربها وقاطعته وهي تقول بصوت مخنوق : أبويه حرام عليكم ترمون البندري هالرمية , يعني الكلب الحيوان عبد الرحمن يختفي من يوم وجع عمي ويطلع فجأة ويقول الجواز بعد أقل من شهر وتوافقوووووووون , كلكم وافقتم , مافي أحد اعترض وقال لا بنتنا من حقها تجهز نفسها من حقها تكمل دراستها من حقها ...
واختنق صوتها وزاد صياحها وهي تقول : مو كافي بتروح أمريكا من بعد زواجها , تاخذونها مني فجأة وتطيرونها آخر الدنيا والله حرام , بكل برود تقولي معليش أختك بتتزوج بعد 21 يوووووووووووم ..
ضمها وهو يضحك ويقول : اش فرقت ؟؟ مو هي بتتزوج بتتزوج ؟؟
مسحت دموعها وهي تشهق وتقول : بس مو فجأة , أبويه الله يخليييييييييييك قولهم يأخرون الجواااااااااااااااااز , ما أبغاها تروووووووح , أبويه الله يخلييييييييييك ..
زفر وهو مهو عارف اش ممكن يسوي مع هالبنت العجيبة , معلنة الحرب عليهم من أسبوع ليش قالولها زواج البندري تحدد , سوت اعتصام في البيت وماخرجت طول هالأسبوع من غرفتها إلا وقت الأكل كله عشان تبين لهم اعتراضها على الزواج المفاجئ , بدأ يلقي عليها محاضرة طويلة عن الحياة وإنها كذا كلها مفاجأت وأشياء ماتخطر على البال وإن الإنسان لازم يتقبل قدره بصدر رحب ..
رفع وجهها بعد ما أنهى محاضرته وقال : وإذا قلت لك إني مستعد أوديك لها متى مابغيتي ..
قالت بقرف وهي ترفع طرف بلوزتها عشان تمسح أنفها لأنها مالقيت مناديل : وعععععععع , بلد بوش , هذا اللي نقص علي , والله لو على قص رقبتي مارحت هناك ..
قال بمحبة : والله افتقدت صوتك ..
مسحت دموعها بأكمام بجامتها وابتسمت ابتسامة واااااااااااسعة وهي تقول : والله , زين أختبر غلاتي عندك ..
ولفت يدينها حولينه وقالت بتهديد : شوف أبويه لو تسوون فيني اللي سويته في الضعيفة اللي سكتت بأعلن الحرب سنة وأحرمكم من صوتي ..
ضحك وقال : لا إنت شي ثاني ..
دخل جاسم وقال : ها انتهت محادثات السلام , حررتوا فلسطين ..
قالت وهي تقطب حواجبها : لا تخليني أكمل حربي معاك إنت بس ..
عقد يدينه قدام وجهه وقال متوسل بطريقة مسرحية : الله يخليك لا , إلا صوتك العندليب ماأقدر على فراقه ..
ضحك أبوه وقال : إنت تزوجت ولساعك زي البس والفار مع أختك ..
قال جاسم : الله يعينك يا عدنان عليها ..
فتحت عيونها على آخرها وهي تطالع فيه بصدمة , أشر له أبوه من طرف خفي إنه ماكلمها , قال بهدوء وهو يخرج من المكتب : شكلك ماتدرين , أحسن لي أخرج ..
لفت على أبوها اللي ابتسم وقال : شكله مايحتاج ألقي عليك المحاضرة اللي ألقيتها على أختينك قبل ماأقول لهم إنه تقدم لهم عريس ..
حست بضربات قلبها تزيد ونسيت موضوع البندري تماما , كانت تستنى من أبوها تأكيد إنه المتقدم لها عدنان اللي من بعد الأيام الماضية اللي عدت والصمت اللي صار شكت إن الرسالة اللي قرتها في جوال سحر من صنع خيالها , ابتسم وقال : انت تعرفين عدنان ولد عمك عبد الكريم , صاحب جاسم الروح بالروح , ماشاء الله عليه مهندس قد الدنيا ...
كانت تحس أبوها يتكلم بالبطيء , هذا كله تعرفه عنه , كان ودها توصل لآخر الكلام , وفي النهاية قال : وطلبك مني من فترة بس قدر الله ووجع عمك وانشغلنا فقلت له يأجل هالموضوع إلين فترة , هو إن شاء الله بكرة نازل مع أبوه وأخوانه عشان يتقدم رسمي ..
ماعرفت اش تقول أو اش المفروض تسوي , ابتسم أبوها وقال : ها عنيدي ؟؟
بلعت ريقها وقالت بعفوية : ها إيه ؟؟ اش لازم أقول ؟؟
ضحك أحمد من قلبه على عيونها الزايغة وقال : اش رايك في الموضوع ؟؟
قامت وقالت بصدمة : هو لازم أرد دحييييييييييييييييييين ...
~ خبله , والله خبله ~ قام وحط يده على كتفها وقال بابتسامة : حبيبتي عنيدي , الناس تقول الله يقدم اللي فيه الخير , اللي تشوفه يا أبويه , أصلي استخارة وأشوف ولا تسكت مو تسأل اش أقول ..
قالت : أهااااااااااااا وأنا أقول يارب اش لازم أقول ..
ورجعت سألت بشبه ابتسامة : طيب لازم استحي لأني أحس فيني ضحكه بس ترى مو من الفرحة قصدي .....
وضحكت غصب عنها , قهقه من قلبه وهو يضمها ..



**********************


في الرياض :
في فيلا عبد الكريم :

أول مادخل الصالة وهو يسلم وصله صوت سامر يغني مع سمر اللي تصفق : ومبارك عرس الاثنين ليلة خميس ..
وجنبهم سلافه تدق على الطاولة , ابتسم بفرح ونزل شنطة السفر و قال وهو يلتفت لماهر : زييييين , تصالحتم أخيرا , ما بغيتم ..
لف ماهر وجهه بصمت لمن قالت أمه بزفرة : ياليييييييييييت , والله لو تصالحوا بأذبح ذبيجة ..
وضحكت سحر وقالت وهي تقوم عشان تسلم عليه : إنت معرسنا الجديد ..
رفع حواجبه بتعجب وهو يسلم عليها , وتقدم وسلم على أمه وعلى البقية وجلس بتعب وهو يفك أزرار ثوبه وهو يقول بمزح : اتحفوني , أنا المعرس ليش ؟؟
قالت أمه بفرح : أبوك اتصل علي يقول إنه خبرك إنه بكرة الفجر جاي عشان عمك أحمد اتصل وقاله الله يحيكم , بتنزلون جده كلكم عشان تتقدمون رسمي ..
تمالك نفسه وهو يتذكر مقاطع من مكالمة أبوه اليوم العصر و اللي حسبها حلم من شدة نعاسه , تذكر إنه بارك له بشي وطلب منه ينزل الرياض وتذكر إنه سأله شي وهو قال إيوه أو طيب مايفتكر بالضبط اش الموضوع أو السؤال , ابتسم وهو يلتزم الصمت ~ تخلصت منها شهرين ورجعت لي , ليييييييييييييييييييييه ؟؟ استغفر الله العظيم , عدنان انت استخرت وهذي اجابة استخارتك , حسبتها انتهت من حياتك رجعت فجأة وبدون انذار , سبحانك يارب ما أعظم شأنك , الخيرة فيما اختاره الله , الخيرة فيما اختاره الله , ولا الواحد ماكان حاط في باله إنه ترفض ولد عمها أبد , معقول تكون معجبة فيني من جد لدرجة ترفض ولد عمها , ولا في سبب ثاني لرفضها , والله يالعنود إنك شي يشيب الراس من كثر التفكير ~ قالت سلافة : ها عدنان what is your feeling ؟؟ ..
زفر وقال بابتسامة هادئة مخالفة للإضطرابات اللي يحسها بداخله : أطالب بحقي بالتزام الصمت ..
نطت سحر عنده وقالت : مستحييييييييييل , لازم تقول اش شعورك ؟؟
وكملت باللغة الفصحى : يعني كونك ستودع حياة العزوبية الطويلة والتي استمرت قرابة الـ 30 عاما , 3 عقود من الوحدة والآآآآآآآآآآآآن ..
انفجروا بالضحك لمن لف عليها عدنان وطالع فيها بنظرة معبرة خلتها تقطع كلامها وهو يقول بهدوء : كإنك تلقين خطاب شكر لتوديع موظف بيقاعدونه بعد سنين من العطاء ..
حست بالفشلة من كلامه , ضربته وقالت : لاااااااااااااا , كان قصدي , يعني ...
قاطعها سامر وهو يأشر عليها ويقول : كاكاااااااااااااااك فشلوها ..
وقال ماهر بتريقة : لقطي لقطي , وجهك طااااااااااح ..
رمتهم بنظرة حاااااادة خلتهم يسكتون , حمحم ماهر وسحب جريدة طايحة ولف سامر على سمر وقال : إيوه واش قلتيلي آخر أخبار أبو ربيع ؟؟..
هالمرة ضحك عدنان من قلبه وهو يقول بتريقة : يخـــــــــس عليكم , رجال بشواربكم تسكتكم نظرة من وحده أصغر منكم ..
قال ماهر كإنه يهمس وهو صوته عالي : المشعوذات نظراتهم تخوف لأنك لو طالعت في عيونها ممكن ترسلك ورى الشمس ..
وهز سامر راسه وقال : وترى في إشاعات تقول إنها ماخذه دورة قبل أسبوع في
أسرار السحر الأسود وماخذه المركز الأول على ساحرات الخليج كلهم ..
حطت يدها على خصرها و قالت : لا والله إنت واياه , يعني دحين قاعدين تحشون ..
هزوا راسهم بلا وقالوا في نفس الوقت : إيوه قاعدين نحش ..
وضحكوا في وقت واحد ورفعوا يدينهم وصفقوها في بعض , رفعت حنان يدينها للسما وقالت : يارب تخلف علي يارب , وتجوزهم وتفكني من خبالهم ..
ابتسم عدنان وهو يسمع ضجتهم اللي افتقدها من راح الشرقية بعد ما انتهت إجازته قبل 4 أسابيع , ورغم ضوضاءهم ورجتهم اللي زادت بصياح ربيع الحاد اللي جابته أمه من الغرفة اللي كان نايم فيها مع أخته اللي جات جري وهي مقفلة عيونها اللي ماتعودت على الضوء ونطت عليه وهي تسلم بفرح كان عقله غايص في اللاتفكير , مو قادر يوقف على فكرة وحده ويحللها بطريقة صحيحة , كان يحس نفسه في دوامة عميييييييييييييقة مالها قرار وبعد تردد طويل قام وقال : سحر , تعالي أبغاك شوية ..
قام ماهر وأشر لسامر وهو يقول : تعال يلا ..
قالت سلافة بصوتها النحيف : he said سحر , إنتم اسمكم سحر ؟؟
وأشرت عليهم وهي تكمل : وااااااحد فيكم اسمه سحــر ؟؟
لف سامر على ماهر وقال بسرعة : سحر كلمي عدنان ..
قال ماهر وهو يمسكه ويقومه : حتى انت ياسحر قومي يلا ..
تحرك عدنان وهو يسلم على يده وجه وقفى وهو يحمد الله ويشكره على العقل ولحقته سحر وهي تقول : حمود ومحيمد جهزوا ملابسكم اللي بأحطها في الشنط ..
لف ماهر على سمر وقال : إنت خلاص مالك سوق ...
قال سامر وهو يهز راسه بأسف : ولا حتى فكروا فيها , أظنهم مالاحظوا وجودها ...
وطقطق بلسانه دلالة الأسف , حط ماهر يده على كتفها وقال بطريقة تراجدية : عادي ياسمر , عزائك الوحيد إنه طوووول عمرك في غياهب النسيااااااااااان ..
قالت سلافة : بلا تحريش ..
وضحكوا كلهم لمن قالت سمر وهي تضم ربيع : الله يقطع إبليسكم حزنتوني على نفسي ..
***
جلست جنبه على سريرها بعد ماصكت الباب وقالت بابتسامة : خيييييييير إن شاء الله ..
لقيته مسرررررح , طقت باصباعينها قدامه وقالت : عدنان , على وين ؟؟
لف عليها وقال بهدوء : أبغى كل شي تعرفينه عن العنود ..
ابتسمت وقالت : كللللللللللل شي ..
وكملت لمن شافته يطالعها بصمت : حدد إش تبغى تعرف لأني ماأعرف اش أقول ..
قال بحزم : شوفي بأدخل في الموضوع مباشرة ولاتقاطعيني إلين أنتهي منه , وطبعا مايحتاج أقولك اللي بيننا مايطلع أبد من هالغرفة ..
حست بخوف من نبرته وملامحه القوية , هزت راسها وقالت : إن شاء الله أفيدك ..
سحب نفس وقال : من فترة طويلة كانت في وحده ملاحقتي في البريد وكنت أطنش , أنا عارف إني كنت أقدر أحط عليها حظر من البداية لكن ... ماأدري اش اللي خلاني ماأسوي هالشي , يمكن لأنها كانت تناديني من أول محادثة باسمي , في البداية قلت يمكن وحده فيكم تلعب علي وأفكار كثيرة جاتني , المهم ...
وسحب نفس وقال : كثر إزعاجها وفي آخر محادثة ارسلت صورتها لي ..
شهقت سحر وقالت : الحيوااااااااااااااااااااانة ..
قال عدنان : طبعا أنا تفاجأت من جرأتها لكن اللي صدمني أكثر إنها أرسلت تقول إنها العنود وإنها معجبة فيني و...
وقفت سحر وقالت : مستحيـــــــــــــل , مستحيل العنود تسوي هالشي ..
زفر وقال : أنا كمان قلت مستحيل لكن مرة شفتها بالغلط وهي واقف على الشباك , كانت نفسها اللي في الصورة ..
قالت وهي تحس قلبها يتسارع من الخوف : والله مستعدة أحلف لك مليون إنها مهي العنود , أكيد هذي وحده تلعب عليك ..
: من فين تجيب بريدي ..
قالت بحزم : ماأدري لكن مستحيل تكون العنود , والله العنود مهي حقت هذي السواليف , أصلا عمرها ماتكلمت عنك وعمرها مابينت اهتمامها , وغير كذا البنت صح عليها حركات غريبة لكن هذا من شدة براءتها وتقدر تقول من .....
وترددت وهي تقول : من خبالها ..
ورجعت قالت : الحركة اللي تقول عليها يبغالها وحده قليلة أدب وجريئة , و العنود مافي أأدب منها وفوق كذا خوافه , والله خواااااافه , صح لسانها مفلوت لكنها تخاف من ظلها , مرة شافت واحد عاكس وحده سحبت الرقم من يده بكل جرأة جاها مغص وماقدرت تكمل التسوق معانا ..
ولمن شافته صامت ويفكر بعمق قالت : عدنان حبيبي , صدقني الموضوع فيه لبس , اش اسم بريدها , أنا حافظة بريدها ..
هز أكتافه وقال : ماني حافظه , في بريدي مسوي عليه حظر ..
قالت : بريدها مميز باسم حلاتي هبالتي 1403 ..
حك حاجبه وقال : لا ما أظن هذا اسمه , كان في كلمة queen , بس مو صعب إنها تسوي بريد ثاني , أقدر أسوي عشرة في دقايق ..
زفرت وقالت : عارفه إنها ممكن تسوي بريد ثاني بس ليه ؟؟ هل هي كانت عارفه إنك بتقولي الموضوع ؟؟ صدقني العنود لايمكن توصل لهالدرجة من الحقارة ..
وجلست وقالت بصدمة : وإنت ليش تقدمت لها مادام إنت شاك فيها ؟؟
ابتسم وقال بسخرية : آآآآآآآآنا تقدمت , تضحكون علي ولا إيه ؟؟ أنا هذا الموضوع الثاني اللي أبغى أناقشك فيه ؟؟ أنا تفاجأت لمن جا عم أحمد يبارك لي بخطبتي اللي ماعرفتها ..
شهقت وقالت : كذاااااااااااب ..
وقالت بسرعة لمن طالع فيها بنظرة تعجب : ماقصدي , قصدي إني مني مصدقة من أول أبغى أسألك على بالي إنت مكلم أبوية , حتى أمي انصدمت بالموضوع لمن كلمها أبويه لكنها قالت الخيرة فيما اختاره الله ..
قام وقال بصدمة : لا إنت ولا أمي , أجل مين ؟؟ مستحيل أبويه يتصرف من عنده ..
هزت راسها موافقة وقالت : مستحيل , هو مايتحرك خطوة بدون مايستشيرك كيف موضوع خاص زيك ..
زفر وقال : خالد قال لي نفس الكلام ..
قالت باستنكار : إنت قلت لخالد على العنووووووووووود ؟؟
قال بعتاب : قالوا لك غبي , كلمته على موضوع الخطوبة , بعدين موضوع العنود استشرته فيه من زمان من أيام المشكلة على إني أتكلم عن واحد من أصحابي يواجه المشكلة ونصحني إني أقوله يتأكد قبل مايظلم ..
وسكت ورجع قال بعد تردد : واستشرت خلود عشان أحصل على رأي أنثوي ..
ابتسمت سحر وهي تطالع فيه , وساد صمت طويل قطعته وهي تقول : المهم دحين إنه اللي أرسلت مهي العنود , ومستعدة أحلف لك , أنا عايشة مع هالبنت سنين وحتى بعد ماسافرنا مازلنا على نفس العرقة القوية , تصارحني بكل شي , عارفه إني أختك ومستحيل تصارحني بهالشي لكن عممممممممرها ماالتفتت أو اهتمت بأي شي أقوله عنك غير اهتمامها العادي , مو معقولة تكون ممثلة بارعة لهالدرجة , ترى البنت من وجهها وطريقة تصرفاتها وكلامها تعرف نوعيتها , صدقني العنود مهي من النوع المغازلجي أو الغبي , صح رومانسية لكنها في نفس الوقت تخاف الله وتعرف الصح من الغلط ..
ابتسم وقال : تراك مخليتها أسطورة ..
قالت بغيض : أنا قاعدة أدافع عنها , شوف إذا تشك فيني شك في العنود ..
زفر وضرب ركبه وقام وهو يقول : الله يقدم اللي فيه الخير ..
مسكته وقالت : عدنان , لا تنزل جدة وتتقدم وإنت تفكر هالتفكير ..
لف عليها وقال : سحر , أنا حبيت أتأكد بس من نظرتك لها لأني ..
وسكت , ضغطت يده تستحثه وهي تقول : إيه ..
تردد بعدين قال بهدوء : لأنه كلامك أكد لي إنها مهي من هذا النوع , صح خبلة لكنها مهي خبيثة ..
وابتسم وقال : مستحيل وحده معجبة بواحد لدرجة تصارحه وترسله صورتها بهالجرأة تتصرف تصرفات العنود الغير مدروسة ..
قهقهت سحر من قلبها وقالت : تراها عاقلة بس عندنا تطلع خبالها وعند أهلها ..
رفع حاجبه وقال بتريقة : مرة عاقلة ..
وابتسم وقال : شكرا يا سحر , أحس براحة بعد ماصارحتك , هالكلام كان ثقيل على قلبي وأشغلني وقت طوييييييييييييييل...
قالت بفرح : على الرحب والسعة حبيبي , موجودة في أي وقت تحتاجني فيه ..
رجع التفت وقال قبل مايخرج : وتراني عارفك أكيد تفكرين بموضوع سامر زي ماهر , الموضوع انحل بيننا ..
ولمن خرج زفرت براحة , هالموضوع كان شاغلها من زمان لكنها ماقدرت تتكلم فيه لأنه أبوها صدمها وصدم أمها بكلام أحمد اللي طلب منه يأجل الموضوع لفترة إلين يحل موضوع عبد الإله ويتأكد منه ...



************************


طالعت فيه بتردد وهو طالع الدرج قبلها ~ كيف أقوله ؟؟ بيفرح زي عمر ؟؟ اش بتكون ردة فعله ؟؟ ~ ماتدري ليه في شي , شعور غريب يمنعها من إنها تقوله , من بدأ دوامه في مقر عمله الجديد وهو أخلاقه زي الزفت وأخس , مو عاجبه لا رئيسه الجديد ولا هو متأقلم مع زملاؤه الجدد , مزاجيته صارت أكثر من أول , سحبت نفس ودخلت وراه وعلقت العباية , لف عليها وقال بهدوء : العنود تقدم لها عدنان ..
~ أخيــــــــرا ~ كانت بتصرخ بها من شدة الحماس لكنها مسكت نفسها في آخر لحظة وقالت بفرح : ماشاء الله , على البركة ..
ابتسم وقال : وأنهت الحرب أخيرا ..
ضحكت وقالت : صراحة اكتشفت فيها صفة جديدة , قوة العزيمة ماشاء الله , ولا تقعد أسبوع صاكة فمها ..
قال : مو دايما , كانت ترد على أمي وأبويه ..
قالت : بإيوه ولا لا , وصراحة أنا عاتبتها على هالشي , مفروض أمها وأبوها غير ..
ضحك وقال وهو يتحرك للغرفة: أصلا الحرب ماكان لها داعي من أصله ..
لمن شافته رايق قالت بتردد : جاسم ..
التفت لها وهو يطلع همهمة من فمه , أول ما التقت عيونهم قالت : ولا شي ..
وتحركت للغرفة , قطع طريقها وقال : ترا لك كم يوم تدورين تبغين تقولين شي ..
نزلت راسها وهي مهي عارفة اش تقول بالضبط , تذكرت دعاية شافتها ايام زمان ماتتذكر فين بالضبط كانت الحرمة تهدي فيها زوجها رضاعة طفل وهو فهم إنها حامل , زفرت وقالت بهمس وهي تلعب في أصابيعها : أظن إني حامل ..
قال بصوت حسته حاد : إييييييييييش ؟؟ ..
طالعت فيه بخوف وصدمة , بادلها نظرة صامته , همست وهي تحس قلبها يغوص بداخلها : لاتعليق ؟؟
قطب حواجبه وقال : تعليق على إيه , أنا سمعت , قاعد اقولك إيش ؟؟
تجمعت الدموع في عيونها بسرعة رهيبة لمن حست بالدم يرجع لأطرافها اتسعت عيونه بصدمة وقال : أزهار ...
صرخت : خوفتنييييييييييييي , قلتلك أظن إني حااامل ..
طاااااااالع فيها وهو يحاول يستوعب اللي قالته ~ حامل , حامل , يعني بأصير أبو , أنا بأصير أبو وعندي عيال , عيااااااااااااااال ~ حس بمشاعر غريبة مختلطة أقواها كان الرععععععععععب , قال يأكد لنفسه : حامل ..
وهتف بعدها بفرح : حامل ..
وضمها بقوة وهو يقول : مبروووووووك ياقلبي , مبروك علينا إحنا الاثنين ..
لفت يدينها من تحت ذراعينه و صاحت في حضنه وهي تحس براحة عجيبة من فرحته و بمشاعر مختلطة غريبة , مشاعر لأول مرة تحسها في حياتها , مشاعر لايمكن تنساها ..


*************************

اسير الصمت
09-08-2012, 12:32 AM
قهقهت أزهار اللي نسيت إن العنود على السماعة وقالت بخبث وهي تقوم من الكنبه : عشان تقول الملائكة و لك مثله ..
: يالوصخة ..
ضحكت وقالت : ماأدري من فينا قليل الأدب , يلا مع السلامة ..
: بسسسس ..
قالت بحزم : مع السلامة ..
وصكت السماعة وابتسمت وهي تقول : نوم العوافي , إن شاء الله نمت زين ؟؟
تحرك من عندها وهو يحك ذراعه وراح للمطبخ بصمت , كانت تعرفه لا قام من النوم بعد رجعته من العمل تكون أخلاقه مافي أشين منها , قال وهو يفتح الثلاجة بيد واليد الثانية مستمره في الحك : مين كنت تكلمين ؟؟
ابتسمت وقالت وهي تتكي على باب الثلاجة : عنيدي , خايفة من الدخول على عدنان ..
قطب حواجبه وقال : عنيدي , والله اللي حزنان عليه صاحبي المسكين اللي طاح ومحد سمى عليه , يعني يصصصصصصبر ويفطر على خبله ..
ضربته باستنكار وهي تقول : حرااااااام عليك , اش فيها عنيدي والله ما في زيها اثنين ..
خرج اللبن وقال وهو يصك الباب : إيوه من ناحية مافي زيها مافي زيها رححححححححمة من رب العالمين , لو في السعودية ثنتين زيها كان قولي على السعودية السلام ...
خرجت له كاسة وسحبت منه العلبة اللي كان بيشرب من فمها وصبت له في الكاسة وناولتها له وهي تقول : الله يتمم لها على خير ..
قال وهو يجلس على الكرسي : شوفي هو إذا ربي كتب لهم نصيب , واحد من اثنين بيصير ..
وأشر بإصباعه وهو يقول : يا تجنن العنود عدنان , يا هو يعقلها وأنا أتمنى إن الشيء الثاني اللي يصير لأني ما أبغى أخسر صاحبي ..
ضحكت وقالت وهي تتحرك : حرام عليك , مو لهالدرجة ..
حط يده على بطنها يوقفها وقال بهدوء : من أرجع من عندهم نروح المستشفى ..
بعدت عنه بخجل وقالت : الله يسهل ..
قام وقال : ماأبغى أعلم أهلي إلا لمن نسوي الفحوصات ..
هزت راسها متفهمة وتبعته وبعد جلسة هادئة في غرفة التلفزيون قضاها في تصفح الجرايد وشرب الشاهي و صلهم صوت أذان المغرب , حطت يدها على قلبها وقالت : يا حبيبتي يالعنود , الله يسهل لك ..
قال بتعجب : خليتوها مصيبة , ويعني دخلت عليه ..
شهقت وقالت : تخييييييييييل عمري ماقابلت واحد غريب وأدخل عليه هالمرة عشان يشوفني مناسبة لمزاجه ولا لا , ياماما , الحمد لله اللي ماوقفت هالموقف ..
ابتسم وقال : أنا غير عن بقية الرجال , شفتك بكلللللللللل أشكالك قبل ما آخذك ..
حست بضربات قلبها تزيد وهي تلتفت له وهي تسأله بتردد : واش كان رأيك فيني ؟؟
قام وقال : السلام عليكم , بأروح ألحق أصلي عند مسجدنا عشان ماأبغى أفوت علي منظر العنود وهي خجلانه , هو منظر ما يتكرر مرتين في العمر ...
قامت وراه وهي تقول : ليييييييه متهرب , جسووووووووووم ؟؟



**************************

قهقه جاسم وقال : تراك تخوف لمن تطالع بهالنظرة ..
وضربه على كتفه وهو يسأله : ها جاهز لرحلة بكره , ترى الشباب مخططين عليها من متى ..
قال بهدوء : إذا تم الموضوع نروح نكشف بكره الصباح وبعدها نروح للرحلة ..
طالع فيه جاسم باستنكار وقال : ماشششششششششاء الله , حار يا فول , ما عندك صبر ..
قال بصدق : ماله داعي تطويل الموضوع , خير البر عاجله ..
قال : ولا يهمك , أوصل الموضوع لأبويه الليلة , مصر تنام في الفندق ..
ضحك عدنان وقال : مو معقولة أنام في بيتكم الليلة ..
تبادلوا شوية أحاديث جنب سيارة عدنان المستأجرة قبل ما يروح لفندق الشيراتون اللي يستنونه فيه أبوه وأخوانه ..



***************************



: شكلي كان حلو ؟؟
صرخوا بطفش وقالت سفانه وهي تلف عن الكمبيوتر عليها : عنود ارحمي أهلي والله حلوة حلللللللللللللوة ..
زفرت العنود وجلست على يد الكرسي اللي جالسه عليه وهمست : تعتقدين ريمو زعلانه عشان كذا ماجات ..
رفعت سفانه حاجبها وقالت بتعجب : نـــعــــم , ما أظنها زعلانة ولو زعلانه معناتها بزرة وعقلها صغير ..
سألت العنود : لو الهنوف رفضت حسان ماكنت بتزعلين ؟؟
قالت سفانه بعد تفكير : ممكن في البداية لكن بعدين خلاص الشي صار وانتهى , زعلي اش بيفيد ..
سكتت العنود طويل بعدين لفت على سفانه وطالعتها بنظرة جاده وهي تقول : بالله شكلي كان حلو ..
صرخت سفانه وهي تدفها : انقلعي عنيييييييييييييي ..
ولفت على الهنوف اللي جالسة تصب الشاهي لهم والبندري المنسدحة على بطنها فوق سريرها وهي تضحك عليهم وقالت برجاء : شيلوها عنييييييييييييييي , فين جوالي ؟؟..
وقامت تدور على جوالها وهي تحلف إنها تدق على حسان عشان يجي ياخذها لو رجعت العنود و سألتها عن شكلها مرة ثانية ..



***********************

الساعة 9 صباحا :
في فيلا أحمد :

رجعت لفت طرحتها للمرة العاشرة ومسكت نقابها ولبسته ورجعت نزلته وهي تصرخ : يااااااااااااااااااربــــــــــــــ ..
بعدت البندري لحافها وقالت : عنيدي والله ربي يسمع دبيب النمل مايحتاج تصرخين بهالطريقة ..
لفت عليها وقالت بسخرية : لا والله بندر , ماكنت أدري ..
دخلت الهنوف وقالت : بنت عنيدي , جاسم له كم وهو يستنى , كافي مستأذن من العمل كله عشانك رافضة تمشين مع رزوقو ..
: هذا اللي نقص علي , أمشي مع رزوق , بيحطني في مطعم أنا والرجال ويقولنا , go , ماأدري اش شكله من هبالاته ؟؟
استعجلتها الهنوف وهي تقول : يلااااااا موقفه الرجال كمان ..
ضمت نقابها وقالت بخوف : هو جاااااااا , قوليلهم بطلت ..
زفرت وقالت وهي تسحبها : تحركيييييييييييييييييييييييييييي ..
نزلت الدرج وغطت وجهها وعدلت عبايتها على راسها وهي تدعي من قلبها إنها ماتتكرفس قدامه , ابتسم جاسم وقال وهو يفتح الباب ويخرج : يلا تحركي ..
مسكتها الجوهرة وقالت وهي تمد لها عطرية : حطي شوية , مو معقولة تروحين كذا ..
قالت العنود بحزم : لاااااااا , مستحيــــل , اش فيك انجنيتي ؟؟
قالت : شوية ماتضر ومابيشمها غيره وهو خطيبك ..
قالت : جوهرة , لساعه أجنبي عني , حتى لو طلعت نتايجنا برضو يظل أجنبي إلين يعقد , وإذا شم ريحتي دحين معناته إني زانية ..
وتحركت وهي تقول : الله يهديك ..
لفت الجوهرة على أمها والهنوف وهي تقول باستنكار : طالعوا , صارت المفعوصة هذي تعلمني الدين وتقولي الله يهديك , أكيد كلللللللله من تحت ست بن باز ..
وتحركت بعصبية , زفرت الهنوف وتبادلت نظرة تعب مع أمها اللي مهي عارفة كيف تصافي بين الجوهرة وأزهار ...
أول ما دخلت سيارة جاسم قالت : السلام عليكم ..
ابتسم وقال وهو يدق البوري لعدنان : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا عروستنا ..
مسكت بطنها وقالت : لا تقول عروستنا ترى لله من الصباح وأنا ممغوصة ومعايا إسهاااااااال ..
ضحك وقال : الله يوصخك يالوصخة , اش هالكلام ؟؟..
غمضت عيونها ورجعت المقعد على ورى وهي تقول : حسك عينك تصحيني قبل ما نوصل مستشفى الولادة ..
دقايق ورفعت راسها وقالت : قول أي شي , حكيني أي حكاية بطني تمغصنييييييي ..
ضحك وقال : اش أقول ؟؟
قالت : أي شي ..
فكر شوية بعدين قال بخبث : عارفه اش أكثر شي يحبه عدنان ..
صرخت تقاطعه باستنكار : جاااااااااااااااسم ..
قهقه وقال : انت قلتي أي شي ..
: تراب ..
ضربها بطرف يده وهو يقول : احفظي لسانك ..
لفت بوزها وقالت : تستاهل ..
ابتسم وقال : هذي الكلمة اللي ذبحتني بها أزهار ..
لفت عليه وقالت : صح , جسوم ترا أزهار متغيرة , قصدي وجهها باهت ..
حك حاجبه وقال : حتى أنا شغلت بالي , لها كم يوم ما تاكل زي الناس وهي عاد إلا الأكل عندها في المرتبة الثانية بعد الصلاة وقراءة القرآن ..
ضحكت العنود من قلبها وقالت : حرااااااااااام عليك , ترا هذي غيبة ..
قال : لا مهي غيبة , لأني أربع ساعة وعشرين وأنا أقولها هالشي ..
طالعت فيه باستغراب وسألت وهي تضحك : واش أربع ساعة وعشرين ؟؟..
وقف عند إشارة وقال : هذا شي صدعت راسي به أزهار أمس ..
ابتسمت وهي تطالع فيه بصمت , ذكر أزهار أكثر من مرة في دقايق معدودة ,
وهذا يدل على حرصه وسماعه لكل شي تقوله رغم إنه قدامها وقدامهم يبين إنه مايهتم ولا يفكر فيها بالعكس يعاندها و يعصب عليها قدامهم كثير , ~ يارب تسعدهم دوم يارب , بسسس اش فيها أزهار ؟؟ الكل لاحظ إن البنت مهي على طبيعتها أبد , يكون صار بينهم شي ؟؟ ~ غرقت في أفكار طويلة وماانتهبت إلا وهي لمن تباطأت السيارة ووقفت عند المستشفى , رجع لها المغص , خرج جاسم فقالت له : روح إنت واياه أنا أمشي وراكم ..
شافته يسلم على عدنان اللي وقف سيارته قبلهم , ولمن مشيوا خرجت وتحركت وراهم وهي تحس بكل أطرافها تنتفض , كانت غصب عنها تطالع في فرق الطول بينهم , كان عدنان أطول وأعرض من جاسم ~ يمــــه أنا أخاف من جاسم وهو بهالحجم يطلع لي واحد أضخم منه , طيب هذا لو ضربني كيف بأرد الضربه ؟؟ عنووووووود اش هالتفكير السخيف ؟؟ لمن وصلت لساحة المستشفى انتبهت إن الواجهة كلها قزاز عاكس , يعني زي ماهي شايفتهم أكيد هم شايفينها , خففت مشيها ولمت عبايتها وقبضت على شنطتها بقوة وهي تدعي إنها توصل للمستشفى بلا فشايل , ولمن دخلوا أشر لها جاسم تجلس على الكراسي , جلست وهي مدنقة راسها للأرض , معقولة أخواتها مروا بهالمشاعر المتضاربة ولا بس هي الخبلة من زود تفكيرها , جلس جنبها جاسم وناولها الورقة وقال : أكتبي بياناتك , أول ماوقع بصرها على خطه شهقت بداخلها وهي تصرخ ~ أي خط هذاااا ؟؟ ~ مسكت الورقة وتناولت القلم منه وهي تقول بتريقة : متأكد صاحبك مايشتغل خطاط ؟؟..
تفاجأ جاسم من تعليقها وغصب عنه ضحك وهو يضربها على كتفها وهو يقول : أكتبي وانت ساكته ..
ناولته القلم وقالت برجاء : أنا أنقلك وانت اكتب , خطي يفشل ..
زفر جاسم وكتب اسمها وعمرها وسجلها المدني اللي نقله من بطاقة العايلة وناولها عشان توقع وهو يقول : مو معقولة أوقع كمان ..
كان توقيعه باذخ وفيه حركات غريبة , لفت بوزها وقالت وهي تشخط شخطيت حولين حرف العين : هذي ضريبة الزواج من مهندس ..
سحب الورقة وهو يقول : الله يعينك يا عدنان , وقعت وماأحد سمى عليك ..
همست من بين أسنانها : شغلك في البيت يالدب ..
ولمن ناول عدنان الورقة شافته يطالع فيها قبل مايناولها للمسؤول اللي أعطاهم أوراق عشان يدخلون للفحص ..
شغلت نفسها بتأمل البنات اللي حولينها , كثيرات زيها جالسات بهدوء لكن اللي صدمها بعض البنات معاهم أخواتهم أو أمهاتهم وواقف جنبها خطيبها وهو يكلمها كإن الشي طبيعي والأدهى من كذا يمازحها وهي تضحك بخجل , استغفرت وهي تلف وجهها عن المناظر اللي زادت تلبك معدتها , نادى المسؤول على مجموعتهم بعد ماخرجت مجموعة من الغرفة , كانت تطالع في البنات ودها تشوف هل هم متوجعات ولا لا , عاد هي خوفها وعذابها الإبر , أشر لها جاسم تقوم , راحت ووقفت جنبه ولصقت فيه وهي تقول : الله يخلييييييك , أدخل معايا ..
قال : ممنوع , يلا تحركي ..
وقف المسؤول عدنان وقال : وين خطيبتك ؟؟
أشر لجاسم , تحركت العنود وهي تحس رجولها ثقييييلة , نزل راسه وتحرك داخل ودخلت هي وراه وهي مستغربة من تصرفات البنات اللي يأشرون ويتغامزون بلا حياء ~ يمه البنات ماعاد عندهم حيااااااااااا , اش صار في الدنيااااااااا ؟؟ يارب ارحمنا , أصلا من شاف حجابها عرف إنه حياءها منزوع , عنيدي إدعيلهم إنت كنت تلبسين عباية على الكتف , بس على الأقل ماكنت مطرزة بكريستال كإني رايحه سهرة ~ , كانوا جالسين في كراسي والجهة الثانية الرجال وواقف عندهم حارس أمن وممرضتين عشان ينادون وياخذون عينات الدم , حست نفسها بتختنق , يعني ما قدروا يعزلونهم كل في غرفة بدل هالطريقة ..
: عدنان عبد الكريم الـ ....
: العنود أحمد الـ ....
شافته يتحرك للقسم المخصص للرجال , قامت وتحركت وهي تحس ببرودة في أطرافها , أول مادخلت وصكت الممرضة الستارة قبضت العنود على يدها وقالت : تكفييييييييين اسحبي دمي بأي شي غير الإبرة ..
ضحكت الممرضة السعودية وقالت وهي تجلسها : بإيش يعني ؟؟ ارتاحي إن شاء الله ما حتحسين بها ..
قبضت العنود يدها وشهقت لمن شافتها تفك الإبرة , أعطتها الممرضة ظهرها وهي تقول : غمضي عينك ..
غمضت عيونها بقوة وهي تحس ضربات قلبها تزيد لمن حست بأصابيع الممرضة وهي تربط الحبل وتمسك ذراعها , تأوهت لمن دخلت الإبرة , ثواني وقالت الممرضة : ارخي يدك , خلصنا ..
زفرت وقالت : خلاااااااص ..
ضحكت الممرضة وقالت وهي تلصق مكان الإبرة : يا خوافه , اش العرق هذا ؟؟
كان جبينها ويدينها مندية من الخوف , قامت وخرجت , لقيته واقف برا مع جاسم اللي أشر لها , رصت شفايفها ومشيت له وهمست وهي تمشي معه : أخذوا دمي المجرمين , لو شفت كيف كبر القارورة ..
قال جاسم بصوت عالي : عدنان العنود تبغى تعويض عن دمها اللي انسحب ..
شهقت وضربته وهي تهمس من بين أسنانها : جسوم يالكذاااااااااب ..
وحست بعظامها تذوب لمن قال بثبات : تبشر باللي تبغاه ..
همست : ياحمار قوله إنك اللي جايب الهرج من عندك لا يقول مطيحة الميانة من دحين ..
قال جاسم : تقولك تبغاك تفطرها في مطعم معتبر ..
ابتسم عدنان بصمت لمن سمع صوت ضربة قوية ممزوجة بتأوه جاسم , جا له جاسم وقال : تراني أمزح معاك , حبيت أفشلها بس ..
لف عليه وقال : وأخذت جزاءك ..
ضحك جاسم وهمس : الله يعينك عليها ..
ابتسم عدنان وهو يتحرك للمواقف وعقله يدور بأفكاااااار كثيرة , أول ما وصل لسيارته قال : موعدنا العصر ..
ودعه جاسم وركب سيارته , أول ما صكت العنود الباب زفرت وقالت : خلص الإمتحااااااان ..
ونطت في حلقه وهي تقول : الله يخليك خلينا نشتري فطور ونروح نفطر عند زهرة واحشتني الدبه ..
بعدها عنه وقال : أركدي , أولا ماني مشتريلك فطور , ثانيا أزهار نايمه وماتبغى أحد يجيها ..
انصدمت وسألت : ليييييييييييش ؟؟
سكت شوية بعدين قال بغموض : تعبانة وتبغى ترتاح شوية ..
كان متضايق إنه تأخر أمس وماقدر يوديها المستشفى والمشكلة اليوم الرحلة ~ يلا أوديها بعد الرحلة ~..



******************************


بعد العصر في بيت الجده :

: أمــــــــــي ..
ابتسمت نورة وقالت وهي خارجة من المطبخ وشايلة سلة كبيرة : صبر , صبر ..
: الشباب سبقوني ..
و جري و شال عنها السلة بسرعة وهو يقول : أفاااااااااا , أم حسان تشيل الأشياء بنفسها ..
وعلى صوته وهو ينادي : سفانــــــــــــه , خنفســـــا أوريكم مخليات أمي في المطبخ ...
ضحكت نورة وقالت : اللي يسمعك يقول لوحدي , في الشغالات ..
جاته الخنساء ووراها سمية , طالع فيهم وقال : والله أشك إنكم سياميات لاصقات في بعض بس بخيط خفي , ماشاء الله ماتفترقون ..
شهقت سمية وقالت : خالو سمي بالله ..
ضحك وقال وهو يمسكها السلة ويشيل الكيس الثاني ويحطه بين يدين الخنساء : تحركوا شيلوها للسيارة يلا ..
تحركوا وهم متذمرات , ابتسمت أمه وقالت : انتبه لنفسك ولا تسرع ..
سلم عليها وقبل مايخرج مر على جدته , كانت مدنقه تدور على دواها اللي انزلق بين السرير والجدار , تحرك بشويش ونغزها بخفه في خصرها و صرخت وهي تنتفض : واااااااااو , ياسيادي ...
قهقه من قلبه وضمها وهو يقول : سامحيني ماقدرت أقاوم ..
دفته عنها بخشونه وهي تقول : الله لا يبارك في عدوك , قوم عني , قوووووم ..
وقبل مايبعد عنها ضربته بعصايتها وهي تقول : كم مرة قلتلك ماأحب أحد يمسكني من جنوبي ..
حك كتفه مكان الضربه وقال : ماقدرت أقاوم ..
لفت بوزها وعدلت مسفعها وهي تقول : قال ماقدرت أقاوم , قوم عني ..
مسكها وسلم على راسها , دفته وقالت : جيبلي دواي تلقاه زارق بين السرير والجدر ..
ركب فوق السرير ودخل يده يدور العلبة وهي تقول : طاحوا فينا لا تاكلون ملح , وخذوا الحبوب عشان مايرتفع الضغط , حبوبهم هذي هي اللي ترفع ضغطي ..
خرج العلبة وقام وجاب موية صحة من اللي حاطتها تحت سريرها لأنها ماتحب الموية الباردة , خرج حبة وفتح الموية الصحة وناولها لها وهو يقول : بالشفاء إن شاء الله , أنا أستإذن دحين ..
ودعته وهي توصيه يقول الأذكار ومايسرع في الطريق , لمن خرج لقي الثنتين قاعدات في السيارة ويمثلون مسرحية إنهم شباب يتسابقون , مسك سمية الجالسة مقعد السائق من ياقتها وشدها وهو يقول : إطلعوااااااااااا , أنا لله متأخر ..
ناولته الخنساء كاميرا وقالت : تقولك أسماء صور جلستكم ..
زفر وقال : مدمنة تصوير هالبنت , يلا خشوا جوة بأفتح الجراج ..
دخلوا بسرعة بعد ماودعوه , خرج جواله واتصل بعدنان ....



*****************************


: قول اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين أول ماتوصل , ترى في الليل تطلع العقارب والحشرات السامة , ومو بعيد تلقى ثعبان ..
ابتسم وهو يتحرك من الحمام للغرفة عشان يتأكد من شكله ويحط اشياء الرحلة في الشنطة اللي حاطها على السرير , كانت تتبعه زي ظله وهي توصيه على نفسه وعلى عمر , لف عليها وقال وهو يحط يدينه على كتفها يثبتها : خلاص , اهجدي , دوختي راسي ..
وصله صوت البوري فقال : شفتي أخرتيني , عدنان تحت ..
قالت : اسمع إذا حسيتوا ببرد تراني حطيت في الشنطة جاكتين وبطانيتين و ..
دق جواله فرفعه وقال : خلاص نازل ..
صرخ فيه حسان : ياخي تحرك , ماصارت سمحنالك بشهرين ونص تلصق فيها في العروسة وماتخرج من البيت ..
: نشوفك اش تسوي لا تزوجت ؟؟
وصلته ضحكة حسان وهو يقول : أنا لاتزوجت إن شاء الله بأخلع باب الشقة وبأحط بلك وماأهد البلك إلا بعد سنة ..
قهقه جاسم وشال الشنطة على كتفه ومشي للباب وهو يقول : تموت أختي جوع وتسبب لها الجنااااااااان , خلاص بطلت مافي جواز ..
: انزل بس وانت ساكت ..
لف على أزهار ولوح لها وخرج وهو يصك الجوال اللي كان يدق ماهر عليه في الخط الثاني , قالت بصوت عالي : إقرأ أذكار المسااااااااااااء ..
وصكت الباب وابتسمت وهي تذكر نفسها إن البنات بيجون يزورونها بعد المغرب , دخلت المطبخ بحماس ..



********************************


قال عدنان لمن شاف جاسم خارج من العمارة : خلاص صك , بهذلت الرجال ..
قال سامر وهو يدخل راسه بين المقعدين لمن دخل جاسم مكان السائق : في بعض نااااااااااااس يدافعون مو لله ..
زفر ماهر وقال بهمس : يقطع الحب شو بيزل ..
ضحك جاسم ولف على عدنان اللي لف عليهم ورماهم بنظرة تحذير , من رجع من المستشفى وهم طايحين فيه حش , طوال الوقت يتنهدون ويسوون له حركات حب لوعت بكبده , قال وهو يرجع يطالع قدام : ربي رحمني منكم أمس وطيحني في لسانكم اليوم ..
قال جاسم : ذوق شي من اللي يسويه فيني حسانو الدب ..
ولف صافح التوأم وهو يسألهم عن مباراة أمس اللي مالحق عليها , قال ماهر : ماشاء الله ياعندك رحيم , مو مركب رجول صواريخ نفاثة ..
قال عدنان باستنكار : سمي بالله ..
قال سامر بدفاع : قال ماشاء الله ..
ضحك جاسم وقال : لو يصير للولد شي تذبحكم أخته على غير قبلة , وأنا أمين بأوصل لها إنكم إنتم اللي حسدتوه ..


**************************

في عسفان :


رفع المسدس وهو يقول بمزح : من يبغاني أذبحه ؟؟..
التفت له عبد الرزاق المشغول بجواله اللي مثبت سماعاته في أذنيه وقال عمر بحزم : عبدالإله تعوذ من إبليس و نزل المسدس , الملائكة تلعنك لو أشرت بحديدة لأخوك المسلم إلين ترخيها ..
هزه عبد الإله وهو يقول : فاضي وقديم مصدي , حتى زناده ما ينضغط ..
وقرن كلامه وهو يضغطه وهو مصوبه على الأرض , قال عمر بتوتر : ولو ..
ضحك عبد الرزاق وقال وهو ينزل سماعاته : واااااااااو شيخنا خواااااااااااف ..
قال وهو يحط الحطب اللي جمعه مكان الحطب اللي مجهزينه عشان الشوي : مو مسألة خوف , ربي مايحرم شي إلا لسبب , بعدين إبليس يستنى أقل شي عشان يحزن ابن آدم ويوقعه في الغلط ..
وشحب وجه عمر لمن لف وشاف عبد الإله مصوب عليه المسدس , قال بتوتر : تراك قمت توترني بمزحك ..
قال وهو يحط نفسه يضغط الزناد : طـــــخ ..
ضحك عبد الرزاق على عمر اللي انتفض و قال : افرد عضلاتك المشدوده , ترى إحنا متعودين على هالمزح ؟؟ بعدين عبد الإله ما يتحرك بدون هالمسدس تقول حبيبته ..
قطب عمر حواجبه لمن ضحك عبد الإله وقال : لا تصوبه علي مرة ثانية ..
وقف حسان الجيب ونزل منه وهو يقول بحماس : دقايق و يوصلون , بالقوة أقنعت المعرس يتحرك من بيته ..
وغمز لعمر وهو يتوجه للشنطة عشان يخرج بقية أشياء الرحلة , ابتسم عمر ولحقه وهو يقول بهدوء : قل لعبد الإله يشيل المسدس اللي يلعب فيه ..
قطب حواجبه وقال : مســـدس ..
وتحرك لعبد الإله وقال : إنت رجعت لهالمسدس , كم مرة قلنالك يا تبيعه خرده ياتشتري سكتون بداله ولا بندق , أحسن لك منه ..
ومد يده وقال : هاته ..
ضمه عبد الإله وهو يقول : لا , جبته عشان أوريه ماهر , يقول ولد عمه عنده زيه ودايم يصلحونه لا خرب , بأنظفه معاه عل وعسى يتصلح ..
هز حسان يده وقال بحزم : هاته , لا جا أعطيك إياه ..
ضحك عبد الرزاق لمن قال عبدالإله بغيض وهو يطالع في عمر : يعني كان لازم تفتح فمك ياسيد عمر ..
طلع عمر راسه من ورى الجيب وضحك وهو يشيل كيس الرز وهو يقول : تستاهل جاك اللي يعرف لك , لي ساعة أقولك شيله ما تسمع ..
قال باعتراض وهو يمده لحسان ويحطه على راحته : خرباااااااااااان يالخوافين ..
وانضغط الزناد , دوى صوت الطلقة وتردد صداه في الفضا الخالي حولينهم , الكل انتفض من صوت الطلقة الغير متوقع , طالع حسان بصدمة في عبدالإله اللي بادله نفس النظرة المصدومة الخايفة , ساد صمت فضيع في المكان , قطعه عبد الرزاق يصرخ بغيض : يالحمااااااااااااااار قطعت خلفي , هذا اللي تقول عليه خرباااااان..
رف حسان بعيونه لمن بدأ يحس بالألم يجتاحه زي الموج , دنق وطالع في صدره وشهق لمن شاف بقعة دم تتشكل ببطء على بلوزته رفع راسه وطالع في عبد الإله بذهول , صرخ عبد الإله أول ماشاف بقعة الدم اللي بدأت تتوسع حولين حفرة صغيرة بقرب قلبه : حساااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان ...
انفلت المسدس من يدينهم , عمر اللي جري أول ما سمع الطلقة تلقى بين ذراعينه حسان اللي انهار بطوله على وراه , فز عبد الرزاق وهو يصرخ بلا شعور : oooooooh my gad you shoot hem , did you hit hem ?? is he dead ??
صرخ عمر وهو يشوف بقعة الدم اللي بدأت تتسع : تكلم عربييييييييييي , ما أفهمك ياولد النااااااس ...
وحط يده المرتجفة على صدر حسان وضغط مكان الطلقة وهو يصرخ : تحركوا للسيارة , لازم نوديه مستشفى بسرعة ...
وسدح حسان على الأرض , كان عبد الإله متصنم وهو يطالع فيهم بعيون مفتوحة على الآخر , صرخ عمر وهو يوقف ويفصخ بلوزة حسان : تحركووووووووا ...
جري عبد الرزاق للجيب و شغلها و هو يصرخ : لا تخليه يغمض , لا تخليه يغمض بأي حال من الأحوال ..
ضم عمر راس حسان وهو يقول بصوت حاول يخليه ثابت : حسان لا تغمض سامع , حسان سامعني ..
كان حسان فاتح عيونه على آخرها وهو يطالع فيهم بعيون زايغة وهو يقول : عادي ما أحس بشي دحين , لا تخافون ..
رجع عبد الرزاق عشان يشيلونه و قال : عبد الإله تحرك ساعدنا ..
ولمن شافه عمر مصنم صرخ : عبد الإلـــه ..
التفت له عبد الإله بعيون زايغة , قال بصوت قوي : لو ما تحركت دحين بيموت ..
تحرك عبد الإله بسرعة وتعاونوا و نقلوه للمقعد الخلفي , حط عبد الرزاق يده على كتف عبد الإله وقال : إنت أثقلنا , إركب معاه عشان تثبته وخلي يدينك ثابته على مكان الطلقة عشان ما ينزف أكثر , إضغط قد ما تقدر ..
عيون عبد الإله مابعدت عن حسان المسجى في المقعد الخلفي , هزه عبد الرزاق وسأل بصوت عالي : سامعني ؟؟ إضغط قد ما تقدر ..
هز عبد الإله راسه بقوة وطلع , نط عبد الرزاق لمقعد السايق وصرخ : Harry ..
كان حسان بجثته العريضه ماخذ المقعد الخلفي كامل وما يكفيه , ركب عبد الإله وحط رجله اليمنى على أرض السيارة وسند ركبته الثانية بين خصر حسان وظهر المقعد عشان يثبت نفسه وحط كفه اليمن على صدر حسان اللي بدأ يتغطى بدمه وفوقها كفه اليسار وضغط عليها , ارتجفت شفايفه وهو يقول : بسرعة , تحركوا ..
من صك عمر الباب الخلفي تحرك عبد الرزاق , ركب عمر بسرعة جنبه والسيارة في بداية إنطلاقها , ثواني وكانت تنهب بهم الأرض , ركب طعس هز الجيب هز , صرخ عبد الإله لمن ضرب راسه في السقف وتحركت يدينه عن صدر حسان : بتذبح حسان قبل ما نوصل ...
صرخ عبد الرزاق والسيارة ترتج من السرعة على أقل تبه يعدونها : الله يلعنه من طرييييييييييييق ..
دقه عمر وقال بحزم : بادلني , أنا أعرف أسوق في الرمل ..
صرخ عبد الرزاق : impassepole مجنون إنت , وإحنا بهالسرعة مستحيل نتبادل ..
مسك عمر الدركسون وقال بثبات وهو يتجاهل انتفاضة قلبه : توكل على الله , أنا أحسن منك في السواقة وإنت لازم تراقب حسان , يلا تحرك نبادل بسرعة , مافي وقت نوقف السيارة ونبادل الأماكن ..
طالع فيه عبد الرزاق لثانية ورجع طالع في الطريق , قال بسرعة بعد لحظة تفكير : نط للمقعد بعد ثلاثة ........ واحد , اثنين ..
ورفع رجوله بخفة ووقف على المقعد وهو راكع وماسك الدركسون بكل قوته عشان يثبته على الطريق وقال : ثلاثة ..
انسل عمر من مكانه وهو يدعي ربه بداخله إنه ما يصير لهم حادث بسبب تهورهم , وحمد ربه وارتاح لمن استقر في مكانه , وتحرك عبد الرزاق وانتقل لمقعده , ضغط عمر البنزين لآخر حد وهو يتشبث في الدركسون بكل قوته , التفت عبد الرزاق وسأل عبدالإله : كيفه ؟؟
وانصدم وهو يشوف شحوب حسان , مد جسمه وصفع حسان وهو يقول : لازم ما ينام , متى غمض عيونه ؟؟
قال عبد الإله بخوف : ما أدري ..
صفعه عبد الرزاق صفعة أقوى وهو يقول بصوت عالي : حساااااااااان ..
فتح حسان جزء من عيونه وفتح فمه بصعوبة , طالع فيه عبد الإله بخوف وهو يهمس : سامحني , سامحني يا حسان ..
وضغط يدينه المرتجفة أكثر على صدره وهو حاس بتدفق الدم الحار من تحت يديه وتسلله من بين أصابيعه , طلع حسان صوت مقطع وهو يحاول يتكلم , قال عبد الرزاق وهو يحط يده على جبينه : لا تتكلم يا حسان ..
وانصدم لمن حس ببلل جبينه من كثر العرق , ما اهتم حسان باللي يقوله وبالقوة همس بصوت خافت : هنوف ..
ونزلت دمعتين من عيونه وهو يهمس بوجع : هنوف ..
غمض عبد الإله عيونه اللي دمعت وبدأ يصيح وهو يقول : سامحنييييييييييييييييي ...
مسك عبد الرزاق كفه الطايحة ورفعها وقال وهو يضغطها : الهنوف بخير ..
ارتجفت شفايف حسان وهو يغمض عيونه بقوة , كانت دموعه تسيل بغزارة وهو يقول : أمي ........ أخواتي , ما.... عندهم غيـ .... غيري ..
قال عبد الرزاق بخوف : حسان افتح عيونك , لا تغمض ..
فتحها بصعوبة وهو يقول و أسنانه تصطك في بعضها مصدرة صوت مزعج : بردان , غطوني , غطوني , بردان , بردان ..
ما قدر عمر يلتفت لكنه سأل وهو يطالع في المراية اللي عكست له ظهر عبد الرزاق لا غير لثانية قبل ما يرجع يطالع في الطريق : عبد الرزاق , اش فيه ؟؟ عبد الرزاق تكلم ..
بدأ جسم حسان كله ينتفض بقوة , صرخ عبد الإله وهو يحاول يثبته : اش فييييييييييه ؟؟
قال عبد الرزاق بوجه شاحب يحاول يطمنهم : شكله فقد دم كثير ..
قال حسان وهو يفتح عيونه على اتساعها وهو يشاهق : أمي , أمي , هنوف , هنوف ..
وقام وهو يجاهد عشان يلقط أنفاسه , حاول عبد الإله يثبته وعبد الرزاق يقول بخوف : حسان لازم تنسدح عشـ ..
وانلجم لسانه لمن كح حسان وتدفق الدم من فمه , بعد عبدالإله وجهه اللي تناثر عليه رذاذ الدم ورجع يطالع بخوف , غمض حسان عيونه وانهار على المقعد بلا حراك , صرخ عبد الإله : لااااااااااااااااااااااااااااااااا , حساااااااااااااااااااااااااان لا تمووووووووووووووووووووووووووووووت , حساااااااااااااااااااااااان لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
انتفض عمر من قوة الصراخ و صرخ عبد الرزاق يحاول يهديه : عبد الإله إن شاء الله ماماااااات , خليك ضاغط على صدره , الدم وصل لرئتيه بس , خليك ضاغط ..
صرخ عبد الإله من بين دموعه : مااااااااااااااااااااااات , ذبحته , أنا اللي قتلته , قتلت حسان , أنا اللي قتلته ..
صرخ عمر وهو يحس بعدم قدرته على السواقه وهم يصارخون بكلمة مات : اش صااااااااااااااار ؟؟ تكلموا , واحد فيكم يقولي اش قاعد يصيـــر ..
ولف بحده عن تبه ظهرت له من العدم , وشاف جيب أحمد قدامه , تجاوزه بسرعه وهو يضرب بوري ...
التفت جاسم وخفف سرعة سيارته و عدنان يقول : اش السرعة هذي ؟؟
قال سامر وهو يفتح قزازه ويطالع في الجيب اللي ابتعد عنهم بسرعة : لساعه يدق بوري ..
قطب جاسم حواجبه ولف بسرعة وضغط البنزين وهو يحاول يلحقهم ..
صرخ عمر : عبد الرزاق سكت عبد الإله تراني بدأت أفقد السيطرة على السيارة ..
وحس بأنفاسه تضيق وهو يسمع بكى عبد الإله , سحب نفس عميق وقال بهدوء بعد لحظة تفكير : عبد الرزاق لقنه الشهادة ..
صرخ فيه عبد الرزاق : لا تفاااااااااول , ماماااااااااااات ..
قال عمر بحزم يهدده : بتلقنه الشهادة ولا أوقف السيارة دحين ..
ارتجفت شفايف عبد الرزاق وهو يقول : أي شهادة ..
قال عمر برباطة جأش : قرب من إذنه وقوله قول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ..
بدأت دموع عبد الرزاق تنزل وهو يقول : ما أقدر ..
قال بهدوء : إلا تقدر ...
وطالع بتوتر في سيارة جاسم اللي بدأت تلحقهم , خرج جواله ودق على جاسم بيد مرتجفة ..
أول مارن الجوال , ميز جاسم نغمة عمر , قال وهو بالقوة يسيطر على الدركسون : عدنان خرج جوالي , هذا عمر ..
خرج عدنان الجوال ورد عليه وقال على طول : معاك عدنان ..
قال عمر بتردد : واحد فينا انجرح ولازم نوديه المستشفى ..
لف على جاسم بتردد ورجع قال بهدوء مصطنع : وعلى إيش العجلة ؟؟
همس عمر وهو يسمع محاولات عبد الرزاق الفاشلة إنه يفوق حسان عشان يلقنه الشهادة : تقدمونا وافسحوا الطريق قدامنا لو تقدرون , المسألة كبيرة ..
قال بهدوء : تكلم ..
طالع في المراية اللي عكست له عبد الإله المنهار من كثر الصياح وقال : طاشت رصاصة ..
رص عدنان على الجوال وسأل : مين ؟؟
: حسان ..
صك عدنان الجوال والتفت لجاسم وقال بهمس : لا وصلنا الطريق العام لازم نفسح لهم الطريق , واحد فيهم طاشت عليه رصاصة ..
صرخوا بصدمة : إييييييييييش ؟؟
وقال سامر بصدمة : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
سأل جاسم وهو يطالع في الجيب المظلل جنبه : مين ؟؟
قال بهدوء : مو مهم , إسرع دحين ..
خرجوا على الطريق العام , تقدمهم جاسم وهو معلق على البوري عشان تفسح له السيارات من بدري , كانت سرعتهم كبيرة لدرجة مرورهم بالسيارات المجاورة كان كفيل إنه يهز السيارة وهو يصدر صوت قصير مرعب يشبه صوت مروق السهم المنطلق ..
صرخ عبد الإله : مايرد , مايتكلم , ماااااااااااااااااااااااات , مااااااااااااااااااااااات ..
صرخ فيه عبد الرزاق : بــــــــــــــــس , خليني ألقنه ..
ورجع حط يده على جبين حسان وكور يده الثانيه وحطها على عظمة القص عند صدره وضغطها بطريقة دائرية وهو يهمس : تكفى افتح عيونك , تكفى ياحسان ..
ارتفع راس حسان بعد ماضغط على صدره وكح وتدفق دم جديد من فمه , قاوم دموعه وهو يهمس : حسان قول أشهد أن لا إله إلا ..
قاطعه عمر : كلمة كلمة ..
مسد جبينه ودموعه تتساقط من خدوده وتطيح على صدر حسان وهو يهمس : قول أشهد ..
طالع فيه حسان وفتح فمه يحاول يقول شي لكنه ما قدر فرجعت دموعه تذرف وهو يجاهد عشان ينطق بحرف , زاد صياح عبد الإله وبكى عبدالرزاق وهو يترجاه : تكفى قول أشهد لا إله إلا الله ..
اندفعت دفقة دم جديده وسالت من فمه على خدوده وصوت قرقرة فضيع يصدر منه , وقف شعر جسم عمر وهو يميز هالقرقرة , واستعاد عقله آخر صوت سمعه قبل وفاة شيخه اللي حفظه القرآن وهو صغير , هذي هي قرقرة الروح , صرخ بداخله ~ أتوسلك يارب , أتوسلك إن كان له في الحياة خير تحيه , يارب أنت أرحم مني ومن خلائقك , يا رب ارحمه , يا رب ارحم أمه , يا رب أنت أعلم بحالها , يا ااارب ارحمهم , يا أرحم الرحمين ارحمهم , يا رحيم ارحمهم ~ قطع توسلاته ومناجاته صوت صرخة عبدالرزاق المصدوم لمن شخصت عيون حسان للأعلى ..
غمض عيونه وفتحها بسرعة وهو يوقف الجيب قدام باب المستشفى ورى جيب جاسم اللي خرج بسرعة و وراه الشباب ..
فتح جاسم الباب الخلفي اللي ورى السائق و كان من جهة راس حسان ولمن شاف المنظر تراجع بسرعة لورى بلا شعور لدرجة تشابكت أقدامه وطاح على الأرض , حط سامر يدينه على راسه وهو يشوف عبد الإله مرتمي على صدر حسان وهو ينتحب بصوت يقطع القلوب وعبد الرزاق حاط راسه على المقعد وهو يبكي بصمت ..
قال عدنان وهو يدف ماهر وسامر ويبعد عبد الإله : تحركوا ..
وسحب حسان بيدين قويه وشاله بلا مساعدة وسدحه على النقاله اللي جروها الممرضين بسرعة ومشي معاهم وهو يقول بثبات : انطلقت عليه رصاصة قبل 15 دقيقة تقريبا ..
صرخ الطبيب اللي كان جاي من الطوارئ أول ماشافه : بسرعة استدعوا الدكتور رامي , بسرعة قولوله حالة طلق ناري ..
نزل عمر من الجيب وتوجه لجاسم اللي قام ومشي وهو يتعثر في مشيه , سنده عمر وهو يقول : حاولنا جهدنا ..
غمض جاسم عيونه وهو يتذكر شكل حسان ومسك الباب القزاز لمن حس بميلان فضيع , سنده سامر من الجنب الثاني وراح ماهر عشان يخرج عبد الإله وعبد الرزاق من السيارة عشان يحركها من قدام المستشفى ..



***********************




تم بحمد الله الفصل السادس عشر ...

تتابعون في الفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟

.............. : حساااااااان , خلوني أشوفه نظرة أخيرة الله يخليكم , جاسم لا تخليهم ياخذونه , جاااااااااااسم ......

.............. : عمــــر لااااااااااااااااااااااااااااااااااااا .............

.............. مستحيل ينسى هالوجه , مستحيـــل , هتف بصدمة وهو يحس نبض قلبه يتسارع : ليـلـى .........

............... تأوهت وهي تلف يدينها على بطنها وتنحني بوجع , حاولت تقوم لكنها رجعت انهارت على الأرض وهي تصرخ ..............

قراءة ممتعة

اسير الصمت
09-08-2012, 01:07 AM
لفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟



ملابس جميلة ..
زالت تجاعيدها وعلقت بعناية ..
زجاجة عطر و فرشاة وقلادة ..
حذاء مصفوف رائحة الجديد منه فائحة ..
.
.
.
.
ابتسامات صادقة ..
زال حقدها وألمها ورسمت بلا مواربة ..
أطفال وحلوى ونقود وزعت بحفاوة ..
.
.
.
.
ضمة أم , دعوة جده ..
ضحكة طفل , خجل عذرى ..
همسة شوق , قبلة عاشق ..
.
.
.
.
بأي حال عدت يا عيد ؟؟
.
.
.
.
وجوه غالية لم تعد موجودة ..
صدق قلوبهم
جمال ابتساماتهم
دفء صدورهم
رقة نظراتهم
عذوبة همساتهم
مفقودة ..
من شاركنا عيدنا الماضي لن يشاركنا فرحته بعد اليوم ..
لن تشعر بدفئه وهو يقبلك مباركا ..
لن تنتشي فرحا وهو يدعو لك بالقبول والعمر المديد ..
لن تبتسم خجلا عندما يثني عليك ..
لن تهمس له بحب ( كل عام وأنت بخير ) ..
سيظل عيدك ............ بلا عيد ..
وستردد دوما ( كل عام وأنت ذكرى جميلة ) ..
.
.
.
.
بأي حال عدت يا عيد ؟؟
.
.
.
.
عيدي ..
لا تحزن , أرجوك لا تبالي ..
فحتى لو حللت و كان محبوبي ذكرى ..
فستظل عيدا ...
سترسم البسمة ..
وتطلق الضحكة ..
وتنشر البهجة ..
صدقني ستظل عيدا ..
.
.
.
.
محبوبي ............ ( كل عام وأنت ذكرى جميلة )
محبوبي ............. لن أقف مكاني نادبة ..
لن أقبع تحت رزح الألم ..
سأقولها لك بصوت عال وإن لم تسمعها ..
كل عام وأنا للرحمن ..
فكل سنة تمر , كل شهر , كل يوم بل كل ثانية ..
تنقص عمري ..
تقربني من يومي ..
من لقاء ربي ثم من بعد كرمه وعفوه ورحمته .... لقائك في جنانه ..
لذا سأسير و أجتهد ..
سأجاهد نفسي ..
سأمسح دموعي وأدعو الله أن يثبتني ..
سأكون ~ بإذن الله ~ كما أردتني ..
مؤمنة , صابرة , قوية , محتسبة ..
سأصرخ دوما ( أنااا لهااااااااااااااا ) ..
يا مصيبة لدي رب كبيــــر ..
.
.
.
.
عيدي ..
أتوسلك لا تحزن , لا تبالي ..
أنا سأكون ~ بعون الله ~ أقوى ..
كلما زرتني سأصبح ~ بفضل الله ~ أسعد ..
سأرسم بسمة بين الدموع ..
سأطلق ضحكة رغم الوجع ..
سأنشر بهجة لمن حولي ..
سأصبح
.
.
بحد
.
.
ذاتي
.
.
عيدا ..

اسير الصمت
09-08-2012, 01:10 AM
الساعة 5.30 عصرا :
في المستشفى :

~ ليش رائحة المستشفيات وحده , هل هم يستخدمون نفس مواد التنظيف ؟؟ موحدينها يعني ولا في نوع خاص و ................. عمر في إيش قاعد تفكر ~
رفع راسه وحول نظراته عن أرض المستشفى صدم بصره بعدنان اللي واقف عند باب الطوارئ مستند على الجدر كانت ذراعه اليسرى ملطخة ببقعة دم نشفت , التفت ليمينه شاف جاسم جالس بصمت جنب عبد الرزاق المدنق وهو قابض على شعره بأصابع ملطخة , لف بصره و طالع في يدينه برعب , لقي حتى يدينه ملطخة , فركها بقوة وهو يحس بانقباض قلبه , انتبه عدنان لحركته فكشر وجهه وتحرك من مكانه وجلس جنبه بتعب و جال ببصره على الكل وتسمر على سامر اللي واقف وهو يطالع في عبد الإله بتوتر ..
: ليه ما احد خرج , لييييييييييييييييييييييه ؟؟
التفت عدنان لعبد الإله اللي صرخ بها بقهر وهو يدور زي المجنون في الممر , بعد سامر نظره عنه وقال : أصبر , إن شـ ..
صرخ فيه عبد الإله وهو يوقف قدامه : أصبر , ذبحت ولد عمتي و تبغاني أصـــبر ...
حاول سامر قد ما يقدر إنه ماتجي عينه على عبد الإله الغرقان دم , فنيلته البيضاء القطنية , يدينه حتى وجهه كان ملطخ ببعض النقاط , صرخ فيه عبد الإله : تكلم , كيف أصبر وأنا ذابحه ..
همس سامر بصوت مخنوق وهو يبعد وجهه أكثر والعرق يندي جبينه : أبغى أهون عليك ..
صرخ فيه وهو يدقه على كتفه : لا تهون , الموضوع كبير وما يحتاج أحد يهون عليه فـيه ..
كان الكل مو قادر يتحرك من ثقل الإحساس اللي يحسونه , قام عدنان بسرعة و ماهر اللي توه جا بعد ما ركن السيارات جرى بسرعة قبله ودفه بعيد عن سامر وهو يقول بحزم : هي , بعد عنه تراه ..
: سااااااامر ...
صرخة عمر اللي نط من مكانه لمن شاف سامر يهوي على الأرض قطعت عليه كلامه , قام جاسم وعبد الرزاق بخلعة و تراجع عبد الإله من مكانه بصدمة , قال ماهر يهديهم : عادي , عادي , يغمى عليه لمن يشوف الدم ..
رفع عبد الإله يدينه وطالع في الدم بوجع , حط عدنان في راحته شوية من موية الصحة اللي ناولها له ماهر ومسح بها وجه سامر وهو يقول بهدوء : سامر , سامر ..
فتح سامر عيونه ببطء , شافهم متجمعين حولينه , زاد ضجيج المستشفى فجأة ووصلهم صوت خطوات ثقيلة مميزة , التفت عبد الإله وشهق لمن شاف ثلاثة من رجال الشرطة جاين لهم ومعاهم ممرض وواحد شكله من مسؤولي المستشفى ..
قال أعلاهم رتبة : إنتم أصحاب حادثة طلق النار ..
فرد جاسم طوله وهو يشد ظهره وقال : إيوه , كيف نخدمك يا حضرة النقيب ؟؟
أقلهم رتبة فك الأصفاد المعلقة في حزامه والنقيب يقول : مين فيكم اللي أطلق النار ؟؟
اعتدلوا كلهم في وقفتهم وماهر وعدنان سندوا سامر اللي كان يحاول يستعيد صفاء ذهنه , زادت حدة تنفس عبدالإله وهو يقول من بين أنفاسه : بالغلط , الرصاصة انطلقت بالغلط ..
التفتوا له العساكر , لف على عمر وعبد الرزاق وهو يأشر عليهم ويقول برعب : هم شاهدين إن الطلقة ماكانت مقصودة ..
أشر رئيسهم ببرود للجندي اللي تحرك و معاه الأصفاد , صرخ عبد الإله وهو يتراجع بخوف : بالغلـــط , والله بالغلـــط ...
وقف جاسم بين الجندي وعبدالإله وهو يقول : لحظة , مو معقولة ..
قاطعه النقيب ببرود : يا تبعد يانشيلك معاه ..
تقدم عبد الرزاق وهو يأشر بإصباعه ويقول بغيض : هي إنت , إحترم نفسك لمن تتخاطب مع الناس , مو كافينا اللي فينا ..
رماه النقيب بنظرات باردة وقال بوقاحة : ما قلنالكم إلعبوا بالمسدسات وبعدين قولوا كافينا اللي فينا , وين المسدس ؟؟ نبغاه ونبغى تصريح استعماله كمان ..
لمن تقدم عبد الرزاق بعصبية مسكه عمر وهو يقول : عبدالرزاق خلاص ..
ولف على النقيب وقال بأدب : أعذرنا محنا مستوعبين اللي صار , المسدس في مكاننا سبناه , بعدين يا الشيخ ما يحتاج هالنبرة في الكلام و ...
قاطعه النقيب : ترى معانا جيب , يعني ممكن نرصكم كلكم فيه ..
ساد صمت على المكان , لف عمر على جاسم وقال بهدوء وهو يكتم غيضه : خليه يروح معاهم يا جاسم , إجراء روتيني لا غير ..
طاااااااااالع جاسم في النقيب وهو يحس بمشاعره تغلي , نزل راسه وبعد عن طريق الجندي , هز عبد الإله راسه وقال برعب : جاسم لا تخليهم ياخذوني , جاسم الله يسعدك مو قبل ماأطمن عليه , مو قبل ماأشوفه ..
قال الملازم لمن شاف تراجع عبد الإله عن الجندي : رجاء أخويه لا تقاوم ..
صرخ عبد الإله فيهم وهو يدف الجندي : بتخلونهم ياخذونيييييييييييي ..
تقدم الملازم ومسك عبد الإله وهو يقاومهم وهو ينادي جاسم , صرخ جاسم لمن شاف الاثنين متعاونين عليه بيقيدونه : سيبووووووه ..
كان مو مستحمل مناداة ولد عمه له وهو واقف , صرخ عبدالرزاق لمن شاف واحد منهم يضرب عبد الإله : don’t hit him you sons of the **** , don’t ever touché him..
قبض عدنان بقوة على أكتاف جاسم وهو يقول : جاسم خلاااااااااااص ..
وعمر اللي كان قدام عبدالرزاق حط يدينه على صدره يمنعه من التقدم وعاونه سامر اللي قبض على ذراعينه وهو يقول : عبدالرزاق كافي اللي إحنا فيه ..
مسك الملازم يد عبد الإله بقبضة قوية ولواها ورى ظهره ودفه على الجدر بقوة وهو يصك القيد وهو يقول بحزم : قلت لك لا تقاوم ..
وحط القيد في يده , كان الكل مذهول من اللي قاعد يصير خاصة لمن قال النقيب وهو يأشر على عبد الرزاق : خذوا هذا معاه , نوريه التطاول اش يسوي في الواحد ..
قال عمر بسرعة وهو يلتفت للنقيب : إمسحها في وجهي هالمرة ..
ومسح على لحيته وهو يقول برجاء : تكفى إمسحها في وجهي ...
لمن حس بعضلاته تقسى من شدة غيضه نشب سامر أظافيره بقوة في ذراع عبدالرزاق اللي كان يلهث من شدة القهر عشان يهديه , مرت ثواني صمت بطيييييييييييئة , انتهت بزفرة النقيب وهو يقول : هالمرة بس ..
انفتح الباب وخرج الدكتور رامي وهو يهرول ويأشر للممرضين اللي وراه وهو يصرخ : hurry hurry , افسحوا الطريـــق , افسحوا الطريــــق ..
خرج الممرضين وهم يدفعون السرير المستقر عليه حسان المغطى بشرشف أبيض يوصل لحد بطنه و جزء من صدره مغطى بشاش ملون بدمه , كان وجهه أزرق شاحب و محشور في حلقه أنبوب كبير موصل بكيس هواء تضغطه باستمرار وحدة من الممرضات وهي تهرول معاهم ..
أول ما شافه عبد الإله صرخ وهو يتقدم : حساااااااان , خلوني أشوفه نظرة أخيرة الله يخليكم , جاسم لا تخليهم ياخذونه , جاااااااااااسم ...
جر الملازم القيد عشان ما يتحرك عبد الإله اللي صرخ : لا تاخذونه , خلوني أشوفــــه , حساااااااان ..
ضمه ماهر بقوة وهو يقول بصوت متهدج : بتشوفه , بتشوفه , خلاص يا عبد الإله إدعيله , ربنا أرحم ..
وتهدج صوته أكثر وهو يهمس : مالك إلا الدعاء , مالك إلا الدعاء ..
انفجر عبد الإله يصيح وهو يصرخ : قتلته بيديني , قتلت أخويـــه بيدينييييييييييييييي , حساااااااااااااااان , وين أودي وجهي من عمتي ؟؟ اش بأقول لأبووووه , سامحوني ذبحت ولدكم , سامحوني قتلت وحيدكم , حساااااااااااان ...
كان عدنان مغتاض من الناس المتجمهرين حولينهم , حتى الحريم كانوا من ضمن المتجمهرين , سحب الملازم عبد الإله من بينهم وهم مهم قادرين يسوون شي , رمى جاسم جسده على الكرسي ودفن وجهه بين كفوفه ومسح شعره وشده بقوووة و لولا ذراع عدنان اللي تضغط على كتفه كان صرخ من القهر , صرخ من كل أعماقه , سحب عبد الرزاق نفسه من بين ذراعين سامر وصرخ وهو يضرب الجدر برجله , كان يسب ويلعن بكل الألفاظ الإنجليزية اللي تجي في باله , جا حارس أمن المستشفى وبالقوة قدر يفرق التجمهر ...



*********************



قبل صلاة المغرب بنصف ساعة :
الساعة 6 في شقة جاسم و أزهار :

فتحت الباب وهي مبتسمة , جسم أسود غشاها فجأة وتعلق فيها , أخذت ثواني معدودة قبل ما تستوعب إنها العنود ضامتها وهي تقول : وحشتينييييييييي يا دبـــــه ...
ضحكت أزهار وسلمت عليها وهي تقول : انتي أكثر يا عمود الكهرب , حياك الله ...
دفتها سفانه وهي تقول : تحركي موقفتنا كلنا ..
حست أزهار بالحرج وهي تشوف الكل جا أخواتها و سفانة و أسماء وعهود وريم , سلمت عليهم و ما عرفت تاخذ العباية من مين ولا من مين , حست براحة لمن ضحكت سفانه وقالت وهي تفك عبايتها : بنت شيلي هالتوتر , ارتاحي البيت بيتنا إحنا بنعلق العبايات , ماله داعي الرسميات ...
ضحكت بحرج لأنها فعلا كانت تحس أعصابها مشدودة وقالت : لا توتر ولاشي , حياكم الله , البيت بيتكم طبعا ...
انتبهت لحواجب سفانة المرسومة بشكل متقن ~ هل هي تنمص حواجبها ؟؟ المرة اللي فاتت كانت كذا كمان ؟؟؟ ليش مالاحظت إلا تو ؟؟ ~ قطع تفكيرها صوت العنود اللي قالت بتريقة : مو لااااااااااااايق عليها مسوية فيها حرمة ...
ضربتها الهنوف وهي تقول : طيب هي حرمة ..
لفت العنود بوزها وعلقت عبايتها وهي تبعد يد ريم اللي كانت بتعلق قبلها , طاحت العباية من يد ريم , زفرت وقالت بصوت ثقيل : دحين اش يخليني أدنق عشان أجيبها ..
كان وجهها منفخ وعيونها مدمعة وخشمها محممممممر حولينه جراح خفيفه , استنشقت من خشمها بقوة وهي تمسحه بالمنديل وهي تكمل : ترى لو دنقت بيغمى علي من قوة الزكمة ..
الكل ضحك عليها , دنقت العنود وشالت العباية وعلقتها لها ومسكتها من يدها وسحبتها للمجلس وهي تقول : تكفين خلي الإغماءة جوة , تحاشرينا في الممر ..
لحقتهم سفانة وهي تقول وهي حاسة بالذنب : ريمان ترى اغتبناك أمس وقلنا عليك وحدة سخيفة ..
هزت العنود راسها وقالت : قلت يمكن ما جيتي تسانديني يوم شوفتي عشان زعلانه ولا شي ...
استشقت ريم بقوة ومسحت عيونها المدمعة وهي تقول بهدوء : إيييييي طيب , أنا ماني مسامحتكم , بجرجركم بها يوم القيامة , يااااااااابخت المظلوم بالجنة ...
دقتها سفانة وهي تقول : ريمو يالدب , طيب انتي مااتصلتي واعتذرتي عن الجيه ..
: ماااااااالي دخل مجرجرتكم مجرجرتكم , الواحد يدور على الحسنة ..
قالت العنود وهي تأشر على سفانة : خذي منها حسناتها كثيرة أنا فقيرة , الله يرحمني برحمته , حتى الوجع ما أوجع ..
لفت عليها ريم وقالت بغيض : قولي ما شاء الله تحسدين نفسك ..
قالت العنود بتفكير : والله ما أفتكر متى آخر مرة وجعت , شوية صداع بس في فترات متباعدة و ..
: عنيدي خلااااااااااص ..
انتقلوا للمجلس اللي بخرته أزهار وجهزت على طاولته الكبيرة ثلاجات القهوة وصحون الحلى ..
وبعد سؤال عن الحال والأحوال ولمن وصلت لعهود مسكت أزهار تكشيرة وجهها بالقوة لمن شافت بنطلونها الجينز البرمودا و بلوزتها القطنية اللي يا دوب توصل لحد كمر البنطلون , أقل حركة منها كانت تكشف خصرها وظهرها , سألتها عن أحوالها وهي تزين وجهها بابتسامة هادئة , كانت تلاحظ نظرات عهود الفاحصة لها , قامت و مسكت ثلاجة القهوة بالهيل وقبل ما تتحرك لقيت السمراء اللي أثارت تعجبها المرة اللي فاتت واقفة جنبها وهي تسأل : هذي بالزنجبيل ؟؟
ولمن هزت راسها بإيوه , مسكت ثلاجة القهوة بالزنجبيل وهي تشيل معاها الفناجين , ابتسمت أزهار وقالت : أسماء ارتاحي أنا أصب ..
هزت راسها وقالت بصوتها المبحوح : مو انتي قلتي البيت بيتنا ؟؟ ..
وتحركت وهي تقول : مين يبغى بالزنجبيل ؟؟
تحركت أزهار وصبت للبقية اللي يبغون الهيل وحطت الثلاجة جنب العنود لأنها تعرفها مدمنة قهوة ..
سألت سفانة بتعجب : أزهاااااار , ليه ماصبيتي لنفسك ؟؟
ابتسمت وهي تتأمل شعرها اللي تغير لونه من البني والأشقر لأسود ~ ما شاء الله متى صبغته ؟؟ أليق عليها من الأشقر ~ وقالت : ما أحب القهوة ..
شهقت وسألت بعفوية : واش تشربين مع جاسم ؟؟
وتلون وجهها وهي تقول بسرعة : انسي إني سألت ..
قهقهت أزهار على خجلها وقالت : عادي , نشرب شاهي ولا نسكافيه , بيني وبينك هو عادي عنده أي شي ..
قامت البندري من مكانها وصبت لنفسها و رجعت جلست جنب أزهار , التفتت لها أزهار وابتسمت وهي تقول : اش الحلاوة هذي يا عروسة ؟؟ بسم الله ماشاء الله ..
ابتسمت البندري اللي استعاد وجهها الكثير من حيويته وتلون بجمال غريب و لمعة سعادة في عيونها , مدت أزهار يدها ومسحت التوفي العالق بطرف فمها وهي تضحك وتسأل : عجبتك الكيكة ..
مسحت البندري فمها وقالت : ممممممممم , لذيذة ما شاء الله , اكتبي لي الطريقة ..
قالت العنود بفم مليان : لذيذة ..
طار فتافيت من الكيكة من فمها , ضحك الكل وضربتها سفانة اللي جالسة جنبها وهي تقول : يعععععععع , يالقرفة , عشان تعرفين ليش من الأدب إننا مانتكلم وفي فمنا أكل , صكي فمك إلين تخلصين لقمتك ..
قالت الهنوف من وسط ضحكها : أصلا اللي أكلتها تسمينها لقمة , أموت وأعرف كيف حشيتيها في فمك ؟؟
حطت العنود يدها قدام فمها وقالت بصوت مخنوق من الأكل : قولي ماشاء الله ..
ولمن شافت أزهار ساعتها قامت عشان تجهز السجاجيد و الشراشف عشان صلاة المغرب , قامت معاها الهنوف اللي قالت : ماشاء الله , قلناها عشرين مرة , يمه منها حرصوصة ........... ما شاء الله ..
قالتها لمن عرفت إنها بتقولها قولي ماشاء الله , قالت أزهار وهي تفرش السجاجيد في الصالة تفهمها ليش العنود تصر على كلمة ماشاء الله : لازم الواحد يتعود على كلمة ما شاء الله تبارك الله , العين ما تجي بس من واحد كاره تجي من محب بدون ما يدري , يمكن الواحد يطالع بإنعجاب لكن الشيطان يرمي في نظرته سهم يصيب الإنسان لكن الواحد لمن يقول ما شاء الله يمنع الشيطان بإذن الله ..
قالت الهنوف : بس العنود بزيادة , على كل شيء تحاربك على كلمة ما شاء الله وأنا قلتلها لو قريتي أذكار الصباح والمساء بانتظام مايصيبك شي بإذن الله ..
قالت سفانة اللي جاتهم : انتي عارفه إنها تعقدت من بعدي ..
تصنمت أزهار والتفتت لها بتعجب , أشرت على راسها وقالت بهدوء : قبل 7 سنين لمن كنت أولى ثانوي شعري كان أسود فاحم و كثير يوصل لفخوذي من طوله , صحيت من النوم بعد فرح الجوهرة لقيته بطوله في المخدة ..
شهقت أزهار بفجعة وحطت يدها على صدرها هي تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ضحكت سفانة وحكت مقدمة شعرها بسبابتها وهي تقول : نسيت أقرأ على نفسي ذاك اليوم مع الريحة و الجية للكوفيرة وغيره , تصدقين حتى حواجبي مابقي فيها شعرة , هذي باروكة , ما تشوفين شعري طال عن أول وتغير لونه ..
ولفت توريها وهي تكمل : ذيك ألبسها في البيت وهذي وقت الخرجات والزيارات ...
كان طول هالباروكة يوصل لنص الظهر , حست أزهار بقبضة تعصر قلبها عصر , لكنها تجاهلتها عشان ما تحس سفانة إنه ألمها شفقة عليها , ابتسمت وقالت : ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , شوفي كم الأجر اللي كسبتيه من صبرك ما شاء الله , كم من الحسنات اللي تصب في ميزانك , الله يزيدك يا رب من صبره ويعوضك ..
لفت سفانة عليها , انصعقت أزهار والهنوف من تعابير وجهها الغريبة , سفانة اللي كانت ممتنة من الأعماق لأزهار همست : ذكرتيني بأبويه , كان دايما يقول لي هالكلام , إنت أول وحدة تقول هالكلام بعد ما تعرف بالموضوع , دايما يسألون اش شعورك ؟؟
ابتسمت أزهار وقالت وهي تحس ألمها الداخلي يزيد : مستحيل أسألك هالسؤال لأنك لو تكلمتي من هنا لبكرة محد حيفهم شعورك لأنه ما حيقدر يتخيل الموضوع , ما حيفهم إلا اللي مر بنفس التجربة ..
: أي تجربة ؟؟
التفتوا للعنود اللي خرجت من المجلس ووراها البندري , قالت سفانة ببساطة : شعري ..
همست العنود بتريقة وهي تحط يدها على كتف سفانة : اشششششششش , كم مرة قلت لك دسي الموضوع يالخبلة بعدين ما يخطبونك ..
ضحكت سفانة وهمست بصوت عالي : أزهار ما عندها أخوان , عادي أقولها ..
قالت العنود : أوووووووو صحححححححح , خلاص قوليلها , مادام ماعندها رزق قوليلها ..
قالت البندري : ياليييييييييييتني مسجلة كلامك وموصلته لعدنان عشان يعرف إنك سوسة ..
حطت يدها موضع قلبها وتنهدت وهي تقول : أخخخخخخ , الله يقطع إبليسك لا تنطقين اسمه ترى قلبي يخرج من مكانه لا سمعت اسمه ..
صرخوا باستنكار وقالت أزهار وهي حاطة يدينها على خدودها المحمرة : عنوووووود استحي ..
ضحكت العنود من قلبها وهي تتلقى ضربات الهنوف وسفانة وقالت : خلوا النتيجة تطلع بس..
قالت البندري وهي مصدومة من العنود : هذا وهي ما طلعت النتيجة , كيف لا طلعت , الله يعينك يا عدنان ..
حكت شعرها وقالت : والله أمزح معاكم , كنت بأشوف ردة فعلكم بس وصراحة ..
وضحكت وهي تأشر على أزهار اللي بتموت من الخجل : أزهار تحححححححححفة , ما كإنها متزوجة , اقنعيني ماقيد قلت هالكلام لجاسـ ..
شهقت أزهار وقاطعتها باستنكار خجول : بــــنــــــت ..
وضربتها وهي تقول : مالك دخل قلته ولا لا , روحي توضي وتعبدي ربك أحسن لك ..
لفت على الهنوف وسألتها : وانتي ما تحسين بهالشي لمن نجيب سيرة حسان ..
اتسعت عيون الهنوف وزاد حرجها وهي تقول بتلعثم : هااا , لـ ... لاااااااااا ..
أشرت على وجهها وقالت : هااااااااااااااا أجل ليش محمرة وتتلعثمين , كذاااااااابة ..
: عنيدي ..
: بسسسسسسسسسسس ..
وضربتها سفانة وهي تقول : أصلا ما تسكتين إلا لمن تنضربين ..




*****************************


23 / 9 / 1422 هـ :
الساعة 1 في الليل :


: باقي سبع أيام على العيييييييييييييييييييييييييييييييييد ...
: هذا بدل ما تتحسرين على رمضان ...
: آآآآآآآآآآآآآي عورتيني , لا تضربين , بعدين أنا ماقلت رمضان مو حلو بس العيد كمان حلو ..
: روحي اتهجدي أحسن لك يمكن الليلة ليلة قدر ...
زفرت الخنساء وتحركت بخطوات قوية لغرفتها وهي تتمتم بغيض , ضحكت سفانة وهي تتأملها وقالت : لازم الواحد يزفها عشان تصلي ...
زفرت أمها اللي كانت تشاهد اللي صار بينهم وقالت : الله يصلحها , يوم كنتي قدها كنت تصلين وتقرئين من دون ما أحد يدقك ويجري وراك ..
ابتسمت سفانة وقالت : مو الله يكفينا الشر الجيل كل ماله في انحدار اللي يحمينا بس ..
: يا عيني على بنتي العاقلة , يارب تحميها ..
لفت سفانه على أبوها وابتسمت بخجل وهي تحمحم , خرج حسان من غرفته وهو يعدل أكمامه المشمره وقال : تكفى يا أبوية لا تكبر راسها ما تحتاج , هي لله منتفخة زي البالون ..
رفعت حواجبها وقالت : لازم أصير زي البالون , مو الحمد لله حفظت القرآن كامل مو زي بعض ناااااااااااااس , متقطعة على جزئين ..
قال حسان بغيض : عشان دخلتي مدرسة تحفيظ مو زيي حكومية ..
رفعت حاجبها وقالت : دخلك أبويه تحفيظ بس حفظك كان بطييييييييييء ...
ضحك علي وقال وهو يعدل شماغه اللي بدون عقال وهو يقول : لا تحاول تغلب الحريم في اللسان , أنا توبت من 34 سنة ..
حسبت سفانه وصرخت : من يوم تزوجت أمييييييييييييييييييييييي ....
ضحك حسان من قلبه وطالع في أمه اللي تقدمت منهم بهدوء وهي تفك تولة العوده , مد علي يدينه , مسحت له مسحتين خفيفة وهي تقول : تحركوا لا يقولون الشيخ تأخر عند صلاة التهجد ..
قال حسان وهو يمد يدينه بغيرة لأمه ويطالع في أبوه اللي مسح العوده في لحيته وجبينه : أصلا أبويه ما يبدأ الصلاة قبل 1.30 ..
لبست سفانه أبوها البشت الأسود وقالت وهي تمسد أكتافه : ادعيلي يا شيخ ..
ابتسم وحط يده على راسها وقال : الله يصلحك يا بنتي ويشفيك ...
وتحرك ووراه حسان اللي شد شعرها وهو يقول : يا دلوعة ..
حطت يدها على راسها عشان ماتطيح الباروكة وهي تقول بتهديد : هييييييييي , أوريـــك , كلللله عند هنوف ..
ضحك وقال بعناد : عاااااااااااادي , خلاص وافقت وتدبست مافي تراجع ...
قالت أمه وهي تتنهد : هي بالله هذا واحد بيملك بعد شهر , قاعد يتعاند مع أخته ...
لحقتهم سفانة لباب الحوش , أول ما خرج أبوها لقي 4 سيارات شرطة وجيب مسوين زحمة عند باب الفيلا , والناس متجمهرة حولينه , فتح حسان عيونه بصدمة يحاول يستوعب اللي يشوفه , تقدم أربع جنود مدججين بالسلاح
وواحد منهم يقول : علي حمزة الـ ..... إنت مقبوض عليك بتهمة ***
ومسكه الثاني من كتفه بقوة مفاجأة طرحت بشته على الأرض , صرخت سفانة و اندفع حسان بلا شعور ودف الجندي عن أبوه وهي يصرخ : هييييييييييييييي حددددددددك ...
رفع واحد منهم عصايته وضرب بها حسان اللي انطرح على الأرض واندفعوا اثنين ومسكوا علي اللي صرخ رغم عنه : لااااا تضربه ...
صرخت سفانة لمن شافت الإثنين يحاولون يسدحون أبوها على الأرض وهو مثبت نفسه وواقف بشموخ : أبويـــــــــــة ....
واندفعت خارجة بلا شعور وهي تصرخ : سيبووووووووووووه , أبويـــــــــــه , سيبووووووووووووووووه ...
قام حسان من الأرض وهو يصرخ بعصبية : أدخلـــــــــــــي ..
لكن رجعته ضربة الجندي للأرض , علي اللي كان يساوي ثلاثة من الجنود النحاف بجثته العريضة دف الجنديين اللي قابضين عليه وانحنى يرفع بشته و ضم سفانه وهو يغطيها به وهو يقول بحزم حنون : سفانه أدخلي ..
صرخت من بين دموعها وهي تحتضنه أكثر : لااااااااااااا , ماحسيبك , أبويــه خليني معااااااااااااك ..
كانت يدينها ما تتلقى حولين خصره فتشبثت بثوبه وهو تصرخ : خليني معااااااااااااااك , أبويه لا تروووووووووووووح , الله يخلييييييييييييييييييك ...
رفع راسه وشاف التجمهر اللي حولينه بوجع , الكل قاعد يتفرج عليه وهو يتجرجر زي الكلاب للسجن ~ اللهم إني أعوذ بك من قهر الرجال ~ رمى الجنود اللي حوله بنظرة جمدتهم في مكانهم , دنق عليها وهمس في إذنها ببعض كلمات خلت يدينها تتراخى عنه , بعدت عنه وطالعت فيه بعيون غرقانه دموع , ابتسم وهو يتأكد إنها مغطية نفسها زين ببشته وقال : خليه عندك , لمن أرجع إن شاء الله أعطيني إياه ..
وضمها وهو يمشي راجع للبيت , دخلها للحوش وهناك لقي نورة والخنساء المتلحفة بشرشف صلاتها , رمت سفانة نفسها على صدر أمها وهي تصيح من قلبها , ابتسم وقال : أستأذنكم ..
ضمته الخنساء وهي تصيييييييييييييح من قلبها , ضمها بقوة وهو يقول بحنان : يلا روحي صلي وادعيلي , إن شاء الله خير , هالله هالله في الصلاة والقرآن وبأمكم , يمكن أتأخر و ما أجي قريب ..
كان يقول هالكلمات وعيونه متعلقة بعيون نورة اللي همست وهي تضم سفانة : انتبه لنفسك ..
مد يده اليمين ومررها على خدها يتلمسه بحنان وهو يهمس : انتبهي لنفسك وللبنات ..
كانت عيونه تصرخ ~ أنا بريء , نورة أنا بريء ~ رفع يده ولمس خصلة من شعرها , رفعت يدها وقبضت على يده وضغطتها بقوة كإنه تأكد له إنها مصدقته , نحت ابتسامة على وجهه وقال بصوت قوي وهو يسحب يده : أستودعكم الله ..
نورة اللي كان ودها تجري وتتعلق بأكتافه العريضة تمالكت نفسها لمن صرخت الخنساء اللي ابتعد عنها أبوها : أبويــــــــــــــــه ..
قبضت عليها نورة وضمتها وهي تقول : اششششششششش , أدعوا له , أدعوا له ..
حاولت سفانة تتفلت من بين يدين أمها القوية وهي تصرخ : أبويــــــه , لااااااااااااااااا , لا ترووووووووووووووووح , أبويــــــــــــــه ..
صك علي الباب بدون ما يلتفت لهم ووقف بشموخ على عتبة بابه وهو يطالع في الكل بلا استثناء , وتحرك بثبات , مد يده لحسان وقال بحزم : قوم ..
وقومه ورجع انحنى ورفع غترة ولده وعقاله وناولها له ورجع رفع غترته , عدلها وتقدم من الجنديين وقال : أي سيارة أركب ؟؟
لمن خرج واحد منهم الأصفاد قال الثاني وهو يأشر له : ما يحتاج ..
وأشر باحترام للجيب وهو يقول باحترام : تفضل يا شيخ ...
لف علي لحسان وقال وهو يمد يده يصافحه : الله الله في أمك وأخواتك , أستودعك الله ..
مد حسان يده اللي رغم كبرها كانت تبان صغيرة قدام يد أبوه اللي رصها بقوووووة , اندفع حسان وضمه بصمت وهو يتنفس بحدة , ربت علي على ظهره وهو يهمس : خلك رجال زي ما عهدتك دوم , ترى مالهم غيرك بعد الله , في آمان الله يا ولدي , في آمان الله ..
ولمن ابتعد عنه كان يحس بالبرودة تلفه بعد الدفء اللي كان يحسه وهو بقرب أبوه , شافه وهو يتحرك براس مرفوع للجيب , صوت انصفاق باب الجيب اللي ركبه أبوه ومعاه جنديين تلاها صوت انصفاق أبواب السيارات ومحركاتها تدور وتزأر كإنها وحش التهم أبوه وهرب , تابع بعيونه السيارات اللي انفضت وحده وحده وهي تلحق بالجيب وتطوقه بشكل يوحي إن اللي جوة هالجيب مجرم مخضرم مطلوب من سنييييييييين مو كإنه شيخ وإمام مسجد حاله حال نفسه له هيبته ومكانته قدام الناس , كان يحس بأيادي تربت على كتفه وعبارات تعازي وحزن مزيف تنصب في إذنه من بعض المتفرجين , أسئلة متعاطفة مشفقة مغلفة لفضول إنساني مقيت بشع , ورغم كرهه لكل الموجودين لحظتها بلا استثناء كان من الصعب عليه إنه يحرك رجوله ويتحرك , كانت عيونه متعلقة بالمنعطف اللي غاب من بعده الجيب اللي يحمل أبوه ..
اليوم اللي راح في أبوه تحول لأسبوع , حل العيد وصدحت تكبيراته المثيرة للروح والنفس وانتهت وهو مارجع , مر عيد ثاني وعيد وعيد وبرضو مارجع , كل شيء تغير ملكته المقررة تأجلت لأربع أعياد و ..... مين صاحب هذا المبتسم , وجه أسود غريب مناقض لبياض حدقات العيون والأسنان المصفوفة و ......
: حسااااااااااان ..
خرج من عمق أفكاره و فتح عيونه , ما كان يحس بألم , كل اللي كان يحسه هو بروده فضيعة , ما كان مركز على الوجوه المنحنية عليه , هو كان واقف في الشارع قدام بيته اش جابه هنا ...
همس غريب يوصله : سامحني , سامحني يا حسان ..
~ عبد الإله , هذا عبد الإله ~ فتح فمه يحاول يسأله يسامحه على إيه لكن الحروف رفضت تخرج , كان يحس باهتزازات غريبة تحركه كإنها منسدح على هندول طفل , حس بيد على جبينه وصوت ثاني يقول : لا تتكلم يا حسان ..
لمن ميز صوت عبد الرزاق تذكرها , ملكته اللي تأجلت أربع أعياد وتمت أخيرا , همس بصوت خافت : هنوف ..
وغصب عنه تسللت دموعه وهو يهمس باسمها الحبيب لقلبه بوجع : هنوف ..
وصله صوت صياح غريب محروق وصاحبه يقول : سامحنييييييييييييييييي ...
ما كان حاس بشي حوله حتى وهو يشوف عبد الرزاق يرفع يده وهو يقول : الهنوف بخير ..
~ خلك رجال زي ما عهدتك دوم , ترى مالهم غيرك بعد الله , في آمان الله يا ولدي , في آمان الله ~ ارتجفت شفايفه وهو يغمض عيونه بقوة لمن ترددت كلمات أبوه بداخله دموعه كانت تسيل بغزارة رغم عنه وهو يقول : أمي ........ أخواتي , ما.... عندهم غيـ .... غيري ..
وصله صوت عبد الرزاق الخايف وهو يقول : حسان افتح عيونك , لا تغمض ..
فتحها زي ما طلب منه بصعوبة , حس ببرودة تلفه , نفس البرودة لمن ابتعد عنه أبوه , قال و أسنانه تصطك في بعضها مصدرة صوت مزعج يتردد في زوايا عقله مبعثر أفكاره المشتته أكثر : بردان , غطوني , غطوني , بردان , بردان ..
صوت بعيــــد شجي متلهف ماتبينه اخترق برودته وهو يقول : عبد الرزاق , اش فيه ؟؟ عبد الرزاق تكلم ..
زادت برودته بشكل فضيع , سمع صرخة واحد أشبه بالمطعون : اش فييييييييييه ؟؟
وصوت متردد : شكله فقد دم كثير ..
اختنقت أنفاسه لمن تذكر وجه أمه المبتسم وهي تقول : انتبه لنفسك ولا تسرع .. والصوت الخجول الناعم للهنوف وهو تهمس : انتبه لنفسك و إقرأ أذكار المساء .. , فتح عيونه على اتساعها لمن حس بضيق في أنفاسه وهو يشاهق ويهتف من بين شهقاته : أمي , أمي , هنوف , هنوف ..
وقام وهو يجاهد عشان يلقط أنفاسه المقطوعة , يدين تحاول تثنيه و صوت خايف يقول برجاء : حسان لازم تنسدح عشـ ..
حس بشي يندفع من أعماقه مصحوب بألم موجع , كح بقوة وبعدها سواااااااااااااااااااااد لفه وغاص فيه بهدوء سرعان ما خرج منه وهو يسمع لغط ما فهم منه شي وما استوعب منه غير صرخاته الداخلية ...
~ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسوله الله , أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ~


*************************


الساعة 6.30 :
في قسم الشرطة :

~ عمي علي , عمتي نورة , البنات , جدتي , أبويه , أمي , هنوف كيف بيتلقون الخبر ؟؟ اش بتكون ردة فعلهم ؟؟ يا رب رحمتك ~ كانت الشخصيات تتردد في عقله من خلصوا أخذ أقواله واستجوابه اللي دام نص ساعة ..
: اقطع الصوووووووووووت وافتح الباب , ما أبغى تبريرات سخيفة ..
رفع عبد الإله وجهه ووقف لمن شاف العقيد اللي قدامه , طااااااالع فيه العقيد ورجع لف على الملازم وقال بحزم : إحنا كذا نتعامل مع الناااااااااس , تحرك وجيب شي نظيف يلبسه ..
وأشر للجندي وقال : وإنت تحرك وديه للحمام خليه يغسل وجه ويدينه ..
ولف على الستة المشاركينه الزنزانة اللي ما تتجاوز الـ 3م × 2م وسأل : تحتاجون شي ؟؟ ناقصكم شي ؟؟ ..
شكروه بهدوء المعتاد على هالسؤال , لف على عبد الإله وقال : سامحنا , هم كذا الصغار يحبون يفردون ريشهم ودايم في المكان الغلط ...
هز عبد الإله راسه بتعب و تحرك ورى الجندي وغسل وجهه ويدينه وهو يشوف المويه الشفافه الصافيه تتلون بعد ماتمر بيدينه متحوله للون وردي مثير للأعصاب , غمض عيونه بتعب وهو يدعي بداخله إنه تصير معجزة وينتهي كل هذا الموضوع في دقايق , اعتدل وخلع فنيلته ولبس الفنيلة اللي ناولها له الملازم , ورجع بعدها للزنزانة ورجع يغرق في أفكاره متجاهل محاولات الباقين سؤاله عن سبب سجنه ..


********************


في نفس الوقت في الشقة :

: لا , مستحيل ..
وضربت صدرها وقالت بحماس : ما يشتري قمصان النوم غيري ..
طالعوا فيها البنات اللي بعدوا الكنب وجلسوا على الأرض على شكل دائرة فوق الزولية الكبيرة , قامت ريم من جلستها وضربتها على جبهتها وهي تقول بصوت ثقيل : الوصاخة كبيك منها ..
حكت العنود جبهتها وقالت : والله أشتريلها أحلى القمصان ..
قالت البندري وهي منحرجة من وجود ريم : أزهار بتنزل معايا السوق مو انتي بحكم إنها دبشت قبل ..
رفعت أزهار حواجبها بتعجب وضحكت وهي تقول : ويــن , كل شي بسرعة بسرعة , بعدين عنيدي هي اللي ساعدتني ..
قالت بهمس وهي غارقة في أفكارها : زي حالتي كل شي بسرعة بسرعة ..
ورفعت راسها بصدمة وقالت : قصدي إنه مافي وقت عشان ..
مسحت ريم أنفها بالمنديل وحطته مع المناديل الكثيرة المكومة وسحبت منديل جديد وهي تقول بصوت تعبان : ما يحتاج تفسرين أصلا لعنت عبدالرحمن مليون مرة من حكم على الكل إنه يتزوج قبل ما يسافر ..
ضحكوا عليها وقالت سفانة : كم مرة قلتلك اللعن حراااااااااام ؟؟ اللعن طرد من رحمة الله , بعدين الملائكة تقولك ولك مثله ..
قالت ريم وهي تفرك عيونها بتعب : والله غصب عني , وحده من صحباتي الله يهديها لصقتها في لساني , كل ما قامت وجلست قالت الله يلعنها ولا الله يلعن أهلها وتوصل لسابع جد وهي تلعن ..
قالت أزهار : الله يهديها , تصدقين إنها مذكورة في حديث وإنها من علامات قرب الساعة , ما يحضرني نص الحديث بس الرسول صلى الله عليه وسلم سماهم السقارون وسألوه الصحابة عن معناها فقال : نشء يكونون في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن , و أذكر الشيخ قال في محاضرته إنه فعلا قابل شاب نزل من سيارته يرحب بصاحبه اللي شافه وهو يقول : الله يلعنك وينك ما تنشاف ..
ضحكوا البنات فقالت سفانة بألم : والله إنه هالشي يعور القلب ما يضحك , الشباب صاروا يتهاونون بكل شي مو بس اللعن وبذئ الكلام ..
وبدأت تعدد على أصابعها : شعور طولوها ونفشوها وقالوا موضة , أظافير الله لا يوريك أطول من أظافيري , سشوروا شعورهم وفردوها كمان , لبسوا سلاسل وأسوار و شورتات , مابقي إلا يلبسون تنانير ويقولون زي الاسكتلنديين ..
أشرت العنود بيدها مستأذنه و قالت : لالالالالالالا , كله كوووووووووووم وبنطلون سحبني ما أدري طيحني كوم ثاني , والله واحد من كثر ماهو نازل كرسي البنطلون واصل الركب , كان ودي أجي وأسحبه له أريحه , وتخيلي كيف يمشون ...
وقامت تقلد مشيتهم وهم فاطسين عليها ضحك وهي تكمل : ويجيك الإبداع في أشكال السروايل اللي تحت البنطلون , اللي نمر الإتحاد واللي ملون فسفوري واللي على شكل باسرة , لاااااااااا وواحد شفت سرواله مرسوم فيه إسفنجة بوب ذاك الأفلام كرتون اللي تحبه ريناد ..
البنات مايتين من الضحك والهنوف تشهق وهي تقول بعصبية واستنكار : هييييييييييييي وإنتي تمشين وتطالعين في سروايلهم ليييييييييييييييه ؟؟
مسكت أزهار بطنها تحاول توقف ضحكها مهي قادرة والعنود تقول : ياسلااااااااام أمشي مغمضة في السوووووووووق , لا أمشي مغمضة أحسن , قدامي بناطيلهم نازلة والسراويل تبان للأعمى ..
قالت أزهار وهي تمسح دموعها : لا تمشين مغمضة بس غضيييييييي بصرك , لا شفتي شي لا تقعدين تبحلقين , لفي وجهك بسرعة واستغفري هذا المفروض ..
كحت سفانة من كثر الضحك وقالت : أي غضي بصرك , البنت شوية وتحمض لك الصورة حقت الولد ..
صرخت الهنوف بعصبية : ياليت الولد سروااااااااااااله ..
رجعوا يضحكون وريم وتقول من وسط ضحكها : خلاااااااص , حرام عليكم راسي لله يعورني زدتوه بالضحك ..
دخلت عهود وقالت : اش عندكم تضحكون ؟؟
انتبهت أزهار لحظتها إنه عهود راحت من فترة طويـــلة للحمام ~ معقولة توها رجعت ~ تجاهلت الموضوع ولفت على البندري اللي قالت : شوفي لا تخليني أسويها من جد و أسجل اللي تقولينه وأرسله وسائط لعدنان , ترى والله يكنسل أبو الخطبة ..
حطت العنود يدها موضع قلبها وقالت بطريقة حالمة : ويــــه , حقين طيحني كللللللللللللللهم لو أبيعهم بالكوم ما يجون ظفر عدناني , تكفي رزته بالـ ..
صرخوا باستنكار وسحبت أسماء الخدادية اللي كانت حاضنتها ورمتها عليها وهي تقول بخجل : احترمي إنه في ناس صغااااااااار هنا ..
حطت يدينها على خصرها وقالت باعتراض : خطيبي , الــلـــه ..
شهقت الهنوف وغطت البندري وجهها بالورقة اللي ماسكتها وسفانة تقول : لا والـــلــــه , احلفي , احلفي ...
حطت أزهار يدينها على خدودها اللي حستها حااااارة من كثر الخجل وريم تقول بقهر : يا ناس ما تستحي هالبنت , والله ما تستحيييييييييييييييييي ...
قامت سفانة وشدت شعره العنود وجلستها وهي تقول : حرف زيادة بنكشتك برى الغرفة , لأنك قناة فرنسية غير مشفرة ..
قالت أسماء باستغراب : أموت وأعرف كيف تحول الموضوع من دبش بندوري للشباب وأخيرا خطيب عنيدي ..
زفرت أزهار وقالت : حريـــم , اش تقولين ؟؟ ليش إحنا أكثر حطب جهنم والعياذ بالله , ما بيرمينا في جهنم على وجوهنا إلا لساننا اللي مو راضي يرتاح من كثر ما نحش في خلق الله ..
قالت العنود بتأثر وهي تهز راسها : إي والله , الله يغفر لنا , يارب توب علينا ...
ولمن شافت نظراتهم المتعجبة قالت : خيـــر ..
ضحكوا لمن قالت ريم بصوتها الثقيل : مو لايق عليك أبد دور المطوعة ..
مسكت العنود الخدادية اللي رمتها عليها أسماء ورمتها على ريم وهي تقول بعصبية : انطمـــــــي , اش شايفتني كافرة ؟؟ أنا ماحشيت أحد , قاعدة أتكلم من أول بصفة عامة ..
هدتهم أزهار بحزم وهي تقولهم إنهم لازم يحددون و يفرزون الأشياء اللي تحتاجها البندري لأن الوقت الباقي لزواجها قصير ورجعوا يطالعون في الأوراق اللي كاتبتها البندري ..



***********************

اسير الصمت
09-08-2012, 01:12 AM
الساعة 7 مساء :
في سجن بريمان :

~ ماااااااااااااااااااااااااااااااات , ولدي مااااااااااااااااااااااات ~ قام عن سريره المهترئ لكن رجوله خانته وخلته ينهار جالس وهو ما كمل قومته , جري الملازم سيف وهو يقول : يا شيخ ..
أشر له علي بحزم إنه ما يقرب وهو يهمس : إنا لله وإنا إليه راجعون , إنا لله وإنا إليه راجعون , الحمد لله , الحمد لله , ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ..
واختنق صوته وهو يردد : ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , ما أحب الله عبدا إلى ابتلاه ..
قام بسرعة وقال بهدوء بعد ما سحب نفس عميق : أبغى أتوضأ ..
انصعق الملازمين من قوته , قال سيف : يا شيخ ما تبغانا نبلغ العميد إنك بتشوفه الحالة خطـ ..
طالع فيهم وقال بثبات يقاطعه : أبغى أصلي ركعتين أول ..
تحرك سيف وجاب له الموية , توضأ بها وقال : أبغى أكون لوحدي ..
خرجوا وهو يعطيهم ظهره متوجه للقبلة , أول ما سمع صوت إنغلاق الباب المعدني تلاه صوت صرير أقفاله الثقيله كبر , وقبل ما يفتح شفته سالت دموعه , سالت لدرجة ما قدر معاها إنه يقول دعاء الاستفتاح وأول مافتح فمه صدرت شهقة حسها قطعت قلبه لمليون قطعة , رص فمه وهو ينشج نشيـــج موجع , جاهد عشان يفتح فمه بكلمة لكنه ما قدر , قبض بيده اليمين على يسراه وهو يشهق بقوة , كتم شهقاته وهو يصرخ بداخله بتضرع ~ وحيدي ياااااااااااااااااارب , وحيدي و أنت أعلم , ليس لي غيره يا رب , ليس لي غيره , يا ربي أمانتك وإذا أردت استرجاعها فهو حقك , يا ربي صبرني , يا ربي خفف علي حزني , يا رب لا تفجعني بفقده , يا رب لا تفجعني بفقده , أعوذ بك أن أكون من الجاهلين يا رب ولكني أتوسلك إن كان في حياته خيرا فأحييه , ربي ما مددت يدي لك ورددتني خائبا , ربي أطمع في وااااااسع رحمتك و عظيم كرمك , ربي لا تفجعني به ~
كم مضى وهو واقف ما يدري , لكنه أخيرا قدر يقرأ الفاتحة وسورة قصيرة ويركع ولمن سجد رجعت دموعه أغزر وهو يقول بنشيج : ياااااااارب أتوسلك , ياااااااااااااارب مارددتني خائبااااااا ..
رفع وسجد مرة ثانية بشوق , كان يعرف إنه أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد
دعى دعااااء طويل , ولمن رفع للركعة الثانية وأنهاها كان أهدأ وقلبه مرتاح أكثر ..
التفت و انصدم لمن لقي العميد قدامه , قام علي وقال بشموخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ابتسم العميد ابتسامته الملتوية وقال : ما تبغى توقع الورقة وتنهي شقاء خمس سنين وتروح تشوف ولدك وتوقف مع أهلك , أكيد محتاجينك أكثر دحين , زوجتك بناتك و ..
كانت كلمات العميد تصب في أذن علي وهو يفكر ~ أوقع الورقة وأخرج , أوقع الورقة وأشوف أخواني ونورة , خولة وبناتها , سفانه والخنساء وأشوف حساااااااااااان ~ وبلا مقدمات اخترقت آية ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) في عقله حس لحظتها بكل وجعه و حرقة قلبه تزووووول , قاطعه بحزم : ومن يتق الله يجعل له مخرجا , ماني موقع الورقة وهي كلها كذب وزور وتراهاااااااات ..
ورفع يده وأشر بسبابته للسما وقال بصوت قوي : دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجااااااااب , ربي بيختبر إيماني و إن شاااااااااااااء الله بأكون على قدر الامتحان ..
وتحرك للسرير وجلس عليه وسحب مصحفه وهو يقول : إذا تأكدتم من موت ولدي بشروني إن الله أحبني أكثر ..
و مسك دموعه وبلع غصته عشان ما يشوفها العميد اللي رماه بنظرة إحتقار وهو يخرج ويأشر لسيف إنه يصك الباب ..
فتح المصحف وانتبه لحظتها ليدينه المرتجفه , رفعها لقيها تنتفض بقوة , قبضها و صرخ في أعماقه ~ يااااااااااااااااااااااااااااارب , مارددتني خااااااااااااائبااااااااااااا ~



***********************

الساعة 7.45 في المستشفى :



: نجحت العملية ..
الكل طالع بصمت في الدكتور رامي اللي خرج وهو يلهث من شدة الحماس , الكلمة تترددت بداخلهم وهم مهم مستوعبينها , صرخ رامي بحماس غريب : الحمد لله نجـــحـــت , استخرجنا الرصاصة و حالته مستقرة حاليا ..
توقف عبد الرزاق عن دورانه في الممر و فز ماهر وسامر من مقاعدهم وهم يصرخون بحماس , غطى جاسم وجهه وهو يقول بصوت مفجوع : الحمد لله , الحمد لله ..
زفر عدنان وخرج أنفاسه الحبيسة وهو يحط يدينه على أكتاف جاسم ويشدها بقوة , زادت سرعة أنفاس عبد الرزاق وتحولت لشهقات مسموعة وهو ينهار على الأرض وهو يبكي بعدم تصديق , جثى عمر اللي جالس جنب جاسم و سجد شكر , لحقه عدنان وثواني سجد جاسم ولحقوه التوأم , حتى عبد الرزاق المنهار قام من جلسته و سجد , هبطت رهبة على كل اللي في الممر من منظرهم وهم ساجدين , أول من رفع كان جاسم اللي قام و قال بلهفة : نقدر نشوفه ..
ابتسم الدكتور رامي ومسح عيونه وهو يحس بغصة غريبة من مشهدهم وهم ساجدين وقال : حاليا من ورى القزاز ..
كلهم تقدموا بيسألونه , قال على طول : واحد بس اللي ممكن يدخل لأنه في العناية المركزة , لازم يكون تحت الملاحظة ثلاثة أيام إلين يتعدى مرحلة الخطر اللي هي 48 ساعة , بعدها نتابعه عشان نتأكد إنه مافي أعراض جانبية ..
زفر وكمل بحماس : سبحان الله , الرصاصة جات على بعد 2 سم عن القلب واخترقت الرئة , لو قدر الله وتحركت ليمينه شويه كان مات , الولد هذا نجى بمعجزة ..
لمن شاف الدهشة على وجيههم قال يفهمهم : في اعتقاد خاطئ إن القلب جهة اليسار وهو في الحقيقة يتوسط الرئتين لكن طرفه السفلي يميل نحو اليسار ..
حمدوا ربهم , ابتسم وقال : وحاجة ثانية , الحمد لله اللي الرصاصة صابته من مسافة بسيطة ولا كان اخترقته بقوة ووصلت لعموده الفقري وسببت له مضاعفات ممكن توصل للشلل ..
وزادت ابتسامته وقال : هذا أمه داعية له من قلبها ..
قبض جاسم على ذراع الدكتور وقال : أبغى أشوفه ..
انفتح الباب وخرج منه ممرضين يدفعون السرير اللي عليه حسان , قال رامي وهو يتحرك لهم : ننقله للعناية ولمن يستقر فيها ندخل واحد منكم ..
انصعقوا من منظره , زال إزرقاق وجهه لكنه مازال شاحب , صدره كله ملفوف بشاش و أكتافه منتشره عليها أقراص لاصقة موصلة بجهاز يدفعه ممرض ثالث , فمه شبه مفتوح موصل بداخله خرطوم بشكل مائل ومثبت بلاصق على جانب وجهه الأيسر , تحرك جاسم من عندهم بسرعة , التفت له الكل وسأله عمر : وين بتروح ؟؟
هز راسه من دون ما يطالع فيهم وقال : شوية وراجع ..
سأله عبد الرزاق : ما تبغى تشوف حسان ؟؟
قال بصوت غريب : خلاص شفته و كلها شوية وراجع ..
وتحرك قبل ما يستوقفه أحد , ما كان يحس بشي ولا يفكر بشي , رجوله قادته للمواقف , وهناك قعد يدور ويدور إلين لقي سيارته ولمن دخل يده في جيبه تذكر إن المفاتيح مهي معاه ~ صح , مين اللي ركن السيارة هنا ؟؟ ~ التفت بيرجع لقي عدنان قدامه , ناوله عدنان المفتاح بصمت , سحب المفتاح وحاول يدخله كذا مره لكن يدينه المرتجفة ما ساعدته , وفي الأخير سحب عدنان منه المفتاح ودخله وفتح السيارة وقال : مابخليك تسوق وانت بهالحالة , تحرك قدامي ...
دخل جاسم جنبه وقال وهو يغمض عيونه ويرجع مقعده على ورى : ودينا أي مكان ..


********************


في نفس الوقت في بيت حمده :


: شوفوا والله لو ما قمتم من قدامي بالعصا , والله بالعصا ..
لفت الخنساء بوزها وقالت : ليه ما خليتونا نروح عند أزهاااااااااار ؟؟...
وهزت سمية راسها مؤيدة وقالت : إيوه لييييييييييييييه ؟؟
قالت نور بعصبية : يافضيــحة النِدم , تبغون البنية تقول جايني غزو , مو كافي أسماء وسفانة ..
ضحكت خولة وقالت : جده الله يهديك أي غزو !! هم كلهم اللي راحوا 7 بنات ..
ضربت نور جبهتها وقالت وهي تقوم ببطء من سدحتها وتجلس مربعة : ســـبـــعة , يعللللللللل الله لا يكثرهم ..
شهقت الخنساء وقالت باستنكار : يعل الله لا يكثرناااااااااا !!! اش معنى هالدعوة ؟؟ ...
وكملت نور بعصبية وهي تعدل مسفعها : قاشين نفسهم للحرمة لييييييييييييييه , اش قام به ؟؟ اش قام به ؟؟ والله حب الحومه ..
ضحكت سمية وقالت بتريقة : يعني نطلع عقيمين وماعاد نجيب عيال ...
صرخت فيهم نور : بس انتي واياها قاعدين تطنزون ...
انتفضوا ولصقوا في بعض وسمية تقول بتلعثم : والله مانطنز أنا قاعدة أشرحـ ..
: يعني يعني مانتم فاهمين , قوموا من قدامي ...
أشرت لهم نورة إنهم يسكتون وقامت وجلست عند أمها وقالت : يمه الله يهديك , اش فيك معصبة ؟؟
زفرت نور وهي تحرك رجلها بتوتر وتقول : أنا أبغى أعرف السبعة هذولي مين ؟؟
قالت وهي تعدد على يدها : بنات أحمد الثلاثة وبنات صالح الثنتين وأسماء وسفانة ..
: الــــــــلـــــــه هذولي كلهم , استحوا على وجيهكم راسلين بناتكم بيت الرجال ..
قالت نورة بهدوء : أمي جاسم مو في , راح الرحلة مع حسان والشباب والبنت بنفسها عزمتهم مو هم قشوا نفسهم وراحوا ...
: متى راحوا ؟؟
: من قبل المغرب بشوية ..
أشرت على التلفون بعصايتها وقالت بحزم : دقي عليهم وقوليلهم دحين يرجعون , خلاص شبعوا جلسة ..
الكل سكت ونورة تدق على جوال سفانة , كانوا يعرفون جدتهم لمن تقول شي ما تحب أحد يعارضها ..


***********************


الساعة 8.20 في الشقة :


قامت أزهار على صوت جرس الباب وتحركت وهي تستمع لسفانة اللي كانت تقول لأمها باعتراض : أمي حراااااااام , أزهار مسوية كابلي وقدورها على النار , متعبة نفسها عشان نتعشى , مو معقولة نخرج دحين , نتعشى ونرجع ..
طالعت من عين الباب وهي مستغربة مين اللي ممكن يدق في هالوقت , انصدمت لمن شافته فتحت الباب فدخل بسرعة , قالت بهمس : جاسـ ..
انفجعت من وجهه اللي خنق حروفها من قوة تعابيره , قال ببرود وهو يدخل : تعالي أبغاك في شي ..
تحركت للمجلس وأشرت للهنوف بدون محد يلاحظ , لمن جاتها الهنوف بعد فترة بسيطة قامت فيها بدون ما تثير الشك , همست : جاسم جا , البنات لا يحسون بشي أخاف يرجعون إذا دروا بوجوده , شوية وأجي ..
هزت الهنوف راسها وأشرت لها تروح , تحركت أزهار بسرعة وأول ما دخلت صرخ فيها : ويــــنــــــــك ؟؟؟
انصدمت من صرخته وانعقد لسانها , صرخ مرة ثانية : وين رحتي ؟؟
صكت الباب بسرعة عشان ما يسمع أحد صراخه اللي كان عالي وقالت بهدوء : رحت خبرت الهنو ...
: تخبرينها ليييييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟؟
كان وجهه غريب , ملامحه متغيره من كثر عصبيته , قالت وهي تتمالك أعصابها : جاسم مو معقولة أختفي فجأة من عند ضيوفي و ....
صرخ فيها : أنا و لا ضيوفك ؟؟
~ اش هالسؤال الغريب ؟؟ جاي من برا معصب ويحط عصبيته فيني , اش ذنبيييييييييي ~ سكتت وطالعت فيه بصمت , صرخ بعصبية وهو يأشر على نفسه وعلى اللامكان: أنا ولا ضيوفــــك ؟؟
ضغطت على نفسها و ابتسمت وهمست : إنته , والله إنته يا حبيبي ..
تغيرت ملامحه المعصبة وانقلبت لملامح حزينة خلتها تشهق وهي تقول بخوف : جاااااااسم ..
تحرك لها و ضمها بقوة وحط راسه على كتفها وهو يسحب أنفاسه بصوت مسموع , حست بقلبها ينتفض من شدة الخوف , لفت ذراعينها حولينه وهي تقول : بسم الله عليك , اش فييييييييييييه ؟؟ جسوم تكلم , صار شــ ..
وتوقف كل تفكيرها للحظة قبل ما تبعده وهي تقول بشبه صرخة : عمر لاااااااااااااااا ...
وهزت راسها برعب وهي تقول : الله يخليك لا تقول عمر صار له شيييييي ؟؟ جاسم الله يخليك لا تقول ..
هز راسه بلا وهو يحط يده على فمها وهو يهمس بصوت كسير : ششششششش , مو عمر , مو عمر ..
كرهت إحساس الراحة اللي اجتاحها وحست نفسها أنانية لأنه مادام قال مو عمر معناته أحد ثاني , همس بصوت خافت : حسان , حسان يا أزهار ..
وتغير صوته ودمعت عيونه وهو يكمل : انطلقت عليه رصاصة لكنه نجي , الحمد لله نجي بمعجزة ..
ورفع يدينه وضغط عيونه بباطنها بقوة , التواء شفايفه اللي خبرتها قد إيش هو يقاوم بكاه حسته يعصر قلبها عصر , تمنت لو إنها أطول عشان تحتويه , رفعت نفسها على أطراف أصابيع رجولها ومدت يدينها لأقصى حد وحوطت راسه وضمته وهي تهمس : الحمد لله , الحمد لله ..
ضمته بكل قوة في جسدها , ما تخيلت بيمر عليها يوم وتشوف دمعته , حتى يوم درى بالبندري انسحب من عندها وخرج , هالمرة جا لها , قطع هالمسافة وهو عارف إنه حسان نجى , قطع هالمسافة عشان يجيها , هي من بين الناس كلهم جا يشكيلها , عرفت لحظتها إنها تعني له الكثيـــر , همست بحب عميق : حبيبي عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..
همس بصوت مخنوق وهو يضمها : كيف تحملتي تفقدينهم ؟؟ كيف قدرتي تتحملين فقد ثلاثة ؟؟
وتشبث ببلوزتها وهو يهمس بوجع : حسيتي بنفس الشعور اللي حسيته ..
ابتسمت من بين دموعها اللي بدأت تنساب وهمست : ربي رد لي عمر , وعوضني بك وبماما وبابا والهنوف والعنود والبندري وكثير في حياتي , صارت لي عائلة جديدة وكبيرة كمان , صح مو زي عائلتي الحقيقية لكنها عوضتني الكثير ..
وضمته أكثر وهي تكمل : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..
كتم دموعه اللي تحاربه لكنه ما قدر , كان وده يصرخ , يصرخ بعدد الثواني اللي تخيل فيها نفسه وهو ينقل خبر موته لعمته وجدته وعمه علي , بعدد الثواني اللي تخيل فيها كيف حتتلقى الهنوف الخبر , بعدد الثواني اللي مرت وهو يتخيل إنه آخر كلمات سمعها منه هو ( تراك وقح وعصبي بس محسوب علي ولد خاله ولازم أحبك , جاسم أحـــبــــك ) , بعدد الثواني اللي تخيل فيها إنه آخر كلمة قالها له ( وأنا ما أحبك , يعل ربي يفكني منك ) , بعدد الثواني اللي ترددت فيها إنه هذي آخر ضحكة بيسمعها لحسان , آخر مكالمة بتكون بينه وبين أعز الناس لقلبه ..
سألها بعد فترة صمت بصوت شبه هادئ : اش آخر كلمة قلتيها لهم ؟؟
سحبت نفس عميق وزفرته وهي تقول بتفكير : إمممممممممم , أمي ما أتذكر اش آخر شي قلته ولا حتى عمير , لكن عامر ..
وسكتت للحظة بعدين كملت بهمس : أظن إني قلتله أنا ماني قوية زيك , ولا شي زي كذا لأنه كان وقتها يحاول يصبرني ويفهمني إنه ممكن يروح عني ..
بعد عنها لمن تأكد إنه مافي على وجهه أي أثر للدموع وقال بابتسامة : انتي منتي قوية ؟؟
ابتسمت ابتسامة غريبة وهي تقول بصدق : أنا ماني قوية لأني لو كنت قوية ما كان فقدت ذاكرتي , لكن الحمد لله أحاااااول أكون قوية عشان اللي حولي وعشان ما أفقد ذاكرتي ..
طاااااااالع فيها لمدة طويلة , لأول مرة تتكلم عن فقد ذاكرتها , لاحظها إنه في كل مرة يسألها كانت تتملص من أسئلته بشكل عجيب , عمرها ما تكلمت عن فترة حياتها اللي من يوم الحادثة إلى يوم استعادة ذاكرتها , كل حديثها وحكاويها معاه تنحصر في الماضي أو الحاضر , كانت تتكتم بشكل فضيع على هالفترة , وتتهرب من أي شي ممكن يدفعها للكلام عن هالفترة , هل هو عدم ثقة به لأنها تعرف بموضوع ليلى اللي عمرها مالمحت له ولا سألته لو بطريق غير مباشر عنه , ولا لأنها تتألم من الحديث عن هالفترة اللي حملت كل آلامها وغيرت مجرى حياتها , ابتسم و همس وهو يحط راحته على بطنها : حاولي تكونين أقوى عشان بنوتتنا..
بعدت يده بحرج وسألت عشان تغطي خجلها : إنت تبغى بنت ؟؟ غريبة , أعرف الرجال يحبون العيال ..
زالت ملامح الحزن والتعب عن وجهه لمن ضحك وهو يقول : والله هو لو فكرتي شوية , الأولاد يسندون الواحد لا كبر ويرافقونه في كل مكان و ما تشيل همهم لا كبروا و البنات بكايات ومزعجات وطلباتهم كثيرة و زنانات ومشاكلهم لا لها أول ولا آخر إلى إني رغم هذا أبغى بنوته طعمه تحن علي حتى لو قسيت و تدلع علي وهي تناديني بابا ..
ابتسمت على منطقه وقالت وهي تتأمل وجهه اللي استعاد شيء من رونقه بعد ما كان شاحب متعب : اللي يجيبه ربي في الخير إن شاء الله ..
هز راسه وقال : آمين يا رب ..
وسحب نفس وزفره بقوة وبادلها النظرة المتأملة وهو يبتسم , قال بهدوء : الله يفشل إبليسك خليتيني أقول لعدنان وصلني البيت ..
ضحكت من قلبها على كلامه المفاجئ و سألت بحرج : واش قال ؟؟ ..
هز أكتافه وقال بشبه ضحكه : لا تتأخر عشان نرجع للمستشفى ..
زاد حرجها وهي تقول : طيب يلا تحرك , أكيد مستحي يدق عليك ..
وقبل ما يتحرك سألت : وكيف حسان دحين ؟؟ كيف صابته الرصاصة ؟؟
هز راسه وقال بتفاؤل وهو يتحرك : إن شاء الله بخير , الرصاصة أحكيك عنها بعدين , دحين في مواضيع لازم نحلها ولازم نفكر كيف بننقل الخبر ..
قالت وهي تتبعه : الله يسهلكم و يشفيه يا رب , طمني عليك وعلى الأوضاع ..
خرجت قبله من الغرفة عشان تشوف الدرب فاضي ولا لا و تفاجأت لمن شافت الهنوف اللي جاية من المجلس توقف في نص الصالة وخدودها تحمر من الخجل لمن شافت جاسم خارج ورى أزهار , حست أزهار بقلبها ينعصر وجع عليها لكنها ابتسمت وقالت : آسفة يا قلبي تأخرت عليكم ..
أخفى ألمه وتحرك لها وقال بترحيب : هنوف في بيتنا , يا حيا الله من جانا ..
سلمت عليه بخجل وقالت : أنا ..جيت .. عشان .. عشان .. البنات يسألون عن ..
ضحك وقال : اش فيك تقطعين ؟؟ على بالي الخبلة اللي عندي هي الوحيدة اللي تقطع في الكلام ..
طالعت فيه أزهار باستنكار وقالت : جااااااااسم ..
ضحكت الهنوف وقالت : حرام عليك تقول عليها خبلة والله إنها أم العقل ..
لف وابتسم ابتسامة غريبة ورجع لف على أخته وقال : أنا خارج خلاص اشبعوا بها ..
طالعت فيه بحيرة وهي تسأل بعفوية : اش جابك من عسفان ؟؟
تغيرت ملامحه متفاجئ من سؤالها اللي ما استعد له وبدون تردد فتح فمه وانطلقت منه الكلمة بلا تفكير , ثواني وتعالت بعدها صرخة الهنوف ..
غطت أزهار فمها بيدينها وهي مصدومة من صرخة الهنوف اللي حستها تتردد بصدى غريب , تناهى لها صوت جري البنات , فقالت على طول : جاسم فيييييييييييه ..
على كلمتها سمعت صوت ضجة تبعها صوت سقوط ممزوج بتأوهات ..
: أسنانييييييييي , يعععععععع شعر ...
: أنا اللي مفروض أشتكي أسنانك حفرت خندق في راسي , كله منك ..
: سوري تزحلقت ..
وشافت من طرف الممر ساق ريم اللي ميزت شرابها الصوف وراس العنود اللي قالت بصوت مكتوم : قومي عني يالدبيــــــــــه ...
وضربت ساق ريم وهي تقول : ريم يالخبلة رجلك عند أخويه ..
قهقهت أزهار من قلبها ولف جاسم وجهه وهو بالقوة كاتم ضحكه عشان ما يحرجهم , شقحت البندري العنود الطايحة جنب ريم اللي تزحلقت وهي تحاول توقف نفسها و فوقهم سفانة اللي قاعدة تهز أسنانها الأمامية تتأكد إنها ما تخلخلت ..
لفت الهنوف وصرخت بحماس : بندري سمعتي , أزهار حااااااااامل ..
شهقت العنود وهي تقول : حامل ..
وقامت رغم ثقل سفانة اللي صرخت وهي تثبت نفسها عشان ما تنقلب , ومع حماسها دعست رجل ريم بلا شعور وهي تسأل بفرح : من جــــد ؟؟
كتمت أزهار ضحكها وقالت بحرج : لسه ما كشفت عشان ....
انقطع كلامها لمن صرخوا بحماس , حضنتها البندري وحضنتهم العنود وهي تصرخ بعفويه : بأصيـــــــــر خالــــــــــه أخيــــرا ..
قال جاسم اللي ما توقع هالفرحة كلها بالخبر : هيييييييييييي , عمه مو خاله ..
لفت عليه وجريت له وضمته وهي تقول : عمه وخاله , مبروك يا بابا جاسم , خخخخخخخخخخخ , مو لايق ..
ضربها على راسها وقال : اش هالضحكة البشعة ؟؟
التفتوا كلهم للهنوف اللي سألت بحيرة : وانتي ليش تصيحين ؟؟
كانت البندري حاضنة أزهار وهي تصيح بصوت بدأ يعلى مع مرور الوقت , حضنتها أزهار ومسحت على شعرها , كانت الوحيدة اللي فاهمة شعورها , الخبر رجعها لذكريات أليمة , ذكريات تحاول جاهدة إنها تتناساها وهي تمضي بخطوات متعثرة يسندها الإيمان اللي بدأ ينمو بداخلها , لفت أزهار يدينها أكثر حولينها وضمتها بقوة , كان ودها بلمسة تنهي ألم البندري لكن الإنسان لازم يحصد اللي يزرع , تحرك جاسم وفك يدين أزهار وسحب البندري اللي كانت تشهق بقوة وحضنها وهو يقول بتحبب : هذا كله فرحه لنا ولا عشان بتصيرين عمه ..
لأول مرة من عرف باللي سوته يخاطبها , قاطعها بشكل مؤلم , كان غير عن عبد الرزاق اللي يتحين الفرص عشان يجرحها بكلمة أو بنظرة لدرجة خافت يفضحها قدام أهلها من كثر ما ينغزها بالكلام , تصرفه معاها كان التعذيب بحد ذاته , التجاهل التاااااام , حتى السلام ما كان يقوله لها إلا من بين أسنانه , عيونهم لمن تلتقي ما تشوف الكره اللي في عيون عبد الرزاق لا كانت تشوف العتاب اللي يذبحها ويسلخ روحها سلخ , لفت يدينها حولين خصره وحضنته بقوة وصياحها يزيــــد , زفر وقال وهو يربت على ظهرها بحنان غريب : كفاية دموع , تراني تعبت منها ...
ما قدرت كان كل حرف يوجهه لها يزيد من دموعها , ضحك من نظرات العنود المتسعة باستغراب وقال : عنود والله شكلك يبغاله تصوير , بندر خلااااااص , لفي شوفي شكل العنود ..
ضحكت أزهار وهي تمسح دموع المشاركة اللي نزلت غصب , وقالت الهنوف من وسط ضحكها : عيونها خرجت , بنــــت , اش فيك ؟؟
هزت العنود راسها وحكت راسها من ورى وهي تقول بوجع : عيوني طالعه بسبب أسنان سفانة الدبببببببب , أححححححح والله أحسها لساعها موجوده ..
ودنقت راسها لأزهار وهي تقول : تعالي بالله شوفي يمكن فكها ناشب في راسي , والله مو بعيد تلقين سن ولا اثنين ..
مسدت أزهار راسها وهي تضحك وتقول : مافي شي ..
قالت بقهر : أمووووووووت و أعرف اش خلاها تفتح فمها زي المسعورين وهي طايحة وتعض راسي بـ ..
قطع شرحها صوت سفانة اللي قالت بعصبية : عنود بسسسسسسسسس , شغلك عندي ...
بعدت البندري عن جاسم وهي تضحك وتمسح دموعها , قال جاسم : أنا خارج دحين ياسفانة شوفي شغلك معاها , توصي فيها ..
: لا توصي حريص ..
تحرك جاسم بعد ما ألقى عليهم نظرة شاملة وخرج , أول ما انقفل الباب سمع صراخ العنود وصوت جري , ضحك من قلبه وقال : الله يديم علينا نعمة العقل ..
وهو نازل تذكر عدنان , ضرب جبهته ونزل الدرج بسرعة , أول ماخرج لقيه منزل الكرسي ونايم , دق القزاز ففز على طول و قطب حواجبه لمن شافه وهو يقول : كان نمت ياخي ..
ضحك جاسم وقال وهو يفتح الباب : تحرك أنا بأسوق ...
ابتسم عدنان وقال : سبحان مغير الأحوااااااااااااااال , ياخي قلنا على السر ..
ضحك جاسم وقال وهو يحرك السيارة بعد ما صك الباب : انت قلت بنفسك سر , بعدين هذا الكلام ماينفع للصغار ..
رفع عدنان حاجبه وهو يطالع فيه باستنكار , ورجع لف يطالع في الطريق وهو يحس براحة جاسم وابتسامته تنتقل له ..
زفرت أزهار وقالت : خلاااااااااااااااااااااااص ..
وبعدت يدينهم عن بطنها وهي تقول : لسه مافي شي , لو الجنين موجود بيكون نقطة فين بتحسون بنقطة ..
دنقت العنود إلى بطنها وقالت : هيييييييييييييييييي يا دبــــه أنا خالتك وعمتك العنوووووووود , إذا خرجتي تعرفيني من حلاتي ..
دفتها سفانة وقالت تقلدها : هييييييييي يا بطل ترى بتعرفها من صوتها النشاااااز , تراها كذابة أحلى وحده أنا وانتبه ترى بأذبحك لو ماناديتني خاله ...
شهقت العنود وقالت : تخلخلت عظامك قولي آمين , يناديك خاله لييييييييييييييييييه , عندك أربعة ماشاء الله ينادونك جايه ومحاشرتني على بنت أخويه وأختي لاااااااااااا وكمان تنادينه بصيغة مذكر , احترمي نفسك , اللي جوة بنت ..
تقدمت سفانه ولصقت وجهها في وجه العنود وقالت : بيطلع ولد وبيناديني خاله غصب عنك ..
رفعت العنود حواجبها بصعوبة عشان جبهة سفانة اللاصقه في جبهتها وقالت : وأنا أقول بتطلع بنت و صدقيني لو نادتك بخاله بأقطع لسانها قطع ..
: ولد ..
: بنت ..
: ولد ..
: بنت ..
ضحكت أزهار على أشكالهم و قالت الهنوف بحزم : خلاص انتي وإياها ..
قالت العنود بعد صمت : انقلعي يا عضاضة رؤوس البشر ..
قالت سفانه وهي تدور على محشة : روحي يا ... يا ... يا أم شعر ماله طعم ..
رمتها العنود بنظرة تريقة وهي تقول بهدوء : الله يا أم شعر بطعم الكرز الياباني ..
تبعته بعصبية : ما كل الناس شعورهم مالها طعم يالغبية ..
انفجروا كلهم بالضحك لمن ردت سفانة بتريقة : ليه الأخت ذواقة شعور وأنا ما أدري ..
قالت العنود : بديهي ..
ومسكت خصله من شعر أسماء اللي جالسة جنبها ولحست طرفها , صرخوا باستنكار وسحبت أسماء شعرها وهي تصرخ بقرف : يععععععععععععععع , عنيدي يالقرفـــــــــه ..
تفلت العنود كذا مرة ومسحت لسانها و هي تقول : يعععععع طعم بلسم أعشاب ..
قالت أسماء : اليوم تروشت , يععععععععععععععع , دحين لازم أغسله ..
قالت العنود بتكبر : إيوه لازم تغسلينه عشان ما يتجمع عليك النمل ترى ريقي عسل ..
ضحكت أزهار على خبالهم ومناقشاتهم الفاضيه وهي تحس بسعادة عميقة وهي تشوفهم في بيتها ويتعاملون معاها بطبيعية وكإنها عاشت معاهم طول حياتها , لكن .........
التفتت لعهود اللي جلست غير بعيد عنهم وهي حاطة رجل على رجل , كانت عيونها المركزة عليهم تحمل برودة ونظرات غريبة وحواجبها الخفيفة المرسومة بعناية مرفوعة بطريقة تدل على مللها من المنظر اللي تشوفه ..
بعدت أزهار بصرها وهي تصرخ بداخلها ~ يارب سامحني , ماني قادرة أحب هالبنت , نظراتها ترعبني ~ ...


***********************


الساعة 9.40 مساء :
في انتظار الرجال في المستشفى :

: شوفوا نتكتم على الموضوع نهائيا إلين يقوم حسان ويعدي مرحلة الخطر , يعني نرسل رساله موحده لكل الجوالات نكتب فيها إننا قررنا ننام في البر ونقفل الجوالات وبما إن المنطقة بعيدة عن الإرسال فحيخمنون إننا لسه في البر ..
سأل عمر وهو يطالع في جاسم وعدنان اللي فكروا بالفكرة وطرحها جاسم عليهم : وعبد الإله ؟؟ محد فينا راح وطمنه ولا حاول يشوف موضوعه ..
قال عبد الرزاق : أنا ...
قاطعه الكل في نفس الوقت : لالالالالا ...
وقال عدنان : يرحم أهلك خلك مكانك , بتروح وماعاد ترجع بنلقاهم زاجينك معاه و بنضطر نخرج اثنين بدل واحد , إحنا محنا ناقصين ..
زفر عبد الرزاق ورفع يدينه وهو يقول : as you wish ….
قال عمر : خلاص أنا أروح له ..
قال ماهر : وأنا وسامر نرجع للفرشة ونجيب الأشياء والمسدس وكل شي ..
هز عدنان راسه وقال : لاااا , أكيد بيكون هذا تغير لمكان الحادث , مو لازم ناخذ شرطي معانا ولا شي من هالقبيل ..
قال جاسم بغيض : صدقني ما عندنا هالتطور , شفت كيف النقيب سأل عن المسدس وراح بلا اهتمام لمن قلناله نسيناه ..
قال ماهر وهو يأشر على سامر اللي جا : شوفوه سامر جا كان معاه شرطي في الممر , خلونا نسأله ..
التفتوا كلهم باستغراب من الموضوع لسامر اللي سأله ماهر : وين الشرطي اللي كان معاك ؟؟ اش كان يبغى ؟؟ ..
هز سامر أكتافه وقال بحيرة : سأل عن حالة حسان و راح ..
: بسسسسسسسسسس ..
: بس ..
زفر جاسم وقال بعصبية : الله يقطعهم , نتصرف من عندنا خلاص , روحوا سووا اللي اتفقنا عليه وإذا قالوا ليش جبتوه قبل مانشوف موقع الحادث بنحط نفسنا أغبياء ...
كتبوا الرسالة وأرسلوها من جوالاتهم وتردد جاسم قبل ما يفتح جوال حسان ويرسل الرسالة لعمته ..



*********************


الساعة 10 مساء :
في سجن بريمان :

: ياشيخ علي , ياشيخ علي ..
قام من نومه على يد تهز كتفه بقوة وصوت ضجيج يحيط به , أول ما اندفع لذاكرته ~ حسااااااااان , ولدي مات , رحمتك وعفوك يارب , أنا متى نمت ؟؟ حساااااااااان ~ انصدم لمن شاف سيف قدامه ووراه مجموعة جنود , قام من السرير وهو يقول : خير إن شاء الله ..
قال سيف بتأثر : الفرج يا شيخ , الفرج جا , الأمير **** اللي سمع بموضوعك وحقق في القضية لمن عرف بموضوع حسان أصدر مذكرة عفو سريعة وطالب بتبرئتك و إسقاط التهم كلها ودفع السبع ملايين المطلوبة وأمر بإطلاق سراحك مع دفع تعويض كمان ..
واختنق صوته وهو يقول : وحسان نجحت عمليته , توني جاي من المستشفى , الدكتور قال نجحت العملية بنسبة 90 % ..
غمض عيونه وهو يقول بصوت متهدج : يارب رحمتك وسعت كل شيء ..
سمع تبريكات الجنود اللي كانوا دايم يزورونه ويخدمونه بعيونهم وهم معتبرينه قدوتهم , هزه سيف وهو يقول بحماس : هيا يا شيخ تحرك بتخرج دحين , ورقة عندنا هنا ..
والجنود يصدرون بأصوات حماسية مصحوبة بتصفيق وصفير وواحد متحمس يصرخ : ظهر الحق وزهق الباطـــــــل ..
تلاه ضحكهم العالي , مسح علي وجهه وجلس على السرير وهو يحس بفتور في جسمه من شدته ماقدر ينحني ويسجد شكر فاكتفى بإيماءة راسه إنه يسجد وهو يتحمد لله ويشكره ..



****************************


الساعة 10.10 في قسم الشرطة :



: ممنوع يا شيخ والله ما أقدر ..
زفر عمر وقال : طيب ممكن توصله إنه حسان نجحت عمليته بفضل الله أكيد إنه قلقان ..
هز الشرطي راسه وقال : إن شاء الله , شي ثاني ..
جلس عمر يسأله عن الإجراءات المطلوبة منهم والإجراءات اللي بيطبقونها على القضية والشرطي يشرح له كل المطلوب ..
وبعدها خرج وهو يترجاه ما ينسى يروح لعبد الإله ويبشره ..
: عبد الإله صالح ..
رفع راسه اللي سانده على الجدر وراه وقام بسرعة وتوجه للشرطي اللي طالع فيه بهدوء قبل ما يبتسم وهو يقول : قريبك نجحت عمليته ..
اندف ومسك القضبان وحصرها وهو يقول بلهفة : حسان نجحت عمليته , متأكد من هالكلام ..
ابتسم وقال وهو يدخل يده من بين القضبان ويربت بها على كتفه : واحد مطوع جا من المستشفى وخبرني بهالخبر , الحمد لله ..
همس وهو يطالع في الشرطي بامتنان : الحمد لله , الحمد لله ..
فلت القضبان وتحرك وجلس على الأرض في الركن اللي كان جالس فيه من يوم جا , ضم ركبه له وسند عليها أكواعه ودفن وجهه بين يدينه وهو يردد : الحمد لله , الحمد لله ..
تحلقوا حولينه المساجين اللي عرفوا بقضيته من ثرثرة الشرطة وكل يبارك له ..



***************************


في الشقة :

طالعت أزهار في الهنوف اللي تلعب بجوالها وسألت : هنوف اش في ؟؟
رفعت الهنوف راسها وقالت : هااااااا , لا ولا شي ..
جلست جنبها وقالت : ماتعشيتي زي الناس , ماعجبك الكابلي اللي سويته ..
هزت راسها وقالت : بالعكس ماشاء الله مرة طعم , تسلم يدك ..
وزفرت وهي تهمس متابعة : حسان ما قالي إنه بيبات هناك ..
سكتت أزهار تستناها تكمل كلامها , لفت عليها الهنوف وقالت بحرج : الأسبوع اللي فات كنت مشغولة مع العنود والبندري وزواجها المفاجئ و ما قدرت أتصل عليه أو أرد على اتصالاته و تواعدنا إننا نتكلم الليلة بعد ما يرجع من عشا الرحلة ..
انعصر قلب أزهار وهي تتذكر حسان وتتخيل لو إنه جاسم اللي صار اللي صار اش بتسوي لو دريت , قالت بتشجيع : أكيد ما في إرسال ...
لفت بوزها وقالت : وإنت ليش أرسلك جاسم ؟؟ كان يقدر يرسل ..
حكت أزهار حاجبها وهي تتذكر رسالة جاسم اللي أعلنتها عندهم , وإنه الشباب قرروا ينامون في البر ..
: يا بطنييييييييييييييييييييييييييييييي ..
لفت على العنود الي دخلت وهي تتوجع من بطنها وسفانة تقول : حد قالك تدبين الأكل دب , ماشاء الله أكلت من قلب ..
أشرت على أزهار وهي تقول : كله منها , ليش أكلك لذيذ ؟؟
ضحكت أزهار وقالت بمزح : شكرا على هالإطراء ..
قالت العنود : إلحقي على ريم لساعها قاعدة تاكل ..
وصلهم صوت استنشاق ريم اللي دخلت وهي تقول : اش قالولك سعليه زيك ؟؟ ثلث لشرابك وثلث لطعامك وثلث لنفسك ..
رمت العنود نفسها ومددت ظهرها وهي تقول بصوت مخنوق : واااااااااااو أنا ثلاثة أرباع طعام وربع للشراب والنفس راااااااااح فيها ..
قالت الهنوف : الرسول يقول بحسب ابن آدم لقيمااااااااااااات تقمن صلبه ..
قالت سفانة : سامعة , لقيمااااااااااااااات مو غرفاااااااااااااااااات ..
خرجت أزهار وابتسمت لعهود اللي جالسة تغسل يدها وراحت للمطبخ اللي أصروا يتعشون فيه , ولمن شافت أسماء تشيل الصحون قالت : والله ماتشيلين ولا شي , خليه أنا أنظف كل شي ..
قالت سفانة اللي وراها : مو بكيفك ..
وقامت تشيل الصحون , قالت أزهار بحزم : أنا حلفت , بعدين لا تخافين بأكرف عنيدي وبندري كرف مادام بينامون هنا عندي ..
قالت البندري : يا سلااااااااااام , اش معنى هنوف ماحطيتيها في قائمة الكرف ..
ابتسمت وقالت بحرج : أستحي , عيب أختنا الكبيرة ..
أزهار رغم معرفتها إنها أكبر من الهنوف بشهر إلا إنها مازالت تعتبرها أختها الكبيرة ..
جات العنود جري وقالت : بنات عمي صالح تحت , بسرعة تحركوا ..
ووراها ريم اللي تلبس طرحتها وهي تقول : أبويه مارضي يجينا السواق في هالوقت , عشان كذا جا بنفسه , تحركوا يلا ..
تحركت أسماء وسفانة بسرعة , ابتسمت أزهار وتبعتهم للممر وهي تقول : جزاكم الله خير على الزيارة , استانست بالجلسة معاكم ..
وقفت جنبها العنود واتكت على كتفها وهي تقول : جزاكم الله خير , آنستونا والله , زرونا مرة أخرى تجدوا ما يسركم ..
لفت عليها سفانة وقالت : يا مخص اللقافة , تعالي بطنك طابت ..
تأوهت العنود وحطت يدها على بطنها وقالت : لاااااااااا ...
شهقت ريم وقالت : يا ناس كذابة البنت هذي ..
وخرجت وهي تقول : الله يعينك عليها يا أزهار بتبلاك الليلة من كثر الشكاوي ..
ودعتهم أزهار وصكت الباب بعد ماخرجوا كلهم , التفتت لأخواتها وصرخت بحماس : واااااااااااااااااااو بتنامون عنديييييييييييييييييييييييييييييييي ...
اتفاجؤا من صرختها وضحكوا لمن استحت وهمست : تحمست مو ؟؟
صفقت العنود يدينها ببعض وحكتها وهي تقول : إحنا لوحدنا ...
و ضحكت ضحكة شيطانه مسرحية وهي تكمل بتريقة : ننادي أصحابنا , أنا أدق على صاحبي و ..
ضربوها كلهم وهي تضحك على ردة فعلهم ...



***********************



الساعة 12 في بيت حمده :


: طارق خير ..
ابتسمت نورة لكلمة أمها وقالت وهي تقوم : إن شاء الله ..
: يمكن حسان غير رأيه وجا ينام هنا , أعرف ما يحب ينام برا البيت ..
قالت خولة وهي تأشر لأمها إنها تجلس وهي تقوم : جده هذا اللي تتمنينه , شكلك إنتي اللي ما بيجيك النوم من كثر ماانتي مشتاقه له ..
قالت حمده وهي تنفض يدها مستنكره : أشتاق له ليه ؟؟ من زينه يجيب لي الصداع لا جاني , افتكيت من رجته اليوم ..
ضحكت سمية وهي ترمي ورقة في ميدان اللعب وغطت فمها ببقية الأوراق اللي في يدها وهي تهمس : يعني يعني ماني مشتاقة لحسان ..
ضحكت الخنساء وقالت وهي تدق سالم : هي سويلم طالع طالع , لا تفوتك جده ..
لف سالم على جدته وضحك لمن شافها مثبته نظرها على الباب تنتظر اللي جاي , قال بصوت عالي وهو يسحب ورقة ويرميها : مشكلة اللي يحطون نفسهم ماهم مشتاقين وهم ..
دقوه الثنتين باستنكار وهم يكتمون ضحكهم , قالت نور اللي ما فهمت قصده : مشلا ضحككم , مخلين خولة تقوم وانتم جالسات يالمعبرات ..
أول ما شافت خوله زوجها من العين فتحت الباب وهي تقول بضحكه : بدري يا أفندي كان نمــ ....
وذابت الكلمات وهي تشوف الشخص اللي وراه , ثوبه وشماغه اللي بدون عقال ~ أكيد أتوهم , أكيد أتحلم , أبويه , أبويه ~ وصلها صوته الحنون وهو يقول : خولة ..
صرخت خولة بعدم تصديق ..
فز سالم أول ما سمع صرخة أمه وهو يرمى الورق اللي في يده وتبعته البنتين ونورة اللي ماشالتها رجولها من الخلعة تجمدت في مقعدها , أول ما خرجوا للممر شافوها متعلقة برجل ماعرفوه لأول وهلة , تراجع حميد زوجها لمن شاف الخنساء و ابتعد عن المكان , صرخت الخنساء بعدم تصديق لمن تبينت الرجل : أبويــــه ..
ورجعت جري لغرفة جدتها , دخلت من الباب وهي تقول بلهفة : أمي أبويه رجع , أبويه رجع ..
واختنق صوتها وهي تهمس : والله رجع , والله رجع ..
غطت نور وجهها وهي تبكي و تتحمد ربها لمن شافت نورة تفز من جلستها وهي تقول بعدم تصديق : علي رجع , علي رجع ..
مشيت بخطوات متعثرة وهي تحس روحها تسبقها , أول ماشافته وسالم وسمية متعلقين به وخولة تمسح على كتفه وهي واقفة جنبه تصنمت مازال كما هو لكنه نحف كثير وحفر الزمن أخاديده في وجهه اللي كان يحمل أعتى علامات التعب , حست بقلبها ينبض ومشاعر تختلط بداخلها , رفع راسه عنهم وطالع فيها , مازالت بنفس الهدوء ورباطة الجأش اللي يحبها فيها , نفس القوة , نفس الجمال الهادئ اللي اعتاده ..
ابتسم وبعد أحفاده وتقدم منها وهو يقول بمرح : السلام عليكم , كيفك يا أم حسان ؟؟ سامحونا جينا بدون موعد ..
ابتسامته ومرحه اللي ورثه لكل أبناءها زاد ألمها وحست بمشاعرها تخنق أنفاسها , همست وهي تقاوم دموعها : الحمد لله على السلامة ..
وقف قدامها وهمس : اشتقت لك يا نورة ..
نزلت دموعها وغرقت وجهها وهي تمد يدين مرتجفة له , ضمها وهو يأكد لها : والله اشتقت لك ..
كان تحس بحنجرتها متضخمة وتضغط على جدران حلقها من كثر ماهي كاتمة انفعالاتها , شهقت و سحبت الهوا من فمها و صرخت وهي تتشبث بثوبه : علــــــي , علــــــــي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
ضمها أكثر وهو يقول : أنا هنا , أنا هنا وإن شاء الله ماعاد بأروح عنك ..
صرخت نورة بلا إحساس وهي تتشبث به أكثر خوف يروح عنها , خمس سنين عاشتها وهي تتظاهر بالقوة عشان أولادها , خمس سنين تحملت وجع فقده , خمس سنين وهي تكافح لوحدها عشان هاللحظة اللي جات بلا مقدمات , خمس سنوات كانت تنام فيها وقلبها متيقظ وروحها في مكان آخر , صرخت وصرخت وصرخت ...
ضمت خولة بنتها والخنساء اللي يصيحون على منظر نورة المنهارة , قالت الخنساء من بين دموعها : أمي خلاااااااص , هو رجع خلااااااااص ..
هزتها خولة وهي تضمها : اششششششششش خليها , خليها تطلع كل اللي في قلبها ..
: أمي اش فيهاااااااااااااا ؟؟
واجتاحتها موجة دموع جديدة وهي تشوف أبوها مثبت نفسه ومقاطع ذراعيه ورى ظهر أمها المنهارة صياح وضامها بكل قوته عشان ما تطيح وهو يهمس : أنا هنا , الحمد لله اللي ربي ما أخذ أمانته وأنا ما شفتك , الحمد لله , خلاص يا نورة أنا هنا ..
حس بيدينها تتراخى وحس بها تنزلق من بين ذراعينه وصياحها وصراخها يخفت ويتحول لنشيج خفيف مصحوب بأنين موجع , اضطر ينزل للأرض معاها عشان ما تطيح , صرخت سمية بخوف وهي تجري لنورة : جــــــده ..
جات حمده وهي تتمايل مستندة على عصايتها واليد الثانية ساندها سالم , و شافت نورة ممدة على الأرض في حالة من اللاوعي وهي تئن ودموعها مهي راضية توقف وعلي جاثي جنبها وهو يمسد خدها وجبينها بحنان وهو يقرأ عليها والبنات حولينها يصيحون , قالت بصوت مخنوق وهي تدق خولة بعصايتها : ابعدوا عنها , ابعدوا عنها ..
وأشرت لسالم اللي ناولها قارورة موية الصحة اللي كانت في يده , حطت من الموية في فمها وبختها على وجه نورة اللي شهقت من برودة الموية وهي تنتفض , قالت حمده بحزم : تقومين ولا أبخك ثاني ..
مسح علي نقاط الموية عن وجهها وهو يقول : يلا نورة قومي ...
رفعت نورة يدها بضعف ودموعها تزيد ونشيجها يعلى أكثر , شربت حمده من موية الصحة وبختها مرة ثانية , شهقت نورة وارتفع صوت بكاها , قالت حمده بعصبية : والله لو ما قمتي بأبخك , كذا تستقبلين زوجك , قومي بسرعة ..
مسح علي الموية المختلطة بدموعها وهي يبتسم ويقول بمرح : نورة قومي ترى عمتي ناوية تغرقك ..
همست وهي تفتح عيونها بضعف : خلاص قايمة ..
ولمن شافها بتقوم سندها وجلسها ونسي كل اللي حولينه وهو يمسد خصلات شعرها المبللة ويرجعها ورى إذنها ويمسح الموية من وجهها , جلست خولة جنب أمها وقام علي لمن تذكر نفسه وسلم على حمده اللي سلمت عليه وهي متلثمة بمسفعها , ضحكت الخنساء لمن قال سالم باستغراب ممزوج بسخرية : توها كانت تبخبخ موية على جدة قدامه ودحين متلثمة ..
ضربته أمه على فخذه وهي تقول : ولد عيب ..
وسمية تهمس وهي تمسح دموعها : اششششششش لا تسمعك والله تلعن جدفك ..
بعد ماسلم عليها لف على نورة اللي أشرت لهم إنها ما تقدر تقوم دحين وقال : قومي أسندك ..
هزت راسها بلا وهي تمسح وجهها بخجل , ابتسم ودنق ورفعها بقوة وسندها , حطت سمية يدينها على خدودها وهمست للخنساء اللي كان ودها تنقز في المكان من كثر فرحتها : يا رب ترزقني واحد زي جدو علي يارب ..
همست الخنساء بتريقة : طرتي وقعتي مالك غير حمودي ..
لفت عليها سمية وضربتها وهي تقول بقهر : خليته لك ...
وتحركت تلحق بهم وهي لافه بوزها , ضحكت الخنساء وتبعتها وهي تعرف إنها تكره تنديعهم لها بمحمد ولد جلال ..



************************


في نفس الوقت في المستشفى :

مازال الوجه الأسود المبتسم وعيونه وأسنانه المناقضة لبشرته تلاحقه , حس برغبة في التطليع وبوجع غريب في كل جسمه , حرك فمه لقيه جامد , فتح عيونه ببطء وقفلها بقوة لمن جهره الضوء الأبيض , حس بغصغصة وبشي غريب في حلقه , فتح عيونه دفعه وحده لمن دوى صوت الطلقه مضيء ظلمات عقله , دار بنظراته للي حوله , حاول يتحرك لكن ما في جزء في جسمه يطيعه غير عيونه , تلفت يمين ويسار , كانت الأجهزة تحيط به وخرطوم غريب محشور في فمه , عرف سبب الغصغصة اللي في حلقه , حاول يتحرك يصدر أي صوت لكنه ماقدر , لمح خيال ممرضة تتحرك من قدام الغرفة , حاول يصدر صوت لكنه ماقدر , بدأت الصورة تهتز قدامه وتتماوج ورجعت الأصوات تعمق كإنها خارجة من بئر عميقة ورجع الوجه الأسود المبتسم قبل ما يتلاشى كل شيء فجأة مع صوت جاسم القادم من البعيد وهو يقول للممرضة : دقيقة بس أبـ.......
مد يده بتردد وتلمس شعر حسان وهو يهمس : حسان ..
كان صوت صفير الأجهزة يتردد حولينه مختلط بصوت ضخ جهاز التنفس للهوا , زفر وابتسم وهو يهمس : ترا ماقصدت لمن قلت ربي يفكني منك ..
: جاسم ..
التفت لعدنان اللي ناداه من خارج العناية قبل ماتطلعه الممرضة برا العناية , دنق جاسم وسلم على جبينه ومسح شعره وتحرك خارج , قال عدنان على طول : نسيت رحلتنا للرياض بعد ساعة ونص , أكيد الوالد يستنانا , اش نسوي دحين ؟؟ ..
قال بعد تفكير : لازم تروحون , مو معقولة بتأجلون رحلتكم ..
قال سامر : ما نبغى نروح قبل ما يتجاوز حسان مرحلة الخطر ...
وهز ماهر راسه مؤيد وهو يقول : نبغى نتطمن عليه ..
قال جاسم : نوافيكم بالأخبار أول بأول بالمكالمات , عدنان وراه رحلة للشرقية بكرة عشان العمل ..
ساد صمت في المكان قطعه عدنان وهو يقول بهدوء : هو من ناحية لازم نرجع لازم لأنه حتى ماهر عنده رحلة بعد بكرة ..
حط جاسم يده على كتفه وهو يقول : جزاكم الله خير , كفيتوا ووفيتوا , والله ما قصرتم معانا ..
توادعوا بهدوء يسوده الحزن , زفر عبد الرزاق لمن لقي نفسه لوحده مع جاسم وعمر وقال : ما أدري ليه أحس بالضيق لريحتهم ..
دقه عمر وهو يقول بمزح : ما توقعتك عاطفي لهالدرجة ..
وكمل وهو يأشر بيدينه كإنه يشرح معادلة : ترا هذا الشعور لأنهم وقفوا معاك في وقت عصيب فصار في ارتباط بـ ..
رماه عبد الرزاق بنظرة حاده وهو يقول بسخرية : لا والله , متى غيرت مهنتك من مطوع لمحلل نفسي ..
ضحك عمر وقال بحزم ممزوج بابتسامة حلوة : ترى الطواعة مهي مهنة ...
زفر جاسم وهو يسمع لمناقشتهم اللي بدأت واللي هو متأكد إنها ماحتنهي قريب , تحرك وجلس على مقاعد الانتظار وهو يطالع في باب العناية اللي مالهم شهرين واقفين عندها عشان عمه صالح , استغفر ربه وهو يفكر في عمه صالح اللي أشفق عليه وهو مهو عارف كيف بينقلون له الخبر وكيف بيتلقاه ...



****************************


في بيت حمده :

أول ما دقت سفانة الباب انفتح وطلت منه سمية والخنساء , قالت بفجعة : بسم الله , اش فيــــــــه ؟؟
سحبتها الخنساء وهي تقول : بسرعة , بسرعة ..
لفت على أسماء اللي تدفها سمية من ظهرها عشان تسرع في مشيها , سألت : اش عندهم المتخلفات ؟؟
هزت أكتافها وقالت : ما أدري ..
سحبتها جوة الصالة الداخلية وهي تقول : ترااااااااااااا ..
تجمدت سفانة لمن شافته يقوم من جنب أمها وهو مبتسم ويقول بهدوئه المعتاد : كان مهدتي لها ..
تراجعت لورى وصدمت في أسماء اللي وقفت مصنمة تحاول تستوعب المنظر , نقلت سفانة بصرها بسرعة بينهم , وجه أمها المنتفخ من كثر الصياح , خولة تأشر لها تتقدم , الخنساء وسمية المبتسمات ابتسامات واسعة ورجعت ركزت نظرها عليه وهي تقول : أبويه ..
وصرخت بعدها وهي تندفع له : أبويــــــــــــه ..
اختلطت صرختها بهتاف أسماء : جدوووووووو ...
فرد يدينه وتلقها في أحضانه ومد يده اليمين وأشر لأسماء اللي طالعت في من مكانها ودموعها تنزل بصمت , جريت له وضمته , ضمهم الثنتين بقوة وهو يحس بقلبه ينبض بسعادة مالها حدود ..
زادت دموع سفانة لمن التقت يدينها ورى ظهر أبوها شدتها بقوة وهي تصييح وتصرخ بداخلها ~ نحف , نحف , ماكان ياكل ~ ابتعدت عنها أسماء وهي تمسح دموعها وهي تقول : الحمد لله على السلامة ..
قال وهو يضم سفانة : الله يسلمك , ماشاء الله محلوة ..
رفعت سفانة راسها عن صدره وقالت باعتراض : أنا أحلى ..
ضحك وضمها وهو يقول : كلكم حلوات ..
وجلسوا يتبادلون الحديث وسفانة لاصقة فيه وهي تسأله عن كل شي يخطر ببالها عن السجن والفترة اللي قضاها , وبعدت عنه لمن تذكرت شي وراحت جري لغرفتها وهي تقول : دحين جاية ..
قالت خولة وهي تنزل جوالها : أفففففففف مقفل , شكله مافي إرسال نهائي ...
سكت علي وهو يسمع نورة تقول : سبحان الله اليوم اللي يقرر فيه ينام برا البيت يجي أبوه ..
قالت الخنساء وهي تضحك بأذيه : خخخخخخخخخخخ , اسمني بأغيضه غيااااااااااض ...
شويه و جات سفانه وهي شايله بشته الأسود , ابتسمت بفرح وقالت وهي تمده : أخيرا بيرجع لصاحبه , تعب من كثر مايستنى ..
ابتسم علي ابتسامة شجن وقام وأعطاها ظهره , ابتسمت بفرح ولبسته له وهي تقول بصوت مخنوق من البكى : الحمد لله على سلامتك ياشيخ علي ..
وغطت وجهها تصيح وهي تقول : الحمد لله على سلامتك يا أبويه ..
ضمها وهو يقول : الله يسلمك من كل شر ..
رجعت موجة بكاء جديدة , زفر سالم وقال بعدم تصديق : ياااااااااااااااا الــــلـــه هذولي عندهم مصانع دموع , خلاااااااااص قرفتوني ..
ضربته حمده بعصايتها , لف عليها وقال وهو يشوفها تمسح عيونها بمسفعها : حتى انتي تصيحين ؟؟
ضربته مرة ثانية وهي تقول بصوت مخنوق : مالك دخل , قوم عني قوم يلاااا ..



***********************


يوم الجمعة 15 / 8 / 1427 هـ :
بعد صلاة الفجر :

: جاسم ..
رفع جاسم راسه اللي دافنة بين يدينه بصدمة ووقف على طول وهو يطالع في الخمسة اللي واقفين قدامه , حس بأنفاسه تضيق وهو يحاول يتمالك نفسه , همس أبوه بعطف وهو يحط يده على كتفه : بسم الله عليك يا ولدي ...
~ أكيد أحلم , أكيد , متى أصحى ؟؟ متى ؟؟ ~ التفت لعبد الرزاق المتمدد على الكراسي ونايم وعمر الجالس جنبه وهو مرجع راسه على ورى ومغطيه بشماغه , آخر شي يتذكره إتصال عدنان من المطار وعمر اللي راح غير لبسه الرياضي بثوب عشان يصلون الفجر , رجع التفت لأبوه اللي واقف مع عمه صالح وحميد زوج خولة و ........
ابتسم علي وقال : كيف حالك يا جاسم ؟؟
اندفع جاسم وحضنه وهو مو مصدق عيونه , حس بوجع في قلبه إنه حسان مو صاحي عشان يشوف أبوه , قال : عمي علي حسان ..
ربت علي على ظهره وهو يقاطعه : عارفين بكل شي , عارفين ..
بعد ولف على عبد الإله اللي قال بصوت كسير : أبوك تدخل وخرجني , كيف حسان دحين ؟؟..
مسح وجهه عشان يضيع التعب وقال : مستقر بس كيف ..
وطالع فيهم بحيرة , كانت الأحداث سريعة لدرجة مو قادر يربطها بداخله , متى خرج علي , وكيف عرفوا , ومتى خرجوا عبد الإله ؟؟
قال علي : نقولك كل شي على رواقه بس أبغى أدخل أشوفه دحين ..
قال جاسم : ممنوعه الزيارة حاليا ...
تحرك حميد وقال : أنا أروح أطلب إذن من الدكتور الخاص بحالته , اش اسمه ؟؟
قال : رامي هو الجراح الوحيد هنا ..
جلسه أبوه وهو يأشر له إنه ما يصحي الاثنين ما دامهم نايمين , وأول ماقاله إنه علي خرج بعفو بعد ماسمع الأمير بموقفه من اللي صار لحسان تذكرها وتذكر اللي قالته ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) , ابتسم وهو يقول : سبحان الله , كيف سمع الأمير بالموضوع في نفس اليوم وبسرعة ..
قال علي : إنت تعرف من يوم رفضت أسدد الفلوس المطلوبة من عبد القادر لأني كفيله , ومن يوم خون فيني هو و ذياب والقضية من دائرة لدائرة إلين انست , وسبحان الله طلع هالأمير الله يطول في عمره واللي ماعجبته ملابسات القضية بعد ماقدم له حسان معروض بتاريخ القضية وتواريخ كل الجلسات , وأمس لمن دروا باللي صار لحسان حاولوا يضغطون علي عشان أوقع تعهد بتسديد المبالغ كلها وأخرج بسراح مشروط لكني رفضت ..
وسكت وكمل : اللي خلاني خمس سنين أرفض أوقع على الورقة عشان مايحسبون الناس إني لاهف هالفلوس بالحرام مستغل ثقتهم فيه كإمام هو اللي خلاني ماأوقعها أمس وسبحان الله عظيم المن , سمع الأمير باللي صار واصر يعجل بقرار العفو وسدد المبلغ كله وبرئني ..
قال أبوه : تصدق بغى قلبي يوقف لمن شفت عمك علي في المسجد صلاة الفجر , خفت من الكبر قمت أخرف وإلا عمك صالح يأكد لي إنه هو وهناك قالنا على كل شي ..
لف جاسم بخوف لعمه اللي قال بهدوء : كم مرة قلتله خلك من هالمسدس مايسمع , خلك من المزح الزايد مايسمع , بس عسى عذا يكون درس له ولكم ..
نزل عبد الإله راسه بصمت جا حميد ومعاه الدكتور رامي اللي ابتسم وقال : أهلا أبو حسان ..
وسلم عليه وهو يتحمد له بسلامة الخروج وهو يقول : سمعت من حميد شويه من قصتك , تفضل معايا عشان تشوف حسان و تطمن عليه هو في أيدي أمينة إن شاء الله و .....
تبعه علي وهو يشرح له حالة حسان , لف صالح على عبدالإله الجالس بصمت وزفر وتحرك مع أحمد وحميد , تحرك جاسم وجلس جنب عبدالإله بصمت ..
وقف علي جنب سرير حسان ومد يده وحطها على صدره وهو يقول : أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك ..
رددها ثلاثا وقرأ سورة الفاتحة سبع مرات ودنق بعدها وسلم على جبين حسان وهو يقول : الله يقومك بالسلامة ياولدي ..
ورجع سلم على خده وهو يهمس : حسان قوم , أنا خرجت يا ولدي ..
ودمعت عيونه وهو يسلم على جانب فمه ويرجع يسلم أنفه وعيونه وهو يمسح شعره ويشد عليه وهو يقول بوجع : حسان قوم عشان تتزوج , خلاص أنا خرجت , أنا خرجت يا ولدي , لا تفجعني فيك يا حسان , قوم ياولدي , تكفى افتح عيونك وشوفني ..
وجثى على صدره وحضنه وهو يقاوم دموعه , ورفع راسه ورجع يسلم عليه وقطرات دموعه تنقط على وجه حسان الجامد الشاحب قبل ما تنزلق , مسح علي دموعه ومسح وجه حسان وهو يدعي ربه بداخله إنه يقومه له بالسلامة ..
وخرج على مضض كله عشان ما تقلق نورة وبناتها اللي قالوله إنهم يستنونه على الفطور بعد صلاة الفجر ...
خرج بعد ماتمالك نفسه وراح للدكتور رامي المتحلقين حولينه أحمد وصالح وحميد ..


********************

بعد صلاة الجمعة :

الوجه الأسود المبتسم والعيون والأسنان , فتح عيونه دفعه وحده وهو يغص من الخرطوم اللي مازال في حلقه , شاف ظهر الدكتور اللي ميزه من ظهره خارج وهو يقول : نشاط دماغه في تزايد , هذا علامة جيدة إن شاء الله ..
وصله صوت الرجل اللي مالمح إلا طرفه وهو يقول : طيب متى يصحى يا دكتور ؟؟
~ أبويـــــــــــــــــــــــــــه , أبويه , أكيد أحلم , هذا صوته , والله صوته ~
: هذا علمه عند الله يا أبو حسان , إدعيله ..
: يا دكتور أمه بدأت تسأل عنه تحسبه في رحلة , أبغى أقولها شي ما يخوفها ..
صرخ حسان بداخله وهو يحاول يتحرك ~ أبويــــــــــــــه , لاتروووووووووووح , أبويـــــــــه ~ ولمن لمحه يتحرك من الدكتور اللي يقول : لازم تعلمها بالحقيقة , إذا قام حسان معناته إن شاء الله تجاوز مرحلة الخطر , قبل كذا ما أقدر أضمن لك شي ..
كبح حسان دموعه لمن اختفوا وغمض عيونه بقهر الجهاز المحشور كان يمنعه يصدر صوت وجسمه مو راضي يتحرك ..
: حسان ..
فتح عيونه على صوت أبوه وبلا مقدمات تدفقت دموعه وهو يصرخ بداخله ~ أبويه , أبويه , أبويــــــــه ~ تقدم منه أبوه وهو يقول بصوت متهدج : حسان ..
وضمه بقوة وهو يبكي بصمت ورفع راسه وسلم عليه وهو يمسح وجهه بحنان وهو يقول : كنت أبغى أشوفك قبل ماأروح , الحمد لله اللي رجعت , الحمد لله اللي رجعت ..
غمض حسان عيونه ودموعه تنزل بصمت , سلم علي على عيونه وهو يقول : أنا خرجت ياحسان , ربك كريم , جاني العفو يا ولدي ..
فتح حسان فمه لكن اللاصق والخروم منعه من الكلام , لف علي وقال للدكتور بلهفة : ماتقدر تشيل الجهاز عشان يتكلم ..
تغير وجه رامي قبل ما يقول : رئته مازالت ضعيفة , ما نقدر نشيل الجهاز دحين ..
لف علي على حسان وطالع فيه بحنان وهو يهمس : أصبر يا حسان ..
~ جسمي , جسمي ليه ما يتحرك , أبويه إنت متى خرجت ؟؟ رحت لأمي وأخواتي ؟؟ دروا عني ولا لا ؟؟ الهنووووووووووف , إحنا في أي يوم ؟؟ الشباب وينهم ؟؟ اش صار بالضبط ؟؟ أبغى أتكــــــــــلم ~ كان يحس بالأسئلة تضج براسه ويبغى لها أجوبة لكنه مو قادر يتكلم , علي حس في عيونه تساؤلات كثيرة لكن اش ما يدري , ابتعد عنه لمن طلب منه رامي إنه يخرج عشان يسوون فحص للحالة ..
أول ما خرج قال بابتسامة لعمر وعبد الرزاق الواقفين بانتظار خروجه عشان يدخلون يزورون حسان : الحمد لله فاق ..
طالعوا فيه للحظة وصرخوا بعدها بحماس وهم يضمون بعض بفرحة قبل ما يتراجعون عن بعض متذكرين مناقشتهم اللي تحولت لمصارعة كلامية أنهاها عمر بخروجه من انتظار الرجال , ابتسم عبد الرزاق وقال : خلاص إلى الآن منت راضي تسامح , طايح فينا الدين والالتزام ومنت قادر تسامحني ..
ضحك عمر وقال : مشكلتي إني طيب ..
وتذكروا جاسم وعبد الإله راحوا للانتظار لقيوهم على وضعيتهم بعد الصلاة , عبدالإله مفترش ثلاث مقاعد وجاسم نايم وهو جالس ..
صرخ عبد الرزاق : حساااااان قااااااااااااااااااااااااام ..
فزوا في ثواني ماكإنهم كانوا نايمين وتحرك جاسم بخطوات متعثرة وعبد الإله يمسح وجهه بتعب وهو يلحقه , ضربه عمر وهو يقول : بشويش ..
حط الضربه وضحك وهو يقول : من فرحتييييييييييييييييييييي ...
سأل جاسم : قام يعني فاق وفتح عيونه ؟؟..
هزوا روسهم بحماس , ابتسم وزفر براحة وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله ..
والتفت لعبد الإله وهو يقول : فاااااااااااااااق , حسونه فااااااااااااااااااق , مبروك يا عبووووووووووود حسونه تجاوز مرحلة الخطــــــــــر ..
غطى عبد الإله وجهه وهو يتنفس بحده , قال عبد الرزاق بخشونه : ترى تصيح أهفك بكف , من أمس وإنت تصيح لدرجة شكيت إنك رجال , حرمة إنت ياغير تدمع ..
ضربه عمر مرة ثانية وهو يقول : من قال لك الدموع بس للحريم و ليه إحنا صخور ماعندنا مشاعر , كلنا بشر ..
لف عليه عبد الرزاق وقال وهو يهش يده : إنتم معشر المطاوعة غير , منتم داخلين في قاموسنا إحنا الـ ...
وسكت لمن رماه عمر بنظرات حاده وهو يقول : قاموسكم إنتم الـ إيه ؟؟
ابتسم وقال : كنت بأقول إحنا الرجال الأشداء ..
وشرد لمن هجم عليه عمر وهو يصرخ : أرجل منك يالوصخ ..
ضحك جاسم على حركاتهم وخرج جواله وفتحه و دق عليها , كان عارف إنها أكيد ما نامت من كثر التفكير ..



***********************

في الرياض بعد الغداء :

: فاااااااااااااااااااااااااااااااق ..
لف ماهر وسامر على عدنان اللي صرخ بها وهو يقوم من جلسة أعمامه وهو يقول : الله يبشرك بالخيــــــــر , والله فرحتني , والله فرحتني , الحمد لله على سلامته , سلم على عبد الإله وقوله خطاك السوء ..
قام ماهر وسامر ووقفوا عنده , لف عليهم بعد ماصك جواله وقال : حسان فاق والطبيب فحصه ويقول وظائفه كلها كويسه والنتائج مطمئنه مبدئيا ...
زفروا براحة وعبد الكريم يقول : الحمد لله على سلامته ..
وخرج جواله عشان يتحمد لأحمد بسلامته ...
ذابت ابتسامة عدنان وهو يشوف نظرات عمه وصقر , لف على ماهر وقال : تعال أبغاك في كلمة راااااااااااس ..
قال الكلمة ألأخيرة وهو يطالع في سامر اللي قال : طيب ..
ابتسم عدنان وهو يشوف ماهر يعانده ويذكره بذيك المرة اللي طلب فيها سامر لوحده , خرج من مجلس جدته الكبير ووقف في الحوش وقال لماهر بحزم : بعد العصر نروح لبيت عمي وننهي موضوعك إنت وأريج ..
لمن فتح فمه بيتكلم قال بحزم : ما أبغى أسمع غير إن شاء الله ..
لف بوزه وقال بضيق : إن شاء الله ..
وكمل : أكيد كلمتك ..
رفع حواجبه وقال : أكيد كلمتني , خلاص هالمسرحية لازم تنتهي , قاعد تتغلى عليها وإنت ودك اليوم قبل بكرة تشوفها ..
وتحرك راجع للمجلس رغم اعترضات ماهر وهو يقول : بأكلم عمي وصقر , خلك جاهز بعد الصلاة على طول عشان ورايا سفر ..



**************************

: جزاك الله خير , جزاك الله خير , ماتقصر والله يا أبو خالد , أصيل وراعي واجب ..
بعد ماقفل جواله لف على جلال وصالح وهو يقول : هذا أبو خالد يتحمد لي على سلامة حسان ..
كان الوجوم سائد على وجوه عيال جلال وعبد الرحمن اللي توهم دروا بالموضوع , قال صالح : والله مايقصر , هالرجال أكثر من أخ ..
لف جلال على أولاده وسالم اللي زام شفايفه بقوة وقال بحزم : هي إنت وإياه , قلنالكم الولد فاق خلاص , قولوا الحمد لله ..
قام سالم لمن بدأت شفايفه وخرج للحوش , زفر جلال وقال لمحمد : روح شوف فينه , أكيد راح يصيح ...
خرج محمد ودور عليه لقيه ورى الفيلا وهو يصيح , راح له وقال بخشونه : ياخي خلاااااااص , تصيح زي البنات , حسان كويس الحمد لله ..
مسح سالم دموعه وقال بخشونه : مين قال إني قاعد أصيييييييييييييييح , شي دخل في عيني ..
ابتسم محمد وقال : طيب غسل وجهك و روح أدخل عند خالاتك وأخواتك أكيد جدك دخل عندهم عشان يعلمهم على الموضوع ..
غسل سالم وجهه ونشفه ودخل للصالة الداخلية , من انسجن جده انتقلت جدته وخالاته وخاله حسان للعيش مع جدته اللي عايشة في فيلتها المقسومة لقسمين , فيلا دوبلكس هي في الدور السفلي ونورة معاها في نفس الفيلا والدور الثاني مخصص للنوم و شقتين إيجار لها قسم منعزل عن الفيلا ...
دخل على لحظة قول جده : تعور وهم يمزحون مع بعض ودحين هو في المستشفى ..
شهقوا البنات برعب وحطت نورة يدها على صدرها وهي تقول بخوف : تعور كيف ؟؟
قال بهدوء : انجرح ونقلوه للمستشفى بسرعة والطبيب طمني عليه ..
سألت سفانة برعب : إنت رحت له ؟؟ متى ؟؟
ابتسم وقال : بعد ماصليت الجمعة رحت له وتطمنت عليه ..
جلس بهدوء وهو مستغرب طريقة نقل جده للخبر , قالت حمده وهي تعدل لثمتها وتغطي رجولها وتشد في أكمام ثوبها مستحية من زوج بنتها : أنا قلتلهم خرجة العيال ماوراها إلا المصايب , عوروه بإيه ؟؟
قال متجنب الرد على السؤال : تعرفينهم يا عمة لعبهم ومزحهم ثقيل , الله يهديهم بس ..
انتبهت نورة فسألت بإصرار : تعور بإيه ..
لف عليها معاتب وقال : هو بخير وهذا أهم شي صح ؟؟
ولف عليهم وقال بهدوء : اللي تعور به شي حاد لكنه الحمد لله نجى منه , واحد من الشباب كان يمزح بمسدس وانطلقت ..
صرخوا برعب وفزت سفانة وهي تصرخ : مســــــــــدس ...
قالت حمده وهي تحط يدها على راسها : يا حسرتي على ولد بنتي ...
قال بحزم حنون : والله توني جاي من عنده , مافيه إلا العافيه , تعدى مرحلة الخطر وفاق , إحمدوا الله تراه كان بيموت لكن ربي ستر ونجاه وهو بخير دحين وهذا المهم , ترا العفو جاني بعد ماعرفوا بحادث حسان , ولولا ربي ثم الحادث ماكان خرجت ...
استغرب سالم لمن شاف الهدوء اللي ساد المكان , وعلي يكمل : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , أنا رحت لحسان مرتين وشفته وتطمنت عليه وإن شاء الله أخذكم تشوفونه عشان تطمنون عليه ..
قالت سفانة بخوف : أبويه هو بخير ..
قال بحنان : والـــلـــه إنه بخير , أكثر من الله ..
سألت حمده : ومين اللي طلق عليه ؟؟
سحب علي نفسه وقال بهدوء : الطلق كان بدون قصد , ضغط عبد الإله الزناد بدون تفكير لأن المسدس أصلا خربان و ما توقع تنطلق الرصاصة ..
حست سفانة بجزء من قلبها ينعصر وبلا شعور قامت من مكانها وخرجت بسرعة , جريت لغرفتها ودخلتها وصكت الباب وهي تحاول تتمالك أنفاسها ~ عبد الإله , اللي طلق عليه عبدالإله , يااااااااااااااااااااااارب ارحم حاله , حسااااااااااااااان , عبد الإله ~


***************************


بعد صلاة العصر في الرياض :

: مين ؟؟
ميز صوتها الصادر من الجهاز , دنق عدنان على الجهاز وقال : عدنان وماهر ..
انفتح الباب الخارجي آليا وتلاه صوت انصفاق السماعة , دخلوا الحوش ولمن وصلوا للباب الخشبي الداخلي اللي فتحه ولد يناهز الـ 15 قال بفرح : هلا , حياكم تفضلوا ..
ابتسم عدنان وسلم عليه وهو يقول : كيف حالك ساري ؟؟
قال باعتراض : ساري انتهى من زماااااان , دحين صار سالم ..
ضحك ماهر وقال وهو يسلم عليه : بتظل عندنا ساري , 10 سنين تعودنا عليه خلاص ..
دخل عدنان بيت عمه وهو يقول : يا ولــد , السلام عليكم ..
أشر لهم ساري على المجلس وهو يقول : وهم أبوي وأمي الله يهديهم ما لقيوا إلا ساري , جابوا لي العقدة ..
قال عدنان وهو يوقف عند باب المجلس : بس إنت خلاص غيرته وارتحت صح ؟؟
زفر وقال : تعرف بعض الأولاد اللي كانوا يعرفوني في الإبتدائي مازالوا يتريقون وينادوني سالي ..
قال وهو يحط يده على كتفه مشجع : عارف مجتمع الشباب ما يرحم , لكن خلك أقوى , مو اسم يهزك , انت اللي تصنع نفسك وتعطي لاسمك رنين مو اسمك وحروفه ..
ولف على ماهر وقال : خلك هنا ..
وطبطب على كتف ساري وقال : بأدخل جوة ..
ابتسم ساري وقال : البيت بيتك ..
دخل عدنان وهو يقول : السلام عليكم ..
قابلته الشغالة مبتسمة , بعد بصره عنها وقال بحزم : كم مرة قلتلك لاتطلعين لي كذا ؟؟ وين ماما ؟؟
زادت ابتسامتها وهي تقول بصوت ناعم : ماما فوق سوى سوى أريز ..
استغفر وتحرك طالع الدرج وهو يقول : يا أهل البيت ..
لمن وصل لآخر درجة انفتح باب الغرفة اللي يعرفها وخرجت منه بنتين وحدة لابسة بجامة أنيقة والثانية لابسة عباية و طرحتها على أكتافها , مستحيل ينسى هالوجه , مستحيـــل , هتف بصدمة وهو يحس نبض قلبه يتسارع : ليـلـى ...
غاب هتافه وسط صرخة أريج المصدومة وهي تأشر له : وراك , وراك ..
لف وجهه بسرعة وتحرك بعيد عند الدرج في نفس اللحظة اللي تغطت البنت بطرحتها وهي تهمس بصوت رخيم : مع السلامة أروجه , بالتوفيق حبيبتي ..
انتفضت كل خلاياه لمن حس بأصابع تلامس ظهره , التفت بحدة , انتفضت أريام وقالت : بسم الله اش فيييييييييييك ؟؟
سلم عليها بهدوء و سأل : مين هذي اللي كانت خارجة مع أريج ؟؟
ضحكت وقالت بمرح : خلاص إنت خاطب ما يصير تسأل عن غير العنود , أوووو صح , مبروك الخطوبة , عقبال الزواج ..
قال بإلحاح : أريام , مين هذي اللي مع أريج ؟؟
قالت أريج وهي لافه بوزها : صديقتي , عندك مانع ..
مد يده لها بيسلم عليها لكنها طنشته وهي تقول بدلع : ما أبغى أسلم عليك ..
تقدم لها وضربها بخفة وهو يقول : تدلعي على زوجك مو علي أنا ..
زفرت بطفش وقالت : هو أصلا أنا ليه زووووج ..
رماها بنظرة حادة وهو يقول : أريــج ..
انتفضت برعب ومدت يدها تضيع خوفها وسلمت عليه بصمت , زفر وقال : روحي غيري ملابسك وانزلي ماهر تحت ..
ولمن شافها تزفر بطفش قال بحزم : تعرفيني ما أحب أعيد كلامي , ترى راسي يوجعني منك ومنه لا تخليني أحلف أمسك من شعرك وأطق راسك في راس اللي قاعد تحت و أخلي موضوعكم زي ماهو من شهرين و أروح الشرقية ..
قالت بسرعة : لا لا لا أنا ما حسبت إنه يجي ..
ولفت بوزها وقالت : دقايق وألبس ..
لمن دخلت الغرفة طالع في باب غرفتها بصمت مناقض لأفكاره ~ عدنان أكيد تتوهم , اش يجيبها من الشرقية ؟؟ واش القدر هذا اللي يخليك تشوفها وفي بيت عمك في الريااااااااض , أكيد قاعد أتوهم , يمكن تشبهها , يخلك من الشبه أربعين , أصلا أنا ما شفتها زين كيف حكمت إنه هذي ليلى , اش طراها على بالي دحين ؟؟ أكيـــد عقله صاير فيه شي ~ زفر وقال وهو يجلس على الكنب براحة : كل يتغلى على الثاني وأنا اللي واقع بينهم ..
ابتسمت أريام وجلست جنبه , ما كان يجيهم دايم بالعكس زياراته قليلة , لكن اللي يعجبها فيه إنه كل مرة يجيهم رغم الفترة المتباعدة إلا إنه يتعامل معاهم كإنه أخوهم من أمهم وأبوهم مو بالرضاعة بس و يتحرك براحة كإن البيت بيته , خرجت مرة عمه من غرفتها ولمن شافته قالت بترحيب بارد : عدنان !! أهلا , حياك الله , تو ما نور بيتنا ..
قام عدنان بإحترام وتقدم لها بسرعة و سلم عليها وهو يقول : من هلا ما ولى , منور بأهله , كيف حالك خالتي ؟؟
زفرت بطفش وقالت : مانشكي باس ..
وجلست على المقعد المنفرد قدامه , جلس مكانه وقال بهدوء : الحمد لله ..
زفرت مرة ثانية بطفش وهي تسأل : جاي لوحدك ؟؟
كان عارف ومتأكد إنها عارفة إنه ماهر تحت لكنها تحب تبين له قد إيش هي طفشانه منه ومن كل شي يمت له بصلة ابتسم وقال بمرح : لا معايا طرف من أطراف القضية تحت , بأسحب الطرف الثاني وإن شاء الله نحلها ..
لفت بصرها عنه وسألت بنتها الكبيرة : ليلى راحت ؟؟
رجعت واستنفرت خلاياه كل طاقاتها وهو يصرخ بداخله ~ مستحيييييييييييييل يكون لها نفس الاسم , هي والله إنها هي , اش يجيبها من الشرقية ؟؟ وكيف تعرفها أريج ؟؟ ~
: أظنها راحت قبل شوي , ما شفتها لمن نزلت بس أريج كانت جاية من تحت يعني أكيد وصلتها , الله يسعدها جاية ومتعنية كله عشان تزور أريج ..
قالت أريج اللي جاتهم وهي تمشي بغنج : حبيبتي مو عشاني , ممكن تنزل من الدمام عشان جوازي مو عشان تزورني , زوجها عنده عزيمة غدا هنا فاقترحت عليها تزورني وتتغدى عندي على بال ما ينتهي زوجها من عزيمته ..
بالقوة ضبط عدنان انفعالاته ومسك نفسه عن الأسئلة , زفرت مرة عمه وقالت : ما شاء الله على زوجها معيشها في نعيم , ديموقراطي , متفهم وخادمها بعيونه , ماشاء الله لو تطلب منه يوديها المريخ وداها ..
قام عدنان وقال بابتسامة ساخرة : الله يهنيهم ..
وأشر لأريج وقال : يلا تحركي ..
لفت بوزها ومشيت معاه وصوت كعبها يختلط مع صوت أساورها المجلجلة , لمن وصلوا نهاية الدرج لف عليها وقال بهدوء : أريج بأكلمك دحين واسمعي مني , انتي منتي صغيرة ..
زفرت بطفش فدق بإصباعينه صدغها وهو يقول بعصبية : عقلك في راسك يا بنت ..
كانت أحلاقها الطويلة تلمع مع تحرك راسها اللي يدقها وريحة عطرها تفوح في المكان , قال بحزم وصرامة : خذيها نصيحة , ترى الجمال مو كل شي , خذيها نصيحة من رجل ويعرف الرجال , الرجل أول ما يتزوج يهمه في الزوجة شكلها ولبسها وزينتها لكن كلها كم شهر تخف فورة الحب ويبدأ يطالب بأكثر من المظهر الخارجي , يبغى وحده تراعيه , تهتم به براحته ببيته بأكله بشربه , تشاركه أفراحه وتخفف عنه تعبه و حزنه , ممكن يصبر عليك زوجك لو ما تعرفين تطبخين بداية الشهور لأنك عروسته وحبيبة قلبه لكن بعدها بيمل بيزهق يبغى يجي يلقى أكل زي الناس مو محروق ولا ناقص ملحه , ممكن يصبر على دلعك وزنك وتغليك عليه أول الأيام لكن بعدها بيرميك بكلمات زي الثلج من برودها لأنه بيكون وقتها كإنه يقولك خلاص دلع , أبغى جدية , هي حياااة اللي بتعيشينها , مهي كلها محصورة في الملابس والزينة والعطور ..
تغيرت ملامح وجه أريج وهي تطالع فيه بخوف وحيرة , كان عارف إنها صغيرة عقلا رغم عمرها اللي جاوز 18 وتتأثر باللي حولها , و قيد قال لماهر أصبر عليها كم سنة لو تبغاها لكن ماهر أصر بيملك ويتزوج , ابتسم وقال بحنية وهو يقرص خدها : شويه شويه على أخوية تراه يموت على الأرض اللي تمشين عليها ..
نزلت راسها بحرج , حط يده على راسها وقال بجدية : أريج لا تخسرين حبه , ترى لو تغير حبه لك صعب ترجعينه زي أول , والله ما حتقدرين لو ولعتي أصابيعك العشرة عشانه , ماحيشوفه شي بعد ما تجرحينه , تراني نصحتك ومنتي صغيرة عشان تنسين اللي قاعد أقوله لك , تراني سبتك براحتك عشان تفكرين وتعرفين إش تبغين بالضبط واش هو يبغى ..
هزت راسها وهمست : شكرا ..
ابتسم وقال : تدخلين دحين وتستسمحين منه بأدب تراك غلطتي عليه , ولاتزعلين لمن يدافع عن أخوه ومايبغى أحد يتكلم عن أهله , إعرفي إن الرجال اللي ما يحرص على أهله ما حيحرص عليك في المستقبل اللي بتكونين فيه إنتي كل أهله ..
سحبت نفس وقالت : إن شاء ..
تحرك وهو يقول : الله يوفقكم يا رب ..
مشيت وراه وهي تهمس : عدنان , شكرا ..
ابتسم وكمل طريقه بدون ما يلتفت لها , أول ما دخل المجلس وهو يسلم لاحظ نظرة أخوه السريعة قبل مايلف وجهه يكمل هرجه مع ساري كإنه مو مهتم , قال بهدوء وهو يكتم ضحكته عليهم : جبنا العروسة معانا ..
طنشه ماهر , ساري اللي شاف أريج ورى عدنان منحرجة قام وخرج , بعد عدنان وأشر لها تتحرك , تحركت بتردد ووقفت قريب منه وقالت : آسفة ..
قال ماهر ببرود من دون ما يقوم وهو يصب لنفسه قهوة : في أي بنك تنصرف هذي ؟؟ ..
فركت يدينها وقالت : عارفة إني كنت وقحة , آسفة ما قصدي ..
رماها بنظرة لا مبالية ورجع يشرب قهوته بصمت , إلتوى فمها فزمت شفايفها بقوة وهي تقاوم دموعها , أشر عدنان من وراها لماهر إنه ينهي الموضوع لكن ماهر طنشه وهو يقول بجمود : بتصيحين صيحي , دموع التماسيح هذي ماعاد تأثر فيني , استغليتيني فيها كثير , وكل مرة توعديني بشي وترجعين تسوينه عناد وعباطة , النفس طابت منك ..
غطت وجهها وهي تبكي بصمت , فرصع عدنان عيونه وأشرله بحزم إنه ينهي الموضوع , هز ماهر راسه بلا وأشر له يجلس , التزم عدنان الصمت وجلس بهدوء وهو يتشاغل بتحف المجلس , على كثر قوته وحزمه ما كان يحب أبدا تجريح المرأة أو دفعها للبكى لأنه يعرف إنها ناقصة عقل قلبها اللي يحكمها ويسيرها في معظم أمورها , بعدت يدينها وهي خايفة إن الكلام اللي حذرها منه عدنان صار , ~ معقول تغير حبه لي , ماعاد يحبني , النفس طابت , كلمة قوية ياماهر ~ لفت وطالعت في عدنان اللي حط يده كإنه يكح و أشر لها تتكلم , لفت على ماهر وهمست وهي تعصر يدينها : والله هذي المرة من جد أقولها آسفة , من اليوم ورايح مايصير خاطرك إلا طيب ..
وتحركت ودقت طرف كتفه وهي تقول : ماهر سامعني ..
كان متجاهلها تماما , قالت : والله آسفة , قولي اش تبغى وأسويه ؟؟
ولمن شافته مطنشها قالت وهي تقاوم دموعها : حتى إنته زعلتني كم مرة لكني سامحتك ليه ماتبغى تسامحني هالمرة ..
قام وقال وهو يأشر على عدنان : شايفه اللي جالس هناك هو اللي جايبني والله لو مو عشانه ماكان جيتك ولا طبيت لك بيت بعد الكلام الزففففففت اللي سمعته ..
قالت ودموعها تنزل : آآآآآآآآسفة , والله آآآآآآآآسفة ..
هز راسه وقال بعدم اهتمام : طيب , بنعديها هالمرة وأشوف بعدين صدقيني بنرجع لنفس الموال ..
فرحتها بكلمة طيب انهارت مع كلماته الأخيرة , قالت بتأكيد وهي تمسح دموعها : لا إن شاء الله ..
~ ياناااااااااااااااااااس أحبهااااااااااااااااا , ياحمارة أحبك لكن لازم أقسي قلبي ~ تجاهل كل مشاعره ومد يده ببرود وهو يقول : نشوف ..
مدت يدها وصافحته وهي تبتسم له , رماها بنظرات برود , قال عدنان وهو بداخله مايت ضحك على ماهر : الحمد لله اللي تعوذتوا من إبليس , سلموا على بعض عربة وانهوا الموضوع وأهم شي تبدأون صفحة جديدة , مافي تذكير باللي صار مفهوم ..
رماه ماهر بنظرة مقهورة وهو يصرخ بداخله ~ عربه ليه يالننننننننننذل ؟؟ ~ هز عدنان حواجبه عناد قبل ما يحمحم وهو يقول بهدوء : أريج سلمي على زوجك ..
سلمت عليه بحرج وهي تطالع فيه برجاء , سحب يده وأشر لها تسلم عليها , لفت على عدنان باستنكار , أشر لها عدنان رغم استنكاره لحركة أخوه إنها تماشيه وتسلم وهو يقول : بوسة اليد احترام ..
ماهر اللي سوا الحركة مزحة لإنهاء الخلاف ما توقع إنها بالفعل تسلم , لمن دنقت مسكها من أكتافها يوقفها وهو يقول باستنكار : هييييييييييي من جدك انتي ..
طالعت فيه وهي تقول من بين دموعها : إنته قلتلي ..
هزها وهو يقول بتحبب : أمزح معاك يالخبلة ..
تمسكت فيه وصاحت من قلبها بصوت عالي وهي تقول بعصبية : لاعاد تمزح معايا أنا أكككككككره مزحك الثقيل ..
ضحك من قلبه وضمها وهو يقول : والله أروجتي تغيرت ..
ضربته بقبضتها وهي تقول من بين شهقاتها : عورت قلبيييييييييييي ..
قال وهو يرفع بصره : أحسن عشان تحسين بعوار قلبي أنا كمان ..
وانتبه إنه عدنان مو فيه , ابتسم وهو يشكره بداخله ...
: حليت القضية ياحضرة المحامي ..
التفت عدنان اللي جالس على درج الفيلا مع ساري وقال لصقر : الحمد لله ..
ضحك وقال : يا حلال المشاكل كان دخلت من زمان وحليت الموضوع ...
حك عدنان حاجبه وهو يقول : لو إنك خبير زيي كان عرفت إنه بعض المشاكل أحسن تاخذ وقتها و ما تنحل بسرعة عشان ما يتندم الواحد بعد ما يحلها وبعضها لا لازم تنحل ولا يتأزم الموضوع و تصدق ...
قام وزفر وهو يكمل بصوت غريب : أحيانا أتمنى إني ما أحل أي مشكلة ..
وتحرك خارج وهو يقول : أنا راجع البيت ورايا سفر بعد العشا , البيه شكله مرابط عندكم الليلة , إذا خلص رجعه بسيارتك ..
ولوح بيده بدون ما يلتفت وخرج , ابتسم صقر وقال : الله يسهلك دربك يا رب ..



***********************

في جدة :
شقة جاسم وأزهار :

الكل لاحظ حركة أزهار المستمرة ووقوفها عند الطاقة , قالت العنود وهي منسدحة على الأرض وحاطة رجولها فوق الكنبة : إنتي تستنين أحد ..
هزت أزهار ارسها وقالت : هااااااا , لييييييييييه ؟؟
قالت البندري: يمكن لأنك لك ساعة تدورين زي البس الحامل اللي عندها ولادة ..
ضحكت العنود ومدت يدها وهي تقول : كفك يابنت , والله صايرة تعرفين تحشين ..
ضربت البندري كفها وهي تقول : من بعد الله ثم معلمتي القديرة عنيدي ..
أشرت العنود بيدينها وقالت : لا تصفقون , لا تصفقون , شكرا , شكرا ..
لمن دق الجرس جريت أزهار للباب على طول , جاسم دق عليها قبل شوي عشان يخبرها إنه جاي من المستشفى عشان يخبر الهنوف لأنها الوحيدة اللي بقيت والكل عرف بحكاية حسان , دخل وهو يقول بتعب : السلام عليكم ..
ردت السلام وهي تطالع فيه بتوتر , ضحك على نظراتها ودخل وهي تتبعه , ابتسم لمن لقي الهنوف واقفة مبتسمة والبندري جالسة بصمت متردد وقالت العنود اللي مازالت مفترشة الأرض : كيفك يادب؟؟وكيف كانت رحلتكم ؟؟
صافح أخواته وضرب العنود على فخذها وهو يقول : قومي واعتدلي عندي موضوع ضروري ..
قامت وهي تحك فخذها وجلست على الكنبه , ابتسم للبندري فتغيرت ملامحها على طول وارتسمت ابتسامة على وجهها وهي تأكد لنفسها إن اللي صار أمس مو من نسج خيالها , حزم أمره أخيرا وقال بهدوء وهو يرسم الوجوم على وجهه : ترا صار شي فضيع ما أدري كيف أقوله لكم ..
طالعوا كلهم فيه بترقب وخوف وأزهار تأشر له إنه ما يقولها بطريقه مباشره
قال بحزم : مافي طريقة غير كذا يا أزهار , يعني كيف أقولها ؟؟
نزلت أزهار يدها لمن التفتوا لها والعنود تسأل بخوف : اش فيه ؟؟ خوفتوني ..
سكت طويل , حست أزهار بنبضات قلبها تهدر زي الرعود من قوتها واضطرابها وكانت عارفه إنهم أكيد زيها , قالت الهنوف بهمس : جاسم تكـ ...
واختنق صوتها لمن حست بجفاف مفاجئ لحلقها من الخوف , رفع راسه لهم وطالع فيهم بصمت وقال : في واحد مات ..
صرخوا : ماااااااااااااااااااات ..
وهتفت أزهار : مين اللي مااااااااااااات ؟؟؟
قال بسرعة : هو كان بيموت لكن ربي ستر عليه و ما مات ودحين هو طيب ومافيه شي والدكتور طمنا عليه ..
زفروا براحة والعنود تسأل : الحمد لله , بس مين ؟؟
قال بابتسامة : مابشرتكم ؟؟ عمي علي خرج من السجن ؟؟
: واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
صرخت بها العنود وهي تنط بفرح وصرخت الهنوف بفرح ممزوج بصدمة : كذااااااااااااااااااب , متى صار هالكلام ؟؟
والبندري تقول للعنود بحماس : يا فرحة عمتي والبناااااااات ..
قالت أزهار بحزم : ومين اللي ستر ربي عليه ..
طالع جاسم في الهنوف وقال : حسان , لكنه بخير دحين ..
شهقوا والتفتوا للهنوف اللي شحب وجهها فجأة وهي ترفع يدها و تغطي فمها عشان ما تصرخ , قام جاسم من الكنبة المقابلة لهم وجلس على الطاولة القزاز قدام الهنوف وقال بهدوء : قلتلك إنه كان بيموت لكن الحمد لله ربي ستر عليه , يعني لازم تفرحين بدل ماتزعلين ..
ودقها وهو يقول : وصدقيني لو درى حسونه إنه وجعه هو السبب في خروج ابوه من السجن بعد الله كان عور نفسه من زماااااااااااااااااان ..
وضحك وهو يقول : تصدقين قالي بيحط بلك مكان الباب عشان سنة كاملة محد يزعجه ..
وبدأ يغمز ويدقها وهو يتريق عليها عشان يضيع خوفها , ابتسمت أزهار وهي تشوف الهدوء اللي تلى الدموع اللي ذرفتها الهنوف بصمت وخجل من أخوها اللي ضمها وهو يوعدها يوديها له عشان تطمن عليه ..
أشرت له من ورى الهنوف بإبهمها بمعني طريقة حلوة , ابتسم وأرسلها بوسة خلت وجهها يحمر وهي تطالع في البنات خوف وحده منهم شافت حركته , ضحك عليها وهو يبعد الهنوف ويهديها ويهدي البندري اللي صاحت معاها , لكن العنود كعادتها قعدت تنكت معاه وتضحك عشان تضيع خوفها وخوف أختها ...
قال جاسم : إحمدي ربك إنتي دريتي بعد ماانتهى كل شي , هذي الضعيفة من أمس وهي دارية ومعانا لحظة بلحظة ..
لفت الهنوف بصدمة على أزهار اللي ابتسمت قالت : الحمد لله على كل حال , حمد لله على سلامته يا هنوف ..
قامت الهنوف وضمتها وهي تصيح مرة ثانية , ضحكت أزهار وقالت : والله شغلة , أمس البندري تصيح واليوم الهنوف ..
قالت العنود وهي تضمها بحب : السر في حضنك الدافي ..
ابتسم جاسم وقام من مكانه وبعد العنود وبعد الهنوف وهو يقول : أجرب ..
صرخت أزهار باستنكار وهي تتراجع بإحراج , ضمها جاسم وهو يقول : عادي مافي شي ..
دفته أزهار بخشونة وهي تحاول قد ماتقدر ماتجي عيونها في عيون أخواته , لف جاسم وضحك من قلبه لمن شاف الهنوف محمرة من الخجل والبندري لفه وجهها والعنود بعكسهم مفرصعة عيونها , قالت بصوت ممطوط : قلـــــــة أدب , ودوني بيتي دحيــــــــــن قاعدين نتفرج في قناة غير مشفرة ..
ضربتها الهنوف باستنكار و أزهار مدنقة وهي ودها الأرض تنشق وتبلعها , قال جاسم بمرح : أوريك القناة غير المشفرة ..
ولمن تقدم من أزهار ضربته بعلبة المناديل اللي جنبها بدون تفكير , انفجروا البنات ضحك لمن ضربت العلبة في جبهته , شهقت أزهار وجريت له وهي تقول : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآسفة , ماقصدي , والله ماقصدي ..
حط يده على جبهته وابتسم لها وهو يسأل بهمس : ضيعت الموضوع زين ؟؟
ابتسمت وقالت : إيوه , ماشاء الله عليك ..
همس : من جد حضنك دافي ..
انصعقت من كلمته فبعدت عنه وهي تقول : والله علبة مناديل ثانية وفي عينك هالمرة ..
قهقه من قلبه وهو يقول : والله متزوج ولده ..
ولف على أخواته وقال : أروح أتروش و أريح شويه وأوديكم المكان اللي تبغونه ..
وقال لهنوف بحنان : إن شاء الله أوديك له وتطمنين عليه بنفسك ..
نزلت راسها مستحيه منه وهي تهز راسها , لمن دخل الغرفة قالت البندري : فضيحة قاعدين وجاسم فيه , أكيد تعبان ووده يرتاح ..
ابتسمت أزهار وقالت : ماعليك , لاحق إن شاء الله على الراحة ...
واستأذنت منهم ودخلت الغرفة , ابتسمت العنود وقالت : يااااااااااااافرحتي لهم , يارب تتمم عليهم حبهم وفرحتهم وسعادتهم ..
شويه وخرجت أزهار وجلست معاهم وهي ترد على أسئلتهم عن أمس وكيف قدرت تخبي الموضوع عنهم , جاوبتهم وهي تتجنب تقولهم إن سبب جرحه هو طلقة نار لأنه جاسم عزم يخليها تشوفه بعدين يقولها على بقية الحقيقة ...


************************

بعد المغرب :
في المستشفى :

خفقات قلبها حستها مسموعة من قوتها , كان واقف عند السرير وهو ماسك مشط يمشط به شعر حسان وهو يقول بهدوء : عارف تبغى تصير حلو عشان العروسة , يلا قوم بسرعة عشان نفرح بك , سوي زي عبد الرحمن قال 3 أسابيع وشوفهم بيجوزونه قبل رمضان بأربع أيام , بالله أحد يتزوج في شعبان ..
انعصر قلبها وهي تشوف حسان يطالع فيها ويبتسم رغم الجهاز الموصل به , ولاحظته يحرك أصابيعه يأشر لها تجي , لف عبد الإله لمن انتبه لحركته وأول ماشافهم عرفهم , تراجع بسرعة وحط المشط على الطاولة ودنق راسه وهو يهمس : هلا عمتي تفضلي ..
وتحرك بيخرج , مسكته نورة بقوة وضمته بصمت , تراجعت سفانة اللي كانت تراقب المنظر من ورى أمها لمن تفاجأت بقربه , تحركت للسرير ولمست يد حسان ورفعت غطاها و طالعت فيه بحب , ابتسم ورفع يده بصعوبة وأشر على حلقه وانهارت يده جنبه , قالت بهمس : قالي أبويه إنك ماتقدر تتكلم بسبب الجهاز ..
ودمعت عيونها وهي تقول : حمد لله على سلامتك حسونه ..
وماقدرت تستحمل رمت نفسها على صدره وهي تصيح من أعماق قلبها , سحبها أبوها وقومها عنه وخرجها بحزم , تعلق بصر حسان بسفانة ورجع طالع في أمه اللي كانت أكثر رباطة منها , ضمته وسلمت عليه وقرت عليه وكلمته وصبرته بكلمات قوية وخرجت , تبعته خوله وأسماء اللي أخفت دموعها وهي تخرج , لمن طالع بحيره لأبوه قال أبوه : الخنساء وسمية منعناهم من الزيارة عشان الزحمة , بكرة إن شاء الله يجون مع سالم ..
أخفى عنه حقيقة إنهم مايتات صياح عشان كذا إنمنعوا من الزيارة بأمر من نورة اللي ماتبغى حسان يتأزم ببكاهم ...
خرج علي واستغرب البنت النحيفة اللي جلست مع البنات وهي تهدي سفانة المنهارة , سأل نورة : هذي الهنوف ؟؟
ابتسمت نورة وقالت : لا هذي ريم أصرت تجي بس كذا ..
ابتسم لمن تذكرها وقال : كيف حالك يا ريم ؟؟
استحت ريم وهمست بصوت مخنوق من التعب : الحمد لله , الحمد لله على سلامة حسان و الحمد لله على خروجك بالسلامة ..
وهمست لسفانة وهي تستنشق بقوة وتمسح أنفها اللي تحسه بيتقطع من كثر الوجع : الله يفشل العدو , أظن أبوك يقول البنت هذي ماتستحي ..
ضوسط دموعها وقالت : لا عادي , الكل عارف حكايتك مع حسان ..
استحت ريم وهمست : فشلــــــــــــة , هنوف ماجات وأنا جيت , يلا يلا قوموا خلونا نتحرك من هنا ترانا مسوين زحمة عند العناية ...
قالت نورة بحنان : ريم مادمنا في المستشفى قومي اكشفي على نفسك تراك بتموتين من الوجع ..
هزت راسها وقالت : لا مايحتاج , شوية زكمة بس ..
وتحركوا خارجين بعد ما ألقت نورة نظرة ثانية على حسان , تحركوا البنات وتحلقوا حولين علي اللي جاهم يقولهم على التطورات اللي قال عليها الدكتور , قالت ريم لسفانة : أسبقكم على برى , ولمن خرجت من العناية ضربت في جسم طويل , اختل توازنها من شدة تعبها وطاحت ..
: بسم الله عليك ..
حست بيدين قوية تسندها , استغربت إن اليدين كانت سمرا كبيرة , حست بقشعريرة في جسمها كله ~ مو معقولة رجال اللي ماسكني ~ لفت وانصدمت لمن شافت ابتسامته , بعدت عنه بسرعة وهي تقول بصوت مخنوق وضربات قلبها توجعها من قوتها : لا عاد تلمسني ..
اتسعت ابتسامته وهو يقول بتريقة : من وراء حجاب ..
تجمعت الدموع في عيونها وهي تقول : هذا مو شي ينمزح فيه , احترم نفسك وصير رجال ..
رفع حواجبه وقال : ماني عاجبك ست ريم ..
قالت بحزم : لا منته عاجبني سيد عبد الرزاق ..
وتحركت بسرعة , مسك يدها فرفعت يدها الثانية بلا شعور وصفعته وهي تتنفس بحدة وهي تسحب يدها منه وهي تقول بحزم : اتق الله ..
وتحركت بسرعة ووقفت عند بوابة المستشفى وهي تتنفس بالقوة , غطت وجهها وجلست على أقرب مقعد وهي تصييييح من أعماقها ~ ليش يسوي كذا ؟؟ ليييييييييييييييش ؟؟ أعلم أبويه , ولا أروح لميييييييييييييين ؟؟ أشتكي لمين من مضايقاته ؟؟ ~
: ريم ..
أول ماسمعت اسمها يخرج من بين شفايفه قامت بسرعة وتحركت خارجة من المستشفى , سطع ألم حاد لكنها تجاهلته لأنها تعرف هالوجع اللي يبهذلها كل شهر و مشيت بعزم مطنشة مناداته , سطع الألم أكثر وحست بعجز عن إكمال مشيها من شدة الوجع , وحاولت تعتدل واقفة لكنها ماقدرت , تأوهت وهي تلف يدينها على بطنها وتنحني بوجع , حاولت تقوم لكنها رجعت انهارت على الأرض وهي تصرخ , لمن قرب منها صرخت : لا تلمسنييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
تراجع بسرعة وهو يصرخ : انتي وجعانه ..
لفت عليه وقالت من بين أسنانها : أموت وجع ولا تلمسني ..
انصعق من كلمتها , اندفعت ممرضة لها وصرخت في ممرضة ثانية : كرسي بسرعة ..
تعاونوا وساعدها وجلست عليه ودفوها للطوارئ , سفانة اللي شافتهم ياخذونها لحقت بهم بخوف , ولمن شافتها تصيح خمنت إنه من الوجع , خاصة إنه الطبيب رفض يعيطها الإبرة المهدئة وهي مسخنة ...
ضحكت سفانة وقالت : شفتي فائدتها , خلتك غصب عنك تكشفين ويعطونك غبر مخفضة للحرارة , يالمجرمة 40 حرارتك وتمشين ..
استنوا حولينها المحلول إلين انتهى وخرجوا من المستشفى ...



**********************

اسير الصمت
09-08-2012, 01:13 AM
الساعة 11.30 المساء في الرياض :
قرية الثمامة , قدام المسبح المائي الكبير :


حك صقر شعره وهو ينفث الهوا من بين أسنانه , طالعوا فيه التوأم وهم عاقدين يدينهم بحزم قدام صدرهم , قال ماهر : ياخي أخلص , تراك طفشتنا لك ساعة تحكحك زي القرد ..
رماه صقر بنظرة حادة , ضحك سامر ودق توأمه بكوعه وهو يقول : ارحمه خله يجمع كلامه ..
زفر صقر وقال : أنا ...
صرخوا مع بعض بحماس : هييييييييييييييييييييييييييييي ..
وضربوا يدين بعض وسامر يقول بتريقة : قال كلمة , أخيرا قال كلمة ..
صرخ صقر بعصبية : يالدلوووووووخ ..
صرخوا مرة ثانية : هيييييييييييييييييييييييييي ..
وماهر يقول : مبروك ياسامر طلع الكلمة الثانية ..
غطى وجهه بطفش ومسح بها وجهه وتحرك من عندهم وهو يقول : أصلا الحق علي اللي جاي أكلمكم ..
مسكوه كل واحد من يد ورجعوه وهم يقولون : والله ترجع ..
وقال ماهر : والله ماعاد نتريق , قول اللي عندك ..
لف عليهم وقال بسرعة : كنت أبغى أقولكم إني أبغى أتقدم لسحر ..
ساد صمت فضيع بعد كلمته , كانت وجيههم جامدة وهم يطالعون فيه بنظرات غريبة , طالع فيهم بتوتر وهو يسأل : اش فيكم ساكتين ؟؟
طالعوا فيه ورجعوا طالعوا في بعض وانفجروا بالضحك مرة وحده وهم يتذكرون دعاوي سحر على حبيب قلبها اللي ماجا , طالع فيهم صقر بقهر وسأل : ليش تضحكون ؟؟
حك سامر خده وقال : مزحك ثقيل ..
وهز ماهر راسه مؤيد وهو يقول : جدا لدرجة ماله طعم ..
انصدم صقر من ردهم وقال بعدم تصديق : لهالدرجة ماأنفع خطيب لأختكم ؟؟..
سألوا مع بعض بصدمة : إنت من جدك ؟؟؟
وكمل سامر وهو يأشر عليه : إنت تبغى أختنا , سحر , سحر ماغيرها ..
وكمل ماهر : متأكد إنها سحر مو سلافة ..
رماهم صقر بنظرة باردة وتحرك بدون ما ينطق بحرف , مسكوه بالقوة وهو يتفلت منهم والعصبية واضحة في كل معالم وجهه , بالقوة مسكه سامر وقال ماهر وهو يوقف قدامه : والله ما ترووووووح ...
لف وجهه عنهم وهو يتنفس بحدة , كان مقهووووووووور من ردة فعلهم الغير متوقعة , حمحموا مع بعض وقال ماهر : هو الصراحة إنت فاجعتنا مو فاجأتنا , قصدي ....
ولف على توأمه وسأل : كيف أشرحها ؟؟
سابه سامر وهو يقول : ماعمرك بينت إنك تبغاها , قصدي البنت صارت 26 وهي عندك من زمان , يعني .......
ولف على ماهر وهو يسأله : كيف أشرحها ؟؟
قال بعصبية : كيف أشرحها , كيف أشرحها , عاد قدر الله و ما تقدمت إلا دحين , هذا السبب بس ولا في سبب ثاني يا صوير وعوير ..
قال ماهر وهو يأشر على نفسه وعلى سامر : تراها صوير وعوير و ....
وأشر عليه وسامر يكمل : اللي مافيه خير ..
حس صقر بدمه يفوووور من عدم اهتمامهم قال بقهر : والله ما بتعقلون , مابتعقلون إلين تحج البقرة على قرونها , إنتم تقلبون كل المواضيع مزح , تراني أكلمكم جد , لو عرفت إنكم بتاخذون الموضوع مسخرة كان كلمت عدنان لكن ربي ابتلاااااااااااااااني وصرتم انتم خوياني الله يقطعها من خوة ..
نفخ ماهر صدره وقال : هي تراك تكلم أخو خطيبتك , احترم نفسك ولا أشوه سمعتك عندها وأقولها لا توافقين , سامر..
مد سامر يده على طول وهو يتكي بيده الثانية على كتف أخوه وهو يقول : يدك على 10 آلاف , خمسة لي وخمسة له , ونضمن لك موافقتها اليوم قبل بكرة ..
طالع فيهم بصمت , صرخوا بحماس وهم يحتضنونه ويباركون له دلالة موافقتهم على هالخطبة , ضحك وقال : الله يقطع شركم , مصيبتي لو تم الموضوع إنكم بتصيرون نسايبي ..
قال ماهر بفرح : صراحة الموضوع صدمني في البداية ..
وأيده سامر وهو يمشي معاهم ويقول : يعني ما عمرك لمحت ..
ابتسم صقر بصمت وهو يمشي وسطهم , كان أقصر منهم بشوية وأصغر منهم في البنية , وبعد فترة صمت قال : كنت أبغى أسمع رأيكم قبل ماأتقدم لعمي ..
وقال بتريقة : ممكن أعطيكم رقم مديري في العمل عشان تسألون عني و ..
ضربوه وهو يضحك والسعادة تكاد تنطق في وجهه , وهم راجعين للغرفة اللي مستأجرينها كانوا البنات راجعين من عالم الثلج , أشرت لهم سلافة وهي تقول :
Booooooooooys الثلج كان يهبببببببببببببببل ..
دقتها سحر وهي تهمس : استحي تتكلمين بهالصوت منتي شايفه صقر معاهم ..
قالت سلافة بعدم اهتمام : ويعنيييييي ؟؟ صقر زيه زي سامر وماهر ..
تحركت سحر من عندها ودخلت للغرفة , ولمن وقفت سلافة قرب أخوانها انسحب صقر وراح لأخواته اللي كانوا يحكونه بحماس عن الألعاب اللي لعبوها ..
قال ماهر : صقور مايجي آخذ مرتي ونتمشى شوية ؟؟ مو العشا بمناسبة تصافينا ..
ضحكت أريج لمن سحبها صقر من يدها ووداها لحد باب الغرفة وهو يقول : احلف , احلف , أصلا خلاص أنا بأمنع الزيارات إلين يوم الزواج مابقي شي عليه ..
غمز له ماهر وهو يقول : حتى لو وعدتك أمشي موضوعك زي الحلاوة ..
رماه صقر بنظرات حاده وهو يقول : لا تذلني ..
ولف على أريج وقال : وانتي شاقة الحلق مبسوطة , أدخلي بسرعة ..
دخلت أريج ودخلوا وراها البنات , من انتقف الباب لف صقر على ماهر وفي لحظة شرد ماهر ووراه صقر وهو يصرخ : تعاااااااااااال يالجباااااااااااااان ..
وسامر فاطس ضحك عليهم وهو يقول بصوت عالي : 1 _ 0 ...



*************************

تم بحمد الله الجزء الأول من الفصل السابع عشر ....

تتابعون في الجزء الثاني من الفصل السابع عشر


................. وصلها صوته اللي تميزه من بين مليون صوت : مشاعل أنا ناصر ..............

.................... قالت برجاء : هنوف حرام عليك , لازم تزورينه , تراه من زمان يطلبك ..............

................... هتف عمر باعتراض وهو يبعده عن جاسم المعصب : مطــــلق استهدي بالله .................

.................... صرخ بعصبية : ليلى بالذات ماأبغى أسمع سيرتها على لسانك ................



أتمنى لكم قراءة ممتعة

NaZeK
09-08-2012, 01:21 AM
حــــــــــــــــــــــــــجز طبعا ^_
ابي اروق عليها @__@

اسير الصمت
09-08-2012, 01:25 AM
الجزء الثاني من الفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟؟


إهدااااااااااااااء إلى كل قارئاتي ومتابعاتي بلا استثناء ..
أتمنى أن ينال الجزء على استحسانكن ..



عيدي ..
أتوسلك لا تحزن , لا تبالي ..
أنا سأكون ~ بعون الله ~ أقوى ..
كلما زرتني سأصبح ~ بفضل الله ~ أسعد ..
سأرسم بسمة بين الدموع ..
سأطلق ضحكة رغم الوجع ..
سأنشر بهجة لمن حولي ..

سأصبح
.
.
.
بحد
.
.
.
ذاتي
.
.
.
عيدا

اسير الصمت
09-08-2012, 01:29 AM
فجر يوم السبت 16 / 8 / 1427 هـ :
في فيلا أحمد :


~ أموت وجع ولا تلمسني , أموت وجع ولا تلمسني , أموت وجع ولا تلمسني ~ هز راسه عشان يبعد صوتها المتوجع وهي تنطق هالكلمات وقام من سريره وهو يزفر , لمن شافها خارجة من العناية كان عارف إنها مهي منتبهة له وهي ماشية وبالقصد وقف في طريقها لكنه ما توقع إنها تعبانة وإنها بتطيح الأرض , تلمس خده اليمين وغصب عنه تذكر صفعة سلافه على خده اليسار , تحرك في غرفته باضطراب وهو ينفخ الهوا من فمه بطفش , كان مرتاح إنه بيسافر بعد بكرة , بيرجع للحياة اللي اعتادها وافتقدها , هنا كل شي محسوب ومعدود , حتى الكلمة لازم تحاسب عليها قبل ما تخرجها من فمك , الكل يتدخل فيك ويفرض رأيه كإنهم خبراء في الحياة وكئن رأيهم هو الأصح , الكل يطالب بشيء , لازم ترضي الكل وتجاملهم , لازم تخصص وقت لهم ولا يبدأ العتاب والسؤال ودق الجوال , أخيرا حيروح عن هذا كله ويرجع لحياة الحرية لكن .............
~ ليش أحس بهالضيق الغريب ؟؟ ~ زفر وضرب مكتبه بقبضة يده يحاول يزيح هالضيق , اندق باب غرفته ووصله صوت العنود الحاد وهي تقول : رزوقووووووووووووووووووو تراك طفشتني , الركعة الثانية بدأت وإنت نايم لسه , أميييييييييييييييي تقووووووووووووووول تراها تعبانة ومافيها حيل تنزل من فوق عشان تصحيك , قوووووووووم ولاتخليها تضطر تنزل و تقومـ..
فتح الباب فقطعت كلامها وابتسمت وهي تقول بهمس : إنت صاحي ؟؟
وكملت بعصبية : مادام صاحي ليش مارحت تصلي ؟؟ رجولي تكسرت وأنا طالعة نازلة عشان أصحيييييييييييييييييك ...
رماها بنظرة بادرة وقال : not your business ....
عقدت حواجبها وقالت وهي تشمر أكمام وهمية لأنه أكمام بجامتها قصيرة : حدد بسرعة هذي سبة ولا إيه , عشان لو سبه بأقوم أصفعك ..
حط يده على وجهها ودفها وهو يقول بعصبية : انقلعي عن وجهي , ماني رايق لك ..
وصك باب غرفته بكل قوته , قالت بغيض : ياويلك من ربييييييييييي سامع الصلاة و ما تروح , والله لا أعلم أبويه لمن يرجع من الصلاة إنك كنت صاحي و مارحت ..
طنشها وهو يدور في غرفته بطفش وهو يقول بغيض : هذا الإزعاج اللي بأرتاح منه ...
كان يحس إنه يبغى شي , اش هو ما يدري ؟؟ ...



**************************


في العناية المركزة :
الساعة 6 فجرا :



حس ببرودة يده وهي تمسح وجهه , ابتسم بصعوبة وهو يقول بداخله ~ شكرا عبود ~ ابتسم عبد الإله له وقال : يلا صلي , خلاص يممتك ..
وجه بصره للقبلة وأومأ براسه بحركات خفيفة ولمن فرغ من صلاة السنة والفرض لف على عبد الإله اللي كان واقف يرتب بعض الأشياء على الطاولة اليتيمة في المكان , حاول ينبهه لكنه ما انتبه , رفع يده بصعوبة لكنها انهارت قبل ما توصل له , التفت عبد الإله ورفع يده بسرعة ورجعها للسرير وهو يقول : خير , تبغى شي ؟؟
~ عبد الإله نام , خلاص تعبت من كثر الوقفة , ارتاح ~ طالع فيه عبد الإله بحيرة وهو يسأل بلهفة : شي يعورك ؟؟
هز راسه بلا وهو يأشر له على المقعد بمعنى إجلس , سحب عبد الإله المقعد وجلس عليه وهو ماسك يد حسان وهو يطالع فيه بألم , غمض حسان عيونه بقوة وهو يزفر بداخله براحة وفتحها لمن حس ببرودة يد على جبينه , لقيه واقف وهو يتأمله بصمت , رف بعيونه وهو يصرخ بداخله ~ إجلس تراك تعبتني بوقفتك , عبد الإله ترا والله ما ألومك , عارف إن الموضوع قضاء وقدر , إرتااااااااااااااااااااااح ~ مسد عبد الإله شعره وهو يقول بوجع : والله ماني فاهم إش تبغى , سامحني يا حسان ..
هز حسان راسه بلا وتوقف لمن حس بالعجز , ~ مستحييييييييييييل يفهمني , سبحانك يارب مايحس الإنسان بالنعمة إلا لمن يفقدها ~ دخل الدكتور رامي وهو مبتسم , سلم على عبد الإله ولمس البطاقة المعلقة على صدره و هو يقول بمرح : ماشاء الله أخ عبدالإله صاير من الطاقم الطبي ..
ابتسم عبد الإله وهو يرص البطاقة اللي أعطاها له رامي أمس و قال : مشكور والله يا دكتور اللي خليتني عنده ..
لف رامي على حسان وقال : مو عشانك , عشان بطلنا اللي هنا ...
وحط يده على صدر حسان وهو يكمل : كيف حالك يا بطل ؟؟؟
~ أنا ماني بزر تقولي بطل ~ ابتسم حسان بتكشيرة خلت رامي يضحك وهو يقول : اش عندك ؟؟ ما عجبتك الكلمة يا بطل !! أنا أقولها لأنك ما شاء الله كنت مناضل معانا في العملية بمعنى ( متشبث بالحياة ) زي ما كان يقول أستاذي ديفيد لمن يوصف اللي ربي كتب لهم الحياة وهم على وشك الموت ..
تذكر حسان وقتها الوجه الأسود اللي كان يزوره , كان وده يفك الجهاز عشان يعلمهم على حكايته , ابتسم لرامي اللي بدأ يكتب في سجله المعلق بعض الملاحظات ..
كان وده يسأله أشياء كثيرة عن حالته لكن حالته ما تسمح , بعد ما ناول السجل للممرضة اللي بدأت تدون قراءات الأجهزة قال : إن شاء الله متى ما لاحظنا تحسن للرئة فكينا الجهاز عنك , عشان كذا أبغاك تحسن نفسيتك أكثر لأنه الحالة النفسية تأثر على الجسد , بعدين أبوك ناوي يزوجك أول ما تقوم بالسلامة إن شاء الله فشد حيلك ...
هز راسه بطيب وهو يبتسم , تحرك رامي للطاولة وسحب قطعة شاش صب عليها من موية الصحة وعصرها , مد عبدالإله يده وقال : أنا أبلل له شفايفه ..
وتناولها منه ولف على حسان ومسح بها شفايف حسان الجافة , كان عارف إنه ممنوع من شرب الموية لكن لازم تتبلل شفايفه كل فترة عشان ماتتشقق وتعوره , ابتسم رامي وهو يتأملهم وخرج بعد ماودعهم , كان ممنوع منع بات المرافقة في العناية لكنه عطف على عبد الإله اللي جلس قدام باب العناية من بعد ما انتهت الزيارة الساعة 8 إلى الساعة 1 بعد منتصف الليل وهو عازم ما يتحرك من مكانه , لمن شاف إصراره على الجلوس حن عليه خاصة وهو عارف إنه هو اللي أطلق الرصاصة بالغلط فأعطاه بطاقة سماح للمرافقة في العناية المركزة ..



***********************


في نفس الوقت في الشقة :


زفرت مشاعل وهي تشوف أحلام جالسة بمريولها الوردي قدام الفطور وهي ماسكه جوالها وتتكلم , قالت بضيق : كم مرة قلتلك لا تتصلين من جوالي , أمس جاتني رسالة إنه حدي الإئتماني بيخلص , كله من تحت راسك وراس أختك , هاتي الجوال ..
ناولتها أحلام الجوال بلا عناد أو رجاء , استغربت عدم مقاومتها , حطت الجوال على إذنها ناوية تعتذر لصحابة أحلام لأنها بتقفل الخط وقالت بلا تردد : مرام لاحقة عليها في المدرسة إن شاء الله , تكلموا إلين يجف لسانكم ..
وصلها صوته اللي تميزه من بين مليون صوت وهو يقول : مشاعل أنا ناصر ..
حست بكل شي تجمد حولينها , الزمن , الهواء , حتى قلبها تخيلته توقف للحظة قبل ما يرجع يضرب بقوة وهي تقول بثبات : حياك الله , كيف أخدمك ؟؟
صمت ساد قبل ما يسأل : كيف حالك وكيف خالتي والبنات ؟؟
وجعتها نبرة الحنان اللي ميزتها في صوته وقالت بهدوء وبطريقة رسمية : الحمد لله , تبغى تكلم أمي ؟؟ ..
قال : إذا ماعليك كلافه ..
بعدت الجوال عن إذنها وتحركت لأمها اللي كانت تتكلم في التلفون وهي تقول : قوميها بالقوة , مو عشان مافي دراسة أول يوم ماتروح ...
مدت لها الجوال وقالت : أمي ناصر يبغاك ..
قالت سعاد لبنتها الكبيرة : أكلمك بعدين يا حنان , مع السلامة ...
وتناولت الجوال من مشاعل اللي تحركت مبتعدة وهي تسمع أمها تقول بترحاب : هلا والله , هلا ناصر , كيف حالك بشرني ؟؟ وكيف عروستك ؟؟ و ...........
مرت من عند أحلام اللي كانت تهمس لهاله ببضع كلمات اختنقت لمن شافت مشاعل , دخلت الغرفة وهي تحس باختلاط مشاعر , سحبت نفس عميـــق وخرجت على طول , انتفضوا أحلام وهاله وسكتوا لمن شافوها واقفة قدامهم , قالت أحلام باعتذار : والله شفت الرقم غريب قمت رديت و ...
قاطعتها مشاعل بابتسامة : أنا مسحت اسمه من الجوال عشان كذا يطلع رقم بدون اسم , بعدين ....
وسكتت وكملت بحماس : نروح نلعب بلاي استيشن مادام الوحوش مهم في البيت ..
ضحكت هاله وقالت : ترا صار عندك إدمان على البلاي استيشن , بعدين ورانا دوااااااااااااام ..
قالت بلا مبالاة : لسه باقي نص ساعة إلين يجي الباص ...
انتقل حماسها لهاله فقالت : يلا أنا ريال مدريد و .....
قاطعتها مشاعل : روحي الكذابة , والله ماتاخذينه , تقولين فريق مغمور هو وبرشلونة , هذي أقوى الفرق في أسبانيا ...
شهقت أحلام وقالت وهي تضحك : طاحت عليييييييييييييييييييييك ..
وقطبت هاله حواجبها وهي تسأل : وإنت اش درااااااااااك ؟؟
حطت مشاعل يدها على خصرها وقالت : زهره قالت لي ..
: واش دراها أزهار الدبببببببببببببببببببب ؟؟
ضربتها وهي تقول : لا تسبينها , وأنا أحكيها قالت لي جاسم زوجها يشجع ريال مدريد ودايم يحكيها عنه , بيكهااااااااااااام وروبينهينو وتقولين فريق مغموووووور ..
زفرت هاله وقالت : خلاص خذي ريال مدريد وأنا آخذ برشلوو ..
صوت جرس الباب خلاها تقطع كلامها وهي تقول بإحباط : جووا الوحوش ...
ضحكت مشاعل على شكلها المتحطم وقالت : خلاص إذا رجعت من المدرسة وأنا فايقة ورايقة ألعب معاك بعد ماينامون , أوكي ...
فتحت أحلام الباب لبندر اللي دخل وهو يقول : ناديلي مشاعل بسرعة ..
قالت مشاعل : خير , أنا هنا ...
قال بعجلة : جيبي شنطة أبويه , أروح أفتح لناصر باب المجلس وأجي ..
قطبت مشاعل حواجبها وتحركت لغرفة نومها المشتركة مع أخواتها وخرجت شنطة سوداء من تحت سريرها , تأملتها بصمت وذكرياتها الماضية تتدافع بشوق مؤلم , لطالما كانت كاتمة أسرار أبوها , كل ورقة بداخل هالحقيبة شرح لها أبوها حقيقتها وهو ينظمها بداخلها , حطت الشنطة على السرير و فتحتها , لقيتها تغص بالأوراق , انبعثت ريحة عطره اللي دسته في جيب الحقيبة من بعد موته و ذكرتها بمنظره وهو جالس يرتب الأوراق ويهز رأسه دلالة استماعه لمحاولاتها الشعرية , الدق على باب الغرفة المفتوح خلاها تخرج من ذكرياتها وتلتفت لبندر اللي دخل وهو يقول : أبغى صك الأرض اللي في الديرة ..
فتحت عيونها على اتساعها وصكت الشنطة وغيرت الأرقام وهي تقول بحزم : قولي ليش تبغاها أول ؟؟
طالع فيه بحدة وقال : نعم ست مشاعل ..
رمته مشاعل بنظره قوية بعد ما شافت أخواتها واقفات عند الباب بصمت وقالت : أبويه حط هالأوراق عندي وأمني عليها ووصاني ما أخلي أحد يمسك هالأوراق , قولي اش تبغى فيها ..
قال بعصبية : الأرض عليها مشاكل كثيرة , عمك مو راضي يتنازل عنها لنا يقول له نصيب فيها وإحنا بنعطي الصك لمحامي عشان يفصل في الموضوع ..
قالت : خذ نسخة من صك الأرض , الصك الأصلي لا يمكن أعطيه لأحد ..
صرخ بعصبية : ناصر قاعد يستنى وبينزل الديرة دحين , اش أقوله ؟؟
قالت وهي ترفع راسها بعناد : مالي دخل , محد قالكم تتصرفون بدون ماتقولون لي , افتح كمبيوترك و اطبع الصك بالطابعة ..
من تخطت ألمها وأزمتها اللي صارت بعد طلاقها رجع لها جزء كبير من قوة شخصيتها , كان وده يكسر راسها لكنه ما قدر , كان الكل حاضر لمن قال أبوه إن الأوراق ما تتحرك من مكانها من دون شور مشاعل , كانوا عارفين إنه في الفترة اللي كانوا فيها لاهين في حياتهم ما كان عند أبوهم إلا حبيبته مشاعل يشرح لها أموره ويشاورها فيها بحكم إنها ذات عقل راجح وإنه شخصيتها قريبة من شخصيته ..
كملت وهي ترجع تفتح الشنطة : ثاني حاجة , عمك باع نصيبه من الأرض لأبويه قبل وفاة أبويه بسنه وقبض حقه على دفعتين ..
وخرجت ثلاثة أوراق وهي تكمل : الدفعة الأولى 80 ألف استلمها عمي 30 كاش و 50 شيك والدفعة الثانية كلها كاش 60 ألف وأنا عديتها معاه بنفسي وتأكدنا منها , هذا صك الأرض وهذا المخطط حقها وهذا ..
وهزت الورقة الأخيرة وهي تقول : المبايعة اللي صارت بخط اليد لكن ماعليها شهود فيها توقيع أبوية وتوقيع عمك العلة بس ..
طالعت في ساعة يدها وقالت : بسرعة عشان الباص جاي ولازم أروح المدرسة , مو معقولة أتأخر على أول يوم ..
راح للمجلس الداخلي وفتح كمبيوتره وطبع الأوراق , أخذت مشاعل الأصل ورجعتها بسرعة للشنطة اللي ما يعرف رقمها غيرها وصكتها ورجعتها تحت السرير ولبست عبايتها بسرعة لمن دق سواق الباص جوالها للمرة الثانية , راحت تدور أمها , لقيتها خارجة من مجلس الرجال ابتسمت وقالت : مع السلامة أمي ..
: مع السلامة , انتبهي لنفسك ..
خرجت وغصب عنه انتبهت لصندله البني والعسلي المجاور لصندل أخوها الأسود , تحركت نازله وهي تبتسم , طول عمره يحب اللون هذا ويكره اللون الأسود اللي يحسه معتاد , تحركت من جنب سيارته اللي شرعها لها يوم زواجهم و اللي شهدت رحلاتهم المعدودة أول أيام زواجها , بعدت نظرها عن لوحة السيارة وطلعت الباص اللي كان يغص بالأطفال اللي ما يتجاوزون المتر بأطوالهم ..
: أبلة مساااااااااعل , انتي بتصيرين أبلتي ؟؟..
التفتت وابتسمت لمن شافت ريوف طفلة كانت العام الماضي في الروضة وقالت : ما أدري , يمكن , كيف حالك ياريوووووف ؟؟ ماشاء الله اش اللبس الحلو هذا ؟؟ ولمن دبت الغيرة في بقية الأطفال وكل منهم يحاول يلفت انتباهها للبسه قالت وهي تضحك : وااااااااو , وكل الأطفال ملابسهم حلوة كمان ..
وبدأت تعلق عليهم واحد واحد بالاسم , والوجوه الجديدة كانت منكمشة وماتبغى تتكلم ...
حست بانشراح عجيب , وبكل همومها وأحزانها وأفكارها المضطربة تتلاشى أمام ابتساماتهم الحلوة وعيونهم اللامعة ببريق البراءة , أخيرا رجعت للمدرسة , للعالم اللي تحبه ...


***********************


في بيت صالح :

على صوت رنة جوالها فتحت ريم عيونها اللي تحسها حااااااااارة من كثر السخونة بصعوبة شديدة وقالت لنفسها ~ هانت يا ريم كلها ساعة ونص وتروحين تاخذين إبرة المضاد الثانية , ياربييييييييييييييي كيف راس يعورني ~ رفعت جوالها , هذي سابع مرة يدق هالرقم عليها , هي ما ترد على أرقام غريبة لكن إذا تكرر كذا مرة ترد , ضغطت السماعة وقالت بصوتها المخنوق : نعم ...
ولمن ماسمعت صوت قالت بصوت أعلى : ألووووووو ...
: بعد بكرة راجع لفرنسا ..
قامت من سدحتها وفركت عيونها بتعب وهي تقول : نعم , مين معايا ؟؟
وصلتها زفرته وهو يقول : عبد الرزاق ...
فتحت عيونها على إتساعها لمن سمعت الاسم وميزت الصوت ولحظتها استوعبت جملته الأولى , قال على طول : أنا اتصلت عشان أقولك إني مسافر لليون بعد بكرة وكنت أبغى أستسمح منك قبل ما أسافر ..
سكتت وهي تحس بتضارب المشاعر اللي كانت تحسه في المدينة يرجع لها من جديد ~ ياربي ليش متصل علي ومهتم بزعلي ؟؟ يا خبلة عشان حركته وقحة وكبيرة كمان , يمسك يدي لااااااااااااا , ما أسمح له أبدا , بسسسسسسس يمكن عشان هو متعود في فرنسا إنـ , ريــــم خليك عاقلة , في فرنسا وإلا لا الغلط غلط ~ ما قدرت ترد عليه وفي نفس الوقت استحت تقفل الخط في وجهه بحكم إنه متصل يعتذر , همس بتردد : ريــم ..
غمضت عيونها بتعب وقالت بهدوء : خير , مو خلاص قلت اللي عندك ..
ساد صمت خلى قلبها يخفق بشكل غريب قبل ما يقطعه عبد الرزاق وهو يقول : توصين شي قبل ما أسافر ..
الناس تقول عادة ( سلامتك ) لكن هي اش بتقول , التزمت الصمت للحظة قبل ما تقول : الله يسهل لك ..
: still mad from me ؟؟ أقصد لسه زعلانه مني ؟؟
~ لا تطولها وهي قصيرة عشان ما أصك الخط في وجهك ~ كتمت هذا كله بداخلها وقالت : لا و مع السلامة ..
وقبل ما تصك رجعت قالت : ولا عاد تتصل , ترى ما يجوز إنه الولد يتصل على بنت ويكلمها في غير الضرورة حتى لو كانت بنت عمه ..
وصكت الخط ورمت الجوال بعيد عنها وطالعت فيه بصمت مناقض لاضطرابات قلبها , كانت تحس بشعور غريب يغمرها , شعور أشبه بالحلم اللي تفوق منه و إنت لسه تحت تأثير أحداثه الغريبة الحلوة , غطت وجهها وهي تستغفر وتحاملت على نفسها وقامت رغم تعبها , خرجت من الغرفة و راحت للحمام , غسلت وجهها و توضأت وراحت تصلي الفجر وهي تحاول تتناسى اللي صار , لكن طوال الصلاة كان عقلها يسترجع كلامه أو همسه , و تفاجأت من وسط أفكارها إنها وصلت للتشهد الأخير , اش قرأت في الركعة الأولى أو الركعة الثانية ما تتذكر , سلمت وهي تحس بدموعها تتسلل على خدودها , غطت وجهها وبكت بصمت وهي تصرخ ~ أتوسلك يارب تبعده عن عقلي , أتوسلك يارب ما أبغى أصير زي عهود , ياااااااااااا رب رحمتك ~ مسحت دموعها وعقابا لنفسها ولعقلها ولأفكارها ولشيطانها اللي كان يوزها بأفكار غريبة قامت وكبرت عشان تعيد الصلاة ..
: ريم , تصليـــــــــــن ؟؟
صرخة عهود فجعتها لكنها خلتها تنتبه لنفسها وتتذكر , شهقت ولفت على عهود وهي تقتطع صلاتها وقالت بصدمة : أووووووه نسيــــــت ..
وضحكت من قلبها , ضحكت عهود وخرجت من الغرفة وهي تقول بسخرية : لهالدرجة عقلك مو معاك , ولا عشان راح الوجع خلاص نسيتي ...
ذابت ابتسامة ريم وجلست على سجادتها وهي غارقة في تفكير عميق فاقت منه وبدأت تقرأ أذكار الصباح ولمن انتهت منها خرجت تدور على أبوها عشان يوديها للمستشفى عشان تاخذ الإبرة , وهي متوجهة لغرفة أمها لقيت عهود قاعدة في المطبخ وتتكلم بهمس في جوالها , أول ما شافت ريم اللي أشرت لها مين تكلمين قالت : صحبتي , تبغين شي ؟؟؟...
هزت ريم راسها بلا وتحركت , كانت تعرف إنه عهود تكلم واحد من الشباب الكثيرين اللي متعرفة عليهم , يبان على وجه البنت لمن تكلم صحبتها ولا تكلم واحد , قلبها وجعها أكثر , ما كانت عندها الجرأة اللي تخليها تناقش عهود بحزم أو تهددها لو ما وقفت أفعالها إنها تعلم أمها أو أبوها , كاتمة هذا كله في صدرها لأنها تستحي إنها تشرح للعنود أو سفانة اللي قاعدة تسويه عهود ...



*************************



شهقت وقالت : آآآآآآآنا تجيني جلطة لا شفت الإبرة تبغيني أروح معاك عشان تضربين إبرتك ..
وصلها صوت ريم الكسير وهي تترجى : الله يخليك عنيدي , والله ماعندي أحد يروح معايا , عهود تقول مافيها حيل وأمي تعبانة , مو معقولة أروح مع أبوية لوحدي ..
زفرت وقالت وهي تبعد لحافها وتقوم : طيب ألبس عبايتي وأجيك ولا تمرين علي ..
: دقايق وجايتك ..
صكت العنود جوالها وتمغطت بتعب , وأول ماخرجت راحت لغرفة الهنوف , دقت الباب ودخلت وهي تقول : سلام على الحلوين ..
ماردت عليها الهنوف المنسدحة ومتلحفة , تقدمت العنود وجلست وراها وهي معطيتها ظهرها وتطالع في اللامكان وقالت : هنوف بأروح مع ريمان المستشفى اش رايك تروحين معانا , يمكن نمر على مطـ ..
: لااااا ..
وسحبت لحافها وغطت وجهها أكثر وهي تقول بصوت مخنوق : أبغى أنام لو سمحتي ..
حكت العنود شعرها وقالت : يعني طردة محترمة ...
وقامت وتحركت خارجة وقبل ما تصك الباب قالت : هنوف مو لازم تضغطين على نفسك بالتفكير , اللي يريحك سويه و ماعليك من أحد ..
وصكت الباب وراحت تلبس عبايتها , وهي نازلة شافت أمها جالسة في الصالة ومعاها أبوها يقرأ جرايد , قالت : صباااااااااااااح الخير على أحلى روميو وجوليت في السعودية ..
نزل أبوها الجرايد وابتسم لها وهو يقول : هلا عنيدي ..
وطالعت فيها أمها بنظرات مستغربة وهي تقول : على وين ست عنود ؟؟
ضحكت لمن تذكرت إنها ما استأذنت منهم وقالت : ريمان تبغى تروح المستشفى عشان إبرتها وتبغاني أروح معاها ..
ابتسم أبوها لمن قالت هدى بحدة : وخارجة بدون استئذان ؟؟
لفت طرحتها وقالت : نسيـــــــــت ..
وقامت بسرعة لمن سمعت صوت البوري وقالت : أهم جووا , مع السلامة ..
وهي خارجة بسرعة سمعت أبوها يقول : تراك لسه ما استأذنتي ..
وقفت وقالت من مكانها : أنا رايحة مع ريــم مــمـــكن !!..
ولمن وصلها ضحكهم مختلط بصوت جوالها خرجت وهي تقول : مع السلااااااااااااامة ..
فتحت باب السيارة اللي ورى وجلست وهي تقول : السلاااااااااااااااام عليكم ..
وصكت الباب ودخلت راسها بين المقعدين وهي تقول : كيف حالك عمـ ...
بلعت باقي حروفها لمن انتبهت إن اللي جالس مكان السواق مو عمها صالح و رجعت على ورى وغاصت في المقعد وهي تحس بخجل فضيع , ضحكت ريم من قلبها وهي تقول : ليه ساعة أدق عليك بأقولك اللي بيوصلنا عبدالرحمن مو أبويه ..
دخلت يدها من ورى المقعد وقرصت ريم بقوة , ابتسم عبدالرحمن وقال : كيف حالك عنيد ؟؟
لفت العنود بوزها عازمة على الصمت وفي النهاية فتحت شويه من فمها وقالت بضيق حاولت تخبيه : الحمد لله ..
قال يمازحها : كل مالك تطولين ..
قالت بضيق : قول ما شاء الله ..
ضحك وقال : ما شاء الله ..
كانت تكره نبرة صوته الملتوية واللي كل ما سمعتها تسمع صوت خفي بين طياتها يصرخ (( أنا مغزلجي صااااااااااااااااايع )) , انكمشت في مقعدها ولفت وجهها للقزاز لمن سمعته يتكلم مع ريم , كانت تحس قلبها يضرب زي الطبول بداخلها , ما تتذكر متى آخر مرة ركبت معاه السيارة أو متى احتكت فيه آخر مرة , من تغطت عنه تجنبت أي شي ممكن يرتبط به ..
: عنيد ..
لفت بوزها والتزمت الصمت وهي تصرخ بداخلها ~ لا تناديني بهالطريقة يالحماااااااااااااااااااار , آنا لو دريت إنك إنت اللي بتوصلنا ماكان جيت ~
: عنيد , جهزتوا كل أشياء الزواج ؟؟..
: .....................
استغربت ريم صمت العنود , كانت العنود تحس بغليان بداخل صدرها ~ كيف يكلمني بهالعفوية وبهالطريقة , ناسي سواد وجهه , والله أتحدى إذا ناسي ~
كانت كل مرة تشوفه فيها أو تسمع صوته أو حتى اسمه تتذكر أفعاله بها قبل 17 سنة وهي بنت 7 سنين , هي صح كانت صغيرة لكنها تتذكرها كإنها أمس لمن تشوفه , الكل كان يستغرب كرهها له وسبها الغير طبيعي لمن تجي سيرته ~ الله يعينك عليه يا بندري , الله يعينك عليه , أكرهــــــــــــــــه ~
لمن توقفت السيارة عن باب الطوارئ فتحت الباب بتخرج و اتصنمت لمن لف عليها وناولها ورقة وهو يقول : هذي ورقة الإبرة أعطيها للممرضة على بال ما أروح أدفع سعر الإبرة ..
مسكت الورقة من طرفها وسحبتها وخرجت بسرعة وهي تحس بمغص فضيع في بطنها , ساعدت ريم اللي زادت السخونة عليها ودخلتها لطوارئ النساء , جلست جنبها ولمن جات الممرضة ومعاها الإبرة , غمضت العنود عيونها بكل قوتها ..
: عنيدي خلاص ..
لمن شافت الإبرة في ذراع ريم مسحت العرق عن جبينها ويدينها وابتسمت ابتسامة صفراء , ضحكت الممرضة الفلبينية وقالت : إنتي ليه في كوووف ؟؟ هزا إبرة مو هقي إنتي ..
قالت العنود : أي إبرة تعرق بي مو شرط تكون لي ..
: عنيد ..
قامت على مضض وغطت وجهها وخرجت من الغرفة , مد لها إيصال الدفع وفتح فمه بيقول شي , لكنها ما أعطته فرصة سحبت الورقة ودخلت بسرعة و ناولتها للممرضة , جلست جنب ريم وعقلها غصب عنها يسترجع ذكرى لمساته المقززة و ....
هزت راسها بسرعة ما تبغى تتعمق في ذكريتها القديمة أكثر , سألتها ريم وهي تفرك عيونها بتعب : كيف البيت بعد ماراحت رنود ؟؟ ..
ابتسمت العنود وقالت : هادي , بس بيني وبينك , أزهارو الضعيفة هي اللي بترتاح مع سفر الجوهرة , اسم إن الجوهرة ماهي مخليتها تتهنى بقعدة ..
ابتسمت ريم وقالت : ما أدري اش فيها على أزهار مع إنها حبوبة ..
ابتسمت العنود وقالت وهي تهز أكتافها وتجلس جنبها : الأرواح جنود مجندة ..
وزفرت بطفش وقالت : لا وتخيلي كمان , رزوق بعد بكرة رايح و الدب بندر كلها كم يوم و رايحة يعني ما بيقعد غيري وغير خيال المآته ..
ضحكت ريم من قلبها وقالت : حراااااااام عليك تسمينها خيال المآته ..
قالت العنود : والله من جد , لا تهش ولا تنش , إذا سألتيها جاوبت لكن تفتح هي موضوع ولا تسوي ربشة وجو أبــــــــــدا , البنت حالها حال نفسها ..
نزلت ريم كم بلوزتها اللي شمرته وقامت وهي تسأل : اش سوت لمن دريت عن اللي صار لحسان ؟؟
زفرت العنود وقالت وهي تقوم وتعدل عبايتها : ولا شي , صاحت شوية لمن خبرها جاسم بالموضوع ولمن رجعنا البيت التزمت غرفتها , حاولت فيها نروح المستشفى لكنها رفضت قلت خليها براحتها يمكن تبغى ترتاح شويه ..
قالت ريم وهي تحط يدينها على خدودها : يا فششششششلة وأنا من دريت باللي صار نطيت مع عمتي نورة والبنات , دحين اش بيقولون ؟؟
ضحكت العنود وقالت وهي تمسك يدها تخرجها من الغرفة : عاد إنتي وحسان شي ثاني , يعني لو نطيتي عليه تتحمدين له بالسلامة ما أظن أحد يستنكر ..
قالت بإحباط : والله من جد مستحية , أخاف إني زودتها , يعني لو درت الهنوف يمكن ...
ضربتها العنود على كتفها وهي تقول بمرح : بنت بلا بلاهة , أنا إن شاء الله بكرة بأروح حتى لو ماراحت هنوف , هذا حسونه حبيب الشعب مو أي أحد , وبجيب معايا باقة ورد ولا علبة شوكلاطة ..
كتمت بقية الكلام لمن شافته ينتظرهم ونزلت الغطى على نقابها ومشيت بصمت جنب ريم اللي قالت : مشكورة يا عريس , تعبناك معانا ..
ابتسم وقال وهو يتقدمهم : ولو , مادام ماعندنا شي ليش مانخدمكم ..
طالعت فيه العنود وهي تحاول قد ماتقدر تتجاهل كرهها له وتحاول تستسيغه عشان أختها , كان أطول وأسمر من عبد الإله و أقل وسامة منه لكن الشي اللي يميزه أكثر شي هو اهتمامه الكبيــــــر بأناقته , مايلبس إلا أغلى الماركات ودايم مطقم ملابسه مع الجزمة و الكاب , ~ الله يعينك يا بندري , الله يعينك ~
سحبت ريم يدها وهي تقول : آآآآآآآآآح , اش هذا , عورتيني , أظافيرك طويلة ..
طالعت العنود في أظافيرها وابتسمت وهي تقول : لزوم الشياكة , مطولتها عشان فرح بندوري ..
قالت ريم : ياختي ركبي أظافير بدل ماتطولينها بهالشكل , ما يجوز تطولينها كذا , بعدين عشان النظافة ..
قالت العنود باستنكار : لااااااااا أنا ما طولتها أكثر من 40 يوم , أكثر من أربعين يوم ما يجوز بعدين يالفالحة تركيب الأظافير هو اللي ما يجوز ..
لفت عليها ريم وسألت بتعجب : والله ؟؟ أول مرة أسمع بهالشي ..
ابتسمت العنود وقالت : حتى أنا , مو لمن راحوا الجوهرة والهنوف عشان يحجزون الكوفيرة للبندري أيام إضرابي رفضت البندري العرض اللي فيه تركيب رموش و أظافر لأنها ما تجوز وتضاربت الجوهرة معاها ذاك اليوم لمن رجعوا وأصرت البندري على موقفها وحلفت ماتسوي أي شي ماتعرف هل هو حلال ولا لا والحمد لله الجوهرة صبت كل غضبها على أزهار وسبت ولعنت فيها وهي تقول إنها أكيد اللي معبية راس البندري وتصدقين أشوى إني مسوية إضراب ولا كان تلاسنت معاها ليش حاطة دوبها دوب الضعيفة أزهار ..
ولمن وصلوا السيارة إلتزمت الصمت إلين وصلوا بيتها , ودعت ريم وخرجت , فتحت لها سيتي الباب , رمت عبايتها وطرحتها على الأرض وجريت للدرج وهي تقول : معليش مدينة والله تعباااااااااااااااااااانة أبغى أنااااااااااااااااااااااام ...
وطلعت لغرفتها وهي تسمع همهمة سيتي اللي تعصب لمن تناديها مدينة , كان المكان هادي جدا , دخلت غرفتها وصكت الباب وهي مستمتعة بالظلام والبرودة المنبعثة من المكيف , رمت شنطتها على الكومدينه و رمت نفسها على السرير و تلحفت بلحافها وهي تضحك من شدة فرحتها بالسرير والراحة , دقايق من التفكير الغير مستقر على فكرة واحدة غاصت بعده في نوم عمييييييييق ...



************************


قبل هذا الوقت بساعة :

غمضت عيونها تحاول تسيطر على موجة الغثيان و الدوخه اللي صايبتها من فترة وفتحتها بإرهاق وهي تقول : جاسم قوم ..
كان زي الصخرة ما يتحرك , لا صلاة فجر قام لها ولا حتى عمله دحين مو راضي يقوم له , زفرت بتعب و انسدحت تحاول تسيطر على التعب الغريب اللي يفتك بجسمها ~ هل هذا كله وحام الشهور الأولى من الحمل ؟؟ ما أظن , هالحاله جاتني كذا مرة قبل الحمل ~ واستعادت ذاكرتها أول مرة حست فيها بهالشعور المتعب المهلك , كان في ماليزيا في الحديقة ذاك اليوم اللي تضاربت فيه مع جاسم بعد ما عرفت بموضوع حمل البندري , انقلبت على جنبها وهي تحس بوجعها يزيد , ثقل غرييييييييب في قلبها وجسمها , طالعت في الساعة الصغيرة المركزة على الكومدينه واللي كانت تشير للساعة 7 وهي تقول بداخلها ~ لازم أقومه , عمله بيروح عليه , حيبهذلني لو غاب عن العمل , لازم أقومه , لازم أقـ .. ـو .. مـ ... ~ غمضت عيونها بتعب وفتحتها بسرعة , أول ماشافت الساعة تشير لـ 9 شهقت بقوة وفزت من نومها ولفت عليه وهزته بقوة وهي تقول بفجعة : جاسم , جاسم الساعة تسعة , جاسم ..
فتح عيونه دفعة وحدة لمن سمع الرقم وفز وهو يقول : تسعة ..
قالت بتلعثم : راحت عليه نومه و ...
لف عليها وصرخ بعصبية وهو يبعد اللحاف ويتحرك للحمام : ليه ما عايرتي الساعة يا هانم إذا إنك مايته على النوم كذا ؟؟
ودخل الحمام وصفق بابه بكل قوته , قامت أزهار بتجهز أشياؤه و انصدمت لمن حطت رجولها على الأرض وحستها ذايبه لدرجة ما صدقت إنها واقفه عليها , استندت على السرير بتعب وهي تهمس : رحمتك يا رب , استغفر الله العظيم ..
استعاذت من الشيطان وتحركت في نفس اللحظة اللي خرج فيها , قال بعصبية : ارجعي نامي ..
وأخذ بذلته ومحفظته وجواله وسحب مفتاحه من التسريحة وخرج وصك باب الغرفة بكل قوته , زفرت بتعب وقالت : فكه ..
ورجعت للسرير و انسدحت وهي تحس بمشاعر غريبة ..



*****************************


الساعة 12 الظهر :
في الروضة :

أي نعم تحب الأطفال وبراءتهم وعالمهم الجميل , تحب تحتك فيهم وتتعلم منهم طيبة روحهم زي ماهم يتعلمون منها الكثير , تحب تزرع فيهم كل شي صالح وحلو يفيدهم في حياتهم ويكون بصمتها في هالحياة لكـــــــــن ..
: الغياب يخصم منكم 50 ريال , مخالفات الملابس والتأخير الصباحي يخصم 30 ريال و شوفوا أنا من دحين أقولكم أهم شي عندي هو إبداعكم في لوحات الإعلان وتنظيمكم لفصولكم , واللي أوله شرط آخره نور , أي شي يتخرب في الفصل أو يحتاج تصليح إنتم اللي حتدفعون فلوسه وحينخصم من راتبكم , كل اللي تحت يدينكم عهــــدة ..
زفرت مشاعل ولفت وجهها تطالع لساحة الألعاب المواجهة لغرفة المديرة المقززة ~ يا لله بدأنا التعب والكرف والمحاضرات اللي مالها أول ولا آخر , آنا اش اللي مضطرني أشتغل في مدرسة أهليه , مو كل الراتب 1500 لو خصمتي منها سعر الباص و كل هالأشياء اللي انذكرت وممكن تصير كم بيبقى , أففففففففففففففففف ~ ..
: بعض ناس مسرحة كإنه مو عاجبها اللي قاعد ينقال ..
لفت مشاعل وابتسمت للمديرة بصمت , كانت تعرف إن المديرة تستنى منها أقل شي عشان تفصلها من المدرسة , لكن شهادات التقدير اللي حصلت عليها بعد الله بجهد وخبرة خمس سنين تمنعها من طردها باعتبارها مدرسة تمهيدي قديرة ..
قالت المديرة : النوبة حتتوزع عليكم وحيتعلق الجدول بكرة مع سير منهج التعليمي , وبكرة كمان أبغى منكم تفاعل أكثر مع الأطفال , وياليت تجيبون معاكم أفكار عن ألعاب مسلية ممكن يقضون وقتهم فيها و و و ......
سرحت مشاعل بأفكارها عن هالمحاضرة اللي حفظتها من كثر ماتسمعها لسنوات وتوجهت بها للبيت ولأخوانها واش ممكن سووا بعد ما أعطوا ناصر الأوراق , مشكلة أبوها ما وقع أخوه على ورقة بشهود على استلامه لكل المبالغ بعد بيعه لنصيبه من الأرض , كم مرة حذرته وطلبت منه يوقعه على ورقه بشهود لكن أبوها كان رغم حزمه وشدته طيب ويحسن الظن في الناس , هل كان حيتخيل إنه لمن يموت بيجي أخوه اللي قبض كل حقوقه ويطالب أبناؤه بحقوق وهمية وهو مهو مهتم بكونهم أيتام بلا بيت ملك و عايشين في شقة بالإيجار , ناصر اش دخله في الموضوع ولا بس لأنه صادف وكان نازل للديرة , أصلا ليش ينزل الديرة في هالوقت , زوجته ماكانت في السيارة , هل بيسيبها لوحدها وينزل ولا هي في الديرة ونازل عشان يجيبها و ....
انصدمت لمن لقيت أفكارها تتحول لناصر وزوجته , لفت واستمعت للمديرة اللي حست كلامها مستساغ أكثر من تفكيرها العقيم في ناصر اللي صار إنسان أجنبي عنها , لازم تعيش حياتها , لازم تعيش حياة جديدة بلا ............ ناصر ..



******************************


في الرياض الساعة 2.30 :
بعد الغداء في بيت عبد العزيز :

فتح عيونه على آخرها وفز من مكانه وهو يصرخ غصب عنه : إيـــــــــش ؟؟
الكل طالع فيه بصدمة , ونزل عبد العزيز فنجان الشاهي اللي كان رافعه لفمه لمن كمل صقر صراخه وهو يقول : أكيد تمزحووووووووون ..
وقال بحزم : اصبر خلينا نفهم الموضوع ..
حطت أريام يدها موضع قلبها وهي تطالع في صقر المصدوم بخوف , قالت أمه ببرود وهي تحرك يدها بلا اهتمام وباليد الثانية ترفع فنجانها : منت مصدق إسأل بنت عمتك ..
نقل نظراته بينهم وهو يحاول يستوعب اللي انقال , لف على أبوه وسأل : أبويه , من متى سحر راضعة من وفاء ؟؟ من متـــــــــــى ؟؟
لف أبوه على زوجته وقال : عاليه متأكده من اللي تقولينه , أنا أول مره أسمع به ..
قالت عاليه ببرود : مو حضرتك إنت و أخوك مخلين أولادكم سبيل اللي يبغى يرضع يرضع , ناسي إنه بنت أختك رضعت سحر عشان ولدها مات في بطنها وهي في التاسع ..
قال بعدم فهم : ولو رضعتها وفاء واش دخل صقر في الموضوع ؟؟ ليش ما يقدر يخطب سحر ؟؟..
قال صقر بألم : أبويه أنا راضع من عمتي , يعني وفاء أختي بالرضاع ..
قام عبد العزيز بصدمة في نفس الوقت اللي كمل فيه صقر وهو يحس بفوران دمه : يعني ما طلع الرضاع إلا لمن قلت لكم أبغى أخطبهااااااااااااااا , وينه هالرضاع ماطلع من زمان ؟؟ وينه محد تكلم عنه من فوق 25 سنة ..
التزم الكل الصمت لمن حط عبد العزيز يده على كتف صقر وهو يقول : استهدي بالله , أنا أكلم عمتك وأشوف الموضوع ...
لف صقر وقال بصوت غريب : أنا بأروح لها ..
وتحرك لغرفته , لف عبد العزيز لعاليه ورماها بنظرات غضبى , رفعت حواجبها وقالت : خير , ليش تطالع فيني كذا ؟؟
قال ببرود : يعني ما قدرت تقولين هالموضوع إلا بهالطريقة , الولد توه يتكلم وهو فرحان و يقول نوى يخطب سحر ترمينها في وجهه كذا بلا تمهيد وبلا اهتمام ...
لفت وجهها بضيق , كمل بتحذير : شوفي والله لو طلع الموضوع من تأليفك ما يصير لك خير ..
وتحرك لغرفته , زفر سطام ولف على أريام وحرك يدينه بهدوء عدة حركات ,
قامت بسرعة بعدها وسحبت ساري اللي جا بسبب الأصوات من غرفة التلفزيون اللي يلعب فيها بلاي استيشن , لف على أمه وهز يده بسرعة وصوت تأوهات غريبة تصدر منه , قالت عاليه : لا تعصب علي , شوف أبوك اش قاعد يقول , يعني بأفتري أنا ..
هز يده وحركها بسرعة وضربها على صدره بقوة , زفرت وقالت وهي تقوم : ألقاها منك و لامن أبوك , واش بيصير لقلبه إذا قلتها بهالطريقة , هو مو بزر عشان نمهد له ..
قام بسرعة ووقف قدامها وطالع فيها برجاء , رمته بنظرات بارده وهي تقول : خير ..
حرك يدينه بسرعة لكنه أزاحته من قدامها وهي تقول : ترا مافحالي أناقش الموضوع ..
تنفس بحده وهو يطالع فيها وهي رايحه للمطبخ وهي تنادي على الشغاله , وتحرك لغرفة صقر , صدم فيه صقر وهو خارج لكنه ما توقف عشان يكلمه , أشر بيده له وهو يحاول يلفت انتباهه بلا فائدة , لحقه بسرعة ووقفه وهو يحط يده على كتفه , لف صقر عليه وقال : سطام واللي يرحم أهلك ما فيني أتكلم ولا فيني أسمع محاضرة ..
أشر له سطام إنه بيروح معاه , زفر صقر وقال وهو يمد يده : تفضل ..
ابتسم سطام وركب السيارة , كان صقر يسوق السيارة لشقة أكبر عماته وهو يحس قلبه يخفق بقوة أكبر كل ما قرب من بيتها , وقف سيارته بدون ما يهتم كيف وقفها وخرج منها بسرعة وهو يصك الباب بكل قوته , نزع سطام جهازه الصغير المثبت في إذنه اليسار ودخل سبابته في إذنه وهزها بوجع ~ الله يقطع شرك , ناسي جهازي ~ وخرج وراه وطلعوا للدور الثاني ..
لف عليه صقر وقال أول ما انفتح الباب : سطام أدخل المجلس أكيد البنات موجودات ..
رفع سطام راسه وابتسم مشجع لصقر اللي دخل للصاله , دخل وراه وهو يركب الجهاز في إذنه اليمين , طالع في المجلس اللي على يمينه وكمل طريقه للصاله , أول ما دخل اصطدم بصره ببنت غريبة , أول ماشاف اتساع عيونها أشر بيده لكنها سبقته بصرخة خلته يغمض عيونه وهو ينزع جهازه قبل ما يلف وجهه , رجع صقر وسأل : اش فيييييييييييييه ؟؟
اندست البنت وراه , انتبه لجهاز أخوه اللي في يده وهو راجع للممر , لحقه وقال وهو يأشر بيده : اش فيه ؟؟ تعورك إذنك ؟؟
هز سطام يده بعصبية وبحركات سريعة , ضحك صقر لأول مرة من غمته أمه بالموضوع , ضربه سطام على كتفه وأشر بيده وعلامات الغيض مرتسمة على وجهه و واضحه في الأصوات الحاده اللي بدأت تعلو منه , قال صقر وهو يأشر بيده على راسه ويتبعها بإشارات متتاليه : سامحني , والله سامحني , أنا اش دراني إنك نزعت الجهاز من صفقتي للباب , والله نسيت إنك حساس من الأصوات العالية ..
أشر سطام على إذنيه وقبض يده وهزها , ابتسم صقر وقال : سلامة أذ**** ..
دخلت عمته نجلاء وهي ترحب بهم بابتسامة صادقة , رجع صقر لهمه وتذكر الموضوع اللي جا عشانه , بعد ما سلموا عليها قالت وهي تأشر بيدها إشارات بسيطة مختصرة : عسى ما فجعتك الخبلة بشعافلها , تراها مطفوقة ومطيورة ..
ابتسم سطام وقال وهو يأشر بيده عدة إشارات منها إشارة وهو يمسح يده على وجهه وختمها بتمرير سبابته على خده , فتح صقر عيونه على اتساعها وماعرف اش يقول لعمته اللي قالت : إيش يقول ؟؟ ياربي على قد ماأحاول أفهم لغة البكم ماأعرف ..
ابتسم وقال كاذب : يقول لا عادي وجهها يشبهك ..
ضحكت عمته وقالت : الله يسعده يارب , تسلم عيونه الحلوة , والله بنتي هيام حلوة من وين أشبهها ..
وتحركت وهي تقول : أروح أجيب القهوة ..
لف على سطام أول ماخرجت عمته ودقه وهو يأشر بيده ويقول بعصبية : هي ترى مو عادي تقعد تمدح البنات , حلوة ذي قاعد تقول بالعكس كل شي فيها حلو حتى ملامحها , زين اللي رقعت لك , قلت عمتي إنك تقول إنها تشبهها ..
قطب حواجبه باعتراض وأشر بيده , شهق صقر وقال : أنا عااااااارف إنه عمتي ماتشبهها وإنه هيام أحلى يالخبل ..
وكمل وهو يأشر على فمه : قاعد أرقع لك , أرقــــــع ..
ابتسم سطام وركب جهازه وهو يقول بصوت مخنوق : طيب , طيب ..



******************************


في نفس الوقت في جدة :
في فيلا أحمد :


: هذا وقته تتكلمين عن السوق وريحاته ست عنيدي ..
زفرت العنود وقالت بحزم وهي تقوم عن الكنبه وتوقف في مواجهتها : يعني اش تبغيني أسوي ؟؟؟ مو معقولة بنأخر كل شي عشان اللي صار , بعدين قالولك لو رحت السوق مابيطيب حسان ولا بيأثر عليه , لله الوقت ضيق ولازم نستغل كل دقيقة فيه ..
لفت الهنوف وجهها وقالت بضيق : بتروحون روحوا أنا ماني رايحه لمكان ..
دنقت البندري اللي جالسه جنبها راسها بصمت , لمن انتبهت لها العنود دعست بطرف رجلها قدم الهنوف وهي تأشر براسها على البندري , تلون وجه الهنوف وقالت على طول بتلعثم : قصدي مو دحين , أنا تعبانه شوي , روحوا انتم وأزهار وقضوا الناقص لأنه فعلا مابقي وقت ..
قالت البندري بابتسامة هادئة صارت تزين وجهها في الأيام الأخيرة على غير العادة : مو مشكلة حتى لو ماقضيت باقي أشيائي ممكن أكملها هناك , أصلا ماعندي هناك شي أسويه ..
قالت العنود بحماس حازم : يا سلاااااااااااااام , إلا عندك شي تسوينه يادب , دراستك لازم تكملينها وتهتمين فيها ساااااااااااااامعة , مو لا رحتي هناك على بالك الدراسة ماعاد هي مهمة , أبغاك ترجعين بروفسورة في الكمبيوتر وأبغاك ترطنين إنجليزي عشان تصححين مفاهيم الدلووووووووخ المعفنيييييييييييين اللي هناك عن الإسلام و......
سكتت لمن شافت عيونهم المتسعة وهم يطالعون فيها باهتمام وصرخت : هـــــي يا مساطيل تراكم شوية وتاكلوني بعيونكم ..
انتبهوا لحظتها إنهم متنحين وهم يطالعون في حماسها العجيب وانفجروا بالضحك لمن ضمت نفسها وهي تكمل : خوفتوني على عمري ..
: إنت تخافين ؟؟ إنت ينخاف منك , الديناصورات نفسها تخاف منك ..
لفت عليه لمن وصلها صوته الساخر وحطت يدها على خصرها وقالت : لا والله سيد رزووقوو , أشوف الأخ خبير ديناصورات ..
رفع حواجبه وقال بهدوء : هذي حشة دحين ؟؟ يعني لازم أضحك , استني استني ..
وقام يدغدغ نفسه وهو يمثل إنه يضحك , الكل ضحك على حركته حتى العنود اللي تقدمت له وضربته على كتفه وهي تقول : والله بنفتقدك يا دب ..
قال وهو يرمي نفسه على أول كنبه قابلته : وأنا بأفتك منكم ..
جلست العنود جنبه وقالت بدلع وهي تمسد كتفه : حبييييييييييييييييييييييبي والله رزوق عمري ..
مط شفايفه بطفش وقال : خيييييييير , هاتي من الآخر , اش عندك ؟؟ فلوس ماعندي ..
عقدت حواجبها وقالت باستنكار : يا خي الواحد ما يدلع إلا عنده شي ..
قال بلهجة ماتقبل النقاش : هاتي من الآخر ..
ابتسمت وقالت : تودينا السوق ..
قام على طول وقال : السلام عليكم ..
نطت وراه ومسكته وهي تقول برجاء : رزوقووووووو ..
رن جواله في اللحظة اللي قال فيها : مواعد واحد من الشبا .... هي شفتي , هذا هو يدق ..
وخرج جواله وهو يقول : Hiiiiiiiiiiiiiiii ..
وضحك من قلبه لمن وصله صوت عمر الهادئ وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , ياخي الناس تسلم أول مو تهاهي ...
وقال يقلده : ياخي قايلها أنا غيااااااض فيك , ماني قايل السلام عليكم أنا حرررررررر , مو عاجبك دور مطوع زيك تتصل عليه ..
شهقت العنود وصرخت : وااااااااااااااااااااااااااا ...
لف عليها عبد الرزاق وهو مفرصع عيونه وضربها بطرف يده ولف يكمل كلامه , غطت فمها بيد وحكت كتفها باليد الثانية , همست الهنوف : بنت استحي , كيف تشهقين وتصرخين وهو يكلم رجال الله يفضح إبليسك ..
أشرت على جواله وهمست لهم : تعليقة ريم ..
لفوا على عبد الرزاق اللي قال : طيب شويه و جايك يلا انقلع عن وجهي , ماني قايل مع السلامه بكيفي ..
وصك الجوال والتفت للعنود وقال وهو يتقدم منها : والله لا أوريك ..
صرخت العنود لمن شافته جاي لها وشردت وهي تقول : يا حماااااااااااار والله غصب عني ..
وصرخت بتوجع لمن شد شعرها وهو يقول : لمن أرفع الجوال تصكين حلقك سامعه ..
لفت عليه وشدت شعرها من قبضته وسألت بعصبية من الوجع اللي تحسه في فروة راسها من قوة شدته : ليش تعليقة ريم معاك ؟؟
انصدم من سؤالها لكنه قال بسرعة : ليه مافي إلا ريم عندها هالتعليقة ؟؟
انتبه للصمت اللي ساد قبل ما تقول الهنوف بهدوء : إيوه مافي إلا ريم عندها هالتعليقة لأنه هي مسويتها بنفسها ..
تمالك صدمته وقال : مالكم دخل ..
وتحرك نازل من الدرج , لحقته العنود وقالت : هــــي منته مودينا السووووووق ؟؟
جاوبها الصمت , لفت على أخواتها وطالعت فيهم للحظة قبل ماتجري على التلفون , نطت البندري وقالت : هي , اش بتسوين ؟؟
: بدق على ريم ..
سألتها الهنوف بتوتر : واش بتقولين لها ؟؟
طالعت فيهم وقالت بهدوء : بأسألها عن تعليقتها ..
أول ماسمعت صوت الرد قالت : ألوووووووووووووووووووو ..
وصلها صوته المقيت وهو يقول : هلا عنيد ..
رفعت بصرها للبندري و أشاحته بسرعة وهي تقول : ممكن أكلم ريم ..
: ريم نايمه ..
: طيب شكرا أ ..
قاطعها : تبغيني أصحيها ولا أقول لها شي ..
بلعت ريقها وقالت بهدوء : لا شكرا , أكلمها بعدين ..
وصكت الخط , ولمن شافتهم يطالعونها ابتسمت وقالت بمرح وهي تتنهد : العريييييييييييس ..
ولمن شافت تغير ملامح أختها ضحكت وقالت : أظن بعض نااااااااااس يقولون ياليتنا إحنا اللي دقينا ..
ابتسمت البندري ابتسامة رصينة وهي تصرخ بداخلها ~ ما دريتي عني شبعانه من صوته ومن كذبه ومن كلللللللللللللللل شي , اللهم أستغفرك وأتوب إليك ~
الهنوف ضربت العنود وهي تقول : وحضرتك ليش مااتصلتي على جوالها , متصلة على البييييييت ..
ماكانت تبغى تصدمهم وتقول إنها متصلة على الجوال وهو بوقاحته رد عليه فكملت الموضوع معاهم على إنها متصلة على البيت وهي تصرخ ~ هذا من وين طلع لي دحيييييييييييييييييين , مو افتكينا منه من زمان , يااااااااااااااارب سترك , يارب تعين البندري عليه ~ ..



**************************


الساعة 3.30 الظهر :
في شقة أزهار وجاسم :


~ لااااا ما أقدر أطالع فيه , ليه يا جاسم ؟؟ ليه ؟؟ أزهار حاولي تكونين عادية , لا تبينين شي , حاولي ~ ابتسمت وقالت وهي تصب له كاسة مويه : تصدق عمور مسوي عزيمة غدا لعبد الرزاق ..
ورفعت راسها لمن ماجاوبها وزفرت بداخلها لمن شافت حواجبه المعقودة بغضب , سمت ومدت يدها للأكل بصمت ~ ما حأناقشه دحين , حأكون حكييييييييمة و ما حأفتح فمي عشان مايلقى عذر وينفجر فيني , أكيد ضغط العمل زاده , أنا اش ذنبي إن كان هو ثقيل نوم وأنا راحت علي نومه من التعب , أففففففففففففففففففف كيف الرجال فضيعين , أوووووو لا يكون لاحظ !! يكون هالعصبية لأنه دري باللي سويته , يا ماااااااماااااااا ~ مدت يدها بالملعقة بتاخذ من السلطة في نفس الوقت اللي كان رافع ملعقته ولمن صدمت به وتناثر الأكل رمى الملعقة بعصبية وقام , طااااااااااالعت في السفرة بصمت , أمس كانوا حلوين زي السمن على العسل , زفرت وقامت عن الطاولة وبدأت تنظفها لأنها تعرفه لمن يقوم عن السفرة ما يرجع لها إلا وقت العشاء ..
فتح كمبيوتره وهو مغتاض منها , اليوم أخذ تهزئ محترم من العقيد ليش جاي متأخر , مو كافي إنهم إلى الآن حاطينه تحت المجهر ليش إنه منقول حديث لهم وبالواسطة ومشككين في كفاءته رغم كل شهادات التزكية و التوصية الملحقة بملفه , كان جزء بداخله يحط اللوم عليها , هي السبب اللي خلاه ينقل من الدائرة اللي كان مرتاح فيها ومكون صداقات و ...
: اش فيه الجهاز مايشتغل ؟؟
قالها وهو يضغط زر التشغيل للمرة الثالثة , طالع في التوصيلات وانتبه إن السلك منزوع , استغرب وهو يشبك الفيش , عمره ما نزع السلك وحتى أزهار عمرها ما نزعته ~ يكون لمن نقلته هنا ما شبكته , لا لا , أنا بنفسي اشتغلت عليه قبل ما أروح للتحليل مع العنود و ..... يمكن لمن كانت تنظف و ... ~
سكنت أفكاره لمن دوى صوت مروحة الكمبيوتر أول ما شبك الفيش في القابس وطلعت له الشاشة الزرقاء بعد ثواني تنبهه إنه أغلق الجهاز بطريقة خاطئة ..
سحب كرسيه وجلس عليه و أفكاااااار تدور برأسه , ما كان حاط كلمة سر لجهازه لأسباب أهمها إنه ماعنده شي مهم يخبيه و ما في أحد في البيت غيره هو وأزهار اللي يعرف إنها مستحييييييييييل تفتح الكمبيوتر بدون إذنه , ورغم يقينه إنها مستحيل تفتح جهازه حرك الفارة بلا تفكير و فتح المستندات الأخيرة , حس بأنفاسه تتسارع من العصبية , قام بسرعة وهو يحس إنه معمي من شدة غضبه صرخ بعصبية : أزهاااااااااااااااااار ...
ودخل المطبخ وهو يحس دمه يغلي , انصدم لمن شافها طايحة على الأرض و حولينها الأشياء , في لمح البصر حس بكل غضبه يتلاشى وهو يجري لها , جثى على الأرض ورفعها وهو يقول بخوف : أزهار , أزهار ..
تدلت يدينها بليونه وضحت له إنها مغمي عليها , هزها وهو يصرخ : أزهاااااااااار ..
ورفع يده وصفعها عدة صفات لكنها ما استجابت له , حس بنبضات قلبه اللي كانت تهدر بقوة من شدة الغضب تزداد سرعتها من كثر الخوف , دنق وحط إذنه عند فمها وحس براحة لمن سمع ونها الخفيف , زفر وشالها بسرعة , فتحت عيونها وهمست بتعب : جاسم ..
حطها على كنبة الصالة وقال وهو يمددها : اش فيك ؟؟ اش صار ؟؟
غمضت عيونها وهي تحس بنفس الشعور اللي قاومته أيام وليالي يرجع لها أقوى من أول , نزلت دموعها غزيرة وهي تحاول تكتم شهقاتها , انفجع من ردة فعلها وسأل بتوتر : ليش تبكين ؟؟ عادي هالموضوع يصير وقت الوحام ولا ؟؟
هزت راسها بلا وهي تقول بصوت كسير : ما أعرف , ما أدري اش فيني ؟؟
وزاد صياحها وهي تقول : أحس بخنقة , أحس إني تعبانه ..
مسح على شعرها وقال : أوديك المستشفى ..
وتحرك عشان يجيب عبايتها , حاولت تقول له لا لكنها فعلا كانت بحاجة لحل , هالموضوع أرقها كثير , لبست العباية بلا نقاش وتحركت وهو ساندها , وطول الطريق للمستشفى وهي تبكي بصوت مخنوق وكل ما حاولت تهدي نفسها تزيد , ولمن فحصتها رانيا الطبيبة النسائية في المستشفى العسكري اللي فتح لها فيه جاسم ملف وسوت لها تحاليل ....



*************************


الساعة 4.30 في الرياض :
فيلا عبد الكريم :

: مااااااااااااااااميييييييييييييييييييييييي , heeeeeeeeeeeelp ...
صرخة سلافة الحادة وصلتهم رغم إنهم جالسين في صالون الدور الأرضي , تبعها صوت خطوات مسرعة كل مالها تقترب مختلطة بصوت خطوات ثانية قوية زفرت حنان وقالت : يالله تسكنهم في مساكنهم ...
: سحـــــــــــر وقفي أحسن لك ..
نقزت سحر الثلاث درجات الأخيرة وجريت لأمها وهي تصرخ بخوف , فتحت حنان عيونها على آخرها مصدومة من اللي قاعد يصير , وقفت سحر جنبها ودست شي وراها وقالت وهي تلهث : والله لو تموتييييييييييييييييييييييييييين ما عطيتك إياه ..
وقفت سلافه قدامها وحطت يدينها على خصرها وهي تقول : سحر والله لا أوريك ...
ومدت يدها وهي تقول :give it to me nooooooooooooooow ..
: موتي ..
: سحر يا حماره ..
: هي نجوم السما أقرب لك على هالسبة يالوقحة ..
ضربت سلافة الأرض برجلها وقالت بصوت باكي : مامي شوفيها , خليها ترجع الـ charger حقيييييييييييي ..
مدت سحر يدها بشاحن المحمول وقالت : شايفته ..
ورجعت دسته وهي تقول : إحلميـــــــــبه ..
حنان بعد ماتعبت من لف راسها يمين ويسار عشان تتابع كلامهم عل وعسى تفهم شي قالت بحزم : بس إنتي وهي , اش صااااار ؟؟
ضربت سلافة الأرض مرة ثانية وقالت : سحر أخذت شاحن لاب توبي ومهي راضية ترجعه وأنا قاعدة أنزل موادي لهالترم ..
قالت سحر ببرود : طيب ممكن تقولين لها السبب عشان ما تحسب أمي إني معتدية على حقوقك الشخصية ست سلف ..
حطت سلافة إصباعها عند راسها وقالت : أنا بكيفي متى ما نظفت نظفت , المهم إني حأنظف وبس ..
لفت سحر على أمها وقالت بعصبية : يعني بالله متى حتنظف يعني أنا مغسلة صحون الغدا ومنظفه المطبخ ومغسلة 3 حمامات وهي الكسلانه ماعندها إلا غرف النوم ليش ماقامت تنظفهااااااااا من الصباح وهي قاعدة على لاب توبها وكل ما كلمتها قالت حأنظف حأنظف شلت عنها الشاحن من فوق الساعة والنص ودحين يوم خلص شحن بطاريتها جاية تدور عن الشاحن ما قالت أقوم أنظف ..
: المهم إني حأنظـ ...
قاطعتها سحر : متــــــــــى ؟؟ الغرف تجيب الهم مو كافي ما تنظيفينها إلا مرة وحدة وحاكمة علينا مانحرك شي لأنك ماحتنظفينها مرة ثانية ..
زفرت سلافة وقالت وهي تأشر بيدها للسما بغيض : كله منك يا سوناتي الهمممممممممم , يعني مالقيتي إلا هالوقت تشردين فيه , حسبي الله ونعم الوكيل عليك ..
قالت أمها : ياليتها شردت لوحدها , حتى السواق شردته ..
قالت سحر : إحمدي ربك إنتي في البيت ونايمة إلى الظهر مو الضعيف سمور من جا من المدرسة ما ارتاح ...
ولفت على سحر وقالت : تعطيني إياه من يوم أخلص تنظيف الغرف ؟؟
هزت سحر راسها وقالت : إن شاء الله , المهم نظيفيها زين ..
لفت بوزها وطلعت وهي تسب وتلعن وتدعي على سوناتي , جلست سحر جنب أمها وقالت : أففففففففففف مابغت تتحرك ..
قالت حنان : الله يهديها لازم الواحد يجري وراها عشان تسوي الشي , ماأدري اش بتسوي في بيت زوجها ..
ضربت سحر صدرها وقالت بألم : اللــــــــــه يعييييييييييييييييييييييييينك يا زوج سلافة , يا حبيييييييييييييييبي والله حزنانه عليه من دحين ..
دخل سامر وهو شايل أكياس مقاضي و قال بابتسامة خبيثة : وزوجك ؟؟
مطت شفايفها بقرف وقالت : الله يخليك لا تجيب سيرته لأني أستناه يجي عشان ألعن سابع جدوده ليش توه اللي فكر يجي ومافكني من سلافووووووووو من بدري ..
ولفت أصابعها بتهديد وهي تكمل بصوت ممطوط : يا إنيييييييييي ناوية له على نيــــــــه ...
قهقه من قلبه وهو يتخيل شكلها لو عرفت إنه جا وفوق هذا إنه صقر , حط الأكياس على الأرض وهو يغنى : ناويلك على نيه بس انت اصبر شويه اذا ماعلقك فيني وغلاك يصير بيديه والله لشغل افكارك وشعل بالهوا نارك واسكن قلبي بدارك واعلمك الرومانسية ..
ضحكت سحر عليه خاصة لمن قالت أمه بحسره : هي وينها هذا اللي بتعلمها الرومانسية أشر عليها وأنا أجيبها لك من شعرها ...
ضحك وقال وهو يدق أمه بمزح : يوم الله يريد إن شاء لكن هااااااااااا , مو تجرينها من شعرها , بنت الناس عيب ..
ضحكت أمه وقالت : شايفني متوحشة لهالدرجة , أمزح معاك أنا ..
فرد يدينه وقال وهو ينحني لها : فديـــت اللي يمزحون ..
وضمها , دفته أمه بحرج وهي تقول : من وين متعلم هالكلام ؟؟
جلس جنبها وقال : هذي يا طويلة العمر عضوة عندنا خليجية يوم ترد على صحبتها تقولها فديتك فديتك وعجبتني الكلمة ..
شهقت سحر وقالت : أو صــــــح ..
وابتسمت وهي تقول : مبرووووووووووووك عليك المشرف المميز يا حلو إنته , توصى فيني هااااااااااا ..
ضحك وقال : يوم تشاركين في قسم الإنجليزي أقيمك وأتوصى فيك ..
لفت بوزها وقالت : ماااااااااااالت مالقيت إلا قسم الإنجليزي ..
لفت أمه عليه وقالت : متى كرموك ؟؟
ابتسم وقال وهو يحك حاجبه : ما أدري , لمن نزلت جدة ماكانوا منزلين الموضوع , ويوم رجعت لقيتهم مكرميني وأنا ياغافل لك الله ..
قالت ببساطه : طيب سوي حذف لذيك العضوة الملسونة اللي اسمها العصلا في قسم الأسرة , كلامها مو زين ..
طالعوا فيها وقهقهوا في لحظة وحده , قالت حنان : ليش تضحكون ؟؟
مسحت سحر دموعها وقال سامر بعد ما تنحنح : أمي كيف أسوي حذف وهي ماخالفت , بعدين أنا في قسم الإنجليزي اشلي في قسم الأسرة ..
لفت حنان بوزها وقالت : أجل مشرف على إيه ؟؟ والله يا إنها هالحرمة ماتدخل لي من زور , فيلسوووووووفه و المشكله كلامها كله غلط في غلط ..
قالت سحر : إذا كلامها غلط ردي عليها ..
شهقت وقالت وهي تقوم : أي أرد عليها , والله يطلقني أبوك لو درى إني أرد في المنتديات , وأتطلق عشان مين , عشان وحده عصلا ..
ضحك سامر وقال : يااااااا حليلها أم خالد , يارب ترزقني وحده زيها ..
قامت سحر وحلفت على أمها ما تشيل ولا كيس وشالتها عنها , لفت حنان عليه وقالت : سمووووووور الأشياء قليلة , متأكد جبت كل المقاضي ..
خرج من جيب بنطلون الجنز ورقة المقاضي وطالع في التشخيطات اللي مسويها وقال : جبتها كلها ..
ولمن لمح شي مو مشخوط قال بمزح : وهذا الشي أبو الأجنحة لو سمحتم لا تكتبونه لي لمن أروح للسوبر ماركت , فضيحة أكياسهم شفافه , يكون في علمكم خرجت من السوبر ماركت ورحت بقالة صغيرة حاسبت عليه وأنا متلثم , قالي مافي اللي تبغاه قلت الأهل يبغون طيار ولا ما أشتري والحمد لله لقيـ ..
قطع كلامه و ضحك من قلبه لمن شاف سحر شارده للمطبخ , جات أمه وضربته على كتفه وقالت بعصبية مصطنعة وهي تقاوم ابتسامتها : بسك إحراج ..
قال من وسط ضحكه : أمزح معاها ..
ولمن لمح سلافة نازله قال بصوت عالي : تراني جبت الطيار تلقينه عند سحـ .. آآآآآآآآآآآآي ...
تأوه وهو يحك كتفه لمن ضربته أمه مره ثانيه وهي تضحك غصب عنها , ضحك لمن شردت سلافة للمطبخ , قال : والله البنات تحـــــــف ..
وقام وتمغط وقال : بأروح أناااااااااااااام , صحيني لا أذن المغرب ..
ابتسمت حنان بحب وقالت : الله يوفقك ويسهل لك دربك يارب ويسعدك وين مارحت ..
ابتسم لها وقال : الله لا يحرمني منك ولا من دعواتك الحلوة ..
وراح لغرفته , راقبته وهي شايله همه , اليوم راح داوم لأول مرة من إنقطاع سنتين عن التدريس , وإلى الآن ما كلمهم عن تجربته اليوم وكيف إحساسه , كان يتهرب من كل سؤال يسألونه إياه , حتى عدنان يوم اتصل عليه وكلمه كان يرد عليه بردود مختصره ما تشرح شي , تمنت لو عبدالكريم موجود عشان يكلمه ويناقشه لكنه في رحلة بيرجع منها بعد يومين حتى ماهر مسافر في رحلة لنيويورك ..


************************

اسير الصمت
09-08-2012, 01:34 AM
في نفس الوقت :
في بيت نجلاء :


حبس أنفاسه وطالع في عمته اللي جالسه بصمت , أخذ وقت طويل عشان يقدر يفتح الموضوع ويكلمها فيه لكنها صدمته وقالته إنه ما عندها خبر أكيد عن هالموضوع لكنها تتذكر شي عن سحر والرضاع , راح لصلاة العصر هو وأخوه وترجاها ما يرجع إلا وهي جايبة خبر أكيد من وفاء ..
طالعت فيه عمته بتوتر , كانت تحبه حب كبير بحكم إنه ولدها الوحيد , زفرت وقالت وهي تفرك يدينها : والله ما أدري اش أقولك يا صقر !! اتصلت على وفاء وقالت إنها ما تتذكر كم مرة رضعتها ..
زفر بقوة وخرج الهوا الحبيس في صدره وقال : هي بالله هذا كلام , يا ناس وحده ترضع و ما تعرف كم مرة رضعت , يعني بالله ما تعرفون إن الرضاع شي كبير ومهم ..
قالت عمته : والله حاولت أخذ منها كلمة لكنها أصرت إنها ما تتذكر , أنا أتذكر إنها شفتها ترضعها ثلاث مرات في فترة نفاسها قبل ما تسافر المدينة مع زوجها , وما أدري إن كانت رضعتها وأنا ماني موجودة ..
أشر سطام له بحماس , زفر صقر وقال : مو عشانهم مهم متذكرين معناته إنه ما في رضاع ..
ورجع لف على عمته وقال : عمه ..
طالعت فيه بحب وقالت بلهفة : يا هلا ..
همس برجاء : لازم أعرف كم رضعة , تراني مكلم ماهر وسامر على موضوع الخطبة , يعني لازم أنبههم في أقرب فرصة قبل ما يكلمونها و ..
خرج جواله وقال : أنا أكلمها بنفسي ..
انتبه سطام لظل منعكس على باب المجلس , رفع بصره وابتسم لمن عرفها من طرف تنورتها الزيتي الواضحة من طرف الباب ورجع نزل بصره , ركب الجهاز ورجع نزله لمن سمع صوت صقر الحاد وهو يقول : كيف ما تعرفين كييييييييييييف ؟؟ ..
ولف عشان يقرأ شفايفه أريح لراسه وإذنه , ركز عليها وهو يدعي بداخله إن الموضوع ينتهي على خير ..
قال صقر من بين أسنانه : وفااااااااء ..
وصله صوتها الخافت الخائف وهو تقول : حبيبي صقر والله ما أتذكر , ياخي كنت بنت 18 يوم رضعتها و كان اللي مات أول أولادي , يعني كنت خبلة ما أهتم بشي , اش بيذكرني دحين بعد 26 سنة ؟؟ ..
: اللهم طولك يارووووووح , يعني أنا اش أسوي ؟؟ أوقف الخطبة ولا إيه ؟؟
: إسأل أمي هي فاكرة ..
قاطعها : عمتي مهي متذكرة غير ثلاث رضعات , وفاء يعني بالله منتي متذكرة سحر بنتك ولا لا ؟؟ مو معقولة ..
سمع صوت فوضى من جهة وفاء تلاها صمت , قال : وفاء .... وفااء ..
وصله صوتها الخافت أشد خفوتا من المعتاد وهي تقول : صقر , أم ماجد أكدت له دحين إنه سحر بنتنا ..
حس بشعور غريــــــــــب يموج بداخله ويقلب كيانه قلب , غمض عيونه بقوة وهو يصرخ بداخله ~ يعني أنا خاااااااااااااااااااااااااااااااالهااااااااااااااا ااا , أنا خال البنت اللي كنت بأتزوجهااااااااااااااااااااااااا ~
: صقر .. صقر ... صقر ..
: صقر ..
فتح عيونه على صوت عمته وناولها جواله وهو يهمس : أم ماجد أكدت الرضاع ..
شهقت عمته وضربت صدرها وهي تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
قام أول ما سحبت منه الجوال وتحرك بسرعه وخرج , تمسكت فيه هيام وقالت بخوف : صقر ..
بعدها بخفه وهو يقول : مو دحين ..
وتحرك خارج من الفيلا , لصقت في الجدر وهي تسمع أمها تصرخ بعصبية : كيف أهملتي شي زي كذا كييييييييييييف ؟؟ عارفه إنتي اش سويتي ؟؟ اش موقف سحر دحين ؟؟ وأولادك ؟؟ دحين طلع الرضاع , سته وعشرين سنة وين كنت وقتهاااااااااا , ليه ماخبرتيني ؟؟ خالك رأفة بحالك قالك رضعي سحر لكنك رضعتيها 3 مرات وطفشتي وقلتي ما بتكملين الرضااااااااااع , الكلللللللللللللللل عارف إنك ماكملتي الرضاع عشان كذا انسى , دحيييييييييين جاية تأكدينه , صقر , تسألين دحين عن صقر ؟؟ خرج ووجهه مسود ..
غمضت هيام عيونها وسدت أذانيها ما تبغى تسمع صراخ أمها على أختها الكبيرة وجريت لغرفتها , رمت نفسها على سريرها وهي تحس قلبها بيخرج من قفصه من شدة الخوف والرعب ~ سحر بنت أختي , يعني تقابل أبوي وتقابل أعمامي وجدي كماااااااااااااان , وصقور يصير خالها بالرضاع , ياربي رحمتك ~
: هيومه ..
رفعت راسها عن مخدتها أول ما سمعت صوت أختها , صرخت وهي تنط من السرير : وسااااااااااااااااااااااااااااااام , سحر رضعت من وفااااااااااااء ..
ضحكت وسام وقالت : أهااااااااااااااااااا , طيب ..
ولفت عنها وجلست على سريرها بتعب وفتحت المجلة اللي كانت في يدها , قالت وهي تهزها : يا حماره والله أتكلم من جـــــــــــد , صقر خطبها وقالوله ما تقدر لأنها بنت أختك بالرضااااااااااااااااااااااع ..
انتفضت وسام وصرخت : صقر خطب سحــــــــر ..
مسكت هيام المجلة وضربتها على راس وسام وصرخت : هذا اللي لقطتيه , أقولك طلع خالها بالرضااااااااااااااع ..
سكنت حركات وسام للحظة وهي تطالع بعيون متسعة وهمست بعدها وهي تقطب حواجبها : ما فهمت ..
صرخت هيام : يا عااااااااااااااااااااااااااااااااالم ارحموني منهاااااااااااااااااااااا ..
ورفعت يدينها للسما وقالت بقهر : يارب خذها يارب وريح البشرية من غباااااااااااءهاااااااااا ..
وخرجت من الغرفة بغيض , لحقتها وسام ببطء وهي تقول : تعالي هنا , اعتذري لو سمحتي , لا تنسين إني أكبر منك , بنت , هياااااااااامو ..
دخلت هيام الحمام وصكت الباب بكل قوتها , حكت وسام جبينها وتحركت لمصدر صوت أمها وتوقفت لمن سمعت صوت همهماته وآهاته المميزة , ابتسمت ورجعت للصاله دقايق وجاتها أمها وهي تزفر بضيق , تحركت بسرعة بقدر ما تسمح لها قدمها وراحت للمطبخ , طلت من طاقته للشارع , ابتسمت وهي تشوفه واقف بحيرة قدام الشارع الخالي من السيارات قبل ما يأشر حركة بيده , ضحكت من قلبها لمن فهمت سبته , واندست أول ما شافته يلتفت راجع للعمارة , رجعت وجلست بهدوء ولا كإنها سوت شي , وانتبهت لحظتها إنه أمها تمسح دموعها , فتحت عيونها على إتساعها وقالت : أميييييييي ..
وشهقت وكملت : لا تقولين الموضوع اللي قالته هيام حقيقة ..
كانت متعودة على كذب هيام وتمثيلها البارع اللي يخدعها دايما , واليوم اللي قررت ما تطيح في خدعها يطلع حقيقة , صوت رنين الجرس خلاها تخرج من دوامة الأفكار اللي أغرقتها بشكل مرعب , لفت على الممر ورجعت لفت على أمها وهمست : أمي ترى هذا سطام ..
قامت أمها عشان تفتح الباب و راحت هي للحمام ودقت الباب وهي تقول : هياااااام , هياااااااااااام افتحي الباب ..
ولصقت إذنها في الباب ولمن سمعت بكاها لصقت فمها في طرف الباب و قالت : هيوم حبيبي مو زين تصيحين في الحمام ..
وصلها صوت شهقة هيام قبل ماتقول بصوت مقطع : إنتي ما شفتي وجهه لمن خرج , حبيبي هوه والله انصدم بالخبر ..
همست وهي خايفة من ردة فعلها : طيب لا تنطقين اسم الله في الحمام ..
فتحت هيام الباب بقوة , ابتسمت وسام وقالت على طول : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ...
رمت نفسها على صدر وسام وهي تقول من وسط بكاها : ماشفتي وجهه , ماشفتي وجهه ..
ابتسمت وسام ومسحت على شعرها وقالت : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , يمكن لو خطبها كان تعسوا في حياتهم و لا واحد فيهم يطلع مايناسب الثاني ويتطلقون وتصير مشاكل , والحمد لله الرضاع خير لهم ..
رفعت هيام وجهها وقالت : اش شعوره لمن يقابلها ؟؟ قصدي أكيد بيتقابلون بحكم إنه خالها صــح ؟؟
هزت راسها بإيوه والابتسامة الهادئة مازالت تزين وجهها وكملت : وبتقابل أبوية وأعمامي وجداني و حتى ماجد زوج وفاء وعيالها بتقابلهم , يعني وضعها صعب زي وضع صقور ..
بعدت هيام عنها وقالت : طيب صقور فين راح ..
مسكت ضحكتها لمن تذكرت سبة سطام وقالت : ما أدري , بس شكله نسي سطام ..
جات أمها وقالت بسرعة : بنات وين مفتاح سيارة السواق ؟؟
تحركت وسام وسحبته من فوق دولاب التلفزيون وناولته لأمها اللي رجعت للمجلس , حست بألم يفتك برجلها , نزلت بصرها وزفرت وهي تقول : الحمد لله ..
وتحركت ببطء للكنبه ورمت نفسها عليها وحطت رجلها اليمين فوق الطاولة , ضربتها هيام على جبيرتها وهي تسأل : تعو....
: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآي , يا متوحشة ..
سحبت هيام يدها وقالت : سورييييييييي ..
جات أمهم وجلست على الكنبه المقابله لهم وزفرت وهي تقول : الله يسهل ..
طالعوا فيها الثنتين بتوتر أنهته وسام وهي تبتسم وتقول : عسى أن تكرهوا شئيا وهو خير لكم ..
تغير وجه نجلاء لمن سمعت هالكلمات اللي ذكرتها بماضي سحيق , ماضي موجع ..


*****************************


في جدة :
فيلا صالح :



حست بضربات قلبها تزيد وتعلى , غمضت عيونها وعقلها يدور بحث عن إجابة سريعة , وأخيرا فتحت عيونها وقالت : ضيعتها , ما أدري فين ضيعتها ..
وصلها صوت العنود اللحوح وهي تقول : أهااااااااا , علينااااااااا , لو ضيعتيها كان جبتي الجنان لنا عشان ندور عليها ..
~ الله يقطع إبليسك يا رزوووووووووق دحين كيف أصرف العنود بدون ماتحس إن الموضوع فيه شي , ياربيييييييييييييييي و الله بأروح فيهاااااااااااااا ~ قالت بصوت حاولت قد ما تقدر تصبغه بالهدوء والصدق المدعى وهي تحس رعبها يزيد من دخول سفانة : أقولك اختفت من جوالي بدون ما أدري , لكن كنت وقتها ماني فاضيه أدور عليها لأني كنت مفجوعة على أبويه ليش دخل المستشفى ..
ابتسمت سفانة وقالت : تكلمين مين ؟؟
في نفس الوقت اللي قالت العنود : وليش أحسك خايفة , أنا متصلة عشان أقولك إني لقيت تعليقتك , بس مستحـــيل تتخيلين مع مين ..
كانت خايفة من إنفضاح توترها و مهي عارفه ترد على مين ولا مين , طالعت في سفانة بصمت وهي راصة على جوالها بيد ..
طالعت فيها سفانة باستغراب وسألت : ريم اش بك ؟؟..
ونادت العنود : ريماااااااااااااان , وين رحتييييييييييييييييييييي ؟؟..
قالت بحدة وعصبية مفاجأة لمن انتبهت لتتنيحتها : نـــعـــم , معاكم يالرجة إنتي وهيه , دوشتوني وحده تتكلم مو ثنتين ..
ضحكت سفانة عليها وحطت الصينية اللي شايلتها على الكومدينه اللي جنب سريرها و جلست جنبها وهي تقول : أكيد عنيدي ..
وصل ريم صوت صرخة العنود وهي تقول : الله يسد سموع إبلييييييييييييس قولي آمين سديتي سمعي يالمتخلفة ..
ضحكت وقالت : آآآآآآآآسفة , والله ماني قادرة أركز عليك ولا على سفانة ..
شهقت العنود شهقة قوية , قالت ريم بفجعة : بنت روحك لا تخرج ..
صرخت بعد شهقتها : يالخوانااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اات , مجتمعين بدونيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي , يازفووووووووووووووووووت ..
قهقهت ريم وسحبت سفانه منها الجوال وقالت بهدوء وهي تحول على المكبر الصوتي : هــي , صوتك وصلني من الطاقة , ارحمي حقين الاتصالات من صوتك النشاز ..
: آآآآآآآآآآآآآآآآآنا صوتي نشاز يا صوت البقر , والله لا أوريكم اللي مجتمعات بدون ما تعطوني خبر ..
قهقهت سفانة وقالت : والله هي كلها عمارتين بيني وبينها قلت ليش ما أجي و اتطمن عليها مسكينة وجعانه ..
: ###### ....
صرخوا الثنتين باستنكار و ضحكت ريم و سفانه تقول : يا وصخة لمي لسانك حاطه على سبيكر ..
شهقت العنود وسألت : لا يكون مرة عمي في ؟؟ ..
: لا إحمدي ربك ..
: أشــــوه , المره الجاية يالفالحة يوم تحطين سبيكر أعطيني تنبيه ..
: خليهم يعرفون سواد وجهك ولسانك الوصخ يالوصخة ..
: يالدبالية , افتحوا الباب أنا جاية دحين ..
طالعت ريم في الجوال بدهشة وهي تقول : من جـــــد ؟؟
: والله من جد , من بعد المسافة , أطق عبايتي وأجي , تبغون شي من السوبر ماركت ؟؟
قالت سفانة بحماس : شكلي على ذوقك بس ركزي على الحلاوة القطن والآيس كريم أبو أربعة ..
: ماشاااااااااااء الله ما صدقت ست سفانة , انتي بالذات ما بجيب لك شي عشان تتعلمين ما تخونيني ..
قالت سفانة بسرعة : آآآآآآآآآآخر مرة والله آسفه ..
: طيب أفكر , يلا مع السلامة ..
لمن صكت الجوال ضربتها ريم وهي تقول : بنت تذلك الدب هذي بحلاوة قطن و آيس كريم ..
قالت سفانة وهي تفرك يدها وتجلس على سرير عهود القريب من الطاقة : والله أحبها ..
ابتسمت ريم ولفت وجهها للصينية اللي حاطه فيها سفانة شربة عدس سوتها لها جدتها حمده وقالت : الله يسعدها جده متعبة نفسها ..
قامت سفانة عن سرير عهود وشالت الصينية وحطتها على فخوذ ريم المربعة فوق سريرها : تقولك إشربيها عشان تلم عظامك وتخرج البرد منه ..
مسكت ريم الملعقة وقالت : أصلا جده لو يصير عندك كسر في رجلك تعطيك العدس وتقولك زين ..
ضحكت سفانة ورعبت فوق السرير وقالت وهي تشيل مخدة عهود القلب وتضمها لصدرها : العدس عندها علاج كل مرض ..
~ ياربي دحين لو جات العنود اش بيفكني منها ومن تحقيقاتها , فرحت يوم نست الموضوع على الجوال , ياربييييييييييييييييييي والله قلبي يعورني , بنت ريم , خليك على كلمتك , إنتي ضيعتيها و ما تدرين فينها , طيب لو قالت لي عند عبد الرزاق اش أقول ؟؟ اش المفروض تكون ردة فعلي ؟؟ أعصب , أستغرب , أطلب منها ترجعه من عنده , ولا ...... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , كله منك يارزوق كله منــــك , أنا ناقصتك ولا ... ~
: ريم ..
رفعت بصرها لسفانة اللي أشرت لها على الملعقة وهي تقول بحيرة : لك ساعة ماسكة الملعقة قدام فمك , بتاكلين ولا لا ..
زفرت وهي تحط الملعقة في فمها , ورجعت طالعت في سفانة وسألت بلا تفكير : اش شعورك نحو عبد الإله ؟؟
تمنت لو توقف الزمن وتسحب كلمتها وترجعها لفمها , لكن وجه سفانة الهادئ وهي تقول بعفوية : حزنت عليه من قلب لأني عارفه إنه أكبر متضرر من حكاية الرصاصة ..
زفرت بداخلها براحة إنه سفانة فهمت السؤال على أساس اللي صار قبل يومين ~ شكله العنود ماقالت لها إني قريت رسالتها ~ خرجت من أفكارها واستمعت لسفانة وهي تكمل : أبويه راح بعد الظهر عشان يبادله لكنه رفض , يوم رجع أبويه قال لأمي يخلي خالي يروح للمستشفى عشان يخرج عبد الإله من هناك لأنه مانام من يومين وشكله صاير زي الأشباح ..
ضحكت ريم وقالت : وييييييييي أشوفه جا معصصصب وأبويه وعبد الرحمن يدخلونه للبيت غصب عنه , أتاريهم جابرينه , وما دخل لغرفته إلا لمن حلف عليه أبويه ما يطلع ..
ضحكت سفانة وقالت : حراااااام عليهم , يخلونه براحته هو حرررر , صح تعب عليه بس هو مبسوط , يعني أنا لو وجعت عنيدي بأجلس عندها إلين تقوم بالسلامة خلي عاد لو أنا اللي ساهمت في وجعها , وهو نفس الشي ..
طالعت في سفانة بإعجاب شديد وقالت : أنا نفسي أعرف هو ليه مصر يعذب نفسه , كلنا عارفين إن الموضوع خطأ , يعني محد يلومه ..
ابتسمت سفانة بهدوء وقالت : هو يلوم نفسه وهذا يكفي , أخص شي هو لوم الذات ..
وسكتت وسألت بحيرة : اش فيك تطالعيني كذا ؟؟
ضحكت ريم وقالت وهي تنزل راسها وتطالع في زبدية العدس : ولا شي ..
~ ما شاء الله عليها , كيف تقدر تتحكم بتصرفاتها كذا ؟؟ تتكلم عن عبد الإله بدون ما تتلعثم أو تخجل أو يبان على وجهها شي , أنا لو ما قريت رسالتها كان ما لاحظت عليها أبدا إنها تكن له مشاعر ~ خرجت من أفكارها لمن حست بيد دافيه على جبينها , التفتت ليسارها وهي ترفع بصرها اللي اصطدم بنظرات سفانة الحانية وهي تسأل : مسخنة يا قلبي ؟؟ لا منتي مسخنة ولا ..
ولمن سحبت يدها وهي تكمل : يمكن يدي حاره ..
حست بالبروده تجتاح جبينها , جلست سفانة جنبها و دنقت عليها وحطت جبينها على جبينها وقالت : لاااااا منتي مسخنة الحمد لله ..
وبعدت عنها وهي تقول بحيرة : بس اش فيك شاحبة و يا غير مسرحة وعقلك في عالم آخر ..
بعدت ريم الصينية وحطتها على الكومدينه وهي تقول كاذبة : غثيانه و ما أبغى آكل ..
انفتح باب الغرفة بعد دقتين قوية و عبد الإله يقول : ريم ..
التفتت ريم ليمينها و انصدمت من دخوله المفاجئ بدون ما يستنى إذنها بالدخول و ما قدرت تنطق بحرف , أول ما شافته سفانة مواجه لها شهقت وتحركت عشان تغطي نفسها ناسية إنها على السرير , وصرخت برعب لمن لقيت نفسها تهوي من فوق السرير , صرخت ريم وهي تحاول تمسكها : سفاااااااانة ..
لمح عبد الإله شي يهوي بين سرير ريم وعهود ويختفي عن أنظاره فوقف متنح , ريم اللي ما قدرت تمسك نفسها أكثر قهقهت من قلبها وقالت وهي تبعد لحافها وتنزل من سريرها : وراااااااااك يا أفندي , إطلع برا..
تراجع وهو يحك شعره وصك الباب , انحنت ريم وهي تضحك على سفانة اللي طايحة على جنبها اليمين ودافنه وجهها في ذراعها وقالت : سامحيني سفسف والله شكلك كان تحفــه ..
ووقفت عن الضحك لمن شافت أكتاف سفانه تهتز وصوت غريب يطلع منها , حطت يدها على كتفها وهي تقول بخوف : سفانة ..
انفجرت سفانة بالضحك و انقلبت على ظهرها وهي تتأوه و تقول : آآآآآآآآآآي ظهري , الله يفشل إبليــــس ..
ضحكت ريم ومدت يدها تسندها عشان تقوم وهي تقول : فجعتيني على بالي تصيحين ..
حمحمت سفانة وقالت وهي ترتب شعرها : هو صح تعورت من الطيحة و كبريائي تكسر و متأكدة إنه شكلي كان زي الأراجوز بس الموقف يضحك ..
وشهقت ولفت على ريم وقالت : تكفييييييييييييييين لا تقولينه لعنيدي الحشاشة والله ما بتعايرني به سنة ..
ضحكت ريم وقالت : أحاول ما أقولها , تعرفين لساني مفلوت و من دحين أقولك لو قلته تراه بحسن نية ...
رمتها سفانه بنظرة حاده وهي تقول : مافي فضيحة تنقال بحسن نية , ترى لو عرفت عنيد بأذبحك هااااااا , وروحي شوفي أخوك اش يبغى ..
خرجت ريم من غرفتها لقيته مربع فوق الكنب اللي في الصاله , أول ماشافها سأل : مين ؟؟
قالت بعصبية وهي عارفه إنها أكيد سمعها تصرخ باسمها : يعني منته عارف مين ؟؟ المفروض تستنى إلين أقولك أدخل ..
قال بإعتراض : عهود قالت إنك صاحية و ماخبرتني إنه عندك أحد ..
قالت باعتراض مماثل : ولو , يمكن كنت قاعده أغير ملابسي , بس فشلت البنت وخليتها تطيح ..
ابتسم بتعب وقال : طمنيها و قوليلها ما شفت إلا خيال , والله ما انتبهت لها , هي تعورت ؟؟
حست بخيبة أمل غريبة إنه ما شافها , ضربته على كتفه وقالت : لا والله ؟؟ طاحت من فوق السرير وتسأل تعورت !! أكيد تعورت ..
تثاوب وقال : أبويه فين ؟؟
عقدت حواجبها بتفكير وقالت : عند جده أكيد ..
قام بسرعة وبنشاط عجيب وقال : إذا جا قوليله عبد الإله نام وراح للمستشفى ..
شهقت وقالت : ماني مكذبه عليه ..
لف عليها وقال : أنا أقولك إني نمت , يلا مع السلامة ..
واختفى من قدامها قبل ما تنطق بحرف , رجعت للغرفة وقالت أول مالفت عليها سفانة : شارد عن أبويه ما يبغاه يشوفه وهو راجع للمستشفى ..
ابتسمت سفانة وقالت : صدقيني هو مرتاح كذا , الله يخليهم لبعض يا رب ..
وسحبتها وهي تقول : تعااااااااااااااالي عشان تكملين العدس ولا والله أعلم حمده عنك وما بيفكك منها إلا ملك الموت ..
راح عبد الإله لغرفته , تشطف وغير ولبس ثوبه ونزل وهو حاط شماغه على كتفه , دق الجرس بشكل مزعج وهو نازل , أشر للخدامة إنه بيرد وفتح الباب بقوة وهو منزعج من الدق ..
: أناجيــــــــــــــــــــــــت ...
انتفض برعب و نزل راسه أول ما عرفها وتراجع وهو يسمع شهقتها المقرونه بضربة مختلطه بصوت البندري وهي تقول بهمس معاتب : قلت لك يالخبلة يمكن في أحد ما سمعتي ..
مسك ضحكته وقال : حياكم , تفضلوا ..
سمع صوت خطواتهم وسلام العنود الهادئ المناقض لصرختها المدوية قبل شوي , رد السلام وخرج وصك الباب وراه ..
شهقت العنود وضربت خدودها وقالت وهي تنطط : يا فشلتييييييييييييييييييييي , يافشلتي , اش بيقول عني دحين ؟؟
قالت البندري تعدد على يدينها : طفلة خبلة مرجوجة ووقحة صايعة قليلة أدب ..
ووقفت شويه وكملت : آآآآآآآ وبيدعي لعدنان الضعيف اللي بياخذ مخفوفه زيك ..
قالت العنود بعصبية : هــــــــــــي حدك عاد , كلللللللللللللللها رضينابها لكن طفلة ...... أبـــدا , هذا الطول والعرض طفلة ..
طالعت فيها البندري بصدمة وقالت : رضيتي بكل السبات حتى صايعة ومخفوفه ومارضيتي بطفلة ..
عضت العنود لسانها بتريقة وهي تبتسم ابتسامة واسعة , وطلعت جري من الدرج لغرفة ريم وعهود , زفرت البندري وقالت : هالبنت غريبة بشكل ..
وانتبهت إنها لوحدها , ياما مرت عليها أيام كانت تتحين الفرص وتخترع الأعذار عشان تلقى وقت تكون فيه لوحدها بدون رقيب عشان تلتقي به , يسرقون فيه بعض النظرات والابتسامات وأحيانا بعض اللمسات غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ سامحني ياااااااااااااااارب , تخفيت عن عيون البشر وتناسيت عيونك اللي ما تنام , أنا كيف وصلت لهالإنحطاط اللي خلاني أعصي ربي وأضيع ديني وأخون أهلي وناسي تحت أنوفهم , ياربي رحمتك , أي زوااااااااااج هذا اللي بيضمني معاه , أي زواااااااااااااج ~ زفرت وتحركت بسرعة للدور اللي فوق , ماتبغى تفكر أكثر , خلاص تعبت من كثر التفكير بالجاي , قررت تعيش يومها بيومه من دون ماتشغل نفسها بتفكير يتعب قلبها , الله كاتبه ربي بتشوفه ..
دخلت لغرفة ريم اللي كان بابها مفتوح على ضحك ريم وسفانة على العنود اللي تقول : قسما بالله انتفض ما أكذب عليكم ..
قالت البندري بعد ما سلمت : غصب ينتفض ..
لفت طرحتها وحطت برقعها ولبست عبايتها على راسها وضمت أطراف العباية تحت دقنها ونطت وهي مايله على يمينها وهي تقول تقلدها : أنا جيــــــــــت ..
زاد ضحك سفانة وريم من تمثيل البندري وقالت العنود باعتراض : مو لهالدرجة ..
فكت البندري حجابها وهي تضحك وقالت : والله أخس , ريمان شربي أخوك من طاسة الخلعه , صدقيني العنود قطعت الخلف عنده ..
لمحت سفانة تغير وجه العنود الطفيف قبل ما تضحك وتقول بمزح : إي طبعا خايفه عليه , أخو زوجك لازم تدهنين سيرك عن أهله ..
كانت أكثر وحده تفهمها , عرفت إنها محرجة ومقهورة من اللي صار لأبعد درجة خاصة وإنه اللي حصل الموقف معاه هو عبد الإله , فقالت تنهي الموضوع : ما شاء الله بندوري اش العباية الكشيخه هذي ؟؟ يا حركتاااااااااااات من متى تلبسين عباية على الراس ؟؟
سكتت بإحراج , فقالت ريم تخرجها من إحراجها : صـــــــــــح , أول مرة أشوفك لابستها , ما شاء الله حلو شكلها وقماشها أسود السواد اللي هو , اش نوع قماشها ؟؟ ..
ابتسمت و قالت بفخر : هذي عنود أهدتني إياها , و اليوم أول مرة ألبسها ..
حمحمت العنود وقالت : شكريا , شكريا , هذي كريب ياباني يا طويلة العمر عشان كذا سوادها كحل , لكن الحقيقة تقال , أنا رحت أفصل لنفسي وحده فقال لي الهندي اللي يطول عمر أمه إنه إذا فصلت ثنتين يسوي تخفيض فقلت مالي إلا أفصل وحده لبندوري لأني عارفه إنه هنوف مفصلة قريب ..
ضحكت ريم قالت : طيب خليك ساكته , خليها كإنها منك , بعدين ليه الله يطول عمر أمه مو عمره ..
شهقت العنود وقالت : وأنا اش لي في الرجااااااااااال أدعي له , عيـــــب , أدعي لأمه ..
ضحكت سفانة وقالت : والله إنت تحــــــــــفة بجد , إلا متى تطلع نتيجة تحليلك إنت والمحروس ..
حطت يدها على بطنها وتغير وجهها وهي تقول : بطنــــــــــــي تكفين لا تقولين نتيجة , تصدقين انتظار نتيجة الثانوية العامة أهون من هالنتيجة ..
ماحسبوا يشوفونها متوترة فقاموا يعلقون ويتريقون عليها ..



*****************************


في مستشفى العسكري :


أخيرا طمنتها على كل شي وإنه الحمل سليم وكل شي سليم , أزهار اللي ما اقتنعت بحكاية إنه مافيها شي قالت بهمس وهي مستحية من وجود جاسم : دكتورة أحس نفسي متضايقة وتعبانه على طول و ...
قاطعتها الدكتورة وهي تبتسم لها : عادي يا حبيبتي الشهور الثلاث الأولى كلها مشاعر مضطربه ..
ولفت على جاسم ورمقته بنظرات رقيقة و الابتسامة مازالت تزين شفايفها , زفرت أزهار وقالت بإصرار : لا قصدي في شعور غريب ينتابني وأفكار مهي طبيعية تراودني , أحيانا أحس بدوخة في غير وقت الصباح و ما يكون قبلها غثيان و ...
قاطعتها الدكتورة : كله عادي ..
زفرت مرة ثانية وهمست باستسلام : طيب ..
ولمن جات بتخرج قالت الطبيبة بهمس لجاسم اللي قام معاها : أستاذ جاسم ممكن كلمة ..
لف عليها فهمست بابتسامة متسعة : مدام أزهار تدلع عليك شويه , أكيد إنك مهملها الفترة اللي فاتت وهي تحاول تلفت نظرك لأنه كل الفحوصات تدل على إنها الحمد لله ما فيها أي شي ..
حس براحة من كلامها وقال بمرح وهو يبتسم : إذا على كذا الحمد لله , مقدور عليه الموضوع , خفت الموضوع أكبر من كذا ..
ضحكت وقالت : لا لا تخاف عليها , صحتها زي الفل ..
لف و انصدم لمن شاف نظرات أزهار الحادة و شفايفها المزمومة بغيض , حمحم ولحق بها ومسك ذراعها وهو يقول بهدوء : مشينا ..
سحبت ذراعها منه وقالت بعصبية : ما أحتاج مساعدتك ..
وغطت وجهها وتحركت بخطوات قويه برا الغرفة , ابتسم للدكتورة وخرج وراها , لحقها وقال بهمس : أزهار ..
لفت عليه وهي ناسيه هي فين وصرخت : ما أبغى أسمع حـ ....ـر....
ودارت الدنيا حولينها فجأة وخلتها تقطع كلامها , غمضت عيونها وهمست : أبغى عمر ..
وفتحت شنطتها وخرجت جوالها ودقت على عمر و هي تقول : ما بأرجع معاك البيت , بأروح أرتاح عند أخويه ..
انصدم من اللي قاعد يصير , تلفت حولينه وهمس بغيض وهو يمسكها من ذراعها : رخي صوتك وتحركي نتفاهم في السيارة ..
سحبت ذراعها وقالت بصوت مخنوق من دون ما تقول السلام : عمر تعالي في مستشفى العسكري دحين , في قسم النساء والولادة ..
مسك ذراعها مرة ثانية ورصها بقوة وهو يهمس : بنت , بلا دلع زايد , فجعتي أخوك ..
زاد اختناق صوتها وهي تطنشه و تقول لأخوها : ما أبغى أرجع البيت , تعال خذني دحييييييييييين ولا والله أخذ تاكسي ...
وهي تصك الجوال رص ذراعها أكثر وقال من بين أسنانه وهو يدفها قدامه : تحركي قدامي , فضحتينا قدام الناس , والله تروحين البيت وانتي ماتشوفين الدرب ..
التفتت له بحده وقالت وهي تسحب ذراعها : ماني راجعة اليوم البيت ..
فلت ذراعها فجأة وهو يحس بغيض ماله حدود منها , انفلات ذراعها المفاجئ اللي اختلط مع موجة دوخه جديده خلاها تطيح على الأرض من طولها , صدم راسها في الأرض بقوة وطاحت شنطتها وتناثرت أشياءها من قوة الطيحة , ما استوعب جاسم اللي صار إلا لمن سمع صوت ضجة سقوطها اللي تبعها صوت صرخات وشهقات متنوعة , شافها على الأرض عند أقدامه , هتف بخوف : أزهاااااااااار ..
جريت الدكتورة رانيا ومعاها ممرضتين وانحنوا على أزهار ..
اسمها وهو ينطلق من بين شفايف جاسم اخترق عقله وهو خارج من المصعد مع مجموعة طلبة , لف للجموع المتحلقه وتحرك بخطوات واسعة وأزاح الجموع المتحلقه , وأول ماشاف السواد التام اللي مو باين منه شي هتف صوت بداخله ~ والله , أزهار , والله هي ما غيرها ~ وتأكد لمن شاف جاسم , صرخ بطول صوته : نقااااااااااااااااله بسرعه ..
قالت رانيا بخوف : دكتور مطلق أ ...
تجاهلها و ساعد الممرضتين في شيل أزهار وحطوها على النقاله وهو يسأل جاسم المذهول : اش صار لها ؟؟؟
وتحركوا ورا النقاله لغرفة الطوارئ , قالت رانيا وهي تمشي وراه : دوبها خرجت من عندي وسويت لها فحص شامل ما كان فيها شي ..
التفت لرانيا وعقد حواجبه لمن تذكر تخصصها وسألها بحزم : أزهار حامل ؟؟
قالت : إيوه و ....
توقف عن مشيه وطالع فيها بصدمة ورجع التفت لجاسم وسأل : من متى ؟؟
انتبه جاسم للي حوله ~ هذا بأي حق يسأل هالأسئله عنها ؟؟ ومن سمح له يلمسها ويشيلها على النقاله ؟؟ واش كاااااااااان عشان يتصرف بهالحرية معاها ؟؟ مو عشان كان دكتورها لفترة يجي دحين ويتصرف بهالطريقة ~ عقد جاسم حواجبه وقال بحزم : ممكن أعرف بأي صفة تسأل وليش تتوقع مني إني أجاوبك ؟؟
تراجعت رانيا لمن شافت نظرات جاسم البارده , قال مطلق بهدوء وهو يتفرس في وجه جاسم ونظراته الحاده : بصفتي طبيبها النفسي وأتوقع منك تجاوبني بصفتك زوجها والحريص على مصلحتها ..
طالعت فيه رانيا بصدمة وهي تقول : أزهار مريضتك يا دكتور مطلق ..
لف عليها وقال بحزم : كان عندها Memory loss وحاليا تستخدم APO-CITALOPRAM ..
حطت يدها على فمها وهي تشهق شهقة خفيفة قالت بعدها باعتراض : مهو مكتوب في ملفها إنها مريضة نفسية أو إنها تستخدم هذا الدواء ..
انصعق جاسم ~ اش هذا الأبوستيلوبرام اللي ما قيد سمعت به , من متى تستخدمه ؟؟ ~ سأل بتردد وهو يلاحظ الوجوم على وجيههم : ليش ؟؟ هذا الدوا يأثر على حملها ؟؟
صمت مهيب ساد الممر قبل ما يقول مطلق بهدوء : ما أدري اش التطورات اللي صارت من آخر جلسة حضرت فيها أزهار عشان كذا لازم نفحص حالتها و نسألها أول عن ..
قاطعه جاسم بصوت حاد وهو يحس بغيض من نطقه لاسم أزهار بهالسهولة : أبغى طبيبة تفحصها ..
التزم مطلق الصمت وقالت رانيا : مافي طبيبة نفسية عندنا هنا ..
قال جاسم : ما يهمني , أنا أبغى طبيبة تفحصها ...
خرجت الممرضة وقالت بخوف : the patient wakes up and she's crying dac ..
دخل جاسم بسرعة ولحقته رانيا , تناهى لمسامعه صوت بكاء مخنوق غريب , بعد الستارة وتصنم لمن شافها مستلقية على ظهرها بعبايتها وهي تمسح أقدامها في الفراش كإنها متوجعة من شي وهي مغطية وجهها المكشوف بيدينها والممرضة تحاول تفرد يدها اليسار عشان المحلول المثبت فيها , تقدم بشويش من الجهة اليمين وهمس وهو يمسح شعرها المتناثر على المخدة : أزهار ..
حست لحظتها بكل أوجاعها تتضاعف أعطته ظهرها وقالت من بين شهقاتها وبدون ماتزيح يدينها عن وجهها : إطلع برا ..
وزاد صياحها وهي تقول برجاء : الله يخليك إطلع برااااا ..
وارتفع صوت بكاءها بشكل غريب خلى قلبه ينقبض , ماقدر ينفذ طلبها , تحرك بعيد عن السرير وابتعد عن نظرها لكنه وقف ورى الستارة وهو يسمع لصوت بكاءها المختلط بصوت رانيا وهي تقول : خلاص يا أزهار , قوليلي اش تحسين بالضبط ؟؟ تعبانه ولا في وجع ولا ...
~ دحين جاية تسألني , من أول قاعدة تتأمل في جاسم وترميه بنظراتها وهو حضرته مبسوووووط ~ قاطعتها أزهار اللي ما عاد تحتمل سماع صوتها أكثر بصوت حاد وهي تبعد يدينها عن وجهها عشان تدف يد رانيا اللي على كتفها : مالك دخل فيني , مو أنا قاعدة أتدلع على زوجي ..
ارتبكت رانيا وقالت : صدقيني يا مدام أزهار أنا ما قصدت اللي قولته , حبيت أخفف الجو شويه و ..
~ كذابه , كذاااااااااااابه ~ قاطعتها أزهار بذات الصوت الغريب واللي حاولت تسيطر على حدته بلا فائدة : مو لو حضرتك تحسين باللي أحسه ما قلتي تتدلع , كيف تسمين نفسك طبيبة وإنتي ما تحسين بآلام مريضك ؟؟ ..
تلعثمت وهي تقول : لا أنا ..
قاطعتها وهي تحس بغثيان غريب : إنت حتى ماخليتني أشرح لك كل اللي أحسه على طول سكتيني ..
لمن شافت تلون وجه رانيا حست بالذنب , ما تحب تحسس أحد بالذنب حتى لو كان غلطان , سحبت نفس عميــــق ومسحت دموعها تهدأ نفسها وكملت بصوت أقل حدة : ما أبغى أحد ولا أبغى أي شي , أبغى أخويه و بسسسس , سيبوني في حالي ..
قالت رانيا تحاول تستميلها وهي عارفه بداخلها إنها ما استمعت لها بشكل كافي : طيب اش رايك , الدكتور مطلق موجود ويبغى يشوفك , أدخله ؟؟..
رفعت أزهار وجهها بصدمة وهمست بلا شعور : مطلق ..
الراحة اللي تلمسها جاسم بين طيات صوتها وهي تهمس باسمه بكل حرية حسها زي الطعنة في قلبه , رافقها شعور غريب زي النيران في جوفه يصرخ فيه إنه ما يخلي مطلق يدخل لو على جثته ..
: أبغى جاسم أول ..
همسها المضطرب وصل لمسامعه رغم خفوته , غمض عيونه للحظة وفتحها وهو يزيح الستارة ويدخل لها , أول ما التقت عيونه بعيونها شاف الدموع تتجمع فيها مرة ثانية , قال بعتاب : ليه ما قلتيلي إنك تاخذين دوا نفسي ..
سؤاله الغير متوقع خلى الدموع تتجمد في عيونها وهي تهز راسها بلا , كمل بضيق وهو مقهور ليش ماوثقت فيه إلى الآن : إلا تاخذين , مطلق بنفسه قال إنك تاخذين دوا ..
بلعت ريقها وقالت بتلعثم : لا , أنا ...
قاطعها بصوت أعلى : إنتي عارفه إنه يأثر على الحمل , يعني مو بس أهملتي نفسك إنت أهملتي النونو كمان و ..
أول ما سمعت ذكره للنونو صرخت : خلااااااااااااااااااااااااااااااااااااص ..
صكت أذنيها بكفوفها وصرخت مرة ثانية : ما أبغى أسمــــــع , ما أبغى أسمع أكثر ..
تحرك بسرعة وجلس على السرير جنبها و قال : أزها ...
دفته بعيد عنها وصرخت : إطلع برااااااااااااا ...
تراجع لورى من دفعتها القوية لكنه انصدم أكثر من نظرات عيونها الغريبة , حاول كذا مرة يكلمها ويفهمها لكنها كانت سادة أذنيها وتطالع فيه بذات النظرات , خرج من الغرفة وهو يحس بأعصابه مشدودة من نظرة عيونها اللي انحفرت بداخله لقي مطلق واقف يدور في الممر , أول ما شافه مطلق تصنم في مكانه وجلس دقايق يقاوم شي بداخله وأخيرا تقدم منه وقال بصوت حاد وهو يهز يده بعصبية : هذي مهي طريقة تتعامل فيها مع مريضة نفسية , إنت قاعد تزيد حالتها سوووووووووووء , المفروض تتعامل معاها بطريقة خاصة ..
صوت مطلق الحاد كان بمثابة القشة اللي قصمت ظهر البعير , صرخ جاسم بعصبية : ترا ماني ناقصك , أنا مريت بأخص يومييييين في حياتي , بعدين مااااااااالك دخل في حرمتي , أنا حر كيف أعاملها سااااااااااااامع , وإذا مو عاجبك أعلى مافي خيلك إركبه ..
لأول مرة من فترة طويلة يفقد مطلق زمام أعصابه وهو يقول بصوت عالي : إلا لي دخل , أزهار مريضتي وأنا بصفتي طبيبها هذا بحد ذاته يخلي من حقي إني أهتم بمصلحتها ..
تتبع عمر الأصوات والضوضاء اللي جمعت الناس وهو يطالع في جواله اللي أزهار مهي راضية ترد عليه , و انصدم لمن شافهم الاثنين ~ اش يجيب جاسم ومطلق في مكان واحد ؟؟ وليش لاصقين كذا في بعض و ~ انتبه لحظتها للناس المتجمعة حولين هذولي الاثنين , تحرك بسرعة في نفس الوقت اللي تحرك جاسم بعصبية ومد يده باستفزاز وطبطب بها على خد مطلق وهو يقول من بين أسنانه : أقوووول يالحبيب لو عاد نطقت اسمها فكك هذا أكسره لك ..
دف مطلق يده بقوة وقال بنفس النبرة العالية وهو يقرب من جاسم أكثر كإنه يبين له إنه مو مهتم في اللي قاعد يقوله : يكون في علمك إنها حاليا ما هي قادرة تسيطر على انفعالاتها , وكلامك زي البنزين على النار , إنت قاعد تضغط عليهااااااااا ..
هتف عمر باعتراض وهو يبعده عن جاسم المعصب : مطــــلق استهدي بالله ..
ونقل بصره بينهم وسأل بخوف وأصوات غريبة توصله : اش فيكم ؟؟ اش عندكم ؟؟
التزموا الصمت وكل واحد يشيح بوجهه عن الثاني , قال وهو يركز بصره على جاسم : جاسم , اش صار ؟؟ فين أزهار ؟؟
ميز الأصوات الغريبه , حس بإنقباض غريب في قلبه , إلتفت وهو يقول بصدمة : هذا صوت صياح أزهار ..
و لمن جا بيتحرك مسكه مطلق من يده ورص عليها وهو يقول : خليها ترتاح شويه ..
قال بحدة : بتقولون لي اش فيه ولا بتخلوني زي المجنوووووون ..
سكت مطلق وفلت يد عمر وهو مو قادر يقول إنه ما حيعرف حالتها إلا لمن يفحصها احترام لرغبة جاسم اللي وضح له إنه ما يبغاه يفحص زوجته , قال جاسم بصوت غريب : أزهار تاخذ دوا نفسي ..
لف عليه عمر وهو يحس ضربات قلبه تتسارع وهو يقول : إيوه , ليه ؟؟
همس بعتاب : وأنا آخر من يعلم ..
وتبادل نظرات صامته مع عمر قبل ما يعطيه ظهره وهو يتحرك مبتعد , مسكه عمر وهو يقول : جاسم ما كنت أدري إنه ما عندك خبر , ما توقعت إنه أزهار ما قالت لك ..
لف عليه جاسم وانطلقت الكلمات منه بلا تفكير وهو يقول بقهر : هي تقول شي أصلا ..
قال مطلق بهدوء : أفضل إنكم تتفضلون لمكتبي عشان تتناقشون هناك بخصوصية ..
ولف على رانيا وقال : دكتوره رانيا , رجاء ماتعطين أز .. المريضة أي دواء قبل مراجعتي , وحاليا أعطيها محلول فقط ..
ولف على طلبته المكونين من أربع شباب وبنتين وقال : سووا جولة على المرضى , بعد شوية حأطلب Diagnosis من كل واحد فيكم عن الحالة المرضية ونوع الأدوية اللي ممكن تعطى له ونوع treatment ..
وأشر لجاسم وعمر إنهم يتبعونه وتحرك بهدوء قبلهم , تبادل عمر نظرة قلقة مع جاسم وتبع مطلق , زفر جاسم ولحقهم ...



*************************


في مستشفى الملك فهد :


طالع في يدين الدكتور رامي وهو يفك اللصق عنه بشويش ورجع طالع في أبوه الواقف عند نهاية السرير و جنبه أمه , كان يحس بضربات قلبه تتسارع غصب عنه , رفع رامي بصره للشاشه ورجع طالع فيه بابتسامة مشجعة وهو يقول : ليش التوتر يا بطل , ماشاء الله قطعت شوط طويل بعون الله ..
ابتسم لرامي مجامل وهو يصرخ بداخله ~ كيف ما أتوتر وأنا أفكر في رئتي ؟؟ إن شاء الله تقدر تعمل بنفسها , ولو ماعملت بنفسها حأقعد طول عمري على جهاز التنفس ؟؟ حسااااااااان لو تفتح عمل الشيطان , خلي ثقتك في ربك كبيرة , اللي نجاك من الموت يسهل عليك هالأمر , يارب رحمتك ~ , لمن رفع رامي يده بيأشر للمممرضه إنها تطفي الجهاز رفع حسان يده ورصها على يد رامي , قال رامي بسرعة للممرضة : wait ..
رفعت الممرضة اصباعها عن الزر وطالعت فيهم بصمت , حس حسان بالخجل من نفسه وبعد بصره عن أبوه وأمه , قالت نورة بهدوء : حسان حبيبي تبغانا نطلع ..
هز راسه بلا وهو يحس دموعه بتخونه وهو يصرخ بداخله ~ يارب قوينيييييييييييييييي ~ قبض علي بيدينه على أقدام حسان وقال بصوت قوي : حسان , حسان ..
انتبه حسان لحظتها إنه ينتفض من الخوف , قال رامي بهدوء وهو يبعد عنه : إذا تحس بضغط أو توتر ممكن نأجل الموضوع لبكرة الصباح ..
قال علي وهو يضغط أقدام حسان عشان يخفف نفضتها : اللي يريحك ياولدي ..
~ لاااااااااااااا , فكوه عنيييييييي ~ هز حسان راسه بلا ورفع يده بتهور بينزع الجهاز , مسك رامي يده وقال بحزم هادئ : مو بهذي الطريقة , شويه شويه , إذا مستعد نطفي الجهاز أول ..
غمض عيونه بقوة وأشر بيده , قال رامي بعد فترة صمت : tern it off ..
صوت زر جهاز التنفس تبعه تخافت صوت الضجيج الصادر منه , حس حسان بشي ثقيل جثم على صدره تبعه اختناق مفاجئ ممزوج بغصة مزعجة لمن سحب رامي الخرطوم اللي بداخل حلقه , غمض عيونه من شدة الغصة و رجع فتحها على اتساعها وقبض على يد رامي بقوة , قال رامي بهدوء : عادي , عادي , حاول تتنفس بهدوء ..
شهق حسان شهقة قويه وحس بألم فضيع في صدره , قبض على يد رامي أكثر وهو يجاهد عشان يخرج الهوا وبيده الثانية قبض على غطاء السرير , قال رامي بهدوء وهو يضغط يده : حسان إنت متوتر , تنفس بشويش وحاول تخرج الهوا مو بس تدخله ..
توالت شهقات حسان و حمر وجهه ومن بين أنفاسه المخنوقة شافها قابضة على عبايتها بقوة وهي تطالع فيه بثبات , أشر بيده على أمه وحركها بقوة , لف علي على نورة وقال بهدوء وهو مازال قابض على أقدام حسان اللي تبغى تتفلت منه : أم حسان ما عليك أمر إطلعي شويه ..
قالت بهدوء وهي تتحرك لحسان : آسفه ما أقدر ..
وحطت يدها على جبين حسان وهي تقول بصوت ثابت : ما أقدر أسيبك يا حسان ..
حس بدفء يدها رغم القفاز اللي يغطيها , نزلت دموعه وهو يشهق بقوة , كان يحس اختناقه يزيد وبرئتينه اللي بتتفجر توجعه بشكل لا يوصف , قال رامي بسرعة : give ma the pipe , مدام أم حسان تراجعي شويه لو سمحتي ..
هز حسان راسه بلا وهو يجاهد عشان يزفر الهواء لكن شهقاته المتواليه واللي تحسسه بنيران تشتعل في صدره ما كانت تسمح له يخرج الهواء , حس بأصواتهم تبتعد عنه وحس بذبول غريب في جسمه ..
: حساااااااااان , ولدي , حساااااااااااااااااان ..
فتح عيونه بسرعة على صرختها الخايفة و حس بيدينها اللي قابضه على أكتافه وهي تهزه , حس بوجع في صدره لكنه انتبه إنه يتنفس بنفسه , ضمته نورة وهي تصيح وتقول : لا عاد تخوفني كذا ..
غمض عيونه بوجع و ما قدر يقولها تبعد عن صدره لكن رامي قال بمرح : أم حسان الله يهديك ما جيتي تضمينه إلا من هناك جهة العملية , تعالي من يمينه ..
وقال علي بمزح وهو يسحبها عن حسان : من أول مسويه فيها قوية وتنهارين في الأخير ..
وضمها وهي تصيح من قلبها على صدره , ابتسم حسان وفتح فمه بيتكلم لكنه حس بوجع منعه من الكلام , ابتسم رامي وقال وهو يطبطب على كتفه : يا بطل , يعني عشان بعد الله قدرت تتنفس لوحدك مستعجل على نفسك تبغى تتكلم , تونا مخرجين خرطوم كان ضاغط على حنجرتك , أصبر شوي ..
وكمل وهو ياخذ السجل من الممرضة : ما قلتلك إنك كنت متوتر , من يوم بدأت تغيب عن الوعي جسمك تصرف بطبيعية وتنفس لوحده ..
غمض حسان عيونه كإنه يشكره وفتح عيونه ولف على أبوه وأمه وابتسم بتعب , كان يحس هالدقايق استنفذت كل طاقته , حاول يفتح عيونه وقت أطول لكنه غاص في ظلام مريح ..
دنق رامي بسرعة وهو يسحب شي معدني يشبه القلم , فتح عين حسان وسلط عليها الضوء و قال يطمنهم وهو يرفع جسمه : عادي هذا من تأثير الإرهاق ..
ومسك ذراعه وقاس نبضاته وضغطه وقال : الحمد لله , كل شي مطمئن ..
وطالع فيهم بإعجاب وقال بابتسامة صادقة وهو يتذكر قصة علي اللي سمعها تتوارد بين الموجودين في المستشفى من بعد دخول حسان : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }
ابتسم علي وقال : الله يجعلنا وإياك منهم يا رب , الحمد لله على كل شيء , الحمد لله حمدا كثيرا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ..
زاد إعجابه بتواضع علي وقال : دحين إن شاء الله بنخليه تحت الملاحظة لساعتين و ننقله بعدها لغرفة عادية ..
قال علي بامتنان : جزاك الله خير يادكتور و جعل الله كل ما تفعله في ميزان حسناتك ونفع بك الأمة ..
حس رامي بالإحراج من كلامه فتنحنح و رافقه وخرج وهو يشرح له عن الترتيبات والأدوية والتعليمات اللي لازم يتقيد بها حسان , وقفت نورة من الجهة اليمنى من السرير عند راس حسان , خلعت قفازاتها ومسحت على شعره بحنان وسلمت على راسه وخدوده وضمته بشويش ووقفت تتأمله بحب , وصلها صوته المرح يقطع تأملاتها وهو يقول : أم حسان , وين بتباتين الليلة عندهم أرسل لك اللحاف والمخدة ..
لفت عليه وابتسمت وهي تقول : أبغى أجلس معاه شويه ..
جا وسحب لها الكرسي الوحيد في الغرفة وقال وهو يطبطب عليه : تفضلي ياستي , ولا يقعد في خاطرك إنك ماجلستي عنده ..
جلست و مدت يدينها وقبضت على يده وهي تقول بصوت متهدج : شفته يموت قدام عيوني ..
حط يدينه على أكتافها وقال : هو شكله حس بهالشعور عشان كذا طلب منك تخرجين ..
هزت راسها وقالت وهي تمسح خده وترتب شعره : لا مو كذا , هو ما كان يبغاني أشوفه وهو يتوجع , لأنه طول السنين اللي إنت غبت فيها كان يبتسم , عمري ما شفته مقطب أو حتى معصب , كان يكتم غيضه أو يفجر غضبه بعيد عني , حتى يوم يمرض يروح للمستشفى ويرجع بدون ما يقول لي لأنه خايف أشيل هم فوق همي , ترى مامداني الوقت عشان أقولك إنه ما قصر معاي في شي ولا مع أخواته , والله شالهم على كفوف الراحة , خدمنا بعيونه وكان يبدينا على نفسه , الله يرضى عليه , يشهد ربي إني راضيه عليه دنيا وآخره , الله يوفقه و ينور دربه ..
ابتسم وهو يشوف وجه حسان المستكين وقال : الحمد لله , ربيتي رجال يا نورة , انتي تحصدين اللي تزرعينه , بعدين هو اش يبغى من الدنيا ؟؟ اللي يبغاه حصل عليه والحمد لله , رضاك ودعواتك , في شي أحسن من رضى الوالدين ودعواتهم ؟؟ ..
زفرت وهي تتحمد الله , ولمن قامت تصنمت في مكانها للحظة قبل ما تقول باستغراب : عبد الإله ..
لف علي وقال باعتراض لمن شاف وجهه الشااااااااحب : إحنا ما أرسلناك البيت عشان ترتاح ..
طالع في حسان المنزوع عنه الجهاز وقال بصوت حاد مبحوح : حرام عليكم من كلامكم حسبته ماااااات , والله لو مادققت فيه ولاحظت إنه يتنفس كان مت وراااااه و ..
قطع كلامه لمن تهدج صوته وتنفس بحده وهو يطالع فيهم باعتراض , ضحك علي وتحرك له وضمه وهو يطبطب على ظهره بقوة وهو يقول : ولد , اش فيك صاير خواف ؟؟ وين إيمانك ؟؟
قال باعتراض وهو يقاوم دموعه اللي حسها بتخونه : مو حضراتكم قاعدين تتكلمون بطريقة كإنكم تنعون ميت وتذكرون محاسنه ..
ضحكت نورة وقالت وهي تحط يدها على كتفه وتضغطها بتشجيع : عبووووود ما توقعت قلبك سخيف كذا ..
بلع غصته وبعد عن علي وقال : معليش مع حسونه قلبي سخيف , عادي ..
ضحك علي وقال : الله يخليكم لبعض ..
وسحبه معاه وهو يكمل : و بتمشي معايا دحين عشان ترجع للبيت ترتاح ..
قال برجاء : عمي تكفى والله مرتاح مع حسان هنا , والله ..
طالع فيه وهو يزفر بضيق وقالت نورة : علي خلي الولد براحته ..
قطب عبد الإله حواجبه وقال باعتراض : عمتي نــورة عمي يقول ولد وسكتنا ترجعين تقولينها , حرااااام عليكم طاق الـ 27 تقولون علي ولد ..
قالت نورة وهي تضحك : بتظل ولد في نظري لو جبت 5 عيال , يلا روح من قدامي قبل ما أغير رأيي وأخلي علي يجرك لبيت أبوك جر ..
ابتسم وسلم على راسها وهو يشكرها و دخل عند حسان , وقف عند راسه وتأمله بصمت , مد يده وضربه على كتفه وهو يقول : يا حمار تفك الجهاز من دوني , إصحى وأوريك شغلك ..
ولمن شافه مستكين صامت , عيونه مغمضه بهدوء , فمه شبه مفتوح من التعب , راح وبلل قطعة شاش ورجع مسح بها شفايفه و دنق عليه بعدها وسلم على جبينه تسليمه طويــله قاوم فيها غصته ورجع جلس على الكرسي لمن تذكر عبد الرزاق يوم قاله إنه صاير زي البنات دموعه عند الباب , ابتسم ومسح عيونه وهو يقول بضحكه : ما ألوم البنات يوم يصيحون كل شوي , حاجة تريح ..
وبعد فترة سحب الكرسي وقربه من سرير حسان واتكأ بأكواعه على السرير ودفن راسه بينهم وهو يقول : عارف وأنا جاي هنا قابلت العنود , إنت عارف إنه عدنان خطبها لكن اللي ماتعرفه إني تقدمت لها قبل لكنها رفضتني ..
ورفع راسه وطالع في حسان وقال : هــي لا يروح فكرك بعيد , ترى مارفضتني عشان شي , قال إيه قال عشان في وحده تحبني , تصدق أدفع اللي في جيبي وأعرف الحمارة اللي تحبيني , على أي أساس تحبني الخبلة !! بناتنا خربت عقولهم ستار أكاديمي و خرابط الحب , بغيت أنجن لحظة عرفت سببها السخيف لرفضي وخرجت وأنا ناوي إني أقول لعمي على كل شي وهو يتصرف معاها ومع الخبلة الثانية لكنك ساعتها اتصلت علي وطلبت مني أقابلك ..
زفر ورجع دفن راسه وهو يقول : صوتك كان غريب , عزمت يوم أجيك أستشيرك في الموضوع , ويوم جيتك أول كلمة قلتها يا خي ابتسم الحياة حلوة بس نفهمها , وكان ذاك اليوم هو أول مرة تطلب مني فيها أدينك , ما دريت إنك بحاجة الفلوس إلى لمن طلبت سلفه , حسيت لحظتها بنفس إحساسي دحين , إني ما قدرت أصير أخوك وأفهمك بدون ما تتكلم وتتطلب , كان نفسي وقتها أعطيك كل ما أملك و ما أصعبها هاللحظة اللي خرجت فيها الفلوس ومديتها لك وأخذتها و إنت تبتسم , ماتدري إنه هاللحظة هي نفسها اللي خلتني أنسى موضوع عمي واللي كنت بأقوله , علمتني إنه مافي شي يستاهل العصبية والزعل , استحقرت نفسي قدامك وإنت شايل هم أمك وأخواتك ومصاريفهم وأنا فاضي بأحط راسي من راس العنود والخبلة اللي معاها ..
: صدق فاضي ..
رفع راسه بسرعة لمن وصله الصوت الثقيل المتحشرج وأول ماشاف حسان مفتح نص عيونه وهو يطالع فيه بتعب فز من الكرسي وصرخ بحماس : حساااااااااااان ..
ولمن انحنى عليه رفع حسان يده وهو يأشر على صدره باليد الثانية , ضحك عبد الإله وقال : صح إنها سبة بس والله أحلى كلمة سمعتها ..
ابتسم حسان وهمس بصوت مخنوق متقطع : انقلع .. عني .. يالمز ..عج ..
عدد عبد الإله على أصابيعه وقال : فاضي , مزعج خذ راحتك حبيبي , يااااااااااااا حيا الله هالصوت اللي يشبه صوت جدتي حمده بعد 70 سنة ..
ضحك حسان ولف على نفسه بتوجع وهو يمسك صدره بقوة , قالت الممرضة اللي دخلت على أصواتهم : إس هادااااااااا ؟؟ هادا مريد لازم ما في إدهااااااااك بئدين في عوووور..
قال عبد الإله بلهجة خنوعة : على أمرك , آسف عمتي والله ما قصدت ..
ولمن ضحك حسان مرة ثانية وهو يتوجع لفت عليه الممرضة وقالت : إس فيه قوووووووول ؟؟ يلا لو سمهت out , out pleas , هادا مريد تحتو ملااهدا سويه بعدين هو في روح غرفة فوق..
وقامت ترطن بالفلبينية ..
: أشوفكم مطلعين جن ميري ؟؟
التفت عبد الإله للدكتور رامي اللي كمل : توني قايل لعمك إنه الضحك واحد من الممنوعات , ممنوع بتاااااااااتا عشان مكان العملية وعشان رئته ..
قال عبد الإله بهدوء : إن شاء الله ..
طالع فيه رامي وأشر على الباب الزجاجي الكبير وقال : طيب ممكن يا بطل تخرج من هنا إلين تنتهي فترة الملاحظة , هي كلها ساعتين ..
ابتسم عبد الإله وخرج بعد ما أشر لحسان مودع ...



*******************************


أول ما فتح دخل للصفحة الرئيسة للمنتدى شافه ..
** Vampire ** الحالة متصل ..
رفع حواجبه باستغراب وقال : ياااااااااااااااسلااااااااااااااام ..
خرج جواله ودق على الرقم وهو يضغط بالسهم على ** Vampire ** عشان يشوف هو في أي موضوع ..
(( إن الهاتف المطلوب لايمكن الاتصال به الآن فضـ ... ))
صك الخط ورجع دق على رقم ثاني وحط الجوال على إذنه وثبته بكتفه وهو يكتب موضوع في صفحة الورد ..
وصله الصوت المرحب : السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
قطب حواجبه ووقف عن الكتابة وقال : وعليكم السلااااااااااااااااام , أشوف بعض ناس أون لاااااااااااااااااااين ..
و لمن وصلته الضحكة الهادئة عقد حواجبه وقال : تراني معطيك الباسورد صح بس في حالة صار لي شي تخبر المنتدى مو عشان تدخل باسمي ..
زادت ضحكته وهو يقول : والله حلوة لوحة المشرفين , اش رايك أحذف ..
قاطعه وهو يمسك الجوال اللي كان بيطيح : عدنان واللي يرحم أمك لا تحذف شي ..
وصله صوت عدنان الهادئ وهو يقول : هي أمزح معاك , من جدي يعني بأتصرف من راسي , المهم تراني دخلت باسمك لأنه حضرة المراقب سوالي حظر , هذا دوبه دوبي , آخر مرة وأنا موجود أرسل لي لو تغير اسمك مية مرة بأعرفك وبعدها عطاني الحظر ..
ضحك سامر من قلبه وقال : دوااااااااااك , تستاهل يوم أقولك ممنوع مناقشة المذاهب ما تسمع ..
: يا خي كنت أرد عليه بأدب وبأجوبة منطقية وبدلائل ما تجاوزت حدودي ..
قال سامر بأسف : سوري يالحبيب بعد تحريات اكتشفت إن المراقب من طينة كاتب الموضوع عشان كذا سوا لك حظر ..
وصله صوت عدنان البارد وهو يقول بلا مبالاة : المهم بسوي لي بريد جديد و بأدخل باسم جديد ..
غير مكان الجوال للإذن الثانية وهو يقول باستغراب : عدنان أسألك بالله ماطفشت من كثر ما يسوون لك حظر , هذي رابع مرة ..
: وراهم وراهم إلين يملون , كل ماشفت موضوع مو عاجبني بأرد , قل الحق ولو على نفسك , يعني يكتب قصة كلها فسوق وفجور وخرابيط الحب اللي تلعب بعقول البنات والشباب وقلنا حرية قلم لكن يكتب أخطااااااااء دينية ويدافع عنها بحمااااااااااااااااااااس , آآآآآآآآآآآآآآآخ يالقهر , قلبي يحترق منه ..
ضحك سامر من قلبه وقال : إنت تقول إن المراقب دوبه دوبك وإنت دوبك دوب هالعضو ..
: لا هو زااااااااااااايد حاله , عنده قلم قوي وجرئ يدخلك في عمق الكتابة لكنه يااااااحسافة يدس السم في العسل ..
شاف نافذة طلعت له ..
$ أحلى فراولة $ : حبيب قلبي ..
ابتسم وفتح النافذة وكتب : هلا والله ..
وهو يسأل عدنان : اش قلت لي اسمه ؟؟ ..
جاوبه عدنان وهو يزفر بطفش : التقاء الساكنين ..
عقد حواجبه واعتدل في جلسته وهو يقول : إيـــــــش ؟؟ واش معناه التقاء الساكنين , أفتكر قيد مر علي في مرحلة دراسية ..
وضحك لمن قال عدنان : إنننننننننسى , هذا شي ما تفهمونه إنتم قوم yes , no , بعيد عن مجالك بعد الشمس عن الأرض ...
$ أحلى فراولة $ : هلا حبي , هلا قلبي , والله واحشني يا أصيل ..
قال وهو يكتب كلماته بسرعة : و إنت من فضاوتك تقعد تقرأ قصص ..
: مشكلتي ما أقرأ إلا له, كتاباته أدبية لغتها قمــة في الرقي , الله يهديه ويهدينا أجمعين ..
ضغط زر الإدخال وهو يبتسم ..
% اتحادي أصيل % : هلا فيك , كيف حالك حبيبتي ؟؟
: سموووووووور , معايا ؟؟
انتبه سامر للجوال وقال : أوووو نسيتك , دخل علي ماهر ماسنجر ..
: من لقي أحبابه , يوم تخلص من عنده أعطني رنة لو لقيتني موجود , يلا سلام عليكم ..
ابتسم يوم شاف الصورة المتحركة للسمراء اللي ترسم القلب بروجها وقال : في أمان الله ..
$ أحلى فراولة $ : حبيبي اش سويت في المدرسة اليوووووووووم , عسى ما تعبت ؟؟
ضحك وكتب بسرعة ..
% اتحادي أصيل % : يا شينك يوم تقلد الحريم , عز الله عوفتني فيهم ..
$ أحلى فراولة $ : هههههههههههههه , مي راكبة ؟؟..
% اتحادي أصيل % : جنوط على حمار ..
$ أحلى فراولة $ : الله يخسك يالملعون ..
% اتحادي أصيل % : كم مرة قلنا لك لا تلعن , بعدين غير اسمك تراك جبت اللي الشبهة , بالقوة افتكيت من لسان سحور المرة اللي فاتت ..
$ أحلى فراولة $ : اش أسوي ؟؟ لزوم المسرحية اللي مسويها على واحد من الشباب ..
% اتحادي أصيل % : لا تقول سعود ..
$ أحلى فراولة $ : خخخخخخخخخ هو في غيره أبو البنات , ياحبه للحريم , والله لا أطلع الحب هذا من عينه ..
% اتحادي أصيل % : أبو طبع مايغير طبعه ..
$ أحلى فراولة $ : أحاول , المهم , كيف عملك اليوم ؟؟ ولا أقول ..
$ أحلى فراولة $ : ركب الكاميرا خليني أشوفك ..
% اتحادي أصيل % : تعرفها ..
$ أحلى فراولة $ : يا حيوان ..
% اتحادي أصيل % : نو وي ..
$ أحلى فراولة $ : ليــــــــه ؟؟
طالع سامر في الشاشة طويل قبل ما يكتب ..
% اتحادي أصيل % : تبغى الحقيقة ؟؟
% اتحادي أصيل % : مارحت الدوام اليوم ..
أرسل له صورة واحد مفجوع عيونه تخرج من مكانها , ابتسم بألم لمن شاف الصمت من جهة ماهر وأخيرا تحرك وكتب ..
% اتحادي أصيل % : وصلت لباب المدرسة ويوم شفت الطلاب تراجعت ..
$ أحلى فراولة $ : ليه كانوا ضخام ؟؟
ضحك من قلبه وكتب ..
% اتحادي أصيل % : عيال ثانوي اش تبغى أحجامهم يعني ؟؟
% اتحادي أصيل % : و ..
% اتحادي أصيل % : و رجعت بعد الطابور الصباحي ودخلت متأخر واعتذرت من المدير عن الدخول لأي حصة وجلست منزوي على كرسي مكتبي في غرفة المدرسين وأنا أحس إن الكل يصرخ فيني إنت مدمن ..
$ أحلى فراولة $ : ما حاول واحد من المدرسين إنه يكلمك ..
% اتحادي أصيل % : واحد بس , لكن يوم شاف برودي و هدوئي قرر ينسحب هو كمان بهدوء ..
$ أحلى فراولة $ : وتعترف كمان ..
طالع في صورة الولد اللي يلعب في بالون المويه ويرميه على الشاشه , زفر وكتب ..
% اتحادي أصيل % : غصب عني , ليه سنتين مبتعد عن محيط الدراسة , حسيت بإحساسي أول يوم داومت فيه قبل سنين , وكمان المدرسين اللي عندي أصغرهم عمره 36 سنة متزوج وعنده 3 عيال , يعني ويني و وينهم ..
$ أحلى فراولة $ : عادي , المهم دخلت المدرسة يا بطل , أنا فخور بك ..
% اتحادي أصيل % : لا والله !! إحلف يا شيخ , شايفني بزر عندك ..
$ أحلى فراولة $ : ههههههههههههههههههههههههههه ..
% اتحادي أصيل % : إنقلع عن وجهي وروح كلم حرمتك ..
$ أحلى فراولة $ : ##### ...
% اتحادي أصيل % : يالوصخ , فمك يبغاله غسل على قولة سلمى ..
$ أحلى فراولة $ : آآآآآآآآآآآآآآخ , ذكرني لا رجعت أروح أسلم عليها , تراني مارحت لها من فترة وإنت تعرف جدتك لو غبت عنها يوم تقول لي سنة ماشفتك ..
% اتحادي أصيل % : ههههههههههههههههههههههههههه , إنت تستاهل اللي يجيك يالقاطع ..
$ أحلى فراولة $ : اش أسوي لسفراتي ؟؟ ولا أقعد عند سلمى وهي تصرف علي وعلى النقاقة اللي ماخذها ..
% اتحادي أصيل % : محد ضربك على يدك , الكل شاااااااااااااااااارد عن بنات عمي عبد العزيز وإنت ضارب بكلام الكل عرض الحايط و رايح لعرين اللبوة وماخذ بنتها تستااااااااااااااااااااااااهل , ذووووووووق ..
$ أحلى فراولة $ : أحبها ..
قطب سامر حواجبه وطالع في الشاشة بقرف وهو يقول بقهر : اش اللي محببه في وحده بززززززززرة زي أريج , يعععععععععععع والله ماعنده ذوق ..
ورجع كتب ..
% اتحادي أصيل % : الله يسهل لكم ويجمعكم على خير ..
$ أحلى فراولة $ : مشكور , المهم أبغاك بكرة تروح المدرسة وتدخل حصصك ساااااااااااااااامع ..
استغرب سامر لمن سمع صوت جرس البيت الداخلي لكنه طنشه و كتب..
% اتحادي أصيل % : إن شاء الله , انتبه لنفسك ..
ولمن تذكر كتب ..
% اتحادي أصيل % : وصـــــــح , سامحني ظلمتك على بالي إنت اللي داخل باسمي للمنتدى لكنه طلع الأعزب المثالي ..
$ أحلى فراولة $ : يااااااااااااااااااااا بخت المظلوم بالجنة , حلالك إظلم زي ما تبغى , كللللللللللللللللللللها آخذها منك يوم القيامة ..
% اتحادي أصيل % : روح إنقلع ..
$ أحلى فراولة $ : وإنت إنقلع ..
وقفل المحادثة وتحرك خارج من الغرفة لمن سمع صوت الجرس يرن بإلحاح , استغرب إنه مافي أحد يرد على الجرس وتذكر إنه الشغاله شردت يعني إستحاله أحد يرد , فتح الباب و انصدم لمن شاف المنظر , ثلاث بنات لابسات عبايات على الكتف وطرح على أكتافهم ووراهم رجال ..
ابتسم الرجال لمن شاف ذهوله وقال : سامحني أخوي شكلي غلطان في ..
صرخ سامر بحماس : خااااااااااااالد ..
وتجاوز البنات وضمه بفرح وهو يقول : الحمد لله على السلامة , الحمد لله على السلامة ..
ابتسم خالد وقال وهو يضمه : إنت أي واحد فيهم ؟؟
ضحك سامر وقال وهو يبعد عنه ويتأمل وجهه : يعني , يعني ما تعرفني ..
ولف على البنات وطالع فيهم بتعجب وقال وهو يأشر عليهم : غيناء , غيداء , غدي ..
ضحكت أكبرهم واللي فهمت تريقته وقالت أصغرهم بصوت نحيف : آنا مو غيداء السعليه أنا غديييييييييييييي ...
ضربتها أوسطهم وقالت بعصبية : آنا سعليه يالفطساء ..
شهقت غدي وقالت بدلع وهي تأشر على أنفها بطريقة مسرحية : حد السيف هذا كللللللللله وتقولين فطساء , ودك في زيه ..
قهقه سامر وقال : يلعن أبو التكبر , بنت من وين جايبة هاللسان الطويل وإنتي توك صغيرة ..
لفت عليه وقالت وهي تعدل طرحتها : عمي أنا 7 سنين وين صغيرة ..
حط يده على جبينه وقال بتطويل : سبببببببببببببببببببببببببببع سنيييييييييييييييييييييين , أتاريك عجوز ..
رمته بنظرات حاده بنص عينها وقالت : لا تتريقك أتكلم جد ..
انبهت سامر منها و ضحك خالد وقال : الله يحفظها , لا تراعيها , والله تاكلك بقشورك ..
تقدمت غيناء أكبرهم واللي ماتجاوزت الـ 10 وسلمت عليه بخجل وهي تقول بصوت واطي : كيف حالك عمو ؟؟
سلم عليها وعلى بقيتهم وطالع لورى وقال : وين أم غيناء ؟؟
ابتسم خالد وقال : هاهااااااااو ضحكتني , تبغاها تجي هنا وتسيب أهلها وهي ماحسبت من الله توصل السعودية , من المطار قالت ماتشوف وجهي إلا في المطار وإحنا راجعين باكستان ..
ضحك وأشر له يتفضل وهو يقول : من حقها , سنة ما شافتهم ..
ولف و قال بصوت عالي : أمـــــــــــــي إلحقــــي , تعالي بسرعـــــــــــــــــــــــــة ..
قال خالد : لا تفجعها ..
طنشه سامر وقال بصوت أعلى : أمـــــــــــــــــي ..
طلت أمه من الدرج وهي تسأل بخوف : اش فيـ .....
وسكتت لمن شافته من البعيد واقف في الممر وحوله بناته , حطت يدها موضع قلبها اللي حسته يخفق من الفرحة وهي تهتف بعدم تصديق : خاااااااالد ..
و نزلت الدرج بسرعة عجيبة , تقدم خالد بسرعة أكبر وقطع الممر وطلع درجتين قبل ما يلقاها في حضنه تضمه وهي تبكي , ابتسم وضمها وهو يقول : أم خالد الله يهديك , ليش الدموع ؟؟
مرت فترة وهو يحس بإهتزاز جسمها بين ذراعينه , ضمها وهو يفكر إنه مستحيل يلقى الإنسان أحد يحبه زي أمه , سلم على راسها وهو يقول : يمه خلاص حبيبتي ..
صرخت سحر بعدم تصديق : واااااااااااااااااااااااااااا , خاااااااااااالد ...
ولفت وهي تهتف : سلافه خالد جااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
ونزلت الدرج ووقف قدامهم وقالت : يمه أعطيني فرصة أسلم ..
ابتسم لها خالد وأشر لها تسيبها كمان شوي إلين ترتاح , رفعت نفسها على أطراف أصابيع رجولها وسلمت على خده وهي تقول : وحشتناااااااا ..
ولفت على بناته وفردت يدينها وهي تقول : هلااااااااااااااا بالأميرات الثلاثة ..
وسلمت عليهم بحب وهي عارفه إنهم كعادتهم أول ما يجون , كاشين و ساكتين , نص يوم بس وتطلع كل مواهبهم الدفينة ..
: oh my god , no way !! , خااااالد ..
لفت سحر و حركت فمها بدون صوت تقلدها وهي تمثل بيدها حركات عدم التصديق , ضحكوا البنات وقال سامر بضحكه : ياكرهك للإنجليزي ..
لف خالد وقال : صح , صقر برا يبغاك في موضوع ..
ابتسم سامر وطالع في سحر بنظرة تسلية قبل مايخرج لصقر اللي سلم عليه أول ماشافه وتحمد له بسلامة خالد , طالع في سامر بحيرة وهو يقول : الله يسلمك من كل شر ..
وسكت قبل مايسأل : صقر اش به وجهك ؟؟
طالع فيه صقر بصمت للحظات طويلة بترها لمن سأل : كلمت سحر على الخطبة ؟؟
هز راسه بلا وهو يقول : لا , قلت خلي إلين يرجع أبويه من السفر , ليش ؟؟ تبغاني أكلمها دحين ؟؟
هز راسه بلا وهو يقول بهدوء عجيب : مايحتاج , انسى الموضوع تماما لأنه عمتي نجلاء تقول إنه سحر راضعة من وفاء ..
قطب حواجبه بتفكير ورجع فتح عيونه عن آخرها وهو يقول : لا تقول ..
هز صقر راسه وقال : والله , أم زوج وفاء أكدت الرضاع ..
شهق سامر وقال : بسسسسسسسس , كييييييييييييييييييييف ؟؟
هز صقر أكتافه باستسلام وهمس : علمي علمك ...
طالع فيه سامر بألم ووجع , كان وده يعرف اش يفكر فيه وهو هادي كذا ليه , لف صقر وقال : هذا اللي كنت أبغاه منك , زين اللي محد دري بالموضوع غيرنا , إنساه طيب ..
وقف مذهول يطالع في ظهر صقر وهو راجع لسيارة وحاول قد مايقدر يحرك لسانه أو يدينه لكنه ماقدر , وقف بصمت يتتبع آخر لمحات السيارة اللي غابت في أقرب منعطف على اليسار , جلس يفكر بعمق لدقائق يحاول يستوعب الموضوع وأخيرا رجع للمجلس و أول ماشاف سحر جالسة جنب خالد وهي لافه يدينها حولين ذراعه بمحبة زفر ودخل وهو يتصنع الابتسامة ...




***************************

اسير الصمت
09-08-2012, 01:38 AM
في مستشفى العسكري :

: دحين سواء في حالة كانت تاخذه وهي حامل أو في حالة تركته لازم تجيها هالأعراض , إكتئاب , دوخة , عصبية زائدة , تصورات غريبة , أفكار مبهمة , خمول , تعب وإرهاق ..
و لف على عمر اللي كان وجهه واجم وسأله : متى بالضبط صرفت لها الدواء آخر مرة ..
قال عمر وهو يفكر : على ما أعتقد قبل زواجها بيومين وكنت صارف لي روشته حق شهرين ..
قال مطلق وهو يهز راسه : فاكر , طيب كم مضى على زواجكم ؟؟
سأل سؤاله وهو يطالع في جاسم اللي قال بسرعة : شهرين وأسبوعين بالضبط ..
زفر مطلق وهو يفرك عيونه وهو يقول : الدكتورة رانيا تقول إن الحمل له ثلاث أسابيع تقريبا ..
وضغط قلمه وكتب على الورقة اللي قدامه وهو يكمل : يعني لو إنها كانت تاخذ الحبوب بانتظام هذا معناته إنه لهااااااا ...... 16 يوم بدون الحبوب والحمل مدته 21 يوم يعني كانت تاخذ الحبوب لمدة ...... 5 أيام أثناء الحمل ..
وحط القلم وقال وهو يطالع فيهم : ونقدر نقول ساعتها إن شاء الله إن الخمسة أيام ماتأثر على حملها , لكن هذا في حالة حسبنا إنها ما تركت أي حبه أو نسيتها لكن لو في حالة نسيت وحده ورجعت أخذتها في اليوم الثاني بتختلف الأيام ..
ركز نظره على جاسم وسأل : هل لاحظت عليها تغير في شخصيتها في يوم , يعني كانت فيها على غير العادة ؟؟ ..
لمن شافه مقطب يفكر , حمحم وقال وهو يركز نظره على الورق : طيب هل لاحظت عليها ..
وحمحم مرتين وكح و كمل : أي برود عاطفي في الأوقات الحميمة ؟؟..
نزل عمر راسه وقطب جاسم حواجبه بعصبية لمن تذكر لحظات زي كذا , قال مطلق يفسر له : ترى هذي كلها دلائل على عدم أخذها للحبوب فأنا أبغى أعرف إذا كانت نسيت بعض الجرعات ...
زفر جاسم وهو يقول : مرت أيام نادره كنت أشوفها فيها متضايقة وطفشانه و ...
سكت وهو يتذكر إنها كانت تحرص إنه مايشوفها إلا مبتسمة , حس بقلبه يخفق بقوة ومشاعر ألم تكتسحه ~ كانت تاخذ دوى نفسي , عمرها مابينت لي , أنا زوجها وعايش معاها في نفس البيت كيف ماعرفت , أزهار ليش دسيتي عني ؟؟ ليش ؟؟ ~
حس بأصابع باردة تقبض على يده اللي مريحها ركبته , رفع بصره وانتبه لنظرات عمر المتسائلة , لف على مطلق وقال : متى تفحصها يا دكتور ؟؟
أخفى مطلق دهشته من سؤاله وقال بهدوء : حاليا ما أظن حالتها تسمح إني أدخل عليها , قصدي أفضل إنه عمر يدخل عليها أول بما إنها طلبته ونشوف بعدها اش ممكن نسوي ..
ولف على عمر وقال : إذا دخلت عليها أبغاك تحرص أشد الحرص إنها ما تدري إن الدواء هذا يأثر على حملها و إنه له آثار جانبية على الطفل عشان ماتزيد حالة الإكتئاب اللي ممكن هي فيها الآن وكمان عشان ماتكذب في أخذ جرعات الدواء ..
قال عمر باستنكار : تكذب !!! أزهار ما تكذب ..
زفر مطلق وقال : ممكن في هالحالة إنها تكذب عشان تقنعنا إنها ماسببت ضررلجنينها...
: مستحيييييييييييل تكذب ..
قال مطلق بهدوء : عمر هي في حالتها الآن لا شعوريا حتكذب عشان نفسها , عشان ما تتلقى الملامة وعشان تخرج نفسها من عقدة الذنب وماتقعد عايشه فيها طول حياتها لو لا قدر الله صار لحملها شي ...
زفر عمر وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ابتسم مطلق بتشجيع وقال : إن شاء الله خير , أنا عند ظن عبدي بي ..



****************************



من غمضت عينها اللي بعد جهد وقفت دموعها رجعت الصور تتدافع قدام عيونها وتذكرها باللي صار , فتحتها بسرعة وقامت , حست بشي على صدرها يدفعها , انتبهت للممرضة اللي ابتسمت بحنان وهي تقول : مداااااااااد لازم في راحة ..
رجعت رمت نفسها على ورى وهي تطالع في السقف ..
دخل عمر لغرفة الطوارئ وراح للسرير اللي دلته عليه الممرضة , سحب نفس عميق ودخل وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فتحت عيونها عن آخرها وقامت من سدحتها , أول ماشافته نزلت من السرير وهي تقول بصوت متهدج : عموووووووور ..
تصنم في مكانه لمن شافها , كانت شاحبه بشكل غريب , ضمته بقوة وهي تقول : عمووووووور , وينك ؟؟ ليش تأخرت علي ؟؟
لف يدينه حولينها وضمها وهو يقول : كيف حالك دحين ؟؟ إن شاء الله أحسن ..
غمضت عيونها بقوة لمن حست بالدموع ترجع لها وهمست : الحمد لله بخير بس أبغى أروح البيت دحين ..
ولمن شافته ساكت رفعت راسها وطالعت فيه بعيون زايغة , قال بهدوء : أزهار تراني فاهم اللي تحسينه ..
تفجرت الدموع من عيونها وقالت : لا ماتدري , ماتفهم , محد يفهم اللي أحسه ..
قال بهدوء : حبيبتي أزهار ترى اللي تحسينه والأفكار الغريبة اللي تجيك مو من عقلك , هذي من تأثر الدواء اللي تاخذينه ..
بعدت عنه وطالعت فيه بنظرات غريبة , قال بهدوء : الدواء اللي تاخذينه إذا سبتيه فجأة يسبب أعراض جانبية لأن الجسم تعود عليه , يسبب دوخات , غثيان , خمول وتعب , ضيق وعدم رغبة في أشياء كثيرة , وأعراض كثيرة تخص العقل لأن الدوا أصلا مضاد للإكتئاب وجسمك كان متعود عليه لفترة طويلة ..
استعادت ذاكرتها أول مرة راودها هالشعور في ماليزيا ولمن رجعت الفندق تذكرت إنها نسيت تاخذ دواها وأخذته ومن بعدها ما حست بهالشعور , وربط عقلها الموضوع وتذكرت الأيام اللي تلتها ونسيت فيها الجرعة يرجع لها نفس هالشعور , غمضت عيونها بقوة وهي تقول : الحمد لله , الحمد لله ..
وغطت وجهها بيدينها وهي تقول : يارب لك الحمد , والله كنت بأنجن وأنا أفكر طول هالمدة اش اللي فيني ..
حزن عليها وقال : الحمد لله , بس ليش ماتكلمتي ؟؟ ليش ماقلتي ؟؟
مسحت دموعها اللي مهي راضية توقف وهي تقول : ماكنت أبغى أشغلكم ..
ابتسم وقال : الله يهديك يعني بتكلفين علينا لو تكلمتي ..
قالت بصوت مقطع من كثر البكى : مشاكلي كثيرة عشان كذا قلت مو لازم ..
تقدم منها وقال يقاطعها : غبية ..
وضمها وهو يكمل : يعني زوجك ومافيها مشكلة تدسين عنه أنا تدسين عنييييييي ؟؟ يعني مافي من أهلك إلا أنا وتدسين ..
سندت جبينها على صدره وهي تحس براحة , حضنه يختلف عن حضن جاسم , حضنه أدفأ , همست بتعب : كنت أحس بخمول وخوف غريب , أحيانا اصحى نص الليل والضيق يخنق صدري خنق وما أدري اش فيني , أقعد أدور البيت وأقرأ قرآن وأصلي والضيق هو هو مايتغير بس يخف , أحيانا أفكار غريبة تراودني لكني أنفضها وأنا بأموت من الخوف ..
ورفعت راسها وقالت : يعني الدوا هو سبب هذا كله ..
هز راسه وهو يخفي عنها خوفه من إنها أخذت الدوا أثناء حملها , مطلق شدد عليه مايثيرها بأي طريقة وإنه يبقيها هادئة قد مايقدر عشان حالتها , لازم يسألها بدون ماتحس إن الموضوع ممكن فيه شي ..
سألته بحيرة : الدكتورة تقول الدكتور مطلق برا , اش جابه هنا ؟؟
ابتسم وقال وهو يجلسها على السرير : حتى أنا استغربت طلع إنه هذي المستشفى اللي يشتغل فيها وراح للملك فهد كطبيب زائر عشان الدكتورة كانت عندها إجازة ذاك الوقت ...
سكتت لفترة بعدين سألت بهمس : جاسم برا ؟؟
: إيوه برا , تبغيني أدخــ ..
هزت راسها بلا وهي تقول بحدة : لا ..
ونزلت راسها لمن شافت نظراته المتسائلة وسألت : عرف بالدوا صح ؟؟..
حس بتوتر , خاف يكلمها في الموضوع ويأثر عليها فالتزم الصمت , طالعت فيه برجاء وقالت : عمور عرف ؟؟
هز راسه بإيوه وقال : لازم يعرف , إنتي ليش ماقلتي له ؟؟
نزلت راسها وحطت يدينها في حضنها وهمست : ماكنت أبغاه يدري إني آخذ أدويه نفسيه ..
: أزهار حبيبتي مو عيب إنك تاخذين دوى نفسي , ناس كثير ياخذون أدويه , الطب النفسي زيه زي باقي الأمراض ..
هزت راسها بلا وهي تقول : برضو , ماكنت أبغى أقول له ..
ولمن حس بإختناق صوتها قال بهدوء : طيب ارتاحي دحين و ..
سألته فجأة : الدوا أثر على الحمل ؟؟
انصعق من سؤالها المفاجئ وقال : هااااا , لا , قصدي ..
زفر وقال بصدق : ما أدري ...
التمعت عيونها وهي تقول : جاسم قال إني أثرت على النونو وإني ..
جلس جنبها وقال يقاطعها وهو يحط يده على كتفها : جاسم ماقصد هالشي ..
هزت راسها بلا وقالت بحزم : إلا قصده أصلا هو ماهمه فيني ..
طالع فيها باستغراب وهو يردد كلامها : ماهمه فيك ؟؟
غمضت عيونها بقوة تمنع دموعها وقامت من عنده لكنه رجعها وهو يقول بلطف : أزهار لازم ترتاحين ..
دفت يده و قامت ولفت عليه وصرخت بعصبية : أنا مرتاحة , إنتم بس فكوني وسيبوني لوحدي ..
وحست بالوجع لمن شافت عيونه المتسعة بصدمة من صرختها فتمالكت نفسها غصب وهي تقول : تعبت من كثر ماتقولون ارتاحي , والله تعبت ..
وزفرت وقالت : هو لو الراحة بيدي كان ارتحت وريحت اللي حولي لكنها مهي بيدي , في شي يخلـ ..ـيني غصب أ ..
سكتت وهي تتأمله بصمت , ولمن ابتسم لها بهدوء ارتجفت شفايفها لكنها رصت عليها بقوة قبل ما تهمس وهي تشوف نظراته الغريبة لها : عمور إذا هذا من تأثير الدوا علي كيف الجنين ..
وارتجفت شفايفها أكثر وهي تكمل بهمس أشد خفوتا : أنا وقفت الدوا عشانه ..
وشهقت بقوة وغطت وجهها وهي تقول بصوت متوجع : والله وقفت الدوا عشانه , كان مكتوب إنه ممنوع للمرأة الحامل وأنا وقفته , والله وقفته ..
قام وضمها وهو يقول : أزهار إنـ ..
هزت راسها بلا وهي تقول بنفس الصوت المتوجع وهي تدفه : لا تتكلم , الله يخليك لا تقول شيييييييييييييييييييي , خلوني أسمع صوتي بس ما أبغى أسمع صوت ثاني ..
بعد عنها وطالع فيها بخوف وهو يهمس : تبغيني أخرج ..
سدت أذنيها و هزت راسها بلا وهي تقول بنفس النبرة الموجعة : خليك هنا بس لا تتكلم ..
هز راسه بإيوه وهو يصرخ بداخله ~ يارب ارحم حالها , ياربي أختي ومالي غيرها وإنت أعلم , لو صار فيها شي , استغفر الله العظيم , عمر ترى لو تفتح عمل الشيطان , إن شاء الله إنها بخير , إن شاء الله إنها بخير ~
وقف في مكانه بصمت وهو يتأملها ولمن لف وجهه عنها انتبه لجزمته السوداء الجلد الباينه من تحت الستاير , صاحت شويه ورجعت مسحت دموعها وقالت : أنا وقفت الدوا من بعد شهر وأسبوع من الزواج ومن وقفته وأنا أحس نفسي غريبة , ماربطت إنه هذا بسببه أو من تأثير إني سبته , مشاعل هي اللي نبهتني إنه هالأدوية ممكن ماتنفع للحامل في حالة إني حملت ووقفتها رحت وقرأت الورقة وما فهمت منها شي إلا إنه المقبلين على الحمل لازم يستشيرون الطبيب قبل والحامل والمرضع لازم ما يتعاطون هالدواء فوقفته , ماتتخيل وقتها الأفكار اللي كانت تجيني بسبب اللي أحسه , فكرت في كل الإحتمالات اللي ممكن تكون السبب , البعد عن الله , مس , عين , سحر زي ماصار لمشاعل , كل شي خطر ببالي وكنت طول هالمدة أضغط على نفسي وأحاول أتجاهل اللي أحسه ..
واختنق صوتها وهي تكمل : تعبت , والله تعبت ..
سكت احترام لرغبتها بعدم سماع أي صوت رغم إنه كان وده يواسيها , كان يعرفها , مستحيل تشتكي لأحد إلا لمن توصل لحد الإنفجار ..
بلعت ريقها وقالت بهدوء بعد ماتنحنحت : عمر الله يخليك أبغى أروح البيت , أبغى أروح دحين ..
طالع فيها للحظات وسأل بعدها بتردد : وجاسم ؟؟
لفت وجهها وهمست : قوله إني تعبانة وأبغى أرتاح ..
انتبه لحظتها لتحرك مطلق من ورى الستارة , زفر وقال : الله يقدم اللي فيه الخير , ارتاحي انت هنا , دقايق وراجع لك ..
ولمن خرج لقي جاسم واقف في الممر ومعاه مطلق اللي ماسك ملف يقرأ فيه ويدون عليه بعض الملاحظات , أول ماخلص تدوين ملاحظاته قال : الحمد لله , شيء مطمئن إنها وقفت الأدوية قبل فترة فبكذا نستبعد حكاية التأثر على الحمل لكن ...
حك حاجبه اليمين وكمل : من نبرة صوتها ومن كلامها يبدو إنها مهي قادرة تتجاوز فقدان الدوا رغم إنه مررررر ....
طالع في الملف وكمل : أكثر من شهر على عدم تعاطيها ..
ولف عليهم وكمل بهدوء : وطبعا هذا مهو شيء مستغرب خاصة إنها كانت تتعاطاه لأكثر من 7 شهور وبنسب عاليه في البداية ..
وزفر وكمل وهو ينقل بصره بينهم : حاليا ما أقدر أوصف لها أو أعطيها أيييييي دواء , المهم الآآآآآآآآن إننا نهتم بحالتها النفسية , خاصة في أشهر الحمل الأولى , يعني أعراض الوحام مع أعراض عدم تقبل جسمها لتوقف الدواء حتكون عصيبة عليها فياليت نضغط على أنفسنا شويه ونسايسها بأي شي هي تشوفه إنه هو راحتها , يعني هي حاليا تشوف إنه راحتها في جلستها في بيت أهلها فالأفضل إنها تروح مع عمر ..
قال عبارته الأخيرة وهو يطالع في جاسم اللي رماه بنظرات باااارده قبل مايلف على عمر وهو يقول بهدوء بارد : الله يعيننا نسوي زي مايقول الدكتووووور ..
ما انتبه عمر لنظرات العداء الغريبة المتبادلة بينهم وهو يرجع للغرفة عشان يقول لأزهار تجهز نفسها ..
لبست أزهار حجابها ودخلت يدينها جوة العباية لأنها نسيت قفازاتها من كثر تعبها وتحركت مع عمر اللي حط يده بخفة ورى ظهرها كإنه يساعدها , أول ماشافته حست بكل مشاعرها تثور , لفت وجهها بعيد عنه لمن شافته يتقدم لهم ..
: أوصلكم للسيارة ..
قالها وتقدمهم بخطوات حازمة , طالعت في ظهره بحسرة و لفت على عمر وسألته : وين الدكتور مطلق ؟؟ اش قال ؟؟
ابتسم عمر وقال : الحمد لله , طمنا عليك وقال إن شاء الله الجنين ما حيكون عليه أي ضرر , يعني اتطمني المهم صحتك بس ..
ابتسمت براحة , ولمن خرجوا للمواقف لف جاسم عليهم , دنقت راسها وأشر عمر على مكان سيارته , وقف جاسم عند الباب اللي جنب السائق وفتحه لمن فتح عمر السيارة , لمن لاحظ إنها تجاهلته و ما طالعت فيه ابتسم وقال : انتبهي لنفسك ..
جلست على المقعد بصمت , صك جاسم الباب وقال يخاطب عمر بمرح وهو يتأملها : هالله هالله في حرمتي ..
ابتسم عمر لمن شافه يطالع في أزهار اللي مارفعت بصرها له ولو لجزء من الثانية وقال وهو يشغل السيارة : في عيوني إن شاء الله , انتبه لنفسك , في آمان الله ..
رفع جاسم يده مودع وتحركت السيارة مبتعدة عن المكان , طالعت أزهار في المراية الجانبية وشافته واقف يطالع في السيارة , غطت وجهها لمن بدأت الدموع ترجع لها ...


****************************


: واللـــــــه ؟؟ الله يبشرك بالخيــــــــر يارب ..
لصقت العنود في سفانة وحطت إذنها على الجوال بفضول وهي متجاهلة سحب البندري لبلوزتها عشان تجلسها , دفتها سفانة وهي تقول : فكوا الجهاز عن حسان وقدر يتنفس لوحده ..
صرخوا بحماس وكان أكثرهم حماسا ريم رغم وجعها , ضحكت سفانة لمن سمعت صوت أمها تقول من الطرف الثاني : أكيد هذا ريم ..
وقالت : أكيد طبعا , المهم متى بتوصلون عشان أتجهز ..
وصلها صوت أمها المحرج المتردد وهي تقول : أبوك عازمني على عشا بمناسبة سلامة حسان ..
ابتسمت بفرح وقالت بحماس : الله يسعدكم دووووووووووووووووم يارب , روحوا حبايبي المكان اللي يعجبكم , أقول أمي في مطعم صيني يجنن عند سوق النجار مستر وحيعجب أبويه , ولا أقول عندكم مطعم شيزان الهندي قريب منه , اختاروا اللي يعجبكم ولا ...
ضحكة أمها قطعت كلامها قبل ماتقول : شكرا يا قلبي , خلاص بنروح لواحد فيهم , بس انتي كيف بترجعين للـ ..
قاطعتها سفانة : عااااااااااااااادي أخلي العنود والبندري يوصلوني وهم راجعين البيت , أهم هنا عندي , أهم شي استمتعوا بوقتكم ..
: الله يرزقك الزوج الصالح يا بنتي ..
: الجنة الجنة , أهم شي الجنة يا أمي ..
ضحكت نورة وقالت : الله يرزقك الزوج الصالح في الدنيا والجنة معاه في الآخره , يلا في آمان الله يابنتي ..
: مع السلاااااااااامه , سلمي على أبويه ..
صكت الجوال ونطت بفرح وهي تقول : رايحين مطعم , رايحين مطعم ..
طاح الجوال من يدها من كثر ماتنطط , طالعوا فيها باستغراب وقالت البندري : اللي يشوف فرحتك يقول بتروح معاهم ..
زفرت سفانة وقالت بتأثر وهي تدنق على جوالها : هذي أول مرة بيروحون مطعم من فوق خمس سنين فراق , ياحباااااااااااايبي هم , حتى يوم تلاقوا كانوا مهمومين من اللي صار لحسان ..
وسحبت الجوال اللي نشب في الزولية اللي كلها خيوط صوف وهي تكمل : الحمد لله اللي اتطمنوا عليه وبدأوا يفكرون بنفسهم ..
ولفت بوزها لمن انقطعت تعليقتها , جلست على الأرض جنبهم وهي تحاول تحرر تعليقتها من الزولية , لحظتها تذكرت العنود اللي ناسيته , لفت على ريم وقالت بحماس : أووووووووو صـــــــــــح !! ماكملت لك كلامي , ماتتخيلين مع مين شفنا تعليقتك ؟؟
حست ريم بالرعب يملأ قلبها والمغص رجع لبطنها وهي تصرخ بداخلها ~ شفنا , شفنا , يعني مو هي بس اللي عرفت ~ حاولت تتمالك نفسها وهي تسأل بهدوء : مع مين ؟؟
طالعت فيها العنود باستغراب وهي تقول : اش فيك منتي متحمسة ؟؟
بالقوة قدرت تمسك نفسها وماتفتح عيونها عن آخرها من شدة الرعب , نقلت سفانة نظرها بينهم وهي تسأل : عن إيش تتكلمون ؟؟
قالت البندري وهي تلف عليها : فاكرة ميدالية ريم اللي بهذلتنا عليها ..
طالعت فيهم ريم بتوتر وسفانة تسأل بحيرة : أية ؟؟
قالت العنود بحماس : ذيك اللي سوتها بأسلاك النحاس ولفتها على الكريستاله و ..
قاطعتها سفانة متذكرة : آآآآآآآآآآآآآآه , اش فيها ؟؟
ابتسمت العنود وقالت : ريم ضيعتها و ماتصدقين لقيتها عند مين !!
لفت على ريم و كملت بحماس : عند رزوق ..
شهقت سفانة وقالت : رزوووووق ماغيره ..
نقلت ريم نظراتها بينهم وهي مهي عارفه اش المفروض تكون ردة فعلها وأخيرا قالت بعدم تصديق مصطنع : كذااااااابه ..
هزت العنود راسها وقالت : والله , ويوم سألته قال ليش مافي إلا ريم عندها هالتعليقة ويوم قلته إنك سويتيها بنفسك ضيع الموضوع وراح ..
وضحكت وكملت : شكله سارقها وإنت منتي دارية ...
قطبت سفانة حواجبها وقالت : متى لحق يسرقها وليش ؟؟
لمن شافتهم بيتعمقون في الموضوع قالت تنهي الموضوع : أنا فقدتها لفترة وتوقعت إنها طاحت من الجوال بدون ما أحس , المهم خليه يرجعها ليه ..
ابتسمت البندري وقالت : الحلال يرجع لأصحابه ..
ولفت العنود بوزها وقالت : أحاول , بس ما أضمن لك , رزوق عليه طلعات أحيانا ..
انفتح الباب ودخلت عهود , سلمت عليهم وجلست معاهم وهي تسأل : الله يحيكم , ماشاء الله إش سبب الزيارة الغير متوقعة هذي ...
ضحكت سفانة وقالت : اللي يسمعك يقول أول مرة نطب عليكم من دون موعد , بعدين كم ريمااااااان عندنا , هي وحده وغاليه علينا ..
ابتسمت ريم وهي تسمع لهروجهم وتأملت ابتساماتهم وضحكهم براحة , لكن الشي اللي استغربته هو البرود الغريب اللي صار يكسو علاقة أختها بالبندري رغم إنه مرت عليهم فترة مايفترقون عن بعض وطول الوقت وهم يتهامسون بمواضيع ماتنتهي , انتبهت من شرودها على صوت عهود وهي تسأل : اش أخبار العرسان ؟؟
قالت سفانة بمرح : يوم تقولين العرسان حددي , العرسان الجدد ولا اللي بيصيروووووون عرسان ..
قالت ريم بابتسامة : لا أزهار من بعد ماحملت ماعاد هي عروس , خلاص العروس دحين بندوري ...
قالت العنود باعتراض : زهره بتكون عروسة إلين تجيب النونو ..
قالت عهود : هو قصدي أخبارها ..
استغرب الكل سؤالها عن أزهار لكن العنود قالت : الحمد لله إن شاء الله زينين , آخر مرة سمعت أخبارهم فجر الجمعة يوم جابنا جاسم للبيت بعد مادرينا بالخبر ...
: يعني ما جاتكم ؟؟
: وليش تجينا يوم جمعة وزوجها وراه دوام ..
قالت بهدوء : أسأل , قلت يمكن تجي تزور الهنوف وتخرجها من صمتها وصدمتها ..
وكملت بسخرية : أخبرها خبيرة في إخراج الناس من صدماتهم ...
دق جوالها ريم اللي كان فوق سريرها ومنع البنات من التعبير عن اللي بيغون يقولونه , مدت سفانة يدها لأنها الأقرب وطالعت في الاسم وقالت مبتسمة وهي تمد الجوال لريم : واحد من الناس , اش الاسم السخيف هذا ؟؟..
حست بأعصابها مشدوده , سحبت الجوال بسرعة وأعطته مشغول وهي تقول بداخلها ~ إنت مابترسيها على بر ~ , استغربوا إنها تعطيه مشغول كل مادق , دق عليها فوق الخمس مرات , شويه طلعت نغمة ثانية , رفعت العنود جوالها وقالت بضحكه وهي ترفع الخط وتحط الجوال على إذنها : ذكرنا القط فجاء ينط , هلااااا رزوق ..
فتحت عيونها على اتساعها وقالت بصدمة : هاااااااا ..
سدت سماعة الجوال وسألت بتوتر : ريم رزوق يقول ليش ماتردين على جوالك !!
فتحت ريم عيونها على اتساعها و ماعرفت اش ترد خاصة والكل كان يطالع فيها بنظرات غريبة وأخيرا قالت بهمس : قوليله اش تبغى ..
رجعت العنود الجوال وقالت : تقولك اش تبغى ؟؟ بعدين تعااااااااااااااااال إنت ووجهك استحي قاعد تدق على جوال البنت , ترى ... هااااااااااااااا ...
غمضت عيونها وطلع صوت عبد الرزاق الحاد واضح و هو يصرخ : أعطيني إياها وانتي ساكته ..
مدت الجوال لريم وقالت : خذي يبغى يكلمك ..
كانت بتعاند وترفض لكنها خافت تشككهم زيادة فمدت يدها وأخذت الجوال وهمست : السلام عليكم ...
كان صوته حاد وهو يقول بعصبية : تو الناااااااااااااااس , مابغينا ست ريم , ترى شوفي لو حطيت في بالي أوصلك أوصلك ساااااااامعة , يوم أدق تردين ..
التزمت الصمت واكتفت بإبعاد بصرها عن البنات اللي يطالعون فيها بفضول , وصلها صوته أهدأ وهو يقول : أنا تحت , بسرعة خلي الشغالة تجيب لي شنطة عبد الإله ..
سألت بحيرة : أي شنطة ؟؟
قال بحدة : لي كم وأنا أدق على تلفون البيت وعلى الأنترفون , عبد الإله طلب من أمك تجهز أشياؤه لأنه بينام عند حسان , يبغى ثوب وبنطلون وبلوزه وملابس داخليه و اللاب توب حقه مع ملحقاته ..
همست بإحراج : إن شاء الله أخرجها دحين ..
وصلتها زفرته تبعها صمت طويل قبل ما يهمس : شربتي دواك ؟؟..
حست بنبضات قلبها تتسارع وهي تقول بتلعثم : ها , إيوه ..
: طيب يلا خلي الشغالة تطلع لي الأشياء ترى لي ساعة ملطوع عند الباب , مو انتي تنزلين , ماني متوحش أخليك تنزلين وانتي تعبانه ..
كبحت ابتسامتها اللي رغم عنها بدأت تصارع شفايفها وقالت : إن شاء الله ..
: take caer , bay bay ...
: مع السلامة ..
وصكت الجوال وقالت لعهود بهدوء مصطنع : يقول له ساعه عند الباب يدق الجرس والتلفون محد يرد , يبغى شنطة عبد الإله اللي جهزتها أمي لأنه رايح المستشفى , روحي قولي لإيمي توديها له ..
قامت عهود بعد مارمتها بنظرة غريبة ترافقها ابتسامة ملتويه , أول ماخرجت عهود سألتها العنود بحيرة : طيب عرفنا ليش داق عليك بسسسس ليش مسميته واحد من الناس ؟؟
قالت بمرح مصطنع : لأنه واحد من الناس ..
ضحكت سفانة والبندري وقطبت العنود حواجبها وهي تقول : في شي ماني فاهمته ..
قالت ريم وهي تقوم من مكانها بسرعة : ماوريناكم الصور اللي طبعتها أسماء ..
وفتحت درجها وخرجت مظروف كبير وخرجت منه الصور و سفانة تقول متذكرة : صح , جبت الصور معايا , تقولكم أسماء بعد ماتخلصون منها قطعوها , هي عندها نسخة على الجهاز ...
نسيوا الموضوع وهم يسحبون الصور اللي التقطتها لهم أسماء في زواج جاسم وأزهار , ارتاحت ريم لمن شافت انشغالهم وقالت بداخلها ~ صرت مصطنعة من أولي لآخري , رعععععععععععععب , والله تعبت , اش أسوي مع هالولد , كيف يفهم إنهم بيسبب لي المشاكل ؟؟ ياربيييييييييييييييييييي .......... شربتي دواك ؟؟ ~ سرح عقلها لمن تذكرت همسه المفاجئ و حست بخفقات قلبها تزيد كإنه توه اللي قالها , هزت راسها تبغى تبعد هالتفكير من عقلها وحاولت قد ماتقدر تركز مع البنات اللي قاموا يحشون في بعض وكل وحده تتريق على حركة الثانية ووضعيتها في الصورة ..



**************************


وقف وسط الصاله وهو ينقل بصره فيها والصمت يحسه يلف حولين رقبته ويخنقه , العاده لمن يدخل يسمع جريها قبل ماتنط عليه عشان تحضنه أو تفاجأه من ورى الباب أو واقفه قدام الباب تزين شفايفها ابتسامة محبة هادئة , صك باب الشقة بضيق وتحرك للمطبخ عشان يشرب مويه ولمن شاف الصحون المكسرة على الأرض تذكر منظرها وهي طايحة على الأرض , دنق وشال الأجزاء المتناثرة وانتبه لخيط دم بين الحطام , حط الأجزاء في حوض المغسلة وسحب منديل بلله ومسح خيط الدم ورمى المنديل في الزباله وغسل يدينه وراح صب لنفسه كاسة مويه , شربها وهو يمشي لغرفة النوم وهناك شاف بذلته العسكرية على الأرض مكان ما سابها أول مارجع من العمل , زفر ورفعها وحطها على كرسي التسريحة وهو يقول : زين اللي بكره عندي رمايه ..
فتح الدولاب وتأكد من وجود الفرهول الخاص بالرماية , كان معلق وتحته جزمته الخاصه وشرابه ~ من عرفتها وهي منظمة ~ صك الدولاب وانسدح على السرير وطالع في السقف بصمت , كان يسمع صوت تكات عقرب الثواني للساعة من شدة الهدوء , حس بالإختناق يرجع له لمن تذكر كلامها اللي ماينتهي وهي تحكيه اش كانت تسوي من راح إلين جا وهو يترجاها تسكت عشان ينام كم ساعة , انقلب على جنبه ومسك جواله اللي حطه على الطاولة وبدأ يقلب في الرسايل اللي فيه وفي الأستديو , وشويه قلب على الجهة الثانية وهو يفتح على الألعاب وبدأ في لعبة البالوت اللي مخزنها في الجوال , لعبة ولعبتين ورمى الجوال وهو يزفر بطفش , طالع في السقف مرة ثانية بصمت , قام وفتح المكيف عشان يكسر الصمت الخانق وقفل الأنوار و رجع انسدح , غمض عيونه يبغى ينام لكن صورة مطلق رجعت له بشكل غريب وخلت النوم يطير من عينه , حاول يتذكر كلام أبوه لمن كان يحكيه عن الجلسات اللي يحضرها مع أزهار بانتظام لكنه ماقدر يستعيد شي لأنه أصلا ماكان يلقي لكلام أبوه بال في ذاك الوقت , كان يهز راسه كإنه يستمع وهو عقله في وادي ثاني لأنه كان يشوف إن الإستماع لموضوع عن البنت الغريبة اللي احتلت بيته أمر سخيف وماله معنى , سحب جوال وقام كتب رسالة وأرسلها لها وطالع في شاشة الجوال بمشاعر غريبة مختلطة خلته يستعيد ذكرى ليلى ورسائلها , انتظر وانتظر لكن ماكان في أي رد , عمره ما حس بخيبة الأمل اللي حسها الآن لمن ما ترد ليلى على رسائله , كتب رساله ثانيه و أرسلها وانتظر , دقائق مرت وتحولت لربع الساعة ولا مجيب , تنهد وقام بسرعة ..




***********************



(( البيت من دونك ظلام )) ..
(( أنا رايح لبيت أهلي لأني ماني قادر أنام في البيت من دونك )) ..
غرقت الدموع عيونها وهي تقرأ رسايله للمرة الخامسة , صكت الجوال وحطته تحت مخدتها وضمت لحافها بقوة وهي تسحب نفس طويل عشان يفك شويه من الخنقة اللي تحسها , صرخت بداخلها وهي تغمض عيونها بقوة ~ لييييييييييه ؟؟ ليه لازم تعذبني كذا ؟؟ ليييييييييييه ؟؟ ياربي رحمتك , يارب انزع هالمشاعر من قلبي , يارب خليني أقوى , آآآآآآآآه يا جاسم كيف حرقت قلبي !! كنت متحملة كل المشاعر اللي أحسها وأقاومها عشانك , كنت أقول كافيه عذابه, لكن اللي شفته خلاني أنهار , كل القوة اللي كنت أتسلح بها و أحارب بها مشاعري الغريبة تلاشت , ليييييه يا جاسم ؟؟ ~
دق باب الغرفة ودخل وهو يهمس بلطف : أزهار نايمه ؟؟
غمضت عيونها بقوة والتزمت الصمت عشان يحسبها نايمه , زفر وصك الباب وراح للصالة , رمى جسده على الكنبه وهو يستغفر , مسح وجهه ولحيته وطالع في ساعة الحائط اللي تشير للـ 11 مساء , قام وفك أزرار ثوبه , وصله صوت جرس الباب , تحرك له وهو يعقد حواجبه بحيرة , فتح الباب وتصنم لمن عرفها رغم حجابها , ماتوقع إنها تجي وهو ماله نص ساعه مكلمها وشارح لها حالة أزهار ..
دنقت راسها وهمست بخجل وهي ترص على الصينية اللي شايلتها : أمي سوت هالأكل لأزهار لمن عرفت إنها جات من المستشفى ..
حس بإحراج من منظره , مسد شعره و ضم أطراف ثوبه و تحرك مبتعد عن الباب وهو يقول بهمس مخنوق : تفضلي ..
حست بأعصابها مشدوده وهي تدخل للشقة , حاولت تتذكر آخر مرة شافته فيها و زاد إحراجها لمن تذكرت إنه زواجهم تحدد , حطت الصينية على طاولة المدخل , أشر لها على غرفة أزهار وقال : تلقينها جوة حاطه نفسها نايمه و ..
سكت غصب عنه لمن نزلت غطاها , تأمل وجهها الخالي إلا من ملمع بسيط على شفايفها , ابتسم وهمس : وحشتيني ..
رفعت نظراتها المصدومة فلف وجهه بسرعة وحمحم بإحراج وهو يقول : روحيلها , أسيبكم براحتكم ..
وتحرك لغرفته , لمن صك الباب غطت فمها وهي تضحك على حركته , شالت الصينية وفتحت الباب بصعوبة ودفته برجلها وهي تقول : يا دببببببببببببببب ..
حطت الصينية على الطاولة اللي جنب السرير وفتحت الأنوار وهي تقول : زهووووروووور قومي ..
جلست جنبها ودنقت عليها وسلمت على راسها وهي تقول : هذي من أمي ..
وباستها على خدها وكملت : وهذي مني ..
ولفت وجه أزهار اللي باين إنها مغمضة عيونها بقوة وأنفها الأحمر يوضح إنها كانت تصيح وسلمت على خدها الثاني وهي تقول : وهذي من جارتنا أم خلدون ..
ودنقت وهي تقول : وهذي ...
ضحكت أزهار ودفتها وهي تقول : إيش , أمة محمد موصيتك تسلمين علي ..
شاركتها الضحك وهي تقول : إيوه يابنت , كذا أزهار اللي أعرفها , قومي يا دبه وشوفي أمي اش مسويه لك أكل , متوصيه فيك تقول لازم تاكلين كثير لأنك دحين لازم تغذين اثنين ..
قامت أزهار من سريرها وطالعت في منى للحظة قبل ماتضمها وهي تقول : شكرا ..
ضمتها منى بقوة وهي تقول : لاااااااااااااااا شكر على واجب , يلا كلي ..
وشالت القصدير عن الصحون , قالت أزهار وهي تقوم : هذي يبغالها جلسة أرض ..
ضحكت منى وشالت الصينية وحطتها على الأرض وصكت الباب وجابت مخده وحطتها وقالت : طيب إجلسي فوقها ..
جلست عليها أزهار وبدأت تاكل وهي تحس شهيتها مفتوحة بشكل كبير , ابتسمت منى وهي تراقبها وبدأت تحكيها عن آخر أخبار الجيران , وأزهار تضحك على وصف منى للمناسبات اللي صارت ..
وقف عمر متردد عند باب الغرفة كان مبسوط إنه يسمع ضحك أزهار وخايف يدخل فتستحي منى كعادتها وتقعد ساكته , زفر ورجع جلس على الكنب وفتح التلفزيون رغم إنه يحس إنه بيموت ويشوف منى ..
: كيف رضيلك أبوك تجين هنا دحين ..
ابتسمت وقالت : أمي نشبت فيه , ماخلت شي ماقالته له عشان يقبل , قعدت تقوله إنك وحيده وتعبانه وماعندك أحد وطبعا مانسيت تمدح عمور وإنه طيب ووووو من هذا الكلام وأخيرا وافق ..
طالعت فيها أزهار بابتسامة ملتويه وقالت بصوت خفيض : وطبعا الربحان من وضعي هو ست منى , ماحسبت , حطت نفسها ماتبغى تروح وإنها منحرجة وهي ودها تطير عند بعض ناس ..
ضحكت منى بحرج وقالت باعتراض : لا , هو , لا ..
ورجعت ضربتها وهي تقول بتريقة : محد عارفني غيرك ..
قهقهت أزهار من قلبها وهي تقول : الله يعينك يا عمووووووور على ماابتلاك ربي ..
حطت يدها على قلبها وقالت بطريقة مسرحية : ويييييي أخيرا ارتحت بعد ماشفته ..
قالت أزهار : صدقيني هو اللي ارتاح , مسوين عليه حظر تجوال الفترة الأخيرة ..
لمن تذكرت منى كلمته اللي انطلقت بعفوية حست بخجل فضيع , دنقت راسها ولعبت بطرحتها وهي تقول : لازم , مابقي شي على الزواج , بعدين عشان دراستي وغيره ..
ابتسمت أزهار وقالت : الله يجمعكم على خير في أقرب وقت ..
طالعت فيها منى بخجل وهمست بصدق : إن شاء الله أقدر أسعده و أعوضه ..
ابتسمت أزهار براحة وقالت : إن شاء الله هو كمان يسعدك ..
قامت وقالت بمرح : لازم أروح قبل مايجي أبويه ويخرجني مع شعري ..
ضحكت أزهار وقالت وهي بتقوم : جزاك الله خير و ..
جلستها منى وقالت : أعرف طريقي , ارتاحي وانتبهي لنفسك , بكرة أول ما تصحين من النوم رني عليه عشان أجيك ومعايا الفطور , خلينا نستعيد أيام الهياته ..
طالعت فيها أزهار بحيرة وسألتها : ليش ماعندك كلية بكرة ؟؟
ابتسمت وقالت : اش فيك نسيتي يابنت !! إحنا مانداوم إلا بعد البزران بأسبوع ..
قالت متذكره : آآآآآآآآه الإجازة اللي فرضناها من روسنا , إفتكرتها ..
ضحكت منى وهي تتحرك خارجه وهي تقول : زين اللي افتكرتيها , يلا مع السلامة ..
وخرجت وصكت الباب بهدوء وهي تطالع في الصالة بحيرة ~ ماااااااااااااالت عليك , ليه ماخرج من غرفته إلى الآن , لايكون راح ناااااام , أففففففففف , خجله بيذبحنييييييييييي , لو كان واحد ثاني كان ماحسب تجيه فرصة ~ تحركت وهي تعدل طرحتها وهي تهمس بغيض : الدب ماشفته زين ..
وتحركت في الممر وهي تفكر إنها كانت قلقانه عليه بسبب نبرة صوته اللي وضحت لها خوفه على أزهار , كان ودها تطمنه وجها لوجه , حست باختناق ورجع راسها على ورى لمن انشدت طرحتها , تأوهت وهي تمسك رقبتها وتلف على ورى بتشوف الشي اللي نشبت فيه طرحتها , فتحت عيونها على آخرها , طالع عمر فيها وطالع في أصابيعه الماسكه طرف طرحتها , سابها بسرعة وقال بحرج : ناديتك ما سمعتيني ..
مسكت ضحكتها على حركته عشان ماتحرجه أكثر والتزمت الصمت وهي تعدل طرحتها , ابتسم وقال وهو يطالع في الأرض : عسى ماعورتك ..
~ خليتني أباغم زي الغنمه المذبوحه وتقول عسى ماعورتك ~ مسكت ابتسامتها وقالت بصوت مخنوق مصطنع : أحس نفسي مختنق ..
رفع راسه وطالع فيها بخوف وسأل : مخنوقه ؟؟..
مسكت ضحكتها وهي تقول بداخلها ~ سامحني , هالطريقة هي الوحيدة اللي كانت حتخليك تطالع فيني ~ حطت يدها على رقبتها وهمست : لا دحين أحسن بس أحس كإن الطرحة لسه خانقتني ..
تقدم منها وقال بقلق وهو ناسي خجله : يمكن أثرها بس , أشوف ..
~ تشوووووووووف , تشوف إيه ؟؟ ~ حست بالخجل لمن شافت إنها تمادت في لعبة هي مهي قدها , تنحنحت وقالت وهي تدنق راسها وتحكم لف طرحتها : هاااااا , لا خلاص , دحين أحسن ..
توقف مكانه لمن شاف خدودها بدأت تحمر , ابتسم بمحبة وقال بأسف : سامحيني على الدفاشة ..
~ ياربيييييييي حسسته بالذنب ~ هزت راسها وقالت بلا تفكير وهي تمسك طرف الطرحة : لاااا , كنت أتدلـ ..
وسكتت لمن انتبهت لغلطتها , طالعت فيه برعب و طالع فيها بصدمة قبل ما يضحك من قلبه ضحكة لأول مرة تسمعها , تمنت لو الأرض تنشق وتبلعها لحظتها , غطت وجهها بطرف الطرحة وعدلت عبايتها على الراس وتحركت وهي تهمس : مع السلامه ..
مسك يدها اليمين يمنعها من الخروج فلفت عليه , دنق عليها و سلم على خدها وهمس : الله يخليك لي يارب ..
بعدت عنه بحرج وحمدت ربها إنه الغطى مو موضح تعابير وجهها المتغيرة وأنفاسها المقطوعة ولا كان ماتت من كثر الخجل , تحركت بسرعة وفتحت الباب وخرجت ولحظتها استغرب من الجرأة اللي طاحت عليه فجأة , حمحم بخجل وتحرك وراها , وهي تضغط جرس شقتهم حست بوجوده , فتح لها كمال الباب وسأل بصدمة : إنتي من وين جاااااااااايه ؟؟
طنشته ودخلت بسرعة , انتبه لحظتها لعمر الواقف عند باب شقته , قال : آهاااااااااا , كانت عندك ..
تجاهل عمر لهجته الغريبة و أشر على راسه بتحيه وهو يقول : سلم على عمي وعمتي وقولهم جزاكم الله خير ..
طالع فيه كمال بنظرات تسليه وسأل وهو يغمز له بعين : جزاهم الله خير على إيييييييييييييييييه ؟؟
حس عمر بخجل فضيع داراه وهو يقول بعصبية مصطنعة : أقول أدخل أشرب لك كاسة حليب قبل ماتنام , عيال آخر زمن ..
ودخل الشقة وصك الباب وهو مغتاض من ضحك كمال اللي قال بكل هدوء : ليه مستحي حلالك ..
تحرك لغرفة أزهار وهو يقول : حشى مافي براءة في أطفال هالزمن , أنا أتنافض من الخجل وهو يقولها كإنه يناقش فلم كرتون ..



*********************



.............. يتبع ..


يوم الأحد 17 / 8 / 1427 هـ :
الساعة 6.30 الصباح :

وقف بعد ماركن سيارته وسحب نفس عميييييييييييييييق وتحرك بخطوات متردد , أول ماوصل عند البوابه اللي واقفين عندها مجموعات متحلقه من الشباب , اللي شايل شنطة على الكتف واللي حاط الكتب داخل سجادة مثبتها فوق راسه واللي من دون شنطة , ومجموعة واقفه بعيد والدخان الأبيض الصادر من بينهم يوضح إنهم قاعدين يدخنون خارج أسوار المدرسة حث خطواته وخلاها ثابته , قال بصوت جهوري وهو يبتسم : السلام عليكم ..
ردوا عليه بعضهم السلام والكل يتفحصه بنظرات تباينت مابين الحاده والمتفحصة بفضول و البارده والغير مهتمة , تعداهم بخطوات قوية ودخل المدرسة وهو يسلم على كل من يمر عليه , ولمن دخل مبنى المدرسة راح لغرفة الوكيل , سلم عليه وهو يوقع في دفتر الحضور , دون وقت حضوره وراح لغرفة المدرسين , وقبل مايدخلها دخل الحمام الخاص بهم , أول ماصك الباب استند عليه وزفر بقوة وهو يطالع في السقف , مسح جبينه اللي بدأ يندي وتحرك للمرايه , حط شنطته فوق المغسلة وعدل شماغه وهو يقول : قطعت ربع المشوار يا سامر , رببببببببببع المشوار ..
سحب نفس عميق وشال شنطته وخرج , دخل غرفة المعلمين وقال بابتسامة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , كيف صباحكم يا شباب ؟؟ ..
ردوا السلام وهم يطالعون فيه بتساؤل , حمحم وقال : معليش على عدم تفاعلي معاكم أمس , تعرفون الواحد توه منقول و ...
عفوه من بقية الكلام وهم يرحبون فيه بحفاوة , ابتسم وهو يقول بداخله ~ ربع المشوار الثاني , باقي نصه بس ~ , جلس على مكتبه رتبه وجهز أوراقه إلين رن الجرس يعلن بدأ الطابور الصباحي , سحب نفس عميق وتحرك بعد ماخرج الأساتذة , مشي وراهم وهو يسحب أنفاس ويخرجها من فمه عشان يخفف توتر , أول مانزل الدرجات وشاف الشباب اللي وقفوا بملل على شكل طوابير كسى وجهه بهدوء مصطنع ووقف مع بقية الأساتذة عشان يستمعون للسلام الملكي والإذاعة المدرسية , كان مركز بصره على الطلبة اللي يؤدون الإذاعة باهتمام وهو متجاهل نظرات بقية الطلاب اللي حسها تخترق وجهه , ولمن رفع يده بيلمس ندبته انتبه في اللحظة الأخيرة وحولها لشماغه رغم إنه عارف إنه مايحتاج تعديل , عدله بخفه ونزل يده وعقد يدينه على صدره , ولمن انتهت الإذاعة لف بصره على الطلاب وانصدم لمن شاف الكل بلا استثناء مثبت نظره عليه , ابتسم لهم بهدوء وتحرك لنهاية الطوابير لمن بدأ كل مدرس يتقدم الطابور المسؤول عنه في الحصة الأولى ..
: شغلت الكل , أول مرة يكونون هاديين كذا ..
لف سامر على المرشد الطلابي اللي أعطاه نصائح مفيدة بالأمس وهو اللي توسط له عند المدير عشان مايدخل حصصه وقال بابتسامة : الله يعين , جزاك الله خير على أمس ..
ابتسم المرشد وقال : ولو , مين أول فصل بتدخله إن شاء الله ..
: الحصة الثانية , أولى / ج ..
ابتسم وقال بتشيجع : المهم ركز على اثنين , بدر وهيثم , لو قدرت توصلهم توصل للفصل كله , تراهم متزعمينهم ومسوين فيها عناترة زمانهم , وركز على بدر ..
قال سامر بامتنان : الله يجزيك عني خير الجزاء يا أستاذ يوسف ..
حط يده على كتف سامر وشد عليها بقوة وقال : روح ريح وراجع درسك قبل ماتدخل عند الطلاب ..
هز راسه وقال : إن شاء الله ..
وتحرك مع بقية الأساتذه اللي ماعندهم حصة أولى ورفع جواله اللي كان يهتز داخل جيبه , رفع الجوال وفتح الرسالة وابتسم لمن شاف إنها منها ..
(( صباح الخيييييييييير يا قرصان سامر , قصدي يا أستاذ سامر , ليه ما أخذت مومو معاك عشان تقص رقبته قدام الطلاب عشان يخافون منك , أوووووو لا تدري عني المريخية والله تقتلني , المهم انتبه لنفسك وشد حيلك بس مو مرة عشان ما ينقطع خخخخخخ , بالتوفيق حبيبي ))
فتح رسالتها اللي وصلته صباح الأمس ..
(( جوووود مورنينغ مستر سامر , آي هوب يو آر فاين ناو , أقول سمورو لاتضحك , ما أعرف إنجليزي ولا كان كتبت لك بالإنجليزي , إحمد ربك اللي كتبتها عربي وأنا فاهمة معناها , تراني قعدت ساعة أترجا الدب المريخيه عشان تقولي اش معني أتمنى إنك بخير بالإنجليزي ويكون في علمك تأففت فوق العشر مرات وهي تنقلني , المهم انتبه لنفسك وخليك أســــــــــــد , جووووود لاك , مع السلامة وبالتوفيق يا عسل ))
ما غلط يوم سماها الحنونه , صك الجوال ورجعه لجيبه وهو يتذكر كلام صقر , حس بحسرة غريبة , تمنى من قلبه لو صقر ياخذ سحر لكن قدر الله , كيف حتتقبل سحر موضوع الرضاع , واش حتكون ردة فعل الكل لمن يصرح عمه بهالموضوع , نفض هذا كله وهو يجلس على مكتبه ويفتح كتابه عشان يراجع الدرس ...



*****************************


طالع أحمد بحيرة في البذلة الكاملة المخصصة للرماية والمعلقه في الشماعه , وطلع للدور العلوي , لقي البندري جالسه ومعاها كتاب الأذكار , ابتسم وقال بتحبب : ماشاء الله هالأيام صرت أشوفك كثير , هذا كله عشان بتروحين عنا يعني ..
رفعت البندري راسها وابتسمت وهي تقول : شفت كيف , أبغاكم تفتقدوني ..
زفر وجلس جنبها وهو يقول : إحنا بنفتقدك من غير شي يابنتي ..
وحط يده على شعرها المغطى بشرشف الصلاة , ابتسمت له وقالت : بس إن شاء الله أكلمكم دايما وماتحسون إنكم إفتقدتوني , بعدين عندنا الماسنجر , نشغل الكاميرا وأكلمكم كإني قاعدة وسطكم ..
شرشف صلاتها الملفوف حولين وجهها خلاها تبان أصغر بكثير من عمرها , بعد يده عن راسها وطالع فيها بألم وهو يقول : سامحيني يابنتي ..
انصدمت البندري من كلمته فسألت بتوتر : على إيه يا أبويه ..
قال بخجل : والله ماكنت موافق على عبد الرحمن , خاصة بعد ماتضارب هو وعمك وخلاه يدخل المستشفى , لحظتها قررت إني أفسخ الخطبة لكن أخوانك وقفوا في وجهي وقالوا كلام كثير اقتنعت فيه مؤقتا لكن كل فترة يجيني شعور بالذنب , أحس نفسي رميتك عليه وهو ..
~ آآآآآآآآآآآآه يا أبويه , منته داري بالحقيقة ~ حطت يدها على يده وقالت بتأكيد : أبويه عشان تتطمن أبغى أقولك أشياء , أولها أنا لو ما أبغى عبدالرحمن كان رفضته , هو ولد عمي وماله غيري ومالي غيره , أنا عارفه إنه عبدالرحمن أخلاقه شويه لكن صدقني الولد ماله إلا بنت عمه هي اللي بتتحمله وبتحاول تصلحه , يعني إذا أنا بنت عمه رفضته من يقبل به , وعمي صالح اش بيكون شعوره , ثانيا لا تنسى إنه الكل يقول إنه تغير من بعد ما وجع عمي صح ولا لا ؟؟ أهم شي عرف غلطه و استسمح من أبوه وأمه ووعدهم إنه يتغير , و صار يجلس عندهم كثير وانتهى سوء التفاهم اللي بينهم والحمد لله , فليش شاغل بالك إلى الآن ؟؟ ..
طالع فيها وسألها برجاء : متأكدة إنك تبغينه ؟؟ ترى ممكن أقول لعمك إنك ماتبغين عشان أمريكا صعب تعيشين فيها 3 سنين و دراستك ..
~ ياليييييييييييييييت , يالييييييييييييييييييييت , لكن غصب عني آخذه , مين بياخذني بعد الفضيحة اللي سويتها , أنا اللي رميت نفسي تحت أقدامه من البداية وحأظل تحت أقدامه للأبد يا أبويه ~ هزت راسها وقالت بحزم وهي تبتسم : متأكدة , ودراستي بأكملها هناك , وصدقني اللغة اللي بأكتسبها إن شاء الله بتساعدني في قسمي أكثر , لا تشيل هم حبيبي ..
زفر وقال : الله يقدم اللي فيه الخير , والله إني أدعيلك وأدعي لأخواتك دايما ..
ابتسمت بمحبة وضمته وهي تصرخ بداخلها ~ ويني عنك كل هالسنين ؟؟ ويني عن كل هالحب , كل هالحناااااااااان , ليه توني اللي حسيت فيه ؟؟ ليه دورته عند إنسان ثاني , يا حبيبي يا أبويه ~ حست بيدينه حولينها تضمها بلطف , زاد اختناقها وهي تصرخ ~ سامحني يا أبويه , ماتدري باللي سويته , خايف علي من عبد الرحمن وإنت ماتدري إني زيه , بعت نفسي برخيص , كان ثمن شرفي شوية كلام معسول ورسايل وهدايا , سامحني يا أبويه ~ , بعد عنها أبوها وسأل : صـــح , ليه بذلة أخوك حقت الرماية معلقه على الشماعة ؟؟
: بذلة أخويه ؟؟
: جاسم ..
قطبت حواجبها بتفكير وقالت : ما أدري ..
ولمن شافت أمها خارجه من الغرفة سألت : أمي بذلة جاسم حقت الرمايه ليش معلقه تحت ؟؟
: بذلة جاااسم !!!! ما أدري ..
وصلهم صوت عبد الرزاق المستنكر وهو يصرخ : maaaaaaaaaaaaam what is he doing in my roooooom???
سألت هدى بضيق وهي تفكر ببذلة جاسم : هذا اش قاعد يقول ؟؟
طل عليهم عبد الرزاق من الدرج وقال : حضرة النقيب محتل سريري ليه ؟؟ ماعنده بيت ينام فيه ؟؟
طالعوا فيه بصدمة وسألت هدى : جاسم نايم هناااااااااااا ؟؟ في غرفتك !!!
قال بطفش : لا في جيبي , إنزلي شوفيه نايم على سريري ..
قال أحمد بحزم : هيييييييي تراك تكلم أمك مو واحد من أصحابك ..
حك عبد الرزاق شعره وقال : أنا جاي طفشااااااااان وتعباااااااااااااااان أبغى أنام فألقى السرير محتل , ليه مانام في غرفته لو حرمته طاردته من البيت ..
نزلت هدى لتحت وقالت البندري : حاجة غريبة ما ...
قال بخشونة يقاطعها : صكي حلقك محد طلب رأيك ..
قام أحمد وقال : ولـــد , مين سمح لك تخاطب أختك بهالطريقة , حتى لو هي أصغر منك تحترمها ..
حست البندري برعب إنها بتسبب مشكلة بين أبوها وأخوها , فقالت : لا أبويه ..
قاطع أحمد كلامها وهو يقول لعبد الرزاق بعصبية : جاي طفشان وتعبان من كثر السهر مع الناكسين اللي زيك وتحط حرتك في أمك وأختك , اش قالت أختك عشان تسكتها بهالطريقة , ويكون في علمك معاملتك لها تراها مهي عاجبتني هاليومين ..
حست برعب وتخيلت لو يفضح عبد الرزاق كل شي في لحظة غضب فقالت بهدوء : أبويه عادي , متعودين على عبدالرزاق , الله يخليك مايحتاج هذا كله ..
رماها عبد الرزاق بنظره شذره وتحرك نازل , زفر أحمد وقال : ياإن هالولد مطلع لي نخل في راسي , ساعات يازينه وساعات ...
زفر بضيق وقال بحسرة : ما أقول إلا الله يهديه ويصلحه , الله يهديك يا عبد الرزاق ..
جلسته وجلست جنبه وهي تحمد ربها إنه ماتهور عبدالرزاق وطلع كل شي , انفتح باب غرفة نومها وطلعت منه العنود وهي تفرك عيونها بيد وباليد الثانية تحك شعرها وهي تقول : اش فيه ؟؟ اش عندكم من فجر الله خير ؟؟
قالت البندري : روحي إلحقي صلي الفجر قبل الإشراق وتعالي نحكيك ..
طالعت في ساعتها وشهقت وهي تقول : باقي 7 دقايق ..
وجريت راجعة للغرفة وهي تقول : ليه ماصحيتونيييييييييييييييييييييييي ؟؟
ضحك أحمد لمن قالت البندري : تكسرت يدي من كثر ما أصحيها ..
لف عليها وسألها : إلا وين الهنوف ؟؟ من زمان ماشفتها ..
زفرت وقالت : معتزلة في غرفتها , حتى أمس مارضيت تروح معانا لريم ..
قام وقال : أروح أشوفها ...
وقفت هدى عند راس السرير وطالعت بحيرة في جاسم الغارق في النوم , مدت يدها وهزته من كتفه بهدوء وهي تهمس : جاسم , أبويه جاسم ..
قال عبد الرزاق بتريقة : أمي قاعدة تهدنين عليه عشان ينام ..
ومد يده وضرب جاسم بكل قوته وهو يكمل بصوت عالي : هييييييييييي , قوم عن سريري ..
بعدت أمه يده وهي تقول : بشويش عليه لا تفجعه , مو زين الواحد يصحى على فجعه ..
: أمي تعبااااااااان , خليه يقوم , جاسم يالـ ### ..
ضربته أمه على كتفه وهي تقول : استح على وجهك تقول هالألفاظ قدامي ..
قام جاسم على مناقشتهم وطالع فيهم بعدم استيعاب , ولمن تذكر قام بسرعة وهو يسأل : الساعه كم ؟؟
قالت أمه : سبعة إلا ربع , إنت ليش هنا ؟؟
ضرب جهته وهو يقول : لا صليت ولا لبست , ياربيييييييييييييي كمان اليوم بأوصل متأخر ..
وفتح عيونه بصدمة لمن تذكر ونط من السرير منطلق للحمام وهو يهتف : عندي رماااااااااااااااايه , الباصات حتمشي من دوني ..
زفرت هدى وقالت : برضو ماقال لي هو ليش هنا , وحرمته وين ..
انسدح عبد الرزاق على بطنه بملابسه من دون ماينزع الجزمة وهو يتنهد براحة , ضم المخده وغمض عيونه بتعب , دنقت هدى وفكت حبال الجزمة وحطتها عند طرف السرير وهو تقول : الله يصلحكم يارب ..
فتح عيونه لكنه ماالتفت لها وثبت نظره على صورته وهو صغير المحطوطة على الطاولة , سمع صوت خطواتها الهادئة المختلطة بحفيف ثوبها تبتعد , انقلب على ظهره وطالع فيها وهي تخرج من غرفته وصوت غريب يصرخ بداخله ~ بكرة حتروح , بكرة حتفارقهم ~ سكًت الصوت وهو يقول بداخله ~ أحسن أنا ودي أفارقهم , خليني أتنفس شويه بدل الكتمه والخنقه والحصار اللي أنا قاعد فيه هنا ~ غمض عيونه بقوة وفتحها لمن انفتح باب حمامه بقوة مفاجئة وخرج منه جاسم بنفس السرعة اللي نط فيها وهو يقول : مشكور على الغرفة ..
صرخ عبد الرزاق وهو يطالع فيه وهو يقف الباب : لا عاد تعيدها مرة ثانية سااااااااامع !!
وزفر وانقلب على بطنه ودفن وجهه في المخده وهو يقول مخاطب الصوت اللي رجع له : خلاااااااااااص ..
سلم تسليمة الفراغ من الصلاة وشافها واقفه قريب منه وماسكه ساندوتش وكباية شاهي , قام وتناوله منها وهو يقول : مشكور يمه ..
شاف نظراتها القلقة وهي تقول : ترى أنا ما أبغى أتدخل ..
و شاف ساعة الحائط اللي دلته على تأخيره لكنه طنشها , أمه أهم من عمله ,
قاطعها بهدوء : ما فيها تدخل أبد , الموضوع ومافيه إنه أزهار تعبت أمس ووديتها المستشفى فقال الدكتور لازم ترتاح في بيت أهلها شويه عشان نفسيتها تعبانه ..
: تعبانة من إيه ؟؟
وابتسم وقال : سوينا فحوصات وطلعت حامل ..
صرخت أمه صرخة فرحة قبل ماتضمه وهي تقول : مبروووووووووك , مبروووووووك يا ولدي , والله فرحانة لكم من قلبي ..
بعد الكباية اللي ماسكها عشان ماتكب على أمه اللي اندفعت له فجأة وضحك وهو يقول : لهالدرجة فرحانة ..
بعدت عنه وقالت بلهفة : كيف ما أفرح , ما أعز من الولد إلا ولد الولد ..
حس براحة وهو يشوف ابتسامتها , عشقه إنه يكون سبب لهالابتسامة , قالت لمن انتبهت للوقت : روح الله يرضى عليك إلحق شغلك بس لاتسرع ها ..
سلم على راسها وقال : علمي أبويه تراني ماقلت له ..
وحشر الساندوتش في فمه ولوح لها وهو خارج , طالعت فيه بفرحة وتحركت لغرفة عبدالرزاق الأقرب لها ودقت الباب وفتحته وهي تقول بحماس : أزهار حامل ..
لف عليها وطالع فيها بحواجب معقدة وهو يسأل ببرود : so what !!
ولمن شاف عدم الفهم على أمه قال بطفش : ويعني ؟؟
زمت شفايفها بضيق وقالت : نام نام ..
وصكت الباب وهي تزفر ولمن تذكرت أحمد طلعت الدرج وهي تحس نفسها خفيفة ونشيطة على غير العادة , سمعت صوته جاي من غرفة الهنوف , دخلتها بفرح وشافت الهنوف جالسة على السرير بين أخواتها اللي جالسات معاها فوقه وأحمد جالس على كرسي مجاوره لسريرها , قالت بحماس : أزهار حامل , توه جاسم خبرني ..
ابتسموا البنات وقال أحمد بفرح : بالله , الله يبشرك بالجنة , على البركة , على البركة ..
وصرخت العنود براحة : الحمد لله , الحمد لله , أخيرا عرفتم , والله عاااااااااااانيت خلال هاليومين من كثر ما أنا بالقوووووووووووة ماسكة لساني , الكلمة توصل هنا هنا ..
وقرنت كلامها وهي تمد لسانها وتأشرعلى طرفه وكملت : مت وحيت هاليومين ..
ضحكوا عليها وقالت البندري بتريقة : لازم تموتين وتحين عندك خبر ومنتي قادرة تقولينه ..
قالت العنود : كله من جسوم , قال أنا أعلم , وكل ما اتصل أقول أخيييييييرا بيعلم وأرتاح ويطلع موضوع ثاني ..
ضحك أبوها وقال : الله يعينك على نفسك ..
وطالع فيها بتحبب وهو يقول : ويعين عدنان عليك ..
سيطرت على انفعلاتها وكست وجهها بهدوء وهي تقول بدلع : يحمد ربــــه اللي ماخذ العنووووووووود بنت أحمد , يجيله أصلا يلقى وحده زيي ..
وقالت البندري تأكد : يبوس يده وجه وقفا ..
حمحمت العنود بفخر وسلمت على خد البندري و هي تقول : وييييييييي مشكورة ياقلبي ...
تقدمت هدى منهم و هي تقول : مين يشهد للعروس ؟؟
قال أحمد وهو يحاول يحسب : متى تطلع النتيجة !! ..
سيطرت على انفعلاتها للمرة الثانية وهي تقول : يوووو يا أبويه مستعجل على إيه , بدري , بدري ..
: نتطمن بس ..
: اللي فيه الخير بيقدمه ربي ..
ابتسم وقال وهو يقوم : صادقة , يلا أنا أقوم أجهز نفسي للعمل أروح أوقع واستأذن وأجيك ...
قالت الهنوف باعتراض : مايحتاج تكلف على نفسـ ..
قاطعها : لا كلافة ولا شي ..
ولف على هدى وتحرك خارج معاها وهو يقول : بأستئذن عشان أوديها غصب عنها لزيارة حسان , أمس يقولون شالوا عنه الجهاز فقلت أحسن تروح تزوره في الصباح عشان ماتنحرج من وجود أهله في العصر ..
قالت : الله يقويك يارب ..
: إلا ماقلك جاسم هو ليش نايم هنا , ووين أزهار عنه ؟؟
وبعدت أصواتهم و هدى تجاوبه : يقول أمس سووا الفحوصات وراحت أزهار تنام عند أخوها عشان نفسيتها شويه تعبانة , أكيد من الوحام ..
نطت العنود من السرير ومسكت بطنها وهي تقول : مغغغغغغغغغغغغغغغغغص , وييييييي بغيت أموت من كثر المغص ..
قهقت البندري وضحكت الهنوف لأول مرة من درت بالحادث وقالت : وحاطه نفسك قوية على إيه , طلعتي خيخه ..
قالت باعتراض : أنا قويه بس اسمه يجيب لي المغص ..
زاد ضحك البندري وهي تقول : على كذا ماصرتي قويه ..
قالت وهي تطالع فيها بنص عين : نشووووووووووفك يوم جوازك اش تسوين , بتطلعين خيخه زيي وقولي ماقالتها عنيد ..
اختفت ضحكتها يوم طرت العنود الزواج لكنها حاولت قدامهم تبين نفسها عادية وهي تقول : طيب نشوف ..
قالت الهنوف تعقب على كلامها : إذا أحيانا ربي ..
لفوا عليها وهم يقولون : إن شاء الله ..
وكملت العنود وهي تحط يدها موضع قلبها : يوووووووو بعض نااااااااس رايحين يشوفون حبيب القلب مازولا ..
نزلت الهنوف راسها وهمست : عشان أبويه بس ..
رفعت حواجبها وقالت : عشان أبويه بسسسسسسس , عيني في عينك ..
ضربتها البندري وسحبتها برا الغرفة وهي تقول : سيبي البنت في حالها ..



***************************


ابتسمت وهي تلحس بطرف لسانها الدم اللي تسلل من بين شفايفها ..
: لا تبتسمين يعلك المووووووووووت ..
مسحت فمها بقفا يدها وكتمت ابتسامتها وهي تقول : إنت تامر آمر ..
ماوصلت لحرف الراء الأخير إلا وصفعة جديدة تهوي نفس الخد ~ يعلللللللللل يدك الكسر , يارب تموت ويصلون عليك اليوم الظهر ~ ..
: لا تطالعين فيني كذاااااااااا , رخي نظرك ..
ركزت نظرها عليه بعناد ..
: نزززززززلي عينك ..
: وسام تكفين نزلي نظرك ..
بلعت ريقها وبعد صراع بداخلها بعدت نظرها وهي تحرك فكها اللي حسته تحرك من قوة الصفعات اللي تلقاها , طالعت في أمها الواقفة عند طرف المجلس ووراها هيام اللي تطالع في المنظر برعب , سحبت نفس وقالت بهدوء : خلصت ضربـ ...
صفعة جديدة خلتها تبلع باقي حروفها وأمها تصرخ : حراااااااااام عليك اللي تسويه , تراك شوهت البنت , خااااااااااااااف الله فيهم ..
: مااااااااااااااااالك دخل , إذا مو عاجبك إنقلعي لأهلك ..
صرخت بقهر : وأسيب بناتي تحت رحمتك , الله لا يقول ..
لمن تحرك صرخت هيام وهي تدس وجهها في ظهر أمها ورغم الجبيرة اللي في يدها تحركت وسام وصرخت وهي تمسكه من كمه باليد السليمة : هيييييييييي حدك , والله لا أكسر يدك لو مديتها ..
لف عليها وهو يصرخ : إنت قد هالكلمة يالـ ###### ..
لمن شمت أنفاسه الكريه تراجعت بسرعة تتفادى ضربته الجديده , كانت تعرفه لمن يرجع من سهرته اللي تمتد لتباشير الصباح لازم يكون مزاجه حاد , طاح على الأرض من اختلال توازنه فتحركت وسام بسرعة قد ما تقدر وسحبت أمها وهيام و دخلتهم للمجلس الثاني و صكت الباب وقفلته بالمفتاح وهي تسمع صراخ أبوها وسبه وشتايمه اللي يشيب لها شعر الراس , زفرت براحة وتراجعت عن الباب اللي بدأ يهتز من قوة ضرباته وقالت بطفش : ويييييييييييييي , اليوم مزاجه ماااااااااااش ..
ولمن شافت نظرات أمها الكسيرة ودموع هيام ابتسمت وقالت : خير اش فيكم ؟؟
ضمتها أمها وهي تشهق من كثر البكى اللي كتمته , ابتسمت ولفت يدينها حولين أمها وهي تقول : يوووووووو يا أم وفاء , اللي يشوفك يقول أول مرة يسوي زوجها كذا ..
صاحت نجلاء وضمتها بقوة وهي تقول : والله ماتهمني نفسي قد ماتهميني يا بنتي , حراااااام اللي يسويه فيك ..
ضحكت وسام وقالت : أووو عادي ..
وصرخت بداخلها ~ هو لو على الضرب هين ~ وكملت : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..
وطالعت في هيام وأشرت لها بعيونها توقف بكى وهي تأشر بطرف خفي على أمها , مسحت هيام دموعها وقالت : طيب ماجا الوقت اللي نشتكي فيه لأحد ..
لفت عليها أمها وقالت بحزم : لااااااااااااااا ..
: أمي خلاص الوضع صار ماعاد يحتمل , الأسبوع اللي فات كاسر يد وسام , و اللي قبله عقال و اليوم مسوي في وجهها خرايط , بكرة اش بيسوي والأسبوع اللي بعده ..
نزلت راسها وقالت بحسرة : عمره ماكان كذا , أبوك مريض حاليا ولازم إحنا نكون جنبه ..
طالعت فيها وسام وضحكت بداخلها وهي تقول ~ مريض حاليا بسسسسسسسسسس , والله من سنين وهو مريض لكن ماشاء الله صبرك يهد جبااااااااااااااااااااال ~ وخرجت من أفكارها لمن لفت عليها هيام وهي تسألها : بالله انتي اش رايك يا وسام في اللي تقوله أمي ..
تلمست وسام خدها اللي حسته بدأ يورم وقالت ببرود : والله زوجها و هي حره ..
قالت هيام بعناد : أصلا وفاء المرة اللي فاتت مسكتني عشان تستجوبني على اللي قاعد يصير و ميعاد وميران شاكين كمان ..
قالت أمها بحزم : يدرون بكيفهم , المهم الشكوى ما تجي مني ..
تحركت وسام بتعب وجلست على الكنبة وسندت رجولها على الكنبة الثانية وهي تقول : يااااااارب رحمتك ..
ولفت بوزها لمن تعالت ضربات الباب بشكل أقوى وقالت : ياربييييييي اش هالإزعاج ؟؟ مو كافي راسي مصدع ..
سندته على ذراع الكنبه وقالت : لا هدت ثورته صحوني عشان أروح أنام في الغرفة ..
طالعت فيها نجلاء بألم وقالت هيام بغيض : يااااااااااااا ربي كيف هالبنت تبط الكبد , بااااااااااااااااااااارده , أمي مو معقوله اللي قاعد يصير , والله لو يدري خالي عبد الكريم ولا عبد العزيز لا غير يذبحونه ..
: أخواني آخر ناس أدخلهم في موضوع أبوك , أسكتي وفكيني من صوتك , وسام اللي تتلقى كل الضرب ما تكلمت تجين انتي تتكلمين ..
: يمه يعني أنا عاجبني اللي قاعد يصير لوسام ..
: اسكتي ومالك دخل ..
و من وسط ضربات الباب المتتالية المختلطه بجرس الباب اللي أكيد يدقه واحد من الجيران المنزعجين كعادتهم من الصجة غمضت عيونها متجاهلة الأوجاع اللي تفتك بوجهها وهي تتذكر الماضي ..
: بابا خلاص , الله يخليك خلاص ..
مارحم صوتها الطفولي المترجي وهو يلهث ويقول : شويه بس ..
: آآآآآآآآآآه يععععععععععع , ما أبغـــــى ..
صفعة تلاها صوته الخشن وهو يقول : أصصصصصصصصص ..
يدينه الخشنة وهي تتلمس مناطق حساسة من جسدها الغض ونظراته اللي تلمع ببريق مقرف والمناظر الغريبة اللي تخدش براءة عيونها الباكية هذا كله خلاها تحس بـ ..
: وسام ...
شهقت بقوة وهي تفتح عيونها على اتساعها , اليد دافيه على جبينها واللي تمسح العرق المتصبب منها وصوتها الحنون المختلط بصوت صفير غريب وهي تقول : بسم الله عليك , حبيبتي نايمه هنا ليه ؟؟
طالعت في المطبخ بحيرة وتعلق بصرها بنجلاء , صرخ صوت بداخلها ~ خلاص انسيه يا وسام , انسيه ~ قامت من الكرسي اللي جالسة عليه بتعب وقالت : نمت وأنا أستنى الكفتيرا تفور ..
ابتسمت نجلاء وقالت : مو زين تنامين وانتي قاعدة عشان رجلك ..
طالعت في رجلها وزفرت وهي تتحرك للكفتيرا , طفت النار عنها وصبتها على كباية النسكافيه المجهزتها وهي تسمع لصوت هيام العالي وهي تكلم وحده من صحباتها , ابتسمت وهي تسمعها تحلف لصحبتها إنه أخوها بالرضاع طلعت البنت اللي خاطبها تصير خالته بالرضاع وقالت وهي تشتم ريحة قهوتها السوداء المرة : أصبحنا وأصبح الملك لله , هذولي البنات من يقعدون في البيت ماعندهم غير التلفونات والحش في خلق الله وهاااااتك ياذنوب ..
سمعت صوت طبقة الباب القوية فتحركت بأسرع شكل تسمح به جبيرتها , طالعت في الباب الخارجي وشافته داخل وهو يطالعها بكره , اتسعت عيونها برعب ..
: وساااااااااام أنا أسألك متى بيفكون الجبيرة ؟؟ ..
لفت على هيام اللي جايه لها وهي مجرجرة التلفون وراها ورجعت طالعت في الممر وانصدمت لمن مالقيته قدامها ..
: وسام في إيش تطالعين ؟؟
وطلت هيام في الممر ورجعت طالعت فيها وهي تقول : بنت ..
غمضت وسام عيونها بتعب وهمست : بعد ثلاث أيام أفكها إن شاء الله ..
وتحركت لغرفة نومها وحطت الكوب على مكتبها ورمت نفسها على سريرها وهي تصرخ بداخلها ~ انسيــــه يا وسااااااااااام , انسيــــــــــه ~



*************************




أشكر الأخت الفاضلة daffodil على ردها اللطيف الذي أحرجني باستعدادها للمساعدة , شكرا أخيتي ..

وشكر خاص لمراقبتنا الفاضلة jana على مساعدتها السريعة لي في هذا الجزء , جزاها الله عني خير الجزاء ..



بداية الحصة الثانية :
الساعة 8.5 صباحا :


وقف سامر خارج الفصل وهو ضام دفتر التحضير وكتاب الإنجليزي لصدره بيد واليد اليسار قابض فيها على المقلمية , سحب نفس عميق وهو يسمع أصوات الشباب داخل الفصل مختلطة بصوت احتكاك أرجل الكراسي بالأرض تلاه بعض لكمات وشتايم , خلاص أعطاهم فترة خمس دقايق من رن الجرس لازم يدخل ويضبطهم دحين , حمحم وضرب أقدامه في الأرض عشان تنسمع خطواته ودخل وهو يقول : السلااااام عليكم ورحم الله وبركاته ..
البعض قام ورد بأدب , عرف لحظتها إن اللي ردوا هم الأوائل على الفصل لأن البقية زفروا بضيق وهم يرجعون لمقاعدهم بطفش , حط أشياؤه على الطاولة ووقف مكانه بثبات وهو ينقل بصره بينهم بصمت , قال واحد وهو يخرج كتبه ويضربها على سطح الطاولة بطفش : يا كرهي لهالمادة السخيفة ..
: افتكينا منها أمس ..
: يوووووووووووووو اش هالطفش ..
~ سامر خليك ثابت , لا تعطيهم فرصة يلاحظون توترك أو خوفك , الإنطباع الأول هو اللي يرسخ دايم , خليك ثابت , خليك ثابت ~
: أقول اش فيه الأستاذ مسطل..
: صاير أبو الهول ..
وتعالت همهمات وضحكات لكنه ظل على جموده وهو ينقل نظراته على الكل بلا استثناء وهو يجاهد إنه يتجاهل ضربات قلبه المتعالية واللي حسها مسموعة لكل المدرسة مو بس طلاب هالفصل , بدأت الأصوات تتخافت شويه شويه ولمن مرت خمس دقائق كان الصمت يسود الفصل والكل يطالع في سامر بتعجب , رماهم بنظرة شامله وسأل بهدوء : did you all finished writing?? if you did, someone please clean the chalkboard

(( هل أكملتم الكتابة ؟؟ إذا انتهيتم فلينظف أحدكم السبورة رجاء )) ..
قام واحد من الطلبة اللي جالسين في الطاولات اللي قدام ولمن بدأ يمسح السبورة قال واحد ضخم في نهاية الفصل : أستاذ ماكتبت الدرس لسه ..
~ بدأنااااااااااااااااا , سامر تصرف زي ماكنت تتصرف دايما ~ تقدم بسرعة لأول طالب قدامه وسأله : نقلت اللي على السبورة ؟؟
هز الولد راسه فمد يده وقال : أعطيني دفترك لو سمحت ..
خرج الولد الدفتر بسرعة وناوله له , تحرك لنهاية الفصل وحط الدفتر على الطاولة وابتسم للضخم وقال بهدوء : هذا دفتر زميلك أنقل منه الدرس ورجعه له لأنه مضى عشر دقائق على بدأ الحصة و صدقني لو كان وقت الحصة أطول من الـ 45 دقيقة اللي صارت 35 الآن كان أعطيتك وقت عشان تنقل الدرس ..
~ يارب مايرد , يارب مايتواقح معاي ~ لمن شافه ساكت ومبهت من تصرفه , رجع لبداية الفصل وهو يصرخ بداخله ~ yes , yeeeeeeees ~ ومع كل خطوة يحس نفسه سيطر على انفعلاته وتوتره أكثر , لف عليهم لمن وصل لطاولته وهو يقول بكل الثبات اللي حسه يتسلل له ويتشعب بداخله : There are some important rules ..
(( هناك بعض القواعد المهمة ..))
طالع فيهم وكمل : first , i did not ask for the chalkboard to be cleaned, but, i'll give another chance to write whatever you wished if you dont exceed 10 minutes
(( أولا : لن أقول أنني أريد السبورة نظيفة ولكن سأمنحكم الفرصة لكتابة ماتريدون إذا لم تتجاوزا العشر دقائق ..))
ورفع يده وعدد على أصابيعه :
second:
never speak arabic in class, even if you asked for authorization to go to the bathroom. If your english is weak, i still want to hear you speak it

(( ثانيا : عدم التحدث باللغة العربية خلال الفصل حتى عند طلب الإذن بالذهاب للحمام , حتى لو كانت لغتكم ضعيفة أود سماعها )) ..
وابتسم بتشجيع لمن شاف البعض اللي فهم الكلام مقطب بعدم استساغة للموضوع وكمل يقول : don't think this will be a new type of terrorism , all I want is that you get Accustomed to the language here until you use it abroad without shame , hearing the recurrence of the words will force you to focus at these words and remember it
..
(( لا تعتقدوا أن هذا سيكون نوعا جديدا من الإرهاب , كل ما أريده أن تتعودوا على اللغة هنا حتى تستخدمونها في الخارج بلا خجل , الاستماع لإعادة الكلمات ستجبرك على التركيز على هذه الكلمات وتذكرها )) ..
ولمن شاف استماعهم وصمتهم حس براحة إنه بدأ يستعيد شيء من ثقته , أشر على الوسطى وكمل وهو يرفع واحد من حواجبه بتسلية : I am the only entitled to speak Arabic
(( أنا الوحيد المسموح له بالتحدث بالعربية )) ..
: أستاااااااااااذ ..
: ليييييييييش ؟؟
: واللي مايعرف ..
: اش قاعد يقول ؟؟
: علمي علمك , إذا فهمت تعال قولي ..
: هي مالك فهمت شي ؟؟..
: يعني سايب الفصل كله وجاي لي أنا اللي ما أفك الييس من النو ..
تجاهل همهاتهم و نزل يده ونقل بصره بينهم وقال بصوت ثقيل :
Most importantly , you will haaaaaaaate the situation in the beginning and also you will be praying for my death
..
(( الأكثر أهمية , ستكرهووووون الوضع في البداية و أيضا ستصلون لكي أموت )) ..
ضحكوا الطلبة اللي فهموا الحديث وهو كمل بثقة : but you will thanke me at the end ..
(( لكن ستشكرونني في نهاية الفصل )) ..
وانتبه لحظتها لحاجة مهمه فقال :
Forgive me for my lack Gustatory , my name is Samer Abdel-Karim Al … , I will be your teacher for this year and the next two years, if god keeps me alive till then.

(( أعذروني على قلة ذوقي , أنا الأستاذ سامر عبد الكريم الـ ..... سأكون معلمكم لهذه السنة والسنة التي بعدها والتي بعدها إذا كتب لي ربي الحياة )) ..
وابتسم ابتسامة واسعة وهو يقول : وهالمرة حأسوي استثناء وحأشرح القواعد المهمة عندي مرة ثانية باللغة العربية ولآخر مرة , أنا الأستاذ سامر عبد الكريم الـ ....
وبدأ يقولهم على القواعد باللغة العربية واللي بعدها بدأ الطلاب يفهمون اش يقول وبدأوا يشتكون ويبدون عدم رغبتهم بهالشروط لكنه وعدهم إنه ما حيضغط على أي أحد ويجبره على التحدث في حالة عدم رغبته لكن بشرط إنه هالشخص مايتكلم طوال الحصة ..



*************************


الساعة8,20 صباحا :


كانت تحس درجة حرارتها ترتفع وتنخفض , فركت يدينها المتجمدة اللي كانت تشتعل حرارة قبل ثواني وركزت بصرها على بوابة المستشفى , حست بشي يجثم على كتفها , التفتت لأبوها اللي ابتسم وهو يقول : يلا ننزل ..
حست بالسخونة تجتاح جسمها مرة ثانية من شدة الخجل , فتحت الباب وخرجت بصمت , وهي تمشي وراه حمدت ربها إنه رفض ياخذ العنود معاهم رغم إنها وعدته تجلس في الانتظار إلين يخلصون لأنها تبغى تفطر في الدانوب بعد المستشفى , دخلت المصعد وهي تحس أنفاسها كل مالها تختنق , غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ ~ هنوف اش فيك ؟؟ عادي بتروحين تتحمدين له بالسلامة وتطلعين ~ لمن سمعت صوت جرس المصعد فتحت عيونها وخرجت ورى أبوها اللي التفت يتأكد إنها تتبعه كإنه حاس إنه ودها تشرد , مع كل خطوة تخطوها ومع كل رقم تقرأه على اللوحات المثبته على الأبواب تتسارع نبضات قلبها , زفرت بينها وبين نفسها لمن شافت أبوها يوقف قدام باب غرفة وهو يدقه , أول ما انفتح الباب وطل من وراه عبد الإله تراجعت خطوتين ولصقت في جدر الممر , ابتسم عبد الإله بعد ماسلم على عمه وقال بمزح : يافرحة بعض نااااااااااااس , أخاف يكتبون له خروج اليوم ..
تمنت لو تنشق الأرض وتبلعها خاصة لمن ضحك أبوها وهو يضربه على كتفه بتحبب وهو يسأله : كيفه دحين ؟؟ صاحي ..
قال وهو يحك جبينه : الحقيقة توه نام , مانام طول الليل ..
: لاااا ..
قال عبد الإله : مو مشكلة تفضلوا ..
و دخل ثواني و رجع خرج و هو يقول : زين أروح أفطر في الكافتريا ..
ومر من عندهم وهو يقول : الحمد لله على سلامته يا الهنوف , سامحينا على اللي صار ..
همست بخجل : الله يسلمك ..
قال أحمد بسرعة وهو يلحقه : هي تعال , وين رايح لوحدك ..
لف عليه عبد الإله بتساؤل فقال : استناني أروح معاك ..
مسك ضحكته لمن فتحت الهنوف عيونها عن آخرها ومسكت كم ثوب أبوها وهي تقول باعتراض : أبويه ..
قال بهدوء : أدخلي على زوجك , دقايق وأجيك , أنا خلاص شفته أمس ..
وتحرك , طالعت في ظهره برعب ورجعت طالعت في باب الغرفة المفتوح كإنها تطالع في وحش مفترس , وقفت لفترة طويلة في مكانها وتحركت بعدها لداخل الغرفة , صكت الباب وفتحت غطاها , طالعت بتردد في الستارة اللي مغطية المنظر عنها , تحركت ببطء وهي تطالع ليمينها , بدأ المنظر يتضح لها شويه شويه , أول ما شافت أقدامه المغطية بلحاف المستشفى وفوق بطانية تغطيه إلين ركبه و تسلل بعدها نظرها للأعلى وتصنم على صدره الملفوف بشكل مخيف واستقر على وجهه المستكين , كان نايم على ظهره والسرير شبه مرفوع من عند راسه , تدافعت الدموع لعيونها بسرعة , غطت وجهها وكتمت شهقتها اللي كانت بتسلل من بين شفايفها , بعدت يدينها وهي تطالع فيه بخوف , حركت أقدامها بالقوة وسحبتها سحب إلين وصلت عند منتصف السرير وقفت في مكانها وهي تتأمل وجهه , ماتتخيل إنها كانت حتفقده لولا رحمة ربي , مسحت دموع تسللت لخدودها بأطراف أصابيعها وهي تشد على شنطتها ونقابها باليد اليسرى , زفرت بشويش عشان ماتزعجه و هي تتأمله بصمت , لمن لاحظت إنها تتأمل كل تقاسيمه سحبت نفس عميق وهي تحس بالخجل يخنقها , بعدت نظرها عنه وتأملت الضماد اللي على صدره , مدت يدها بتلمسه ورجعت سحبتها ~ هنوووووف اش هالخبال ؟؟ انتي بتقرين عليه ~ مدت يدها بعد تردد طويل وحطتها على صدره وهي تهمس : أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك ..
كررتها ثلاث وهي تحس بالدموع تتسلل لعيونها مرة ثانية , سحبت يدها ومسحت دموعها وهي تصرخ بداخلها ~ استغفري ربك , هذا الصياح كله وهو نجى , إحمدي الله , الحمد لله , الحمد لله , يارب لا تحرمني منه , ياااااااارب لاتحرمني منه ~ تراجعت عن السرير لمن تغيرت أنفاسه فجأة , سحب نفس عميق وقطب حواجبه دلالة الوجع وهو ينقلب على يمينه , كتمت أنفاسها بتوتر ولمن استقر في نومته خرجت أنفاسها اللي كتمتها , ضحكت على نفسها وعلى خجلها الزايد الغريب , تمنت لو عندها شوية من جرأة العنود , صح صايرة تخونها جرأتها مؤخرا لكنها تعتبر أكبر جريئة في نظرها , تقدمت ومدت يدها بلا تفكير ومسدت حواجبه المقطبه وهي تبتسم بحب , ولمن حست برغبة إنها تمسح شعره قبضت يدها و تراجعت بسرعة وهي تحس نفسها بتموت من الخجل , لبست نقابها وخرجت من الغرفة , على خروجها التقت بأبوها , ابتسم وسأل : وين رايحة ؟؟
همست بخجل : خلاص اتطمنت عليه ..
: صحي ..
هزت راسها بلا , زفر ومد يده وقبض على يدها اللي حسها بااااااااارده زي الثلج , ضغطتها دلالة شكر وامتنان , ضحك وتحرك وهو يقول : الحمد لله ربي رزقني كل الأنواع , خجلك و جرأة العنود واعتدال البندري , لو تعطيك العنود شويه من اللي عندها كان صرتم معتدلات زي البندري ..
ضحكت وقالت وهي تحس براحة عجيبة بعد ماشافته : كان وقتها ماحيصير لكل فينا شخصيتها الخاصة , صح ؟؟
ولمن هز راسه سألته : ومين اللي تحب شخصيتها أكثر ؟؟
دخل المصعد وقال : كل وحده فيكم لها مكان ..
قالت : لااااااااا ما أبغى هالجواب الديموقراطي ..
لاحظ إنها بدأت تنطلق بعد ماحبست نفسها وصامت عن الكلام ليومين ~ والله إنتم الحريم , عجيباااااااااات ~ قال بهدوء : هالجواب الديموقراطي عشان ما أتحاسب قدام الله على التفريق , اللي لها معزة خلي لها معزة داخل القلب وبس ..
كانت متأكدة مليون إنه العنود هي اللي لها المعزة الخاصة لكنها فرحت إنه ماصرح بهالشي قدامها , رصت يده بقوة وقربت منه وهي تخرج من المصعد ..
لف عليها وابتسم لها وهو يحس إنها رجعت طفلته الصغيرة , من صغرها كانت تحب ترص على يده وتضمه وهو يمشي , ولمن اصطدم بصره بحجابها اللي وضح طولها وتجاوز راسها لكتفه تذكر إنها كبرت , وبعد كم شهر حتغادره زي البندري وماحيمر طويل قبل ماتفارقه العنود كمان , سحب يده من يدها ولفها على كتفها وهو يمشي في المواقف ..



**************************


الساعة 3 قبل العصر :


طالع جاسم في الوجوه المتأمله له , نزل راسه لصحن الرز ورفع ملعقة لفمه وهو يقول : خير ..
نزلت الهنوف عيونها وتشاغلت بكاسة الموية وركزت البندري عيونها على الأكل
وهدى تقول : خير ياستاتي ذبحتم أخوكم , عنيد ..
رفع بصره لقيها لسه مبحلقة فيه , ابتسم وقال : خير ست عنيد ..
سألت بلا تردد : كيف تعبت أزهار ومتى ؟؟ إحنا كنا معاها لفجر الجمعة وكانت صحتها زي البمب ما شاء الله ..
شهقت هدى وقالت بعصبية : بنت , اش هاللقافة الزايدة ؟؟ مالك دخل فيهم ..
لفت العنود بوزها وقالت باعتراض : شايله هم أزهار بس ..
قال بهدوء : تعبانه شويه وتبغى ترتاح ..
طالعت فيه وقالت بمزح : أهم شي مو إنت مزعلها ..
: عنووووووووووود ..
قالتها أمها باعتراض حازم ودقتها الهنوف من جهة والبندري من جهة , رماها بنظرة بااااااارده وطنشها , قال أحمد بابتسامة هادية : عنود حطي راسك في أكلك ..
استغربت ردة فعلهم وقالت وهي تحشر اللقمة في فمها : أمزح معاه شايفته طفشان ..
جا عبد الرزاق وهو يسحب رجوله ورافع يده اليسار و مدخل يده اليمين من تحت فنيلة القطنية يحك جنبه بطفش وهو يسأل : اش تاكلون ؟؟
قالت أمه : سليق ..
أول ماوقع بصره على البندري قال : أستغفر الله , يا سدة النفس مع صباح الله خير ..
انكمشت البندري ورخت بصرها للسفرة بسرعة والعنود اللي ما انتبهت لوجهة نظراته قالت : أولا إحنا محنا صباح , قربنا من العصر دحين , ثانيا السليق يسوى الأكل كله مو عشان ذقت الخرابيط الفرنسية تقول على السليق سدة نفس ..
زفر وقال : يااااااااااااااا شين الملاقيف اللي يدخلون في السالفة عرض , أقول كلي كلي , انتفخي عشان مايقول عدنان ضاحكين علي ومزوجيني عود مكرونة بيتوني ..
شهقت وقالت باستنكار لمن ضحك الكل على تعليقه : أنا مكرونة بيتوني ؟؟
قال ببرود وهو يطالع البندري بنظرات حاده : عووووود مو المكرونة بكبرها عشان ماتكثرين نفسك و ناشف مو مستوي كمان ..
قامت البندري اللي ماقدرت تتحمل نظراته وقالت : الحمد لله شبعت ..
وتحركت لغرفتها رغم محاولات أمها إنها تاكل أكثر , زفر عبد الرزاق براحة وجلس معاهم , قالت العنود : يعععععععع , قوم غسل يدك على الأقل , توك محكحك إلين قايل بس ..
مد يده بعناد و ومسح الأكل اللي كان في ملعقتها , نزلت الملعقة وهي تقول : يا قرفففففففففف , رزووووووووووووووق ..
ضحك باستمتاع و سحب ملعقة وبدأ ياكل , حطت اللقمة في السفرة وهي تقول : خلي ربي يحاسبك على النعمة اللي قاعد تلعب فيها ..
لف جاسم على عبد الرزاق وهمس : هي خف على البندري عشان أبوي مايلاحظ شي , كافي إلى الآن مو راضي على إصرارنا على الزواج ..
قال عبد الرزاق ببرود : خلي يدري عن سواد وجهها الـ ##### , والله لو أصر أكثر على فسخ الخطوبة كان خبرته بكل شي ..
دقه جاسم وهو يهمس : مهما صااار حسك عينك تفكر تعلمه , ترا وقتها بيكون أجله ..
لف عليه عبد الرزاق ورماه بنظرات غريبة ورجع لأكله , سأله بحيرة : ليش تطالعني كذا ؟؟
قالت بهدوء : تغيرت كثير ..
عقد حواجبه وقال بصدمة : تغيـــــرت !!
وانتبه لنفسه لمن شاف نظرات الكل منصبة عليه , ابتسم عبدالرزاق وقال : 180 درجة ..
طنشه جاسم وكمل أكله وهو غصب عنه يحس الأكل رغم لذته ماله طعم من كثر تفكيره في أزهار اللي ماردت على رسايله ولا على مكالمته الوحيده قبل ساعة ..



*****************************

اسير الصمت
09-08-2012, 01:42 AM
بعد صلاة العصر بوقت :
في المستشفى :

: لاااااااااااااااااااااااااااااااااااا , لا تقول ..
ابتسم عبد الإله وقال : والله ..
ضرب حسان حاجز السرير بطرف يده وهو يقول متأوه من الوجع : اش هالحظ ؟؟ آآآآي صدري ..
ضحك عبد الإله وقال : يا شيخ ارحم نفسك , الحركة المفاجئة العنيفة تراك ممنوع عنها , إنت بس أشر وأنا أجيبها لك دحين ..
طالع فيه حسان بضيق وقال وهو ينتحنح بسبب الحشرجة اللي مازال يحسها في حلقه : تنكت إنت ووجهك ..
ابتسم عبد الإله وقال بثقة : والله أجيبها لك إنت بس قول ..
هز حسان راسه وهو يكح و قال برعب : لا بطلت , لهجتك خوفتني ..
قهقه عبد الإله وقال : الله يقطع سواليفك , أتكلم جد تبغاني أجيبها أجيبها ..
هز راسه مرة ثانية وقال : لا شكرا هي متى مابغت تجي تجي ..
قال بعناد : ترا عمي جارها ولا هي ماتبغى تجي ..
لف حسان بيمسك مخدته عشان يرميها عليه لكنه توقف وهو يصرخ ويمسك صدره , نط عبد الإله ومسكه وسدحه وهو يقول : إنت ليش تتصرف كإنك صرت طبيعي , تراك ما كملت 20 ساعة من فكوا عنك الجهاااااز يالمتخلف , قبل يومين ضاربتك الرصاصة ..
غمض حسان عيونه بقوة وهو يعض شفايفه بوجع , مسح عبد الإله العرق عن جبينه بالمنديل اللي سحبه وهو يقول : ترا أخرج عنك وأخليك لوحدك عشان ماتتهور ..
: أخرج وفكه من خلقتك يا أخس لصقة جنسون ..
: أنا أول مرة أشوف قاتل يمشي في جنازة اللي قتله ..
قال حسان من بين أسنانه بوجع : أحلى لصقة وأحلى قاتل ..
لف عبد الإله وابتسم وهو يقول بأدب : جزاكم الله خير هذا من طيب أصلكم ..
وحرك حواجبه , رماه جاسم بنظرة لا مبالية وهو يقول : ولو أحلى لصقة برضك مزعج ..
وقهقه عبد الرزاق وهو يقول : ترا مو لايق عليك الأدب ..
وسلموا على بعض ووقف جاسم جنب حسان وهو يسأله عن حاله , قال حسان : أشوفك مغرز عندي كل شويه ناط , ماعندك بيت تقعد فيه ..
فتح فمه بيتكلم لكن عبدالرزاق سبقه وهو يقول بتريقة : كشتته حرمته ..
شد عبد الإله ظهره وقال بتريقة : أحه , أبو أحمد تكشته حرمه , ماهقيتها منك يالأسد ..
قال عبد الرزاق وهو يطالع في جاسم اللي أشر له يسكت : وأزيدك من الشعر بيت , كشتته وراحت بيت أهلها ومالها نية ترجع حاليا ..
: أفاااااااااااااااااااا يا ولد العم , ياخسارة الشوارب فيك , روح شدها مع شعرها ورجعها ورجلك فوق رقبتها ..
قال حسان بعصبية : بس انت واياه مايجوز تحرشون , بعدين اش هالسوقيه ؟؟ اش هالألفاظ رجلك فوق رقبتها بنت الناس نعجة عندكم ..
ضحكوا كلهم على عصبيته المفاجأة وقال عبد الإله : أعذروه , زعلان عشان بعض نااااااااااااس غاليييييييييين جووا وهو في سابع نومه , حتى ريقانه نازله على المخده ..
فتح عيونه على اتساعها وهو يسأل بصدمة : كذاااااااااااب , كنت مريقن ؟؟
: والعيون نص مفتوحة وتشخر كمان , يوم دخلت عليك قعدت أقول , يا بنت عمي المسكينة , أشوفها شارده مسسسسرع ما خرجت , حتى عبايتها كانت تطير وراها وهي تجرجر في عمي عشان تخرج من المستشفى ..
رجع جاسم راسه على ورى من كثر الضحك وضرب عبدالرزاق فخذه وهو يقهقه
طالع فيهم حسان بضيق وقال : اضحكوا , اش وراكم ؟؟ وإنت ..
ولف على جاسم وهو يكمل : إنقلع عن وجهي لا أشوف شيفتك , قاعد أدافع عنك وتضحك علي ..
حمحم جاسم وقال : ياخي غصب عني أضحك ..
لف على عبد الإله وقال : وإنت , لا أشوفك تقعد عندي الليلة , مستغني عنك ..
وبعد فترة من المناقشات ودعهم جاسم وخرج هو وعبدالرزاق وتقابلوا في الممر مع عمهم جلال وعياله وسلموا عليهم ...



*************************


في المساء :
في فيلا أحمد :


طالع في جواله وزفر وهو يطالع في الاسم دق عليه مرة ومرتين وثلاثة ومافي رد , حس بضيق وبأعصابه شويه وتفلت من زمامها , رمى الجوال وانسدح وهو يطالع في سقفه الجبس المزخرف بأشكال هندسية تتخلها إضاءات صفراء صغيرة , وبعد فترة تحرك وخرج للصالة ومسك تلفون البيت ودق الرقم , وصله صوتها الناعم وهي تقول بدلع : يا هلا ..
سكت للحظة قبل فوصله صوتها الطبيعي وهي تقول : عنيدي ترا مافيني للعبك ..
ماعرف اش يقول لكنه في النهاية قال : بكرة الصباح مسافر ..
صمت طويل ساد لدرجة إنه اعتقد إنها صكت الخط , قال بتساؤل : ريم ..
وصله صوتها المخنوق وهي تهمس : حرام عليك اللي تسويه فيني , تراني عايشه برعب من كثر ماتتصل علي , ياخي ارحمني والله لو مو ولد عمي كان اشتكيتك لأبويه , تراني ما أبغى المشاكل ..
قال وهو يحس نبض قلبه يتسارع بخوف من صوتها الغريب : ريمان أنا ..
صرختها اخترقت أذنه وهي تقول بعصبية : ماااااااايحق لك تدلعني , ولد عمي على عيني وراسي لكن إنت تجاوزت حدك , تجاوزته كثيييييييييير وأنا ساكته لا عاد تتصل على جوالي لأنك لو اتصلت مرة ثانية والله شوفني حلفت لا أعلم عليك أبويه وأقوله إنك تضايقني وإنك ..
قال يقاطعها : طيب كلمة بس ..
: ولااااااااا حرف , ما أبغى أسمع منك حرف مع السـ ..
ابتسم وقال لمن حس إنها بتنهي المكالمة : أحبك ..


***********************


واقفة في المجلس شبه المظلم اللي راحت له عشان تختفي عن أنظار أهلها اللي بيعرفون من ملامح وجهها الخايفة إنه في شي , حست بكل أعصابها المشدوده ترتخي من كلمته , انهارت جالسة على أقرب كنبه لها وهي تحس رجولها الذايبة تنتفض بقوة , رصت الجوال على إذنها بقوة و انحنت وهي تلف يدها اليسرى على بطنها اللي بدأت تلتوي بشكل مرعب , كانت تحس نبضات قلبها زي القطار الهادر بداخلها وكلمته ونبرته تتردد زي الصدى بداخلها ~ أحبك , أحبك , أحبك , أحبك ~ غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ لييييييييييش ؟؟ ليش تسوي فيني كذا , ياربي هل هذا عقاب لي ولا اختباااااااااااااااااار , ياااااااااااااااارب ~ همست بضعف : اتق الله ..
وفتحت عيونها اللي تسللت منها دمعتين وهي تقول بقهر : اتق الله في اللي قاعد تسويه , لو إنك تحبني صح كان جيتني بالحلال و مارضيت علي الغلط , إنت زيك زي أي واحد في الشارع , تتوقع لو لاحقني زيك وقالي هالكلمة اللي شوهتها بأصدقه ..
ولمن اختنق صوتها كتمت صياحها ماتبغاه يعرف كيف أثرت فيها كلمته وخلتها تنهار , لازم تبان قوية قدامه , لازم , بلعت ريقها وكملت بصوت قوي : ويكون في علمك لو إنك آآآآآآآآآخر رجال في العالم ما حبيتك , اللي ما يراعي حق الله في نفسه مايراعيها في غيره ..
وصلها صوته وهو يهمس بصوت غريب : شكرا , مع السلامة ..
صكت الجوال بيد مرتجفه وطالعت فيه برعب , انفلت من أصابيعها وطاح على الأرض الرخامية وهي ترفع يدينها وتغطي وجهها وبلا مقدمات انفجرت تصيح من قلبها , كانت تحس كل عضو في جسمها يئن وكل نبضة من نبضات قلبها توجع روحها أكثر ..


*********************

Revenge # my #
طالع في اسمها المسجل في جواله وهو يبتسم ~ انتقامي , والله طلعت هي المنتقمة مو أنا ~ غير اسمها لـ my deadly # # وقال وهو يزفر : هذا أنسب ..
وزفر مرة ثانية وقام عن الصالة وتحرك لغرفته لكنه توقف عند غرفة جاسم , دق الباب ودخل لقيه غارق في النوم , ابتسم وخرج وهو يحس بعدم رغبة في النوم , طلع للدور العلوي ولقي العنود مربعة على الكنبة وهي تقلب في القنوات , أول ما شافته نطت للطاولة اللي قدامها وغطت صينية الأكل وهي تقول : تبغى تجلس حياك , تبغى تاكل إنقلع ..
قال وهو يجلس جنبها : بالله هذي طريقة تودعين فيها أخوك اللي مسافر بكره ..
بعدت عن الصينية بسرعة وهي تقول : لا حبيبي تفضل ..
ضحك وقال وهو يسحب ساندتشها : ينضحك عليك بسرعة ..
أكل لقمة ورجعه لها وهو يقول : وعععععععع , جبنة سايلة مع حلاوة طحينية , حلو ومالح ..
قالت باستمتاع : أححححححححححلى شي ..
ورفعت كوبها وهي تكمل بنفس الاستمتاع : و مع كوب نسكافيه أووووفففففف كملت ..
طالع فيها بقرف وهو يقول : منتي حقت نعمه , تعالي فرنسا وشوفي الأكل الصح وقولي أووفف ..
سألته باهتمام مفاجئ : إي صح , طول عمري بأسألك هالسؤال وأنسى , اش أحلى شي في فرنسا ..
قال بلا تردد : حريمها ..
وحرك حواجبه غياض لمن طالعت في بصدمة , لفت بوزها وضربته وهي تقول : أكلمك جــد ..
قال وهو ياخذ الكوب منها ويشرب منه : برج إيفل طبعا والريف الفرنسي المحيط بجبال الألب , طبيعة ولا في الخيال ..
وكمل وهو يغمز لها : بتشوفين تناسب شهر العسل ولا لا ؟؟
بلعت اللقمة اللي فمها بدون ماتمضغها زين فحستها بداية بتقطع حلقها , حنت ظهرها لقدام وهي تتأوه , كانت تحس اللقمة تضغط على ظهرها و تكتم أنفاسها , ضربها على ظهرها بعفاشة وهو يقول : يالمفجوعة ..
لفت عليه وهي تحك مكان ضربته و قالت وهي تخبي خجلها : أنا المفجوعة ولا إنت اللي تفكيرك زي وجهك , بعدين هذي مي يد ماشاء الله مرزبة , ذكرتني بيد سفانو ..
: والله إنك jock لمن تنكسفين , مهي لايقة ..
بعدت وجهها عنه وثبتت نظرها على التلفزيون وهي تقول بهدوء مصطنع وهي تحس نفسها بتموت من الخجل من جوة : ما فهمتها بس أكيد سبة , لو سمحت خليني أركز على المسلسل ..
طالع في التلفزيون بصمت وعقله في مكان ثاني , ولمن خرجت البندري من الغرفة لف وطالع فيها بحدة وقام وهو يقول : إذا أتت الشياطين انصرفت الملائكة ..
ونزل على طول , قالت العنود بصوت عالي تمازحه : ترى الصح إذا حضرت الملائكة انصرفت الشياطين ..
ولفت على البندري اللي تغير وجهها واكتسى بألم صارخ وقالت : هو اش به عليك ؟؟ مهو طبيعي , انتي تضاربتي معاه يابنت من دون ماتقولين لي ..
هزت راسها بحركة مبهمة وهي تكمل طريقها لغرفة الهنوف اللي وعدتها تساعدها في فرز الملابس اللي بتاخذها معاها لأمريكا عشان تتبرع بالباقي قبل رمضان ..


************************



يوم الاثنين 18 / 8 / 1427 هـ :
صباحا في الشقة :

فتح الباب وابتسم وهو يقول بترحاب صادق : هلااااااااا والله ..
ابتسم جاسم وقال : السلام عليكم ..
سلم عليه عمر وهو يقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , تفضل تفضل حياك ..
دخل جاسم الشقة وجلس في الصالة وهو يدور ببصره في الأرجاء , قال عمر بإحراج : معليش الشقة حايسة , تعرف عشان البويات وتغير الفرش و ..
ابتسم جاسم وقال : لا عادي , عارف كيف تأثيث البيت يتعب ..
تحرك عمر لغرفة أزهار وهو يقول : دقيقة أصحيها لك ..
ماقال خليها تنام لأنه يحس برغبة ملحة إنه يشوفها , لمن دخل عمر الغرفة زفر جاسم وطالع في الظرف اللي في يد والأكياس اللي في اليد الثانية وهو يتذكر كمبيوتره , تأفف وهو يقول بداخله ~ يعني كان لازم تخلي صور ليلى عندك في الجهاز , أفففففففففففففف أنا اش خلاني أحطها واش خلاني أنساها وما أمسحها , أكيد كل هذا اللي مسويته مو من تأثير الدوا بس ~ ..
: أزهار , بنت , زهرة ....
فتحت عيونها ببطء ولمن شافت عمر تذكرت هي فين وليش وعقلها استعاد كل اللي صار , استغفرت وقامت وهي تفرك عيونها وتسأل : الساعة كم ؟؟
ابتسم وقال : لسه توها 9 الصباح , قومي زوجك جاي يسلم عليك ..
فتحت عيونها على اتساعها وكانت تبغى ترفض رفض قاطع إنها تقابله لو ما شافت نظرة عمر المتوترة القلقة , قامت وقالت : دحين أخرج ..
خرج عمر وهمس وهو يسحب شماغه اللي كوته له أزهار وعلقته : دحين جايه , يلا مع السلامة لازم أروح الجامعة دحين عندي محاضرة ..
ودعه جاسم وهو يحس براحة إنه بيكون معاها لوحدهم , ماكان يبغى شاهد على مناوشاتهم في حال قررت أزهار تنفجر وتنشر الغسيل على الملأ بصوت عالي ..
خرجت بعد ما كحلت عينها و مشطت شعرها وحطت لمعه خفيفه على شفايفها , وقفت عند باب غرفتها ولا تعدت عتبته لأكثر من شبر , وقف وابتسم بتردد ابتسامة خفيفه لكنها طنشته وتجاهلت خفقات الألم في قلبها وهي تشوفه واقف ببذلته العسكرية و طالعت ببرود في اللي في يده وهي تقول لنفسها ~ أزهار اخزي الشيطان , الرجال جايب معاه فطور , أعدي الموضوع وأخليه يشوفني هبلة ملطشة عادي عندها اللي قاعد يصير , لو تنازلت دحين مابيكون لي صوت بعدها , بسسسسسسسسسسس , أكيد إنه .. أزهار لا تدورين الأعذار له ~ , ابتسم لمن شاف برودها اللي حسه غريب ومناقض لشخصيتها و قال وهو يلوح بيده بالظرف : جبت نتيجة تحليل العنود ..
بلا تفكير قالت بلهفة : بشر ..
اتسعت ابتسامته أكثر خاصة لمن رجعت ضبطت ملامحها المنفعلة , تقدم منها وهو يخرج الورقة من الظرف وناولها لها , مسكت طرف الورقة وسحبتها وعيونها تجري على السطور ..
أول ماشافت اسم الخاطب والمخطوبة والتوقيع على توافق الطرفين قالت بفرح وهي تحط يدها موضع قلبها : يا حبيبتي يا عنوووووووود ..
مد يده بجواله وقال : خذي بشريها ..
لفت عليه وقالت بفرح : أناااااا , ليه هي ماتدري ؟؟
قال وهو يتأملها بنظرات غريبة : أنا خرجت الورقة بالواسطة ولا هي ماتخرج قبل أسبوع ..
مدت يدها بتاخذ الجوال وساعتها تذكرت إنه قاعد يسايسها , رجعت يدها وقالت : أدق من جوالي ..
ودخلت الغرفة بتجيب الجوال ~ ياربي هالرجال بااااااارع في تضييع المواضيع , أففففففففف ~ دقت على جوال العنود وهي تتناساه للحظة , ولمن وصلها صوت العنود النوم وهي تقول : هلا , هلا والله ..
ضحكت وقالت بعفوية : واش ذا الصووووووت , بنت تذكري ماتجاوبين على عدنان وانتي نايمة ..
قالت العنود من بين أسنانها : مغغغغغغغغغغغغغغغغص , طيرتي النوم من عيني الله يقطع شرك ..
ضحكت بخفة وقالت بعناد : واللي يقولك النتيجة معايا دحين ..
الشهقة القوية وهي تصرخ : إيييييييييييييييييييش ؟؟
تلاها صوت ضجة غريبة وتأوه , سألت بحيرة : بنت اش فيك ؟؟
: طحت من فوق السرير ..
ضحكت من قلبها وهي ترجع راسها على ورى وقالت : الله يقطع شرك انتي ياتحفة , هذا كللللللللللله عشان النتيجة ..
: أزهااااااااااااااااااااااااااار أخلصي , اش النتيجة ؟؟
عقدت حواجبها وهي تقول بتفكير : إممممممممممممممممم ...
: يالدببببببببببببببببببببببببببببب ..
صوتها المقهور المترقب وضح تماما إنها خارجة من قلبها , ضحكت وقالت : ألف مبروك يا قلبي , توافق ..
شهقت العنود وقالت بصوت ثقيل وبغير تصديق : كذاااااااااااااااااااااااابة ..
: والله شوفيها قدامي أقرأها لك ؟؟..
قالت بصوت ممطوط غير مهتم : لا مايحتاج , إعفيني من هالتفاهات اللي مالها داعي ..
أزهار اللي تعرف ردات فعل العنود الغريبة ضحكت وقالت : تفاهااااااات , يلا أسيبك لوحدك تفكرين في اللي قلته , مع السلامة ..
: إنقلعي ..
: شكرا , جزاك الله خير ..
صكت الجوال وطالعت فيه وهي تبتسم وتقول : الله يوفقها يارب ..
ولمن لفت شافته واقف عاقد يدينه قدام صدره وهو مستند بكتفه اليمين على إطار الباب وهو يتأملها تحركت وأعطته الورقة وقالت بهدوء : شكرا ..
اعتدل و تناول الورقة بدون اهتمام و سأل وهو يرجعها للظرف : كيفك دحين ؟؟
طااااالعت فيه بصمت , لمن رفع راسه لها لفت وجهها بعيد عنه وهمست بصدق : جسديا أنا بخير و عقليا و نفسيا ما أقدر أجزم لك إنها بخير لكن الشي اللي متأكدة منه مليون في المية إني قلبيا منهارة ..
ورجعت طالعت فيه بنظرات قوية وهي تكمل : تراني حرقت كل الصور ..
~ حرقت , حرقت , حرقت إيش ؟؟ عن إيش تتكلم ؟؟ يمكن قصدها إنها حذفتها من الكمبيوتر ~ طالع فيها بحيرة وهي تكمل بثبات : أحتاج وقت عشان أقدر أرجع لحياتي الطبيعية معاك ..
كلمتها صدمته , عقد حواجبه وهو يقول باستنكار : إييييييييييش ؟؟ وقت ؟؟ اش قصدك ؟؟
: وقت , أحتاج وقت , ما أدري كم , إلين يهدأ البركان اللي في قلبي ..
قال بعصبية : إنتي حكمتي على الموضوع من دون ماتسأليني , ترا أنا أكره هالطبع فيك , تسكتييييييييييييين وتراكمين بعدين تنفجرين على شي تافه ..
طالعت في بصدمة وهي تقول : تاااااااااااافه , الصور اللي شفتها شي تافه ..
صرخ بعصبية : إيوه شي تافه لأنها صور قديمة , إنتي المفروض قبل كل شي تصارحيني باللي شفتيه مو تسكتين , بعدين هذي خصوصيات مفروض ماتفتشين فيها ..
بلا شعور صرخت بقهر : مافي شي اسمه خصوصيات في البيت بين الزوج وزوجته , خصوصياتك الزففففففففففت خليها ...
رفع يده ووقفها بسرعة وهي تكمل : عند أصحابك اللي زيك ..
وابتسمت وقالت باستفزاز : ليش وقفت ؟؟ أضرب اش وراك , مهي لك بأوله ..
سحب نفس عميق وهو ينزل يده وقال بهدوء : أنا ما حأرد لأن الواحد وهو معصب يقول كلام يندم عليه ..
وكمل بنفس الهدوء : وعلى الخصوصيات ما أدري مين اللي داس عن واحد عايش معاه كل هالفترة إنه ياخذ علاج ..
رمته بنظرات غريبة وهي تعض شفتها بقهر , زفر وقال : أزهار أنا ..
همست : لا تنطق اسمي ..
ورصت شفايفها المرتجفة وهي تهمس بصوت أخفت : إذا ليه أي معزة في قلبك لا تنطق اسمي على لسانك , صوتك ما أبغى أسمعه نهائيا عشان ما أكرهك أكثر ..
فتح عيونه على آخرها وهو يقول : لهالدرجة ..
رمته بنظرات حادة وقالت بعصبية مفاجئة : حاليا وأكثر كمان , بعد اللي شفته ما أتخيل ..
وسكتت , ماتبغى تتكلم أكثر , عيبها لمن تكون مجروحة تحاول تؤذي الشخص اللي قدامها بكلمات تعرف إنها تجرحه وهي تعرف هالشي فيها فسكتت ..
سحبت نفس عميق وخرجته وهمست : أحط لك الفطور ..
قال وهو يحس كل حيله مهدود وفتران : لا مشكور , ماني مشتهي شي , أروح أودي النتيجة للبيت وأرجع للعمل لأني مستأذن منه ..
ووقف يطالع فيها بصمت وهي تتطالع في الأرض بصمت , همس برجاء مرح : مايجي تودعيني بطريقة أحسن ..
رفعت راسها وطالعت فيه بهدوء , همس بصدق : والله البيت ما يسوى بدونك ..
~ حرام عليك يا جاسم , لا تحرق قلبي أكثر , رووووووح وفكني من المشاعر اللي تصارعني ~ زفرت وبعدت وجهها عنه رجع سأل بمرح : ما يجي تودعيني بطريقة أحسن , ترا يمكن أخرج من هنا ويصير لي حادث وأموت و يكون هذا آخر ..
طالعت فيه بصدمة ورجعت قاطعته ببرود : ما أحب هالكلام , اللي كاتبه ربي بيصير ..
رفع حواجبه باستنكار وقال : يعني عادي أموت وإحنا متخاصمين ..
زفرت وقالت : ما قصدت كذا , بس إنت قاعد تستخدم طريقة غير عادلة ..
زم شفايفه للحظة وبعدها مد يده لوجهها , تراجعت بسرعة لكنه قال بهدوء وهو يمسح بإبهامه خدها اليسار : انتي ماغسلتي وجهك لمن صحيتي من النوم ..
بعدت يده بخشونه ومسحت خدها بيدها , قال وهو يحارب ابتسامته و يمد يده مرة ثانية : لا هنا ..
انتبهت إنه قاعد يلعب عليها فدفت يده وقالت بحزم : روح لعملك ابرك لك عشان ما يهزئونك ..
قال وهو يأشر على الكيس اللي سابه في الصالة : سندوتشات الطعمية الستة والـ 3 عصيرات كلها بتاكلينها وتشربينها لوحدك ..
وكمل : هو صح إنت من يومك سعلية وتاكلين الأخضر واليابس لكن مو لدرجة ..
لمن حست إنها بتنفجر من الضحك والغيض في نفس الوقت تمالكت نفسها وقالت بهدوء : دحين أدق على مرة أخوي وأخليها تجي تشاركني ..
زفر وخرج , أول ما صكت الباب وراه حست برغبة في البكاء والضحك في وقت واحد , راحت للصالة وجلست وهي تقاوم مشاعرها المختلطة وصرخت بداخلها ~ والله صور ليلى اللي في جواله ماسوت فيني نفس سوات هالصور , يارب رحمتك ~
ولمن بدأ عقلها يستعيد صور النساء العاريات تماما وهم في وضعيات أقل ما يقال عنها مشينة منحلة مقززة مثيرة لكل أنواع المشاعر المخيفة , غطت وجهها بيدينها وهي تقول : متى بتروح هالصور عن بالي , متى ؟؟
قامت بسرعة وجلست تدور في الصالة وهي تتذكر الصور اللي من شدة صدمتها ظلت تتطالع فيها لوقت طوييييييل , كانت تسمع كثير من صديقاتها في الكلية يشتكون , اللي لقيت مع أخوها فيلم إباحي و اللي لقيت معاه صور جنسية واللي قرأت عنده كتب وقصص متعمقه في هذي الأمور , والكثيرات كانوا يوصفون اللي يشاهدونه وكانت تنرعب وتخاف وتستغفر من مجرد السماع وتحمد ربها على أخوانها وتربيتهم و ماتخيلت في يوم إنها تشوف زي هالشي وعند مين , عند زوجها , لحظتها حسته حيوان ولا يرقى عن هالمرتبة , توقفت عن الدوران لمن وصلت لهالنقطة في التفكير و حطت يدينها موضع قلبها وضغطت على صدرها بقوة وهي تقول : يااااااااااااااااارب هدي قلبي , يارب أتوسلك تخفف عني اللي أحسه , ياربي أتوسلك ما أبغى أكرهه , ما أبغى أكره جاسم ..



****************************


: تغطرفون على إيه ؟؟ أنا حزنان على الولد ..
مدت العنود يدها وضربته وهي تقول : يا دببببببببب أختك تقول عني هالكلام ..
قال وهو يثبت حزامه : أختي ولا لا أنا قاعد أقول الحقيقة ..
: أقول روح روح قبل ماتطير عنك الطيارة وتقعد في حلقنا يلا ترانا من أول نستنى اللحظة اللي بتفارقنا فيها , هالمرة قعدت عندنا بزيادة ..
قالت هدى باستنكار : عنووووووووووود ..
لفت عليها وقالت بضحكة : أمزح يا أمي يعني من جدي أتكلم ..
وضمته وهي تقول : والله بيوحشنا وبتوحشنا محشاته ..
دفها بخشونة وهو يقول : ما أحب أحد يضمني ..
ولف على أمه وقال : يلا مع السلامة ..
وسحب شنطته وتحرك , قامت هدى بسرعة وضمته وهي توصيه على نفسه , طبطب على كتفها وقال باختصار : إن شاء الله ..
سلمت عليه الهنوف بهدوءها المعتاد وتحرك بعدها للباب والعنود تتابعه وهي تثرثر بوصايا و طلبات ماتنتهي , شافها واقفة بتردد عند المدخل , قالت البندري وهي تحس أعصابها على شفير الانهيار : عبد الرزاق ..
لف وجهه وقاطعها ببرود : الواحد مايبغى يتنحس من بداية رحلته ..
تقدمت منه بسرعة ومسكت يده وهي تهمس برجاء : لاتروح وانت زعلان ..
سحب يده بخشونة وهو يقول ببرود : لا تلمسيني بيدك ..
قالت برجاء وعيونها تلمع منذرة بالدموع : تكفى يا أخويه لا تروح وانت زعلان , كافي زواجي منته حاضره وهو مابقي عليه إلا 8 أيام ..
رماها بنظرات باردة قاتلة وتحرك بدون مايزيد حرف , غطت وجهها وهي تشهق بوجع , ضمتها العنود وهي تنقل بصرها برعب بين ظهر عبد الرزاق اللي خرج وبين البندري المنهارة ~ ياربي اش فيييييييييييييييييييييه ؟؟ اش اللي صار بينهم وهم مهم راضين يعلمون عليه ؟؟ يمه يكون البندري سوت شي وطاح عليها عبد الرزاق عشان كذا هو ... عنوووووود بلا هالأفكار البشعة , ياربي اش اللي قاعد يصير ~ بعدت عنها البندري وهي تمسح دموعها و تحركت بسرعة طالعة للغرفة عشان مايشوفها أحد , رجعت للصالة وطالعت بصمت في أمها اللي تمسح دموعها والهنوف اللي ضامتها وهي تقول : أمي الله يهديك هو كل ماراح تسوين هالمناحة , خلاص هانت , راح الكثير ومابقي إلا القليل ..
طالعت في الظرف اللي جابه جاسم لها عشان يودع أخوه مرة وحده , يعني هي مالحقت تفرح بالخبر فـ ~ عنوووووووووود استغفري , اش هالتفكير ؟؟ الحمد لله على كل حال ~ وبعد لحظة سرحان غرقت فيها تفكير غير منحصر في شي واحد صرخت : السووووووووووووووووق ..
وكملت وهي تطالع في أمها الهنوف : مابقي إلا 8 أيام على الجوااااااااااااااااااااز ..
ضربت جبهتها وقالت : ماطلع فستاني لسه وورايا الإكسسوار والصندل و ...
شهقت وقالت : أووووووووووو صـــــــــح اليوم بروفة فستان البندري , ياربييييييييييييييييييييي ياكثر الأشيااااااااااء اللي لازم نسويها ..
ضحكوا عليها وقالت الهنوف : انتي لا تقعدين تعددينها عشان ماتحسينها كثيرة ..
تحركت العنود ومسكت التلفون وقالت : لازم نستنفر كل الجيوش عشان نخلص من الدبش وأشياء الفرح , ألووووووووووووو , يا هلا والله أحلى حمده في الوجود ..
وغمضت عينها وهي تقول بتلعثم : لا , هو , لا , يوووووو ياجده يعني ما أرحب فيك وأهلي إلا يوم يكون وراي مصيبة الله يهديك , لا , هو , كل الموضوع إني أبغى أكلم سفانة عشان تجهز نفسها للسوق العصر , هاااا , طيب , يلا مع السـ ..
وبعدت السماعة عن إذنها وقالت : صكت السماعة في وجهي كعادتها من دون ماتقول مع السلامة ..
ضحكوا الثنتين على تعابير وجهها المصدومة والهنوف تقول : ما تعودتي لسه , دايم تصك الخط بدون ماتودع ..
رجعت السماعة مكانها وهي تقول : كل مرة بالنسبة لي كإنها أول مرة ..



************************


الساعة 12 قبل الظهر :

همس حسان : محمد راح يوصله المطار ..
قال بصدمة : المطااااااااااااار , ليه متى رحلته ؟؟
قال عبد الإله وهو يطالع في عمر باستغراب : إيوه دحين , ليه تسأل بهالطريقة ؟؟
قال عمر وهو يخرج من عندهم : على بالي بيسافر في الليل , عن إذنكم ..
تخافت صوته وهو خارج إلين اختفى وهم ماسمعوا الكلمة الأخيرة , طالعوا في بعض بحيرة , توه جا من محاضرته ماجلس حتى 5 دقايق ..
خرج جواله وهو يهرول لمواقف المستشفى , دق على رقمه وهو يقول : يارب يرد , يارب يرد ..
: Hiiiiiiiiiiiiiiiiiiii ...
أول ماوصله صوته المرح صرخ بعصبية : ياللي مالك خويييييييييييييييييي ...
ضحكة عبد الرزاق رنت في إذنه وهو يقول : الناس تسلم أول يالمطوع ..
استحى عمر وقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
رد باختصار : وعليكم , خير اش عندك معصب ؟؟ واش فيك تلهث ؟؟
وقف عمر عند سيارته وفتح الباب ودخل السيارة وقال بحزم : تعتب باب الطيارة قبل ما أوصل المطار أذبحك سامع ..
: إنت جاااااااااااااااااااااااي ؟؟
قال وهو يشغل سيارته : إيوه جاي , مسافة الطريق إن شاء الله ..
: مايحتاج تـ ...
قاطعه : مالك دخل , مع السلامة ..
وحرك سيارته بسرعة معقولة وهو يدعي ربه إنه ماينادون النداء الأخير قبل مايوصل ...



***********************


عبر شارع الأربعين :

التزمت الصمت وهي تطالع في واجهات المحلات على طرف الشارع وهي راجعة لبيتها , كانت تحس بغليااااااااان بداخل صدرها , كانت مستغربة اش اللي مخلي بندر يتصل عليها في الدوام ويقولها ماترجع مع الباص لأنه جاي ياخذها ودحين عرفت السبب ~ والله لو يموووووووووت , والله لو على جثتيييييييييييييييييي ~
: مشاعل اش رأيك ؟؟
قالت بهدوء : نجوم السما أقرب ..
ولفت عليه وقالت بعصبية : دحين انت راضيك إنه يبغاني الثانية , شوووووووف ماله حق يرفض اللي تقدم لي ويقول هالكلام اللي مايخش العقل , هو راح وشاف حياته والله يسعده ويسعد حرمته ويهنيهم ببعض من حقي أشوف حياتي , أما إنكم تربطوني وتوقفون الناس اللي تقدموا لي عشان هو حضرته لسه يبغاني ..
: مشاعل هو من البداية شاريك و لو مو السحر وطلبك ماكان طلقك , هو يحلف بالله يمين إنه مازال يحبك ويبغاك و ..
قالت بألم تقاطعه : السحر لساعه موجود , اللي فرقنا أول بيفرقنا تالي بعدين هو لو من جد صادق في كلامه ماكان تزوج من يوم اتطلقنا ..
: أهله ضغطوا عليه ..
لفت وجهها لقزاز الطاقه وهي تقول بكل قهر حسته بداخلها : إي باين ضغطوا عليه , المسكين عمره 7 سنين ما يقدر يواجه ضغط ..
: مشاااااااااااعل ..
لفت وطالعت في وجه أخوها المصدوم من كلامها ورجعت طالعت من القزاز وهي تصرخ بداخلها ~ محد حااااااااااااس فيني , محد حاس , والله محد حاس , يعني يحسبونها سهلة إنه زوجي اللي حبيته وحبني يتزوج وإحنا ماكملنا شهر من الطلاق كإنه ما حسب , لاااااااااا ومسكنها في البيت اللي كان بيتي , حتى لو أهله ضغطوا عليه كان المفروض .... كان المفروض ...... ~ زفرت بتعب , مشاعر الألم والحزن في بداية زواجها تحولت لشوووووووق و فقد موجع بعد طلاقها , افتقدت ناصر وكل شي يخصه وشويه شويه تحولت هالمشاعر لتساؤلات مخيفة من خطبته وزواجه القريب , هو خرج السحر يعني هو حاليا يقوم بكل خطوة بإرادته , رجعت لها مشاعر الألم والحزن مرة ثانية مغلفة بحسرة غريبة تلاها فترة برود ولا مبالاة من كثر الصدمات اللي تلقتها من أهلها اللي كان مفروض يكونون أكبر سند لها , وأكثر مايوجعها إنها الآن بدأت تحس بكره وغيض , حبها بدأ يتحول لشئ آخر تماما ~ ما يحق له , مايحق له يعيش حياته ويحاول يرسم حياتي , والله لو ماني عاقلة كفاية كان رضيت بأول متقدم عنااااااااد فيه , والله حتى وأنا أموووووووووت فيك ياناصر ما بخليك تاخذني الثانية بعد هالحرمة كيف بعد ماطعنتني طعنة ما تروح إلا يوم أندفن , الله يسامحك , الله يسامحك ~..
: مشاعل ..
: بندر قلتلك نجوم السما أقرب ..
زفر وقال : لا تجين تشتكين لو تصرف عمي أو عبد الله في الموضوع ..
ابتسمت وقالت بثبات : إي طيب , أنا أعرف أتصرف معاهم , والله ماعاش اللي يجبرني على شي ما أبغاه ..
وكملت بينها وبين نفسها ~ أحلى شي في الصدمات , تخليك أقوى و ... بايع الدنيا بتراااااااااااااااب ~ ..
أشرت على البقالة وقالت : أبغى آيس كريم ..
رماها بنظرة جانبية وهو يقول : تراني معطيك وجه ..
قالت بهدوء : طيب كمل جميلك ..
وقف عند البقالة ومد يده وهو يقول : طيب هاتي الفلوس ..
: يالبخييييييييييييل , على ريال ..
: أقول إنتي موظفة وعندك فلوسك , أصرفي على نفسك ..
فتحت محفظتها وخرجت 10 ريال وقالت : جيب للكل ..
ولمن خرج راقبته وهو رايح , كان أقرب أخوانها لها وأكثرهم حنية , لكن لا اجتمع مع عبد الله ومعاذ , زفرت وقالت : الله يسهل ..
وقلبت في جوالها عشان تدق على أزهار تستشيرها في الموضوع ويوم مرت باسمه بلا تردد سوت له مسح نهائي من جهازها ..




*************************


في مطار الملك خالد :

دوى الصوت الموسيقي يتبعه صوت : النداء الأخير للرحلة رقم 1523 و المتوجه بإذن الله إلى باريس , الرجاء من الركاب المسافرين على هذه الرحلة التوجه إلى البوابة رقم 9 ..
وتعالى بعدها نفس الصوت الموسيقي وبدأت نفس الرسالة باللغة الإنجليزية , زفر عبد الرزاق وهو يطالع في الحواجز اللي وراها المودعين , أشر له محمد وهو يقول : روح بتفوتك الرحلة ..
طالع عبد الرزاق لما وراء المودعين وهو يقول من بين أسنانه : أنا اش اللي موقفني هنا , لازم أتحرك , مالت عليه ذاك المطوع , اش كان يبغى ؟؟
زفر وجا بيتحرك لكن وصله صوته وهو ينادي : عبدالرزاااااااااق ..
ابتسم لمن شافه ينسل من بين المودعين , رجع للحواجز وهو يقول : لو ماكان الشي اللي موقفني عشانه مهم I will kill you ..
ولمن وصل له قاله عمر وهو يطالع فيه بنظرات غريبة : انتبه لنفسك وإدعيلي , ترا دعاء المسافر مستجاب ...
قال بغيض : لا تقول مأخرني عشان تقولي هالكلام ..
ناوله عمر دفتر وقال وهو يبتسم : صراحة كنت أبغى أشوفك , تفضل ..
طالع عبد الرزاق في الدفتر وتناوله منه وهو يسأل : اش هالدفتر ؟؟
همس وهو يضربه على كتفه يبعده : تحرك تراك تأخرت , أستودعك الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ..
إلتفت عبد الرزاق ولمن شافهم بيقفلون البوابة صرخ : استنواااااااااااا , بوابة تسعة ..
ضم شنطة المحمول ونط الحواجز , ضحك عمر ومحمد وهم يشوفونه يجري وهو يلوح بجوازه وتذكرته ..
وهم يقطعون تذكرته ويفتحون البوابة لف عليهم ولوح لهم وهو يصرخ بدون اهتمام بنظرات الكل : يا مطــــــــوع , مع السلامة ..
ضحك عمر وهو يحس بإحراج من نظرات الكل لهم , انسحب هو ومحمد لمن دخل عبدالرزاق واختفى , زفر عمر وقال وهو يمشي جنب محمد : الله يسهل له ..
ابتسم محمد وقال : إنت أول واحد يجي يودعه بهالطريقة , طول عمره يجي ويروح و هو يتشحد أحد يوصله وأحيانا يروح بالتاكسي , محد من أصحابه فكر يجي يودعه ..
استغرب عمر وتذكر كيف كان يرافق عمار هو وعمير ويوصلونه إلى البوابة أحيانا إذا محد انتبه لهم ويتابعونه إلين يختفي عن نظرهم , سأل : ليه ؟؟..
هز أكتافه وقال : يمكن لأنه طبيعة عبد الرزاق اجتماعية , يعني مع الكل , له جماعات كثيرة ماله أصدقاء معينين أو خاصين ..
حك عمر حاجبه وهو يتذكر الدفتر اللي أعطاه إياه , هل فعلا كانت خطوته هذي صائبة ولا لا , خاف إنه أعطى الدفتر لشخص خطأ , تمنى لو يرجع بالزمن و ... استغفر ربه وقال بداخله ~ الخيرة فيما اختاره الله ~ ...



*************************



في نفس الوقت في الشرقية :

(( الخيرة فيما اختاره الله , الزواج قسمة ونصيب , النتيجة طلعت غير متوافقة , عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , أهم شيء إن هذا ما يأثر على علاقتنا )) ..
: مهندس عدنان ..
بعد عدنان بصره عن شاشة الجوال ورجعة لجيبه وهو يقوم من مقعده حول الطاولة اللي التف حولها بعض مدراء ومسؤولي الشركة , قال بهدوء وهو يفرد رسومات و مخططات المركز التجاري : المشروع يحتاج ميزانية هائلة لكنه ....
بعد انتهاء الاجتماع , جمع عدنان أوراقه وهو غارق بتفكير خرجه منه يد زميله اللي شدت على كتفه وهو يقول : اش فيك ملخبط في الأرقام اليوم , دوخت العميل من كثر ماتعدل في الأرقام ..
زفر عدنان وقال بهدوء : الله يسهل ..
وتحرك خارج من المكتب بسرعة لمن حس بالجوال يهتز بداخل جيبه , أول ما خرج طلع الجوال وشاف اسم جاسم ..
: عدنان لو سمحت تعال للمكتب ..
جز على أسنانه بغيض وتحرك ورى المدير وهو يعطي جاسم مشغول , كان المدير يناقشه في سرحانه اليوم واللي كان بيضيع عليهم عميل ممتاز وإنه هذي أول مرة يشوفه بهالحال والدنيا كلها مصايب كل هذا يناقشه فيها وهو سرحان , كان يحس نفسه مصدوم , أولا اتصال سامر بعد الفجر وهو ينقله خبر صقر و سحر الصاعق , ثانيا نتيجة تحليله ~ كنت واثق إنها إيجابية , مافي بيني وبينها قرابة عشان يكون بيننا أمراض وراثية , الحمد لله الخيره فيما اختاره الله ~
: لسه دماغك مشغوله , إيه في إيه ياباشمهندس , عألك مشغول بإيه ؟؟
ابتسم عدنان لمديره وقال : ولا شي , مشاكل بسيطة وإن شاء الله تنحل ..
: مشاكل إييييييييييييييه و إنته لسه ماتجوزتش أمال لما تتجوز وتخلف بتؤل إيه ..
~ مو هي المشكلة في الجواااااااااز ~ زفر عدنان وقال : الله يسهل ..
: أوم يابني أوم ورح ريح دماغك على المخده وأول يارب , ماتؤلش ياربي عندي مصيبة كبيرة , أوووووووول يا مصيبة أنا عند ربي كبيييييييييير ..
ضحك عدنان وقال وهو يقوم : إن شاء الله , سلم على ميرفت وشرين ..
اتسعت ابتسامة المدير وهو يقول بحماس : الله يسلمك يابني , ويرزؤك بنت الحلال اللي تخلفلك كتاكيت حلوين الليلة أبل بكرة ..
خرج عدنان وهو شايل شنطته الجلد ومعلق الأسطولنة السوداء اللي تحفظ المخطوطات على كتفه , ولمن دخل السيارة خرج جواله ودق على جاسم , ماخلصت الرنة إلا وهو راد عليه وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ابتسم وقال بمرح متكلف عشان مايحس جاسم بصدمته : حرمتك مأثرة عليك بقوة , حتى رسالتك كلها آيات ومواعظ ..
ضحك جاسم وقال : شوف إحنا مانعرف كيف ترتيبات قبل الزواج عند قبيلتكم بس ترى إحنا الـ ... مانسوي شي , بس تجون تقدمون الهدايا وإذا المهر جاهز والشقة جاهزة تحددون يوم الزواج في نفس يوم تقديم الهدايا , وترا أبويه يقول مايحتاج تجون دحين , خلوا الزيارة مرة وحده على جواز البندري عشان تحضرون الزواج وماتنزلون مرتين ..
حاول عدنان يستوعب كلامه لكنه ماقدر فسأله بحيرة : إنت اش قاعد تقول ؟؟
قهقه جاسم قبل مايقول : مبروووووك عليك أختي , ألف مبروووووووووك , النتيجة سليمة وكل شي سليم بس حبيت ألعب على أعـ ..
صرخ عدنان بلا تفكير : يالحيوااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان ..
زاد ضحك جاسم وعدنان يكمل بعصبية : خليتني أتفشل قدام العميل وقدام المدراء و بقية المهندسين ..
: أوف أوف لييييييييييش هذا كله ؟؟ لصادتك أختي بقوة ..
صك عدنان الجوال في وجهه وهو يحس بغيض منه , رجع دق عليه جاسم مرة ومرتين وثلاث لكنه طنشه وهو يسوق السيارة للشقة , دقايق ووصلته رسالة فتحها وأول ما قرأها ضحك من قلبه و ظل ثواني بعد ضحكه مبتسم وهو يحس براحة كبيرة ولمن تذكرها دق على البيت على طول عشان يخبرها , كان يعرف إنه أمه تتمنى تسمع خبر عن هالموضوع من زمان ..




************************



(( اليوم : الأربعاء 24 / 1 / 1427 هـ
الساعة : 11 مساء ..
الحالة : غائم ممطر ..

اليوم فقط وبعد عناء طويل ومعارك كلامية ونفسية مميتة دخلت المنزل أو بالأحرى ما كان يدعى بالمنزل , هل البرودة التي أحسها بسبب الجو أم بسبب قلبي الذي أحسه كقالب ثلج ؟؟
لطالما كنت أرى أن الكتابة هي وسيلة الضعفاء للبوح بمكنوناتهم , كان لدي عمار من بعد الله أشكو له ثقل أفكاري ..
الآن لم يبقى سوى أنا وجدران ما أسميه بالمنزل ..
دخلت منذ ساعتين ولكني مازلت قابعا في الصالة بلا حراك , لكم أشعر بثقل في قدمي وقلبي , ليس لدي طاقة أو قوة لأتحرك في أرجاء المنزل الذي يحمل في كل أركانه أطيافهم ..
أمي , عمار , أزهار , عمير , هل حقا لن أراكم بعد اليوم ؟؟
لم لا أستطيع التصديق ؟؟
لم قلبي يخبرني أن هذه ليست الحقيقة ؟؟
رباااااااااااااااااااااااااه مالي سواك ألجأ إليه ..
ربااااااااااااااااااه ارحمني برحمتك التي تسع كل شيء ..
رباااااااااااااه أدعوك أن تثبت قلبي وتصبرني .. ))



صك عبد الرزاق الدفتر وغمض عيونه بقوة وهو يصرخ بداخله ~ ليه معطيني هالدفتر ؟؟ لييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟ ~ فتح عيونه وتصفح أوراق الدفتر , كانت مليئة بالكتابات , وقف عند آخر صفحة مكتوبة وتصنم لمن لمح اسمه ..
(( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

أخي الغالي عبد الرزاق ..
لا أعلم إن كان ما ستقرؤه هنا سيروقك أم لا , وربما لن تكمل قراءته , أقسم لك أني لا أعلم السبب الذي دفعني لإخراج هذا الدفتر من صندوق أسراري لأعطيه لك , ربما لأنك ستكون وحيدا في الخارج مثلما كنت في فترة سابقة , وربما لأنني شعرت برغبة أن تتعرفني أكثر وأخرج عن كوني (( المطوع )) الذي يتعبك بكثرة نصائحه ونقاشاته وربما لأسباب قد أخبرك بها عندما نلتقي مرة أخرى بإذن الله في دنيانا , ومن يعلم قد يكون لقاؤنا هذا آخر لقاء بيننا ويكون هذا الدفتر هو آخر بقاياي على وجه هذه الخليقة ولن نلتقي بعدها إلا في الجنة بإذن الله العلي القدير ..
رزوق ..
هناك بعض وريقات باقية , أكتب فيها إذا أحببت وعند عودتك سأطالبك برد دفتري لي ..
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ..

أخوك المحب :
أبو عبد الله ))
حس بغصة غريبة فصك الدفتر ودخله في شنطة المحمول اللي خرجه وفتحه وبدا يطقطق عليه ..



***********************



في الرياض :
في فيلا عبد الكريم :

أول مافتح سامر باب الفيلا قال بصوت مجهد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما رد أحد عليه والبيت كان يبدو خالي من شدة هدوؤه , تحرك وهو ينزع شماغه بتعب وانتبه لحظتها إنه في همهمة غريبة من ركن المدخل اللي تزينه فازة كبيرة تقارب طوله , تحرك لها وطالع وراها لقي عيون تطالع له من وسط الظلام ..
: بوووووووووووووووووووووووو ...
تراجع لورى وهو يغمض عيونه وهو يقول : الله لا يبارك في العدو ..
ضحكت غدي ضحكة طفولية وهي تقول : فجعتك ..
رمى شنطته وشماغه وشمر أكمامه وهو يقول : فجعتك هاااااااااااا ..
صرخت غدي لمن شافت حركته وفهمتها وشردت من قدامه وهي تصرخ : أبويه , جدتييييييييييييييييييييييييييي , واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ...
خرجت سحر من المطبخ مفجوعة وابتسمت لمن شافت سامر شايل غدي ورافعها للمروحة وهو يقول بتهديد : أعلقك في المروحة , أعلقك في المروحة ...
ثواني ونزلت غيداء و غيناء وتعلقوا فيه يبغونه يلاعبهم , قالت : بنات خالكم جاي من المدرسة تعبان , خلوه يتغدى وينام والعصر يلاعبكم ..
قال بمرح وهو يرفع ثوبه ويربطه عند خصره : لا عادي , ألاعبهم إلين تغرفون الغدا ..
ابتسمت و هي تراقبه يلاعبهم وهم يضحكون بفرح , شويه ونزل خالد وقام يلعب معاهم , ضحكت من قلبها وقالت وهي تشوف أمها اللي غارقه في الطبخ : الله يخلف عليك يا أم خالد , مايكبرون عيالك , طالعي خيبلت بهم غدي ...
لفت عليها وقالت : عقبال ما أشوف عيااااااالك وعيال عدنان وعيالكم كلكم وانتم تلعبون هنا ..
نزلت سلافة اللي توها صحيت من النوم , وقفت عندهم وهي ضامة مومو وتقول بصوتها النحيف : اش هذا أصواتكم واصله فوق tooo much noisy ...
طالعت فيها سحر اللي مافهمت اش تقول وقالت بتريقة : لا والله , إي والله إنك صادقة , هو هذا اللي أنا كنت بأقوله , لازم يكبرون ..
قالت تصحح لها : لااااااااااااا أنا قاعدة أقول إنهم مسويين إزعااااااااج !!
شهقة بتريقة وهي تهز راسها وتقول : أهااااااااااااااااااااا ومنكم نستفيد ..
وقبضت على كمها بقوة وجرتها على المطبخ وهي تقول بطفش : قالولك مهتمة في الخبال اللي قاعدة تقولينه , تحركي أفرشي السفرة وجهزي الصحون ...
ولمن تذكرت سابت سلافة و لفت على أخوانها وقالت بفرح : إيوه صح , عدنان طلعت نتيجة تحاليله متوافقة ..
تعالت صيحات حماسهم وتفاجأت سحر لمن انطلقوا يدورون على جوالاتهم يتحدون مين يبارك له أول ..
: بابا ..
: بابا ..
وقالت غدي : بابا , خالو ..... خالو , بابا ...
ضحكت وقالت : آآآآآآآآآآآه يالسوسه , لاعبتها صح ..
ولمن سمعت خالد يقول : هلاااااااااااااااا بالمعرس ..
صرخوا البنات الصغار : هيييييييييييييي , بابا فاز ...
و تبع صرخ فرحتها كلامها وهي تكمل : حبيبي خالو إن شاء الله في المرة الجاية إنت تسبق ..
ضمها سامر وشالها وهو يبوسها , شهقت سحر وقالت لأمها : لاااااااااااا هالبنت كل مالي أكتشف إني لازم آخذ دروس خصوصية عندها , ماشاء الله , البنت سوسة مع مرتبة الشرف ...
نقلت حنان نظراتها بينهم وهي تدعي بداخلها إن الله يديم السعادة عليهم ...


***********************


في مطار باريس _ أورلي :

ابتسم أول ماشاف أصحابه بانتظاره , صرخ أوسمهم : هيييييييي , رزووووووووووق , هناااااا , يا مطول الغيبات ياجايب الغنايم , طولت الغيبة يا رجال , والله اشتقنالك ..
والبقية يرحبون به بكلمات خليط من الفرنسية والإنجليزية , ضحك وقال بالعربي : أحس اللغة مغبرة ..
ابتسم الفرنسي واللي كان أطولهم وهو يصفق كفه بكف عبد الرزاق قبل مايكورون يدينهم ويضربونها ببعض ويقبضون يدينهم وينحنون على بعض عشان يدقون أكتافهم ببعض تحية بطريقة الزنوج المعتادة في الشارع و سأله بالفرنسية : Comment dit-on eshtaqnalk en français ?
قهقوا وعبد الرزاق يقول بالفرنسي : nous manquons you ..
وكمل بالعربي : معناها إشتقنالك ..
مايدري ليه حس لها رنة غريبة وهو ينطقها بالعربي ..
ضحك ميشيل وسأل بالإنجليزيه بمزح : we miss you ?? oooooh no no no ..
وبعد و أشر على وحده كانت واقفة وراهم وقال : sheeeeeeeeee miss you ...
انصدم عبد الرزاق لمن شافها وقال : سااااااره ..
ابتسمت ساره بخجل وهي تقول بلغة عربية فيها لكنه فرنسية : حمد لله على السلامة رزوق ..
ابتسم بتردد وقال : هلا سرسوره , الله يسلمك ..
طالعت فيه بصمت معبر وهي تبتسم بخجل , تأمل وجهها الجميل الخالي من الزينة وعيونها الخضراء وخصلات شعرها الناعمة اللي انسلت من تحت طرحتها الرمادية المثبته حولين وجهها , بعد نظره عنها لمن تذكر صوتها وهي تصرخ ~ ماااااااااايحق لك تدلعني ~ , مشي معاهم وهم شايلين عنه الشنطة والأكياس و مخلين معاه شنطة المحمول , لف على سارة وسألها : اش اللي جابك المطار معاهم ..
همست بخجل : ماقدرت أستنى إلى يوم تجي للجامعة قلت أجي أشوفك هنا ..
لمن لف عنها شاف الشباب يغمزون له ويسوون له حركات حس بعدها بضيق غريب رغم إنه في العادة يقعد ينكت معاهم على هالحركات , الكل لاحظ صمته اللي مهو من طبيعته لكنهم ماعلقوا , أول ماانتبه للي حوله والأجسام العارية السافرة واللغة الموسيقية الغريبة حس بضيقه يزيد , طالع في ساعته وانتبه إن صلاة العصر أكيد انتهت فقال بعفوية : ماصليت العصر لسه ..
لفوا عليه الشباب وانفجروا بالضحك وميشيل مقطب حواجبه ومبتسم رغم إنه مافهم شي , قال واحد منهم بتريقة : ماشاء الله متى أشهرت إسلامك ؟؟؟..
وقاموا ينكتون على اللي قاله , وسحبه الثاني وهو يقول : أقول تعال مسوين لك حفلة صغيرة في البار اللي جنب السكن , لمن نوصل هناك صلي على كيفك حتى لو بتصلي التراويح ..
تبعهم عبد الرزاق بتردد لأنه يعرف إن السكن بعيد وأكيد بيفوته وقت الصلاة , دقايق ومن بعد ماركب السيارة في الوسط بين سارة وميشيل وبدأ الشباب يستخدمون اللغة الفرنسية المخلوطة بألفاظ إنجليزية احتراما لميشيل نسي توتره وتردده وحس إنه رجع للعالم اللي ينتمي له ..



**************************

اسير الصمت
09-08-2012, 01:44 AM
تم بحمد الله الجزء الثاني من الفصل السابع عشر ..

تتابعون في الجزء الثالث والأخير من الفصل السابع عشر ..

.............. فتحت عيونها على اتساعها و هي تطالع في الدفتر برعب و هو يقول بهدوء : يلا وقعي ..................

................ قالت برجاء : هنوف حرام عليك , لازم تزورينه , تراه من زمان يطلبك ..............

......................صرخ بعصبية : ليلى بالذات ماأبغى أسمع سيرتها على لسانك ................

................ قالت بصوت حاد باكي : هاتوا عربيـــــــة , جيبوا لي عربيــــــــــة والله ما أقدر أمشي .........



قراءة ممتعة ..

اسير الصمت
09-08-2012, 01:49 AM
الجزء الثالث من الفصل السايع عشر ..


يوم الأربعاء 20 / 8 / 1427 هـ ..
في شقة في الدور الثاني :

: خلاص بطلت , ما أقدر أروح الزواج والبنات تعبانات ..
: لا ما عليك منهم , في وفاء معاهم وأنا ما بأطول , عشاء الرجال على 10,30 , 11 , يعني ما بتأخر ..
: والله ما أدري و ..
: روحي , هو كل يوم زواج ..
كانت تستمع للمناقشة بين نجلاء وفهد وقلبها يخفق بقوة بين ضلوعها وهي تصرخ بداخلها ~ أمي لا تروحيييييييييييييين , لاتروحين وتسيبينا معاه ~ ..
: وسام اش تسوين هنا ؟؟
خرجت من ورى الكنبه و نقلت بصرها بينهم , ضمتها نجلاء وهي تقول : وفاء تنام معاك انتي و ميران اليوم طيب , خليكم عاقلين واسمعوا الكلام زين ..
وحست جبينها وهي تقول : لاااا ماشاء الله , مافي سخونه , الحمد لله ..
وراحت لغرفتها عشان تتجهز , أول ما شافت وسام نظراته اللي كانت تتوعدها بليلة عذااااااب طويلة جريت لغرفتها المشتركة مع ميران ..
ومع مرور الدقائق وبعد دوران طويل في البيت وبعد تردد طفولي همست برجاء وهي تطالع في الطويلة الجالسة تمشط شعرها بدلال قدام التسريحة : ميعاد نامي معايا في الغرفة ..
زفرت ميعاد وهي تقول باستهزاء : هذا اللي نقص علي , بعدين انتي منتي بزرة في التمهيدي , تراك خلاص كبرتي , صرتي سنة أولى , بعدين ميران عندك ..
ترجتها أكثر : الله يخليك , ميران نايمه ..
دفتها ميعاد وراحت لغرفة التلفزيون وهي تقول : انقلعي عني ..
قالت بتهديد طفولي بعد ما قطعت الأمل بإنها تستمع لها بالرجاء : والله لا أعلم أمي إنك تتفرجين في ذيك القناة اللي كلها قلة حيا ..
لفت عليها ميعاد وتلقت حينها عقاب يعلمها تلزم حدودها مع اللي أكبر منها على حد قولها , وبعد ما يئست من وفاء التعبانة من النفاس و اللي تعذرت إنها مشغولة في تنويم هيام ذات العام الواحد , تسللت لسريرها المجاور لسرير ميران النايمة بعد فترة حمى طويلة و حاولت قد ما تقدر تنام قبل ما يرجع لكن الكحه اللي ما راحت أثارها ماخلتها تنام , ولمن سمعت صوت يد الباب تتحرك بعد مدة ما تعرف مداها غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ يارب ساعدني , يارب ساعدني ~ سمعت صوت أنفاسه الثقيلة قريبة منها و ......
خرجت من ذكرياتها لمن طالع فيها الطبيب وهو يبتسم , زفرت ولفت وجهها تتأكد إن الممرضة موجودة , حط يده على ركبتها وقال بلطف : و كيف تحسينها دحين ؟؟
قالت ببرود وهي ودها تفجر يده : الحمد لله ..
لمن حرك يده قشعر جسمها كله , سحبت رجلها وقالت بحدة : بنفك الجبيرة دحين ولا لا ؟؟
رجع رجلها وقال بهدوء : بنفكها , ليش هالعصبية كلها يا وسام ؟؟
لفت بوزها وزفرت بضيق كانت تعرف إنه ما سوى شي غير عمله لكنها تكره كل لمسة من أي رجل لو بالغلط , شافت الممرضة تمد له آلة قص الجبس , قرب الكرسي أكثر منها وبدأ يقص الجبس وهو يعطيها نصائح ما بعد فك الجبيرة , وبعد ما انتهى من فكها حط يده بعد ما دهنها على باطن قدمها يفركها ويحركها بشويش وهو يسألها تحس ألم ولا لا و يطلع لنص ساقها و هي في عالم ثاني , كانت تحس بكل جسمها متصلب , هزت راسها بلا وسحبت رجلها بسرعة وهي تتنفس براحة من انتهاء المهمة , قال وهو يغسل يدينه : ترى الكسر انجبر لكن ألمه حيظل ملازم لك لفترة فرجاء ما تنسين اللي وصيتك عليه , عدم الوقوف لفترة طويلة , تضغطين بثقل جسمك على قدمك الثانية عشان تخففين الضغط على القدم اليمنى و أهم شي تمارين القدم ..
مد يده وقال : يلا أبغى أشوفك تمشين عليها ..
نزلت عن السرير وحست بغرابه وهي تدعس الأرض بقدمها بعد شهر ونص من التجبير , كانت تحس بألم زي وخز السكاكين في ساقها لكن هالألم أخف مليووون مرة من وجعها أول ما انكسر ساقها ..
سألها : ها كيف ؟؟
هزت راسها وقالت : في ألم بس أخف من أول ..
ابتسم وقال : الحمد لله , دحين نسوي أشعة عشان نتأكد إن العظام رجعت مكانها وبعدها نخلي سبيلك ..
لمن خرجت من الغرفة الصغيرة الملحقة بغرفة الطبيب وقفت هيام اللي كانت تنتظرها وقالت : ها كيفك دحين ؟؟
ابتسمت وهزت راسها وهي تقول : الحمد لله , لازم نسوي أشعة ..
نزلت للدور الأرضي وسوت الأشعة وطلعت مرة ثانية للدكتور اللي قال بابتسامة : الحمد لله , أهم شي اهتمي باللي قلته وتعالي راجعيني بعد أسبوع بس مو زي هالوقت لأنه حنكون رمضان بإذن الله و حاجة ثانية ..
هز راسه وقال : إحرصي ماتجيني المرة الجاية وحوضك مكسور يا وسام ...
مسكت هيام ضحكتها وخرجت مع وسام اللي قالت : ياااااااا مخص اللي يستخفون دمهم ..
قالت هيام : والله حبوب , ما أدري اش فيك عليه ..
قالت بضيق : كذا , أكره كل الرجال ..
ماعلقت هيام وهي تمسك يدها وتجلسها على درج المستشفى وهي تقول : خليك هنا على بال ما أوقف تاكسي ..
وكملت وهي تطالع في الشارع : لو درى عننا خالي عبدالكريم بيذبحنا ..
ابتسمت وسام وقالت : ما حيدري , المهم انتي لمي لسانك ..
: كيف ما حيدري ؟؟ أكيد بيسأل مين وداك المستشفى عشان تفكين الجبيرة ..
قالت وسام وهي تطلع جوالها وتقلب فيه : هو لازم يقدر إننا بنستحي نطلب سواقه كل ما احتجنا شي , والله فشله , يعني إنتم عادي ممكن تتطلبون السواق يسوي شغلاتكم لكن أنا اش دخله فيني ..
قالت هيام باعتراض وهي تدلك ساقها : هو يعتبرك وحده مننا , وما يفرق أبدا في المعاملة ..
قالت وسام تنهي الموضوع : ولو , أنا أستحي , وقفي تاكسي وانتي ساكته , ترى مزاجي معكر ..
ضحكت هيام وقالت : لازم يتعكر دام بتداومين بعد يومين ...
زفرت وسام بطفش وقالت برجاء : تكفين لا تتطرين المدرسة عشان ما أتأزم أكثر ..
ووقفت لمن شافت تاكسي وقف عند هيام اللي جات تساعدها ..


************************



بعد العصر :
عزيز مول :
جدة :

وقفت على السلم الكهربائي وهي تقول بحزم : لا كودو ولا كانتون , ماعندنا وقت ناكل , يا دوووب نخلص أشغالنا ونرجع بعد المغرب عشان ما تعطينا جده موشح ..
تبعتها البندري والعنود وريم وهي تقول بتأفف : بس أنا جيعاااااااانه , جيعانه ..
قالت العنود تأيد سفانة : ويعلك تموتين جووووع , قولي آمين , الجواز ما بقى عليه إلا ستة أيام ولسه ما خلصنا شي ...
حطت البندري يدها على موضع قلبها وقالت : لا تعدون , ترى قلبي يعورني يوم تعدون الأيام ..
أول ما وصلوا تحركوا لمحل سيتي ماكس المقابل لهم , تحركت ريم وتوقفت لمن حست بشي مثبتها في مكانها , لفت وجهها وشهقت لمن شافت عبايتها داخله بين أسنان السلم المتحرك وحست بشده للعباية اللي بدأت تتآكل قدام عيونها , وهم ماشين وصلهم صوتها الخايف وهي تقول : بنات إلحقوني ..
التفتوا البنات لمن ميزوا صوت ريم اللي وقفت عند آخر الدرجات وهي تشد عبايتها اللي بدأت تنسحب داخل الدرج المتحرك , شهقت البندري وصرخت العنود : ريييييييييييييييييييم ..
وتحركت سفانة بسرعة وهي تأشر لرجل أمن واقف جنب محل النظارات يهرج مع واحد من العاملين , في نفس الوقت اللي جري فيها واحد من الشباب وصاحبه يقول : الزر الأحمر , الزر الأحمر ...
أول ما ضغط الشاب الزر الأحمر الصغير اللي في نهاية السلم توقفت الحركة , جلست ريم على الأرض وهي تحس رجولها ذبلانه من الخوف , دنقت سفانة عليها وضمتها وهي تقول : بسم الله عليك , بسم الله عليك ..
وصلهم رجل الأمن اللي شكر الشاب اللي قال بابتسامة : يوم يصير زي كذا إضغطوا الزر الأحمر , بعدين إرفعوا عباياتكم لمن تطلعون ..
جا صاحبه وسحبه وهو يقول بتريقة : لا تطولها وهي قصيرة , ما بقي إلا تعطيهم الرقم ..
كتمت العنود ضحكها احترام لريم المكسوفة من التجمهر اللي صاير و من رجلين الأمن الثانيين اللي وقفوا عندها وواحد فيهم ماسك طرف عبايتها يحاول يسحبها والثاني جالس على أطراف رجوله يطالع في طرف العباية المحشور , تمنت ريم لو تذوب في ملابسها من كثر الخجل , قال الجالس : لا تشد تراك قطعتها ..
قال رجل الأمن الأكبر سنا فيهم واللي وقف يشرف عليهم : أنا عندي فكرة , أختي أوقفي على الدرجة عشان نرجع السلم بالعكس عشان نطلع العباية ..
ونزل اللي كان يشد عبايتها من سلم النزول ودخل مفتاح صغير في نهاية السلم وحرك السلم على ورى , شهقت لمن تحرك السلم ووصلها صوت تمزق قماش عبايتها اللي خرجت وفجوة دائرية كبيرة في طرفها ..
قال الجالس : خلااااص , خلاااااص ...
حمدت ربها مليون مرة اللي غيرت ثوب البيت الأسود المزين بورود ملونه بكل لون ممكن تتخيله البشرية ولبست بداله تنورة جنز وبلوزة , قال رجل الأمن اللي تحت : ححركه على قدام ..
ولمن تحرك رفعت عبايتها وشقحت آخر درجة ورمت نفسها على أول وحده قدامها وكانت سفانة , ضمتها سفانة وهي تقول : حمد لله على السلامة ..
قالت العنود بتريقة : يا شيخة لك علي كانتون على حسابي سلامة لك ..
ضربتها ريم وقالت بصوت مرتجف : إن كانك شمتانه فيني إن شاء الله يذوقك ربي اللي ذقته ..
سحبتهم سفانة لجهة المطاعم لمن شافت الناس المتجمهرة مازالت تراقبهم , وجلسوا على أبعد طاولات موجودة والقريبة من ألعاب الأطفال , قالت سفانة : اش رايك أجيب لك أكل و نروح إحنا نكمل تسوقنا ..
هزت ريم راسها بلا وقالت بصدق : والله ماعاد إني مشتهية شي , بأقعد هنا إلين تخلصون , فضيحة أمشي بعباية مقطوعة ..
قالت العنود بتريقة : أهم شي ما تعقدتي , مشكلة عقدة من المصاعد ومن السلالم كيف بتطلعين بعد كذا ..
ضحكوا عليها فقالت بغيض : هاهاها عادي في سلالم عادية من جوة المصلى تودي على الأدوار ..
فتحت البندري عيونها على اتساعها وهي تقول : لا يكون من جد فكرتي بها وتعقدتي من السلالم المتحركة ..
هزت ريم راسها بلا وهي تقول : ارتاحي , ويلا انقلعوا عن وجهي ..
اعتذروا إنهم لازم يسيبونها , وتحركوا يكملون تسوقهم , جلست بصمت وهي تستعيد برعب الموقف اللي صار , وبعد فترة شنطتها بتشوف كم معاها عشان تروح تشتري لها وجبة وانتبهت لجوالها , رسالة Blue tooth من ### البنات , شهقت لمن شافت الاسم وبكل قوتها ضغطت على لا , و رجعت الجوال في شنطتها , هي صح مسمية نفسها ريماني و دمي حجازي لكن عمرها ما قصدت به جذب للشباب وعمرها ما استقبلت أي بلوتوث من غير الناس اللي تعرفهم من اشترت الجوال , قامت من مكانها ومشيت ببطء عشان ماتبان القطعة وكلها أمل إنه عبايتها الواسعة حتخفي القطعة , طلبت من كانتون ورجعت مكانها وأكلت من تحت غطاها وهي تطالع في جوالها كل شوية يمكن وحده من البنات دقت عليها لأنها محولته صامت من بعد ما اتصل عليها عبد الرزاق من البيت قبل كم يوم , وقفت عن الأكل لمن تذكرت المكالمة وحست بشبع غريب وهي لسه ما أكلت كم لقمه , غطت الأكل ومسحت فمها بالمنديل وجلست تطالع في جوالها , زفرت وفتحت على الرسائل وتوجهت للحافظات وفتحت حافظة مكتوب عليها دردشة , كانت تحتفظ فيها بكل الرسائل المكتوبة من البنات لها , ووقعت عينها على رسالة برقم من دون اسم (( ترى أنا يوم قلت لك أحبك قلتها من قلب ..
سامحيني لو غلطت عليك في يوم ..
وادعيلي , أنا في المطار حاليا كلها نص ساعة وتقلع الطيارة ..))
زفرت وصكت الجوال وغرقت في تفكير عميق ~ هل هو فعلا يحبني و ماعرف كيف يعبر بشكل صحيح بسبب تأثره بالمجتمع اللي كان فيه ولا .... يمكن هو بيتأكد إذا أنا من البنات المغزلجيات ولا .... أففففففففففففف , أنا أفكر فيه ليه , بسسسسسسسس ... , يااااااااااا رب ~ سندت راسها على الطاولة وهي تحس باضطرابات غير مريحة في قلبها , ~ أكيد هو سوى كذا عشان يعرف إننا إحنا البنات نتأثر بالكلام , أقل كلمة ممكن تأثر فينا , معقولة عهود تسمع هالكلام من اللي تكلمهم على طول وتحس بهالإحساس عشان كذا تكلمهم ~ رفعت راسها وحطت يدها موضع قلبها اللي بدأ يتخافق بقوة , مسكت جوالها بسرعة وفتحت الحافظة وحذفت الرسالة وهي تقول لنفسها بحزم ~ ريم , اش السخافه هذي ؟؟ استغفري ربك وحكمي عقلك , من متى يحكم تصرفاتك هواك ؟؟ ويعني قلبك يخفق لأنه قال إنه يحبني ؟؟ طبيعي البنت تتأثر لمن تسمع هالكلمات اللي ترضي غرورها الأنثوي , اللي يبغاني يجيني , بعدين كل اللعابين يسوون هالطريقة مع البنات , نفس الألفاظ نفس الاتصالات والملاحقة إلين يحسسها إنها هي الوحيدة اللي في باله وهو مسويها مع مية قبلها , أنا متأكدة مليون إنه عبد الرزاق مسوي هالطريقة مع ألف بنت في فرنسا , مو العنود بنفسها كانت تقول جواله كله صوره مع صحباته هناك ~ زفرت براحة لمن وصلت لهالإستنتاج اللي أخذ منها كم يوم , قالت بهمس : عادي المشاعر اللي مريت بها أهم شي ما أخليها تسيطر علي وتصير كل همي ..
فتحت علبة الغدا وبدأت تاكل باستمتاع وهي تحس بهدوء مع نفسها , وهي تاكل خرجت جوالها وبدأت تشيك على البلوتوث وتشوف الأسماء الموجودة ...
أمير الشوق 5512314....
كودو ليست مجرد مكتبة ..
ثلج مغلي ..
بنت ######
صلي على الرسول ..
معذبة القلوب ..
محتاج حنان5684675...
غجرية ..
لا تنسى ذكر الله ..
#######
بلتثني وأبلتثك ..
.
.
كانت تجد متعة في قراءة الأسماء لأنها تدلها بطريقة أو بأخرى على تفكير صاحبه ,
استغفرت من كثر تقززها من الأسماء المنحلة ودعت للي كاتبين الذكر ..



****************************


في الرياض :

قال بعصبية مهي من طبيعته : أنا قلت مية مرة البنات ما يطلعون تاكسي لوحدهم , يعني لازم تكسرين كلمتي يا نجلاء , لازم تكسرينها ..
قالت نجلاء بتردد : والله يا عبدالكريم أنا قلت لها لكن هي رفضت ..
لف عبد الكريم على هيام وقال بحدة : فينها وسام ..
وصله صوتها من ورى الباب وهي تقول : أنا هنا يا خال ..
زفر عبد الكريم لمن سمع صوتها القوي الثابت وقال وهو يطالع على الأرض : يا بنتي يا وسام أنا من حرصي عليك ما أبغاك تروحين وتجين بتكاسي , سواقي موجود متى ما تبغينه دقي عليه ..
: جزاك الله خير والله ما تقصر , أنا عارفه إنك تعتبرني زي بناتك لكن ..
قاطعها بحزم : بتسمعين اللي أقوله ولا لا ..
الصمت كان سيد الموقف , زفر عبد الكريم وقال : لو قلت لك تدفعين ميتين كل شهر من راتب السواق تستخدمينه ..
قالت بحماس : إيوه ..
قال : خلاص اتفقنا , تدقين على السواق متى ما احتجتيه من دون ماترجعين لأحد سامعه , وترى السواق تغير , اللي دحين موجود هو سواق الشركة اللي عندي , جبته مؤقت إلين يجي السواق اللي قدمت عليه بدل اللي شرد ..
: إن شاء الله , جزاك الله خير ..
: ولو واجب يا بنتي ..
بعد فترة ضحكت هيام وقالت : خالي , كيف عرفت تتصرف مع وسام ؟؟
ابتسم عبد الكريم وقال بحنان : لأنها تشبه أبوها الله يرحمه ..
قالت هيام بصدمة : أبويه ماااات ..
ضحك لمن ضربتها أمها وهي تقول : قصده أبوها خالد الله يرحمه مو أبوك فهد ..
قالت لمن فهمت : آآآآآآآآآآآآآه , ما أدري ليش إلى الآن ماني مستوعبة إنها مهي أختي ..
قال عبد الكريم وهو يمد يده بفنجان القهوة : يمكن لأنها عايشة معاك من يوم وعيتي على الدنيا ..
صبت له القهوة وناولته له وهي تسأل : خالو من جد إنت مسمي ولدك خالد عليه ..
هز راسه وقال وهز يده دلالة القوة : كان رجاااااال , من يدخل المجلس يفز الكل لدخلته , كان شديد و ما يخاف في الله أحد ..
طالعت فيه هيام بعيون متسعة وهي تقول : عمري ماسمعت أحد يتكلم عنه , بس دايم أسمعهم يقولون على وسام بنت الشهيد ..
زفر وقال : لأنه استشهد في أفغانستان الله يرحمه ويوسع مدخله , تصدقين سبحان الله ريحة المسك كانت تفوح من دمه فوح ..
: وااااااااااا , سبحان الله ..
ابتسم ابتسامة شجن وقال : ربي ما كتب لي الشهادة وقتها ..
شهقت برعب وصرخت : خالي كنت في أفغانستان إنت كمان ؟؟
ابتسمت نجلاء وقالت : خالك عبد الكريم و أبو وسام و جارنا أبو عدي , كلهم راحوا لأفغانستان ..
شهقت وسألت : كيييييييف ؟؟ كنتم تمسكون مسدسات ..
: وقنابل يدوية ورشاشات , كنا في ساحة حرب ..
وضحك لمن شاف عيونها المتسعة , مسح على راسها وقال : كان هذا من زمااان أيام أول أزمة صارت لأفغانستان ..
: ودحين ليه ما نجاهد ؟؟
ابتسم وقال : طاعة ولاة الأمر يا بنتي واجبة ..
: وليه ما يسمحون بالجهاد ليه ؟؟ عاجبهم أمريكا اش تسوي ؟؟
قال بحزم لطيف : يا بنتي ما يصير نتكلم في هالأمور , هم أدرى , وتهمهم مصلحة الشعب وأمنهم أولا وأخيرا ..
ضحكت وقالت : يا دبلوماسي إنت , لا تكون عميل مخابرات وأنا ما أدري ..
ابتسم وقال : لا ماني عميل مخابرات ..
تأففت وهي تقول : يوووووووو , ليه مافي في عائلتنا واحد شخصية كذا في المخابرات , دايم أقرأ عن رجال المخابرات في كل العالم وعممممممممري ما سمعت عن رجل مخابرات سعودي ..
لفت على عبد الكريم وسألت : خالي هو عندنا مخابرات ؟؟
ضحك وقال : طبعا عندنا , كل دولة عندها مخابرات , يلا قومي إلبسي عبايتك عشان نروح لجدتك سلمى , تراها تستناكم ..
ولمن خرجت من الصالة وراحت لغرفتها قالت نجلاء : أظنها حتتجنن لو دريت إنه خالد في المخابرات ..
ابتسم وقال : لا تقولين لها عشان أعرف لسانها مفلووووووت , يعني ثواني ويوصل الخبر لآخر الحي ..
قامت وقالت : أقوم ألبس عبايتي أنا كمان عشان ما أأخرك ..
طالع فيها وهي تمشي وهي تعرج من وجع ركبها رغم إنها ما تجاوزت الـ 45 حس بقلبه ينعصر عليها عصر , زفر وطالع في فنجانه وهو يقول : الله يسامحك يا فهد , الله يسامحك على اللي سويته فيها ..



****************************



يومين ما ترد لا على اتصالاته ولا على رسايله , طالع في العمارة وهو يحس دمه يغلي بداخل عروقه , سحب نفس عميق وهو يقول : لا تطلع إلا وانت هادي ..
زفر بقوة وضرب الدركسون وهو يصرخ بداخله ~ كيف أهدأ وهي مهي راضية تعطيني مجال أتكلم , حتى يوم أتصل على البيت ويرد عمر يقولي تعبانه تقولك اتصل بعد شوي ~ حرك سيارته لمن حس إنه مو قادر يسيطر على غضبه , ولمن خرج من الحارة وتذكر شعوره كل ما دخل شقتهم اللي صار يروح عشان ياخذ منها ملابسه واللي يحتاجه بس رجع لف الدركسون راجع للعمارة وهو يقول من بين أسنانه : الله يلعن إبليسك يا أزهار ..
وقف سيارته بحدة قدام العمارة وخرج وهو يصفق الباب بقوة , من يوم السبت ما شافها إلا دقايق معدودة صباح الاثنين , طلع الدرجات بسرعة عشان ما يتراجع وهو يأكد لنفسه إنه سعيه لها مو إهانه له بقدر ما هو محاولة إصلاح , هو الرجال الأحكم ولازم يضغط على نفسه , وقف عند الباب وسحب نفس عميق صار يسحبه كثير وضغط الجرس , دقايق وانفتح الباب وطل من وراه عمر وهو يقول : يا حيا الله من جانا , وينك يا رجال ؟؟
ابتسم جاسم بهدوء وهو يبادله السلام ويقول : موجودين , كيف حالك إنت ؟؟
: بخير , تفضل ..
أول ما دخل قال عمر بصوت عالي : أزهاااااااااااار زوجك جاااااااااااااااااا ..
ولف على جاسم و قال وهو يلبس صندله : أنا بأروح البقالة أجيب مقاضي للبيت ..
فتح جاسم فمه لكن عمر كمل وهو يفتح الباب : مع السلامه ..
ورجع لف وهمس وهو يمسح لحيته : طول بالك عليها تراها صايرة عصبية , تكفى يا جاسم , ترى تكفى تهز رجاجيل , والله ما أتحمل أشوفها زعلانه ..
وخرج بسرعه و صك الباب وراه , زفر جاسم وهو يحس بثقل في قلبه , ولمن تذكر شي حك جبينه بتساؤل وهو يقول : عادي عنده يخرج بثوب البيت المصري ..
وهز أكتافه ودخل للصالة وهو يقول : ياااااااا ولد ..
قفلت أزهار باب غرفتها بالمفتاح بشويش وسحبت نفس عميق وزفرته وهي تغمض عيونها , ما كانت عندها القدرة والقوة اللي تخليها تواجهه , كانت مرتاحة في اليومين اللي فاتت , تعرف إن هذا يعتبر تهرب وضعف لكنها ما تبغى تشوفه , ما تبغى تشوفه نهائيا , تحتاج وقت عشان تقدر تسترجع قوتها وتلملم شتات روحها , صوت دقاته الهادية على الباب خرجها من أفكارها وخلاها تبعد عن الباب كإنه وحش وهي تطالع فيه برعب وضربات قلبها تتسارع ..
: أزهار ..
~ اشتقت لك , والله اشتقت لك , ياربي لا تخليني أضعف قدامه , لو ضعفت دحين ماعاد أقدر أفرض رأي وبيعرف إنه غبية , كلمتين منه تنسيني كل شي ~ ..
زفر لمن ما سمع لها صوت وقرب من الباب وهمس بتحبب : زهره قلبي افتحي الباب , والله ماني جاي عشان أتفرج في صالتكم و أخرج ..
~ لا تدلعني , أنا ماني ناقصة , لله مشاعري في دوامه ~ غمضت عيونها بقوة , مشتاقة له من أعمق أعماق قلبها المتوجع , ماتقدر تنكر ولا تقاوم , هذي آيه من آيات الله , الموده بين الزوجين آيه , مهما صار و مهمها حدث بينهم هذي الآية بتظل مسيطرة عليهم ~ يارب أتوسلك يارب , خليني قويه و ~ ..
: زهوره تراني أحس نفسي مجنون وأنا قاعد أكلم الباب , بس ...... والله وحشتيني ..
~ خليني أفكر شوي , لا تقاطع أفكارييييييييييييي , ياربي اش أسويييييييييييييييييي ~ سحبت نفس عميق وتوجهت للباب لكنها ترددت وقالت بصوت حاولت قد ماتقدر تخليه قوي وثابت : دقيقة لو سمحت ..
وراحت للمراية , أول ما شافت وجهها انصعقت , راحت وخلعت جلابيتها ولبست تنورة وبلوزة بحكم إن عمر موجود و ما تقدر تلبس بنطلون قدامه , زفرت لمن شافت شعرها وقالت وهي تمسك الشباصة : هي بالله هذا الأندومي اش بيهجده , الحمد لله على كل حال ..
مسدته قد ماتقدر ولمت مقدمة شعرها وأطرافه بشباصة بعد ما حطت شوية كريم وجل عشان تثبته وخلت الباقي على طبيعته الغجرية , كحلت عيونها ورسمتها وحطت زينه خفيفة وما تحركت إلا بعد ما حست برضى عن شكلها , ما تبغاه يجي ويلقاها مهمله نفسها , سحبت نفس عميييييييييييق وزفرته وفتحت باب غرفتها , أول ما شافته يقوم من الكنبه وهو يبتسم ابتسامة غريبة حست بقلبها يخفق بجنون وبحرارة تتسلل لخدودها لكنها في اللحظة الأخيرة ضبطت انفعالاتها بعد جهد جهيد وتقدمت بثبات ومدت يدها بهدوء بارد , مد يده و قبض بكل قوته على يدها وهو يتأملها بصمت , كان يحس بشوق عمره في حياته ما حس به , سحبت يدها منه وجلست على الكنبه المقابله وتعمدت إنه يكون بينهم الطاولة الزجاج عشان تفصل بينهم , جلس وقال وهو يرفع واحد من حواجبه : يا برووووووودك , هذي التحية اللي قدرتي عليها بعد هالغياب ..
طالعت فيه ببرود وقالت : غصب عني ..
طالع فيها بصمت للحظة سأل بعدها : ليش مارديتي على رسايلي واتصالاتي ؟؟
قالت بصدق : ما أبغى أرد ..
حس بغليان دمه اللي حاول يتخلص منه واللي بالقوة تخلص من بعضه يرجع له بشكل أقوى , حاول يضبط أعصابه وهو يسأل : طيب إلى متى بتستمر هالحال , يعني دحين من السبت وانتي هنا واليوم ربوع , كل هذا ولسه ما ارتحتي ..
قالت بثبات : قلت لك أحتاج وقت ..
قال بحزم : خذي الوقت اللي تبغينه في بيتنا , أبويه كل شوي يسأل اش صار وليش إلى الآن مارجعتي البيت , وأمي ما سألتني عن شي لكن نظراتها تكفي ..
نزلت راسها وقالت بثبات : ما أقدر أرجع حاليا , نهائيا ما أقدر أرجع , الصور ..
زفر بضيق وقال بنفاذ صبر : ياااااااااذا الصور اللي ذليتينا فيها ..
رفعت راسها وقالت بحزم : برضو مستهين فيها , الصور المبتذله اللي شفتها إلى الآن تقشعر ببدني وفوق هذا كله على كثر عيوبك ماتخيلت في يوم إنك من هواة تجميع هالصور و ...
اختنق صوتها لمن حست الألم اللي في أعماق قلبها ينضح ويتصاعد بقوة , قطب حواجبه وهو يقول بصدمة : كثر عيوبيييييي , صور مبتذله ؟؟ انت اش قاعده تقوليييييييييييين ؟؟
قالت بعصبية وهي توقف : صور الحريم العرايا اللي شفتها في درجك , ما تتخيل اش حسيت وقتها , تمنيت .... تمنيت ...
وزاد اختناق صوتها وهي تطالع في وجهه اللي كانت تعابيره غير مفهومه , همست بوجع : تمنيت إني ما حبيتك بجنون عشان ما أتوجع هالوجع كله , تمنيت لو إني ما تزوجتك ولا عرفتك ولا ....
وسحبت نفس قوي عشان تمنع الدموع اللي بدأت تتسلل لعيونها وطالعت فيه بألم ممزوج بعتاب وهي تصرخ بداخلها ~ ولا عرفت حنانك اللي أكيد غمرت غيري به , ولا عشقت ابتسامتك اللي أكيد وجهتها لغيري , ولا ......ولا .... ولا ...... ~ صرخت بغيض : حتى مزاجيتك اللي تطلع الشيب حبيتها فيك , وانت كيف تجازيني ؟؟ بعصبية مالها مبرر و رغم كذا أبلعهااااااا , بابتسامات توزعها على كل حرمة ترميك بنظرات إعجاب وأتغاضى عنها وأحط نفسي ما شفتها , كرهت الخروج للسوق ولا التمشيات من كثر ما توزع إبتسامات معجون الأسنان ..
استثارته سخريتها فقال ببرود : النظرة الأولى حلال و الابتسامة في وجه أخيك صدقة ..
فتحت عيونها على اتساعها وصرخت : لا والله , استغفر ربك على هالكلام , أصلا لو إنك نزلت عينك عنها من البداية ولا رميتها بنظرة احتقار على قلة حياها ما كان تمادوا البنات في فعايلهم , يا حسرتي على المسلمين إن كان كل قال نفس كلامك ..
وقف بحدة لكنه تمالك نفسه لمن صرخت وهي تأشر عليه : ماخلصت كلامييييييييي , والله لو فتحت فمك قبل ما أخلص كل اللي في قلبي لا أدخل غرفتي وما عاد تشوف رقعة وجهي إلين أموت ..
كان وجهها محمر لدرجة حسه شويه وينفجر من العصبية , حس بقلبه يرتجف بداخله , من تزوجها عمره ما شافها بهالعصبية وبهالشكل , حس بقلبه المرتجف يذوب وجع لمن شاف جسمها كله ينتفض وهي تقول : استحملت القنوات اللي قاعد تتفرج فيها , ستار أكاديمي و الحقيرات أليسا ونانسي وغيرهم , كللللللللللللللللها تغاضيت عنها وقلت بيجي يوم وتحترم فيه مشاعري كملتزمة قبل ما أكون زوجة وتبطل مشاهدة هالأشياء على الأقل قدامي لكنك ما احترمت ولا وحده من الثنتين ..
وكورت يدها المرتجفة وضغطتها في راحتها اليسرى وهي تقول : ضغغغغغغغطت على نفسي ضغغغغغغغغغط وأنا أشوفك تتمرن على العود وبينت لك مليون مرة بالكلام وبالخروج من الغرفة إني ماني موافقة على وجوده في بيتي لكنك ما اهتميت ..
ومدت يدها على اتساعها وهي تصرخ : كان ممكن أستحمل كللللللللللللللل اللي صار , كلللله أغفره و أصبر عليه أو أتجاهله , حتى الصورالخليغة كان ممكن أتغاضى لأنه كل هذا كووووووووووم والنونو كوم , هذا كيف بيعيش في هالبيئة , كيف بيتربى بيني وبينك ؟؟ أنا بأقوله الأغاني حراااااااااااام وإنت بتدق له عوووووووووووود , بأشغله المجد وإنت بتشغل له سبيستون وإي آر تي , أنا بأحفظه القرآن وإنت بتدندن له آخر أغنية في آخر أوبريت صار , أنا بأحكيه عن سيرة الرسول و أبو بكر وعمر وإنت بتحكيه عن بيكهام و أحمد نور , أنا بأعلمه حب المسلمين وكره الكفار وإنت بتزرع فيه إن الإتحاد أحسن من الأهلي اللي تكرههم وتحتقرهم ..
واختنق صوتها للحظة قبل ما ترجع تقول بألم : أنا حزنانه عليه من قبل ما يجي , أنا بأوريه صور الحيوانات والفواكه وبيجي يوم بيطيح على صور زي الصور اللي شفتهااا ..
غمض عيونه بقوة وفتحها بسرعة يطالع فيها بصمت , كلامها كان مباشر وحاد بطريقة مرعبة , بطبيعته لمن أحد يهاجمه يهاجم حتى لو كان غلطان لكن منظرها خلاه يتراجع عن هالمبدأ ويكتفي بالصمت , قوتها الواضح لعيونه إنها تدعيها واللي يفضح هشاشتها جسمها المرتجف وعيونها اللامعة اللي حاربت الدموع بضراوة كل هذا حسه يطعنه مليون مرة , رغم كل عيوبه اللي ذكرتها ما كان من ضمنها تلذذه بقهر المرأة , ماكان هاين عليه إنها توصل لهالحال بسببه , كان كل جزء في جسمها يرتجف من العصبية , لف حولين الطاولة وتقدم لها , و رغم إنها حست براحة غير طبيعية وفتور غريب في جسمها بعد ما فرغت كل الكلام اللي كان يصارعها أيااااااام وليالي طويلة إلا إنها قالت بقوة : حسك عينك تقرب مني ..
سألها وهو يتجاهل تحذيرها : خلصتي كلامك ؟؟
قالت بعصبية وهي تتراجع : ما خلصت لكن هذا اللي جا في بالي دحين ..
رفع واحد من حواجبه فقالت بحده وبدون تفكير : إيوه و أككككككككككرهك لمن ترفع حاجبك بهالطريقة ..
تصنم في مكانه وطالع فيها بصدمة قبل ما يقهقه من قلبه لدرجة رجع راسه على ورى , زمت شفايفها بغيض وعقدت ذراعينها قدام صدرها وهي تقول من بين أسنانها : الله يبسطك دوم , أصلا دايما أحر ما عندي أبرد ما....
اختنقت باقي حروفها لمن لقيت نفسها في أحضانه , حاولت تبعد لكنه ضمها بقوة وهو يهمس : كله معترف فيه لكن والذي خلقني ما أعرف شي عن الصور اللي تقولين عليها , عمري ما حبيت هالصور ولا عمري احتفظت فيها لا في جوال ولا في أوراق ولا حتى في جهازي ..
كانت تحس إنها على شفير الانهيار , ثواني وتنفجر صياح على صدره , تنفجر بدموع وجع و ألم وشوق و حنين , لكنها تذكرت إنها ماتبغى تنهي الموضوع بدون شروط , استجمعت البقية الباقية من شتات قوتها ودفته بعيد عنها وقالت : هذا ما يغير من حقيقة إني لقيتها في درجك ..
قال بحيرة : في درجي مو جهازي !!
طالعت فيه بحيرة مماثله وهي تقول : جهازك !! أصلا أنا عمري ما فتحت جهازك و ...
قطبت حواجبها بعصبية وكملت ببراءة : لا تغير الموضوووووع , الصور لقيتها في درجك يعني صورك , إلا إن كان أنا حطيتها وأنا ما أدري , مافي غيري وغيرك في البيت و ....
قطب حواجبه بتفكير وهو يحاول يفهم اللي قاعد يصير , ولمن شاف إنه مافي فايدة من تفكيره رجع يركز عقله مع أزهار اللي أنهت كلامها وهي تقول بحزم : هذا كل اللي عندي ..
طالع فيها بحزم وقال بثبات : ولو حلفت لك إني ما أعرف شي عن الصور اللي قلتي عليها بتصدقيني ..
عيونه المثبته على وجهها لمحت التردد في اختلاجات وجهها اللي كانت تجاهد عشان تخليه ثابت بارد مليء بالقوة , قالت بهجوم عشان ما تعطيه مجال يحلف لأنه ساعتها بتصدقه وبينتهي الموضوع : أجل إنت اش كان قصدك بالخصوصيات اللي تقول عليها لمن كنت أناقشك في الصور ؟؟
ضبط ملامحه بإحتراف وهو يقول بهدوء : جهازي لقيته مغلق بطريقة غلط , يعني واحد نازع الفيش بسرعة من دون ما يسوي إغلاق للجهاز , ولمن راجعت المستندات الأخيرة لقيت الشخص متصفح في ملفاتي القديمة وأنا الحقيقة ما أتذكر اش في هالملفات لكن اللي متأكد منه إنه مافيها شي من هالكلام اللي تقولينه ..
تأملته بصمت , كان عارف إنه عقلها قاعد يدور وعيونها تستنى تشوف بعض الإرتباك عليه عشان كذا جمد نظراته عليها بهدوء , بعد لحظات حسها بتدوم للأبد زفرت وبعدت نظرها عنه وهي تهمس : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
وجلست على أقرب كنبه وهي تكمل بذات الهمس : ما أدري , أحس في شي غلط , في شي ماني فاهمته ..
ركع على الأرض قدامها وحط يدينه على ركبها و سألها بهمس وهو يتأمل عيونها التايهة : زهره , تحبيني بجنون ؟؟
فتحت عيونها على اتساعها ورصت يدينها بقوة في حضنها وحمرت خدودها وهي تقول بصوت مخنوق : هااااااا , مين قال ؟؟
همس بابتسامة رقيقة وهو يمد يدينه ويحطها بشويش على يدينها عشان ما تسحبها : انتي قلتي ..
قالت وهي تلف وجهها : كذابة , الكذب على الزوج حلال , يعني ممكن أقولك إنت أحلى رجال شفته وانت قررررررررد ..
مسك ضحكته لمن ضغطت على الكلمة ولف يدينه وقبض بقوة على يدينها الصغيره مقارنة بيده وطالع في جانب وجهها وهمس : راضي إني أكون قرد إن كان بتقولين لي إني أحلى رجال شفتيه ..
شاف التواء شفتيها بشبح ابتسامة قبل ما تضبطها وهي تقول بهدوء : الشهادة لله منته قرد ولا ما كان ذبحوني الحريم بملاحقتهم لك , بس ..
لفت عليه لمن اكتشفت حاجة وقالت بعفوية : تصدق ليتك قرد عشان محد يطالع فيك ..
انفجر بالضحك , ضحك و ضحك وضحك إلين دمعت عيونه , سحبت يدينها منه وهو يضحك وقالت بضيق وهي تدفه بعيد عنها : يوم أقولك أحر ما عندي أبرد ما عندك ماتصدق ..
جلس على الأرض من دفتها وهو يحاول يمسك ضحكه , مسح عيونه وهو يتنحنح عشان يصفي حنجرته ويوقف ضحك وعدل شماغه وعقاله اللي حسه تزحزح من دفتها , كانت تعاني من كثر ما تحارب مشاعرها , رجع ركع على ركبه ومد يدينه عشان يمسك يدينها وهو يقول بتريقة : انسي الدقايق الأخيرة خلينا نرجع من عند سؤالي اللي ما جاوبتي عليه ..
لمن تذكرت سؤاله المحرج ضربت يدينه بخفه وهي تقول بغيض : حلوه ذي انسي , شايفنا في فيلم ولا مسلسل !! قوم عني قوم ..
قال بعصبية وهو يقبض على يدينها : يا دبــه وحشتيني ..
حس بجمود وعرف إنها تصغي له , ابتسم وقال بحب وهو قاصد يغيضها : والله وحشتيني , وحشني خبالك وإزعاجك و تهديداتك و زنك اللي ما يخلص , حتى تصحيتك المتخلفه بالمويه كل فجر وسعلوتك وحشتني ..
سحبت يدينها وقامت بعصبية وهي تقول : ما قلت ولا شي حسن , كله ذم سيد جسوم ..
قام وهو ماسك ضحكته وقال : طيب هذا اللي افتقدته من يوم رحتي ..
طالعت فيه بصدمة وقالت وهي تأشر بيدها بعصبية : بسسسسسسسسسسسسسسسسس , هذا اللي افتقدته ..
حرك حواجبه وقال : وشي ثاني بس لو بأطريه بتعصبين ..
رمته بنظرات حاده ~أزهار اعقلي , هو ما قال شي غلط , هذا حقه ~ وبعد ثواني زفرت و قالت بهدوء : إذا على الشي الثاني أنا مستعدة أرجع البيت الليلة وأوفي حقوقك كلللللللللللها عشان ما تلعني الملائكة ....
و تحركت لغرفتها , لحقها بسرعة ومسك يدها وهو يضحك ويقول : كنت أمزح أمممممممممممزح ..
~ يلعب بأعصابي و مشاعري ويقول يمزح , يا نااااااااااس أذبحه , أفجره ~ سحبت يدها و صرخت بعصبية : أنا مريضة نفسيا و حااااااااااااامل ما يصلح معايا المزح الزغل اللي قاعد تمزحه , بعدين تعااااااااال إنت يوم تسأل تحبيني بجنون و ما أدري اشكله , عمرك قلتلي أحبك يا سيد جسوم ؟؟..
ولمن شافته يفكر قالت بحزم وهي تأشر بإصباعها : ولاااااااااا مره ..
قال باعتراض وهو مقطب حواجبه : أقولك حبيبتي ..
: ناااااااادرا و بعدين فرق بين حبيبتي و أحبك , مو أنا أقول لريناد لمن أطلب منها شي روحي حبيبتي ولا جيبي يا حبيبتي ..
حك حاجبه اليمين وهو يقول : طيب أقولها دحـ ..
قاطعته بحزم : مالها طعم دحين بعد ما قلت لك , أصلا ما عمري انتظرتها منك لأن الحب بالأفعااااااال مو بالكلام , أنا بس حبيت أنبهك ..
طالع فيها بجدية وقال : طيب أطلبي اللي يرضيك ..
~ أخييييييييييييييييييييييييييييييييرا , مابغيت تقولها , شكرا يارب شكرا ياااااااااااااااااااارب ~ أخفت ابتسامتها وهي تقول بحزم : العود يخرج من بيتنا ..
وضغطت على كلمة بيتنا عشان تحسسه إنها مازالت تحس بالانتماء له , قال بتأكيد بعد لحظة تفكير : جاك ..
قالت بهدوء كإنه موافقته هذه ما أثرت فيها رغم إنه قلبها يتراقص فرح بداخلها : والدش كمان ..
طالع فيها بحده وهو يقول : نـــعــــم , وفين تبغيني أروح يوم يكون في مباراة ؟؟ أروح مقهى برأيك وسط الدخان والشيشة وغيره , يعني يرضيك هالشي ..
~ يا ذي المباريات هي والأخبار مسوين زحححححححمة , كل دخل الدش بيته وقال عشان المباريات والأخبار والعيال وغيرهم يا غير يفرفرون في باقي القنوات ~ قالت بهدوء : مو شرط مقهى , روح عند واحد من الشباب , من كثرها المباريات , إنت بنفسك تقول إنها كل فترة يعني مو على طول تحتاج الدش ..
كمل بسخرية : ليش ما نفصل التلفون والكهربا كمان ..
قالت ببرود وهي ترفع حاجبها تقلد طريقته : إذا تبغى تفصل التلفون إفصله الحمد لله عندنا جوالات لكن الكهرباء ما أنصحك لأنه ساعتها كيف بأشغل الغسالة وأغسل ملابسك والكاوية كمان كيف بأكوي , حتى الطبخ ما أقدر أطبخ في الظلام والأهم من هذا كله كيف بتشغل جهازك ؟؟..
رفع حواجبه وهو يطالع فيها بصمت دام للحظات , خافت من فشل طريقتها لمن شافت ملامحه تدل على طفشه فتحركت بسرعة ورفعت نفسها على أطراف أقدامها ولفت يدينها حولين رقبته وضمته بقوة وهي تهمس بشوق : ياربي كيف وحشتني ...
وغمضت عيونها وهي تضمه أكثر وكملت بحب صادق هامسة : كل شي فيك اشتقت له حتى ريحة عطرك ..
~ يارب يوافق , ياربي ما احتمل بعده , يا حي يا قيوم تجعله يوافق , يا رب أسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أجبت إنه يوافق ~ بعد لحظات فتحت عيونها بتوتر وخوف لمن حست بجموده , يدينه على جانبينه , ما بادلها الحضن ولا همس بحرف ~ ياااااااااااااارب أتوسلك ~ قبضت بأصابيعها على غترته و ضمته أكثر وهي تهمس برجاء متوجع : جاسم ..
: جاك ..
ولمن حست بيدينه حولينها تضمها بقوة وهو يكمل بهمس : تامرين بشي ثاني ..
هزت راسها بلا و الدموع تتجمع في عيونها وهي تهمس : ما يأمر عليك عدو ..
و دفنت وجهها في كتفه وهي تقول بصوت مخنوق : جاسم أحبك , والله أحبك ..
وتسللت دموعها وهي تهمس : الله يخليك لا تخليني أبعد عنك مرة ثانية ..
وانفجرت تصيح من أعمق أعماق قلبها وهي تتذكر ~ عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , ماكان ليصيبك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ~ كرهت الصور وتمنت لو إنها ما شافتها , قلبها انسحق وتفطر لكنها تذكرت إن المؤمن أمره كله خير إن جاءه خير شكر وإن أصابته مصيبة صبر فدعت ربها يصبرها , من كان يتخيل إن الصور هي اللي بتكون سبب في خروج العود والدش من بيتها , كانت تحس نفسها منهارة وكل جسمها يذوب وأطرافها ماعاد تشيلها لولا يدينه القوية المحيطة بخصرها ..



***************************



: شويه ما شفت إلا صاحبه جاره وهو يقوله , لا تطولها وهي قصيرة , ما بقي إلا ترقمهم ..
انفجروا البنات بالضحك وقالت البندري من وسط ضحكها : ماشاء الله , حافظة كلامه حرف حرف ..
قالت سفانة وهي تضحك : لا ولا حظي نبرات صوتها ما شاء الله , نففففففففس نبرة الولد ..
لفت العنود بوزها وقالت : قولوا ما شاء الله ..
قالوا في وقت واحد : قلنا ..
قالت الهنوف : عاد العنود وماشاء الله في زحمة ..
بعدت بلوزتها وتفلت جوتها وهي تقول : بسم الله عليه , بسم الله عليه ..
وضمت أصابيع يدها وحركتها بشكل دائري فوق راسها وهي تقول : خمسة وخميسة ..
زاد ضحكهم لمن قالت ريم : جاتكم أم البدع والتخاريف , هي بنت مايجوز اللي قاعده تسوينه , اش خمسة وخميسة ؟؟..
هزت أكتافها وقالت : ما أدري أشوفهم يسوونها لمن يخافون من العين ..
قالت أسماء بهدوء : هذا بلانا , إحنا أمه تتبع كل شي بلا تفكير ..
هزوا سمية و الخنساء روسهم وهم يقولون : نعم , نعم ..
طالعت فيهم أسماء بنظرات بااااارده وضربتهم الهنوف من ورى روسهم وهي تقول : بلا تريقة إنت وهي ..
قالت البندري : ها هنوف بشري لقيتي الأقمشة في العماري ..
سحبت كيس كبير وهي تقول : أهااااااا , ما عدا البلوزة العشبي ما لقيت قماش بنطلون نفس الدرجة الغامقة أو أي درجة مقاربة ..
وبدأوا يخرجون من الأكياس الأشياء اللي اشتروها , لأنه من ضيق الوقت توزعوا كل جماعة تسوي شي , دخلت خولة المجلس وهي محملة بأكياس كثيرة , نزعت غطاها وهي تلهث وتقول : السـ .. ـلام عليـ ..ـكم ..
ردوا عليها السلام وفزت سمية و الخنساء وشالوا عنها الأكياس , رمت نفسها بكل ثقلها على الكرسي وهي تقول : واااااااااو يا رجولي , ما عاد أقدر أمشي , استغفر الله العظيم ...
ودخلت وراها ساره وهي تقول بتأفف وهي تنزع طرحتها : ذكروني ما عاد أروح سوق مع أمي مرة ثانية ..
قالت حمده : محد قااااااااااااااالك دوري من صباح الله خير إلين دحين انتي وبنتك ..
قالت خوله باعتراض : جده أي من صباح الله خير , أنا ما تحركت إلا قبل المغرب بشوي , بعدين ما خلصنا أغراض الزواج وما بقي إلا ستة أيام وها اليوم خلص يعني خمس أيام بس ..
قالت العنود : رجاء , رجاء بدون عد لأنه عندنا عرايس ما يبغون أحد يعد لهم كم باقي ..
قالت حمده بعصبية تخاطب خولة : والله الشقى هو اللي موديك , أصلا الدبش يغلق في يوم واحد , أروح لمحل كبير وأقـــــشقش من الملابس وأخرج ..
قالت نورة بهدوء : أمي الأسواق ماعاد هي زي أول , و طلبات البنات كمان ماعاد هي زي أول ...
لفت خوله عن نقاش أمها وجدتها و قالت تخاطب بناتها : والله لو يدري عني أبوكم إني لبعد العشاء في السوق يطلقني ...
ضحكت سمية وقالت بمزح : زين أمي , خليه يدري عشان يصير في حياتنا أكشن و ..
قاطعها صوت حمده المعصب وهي تقول : و يعل يكشنونك في نار جهنم قولي آمين , قال خليه يدري قال ..
البنات ما قدروا يستحملون أكثر , ضحكوا وقهقوا على جدتهم اللي دايما تمسك آخر كلمة وتحولها لسبة إذا ما عجبها الكلام اللي ينقال , حتى لو ما كان للكلمة معنى ..



***************************

........................ يتبع ..

في الرياض :
في بيت سلطان عبد الكريم الـ .... :

: لازم ننهي الموضوع ..
صوته الجهوري رغم السنون اللي شرخته سكت كل الموجودين , التفت عبد الكريم لأبوه اللي كمل كلامه : لازم ننهي الموضوع اليوم , أم ماجد وجارتين أكدوا رضاع سحر من وفاء ..
أخفى صقر توتره ولف وجهه و سطام يأشر بيده وهو ينطق بعض الكلمات بصوت مخنوق , زفر عبد الكريم وقال : في فرق بين الثنتين , هم مهم توأم متماثل زي ماهر وسامر عشان ما نعرف نفرق مين اللي رضعت , الكل أكد إنه سحر هي اللي رضعت ..
تنهد سطام وأشر على جانب راسه وهو يقول بذات الصوت : دـيا مجـ ـونه ..
ابتسم ماهر وقال : حلللوة دنيا مجنونه ..
قام سلطان وهو يتوكأ على عصاه , فز عبد الكريم وحط يده اليمين ورى ظهره وباليد الثانية سند بها يد أبوه وهو يقول بصوت خفيض : بتروح داخل ..
قال سلطان وهو يضغط على يد ولده وعلى عصايته عشان يعدل وقفته : بأروح أخبر أمك واللي جوة باللي صار ..
بعد ما تحركوا داخلين ووراهم عبد العزيز وخالد , زفر صقر وهو يلعب بخاتمه اللي حاطه في خنصره ويطالع في الموجودين , أخوانه و التوأم و عبيد و عادل , قال ماهر وهو يدقه : هي أخويه , اش أخبارك ؟؟
: ماهر ..
قالها سامر باستنكار , كان حاس بتوتر صقر ومشاعره المتضاربه , قال ماهر باعتراض : أنا اش قللللللللت ؟؟ ماقلت غير الحقيقة ..
ولف على صقر وضربه على فخذه بأطراف أصابيعه و قال : أحلى شي لمن تجي تسهر عندنا نقدر نلعب أربعة , البنت مكتوب على جبهتها بالوت ..
ضحك صقر غصب عنه , ما كان يتخيل إنها تلعب بالوت , وفتح سطام عيونه على اتساعها وأشر بيده بسرعه وهو يهمهم : مـ وله .. ـهر ...... بـ.ا.ـوت ..
قطب ماهر حواجبه وأشر بسبابته إنه يعيد اش قال , فقال سامر وهو يأشر بسرعة : معقوله ونص , فناااااانة بالوت ..
قال ماهر بغيض : اش معنى انت تفهمه وأنا لااااااااااااااا ...
ضحك سامر وقال : كان معايا واحد أبكم في ..
وتردد للحظة قبل ما يكمل بذات الابتسامة : مجمع الأمل اللي كنت أتعالج فيه ...
: أشوووووووووفك خبير ..
وتابع بابتسامة لمن شاف إنه صقر ارتاح من مزحه : بس في شي سيء , ماعاد نقدر نقولها سوي العشاء لأنها ماكانت تسويه إلا عشانها تستحي منك , دحين بتضربك بأي شي قدامها بدون اعتبار ..
قال سامر وهو يحك راسه : الله يعينك على ضربها وعصبيتها ..
ابتسم أسامة وقال بمزح : يعني دحين زادت عندنا أخت , لاااااااااا إله إلا الله , هذا بس فالح يجمع أخوات , يا خي إنت والـ ..
ولف يأشر على سطام المبتسم وكمل : ـدلخ الثاني تجوزوا وفكونا خلونا نشوف حياتنا ..
نزل سطام عقال بيده وهو يأشر باليد الثانية على نفسه وهو يقول : أـا .. د ــخ ..
فز أسامة بسرعة وهو يقول : محشوووووم والله , آآآآآآآآآنا الدلخ مو انت , بس تكفى رجع الماغنوم مكانه ..
وحك يدينه وهو يقول : عاد هو عليه لسعات ..
من وسط ضحك الشباب قال : سامر , تستااااااهل , اللي إنت يالبزقة تبغى تتجوز قبلنا ..
قال أسامة باستنكار : حراااااام عليكم , 22 سنة بزقة , خلاااااااااااص أنا عجزت أبغى أتجوز إفهموووووووهاااااااااااااا ..
ولف على سطام وصقر وقال بعصبية : تجوزا ..
زاد ضحك الشباب عليه وعبيد اللي في نفس سنه يقول : الله يفشلك , تخرج من الكلية وتوظف بعدين قول أبغى أتجوز , بتصرف على بنت الناس بألف المكافأة اللي تجيك ..
قال باعتراض : أبويه يصرف علينا إلين ربي يسهلها وأتوظف ..
قال صقر : لا والله و إحلف , أصلا ميييييييين اللي بترضى بواحد زيك , لا شهادة و لا وظيفة ..
قال بمزح : عندي سيارة كامري ..
مسح ماهر عيونه اللي بدأت تدمع من كثر الضحك لمن أشر لهم سطام بتريقة , وسامر يترجم حركاته السريعه ويقول : بيأكل بنت الناس شكامانات ويشربها بنزيـ ..
وانفجر ضحك وهو يقول : لا ويقولك فصلها فستان من تظليل السيارة ..
طالع فيهم أسامة بطفش وهو يزفر بضيق , قال صقر : هذا كللللللللللله من طارق الله يساااااامحه , تزوج وخلاك تغار ..
خرج عادل من صمته على غير العادة وقال : أنا أخوه و أكبر منه ما غرت هو يغار ليه ..
قال عبيد وهو يحك شعره الطويل اللي يوصل لأطراف أكتافه : والله أنا غرت , مو هو كان خوينا ولاصق فينا , ويا غير مشعث الشعر ونحيييييييييف بيموت , دحين الوجه ربرب وبانت النعمه في خدوده ولبسه أحسن لبس ..
قال عادل برعب : قول ما شاء الله تحسد أخوي ..
: ما شاء الله , ما شاء الله ..
وجلسوا يتناقشون عن محاسن الزواج ومساوئه ...



**************************



في جدة :
في فيلا حمده :

قاومت ابتسامتها وهي تسمع حمده تقول بعصبية : خمسة أياااااااااام , وإنت ساكت عنهم , دحين تخليه يروح ويرجع حرمته ..
الكل التزم الصمت , زفر أحمد وقال : يمه هو مو بكيفي , ما أبغى أتدخل في خصوصياتهم , هو قال البنت تعبانة , خلاص متى ما ارتاحت رجعت ..
قالت : الحرمه ما لها إلا بيت زوجها , دق لي على جاسم دحين ..
قالت نورة بهدوء : أمي الله يسلمك الأمور ما تنحل بهالطريقة , خلي جاسم يجي واسألي عن الموضوع ..
وأشرت للبنات يطلعون من الغرفة , خرجوا كلهم ما عدا خولة اللي قالت : جده يمكن هم عندهم مشاكل ولا شي ما يبغون أحد يتدخل بينهم ..
راحت للمطبخ وسمحت لابتسامتها بالظهور وهي تقول : أخيرا ..
ورفعت جوالها ودقت على رقم وانتظرت الإجابه وهي تمرر سبابتها على طاولة الطعام الموجودة في المطبخ , ولمن وصلها الصوت الناعم قالت بفرح : يا جنية فكرتك نجحت ..
وصلتها ضحكتها الناعمة الملتوية وهي تقول بصوت عذب : قلت لك اسمعي شوري وما بتندمين , المطوعات هذولي ما ينفع معاهم إلا كذا , إلا عوعو حبيبي ..
: هلا , آمري , تدللي ..
رجعت تضحك مرة ثانية قبل ما تهمس : أهم شي جبتي من أثره شي ..
قالت وهي تلعب في طقم العلب الفخارية الأربعة المرسوم عليها فواكه : طبعا ودي عايزة سؤال ..
: حلووو , متى مالقيتي وقت جيبيه لي مع 400 ريال وجاسم في لمح البصر يكون طوع بنانك ..
ضحكت و قالت وهي تفتح وحده من العلب وتطالع في محتواها : الله لا يحرمني منك ..
: عهود ...
التفتت عهود لريم وقالت بطفش وهي ترجع تغطي السكر : خيييييييييييير ..
قالت ريم بضيق : و إذا بليتم فاستتروا , مالقيتي تتكلمين إلا هنا ..
زفرت عهود وقالت بحده : قاعده أكلم صحبتي حراااااااام يعني ..
زمت ريم شفايفها وقالت ببرود : كإني ما أعرف صحباتك المقصودات ست عهود ..
مدت عهود الجوال وقالت بتحدي : خذي كلميها إذا منتي مصدقة ..
رمتها ريم بنظرة حادة وخرجت بعد ماقالت : انت وربك ..
رجعت الجوال لإذنها وقالت : إيوه يا عمري , لالالالا هذي الغثيثة اللي ينقال عليها أختي الصغيرة , هاااااااا ..
وضحكت وهي تقول : إي والله إحمدي ربك اللي ما عندك أخت صغيرة تجيب لك البلى , هذي لصقة , من مدة سمعتني و أنا أكلم فوفو ومسكتها علي , إنت وإنت وحاطه فيها ناصحة وهي قبل كم يوم وجهها تلون سبع ألوان يوم كلمها ولد عمي , وتهمس بشويش و تتلعثم ..
: عوعو الله يخس ابليسك ذكرتيني بأيام الثانوي ..
لمن دخلت العنود وسفانة ووراهم الهنوف قالت : جي جي أكلمك بعدين يا عمري , يلا مع السلامة ..
اتكت العنود بكتفها على جدر المطبخ ومثلت كإنها ماسكه جوال وقالت بصوت مدلع : أكلمك بعديييييين يا عمري , مع السلامة ..
ضحكوا البنات وقالت سفانه : ماااااااا ششششششششاء الله , تقليد ولا الواقع ..
حطت عهود جوالها في جيب بنطلونها وقالت بحماس : داخلين المطبخ ليه ؟؟
قالت العنود وهي تأشر على الهنوف : الهنوف بتسوي لحسا ..
اندفعت الهنوف من وراها وغطت فمها بيدينها وهي تقول بخجل : إنت ما تتبل في فمك فوله ..
ضحكت عهود وقالت بدلع : ممكن أساعدكم في مشروعكم السري ..
استغربوا هالمبادرة من عهود الدائمة الإنعزال لكنهم رحبوا بها بحماااااااااس ..




*****************************

في نفس الوقت في الرياض :

ابتسم سلطان وضم سحر وهو يقول : أصلا كلكم في كفه وهذي في كفه , هذي حلالي و مالي ..
ولا شخص من الموجودين قدر يعلق لأنهم يعرفون معزة سحر عند جدها , حمحمت سحر بفخر وقالت وهي تسلم على يده : الله يخليلي أبو عبدالكريم ..
قالت سلافه بعدم اهتمام مصطنع : عادي , عادي so what??ويعني يحبك أكثر ..
قطب سلطان حواجبه وقال : سوا مات , عهدي بسوا بطاقات تفلون ..
ضحك الكل على كلمته وقالت أم عادل ثاني أكبر بناته : أبوي , البنت تتكلم إنجليزي ..
انتصب في جلسته وقال : أنا أخو مبارك , تتكلم لغة الكفاااااار , بوش والملعون الثاني حق اسرائيل , لييييييييه ؟؟ ..
كتموا البنات ضحكهم لمن أشر لهم عبد الكريم وهو يقول بهدوء لأبوه : أبويه لازم الواحد يتعلم لغة عدوه عشان يأمن مكره , بعدين لغتهم صارت ضرورية هالأيام لأن الكل يتكلم بها في الشرق والغرب ..
زفر وقال وهو يرجع يريح جلسته : بس برضو , أنا ما أقول ما نتعلم , لااااااازم نتعلم , الله قال إقرأ للرسول وهو ما يقرا ولا يكتب , أنا قصدي اش موزمه تستخدمه هنا ..
قطبت سلافه حواجبها وقالت بعدم استيعاب : إييييه ؟؟ ايش اش موزمه ؟؟
قالت جدتها سلمى تفسر لها : ياللي ما تفهمين , يعني اش قام به ؟؟
ماعاد قدروا يكتمون ضحكهم , ضحكوا من قلب خاصة لمن زمت سلافة شفايفها بضيق و قالت بصوتها النحيف : تكلموا عربيييييييييي هو أنا فهمت الأولى عشان أفهم الثانية , أنا عارفه إنتم الإثنينه متعاونين عليه ..
قالت عمتها أم عبيد اللي تصغر أم عادل بثلاث سنين : يعني , اش له داعي إنك تتكلمين إنجليزي , فهمتي ..
قالت وهي لافه بوزها : مو كان قال هذي من أول بدل الموزم و قام به هذه ..
قالت أريام بلهجة جدتها وجدها : الله , دحين قمتوا تبطرون على كلمات الأولين , من دخلتوا المدارس تحسبون نفسكم غديتم أسنع منا ..
سحر اللي جالسة عند رجول جدها اللي جالس على كنبه في صدر الصالة قالت تقلدها : إي والله , ترى الأولين اللي ما يعرفون يكتبون و يقرون هم اللي علموكم كيف تدرسون وبالمطاااارده دخلوكم المدارس ودحين جاين تكبرون على كلام اللي ربوكم وربوا أبوانكم ..
مد سلطان يدينه وضمها وهو يقول : ويعلني ما أفقد هالحس والصوت , حكيمة هالبنية ...
وبعد وقال : خشمك خشمك ..
رفعت نفسها وتخاشمت مع جدها وسط ضحكهم على سلافة اللي قالت : إي سحر تقولها your nose وأنا طحت فيني , ما أقول إلا الله لنا ..
و سلطان اللي قال بعصبية : هذي اش تقول اش تقول , الموز تلقينه في المطبخ مو عندي ..
لفت بوزها وهي تسمع لهروجهم المتفرقة , شويه قامت ريم و هي تقول : أنا أجيب المعجنات من المطبخ ..
قالت سلافه بضيق : ريمو جيبي لي مويه ..
ما خلصت جملتها إلا وسلطان لاف عليها وهو يقول بتريقة : مووووويه , اسمه ماء , مااااااااء , حتى الماء قمتو تدلعونه , لا حوووووول ..
قالت سلمى لمن شافت وجه سلافة المتغير : سلطان , اش فيك على البنية ؟؟
رفع راسه ومرر سبابته من تحت لحيته يأشر على حلقه وهو يقول : شايفه هالمكان , مهي داخلتلي منه أبد هالبنية , ماني بالعها ..
وأشر على أعلى حلقه وقال : هني , ناشبة هني ما تحدر ..
قامت و هتفت باستنكار وبصوت باكي : جدووووووووووووووووووووووووووو ...
ضحك وقال بتحبب : يا عونه , أمزح معاك أنا ..
رجعت جلست وهي لافه وجهها وباين عليها إنها قاعدة تبلع البكى اللي كان على وشك الخروج ..
قالت سلمى بضيق : هذا ينقاله مزح , نشفت دم البنية و عورت قلبها ..
قال بهدوء : لالالا هي عارفه جدها زين ما بتزعل ..
جات نجلاء من جهة جهة غرفة أمها وأبوها وقالت بهدوء : أبويه , خالد يقولك تراه يستنى من زمان ..
قالت سلمى وهي تقوم : أروح أسلم عليه ..
سندتها أم أيمن أصغر بناتها و ساعدتها لمن خرجوا من الغرفة , قام سلطان ووراه أولاده وخرجوا , شويه وقامت أم عادل و أم عبيد , دقايق ورجعت نجلاء وقالت : سحوره تعالي صبي القهوة للي جوه ..
قامت سحر وتحركت خارجة وقبل ما تتحرك أي بنت همست نجلاء : ولا وحده تجي الغرف سامعين , خلود تعالي الله يسعدك ..
وخرجت وخلود وراها وهي تقول : خير اش فيه ؟؟
أريام وأخواتها التزموا الصمت وطالعوا في سلافة وسمر وبنات عماتهم اللي كانوا مستغربات من اللي قاعد يصير , نطت هيام من مكانها وحطت يدها موضع قلبها وهي تقول : يا حبيبتي يا سحووووووره ..
سمر اللي كانت مشغولة عن العالم بتغير حفاظات ولدها وتجهيز رضاعته استثارتها الكلمة فلفت عن ربيع وقالت بتوتر: اش فييييييييييه ؟؟ سحر فيها شي !!
غدير بنت أم عادل المربعة جنبها على الأرض وهي حاطة ولدها فوق رجولها على بطنه وتهزه قالت بحماس : لااااااااااااا تقولين جاها عريس ..
: واااااااااااااااا ..
: nooooooooooooo waaaaaaaaaay ..
: يااااااااااااااي ..
: حماااااااااااااااس ..
تباينت صرخات البنات المتحمسة , وطالعت أريام في ميعاد بتوتر , لفت سمر بوزها وقالت بضيق وهي تشيل ولدها الباكي وتضمه لصدرها وهي تلقمه الرضاعة : لو كان خطبة كان دريت ..
سحبت ميعاد أختها وجلستها وهي تهمس بهدوء : هيااااااااام قلنا الموضوع ما يطلع قبل ما تدري سحر ..
قالت باعتراض : خلاص هي هناك وراحوا عشان يقولون لها ..
: يقولون لها على إييييييييييييه ؟؟
: told her what ؟؟
رفعت هيام راسها على سؤال سمر وسلافة , وانصعقت لمن لقيتهم كلهم يطالعون فيها بترقب , عضت شفتها بعدين قالت بشكل قاطع : طلع إنه سحر راضعة من وفاء يعني صقور خالها ..
صمت دام جزء من الثانية قبل ما تتعالى صرخات الصدمة و الاستنكار وعدم التصديق صرخت : كذاااااااااااااااااااابة ..
: إحلفي ..
: هيام تتريقين ..
ضربت سمر صدرها وقالت بفجعة : متى هالكلااااااااااااام ؟؟؟ وليه طلع دحين هالكلام ؟؟
وقالت سلافة وهي تسد أذنيها : impassepol , I’m dreaming , noooooo it’s a nightmare ..
***
ابتسمت سحر لهم بتوتر لمن قامت خلود وصكت باب الغرفة وتحركت جنب جدها اللي أشر لها تجلس بينه وبين أبوها , كانت تحس بخووووووووف غريب , جلست ونقلت بصرها بين جديها وعماتها الأربعة و عمها الوحيد وركزت نظرها على خلود اللي رجعت وجلست في مكان مقابل لها وهي تبتسم بتشجيع , رجعت ابتسمت مرة ثانية لكنها سرعان ما ذابت لمن حست بيد جدها على فخذها وهو يقول بهدوء : في وحده من الحريم قالت إنها رضعتك ..
فتحت عيونها على اتساعها لكنها التزمت الصمت وهي تحس بعقلها يدووووووووووور بلا توقف ..
: سحر ..
رفعت نظرها لأبوها وهي تقول : نعم ..
ابتسم لها بتشجيع وقال : طلع عندك أخوات وأخوان ..
بلعت ريقها لمن حست بحلقها ينشف فجأة وهي ترجع تطالع في جدها اللي ضغط على فخذها وهو يقول : ترى الرضاع مؤكد , وتونا قبل كمِ يوم عرفناه ..
ضحكت سحر من شدة التوتر وهي تقول : وعندي أم وأب بالرضاع ؟؟
قال جدها : وخوال و أعمام وجدان ..
فتحت عيونها على اتساعها وهي تسأل بعد لحظة صمت التزمها الجميع عشان تستوعب اللي ينقال , دخلت يدينها جوة أكمام بلوزتها الطويلة ورجعت خرجتها ورفعت يدها اليمين ولعبت في خصلات شعرها قبل ما تسأل بصوت هادئ : ومين اللي رضعتني ؟؟..
فتحت نجلاء فمها وقالت بحنان : وفاء اللي رضعتك يا سحر ..
رفعت راسها وطالعت فيها بصدمة وهي تقول بداخلها ~ وفاء أمي بالرضاع , يعني زوجها أبويه , وعيالها أخواني , وااااااااا , مستحيل يعني بأقابل راكان و ريان , يا كسفتييييييييييييييي , وبأقابل أخوان ماجد وأبوووووه ياربييييييييييييييييييييييييييييي ~
تحولت نظراتها للرعب وهي تصرخ بداخلها ~ يعني عمتي نجلاء تصير جدتي وزوجها فهد يصير جدييييييييييييييييييييي , استغفر الله العظيم , وبناتهم يصيرون خالاتي , وعععععععع ما بقي إلا هيامو تصير خالتي , صح بأقابل أخوان فهد كمان , الدائرة كل مالها تتســــــــــع , سحر خلاص وقفي تفكير~ كانت الأفكار تتلاحق في راسها بسرعة كإنها تحاول تخليها تستوعب أكبر قدر ممكن من نتائج هالرضاع اللي طلع لها بعد 26 سنة بدأت جدتها سلمى تعدد لها الناس اللي بنتقابلهم وهي تطالع في جدتها بابتسامة ...
: ........ حتى صقر ولد عمك يصير خالك دحين ..
***
قالت ميعاد الكلام اللي حفظها إياه خوالها : وفاء تذكرت إنه في رضاع فجات تتأكد من أمي لكن أمي قالت لها إنها مارضعتها إلا ثلاث مرات ومنا ومنا وبعد تحريات أم ماجد زوج وفاء تذكرت إنها رضعت الرضعات المحرمة وثنتين من الجيران كمان أكدوا اللي صار ..
كانت سمر تستمع لهم وأنفاسها تتسارع وبلا شعور كانت تمد ولدها لغدير اللي أخذته منها بعد ما نومت ولدها على فراشه الصوفي الأبيض , قامت سمر بسرعة وراحت جري لغرفة جدها ..
: سمر ..
: بنت ..
تحركوا البنات بيوقفونها لكنهم انصدموا منها , أنفاسها كان لها صوت من شدتها , كانت حاسه بشي يوجع قلبها , شعور غريب يكتنفها , يا ما حست بهالشعور و هي نايمة ولمن كانت تقوم كانت تكتشف إنه سحر مسخنة أو متوجعة من ضرس أو صايبها مغص أو أي شي مؤلم , كانت عيونها مركزة على باب جدتها المقفول , فتحت الباب بدون استئذان و دارت بنظراتها على الموجودين , وتعلقت بسحر اللي جلست بين أبوها وجدها ووجهها هادئ مبتسم , قالت سحر و عيونها تلمع بالمرح : دريتي بالخبر الصاعق ..
قرأت شي في عيونها اللمعة المرحة كانت ممزوجة بلمعة غريبة , قامت سحر لمن شافت نظراتها فجريت لها سمر وضمتها بقوة و أنفاسها تزداد حده , ضحكت سحر وضمتها وهي تقول : اش فييييييييك ؟؟ هذا كله غيره عشان صار عندي عائلة جديدة ..
ضمتها أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ لا تضحكين يا سحر , أعرفك لمن تتوجعين , لا تضحكين ~ وانخرطت في البكاء بشكل مفاجئ صدم الكل , ~ سمر الله لا يحرمني منك , ليه دايم تصيحين بدالي , صرتي تخليني أخاف أوجع عشان ما تتألمين وأخاف أحزن عشان ما تصيحين , تكفين لا تصيحين , تراني ما أتحمل دموعك , ~ زادت سحر من احتضانها وهي تضحك وتقول : بنت اش فيك ؟؟
وهمست بعدها بحنان وهي تبعد عنها وتحاول ترفع راسها : خلاااااااااص , هذا كله عشاني , بنت , إرفعي راسك خلاص ..
غطت سمر وجهها وهي تقول بوجع : ماني قادرة أوقف ..
حطت سحر يدينها ورى ظهر أختها و رجعتها لحضنها وهي تقول : طيب صيحي براحتك ..
وكملت بهمس متوجع : صيحي بدالي زي دايما ..
لفت سمر يدينها حولين خصر سحر وهي تصيح من قلبها , قال سلطان وهو يشوف كل الحريم والبنات يصيحون بلا استثناء قال : مخبل والله إنه دموعكم زاااااااايدة ..
ولف على زوجته لقيها تمسح دموعها بطرف مسفعها , قال بعصبية : حتى إنت معاهم , توني أقول عليهم مخبل ..
لفت عليه وقالت وهي تمسح دموعها : قالولك الصياح حرام , مير إنتم الرجال قلوبكم حجر ما تحسون زينا إحنا الحريم ..
لف سلطان على عياله الاثنين وأشر بعصايته على سلمى وهو يقول : شاهديييييييين , شاهدييييييييييين , تقول على قلبي حجر , هذا اللي ألقاه من أمكم , شوفوا شوفوا عشان يوم أقولكم بأتزوج وحده صغيرة تتحملني وترجع لي شبابي ما تقولون لي عندك الوالدة ..
قالت أم أيمن دلوعة أمها : أبويه أنا كمان ماني راضيه , تاخذ على أم عبد الكريم , الله لا يقول ..
قالت سلمى باعتراض : خليه , خليه , دحين اللي رادينك عيالك , عبد الكريم , عبد العزيز اللي يمنع أبوه أنا ماني راضيه عليه ...
ولفت على سلطان وهي تهش بيدها وكملت ببرود : تبغى تتجوز روح , درب السلامه , أنا لو بأمنعك عشان خوفي عليك ربي يعذبك على بنت الناس اللي ما بتطول منك شي بتنام طول النهار عنها وآخر يا غير تكبس رجولك بفكس عشان الرمتزم هذا اللي يقولون عليه حق العظام ..
لف عبد الكريم وجهه عشان ما يلمح أبوه ضحكته و عبد العزيز ما قدر يمسك نفسه , ضحك مع البنات اللي قاموا يضحكون على مهاوشة جدهم وجدتهم اللي ما تنتهي ..
لف سلطان فجمد عبد الكريم ملامحه بسرعه وطالع في الأرض بأدب , فقال : آآآآآآآآ يالوصخ إي والله يالوصخ تضحك على أبوك , بلا سنون قول آآآآآآمين ..
سكت عبد العزيز وحمحم وهو يمسح فمه ويحك ذقنه المحلوقه وهو يهمس لأخوه الكبير : لا خرجنا علمني كيف تمسك ضحكك ..
همس عبد الكريم : لا تكلمني عشان ما أفكها كاي على قولة سامر , تراني بالقوة ماسكها ..
وزادت حدة سلطان اللي ما وقف حربه الكلامية مع سلمى اللي قاعده تعدل في مسفعها وهي تقول بهدوء لنجلاء ولا كإنه في أحد يهاوشها : عادي , عادي , أبوك هو كذا يثور ويرجع يسكت , من يوم تزوجته وهو كذا ..
: ##### ..
زفرت وكملت كلامها مع نجلاء وهي تقول : وييي يا على الرجال الشياب ألفاظ , لا كبروا ماعاد يمسكون لسانهم ..
ضحكت سمر من ضحك الجميع ومسحت دموعها وهي تطالع في سحر اللي طالعت فيها بابتسامة حلوة مشجعة ..
جات غدير وهي شايله ربيع ووقفت بينهم وهي تقول : خلصتم مسرحيتكم ..
وناولت ربيع لأمه وهي تقول : خذييييييي , كني ناقصة أنا ما أحسب ولدي ينام ..
أخذته سحر قبل أمه لمن شافت عيونه مفتوحة على اتساعها وهو يتأمل السقف بشغف طفولي , صرخت : يا ناسو يا كلبو يا قميلة إنته ..
وضمته وهي تبوسه على خده بقوووووة ...
قالت هيام بدلع : بنت سحر روحي جيبيلي كاسة مويه ..
رمتها سحر بنظرات بارده وهي تقول : الله خلق لك رجول ليه ..
قالت وهي تحرك حواجبك : أقوووول أنا صرت خالتك ..
وأشرت بسبابتها على الباب وهي تقول بحدة مصطنعة : يلا بسرعة تحركي ..
ناولت ربيع لأمه وهي تقول بتهديد : خالتك هاااااا , سموره امسكي ولدك لأني بأسوي في وجه الدب ذيك شوارع ..
وتحركت لهيام اللي شهقت وجريت وهي تصرخ : يا أميييييييييييييييييييييييييي ...



****************************

اسير الصمت
09-08-2012, 01:53 AM
زفر وقال وهو يطالع فيها : زهوره ما خلصتي ..
كانت جالسة عن يساره وهي مغطية وجهها وصوت نشيجها يقطعه شهقاتها اللي كانت تهز جسمها هز , قبض على معصمينها وبعد يدينها وهو يقول : خلاص بكى ..
لفت وجهها عنه وقالت بصوت مخنوق : لا تطالع أكيد كحلي ساح ..
ضحك وقال وهو يدنق ويطالع فيها عناد : وععععععععع خرعتيني , أول مرة أشوف بترول يطلع من العيون ..
ضحكت وهي تسحب يدينها منه ومسحت خدودها بقفى يدينها لمن شافتها نظيفه قالت : ماشاء الله أصلي هالكحل ..
ولمن رفعت بصرها له شافته ملتفت لها بكامل جسده وفي عيونه نظرة لأول مرة تشوفها , كانت نظرة غريبة , تخافق قلبها و فرت دمعه من عينها طالع فيها برعب وقال : خلااااااااص , اش فيك ..
ابتسمت وهمست : دموع الفرحة ...
مد يده ولمس دمعتها بسبابته ورفعها لفمه وقال : مالحه , يقولون دموع الفرحه حلوة ..
ضحكت وقالت : أهم شي إنها أقل ملوحه ..
ابتسم لها وهمس : يديم لي الضحكه وصاحبتها ..
نزلت راسها بحرج وبعدت خصلات وهميه عن وجهها , ضحك وقال : متزوج تححححححفه أنا ..
رفعت راسها وقالت بجد : جاسم ..
ولمن شافته يطالع فيها بشكل يدل على استماعه نزلت راسها وبدأت تلعب في أصابيعها وهي تقول : ترى أنا ما كنت أبغى أدس عليك حكاية الدوا ..
كان يحس براحة عجيبة من انتهاء المشكلة اللي شغلته و من قربها اللي عرف في الأيام الماضيه إنه ما يطيق بعاده ولمن ذكرت الدوا حس بتغير في مزاجه فقال بهدوء : انسي المو..
قالت بحزم : لاااا ..
وطالعت فيه وهي تقول بصوت قوي : ما أبغى أرجع بدون ما تعرف كل شي ..
ورجعت نزلت راسها وهمست : أنا في البداية كنت أحسبك داري , وفي ذاك اليوم لمن رجعنا من بيتكم وكنت تعبانه قلت لك بأروح أشرب الدوا لكنك صدمتني لمن سألتني أي دوا انتي مصدعة ولا شي ؟؟ وعرفت لحظتها إنك ما تعرف عن الدوا وهذا صدمني أكثر , أمي وأبوية والبنات , الكل يعرف عن الدوا , كيف يطلع إنك إنت الوحيد اللي ما يدري , المهم كنت مقررة أكلمك في موضوعه وكل مرة أستجمع شجاعتي عشان أقولك لكنها تخوني في آخر لحظة وتخليني أتراجع , وبعدها وقفته فشفت إنه مالي داعي أخبرك ..
سألها بحيرة : وليش تخونك شجاعتك ؟؟
لاحظ إنها كانت تفرك يدينها بقوة وتعصرها بتوتر , مد يده وحطها على يدينها , رفعت راسها وهمست : كنت أبغى حبك مو شفقتك ...
فتح عيونه على اتساعها وقال بصدمة : شفقه , عمري حسستك إني مشفق عليك ؟؟..
هزت راسها بلا وطالعت في عيونه و هي تكمل بنفس الهمس : خفت إنك .. خفت من ....
زفر و حط يده على فمها يقاطعها وهو يهمس : مايحتاج نتكلم في هالموضوع , انتهينا منه صح ؟؟
طالعت فيه بحب عميق , حب حسته بيغرقها ويهشمها من قوته ..
رفع حواجبه و قال بصوت ثقيل : لا تطالعين فيه بهالعيون لأننا محنا في بيتنا يعني ممكن أتهور ويجي أخوك فجأة و ..
شهقت وضربته وهي تقول بوجه محمر : خلاص فهمت ..
ضحك على خجلها , قامت وهي تقول : أجيب لك شي تشربه و ...
قبض على معصمها ورجعها مكانها وهو يقول : شبعان ومرتوي , إجلسي إنت بس ..
قامت وهي تقول : شي بسيط بـ ..
رجعها بقوة ولف عليها وضمها وهو يهمس بصوت مخنوق : خليك جنبي ما أبغى شي ثاني ..
رن جرس الباب فشهقت بقوة وبعدته وهي ترتب شعرها ولبسها , ضحك جاسم على منظرها وقال : فجعتيني , اللي يشوفك يقول ممسوكين بجرم , حرمتي وضميتها ..
ضربته على كتفه وقالت : أصصصصصصص ..
وقامت بسرعة ووقفت عند الممر لمن سمعت صوت فتح الباب , طالعت فيه بصدمه وهي تأشر عليه وتقول خرجت بالثوب المصريييييييييي ..
حك شعره وقال بغيض : كله منك ومن زوجك , يكون في علمك قعدت جوة السيارة عشان محد يشوفني خارج الشارع بلبس البيت ..
ضحكت و قالت : آآآآآآسفه يا قلبي ..
ابتسم لمن شاف ضحكتها وقال وهو يتقدم : أشوف الوجه منووووور ..
وطالع في الصالة وابتسم لجاسم اللي كان جالس ومبتسم , رفع يدنه وقال : الله يديم ضحكتكم , ولا يفرقكم في يوم ..
نزلت أزهار راسها مستحية منه وقال جاسم : آآآآآآآمين ..
مسك عمر كمها من عند كتفها وقال بمزح : يلا لو سمحتي , بيت زوجك ولا أشوفك عندي بعد كذا ..
وأشر على جاسم وهو يكمل : وإنت معاها , يلااااا , لاااااااا أشووووووف ظل واحد فيكم قبل شهر شيبتوا راسي , ولا أقول , تعالولي أول رمضان عشان تباركون لي بالشهر ..
ولمن سمع ضحكهم ضحك معاهم وهو يحس بالراحة من عودة المياه لمجاريها , دقايق واستأذن جاسم عشان عنده مشاوير لكنه طلب من أزهار تجهز نفسها عشان ترجع معاه بعد ما يخلص مشاويره , أزهار كانت تتمنى لو تقوله ما أدخل إلا لمن تنفذ طلباتي لكنها ما حبت تسوي بلبلة زيادة , هو أعطاها كلمته ولازم تثق فيه وإنه حينفذها ..


*********************

الساعة 1 بعد منتصف الليل :
شقة نجلاء :

سكون الغرفة شبه المضاءة ما كان يخترقه سوى صوت مكيف الهواء اللي يتعالى ما بين فترة وفترة , تأملت صفحات الكتاب اللي تقرؤه على مكتبها وهي ترفع كوب القهوة التركيه التي تعشقها لفمها ..
((
................... ))
يد ثقيلة وضعت على كتفها , طاح الكوب من يدها وانسكب السائل الحار على فخوذها , شهقت بقوة وفزت من مكانها وهي تصرخ بوجع ..
: وسااااااااااام ..
لفت وسام على هيام وهي مبعدة التنورة عن جسمها وهي تقول بعصبية : كم مرة قلت لك لا تفاجئيني ...
قالت باعتراض وهي تجري بعبايتها خارجة من الغرفة : مافاجأتك , بس حطيت يدي , أروح أجيب ثلج وموية ..
غمضت وسام عيونها بقوة وهي تستغفر ورجعت فتحتها لمن سمعت صوت نجلاء اللي دخلت ورى هيام اللي شايلة جك مويه وقالب الثلج , ابتسمت وقالت : بسيطه , شلت التنورة على طول , بس لسعه ..
مسكتها نجلاء ودخلتها للحمام وهي تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , إنت ليه دايم تصير لك هالأشياء ..
قالت هيام وهي تفك العباية وترميها على السرير قبل ما تدخل معاهم الحمام : لأنها منحوسه ..
قالت وسام بحزم : بنت مايجوز هالكلام و ...
شهقت لمن صبت نجلاء الموية البارده عليها وهي تقول : لازم تخلعين التنورة ..
ضحكت وقالت : قدامكم , ليييييييييه ؟؟ شاطئ العرايا , أخرجوا وأنا أفكها لوحدي ..
لمن خرجوا نزعت تنورتها اللي تفوح منها رائحة القهوة وبعدت بصرها عن البقع الدائرية الغامقة واللي تكرمش الجلد بداخلها بطريقة بشعة , عدة دوائر صغيرة ما يتجاوز حجمها السم الواحد , صبت الموية الباردة وفركت جلدها اللي بدأ يحمر بالثلج إلين حست بتجمد خلاياها ومسكت علبة العسل ودهنته على جلدها وهي تقول بداخلها ~ منتي ناقصة عاهات يا وسام ~ العسل الجامد بدأ يتقاطر بسيولة الماء بسبب حرارة جسمها اللي ذوبته , كانت تتطالع في القطرات اللي تقطر على أرضية الحمام , لونها البني المحمر يتحول لذهبي صافي من أثر توسعها , ذكرها المنظر بذيك القطرات الحمراء اللي كانت تتقاطر على نفس البلاط قبل أعوام سحيقة , أعوام ما محت ذكرى الوجع اللي كان يلفها والسكاكين اللي تخترق جانبي أسفل بطنها وأنينها الخافت المختلط بصوت أنفاسها اللاهثه ودموعها المنسكبة وهي تدهن فمها بملوحة مالها وصف , قامت بسرعة و غسلت العسل اللي حسته أخذ وقته وهي تصرخ بداخلها ~ خلاااااااااص إنسيه , إنسيه يا وسام ~ و لفت نفسها بمنشفة وعقدتها على خصرها و طالعت في صورتها المنعكسة في المراية وهي تقول بداخلها ~ عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ~ ابتسمت لصورتها وخرجت من الحمام وهي تقول : خلصت العملية بنجاح ..
جلست على سريرها وهي تضم أطراف المنشفة عشان تتأكد إنها ما تتكشف قدام أمها وهيام اللي قالت وهي حاسه بتأنيب الضمير : سامحينييييييييييييييييييييييي والله , ما قصدت أفجعك ..
ابتسمت وسام وقالت : عادي , كل بقضاء وقدر يابنت , مكتوب لي وأنا في بطن أمي ..
نسيت هيام عقدة الذنب وهي تقول بحماس وبصوت ممطوط : جدي خبر سحـــــر وسمر صاااااااااااحـــــت والكل انفجع من الخبر , وتصدقيييييييييين , سحر رفضت تقابل صقور , قالت مره وحده في العيد تقابل أهلها الجدد كلللللللللللللهم و أريج تقوووووووول ...
كانت وسام تستمع لها بابتسامة هادئة وهي تهز راسها , قامت نجلاء وهي سادة أذانيها بعد فترة وهي تقول : الله يعينك يا وسام على ثرثرتها ...
كانت وسام معتادة على ثرثرة هيام اللي مالها حد , ولمن مرت ساعة وهي لسه تبربر راحت لمكتبها ومسكت كتابها وصكته ورجعته لدرجها ونظمت المكتب وراحت للدولاب تخرج لها بجامة وهي تقول : وبعدين اش صار ؟؟..
كانت هيام بعفويتها بلسم لجراحها الكثيرة ~ لو في حسنة وحيدة سويتها في حياتك يا عمي هو إنك جبت هالبنات لهالدنيا , الله يسامحك وين ماكنت , الله يسامحك ~
: وأريام تقول إنه سطام يبغى يكمل دراسته علشان كذا مقدم على الماجستير و ..
اسمه استثارها وخرجها من أفكارها , ابتسمت بحنان وهي تهمس : الله يسهل له ..



**************************

في نفس الوقت في جدة :
عند شقة أزهار وجاسم :

كانت أزهار تحس بتوتر وهي واقفة قدام باب شقتهم اللي فتحه جاسم وهو يقول : نورتي البيت , تفضلي ..
رفعت غطاها بعد ما دخلت وهي تسلم وابتسمت , حست براحة من مجرد الدخول للبيت , حست بالأمان وإنها اشتاقت لكل ركن فيه ~ سبحان الله كيف الإنسان ~ نزعت عبايتها وتفاجأت لمن شافته يتناولها عنها ويعلقها في الشماعة , طالعت في باستغراب فابتسم وهو يأشر للداخل وهو يقول : تفضلي ..
أول ما دخلت لاحظت إنه في شي غريب في الصاله المظلمة , فتحت الأنوار وشهقت لمن شافت الكيكه اللي على الطاولة وحولينها صحون ورق عنب ومعجنات وأكواب وعصيرات , غطت فمها بيدينها وهي تتأوه و تقول : جسووووووووم ..
ابتسم وقال بتردد مو من عادته : حاجة بسيطة , كل شي سويته بسرعه بسرعه وعلى بال ما كنت أسويها جا واحد من الشباب أخذ الريسيفر والعود ..
وتقدم منها وسحبها للطاولة وهو يقول : تعالي إقري ..
اتسعت عيونها لمن شافت الكلمة الوحيدة اللي تتوسط سطح كيكة الشوكلاته (( أحبك )) ..
غطت وجهها وهي تحاول تمسك دموعها عشان ما يقول عليها صايرة بكاية لكنها ما قدرت , كان اللي يصير فوق مستوى تخيلها , ضحك وقال : اش فيييييييييييك ؟؟ إنتي قلتي ما تبغين تسمعينها فكتبتها ..
ولمن شاف صمتها عرف إنها تقاوم صياحها , همس بخفوت : تبغين تصيحين صيحي ..
ما خلص كلمته إلا وهي جالسه على الأرض على أطراف رجولها وهي تصييح من قلبها وتقول : شكرا , والله ما تصدق قد ايش فرحتي , أحلى مفاجأة تلقيتها في حياتي ..
زفر وجلس جنبها وحط يده على ظهرها ومسدها بصمت وهو بداخله يقول ~ شكرا يا مطلق , شكرا على كل اللي سويته ~ ..


***************************


............... يتبع ..
وبعدها بفترة في فيلا عبدالكريم :

صكت سحر جوالها بعد ما أنهت مكالمتها مع عدنان اللي تأسف منها إنه ماقدر ينزل من الشرقية عشان يكون معاها ووعدها إنه بيجي في أقرب فرصة , طالعت في الظلام الحالك اللي يحيط بها وهي منسدحة على سريرها , حطت جوالها على الكومدينة وتلحفت وهي تدفن وجهها في المخدة ..
ومن وسط الصمت استعاد عقلها صوت ماهر وهو يقول بحماس : ما أتخيل إنه صقر من بين الناس كلها هو اللي متقدم لسحر ..
تلاها ضحكة سامر وهو يقول : أنا أستنى يقولون لها الموضوع عشان أشوف وجهها و ..
توقفت ذاكرتها عند هالحد لأنها شردت من المكان وهي خايفة ومستحية إنهم يشوفونها ويعرفون إنها سمعت اللي قالوه وهي جاية تناديهم للغدا ..
~ خالي بالرضاع , طلع خالي بالرضاع , حكمتك يارب , رحمتك يارب ~ دمعة وحيدة تسللت من عينها وبللت مخدتها تلاها صوت استنشاقها للهواء وهي تمسح أنفها بالمنديل ..



************************


بعدها بخمسة أيام :
الأحد 25 / 8 / 1427 هـ
في فرنسا الساعة 8 صباحا :

(( اليوم : السبت 30 محرم 1427 هـ
الساعة : 4 عصرا ..
الحالة : سحب متراكمة تعصف بها الرياح منذرة بمطر هائل ..

أرجوك يا إلهي إرحم ضعفي وقلة حيلتي وهواني على النااااااااااس ..
ربي ليس لي سواك ..
فتاتين عشرينيتين وثلاثة شبان في يوم واحد ...
آآآآآآآآآآه يا قلبي المكلوم ..
وقفت في تلك الغرفة الباردة وأنا أشعر أن أطرافي أكثر برودة من تلك الأدراج المعدنية اللي تملآ الغرفة , سحب الأول و كم هو شعور مؤلم متضارب حين يفتح الغطاء ليكشف عن ميتة تتمنى من كل قلبك أن تكون أختك ليرتاح قلبك المطحون بالمشاعر و تدعو في ذات الوقت ألا تكون هي حتى تمني نفسك بأمل مرير ..
ليست أزهار ..
لا هي ولا التي تليها ..
من تكونان إذن ؟؟ أين أهلهما ؟؟ هل ماتتا غرقا ؟؟ أم بنزيف أم ....
: الجثة التالية ..
يال قسوته هذا ما صرخت به بداخلي عندما سمعت صوته البارد المتأفف الذي ينبه إلى نفاذ صبره , وكما كانت سابقتها , شعرت بنفس الشعور ..
همست وأنا أنظر لآخر الجثث : ليس هو ..
لا أدري هل قلتها براحة أم بضيق من أفكاري التي صرخت أنها لن تعلن احتضار تكونها بداخلي كل ليلة ..
أين هماااااااااا ؟؟
أزهار , عمير , أين أنتما ؟؟
حيان , جائعان , مريضان أم ميتان في عمق البحر أو محروقان حتى الموت أو ... في بطن إحدى المخلوقات ..
ربااااااااااااااااه ارحم ضعفي , ربااااااااااااااه من لي سواك أشكو له وأبث له حزني ..
رحمك الله يا عمار , رحمك الله يا أماه ..
ماذا سأفعل الآن ؟؟
استعدت البيت ولكني بلا أهل , بلى مااااااااااااال ..
حتى الجامعة تطالبني بإعادة أوراقي ومراجعتها , هل ستذهب الوظيفة كما ذهب غيرها ؟؟
لا بأس , فأنا فقدت الأغلى ..
أتوسلك أيتها الأمطار لا تهطلي الآن , لا تهطلي لأن رياح وجعي تكفي لـ ))
صك الدفتر بسرعة ورفع راسه لمن ناداه نايف وهو يقول بلهجة نجدية ثقيلة : تأخرنا على المحاضـــرة , تحررررررررررك ..
انتبه للساعة فحط الدفتر في درج سرير وتحرك بسرعة وهو يشيل شنطة المحمول وجواله المحطوط على الكومدينه وهو يصرخ : مطوووووووووور ترانا مشيناااااااااا ..
ما وصل لرصيف الشارع إلا ومطر سابقه على سيارة نايف , ثبت يده على طرف الباب ونط جوة السيارة وجلس على المقعد برشاقة وهو يقول بلهجة خليجية : رزوقو لا تبطي ترا ورانا محاضره ..
رماه عبد الرزاق بنظرة بارده وهو يقذعه ببعض السباب باللغة الفرنسية قبل ما يقول : ترا لا تخلينا نغير رأينا ونطردك من الشقة بعد ما نسوي حزب سعودي ..
قال بتريقه : سوها وورنا شطارتك إن كان فيك خير ..
أول ما وصلوا الجامعة لقيوا ميشيل في انتظارهم , نزل عبدالرزاق من السيارة وفرد يدينه يتنفس الهواء البارد وهو يقول : cooooooooooool ..
وانتبه لساره اللي جات ناحيتهم وهي تمشي بهدوء وهي ضامة حقيبتها الواسعة , ابتسم وقال : صباحو ..
ابتسمت وقالت : خيرو ..
على الرغم من باعه الطويل مع البنات الفرنسيات إلا إنه ساره بالذات ما كان يقدر يقرب منها أو يحاول يستميلها رغم إنه نظراتها تفضح حبها له , يمكن لأنها من أب سعودي , كانت تطالع فيه بنظرات خجولة , ابتسم وقال : أحلى شي إنك أخذتي عيون أمك وخشم أبوك ..
دنقت راسها بخجل في نفس اللحظة اللي رن جواله , رفعه ولمن شاف الرقم طنشه ورجع طالع في سارة و ضربها على كتفها وقال : يلا انقلعي لمحاضرتك ..
ولف على الشباب اللي سبقوه وتحرك لهم وهو يناديهم بصوت عالي ..


**************************


في نفس الوقت في جدة :
فيلا حمده :
الساعة 10 صباحا :

كانت الضجة تسود المجلس الكبير الجوهرة تزاعق تنادي بنتها ريناد وهي مدده رجولها فوق مسندة حطتها تحت ركبها عشان الحنا اللي في رجولها ورافعه يدينها اللي جلست سمية تغطيها بأكياس عشان تترطب و سفانة منسدحه وهي ضامه لحافها بتعب , والبندري جالسة حول سفرة فطور مفروشة على الأرض ومعاها العنود و ريم و أسماء و خوله , و الخنساء جالسة جنب أمها تقشر لها الحنا اللي نشف وهي تقول : سارونه تحركي جيبي الفكس قبل ما أخلص التقشي ..
زفرت سارة وهي تقول : كل شي سارة , سارة , أنا بأغير اسمي والله ..
سألتها العنود : وبتغيرينه لإيه ؟؟
قالت بضيق : ولا شي عشان محد يناديني ..
قالت سفانه وهي تعدل راسها المصدع على المخدة : طيب يا ولا شي تحركي بسرعة وجيبي الفكس من عند غرفة جده حمده ..
تأففت وهي تقوم , قالت خوله : يا ربي أنا نفسي أعرف , هالبنت تتأفف على الطالعة والنازلة , حتى أول ما تقوم من النوم تتأفف , اش أسويلها ؟؟ مو إحنا من صغرنا كرفونا اللي أكبر مننا وما قلنا شي ..
ضحكت الحناية اللي قاعدة تحني يد الهنوف اليسار وقالت بلهجة سعودية ما تدل على جنسيتها السودانية : ياااااااا , هو بس التأفف اللي طالعين فيه , الله يرحمنا برحمته و حالهم صارت تخوف ..
وافقتها هدى اللي جلست ممدده رجولها المتحنية والمغطاه بأكياس وهي تهز يدينها عشان تنشف الحنا , و قالت علا مرة جلال وهي مستسلمه ليدين بنت الحنايا اللي ما جاوزت الـ 18 سنة : عادي تأفف البنات , قصدي من كثر شغلهم في البيت , أنا اش أقول , والله يا علي ياغير يتأفف ومن إيييييييييه , من الزهق , جاب لي الجنان الله يصلحه ..
قالت العنود لمن شافت مرة عمها بتخلص : عمتي علا أنا بعدك ..
قالت خوله : نعـــم , أنا بعدها ..
لفت عليها العنود وقالت : روحي عند أم أحمد ..
قالت أم أحمد من دون ماتلتفت لهم وهي تعصر المخروط اللي حاشيته بالحنا وتحركه بحركات سريعة بارعة تشكل رسومات في قمة الروعة : أنا لا خلصت الهنوف بأبدأ في العروسة ..
لفت ريم على العنود وسألتها : ليش مستعجلة ؟؟
قالت وهي تخرج نوته من جيب تنورتها : لأني أبغى أخلص قبل الظهر , والحنا يقعد ساعتين على الأقل , ورايا أروح المشغل بعد الظهر عشان أجيب فستان أمي وريناد و تنانير البندري اللي وديناها للتضيق ووو ....
فتحت الصفحة الثانية من النوته وهي تقول : ناقصنا غراء مسدس عشان البطاقات اللي بنثبتها على الهدايا اللي بنوزعها قبل الزفة و ...
قالت بتعب : خلاص , خلاص , تعبت من التعداد ..
رجعت العنود النوته وهي تقول : تراني بآخذك معايا السوق ..
: ياسلااااااااااام , بتهلكيني أكثر مما أنا مهلوكة , لا تخليني أقول ليتني رحت مع أمي وعهود لبيت جداني ..
قالت العنود : غصصصصصصصصصصصب عنك بتروحين , أم الخيييييييير سفسف تعبانه ولا كان أخذتها معايا , بعدين محد ضربك على يدك وقالك لا تروحين معاهم ..
قالت ريم : أم أحمد حناها أحلى من الحناية اللي هناك ..
ضحكت أم أحمد وشكرتها والعنود تقول : بسسسسسسسس , عشان الحنااااااااا ..
ضحكت ريم وقالت : لا مو بس كذا , تعرفين ليه , ما أقدر أستغني عنكم و بعدين هذه آخر يومين مع البندري فأبغى أقعد معاها أكبر قدر ممكن ...
قالت هدى بهدوء : عنود لا تنسين عمك عبد الكريم بيجي اليوم بعد المغرب مع أهله عشان يقدمون الهدايا ويحددون كل شي ..
طاحت الزيتونه اللي كانت رافعتها لفمها من يدها لمن سمعت اللي قالته أمها , وتمالكت المغصة اللي صارت ترافقها دوم ~ قالتلي سحر أمس إنهم جايين بس ما صدقتها , ياربيييييييييييييييييييييييييي ~ وقالت بهدوء مصطنع : يمه الله يهديك , أنا ما بتأخر إلى بعد المغرب ..
ابتسمت سفانه لمن سمعت صوتها اللي لاحظت فيه توترها وقامت من سدحتها بعد ما خف عنها الصداع وراحت تشاركهم الفطور اللي خلصوه كله تقريبا وما بقي منه إلا النزر القليل ...


*************************

بعد العصر في مستشفى العسكري :
في مكتب مطلق :

تعالت ضحكته قبل ما يمسكها وهو يحمحم بحرج , قال جاسم وهو يضحك : المهم إنه ناوي يجيك هو الثاني , بعدين تعال إش هالضحكه اللي إنت ضاحكها , من أول مسوي فيها برستيج وجامد وإنت من جمبها , ضحكتك تقول ضحكة رقاصة في بار ..
فتح مطلق عيونه على اتساعها و قام من مقعده وقال وهو يسحب جاسم : طيب إطلع من مكتبي , يلا لو سمحت , شكرا على الزيارة ..
ضحك جاسم وقال : من جدي أتكلم ..
قال مطلق بغيض : وأنا كمان من جدي أتكلم ..
قام جاسم وقال بهدوء : جزاك الله خير , والله جيت عشان أشكرك , الحمد لله الحال من حسن لأحسن ..
ابتسم مطلق وقال بصدق : الحمد لله , لا شكر على واجب يا جاسم ..
صافحه جاسم وشد على يده بقوة وهو يطالع فيه بامتنان , ابتسم مطلق ورافقه لخارج المكتب , وأول ما فتح الباب وشاف الطلبة ابتسم لهم , دنق عليه جاسم وهو يعدل شماغه ويهمس من بين أسنانه : الله يعيييييييينك , والله ماعندهم ماعند جدتي , الكتاب باين من عنوانه ..
بالقوة ضبط نفسه ومنع ضحكته من الخروج قدام طلبته ولف على جاسم وقال بابتسامة رزينة : في آمان الله يا جاسم ..
غمز له جاسم وهو يهمس : أموت أنا على الرزة ..
رماه بنظرة تحذير فودعه جاسم وتحرك خارج من المستشفى , راقب جاسم إلين اختفى عن نظره , وابتسم بعدها و لف على طلبته يقولهم اش واجباتهم لهذا اليوم ...



************************


: المهم إنه جا عمي بعد موشح عبد الله وبربر وطلع وسخ قلبه وخرج مع زوجته اللي ما قصرت حتى هي وأنا بداخلي أقول مع نفسهم , يتكلمون مع نفسهم ..
ضحكت أزهار وهي تقول : أموووووت أنا على الناس الجامده , والله أنا فخورة بك يا مشاعل ..
: والله هذا اللي ناقص , قال إيه قال بالطيب بالغصب بتاخذين ناصر , ناصر أولى من الغريب , وعناد فيهم رفضت ناصر واللي متقدم كمان , أنا بكيفي أتزوج اللي أبغاه وأوافق عليه ..
تنهدت أزهار وقالت : والله إنهم , كيف جا في بالهم يجوزونك غصب وين عايشين إحنا ..
: تخلللللللف , المهم أنا ما اتصلت عشان أغثيك بسيرتهم , بغيت أسألك جاية تقدمين على الوظيفة اللي قلت لك عليها ..
زفرت وقالت : حاليا لا , قاعده أجاهد عشان أرجع أزهار القديمة وأتناسى تأثير الحبوب ومن ذي الأشياء في عقلي مشغول حاليا وما أفكر بوظيفة ..
انفتح الباب ودخل جاسم فقالت بسرعة : شعوله أكلمك بعدين , جسوم جا , مع السلامة ..
صكت الجوال وقامت ترحب بجاسم اللي ابتسم لمن شافها بعبايتها وقال : ما شاء الله , مستعدة ..
قالت بحماس : من ساعة , يلا أخاف تروح الحناية وأنا ما تحنيت ..
قال ببرود وهو يجلس على الكنبه : أبغى أشرب شوية شاهي بعدين نروح ..
سكتت متفاجأة لكنها تمالكت مفاجأتها بسرعة وقالت وهي تفك طرحتها : أبشر , ثواني ويكون الشاهي عنـ..
ضحك وقال يقاطعها وهو يقوم قبل ما يسحبها للباب : تحركي قدامي , إنتي مافي شي يعصب بك لاطعك ساعة وبعدها أقول شاهي تقولين أبشر ..
مافهمت اللي يقوله ولمن استوعبت فتحت عيونها وقالت بصدمة: إنت مسويها بالقصد , جسوموووووووووو , يا حبك للعب بأعصابيييييييي ..



************************

بعد المغرب في فيلا حمده :

~ بلاهة , تخلف , غباااااااااااااء , اش هالشعور المحرج اللي أحسه , والله تخلف , تخلف , عنوووووووووووود , ارفعي راسك , سحورة ماغيرها اللي قاعده قدامك ~
رفعت راسها وطالعت في سحر الجالسة جنب خلود ومرة خالد , ولمن شافت سحر ماسكة ضحكتها كشرت بوجهها وقاومت إنها تمد لسانها لها ..
: كيف حالك يا عروسة ؟؟
التفتت لخلود برعب وهي تبلع ريقها وابتسمت بتردد وهي تهمس : الحمد لله ..
قالت مرة خالد بمرح : ايش فيك ؟؟ حتى صوتك ماينسمع , وييييييي تراني فرحت من قلبي لمن قالوا لي سلفتك مرحة وفرفوشة وتشيل المكان بضحكتها ..
ابتسمت خلود وهي تدقها وضحكت سحر على العنود اللي ابتسمت بخجل وهي ترميها بنظرات غيض , كانت تصرخ بداخلها ~ خليني أستفرد بك والله لا أنحرك يا شيخة ~
قالت أزهار وهي راحمتها : هي حبوبة ومرحه لكنها ساكته لأنها مستحية حبتين ..
قالت البندري بتريقة : إيييييييييييييه باين مستحية ..
وكملت سحر بسخرية : مستحية يا بندري حراااااااااام عليييييييييييييييييك ..
طنشتهم العنود وهي تغلي من جوة , ولمن قامت تصب القهوة وقفت عند سحر وتناولت منها الفنجان ومدت رجلها ودعست رجل سحر من دون محد يشوفها , تأوهت سحر وسحبت رجلها وهي تهمس : يالمجرمة , قطعتي أصابيعي ..
ابتسمت العنود وقالت من بين أسنانها : عشان تبطلين تريقة , يالدب يالـ ### ..
قهقهت سحر وهي تهمس : السبة مهي لايقة على الشياكة والابتسامة أبببببببببببدا , لا محنية كمااااااااااااااان ..
راحت عنها العنود ورجعت جلست في مكانها بين أمها و الهنوف اللي ابتسمت لها بتشجيع , لفت الجوهرة على أزهار وقالت بهدوء : أزهار جيبيلي صحن الحلى ..
قامت أزهار وجابت صحن الحلى وناولته لها , همست الهنوف وهي تدنق على العنود : لاحظتي ولا خجلك المصطنع مو مخليك تشوفين شي ..
لفت عليها وهمست بغيض : أولا خجلي مو مصطنع , إنتم ليش ما خذين عني هالفكرة , ثانيا إيوه ملاحظة وحاسه بغليااااااااااااااان بداخلي ..
همست الهنوف : أولا لأنه مو لايق عليك الخجل , ثانيا الجوهرة من جات أزهار إلى الآن وهي كل شويه تطلب منها طلب , البنت ما قعدت زي الناس ..
طالعت العنود في ازهار المبتسمة وهي تكلم مرة خالد وهمست : والضعيفه ممشيتها , مو معقوله هذا كله طلبات , الجوهره حاقده على أزهار بشكل مو طبيعي ولسبب مجهول , يعني تتصيد لها الأخطاء و ...
قطعت كلامها لمن قالت الجوهرة : الناس تحط الثلاجة في اليسار والفناجين على اليمين عشان لمن تصب تقدم باليمين ..
ابتسمت أزهار اللي كانت ماسكه الثلاجة بيسراها عشان تبغى تفك غطاها بس , ~ يعني بالله في أحد ما يعرف هالشي , استغفر الله العظيييييييييييييييييم , استحملي يازهوره لأجل عييييييييييييييييين تكرم مدينة ~ ابتسمت بهدوء وفتحت غطى الثلاجة وغيرت مكانها ليمناها وبدأت تصب للفناجين الفاضية ..
قالت الهنوف بهمس : والله لو أنا مكانها كان أغمى علي ..
رصت العنود شفايفها وسحبت نفس وخرجته وقالت بعدها : الحمد لله إن أهله هنا ولا كان رحت وتضاربت معاها أم لسانين ..
وانتبهت لظلال عند الباب , ابتسمت لمن شافت سفانة وريم ووراها بقية البنات يأشرون لها بحماس ومسكت ضحكتها لمن شافت خوله تضربهم وتسحب فيهم قبل ما تدخل وهي تسلم بهدوء , سلمت على الموجودين وجلست وهي ترحب فيهم , رجعوا البنات عند الباب مستغلين إنه الضيوف ما يشوفونهم وبدأوا يسوون حركات مضحكة قدامها , كانت تعرف إنهم متحمسين يبغون يدخلون من شدة الحماس لكن معروف عندهم لمن يجون أهل العريس ما تدخل أي بنت غير العروسة لهم ..
***
حافظ عدنان على هدوؤه لمن قال صالح بعصبية : ماتسوي جوازين ..
وعبد الكريم يقول : أنا الحمد لله بخير ونعمة بأسوي لك واحد فيهم عرس , بعدين البنت ما تقدر تجهز نفسها في شهرين وشوي ..
قال صالح : مادام الولد جاهز والمهر موجود وكل شي متيسر إش له داعي العجلة , بعدين اش الصرف هذا , تجوز ماهر وبعدها بشهر ولا شهرين تجوز عدنان , خلهم كلهم في يوم واحد ..
كان أحمد ملتزم الصمت والكل كمان لأن الإتفاق بين الكبار , طالع عدنان بترقب في صالح وهو يحس بتوتره يزيد , لو أصر على اللي يقوله معناته جوازه بيكون في نهاية ذو القعدة , حبس نفسه لمن زفر أبوه وهو ينقل بصره بين صالح وأحمد وجلال ..
ورجع طالع في عدنان وهو يسأل : ها عدنان ..
قال بلا تردد : الشور شوركم , اللي تشوفونه مناسب سووه , إذا الموعد يناسب العروسة أنا ماعندي مانع ..
ابتسم صالح وقال : على بركة الله ..
أطلق نفسه الحبيس وضبط أعصابه قدامهم وهو يحس بأعاصير غريبة بداخله ..
ابتسم له جاسم وقال بهمس وهو يدقه : بتدخل السجن بعد شهرين وشويه بسسسسسسسس ..
ابتسم بهدوء وطنشه , لكنه رجع يدقه وهو يقول : إلا ما قلتلي ليش كنت منرفز حدك من مزحتي , هااااااااااااا ..
لف عليه عدنان ولمن شاف نظرة الخبث المتسلية رفع حواجبه بهدوء وهو يقول : أنا كنت متنرفز , يتهيأ لك ..
: عيني في عينك ..
طالع فيه ببرود , ضحك جاسم وقال : يا حلاتك يالبارد إنته , والله من جنبها , كني ما أعرفك ..
ابتسم عدنان ورجع التفت للكباريه وهو يقول بداخله ~ معقوله زواجي بهالسرعة ~ ..
ولمن قرب وقت العشا اتصل خالد بأخته وقال لها يطلعون ..
***
توادعوا الحريم عند الباب وقالت سحر وهي تضم العنود : مبروووووووووووووك يا عمود الكهرب , والله فرحت لكم من قلبي ..
ضربتها العنود مستغلة خروج خلود ومرة خالد وقالت : ترااااااااااب , أنا عمود كهرب ..
ضحكت وأشرت على أزهار وقالت : أزهار أطلقت هاللقب وخلاص صار ماركتك ..
: سحـــــــر ..
غطت وجهها وسلمت على العنود وقالت : هذي من أمي , تقولك سامحيها اللي ما قدرت تجي ..
استحت العنود من تأسفها وقالت باعتراض : لاااااااا , والله عادي , مو لازم تجي ..
ولمن انتبهت لغلط كلمتها طقطقت بلسانها وقالت : لالا , مو كذا , ماقصدت إنه مالها داعي تجي , قصدت , إنها ما يحتاج تجي , لا , كيف أشرحها ..
انفرطوا ضحك عليى ارتباكها , ضربتها سحر وقالت : فاهمة خلاص ..
وقالت الهنوف بهدوء : قصدك إنه ما يحتاج تتعب نفسها , وإنك مقدره ..
أشرت على الهنوف وقالت بحماس : إييييييييييييوه , هذا اللي كنت أقصده , هو هذا , نفسه , تخيلي إني أنا اللي قلته ..
خرجت وهي تقول : والله إنك تحححححفة ..
ولمن انصك الباب ضربت جبهتها وهي تقول بقهر : اش هالكلجه ؟؟
قالت الجوهرة وهي تمط شفايفها : أصلا طول عمرك ما تعرفين تهرجين وما توزنين كلامك قبل ما تخرجينه , ترمين الكلام كذا بلا عقل زي الهبل بعدين تفكرين فيه ..
سكت الكل مذهولين من كلامها , لكن العنود قالت بمرح : أنا منشكحة عشان زواج بندوري عشان كذا ما بأعلق على كلامك الرقيق ووو ..
لفت على البنات وقالت حماس : بنوصي عشااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
وتحركت بسرعة وهي تقول : وين شريط الزفة حق العروسه خلونا نسمعه وإحنا نتعشى ..
سحبوها البنات وأصروا عليها تفتح الهدايا , كانت أربع هدايا مغلفة بتغاليف حمراء مذهبة أنيقة , ساعة وعطر وطقم ذهب أصفر و سحبة ذهب مخلط , كانت البنات يتناقلونها وهم يسمون وحمده تهاوشهم عشان يرجعونها لعلبها وهي تقول : يعلللللللكن ما تكثرن , الناس لسه ماركبوا السيارة , لو نسيت وحده غطاها ورجعت عشانه ولقيتكم متبركات تتفرجون في الهدايا ..
قالت العنود اللي جالسه عند رجولها على الأرض بمزح : جده مستحيل تخرج وحده من دون غطاها ..
مدت حمده يدها وشدت خصلة من شعر العنود اللي لمته بطريقة ناعمه , تأوهت العنود وقالت بسرعة عشان تخرج جدتها من عصبيتها وهي تناولها الطقم : جده شوفي , حلو مو ؟؟


***********************


عصر الاثنين 26 / 8 / 1427 هـ
في فيلا أحمد :

اليد القوية اللي قبضت على يدها المنقوشة بالحنا اللي شايله القلم والصوت المرح الممازح وصاحبته تقول : في مجال تتراجعين ..
بعدت البندري نظرها عن الدفتر والتفتت للعنود اللي تابعت بنفس المرح وهي تخاطبها بصيغة المذكر : بندر لا توقع على وثيقة موت يا أبو الشباب , ترى الزواج سجن , إسأل مجرب ولا ...
ضربة جاسم اللي صفعت جبهتها سكتتها وهو يقول : صكي حلقك وخلي البنت توقع ..
ضحكت البندري ووقعت على الدفتر والبنات يغطرفون وهم واقفين جهة المطبخ ويطالعون للصالة اللي وقف جاسم وسطها وهو ماد الدفتر للبندري اللي جالسة بإحراج على الكنبه وحولينها أخواتها وأمها وعمتها نورة , وبعد ما ناولته القلم طالع فيها للحظة قبل ما يدنق ويسلم على جبينها , انعصر قلب أزهار على البندري اللي طالعت فيه بذهول قبل ما تدمع عيونها , غطت وجهها بسرعة فضمتها الهنوف وهي تبلع ريقها بسرعة عشان ما تنزل الدموع اللي بدأت تهدد عيونها , قالت العنود وهي تدفه عشان يروح لمجلس الرجال : بسسسسسسس هذا اللي لقيناه منك , صيحتها , بعدين تعال , والله لو ماتسلم على راسي ملكتي أقطع شفايفك ..
ضحك وقال : إنقلعي , ماني مسلم عليك ..
وانصدم لمن شاف عهود خارجة من الجهة الثانية للدرج , نزل نظره بسرعه ورجع رفعه يدور على أزهار لكنها كانت ضامه البندري وهي تهمس لها , وتحرك وهو يحس براحه إنها ماشافت شي , قالت العنود وهي تشوفه رايح للمجلس : أنا وإنت والزمن طوييييييييل ..
ورجعت لمن تعالت غطاريف البنات اللي جووا يسلمون على البندري وهم يخبون دموعهم , ضحكت وقالت : يا شين الدموع اللي عند الباب ..
قالت ريم وهي تمسح عيونها : شوية غبار دخل في عيني , عمتي هدى شغالتكم ماتنظف البيت زين ..
مسحت سفانه عيونها وخشمها بالمنديل وقالت تأيدها : إي خالتي غيريها ..
ضحكت البندري عليهم وهي تمسح دموعها لمن قالت العنود بتريقة : إحلفي إنتي وهي , إحلفوا بس ..
****
مد جاسم الدفتر للمملك وهو يرمي عبد الرحمن بنظرات كره , كان يكرهه من الأعماق ولو القتل حلال كان قتله , ابتسم له عبد الرحمن بسخرية زادت غيضه , كان مستغل إنه جاسم ما يقدر يرميه بكلمة تنزع هالابتسامة من وجهه , ابتسم عدنان اللي كان واقف و معاه دلة القهوة وسحب جاسم وجلسه وهو يقول من بين أسنانه وهو راسم ابتسامة هادية : مو وقته هالنظرات , أبوك يطالع فينا ..
لف جاسم على أبوه بتوتر خوف إنه لاحظ شي وانصدم لمن شاف ابتسامته وهو يقول : عدنان ..
لف عليه عدنان وقال : سم ..
قال بابتسامة وهو يأشر للكنبه اللي جنب المملك : سم الله عدوينك , تعال نعقد عليكم مرة وحده ..
فتح عيونه على اتساعها خاصة لمن بدأت همهمات الشباب الحماسية و محمد ولد جلال يقول : يجييييييييييي , عريسين في يوم واحد ...
قبض بكل قوته على الدله عشان ما تطيح من شدة توتره وصدمته وبلا شعور طالع في أبوه , الكل ضحك على حركته , ابتسم عبد الكريم وقال : تعال , أقرب ..
قام جاسم بسرعة و غيضه كله يتحول لفرحة عميقة , شال الدله من يده والفناجين من يده , حمحم عدنان وتحرك بثبات للمقعد الفاضي , كان يحس بمشاعر مضطربة , نزل راسه وهو يسمع للشيخ يبدأ بالسلام وبعدها يبدأ يكتب عقد النكاح , كان يردد ورى الشيخ الكلمات اللي ينقلها له وهو يحس بأعصابه مضغوطه بشكل غريب , كان يحس لمسه وحده له ممكن تفتح صمامات الأمان اللي بالقوة ماسك بها أعصابه , ولمن شاف الدفتر قدامه ضغط على القلم بقوة وهو يوقع ..
وابتسم لمن غطرف له عبدالإله و جاسم ياخذ الدفتر وهو يقول بفرح ماله حدود : ألف مبروك ..
بادله ابتسامة هادية و جلس يطالع فيه وهو راجع لداخل الفيلا ..
قالت العنود بحماس : وييييييييي شكل الشيخ خلص خطبته عشان كذا يغطرفون ..
قالت خوله وهي تهز راسها : مو معقوله بهالسرعة ..
: ياولد ..
نطت العنود وقالت : جسوووووووووووووم ..
وطلعت راسها من الباب وهي تقول بحماس : هااااااا بيدخل العريس ..
وشهقت لمن شافت الدفتر وسألت : اش فيييييييييييييه ؟؟ في غلط في التوقيع ؟؟
بالقوة مسك ضحكته وهو يقول : إيوه , قوليلهم درب ..
لفت عليهم لقيتهم كلهم خرجوا عن الصالة فقالت وهي تأشر له : تعال , تعال راحوا خلاص ..
ومشيت قبله وهي تقول باستغراب : غلط في التوقيع , أول مرة أسمع ..
الكل كان يطالع بحيرة وحمده تقول : غلط في التوقيع , اش هالنحاسه ؟؟
قالت نورة : أمي ما يجوز التطير ..
طالعت فيه البندري بحيرة , والعنود تحاربه وهي تقول : أشوف فين الغلط , أشوف ..
وانصدموا لمن اتسعت ابتسامته و هو يغمز لهم بعينه ويأشر براسه على العنود , قالت العنود باستنكار : وين راح توقيع البندري و اسم العريـ... س ..
وحست إنه بيغمى عليها لمن شافت اسم العريس بخط كبير منمق واضح .. عدنان بن عبدالكريم بن سلطان الـ ..... فتحت عيونها على اتساعها و هي تطالع في الدفتر برعب و هو يقول بهدوء : يلا وقعي ...
, تعالت صرخات البنات اللي تفاجؤوا بالموقف , قالت حمده بعصبية : بسسسسسسسسس , والله إنكن قليلات الميز , حسكن يعل الله يقطع حسكن , إستحن قاعدين تزاعقون قدام الولد ..
حطت سفانة يدها موضع قلبها وهي تقول : يا عمممممممممممري يا عنيدي , يا عمممممممممممري هيه , طالعي وجهها ..
كانت العنود تحس بطواحين العالم تجمعت في بطنها , طالعت بذبول لجاسم اللي قهقه من قلبه وهو يقول : يلا وقعيييييييييي , من أول تناقزين زي البسوس , جاك اللي يهجدك ..
هزت راسها بلا وهي تقول بصوت مخنوق : ما أبغى ..
انفجروا ضحك والجوهرة تقول بتأفف : جينا للبزرنة ..
هزت العنود أكتافها وقالت : ما أبغى أتجوز اليوم , يووووووو , أنا حره , بكيفي ..
قالت جدتها : يا المصروعة , عارفين إنك بتموتين على الجواز ويعني يعني حاطه مستحية , دحين ورق وبعدين لاحقين على الجواز ...
تقدمت أمها والهنوف منها , ضمتها الهنوف وهي تقول : عنيدي يلا وقعي ..
طالعت في القلم اللي مدته أمها لها وقبضت يدينها , كانت بداخلها تصرخ ~ عنود بلا بلاهة وقعي , اش هالتصرفات الأرعة , يلا وقعي ~ لكن جسمها رافض يطاوعها , قبضت يدينها وقالت : خلو هنوف توقع بدالي ..
قالت الجوهرة بنفاذ صبر : عنود بلا دلع , وقعي الناس يستنون ...
ناول جاسم أمه الدفتر ودنق على إذن العنود وهمس : ترا الضعيف معاك في الهوا سوا , توهم جلسوه كإنه في كرسي الإعدام وبدأوا كتابة العقد ..
ضحكت غصب عنها وقالت بتشفي : أحسن ..
ضربها على راسها وقال : صاحبي ما أرضى عليه ..
وسحب القلم وناوله لها وقال : يلا وقعي ..
همست له : بس خطي يضحك ..
قال بصوت عالي : عااااااااااادي , أصلا قعد يتريق على طريقة كتابتك لحرف الحاء , ناسيه إنه شافه يوم التحليل ..
ولمن سمعت ضحك البنات وقعت بسرعة بأصابع مرتجفة وهي تحس بغيض من اللي سمعته , الغطاريف اللي بدؤها البنات زادت مغصها لكنها حطت القلم داخل الدفتر بهدوء مصطنع , صك الدفتر و لف عليها و ابتسم لها وقال : : مبروك على أعز أصحابي ....... أخبل وأطفق أخواتي ..
قالت باستنكار : جاااااااااااااااااااااااااااااااااااسم ...
وفرصعت عيونها بغضب , دنق عليها و سلم على جبينها وهو يقول : عشان ما تقولين سلم على البندري وما سلم عليه ..
زال كل غضبها وتحول لخجل فضيع وهي تدنق راسها , ضحك وغمز لها وهو خارج , وفي أقل من الثانية تذكر إنه يبغى يهاوش أزهار لف عليهم و رجع نزل راسه لمن شاف كل البنات ناطين على العنود وحمده تقول بعصبية : ويعللللللللللللللللللللكن ما تكثرن , الولد ما خرج وانتم هاجمات زي الوحوش , انتم متى بتعقلووووووووون , أبغى أفهم متى و ..
ضحك جاسم على هواش جدته واللي ضحكه أكثر إن البنات كانوا يصارخون ويباركون وهم مهم منتبهين للي تقوله جدتهم ..
أول ما دخل المجلس شاف عيون عدنان معلقه به , ابتسم له وهو يقول : مبروك يالعرييييييييييس ..
أخذ المملك الدفتر وقال : أحتاج شاهديـن ..
ماخلص كلمته إلا و خالد و ماهر مادين بطاقاتهم , قال أبوهم بهدوء وهو ماسك ضحكته على حماسهم : واحد فيكم عشان عم البنت يبغى يشهد ..
قال صالح : خليهم , خليهم , من فرحتهم بأخوهم ..
قال عدنان بإحراج وهو يطالع في أخوانه وهو مفتقد وجود سامر اللي ما قدر يغيب عن المدرسة : جاسم وعدني يكون شاهد في عقدي ..
ابتسم جاسم وقام على طول وخرج محفظته وهو يقول : ياخي من زمان أستناك تقولها ..
قال ماهر بغيض : كنت بأغيض سامر ليش وقعت وهو ما يوقع ..
رماه عبد الكريم بنظرات حاده وهو يقول بصوت قوي : خالد قوم اشهد مع جاسم ..
قال خالد بتريقة بعد ماوقع : تستاهل , عمري ما شفت حمود يغيض محيمد ..
لف عنه بغيض وشاف عدنان يبتسم له وهو يهز راسه دلالة شكره لحماسه , ابتسم و التزم الكل الصمت لمن بدأ الشيخ يلقي خطبته ..
****
البنات كانوا حايسات في المطبخ أثناء الخطبة يصبون العصير المبرد في الفريزر في كاسات مزينه ..
: ما صار هذا كوكتييييييييييييييل ...
شهقت أسماء لمن شافت الكاسة اللي كلها لون واحد و قالت سفانه وهي تضرب الخنساء : حطي المنجا أول بعدين الجوافة وآخر شي الفراوله ..
حطت يدها على خصرها وقالت : اش معنى ؟؟
قالت أسماء بهدوء وهي تنظف بقايا العصير عن أول صينية جهزت : لأنه المنجا أثقل شي فنحطها تحت وبعدها الجوافة وآخر شي الفراولة لأنه أخف وبكذا ماتختلط ببعضها وتبان على شكل طبقات ملونة , عرفتي ليش ...
وشالت الصينية وراحت توديها لأخوها سالم اللي وقف مع حمزة بانتظار الصواني , ناولتها إياه وهي تقول : انتبه لا ينكب شي على الصينية ..
وجات ريم وناولت حمزة الصينية الثانية وهي تقول : حموز ناديلي عبود ..
قال وهو يقطب حواجبه : أي عبود فيهم , أكثر اللي جوه عبابيد ..
لفت بوزها وقالت : يعني يعني منت عارف ..
قال بتريقة : عمي عبد الكريم ..
قالت بغيض : قسما بالله لو ما معاك صينية العصير كان ضربتك , إنقلع ونادي عبد الإله بسرعة ..
ومسكت ريناد وقالت بهمس : رنود روحي نادي سفانه بسرعة ..
وسحبت نفس وهي تقول لنفسها وتحركت داخله : إن شاء الله يصير كل شي زي ما خططت ..
زفرت سفانه وقالت لريناد : خلاص لا تسحبيني , والله بأروح , ماني شارده , والله ..
سابتها ريناد وراحت تلعب مع علي وجاسم عيال جلال ..
قالت بتريقة وهي تدخل للمدخل المؤدي للمجلس : سويتي مصيبة جديده ..
وانصدمت لمن مالقيتها , لفت تطالع جهة الحمامات ..
: الريم ..
لفت وجهها وفتحت عيونها على اتساعها لمن شافته قدامها ما يفصل بينهم إلا متر ..
تراجع على ورى وهو مثبت نظره بيستوعب الشخص اللي قدامه , تراجعت سفانه ورى الباب وحطت يدينها على موضع قلبها اللي حسته بيخرج من المفاجأة ..
وصلها صوته وهو يقول بلهجة غريبة : السموحة , قالولي ريم تبغاك ..
غمضت عيونها بقوة تبغى تستوعب اللي صار ~ ياربيييييييييي لايكون محسبني مسويتها بالقصد , ياويلييييييييييييييييييي , يا فضيحتي , آآآآآآآه يا حسرتي لو كان يفكر بهالشكل ~ وفتحتها على اتساعها وغطت فمها لمن وصلتها نبرة الضحك في صوته وهو يقول : سفانة , تحركي ناديها ..
~ عرفني , عرفني , تفوووووووووو , مالت على وجهك يا ريم ~ وتحركت بغيض ولمن شافت ريم جايه قالت بعصبية : انتي وينك ؟؟
قالت ببراءة كنت أستناك , وينك إنتي ؟؟
قالت من بين أسنانها : مالت عليك , فشلتيني , إنقلعي كلمي أخوك ..
تحركت ريم وهي تخفي ابتسامتها , دخلت المدخل وقالت : سلام ..
ضربها على كتفها وقال : وينك إنتي ؟؟
ضحكت من قلبها وقالت : نفس سؤال سفانة ..
قطب حواجبه للحظة بعدين سأل : اش تبغين ؟؟
سألته بلهفة حاولت تكبتها : كانت مستحية , صار شي ؟؟
قال بهدوء : كانت معطيتني ظهرها وعلى بالي إنها إنت ولمن ناديتها طلعت هي وشردت , المهم اش تبغيييييييييين , ترى الرجال جوه بأروح لهم ..
ما حسبت لهالسؤال من شدة الحماس , طالعت فيه بعيون متسعه قالت بعدها : آآآآآآآآآ , نسيت ..
قطب حواجبه للحظة قال بعدها : تعالي , تعالي , إنت لك كم يوم صادعة راسي بسفانة , لا يكووووون ..
قاطعته بسرعه : مع السلامه ..
قبض على ذراعها وقال بتحذير : رييييييييييييم ...
زفرت وسألته بطريقة مباشرة : بالله مهي حلوة ؟؟
طالع فيها باستنكار وهو يهتف : حللللللللوة ..
قالت بهمس : صراحة هي عاجبتني وبعدين يا بخت من جمع راسين في الحلال , أنا كنت أبغاك تشوفها نظرة شرعية ..
ضربها على راسها وقال بعصبية : من متى مشتغلة خطابه الأخت ولا عشان كتبنا عقدين في يوم واحد صابكم الحماس , والله إنكم يالحريم تحف , تتصرفون بعدين تفكرون , يلا حلي عن سماي ..
قالت بغيض : طيب لا تعصب , يووووووووو كيف دمك فاير ..
وتحركت للداخل وهو يقول بغيض : حرييييييييييم , اللي في روسهم يسوونه ..
ورجع للمجلس ..
~ أموت وأعرف اش معنى سفانه اللي ذبحتني بها , وفجأة كمان , عمرها ما تكلمت عنها و دحيـ...... ~ توقف ولف يطالع على الباب بصدمة وهو يتذكر كلمتها ~ عشان في وحده تحبك ...... لا يمكن تلقى مكان فيه سفانه من دون العنود .... ~
فرك جبينه بتوتر وهو يقول بداخله ~ يكون هي اللي تحبني ~ فتح عيونه على اتساعها وهو يطالع في الباب المصكوك ~ مستحييييييييييييييييييل , سفانة , سفانة ما غيرها , عبد الإله هذا مجرد استنتاج ممكن يكون صحيح أو خاطئ , بسسسسسسسس ~
: عبوووووووود , اش تسوي عندك ؟؟ تعال صور , ماني عارف اش صار للكاميرا ..
نزع كل هالأفكار عن راسه وتحرك وتناول كاميرا الفيديو من محمد وراح يكمل التصوير لأنه وعد حسان إنه يصور له كل لحظة عشان مايحس إنه ما شاركهم فرحتهم و ما يدري ليه لمن فكر بحسان مر اسم سفانة بباله , استغفر وشغل الكاميرا وبدأ التصوير وهو يقول بمرح : حسونة , عدنا من جديد , شوف دحين أطب لك على العريس المصدوم ..
ووقف قدام عدنان وقال : يا العريس المصدوم ياللي تدور على أبوك زي البزران , كلمة لو سمحت لمريضنا العتيد في المستشفى ..
ابتسم عدنان وقال بهدوء : شد حيلك وقوم بالسلامة عشان نزفك لبيتك إن شاء الله ..
ضحك عبد الإله وقال : حسونه , عدنان جابها على الجرح هااااااااا , عدنان صدقني بيدعيلك آخر الليل بدعاوي ما تتصورها عشان هالكلام الحلو ...
***
: عنيد سامعتني ..
لفت العنود وقالت بحزم : طبعا ..
طقت سفانة بلسانها وقالت : والله ولا تدرين عن إيش أتكلم ..
قالت بصوت تايه : هاااااااا , لا معاك ..
زفرت وقالت وهي تقوم : ياربي البنت تاهت وهي ماشافت المحروس لو شافته ...
قبضت العنود بيدها اليسرى على ذراعها وحطت يدها اليمين على بطنها وهي تقول بصوت مخنوق : لا تقولين هالكلام مرة ثانية عشان ما أنمغصصصصصصصصص ..
سحبت سفانة ذراعها و قالت وهي تقوم : لالالالالا حالتك مستعصية جدااااااااااااا , الله يعينك على نفسك ..
لحقتها العنود وهي تقول : أنا اش فيني ؟؟
ولفت على أزهار اللي كانت راجعة للمطبخ بعد ما وزعت العصيرات على الحريم وسألتها بثبات : زهوره أنا حالتي مستعصية ؟؟
رفعت أزهار عيونها لفوق تفكر وهي تقول : إمممممممممم , خليني أشوف ..
طالعت فيها وابتسمت وهي تهمس : لو قالولك بتقابلين عدنان تقا...
انحنت العنود وهي ماسكه بطنها بيدينها وهي تقول : الله يقطع إبليسك يالحماااااااااااااااره ..
قهقهت أزهار وقالت : أولا حالتك مستعصية فعلا , ثانيا فمك يبغاله غسل بالصابووووون على ألفاظك الوقحة , اش هالكلمة ؟؟
اعتدلت العنود وقالت : اللي يسمعك يحسبني قلت #### وكل اللي قلته حماره ..
شهقت أزهار وضربتها بطرف الصينية بخفه وهي تقول : يععععععلني أشوفك داخله على عدنان اليوم قبل بكرة عشان أتشفى فيك وأشوف هاللسان يطلع ولا لا ..
وتحركت للمطبخ بزعل , لحقتها العنود وهي تقول برجاء : زهوووووووووووور اسحبي دعوتك , دعواتك تستجاب ..
قالت أزهار : ياااااااااارب تستجاب ..
: لا تكفيييييييييييييييييين , ترضين يغمى عليه وأموووووووووووت ..
: موتي إذا كان هذي ألفاظك ..
: أزهااااااااااااااااااااااااااااار ..


*************************

بعد ما راحوا الحريم والرجال فضي البيت إلا من البنات اللي تحاشروا في المطبخ وكل وحده فيهم ماسكة أندوميها وتستنى وحده من عيون البوتجاز تفضى , قالت العنود وهي مربعة فوق طاولة الطعام وحاطه في حضنها أندوميين : يا الدبيااااااات , خلصواااااااا , ما صارت خمس قدور على البوتجاز ..
قالت سمية وهي تفتح الثلاجة : من أخذ عصيري , الحرامي يعترف بسرعة ..
ورمت سفانة بنظرات حادة وهي تكمل : ماراحت عني يا خاله ..
قالت الخنساء وهي تقلب أندوميها على النار : سلامة أختي من السرقه رفعتيه في الثلاجة اللي فوووووووق نسيتي ..
قالت أسماء وهي واقفة في طرف المطبخ بعيد عن الزحمه : لا عاد تتهمين الناس بهتان , تأكدي بعدين اتهمي ..
زفرت سمية وقالت وهي تلف على البندري اللي واقفة معاهم عند البوتجاز والابتسامة الواااااسعة على شفايفها : بندر تبادليني , خذي أسماء وأعطيني ....
أشرت العنود وقالت بفخر : أكيد تبغيني ..
بلا تردد قالت : وعععععععععععععع , نقص عليه أتخلص من الآنسة منشن تجيني بوزو , أنا أبغى الملاك الحالم سهيف رهيف هنوفه ..
ابتسمت الهنوف بخجل و شهقت العنود وهي مغتاظة من ضحك البنات وقالت : أنا بوزو يا زيتونه مرة باباي ..
زاد ضحك البنات لمن قالت سمية : على الأقل زيتونه طايحين عندها اثنين مو زيك إنتي بوزو أبو شعر منكوش ويقزز بالنفووووووووس ..
بعدت العنود أندوميها ونزلت من الطاولة وهي تقول بعصبية : آآآآآآآآآآآآآآ يالحشاشة يا بنت الإييييييييييييييييييييييه , ضاااااااااااربتك ضاااااااااااااااربتك ...
حطت سمية زبديتها على الطاولة وشردت وهي تضحك , لمن مروا من عندها وهم يدورون حولين الطاولة زي المجانين صرخت سفانة وهي تبعد قدرها اللي كانت ماسكته بالمساكات وهي تقول بعصبية : يا متخلفاااااااااات , بكرة الجواز لا تنحرقون ولا تنكسر رجل وحده فيكم ...
توقفت العنود عن الجري وقالت بحماس : عين فضيت , ياااااااااااي , بموت جوع ..
وبعد ما انتهوا من طبخه توزعوا على الكراسي وبدأوا ياكلون وهم يناقشون كيف حتكون الزفة بكره ومتى حتطلع البندري ومتى توقف , هنا بدأت أسماء تسوي أندوميها , كانوا يعرفونها ما تحب الزحمة أو الإزعاج أو الإحتكاك الكثير بالأوادم عشان كذا دايما هي آخر وحده في أي شي , لمن خلصوا من الأكل طلعوا لغرفة العنود والبندري و كل وحده فيهم شايله بطانيه ولا لحاف خرجتها لهم سيتي وحطتها على جنب عشان يتلحفون بها , كانت البندري بتموت من الفرحة ليش قرروا ينامون عندها آخر ليلتين , معاهم ماكانت تفكر بعبدالرحمن ولا بمستقبلها المخيف , وبعد ما نام الكل مسكت جوالها واتصلت عليه , كان صوت المتقطع يتلوه صوت المجيب الآلي , ومن تنطلق الصافرة معلنة بدأ البداية ترجع تصك الخط وتتصل ثاني , وأخيرا كتبت رسالة وأرسلتها و جلست فوق سريرها وسط الظلام وهي ضامة رجولها وملصقة فخوذها ببطنها و لفت يدينها حولين سيقانها وسندت دقنها بين ركبتينها وهي تطالع في الجوال اللي قدامها على السرير , ركزت بصرها على شاشته وهي تهمس بداخلها ~ اتصل , رن رنه , إرسل رساله , أيييييييييييييييييييي شيييييييييييييييييييييييييي ~ بعد ساعة كانت سارحة فيها في أفكار متعدده خلفيتها الموسيقية أنواع الشخير والأنين من البنات النايمات زفرت وسحبت جوالها وحطته على الكومدينه وهي تهمس بخيبة أمل موجعه : ما حيرد ولا حيتصل ...
وانسدحت وضمت بطانيتها وهي تهمس : ياااااااااااااااااا رب رحمتك , يارب خاااااااااااايفة ..



************************



الثلاثاء 26 / 8 / 1427 هـ :
يوم الزواج الساعة 10 الصباح :
فيلا أحمد :

زفرت وهي تطالع في الساعة , قلق صابها ومنعها من النوم وحسبت بداخلها وقالت : 16 ساعة وأنزف له ..
طالعت في جوالها وضغطت الرقم اللي حاولت تدق عليه من فترة وانتظرت المجيب , طالعت في الساعة وقالت : يكون نايم ..
وقامت من سريرها تبغى تنزل منه ولمن طالعت على الأرض ابتسمت وهي تشوف سمية نايمة على الأرض ومتلحفه وفوقها رجل الخنساء اللي نايمة جنبها , لفت بتنزل من الجهة الثانية لكنها توقفت في اللحظة الأخيرة لمن شافت أسماء نايمة فوق طراحتين ومتلحفة بلحافها وهي مشبكة سماعات الجوال في أذنيها , تحركت لنهاية السرير ونزلت منه , وقفت عند سرير العنود لمن اعترض طريقها على الأرض جسمين , كانت العنود نايمة بعمق واللحاف منزاح عنها وسيقانها كلها مكشوفة , مسكت اللحاف وغطتها وانتبهت إن اللي جنبها سفانة , طالعت بحيرة لسرير العنود وانتبهت للهنوف اللي نايمة عليه ..
بالقوة مدت رجلها وتعدت جسم العنود وسفانة وقبل ما تخرج من الغرفة شافت ريم لوحدها جنب دولاب الملابس . اتسعت ابتسامتها أكثر وخرجت , لقيت أمها وأبوها جالسين وحاطين القهوة , ابتسمت وقالت : السلام عليكم , صباح الخير على الحلويـــــــــــن ..
ابتسم أبوها وقال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وقالت أمها بحنية : صباح النور على العروس ..
سلمت عليهم وجلست مقابلهم على الأرض قدام الطاولة اللي حاطين عليها قهوتهم , صبت لها أمها فنجان وناولته لها وهي تقول : اش مقومك من بدري , لازم ترتاحين شوية عشان وراك سهر ..
ابتسمت وقالت : الحمد لله مرتاحة ..
وانتبهت لنظرات أبوها المتفحصة , لفت عليه وابتسمت , كانت عارفه إنه شايل همها , لمن ابتسمت له زفر وبدأ يوصيها بالأشياء اللي لازم تسويها هناك في أمريكا ..
كانت مستمتعة لأقصى درجة بالجلسة معاهم وبهروجهم اللي اختلطت بذكريات الماضي اللي سافروا فيها لأمريكا بداية زواجهم عشان أبوها يكمل دراسته ..
: وكنت ما آكل غير رز محروق ..
شهقت هدى وقالت باعتراض : ما حرقته إلا ثلاث مرات بس ..
قطب حواجبه وقال بتريقه : أي صح ثلاث مرات لكنك كنت ترفعين الباقي لليوم اللي بعده يعني أكلته 6 مرات ..
ولف على البندري وكمل : المشكلة مو في الرز المحروق المشكلة إني كنت أضطر أكذب وأقولها إنه عادي عندي الحرق مو باين في الطعم وآآآآآآآآآكل وريحة الحرق بتطلع من خشمي ..
ضحكت من قلبها وهي تشوف هدى تدق فخذه من تحت وهي تقول : مو لهالدرجة , إنت مزودها ..
وتكمل بصوت راخي : لا تفشلني قدام بنتي , ماتعرف عني إلا الزين ..
~ هل بيجي يوم وأصير أنا وعبد الرحمن زي كذا ؟؟ يارب , يارب سهل لي يارب ~ ...
: أشوف حناك ..
ابتسمت ومدت يدينها لأبوها , طالع في نقش الحنا وقلب يدينها وطالع فيها بحنان وقال : ماشاء الله مرة حلو , إقري على نفسك ..
: إن شاء الله ..
: يا سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام ..
لفوا على صوت العنود اللي واقفة عند باب الغرفة , كانت حاطة يدينها على خصرها و شعرها متناثر بإهمال والشباصة ناشبة في أطرافه , كملت وهي تمشي لهم : مو عشانها عروووووووس تقعدون تدلعونها ..
ومدت يدينها بطريقة طفولية ودخلتها بين أبوها والبندري وورتها لأبوها وهي تقول : شوف حناي , شووووووف , حلو مووووو ؟؟
ضحك وقال : حلو ..
ماقال كلمته إلا نطت في حلقه سفانه وريم وهم يمدون يدينهم عشان يشوف حناهم , ضحك وقال : حلو , حلو , كلللللللللكم حلوين ..
طالعت فيهم هدى بحيرة وقالت : ماشاء الله اش صحاكم في وقت واحد !!
قالت الهنوف وهي تخرج من الغرفة ووراها أسماء : هو بنتكم المرجوجة تخلي أحد ينااااااااام ...
ابتسمت العنود وقالت : أحلى شي صباح الزواج , أبوية بنوصي فطور من كودو ..
ابتسم وقال : وصوا اللي تبغون , سونارتي عندكم على الذمة ..
لفت عليهم وقالت : يلا بسرعة كل وحده اش طلبها ؟؟ قولوا لسفانة ..
زفرت سفانة وهي تقول : يا ذا سفانة المسكينة اللي حتى يوم الزواج هي المسؤولة عن التوصية والكتابة ...
وبدأوا يعطون سفانة الطلبات , قالت هدى : التوأم وينهم ؟؟
طالعوا حولينهم وقالت ريم : صــح وين سمية والخنساء ؟؟ أكيد نايمين ..
ونطت بسرعة هي والعنود لجوة الغرفة وثواني من إزعاجهم وصلهم صوت سمية تهاوش والخنساء تترجاهم تنام شوية كمان ..



***************************


ابتسمت لمن شافته لابس ثوبه ومتجهز , قالت بمزح : أشوف بعض الناااااااس من قبل الظهر وهم شادين الظهر يعني يعني بأساعد ..
ابتسم وطنشها وهو يعدل كبكاته , قامت من مكانها ومسكت كمه وبدأت تصك الكبك وهي تكمل : وكبكااااااااات , والله مانقدر , أحد قالك بتقابلها اليوم ولا لايكون متشخص إحتمال تشوفك من هنا ولا من هناك ..
مارد عليها واكتفى بابتسامة , قالت خلود : بنت سحر , فكي أخوك جبتي له الجنان ..
ضحكت وقالت : اش عليك هو مطنش ومبتسم ؟؟
وابتسمت وقالت بخبث : شكل الموضوع عاجبه ..
ضحك وقال : يعني سواء اعترضت ولا سكت برضك وراي وراي ..
وتحرك وهو يقول : عن إذنك أبوي , بأروح أشوف عمي أحمد يحتاج شي ولا لا ..
ضحك عبد الكريم لمن قالت سحر بتريقه : شوفي شوفي كيف يقولها ..
ومطت كلامها وهي تقلده :عمـــي أحمد ..
قال عبد الكريم : روح روح ياولدي لو بتراعيها مابتخرج , في آمان الله , أنا أصلي الظهر مع أخوانك وألحقك ..
رافقته سحر إلين خرج من الجناح , ولمن دخل المصعد لوحت له مودعه , ابتسم وأشر لها تدخل , دخلت ورجعت لأبوها اللي جلست خلود جنبه وقالت لمن شافته يرفض القهوة اللي ناولتها له خلود : معلييييييييش يا خلود قهوتك مي زي قهوة أم خاااااااااااااااالد , حنون قهوتها غييييييييييييير , من صباح الله خير وأنا أحاول فيه وهو يقول مـــالي نفـــس ..
ضحك وقال : والله إنك سوسه , مو أنا أسافر من دون أمك ماصار لي شي ..
طالعت فيه وقالت بخبث : بس منت متعود تروح جوة السعودية وهي مهي معااااااااااااااك , أظن إنه لو خيروك كان طيرتني أنا وخلود للرياض وجبت أم العيااااااااااااال ..
ضحكت خلود من ضحك أبوها وقالت : بنت تحركي ودقي على العنود عشان تسألينها عن مكان الكوفيرة اللي قالت لك عليها ..
قطبت حواجبها وقالت : ويييي مايحتاااااااااج , اللي يسمعك يقول مانعرف جده نسيتي إننا كنا عايشين فيها ..
ضحكت خلود وقالت : يعني ما يتغير المكان يعني , لنا كم سنة وإحنا ناقلين الرياض ..
قالت سحر : هاهاها ضحكتيني وأنا ما أبغى أضحك , حبيبتي جدة هي جدة ماتغير فيها شي , زادت حفرها ومطباتها بـــس..
تنهدت خلود وقالت : مع كذا حلــــــــــــــوة , يامن يرجعنا لها ..
شهقت سحر وقالت باعتراض : لا حبيبتي العيشة في الرياض أحلى ..
قال أبوهم لمن حس ببداية دفاع عن المدينتين : كلها حلوة , يلا قوموا تجهزوا وشوفوا مرة أخوكم , الظهر أذن , بأروح أصلي وأشوف عمكم أحمد اش يحتاج ..



********************************


........................ يتبع ..



الساعة 2 الظهر :
في فيلا أحمد :

: بندور يلا , جاسم تحت يستنى ..
زفرت البندري وهي تلف طرحتها بيدين مرتجفة , كانت تحس بخوف غريب , لفت وجهها عن العنود اللي طالعت فيها بحيرة وقالت : يلا روحي إلبسي انتي كمان , الجوهرة بتذبحك لو شافتك متأخرة ..
ابتسمت العنود وقالت : لا أبشرك افتكينا منها وأقنعناها تتزين في الكوفيرة اللي في القاعة مع أمي وبقية الحريم وأنا بأروح مع سفانة وريم وتماضر ..
تحركت البندري وهي تسأل : والهنوف والبقية ..
مشيت معاها و قالت وهي تحك شعرها بتفكير : هي وعهود وبنات خولة بتجيهم وحدة في البيت ..
نزلت الدرج وهي تحس قلبها يضرب بقوة مع كل خطوة , أول ماشافته واقف عند الباب وهو يتكلم مع الجوهرة اللي تناقشه بحماس تصنمت , ولمن لف وجهه لها نزلت راسها وتغطت ومشيت بسرعة , ابتسم بصمت وقال : يلا مع السلامة , إذا تبغون شي اتصلوا علي ..
ركبت قدام وهي ساكته , حرك السيارة وانطلق بها بسرعة , لحظات صمت سادت قبل ما يقطعها همسها الخافت وهي تهمس باسمه , حس بألم يقطع قلبه , زفر بقوة ولف عليها وهو يجبر نفسه على الابتسام وهو يقول بمرح مصطنع : آمري يالعروس , تدللي ..
لفت عليه و مدت يدها اليمين وقبضت بها على ذراعه بقوة , ركز نظره على الطريق بصمت وهو يرص يدينه على الدركسون يبغى يفرغ مشاعره فيه , ولمن حس بعصرتها تزيد قال بهدوء : ترى المعيشة هناك غير , ومابيكون أحد حولينك لكن في عرب وخليجين كثير إن شاء الله في المنطقة اللي بتكونين فيها فانتبهي لنفسك هناك ودايم قفلي على نفسك وتأكدي إنه في أقفال على الباب , وترى لو احتجتيني في أي وقت ما يردك إلا لسانك ..
سحبت يدها ورجعت تعتدل في جلستها وهي تصرخ بداخلها ~ مو هذا الكلام اللي كنت أبغاه , مو هذا الكلام , قول إنك غفرت لي اللي صار وإنك بتنساه وبترجع تعاملني زي أول , قول إني ما بعيش الباقي من عمري وأنا محتقرة في عيونك , تكفي يا جاسم قولها , والله محتاجة لهالكلمة , آنا ما أخذت عبد الرحمن و رضيت بكل شي إلا عشان أصلح غلطتي , عشان ما أفضحكم , تكفى قولها , لا تقول إني ضحيت بنفسي ورميت نفسي بين فكين عبد الرحمن على لا شي , قولي إني ما دخلت حياة أنا متأكدة إنها بتكون كئيبة عشان ولا شي , جاسم , جاسم ~ , لفت عليه وشافته يخرج جواله ويدق على جوال أزهار اللي واقفين قدام عمارتها ..
دقيقة وشافتها نازلة , كتلة سواد مهيبة ما يكسر حدة سوادها إلا شنطتها الصغيرة , ابتسمت بمحبة وفكت الباب عشان ترجع ورى , قالت أزهار : والله ما ترجعين ورى ..
قالت البندري بإعتراض : لا أ ..
قاطعتها أزهار : عشانك عروس بأخليك قدام ..
وكملت بعربية فصحى وبطريقة مرحة وهي تفتح الباب اللي ورى : تمتعي بهذا الدلال يا فتاتي ..
دخلت البندري وهي تحس بإحراج من اللي صار وسمعت سلام أزهار الطويل كعادتها , نزعت أزهار قفازها و مدت يدها المحنية من بين المقعدين وقالت بهدوء : كيف حالك جاسم ؟؟ ..
لف و طالع في يدها ورجع طالع في السواد اللي دايم يحجب عنه عيونها وتفكيرها وقال ببرود : هذا اللي قدرتي عليه بعد يومين ..
قالت بتريقة وهي تهز يدها مصرة تصافحه : يعني تبغاني آخذك بالأحضان في السيارة يعني , هو يوم بس ..
كانت عارفه إنه زعلان ليش نامت عند عمر المسخن من بعد يوم الحنا , مد يده بطفش , ابتسمت لمن شافت تعابير وجهه وضغطت يده بقوه ودنقت سلمت عليها , رفع حواجبه بدهشة وسحب يده بسرعة وضربها على راسها بخفة , ضحكت من قلبها وقالت وهي تفرك مكان الضربة : آآآآآآآآي عورتني ..
أعطاها ظهره وشغل السيارة وتحرك , قالت أزهار بأذيه : بندوري شوفي أخوك ضربني على راسي , عور جسمي وأزم النونو نفسيا ..
لف وجهه بعيد عنهم وهو يكتم ابتسامته اللي تحاربه , ابتسمت البندري والتزمت الصمت , طالعت أزهار فيه و مدت يدها ومسحت خده بقوة وهي تقول : في حاجة ..
لف وجهه بعيد وقال وهو يدف يدها بخشونة : هي أهجدي , إحنا في سيارة ..
ورجع اعتدل وهو يتأفف , مدت يدها وهي تكتم ضحكتها و قالت : بس في حاجة ناشبة , إنت ما غسلت وجهك بعد ...
بعد وجهه هالمرة وهو يضحك ويقول : خلاااااااااااااااص ..
تذكر مزحه معاها بعد قبل ما يتصافون , ضحكت البندري من ضحكهم وهي مهي فاهمة شي , قالت أزهار بلهجة لطيفة : بندوري أكيد تقولين عننا مخبل ..
هزت البندري أكتافها وقالت : لا عادي ..
ابتسمت أزهار وقالت بحنان : إن شاء الله بتفهمين هالأشياء في المستقبل القريب ..
ومدت يدها وحطتها على كتف البندري ورصتها بقوة وهي تقول بتأكيد : إن شاء الله ..
زفرت البندري وقالت بهمس : الله يقدم اللي فيه الخير ..
ورجع لجاسم شعور الألم اللي يقلق روحه , ولمن وصلوا للصالون وانفتح الباب لف على البندري وقال : بندري ...
لفت عليه وعيونها كلها رجاء , خرجت أزهار بسرعة وصكت الباب , شافته يتكلم بهدوء بضع كلمات خرجت بعدها البندري ودخلت الصالون بسرعة , لوحت له مودعه ودخلت , لقيتها واقفه عند المدخل وهي تمسح دموعها , حطت نفسها ماشافت شي وراحت للبنت المبتسمة عند الاستقبال وناولتها ورقة الحجز الخاصة بها وبالبندري , طالعت فيها البنت وسألت بلطف : مين العروسة ؟؟
جات البندري اللي تمالكت نفسها وأشرت عليها أزهار وقالت بابتسامة : القمر اللي هنا العروسة ..
طالعت فيها البنت وقالت : أول شي بنستشور شعرك و بعدين نسوي المكياج أووووو لازم ننظف حواجبك قبل مانسوي المكياج ..
مسدت البندري حواجبها وقالت : لا ما يحتاج ..
قطبت أزهار حواجبها بحيرة وسألت : كيف تنظيف الحواجب ؟؟
ابتسمت البندري ودقتها يعني اسكتي والبنت تقول : يعني نشيل الشعرات الزايده عن الحاجب وننظفه عشان ...
قاطعتها أزهار بصدمة : يعني نمص ..
قالت البنت بإعتراض : تنظيف إحنا مانمسك الحاجب لكن الشعرات اللي فوقه وتحته ..
ابتسمت أزهار وقالت : يا حلو اللفظ , سهـــل مرة , تنظيف !! حبيبتي اسمه نمــــص , أي شي يخص شعر الحاجب يعتبر نمص إلا التشقير اسمه تشقير مو نمص ..
قالت اللي جنبها : طيب إذا ماتبغي تنظفيه , نشقره ونقصص أطراف الشعره عشان ماينزل الشعر الأسود على الشعر المشقر ..
قالت أزهار بنفس الابتسامة والهدوء : التشقير مختلف فيه لكن قص الأطراف هذا كمان يعتبر من النمص ..
شهقت وقالت : لااااااااا , انتي متشدده مره صدقيني أنا متصله بشيخ وقال جائز إذا كان قص مو حلق بموس أو نتف للشعره ...
مسكت البندري ضحكتها لمن شافت تغير وجه أزهار وصدمتها وهي تقول بتعجب : شيخ قالك جائز !!
ومدت يدها بسرعة وهي تقول بحزم : أعطيني رقمه أكلمه بنفسي , أقولك والله حرااااااااااام القص والحلق والنتف كله حراااااااام وملعونه اللي تسويه واللي تسويلها كمان ..
ارتبكت وقالت : ماعندي رقمه حاليا لكن إن شاء الله أجيبه لك , بعدين هادي ليلة العمر مو معقوله بتطلع كذا ..
قالت أزهار بضحكه : ويعني ليلة العمر , أبدأ حياتي وأنا ملعونه من ربي , يا زينها من ليلة عمر ..
وقالت الثانيه تهدأ الموضوع : هند خلي الزباين براحتهم ..
وجاتهم وحده تدلهم على المكان اللي بيسشورون فيه , تحركت أزهار وهي تقبض يدينها بكل قوتها على حبل شنطتها وتبعتها البندري وهي تقول بضحكه : حسيتك شويه وتنتفين شعر راسها ...
زفرت أزهار وقالت بضيق : نقولهم ثووووور يقولون إحلبوه , يلفون من هنا ومن هنا إلا يبغون يحللون الموضوع بأي طريقه ..
وتنهدت وقالت : الله يهديهم ..
وكملت وهي تلف على البندري : تصدقين وحده اللـــــــه يصلحها ويهديها قالت للشيخ , ياشيخ أنا أحلق الحاجب كله ما أنمصه من فوق ومن تحت وبعد كذا أرسم بالقلم , يعني بالله عقلها ماقالها إنه كللللللللله نفس الشي , صدق ناس غريبه صارت تسوي الحرام وماعليها من لعنة ربها كله عشان تطلع حلوه , استغفر الله العظيم , هي فكرت الناس اللي انعجبوا في شكلها بيرافقونها للقبر ويوقفون معاها وقت الحساب ويدافعون عنها قدام الله , يارب ثبتنا على دينك وطاعتك ..
سرحت البندري وهي تتذكر أفكارها السابقه والقريبة العهد بها , كانت زي هذولي البنتين اللي يدافعون بحماس الواثق في شي واضح إنه حرام ..
: من هنا ياعروسه ..
ابتسمت أزهار وقالت بمرح تخرجها من سرحانها اللممزوج بالكآبة : يلا أنا رايحه للي بتسشور لي , اش عليـــــك , من قدك ياعـــم حاطينك في جناح العرايس ..
ضحكت البندري وقالت : بيننا كول ..
استلمتها وحده وبدأت تسشور شعرها , صوت السشوار الرتيب وحرارة هواؤه اللي يضرب في بشرتها البارده من التكيف المركزي بين لحظة والثانية غرقها في ذكرياتها القديمة اللي تمنت لو تقدر تمحيها , كان راسها يتحرك مع شد العامله للفرشه الملفوف عليها شعرها لكنه مانفض عنها أفكارها الكئيبة , رفعت جوالها وطالعت في رقمه , إلى متى بيطنشها ؟؟ إلى متى ؟؟ دقت رقمه وحطت الجوال على إذنها لكنها كالعاده لا مجيب بعدها يجيها الصوت الأنثوي الناعم يطلب منها ترك رسالة على الآلة , زفرت وصكت الجوال وهي تغرق في أفكار ثانية ..
: خلصنا يا عروسه ..
رفعت راسها وطالعت في المرايه اللي عكست صورة بنت شاحبه أبعد ماتكون عن كونها عروسة ووراها العامله المبتسمه , بادلتها الابتسامة عبر المراية وقامت لمن جاتها وحده تدلها على مكان المكياج , قابلت في طريقها أزهار اللي لسه في الانتظار
, قالت أزهار : رايحه للمكياج ؟؟
هزت راسها بتوتر , ابتسمت أزهار وقالت : الله يوفقك , أهم شي توضي قبل ماتدخلين مو بعد مايحطون المكياج تقومين تقولين بأتوضأ ..
راحت البندري للحمام وتوضت ودخلت على المكياج , غرقوها بالأساس والبودرة , وجهها ورقبتها ويدينها , حاولت تعترض لكنهم قالوا لازم العرايس ينحط لهم الأساس بهالشكل , انسدحت واستسلمت ليدينهم وهي تزفر بتوتر ...



********************

اسير الصمت
09-08-2012, 01:59 AM
بعد آذان المغرب :

كانت تحس بضيق مع مرور الدقائق , زفرت وقالت : لو سمحتي أبغى أصلي ..
قالت العامله بهدوء وهي تكمل ضربات الفرشة على عيون البندري : مابقي شي يا عروسه مو معقوله بنوقف الشغل في نصه ..
سكتت البندري واستسلمت ليدها ويوم وصلها صوت السلام في المسجد القريب بعدت يدها وقالت : أصلي و أكمل , مابياخذ مني دقايق ..
زفرت العامله بطفش وقالت : بكيفك ..
وخرجت من الغرفه بعدما استوقفتها البندري تسألها عن القبلة وهي تلف طرحتها على راسها , وقفت العاملة عند المقسم اللي بين الغرف وخرجت سيجارتها وولعتها وهي تقول للعامله اللي ماره : ناس طفش , يعني اش فيها لو خلصت شغلي وراحت تصلي ..
ضحكت صاحبتها وقالت : يومك أسود منيل زي يومي ..
طالعت فيهم العامله الثالثه اللي قاعده ترتب الأدوات في الأدراج المتحركة و قالت : بنت إنتي وهيه , كم مرت قلت لكم مايجوز هالكلام , أولا غيبه , ثانيا سابين الدهر وهذا حرام ثالثا .... ممنوع التدخين جوة المشغل ياست منيرة طفي القرف اللي قاعدة تدخنينه ..
قالت منيرة بتريقه : لو ممنوع ليش يحطون طفايات في كل مكان ؟؟..
ضحكت الثانية وقالت : ياهوووووو يامحلل انته , تعجبيني ..
: منيرة , كم مرة قلنا التدخين ممنوع في غير الكافتريا , هذا آخر إنذار ...
تأففت منيرة لمن شافت هند واقفة عند بداية القسم وهي تتطالع فيها بحده , طفت سجارتها في الطفايه المحطوطه على طاولة صغيرة ورفعت يدينها فوق باستسلام
وقالت بمرح : أوكي مسكتيني بالجرم المشهود , سورييييييييييي آخر مره ...
رمتهم هند بنظرات حاده وقالت : يلا لو سمحتم كل وحده على شغلها الهروج الجانبية مالها داعي ...
لمن شافت الموضوع انتهى تقدمت أزهار اللي كانت تشاهد المشهد من بعيد وقالت لمنيرة بابتسامة وهي تحاول تسيطر على خصلات شعرها الناعم : ممكن أشوف العروسه ؟؟
طالعت فيها منيرة وقالت بطفش وهي تأشر بيدها للغرفة : تفضلي بس تراها لسه ماخلصت يعني هذا مو شكلها النهائي ..
دخلت أزهار وقالت وهي تدق الباب : بندوري ..... خلصت سشوار وباقي المكياج , إن شاء الله بنخرج بدري زي ما اتفقنا معاهم واااااااااااااااااو ماشاء الله المكياج وهو ما خلص حلو ..
ولمن تقدمت شافت إن البندري تطالع فيها بعيون غريبه وهي منسدحه على السرير وفمها شبه مفتوح , وقفت جنبها وقالت وهي تقبض على كف البندري اليمين : اش فيك تطالعيني كذا ؟؟ اش فيك منسدحة كذا !! اعتدلي عشان تخلص الحرمة شغلها ...
كف البندري المعصورة بداخل قبضة أزهار ما تحركت أصابيعها , نظرات عيونها ماتغيرت , حست أزهار بشعور غريـــــب يجتاحها وهي تطالع في عيون البندري , رصت يدها وهي تقول : بندوري ..
وحست بحرارة في أعلى صدرها مختلطه بدقات قلبها اللي بدأت تنبض بقوة وبطء موجع , رصت اليد أكثر وهزتها باليد الثانية وهي تقول بصوت أعلى : بندري , بندري ..
طاح راس البندري على كتفها اليمين وتدلى بطريقة غريبة وعيونها مازالت بنفس الوضعية كما هي ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااا , مستحيل ~ صرخت وهي تهزها بيدينها : بندريييييييييييييييييييييي , بندري ردي علي , بندريييييييييييييييييييييييييييييي ...
دخلت بعض العاملات على صرختها في اللحظة اللي شهقت فيها وهي تتراجع وعيونها مثبته على عيون البندري المفتوحة لمن تدلت يدها من السرير, قالت بصوت غريب : لا حول ولا قوة إلا بالله , يارب أتوسلك , ياربي أتوسلـ...
واختنقت الكلمات لمن جف حلقها فجأة من شدة الرعب , كان في شي مفقود في عيون البندري , لمعة غريبة مفقودة , لمعة الحياة , رجعت تقدمت من السرير والشعور المرعب الموجع يزيد في أعلى صدرها ويمر زي الحبال الملتوية في بطنها , هزتها بفتور وهي تقول بصوت متهدج : بندري قومي , بندري الله يسعدك قومي ترى مزحك صاير ماصخ ماله طعم ..
ولمن شافت العيون مثبته بلا حراك والفك شبه متدلي همست بضعف ودموعها تحاربها : بندري قومي , اليوم عرسك , ماما بتزفك , الكل يستنونك هناك , اش تبغيني أقولهم ؟؟ ..
ونزلت دمعتين على خدودها وهي تقول : تبغيني أقولهم ماتت ..
~ ماتت , ماتت , ماتت , ماتت , ماتت , ماتت ~ ترددت الكلمة زي الصدى في زوايا عقلها وهي تطالع في عيون البندري الكحيلة المثقلة أجفانها بلون وردي وتركواز يشبه ألون الخرز اللي في فستان عرسها , عيون جمييييلة لكنها بلا حياة , صرخت من قلبها : يااااااااااااااااااااااااااااااااااااربـــــــــــ ــ , ياربي رحمــــتك , ياربي ماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتت , بندري ماااااااااااااااااااااااااتت ..
لفت على العاملات المصدومات وصرخت : سووا شيييييييييييييي , البندري ماتتحـرك , البندري مااااااااااااااااااتت , تحركوا سووا شييييييييييييييييييييي ..
ولفت على البندري وهزتها بقوة وهي تصرخ : بندري قومييييييييييييييي , قومييييييييييييي , الله يخلييييييييييييييييييييييييك , قومييييييييييييييييييييييييييييييييي , لاتسوين فيني كذاااااااااااااااااااااااااااااا ..
جريت العاملة اللي كانت تهاوشهم مع هند اللي قالت لوحده فيهم تتصل بسرعه بالإسعاف , سحبت أزهار اللي صرخت وهي تقاومها : سيبينيييييييييييييييييييي , خليها تكلمنييييييييييييييييييييييييييي , ليش ما هي راضية تجاوبنيييييييييييييييييييييييييييييي ..
ضمتها العامله بقوة وهي تقول بهدوء : قولي لا إله إلا الله , قولي لا إله إلا الله ..
صرخت أزهار بحرقه وهي تتشبث بالعامله : لاااااااااااااا إله إلا الله , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ياربي كيف أقولهم ؟؟ كيف أقول لجاااااااااسم , آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ياقلبي , يا حبيبتي يا ماما , كيف بأقولها بنتك ماااااااااااااااتت , العروسة ماااااااااااااااااتت , آآآآآآآآآآآآآه يا ربي آآآآآآآآه ..
وقفت هند جنب السرير وطالعت في البندري ولفت على العامله وهمست بدون صوت : ميته ..
صرخت بعض العاملات وبعضهم قاموا يصيحون بلا مقدمات وتدافعوا بعض الحريم بيشوفون اش اللي قاعد يصير , قالت العامله اللي حاضنه أزهار اللي تصيح بصوت يقطع القلب : لو سمحتم إخلوا الغرفة بسرعة ..
: واااااااااااااااااااااااا ..
: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ ....
: مااااااتـــت ..
: في حرمه ماتت جوه ..
خرجتهم هند وبدأت تدفهم لبرا وهي تحاول تصك باب الغرفة والحريم يتساؤلون اش اللي قاعد يصير ..
: اش فيه ؟؟ اش صار ؟؟؟
: يقولون في عروسه ماتت ..
: يا حبيبتي هيه , الله يصبر أهلها ..
من وسط فوضى المشاعر والدموع والصراخ اللي حسته يقطع حنجرتها كان صوت رخيم يقرأ القرآن في إذنها ويغرق قلبها بالسكينه , كانت تحس روحها تنازعها من شدة الألم والخوف لكنها سرعان مابدأت تستكين , كانت العامله تضمها بقوة وهي ملصقه فمها في إذن أزهار وتقرأ المعوذات والفاتحة و آية الكرسي ولمن شافت إنها لسه ماهدأت بدأت تقرأ أواخر سورة البقرة ولمن انتهت قالت : أختي اصبري الدنيا كذا , عظم الله أجرك , عظم الله أجرك ..
شهقت أزهار شهقات متتاليه وهمست بعدها بضعف : جزاك الله خير ..
ورجعت تبكي لكن هالمرة بصمت , جابت هند كرسي وجلستها عليه ومسدت على شعرها بحنان وهي تقول : ادعيلها بالرحمة هذا الشي اللي تقدرين عليه ..
ولفت على العامله لمن رجعت أزهار راسها على ورى وسندته على ظهر الكرسي وهي تئن بألم وقالت : لمياء روحي جيبي كاسة مويه ..
غطت أزهار وجهها بكفينها وهي تقول من وسط أنينها : اليوم عرسهااااااااا , الناس قاعدة تستنى ..
مسحت هند على شعرها وهي تقول : الله يرحمها , قولي الله يرحمها ..
: ياربي اش أقولهم , ياربي اش أقولهم ..
جابت لها لمياء الموية اللي نفثت فيها بعد ما قرأت الفاتحة سبعة مرات وشربتها إياها وغسلت بالباقية وجهها وصدرها وهي تقول : لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار يا أختي و المؤمن في جميع أحواله له خير في النعمة شكر وفي المصيبة صبر و ....
كانت أزهار تستمع لها وهي تحس براحة من الموية البارده اللي تنسكب على وجهها وصدرها ..



***************************

في القاعة :

وقفت العنود وسط الغرفة المخصصة للعروسة وحطت يدينها على خصرها وقالت : وين القبضة ؟؟
رفعت سفانة راسها وسألت وهي تركب حلقها : أي قبضة ؟؟
أشر العنود بيدها وقالت : المسكة حقت البندري ..
شهقت سفانة وقالت وهي تقوم : واااااااااااااااااااا , نسينا نجيبها من محل الورود ..
زفرت وقالت وهي تخرج جوالها عشان تدق على جاسم : لازم منها الحوسة , لاااااااااازم ..
تحركت سفانة ولبست صندلها الفضي المناسب لفستانها الكحلي والفضي وخرجت من الغرفة وراحت لقسم أهل العريس , دخلت وهي تقول : سلااااااااااام ..
ورفعت حواجبها باستغراب لمن شافت عهود واقفة قدام المراية وهي لابسة فستان ساتان أحمر صارخ مطرز بالذهبي , عاري إلا من سلسلتين ذهبية , من قدام قصير لنص الساق ومن ورى طويل له ذيل , لفت عليها عهود وردت السلام وهي تتأكد من منظرها في المراية , قالت سفانة : اش هذا الفستان ؟؟ من جدك بتنزلين عند الناس كذا !!..
لفت عليها عهود وسألت بصدمة : لييييييييييييه ؟؟ مو حلو ..
قطبت سفانه حواجبها وقالت : فاصخ ..
ضحكت عهود وهزت يدها بحركة لا مبالية وتحركت خارجة من الغرفة وهي تقول : ماعندك سالفه فجعتيني ..
لحقت بها سفانة وهي تقول : بنت والله مايجوز تطلعين عند الناس كذا ..
: ركبي مهي باينه وهذا المهم ..
: لا جلستي ولا دنقتي ولا تحركتي تبان , بعدين الحياء شعبة من الإيمان , وين الحياء في لبسك ؟؟..
: سفانة تراني مبسووووووووووووطة على الآخر فلا تجين وتصدعين لي راسي دحين ..
وقفت سفانة على راس الدرج وهي تطالع في عهود وهي تنزل بلا خجل من مواجهة الناس بهالمنظر , طالعت في ساعتها وابتسمت وهي تقول : لسه الساعة 9 , يعني يمديني آآآآآآآآكل قبل مايجون الناس ..
سمعت صوت الكعب العالي تتردد بسرعة , ضحكت لمن شافت العنود خارجة من الغرفة وهي رافعة فستانها وتجري وهي مهي مهتمة بالكعب العالي , قالت : بنت شوية شوية لا تتكسرين وتقلبين لنا الجواز ..
مرت من عندها ونزلت الدرج وهي تقول بسرعة : جاسم عند الباب جاب الحلويات ويتحلف لو جيت خلال ثانية بيطش الصحون في الشارع ..
ضحكت وقالت وهي تنزل بهدوء : دومه مستعجل ومعصب , الله يعينك يا أزهار ..
شافت سمية والخنساء جالسات على الكراسي اللي في الممر وهم يتضاربون على وصلة الكروسان الباقية في الصحن وكل وحده منهم ماسكة علبة مشروب غازي , قالت : تحركي إنتي وهيه الله يفشلكم قاعدين تطفحون في الممر , لو جات وحده من المعازيم دحين وشافتكم , روحوا ساعدوا العنود عند الباب ..
قالت سمية وهي ترفع العلبة : خاله إحنا نشرب بالمصاصه عشان الروج ..
زفرت سفانة وقالت بتريقه : إيه طيب يا برستيج إنتم , قاعدين تاكلون بعفاشة وتقولون نشرب بالمصاصة عشان ما يروح الروج , ثلاثة أرباعه راح مع الكروسان ..
وصلهم صوت العنود المقطوع من ثقل العلب الأربعة الكبيرة المغلفة بقطيفة عودي : سميو وخنسو تحركوا ساعدونيييييييييييييييييي ..
تحركوا الثلاثة وكل وحده فيهم شالت علبة , دخلوا للقاعة وحطوها على الطاولة اللي قدام حمده , قالت العنود وهي تسلم على جدتها : ياهووووووووو ما أقدر أنا على اللي لابسين أحلى كرته في العالم ..
ورفعت راسها ولمست طرحة حمده وهي تقول : لاااااااااا وطرحه مطرزة أطرافها كمان ..
ضربتها حمده على يدها وهي تقول : قومي عني , روحي اشتغلي وشوفي اش الناقص أبرك لك ..
ضحكوا عليها البنات لمن ضمت جدتها وسلمت على راسها مرة ومرتين وثلاثة وحمده تهاوشها وهي تحاول تبعدها ..
: بنااااااااااااات يلا نتصور قبل ما يجون الناس ..
التفتوا لأسماء الواقفة على المنصة وهي تلوح لهم بكاميرا الديجتال , كانوا يعرفونها مدمنة تصوير, تعتبر هي أمينة الصور , حاطه كل الصور في جهازها اللي ما تشبك عليه النت , تحركوا لها وقاموا يسوون حركات خبال وحركات ناعمه شوية انضمت لهم خوله وعهود والجوهرة , بعدت العنود عنهم وهي تقول : أبغى صورة لي مع سفسف لوحدنا ..
ووقفت وشدت سفانة جنبها ..
: ياخونة تتصورون من دونييييييييييييييييييييييييييي ..
طلعت ريم للمنصة وناولت خوله الجوال وهي تقول : خوله له ساعة يدق ..
وجريت عشان تتصور معاهم , طالعت خولة في المكالمات وانصدمت لمن لقيتها 7 مكالمات من أزهار , تحركت وبعدت عن رجتهم وهي تتصل على أزهار ..


****************************



: لاحول ولا قوة إلا بالله , إنا لله و إنا إليه راجعون , لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار ..
غمض عيونه بصدمة وهو يردد العبارة أكثر من مرة , وصله همسها الضعيف وهي تقول : عمور خوله ماترد , مستحيل أنقل الخبر لأحد غيرها هي ما شاء الله أكثرهم إلتزاما وصبرا , ما أقدر , والله ما أقدر ..
: أزهار اش تبغيني أسوي ؟؟ أروح للقاعة وأدور على خوله ..
: خلاص شوفها قاعدة تدق على الخط الثاني , مع السلامة ..
وقبل مايبعد الجوال ترجته بصوت كسير : إدعيلي ..
: الله يصبرك ويقويك ..
قفل الجوال وطالع في أحمد الواقف جنب أخوه صالح وهم يسلمون على الوفد الجديد اللي دوبه وصل , الضحكة كانت هي المسيطرة على المكان والابتسامات على كل الوجوه مرتسمة ..
: هلاااااااااااااا مطوعنا , اش فيك شارد عن الناس ..
لف بابتسامة هادئة لعبد الإله وقال : هلا فيك , ولا شي , كنت أبغى أشم شوية هوا ..
حمحم عبد الإله وهو يعدل غترته وقال : اش رايك في كشختي ؟؟ ..
: ماشاء الله عليك ..
ضحك جاسم اللي جا لهم وقال : باين عليك أخو العريس ..
لف عبد الإله وقال : أوووووووو هلاااااااااااااااا أخو العروسة , و متى وصلت ؟؟..
قال جاسم : قبل شوي , وديت العروسة للصالون ورحت تروشت وجبت الحلى وجيت ..
ولف على عمر وسلم عليه بترحاب وهو يقول : كيف حال اللي سارق حرمتي ..
ماقدر عمر يجاريه في مزحه أو ضحكه وهو يقول بهدوء : بخير الحمد لله , عن إذنكم عمي أحمد يأشر لي ..
وتحرك بسرعة , طالعوا الإثنين فيه وهو رايح عنهم وقال جاسم بعدها : أقول يبغون المسكة من محل ***** للزهور , روح جيبها أخو العريس على إيه ..
زفر عمر وهو يستمع لضحكهم ومضاربتهم على مين يروح و حاول يكسي وجهه بقناع مبتسم وهو يطالع في أحمد اللي مسكه مع يده وسحبه لواحد رجال غريب وهو يقول : هذا عمر اللي أقولك عليه ..
ولف على عمر وهو يقول : عمر , هذا الدكتور حامد أعز أصحابي أنا وعمك صالح من أيام الطفولة ..
تبادل عمر السلام وهو يجاوب على أسئلة حامد ..


************************
نهاية الفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟؟؟



خشبة ذات أذرع و غ ط اء ..
عتمة ليل في وضح النهار ودموع ترفض الانصياع ..
رائحة ك ا ف و ر شقت عنان السماء ..
.
.
.
ماذا أسمع ؟؟
قرع للطبول أم دوي مدافع !!
برودة غلفت حرارة جسد ي ذ و ب ..
و نحيب أغرق أنفاسا تسابق المجهول ..
.
.
.
لحظة !!
لماذا أهرب ؟؟
مم أحاول الاختباء ؟؟
.
.
.
القرع و الدوي بدأ يتخافت ... بل يتباطأ ..
يتباطأ حد الألم ..
لحظة صمت فـ هـ د و ء ..
.
.
.
لماذا لا نعرف قيمة من نحب إلا عندما يغادرنا ؟؟
يرحل عنا ..
يتركنا في هذه الدنيا نصارع وحدنا ..
.
.
.
لن نسمع همسه الحاني وهو يشجعنا ..
لن نرى بسمته الحلوة عندما يمازحنا ..
لن نستشعر دفأ يديه وهو يصافحنا ..
لن تلمع عينيه فرحا وهو يطالعنا ..
لن نضحك له اعتذارا عندما يعاتبنا ..
.
.
.
اقرعي يا طبول ..
غلفيني يا برودة ..
أغرقني يا نحيب ..
.
.
.
أ كـ رهـ ك يا جسدي عندما تذوب ألما ..
و يخفق قلبك شوقا ..
و فوق هذا ...
تأبى الدموع أن تجد لها من عينك هربا ..
.
.
.
و
ل
ك
ن
.
.
.
إلي يا كل خيوط الأمل ..
أربطيني , أوثقيني ..
أنسجيني بإبرة الإيمان على جدارن الصبر ..
اصنعي مني وشاحا حتى غ ط ا ء اصنعيني لو أردت للألم ..
.
.
.
أقنعي جسدي الكريه أن روحي تحتويه ..
ذب ألما واجعل قلبك يخفق شوقا ..
اصنع ما بدا لك اصنع ..
جفف دمعي لا أبالي ..
يكفيني أن لقاءها في جنان ربي ......... روحي ت رت ج ي هـ ..

*****************************


في قاعة الفرح :

سألت بهمس وهي تبعد عنهم قد ماتقدر : تعبانه كيف ؟؟
: تعبانه مره مره , ما أدري فجأة تعبت , الله يخليك تعاليلي محد عندي هنا ومستحيل أنادي وحده من البنات , ماعندي غير الله ثم انتي ..
حست خوله بشي فسألت : أزهار صار شي ..
: انتي تعالي وبس , ترى عمر عند الباب يستناك تخرجين له نوع سيارته ...
: طيب مع السلامة ..
هزت خوله راسها وتحركت وهي تحس بقلق مو طبيعي , راحت لأمها وأشرت لها تجي , وسحبتها جهة الحمامات وقالت : البندري تعبانة وصوت أزهار ما يطمن , وفوق هذا كله تقوللي أخوها يستناني في سيارته ..
: الله يستر ..
قالت بهدوء بعد ما سحبت نفس يساعدها : أنا رايحة دحين وبآخذ معايا العنود ..
هزت نورة راسها وقالت : مالقيتي غير العنود , تراها حساسة , يعني لو شافت إنه أختها فيها شي ممكن تموت , خذي أختك سفانة ماشاء الله عليها كتومه ..
ولمن شافت ارتباك خوله مسكت يدها بقوة وقالت وهي تطالع في عيونها : إن شاء الله خير , تفاءلي بالخير , روحي إلبسي عبايتك وأنا أرسل لك سفانة من دون ما يحس أحد ..
طلعت خوله تجيب عبايتها وراحت نورة وأشرت لسفانة اللي كانت واقفة ورى ريم والعنود الجالسات على كرسي العروسة , استأذنت منهم وجات لأمها وهي تقول بمرح : آآآآآآآآآآمري يا عمة العروسة وعمة العريس ..
ابتسمت نورة وقالت بهدوء : بدون أي صوت أو أي ربشة , أختك خوله بتروح للبندري عشانها تعبت شويه , أبغاك تروحين معاها ..
تغير وجه سفانة وطلعت بسرعة لغرفة العروسة ولمن شافت منظر خوله سكتت بخلعه , لبست عبايتها ولحقت ورى خوله اللي أصرت يخرجون من باب العروسة الخلفي عشان محد يشوفهم ...


***************************


طالعت في رجال الإسعاف الواقفين حولين البندري وعاملات المشغل الجالسات معاهم بعبيهم وهمست بتعب : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , ها عمور ..
رد السلام وقال بهمس وهو يطالع في الطريق : خلاص قربنا , شويه ونكون عندكم ..
بلعت غصة طلعت لحلقها وهمست : ترى في سيارة إسعاف عند الباب أخاف ينصدمون ..
قال بثبات لمن سمع نبرة صوتها : خلاص أنا أتصرف إن شاء الله , إنتي كيفك ؟؟
طالعت في وجه البندري المغمض العينين و اللي تبرعت لمياء و أزالت عنه المكياج وقالت بصوت مقطع : الحمد لله ..
صك عمر الجوال ورص على الدركسون وهو مهو عارف اش يقول , لكن اللي طمنه لمن شاف حجاب الثنتين الكامل زي أخته أزهار لمن خروجوا له من القاعة , تنحنح وقال بعد ما تجاوز حرجه : أم سالم ..
رفعت خوله راسها بترقب وهي تقول بخوف : نعم ..
قال بهدوء : أزهار اتصلت تقول إنهم اضطروا ينادون الإسعاف ..
شهقت سفانة لكن خوله دقتها بسرعة وهي تسأل بثبات مصطنع ما يشبه ضربات قلبها : ليه ؟؟ تعبانه مره يعني ..
كانت أصوات تصرخ بداخله ومشاعر مختلطه , ما أصعب إنك تنقل لشخص خبر موت أحد , لكنه لازم ينقله عشان مايكون الحمل كله على أزهار أخته مهي ناقصة ..
استجمع كل قوته وقال وهو يستحضر كل العبارات اللطيفة : انتي تعرفين إن المؤمن إذا أحبه الله ابتلاه , ولازم المؤمن يصبر لأن الله يختبر إيمانه , الله تعالى يقول { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين }
ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه ...
كانوا يستمعون لصوته الهاديء الرخيم وشعور غريب يتسلل لهم , ولمن قال بنفس الهدوء : الله أخذ أمانته , البندري راحت للي أرحم مني ومنكم , عظم الله أجركم وصبركم على مصيبتكم ..
الشعور الغريب تحول لرعب ممزوج بذهول , شهقت سفانة وغطت فمها بيدينها وهي تغوص في المقعد , وقالت خوله وهي تحط يدينها على راسها : إنا لله وإنا إليه راجعون , إنا لله وإنا إليه راجعون , لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله ..
طالعت سفانة في أختها وبعدت يدينها عن فمها وقالت وهي تحس أنفاسها تختنق : خوله , ليش تقولين إنا لله وإنا إليه راجعون , البندري طيبة , تعبانه شويه بس ..
لفت عليها خوله وضمتها بقوة وهي تقول بصوت متوجع : لا يا سفانة , خلاص ربي أخذ أمانته , ربي أخذ البندري ..
هزت سفانه راسها بلا وهي تهمس : لا , لا , صدقيني هي تعبانه شويه بس , قبل ساعة كلمتها وقالت إنها مخلصة السشوار وبتروح تتمكيج و ...
غمض عمر عيونه للحظة ورجع فتحها وهو يوقف السيارة قدام المشغل , من وقفها خرج على طول وبعد عن السيارة وهو يدعي لهم بالصبر ..
مسحت خوله على وجه سفانه المذهوله وقالت : تعالي ندخل ..
هزت راسها بلا وهي تقول : بأقعد في السيارة ..
: سفانه ..
قالت بصوت مخنوق : تكفين خليني ..
خرجت خوله ودخلت المشغل وهي تحس قلبها يزداد نبضه مع كل خطوه , كان جسمها متماسك لكنه يرتجف رجف من الداخل , كان عقلها يعصف بأفكار مالها حدود , خالها ومرته اش بيسوون , أخواتها , أخوانها , جدتها حمده و و و ..
توقفت أفكارها لمن شافت الحريم اللي يصيحون واللي واقفين بذهول , ~ يعني صح اللي صار ~ تحركت بخطوات سريعة , وقفتها وحده من العاملات بعبايتها وقالت : في رجال في القسم اللي ..
قالت تقاطعها : أنا بنت عمتها ..
: عظم الله أجرك ..
~ يعني صح اللي يصير , البندري ماتت ~ تحركت بخطوات سريعة ورى العاملة وهي تحس نفسها تطير في الهوا , ما كانت حاسه بالأرض تحت رجولها , وأول ما عرفت أزهار قالت : أزهار ..
التفتت أزهار برعب واضح في عيونها اللي رفعت عنها الغطى , تقدمت منها تخرجها وهي تقول بثبات : متى جيتي ؟؟ أخرجي هي تعبانه وعندها الدكتور دحين و ..
قبضت خوله على ذراعينها وقالت : عمر قالي ..
أول ما سمعت أزهار هالكلمة حست بكل ألمها يرجع يتفجر , تشبثت بخوله وهي تقول بوجع : آآآآآه ياخوله , مااااتت , بندري مااتت , ماتت لوحدهاااا , ماكنت معاها , ماكان أحد معاها ..
ضمتها خوله بقوة وهي تصيح من قلبها , كلمات أزهار أكدت لها إنها مهي في حلم
, البندري ماتت , العروسة اللي الكل ينتظر طلتها ماتت , دلوعة خالها وأصغر بناته ماتت ..
كانت تصيح بنشيج متوجع وكلمات أزهار تمزق روحها أكثر وأكثر , ضمتها بقوة وهي تقول : خلاص يا أزهار , احتسبي يا أزهار , إنت تسوين كذا , ما يجووووووووز , اللي تسوينه ما يجوز ,,
قالت من وسط دموعها وهي تحاول قد ماتقدر إنها ماتنزلق على الأرض بسبب رجولها الذايبه : اللهم لا اعترااااض , ياارب رحمتك , ياربي عفوك وصبرك يااااااربــــ ..
قالت لمياء وهي تحط يدها على كتف خوله : خليها , المؤمن عند الصدمة الأولى , خليها تقول مادامت ما تندب ولا تنوح , ترى اللي مرت فيه مو هين ..
من بين دموعها شافت الدكتور والممرض خارجين من الغرفة و الدكتور يقول : فين أهلها ..
لفت أزهار عليه وهي تعدل عبايتها على راسها وتقول بصوت مخنوق : إحنا أهلها ..
قال بهدوء : عظم الله أجركم , البنت جاتها سكتة مفاجئة ..
غطت خوله وجهها وهي تبكي بصمت , وقالت أزهار : طيب كيف نـ ...
قال بهدوء : لازم ننقلها للمستشفى عشان يفحصونها هناك مرة ثانية عشان يستخرجون لها شهادة وفاة ..
كبتت دموعها وهي تأشر براسها , خرج رجلين الأمن اللي يسوقون الإسعاف وهم شايلينها في نقاله ومغطينها بشرشف أبيض تخترق بياضه الأحزمة السوداء المربوطه حولينها عشان تثبتها في النقاله , شهقت خوله ولفت وجهها وهي تقول : ياربي رحمتك , ياربي رحمتك , يا حبيبتي يالبندري ..
وغطت فمها وهي تحاول قد ماتقدر تكتم صياحها , لفت عليها أزهار وضمتها بقوة وهي تقول : خلاص يا خوله , ادعيلها بالرحمه ..
خرجوا الدكتور وتبعه البقية , كانوا كل مامروا من عند حريم يقولون لهم عظم الله أجركم , عند الإستقبال ناولت هند لأزهار شنطتها وشنطة البندري , شكرتها وخرجت ..
***
من وسط اللاشعور و اللا تفكير , من وسط الذهول وعدم التصديق شافتهم خارجين وهم شايلينها , كلها مغطاة , غطت فمها بيدينها تكتم صرخاتها ومدت يدها بسرعة تبغى تفتح الباب , يدها كانت تنزلق , تحسست الباب وسط الظلام وهي تصرخ : وين اليد , وين اليد ..
ولمن وصلت لها فتحت الباب بقوة وخرجت بسرعة , جريت وهي تصرخ : بندريييييييييييييييييييييي ..
جريت لها خوله وضمتها , صرخت : خليني أشوفهااااااااااااااااااااا , بندرييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
غطى عمر وجهه وهو يستغفر لمن خوله تتشبث في أختها وهي تقول بحزم : تشوفينها بعدين , تشوفينها بعدين ..
صرخت سفانة : بندريييييييييييييييييييييييييييييييييي , لااااااااااااااااااا خلوني أشوفهاااااااا ..
قالت خوله بحزم وهي تهزها : سفانه قولي إنا لله وإنا إليه راجعون , إدعيلها بالرحمة ..
تفجرت دموعها الحبيسة بصمت لمن انطلق صوت سيارة الإسعاف الموجع اللي حسته يشعل فتيل آلامها , جرتها خوله بمساعدة أزهار للسيارة ودخلوها , جلست أزهار قدام وطالعت في أخوها اللي فتح الباب بعد ما تناقش مع الدكتور ودخل وهو يلقي السلام , شغل السيارة ومد يده ورصها على يد أزهار اللي رصت على يده بقووووة , قال بهدوء : أرجعكم للقاعه بس ما تدخلون إلا لمن أعطي خبر لجاسم وعمي أحمد ..
كانت صوت البكاء المخنوق والشهقات المتقطعه يخترق سكون المكان بعد كلمته ..
انتفض الكل لمن تعالت رنت الجوال , خرجته سفانة بسرعة وزاد صياحها وهي تقول بوجع : العنووووود , العنود تتصل علي , اش أقولها , أنا ورى سيارة الإسعاف اللي شايلة أختك الميته ..
زجرتها خوله وهي تقول : انتي بتعترضين على قضا ربك دحين , استغفري ربك ..
طاح الجوال من يد سفانة وهي تغطي وجهها وتصيح صياح اشد من الأول ..



****************************

لفت العنود على عمتها نورة وقالت : بنتك الدبببببببببببببب ما ترد , اش أسوي فيها دحين ؟؟
قالت نورة بهدوء : يمكن عشان هي مشغولة ..
زفرت وقالت : ليش ما قالت لي إنه فستانها انقطع ليه ..
تنهدت نورة وما جاوبتها عشان ما تأكد لها كلام هي استنتجته من نفسها و هي قالت لها إنها راحت مع خوله المشغل عشان عندها مشكلة وهي حسبته مشغل الخياطة , تركتها على اعتقادها وهي تطالع في جوالها بتوتر , كانت تنتظر اتصال خوله عشان تطمنها ..
صدح صوت الدقاقه بموال : جيناكم زوااااااااار قاصدين الداااااااااااار , افتحوا الباب شرقي ..
وتعالى بعدها صوت الدفوف , قالت العنود : يوووووووووو بدأ الدق وهي مهي هنا , حتى أزهار الحماره ماترد ..
جات الجوهرة وقالت بضيق : هي بالله ما كإن في دقاقه في جده كللللللللللللها غير هذي اللي جات في زواج أزهار ..
قالت العنود بصوت ممطوط وهي تدق على سفانة مرة ثالثة : عاد هذا طلب العروووووووس ومحد يرفضه , ويكون في علمك هي دفعت فلوسها بنفسها لأنه مرة عمي صاااااااااااالح ..
وهمست بينها وبين نفسها : اللي من طختك ..
وكملت بصوت عالي : ما تبغى الدق الإسلامي ..
وكملت بسخرية : وما بتدفع 5000 على دق ما ........ يسوى على حد قولها ..
نهرتها نورة وهي تقول : عنود لسانك حصانك إن صنتيه صانك , بالله لو سمعتك وحده اش بتقول , تتريق على مرة عمها ..
تغير وجه العنود من اللي قالته نورة ومن حدته , لأنه نورة بالذات ماتحتد على أي شي , قالت بدلع : آآآآآآآآآآسفة ..
وعضت لسانها وتابعت : ما عاد أعيدها ..
ابتسمت نورة وقالت الجوهرة بتأفف وهي تروح لبعض المعازيم اللي توهم وصلوا : انتي ميؤوس منك ..
زفرت العنود وقالت : ماتررررررررررررد ..
بعد ما سلمت على كم حرمة نادتها ريم اللي تعرف حبها لهالغنية وهي تقول بحماس : إلحقي بدأت تغني يا دار ..
ناولت عمتها الجوال وقالت بحماس : يا دار , يا حبي لهالغنية ..
طالعت نورة في الجوال ورصته بقوة وهي تقول : الحمد لله على كل حال ..
وتحركت لجوة الصالة وابتسمت لهدى المتزينة بفستان أسود هادئ له إكسسوارات فضية ومسويه شعرها بتسريحه ناعمه ومكياج خفيف ..
سألتها هدى بلهفة : ها اش تبغى أزهار من خوله ؟؟
قالت بصدمة : أزهار ..
قالت هدى : ريم تقول إنها كانت تدق عليها قبل فترة ..
ابتسمت نورة وقالت : تقولها لسه ما خلصوا ..
زفرت هدى وقالت : إن شاء الله ما تتأخر أكثر , نبغى نزفها بدري عشان وراها سفرة ..
قالت نورة : إن شاء الله ..
وطالعت للكوشة , كانت العنود ترقص بدلع مع ريم وهي تبتسم للبنات اللي جلسوا على طاولة جنب الدرج المؤدي للكوشة وعلى مقربة منهم كانت بنتها سمية ترقص مع الخنساء ..
خرجت بسرعة ودقت على خوله وأزهار و سفانة لكن محد رد عليها وأخيرا دقت عليه ..


****************************

أول ما شاف الاسم رفع الجوال وقال بابتسامة وهو يطالع في ولده اللي زام شفايفه بضيق : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , هلا نورة ..
كان صوتها الهاديء يحمل في طياته قلق وهي تسأله عن أحوالهم وكيف جوازهم , قال بهدوء : نورة اش فيك ؟؟ متصلة عليه عشان تشوفين أحوال الرجال , أنا خرجت من القاعة عشان أشوف حسان اللي جاب الجنان للدكتور يبغى يطلع شويه عشان يحضر الفرح ..
قال حسان بضيق : مافي فرق بين اليوم و أربع أيام , خلاص طفشت ..
قال علي بحزم : لازم تكمل أسبوعين زي ماقال الدكتور , ارتاح لأنك منت رايح مكان ..
بعد لحظات صمت قالت : خلاص أكلمك بعدين ..
قال بهدوء : استني ..
وخرج من غرفة حسان اللي قال بصوت عالي عشان يسمعه أبوه : أبويه تعبــــت , تجمدت من كثر القعدة على السرير ..
تجاوز الأسرة السبعة اللي كلها مرضى و همس بلطف بعد ما خرج من الغرفة المشتركة : اش عندك ؟؟
بدون لحظة تفكير قالت له على كل شي صار , طمنها وقال إنه هو بيشوف السالفة , ومن قفل من عندها دق على خوله ..
ما خلصت الرنة إلا وردت عليه خوله , بعد السلام قال : خوله اش صار أمك قلقانه عليكم ..
وسكت وهو يستمع للكلمات السريعة الغير مترابطة , غمض عيونه وهمس : إنا لله وإنا إليه راجعون , وينكم إنتم دحين ؟؟
سحب نفس وقال بهدوء : طيب لا تصيحين , قولي لعمر يستناني , أنا عندكم هنا فوق , دقايق وأكون عندكم , مسافة الطريق ..
ورجع لحسان وقال : عند إذنك , ماشي خلاص ..
زفر حسان وقال : روحوا كلوا مفطحات وخلوني أنا على أكل المستشفى اللي ماله طعم , أنا دحين عرفت سبب جلوس المرضى في المستشفى , من الأكل اللي يلوع الكبد ..
قال بحزم : قول الحمد لله ..
وسحب الستارة وخرج , زفر حسان ورجع ظهره للسرير , طالع في الطاقة اللي على يساره ورجع طالع للستارة اللي على يمينه وقال : هي , عزيز عندك أحد ..
انسحبت الستارة وطل من وراها عبد العزيز وهو يقول : لا , وإنت باين من صوتك الملعلع ما عندك أحد ..
ابتسم في وجه جاره اللي جاي عشان غسيل الكلى واللي ينتظر عمليته المقرره لزرع الكلى خلال يومين وقال : ما شاء الله الأهل جايبين لك قهوة ..
قال عبد العزيز بحزم وهو يبعد ثلاجة القهوة : أقول مابتشرب , مانعينك من السوائل المهيجة , الهيل ماينفع لك ..
زفر وقال : أنا ما خلصت من أمي وجدتي اللي كل شوي متصله تنصح تجيني إنت ..
قال عبد العزيز بتريقه : أكيد متضايق عشان بعض ناس ماجوا ..
لف عليه وقال بغيض : ياشين النااااااس لا بدأوا يرمون في الكلام , هي مي زوجتي عشان تجيني , البنت تستحي , يقولون رايحة لزوجها وهي مملكة , زين اللي جات أول مرة ..
حرك جواجبه بغيض وقال : قول هالكلام لنفسك اللي كل يوم تترجاها تجي ..
فتح عيونه على اتساعها و سأل بذهول واستنكار : مين قالك ؟؟
قال بضحكه : أبو عبد الله ..
قال حسان بصوت عالي : أبو عبد الله , شغلك عندي ..
وصلته ضحكة أبو عبد الله أربعيني العمر واللي متنوم من 4 أيام بانتظار عملية استئصال أورام حميدة في رجله اليمين اللي ما عاد يقدر يمشي عليها من شدة الألم ..


***************************


لملمت سفانة أطراف فستانها الباين من تحت عبايتها بيد وباليد الثانية مسحت دموعها وهي جالسة في انتظار النساء اللي أصر عمر يدخلون له عشان ما يستنون في السيارة , زفرت أزهار وهي تروح وتجي وسط غرفة الإنتظار المكتظة بالنساء المتوجعات وأطفال الباكيين واستغفرت خوله قبل ما تقول : أزهار ارتاحي ..
طالعت أزهار في كل المقاعد المشغولة وقالت بهدوء : مرتاحة وأنا واقفة ..
: خوله , أم سالم ..
نطت سفانة أول ما سمعت صوت أبوها وجريت لخارج الغرفة , شافته واقف على جنب ومعاه عمر على مقربة منه , جريت ورمت نفسها في حضنه وهي تصييح من قلبها , ضمها وطالع في خوله اللي خرجت بهدوء وقال : نرجعكم القاعة عشان الطبيب مصر يجي ولي أمرها عشان يستخرج شهادة الوفاة ..
هزت راسها بصمت , همس بحنان : عظم الله أجركم ..
همست خوله : جزاك الله خير ..
زاد احتضانه لسفانة وهو يردد على مسامعها كلام حسته مشابه لكلام عمر في السيارة ..
خرجوا من المستشفى وأزهار رغم عنها كانت تصرخ بداخلها ~ كيف نسيبها لوحدها ؟؟ كييييييف ؟؟ ~ مسكت كم عمر اللي ماشي قدامها و سألت : عمر , وينها ؟؟
ما حب يقولها إنهم حطوها في الثلاجة إلين يجي ولي أمرها فقال : ماعليك , هم مهتمين بها وإحنا شوية ونرجع ..



*************************


راحت لجناح العروسة ورفعت جوالها ودقت عليه , وأول ما وصلها همسه وهو يقول : ياااااااااا هلا والله , كنك حاسه فيني ..
ابتسمت الهنوف بخجل وقالت : السلام عليكم ..
: وعليكم السلااااام والرحمة , يا هلا والله , يااااااااااااأهلين وسهلين ..
زاد خجلها من ترحيبه الحار فقالت بهمس : عمتي تقول إنك زعلان تبغى تخرج وتحضر الفرح فقلت أتصل أتطمن عليك ..
زفر وقال : خلاص ما أبغى , مادام كلمتيني ..
ضحكت وقالت باستنكار : حساااااااااان , أتكلم جد أنا ..
قال بجدية : صراحة مليت , والله مليت , أحس نفسي منفي في الأسكيمو من كثر ما أنا لوحدي , أول عبود كان معايا يسليني لكن من فترة خلصت إجازته ورجع لعمله وصاير لوحدي محد يطل علي , بأتجنن من الطفش ..
قالت بهدوء : مادام إنك بخير وعافية هذا أهم شي ..
قال : صادقة , الحمد لله على العافية , بس إبن آدم طماع , يبغى كل شي ..
سكتت وهي ماعندها شي تضيفه , وصلها همسه الرقيق وهو يسألها : متصلة علي عشان كذا ؟؟
ابتسمت بحرج وقالت بتلعثم : لا هو ... يعني لمن قالت عمه نورة ... قصدي ... خفت إنك طفشان و ....
ضحك وقال : عمري , روحي لجواز أختك , مايهمك فيني , أنا بخير وعافيه ..
التزمت الصمت وهي تبتسم بهدوء , وتخافق قلبها لمن سأل بخفوت : هنيف ما بتجيني ..
نزلت راسها للأرض مع إنه مافي أحد معاها وبالقوة همست : ما أقدر , جده تقول لا ..
قال باعتراض : حاولي معاها , أنا يوم كلمتها ماخلت سبة ما سبتني إياها , حتى يوم حاولت أحنن قلبها علي قالت لولا ..
ضحكت وقالت : مادام قالت لولا يعني إقطع الأمل نهائي ..
: الله يصبرني , هنوفه , متى يجي يوم عرسنا ؟؟
انصعقت من سؤاله وحست بخجل الكون يتجمع في خدودها وهي تهمس : الله يقدم اللي فيه الخير ..
وشهقت لمن انفتح الباب عن آخره وطلت منه سمية اللي قالت وهي تبحلق فيها : شتسويييييييييييييييييييييييين ؟؟ اش به وجهك محمر ؟؟
قالت بتلعثم : هااااااا , ولا شي ..
دخلت وراها خنساء وطالعتها بنظرات مستمتعة وهي تقول : أكيييييييييييييييييييد تكلمين أخويه ..
وسكتت للحظة قبل ما تكمل : يالصاااااااااااااااااااااااااااايعة ..
تمنت الهنوف لو تتلاشى من مكانها وتختفي خاصة لمن سمعت ضحكة حسان اللي قال : الله يقطع شرهم من بنات , ردي عليهم ..
قالت سمية بتريقة : يوووووووو مهي قادرة تصبر إلين يخلص الجواز طلعت تتصل عليه ..
صرخت الخنساء : حسااااااااااااان أشوفك مصروع على الجواز , أتاريه من تحت راسها السوسه ..
شهقت الهنوف وتحركت بعصبية وخرجتهم من الغرفة وهم يحاول فيها إنها تخليهم لأنهم بيجيبون بعض الأشياء اللي طلبتها هدى , صكت الباب واستندت عليه وسحبت نفس عميق ورجعت الجوال لإذنها وصلتها ضحكاته اللي ماانتهت وهو يقول : سوسة , حلللللللللللو اللقب ..
همست بإحراج : مع السلامه ..
حاول يخليها تكلمه أكثر لكنها ودعته وصكت الجوال , ولمن لفت وفتحت الباب لقيتهم واقفين جنب الباب وهم مدنقين عليه يتجسسون , رمتهم بنظرات نارية وهي تقول : ياقليلات الأدب ..
صرخوا وجريوا شاردين عنها وهم يضحكون , قالت : ما بجري وراكم يالمخبل , انتبهوا لا تطيحون وانتم بهالكشخة ..
ونزلت من الجناح وانتبهت في الإستقبال لوحده رشيقة القوام , كان الكثير من المعازيم موجودين لكن هي بالذات لفتتها , كانت لابسة فستان فوشي صارخ بلا حبال يوصل لأعلى ركبتيها ولابسه تحته شراب بلمعة , كان شكلها يشبه راقصات الباليه بحذاءها المنخفض ..
: جي جي ..
انتبهت لصرخة عهود اللي اندفعت تحضن هالبنت اللي صرخت بحماس : عوعو , وحشتيني ..
تبادلوا الأحضان الحارة والقبلات , تحركت الهنوف تسلم على بعض المعازيم وهي مستغربة الكيس الصغير اللي ناولته عهود لصديقتها اللي حطته في شنطتها وهي تغمز لها ..



*****************************


ابتسم أحمد لمن شاف علي جاي ووراه عمر , ضحك وهو يقول : وينك يارجال , حطينا العشا , الكل كان يسأل عنك , تصدق بدأت أشك إنهم جايين يتحمدون لك بالسلامة مهم جاين يباركون لصالح ..
ابتسم صالح وقال : يستاهل أبو حمزة ..
طالع علي فيهم بثبات وهو يقول : أبغاكم في كلمة راس ..
بان القلق على ملامحهم وهم يقومون بسرعة , انتبه جلال اللي قاعد ينكت مع أولاده والشباب على عبد الرحمن الواقف بينهم بثقة وهو يطالع للكاميرا اللي ماسكها عبد الإله اللي أزعجهم بكثرة التصوير , ساب الشباب و تحرك من الإستقبال للممر و خرج من القاعة ووقف عند الدرجات المؤدية للشارع و التفت ليمينه و قبل ما يلتفت ليساره شافهم واقفين جنب سيارة العريس المشرعة , تحرك لهم وهو يسمع علي يقول بهدوء : ونقلناها للمستشفى ..
قطب حواجبه وانفجع لمن شاف وجه أحمد الشاحب وهو يقول : واش قال الطبيب ؟؟
همس علي : قال إنها ارتاحت من عذاب الدنيا وشقاها ..
مسك طرف غترته وغطى وجهه بها و صالح يقول وهو حاط يدينه على راسه : لاحول ولا قوة إلا بالله , لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظييييييييييم , رحمتك يارب ..
~ بنتي ماتت , بنتي ماتت , بنتي ماتت , بنتي ماتت ~ استعاد عقله ضحكاتها صباح اليوم وهي متربعة على الأرض بكل حيوية الشباب , بكل صحتها , نظراتها المحبة الحنونة اللامعة اللي تخفي بين طياتها نظرة غريبة ما فهمها , يدينها البيضاء الصغيرة وهي تكبس رجله السمراء , عقله استعاد كل شريط اليوم كإنه يبغى يزيد وجعه وألمه وفقده , دموعه اللي بللت غترته وخلجات قلبه المنفطر زادت لمن سمع صوت جاتهم أصوات الرجال وهم يسألون : اش فيه ؟؟ اش صار ؟؟
ماقدر يبعد غترته عن وجهه عشان مايختفي وجهها الضاحك المرتسم بداخله , مايبغى يشوف الواقع دحين , جسم ثقيل حضنه وصاحبه يقول بوجع : الصبر يا أحمد , الصبر يا أحمد , لله ما أعطى ولله ما أخذ ..
صوت علي اللي فقد ولد من أولاده خلاه يبكي بحرقة , قال بوجع : إنت حسيت باللي أحسه يا علي . إنت توجعت على حمزة زي ما أتوجع عليها ياعلي ..
ضمه علي وهو يقول بهدوء : الصبر يا أحمد , الصبر ..
انتبه الشباب للرجال اللي كانوا ينسلون للخارج واحد واحد وشويه صاروا جماعات , استغرب جاسم من المنظر , صح هم يخرجون بعد العشا , لكن خروجهم كان فيه شي مريب , تحرك مع عدنان اللي لحقه وهو يقول : جاسم وين بتروح ؟؟
لحقهم عبد الإله بكاميرته وهو يقول بمرح : هي أخو العروس , نظرة وحده بس ..
انصدم جاسم لمن شاف الرجال متجمعين حولين أبوه , بعدهم وهو يقول : أبويه , أبويه ..
وتفاجأ لمن لقي نفسه في وجه عمر المحمر , طالع برعب في وجهه وهو يسأل : اش فيه ؟؟ اش صاااار ؟؟
سمع الناس يحوقلون ويقولون : عظم الله أجرك ..
وغيره من عبارات العزاء , بعد عمر وطالع في أبوه الجالس على طرف الرصيف حولينه أخوانه وعلي جالس على الشارع قدامه وهو حاط يدينه على أكتافه ..
: الله يصبره , بنته تموت ليلة عرسها ..
الكلمة انطلقت زي الرصاصة واخترقت إذنه خرق , طالع بذهول وهو مهو مصدق ~ البندري ماتت , مستحيييييييييييييييييييييييييييييييل ~ وفي لحظات استعاد كلماته الأخيرة معاها ..
حس عدنان بانقباض في قلبه , لف على الرجال وقال بحزم : يا أخوان لو سمحتم أعطوهم نفس , شويه الله يسلمكم إبعدوا عنهم ..
وحط يده على كتف جاسم اللي دف يده بخشونه وهو يلف للقاعة , كان يقطع المسافات بشبه هروله , ثواني وجري وراه عدنان وهو يصرخ : جااااااااااااسم ..
نط جاسم الدرجات اثنين اثنين وبكل وجع يحسه تقدم من عبد الرحمن وصرخ : ماتت يالحيواااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان ...
وجمع قبضته وضربها في وجه عبد الرحمن المذهول , تراجع عبد الرحمن من قوة الضربة وصدم في محمد اللي سنده وهو يطالع بصدمة في اللي قاعد يصير , مسكه عدنان من وراه وهو يصرخ : جاسم يا مجنووووووووووون ..
طاحت غترته وعقاله من حركة جاسم العنيفة وهو يصرخ : مااااااااااااتت , البندري مااااااااااااتت ..
صرخ عدنان وهو يشده لصدره : جاسم خلاااااااااااااااااااااص ..
وحس بكل وجع جاسم لمن حس بتهدج أنفاسه تحت ذراعينه المكبلته بقوة , غطى جاسم وجهه وهو يحاول يتمالك نفسه , مسك عمر غترة جاسم اللي طاحت مع صراعه وغطى بها وجه جاسم , جلسه عدنان على واحد من الكراسي ودنق شال غترته وهو يرمي عبد الرحمن بنظرة حقد , ما عمره كره أحد مايعرفه , لكنه كره هالإنسان , ورغم منظره المذهول وشحوبه وعدم اهتمامه بغترته اللي صلحها له محمد وهو ينقل بصره بينهم بعدم تصديق , انتشر الخبر بسرعة واندفع الكل يعزون بعضهم بعد ماكانوا يلقون التبريكات قبل عدة ساعات , قفل عبد الإله الكاميرا وجلس على أول كرسي جنبه وهو ينقل بصره بين جاسم وأخوه والبقية بذهول ...



***************************

لاحظت العنود إنه في حركة غريبة في المكان , أمها والهنوف والجوهرة و عمتها نورة كلهم مختفيات , قامت عن الطاولة وتحركت خارجه من القاعة وهي تقول : اشبهم الناس ؟؟..
وشهقت وهي تقول : لا يكون بندوري جات وهم ماخبروني , الخونه ..
نطت ريم وبقية البنات لمن سمعوا احتمالية إنه البندري جات , وأول ما نزلت العتبة المؤدية من صالة الفرح لممر الإستقبال لاحظت تجمع عند الحاجز الزجاجي المعشق قدام باب القاعة , سألت : اش فيه ؟؟
: يا حسرتييييييييييييييييييي على بنتييييييييييييييييييييييييييييييي ...
وصلتها الصرخة الغريبة اللي تحمل كل أنواع الوجع , صرخت بفجعة : أمييييييييي ..
انتبهت ريم لخوله اللي كانت واقفة بعبايتها جنب سفانة الجالسة على أحد الكراسي وممدده جسمها على الكرسي المجاور وأشرت لها على العنود وهي تقول بحزم : امسكيها لا تروح ..
حاولت تمسك العنود لكنها جريت بكل قوة في جسمها وهي تسمع صرخات امها تتوالى وهي تقول : ياحسرتي علييييييييييييييييييييييييييييييك يالبندريييييييييييييييييييييييييييييييييييييي , ياحسرتي عليييييييييييييييييييييييييييييييييييك يابنتي ..
صرخت بلا شعور وهي تبعد الحريم المتجمعات : اش فييييييييييييه ؟؟ أمييييييييييييييي ...
تلقتها نورة في حضنها وهي تقول بوجه دامع وأنف محمر : مافيها شي , مافيها شي ...
تفلتت من عمتها لمن شافتها جالسه على الأرض جنب الباب أبوها اللي ساند ظهرها بصدره وهو يقول : قولي لا إله إلا الله يا هدى ..
وجاسم وهو يقول برجاء : لا تسوين في نفسك كذا يا أمي ..
وأزهار ماسكه كاسه مويه , سحبتها منها الجوهرة بخشونه وهي تقول : هاتي عنك يا وجه النحس ..
انصدمت أزهار من كلمتها لكنها سكتت تقديرا لظروفها وهي تشوفها ترش الموية على أمها اللي صرخت من وسط دموعها : بنتي ماتت يوم عرسها وتقولون لي لاتسوين في نفسك كذاااااااااااااااااااااااا , بنتي مااااااااااااااااااااااااااااتت , بندري ماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتت ..
توقفت العنود عن تملصها من عمتها لثواني قبل ماتصرخ : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااا ..
وطالعت فيهم بذهول وهي تقول : كذابييييييييييييييييييييييييييييييين , بندري ماااااااااااااااااااتت , مااااااااااااااااااااااااااااااااااتت , إنتم كذااااااااااااااااااااابين ..
تعالت صرخات البنات على صرخات الحريم , صرخ أحمد : نورة , نورة , روحي لأمي بسرعة قبل ما يوصل لها الخبر ...
وجاسم يصرخ بعصبية : بسسسسسسسسسسسسسسسسس , خلاااااااااااااااااااص ..
وبدأت رنات الجوال المختلفة تتعالى بعد ماوصل الرجال صرخات الحريم من خارج القاعة ..
صرخت العنود وهي تهز راسها : أزهار تكلميييييييييييييييي , بندري ماتت , قوليلي إنها ما ماتت ..
وقفت أزهار وقالت بوجع : لله ما أعطى ولله ما أخذ يا عنود ..
سدت العنود أذانيها وصرخ : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااا , لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا , ما أبغى أسمــــــــــــع , لا تقولون لي ماااااااااااااااااااتت , لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااا ...
صرخ جاسم في أزهار لمن شاف أمه تغمض عيونها وتسكت صرخاتها مرة وحده : دخليها جوووووووووووووووه ..
ضمت أزهار العنود وسحبتها لبعد الحاجز وهي تطالع في أحمد اللي صفع خد هدى عدة صفعات وهو يقول : هدى , هدى لا تسوين فيني كذا , أنا فقدت بنتي فلا تخليني أشيل همك كمان , هدى , هدى ...
نورة انفجعت لمن شافت حريم يصيحون عند أمها المذهولة , تمنت لو تذبحهم ذبح على نقلهم لأمها الخبر بهالطريقة , طالعت فيها حمده بانكسار وسألت بهمس واهن : اللي أسمعه جد ..
دمعت عيونها وجريت لأمها حضنتها وهي تبكي , ضمتها حمده بيد وغطت وجهها بمسفعها باليد الثانية وهي تقول : ياربي عليك التكلان , ياربي هذ حكمتك , ياربي ترحمها , ياربي تعوض أهلها , ياربي ..
واختنق صوتها وزاد احمرار وجهها وهي تنخرط في بكاء مرير ..
نزلت الهنوف من الجناح اللي طلعت له عشان تغير ملابس ريناد وهي مستغربة توقف الدق لفترة طويلة نوعا ما وانصدمت من الأصوات اللي تسمعها كانت تسمع أزيز مختلط بهدير غريب , ذكرها بأصوات الناس في المسجد لمن ينفتح المايكروفون قبل الأذان , رصت على يد ريناد اللي داخل راحتها لمن شافت الحريم على كراسي الممر وهم يصيحون , صمت غريب مايخترقه إلا هدير البكاء الصامت وبعض الهمهمات اللي يتناقلونها العاملات وبعض الحريم الواقفات عند الحمامات يتطلعون لذات المنظر اللي تطالع فيه , نقلت بصرها بذهول بينهم , العنود على الأرض في حضن أزهار تصيح بصوت عالي وريم ضامتها من وراها وهي تصيح معاها , سفانة منسدحة على الكراسي وعيونها شاخصه للسقف بصمت وخوله والخنساء عند راسها يصيحون , سمية في حضن أمها اللي حاطه يد عليها ويد على راس سفانة , أسماء الواقفة بذهول وسط المكان , أم عبد الرحمن اللي حاضنتها أختها , عهود الجالسة على الأرض بذهول وصاحبتها تحاول تقومها , جاتها وحده من الحريم مندفعة وقالت : عظم الله أجرك في أختك , الله يرحمها ويغمد روحها الجنة , والله إنها سخفت قلبي , ماتت في يوم عرسها و ......
اختفت الأصوات ومابقي إلا صوت ضربات قلبها تهدر في أذانيها مختلط بصوت البندري اللي ضمتها وهي تقول : إدعيلي يعدي هاليوم على خير ..
وتذكرت ضحكتها وهي تستهزأ فيها على هالطلب الغريب , منظر الحرمة اللي مازالت تتكلم انكسر وتشوش من عيونها اللي غطت المنظر في أقل جزء من الثانية , وظلاااااااااااام غريب لفها وآخر شي تتذكره ضحكة ريناد وهي تقول بصوت طفولي : تاحت زي أفلام كرتون ..


******************************


صرخ فيه صاحبه وهو ينفث دخان سيجارته ويضم بيده الثانية حمراء الشعر لصدره : جوالك يالمزعج , قطعت علينا الجو ..
بعد بصره عن ساحة الرقص ورفع جواله , استغرب من الرقم , خرج من البار وقال : هلاااااا ..
وصله صوت جاسم الهادئ وهو يقول : اش أخبارك ؟؟
: بخير , كيف جوازكم ؟؟
وطالع في ساعته وقال : الساعة توها 12 عندكم مو ؟؟..
جاوبه الصمت , بعد الجوال وطالع فيه , المكالمة لساعها مرفوعه , رجعها لإذنه وهو يقول : جااااااااااسم , معاي ..
: عبد الرزاق أبويه يبغاك ترجع لجدة في أول طيارة ...
استغرب وقال بضحكه : ليييييييييييييه , اشتاق لي ؟؟
: لا صار عندنا حالة وفاة ..
قطب حواجبه وقال بهدوء : مو معقولة بتنزلوني من فرنسا عشان أي أحد ..
: عبد الرزاق , كل شي مقدر ومكتوب و ..
قاطعه عبد الرزاق بنفاذ صبر : أخلص أنا ماني حمده تمهد لي عشان مايرتفع عندي الضغط ولا عمي عشان ما يوقف قلبه ..
وصله همس جاسم وهو يقول : البندري تطلبك الحل ..
تجمد الزمن حوله للحظة , كان ما يسمع إلا صوت دقات قلبه اللي تباطأت للحظات قبل ما تتسارع بشكل جنوني وهو يهمس : البندري ماتت ..
: ما حبيت أوصلك الخبر في التلفون لكن ولا واحد من أصحابك رد علي فاضطريت أكلم و ...
: طيب مع السلامة ..
: عبد الرزاق خليني أكلمك ..
صرخ بعصبية : مع السلاااااااااااامه , أصلا فكه منها..
وصك جواله , رن الجوال مرة ومرتين لكنه نزع بطاريته ودخله في جيبه ورجع للبار , جلس على كرسيه وهو يطالع في اللي حولينه وهو مو شايف شي , كل اللي كان يشوفه ضباب , طالع في يدينه لقيها ترتجف , قبضها بقوة وهو يحاول يركز على موسيقى الهب هوب اللي تضج المكان لكن ماكان يسمع إلا صوت ضرباته المتسارعه مختلطة بصوت أنفاسه المتهدجة ..
: رزووووووووق , رزوق اش فيك ؟؟
: don’t said its about the ....
كان وده يصرخ فيهم سيبوني , لكنه كان يحس بجمود ..
: أقول يا شيخ , قوم أرقص لك كم رقصة , مو إنت دايم تقول سلي الروح قبل ما تروح ..
~ عبارتي اللي دايما أقولها ؟؟ ~ هب من مكانه ومسك كوب عصيره وطشه على وجهه وهو يقول بعصبية : سلي الرووووووووووح ..
وصرخ بكل قوة في جسده : أسليها بإييييييييييييييييييييه , أختي ماتت ليلة عرسهاااااااااااااااااااااااااا ..
وتوه بدأ يستوعب , تذكر دموعها , كل كلمة جارحة رماها في وجهها بدأ يستعيدها ومعاها تقطيبة حواجبها أو لمعة الألم في عيونها , حتى زمت شفايفها عشان ماتصيح قدامه استعادها , يدينها اللي تفركها وهي تتقدم له برجاء , مكالماتها اللي طنشها , رسالتها ...
أول ما وصلت ذاكرته لراسلتها اللي أرسلتها قبل ساعات من موتها خلته يصرخ من قلبه وهو يقبض يدينه بقهر : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
ومسك ياقة قميصه وجرها وهو يصرخ : مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتت , بندري مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااتت ..
نطوا أصحابه وفاقوا من الذهول اللي هم فيه وجريوا له وهم يصرخون بذهول ومطر يقول : عبد الرزاق , تمالك نفسك يا رجال ..
صرخ نايف : عبد الرزااااااق ..
انشق قميصه و يصرخ من أعماقه : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآه , مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتت , أختي ماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتت , ماتت ليلة عرسهاااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
تعاونوا عليه الثلاثه مع ميشيل اللي كان يصرخ بالفرنسية مهو عارف سبب هالصراخ , رغم إنهم أربعة ماقدروا يثبتونه وهو يصرخ صرخات متتالية , صفعه ميشيل وهو يصرخ : razoooooooooook waek up ...
بعد الصفعة تفجرت دموعه وهو يصرخ : أبغى أرجع السعوديـــــــــة , سيبونييييييييييييييييييييييييييييييييييييي , أبغى أرجـــــــــــع , أبغى أشوفهاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا , بندريييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ي ..
وتشبث في مطر اللي بدأت عيونه تدمع وهو يقول : رزوق نوديك بس خلاص , ترى حرام اللي تسويه في عمرك ..
صاح وهو يقول : الله يخليكم أبغى أشوفهاااااااااااااااااااااااااااا , تكفون قولولهم لا يدفنونهاااااااااااااااااااااااااااااااا , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآه يا البندري , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , خلوها ترجــــــــــــــع , أبغى أقولها آآآآآآآآآآآآآسف , قولولها لا تمووووووووووووووووووووووووووووت , لا ترووووووووووووووووووووووح وأنا ماقلتلها آآآآآآآآآآآآآآآسف , بندري لا تموتيييييييييييييييييييييييييييييييين , لا تموتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين ..
وطالع في نايف وهو يشهق ويقول : عذبتهااااااااااااااااااااا , عذبتهاااااااااااااااااا , أرسلت لي رسالة تترجاني فيها وتقولك محتاجة تسمع صوتييييييييييييييي , لكني طنشتهااااااااااااااااااا , مااااااااااااااااااااااااااااااااتت خلااااااااااااااااااااص , ماعاد بأسمع صوتها وماعاد بتسمع صوتييييييييييييييييييييييييييي ..
وانهار على الأرض , وأصحابه معاه وهم يحاول يوقفونه وهم يصيحون من صياحه , لأول مرة يشوفونه منهار بهالشكل , صرخ فيه مطر وهو يمسح دموعه : خلاص يا عبدالرزاق الله أخذ أمانته خلاص ..
انبح صوته من قوة صراخه لكنه استمر يقول رغم بحته : قولولها ترجــــع , أنا اللي محتاج أسمع صوتها , تكفون رجعوها , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يالبندري ..
وضرب صدره وهو يتأوه , كانت عيونه زايغه وحركاته واضح إنه مو واعي لها , كان يرفع يده وتنهار جنبه ويحرك قدمه ويرجع يرخيها وهو يتأوه , ضمه مطر وهو يقول : إدعيلها بالرحمة ..
زاد صياح عبد الرزاق وهو يقول : أنا أعرف ربي , أنا أعرفه عشان أدعيه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يالبندري , لييييييييييييه ؟؟ ليه متي ؟؟ ليه قررت تعذبيني لآآآآآآآآآآخر يوم في حياتي , ليييييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟
وزاد صياحه وتحول لنشيج وهو يقول برجاء كسير : ودوني السعودية , أبغى أشوفهاااااااااااااااااااا , قلولهم لا يدفنونها ..
مسح صاحبه نايف دموعه وخرج جواله وناوله لميشيل وهو يطلب منه يشوف أول حجز لجدة على أي خطوط وتعاونوا وشالوا عبد الرزاق اللي تجمهر حولينه الناس بعد ما قفلوا الـ دي جي بسبب صرخاته , وسدحوه على الكنبة الخلفية للسيارة , قال مطر : لازم نوديه على المستشفى , ترى شكله مو بوعيه ..
طالعوا فيه , كان عيونه شبه مغمضة ودموعه بلا توقف ويتمتم بخفوت كلمات غير مفهومة , زفر نايف وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله , ليلة عرسها , الله يصبرهم ..
ولمن دخل السيارة شاف جواله يضيء رفعه أول ما عرف الرقم وقال : هلا جاسم , عظم الله أجركم ..
ولف على عبد الرزاق وقال : لا هو الحمد لله كويس , ودحين يدور حجز على جدة , المهم ..
وحرك سيارته بعد ماركب ميشيل ورى مع عبد الرزاق و ركبوا إثنين من الشلة السيارة الثانية وهو يكمل : لا تدفنونها قبل ما يجي , رجاء , تراه مأمني أقولك إنكم ماتدفنونها ..




**********************************


وقف وهو يحس بثقل العالم في قلبه , شد جاسم على يده وقال : أبويه إذا ...
سحب أحمد يده وأشر له بحزم إنه يسكت وتقدم للدرج اللي فتحه الممرض قبل مايخرج , فتح الغطاء وتأمل وجهها الهادئ الشاحب , كان مربوط بشريط من تحت دقنها لأعلى راسها عشان مايتدلى فكها , قال بصوت متحشرج : أبويه انتي , أبويه انتي بندوري ..
ومد يده يتلمس خدها وهو يكمل : رحتي عن أبوك وسبتيه , شكلك كنك نايمه ..
بعد خصلات شعرها الناعمه عن جبينها ودنق عليها وسلم عليها ورجع سلم على خدها , كان باااااارد زي الثلج , وسلم على خدها الثاني ورجع سلم على عيونها المغمضة ولف يدينه حولينها وضمها وهو يقول : أبويه انتي بندوري بتوحشيني , أبويه أنا مابنساك من الدعاء , والله مابنساك ..
ورجعها وطالع فيها وهو يقول ودموعه تتقاطر على وجهها : ترا فراقك كنه قطعه وانزعت من قلبي , فراغ محد بيمليه , مكانك بقلبي لك لكنه صار خاوي ..
ورجع مسح وجهها وهو يقول بحزن : أبويه انتي سامحيني , سامحيني إن كان غلط عليك ..
ودنق يسلم عليها مرة ثانية , تلثم جاسم بغترته ولف وجهه وهو يمسح عيونه , كان يحس بناااااااار تحرق جوفه وكلام أبوه زاد وجعه أكثر وأكثر ..
ولمن سمع صياح أبوه وهو رامي نفسه على البندري وهو حاضنها ويهمس لها إنه بيفتقدها , خرج وهو يبلع دموعه , وأول ما شاف عدنان قدامه تقدم له , ضمه عدنان وهو يقول : اصبر , اصبر وإن شاء الله يجيك أجر صبرك ..
همس بوجع : قهرتها , ماتت وأنا قاهرها يا عدنان ...
قال بلطف : بتعرف إنه من ورى قلبك , و الله هي عارفه هالشي وإنه غصب عنك ...


********************************

ضمت خلود سحر الباكيه وهي تطالع في أبوها اللي جلس قدامهم وهو حاط راسه بين كفينه و علا واقفة جنبه وهي تمسد على ظهره وتطالع في خالد اللي واقف بذهول يطالع فيهم , همس عبد الكريم : تذكرت كل لحظة مرت علي في عزا أخوي , كل لحظة ...
قالت سحر وهي تبعد عن حضن خلود : أبويه أبغى أروح لهم الله يخليك ..
قال بحزم : مو دحين ..
مسحت الكحل اللي سال على خدودها وهي تقول : طيب متى ؟؟؟
قال : بعد مايجيبون البنت من المستشفى , دحين نصهم في القاعة ونصهم راحوا البيت ومتشتتين , مو لازم نشغلهم إحنا كمان ..
قالت خلود : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
وقالت علا وهي تحط يدها على موضع قلبها : الحمد لله اللي أخرتنا الكوفيره , ما أتخيل إني كنت بأشوف منظرهم وسط الفرح وهم يتلقون الخبر , عروس و ...
قال خالد بهدوء : خلاص ياعلا ..
كان يعرف حرمته وقت الخلعه والخوف تقعد تثرثر بكلام ماله نهاية ...
قام عبد الكريم وقال : بأرتاح شوي إلين الفجر ..
ولف على خالد وقال : ترانا بنصلي عليها الفجر في الفيصلية يعني لازم نصحى قبل الأذان ...
ولمن راح خالد وحرمته لجناحهم طالعت سحر في أختها وهمست بوجع : ماتت فجأة ..
زفرت خلود وقالت : كثر موت الفجأة , الله يرحمنا برحمته , هذا من علامات قرب الساعة ...
زفرت سحر وطالعت في جوالها اللي أزعجتها العنود من كثر الإتصال عليه وهي تعجلها عشان مايفوتها الدق , ولمن تذكرت صوتها المرح وجلست تتخيل اش شعورها الآن رجعت تصيح من قلبها ...


******************************

اسير الصمت
09-08-2012, 02:03 AM
نهاية الفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟؟؟



خشبة ذات أذرع و غ ط اء ..
عتمة ليل في وضح النهار ودموع ترفض الانصياع ..
رائحة ك ا ف و ر شقت عنان السماء ..
.
.
.
ماذا أسمع ؟؟
قرع للطبول أم دوي مدافع !!
برودة غلفت حرارة جسد ي ذ و ب ..
و نحيب أغرق أنفاسا تسابق المجهول ..
.
.
.
لحظة !!
لماذا أهرب ؟؟
مم أحاول الاختباء ؟؟
.
.
.
القرع و الدوي بدأ يتخافت ... بل يتباطأ ..
يتباطأ حد الألم ..
لحظة صمت فـ هـ د و ء ..
.
.
.
لماذا لا نعرف قيمة من نحب إلا عندما يغادرنا ؟؟
يرحل عنا ..
يتركنا في هذه الدنيا نصارع وحدنا ..
.
.
.
لن نسمع همسه الحاني وهو يشجعنا ..
لن نرى بسمته الحلوة عندما يمازحنا ..
لن نستشعر دفأ يديه وهو يصافحنا ..
لن تلمع عينيه فرحا وهو يطالعنا ..
لن نضحك له اعتذارا عندما يعاتبنا ..
.
.
.
اقرعي يا طبول ..
غلفيني يا برودة ..
أغرقني يا نحيب ..
.
.
.
أ كـ رهـ ك يا جسدي عندما تذوب ألما ..
و يخفق قلبك شوقا ..
و فوق هذا ...
تأبى الدموع أن تجد لها من عينك هربا ..
.
.
.
و
ل
ك
ن
.
.
.
إلي يا كل خيوط الأمل ..
أربطيني , أوثقيني ..
أنسجيني بإبرة الإيمان على جدارن الصبر ..
اصنعي مني وشاحا حتى غ ط ا ء اصنعيني لو أردت للألم ..
.
.
.
أقنعي جسدي الكريه أن روحي تحتويه ..
ذب ألما واجعل قلبك يخفق شوقا ..
اصنع ما بدا لك اصنع ..
جفف دمعي لا أبالي ..
يكفيني أن لقاءها في جنان ربي ......... روحي ت رت ج ي هـ ..




*****************************


في القاعة :

بياض القماش الفخم يلمع الكلين على سطحه الواسع المطرز أطرافه و الصدر المطعم ببعض الفصوص الخليط من الوردي و التركواز حول كريستلات لامعه براقه تزينه , طالعت نورة في فستان بنت أخوها قبل ما تسحب سحاب الغطاء ويتوارى عن نظرها ببطء وهي تتذكر البندري يوم قاسته و مشيت فيه وهم مشغلين لها شريط زفتها عشان يشوفون هل تقدر تمشي به بسبب ثقله أم لا , مسحت دموعها وناولته لسيتي اللي ضمته وهي تصيح , قالت نورة : سيتي الله يرحم أهلك ماني ناقصة صياحك , ترى أنا قلبي يوجعني ..
مسحت سيتي دموعها وقالت : ماما نورة , والله بندري سوا سوا بنتي أنا , والله ..
وانخرطت في البكاء مرة ثانية , زفرت نورة وهي تطالع في جناح العروسة اللي بدأوا الشغالات يلمون اللي فيه , سبتات الورد وبداخلها الورد اللي اتفقوا إنه سمية والخنساء هم اللي يرشونها عليها وقت زفتها , مسكتها اللي كانت وردها متفتحه برونق جميل لدرجة يبعث الألم , جلست على السرير وصاحت , الكل كان يشوف إنها أقواهم عشان كذا دقت الصدر وقالت إنها هي بتلم أشياء البندري لكنها كانت تنطحن بداخلها مليون مرة , اليد اللي لامست كتفها خلتها ترفع وجهها وهي تمسح دموعها بسرعة , ابتسمت لها خوله وقالت : يلا يا أمي , خلاص شلنا كل شي ..
قامت نورة وهي تستند على يد بنتها وتحركت خارجه , كانت القاعه شبه خاوية بعد ماكان الناس يملؤنها بصخبهم ..



******************************


طالع بذهول في أبوه ورجع طالع في عبد الإله يبغاه ينكر اللي انقال , نزل عبد الإله راسه بانكسار , حط حسان يده موضع قلبه وهو يحس بوجع يجتاحه وهو يقول : لا إله إلا الله , لا حول ولا قوة إلا بالله ..
كان عقله يدور في دوامة ~ خاله أحمد ومرته , عبدالرحمن , جاسم , جدته و ...~ رفع راسه بسرعة وهو يسأل بخوف : هنوف ؟؟
قال أبوه بهدوء : الحمد لله كويسة ..
بعد لحافه ونزل وهو يقول : لازم أروح لهم ..
مسكه علي بقوة وقال وهو يرجعه للسرير : الدكتور ما أعطاك فسح ..
لف على أبوه وقال : أبويه ما أقدر أقعد ..
قال علي بهدوء : حسان ترا وقوفك مع خالك وعياله واجب لكن صحتك أهم , ما نبغى يصير شي ونقول لو إنه سمع كلام الدكتور كان ماصار اللي صار , أنا عارف إنه كل شيء بقضاء وقدر بس لازم ناخذ الأسباب , الدكتور قال ممنوع خروجك يعني ممنوع ..
وفلت يده وهو يقول : وإنت كبير وتعرف مصلحتك ..
تدلت أكتافه باستسلام وغطى وجهه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون , الله يصبرهم , الله يصبرهم ...
ومسك جواله , دق عليها كذا مرة لكنها ماردت , لمن شاف أبوه قلقه من عدم ردها نقل له بأبسط و ألطف طريقة ممكنه إن الهنوف ما تقدر ترد عليه حاليا لأنه أغمي عليها لمن دريت بالخبر بطريقة صاعقة ..



*********************************



الساعة 1,30 صباحا :
في فيلا حمده :

البيت رغم الزحام الموجود فيه إلا إنه كان هادئ , كل غرفة فيه فيها جماعة من الناس , العائلة كلها رجعت من القاعه ومعاهم أخت جدتهم حمده وبناتها ..
أول ما رن الجرس جريت العنود للباب , كانت تبغى أي شي يشغلها عن التفكير , و أول ماشافت عمها جلال داخل وهو شايل الهنوف دمعت عيونها , قال بهدوء ولطف : ماعليك , قالوا إنهيار بسيط , أعطيناها إبرة ومحلول , شوفيلي درب لغرفة أمي ..
طرقت له ودخلته لغرفة جدتها اللي كانت منسدحه على سريها وهي متلثمه بمسفعها و سفانة عند راسها تقرأ عليها , فزت سفانة لمن شافت الهنوف اللي مددها عمها على الكنبه قبل ما يفك غطاها ويزيح طرحتها وهو يقول : ها هنوفه , دحين أحسن ...
كانت تطالع فيه بعيون غريبة وهي تهز راسها بصمت يعني إيوه , مسح على شعرها وراح لأمه , جلس جنبها على السرير ودنق عليها وسلم على جبينها وهو يقول : يمه كيف ضغطك ؟؟
أشرت على فمها يعني ما تقدر تتكلم ودموع عيونها تنزل بصمت , زفر وبدأ يكبس راسها وهو يطالع في العنود اللي جلست على الأرض قدام أختها وهي تمسد شعرها بحنان , قالت سفانة الجالسة عند رجولها تمسحها بحنان : هنوف اش تحسين ؟؟
ماحركت الهنوف الصامته عيونها الثابته على اللامكان , ابتسمت العنود ومررت يدها على خد أختها بحنان وهي تقول : هنوفه حبيبي إن شاء الله دحين أحسن ..
غمضت الهنوف عيونها للحظة وهزت راسها بصمت , مسكت العنود يدينها وضغطتها بقوة وهي تطالع فيها بخوف , ولمن سابت يدينها انفجعت لمن لقيتها تطيح على الكنبه بلا مقاومه , همست برجاء : هنوفي , هنوف ..
كانت الهنوف تطالع فيهم وهي مهي حاسة بشي , ولا تفكر بشي , كانت الأفكار تجي في راسها ولمن تحاول تمسكها عشان تفكر فيها أو تحللها تهرب وتجي فكرة جديدة , كان ودها تقوم وتقول للعنود الخايفة إنها بخير لكن جسمها ولسانها صاروا بثقل الجبال , كانت تعاني حتى من رمشة عيونها وبالقوة تحرك راسها بإيوه ولا , كانت تحس نفسها جسد بلا روح ..
~ هنوف لا تخوفيني عليك , كافي فقدت وحده ما أبغى أفقد الثانية , فقدت وحده ؟؟ فقدت وحده !! ~ حست بالرعب والألم يجتاحها ففضلت تبعد هالفكرة عن راسها , وهي تمسح شعر الهنوف ولمن تذكرت أمها قامت بسرعة رايحة لأمها اللي تمددت في مجلس الحريم الصغير , دخلت عليها لقيت عندها أزهار و ريم , حطت أزهار سبابتها قدام فمها وهي تهمس : شششششش ..
همست ريم : ماحسبنا إنها تنام ..
جات العنود وجلست عندهم وهي تهمس : جات الهنوف , جابها عمي جلال ..
قامت ريم عشان تشوفها , كان المجلس مظلم إلا من الأبجورة الصغيرة اللي تضيء المكان بإضاءة صفراء خفيفة , طالعت أزهار في زولية المجلس وهي تلعب في أطرافها وحست بنظرات عليها فرفعت راسها و حست بالحزن يتجمع في قلبها لمن شافت العنود تطالع فيها بنظرات متسائلة , سألتها العنود بهمس : اش آخر شي قالته ؟؟
بلعت أزهار غصتها وهمست : ما أدري , آخر شي قلته لها توضي قبل ما تحطين المكياج و بس ..
دنقت العنود بتفكير ورجعت همست تسأل بصوت مخنوق : اللي يموتون بالسكتة القلبية يتوجعون ؟؟
حاربت أزهار دموعها وهي تهمس : علمي علمك ..
زفرت العنود ومسحت دموعها وهمست : تتوقعين إنها نازعت طويل ومحد عندها , يمكن لو كان أحد عندها كان ..
قاطعتها أزهار بهمس وهي تزحف لجنبها قبل ما تضمها : حبيبتي هذا قضاء الله وقدره ..
همست بوجع وهي تغطي وجهها : ماتت لوحدها يا أزهار , أكيد كانت تدور على أحد يكون معاها أكيد ..
همست أزهار وهي تضمها أكثر : انت توجعين نفسك أكثر بهالكلام , حطي دايم في بالك إنه كللللللللللله بقضاء وقدر , مكتوب لها من كانت في بطن أمها ...
: الله يرحمها ..
همست أزهار : إيوه ابغاك كل ما جيتي تصيحين تقولين هالكلمة عارفه ليه , لأنها دحين ماتبغانا نتذكرها ونبكيها , ماتحتاج لهذا كله , اللي تحتاجه هو الدعاء , هي بحاجة للدعاء والصدقة , لكن البكاء ما بيفيدها في قبرها ..
وصلهم نشيج صامت , التفتوا وشافوا أكتاف هدى المتلحفة والمغمضة عيونها تهتز من بكاها , تفجرت الدموع من عيون العنود اللي قامت بسرعة وراحت حضنتها وهي تقول : اصبري يا أمي ..
: بنتي راحت , بنتي الصغيرة ماتت يا عنود , تعرفين اش معنى بنتي ؟؟ يوم بتجيبين عيال بتحسين بغلاتهم ..
وشهقت قبل ما تكمل بصوت متقطع يختلط بأنين : ماعاد بأسمع صوتها وهي تناديني ماما , ماعاد بأدخل غرفتها وأصحيها , انحرمت من شوفتها عروس , 21 سنة عمرها , ماشفتها زين , ما عشت معاها ..
ضمتها أكثر وهي تقول من بين دموعها : إدعيلها بالرحمة , إدعيلها بالرحمة , كلامك هذا اعتراض , مايجوز , ربي خلاك تشوفينها 21 سنة , ربي أعطاك إياها وهو أخذها , بتعترضين دحين ليش استرجع أمانته , بعدين هو أرحم منك بها , والله هو أرحم ..
حست أزهار بألمها يزيد , العنود اللي توها تشتكي تحولت للمصبر عند أمها المكلومة ..
قامت وخرجت من الغرفة في اللحظة اللي دخلت فيها الجوهرة , اصطدموا ببعض رغما عنهم , زفرت الجوهرة وقالت بخشونه : عميا ماتشوفين ..
تجاهلتها أزهار وتحركت وهي تقول لنفسها إنها لازم تسكت عنها لأنه مو وقته الرد على بعض , وصلها صوتها الحاد وهي تقول : ولا تدورين في البيت براحتك ترى أعمامي رايحين جايين ..
~ تجاهليها , تجاهليها ~ وكملت طريقها وهي تدعي البروده ومن داخلها مجروحة من تعاملها معاها ومقهورة في نفس الوقت ..
سألت سمية إذا في احد في غرفة حمده ولمن قالت لها إنه جلال خرج دخلت عشان تتطمن على الهنوف لقيت الخنساء عندها واللي قالت برجاء : هنوف حرام عليك , لازم تزورينه , تراه من زمان يطلبك ..
دقتها سفانة وهي تقول : اش تزوره في هالوقت ؟؟ صدق سخيفه ..
قالت الخنساء : هو يبغى يشوفهااااا , والمستشفى مانعته و ...
قرصتها من تحت عشان تسكتها من دون ماتشوفها الهنوف اللي قالت لها سفانة وهي تمد لها الجوال : خذي على الأقل كلميه , تراه على الخط من فوق العشر دقايق ..
ولمن ما شافت أي رد فعل من الهنوف رجعت الجوال على إذنها وقالت وهي تزفر : ما ترد علي وما تبغى تسوي أي شي ..
قال بحزم : حطي الجوال على إذنها بأكلمها حتى لو ماردت ..
حطت سفانة الجوال على إذنها وهي تهمس : هو يبغى يكلمك مو لازم تردين ..
وصلها صوته الحنون الخائف وهو يقول : هنوف , سامعتني , هنوف ردي علي بكلمة على الأقل ..
طالعت الهنوف فيهم بجمود , كانت منسدحة بدون مخدة على الكنبة وهي متكورة على نفسها , قالت حمده : يا حسرتي إن كان هالبنت بتلحق أختها ....
همس : هنوف عمري , يااااااا حبيبتي قولي لو حرف واحد تراك أقلقتيني , هنوفه , لاتخليني أخرج من المستشفى وأجيك , تراهم مانعيني من الخروج هنا , هنوفو , أجيك دحين , إذا تبغيني أجيك أجي ..
هزت راسها بلا , سحبت سفانة الجوال وقالت : تراها تهز راسها بلا ..
زفر وقال : كنت أبغى تنطق , هي اش فيها ؟؟ ليش ماتنطق ؟؟
بعدت سفانة عن الهنوف اللي جلست أزهار جنبها تقرأ عليها وقالت : هذي وحده من الحريم الله يهديها قالت لها عظم الله أجرك في أختك وطاحت الهنوف من طولها فجأة , ويوم شلناها قال الطبيب انهيار عصبي , أعطوها إبرة مهدئة ومحلول وجات ..
: لاحول ولا قوة إلا بالله , إسمعي , خلي الجوال في حلقك بأتصل عليك بعد شويه يمكن هي تعبانه شوي لأنها توها رجعت من المستشفى ..
: إن شاء الله ..
: مع السلامه ..
: مع السلامه ..
وقبل ما تصك سمعته يناديها رجعت الجوال فقال برجاء : سفانه لا تبعدين عيونك عنها أخاف تتعب ولا شي ومحد عندها ..
ابتسمت وقالت : لا تشيل هم , كلنا حولها , المهم انتبه لنفسك ولا تشغل بالك ..
وتوادعوا وقفلت الجوال وراحت للمجلس الكبير وهي في الطريق شافت عهود جالسه
بصمت غريييييييب عند أمها اللي جالسة تتكلم في الجوال ..



**************************


طالعت العنود برهبة وخوف في الطاولة الكبيرة الخشب المفرغة بأشكال مستطيلة تسمح للمويه بالخروج , كانت عمتها نورة واقفة عند الطاولة وهي تحط سطول موية كبيرة ومعاها مغارف حسب تعليمات جارتهم أم محمد اللي تغسل الموتى , كانت تطالع في ظهر أم محمد اللي كانت تسبح وتهلل وتكبر وهي تحط زبادي الكافور والسدر و ترتب أقمشة الكفن , رصت بقبضتها على الباب والتفتت لسمية والخنساء اللي وقفوا جنبها وهم يطالعون بذهول في المطبخ اللي شالوا عنه طاولة الطعام والكراسي عشان يلقون مساحة لطاولة الغسيل , أول ما انتبهت لهم نورة تحركت بسرعة وخرجتهم وهي تقول بلطف : روحوا شوفوا أمي وهدى , يمكن يحتاجون شي ولا غيره ..
وصكت الباب , تبادلت العنود نظرات غريبة مع البنتين الواقفات وعيونهم زايغة , همست الخنساء : من جد ماتت ..
جلست سمية على الأرض وهي تغطي وجهها وتصييح , تجاهلتهم العنود وهي تتحرك باضطراب , دخلت المجلس الكبير ودارت ببصرها بين بنات خالة أبوها و الجوهرة اللي نايمة ريناد على رجولها وتحركت خارجة , غرفة جدتها كانت سفانة وهدى جالسات عند
راس الهنوف اللي مازالت مشخصه بصرها وتطالع بذهول في اللامكان , وجدتها مغيرة وضعية سدحتها على السرير للمرة الخامسة , خرجت ودورت إلين لقيتها , كانت تنشج نشيج موجع وهي تقول : يااااارب أحسن نزلها , يارب ثبتها عند السؤال , يارب وسع مدخلها , اللهم اغسلها بماء الثلج والبرد ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس , اللهم صبرهم على فقدها , اللهم اربط على قلوبهم , اللهم ....
وانخرطت في نوبة بكاء جديدة , جلست العنود على سرير سفانة وهي تطالع في أزهار اللي تلحفت بشرشف الصلاة ووقفت بين يدين ربها تدعيه بتذلل ويدينها المتعبه من الرفع تتراخى وترجع ترتفع وهي تهمس : يااااااااااااااارب ثبتها عند السؤااااااااااااااااال , يارب نزلت بك ضيفة وأنت خير المكرمين , يارب أكرم نزلها , يارب وسع مدخلها , يااااااااااااااارب إنك تنزل إلى السماء الدنيا نزولا يليق بجلااااااال وجهك وعظيم سلطانك , اللهم إنك تقول هل من داع فأستجيب له , اللهم إن سؤالي أن تقيها عذاب القبر , اللهم بدل سيئاتها حسنااااااااااات , يا حي يا قيوم , ارحمها , اللهم ارحمها , اللهم ارحمها ..
غطت العنود وجهها وصاحت من قلبها , ليش ما كانت زيها , ليش بدل ما تبكي ماقامت تدعي في آخر الليل والدعاء مستجاب في هذا الوقت , ليش إنشغلت بالبكاء والتفكير , غطى بكى أزهار على بكى العنود وهي تقول برجاء : يااااااااااااااااااارب ارحمهاااااااااا , يارب اغفر لها ذنوبهاااااااااااااااا ..
قامت العنود وراحت للحمام وقفلته واستندت على بابه وهي تصيح من قلبها , توضت وراحت لبست شرشفها وحذت حذو أزهار ..
بعد فترة رن جرس الباب يخترق سكون المكان الكل قام بترقب وهم متوقعين إنه جثة البندري هي اللي وصلت عشان يغسلونها و يكفنونها قبل الفجر ..
هدى وسفانة تحركوا بسرعة خارجين من غرفة حمده اللي انحنت تطالع رغم معرفتها إنها ما حتشوف أحد تحاول تلمح أي شي ورى بابها , دقايق وطل عليها , حست بالدموع تتجمع في مآقيها وهي تطالع في طوله المهيب , اشتاقت له , لكل شي فيه , طالع حسان في الغرفة وشاف جدته على السرير والهنوف على الكنبه , تجاوز الهنوف اللي كانت معطيته ظهرها وتقدم من جدته وهو يسحب الكمام الأبيض عن فمه وأنفه ويخليه متدلي حولين رقبته , مد ذراعينه واحتوى جسدها بصمت , شهقت حمده وصاحت بصوت عالي وهي تضمه وتشده لصدرها كإنها تبغى تدخله داخل صدرها , همس بحب : أنا هنا , أنا هنا ...
شهقت مرة ثانية وهي تقول بصوت مخنوق : آآآآآآآآآآآآآآه ياربي , ياحبيبي إنت , ياربي لك الحمد , يارب لك الحمد اللي خليتني أشوفه ..
دفن وجهه في حضنها وهو يقول : أنا هنا ياجده , خلاص لاتبكين , دموعك غاليه ..
تأوهت وهي تشده لصدرها أكثر وهي تسلم على راسه وتحضنه وهي تقبض على شعره بشوق , قالت بوجع : والله إني أبغى أجيك بس رجولي , رجولي ماعاد تشيلني , ماقدرت , والله ماقدرت ..
همس وهو يشد يدينه حولينها : عارف , عارف , يكفيني صوتك كل يوم يا جده ..
ضمته أكثر وهي تسلم مرة ثانية وهي تقول بشوق : أبويه إنته ..
جا أحمد ومسد على يد أمه بحنان وهو يقول : يمه تراك بتخنقينه , ما حسبنا بالقوة أعطاه الدكتور فسح ..
أشر له حسان من ورى جدته إنه يخليها براحتها ورجع ضمها بصمت , ولمن سابته بنفسها بعد عنها وسلم على راسها ويدها وقام وعيونه متعلقه بجسدها المستلقي بلا حراك , تجاهل نظرات أخواته وبنات أخته الواقفات بصدمة من حضوره المفاجئ عند الباب وتحرك لها , قالت سفانة : نايمه , دوبها اللي نامت ..
جلس على الأرض وسحب الكمام وحطه على الكنبه وهو يحط يده الثانية على كتفها , هزها بلطف وهو يقول : هنوف , نوفه , الهنوف ..
فتحت الهنوف عيونها بتعب وفي جزء من الثانية استعادت ذكرى موت أختها , فزت من سدحتها وطالعت بعيون زايغة في اللي حولها , ولمن شافت الكل يطالع فيها وإنه في شخص جنبها التفتت له , طالع فيها بحنان وهو يهمس : هنوف ..
ومد يده وبعد خصلات شعرها الطايحه على وجهها , طالعت فيه بصمت غريب , همس برجاء : هنوف ما بتكلميني ..
كان يحس قلبه يخفق وجع عليها , من عرف بحالتها أصر يخرج حتى لو ما أعطاه الدكتور الموافقه , التزمت الصمت وهي تطالع فيه بجمود , حط راحة يده اليمين على خدها اليسار وهمس : إذا ما تبغين تتكلمين هزي راسك عادي , إنت بخير ؟؟
هزت راسها بإيوه , كانت بداخلها تصرخ من أعماقها ~ لاااااااااااااااااااا أنا ماني بخير , أختي ماتت , ماني بخييييييييييييييييييييييييييير , لااااااااااااااااااااااااااا , ماني بخير ~ لكن في شي يمنعها من البكاء , في شي ساد حلقها , طالعت في أبوها الواقف وراه ولمحت نظرة الخوف في عيونه , رمقته بنظرات غريبة ورجعت طالعت في حسان اللي حس بالخوف يخنقه , بعد راحته عن خدها و رجع مسد عليه بقفا يده وهو يهمس : هنوفه ماتبغين تقولين شي ..
طالعت بجمود في عيونه اللي تجول على وجهها بخوف , ليه مهي قادرة تعبر عن اللي جوتها ليه , حط أحمد يده على كتف حسان وهو يقول : الدكتور قال إنها مصدومة ..
جات نورة وجلست جنب الهنوف وقالت بحنان : هنوف حبيبتي اش تحسين ؟؟
طالعت في عمتها بفتور ولفت وجهها ورجعت انسدحت على الكنبه بتعب , من بين الأجساد المحيطة بها شافت البندري جالسة بنفس البنطلون اللي تحبه وبلوزتها المفضلة الحمراء وهي ملتهية بمحمولها وحاطة السماعات على إذنها , فزت فجأة ومدت يدها وهي تقول : بندري , البندري هناك ..
طالعت سفانة جنبها على المكان اللي تأشر عليه الهنوف بصدمة , قالت نورة بخوف : مافي أحد ..
أشر حسان لأمه يقاطعها وهو يسأل بحنان وهو يمسد شعرها : اش تسوي ؟؟
قالت بوجع : جالسة ..
قال بهدوء : بس جالسه ..
همست وهي تطالع في الفراغ الغريب وهي تهز راسها : كانت هنا ..
مد يده وحطها موضع قلبها وقال بهدوء يؤكد لها : كانت هنا ..
لفت عليه وهزت راسها بإيوه بحركة بطيئة دلته على وهنها , ضغط يده أكثر لمن حس بخفقات قلبها تخفق بسرعة غير طبيعية وقال بألم : هي ماتت , راحت عن الدنيا لكنها بتظل هنا يا هنوف , صدقيني بتظل هنا على طول ..
وهمس وهو يضمها : بتظل هنا يا قلبي , والله بتظل هنا ..
غمضت الهنوف عيونها وتسللت دمعتين منها وهي تهمس : صح , بتظل هنا ..
وبعدته وضغطت موضع قلبها وهي تهمس بتوهان : بتظل هنا , صح ؟؟
قبض على يدها الثانية وهز راسه وهو يبلع غصة خنقت حنجرته , كان كل شي فيها يدل إنها مهي واعية للي يصير , مهي واعية أبدا , هنوف اللي يعشقها لو فكر يقرب منها تموت من شدة الخجل , يحمر وجهها وترتفع حرارتها , وجهها أصفر شاحب وجسدها بارد بدرجة مخيفة , قالت نورة : حسان قوم عن الأرض تعب عليك هالجلسة ..
كان ثاني رجوله تحته وجالس قدام الهنوف اللي بدأت تطالع في اللي حولينها بنظرات غريبة ~ الله يسامح اللي كان السبب , الله يسامح اللي كان السبب , ليه ما نقلوه لها بشكل تدريجي , هم يعرفون إنها ~ انقطعت أفكاره لمن وصله صوت جلال اللي سابوه يتعاون مع جاسم و أخوه صالح على نقل جثمان البندري للمطبخ يقول بعصبية : محد يخش عليها قبل ماتتغسل , أم محمد و نورة وخوله هم اللي يدخلون بسسسسسسسسسسس ..
ووصله صوت بكاء الحريم اللي بدأ يتعالى , فتحت الهنوف عيونها على اتساعها وقامت بسرعة عجيبة وهي تقول : أبغى أشوفها ..
شهقت نورة وقال حسان يناديها : هنوووووووووف ..
وقام بسرعة لحقها مع أحمد اللي كان يقول : درب , طريييييييييييق ..
تعدت الهنوف كل الواقفين وبعدتهم وهي تجري للمطبخ , أول ماشافها جلال قال بفجعة : هنوف , لسه ما غسلناها و ..
صرخت وهي تبعده : أبغى أشوفهااااااااااااااااااااااا ...
مسكها بقوة وهو خايف إنها تشوفها وهي لسه مغلفه بأكياس الثلاجة وقال بحزم : مو دحييييييييييييين ..
صرخت بشكل هستيري وهي تضرب صدر عمها : أبغى أشوفها , أبغى أشوفها , أبغى أشوفهااااااااااااااااا ..
جات أزهار جري مع العنود لمن سمعوا صريخها الحاد وتراجعوا لمن شافوا حسان وأحمد يقبضون عليها كل من ذراع وهم يبعدونها عن جلال المذهول , صرخت وهي تحاربهم : سيبونييييييييييييييييييييييييييي , أبغى أشوفهاااااااااااااااااااااااا ..
انذهل حسان من القوة الغريبة اللي حسها فيها , كان بالقوة يمسك ذراعها , غمض عيونه بألم لمن حس بيدها المقاومة تضرب في صدره , قال صالح بحدة : خلوها تشوفها الله أكبر عليكم ..
قال جلال : ماجهزت يا صالح ..
قال صالح بوجع : غطيتها بشرشف , ووجهها باين , خليها تدخل تشوفها ..
لمن حست بتراخي يدينهم عنها بعدتهم ودخلت المطبخ , كانت مسجاة على الخشبة ومغطية بشرشف أخضر فاتح , باين إنه شرشف المستشفى , خطواتها المستعجلة تباطأت لمن شافت المنظر وازداد تباطأها كل ما قربت من الطاولة , ولمن شافت وجه أختها تفجرت الدموع من عيونها وهي تهمس : بندري , بندري ..
حطت يدها على كتفها ورغم وجود الغطاء استشعرت برودة جسم أختها اللي كانت تنام في حضنها الدافي قبل أيام , لفت يدينها حولين راس البندري وضمتها وهي تقول بهمس متوجع : ودعتك الله يا بندري , ودعتك الله يا قلبي , ودعتك الله , ودعتك الله ..
وتفلتت يدينها وهي تنهار على الأرض وهي تصيح بكل الألم والفقد والوجع اللي حسته , صياحها صيح الكل حتى أعمامها اللي تلثموا بغترهم اللي لابسينها من دون عُقل , تحرك جاسم من مكانه في طرف المطبخ وسندها وخرجها , حسان اللي حس بوجعها يذبحه ذبح واللي ماقدر يدخل عشان البندري , سحبها منه بعد ما خرجت وضمها بقوة , صرخت من أعماقها وهي تتشبث بأكتافه : مااااااااااااتت ياحساااااااااااااااااان , البندري مااااااااااااااااااتت , مااااااااااااااتت , ماعاد بأشوفها مرة ثانية , بتدفنونها وماعاد بأشوفهااااااااااااا , ماتت يا حساااااااااااااااااااان , البندري ماااااااااااااااااتت ..
ضمها أكثر وهو يبلع غصته اللي تزايدت , لازم يكون أقوى عشانها , قال بثبات بعد ما تمالك نفسه : الصبر يا هنوف , الصبر , وين إيمانك ؟؟ من قال ماعاد بتشوفينها , كلنا إن شاء الله بنشوفها وهي حورية وسط الجنة , قولي يارب ارحمها , يارب اغفر لها , ادعيلها , الدنيا فانية , كلللللللللنا بنموت , يمكن اليوم , بكره , بعده , محد يدري متى يومه صح , إدعيلها بالرحمة , ما تجوز على الميت إلا الرحمة , وين إيمانك وصبرك وكلامك اللي تقولينه لي دايم , الواحد لازم يؤمن بالقضاء والقدر , قولي يارب ارحمها , قولييييي ..
هدأت صرخاتها وهي تقول من بين شهقاتها : يارب ارحمها , يارب ارحمها , يارب ارحمها ..
ضمها أكثر وهي تردد العبارة وهو يهمس : خلاص , اقري المعوذات واستعيذي بالله , المؤمن عند الصدمة الأولى وانت دايم أقول عنك صابرة لا تخليني أغير كلامي ..
ولمن حس بثقلها عرف إنه أغمي عليها , أشر لجاسم إنه يجي يشيلها لأنه مستحيل يقدر يشيلها قدامهم لسببين , إحراج و ... ممنوع عنه لفترة طويلة إنه يشيل أي شي حتى لو كان خفيف ...
شالها جاسم ودخل مع أعمامه وحسان لغرفة جدته , سدحها على السرير ورى جدتها اللي جلست وهي تمسد شعرها ووجهها بحنان ..
سحب حسان الكمامة وحطها على وجهه وسند ظهره على المخدات اللي جابتها له أمه وحطتها ورى ظهره عشان يريح , غمض عيونه بتعب ورجع فتحها وهو يطالع في جدته والهنوف ..


***************************


الكل كان جالس في المجلس الكبير , وبسبب قربهم من المطبخ وصلتهم رائحة الكافور والسدر اللي فاحت من أثر طرطشة المويه , حست خوله باختناق فخرجت وسابت أم محمد وأمها جوة , سحبت نفس عميق ومسحت دموعها ورجعت تساعدهم , قلموا أظافر يدينها ورجولها , فرخوا جوفها من أي شي بداخله , غسلوا شعرها الطويل وجدلوه ثلاث جدائل وبعد ما انتهوا من الغسيل بدأوا يكفنونها , شهقت نورة لمن غطى الشرشف الأبيض يد البندري المحناة وبلا تفكير بعدت الشرشف ورفعت يدها وقبلت راحتها الباردة وهي تصيح , قال أم محمد بحنان وهي تمسد ظهرها : يزفونها للجنة يارب , يزفونها للجنة ..
رجعت يد البندري وبعدت عن الطاولة وهي تمسح دموعها , ربطت خوله خيط القماش حولين رجول البندري وثبتتها و دموعها تتقاطر غصب عنها على الكفن ..
ولمن انتهوا مابقي إلا غطاء الرأس قالت أم محمد : نغطيها بعد مايسلمون عليها , شهقت خوله لمن شافتها مكفنه ومو باين إلا وجهها الصغير وتفجرت دموعها وهي تقول : بندريييييييييييي ..
وضمتها بقوة وهي تصيح من قلبها , وبعد ما تمالكوا نفسهم فتحوا الباب وراحوا للمجلس عشان يدخلون الرجال عندها , خرج حسان للمجلس الخارجي عشان وراح عند الشباب اللي جالسين هناك بصمت , و أعمامها دخلوا وسلموا على جبينها بالتناوب وضمها أحمد بقوة من دون أي همسة وبعد عنها , سلم جاسم على جبينها وبعد بسرعة وهو يقاوم دموعه , خرجوا من باب المطبخ وتركوا المجال للحريم بعد ما نقلوها على الخشبة اللي بتحمل عليها ..
راحوا الحريم يسلمون وبعدها قالوا للبنات إنهم ممكن يشوفونها راحوا لها , وأول ما شافوها فتحوا مناحة جديدة و ما قدروا يقربون من الطاولة الغريبة اللي كانت لها أربعة أذرع عشان تحمل بها فوق الأكتاف , خاصة لمن رمت العنود نفسها على البندري وضمتها وهي تقول بهدوء : بنات تعالوا ضموها والله تحسون براحة إذا ضميتوها ..
وهي تصرخ بداخلها ~ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يابندري , رحتي وسبتيني لييييييييييييييه ؟؟ لييييييييييه سبتيني ؟؟ استغفرك يارب , لازم أكون أصبر , لازم أكون أقوى ~ مسحت أزهار دموعها الصامته وتقدمت منها وسحبتها وضمتها عشان تعطي مجال لهدى اللي تقدمت مع نورة وهم ساندين حمده اللي كانت تمشي بخطوات متثاقلة وهي تسبح وتدعي ولمن وصلت لها قالت بصوت متحشرج : وااااو يا بنيتي والله إنك صغيرة , أنا قاعدة وانتي رحتي يا البندري ..
ودنقت عليها بالقوة وسلمت على راسها وهي تقول ببكاء : تراني ودعتك الله اللي ما تضيع عنده الودايع , تراني ودعتك الله , تروحين تقابلين جدك في الجنة إن شاء الله , تراك ارتحتي والشقا لنا إحنا اللي لساعنا عايشين , ودعتك الله ..
وسندتها نورة تبعدها وهي تكرر : ودعتك الله , ودعتك الله ..
وقفت هدى تطااااالع فيها بصمت ودموعها تتساكب ولمن انحنت وحضنتها انفجرت بعويل زاد دموعهم , مسكتها العنود وقالت من بين دموعها وهي تسحبها : أمي خلااااااص , خلاص ارحمي نفسك , خلاااااااااص ...
وتساعدت هي وأزهار والجوهرة وبعدوها عن البندري , عهود طالعت فيها من البعيد ومارضيت تسلم زي باقي البنات اللي سلموا عليها , ولمن قالولهم إنهم يخرجون عشان ياخذونها زاد نحيب البنات وتشبثت ريم بالبندري وهي تصيح من قلبها , دق جاسم باب المطبخ بقوة وقال : يلااااااااااا , يادوب نتحرك عشان نصلي الفجر ..
تحركوا الحريم وسحبوا البنات تسحيب عن البندري وهم يحاولون يصبرونهم , تفلتت سمية ورجعت ضمت البندري , سحبتها أمها وهي تقول بوجع : خلااااااص , سيبوها ..
قال جاسم بحزم : أنا داخل ..
غطت نورة وجهها ولفته برباط محكم ومسكت آخر قماش وغطتها بالكامل , قال جلال بعصبية لجاسم : خش عليهم عشان يخرجون ..
ولمن تردد جاسم دخل جلال وهو يصرخ : خلاااااااص , قلنا خلااااااااااص , أدخل يا جاسم ..
دخل جاسم و أشر للشباب اللي تجمعوا برا عشان يشيلون الجنازة إنهم يدخلون , ولمن دخلوا كانت رؤوسهم للأرض وهم يمسكون أطراف الخشبة ..
أول ماشافتهم العنود يخرجونها صرخت وهي تندفع بلا تفكير : لاااااااااااااااااااا , أبغى أسلم عليها , أبغى أسلم عليهااااااااااااا ...
لف جاسم وغطاها بغترته وهو يرجعها ويقول بحزم : خلاص ..
صرخت وهي تتشبث به : الله يخليك , والله بوسه بس , آآآآآآآآآخر مرة , الله يخليييييييييييييييييييك , جااااااااااااااااااااااااســـــم , الله يخليييييييييييييييييييييييييك ..
قالت أزهار من ورى الباب : خليها تسلم عليها , جاسم الله يخليك خليها تسلم عليها , تراها ماعاد بتشوفها ..
واختنق صوتها وهي تتذكر أمها اللي ما قدر لها ربي وشافتها , نزلوا الرجال الخشبة وسحب جاسم العباية من عمته نورة وغطى فيها العنود اللي راحت وضمتها بقوووووة وهي تقول بصوت حنون : سامحيني , سامحيني إذا زعلتك في يوم , ترا كل عنادي لك والله من حبي , سامحيني , بندري , ماعاد بشوفك ..
وسلمت عليها من فوق غطاها وسلمت ودموعها تتساكب على وجهها كانت تحس ملامح وجهها من فوق الغطى , سلمت على خدودها وعيونها حتى فمها سلمت عليه وهي تصيح , مسح جاسم عيونه وسحبها وهي تطالع في جسد أختها المسجى , تلقتها أمها في صدرها وضمتها وهي تصيح معاها ...
وفي دقائق صار المطبخ خالي إلا من همهمات البكاء و رائحة الكافور والسدر ...


********************************


العصر :

رفع راسه عن الأرض وطالع في المعزي الجديد القادم , ولمن شاف واحد قدامه وهو لابس ثوبه ولاف شماغه حولين وجهه عرفه , قال بحنين : عبد الرزاق ..
وقبل ما يقوم جري عبد الرزاق وطاح عند رجوله وهو يصيح من قلبه وهو يصرخ : ليش دفنتوها قبل ما أشوفهاااااااااااااااااا , ليش دفنتوهااااااااااااااااااااااا ..
ضمه أبوه وهو يقول : ما قدرنا نأخرها يا ولدي إلى بعد رحلتك , إكرام الميت دفنه ..
صاح عبد الرزاق وهو دافن وجهه على فخوذ أبوه وهو ماهمه اش يقولون الرجال عليه , من المطار اللي استقبله فيه جاسم وعمر وهو كاتم بكاه ومو قادر يسألهم دفنتوها ولا لا كله خوف يقولون له إنها خلاص اندفنت , ولمن وصل وشاف المعزين عرف إنها خلاص اندفنت , ضم أبوه وهو يصرخ من قلبه : كنت أبغى أشوفهااااااااااااااااااا , كنت أبغى أودعهااااااااااااااااااااا , ليش دفنوتها ليييييييييييييييييييييييييش , ليش تحرقون لي قلبييييييييي , قلتلكم لا تدفنونها , قلتلكم لا تدفنونهاااااااااااااااااااااا والله قلتلكم ...
مسح أحمد عيونه بطرف غترته ومسد ظهر ولده بصمت , لمن جا جلال يبعده عشان الرجال اللي جوا يسلمون أشر له صالح بعيون مبلله إنه يسيبه براحته , كان الرجال ينحنون من فوق عبد الرزاق ويسلمون على أحمد اللي يبادلهم السلام بيمنه ويسراه على تمسد باستمرار على ظهر ولده ..
صاح وصاح وصاح وكل ما فكر إنه يوقف عن صياحه ويقوم يزيد وجعه ويزيد صياحه ..



****************************


المكان كان مزدحم بسواد عظيم , دخلت سمية للمطبخ وهي شايلة ثلاجة القهوة , حطتها على الطاولة و حطت يدينها على آخر ظهرها وهي ترجع أكتافها لورى بتوجع , من الصباح والمعزيات موجودات وهم على حزنهم ووجعهم تكسرت رجولهم من كثر ما يباشرون بالقهوة , جات سفانة وقالت بضيق وهي شايلة صينية كلها فنجاين مستخدمه ومناديل مستعملة : السنة إنك تعزي وتروح , مهم شايفين إننا تعبانين , وياليتهم جالسين باحترام , قاعدين يهرجون كإنهم في جلسة ..
عدلت طرحتها اللي لابستها وقالت : سماسم قلبي روحي ارتاحي أنا أباشر ..
قالت سمية وهي تشيل الثلاجة : لا ما عليك يا خاله ..
دخلت أزهار المطبخ وهي تزفر بضيق , ابتسمت سفانة وقالت : خير ..
قالت أزهار وهي تحس بالضيق يخنقها : جماعة مسكوني يحققون معايا اش صار وكيف ومتى وليش , مااحترموا مشاعري , لا وجماعة ثانية جالسة تحدق فيه وأنا رايحة وأنا جاية ولمن صبيت لهم القهوة تسألني وحده منهم أنا زوجة جاسم و اش اسم أبويه وأمي وغيره ..
دخلت العنود وجلست بتعب على واحد من الكراسي وربعت فوقه وهي تقول بهدوء : ترا عشان الكل كان يستنى طلتك , جواز الـ ..بندري كان أول طلة لك والكل كان متحمس ..
غمضت أزهار عيونها ومسحت وجهها وهي تقول بطفش : ما أبغى أخرج ..
سألت العنود : عشا اليوم على مين ؟؟
قالت سفانة وهي تشيل فناجين جديده : على أبويه , عمي عبد الكريم تكفل بالغدا ..
قالت العنود : الله يسعدهم ويرزقهم , جزاهم الله خير ..
قالت أزهار : عنود قلبي روحي نامي تراك مانمتى من أمس ..
هزت العنود راسها وقالت : ما أقدر المكان رججججججه , وأصلا ماتلقين مكان تنسدحين فيه ولا تريحين , حتى غرفة نوم جدتي كلها حريم حتى فوق السرير ..
وزفرت وطالعت في يدينها اللي مدخلتها في حضنها وسرحت للحظة قبل ماترجع تنفض كل أفكارها وتقوم بنشاط وهي تقول : بأروح أشوف أمي ..


****************************

بعد المغرب :


طالع عدنان في جواله طويل قبل ما يتصل عليها , أول ما سمع صوتها الهادي وهي تسلم ابتسم وقال بعد رد السلام : كيف أهل العزا ؟؟
همست سحر : إن شاء الله بخير , أحسن من أول ما جيت ..
قال بهدوء : طيب يلا أخرجي , خلود وعلا يستنونك في الفندق ..
قالت بخيبة أمل : بس أبغى أجلس معاهم شويه , أبغى أحس إني قدمت لهم شي ..
زفر وقال : طيب أعطيني العنود عشان أعزيها , خلاص عزيت أم جاسم ..
قالت سحر : طيب لحظة ..
كانت العنود خارجة من المجلس الصغير لمن لقيتها , مسكتها من يدها وجرتها وهي تقول : عنود , عدنان بيعزيك ..
حست بشعور غريب لمن حطت سحر الجوال في يدها قبل ماتروح , غمضت عيونها وحطت الجوال على إذنها وهي تقول : نعم ..
كان صوتها متحشرج فتنحنحت عشان تسلكه .
أول ما وصله صوتها قال بهدوء : كيف حالك ؟؟
كان صوتها بارد وهي تهمس : الحمد لله ..
كان مقدر برودها فقال بهدوء : عظم الله أجرك في مصيبتك وأخلفك خيرا منها ..
همست بذات الصوت : جزاك الله خير ..
قال ينهي المكالمة : هذا واجب , مع السلامة ..
صك الجوال ورجع للرجال , وهي صكت الجوال وطالعت فيه بألم , ما تخيلت ولا في أبشع أحلامها إنه أول مكالمة لها معاه بتكون عشان يعزيها في أختها الصغيرة , استغفرت وتحركت , استغربت لمن شافت الحريم يخرجون بسرعة من الممر المؤدي لغرفة جدتها , حست بخوف غريب , يكون الهنوف صار لها شي ولا أمها انهارت ولا ... تحركت بسرعة وهي تسمع صوت أبوها يقول : طريق , طريق ...
اضطرت تستنى إلين خلصوا الحريم ودخلت الممر وراحت لغرفة جدتها وهناك شافته واقف بصمت و أمه متشبثه فيه وهي تصيح , صرخت : عبدالرزاااااااااااااق ..
وجريت وضمته مع أمها وهي تصيح من صياحها , كان عبدالرزاق يطالع فيهم بانكسار غريب ما يناسب شخصيته , سلم عليهم وعلى جدته , الهنوف اللي فاقت من نومها على صوته تشبثت فيه وصاحت من قلبها على صدره وهو يهمس لها : على الأقل شفتيها , قولي الحمد لله اللي شفتيها ...
جاته عمته وسلمت عليه , ولمن انتهى السلام جلس جنب أمه وانسدح وحط راسه على فخوذها وغطى وجهه بشماغه ولف جسمه ودفن وجهه في جنبها وهو يصيح و زاد معاه صياح هدى من حال ولدها ..



***************************
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

اسير الصمت
09-08-2012, 02:04 AM
يوم الاثنين 10 / 9 / 1427 هـ :
بعد الفطور في سيارة جاسم :


: يا حيا الله النشبة ..
دقته أزهار وهي تطالع فيه باستنكار من ورى غطاها اللي رفعته عشان السيارة مضللة , وابتسمت العنود وقالت : عادي يا أزهار , لاتخزينه ولا شي أعرف ثقالة دمه , أخويه , خابزته وعاجنته ..
قال وهو يحرك حواجبه ويطالع لها من المراية الأمامية : عاجنتني بعسل مو ..
ضحكت أزهار وقالت : ترا يا شينك يوم تخفف دمك ..
ولفت على العنود وكملت : مو عنيدي ؟؟
قالت العنود تأيدها : مومو , مو مو واحد بس ..
قال بمرح : اللي يسمكعم يقول بقر يهرجون , اش مو مو !!
قالت أزهار : مو يعني إي ولا لا , مو يا عنيدي ..
ضحكت العنود وقالت : موين وعشر موات , تصدقين حاولت أشرح لوحده من صحباتي ما عرفت , يبغالي أرسلها لها في رسالة ..
قال جاسم : سؤال اليوم , كم مو نطقتها العنود ؟؟
وضحك للحظة وسكت لمن انتبه إن الثنتين يطالعون فيه ببرود والعنود تقول : ويييييييي الله يعينك عليه يا أزهار , يا حبيبتي متزوجه واحد دمه كاتشب ..
ضحك وقال : حللللللللللللللوة , حلللللللللللللللللوة كاتشب ..
وساب الدركسون ولف على ورى وضربها وهو يقول : تتريقين إنتي ووجهك على أخوك الكبير ..
قالت أزهار وهي تمد جسمها وتثبت الدركسون بيدينها : بسم الله , تعااااااااال إمسك الدركسون ..
وصرخت العنود : بنمووووووووووووووووووت ..
قال : قولي آسف ..
قالت بسرعة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآسفه بس لف وامسك الطارة بسرعة ..
لف جاسم وعدل إحرامه وهو يقول لأزهار : ثبتي يدك زين عشان أعرف أصلح إحرامي ..
صرخت أزهار : بسسسسسسسسسسرعة , ظهري يعورني ..
مسك الدركسون وقال : شكرا ..
ضربته أزهار على كتفه وهي تصرخ : لا عاد تسويها مرة ثانية , خلعت قلبي , ولدي أحسه طار لحلقي من الفجعة ...
قال بحزم : طيب انتبهي لا يطلع مع خشمك , بعدين تقعدين تعاطسين , بعدين ما عندنا لبس نلبسه به ..
ثانية وقهقهوا الثنتين , ابتسم وقال بفخر : إعترفوا إنه دمي خفيف ..
وبعد لحظات طالعت العنود في أزهار وهي تصب كوب شاهي لجاسم وتناوله له مع كروسان وهم يناقشون موعد الدكتورة الجاي , لفت على القزاز وهمست بداخلها ~ بندور ما حسينا برمضان وفرحة دخوله من وجعنا برحيلك , يوم قطع عزاك كان ليلة رمضان اللي طلع ناقص , أول رمضان يمر من دون ما أتحارب أنا واياك من يخبر إنه رمضان كامل ولا ناقص , عارفه أنا رايحة أعتمر عنك ~ مدت يدها ونزعت قفازها وحطت راحة يدها على قزاز السيارة , كان بارد من أثر المكيف ~ الجو بدأ يعتدل , يمكن على شوال يكون بارد زي ما تحبينه دايما , شوال اللي حيكون أول عيد من دونك يا بندري , أول عيد من بعد 21 سنة حاربتيني فيها على التسريحة كل صباح عيد ~ سحبت يدها ورجعتها في القفاز وهي ترص شفايفها عشان ماتصيح , هي عزمت تكون أقوى عشان أمها و أبوها اللي مهم قادرين يتجاوزون محنتهم وعشان الهنوف اللي صارت تنام معاها كل ليلة في نفس السرير وهي تقولها إنها معاها , بلعت ريقها مرة ومرتين وثلاث عشان تضيع الغصة اللي اجتاحتها وهي تصرخ ~ محد بيعوضني فقدها , محد ~ سحبت نفس عميق ودخلت راسها بين المقعدين وقالت : شوف لا رجعنا أبغى أتسحر في البيك ..
أشر على عيونه وقال : تامرين أمر ..
ورفع نفسه يخرج جواله من حزامه وهو يقول بتريقة : بس استني خليني أستأذن من عدنان ....
ضربته على كتفه ورجعت لمقعدها وهي تقول : يا نذل ..
قال بعد لحظة : هلااااااااااااا بو رحم , كيف حالك يالدب ؟؟
قالت العنود بتريقة : ماتمشي عليه هالحركات ..
أشر لها إنه يكلم وهو يقول : أنا رايح مكة ومعايا المدام ومدامتك ..
عقدت يدينها قدام صدرها وقالت : هاهاها إلعب علي غيرها ..
مد لها الجوال وقال : خذي بيكلمك ..
سحبت الجوال وقالت بدلع : يا هلاااااااااا ..
قهقة جاسم العالية ما منعتها من سماع صوته العميق وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شهقت لمن سمعت صوته و انشرقت من قوة شهقتها , لفت عليها أزهار برعب ولفت تدور على موية الصحة وجاسم يقول : اش فييييييييييييييك ؟؟ هذا كله عشان سمعتي صوته ..
سحب الجوال منها وقال لعدنان وهو يطالع في أزهار اللي تمد لها الموية وهي تقولها : تنفسي من خشمك , من خشمك ..
: معليش , تحسبني أمزح معاها عشان كذا كانت منطلقه ..
من وسط كحاتها مدت يدها وضربته , لف عليها قال : هااااااااا , تبغيني أكذب عليه , أنا مِحرم ..
وصله صوت عدنان وهو يقول بتريقة : وإنت ماتكون صادق إلا وإنت محرم سيد جاسم , ياخي كل شي منك يتعكنن لأنك مو سافطه , البنت بغت تموت من مزحتك ...
رفع حواجبه وقال : عجييييييييييييييييييييييييب , دحين صار كل شي معكنن , ما أقول غير أ .... اللهم إني صائم , يلا مع السلامة ..
وصله عتاب عدنان وهو يقول : ياخي حرام عليك تقول مع السلامة , أتطمن عليها على الأقل , إنت مسمعني صوتها حسرة يعني , ورانا عبادة وصلاة ...
قهقه جاسم وقال : الله يـ ..... يا خي لا تخليني أسب وأنا في هالأيام الفضيلة , ما أقول إلا الله يخلف على صاحبي ..
ولف على العنود وقال : راحت الشرقه ؟؟
هزت راسها بإيوه وأشرت على حلقها وهي تهمس بصوت مبحوح من قوة الشرقه : ما أقدر اتكلم ..
كانت تقدر تحمحم وتجلي صوتها لكنها ما تخيلت إنها تكلمه قدام أخوها و أزهار فحطته عذر وهي تشوف إنها جات من ربها , رجع الجوال لورى وهو يقول : مو لازم تتكلمين هو يبغى يقولك كلام ...
مسكت الجوال بيد مرتجفه وحطتها في إذنها وهي تتذكر محادثته السابقة والوحيدة , قالت بصوت مخنوق : نعم ..
وصلها صوته الهادئ وهو يقول : كيف حالك دحين ؟؟؟
حست بالمغصة ترجع لها فبلعت ريقها والتزمت الصمت , فكمل بذات الهدوء المريح : حبيت أتطمن عليك وأقولك إني .............. أبغاك قوية , أقوى من أي وقت ..
وسكت للحظة قبل ما يكمل : لا تنسينا من دعائك , في آمان الله ..
وقبل ما تبعد الجوال سمعته يقول : إي صح ..
رجعت الجوال لإذنها فقال بحزم : امسكي جاسم زين , ترى سحر تقول لك سوابق ضياع كثيرة ..
~ سحــــــــــر والله لا أذبحك ضرب على الفضايح ~ كمل : انتبهي لنفسك , في آمان الله ..
صكت الجوال ومدته من بين الكنبتين تناوله جاسم بصمت استغربته العنود ~ غرييييييييييييييييبه ما علق , يمكن تأدب وقال أرحم أختي شويه ~ مامرت دقايق إلا وهو يتنهد ويقول : تصدقين يا أزهار , صوت عدنان حلوووووو , ولا اش رايك يا عنود ..
~ وااااااااااااااااا , بدأ , بدأ ~ غاصت العنود في المقعد بصمت وهي تحس بالعرق يتجمع بين أصابيع يدينها رغم القفاز , كانت مقهورة من أزهار اللي بالقوة ماسكه ضحكها وهو يكمل : لااااااااااااااا مو بس الصوت , حتى الشكل ماشاء الله ..
وطالع في المراية اللي ورى وقال : انتي شفتيه في النظرة الشرعية مو حلو ؟؟
دقته أزهار وقالت : خلااااااااااص , ذبحت البنت دحين تقول ليتني ما جيت معاهم , بتطلع العمرة من خشمها ..
سأل بشكل مباشر كإنه اتهام : تكلمينه يا بنت ..
ردت بسرعة : لاءا ..
ضحك من قلبه وقال : حلللللللللوة لاءا , أقول تراني أمزح معاك , زوجك بتكلمينه كلميه ..
قالت أزهار بتريقه : اللي يسمعك يقول إن عدم موافقتك هي اللي كانت مانعه المكالمات
, هي ودددددددددها بس هو ثقيل ما اتصل عليـ ..
نطت العنود وضربتها بطرف يدها على كتفها تسكتها , ضحك جاسم من قلبه على أزهار اللي بدأت تشتكي إن النونو تأزم نفسيا و العنود اللي قالت بطفش : تراك ذليتينا بالنونو لاتخليني أبطل وما أدعي له ..
قال جاسم : بسك إنتي وإياها , عنود إنوي , لبيك عمرة ...
همست العنود بابتسامة : لبيك عمرة عن البندري ..


**************************




في الدمام _الشرقية :
في شقة العزابية :

طالع في جواله بابتسامه وهو مقهور على إيش يبتسم وهو ما أخذ منها حرف , لكن مجرد تذكره لترحيبها و شرقتها يدفعه للابتسام ..
: لاااااااااااااا إله إلا الله , عدنان يبتسم للجوال , يا خي لا تكلم البنات على الأقل في رمضان , خله ليلة العيد ..
لف عدنان على رفيقينه اللي قعدوا معاه من بعد ماراح جاسم وقال بطفش وضيق من حالهم : أموت وأعرف ماعندكم إلا أنا تراقبوني , قوموا نظفوا غرفكم اللي يرحم الأم المسكينة اللي جابتكم ونظفوا الفوضى اللي سويتوها ..
وأشر على الصالة اللي كعادتها تبدو كأن إعصار هادر مر بها , قال هاني بلا اهتمام : لا إحنا بنخليها كمان كم يوم إلين تطفش وتبدأ تنظفها ..
رماه بنظرة نارية وقال بصوت قوي : لا تخليني أحطك في راسي , قوم بسرعة ونظف الصالة , غرفتك مالي دخل فيها , ويلا تجهزوا للصلاة ..
وتحرك لغرفته عشان يستعد لصلاة العشاء والتراويح ..
قال هاني وهو يدقه : قلتلك لا عاد تطري المغازل عنده تراه بيذبحك , إنت تعرف كيف هو شديد في هالموضوع ..
ابتسم أيمن وقال : تصدق قابلت بنية حلووووة طلعت أخت ليلى رفيقة جاسم ..
الاسم وقع في إذن عدنان وهو رايح لغرفته , التفت لهم وقال بصدمة : ليلـــى ..
قال هاني من بين أسنانه : جاك الموت ياتارك الصلاة .
رجع عدنان لهم وهو يقول بتساؤل يحمل الغضب بين طياته : ليلى ليلى ما غيرها ؟؟ إنت لساعك تكلمها وترد عليها ؟؟ أنا ما حذرتك منها ..
قال أيمن باعتراض : ياخي اش فيك إنت على هالبنية الضعيفة و ..
قاطعه عدنان : ياخي ما أواطنها , كيفي , قلت لك مليون مرة إبعد عنها وإني ما أبغى أسمع سيرتها ..
زفر وقال يفهمه : ياخي يوم نطري البنات ما تعصب بهالشكل اش معنى ليلى ؟؟..
صرخ بعصبية : ليلى بالذات ما أبغى أسمع سيرتها على لسانك ..
ولمن شاف إنهم مهم فاهمين سبب عصبيته سحب نفس عشان يهدي نفسه بعدها قال : ما أبغى أسمع سيرتها لأنك ما تعرف إن البنت الضعيفة اللي تقول عليها متزوجة وعندها ولدين ..
انصعقوا من اللي قاله , وقال هاني : مستحيييييييييييييييل , شكلها بنية ..
قال عدنان وهو مقهور إنه ما قدر يحافظ على هالسر اللي احتفظ فيه لنفسه من خبرته به أريام : شكلها ولا مو شكلها , إبعدوا عنها وبس , ترانا ماحسبنا نفتك من ملاحقتها ..
قال أيمن بهمس : بس أنا لمن قابلت أختها أعطيتها رقم جاسم ..
هتف بصدمة هو وهاني : إييييييييييييييييييييش ؟؟
وقبض عدنان يدينه بقوة لمن صرخ هاني بعصبية : ياخي من متى وهي تلاحقنا عشان جوال جاسم وإحنا متفقين ما نعطيها إياه , الرجال تزوج وراح في حال سبيله اش يبغى بها دحين , بعدين هو ناقص , توه اللي فاق من موت أخته ...
قال يفهمهم : أختها قالت إن ليلى من حزنها بلعت أدوية منومة وحاولت تنتحر وبالقوة لحقوا عليها وإنها في حالة صعبة وتبغى تكلم جاسم ضروري وكلمة منها وكلمة مني و أعطيتها الرقم ..
قال هاني بضيق : ياخي ليه ماشاورتنا , اتصل على واحد فينا واسأل ..
زفر عدنان وقال بهدوء : خلاص الشي صار وانتهى , اش بيفيد العتاب ..
وفكر يدق على جاسم يخبر لكنه تراجع وهو يقول : إن شاء الله هو بيتصرف ..
ولمن حس بعدم راحة اتصل على جاسم , ثواني ورد عليه وهو يقول بمرح بعد السلام : تراك اشغلتنا ...
قال بعد مارد السلام : ترى هاني أعطاها رقمك ..
وصله صوت جاسم الهادئ وهو يقول : مشكووووووور على الإهتمام , خلاص خلصت هالموضوع ..
هتف بفرح : والله ..
وصله صوته الواثق وهو يقول : الحمد لله ..
قال : الحمد لله , ريحتني , هيا مع السلامة ..
ولف على هاني وأيمن وبدأ يلقي محاضرته الدائمة عن الأعراض و اللي متأكد مليون إنهم حفظوها من كثر ما يرددها على مسامعهم ..



*************************


جدة بعد التراويح :

زفرت حمده وقالت وهي تدفه : وخر عنيييييييييييي , تراك ذبحتني ..
مسك حسان المنسدح على سريرها صدره وغمض عيونه وهو يتأوه , شهقت حمده و حطت يدها على جبينه تزحفه عشان تشوف وجهه وهو تقول : ولد , تعورت , صار لك شي ..
فتح عيونه وابتسم لها , ضربته على كتفه وهي تقول : قوم , قوم يعللللللللك العافية قوم ..
قام عن سريرها اللي يحب ينسدح عليه بعد كل فرض وقال بضحكه : جده هذي عاشر مرة أسويها فيك وكللللل مرة تصدقين ..
زفرت وقالت : من خوفي عليك , لكن إن شااااء الله يجي اليوم اللي تتزوج فيه وأفتك منك وتخلي لعبك الزايد لحرمتك ..
حط يده موضع قلبه وقال : آآآآآآآمين ..
ضحكت نورة اللي توها داخله في اللحظة اللي لف فيها على جدته وهو يسلم على راس جدته اللي تدفه وهي تقول : خلااااااص ياللصقة , خلاااااص , إطلع من غرفتي لا أشوفك , يلا إطلع ..
رفع حواجبه وقال : أفاااااااااااااا يا أم عبد الكريم تطردين حبيبك ولد بنتك الغاليه ..
قالت بعصبية : وأطرد عشرة زيك , قوم عني حشرتني وجبت لي الصداع ..
مثل إنه يبلع حاجة وقال بابتسامة : كل شي حلو منك يا جميل ..
قالت نورة : روح صحي أخواتك عشان يصلون العشاء والتراويح وفك جدتك من لصقتك شويه تراك رفعت لها الضغط ..
قام وهمس ببراءة وهو يمسك يد جدته : أنا رفعت لك الضغط يا شيخة الحريم ..
ضحكت حمده وهشته بيدها عشان يروح عنها , ابتسم وتحرك عشان يصحي أخواته ..



************************



الرياض :
فيلا عبد الكريم :

زفرت وهي تشوفها متنصبة قدام التفزيون تتابع المسلسل الرمضاني , قالت بغيض : انتي ما تتوبين , من أذن المغرب و انتي طاش ما طاش واللي بعده وتقلبين في القنوات , مسلسل على الإم بي سي و مسابقات في القناة الفلانية , حرام عليك اللي تسوينه ترانا في شهر فضييييييييييييل , الصحابة كانوا يتركون قراءة كتب العلم عشان يتفرغون للقرآن وانتي قاعدة على الخرابيط و ..
سدت أذانيها وقالت : كلها موسيقى , رخيييييييييييي الصوت ..
زفرت سلافة وصكت التلفزيون وقالت : أتفرج في غرفتي أحسن ..
طالعت فيها سحر بصدمة وقالت باستنكار : كلامي ما حرك فيك شعره , أقولك البنت ماتت وهي تتمكيج لفرحها فجأة يعني ممكن يجيك ملك الموت وياخذ روحك وانتي قدام التلفزيون ..
ولمن انقفل باب غرفتها نزلت للمطبخ وهي تتمتم بغيض , جاها سامر وقبل ما يفتح فمه قالت بعصبية : عارفه جيعاااااااااااان , حفظنا الموال ..
وراحت للمطبخ وخطواتها تضرب الأرض بقوة , هز أكتافه وقال : جيبيه للمجلس أوكييييييييييييييي ..
جاوبه الصمت فعرف إنها أكيد مقهورة من شي , راح بسرعة للمجلس وفرك يدينه وهو يطالع في ماهر المبتسم عند الباب قبل ما يأشر له بإبهامينه إنه كل شي تمام , دخل ماهر للمجلس وقال : يا حيا الله صقرنا ..
ابتسم صقر وقال : الله يحيك , ترا هاتها من الآخر وقول اش عندك و لك ساعة تهلي فيني , مو من عادتك إنت والـ ...
طالع في سامر المبتسم وكمل : تيت اللي واقف ..
قال سامر بضحكه : تكفى لا تعلم طلابي هالإختصار الرهيب لكلمة teacher لأني بأروح فيها من كثر تقطيعهم لله هم حشاشاين درجة أولى ..
كان صقر يسأله عن المدرسة وهو يجاوب بأجوبه ركيكه من كثر ما عقله مشغول بدخلة سحر , قال صقر : ياخي منت معاي , جسمك هنا وعقلك في مكان ثاني , يعني لو ماهر قلت عند أريج , إنت عقلك عند مين ؟؟
خاف إنها تسمع صوته فتشرد , عشان كذا قال : والعقل ما يروح وينشغل إلا بحرمه , أنا أفكر في المنتدى وفي الحصص وفي حياتي وفي مستقبلي وفي اللي بأسويه بكره واللي بعده ..
ضحك ماهر وقال : هي قمت تحشش زي طلابك ..
لو كان سمع هالكلمة قبل شهر كان حطمته وجرحت قلبه حتى لو كانت من توأمه لكنه تغير وهو سعيد بهالتغير , لف عليه وقال من بين أسنانه : أخاف تسمع صوته النشاز وتشرد ..
أول ما سمع ماهر صوت خطواتها العالية وهي تسحب صندلها قال بسرعة : جات , جات , حط نفسك مشغول ..
استغرب صقر من حركته خاصة لمن ناوله سامر الجريدة وهو يقول : إقرأ هالخبر ..
مسك الجريده وطالع فيها بحيرة قبل ما يرفعها عنه لحظة دخول سحر وهي تقول بعصبية : تقولون بارد أذبحكم ووالله لو تموتون ما أحميه عشان المرة الجاية تتعلمون تجون في الوقت اللي تحددونه ..
وحطت الصينية وسطهم وهي تكمل بتريقة : سحر الساعة 10 والأكل محمى بنمووووووووووووت جوع , طالعوا الساعة كـ....
لمن رفعت راسها وهي تأشر على ساعتها انتبهت إنه أخوانها الإثنين صاروا أكثر , في ثوب ثالث في المكان , لفت بكل قوتها على الثوب الثالث وجات عينها في عينه وهو يطالع فيها بصدمة والجريدة في يده , عرفها من دخلت بسبب طولها ~ الله يخس عدوكم يالشياطين , كان قلتكم على الأقل ~ , ~ يامااااااااااااااااااااااااامااااااااااااااا , رجااااااااااااااااااااال , ياويلي منهم ~ فزت من مكانها وهي مستغربة إنهم ماغطوها ولا وقفوها ولا .... , مسكها ماهر وهو يقول : وين رايحة ؟؟ ماعليك هذا خالك العتيد صقور ..
التفتت برعب له وطالعت فيه بعيون متسعة ~ هذا صقــــــــر !!!!!! ~ فتح صقر فمه بالقوة وقال : هلا سحر , اش أخبارك ؟؟
ثواني وماشاف إلا غبارها , فرطوا الإثنين ضحك وقال ماهر : شفت سرعتها ..
قال سامر : وقسما بالله غلبت على النعامة اللي مع الذيب ..
مسك صقر الجريدة ونط عليهم و ضربهم بها بكل قوته , ضربة لسامر وضربه لماهر وهو يقول : يالمتخلفين , طيب أعطوني خبر , نبهوني , نبهوا الضعيفة , انقطع خلفها من الفجعة ..
وصلتهم حمحمه عند الباب التفتوا وانصدموا لمن شافوا سحر واقفه تطالع فيهم ببرود , تقدمت منهم وشالت الصينية وقالت : موتوا جوع عشان تعرفون إنتم تتعاملون مع مين ..
وقبل ما تتحرك خارجه قالت : وصح ..
رمتهم بنظرات جليدية وهي تقول : بلا بزرنه استحوا على وجيهكم طاقين الـ 27 وهذي تصرفاتكم ..
وخرجت , لحظة صمت سادت المكان وصقر ساد ركبته على بطن ماهر وماسك سامر من ياقة ثوبه , طالع فيهم وهمس : يمه تخوف ..
انفجروا بالضحك وماهر يقول : لسه ماشفت شي منها , تمشيك على الصراط المستقيم ..
قال سامر بحب عميق وهو يطالع للباب اللي خرجت منه وهي رافعة خشمها بكبرياء كإنها تأكد لهم إنه حركتهم ماهزت شي فيها : بس حنونه , عصبية , قيادية , حنونه ..
ولمن انتبه للصمت طالع وراه وقال بتساؤل : خير , اش فيكم تطالعون فيني كذا ؟.
قال صقر بهدوء : عيدها عيدها , تكفى عيدها ..
وقال ماهر بشكل حالم : بس حنونه , عصبية , ... إيش الوصف الثاني ..
قال صقر وهو مقطب حواجبه بقوة ويقبض يده : قيادية ..
: آآآآآه صح قيادية ..
ورجع يقلده وهو يقول : بس حنونه , عصبية قيادية , حنونه ..
قال الكلمة الأخيرة بتأكيد وهو يطالع في صقر بشموخ , صفق له صقر بحماس وهو يحني راسه شاكر له قبل ما يرفعه وهو يقول بعصبية وهو يأشر بيده : أموت وأعرف من أي معجم جاب هالمصطلح الغريب أدفع نصصصصصصصصصصص عمري إذا مو كله وأعرف من ..
قام سامر وضربه على راسه وهو يقاطعه بعصبية : ما عندكم سالفة , أروح أرتاح شويه وأطقطق في المنتدى وبعدها أحضر دروسي أصرف لي من القعده معاكم ..
وخرج وهو يسمع ضحكهم وراه , وتوجه للمطبخ اللي أكيد سحر موجوده فيه ..
سحر اللي انصدمت بالموقف وكرهت في لحظة أخوانها اللي سووا فيها هذا المقلب لكنها لمن تمالكت نفسها خارج المجلس وحست بالرهبة اللي كانت تفكر فيها كل ليلة وكيف حيكون شعورها لمن تقابله و خوفها من هاللقاء تزول شكرتهم بداخلها , أخيرا حتنام براحة بعد ليالي طوال من التفكير , سبحان الله , توقعت إنها حتموت خجل ومستحييييييييييل تدخل عليه لو بعد سنين لكن شي دفعها إنها تدخل مرة ثانية لهم , يمكن عشان توريهم قوتها وإنها ماتهزها الريح , ضحكت على نفسها وعلى حركتها خاصة لمن تذكرت عيونهم الستة وهي تراقبها بصدمة وذهول ..
ابتسم سامر لمن شافها تضحك وقال : بس خرعتي خالك ..
لفت عليه وانفرطت بالضحك وهي تقول : خليه عشان يعرف من بدايتها من هي سحر ..
ضحك من ضحكها وقال : يلا واحد واتخلصتي منه بقي البقية ..
قالت بحرج : الأربعاء الجاي بأروح أفطر عند عمتي نجلاء وهناك بأقابل ماجد زوج وفاء وعيالها ..
ابتسم وقال وهو يضرب كتفها بطريقة خشنة : قدها وقدود ..
مسكت كتفها ومالت وهي تقول : عورتنييييييييييييييييييي ..
حك شعره وهو يقول : طيب انت أحيانا تحسسيني إنك واحد من الشباب عشان كذا ..
فرصعت عيونها وقالت بعصبية : اش قصددددددددددك ؟؟
قال بتوتر : قصدت إنك قوية و ...
لمن شافها تشمر عن أكمامها قال بهدوء وهو يأشر لراسه : مع السلامة ..
وخرج من المطبخ , كانت عارفه إنه جاي يتطمن عليها , تعرف يشيل همها كثير ..

قالت للعنود وهي تفك غطاها وتناوله لها : خذي ما يجوز النقاب أثناء الطواف وقت العمرة ..
تناولت منها العنود الغطى وهي تقول : لكن فوقه غطى ..
قالت أزهار : حتى ولو , وكمان ما تجوز القفازات ..
وسحبتها منها وكملت : حطيها في شنطتك لا خلصتي البسيها ..
شكرتها العنود وراحت لجاسم اللي لوح لأزهار مودع وهو قابض على يد العنود , جلست بحسرة , كله من دكتورتها , منعتها من العمرة بسبب حملها , جلست في مكانها وسط قسم النساء وقرأت القرآن عشان تبغى تختمه اليوم كأول ختمة ..
زفرت لمن تذكرت ختم القرآن وفتحت شنطتها وخرجت من جيب محفظتها ورقتين مطبقة بعناية ..
أول ما شافت خطها دمعت عيونها وهي تترحم عليها , كانت الورقة كلها أسهم وأرقام وحسابات هذا كله لأنها نوت تختم القرآن ثلاث مرات زي أزهار هالسنة , كانت متحمسة جدا وهي تقولها إنها تقدر تختمه ثلاث مرات , لكن أزهار أصرت عليها إنها تختمه مرتين عشان تدبره خاصة وهي بتكون أول مرة تختم فيها القرآن مرتين وهي اللي في حياتها كلها ما ختمته مرة , شافتها كاتبة (( جزئين في اليوم = 40 صفحة قسمة 5 فروض يعنــــــي 8 صفحات بعد كل فرض )) ..
ابتسمت لمن تذكرت شهقتها وهي تقول بصدمة : ثمانية صفحاااااااااااااااات مو أربعة بعد كل فرض أحسن عشان أختمه مره ..
وتراجعت بسرعة وهي تقول : اش عندي ثمانية يعني ثمانية ..
غمضت عيونها ومسحت دموعها وهي تهمس بوجع : ليش أصريتي تاخذيني يا بندري ليه ؟؟ والله كنت حاسه إنه عندك كلام كثير تبغين تقولينه لكن .... الحمد لله , صار اللي صار وما كان في وقت تقولين لي ..
شالت ورقة الحسابات المشخمطة والمرسمة عليها رسومات تدل على طفولية صاحبتها وطالعت في الورقة الثانية المعنونة بـالبسملة ولقب (( صغيرتي الحالمه .... بندوري ))
استغربت لمن لقيتها في شنطة البندري وهم راجعين من المشغل للمستشفى , هالورقة هي رسالة أزهار للبندري بعد ما استعادت ذاكرتها ..
(( بسم الله الرحمن الرحيم

صغيرتي الحالمة ............ بندوري

اسير الصمت
09-09-2012, 05:05 PM
أعلم أني كنت ضيفة ثقيلة عليك ..
أعلم أنني احتللت جزءا من حياتك ليس لي الحق فيه ..
ولكن هذا قضاء ربنا ..
صغيرتي لكم أحبك ..
رغم كل ما فيك أحبك ..
رغم كلماتك الباردة , نظراتك المستهزئة ورغم صدودك أحبك ..
أتعلمين لماذا ؟؟
لأنني رغم قسوتك السابقة معي كنت أرى جانبا خفيا منك ..
أراك تقفين بعيدا عنا , ترمقيننا وأنت ترغبين بمشاركتنا ولكنك تتراجعين ..
وحقيقة لا أعلم حتى الآن سبب ابتعادك عنا ..
سأشتاقك صغيرتي ..
سأشتاق الأيام الأخيرة التي بدأت فيها التقرب مني ومحاولة التعرف علي ..
سأشتاقك ولكني لن أكون بعيدة ..
لاتظني لوهلة أن بعدي عن المنزل الذي أعتبره منزلي حتى الآن يعني ابتعادي عنك أو عن العائلة ..
ولا تحاولي التقليل من شأن نفسك لأن أكرمنا عند الله أتقانا يا بندور ..
لا تقولي فات الأوان فأبواب التوبة لن تغلق حتى الممات ..
لا تدعيني أتألم لأنك عدت لأمور سابقة بعد رحيلي ..
لست أنا الرقيب عليك , الله هو الرقيب ..
كوني أنقى , كوني أصفى , خالطي أخواتك واشكي لهم بعض همومك ..
لا تبتعدي عنهم لتلجئي لغريب لا تهمه مصلحتك ..
وحتى ألقاك ......................................... كوني بخير ..
أحبـــــــــــــك يا صغيرتي ))
قلبت الورقة وشافت الكتابات المسطرة بقلم أزرق وبخط منمق صغير عشان تكفي الورقة ..
(( لم أكن أعلم يوما أن غرق سفينة سيخرجني من لجة الظلام التي كنت أتخبط فيها ..
كرهتك منذ أول مرة عرفت فيها أنك ستحلين ضيفة ثقيلة علينا وفوق هذا يجيب علينا أن نداريك , نحبك ونعاملك كأخت لنا ..
عنود مغامرة لذا عاشت الحدث بسرعة واندمجت فيه ..
هنوف مسالمة (( معاكم معاكم )) لذا تقبلت الوضع ..
لكن أنا .... المنحطة السافلة الـ ##### على قول عبد الرزاق لم أستطع لأنك كنت تمثلين كل يوم أمامي الجانب المعاكس لي ..
كنت أراك مدعية البراءة والصلاح التي حضرت بعينين غريبتين لتسرق بيتي ومكانتي وفوق هذا ........... لتشعرني بحقارتي ...
لم أكن أصلي يا أزهار ....... والله منذ بلغت لم أركع ركعة لله , لم أصم , لم أتصدق ..
وكنت أراك تصلين قبل فراغ المسجد من الصلاة أو بعده بعدة دقائق ..
متلهفة غير متثاقلة ..
وكنت حينها أكرهك أكثر فأكثر ..
رفضت الخروج من أجل عباءة وصممت على رأيك وخرجت بالعباءة التي تريدين ..
كرهتك أكثر ......... أنت نقيضي بلا منازع ..
وأصوات أخرى كانت تزيدني كرها لك , شخص ما خبيث مثلي وكره طهرك ..
لم أصلي إلا بعد أن وقعت علي وأمسكتني بجرمي ..
ياااااااااااه يا أزهاري العطرة لكم أنا شاكرة لك أن أخرجتني من غفلتي ..
ولكن عندما بدأت أصلي , تفاجأت بعدها بحملي و بإسلابي ..
علمت حينها أن الله يخبرني أني سأعاقب على جرمي وأنه لن يغفر لي ..
لاتخافي هذا مارددته حينها قبل أن أراك أمامي كما وعدتني ..
قلت أنك ستكونين بجواري وفعلت ..
أزهار أنا سعيدة الآن ..
البندري التي تلقت رسالتك ليست هي نفسها من تكتب هذه الكلمات ..
البندري الآن تصلي وتبكي رجاء الغفران ..
البندري الآن تبتسم وتبر والديها لتكسب نفسها بعض الحسنات ..
البندري الآن ليست حزينة كئيبة لأنها فوضت أمرها كله لله ..
سأتزوج منه رغم كرهي له وسأعيش معه رغما عن أنفي..
سأعيش بوجع ولكن بقلب راض أني لن آخذ من الدنيا إلا ما قسمه الله ..
البندري الآن تقول لك شكرا و كتب الله لك أجر ما صنعته معي ..
و ................................. أحبك زهرتي , تمنيت قولها كثيرا من قبل ..
وأحب لقبي الذي أطلقته علي ...... صغيرتك ......... البندري ))
ضمت أزهار الورقة وهي تصيح كإنها تقرؤها لأول مرة وهي قرأتها من قبل مئات المرات وهمست : خلاص يا بندري ارتاحي , ماعشتي معاه , ربي رحمك وأخذك منه , والله رحمك منه ...
وتذكرت جاسم وهو يبكي عندها بحرقة بعد ما سافر عبدالرحمن في نفس الليلة لأمريكا بلا أدنى اهتمام بعزا عروسته اللي مافكر حتى يدخل عليها ويشوفها قبل ما تتكفن , كان يبكي بكاء مقهور وهو يدعي عليه من قلبه ,أكثر ماكان قاهره إنه كان مصر إن البندري تاخذه , صاحت وصاحت وصاحت لدرجة جاتها وحده من الحريم تسألها عن الموضوع وتصبرها وهي مهي عارفه شي , تمنت أزهار من أعماق قلبها لو تعرف السبب اللي خلى البندري تصر إنها تروح معاها ومحد يرافقهم ~ في شي , والله في شي كانت بتقوله , شي غريب , بس كيييييييييييف أعرفه ~ ...


****************************


في الرياض :
في شقة نجلاء :

غمضت عيونها ومسحت دموعها الغزيرة و رفعت يدها القابضة على السكين ..
: هذا كله من البصل ..
فتحت عين وحده وهي تمسح بقفا يدها عينها الثانية وهي تقول : قلتلك يا مجرمة ما أحب تقطيع البصل ما سمعتي , عيوني حساسة و ...
طنشتها وسام اللي راحت وفتحت الثلاجة وخرجت منها صحن جلي أحمر , جلست على طرف الطاولة بعد ما سحبت ملعقة من المجلى وبدأت تاكل بتلذذ , قالت هيام وهي تكمل تقطيع البصل : لازم نجيب شغاله و ..
قاطعتها وسام بحزم : شغالة لمين , انتي وماما ماعندكم شغل , فاضين طول النهار وكمان كبار يعني ما بتجرون وتخربون المكان وتحوسونه , نجيبها عشان كم لبس وكم صحن , أصلا كل وحده فينا قايمه بشغلها , هو الطبخ بس اللي نتناوب عليه والأهم من هذا كله نجيبها بفلوس مين , عندك 5000 التقديم , يلا هاتيها ..
سكتت هيام ولفت بوزها بدلع , قالت وسام بهدوء : كلها كم يوم وتجي الإجازة وأروح معاك السوق عشان نقضي للعيد و أتفضى لدلعك هيومه ..
لفت عليها هيام وقالت بفرح : والله , من تأجزين تتفضين لكلللللللللل اللي أبغاه ..
هزت راسها بإيوه وهي تقول : قولي إن شاء الله ..
رجعت تقطع البصل بحماس , كانت عارفه إنها طفشانه ومحبوسة بين أربع جدارن مالها إلا التلفون , من بعد ما تخرجت من الثانوي جلست في البيت يعني لها فوق الخمس سنين وهي في البيت ..
طالعت في الدفتر اللي شايلته معاها , كانت كاتبة معلومات عن طالبة تصرفاتها غريبة مريبة , لازم تناقش معلماتها وتسألهم عنها وبعدين تطلب رأي المديرة , كانت تعععععشق وظيفتها كمشرفة اجتماعية , ولطالما سألها الكثير ليش اختارت هذه الوظيفة بالذات لكنها تلتزم الصمت , صمت مؤلم يذكرها بمشرفتها أيام المتوسط , اليوم اللي استجمعت فيه كل شجاعة طفلة الـ12 عام اللي بداخلها عشان تشكي همها للمشرفة اللي توسمت على وجهها الخير وأملت إنها تلقى صدر حاني يشاركها همها ومصيبتها اللي سكتت عنها في صغرها طويلا تبخر لمن قابلتها المرشدة الطلابية بفتور , ولأنها تلعثمت وقالت عدة كلمات غير مترابطة طردتها وهي تتهمها إنها جات عشان تتهرب من حصصها في ذات اللحظة اللي استقبلت فيها طالبة بارعة الجمال من الصف الثالث بابتسامة ملتوية ودخلتها قبل ما تصك الباب ..... بالمفتاح ..
ضحكت على قدرها اللي يسوقها دوما لأكثر الناس انحطاطا لكنها اتخذته معول تشق به طريقها , أقسمت بالله على نفسها إنها تصير مشرفة حقيقة تستمع للأصوات الملجمة بصدر رحب , أقسمت إنها ما تخلي عمها و المشرفة اللي أخرستها بتصرفها إلى أن بلغت الـ 33 من عمرها يقفون في طريقها أو يثنونها عن اللي عزمته , وهاهي الآن بعون الله مشرفة والكل يشهد لها إنها مخلصة حد الجنون في عملها ..
شبه لمسة على كتفها خرجتها من ذكرياتها وهي تشهق وتفز من مكانها , لفت على هيام وصرخت بعصبية : قلتلك لا تلمسيني كذا ..
قالت هيام باستغراب : حطيت يدي على كتفك , اش صار ؟؟ هو كمان من الممنوعات زي ظهرك ..
تمالكت أعصابها ورجعت نبضات قلبها اللي تخافقت بجنون لوضعها الطبيعي وهي تقول بهدوء : تعرفيني ما أحب أحد يلمسني وأنا مسرحة ..
ضحكت وقالت ببراءة : لمن أصحيك من النوم تقومين وانتي تشهقين , لمن تخرجين من الحمام وتلقيني قدامك تشهقين , لمن ألمس ظهرك تشهقين , لمن أقرب منك وانتي سرحانه تشهقين , أمووووووووووووت وأعرف متى أقدر أمسكك بدون ماتشهقين ..
ضحكت وسام وقالت : لمن تحج البقرة على قرونها ..
دخلت نجلاء وحطت يدهاعلى ظهر وسام وهي تقول : صليتوا الـ ..
تصلب ظهر وسام اللي بعدت بسرعة وهي تقوسه للأمام وهي تقول بقشعريرة : ياناااااااااااس اش فيكم علي اليوم ؟؟ إنتم مستقصديني ولا إيييييييييييييييييه ....
ضحكوا على طباعها اللي يشوفونها غريبة وبادلتهم هي ابتسامة لطيفة ...



******************************


تم بحمد الله الجزء الثالث والأخير من الفصل السابع عشر ..

تتابعون في الفصل القادم : وريقات برائحة الـ أ ل م ..

........... قالت بصوت حاد باكي : هاتوا عربيـــــــة , جيبوا لي عربيــــــــــة والله ما أقدر أمشي .........

............. (( أنا عارف إنه عمك اغتصبك )) طالعت في شاشة الجوال برعب ........

............. حست بخفقات قلبها تهدر وهي تطالع في الأوراق برعب .......


.
.
.
.
.
.

أتمنى لكم قراءة ممتعة

اسير الصمت
09-09-2012, 05:06 PM
لفصل الثامن عشر : وريقات برائحة الـ أ ل م ....


أمعن يا مجرم في طغيانك أمعن ..
وبخطاك المتسارعة للآثام أقبل ..
اهتك عرضا ..
اسرق أرضا ..
املأ قلبك حقدا إملأ ..
اصنع سحرا ..
عش دنيا فانية أملا ..
فهناك رب يــمــهل ولا يـــهـــمل ..

واصبر يا مؤمن في دنياك اصبر ..
وبكل أمل الدنيا أقبل ..
ابك خوفا ..
انشر خيرا ..
اشكُ لربك ذنبك اشكُ ..
ارسم حبا ..
عش دنيا فانية أملا ..
فهناك رب يــــجــزي و يـــجـــزل ..

تعاش أملا كلا الدُنيتين ..
ولكن .......... شتان بين أملين ..
زائف الأمل وأمل باق ..
عش يا إنسان ..
أحد الأملين اختار ..
أحدهما بالتأكيد للجنان ..
وآخر .... بيد رب السماء ..

**********************

اسير الصمت
09-09-2012, 05:08 PM
في الرياض :
قبل صلاة الفجر بساعة :

غطت القدر وطفت النار وراحت للحمام , توضت وخرجت عشان تصلي الركعات الباقية لها والشفع والوتر قبل ما تصحي نجلاء وهيام , طالعت بتوجس في جوالها وهي تربط شرشفها , راحت له وحولته صامت وحطته على الطاولة ورجعت لسجادتها و كبرت ما خلصت ورقتين من القرآن في ركعتها الأولى إلا وتعالى صوت اهتزاز الجوال على الطاولة , علت صوتها بالقرآن شويه عشان تغطي صوت الإهتزاز اللي حسته يرجف قلبها , ولمن هدأ هدأت نفسها , عرفت إنها ترتجف لمن قلبت صفحة المصحف وشافتها تهتز , أغلقته وكبرت وركعت وهي تحطه على الحامل الخشبي اللي جنبها , رجع اهتزاز الجوال ورجع معاه اهتزاز قلبها , كانت تسبح وهي تصرخ بداخلها ~ ركزي في صلاتك , اخشعي , ركزي في صلاتك ~ ولمن رفعت وهي تقول : سمع الله لمن حمده ربـ ..
وقفت الحروف فجأة ورجع عقلها يردد سمع الله لمن حمده , سمع الله , تذكرت لحظتها إنها بين يديه تعالى , وفي ليلة فضيلة , أول ليالي المغفرة في رمضان , سجدت وهي تتذكر إنه أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد , سبحت وحمدت الله بما جادت به نفسها وهمست بوجع ودموعها تغرق وجهها : اللهم اكفنيه بما شئت , اللهم اكفنيه بما شئت , اللهم اكفنيه بما شئت ...
دعت دعت ورفعت وأتمت صلاتها وسحبت الجوال , لقيت مكالمة ورساله , مسحتها بسرعه بدون ما تفكر تقرأها , و راحت للأوضاع وحولته بدون اهتزاز ورجعته وكملت صلاتها , ومن فرغت منها كانت تحس براحه كبيرة , زفرت وهي تتمنى لو كل أيامها رمضان , روحانية كبيرة في هالشهر , حتى الناس يتغيرون , تساءلت بداخلها ~ ليش الناس ما تخلي حياتها كلها رمضان بينها وبين نفسها , ليش ؟؟ ~ تحركت وغرفت الأكل وراحت لغرفة النوم , ابتسمت لمن شافت هيام نايمه بالعرض وراسها متدلي من السرير , راحت وهزتها تصحيها وهي تقول : هيوم , يا أم كراتيه إنتي , قوميييييييي , هيومه , بنت ..
تحركت هيام وهي تقول بتعب : ما أبغى أقووووو ..
وقطعت كلامها وهي تمسك رقبتها وهي تتأوه , ضحكت وسام وقالت : أموت وأعرف إنت ليش تحبين تتقلبين زي المصارعين كذا ..
ضمت هيام المخده وهي تحط راسها عليه وهي تتوجع من رقبتها وتقول : مالك دخل , موتي وتعرفين , بعدين ما أبغى أتسحر ..
قالت وسام وهي تتحرك خارجة : إنت حرة أنا مالي شغل مو تقعدين تصيحين العصر وتقولين إنك عطشانه وجيعانه عشان ما تسحرتي ..
قامت لمن تذكرت جوع الأمس وقالت : خلاص قمت ..
وقامت بتثاقل وهي تقول بطفش : ليش ما نتسحر اثنين ولا ثلاثة ..
وصلها صوت وسام من البعيد يقول : تأخير السحووووور سنـــــة ...



**************************


بعد هالوقت بنصف ساعة :
في سيارة جاسم :

ضحكت أزهار وهي تشوف العنود تشرب في قارورة موية الصحة الثالثة , قال جاسم : تستاهلييييييييين قلت لك البيك يعطش الواحد ما سمعتي ..
نزلت موية الصحة وطالعت فيهم بغيض وقالت وهي تأشر على أزهار وجاسم : مابرد لا على ضحكك ولا على شماتتك لأني توني معتمرة ما بأقول غير اللهم إني صااااااااائم ..
زاد ضحك أزهار وهي تقول : أنا ما سويت شي , أنا ضحكت بس ..
حول على إذاعة القرآن وقال لمن سمع أحاديث قبل الصلاة : يلا أتمي يا بنت ..
خلصت القارورة ونطت على أزهار وهي تقول : بقي عندك مويه ..
ناولها جاسم قارورته المشروب نصها , طالعت فيها بنص عين بتردد , رحمتها أزهار وناولتها قاروتها المشروب منها وقالت : تفضلي قارورتي ..
وأخذت قارورة جاسم وشربتها , قال جاسم : يا سلااااااااااام , تشربين ورى أزهار وما تشربين ورايا ليييييييييييييه ؟؟
خلصت الموية و تحمدت ربها وقالت : نقص علي أشرب بعد رجال يععععععععععع ..
قال بغيض : اش معنى أزهار شربت ورايا ؟؟
زفرت العنود وقالت وهي تربع فوق المقعد الخلفي : عاد هذي زهره مو أنا ..
رفع حاجبه وقال بتريقه : اش قصدك ؟؟ يعني إنتي بتشربين ورى عدنان عادي بي ورايا لا ...
تفرصعت عيونها من الصدمة وانلجم لسانها من شدة الخجل و ضحكت أزهار من قلبها وقالت تفهمه : قصدها إنه أنا عادي ما أتقرف , حتى من ورى أخواني أشرب ..
ابتسم وقال بأذيه : لا مو هذا قصدها , ولا إيه عنيد ..
جاوبه الصمت , لف عليها لقيها منسدحة ضحك وقال بهمس : خمدتها ..
ضربته أزهار بخفة وقالت : ياخي ذبحتها , قطعتها من المطعم وإنت منشب الأكل في حلقها ..
قال بصوت عالي : والله اللي يشوف خبالها وتنطيطها زي المجانين وصوتها وضحكها مايقول هذي بيجي يوم وتستحي , سبحااااااااااااان اللي يغير و ما يتغير ..
تعبت أزهار من كثر ما تقرصه وتدقه عشان يسكت ويفك العنود اللي ولا تحركت من سدحتها ..


************************

يوم الثلاثاء 11 | 9 | 1427 هـ :
في فيلا حمده قبل صلاة الظهر :

قال علي وهو يحط يده على صدره : أنا أدفك يا عمه ..
هزت حمده راسها وأشرت بيدها وهي تقول : لا يعني لا , أنا لو بأروح كان رحت مع عيالي بس أنا ما أبغى أروح , صعب أعتمر في رمضان ..
قال : يا عمه إنت لا تصعبينها وهي تتسهل إن شاء الله ..
هزت راسها بلا , ابتسمت نورة وقالت : قلت لك إنها ما راح ترضى , أمي وأعرفها ..
قال بهدوء : يعني هي مهي أمي ..
كانت نبرة الضيق واضحة في صوته رغم إنه حاول يخفيها قد ما يقدر , قالت حمده بسرعة : إلا والله بحسبة أمك , لكن أنا رجيلاتي ما تشيلني يا ولدي , والله أعرف نفسي , وكل شوي أبغى حمام و شغلات يا كثرها ..
ماكانت حمده تبغى تزعله لأسباب كثيرة أولها إنه من خرج من السجن ما رضي يرجع لبيته و ياخذ حرمته وعياله اللي تعودت عليهم و صمم يعيش معاها ..
قال : طيب مين بيجي يفطر عندك ما دام نورة والبنات بيمشون ..
قالت بابتسامة : ما عليك , عندي طوير الحنا ..
: أحد طراني ..
التفت لحسان اللي دخل ووراه سفانة وقال بضحكه : إنت طوير الحنا ؟؟
ابتسم حسان وهو يقلد صوت العصفور , الكل ضحك على حركته وقام بعدها علي عشان يتروش ويتجهز للعمرة , قالت نورة : حسان لا أوصيك بجدتك , مو ترفع ضغطها , تراك صاير ...
وأشرت بيدها بحركة مبهمة وهي تكمل : هذه الأيام ..
قالت سفانة وهي تفرق شعرها بالنص وتظفره : صاير لصقة جنسون مززززعجة ..
رماها بنظرة حاده وقال : خلاص السبت إن شاء الله راجع للعمل وأفككم ساعتها من وجهي ..
ضحكت وقالت وهي تربط نهاية الظفيرة بمطاط ملون : زين , لأنك صاير حساس وما تتحمل أي كلمة ..
ابتسم لمن عرف نغزتها وتذكيرها له بهوشته معاها قبل يومين لمن قالت له بعد ما طفشها في المطبخ إنه يدور له على شغلة يسويها غير تطفيشها , ثار وقتها فيها من غير سبب , قال بصوت ممطوط مدلع : سفسفه إدعيلي ..
ضحكت على طريقته وقالت وهي تقوم بعد ما عقدت ظفيرتها الثانية : مي لايقه عليك , لا تكرهني في اسم الدلع اللي اخترعته عنيد رجاء , ومن ناحية الدعاء ...
زفرت وقالت : اللـــــــه يعينني محسوب علي أخو يعني لازم أدعيلك ..
وشردت لمن شافته متقدم لها بتهديد ..


****************************

في بيت صالح :

: لااااااااااا حول ولا قوة إلا باللــــــــه ...
سدت ريم أذانيها وقالت بهمس : يوووووو بدأناااااااا ..
وصلها صوت أبوها الحاد مرة ثانية وهو يقول بحزم : دحين بتمشي معاي ولا لا ؟؟ إحنا ماشين بعد صلاة الظهر مع عمك علي , هي كلمة وحده أبغى أسمعها إيوه و لا لا ..
بعدت يدينها وهي تطالع في أمها اللي وقفت جنب أبوها اللي ماسك جواله ووجهه المحمر يدل على عصبيته , قال صالح : أصلا أنا ما عندي عيال , ما عندي عيال , زيك زي أخوك النذل ما باعدته في شي ..
كانت أمها تهز يده وتحاول تسحب منه الجوال وهي تقول : قول اللهم إني صائم , صالح اش هالكلام ..
صك صالح الجوال وهو يقول بعصبية : تفوووووو , لا بارك الله فيهم من عيال , كللللللللل الرجال عيالهم معاهم إلا أنا ...
وضرب صدره بقوة وهو يقول جملته الأخيره , وكمل وهو يأشر على الأرض : واحد حط راسي في الترااااااااااااب وقاعد يـ#### في أمريكا والثاني ما منه رجاء ..
قالت أمها باعتراض : عبد الإله ما بيده شي , يقولك المدير ما سمح له يستأذن , يعني اش يسوي يعني ؟؟ يخرج من العمل ويطنش مديره ..
قال صالح : يخرج , يقوله أهم شي أبويه ...
قالت بهدوء : إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع يا صالح ..
دخلت غرفتها و صكت الباب عشان ما تسمع بقية نقاشهم ولفت على عهود الغارقة في النوم , هزتها وهي تقول : عهود , عهود ..
فتحت عينها بكسل , سألتها ريم : منتي رايحة معانا للعمرة ..
قالت وهي تعدل نومتها : أنا ما أعتمر لو أموت في نهار رمضان , جنان هو ..
قالت تحاول تحمسها : بيت خالي علي بيروحون معانا , وأكيد بنفطر في مطعم وإحنا راجعين ..
سحبت لحافها وقالت : فكيني من إزعاجك ..
زفرت ريم وسألت : وكيف تفطرين لوحدك ؟؟ ترى كلنا ما حنكون موجودين ..
سكتت لفترة بعدين قالت : عادي أنادي جي جي تجي تفطر عندي ..
قالت ريم بحيرة : وجيهان هذه عادي تجي في أي وقت من دون موعد مسبق يعني ..
قامت عهود وقالت بعصبية : اشلك دخل فيها ؟؟ تجي بموعد ولا بدون موعد , يعني حرام تجيني من يوم أطلبها ..
استغربت ريم ثورتها فقالت بهدوء : ما قصدت كذا , أنا كنت مستغربة بس و ..
قاطعتها : ريم ترا مافيني لك ,طيرتي النوم من عيني ..
ورجعت وتلحفت وهي تزفر بضيق ..
خرجت ريم من الغرفة وهي تحس بضيق من حال عهود اللي صايرة حادة ومنطوية على نفسها , ابتسمت لمن شافت أبوها يقول بهدوء : خلاص , خلاص , فهمت , انتبه لنفسك , إحنا رايحين بعد شويه ..
تقدمت وحطت يدها على ظهر أبوها اللي التفت لها وابتسم بهدوء , كان وجهه يظهر إنه قفز 10 سنوات للأمام , تجاعيده زادت والظلال السوداء لونت ما تحت عينيه , حست بالشفقة عليه , الأيام اللي تلت وفاة البندري كانت بمثابة أيام تعذيب له , خاصة والكل كان يتكلم في عبدالرحمن اللي سافر بدون ما يحترم مشاعر أحد , بعضهم حزنوا عليه وقالوا من صدمته باللي صار , وبعضهم قالوا إنه حقير وما اهتم بغير نفسه وإنه ما فكر يؤخر رحلته وعمله لكم يوم عشان العزا , وبعضهم قال و بعضهم قال , كثير الكلام اللي دار بين الناس واللي زاد عذاب أبوها أكثرواللي احتفظوا به سر إلى الآن هو شنط البندري اللي رجعت بعد أسبوع من وفاتها واللي شحنها عبدالرحمن لهم , أمها أخذت الشنط زي ما هي و ودتها للتبرعات بدون ما تفتح أي شنطة فيها , انقطع حبل أفكارها وذكرياتها لمن رجع أبوها الجوال لجيبه وهو يقول : خلاص قلت له لا يجي , لاحق على العمرة مع الشباب , المهم تراه بيفطر عند أختك , وإنت يلا اجهزي ..
قالت وهي تلحقه : أبويه , عهود بتعزم صحبتها ..
لف عليها وقال بحده : هذا وقته ..
ابتسمت وقالت بلطف : أنا أدري عنها ..
قالت أمها وهي خارجة من غرفتها : خلوها براحتها , البنت حابسة نفسها من فترة , إن شاء الله صحبتها تنشطها , وعبدالإله أنا أتصل عليه وأقوله يفطر عند جدته و حسان ..



****************************


في فيلا أحمد بعد صلاة الظهر :

صحيت من نومها على صوت الهنوف , حاولت تتذكر وضعها و تمغطت بتعب لمن تذكرت إنهم صلوا الفجر في واحد من المساجد اللي عند محطه في أطراف جدة و ووصلوها هنا وراحوا , طالعت في ساعتها بنص عين و لمن سمعت الهنوف تقول بهمس عشان ما تصحيها من نومها : لا , ما قابلتها وصلت بعد ما نمت , إنتم رايحين دحين ..
رفعت راسها بسرعة وقالت : هذي مييييييين ؟؟
شهقت الهنوف و قالت وهي تبعد الجوال : بسم الله , اش صحاك ؟؟
قالت وهي تسحب منها الجوال : هذي مين ؟؟
ولمن سمعت صوت سفانة تنادي الهنوف قالت : سفانة فين رايحين ؟؟
وصلها صوت سفانة وهي تقول : بسم الله , توني كنت أكلم هنوف ..
: رايحين للعمرة ؟؟
: آآآآهااااااا , بابا قال بيودينا و معانا بيت عمي صالح ..
قالت العنود بسرعة وهي تعدل وقفتها : أتروش و أمشي معاكم ..
: إييييييييييييش ؟؟
: إيييييييييييش ؟؟
طنشت الثنتين وناولت الجوال للهنوف وراحت للحمام بسرعة , حطت الهنوف جوالها على إذنها وقالت : من جدها هذه ..
ضحكت سفانة وقالت : إذا وافق خالي أحمدمحدله دخل , هي حرة لو تعتمر 4 مرات ..
توادعوا وراحت الهنوف للحمام ودقت الباب وهي تقول : عنود , من جد بتروحين ؟؟
: إمممممممممممممممم ..
ابتسمت ومشيت , أول ما خرجت من غرفتها وشافت باب الغرفة المقابل لها من البعيد حست بألم , أشاحت بوجهها عن الباب وتحركت للصالة , حست بألمها يزيد وهي تشوف أمها جالسة بصمت وعيونها سارحه , جات وجلست جنبها وسلمت على خدها وهي تقول : كيف حالك أمي ؟؟
التفتت عليها هدى وهمست : الحمد لله ..
مسدت شعر أمها بحنان وهي تقول : أمي عنود تبغى تروح تعتمر مرة ثانية مع عمي صالح ..
هزت راسها بطيب ورجعت تطالع في اللامكان , طالعت فيها الهنوف بحسرة , أسبوعين مرت على وفاة البندري وإلى الآن أمها مهي قادرة تتجاوز الصدمة , أبوها نفس الشي لكنه يقوم ويتحرك ويروح شغله ويرجع , صح ماعاد يبتسم ويضحك معاهم زي أول لكنه على الأقل يبذل جهد عشان ما يستسلم لألم فقده , هي والعنود صاروا يبذلون ضعف طاقاتهم عشان يسيطرون على وضع البيت , خرجت العنود من الغرفة وشعرها الطويل يقطر مويه وقالت وهي تلبس ساعتها الجلد : أم جاااســـم ..
رفعت هدى راسها , ابتسمت العنود وقالت : إذا ما عليك أمر يا أحلى أم في الدنيا تراني مشتهية فطاير اللحمة المفرومة اللي تسوينها كل رمضان , يلا عاد أعطيناك إجازة عششششرة أيام , ولا إجازة الملك ..
ابتسمت هدى وقالت : إن شاء الله ..
قالت وهي تسحب ربطة الشعر من راس الهنوف : وكمان أبغى شوربة عدس , مو تسويها مدينة تراني تضاربت معاها أمس ليش حطت نعناع في سلطة الفتوش ..
زادت ابتسامة هدى وهي تقول : سيبي بنت الناس في حالهم تراك شيبتي راسها ..
جات لها العنود وسلمت على راسها وهي تقول : الله لا يحرمنا هالإبتسامة الحلوة , والله يا أمي إن البيت مو شي بدون صوتك ..
زفرت هدى وقالت بصوت متحشرج : الحمد لله على كل حال ..
لفت العنود على الهنوف وقالت وهي تقسم شعرها قسمين : ما تبغين تعتمرين معانا ..
هزت راسها بلا قالت : خلاص اعتمرت في بداية رمضان , أخلي غيري يعتمر ..
قالت العنود بحزم وهي تتأكد من عقد شعرها : كل شي أؤثري فيه غيرك من المسلمين إلا في العبادات , إحنا في الدنيا في سبااااااااق للجنة , لازم نقدم من الطاعات قد ما نقدر ..
طالعوا فيها الثنتين بتعجب وقالت الهنوف : وااااااو ماشاء الله , الله يزيدك يا عنود ..
تحول الحزم في وجهها لابتسامة عريضة وهي تقول : هييييييييي لا يغرك , سمعتها من الشيخ في وحده من المحاضرات وحفظتها ...
ضحكوا الثنتين عليها خاصة لمن شهقت بقوة وهي تنزل الدرج بسرعة لمن وصلهم صوت بوري السيارة , وصلهم صوتها من تحت تصرخ عشان يسمعونها : مع السلااااامـــــــــه , أدعولييييييييييييييييييييييي ...
زفرت هدى وقامت وهي تقول : قومي خلينا نصلي الظهر ونشوف اش ناقص في المطبخ , أبوك طفش من أكل الشغالات ..
ابتسمت الهنوف وفزت من مكانها وهي تقول : إن شاء الله ..
راقبت أمها إلين دخلت غرفتها ونزلت وهي تحس نشاط عجيب , أخيرا أمها قررت تتحرك من جلستها ..
دخلت العنود سيارة صالح وهي تسلم , وبعد ما صافحتهم كلهم لفت على ريم وقالت بضيق : ما صليت الركعتين ..
سألت ريم بحيرة : أي ركعتين ؟؟
قالت العنود : اللي بعد ما نتروش ونتجهز للعمرة ..
شهقت ريم وقالت : لاااااااازم , ما صليتهاااااا ..
ضحكت العنود وقالت : سنة , سنة , مو معناته إنه عمرتك مهي مقبولة لو ما صليتيها ..
قالت ريم وهي تضربها : طيب المرة الجاية يوم يكون عندك شي تعرفينه وإحنا ما نعرفه قولي من بدري ..
دخلت العنود راسها بين المقعدين وقالت : ماشاء الله سيارة عمي علي زححححححمة , مين معاه غير سفسفه و الخنساء ؟؟
قالت ريم : النشبة أسماء أصرت تمشي معاهم وكمان شغالة جده حمده ..
: وجده حمده قعدت لوحدها ؟؟
: لاءا خوله خلت عندها شغالتها ..
: أهااااااااااااا ..
وسكتت شويه وبعد ما استمعت لعمها وهو يقول دعاء السفر خرجت مصحفها , طالعت ريم فيها وقالت : مااااااااشششششاء الله واصلة الجزء العشرين , كم مرة بتختمينه ؟؟..
قالت العنود : إن شاء الله مرتين ..
: مرة عنك ومرة عن البندري ؟
التفتت لريم وضحكت من قلبها وقالت : خبله ولا تتخيبلين , اش أقرأ عنها ؟؟ من وين مطلعه هالكلام ؟؟
قالت ريم : إلا تقرئين وتنوين الأجر لها ..
ابتسمت وقالت : ريمان الميت لمن يموت تنطوي صحفته خلاص ما عاد يكتب له فيها شي إلا بعض الأعمال اللي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم , زي الصدقة والدعاء والحج والعمرة وإذا في صوم واجب بس نصوم عنها ..
حكت ريم راسها وقالت : أول مرة أدري , أفتكر إنه وحده من الأبلات قالت لنا هالكلام ..
: لااااا حول ولا قوة إلا بالله , ولا وحده فيكم ناقشتها أو عارضتها ؟؟
: ياحلييييييييييييلك إحنا نبغاها تخلص عشان نخرج من الفصل ..



****************************


الساعة 3 الظهر في الرياض :

: أفففففففففففففففف , أنا نفسي أعرف ليش ما يخلون رمضان كله إجازة ..
ابتسمت وسام وقالت وهي ترتب أوراقها في الملف : يمكن عشان إحنا أكثر ناس في العالم عندهم إجازات من المدارس ولو أخذناه كله نضرب الرقم القياسي بين الشعوب الأكثر كسلا وإهمالا للعلم , ونعطي للعالم رسالة إننا لازم نتقاعص ونجلس في البيوت بلا أعمال عشان العبادة وبكذا بيعتقدون إنه الإسلام يشجعنا على الكسل والخمول , ترى محد ياخذ إجازات زينا , ثاني حاجة عشان ما يخلون الطلبة أربعة وعشرين ساعة نايمين ولا قدام التلفزيون , على الأقل يوم يجون المدرسة يتعبون و يحسون بالجوع والعطش , يستشعرون العبادة صح , والله لو مافي دراسة كانوا نوم إلى المغرب ومن المغرب للفجر سهر على الدش وغيره , الحمد لله اللي في دراسة ..
لفت عليها أنغام مدرسة العلوم وقالت : وسام أنا نفسي أعرف انتي تحبين تتفلسفين ولا الفلسفة تجري في دمك ..
قالت بنفس الابتسامه وهي تحط الملف في الدرج : كلاهما ..
دخلت وحده طويلة شقراء رشيقة للغرفة وقالت : وسومه إنتي ماتردين ليه ؟؟
أول ما انتبهت لوجود أنغام زمت شفايفها وقالت من بين أسنانها : كيف حالك ؟؟
رمتها أنغام بنظرات متعالية وقالت : هلا سامية , شخبارك ؟؟
نقلت وسام نظراتها بينهم وزفرت وهي تقول بداخلها ~ ياربيييييييييييي حتى في رمضان متخاصمات , لاحول ولا قوة إلا بالله ~ قامت وقالت بهدوء : لو بتقعدون تتراشقون بالنظرات اللي لو ربي خلاها تذبح كان دمكم مغرق أرضية مكتبي بأخرج وأخليلكم المكتب , كلوا بعض إلين تشبعون , ولا جاكم عسر هضم تعالوا لي عشان أشوف اش تبغون ..
لفت كل وحده وجهها عن الثانية وقالت سامية : المهـــم , لا جيتي خارجة قوليلي عشان أوصلك معايا ..
وخرجت بسرعة , قالت أنغام من بين أسنانها : أكرههاااااااااا , شايفة نفسها يا عالم ..
استغفرت وسام وقالت : استغفري , اغتبتيها , بعدين لو تبغين الحق إنتي اللي غلطتي عليها أول , يعني هي ما سمعتك وانتي تشتكين من ضرب زوجك , مسكينة كانت فرحانه إنه أخيرا قرر يسافر برا وجاب لها التذاكر مفاجأة , اش دراها إنك كنت زعلانة وقتها , ما أعطيتيها فرصة توها تتكلم هبيتي في وجهها وقعدتي تلومينها ..
غرقت عيون أنغام بالدموع وقالت بصوت مخنوق : يعني طلعت أنا الغلط , ألقاها من فين ولا من فين , إنت والزمن علي يا وسام ..
زفرت وسام وقالت بهدوء : أنا ما قصدت شي , أنا قلت الحق وكلمة الحق ما تزعل , يعني من صارت المشكلة قبل يومين وأنا ما تكلمت عشان أستناك تهدين , أنا معاك إنك كنت متضايقة وقتها وتحتاجين أحد يطبطب عليك بس سامية ماكانت تدري بشي , بعدين ترى الكلمة الأخيرة ما تجوز , الزمن هو الله و الله مو على أحد , الله مو ظالم ..
استغفرت أنغام وخرجت من الغرفة , زفرت وسام وجلست على كرسي مكتبها كانت متألمة من وضع أنغام اللي عمرها تجاوز الأربعين والمتزوجة من خمس سنوات بشاب أصغر منها بعشر سنين واللي بعد ما تنعم بخيرها بدأ يعاملها بوحشية عشان تطلب الخلع وهي ساكته وصابره على أمل يجيها لو ولد واحد يشيلها لا كبرت , متألمة جدا لكنها المرة الأخيرة كانت هي الغلطانه , لمت أشياءها وخرجت من مكتبها بعد ما طفت الأنوار , وهي ماشيه في الممر شافت بنت من الصف الثاني تتلكم مع صحباتها وهي تاكل لبان , ابتسمت لها وقالت بهدوء وهي توقف عندها : ما شاء الله تهاني فاطره اليوم , إجازة ربي ..
استحت تهاني ونزلت اللبان من فمها والبنات كاتمين ضحكهم , حطت وسام يدها على راس تهاني ودنقت عليها وهمست في إذنها : لازم ما نجرح صيام صحباتنا طيب ..
وتحركت بدون ما تنتظر جواب , وهي ماشية سمعت الوكيله تصرخ بصوت عالي : يا هااااانم وإذا بليتم فاستتروا , قاعدة تطرقعين باللبان يعني شوفونييييييييي أنا فاااااااااطره , اتحركي بسرعة وارمي اللبانه لا أجي أخرجها مع فكك ..
غمضت عيونها وهمست : يا أسلوبك العسلللل يا أماني , هذا اللي ينمي العناد في البنات ..
وسمعت البنات وراها يتضاحكون و تهاني تهمس : أششششوه اللي ما طحت في لسان الملسونه أمانيو والله كان شرشحتني زي الضعيفة ذيك ..
تحركت وسام وهي تقول بضيق : ويعلمهم التطاول على المعلمات ..
~ إحنا قدوة , يعني إذا إنت تعاملت معاهم بهالأسلوب اش تتوقعين بيكونون البنات , الله يهديك ويسامحك , صح هم يرفعون الضغط بس في المواقف اللي ما تحتاج شدة وحزم ماله داعي نشد ~ لمن وصلت عند باب المدرسة ووسط رجة بنات المتوسط تذكرت إنها ما قالت لسامية إنها خرجت , جلست على كرسي المعلمة المناوبة اللي لسه ما جات وفتحت شنطتها عشان تخرج جوالها ..
وصلها صوت عابث : أبلـــــــــه ..
أول ما مميزت الصوت رفعت راسها لوحده من بنات ثالث متوسط واقفة وسط شلة وهي تقول : ابتسمي عشان الصورة تطلع حلوة ..
ابتسمت لها ورجعت راسها لشنطتها وهي تسمعهم يقولون : وااااااااا سوتها ..
: يا مجنونه ..
: عشان تعرفون إني قد التحدي ..
: قلتلكم هذي خبله تسوي أي شي ..
هذي البنت بالذات كانت تبغى تكسبها بأي طريقة عشان أمها المطلقة اللي جاتها وبكت عندها في مكتبها هي تترجاها إنها تعقل بنتها اللي بدأت تفلت من بين يدينها و ... , انقطعت أفكارها لمن انتبهت للصاعقة اللي حلت بها ..


**************************

في مكة في ساحة السعي :

زفرت بتعب وقالت وهي تمسك يد ريم عند الصفا : ما حفظتي الدعاء إلى الآن ..
قالت ريم بهمس : إنتي ما قلتي ليه إلا مره وحده من وين أحفظه ..
رفعت يدينها وهي متوجهة للقبلة وكبرت ثلاث وقالت وهي تحس جسمها كله ينبض من شدة التعب : لا إله إلا الله وحده لا شريك لهُ ، لهُ الملك ولهُ الحمد وهو على كل شيءٍ قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ..
كررتها ثلاث مرات وكانت تدعي بين كل مرة , ولمن بدأت تتحرك وهي تقرأ (( إن الصفا والمروة من شعائر الله )) ..
: عنيد ..
لفت لسفانة اللي ماشية بقربهم ومعاها الخنساء وسمية ..
سألتها بقلق : اش فيك تتمايلين ؟؟
ابتسمت العنود وقالت : ولا شي , إمشي بس ورانا أربع أشواط كمان ..
قالت سمية وهي تشوف الرجال يسرعون بين العلمين : يااااااااااي أحب هالمنظر يا ناس ..
قالت سفانة : طيب إنتم تعرفون ليش يهرولون ما بين العلمين ..
قالت سمية بحماس : يسوون زي هاجر عليها السلام ..
قالت الخنساء بتريقة : لا والله , كلنا عارفين إننا نسعى زيها لكن ليش يهرولون ؟؟..
قالت ريم : عشان الصفا والمروة كانت مرتفعة , ولمن تروح هاجر تدور على الموية وتطلع للصفا تنتبه إنه إسماعيل عليه السلام بدأ يختفي عن نظرها فترجع جري له , ونفس الشي يصير لمن تطلع المروة و مسكينة طلعت ونزلت 7 مرات ..
ضحكت على تتنيح سمية والخنساء وسميه تقول : هذي أول مرة أدري بهالموضوع , قصدي الهرولة ..
قالت سفانة : ومكان العلمين هو المسافة اللي كانت تقطعها هرولة , تخيلوا كلللللللل الرجال يتبعون شي سوته إمرأة , وبعد كذا يقولون العلمانية إن الإسلام مهمش المرأة و ما أدري إيه من كلامهم ..
قالت سمية بحماس : من زمان احب منظرهم وهم يجرون دحين صرت أحبه أكثر ..
همست الخنساء : رخي صوتك يالـ ...
: عنوووووووووووووووووود ..
التفتوا على صرخة ريم , وانفجعوا لمن شافوا العنود جالسة على الأرض , رجعوا لها وقالت سفانة بخوف : اش فيه ؟؟
قالت ريم وهي تجلس جنبها : فجأة انزلقت من جنبي , عنود , عنود ..
طالعت فيهم العنود بصمت وفجأة وبلا مقدمات قالت بصوت حاد باكي : هاتوا عربيـــــــة , جيبوا لي عربيــــــــــة والله ما أقدر أمشي ..
شهقت سفانة وجلست جنبها وهي تقول : عنود الله يقطع إبليسك الناس تطالع , رخي صوتك , قومي تحركي أنا أساعدك ..
هزت العنود راسها وقالت بنفس الصوت : مااااااااا أقدر أمشييييييييييي , هاتوا عربيـــــة ...
سكتتها ريم لمن شافت الناس موقفين سعيهم وجالسين يطالعون اش فيه , همست سمية برعب : خاله الناس تطالع ..
قالت سفانة بهدوء وهي تمسك يد العنود : تعالي طيب , قومي عشان نجيب لك عربية ..
كانت العنود تحس بكل جسمها ينتفض لدرجة مهي قادرة تقوم , أصلا عقلها مو متخيل إنها ممكن تقوم وتوقف على أقدامها , سحبت يدها من سفانة وهي تقول : ما أقدر , والله ما أقدر ..
سكتتها ريم وهي حاسة بالفشلة من الناس المتجمهرة و أشرت للخنساء وسمية وقالت : روحوا شوفوا عربية ..
شهقت الخنساء وقالت : أنااااا , أضيع بعدين , أخااااااااااف ..
سحبتها سمية وهي تقول : تعالي أنا عارفه وين ألقى العربيات ..
تساعدت ريم وسفانة وقوموا العنود اللي كانوا يحسون برجفتها , جلسوها في طرف المسعى عند وحده من النوافذ الحديد الكبيرة , سألتها ريم : قالت لك الهنوف تعب عليك ما سمعتي ..
ضمتها سفانه اللي جابت كاسة مويه وفتحت غطاها ومسحت لها وجهها بالمويه البارده وهي تقول : كيف تحسين دحين ؟؟
بلعت العنود ريقها اللي تحسه جاف وقالت بصوت مخنوق : تعبانه ..
قالت ريم بعتاب : كان استنيتي واعتمرتي بعد أسبوع , أمس واليوم ..
همست العنود وهي تشهق من المويه البارده : خفت ما أحد بيعتمر بعد كذا , كلكم إعتمرتوا ..
بعدت سفانة يدها ونشفت وجه العنود وريم تسألها بهمس : العمرتين لك ؟؟..
قالت سفانة : ريم , خليها براحتها ..
قالت العنود بهمس : أمس اعتمرت عنها واليوم عني ..
وكملت بوجع وهي تغطي وجهها : مفتقدتها , والله مفتقدتها ..
ضمتها سفانة وهي تقول بحنان : نقابلها في الجنة إن شاء الله , نقابلها في الجنة ..
تعالى نشيج العنود وهي تقول بصوت باكي : تعبت يا سفانة , تعبت من كثر ما أنا كاتمة قدامهم , أمي وأبويه حالتهم ما تسر العدو , وعبد الرزااااااق آآآآآآآه يا عبد الرزاق , أحاول أخلي نفسي قوية لكني من جوة أنهااااار , كل يوم يزيد فقدها , كل يوم أصحى وأقول الألم بيخف لكنه يزيد ويزييييييييد ..
غطت ريم وجهها تصيح وهمست سفانة بصوت مخنوق حاولت تخليه قوي : الحمد لله , هذا اللي كتبه ربي ولازم نصبر , وإنت ماشاء الله عليك محد توقع إنك بتكونين الصابرة بينهم , عارفه يا عنود يقولون إنه ربي يربط على قلب المؤمن وقت المصيبة , و أكثر ناس يحبون الميت ربي يثبتهم ويهون عليهم لأنه ما في أصعب على الله تعالى من نزع روح المؤمن , خليك قويه زي ما كنت دايما ..
حست العنود براحة من الدموع اللي سكبتها واللي كانت تقاومها في البيت عشان أهلها وحست براحة أكثر من كلام سفانة , مسحت دموعها وقالت : الحمد لله , الله يرحمها ..
قالت سفانة : أبغاك بعد ما ترجعين تفتحين غرفتك وغرفة البندري وتخرجين أشياءها ..
توترت العنود لم تذكرت غرفتها اللي قفلتها من يوم رجعت للبيت ثاني يوم العزا عشان تجيب لها ملابس وإلى هاليوم مافتحتها و رفضت تعطي المفتاح لأي أحد , كملت سفانة : صدقيني بترتاحين لمن تفرغين أشياءها , طول مالغرفة مقفلة وإنت بتحسين إنه في شي يطاردك ..
طالعت العنود في زحمة الناس اللي تروح وتجي في المسعى , أشكال وألوان وأجناس , كانت عارفه ومتأكدة إنه كلام سفانة صحيح لكنها إلى الآن ما هي لاقيه القدره على فتح الغرفة ..
وبعد لحظة صمت قالت ريم وهي تمسح دموعها : ما تلاحظون إنه سمية والخنساء تأخروا ..
شهقت سفانة وقالت لمن حست باهتزاز جوالها : يا ويلييييييييي أكيد هذا أبويه ..
رفعت الجوال وقالت وهي ترد : أمي , هلا أمي ..
واستمعت لأمها وقالت : هاااااااا , لسه ما خلصنا , لا إن شاء الله ما نتأخر ..
وقفلت جوالها ورجعته للشنطة وهي تقول بهمس : المخبل جوالاتهم معايا ..
شهقت ريم وقالت : نـــعـــــم ..
العنود اللي حست رجفتها بدأت تخف قالت وهي تقوم : قوموا خلينا نشوف فينهم ..
جلسوها وقالت سفانة : خليك هنا , إحنا ندور عليهم ونجيك ..
وقامت هي وريم , طالعت فيهم العنود وهم رايحين واستندت بظهرها على جدر الممر وغمضت عيونها بتعب , ما كانت تبغى أحد يشيل همها , ما تبغى تحسس أحد إنها تعبانة وفاقدة البندري لدرجة لا يمكن لأحد إنه يتصورها , كافيهم همومهم , هذا اللي كانت تفكر فيه طول الوقت ~ لازم أكون أقوى , لازم أكون أصبر ~ ..



*****************************


في الرياض :


(( أنا عارف إنه عمك اغتصبك )) طالعت في شاشة الجوال رعب ماله حدود , وشهقت بقوة وانفلت الجوال من يدها , التفتت هيام لأمها وقالت : أمي اش فيك ؟؟
التفتت نجلاء لبنتها وقالت : هاااااااا ..
وتمالكت نفسها ودنقت أخذت الجوال وقالت وهي تخنق صرخاتها : ولا شي ..
قالت هيام وهي ترجع للف السمبوسة : أكيد وسام حايسه بدون جوال ..
خرجت نجلاء من المطبخ وراحت لغرفتها وقفلت الباب بالمفتاح وطالعت في الرسالة وهي تصرخ ~ يارب إن شاء الله قريته خيال , كابوس , يارب ~ وأول ما قرأت نفس الكلمات حست بدمها يتجمد في عروقها , الرقم كان بدون اسم , حطت يدها على راسها وهي تجلس على طرف سريرها اللي وراها , تمنت للحظة لو إنها مافتحت الجوال , عمرها ما فتحته لكنها لمن شافت 10 مكالمات وثلاث رسايل خافت إنه وسام تدق على جوالها في المدرسة تدور عليه وهي مهي عارفه إنها ناسيته في البيت , وأول ما شافت الرقم الغريب فتحت الرسايل وانصعقت بأول رسالة , ضغطت بأصابعها بسرعه وبلا تفكير وفتحت باقي الرسايل , لمن قرأتها صرخت وهي تبعد الجوال عن نظرها , رمته على السرير و طالعت فيه بعدم تصديق , ما تبغى تصدق , ما تبغى ..
: أمي , ناديتيني ..
التفتت للباب اللي يدق وكبتت كل اللي بداخلها وقالت بصوت مخنوق : لا ما ناديتك , أبغى أرتاح شويه ..
: طيييييييب ..



**************************


في جدة :
فيلا أحمد :

خرجت الهنوف من غرفتها جري لمن سمعت الأصوات العالية اللي اعتادت عليها مؤخرا , ووقفت مكانها لمن شافت أبوها واقف قدام عبدالرزاق وهو يقول بصوت عالي : بتروح تكمل دراستك ..
انصدمت لمن شافت جاسم ببذلته العسكرية واقف بينهم وهو حاط يدينه على صدر أبوه وهو يقول بلطف : أبويه الله يسلمك ماله داعي تعصب نفسك ..
صرخ أحمد : عاجبك اللي يسويه , عاجبك آخر ترم له و مو راضي يروح له , الشركة متصلة علي اليوم تقول إنه لو ما رجع هالأسبوع بينفصل من الجامعة نهائيا , عاجبك ثلاث سنين من عمره تروح في غمضة عين ..
نزل عبد الرزاق راسه بصمت , قال جاسم يهديه : أبويه اصبر عليه ..
قال أحمد بحزم : أصبر إلى متـــــى ؟؟ مو كلنا فقدناها , لكننا نمشي في حياتنا , لو وقفنا عند كل موت نجلس في بيوتنا على طوووووووول , إذا كان هو فاقد أخته أنا فاقد بنتـــــــي , تفهم يعني إيه بنتي ..
جلست هدى على أقرب كنبه لها وغطت وجهها تبكي بصمت , قال جاسم وهو حاس بوجع أبوه : أبويه أنا فاهمك , خليه علي أنا أقنــ....
قاطعه صوت عبد الرزاق البارد وهو يقول : لا تحاول تقنع ولا شي , فرنسا أنا ماني راجع لها لو على جثتي ..
صرخ أحمد بعصبية وهو يتقدم له : والدرااااااااااااسة ؟؟
مسكه جاسم وهو يقول : أبويه استهدي بالله , استهدي بالله ..
لف عبد الرزاق وجهه بصمت , كان الكل ملاحظ النحف المفاجئ اللي صابه وشحوب وجهه اللي نمت لحيته بشكل مهمل , صرخ أحمد : والدراااااااااااااسة ؟؟
ولمن شافه ملتزم الصمت قال : أخرج برااااااااا , ما أبغى أشوفك قدامي إلين تجي وتقول إنك رايح تلحق على مستقبلك اللي بدأ يضيع , إطلع براااااااااااااا ..
تحرك عبد الرزاق ونزل الدرج بسرعة , وجاسم يحاول يهدي أبوه اللي قال بحزم لهدى اللي بدأت تدافع عن عبد الرزاق : كللللللللله منك , إنت اللي دلعتيه بكلامك , شوفيه قاعد ومطنش دراسته ولا همه في شي ..
قالت الهنوف برجاء : خلااااااااااص ..
التفت لها الكل فكملت بصوت باكي : الله يخليكم خلاص , كل يوم مهاوشة , كل يوم مضاربه , من ماتت البندري وإحنا على هالحال , أبويه عبد الرزاق كبير ويعرف مصلحته , خلوه براحته , تراه يتعذب من عدم رغبته في السفر أكثر مننا , مستقبله اللي قاعد يضيع مو مستقبل واحد فينا , وهو عارف هذا الشي لكنه مو قادر يسوي شيييييي ..
ومسحت دموعها وهي تقول : خلوه براحته ..
تقدم منها جاسم وضمها , كان لأول مرة يسمعها تتكلم بهالصوت العالي الواثق النبرات , بهالحزم الممزوج برجاء وألم , ابتسم بداخله وهو يقول ~ موتك غير ناس كثيييييييييييير يالبندري , كثييير ~ , جلس أحمد جنب هدى الباكيه بصمت وحط يده على كتفها وقال بأسف : أنا خايف على مستقبله بس ..
بعد جاسم الهنوف وقال : خلاص لا تصيحين ..
ولف على أبوه وقال : ما عليك أبويه أنا أكلمه بهدوء ورويه , أعزمه اليوم عندي على الفطور وأكلمه ..
قالت هدى وهي تمسح دموعها : لاتعزمه ولا شي , تعال إنت بعد التراويح تلقاه موجود , ناقصة حرمتك تجيب لها ضيف , هي يادوب تسوي أكل على قدكم , ترا الدكتورة المرة اللي فاتت قالت لي إن الجنين ممكن يتضرر من ضعفها , ما تاكل ولا شي ..
ابتسم جاسم وقال يمازحها يبغى يخفف الجو : لا تخافين عليها ماشاء الله تاكل عن قبيلة ..
ضحكت الهنوف وقالت هدى : الله أكبر بتحسد حرمتك , قول ماشاء الله ..
قال أحمد : جبناك من شغلك و ..
قاطعه بهدوء : أصلا يوم كلمتني أنا كنت خارج من العمل ..
وتقدم منهم وسلم عليهم وودعهم وهو ماشي ضرب كتف الهنوف وهو يقول مع السلامة يا جامد ..
ابتسمت وهي تحك مكان ضربته وكشرت بوجهها له ..



**************************

اسير الصمت
09-09-2012, 05:10 PM
في الرياض عند باب العمارة :

: وسام , وصلنا , نايمه ..
انتبهت إنها عند باب العمارة لمن سمعت صوت سامية اللي توصلها كل يوم مع زوجها بحكم إنها ساكنة في الفيلا اللي تبعد عنهم بكم عمارة ..
همست وهي تفتح الباب : جزاك الله خير ..
صكت الباب ودخلت العمارة وهي تحس بأفكارها تعصف بها عصف , طلعت الدرجات بسرعة وهي تقول بداخلها ~ أتوسلك يا رب ما تكون وحده فيهم انتبهت للجوال , يارب ما يكون اتصل , يارب ما يصير شي ~ خرجت مفتاحها وفتحت الباب بسرعة ..
أول ما دخلت وصكت الباب وهي ترفع غطاها لقيتها قدامها قالت متفاجئة : أمي ..
ولأول مرة تنرفع يدها وتهوي على وجهها بصفعة كان لها صدى في إذنها , رفعت وسام يدها اليسار لخدها ولمسته بذهول وهي تهمس : أمي ..
صرخت نجلاء : ليييييييييييييييييييييييه ؟؟ أنا قصرت معاك في شييييييييييييييييييي ؟؟
طالعت بذات الذهول في وجه نجلاء المحمر من شدة العصبية والـ....ـبكاء , صرخت نجلاء ودموعها تزيد وهي تأشر على صدرها : أنا حسستك في يوم إني ماني أمك ..
هزت راسها بلا وهي تطالع في هيام اللي واقفة آخر الممر وعيونها متسعة بصدمة , رجعت بصرها لنجلاء وقالت بحنان : لـ ...
صرخت تقاطعها : طيب لييييييييييييييه ؟؟ ليييييييييييه ؟؟
بعدت بصرها عنها وقالت لهيام : هيومه ادخلي جوة ..
قالت هيام باعتراض : اش فيكم ؟؟
لفت نجلاء على هيام وصرخت بعصبية : ادخلي غرفتك ..
تحركت هيام ودخلت غرفتها , التفتت نجلاء لوسام اللي قالت بهدوء وهي تحط شنطتها على طاولة المدخل وباليد الثانية تأشر على جوة : أمي خلينا ند..
ضربت نجلاء يدها وصرخت : لاااا , منتي معتبة قبل ما تقولين اللي .. هذا ... اللي ...
وخرجت الجوال و ضغطت أزراره بيد مرتجفه وهي تتلعثم في كلامها الغير مترابط , أشفقت وسام عليها فتحركت بسرعة وضمتها , صرخت نجلاء والجوال يطيح من يدها : لييييييييييييييه ؟؟ لييييييييييييييييييه ؟؟ أنا قصرت في شيييييييييييييييييييييييي ...
ضمتها وسام أكثر وهي تهمس : والله لا , والله عمري ما حسيت إني أقل عن بناتك ..
تشبثت فيها وهي تصيح من قلبها وهي تقول : طيب ليييييييييييه ؟؟ لييييييه ما قلتيلي ليييييييه ؟؟ ..
ضمتها وسام وهي تنزل معاها للأرض وهي تحس قلبها يتمزق عليها ~ أقولك إيه ؟؟ أقولك إني كنت مرتع لزوجك الحقير , أقولك إنه مضى على هالأمر فوق الـ 25 سنة , أقولك إييييييييه ولا إيييييييييه ~ كانت حاسة بدموع نجلاء تطعنها أكثر كإنها هي المجرمة , نجلاء اللي في حياتها ما حسستها إنها مرة عمها , عمرها في حياتها ما قصرت معاها لا في حب ولا في حنان ولا في معاملة حسنة , ماعمرها فرقت بينها وبين بناتها وما عمرها حسستها إنها أقل عنهم أو هم أزود عنها بشي , ضمتها بقوة وهي تهمس : والله مو بسببك , والله مو بسببك ..
بعدت نجلاء عن صدرها ورفعت نفسها وحضنتها بقوة وهي تسلم على راسها وهي تقول : سامحينيييييي , سامحيني يا بنتي , سامحيني ...
غمضت وسام عيونها بقوة وهي تدفن وجهها في حضن نجلاء اللي ما عمرها بخلت عليها به لمن تكون مريضة أو محتاجة للمحة حنان , كانت صوت بكاء نجلاء يزيد وجعها , كانت تصرخ بداخلها ~ يمه لا تصيحيييييين , تكفين لا تصيحين , ما أبغى أكون سبب وجعك دحين . إحنا ما حسبنا نتخلص منه قبل 5 سنين , تكفين لا تخليني سبب دموعك , يمه لا تصيحييييييييييين , أنا خلاص راضية بكل اللي صار , راضية والله ~ قطع أفكارها صوت نجلاء المقطع من كثر الصياح وهي تقول : أنا كنت وين عنك ؟؟ أنا كنت ويييين ؟؟
ابتسمت ورفعت راسها وقالت بهدوء وهي تمسح دموعها : يمه لا تلومين نفسك ..
شهقت نجلاء وقالت : لا ألوم نفسي ؟؟ حراااااااام عليك هالكلمة ..
زادت ابتسامتها وهي تقول : لا تحرمين شي حلال ..
لكن مداعبتها ما هدأت نجلاء اللي غطت وجهها وهي تقول : لا تضحكين عشان ماتزيدين وجعي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حرقة قلبي آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
انتبهت للجوال اللي على الأرض فرفعته وأول ما شافت رسائله (( أقول لا تتغلين , إنت في عز شبابك و أنا عارف إنك مشتاقه لـ ##### متى ما احتجتي لأحد ####### أنا جاهز )) , (( وسام , أعرف إنك تكونين لوحدك يوم الأربعاء إذا تبغيني ###### أنا موجود , رنة وأنا عند بابك , و إنت ###### يعني محد بيدري )) قالت وهي تضرب صدرها : يارب رمضان , شهرك الفضيل ولا هو متعض يا رب ما يمر هالشهر إلا وهو .....
ومسكت لسانها في آخر لحظة وقالت بغيض : حسبي الله ونعم الوكيل , اللهم اكفنيه بما شئت ..
ولفت على نجلاء وضمتها وهي تقول : أمي الله يخليك لا تزعلين نفسك ..
بعدت يدينها وأشرت على الجوال وهي تسأل : هذا ميييييييين ؟؟ هذا الحقير اللي راسل هالكلام الوقح ميييييييين ؟؟
خفضت وسام بصرها بسرعة وهي تزم شفايفها بمعنى إنها ما حتقول , قالت نجلاء وهي تمد يدها تاخذ الجوال : ما تعرفين , هاتي أنا أطلع مين صاحبه ..
بعدت وسام الجوال عن نجلاء وهمست بوجع ورجاء : سامحيني ما أقدر أعطيك الرقم ..
طالعت فيها نجلاء بصدمة ومسحت دموعها وجسمها يهتز من أثر شهقاتها وهمست : انتي تعرفين صاحب الرقم ؟؟
أول ما رفت عيون وسام بسرعة عرفت إنها تعرف صاحب الرقم , قامت نجلاء ومدت يدها وهي تقول بحزم : هاتي الجوال ..
رصت وسام على الجوال وقالت برجاء وهي تحاول تقوم وعبايتها تعيقها : أمي ما يحتاج , أنا أطنشه و ...
قاطعتها بحزم وهي تهز يدها : هاتي الجواااااااااااال ...
~ لااااااااااااااااااا , لو عرفت صاحب الرقم بتنقلب الدنيا , لاااااااااااا يارب أتوسلك ينتهي الموضوع , أتوسلك يارب ~ رصت الجوال بقوة أكبر وهي تطالع في أمها بنظرات معبرة , نزلت نجلاء يدها وهي تطالع بذهول في وسام اللي نزلت راسها وطالعت في الأرض بصمت , تحركت نجلاء بسرعة لغرفتها , لحقتها وسام وهي تقول : أمي , أمييي ..
صكت نجلاء باب غرفتها بكل قوتها وقفلته بالمفتاح , سندت وسام جبينها على الباب وهي ترص الجوال أكثر , ولمن انفتح الباب اللي وراها التفتت بسرعة , شافت هيام تطالع فيها بخوف وتساؤل , ابتسمت بتردد وقالت : أغير ملابسي وأجي أساعدك في المطبخ ..
سألت هيام : اش فيه ؟؟
هزت وسام راسها وقالت بهدوء : ما بأكذب عليك وأقولك ولا شي بس بأقولك إنه موضوع ما أقدر أتكلم فيه نهائيا ..
وتحركت للمدخل وعلقت عبايتها على الشماعة وشالت شنطتها وهي تصرخ بداخلها ~ طول عمرك وانتي تقولين عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم يا وسام , نفس الشيء الآن , عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , يمكن معرفتها بالحقيقة بتنهي عذاب الربع القرن اللي عشته و أنا كاتمه هالسر بداخلي ~ ..



***************************

في المسعى :

صوت لهاثها العالي اخترقه صوتها وهي تقول : ما .. لقيـ .. ـتهم ..
طالعت ريم في سفانة وقالت وهي تطالع في ساعتها : لنا ساااااااعة ندور عليهم , ساااااااااااااعة , وين بيكونون ..
بلعت سفانة ريقها وهي تقول : عطشانه , بموووووووت من العطش وحلقي نشف من كثر ما أنادي عليهم , والله لو دري أبويه وعمي صالح بيذبحونا ..
رفعت ريم جوالها اللي يدق وقالت : إيوه عنيد , إحنا جهة اليمين عند رابع طاقة ..
شويه وجاتهم العنود ووقفت عندهم وقالت وهي تلهث : ياربيييييي كيف طار التعب عني من الخلعه , هذولي وين ذلفوا ؟؟
لمن اهتز جوال سفانة انتفضت وقالت : ياربي ما يكون أبويه ولا أمي , ياااااااارب ..
رفعت الجوال لقيته رقم غريب , قالت ريم بحماس : يمكن افتهموا أخيرا ودقوا من أي جوال ..
ردت سفانة بسرعة وصلها صوت سمية تقول : خاله دقي على هالرقم ..
صكت الجوال وقالت براحة : أخيرا فكروا , أخيرا ..
ولمن دقت ردت عليها سميه , قالت سفانة بعصبية : لنا سااااااااااااااعة ندور عليكم , وينكم ؟؟
قالت : يوم شفنا نفسنا ضيعناكم سبنا راعي العربية وكملنا السعي ..
حست سفانة بضغطها يرتفع , قالت من بين أسنانها : ووينكم دحين ؟؟
سمعتها تسأل شخص مجاور لها وهي تقول : هي لو سمحت , يا عسكري إحنا فين ؟؟
سمعته يقولها عند المروة عند السلالم المتحركه , قالت بسرعة : خلاص عرفت إنتم فين مع السلامة ..
وصكت الجوال وقالت بقهر : خلصوا سعييييييييييييي , ما فكروا فينا وإحنا حايسييييييييييييين هنا ندور عليهم ..
جلست ريم وقالت بتعب : رجوليييييييييييييييي , والله لا أذبحهم , والله لا أوريهم ..
كبست العنود فخوذها وهي تقول : أجل أنا اش أقول ..
وضحكوا من صوت القهر اللي طلعته سفانه من قلبها , ولمن وصلوا المروة شافوهم جالسات عند البوابة براحة , قالت سفانة : والله ودي أرفسهم , لو ماني صايمة كان عرفت شغلي معاهم ..
ضحكت ريم وقالت : الحمد لله اللي صايمة ...
أول ما شافوهم قاموا والخنساء تسأل : خلصتوا ؟؟
قالت العنود بضحكه : لو سمحتم لا تسمع سفانة حسكم عشان ما تطير أسنانكم ..
طالعوا فيهم باستغراب , قالت سفانة من بين أسنانها : انرزعوا هنا إلين نجيكم ..
وناولتهم جوالاتهم وتحركت بسرعة , قالت سميه بهمس : طيب إحنا نبغى نقص ..
خرجت ريم المقص من شنطتها وقالت : تعالوا أنا أقص لكم ..
قصت لها مقدار أنملة من أطراف جديلتها وتعبت في قص شعر الخنساء القصير المدرج حاولت إنها تاخذ من كل طبقة , وبعد ما خلصت تحركت هي والعنود عشان يلحقون بسفانة ..


*************************

............................... يتبع
على أذان المغرب في الرياض :
في شقة نجلاء :

دقت وسام الباب وقالت : أمي ما بتفطرين ؟؟ ترى ما يجوز تأخير الإفطار , السنة التعجيل ..
فتحت نجلاء اللي حبست نفسها في الغرفة طوال العصر وتناولت التمرة من يد وسام وصكت الباب , زفرت وسام وراحت لهيام الجالسة قدام سفرة الإفطار , سألت هيام بحيرة : أمي اش فيها ؟؟
ابتسمت وسام وقالت : إن شاء الله خير ..
أكلت شويه وحست بنفسها مسدوده فقامت تصلي , لمن سلمت تسليمتها الثانية انتبهت لنجلاء الواقفه عندها , رفعت راسها فقالت نجلاء بحزم : نروح دحين للمستشفى ..
حست وسام بكل رعب الطفولة يرجع لها , هزت راسها بعنف وقالت : لااااا , ما أبغى أروح ..
مسكتها نجلاء وقالت برجاء : حبيبتي ترى كثير يحسبون إنه شي صار لكنه يطلع إنه ماصار شي ..
هزت وسام راسها وهي تقول بتأكيد : أمي صدقيني ..

قالت نجلاء بحزم : كنت صغيرة , والبنات الصغار يكون صعب ..
قاطعتها وسام : أمي أنا متأكده إنه ..
قاطعتها نجلاء برجاء : روحي معايا و تتأكدين بنفسك إنه ..
قامت وسام وقاطعتها للمرة الثانية بوجع : هي ما كانت مرة وحده ..
ومسكت يدينها وقبضت عليها بقوة وهي تهمس : ما كانت مرة وحده ..
غمضت نجلاء عيونها اللي نزلت منها دمعتين محروقة , ابتسمت وسام ومسحت دموعها وكملت بهمس : تكفين لا توجعيني أكثر وتحسسيني إني سبب هالدموع اللي حاربت عشان أكفكفها , يمه تكفين لا تبكيني أنا ..
همست نجلاء وهي تطالع فيها بألم : عشان كذا رفضتي اللي تقدموا لك ..
التزمت وسام الصمت وأشاحت بوجهها , هزتها نجلاء وقالت بعتاب : 33 سنة , استنيتي إلين صرتي 33 سنة عشان أعرف بالغلط , يعني لو ما قريت الرسالة ماكان خبرتيني , صح ولا لا ؟؟
قالت : اش أقولك ؟؟ اش أقولك ؟؟ كنت وقتها صغيرة وكان يهددني , ولمن صرت في المتوسط وفهمت فداحة الشي اللي صار كان من المستحييييييييييل إني أقولها , ومع كل سنة تصعب أكثر وأكثر وأشوف إنه إستحااااااااالة أحد يصدقني بعد هالعمر , الكل بيقول تبغى تغطي فضيحتها , أمي افهمي شعوري ..
وحطت يدها على صدرها وهي تقول بصوت مرتجف : أنا غير عن كل البنات يوم تقدم لي أول عريس بكيت الليل بطوله , بكيت لأني عارفه إني ما أقدر أوافق وكنت أدعي إن المتقدم يكون فيه لو عيييييييييب واحد لأني خايفه إنكم تسألوني ليش ما وافقت ..
وتسللت الدموع لعيونها لكنها كبحتها بقوة وهي تكمل : ما تدرين قد إيش كانت فرحتي إنه طلع مدخن , واللي بعده ماعنده وظيفة ..
همست نجلاء : و سطام ..
غمضت عيونها وأشاحت بوجهها , كملت نجلاء : هل السبب في رفضه لأنه أبكم زي ما قلتي ؟؟
سحبت نفس عميق وقالت بثبات مصطنع : إيوه ..
ولمن شافت نظرات نجلاء كملت بهمس : لا ..
ضمتها نجلاء وهي تصيح , زفرت وسام وضمتها وهي تهمس : ما طفشتي من كثر الصياح , ترا أنا أكره الدموع , خاصة دموعك ..
وضمتها أكثر , كانت عارفه تضحية نجلاء اللي أجبرها أبوها تاخذ ولد عمها فهد اللي ما عنده وظيفة ثابته , تحملته بحكم إنه ولد عمها , تحملت صرفه لراتبها وشراؤه لأشياؤه اللي ما تخلص حشمت عمها المقعد و مرته الكبيرة السن , ولمن فاض بها الكيل منه بعد إمعانه في تعذيبها بعد وفاة أبوه كانت أم لثلاثة بنات , وفاء و ميعاد وميران , ولمن قررت تخبر أبوها بكل الحقيقة المرة عن زوجها السكير العربيد استشهد خالد , وترملت زوجته الشابه اللي سافرت لأهلها بعد ما قضت عدتها وتركت وراها ابنته الرضيعة الوحيدة عند الأم المريضة , هنا قررت إنها تستحمل فهد وسُكره عشان الأم و ابنة الشهيد اللي ما تكحلت عينه بشوفتها , ما مرت سنتين إلا وماتت الأم من كثر الحزن على ولدها البكر وحال ولدها فهد و بدأت بعدها معاناة وسام اللي انتقلت للعيش معاهم , ضمتها بكل حب حسته بداخلها لهالمرأة اللي ضحت وصبرت عشانها وعشان بناتها , ضمتها بكل امتنان حسته لها طول هالسنين لأنها شالتها وحضنتها في الوقت اللي تخلت فيه أمها عنها , ضمتها وهمست : خلاص يا أمي اللي فات مات , الموضوع هذا اندفن من زمان ..
وصرخت بداخلها ~ صح هو واقع أعيشه كل يوم لكني أحاول قد ما أقدر أدفنه ~ , شافت هيام تمسح دموعها وتطالع فيهم بعدم فهم لكنها كانت تصيح من صياح أمها ..
ولمن هدأت أمها مسكتها وجلستها في الصالة وفرشت لها سفرة جديدة وهي تترجاها تاكل عشانها , كانت نجلاء تاكل حشمتها وهي تتوجع من داخلها , ماعرفت اش تسوي , اش الحل , الأم لمن تدري بعفاف بنتها اللي ضاع على يد الشخص اللي مفروض يكون حاميها اش تسوي ؟؟ حست نفسها تايهة , طالعت في وسام اللي تضحك وهي تنغز هيام وهي تتريق على صياحها اللي ماله داعي و حست أنفاسها تضيق , ~ لازم أتصرف , لازم أسوي شي ~ ..


******************************

جدة في مسجد الحي :

مسح عمر عرقه وهو يشد ظهره , وصله صوته وهو يقول : أنا أطلع بدالك ..
طالع في عبد الرزاق اللي طلع لصندوق السيارة وبدأ ينزل كراتين إفطار الصائم ويناولها للشباب المتطوعين لتوزيع الوجبات على المحتاجين , ابتسم عمر ونزل من السيارة وراح يتوضأ في الحمام استعداد للصلاة , لوح لعبدالرزاق ودخل المسجد وهو يلبس بشته اللي ناوله له واحد من الشباب , أذن المغرب وحلوا الرجال إفطارهم وبعدها أقام عمر الصلاة وبدأها , كان كل مرة يؤم فيها الناس في المسجد تخنقه العبرة لأنه معتاد على الوقوف خلف عمار , إمام هالمسجد لسنين , وبعد ما سلم التفت يسبح وابتسم لمن شاف عبدالرزاق جالس قدامه , قام وصلى السنة وفرغ من الأذكار وقام , مشي لشقته ومعاه عبدالرزاق بصمت , ابتسم عمر وقال : اش عندك ؟؟ أنا من يوم شفتك بعد العصر وأنا حاس إنه عندك شي ..
سأل عبد الرزاق يغير الموضوع : ماشاء الله , كل عصر توزعون إفطار صائم ؟؟
قال عمر لمن فهم إنه ما يبغى يناقش الموضوع : إيوه , عجبتك الشغله ..
زفر عبد الرزاق والتزم الصمت , قال عمر وهو يطلع الدرج : ترى ما عندي أكل وبيتي مفررررررررقع , الأثاث لسه ما ترتب ولا سويت فيه شي ..
ابتسم عبد الرزاق وقال : عادي الجود من الموجود , أنا ماجيت آكل ..
ولمن دخلوا الشقة , ابتسم عبدالرزاق لمن شاف الكنب المغلف المراكم في جهة وحده
وحمل له الهواء ريحة الجديد , قال : العنود كانت دايم تقول إن الأشياء الجديده لها ريحة وما صدقتها , دحين صدقتها ..
دخل عمر وراه وهو شايل صينية وقال بابتسامة : الله يوفقهم كل يوم معنين نفسهم ..
طالع عبد الرزاق في الصينية اللي فيها حافظة مغطاة وصحن سمبوسه ومقلية وصحن مهلبية , قال بإحراج : لا تقول بأحاشرك اليوم في أكلك ..
ضحك عمر وقال وهو يبعد كرتون الطاولة اللي لسه ما ركبها : لا عادي , بحسب ابن آدم لقيمات تقمن صلبه , الموضوع مو شبعة , تفضل تفضل ..
وحط الصينية على الأرض وراح يجيب زبديتين وملاعق , وبعد ما أكلوا وغسلوا , خرج عبد الرزاق دفتره من جيبه وناوله له وهو يقول : تفضل ..
طالع عمر في دفتره اللي افتقده لفتره وابتسم وهو يتناوله منه وهو يسأل : اللي جابك اليوم هو الدفتر , ليه ناوي تسافر ؟؟
لف عبد الرزاق وجهه وقال : أبغاك تقرأ اللي كتبته ..
طالع فيه عمر بحيره , وتحرك للمطبخ وقال : طيب اش رايك تريح في الصاله على بال ما أسوي شاهي من اللي يعدل المزاج ..
ولمن دخل المطبخ رد الباب وفتح الدفتر على الصفحات اللي تركها فارغة فيما مضى ..
طالع عبد الرزاق في أنحاء الصالة وشمر أكمام ثوبه ورفعه وربطه على وسطه بعد ما نزل غترته ..
(( عبد الرزاق , الله يخليك رد علي , تعبت من كثر ما أتصل عليك وما ترد , أنا مقدرة زعلك لكني أبغى أقولك كم كلمة بس , الله يخليك اتصل علي ولا أعطيني رنة وأتصل عليك ))
(( السلام عليكم , رزوق قلبي أنا بأتحنى بعد شوي , عارفه إنك ما تبغى تعرف عني أي شي , بس أنا أبغى أحس إنك معايا , عبد الرزاق والله أنا آآآآآآآآآسفة , آآآآآآآآآسفة على اللي صار , تراني ندمت وتبت , حرام عليك اللي تسويه فيني إذا رب العباد يغفر إنت ما تغفر , الله يخليك رد علي ))
(( عبد الرزاق اليوم بعد ما وقعت حسيت بوجع في قلبي , جاسم سلم على راسي , حسيت إني ما أستحق هالبوسه منه , زي ما أنا مقدرة إنك ماتبغى تكلمني , بس أنا محتاجة لك , والله محتاجه لصوتك يا أخوي , لا تحرمني منك , تراني أموت وأحيا في اليوم مليون مرة , تكفى رد علي ))
(( عبد الرزاق أنا فقدت الأمل في إنك تتصل علي , باقي كم ساعة وأنزف له وأروح لعالم ثاني بعيد عن العالم اللي عشته , خايفة منه ومن أمريكا ومن كل شي , بس إن شاء الله أرجع بعد فترة وأكون الأخت اللي كنت دايم تفتخر فيها , الإنسان يغلط لكن الغلط لو استمر عليه وأنا الحمد لله مااستمريت وجالسه أصلح غلطتي دحين , محتاجة أسمع صوتك , محتااااااااااجة أسمعه لدرجة إنه صار هاجس بالنسبة لي , أحبك يا عبد الرزاق , ما عرفت قد ايش أحبك إلا بعد ما فقدتك , فقدتك حييييييييل , سامحني على أي شي بدر مني ............ أختك وبأظل أختك حتى لو تبريت مني )) ..
شاف سهم يأشر على هالكتابات وتحتها مكتوب بخط كبير ..
(( هذه كانت آخر رسائل أرسلتها لي ............. قبل أن تموت )) ..
صك الدفتر وركب الكافتيرا وجهز البرادي كله عشان يتهرب من اللي بقرأه بعد , ولمن انتهى من هذا كله طالع في الدفتر بتردد ورجع فتحه ليوقع بصره على اسمه ...
عمر ..
هل شعرت يوما أنك تتمنى لو أن الموت كائن أمامك لتقف أمامه وتمنعه عما سيفعل ؟؟..
هل تمنيت لو أنه إنسان لترجوه أن ينتظر لحظات فقط قبل أن يقتلع روح من تحب ؟؟..
لو أنه ريح وأمطار عاتيه تقف أمامها كدرع أو مظلة لتحمي بها من تعرفه ..
لو أنه نار هشيم تطفئها بشلالات دموعك قبل أن تحرق وتأكل من لم تكن تعرف أنك ستبكيه ..
نعم يا عمر ..
لم أعلم أني سأبكيها لذا رحلت بدون أن أهمس لها بحرف ..
هل تمنيت يوما أن ترجع عقارب الساعة للوراء لتفعل شيئا أو تدارك نفسك قبل فعله ..
تمنيته و بشده , أردت أن أرى وجهها لأول مرة بعد صدود و لآخر مرة بعد ندم ..
لماذا الموت بشع بهذه الطريقة ؟؟
قالت أنها راحلة إلى عالم آخر و لم أكن أعلم حينها أنه عالم لا تعود بعده لعالمنا هذا ..
الآن فهمت لماذا يسمى هادم اللذات ومفرق الجماعات ..
الآن فهمت أنه لا يفرق بين أحد..
خطفها عروس , لم يبالي بأمها ومن يحبها ..
لم يبالي بأحد ..
متى سيأتي ويخطفني أنا الآخر يا عمر ..
في الحانة التي أشرب فيها ..
أم وأنا أرقص في ساحتها ..
ألثم الشقراوات عند بابها ..
كنت ألثمهن وأقوم بأشياء أخرى لا أريد لعينيك الطاهرتين أن تتلوث بقراءتها ..
متى سيأتي ؟؟
متى ؟؟
.
.
غمض عمر عيونه اللي دمعت وحس بوجع عبد الرزاق , ما كان فاهم نص اللي كتبه لكنه فهم إنه البندري ماتت وهو متخاصم معاها عشان شي , أخص شي الندم اللي ماله حل , بيكون طووووول عمره ندمان وما في شي بيغير هالأمر ..
خرجه من عمق أفكاره صوت صافرة الكافتيرا اللي بدأت المويه تغلي بداخلها , صبها داخل البرادي وراح غسل وجهه بقوة بالموية البارده ونشفه بأكمامه وشال الصينية وهو يحط إنه ما صار شي , أول ما خرج انتبه للصالة اللي ترتب الكنب فيها بطريقة حلوه وشافه جالس على الأرض وهو فاك الطاولة ويطالع في كتالوج التركيب , ابتسم وقال : ماشاء الله , ما سمعتك وإنت ترتب ..
قال بهدوء وعيونه على دفتر التعليمات : أكيد من هول اللي كنت تقرأه ..
تمالك نفسه وقال بثبات : التوبة تمحو الذنوب ..
نزل عبد الرزاق الدفتر وطالع فيه بصمت قبل ما يهمس : ما أبغى أرجع فرنسا ...
حط عمر الصينية والتزم الصمت , جاسم اتصل عليه قبل العصر وطلب منه إنه يحاول يقنع عبد الرزاق بالسفر لفرنسا عشان مستقبله , كمل عبدالرزاق بصوت غريب : تراني أحس بخنقه كل ما أفكر إني بأرجع لفرنسا , أحس إني شويه وأموت من الضيق , ما أبغى أرجع , ماهمني لا في شهادة ولا في غيره , أكمل دراستي هنا , يعادلون المواد يسووووون أي شي ..
واحتد صوته وهو يكمل : أهم شي ما أرجع هناااااااك ..
ولمن شاف عمر ملتزم الصمت سأله : اش فيك ساكت ؟؟ قول شي ..
زفر عمر وقال وهو يطالع في الطاولة المفككه : ما أدري اش أقول لك , إنت ما تبغى تسمع لأحد ..
طالع فيه عبد الرزاق بصدمة وقال باستنكار : دحين أنا جاي لك وتقول إني ما أبغى أسمع لأحد ..
طالع فيه عمر وقال بحزم : ولو قلت لك روح كمل الثلاثة أشهر اللي بقيت لك تروح ..
سكت عبد الرزاق للحظة وقال بعدها : لا ..
هز عمر اكتافه وقال : شفت , إنت ما تبغى تسمع لأحد عشان كذا سوي اللي يريحك , عبدالرزاق هذا مستقبل , لا تستنى من أحد يوافقك على اللي تسويه , بعدين بعد ما تفوق من صدمتك ووجعك بتقول ياليت وياليت وبتحط اللوم على كل واحد ما وقف في وجهك وقالك إرجع لمستقبلك , إنت تستنى أحد يقولك أقعد عشان لمن تندم ما تحس باللوم الكامل يقع عليك , في أحد تشاركه هاللوم ..
وسكت وقال بعدها بحزم : إنت إتخذ الموقف بنفسك و تحمل تبعياته ..
طالع فيه عبد الرزاق بصمت وقام بعدها وسحب شماغه وخرج , سابه عمر وما حاول يوقفه , ولمن انصك الباب زفر وقال : الله يسهل لك أمرك ويوفقك للي فيه الخير ..



*************************

في نفس الوقت في فيلا صالح :

دخل عبد الإله وهو يحس التعب هاد جسمه هد , من رجع من العمل راح لجدته عشان يفطر عندها لكن حسان ماخلاه ينام ساعة على بعضها , ما حسب فطر وجا عشان يريح شويه قبل صلاة العشا , لقي باب غرفته مفتوح استغرب ودخلها وطالع فيها , كانت مرتبة زي ما هو معتاد لكن نورها كان مفتوح , قبل ما يخرج انتبه لدرجه كان شبه مفتوح , فتحه وطالع فيه , هو صح مهو متذكر كيف كانت أوراقه وأشياؤه لكنه حس إنه في أحد لعب فيه , تأكد من كل شي وخرج بسرعة وطلع لعهود , أمه قالت له إنه مافي غيرها في البيت , أول ما وصل للصاله انصدم بالمنظر اللي قدامه , كانت وحده فاتنة قدامه تمشي بكل ثقة في الصالة كإنها صاحبة البيت , جسمها الممشوق محشور في بنطلون برمودا جلد أسود و بلوزة علاقي حمراء عليها كتابات سوداء , وصوت بوتها الأحمر العالي يسوي صدى غريب في أرجاء المكان , التفتت له وشهقت وهي تلف عنه تحاول تختبئ عنه , شعرها الناعم تتطاير مع إلتفاتتها , تراجع وقال وهو يلف وجهه : السموحه ما كنت أدري إنه في أحد ..
خرجت عهود من الغرفة على صوت أخوها وقالت بصدمة : عبد الإلــــه , اش
جابك ..
ولفت على جيهان وقالت : سوري جي جي , دقيقة وراجعة لك ..
ونزلت لعبد الإله اللي قال بحزم : ليه ما قلتولي إنه فيه أحد ..
قالت عهود بدون اهتمام : أنا قلت لأمي إنه جي جي ما حتجي لكنها طلعت مسويتها لي مفاجأة وجات ..
قطب حواجبه وقال : جي جي ..
ضحكت وقالت : جيهان بس أدلعه جي جي ..
زفر ومط شفايفه بضيق و قال وهو يروح لغرفته : قولي للشغالة مرة ثانية لمن تنظف لا تلعب بأدراجي , هذا اللي ناقص بعد ..
وقبل ما يدخل لف عليها وقال : وهي عادي عندها تمشي كذا وسط المكان ؟؟
قالت بدفاع : والله قلت لها ما في أحد غيرنا اش دراها هي إنك بتطب عليها فجأة ..
سأل قبل ما يتحرك : لا يكون هي نفسها بنت الـ .... اللي توصلك من الجامعة أحيانا ..
ابتسمت قالت بتريقة : إلا هي ما غيرها , وتراها مهي متزوجة في حال تسأل يعني ..
رماها بنظرة طفش وقال : ماكنت بأسأل هالسؤال ..
ودخل غرفته وصك الباب بقوة , طالعت في الباب وطلعت لجيهان , لقيتها جالسة على سريرها هي تلعب بوحده من المجلات , لفت عليها جيهان وقالت وهي تحط رجل على رجل : لا تقولين لي هذا عبدالإله , ما صدقت إنه هو ..
قالت عهود : إلا هو ما غيره ..
سرحت بأفكارها شوي وقالت : ماشاء الله عليه حلو ..
ضحكت عهود وقالت : بس مو أحلى مني ..
ابتسمت جيهان وقالت : إي طبعا , هذا مؤكد , إلا ما قلتيلي , الكيس اللي أعطيتيني إياه لساعه عندي , اش تبغيني أسوي فيه ؟؟
سكتت عهود شويه بعدين قالت : جي جي ما أبغى أفكر في شي دحين , أنا إلى الآن ماني قادرة أنزع صورة البندري من عيوني ..
زفرت جيهان وقالت وهي تضمها : حبيبتي خلاص , هو الموت كذا , يجي ويروح , العمر ما يوقف بموت أحد , صح ولا لا , إلى متى بتفكرين في البندري وتهملين عمرك , طالعي شكلك كيف صار , قومي , قومي خليني أسوي لك ريفرش لوجهك ..
وبعدتها وخرجت شنطة مكياجها من الشنطة وهي تقول : والله لو يشوفك فوفو وإنت بهالشكل يعافك ويروح يدور على وحده غيرك ..
وبدأت تحط لها شوية من الأساس وهي تكمل : حبيبتي الموت مو نهاية العمر ..


******************************


بعد العشاء في فيلا أحمد :

طالعت الهنوف في العنود وقالت : عنيد متأكدة ..
بلعت العنود ريقها وطالعت في باب غرفتها المغلق وقالت : إيوه ..
وتقدمت ودخلت المفتاح في الباب وأول ما سمعت صوت القفل حست بعصرة في قلبها , فتحت الباب وطالعت من زاوية عينها لداخل الغرفة , كانت ريحة الهواء المكتومه تحمل ريحة معطر الجو اللي دايم يستخدمونه , تخطت عتبة الباب وانعصر قلبها أكثر لمن شافت فستانها المرمي على السرير بجانب صندلها العالي وبعض أشياء الفرح , تحركت بسرعة وشالت الفستان والصندل وحطتهم على جنب وتحركت لدولاب الملابس تبغى تفرغ أشياء البندري الباقية واللي سابتها عندهم لأنها ما تبغى تاخذها لأمريكا وفي نفس الوقت ما تبغى تتخلى عنها , حاولت قد ما تقدر ما تجي عينها على سرير البندري ودرجها وركنها الخاص فيها , سحبت الكرتون اللي جابته لها نور وشالت ملابس البندري بسرعة وحطتها في الكرتون , كانت محرمة عليهم يتدخل أحد ويمسك أشياءها غيرها هي , وقفت الهنوف عند الباب تطالع فيها بتماسك وهي الثانية تحاول ما تطالع في سرير البندري اللي كان لحافه منزاح على نفس الوضعية اللي كانت نايمه فيه آخر مرة , فرغت العنود الدولاب بسرعة وتحركت للسرير , شالت اللحاف وهي تحاول تبعد طيف البندري عنها , طبقت اللحاف وحطته على جنب وشالت غطاء السرير وطبقته و نزعت لبس المخده وحطته على جنب , وتحركت بعدها وتساعدت مع نور وسيتي و شالوا الطراحة وخرجوها , سابت التسريحة زي ما هي لأنها مشتركة بينهم وتوجهت للدرج , أول ما فتحته جات عينها على المجلات اللي كانت دايم تقرأها , سحبتها ورتبتها في كرتون جديد ولمن وصلت لدفاترها المحتفظة بها من أيام الثانوي شالتها وحطتها فوق سريرها , كان من المستحيل عليها إنها تتخلص منها , نظفت الأدراج وخلتهم يشيلونها بكاملها و لمن وصلت للركن الخاص فيها واللي يحوي كل هداياها و تذكاراتها اللي تحب تحتفظ فيها حست إنها بتتخلص من البندري ذاتها , تحركت الهنوف وخرجت من الغرفة عشان تتأكد إنه أمها ما صحيت من النوم لأنهم ماكانوا يبغونها تحضر هالموقف , ترددت العنود للحظة وبعدها حطتها كلللها في كرتون صغير بعد ما شالت أوراق التذكارات وقالت لسيتي : سيتي حطي كل هالأشياء مع التبرعات , والمجلات والأوراق كلها تنحرق ..
و لمن خرجو بالكراتين , طالعت في السرير الفارغ ولفت على لحافها ومخدتها اللي لسه ما شالوها , اغتنمت إنه ما في أحد عندها وحضنتها بقوة وهي تشم ريحة عطر البندري المميز , حست بالدموع تحرق عيونها لكنها كبتتها بقوة وبعدت عنها قبل محد يجي ويشوفها , ولمن جووا الشغالات وشالوها طالعت فيها بحسرة وهي تغرق في ذكريات سنين عاشتها مع البندري في نفس الغرفة , حتى دعاويها وهي تطلب من ربها إنه يفكها من البندري وإزعاجها استعادتها , خرجها من ذكرياتها يد حنونه على كتفها , التفتت للوجه المحمر من البكاء وابتسمت وقالت بصوت متحشرج : مدينه تصيحين على إيه إنت ووجهك ..
قالت سيتي وهي تمسح دموعها بطرف طرحتها : اس هادا أنووووووود , اس مدينـــه أنا سيتيييييييييييييي ...
ضحكت العنود رغم وجعها وقامت وتساعدوا عشان يقلبون السرير الخشب اللي عزمت تخرجه , كان ثقيل فقالت نور : سيلي هذا خشبة أول بأدين سيلي سرير ..
أول ما شالوا الخشبة اللي تسند الطراحة انصدمت العنود باللي شافته تحت السرير ..



*************************

اسير الصمت
09-09-2012, 05:18 PM
في الرياض يوم الأربعاء 12 / 9 / 1427 هـ :
في شقة نجلاء بعد صلاة العصر :

ابتسمت نجلاء لسحر الجالسة بهدوء جنب أبوها اللي قال : كيف حالك يا هيومه ؟؟
ابتسمت هيام لخالها وقالت : يسرك الحاااااااااااال , كيف حالك خالو ؟؟
قال بهدوء : الحمد لله , جزاكم الله خير على الدعوة ..
قالت هيام : إيييييه وجدتي سلمى ودها تذبحنا تقول ما لقيتم تعزمونه إلا يوم الربوع ..
ضحك وقال : ما عليك جدتك أروح لها إن شاء الله بعد التراويح ..
قالت نجلاء : بنات روحوا لوسام , أكيد حايسة في المطبخ ..
قامت سحر وهيام وراحوا وهيام تسأل سحر بحماس عن شعورها إنها بتقابل زوج وفاء وأولادها ..
طالع عبد الكريم في نجلاء وسأل بهدوء : فهد رجع واتصل عليك ولا حاول يجيك ؟؟
هزت نجلاء راسها وبدأت دموعها تنزل بلا مقدمات , قام من مكانه وجلس جنبها وقال بقلق : خير يا نجلاء ..
همست بوجع : أي خيييييييييييير ؟؟ أي خير وأنا من أمس ما غمض لي جفن , عقلي ما وقف من كثر التفكير وقلبي مع كل دقيقة يزيد وجعه ..
حط يده على ظهرها بحنان وقال : نجلاء إنت تعرفيني و ..
قاطعته : مو عشاني أعرفك قلت لازم أقولك , لازم أستشيرك ..
ولمن شافت نظراته الهادئة المتزنة بدأت تحكيه الحكاية بتلعثم لكن على إنها جارتها هي اللي شكت لها اللي صار وقالت كل شي و أغفلت صاحب الاتصالات , كانت تشوف ملامح عبد الكريم المذهوله وبعدها المتقززة الممزوجة بوجع وأخيرا الألم الصارخ , قال بهمس : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله , الله يجيرنا , أي أب هذا ؟؟ مستحيييييييييييل اللي أسمعه , أي أب هذا ؟؟
قالت نجلاء بتوتر : طيب اش الحل ؟؟ الحرمه المسكينة مهي عارفه اش تسوي ؟؟ توها اللي عرفت ..
قال بهدوء : تروح تكشف على البنت ..
قاطعته : البنت مقتنعه إنها ما عاد هي بنت و المشكلة إنه البنت كبيرة ورفضت خطاب كثير ..
قطب حواجبه وقال : أنسب حل إن الأم تصارح أحد من العايلة ثقة وتقوله على الموضوع بدون ما يدري الأب وتخليه يتصرف مع الأب يخليه يعترف عشان يطلعون ورقة طبية للبنت ولا يحل المسألة بأي شكل ثاني ..
سألته بلهفة : ممكن يطلعون تقرير طبي ..
قال : ممكن لكن بصعوبة , يعني المفروض يكون التقرير بعد الحادثة ومن كانت صغيرة , لكن وهي كبيرة صعب جدا إنهم يطلعون لها تقرير طبي , هي كم عمرها البنت ؟؟
قالت باندفاع : 33 سنة ..
انصعق من العمر ومن عقله اللي بدأ يأكد له بعض التوهمات اللي كان يبعدها عنه , غطت نجلاء فمها وطالعت فيه برعب زاد لمن فز عبدالكريم وهو يهمس بصوت غريب : إنت تتكلمين عن وسام ..
هزت راسها بلا وحاولت تتدارك الموضوع لكن صرخة القهر اللي اختلطت بصوت اصطدام قبضته بالجدر خلتها تسكت , جلس على الكنب بانهيار وغطى وجهه وهو يتنفس بحدة , دخلت سحر جري ووراها هيام , طالعت سحر برعب في أبوها وقالت : أبويـــه ..
وجريت له , أشر لها ما تقرب منه وقام بسرعة وخرج من المجلس , وسام اللي جات لعند الباب تراجعت واندست لمن شافته خارج بسرعة , طبق باب الشقة وراه بقوة , دخلت للمجلس وهي تسمع سحر تسألها بخوف : عمه اش صااااااااار ؟؟ اشبه أبويه ؟؟
ولمن شافت نظرة نجلاء مركزة عليها حست بطعنة في قلبها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااا , لاتقولين إنك قلتيله ؟؟ تكفين يا أمي لا تقولين إنك فضحتيني !! لاااااااااااااااااااااااااااااااا ~ بعدت عن باب المجلس وجريت لغرفتها , صكت الباب بالمفتاح وجلست على السرير وهي قابضة على موضع قلبها اللي تحسه بيخرج من شدة ضربه , غمضت عيونها وغطت فمها عشان ما تصرخ بطول صوتها وصوت بداخلها يردد ~ عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ~ آية كانت دائم ترددها معلمتها في الثانوي و اللي توفت بالسرطان في عمر يناهز الـ 34 , معلمة كيمياء كان لها عظيم الأثر في قلبها الغض اللي ما سمح له عقلها بأن يحلم أحلام الشابات في سنها بعريس يعشقها ويدللها , بيت صغير يضمها معه وتكون هي ملكة هذا البيت , إيمان هالمعلمة وصبرها وحضورها للمدرسة لأداء واجبها رغم أوجاع المواد الكيماوية اللي تسري في دمها واللي صحرت لها رأسها اللي كان يرفل بشعر طويل هو اللي منحها بعد الله هذا الإيمان الراسخ إنه ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , وما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك وخلاها تردد دائما عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , أخرجها من عمق آلامها صوت نجلاء اللي دقت الباب وهي تقول : وسام افتحي الباب ..
لأول مرة في حياتها تتلحف بلحافها وتغطي راسها بالمخدة وهي تتجاهل نداءات نجلاء , كانت تحس بطعنة في قلبها وبجسدها أصبح عاري رغم الملابس اللي تثقله , ضغطت على المخده أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ سيبونيييييييييييييييييييييييي , ما أبغى أحد , ما أبغى أحد ~ ..


***************************


في جدة :
في فيلا حمده قبل أذان المغرب :

كانت سفرة الرجال ممدوده في غرفة حمده ومحطوطه كل الصحون فيها , وسفرة الحريم اللي في المجلس شبه خالية , لفت سارة المربعة على صدر السفرة بوزها وقالت : نصووووووم نصوووووووووم ونفطر على بصل ..
ضربتها سمية على راسها وهي تقول : من وين جايبه هالكلام يا لخبلة ؟؟
قالت سارة وهي تحط يدينها على خصرها : اش معنى الرجال عندهـــم من كل شي
اثنيييييييييييين هااااااااا وإحناااااااااا يا حسرة , نحلف على اللقمة هااااااا ..
طالعت فيها العنود وقالت بتريقة : إحلفي إنت بس هااااااا , إحلفي ..
قالت ببراءة : والله ..
دفتها وقالت : أقووووووووول قومي بس , قال نحلف على اللقمة أموت وأعرف مين حفظها هالكم كلمة ..
طالعت فيها سارة وقالت : موعشانك نحيفة عصلا هاااااااا ما تاكلين تحسبينا زيك ..
قامت العنود من السفرة وقالت : أنا عصلا يا أم كرررررررررش ..
جريت سارة لأمها وهي تقول : يا ماما مكنسة خشب تلحق ورايا ..
جرتها العنود من شعرها و نورة تقول : بنت , استحي هذا طولك تراعين بزرة ..
قالت العنود وهي ترجع لمكانها في السفرة : عمتي هذي بزره والله لسانها متبري منها الملسونة ..
لفت سارة بوزها ولمن شافت أسماء جالسه على السفرة قالت بلا مقدمات : أسماء جالسه على السفرة لييييييييه وأنا شايفتك هااااااااا اليوم الظهر تاكلين ساندوتش جبنه ..
تلون وجه أسماء وانفجروا البقية ضحك خاصة لمن ضربتها أمها وهي تقول : بس , صدق ملسونه , قلت لك عشانها وجعانه وبطنها تعورها فطرت ..
حكت سارة ذراعها وقالت : طيب أنا وجعانه و أكح ليش ما أفطـــر زيهاااا هاااااا ..
قالت العنود : ويعل يصيبك ما صاب أسماء على وعسى تعقلين ويصير عندك شويةمخ ..
سألتها سارة ببراءة : ليش الوجع يعقل الواحد ؟؟
زاد ضحكهم على براءتها , قالت العنود : سارونه تراني فاهمتك زيييييييييين , كنت زيك وأنا في عمرك أحط نفسي غبيــــــــة وأنا أعرف الكفت وين يودي عياله ..
مدت ساره لسانها وعضته وعيونها تلمع بلمعة شقاوة , لفت ريم على العنود وقالت : إلا صح , وين يودي الكفت عياله ؟؟
وبعد الإفطار قاموا يصلون وبعد ما رجعوا الرجال من الصلاة نادت العنود جاسم و قالت وهي تناوله ظرف مغلف : شوف أمانه معاك ما يفتح هالظرف إلا أزهار ..
أخذ الظرف منها وقال : ترا الأمانه ما تجوز ..
قالت : طيب أسألك بالله , هذا الظرف خاص بأزهار , ومن يوم تعطيها إياه خليها تتصل علي ..
طالع في الظرف الأبيض المكتوب عليه بخط اليد (( خاص بأزهار )) وسأل : طيب من مين ؟؟
سكتت للحظة بعدين قالت : مني , أعطيها إياه وخليها تتصل علي ..
هز أكتافه وراح وهو شايل الظرف , طالعت في الظرف بصمت وهي تتذكر صدمتها لمن شافته تحت السرير , رجعت للمجلس وهي تحس عقلها في عالم ثاني , كان ظرف أزهار محشور مع ظرفين ثانية , فتحت شنطتها وطالعت في الظرفين بتردد ورجعت قفلت الشنطة , كانت تحس ضربات قلبها تزيد كل ما فكرت بالمظاريف واللي بداخلها ..



********************************

في الرياض :
في شقة نجلاء :

رفعت سحر راسها لمن حست بعيون تحدق فيها , أول ما وقعت عيونها على راكان وريان خفضوا بصرهم وكل واحد يدق الثاني ويحط نفسه يتكلم معاه , ابتسمت ولفت بإحراج على ماجد زوج وفاء واللي يعتبر أبوها بالرضاع , هي دخلت وصافحتهم باليد وجلست قريبة بعيدة عنهم , قالت وفاء تكمل السيرة الذاتية : سحر , راكان خاطب بنت عمه وإن شاء الله ملكتهم قبل زواج ماهر وريان لسه باقي له سنتين ويتخرج ..
قالت رولين أختهم اللي في الثانوي : وصاج راسنا يدور على عروسة ..
ابتسمت سحر لمن شافته يفرصع عيونه لها يعني اسكتي ~ هذولي أخواني , وااااااي يا حلاة السالفة أنا أكبر منهم يعني أخوان أصغر مني أخيراااااااااا ~ صح ماكان ذاك الفرق بينهم , راكان أصغر منها بسنتين وريان بأربع بس برضوا اسم إنهم أصغر منها , كانت تفضل إنها تلتزم الصمت في أول مرة لكن راكان وريان اللي خبالهم يشبه خبال التوأم خلوها تضحك على تصرفاتهم وهي تجاوب على أسئلتهم الطويلة العريضة بدون تكلف ..
قامت نجلاء من عندهم لمن شافت عبد الكريم يطالع فيها بنظرات غريبة وراحت وسابت لهم المجلس , شافت هيام عند الباب تتسمع للي يصير , قالت بغيض : متى يروح ماجد ؟؟ طولها وهي قصيرة , أبغى أدخل أتونس مع سحر وريانو وراكانو اش هذاااااااااا ..
ولحقت أمها وهي تزن على راسها , طالعت نجلاء في غرفة وسام اللي ما زالت مغلقة وهي تحس بقلق عليها ..
: نجلاء ..
التفتت لعبد الكريم وقالت بلهفة : هلا ..
لف عبد الكريم على هيام وقال بلطف : ترى راح ماجد إذا تبغين ..
ماخلص كلمته إلا وهي طايرة للمجلس عند أختها وعيالها , طالع في نجلاء وقال : وسام دريت إنك ..
قالت تقاطعه : حست , أنا ما قلتلها لكنها فهمتها ومن دريت وهي قافلة على نفسها الباب من قبل الفطور ..
زفر وقال بحزم : ما في إلا حل واحد ..
طالعت فيه بامتنان وهي تقول : قولي ريحني ..
قال بهدوء : وطبعا لازم ما نستعجل فيه , أبغى أدور لها بنفسي على شخص ثقة ممكن يقدر ظروفها ..
قالت متفاجئة : قصدك عريس ؟؟
هز أكتافه وقال : هذا الحل الوحيد لكن ما بأقدم على هالشي إلا برضاها , و إذا كان هي مرتاحة بوضعها الحالي أنا لا يمكن أضغط عليها وأجبرها على فعل شي هي ما ترضى به , هذا اللي أنا أقدر عليه غيره ما عندي حل , وشوفي لا تكلمينها دحين , خلي الموضوع يهدأ شويه لأنها أكيد مجروحة , يعني على العيد كذا إذا ربي أحيانا تكون نسيت الموضوع , فاتحيها فيه وقوليلها إنه وعـــد مني محد يدري بهالموضوع واسمها ما بأقوله إلا لمن أتأكد تمااااام التأكد إنه هالإنسان راضي بها وبوضعها , اش رايك ؟؟..
فكرت نجلاء طويل وهزت أكتافها وهي تقول : أنا لو عندي رأي كان ما لجأت لك , إنت رجال وأحكم مني في هالمواضيع , أنا بأسوي زي ما إنته تقول والله يقدم اللي فيه الخير ..
زفر وقال يأيدها : الله يقدم اللي فيه الخير ...



****************************


في جدة :

حست بخفقات قلبها تهدر وهي تطالع في الأوراق برعب ~ مستحيل , اللي قاعدة أقرأه مستحيييييييييييييييييييييل , هذا كابوس , كابوووووووووس ~ رمت الأوراق وطالعت فيها كإنها تطالع في وحش مفترس , هزت راسها بلا ورجعت سحبت أول ورقة خرجتها من المظروف (( لمن تقرئين كلماتي هذه حأكون وقتها ماني موجوده و .... )) رمت الورقة دارت في غرفتها وهي تقول : مستحيييييييييييييييييييل اللي قاعد يصير مستحيل ..
ولمن انفتح باب الغرفة التفتت وهي تصرخ : مين سمح لك تدخلين ..
انصدمت ريم من ردة فعلها ووقفت متصنمة عند باب الغرفة , قالت عهود وهي تتقدم لها بعصبية : في شي اسمه استئذااااااااان ..
ودفتها برى الغرفة وصفقت الباب بكل قوتها , غمضت ريم عيونها بقوة وحست بالهواء يصفع وجهها من قوة الصفقة , فتحت عيونها بذهول وقالت : بسم الله الرحمن الرحيم , هذي اش فيهاااااااا ؟؟
زفرت عهود بقوة وطالعت في الأوراق ودعستها بغيض وهي تقول : لساعك ما متي , مامتي , هذي لو أحد قراها ..
وتفلت على الأوراق بغيض وراحت لجوالها ودقت على رقمها بسرعة , أول ما وصلها الصوت الأنثوي الرخيم قالت بسرعة : جي جي إلحقيني ..


*************************

ما كان هاين عليها تصحيه من نومه , تعب وهو يسوي العفش والكنب والأشياء زي ما تطلب منه , دنقت عليه وهزته بخفه وهي تهمس : عمور , عمور ..
فتح شويه من عيونه وهو يقول بصوت نايم : هاااااااااا ..
ضحكت على صوته وهمست : تراني عاير تلك الساعة قبل صلاة الفجر بساعة وحطيتلك السحور في الفرن بس سخنه شويه وكله طيب ..
همهم بشكر غير مفهوم , مسدت شعره وهمست : أنا رايحة دحين , مع السلامه ..
وسلمت على راسه وخرجت وهي تعدل عبايتها , شهقت وهي تسمي لمن شافته قدامها وسط الظلام وهمست : جسوم , بغيت تجيب أجلي ..
رماها بنظرة حاده وهو يقول : لا والله , ليه ما حضنتيه كمان و ..
حطت يدها على فمه وبعدته عن الغرفه وهي تهمس : لا تصحييييييييييه , تعب من كثر الشغل , بعدين اش هالغيرة أخويه ..
رماها بنفس النظرات , ضحكت وهمست بلغة عربية فصحى : هو أخي الوحيد و أنت زوجي الحبيب العتيد ..
وسحبته من يده وهي تطفي نور الصالة وتخلي نور المطبخ والمدخل : يلا تحرك يا مدلع ..
ولمن شافها وهي تتغطى وتلبس قفازتها رغم إن الساعة 1 الليل ابتسم وقال يمازحها : حي على الجهاد ..
رمته بنظرة حاده وقالت : لا تتريق ..
وكملت بدلع : ترى يتأزم ...
كمل عنها : النونو , يا ذاااااااا النونو , حتى أبوي طايح فيه هو وأمي , لا تزعلها ترى الجنين يتأثر , لا تكدر خاطرها ترى الجنين يحس بأمه ..
ضحكت من قلبها وقالت : الله لا يحرمني من بابا وماما حبايب قلبي , ما يحس فيني وفي ضعفي إلا هم ..
صك الباب وتبعها وهو يقول : الله يا ضعفي , والله ما دروا عنك قووووووووية ..
لفت عليه ورفعت غطاها وطالعت في ببراءة وقالت وهي ترف بعيونها : أنا قويه ؟؟ أنا أضعف ما خلق ربي ..
سحب الغطى وقال : إمشي قدامي وإنت ساكته , قال أنا أضععععف ما خلق ربي قال ..
ولمن ركبوا السيارة , تذكر وقال : في ظرف من العنود تلقينه ...
وصرخ وهو يقول : جلستي فوقه ..
بعدت عنه بفجعة وقالت وهي تسحب الظرف من تحتها : فجعتنييييي ..
قال : غصب ما تحسين , إنتي مو الأميرة وحبة الفول إنت الأميرة وحبة الحبحب ..
قالت باستنكار وهي تفتح الظرف : جاااااااسم ..
قال مؤكد : إلا المرة اللي فاتت جلستي على جوالي وما حسيتي و المرة اللي قبلها نظارتي الشمسية و عفتي يدها المسكينة و ...
قاطعته بعصبية وهي تسيب الظرف : محد قالك تحط أشياءك على مقعدتي ..
قال بضحكه من عصبيتها اللي صار يموت عليها : وإنت ليش ما تطالعين لمن تجلسين هاااااااا !!! ..
لفت عليه وأشرت على غطاها وقالت : أنا أشوف شي من غطاي , بعدين محد قااااااالك تخلي مكاني طاولة تحط عليها أشياءك , يا خي حطها قدامك ولا بين المقعدين و لا...
وسكتت لمن شافته يقاوم ضحكته , مسكت الظرف وضربته به وهي تقول : لا عاد تعصبنييييييييييييي لأنه ...
قال قبلها : يأزم النووووووونوووووووووو ...
وانفجر بالضحك , قالت بغيض : لازم أدور شي ثاني غير يأزم النونو ..
وخرجت الأوراق من الظرف , أول ما لمحت صورة البندري المقربة لوجهها المبتسم حست بالسكاكين تنغرز في قلبها , رجعت الأوراق بسرعة وصكت الظرف وهي تدعي إنه جاسم ماشاف شي , التفت لها جاسم وسأل : اش فيه ؟؟ اش راسله لك العنود ؟؟
قالت وهي تتمالك نفسها : أسرار حريم ..
ورفعت غطاها وطالعت في الكتابة اللي على الظرف ومن شافت الخط عرفت إنها من البندري , غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ عشان كذا الصور حراااااااااااااااام , لأنها تجدد الأحزان , آآآآآآآآآآآآآآآآآآه يالبندري , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ياقلبي ~ , تمالكت نفسها إلين وصلت البيت , وبعد ما نام جاسم خرجت من غرفتها وراحت لغرفة التلفزيون , طالعت في الظرف بتردد ورجعت فتحته بيد مرتجفه , أول ما شافت صورتها , كانت متكيه بذقنها على يدينها المعقودة وتطالع في للأمام بثقة وانطلاق , عيونها , بسمتها , كل شي فيها كإنها حيه أمامها ضمت الصورة وصاحت من قلبها ~ ربي ما يحرم شيء عبث ~ حست بكل أوجاع الدنيا ترجع لها , كل حزنها اللي حسته وهي تصحيها وهي على سرير الصالون يرجع , بعدت الصورة وتأملت الصور اللي بعدها , صورة لها وهي متلثمه بطرحتها وثانية بشماغ و ثالثه بطرحة وهي كاشفة الوجه ولمن وصلت لكومة الأوراق المطبوعة بالكمبيوتر لقيت ملاحظة صغيرة بخط اليد عليها (( هذي الصور هي بداية طريقي معه , هذي هي أول صور تبادلتها معاه )) ..
شافت الأوراق المطبوعة كانت عبارة عن محادثاتها معه في الانترنت , تصفحتها بسرعة بدون ما تطالع في أي حرف فيهم وتوقفت عند ورقة بيضاء كتبت فيها بخط اليد ..
(( لمن وقع علي جاسم وعرف كل شي , ضربني ضربة وحيدة لكنها انحفرت بقلبي و كسر جهازي وكان هذا ليلة زواجك , ولمن تذكرت إني حافظة كل أشيائي في فلاش ميموري قررت إني أطبعها لك لأني أعرف إنك بتستفيدين منها , أبغاك تخلين منها عبرة لكل وحده حاولت تمشي في طريقي , كيف هذا إنتي شوفي لها حل لأني بأكون في أمريكا إذا ربي أحياني , وياليت ما تتصلين علي بعد ما تقرئين الأوراق لأني مستحية منك ولأنه الدقايق لأمريكا غاليه , يعني لا تقصمين ظهر أخويه بالفواتير هههههههه , إذا تقابلنا بعد فترة قوليلي إش سويتي في هالأوراق وقوليلي رأيك فيني , وإن شاء الله حأقولك أنا وقتها إنه هذا كله ماضي وإني صرت أحسن و .... لا تنسيني من دعائك ........ صغيرتك بندوري ))
هزت راسها وهمست : ما بأقابلك في الدنيا يا البندري , ما حأقابلك فيها أبد ..
ولمن جات بترجع الأوراق شافت ورقة بداخلها , خرجتها و انصعقت بالكلمات المكتوبة فيها , انزلقت الورقه من يدها وطاحت على الأرض , حطت يدها على موضع قلبها ورجعت طالعت في الورقة وهي تهز راسها بلا وغطت وجهها وهي تهمس : رحمتك يارب , سترك وعفوك ياااااااااااارب ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
(( عهود يا أزهار , انتبهي منها تراها تكرهك لأنه جاسم كان مفروض يخطبها قبل ما يصير الحادث ويتزوجك وحتى بعد الحادث كانت على أمل إنك تتطلقين ويرجع لها , هي مستحيل تتنازل عنه لأنه الوحيد اللي ممكن يستر عليها وما يفضحها , تراها معايا في نفس المركب ومازالت , سامحيني ما قدرت أوقف في وجهها بعد ما تبت , ولا قدرت أغير منها شي , سامحيني )) ..



******************************

.................... يتبع ..

اسير الصمت
09-09-2012, 05:21 PM
دخلت غرفة النوم اللي كانت مظلمة , ومن النور المتسلل من الصالة شافت الأوراق المتناثرة , طالعت في أختها المستلقيه على السرير و لاحظت إنها تبكي بصمت , جريت لها ولفتها وهي تهتف : عنووووووووووود , اش فييييييييييييييييك ؟؟
~ يمكن تذكرت البندري لأنها أول مرة تنام هنا , يمكن فقدتها , ولا ~ سكتت وهي تطالع في الأوراق , تقدمت لها وانحنت , قبل ماتلمسها وصلها صوت العنود المخنوق وهي تقول : لا تقرينها , لا تلمسينها ..
رفعت الهنوف نفسها وطالعت في العنود اللي رجعت دفنت وجهها في المخده وهي تقول : هنوف الله يخليك أبغى أكون لوحدي ..
تقدمت الهنوف وزحفت اللحاف ودخلت جوته وضمت العنود وقالت بعناد : و أنا ما أبغى أكون لوحدي ..
وغمضت عيونها بقوة , ابتسمت العنود من بين دموعها وقالت : صدق لا قالوا عنك خبلة , يعني دحين لا غمضتي عيونك بقوة ما بأقدر أشيلك وأرميك برا الغرفة ..
ومسحت دموعها وتغطت باللحاف وهي تدفن وجهها في المخده , وبعد لحظة صمت طويله ما يخترقها إلا صوت المكيف اللي يعلو بين فترة والثانية مختلط بشهقات العنود اللي حاولت تكبتها قالت بصوتها المخنوق : تخيلي خطبني وملك علي وهو يحسبني صايعة ..
رفعت الهنوف راسها وسط الظلام وسألت بحيرة وهي تحاول تشوف تعابير أختها : مين قصدك ؟؟
قالت من بين شهقاتها وهي تمسح دموعها بقفى يدينها : من غيره , المحروس الدببببببببب عدنان ..
هتفت باستنكار : عدناااااااااان , يحسبك صايعة ليه ..
أشرت على الأوراق وهي تقول : طالعي محادثات باسمي معاه , و كللللللها يهزئني فيها وأنا ألاحق وراه ...
قامت الهنوف وفتحت النور وتوجهت للأوراق تحاول تستوعب والعنود تكمل بألم : لا وآخر وحده كاتبه فيها اسمي بكل جرأة ووقاحة و راسلة صورتي تخيليييييييييي ..
وانخرطت في بكاء مرير وهي تكمل : الحماااااااااااار , الدبببببببببببببب , ليش تقدم لي و خطبني ؟؟ ليش وهو يعتقد إني صاحبة هالمحادثات ؟؟..
قالت الهنوف وهي تطالع في بعض المقاطع المكتوبة : وإنت مين وصلك هالكلام ؟؟
قالت بوجع وهي تقوم عن مخدتها : البندريييييييي , البندري تقول إنه عهود اقترحت عليها هاللعبة على عدنان لأن جاسم دايم يقول عليه ما هو حق بنات وخرابيط , ولمن صفعت عهود ذاك اليوم عند باب الكلية ليش كانت فاتحة وجهها وسيارة شباب واقفة ترمي عليها بالكلام حقدت علي وكتبت لعدنان إنها أنا ..
شهقت الهنوف وقالت : البندرييييييييييييي , متى ؟؟..
مسحت العنود عيونها وقالت : البندري كاتبه لي في رساله إنها ما رضيت باللي يصير لكن عهود هددتها بشي ما تقدر تقوله لي دحين , يمكن بعد ما ترجع من أمريـ ....
وصاحت مرة ثانية وهي تقول : ماكانت تدري إنها ما بتروح هناك , ماكانت تدري إنها بتمووووووووووووت ...
قامت الهنوف وضمتها وهي تقول : مو هذا الموضوع الآن , الموضوع هو عدنان ..
قالت بعصبية : لا تجيبين سيرته الدبببببببببببببببببببببببببب , والله لا أذبحه , لا يكون على باله ما خذني شفقة علي ليش أحبه ومتيمه فيه , ولا يحسب نفسه متحسن علي ..
وصرخت بقهر وهي تشد على لحافها , قالت الهنوف بخوف : عنووووووود ..
طالعت فيها العنود وقالت بغيض : وأنا أقوووووووووول ليش ما يتصل ويسلم , آآآآآآآآخ يالقهر , كرهتـــــــــــــه الحمااااااااااااااااااااااااااااااااااار ..
قالت الهنوف : إنت تصبين غضبك على الشخص الغلط , أنا أبغى أعرف عهودو من فين جابت صورتك وأرسلتها ..
قالت العنود وهي تضرب صدرها : عهودو خليها عليه إن ما ربيتها الحيواااااااااااانة , لكن القهر مو منها , ذيك الزفففففففففففففففففت مقدور عليها لكن عدنان ..
سكتت للحظة و صرخت بغيض : أكرهـــــــــــــــــــــه ..
ضحكت الهنوف غصب عنها , رمتها العنود بنظرات غيض وهي تقول : تضحكين ليه ؟؟
حمحمت الهنوف وقالت : أصلا إنت متى لحقتي تحبينه عشان تكرهينه ؟؟
مسكت العنود مخدتها ورمتها على الهنوف وهي تصرخ : فاااااااااااااااااضيـــه , إنقلعي براااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
قالت الهنوف وهي تضم المخده اللي ضربت في وجهها : أنا أتكلم من جد , الموضوع ما يحتاج هذا الصراخ كله , عدنان وصار زوجك , اش بتسـ ...
: اطلعي برااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
شردت الهنوف من الغرفة وتوقفت لمن وصلتها صرخة العنود : رجعي مخدتي يا سراااااااااااااااااقه ..
انتبهت للمخده اللي بين يدينها ضحكت ورجعت للغرفة ورمتها للعنود اللي طالعت فيها بحقد وهي تقول ببرود وهي تمسح دموعها : صكي الباب ..
ولمن ابتسمت صرخت : لا تبتسميييييييييييين ..
رصت شفايفها وصكت الباب , طالعت فيه بابتسامة وقالت : الله يعينك يالعنود ..
سحبت العنود أنفاس متقطعة ومدت يدها لعلبة المناديل ولمن حست الفراغ التفتت له ولفت بوزها لمن لقيتها مغلقة , رمت الكرتون على الأرض مع الأوراق اللي حستها تنزل عليها زي الصواعق , البندري أرسلت لها الأوراق اللي ما قدرت تواجهها بها وهي تعتقد إنها بتكون بعيدة عنها بالمسافات والجسد فقط , ما دريت إنها وقتها بتكون بعيدة عن العالم كله بجسمها و روحها ..
سحبت جوالها ونزلت الأسماء بسرعة إلين وصلت اسمه (( عدنان ولينا )) جات بتضغطه ورجعت تراجعت , لأنها معصبة وهي معصبة ممكن ترمي كلام زي السم على الطرف الثاني , بعدت الجوال عن يدها وهي تستهدي بالله , وأول ما تذكرت وحده من عباراته اللي كاتبها (( يفضل إنك تشغلين نفسك بشي أحسن من هاللي تسوينه )) , صرخت بغيض وقالت : لاااااااااااااااا وكله كوووووووووووووم و النك نيم كووووووووووووم , قال حورية بحر جدة وعععععععععععععععععع , أنا أكتب زي هالاسم وعععععع ..
ورجعت ربعت فوق سريرها وسحبت الجوال , طالعت في اسمه وغيرته لـ ( الدب ) ورجعت رمت الجوال بعيد عنها , غمضت عيونها تحاول تهدي نفسها ورجعت سحبت الجوال ودقت رقمه , ولمن تذكرت إنه يحسبها تحبه وميته عليه وإنه أكيد ما يتصل عليها لأنه عارف إنها بتتصل عليه صكت الجوال بسرعة ~ كيف ينحل هالموضووووووع كيييييييييييييييف ؟؟ أنا أستحي أقوله الحمد لله كيف أفتح معاه موضوع ليش خطبتني وإنت تعتقد إني صايعة ولا إني أنا من جد اللي كنت أراسلك , أصلا بيصدقني لو قلت له وحده حيواااااااااانه حقيرة من بنات عمي سوت فيني هالمقلب انتقام و .... ~ صوت رنين الجوال خلاها تفز من مكانها من الفجعة , طالعت في الجوال من دون ماتلمسه ولمن شافت ( الدب يتصل بك ) حست بقلبها في حنجرتها جريت خارجه من الغرفة وهي تصرخ برعب : هنووووووووووووووووووووووووووووووووووف ...
وفتحت باب غرفة الهنوف اللي كانت توها جالسه على السرير ومعاها مصحفها , فزت من سريرها وقالت : خييييييييييييييييييييييييييييييييييير , اش فيييييييييييييييييييك ؟؟ بتصحين أمي وأبويه يالمجنوووووووووووونه ..
أشرت لها على غرفتها وهي تنط وتقول : إلحقيني , إلحقيني ..
شهقت الهنوف وقالت بخوف : صرصار في غرفتك ..
ضربتها العنود وقالت بعصبية : لااااااا , هذا الدب متصل علي ..
عقدت حواجبها بحيرة وهي تقول : دببببببببببببببب ..
طقطقت بلسانها وقالت : لاااااا , قصدي .. هذا ... شسمه ...
وطقطقت أصابعها تحاول تركز أو تذكر نفسها وأخيرا قالت : عدنان ولينا , قصدي عدنان متصل بي ..
وسحبتها لغرفتها وهي تمسح بقايا دموعها وهي تقول : يكون حس بي ..
ضحكت الهنوف وقالت : كثري منها حس بك , ليه عنده قوة البايونك الستة ..
لمن وصلت للجوال سكت , زفرت براحة وقالت : صك , أشوه ..
وراحت تطالع في الجوال وهي تقول من دون ما تلمسه : توني كنت بأتصل عليه بألعن سلسبيله ..
رفعت الهنوف الجوال وقالت : وليش تطالعين فيه كذا كإنه بياكلك ؟؟
ولمن فتحت المكالمات قالت : والله إنك ماتستحين مسميته الدب , بنت في مكالمات صادره منك له ..
قالت العنود : بس ضغطت الرقم وقبل ما يرن صكيته يعني استحالة دق عنده ..
رن الجوال مرة ثانيه فرمته الهنوف لها وهي تقول : هو اللي يدق , ردي ..
هزت العنود راسها وقالت : مستحييييييييل , صدقيني بيسمع مني سبات تشيب راسه من كثر ما أنا حاقده عليه ..
قالت الهنوف بحزم : ردي , دحين يقول مطنشتني ..
لفت العنود راسها بعناد , مسكت الهنوف الجوال وضغطت الزر الأخضر وهي تشوف عيون العنود الناقمه , ناولت لها الجوال وهي تبتسم , أخذت منها الجوال بيد ومسكت يدها باليد الثانية وعضتها بقوة , سحبت الهنوف يدها وقالت بدون صوت : مجنونه ..
حطت العنود الجوال على إذنها بغيض , وأول ما سمعت صوته وهو يقول السلام جلست على السرير وهي تمسك بطنها , بالقوة مسكت الهنوف ضحكتها وجلست بعيد عنها وهي تسمعها ترد السلام بهمس ..
لحظة صمـــت تلاها صوته وهو يسأل : ديقتي علي ؟؟
فتحت العنود عيونها على اتساعها وطالعت في الهنوف برعب وهي تقول بتساؤل : دقيت عليك ؟؟
غطت الهنوف فمها تكتم ضحكتها خاصة لمن قالت بكل ثقة : لا ما دقيت ..
قام عدنان من سريره اللي كان منسدح عليه و جلس وهو يبعد الجوال عن إذنه وشيك على المكالمات التي لم يرد عليها ولمن شاف اسمها قطب حواجبه باستغراب ورجع الجوال وقال بتأكيد : اسمك عندي في المكالمات ..
~ طيب مشيها ياحماااااااار , حط نفسك غلطت , لاااااااازم تحسسني إني أنا اللي كنت أبغى منك شي ~ التزمت الصمت إعلانا لعدم إعجابها باللي قاله ..
سكت لفترة كان يستمع فيها لأنفاسها , ولمن حس إنها ما حترد قال : عنود ..
قام من السرير وأرهف سمعه وهو مستغرب صمتها ~ هي المتصلة , صار شي , ليش ما تتكلم ~ ..
~ أكرهــــــــك من قلبي , ليش خطبتني وإنت شاك فيني ؟؟ عادي عندك تاخذ وحده صايعه زي اللي كانت تكلمك ؟؟ أكرهك ليش ما تتصل فيني ؟؟ ~ كانت أنفاسها تتسارع بدون ما تحس بنفسها وكانت دموعها تحاربها ..
أول ما سمع تغير نفسها قال بقلق : عنود متضايقه من شي ؟؟
صرخت بغيض بداخلها ~ لا يا شيييييييييييييخ هو لو أنا متضايقه بأتصل علييييييييييييييك , ليه قلوا حبايبي , أروح لهنوف , لسفسفه , لريماااااااان , ما لقيت إلا إنت اللي ما أعرفك عشان أشكي لك ضيقي ~ همست بصوت طلع مخنوق غصب عنها : لا ..
ولمن شاف إنه ما حيخرج منها بشي ابتسم وقال : طيب كيف حالك ؟؟
غمضت عيونها اللي انسكبت منها دمعتين وهمست : بخير ..
قامت الهنوف وخرجت من الغرفة , مسحت العنود دموعها ورصت شفايفها بقوة وهي تستمع للصمت المطبق ~ ما عنده شي يقوله , ما عنده شي يقوله , أكيد يستنى مني أدير دفة الحديث بما إني صايعة زماني ~ ..
وصلها صوته المتردد هو يقول بخفة : ترا أنا بخير في حالة تبغين تعرفين أنا كيف حالي ..
وتلاه صوته الثابت القوي بعد لحظة صمت يقول : تراني ما أعرف أخفف دمي ..
ابتسمت رغم ألمها ومسحت دموعها وهي تسحب شهقات طلعت غصب منها ..
حس بالخوف يتجمع في قلبه , سأل بصدمة : عنود تصيحييييييييين ؟؟
كان أكثر شي يكرهه في الحياة هو دموع الحريم , يكرهها ويحسها تهز جسمه هز , دار في الغرفة وهو يستمع لصوت شهقاتها اللي زادت , فرك جبينه بحيرة وسأل : أحد زعلك ؟؟
ولمن ما سمع جواب منها همس : مفتقدة البندري ..
أول ما سمعت اسمها زاد بكاها وهي تقول : لااا ..
زفر براحة وسأل : طيب اش اللي مزعلك ؟؟
مسحت دموعها وجمعت كل شجاعتها وطاقتها وقالت بحزم : أخلي جاسم يقولك ..
استغرب وقال : جاسم , اش دخله ؟؟
قالت : هو يقولك , مع السلامة ..
طالع في الجوال بتعجب وقال : مع السلامـ ..
وانصك الجوال قبل ما يخلص رده , طالع في الجوال بحده ورماه بقوة وهو يقول : هذي اش عندها ؟؟
وجلس على السرير وهو يسترجع كل اللي انقال كلمة كلمة يحاول يستوعب شي من اللي صار , ورفع الجوال بيدق عليها مرة ثانية وتراجع لأنه ما بيلقى منها أي جواب , انسدح بغيض وهو يقول : أموت وأعرف الشباب يصكون الخط وهم مستانسين ليه ؟؟..
طالعت العنود في الجوال وراحت جمعت كل الأوراق ورجعتها في الظرف الثالث الموجه لها وهي تحس بحقد على عهود , دخلت عليها الهنوف وقالت : ها كيف ..
قاطعتها العنود : #### ..
شهقت وقالت : يا وصخه يا قليلة الأدب , رمضان وآخر الليل وتسبين بهالسبة ..
زفرت وقالت بحزم : قلت له جاسم يقولك ..
شهقت وقالت : إنت بتعطين الأوراق لجاااااااااااااسم ..
قالت بحزم : إيوه أجل أضيع مستقبلي عشان أستر على عهودو اللي ما فكرت فيني لحظة وهي تسوي سواتها السوداء ..
قالت الهنوف : وإذا ما صدق جاسم أو عدنان ..
لفت العنود وقالت وهي تأشر بيدها : طقاااااااااااق يطقهم الاثنين أسوي اللي عليه والباقي على الله ...
وتداركت وقالت : أو صححححح ما يجوز هالكلمة , أسوي اللي عليه وكللللللللللله على الله ..
ابتسمت الهنوف وقالت : الله يقدم لك اللي فيه الخير ..


***************************
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
يوم الأحد 30 / 9 / 1427 هـ :
بعد صلاة العصر بوقت :

: هذا آخر نهار في رمضان ..
زفرت سفانة وقالت بهمس وهي تقلب في الملابس المعلقة في المحل : تكفين يا ريم لا عاد تكررين هالجملة لأنها تجيب الغم ..
وبعدت عن علاقة الملابس وكملت : وبسرعة دوري على البلوزة الناقصة اللي تحتاجينها لأني لا يمكن أنزل في الليل لو على جثتي ..
قالت ريم وهي تقلب في الملابس بطفش : أنا مانزلت في الليل أول رمضان خلي عاد آخر يوم اللي كل الناس فيه تبدأ تتذكر أشياء بالكوم نسيتها طول رمضان ..
جات العنود وقالت : بنات هو السوق بضاعته معفنه و لا أنا ذوقي خرب ..
قالت ريم : والله السوق , ما عندهم غير القصير والعريان الله المستعان ..
قالت سفانة وهي تخرج تنورة عجبتها وانصدمت بطولها اللي يوصل للركبه : شوفي واجهاتهم وإنت تعرفين الحال اللي وصلوا لها بناتنا ..
ضحكت العنود وقالت بتريقة : لا ونزاعق , إلااااااااك يا رسول الله , نحري دون نحرك , عاشت فلسطين حرة أبية , الله المستعان ما وصلنا لهالإنحدار إلا بهالأشكال ..
وأشرت على وحده متعطره مكياجها كامل وعبايتها ضيقة تفصل كل عضو من جسمها لوحده , كانت تقول للبائع اللي خرجت عيونه وهو يتأملها : ما عندك مقاس أصغر , هذا واااااااااااسع ..
وحطته على خصرها بدون أي اهتمام , قالت ريم بحسرة : يا حبيبي هوه راح صيامه كله , فطرته بنت الإيه ..
استغفرت سفانة وخرجت من المحل وهي تسحبهم وهم يتابعون المشهد اللي قاعد يصير على مرأى الجميع ومحد فيهم فتح فمه بنصيحه أو استنكار ..
قالت العنود بغيض : يا ليت عندي جرأة أزهار كان رحت لها وقلت لها إنه المتعطره زانية ولازم تروح تتروش لمن ترجع بيتها ..
قالت سفانة : المشكله إحنا شاردين من السوق في الليل عشان ما نشوف هالمناظر ونشوفها في النهار ..
قالت ريم : ما شفتي اللييييييل والله تحلف صحبتي إنه السوق ينقلب مصخخخخخخررره في الليل كإنه رمضان والصوم في النهار بس ومن يفطرون تحل لهم كلللللللل المعاصي , الأغاني على أعلى صوت , والحريم يضحكون مع البياعين , تقول بعيونها شافت وحده تحط يدها على يد البياع وهي تسأله بدلع : وعشاني بكم ؟؟
قالت العنود : استغفر اللـــــــــه ..
وقالت سفانة : ريم واللي يرحم أهلك ترا أنا يوجعني قلبي من هالكلام فكيها سيرة..
تصنمت العنود قدام واجهة محل وطالعت فيه بابتسامة حزينة , التفتت لها سفانة وسألت : عجبك شي ؟؟
هزت راسها بلا وهي تصرخ بداخلها ~ محل البندري المفضل , ما تشتري إلا من عنده ~ وتحركت مبتعده عنه وهي تطالع في سفانة المتوجه مع ريم لسمية و الخنساء اللي جلسوا على مقاعد الإنتظار وهم محملات بالأكياس ~ بندوري , أمس جلست أنا والهنوف عند التلفزيون نستنى البيان وطلع الشهر كامل , تذكرت وقتها لمن كنا نتصارع كالعادة على مين يوصل الخبر , افتقدت هالمضاربة وقت دخول رمضان ووقت رحيله , بندوري إحنا نحاول نسير في حياتنا , مفتقدينك صح لكننا على أمل نشوفك في الجنة , عارفه لمن أحس بوجع فقدك أحزن على الكفار اللي يعتقدون إن الموت هو نهاية المطاف , ربي رحمنا بالإسلام و طمأن قلوبنا وسكنها بإنه لنا لقاء ثاني وبيكون خالد بإذنه تعالى في الجنان , بندوري ماما تعبانة , إلى الآن تعبانة , وبابا يحاول قد ما يقدر يورينا إنه صار أحسن ~ ابتسمت لمن شافت الهنوف جاية من جهة كشك الإكسسوارات ومعاها أسماء وهمست ~ الهنوف صايرة أقوى بكثيييييييييير , ياليتك تشوفينها , ما تقولين هذي الهنوف الساكته اللي أول , صايرة مخفوفه وما خذه من خبالي شوي , البنات كللللللللهم مفتقدينك ويذكرونك دوم صح بألم لكنه ممزوج بأمل إنك صرتي أحسن بكثير قبل موتك , الكل يقول إنك صرتي أحسن في الفترة الأخيرة , كلنا الحمد لله بخير , جده حمده صح تبكي عليك في كل جلسه وتتمنى لو إنها ماتت وإنت اللي جلستي لكن عمتي نورة ما سابتها في حالها وهي تقولها إنه هذا اعتراض وإنه الدعاء على النفس بالموت ما يجوووز , بندوري كلنا بخير , مفتقدينك , متوجعين لرحيلك لكننا بخير ~ لحقتهم بصمت وهم نازلين من السلم الكهربائي رايحين للمواقف بعد ما اتصل عليهم حسان اللي جا مع سوناردي لأن السيارات ما تكفيهم , ضحكت بداخلها لمن شافت الخنساء تضرب راس سمية اللي اشترت شنطة جوال نفس لون شنطتها , ولفت بصرها على ريم اللي نزلت قبلهم كلهم عشان تشتري سينابون بالشكولاته اللي مدمنة عليه من محل السينابون و قالت بداخلها ~ كلنا بخير ما عداه , ما عدا عبد الرزاق يا البندري , حالته ما تسر لا صديق ولا عدو , ما تخيلت في حياتي إنه رحيلك بيأثر عليه هالكثر , تخيلي نقل كل أوراقه للبحرين وعادل مواده عشان يكمل دراسة القانون هناك , كله عشان ما يرجع فرنسا , يقول كرهها ليش وصله خبر وفاتك فيها , عافها , عاف كل شي فيها , تغير وصار شي ثاني , ياليتك تشوفينه , موتك غير ناس كثييييييييييير يا قلبي , ناس كثير , حتى أنا غيرني , على كثر مرحي وضحكي أحس بداخلي شي وانكسر , جبرته لكن الخدش اللي فيه مازال واضح , فقدتك حيل , فقدتك حييييييييييل يا بندر , ترا بكرة العيد , أول عيد بيمر علينا وإنت تحت التراب , أكلك الدود ؟؟ ماني قادرة أمنع نفسي من هالسؤال , على الرغم من قسوته يراودني كثييييييير , وجهك الحلو تغير ؟؟ جسمك الرقيق تحلل ؟؟ يا ترا وروك مقعدك من الجنة وقالوا لك نامي نومة العروس إلى يوم القيامة ؟؟ انغفرت ذنوبك ولا تعذبت في قبرك ؟؟ ياااااااااارب إنك تستجيب دعائي , بندوري دعيت لك في كل ليالي رمضااااان , بالذات ليالي الوتر الأخيرة إنه ربي يتجاوز سيئاتك ويبدلها حسنااااااااات , دعيتلك من قلبي وإن شاء الله ربي يستجيب , أنا رغم موتك الموجع سعيدة , لأنك نبهتيني إني ممكن أنام وما أصحى , صرت مواظبة على وردي من القرآن , صرت أصلي في الوقت , صرت أسوي أشياء كثيرة كنت أحسب العمر قدامي لمن أكبر أسويها بعد ما أتمتع بشبابي , شكرا بندوري وإن شاء الله أجري و أجر كل من اهتدى بيكون لك , شكرا ~ ..
ابتسمت لمن سمعت حسان يقول : ماشاء الله مسوين غزو على عزيز مول , بعدين إنتم زي البدو اللي طبوا في تمرة , وين رايحين , عزيز مول , من وين جايين , عزيز مول ..
ضحكت سفانة وقالت : عاد هو جامع كللللللللل أنواع المحلات بعدين حبيبي إحنا نروح المرجان ومجمع الشرق و لا البوادي كسرناه من كثر ما نروح له بس إنت ما يصادف تجينا إلا لمن نكون في عزيز مول ..
ضحك وقال : إطلعي لا , إطلعي ورايا أشتري فول ومعجنات , إنتم آخر رمضان ما تعترفون إلا بالمطاعم ..
قالت وهي تركب قدام عنده : طبعا لأنه يادوب ننظف البيت من إلى ..
لف راسه يتابعها وهي طالعه لسيارة سوناردي مع أختها , ضربته الخنساء من ورى بخفة وهي تقول بمزح : حاسب لا تنكسر رقبتك وإنت تراقب بعض نااااااااس ..
قال وهو يزفر : آآآآآآآآآآآآآآآخ الله يصبرنا بس , ما أقول غيرها ..
وشغل سيارته وصرخ فجأة وهو يرص الدركسون : أبغى أتجووووووووووووز ..
انفجروا البنات ضحك خاصة لمن نطت عليه سفانة وصكت فمه وهي تقول بفشلة : الله يفضحك ريم بنت عمي صالح معانا ..
تغيرت ملامح وجهه وحمحم بقوة وهو يقول بهمس : أستروا ما واجهتوا ..
زاد ضحك البنات وقالت سمية : خالي لا تخاف ريم من النوع الكتوم ..
دقتها ريم وهي تأشر لها تسكت وهي منحرجة من إنحراج حسان اللي إلتزم الصمت إلين وصلها للبيت , نزلت ودخلت الحوش و ابتسمت لعبدالإله اللي كان واقف جنب أبوه اللي يعد أكياس الرز اللي مشترينها زكاة فطر عن كل فرد في العائلة , كان يحسب الأكياس وعدد أفراد العائلة بالكامل , وقفت وسطهم وقالت : سلملم ..
رد عبد الإله السلام وهو يقول : مين جابكم ؟؟
ابتسمت وقالت : حسونه ..
رماها أبوها بنظرة حاده وهو يقول : اش قلنااااااااا ؟؟
قالت بهدوء : حسان ..
ضحك عبد الإله وقال بهمس وهو يكتب في الدفتر اللي ماسكه عشان يحسب مع أبوه : الله يخلف عليك , من جد إلى الآن ما تنادينه إلا حسونه ..
هزت أكتافها وقالت : غصب عني اش أسوي , متعوده أناديه بهالاسم ..
وخرجت جوالها بحماس وقالت : اش رايك في الغلاف ؟؟
ابتسم وقال : حلو ..
قالت وهي تطالع فيه بإعجاب : أنا و العنود وسفانة طقمنا منه لكن بألوان مختلفة , بس نفس القلب الأحمر اللي في الوسط ..
سأل فجأة : مو سفانة أكبر منكم ؟؟
طالعت فيه بحيرة وقالت : لااااااااااااا , سفانة قد عنيدي و عهود حتى أصغر منهم الثنتين بثلاث شهور وعهود أكبرهم و أنا أصغر منهم بثلاث سنين ..
طالع فيها بصدمة وقال : ثلاااااااااث سنين ومرافقينك كنك من سنهم ..
: عبد الإله خليك معايا ..
لف على أبوه وهو يدون اللي قاله , رجع طالع في ريم اللي ما تحركت من مكانها وانصدم لمن شافها تطالع فيه بابتسامة عريضة , قطب حواجبه وقال بعصبية : خييييييييير ..
ضحكت وقالت بدلع : ولااااااااااااشي خطر ببالي شي وابتسمت له وي ..
قال يقلدها : وي , لو إنك من الظهر وإنت في الشمس زيي ما كان جيتي تدلعين علي وأنا مالي خلق لك ..
: عبد الإله , قول اللهم إني صائم واحتسب الأجر قاعد تنافخ على أختك , ويلا خلينا نخلص عشان توديها لعمر يوزعها قبل صلاة العيد ..
ضحكت ريم ومدت له لسانها تغيضه وهي داخله البيت , قالت : السلااااااااام عليكـــم ..
وانمحت ابتسامتها لمن شافت عهود جالسة في الصالة وماسكه جوالها تتكلم فيه بهمس , كان شكلها غريب , لمعة حقد وكره في عيونها , بعدت ريم عنها وتوجهت بسرعة لغرفة أمها , الأيام الأخيرة صايرة عهود عصبية بشكل لا يطاق حتى على أمها وأبوها تصارخ بشكل وقح وما تهجد إلا لمن يجي عبد الإله اللي تخاف منه ومن عصبيته ..
جلست على السرير المزدوج وفردت أكياسها بحماس وهي تقول : أمييييييييي تعالي شوفي اش اشتريت لك ..
كانت تعرف أمها ما تحب تنزل السوق فتشتري لها ملابس على ذوقها كل عيد ..


**************************

قبل المغرب :
في شقة أهل مشاعل :

زفرت مشاعل وهي تطالع في لبس العيد اللي قاسته , كانت تحب العيد , تحب قدومه وكل شي فيه لكن لمن يكون عيدك بلا أهل يكون مؤلم ولمن يكون عيدك بوجود أهل ما يهتمون فيك ولا يعتبرون بوجودك يكون أكثر إيلاما , وهذا حالها , بتلبس هاللبس عند أخواتها وأمها وبعض جاراتها اللي ممكن يزورونهم , صباحهم بيكون زي كل صباح وممكن ينامون فيه وما يصحون إلا الظهر , زفرت وبدأت تغير لبسها , عائلتها غير عن كل عائلة , موجودة لكنها متفرقة ومحد قلبه على الثاني , ما قدرت تمنع نفسها من التفكير إنه هالعيد كان المفروض يكون أول عيد لها في بيتها مع ناصر , نفضته بسرعة عن تفكيرها , ناصر اللي جرحها بقدر ما حبته , ناصر اللي ما زالت ما ترضى عليه الكلمة من أخواتها لمن يبدأون يسبونه , خرجت عشان تجهز سفرة الإفطار اللي تعرف إنها لا يمكن تنحط لو ما هي موجوده في المطبخ , شقحت أحلام المنسدحة قدام التلفزيون وتخطت من جنب هاله النايمه بعمق وسط الصالة وراحت للمطبخ لكنها توقفت لمن سمعت أمها تقول : والله حلفت عليك تطلع وتفطر عندنا , كافي رمضان كللللله ما جيتنا ..
لمن صكت أمها السماعة قالت : مين ؟؟
قالت أمها بهدوء : ولد أختي ناصر , تراه بيفطر عندنا هو و مرته ..
كانت بكلمتها الأولى تبين لها إنه رغم إنه طليقك مازال ولد أختي , هي عارفه هالشي من قبل ما تقوله أمها لكن اللي أوجعها إصرار أمها على دعوته مع زوجته , أشاحت بوجهها وراحت للمطبخ وهي تقول بهمس : عادي , لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها ..
جهزت السفرة وقومت أخواتها اللي بدأوا يسبون ويلعنون , لبست ملابسها وتجهزت وهي تضحك على أحلام اللي قالت : هاله ما عندك سم فيران سلف..
قالت هاله : عندي سيانيد ينفع ..
ضحكت وقالت : بس إنتي وهيه , ترا الحرمه بتكون ضيفه , حسكم عينكم تأذونها بكلمة , ما أبغاهم يقولون بنات محمد ما يعرفون يكرمون الضيف ..
زفرت هاله بعد ما خرجت مشاعل وقالت : ماشاء الله عليها لو أنا كان حطيت سكاكين ومناشير في جيبي عشان أقضي عليها ..
قالت أحلام : أنا كنت بأنتف لها شعر راسها شعره شعره الساحره بنت الساحره ..
وبعد فترة دق جرس الباب ودخلت حنان أختهم الكبيرة اللي جابها عبد الله مع مرته ومن تبادلوا السلام دق الباب وسمعوا ترحيب عبد الله بناصر وأمهم بمرته اللي دخلت ورفعت غطاها , كانت جميلة جمال آسر زاده مكياجها الموضوع بعناية , سلمت عليها أمها وهي تقول : يا هلا والله , يا هلا والله , كيفك يا لولوة ؟؟
ابتسمت وقالت : بخير , كيفك يا خاله ؟؟
وسلمت على البقية بنفس الهدوء , ولمن شافت مشاعل تصنمت , ابتسمت مشاعل وسلمت عليها بثبات وصمت , كان الوضع صعب لأنه لولوة بنت خالهم زي ما ناصر ولد خالتهم , وجبة الإفطار كانت بارده جدا , مثلت هاله إنها انشرقت فدقتها أحلام وهي تقول : بسم الله علييييييييك , قريتي على نفسك ترا الناس هذي الأيام ماتعطي خير ..
وكملت وهي ترمي لولوة بنظرات بارده وهي تطبطب على ظهره أختها : والسحر ما خلى بيت ما هدمه , واظبي على القراية ..
ضيعت أمهم الهرجة وهي تضحك مع أختهم اللي حاولت تلطف الجو وبالقوة قدرت مشاعل تكبح جماح ضحكتها على التمثلية اللي سووها أخواتها , وبعد الإفطار جا معاذ وقال من ورى الباب إنه ناصر بيمشي , وأول ما انصك الباب بعد خروجها التفتت حنان وقالت وهي تأشر على مشاعل : كلللللللللللللله من تحت راسك , إنت اللي وازتهم ..
طنشتها مشاعل وهي تلم السفرة , ورغم محاولات هاله وأحلام لإفهامها إنهم سووا التمثلية بدون علمها إلا إنها أصرت تلقي اللوم على مشاعل ونادت عبد الله اللي جا وكمل الناقص , لكن مشاعل أعطتهم طناااااااش وهي ممتنة بداخلها لأخواتها اللي بردوا على قلبها شويه , ومن وسط الخصام والهواش ابتسمت لهم وغمزت لهم من دون ما ينتبهون لها حنان وعبد الله اللي تحاول أمهم تهديهم , ضحكوا الثنيتين وأشروا لها من وراهم علامة النصر , كانت سعيدة بإنها تخلصت من وجه مديرتها الأيام الأخيرة , سعيدة إنها ختمت القرآن وإنها اعتمرت في رمضان بعد ما دفعت ذاك المبلغ لبندر عشان يوديهم العمرة و سعيدة أكثر بقدوم العيد رغم كل ما فيه عشان كذا ما حاولت تركز على هواشهم عشان ما يتكدر خاطرها ..


******************************


بعد العشاء :
في فيلا أحمد :


بأي حال عدت يا عيد ؟؟

بندوري , بأي حال عاد عيدنا ؟؟
أمي بدموع العين غارقه ..
أبي حدقات عينه غائره ..
حتى أخي سحنات وجهه خاضعة ..
.
.
.
رحلت ؟؟
يااااااااااااه لكم هذا السؤال غريب ..
و كل حرف منه يشرح معنى الأليم ..
بدموع العين يا بندري نبكيك ..
.
.
.
رغم الألم والدموع ..
أزهار تجاهد لتبدو صابره ..
جاسم معها يحاول أن يداريه ..
وهنوف لكل الوجوه باسمه ..
.
.
.
لن تعودي للوجود !!
حقيقة عليها أن أعيشها طول العمر ..
و جملة ستدوي بداخلي على الدوام ..
وهمسة سأسمعها في غمرة الفرح ..
.
.
.
سامحيني ..
لأنني سأظل رغم رحيلك الموجع مبتسمة ..
لأنني سأعيش وأبحث عن السعادة متفائلة ..
لأنني سأجاهد لأبقى مدى عمري صامدة ..
.
.
.
بندوري , بأي حال عاد عيدنا ؟؟
رحلت ؟؟
رغم الألم والدموع ...... لن تعودي للوجود !!
سامحيني ..
سأضحك صباح كل عيد ......... و لكن بعين دامعة ..
قفلت دفترها وحطت قلمها جنبه وطالعت فيه بصمت , هالدفتر الصغير , عجيب حوى كل دموع أحزانها , كل ضحكات أفراحها , كل ثورات غضبها , كل ضيق أنفاسها , زفرت وحطت راسها على المخده وهي تفكر بصوت بكا أمها اللي سمعته وهي جاية لغرفتها والمختلط بصوت أبوها الكسير وهو يحاول يهديها , سحبت جوالها لمن رن بنغمة الرسالة وأول ما شافتها من وحده من صديقاتها حست بخيبة أمل ممزوجه بفرحة , كانت متوقعة الرسالة منه لكن خاب أملها ومع كذا كانت سعيدة بإنه افتكرتها صديقتها رغم انقطاعهم لفترة , طالعت في رسايل المعايده سحر , سفانه , الهنوف , ريم , سحر , سمية , أزهار , عمتها نورة , الخنساء , أسماء , خوله و أخيرا صحبتها , عدت الأسماء وقالت : 12 رسالة معايده قبل رسالته , هذا إذا أرسل البااااااااااااااارد لوح الثللللللللللللللللج ..
ورمت الجوال نهاية السرير وانبطحت على بطنها وحطته قدامها وعقدت يدينها تحت دقنها وطالعت في الجوال بصمت ~ أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل , مو هو الدببببببببببببببببببببببببب ما أرسل ولا اتصل من ذاك اليوم , عنيد لا تتذكرين ذاك اليوم عشان ما تكتئبين ~ دقت الجوال بسبابتها وهي تقول : جيب رسالة من عنده , هي تسمع ..
وزفرت بطفش وهي تفكر بالأوراق اللي أعطتها لجاسم , من أعطتها له ما سألته عنها ولا عن رأيه فيها , هل قال لعدنان عنها ولا فضل يسكت , ما تدري عن أي شي , لمن شافت جاسم ملتزم الصمت وأزهار حلفت لها إنها ما تدري اش سوا زوجها في الموضوع سكتت , لكن اللي هي متأكده منه إنه هالدب ما فكر يتصل عليها أو يرسل لها ..
دخلت الهنوف وهي تزفر بتعب , لفت عليها العنود بكسل وقالت من بين أسنانها لأنه ما كان فيها حيل ترفع راسها عشان تتكلم : اش فيك ؟؟
جلست الهنوف جنبها وقالت : أمي ما وقفت بكى من قالوا بكرة عيد ..
هزت أكتافها وقالت : طبيعي أول عيد من دون بنتها ..
طالعت فيها الهنوف بحيرة وسألت : واش تسوين ؟؟
قالت بنفس الكسل : قاعده أسوي إيحاء لجوالي ..
وقامت واستندت على أكواعها وسألت : هنيف , بصدق , أرسل لك حسان رسالة معايده ..
حمر وجه الهنوف وقالت بتلعثم : هااا إيوه ..
قطبت حواجبها وسألت باهتمام : رسالة رقم كم ؟؟
طالعت فيها بحيرة وهي تردد كلامها : رسالة رقم كم ؟؟
: قصدي متى وصلت , بعد رسالة سفانة ولا قبل ..
ابتسمت وقالت بعفويه : أول رسالة أرسلها من بعد المغرب وبعدها اتصل يعايد ..
لفت بوزها ورجعت لوضعيتها وقالت من بين أسنانها : أنا ما أرسل ولا فكر يتصـ ..
وفزت لمن رن الجوال , طالعت فيه بلهفة سرعان ما انطفت وهي تقول : رساله من سلافه ..
وكملت بغيض : الحماااااااااااااار خلاني ما أتهنى برسايل البناااااااااااااات ...
هزت الهنوف أكتافها وقالت : إرسليله , مو لازم تستنين رسالته , يمكن يستحي ويحس على دمه شويه , بعدين الغايب حجته معاه , يمكن إنشغل ..
رمت الجوال وقالت وهي تقوم : أصلا الحق علي اللي أستنى منه شي , أقوم أشوف لي شغله أبرك لي ..
وخرجت تدور عن عبد الرزاق لكن الهنوف خبرتها إنه خرج عشان يساعد عمر في ترتيب الزكوات عشان يوزعونها قبل صلاة العيد ..


**************************

احذر حياتي أخاف يخطفونك
وعن عيني يبعدونــــــــــــك
تدري ليش؟؟؟؟
حلاة العيد يحسبونك!!!
رغم التعب اللي يحسه من كثر الشغل ضحك من قلبه لمن قرأ الرسالة وتنحنح بحرج لمن التفتوا له الشباب , لف عنهم و ابتسم وهو يقرأ رسالتها مرة ومرتين وثلاثه , ولمن شاف عبد الرزاق سأل : هي عبدالرزاق , أنا أشبه حلاوة العيد ..
طالع فيه عبد الرزاق وقال : تشبه حلاوة حمر ..
ضربه عمر ورجع طالع في رسالته اللي أرسلها ..
لأحلى قمر
عطر وزهر
مع كرت يقول
عيد مبارك
يا أغلى البشر
***** كل عام وأنت بخير *****
كانت بسيطة قدام رسالتها اللي خلته يضحك من أعماق قلبه , قال : الله يجمعني بك في أقرب وقت ..
ورجع جواله لجيبه يكمل شغله , رمضان هذه السنة كان بطيييييييييء بالنسبة له , بطيء حد الوجع , تأمل ظهر عبدالرزاق اللي يشتغل بهمة وابتسم وهو يقول بداخله ~ سبحااااااان مغير الأحوال , الله يديمك على طاعته يا عبدالرزاق وما يكون هالصحوة اللي جاتك من الصدمة بس وبعدها تزول , اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي وقلبه على دينك ~ ..
كان عبد الرزاق يرهق نفسه بالعمل وبالدراسة وبأي شي عشان ما يفكر , كان ما يخلي لنفسه لحظة تفكير من طلب من مطر إنه ينقل له كل أوراقه , كان يلهي نفسه قد ما يقدر عشان ما يراجع نفسه , ما يراجع كلامه , أفعاله , أفكاره السابقة والحالية والمستقبلية , كان مصمم يعيش يومه بدون تفكير ولو لمرحلة بسيطة , من بعد وفاتها تعب من التفكير ومله , الكل يقول إنه تغير وإنه لازم يتمالك نفسه وإنه يرجع عبد الرزاق المرح المنطلق , الكل يقوله هالكلام وهو ساكت , كان وده يصرخ فيهم إنهم يسيبونه , هو حر , هو بيكون الشخص اللي يبغى يكونه , ما لهم حق يطالبونه إنه يظل للأبد كما هو , اش فائدة السنين والتجارب إن كان الإنسان حيظل كما هو ؟؟ و زي ما حبوا عبد الرزاق القديم لازم يحبون الجديد , لازم , هذا لو يحبونه بصدق ..



***************************************

في الرياض :
في فيلا عبد الكريم :

~ يكون ما خذه على خاطرها من ذاك اليوم , يمكن ما انتبهت للرسالة , ما أبغى أتصل دحين , مو قبل ما أناقشها في الموضوع , مو قبل ما أناقشها وجه لوجه في الموضوع , ما بتفيد المكالمات في زي كذا موضوع ~ طالع في الجوال بطفش , ولمن سمع ضحكتين مكتومة لف عليهم وقال : حمود ومحيميد لا تخلوني أشوف شغلي معاكم ..
حمحم ماهر وقال وهو يلعب بجواله : سمور أتصل على أريج مرة ثانية ولا أخليها صباح العيد ..
تنحنح سامر وقال : لا إرسلها رسالة رابعة ...
وقهقهوا وهم يضربون يدينهم ببعض , قال خالد بصوت ممطوط : الله لا يطيحني في حلق واحد فيهم , يا شمااااااااااتتهم فيك يا عدنان ..
قام عدنان وتحرك لغرفته قال ماهر بتريقه : واثق الخطى يمشي ملكا ..
قهقه سامر ودقه وهو يقول : حلووووو حلوووووو حفظني إياها ..
زفرت سحر وقالت وهي توقف قدامهم وهي ماسكة المكنسة الخشب : صوير وعوير , تراكم أذيتم الضعيف , ويعني لو طلب جوالي عشان يرسل معايده لحرمته , صدق ما تستحون , إنتم والاتصالات ضده ..
قال سامر بهمس : حسك عينك تتحرك ترى أقل حركة أو كلمة حتعطي بالمليان ..
هزت المكنسة وهي تقول : لا أشوف واحد فيكم يطنز سامعين ..
ومشيت لغرفة عدنان , طالع خالد فيهم وأشر عليهم وهو يقول بتريقة : مهزئييييييييييييييين خخخخخخخ ...
و انفجر بعدها يضحك من قلبه , مسك ماهر الخدادية ورماها عليه وهو يقول : إنقلع ما سبب لعدنان الأزمة اللي هو فيها غير بنتك الخبله ..
قال وهو يهز أكتافه : أنا اش دراني عنها بتقعد تلعب وتدخل الرقم السري غلط وتحرق شريحته ..
قال سامر : المشكلة مو في هالموضوع , المشكلة هــــــــــل مرته بتفهم إنه ماراسلها عشان الشريحة محروقه , أفتكر أريجو سوت في ماهر سواااااااااااااه لمن ماراسلها ذيك المرة , ما أفتكر على أي مناسبة وطيرت النوم من عينه أسبوع مهي مصدقه إن جواله سبح في البحر يوم كنا عند عدنان في الشرقية ..
قال ماهر بضيق : تكفى لا تذكرني , والله إنه تجيني ضيقه يوم أفتكر هالأيام ...
: خالد ..
لف خالد على أبوه اللي كمل : تعال أبغاك في كلمة راااااااااااس ..
وضغط على آخر كلمة لمن شاف التوأم قايمين , جلس سامر وسحب ماهر وجلسه وهو يقول بتريقة : يعني لازم تفضحنا يعني , كل شويه ناط , ياخي ارتاح محد ناداك ..
جلس ماهر وقال : اللي يسمعك يقول ثقيل قاعد , إنت نطيت قبلي ..
ضحك خالد وقام يلحق بأبوه , لمن شاف تعابير وجهه انمحت ابتسامته , كان خبير في قراءة العيون والوجه بحكم عمله اللي يحتم عليه يلاحظ كل شارده ووارده , بعد غدي اللي تعلقت فيه وقال بحزم : أنا مشغول دحين ..
طالعت فيه بحيرة وهو يدخل مع جدها لغرفة المكتب قبل ما يصكون الباب والتفتت لأعمامها , لمن شافت ابتسامتهم قالت : ليش تطالعون فيني كذا ؟؟
ولمن نطوا من مكانهم بسرعة صرخت وهي تحاول تشرد عنهم لكنهم مسكوها , حاولت تتفلت منهم وهي تصرخ تنادي أمها وجدتها , مسكها سامر وقال وهو يشيلها : ماهر خذ ..
ورماها لماهر اللي مسكها ورجع رماها لسامر , صرخت برعب : بأطيييييييييييييح , بأمووووووووووووووت , مااااااااااااااااااماااااااااااااااااا , جــــــــــــــــــده ...
كانوا يعشقون يلعبون معاها هاللعبة لأنها خوافه درجة أولى , جات غيناء و غيداء ووقفوا بحماس يتفرجون على أعمامهم وهم يلعبون في غدي ..


**************************************


تم بحمد الله الفصل الثامن عشر ..

تتابعون في الفصل التاسع عشر : عيد ومشاعر أخرى ..


................ هزت راسها بلا وقالت بحزم : أنا لا يمكن أتزوج بهالطريقة ...........

............... تشبثت ريم في العنود و سحبتها بقوة عن عهود و هي تصرخ : خلااااااااااااص , يكفي ..............

................صرخت بانفعال وهي تمسك فيه : لا تخليني أدخــــــــل الله يخلييييييييييييييييك ..

................. رفع عمر بصره لأزهار و همس وهو يعدل بشته : خليك جنبي ............

.
.
.
..
.
.
.
قراءة ممتعة بإذن الله ..

اسير الصمت
09-09-2012, 05:22 PM
الفصل التاسع عشر: عيد ومشاعر أخرى ...


اليوم عيد ..
.
.
.
يا دامع العين على فقيد ..
يا متوجعا لمرض أو رحيل ..
يا مشتاقا لبعيد ..
يا محتاجا لمعيل ..
.
.
.
اليوم عيد ..
.
.
.
البهجة والسرور له وشاح ..
.
.
.
حتى في عراق وفي بوسنة رغم الآلام ..
في فلسطين و أفغانستان الإباء ..
هنا وهناك وفي كل بقاع ..
.
.
.
اليوم عيد ..
.
.
.
أعياد مضت وأعياد أخرى ~ بتقدير المنان ~ ستعاد ..
سنفرح فيها ~ بإذن الله ~ رغم الجراح ..
سنضحك أيضا ملأ الشفاه ..
.
.
.
عيد هذا من الله فسحة ..
لن تسلبه منا أعتى مجزرة ..
ولن تكدره مصائب هادرة ..
.
.
.
اليوم عيد ..
.
.
.
لملم جراحك يا عراق , اجعل الصبر لها كفن ..
اضحك معنا رغم الدماء فأنت لوهننا وشم ..
اشمخ برأسك يا أفغان , ثبت قدمك في أغلى وطن ..
ابتسم يا شعب الإباء ابتسم رغم الألم ..
.
.
.
اليوم عيد ..
.
.
.
ارفعي حجارك يا فلسطين , اصرخي لا للخنوع ..
قهقهي في عيدك هذا حد البكاء فحريتك المنتظرة حتما ستعود ..
كفكفي دموعك يا بوسنة فمنديل عزك بالله والله سيدوم ..
شاركينا عيدنا , اضحكي وسط الدموع ...
.
.
.
يا ذا بدن صحيح ..
و مال غير شحيح ..
ورغم هذا غارقا في كل أليم ..
متشائما من كل جديد ..
لا تقل إني حزين في يوم عيد ..
هم في وطن سليب ..
وكل يوم لهم على الأقل قتيل ..
وفوق هذا أعلامهم شامخة ترفرف بانتظار عيد مجيد ..
أرجوك لا تقل إني حزين .......... فاليوم يوم عيد ..

اسير الصمت
09-09-2012, 05:24 PM
جلس على الكنبه و زفر وهو يدفن وجهه بين كفينه , كان يحس عقله في دوامة , دوامة تسحبه لظلام ماله نهاية , ولمن حس بالدفء على أكتافه بعد وجهه والتفت لوراه , ابتسمت بحنان وضمته وهي تسند دقنها على راسه , زفر وهمس : سنة كبيسة هذي اللي مرينا فيها ..
ضمته أكثر وغطت فمه بيدها وهمست : حبيبي ما يجوز اللي تقوله , الله هو الزمن والوقت , بعدين كم سنة مرت عليك وإنت في نعيم ؟؟ متى آخر مرة فقدت عزيز ؟؟
بعد يدها وقال باعتراف : كثير , آخر واحد هو جدي قبل خمس سنين ..
ابتسمت وقالت : شفت , خمس سنين وعلى كم شهر تعرضت فيها لامتحانات من ربك تقول سنة كبيسة ..
زفر وقال : شوفي مشكلة العنود دحين كيف ...
همست وهي تبعد عنه وتطالع في وجهه : جسوووووووم , الليلة ليلة عيد , ممكن تفك التكشيرة وتبتسم , التشاؤم حرام ..
قال وهو يلف بجسمه عليها : زهره , الأوراق اللي قريتها تشيب الراس , يعني عدنان ليه سكت عن هالموضوع , ليه ما خبرني ؟؟ وبعد هذا كله خطبها و ملك بدون ما يقول شي و ..
قاطعته بحزم : إنت أرسلت له رسالة وهو كلمك صح ؟؟ خلاص هو قالك ما أبغى أتفاهم في هالموضوع في التلفون , استنى إلين يجي ويتفاهم معاك ..
طالع فيها للحظة وابتسم وهو يقول : كيف حال بنوتتنا ؟؟
ابتسمت وقالت بلهجة فصحى وهي تحط يدها على بطنها : يا عسل أيا كنت , بنتا أم ولد كان , كيف حالك ؟؟
وسكتت شويه وقالت : يقولك ابتسم لماما لأنها إذا تأزمت أتأزم ..
ضحك وقال بصوت عالي وهو يحط يدينه على جانبي فمه : قول لماما لا عاد تطرين التأزم لأنه بدأ يتأزم من هالسيرة ...
دنقت من فوق الكنبه وانحنت له وطبعت على جبينه قبله رقيقه , طالع فيها بحيرة , ابتسمت بخجل , كانت تبغى تخرجه من قلقه بأي طريقه وهي نجحت , ضمته أكثر وهي تحس براحة من أوضاعهم اللي تحسنت كثير في الفترة الأخيرة , بالذات بعد وفاة البندري , قام و ضمها بقوة وهو بداخله يشكر مطلق , ولمن تذكر الملف الذي عرضه له , الملف اللي أرق ليله من بشاعة الصور اللي تحتويه والأشرطة اللي تحوي جلساتها , كل اضطراباتها وضعفها ضمها أكثر عشان يلهي نفسه عن هالذكرى , كان لمطلق بعد الله أكبر الأثر إنه يفهم اللي مرت فيه أزهار , يفهم أي إنسانة هذي اللي تزوجها , أي مواقف بشعة مرت فيها , صور عمار لا يمكن تفارق ذاكرته , لا يمكن ...


**************************

في الرياض :
في شقة نجلاء :


قالت وسام وهي تكوي التنورة : هيومه روحي نامي , صدقيني بتنامين في المشهد وقولي ما قالتها وسام ..
زفرت هيام وقالت وهي تراقبها وهي تكوي : ما فيني نوم ..
ابتسمت وقالت : كلنا ما يجينا نوم ليلة العيد بس لازم نغصب نفسنا , يلا تحركي ..
لفت بوزها وتحركت لغرفتها , دقائق وسمعت حركة وراها , ابتسمت وقالت وهي تقلب التنورة عشان تكويها من الجهة الثانية : هيومه قلت لك روحي نامـ ....
وقطعت كلامها لمن حست بيد على كتفها , تصلب جسمها و شهقت بقوة وهي تلتفت بسرعة , ولمن شافت أمها اتسعت عيونها عن آخرها , هالمرة مهي مبتسمة كعادتها وهي تستغرب سبب تفزعها من أقل لمسة , هالمرة كان في عيونها ألم العارف للسبب , أشاحت بوجهها عنها ورصت على الكاويه بقوه وهي تمشيها على التنورة , كانت كل لمسة مباغته تذكرها بلمساته , كل نفس عالي قريب منها يقشعر ببدنها , كل نظرة من رجل تحسها تعريها وإنها تتأمل جسدها بنهم , حتى صاحب الدكان العجوز لمن يمسح شعرها بحنان لمن تجي تشتري من عنده وهي بنت 8 سنين كانت تقززها وتخليها تتخيل إنه دقايق وينزل يده من شعرها لرقبتها متسللا لجسمها , حتى مصافحة حارس العمارة السوداني و ابتسامة جارهم العجوز و ملاعبة حارس مدرستها الابتدائية وهو يهددها بعدم دخولها للمدرسة لو تأخرت مرة ثانية , كلهم كانت تحس إنهم كلاب نجسة تنتظر إنه يغفل الجميع عنهم ويستفردون بها .... زيه , حياتها كلها من صغرها كانت عبارة عن تجنب لهذا الصنف ومازالت , حتى حارس الأمن اللي مسك يدها وهي في سن الـ9 لمن ضاعت في الحرم عن نجلاء حستها مقززة , وتخيلت نظراته المطمئنة لها تخترق حجابها و ملابسها وتعريها لدرجة إنها لفت طرحتها اللي كانت تزين أكتافها , الكل صار في نظرها فهد , الكل بلا استثناء , حتى ...
: وعشان كذا هو اقترح إنه يكلم واحد ثقة عن اللي صار لك وإن رضي وتقدم فـ ..
انقطعت أفكارها السحيقة والتفتت لنجلاء وهي تسأل : تقدم ؟؟ تقدم إيش ؟؟
زفرت نجلاء وقالت : وسام ماكنتي معايا , قاعدة أقول إنه خالك عبد الكريم عرض إنه يشوف واحد ثقة يعلمه بالموضوع و ...
هزت راسها بلا وقالت بحزم : أنا لا يمكن أتزوج بهالطريقة ...
طالعت فيها نجلاء بصدمة وهمست : بس ...
قاطعتها وسام : يمه واللي يخليلك والديك أنا ما أبغى أحد يتدخل في موضوع زواجي , يمه هالزواج أنا محيته من راسي , محيته محي ...
: طيب لو المتقدم راضي بوضعك وفاهم كلـ ....
قاطعتها بلا تردد : أنا أكره كل الرجال ..
وكملت لمن شافت صدمة أمها : أنا أكرههم كلهم , آسفة أنا عارفه إنه أصابيع يدي مهي زي بعضها وممكن ربي يرزقني بواحد طيب ويشيلني على كفوف الراحة بس آنا أكره كل الرجال , كلهم أبويه في نظري ..
حست نجلاء بالكلمة زي الطعنة في قلبها ~ أبويه , طول عمرك وحتى بعد اللي سواه فيك تنادينه أبويه ~ وسام نفسها كانت تستغرب هاللفظة اللي ماغيرتها بالرغم من معرفتها إنه مو أبوها , لكن بداخلها كانت مرتبطة فيه ومعتبرته أبوها , معتبرته أبوها حتى بعد ما حطمها في ذات ليلة وهو يهددها بإنه يرميها في أقرب دار لأنها مهي بنته وهو متحسن عليها هو ومرته , لفت عن أمها عشان ما تشوف الوجع اللي دارته , ذيك الليله إنذبحت مرتين وهي في هالسن الصغير , مرة يوم دريت إنهم مهم عائلتها والمرة الثانية يوم سلب منها كل شي , ومع كلا الطعنتين غسلت دماء ألمها لوحدها بدون ما تعلم أحد , أعطتها ظهرها وركزت بصرها على الكاويه وهي تقول : إذا تحبيني لا تفتحين هالموضوع معايا يا أمي , إذا لي معزة رجاء لا تفتحينه ..
لفت نجلاء وقالت بحزم : طالعي فيه ..
ما رفعت وسام عينها فضربت نجلاء طاولة الكوي بيدها وهي تصرخ : لمن أكلمك لا تعطيني ظهرك , ترا أنا أمك إن كان نسيتي ..
ما رفعت وسام عينها عن التنورة لكنها بعدت الكاويه عن نجلاء عشان ما تحرق نفسها و اللي كملت بحزم : طالعي فيني , أنا عارفه كل شي دحين , كل شي , يعني سيبيني أتصرف , خليني أسوي اللي أقدر عليه , صح إنك كبيرة وموظفة وقايمه بنفسك بس لو كبرتي فوق سنك عشششششششششششرة سنين أظل أمك ....... وسام ارفعي راسك ..
رفعت وسام راسها فشهقت نجلاء لمن شافت الدموع متجمعة في عيونها , همست : وسام ..
غطت وسام وجهها بيدينها وهي تشهق , لفت نجلاء وحضنتها بقوة وهي تقول : ليه تبكين ؟؟ لييييه ؟؟ عشان أنا خايفه على مصلحتك , عشان أبغى أصلح غلطة سواها زوجي وأنا غافلة عنه , عشان ..
واختنق صوتها , همست وسام بوجع : لا مو عشان كذا , والله مو عشان كذا , إنت قاعدة تلومين نفسك , قاعدة تعذبين نفسك على شي صار من 25 سنة , يمه إنت ما رميتيني زي باقي الأمهات في الشارع عشان ألعب مع عيال الحارة بلا رقيب و كنت تمنعينا من اللعب مع عيال خوالي , إنت ما خليتيني أروح المدرسة مع أي سواق لوحدي , كنت تحرصين إنك توصليني للمدرسة لمن أكون لوحدي , كنت حريصة علي من كل شي خارجي , حاولت جهدك فلا تعذبين نفسك دحين , الله يخليك لا تلومين نفسك , مو ذنبك إنه اللي كنت خايفه علي منه في الخارج جوة بيتك , والله مو ذنبك , أنا عمممممري ما لمتك , عمري في حياتي من صار اللي صار ماقلت إنك إنت السبب , والله ما عممممممري ..
ضمتها نجلاء أكثر وهي تقول من بين دموعها : سامحييييييييينيي..
زاد صياح وسام وهي تترجاها : الله يخليييييييك لا تقولين كذا تراك تعذبيني , أنا راااااااضية , أنا رااااااضية باللي صاااااار , والله راضية ...
قالت نجلاء : لو تبغيني ما ألوم نفسي خليني أحل الموضوع بنفسي ..
وسلمت على راسها وهي تكمل : الله يخلـ ...
شهقت وسام وبعدت عنها وهي مستنكرة اللي قاعد يصير , ضمت نجلاء وسلمت على راسها وهمست : اللي تبغينه أنا موافقه عليه , خلاص ..
وسلمت على راسها مرة ثانية , ضمتها نجلاء وقالت : الله يوفقك يا بنتي , الله يسهل لك أمرك ودربك ..
غمضت وسام عيونها بوجع ورجعت فتحتها وهي تصرخ بداخلها ~ الخيرة فيما اختاره الله , الخيرة فيما اختاره الله يا وسام ~ , سلمت نجلاء على خدها وخرجت من الغرفة , أول ما شافت وسام الكاوية على قماش الطاولة اللي بدأت تطلع ريحته شالتها بسرعة , شافت أثر طبعة الكاوية على الطاولة , مدت يدها وتلمسته , كان حار وخشن , وبلا مقدمات تدافع لها منظر فخوذها , مدت يدها بلا شعور وتلمسته وهي تتذكر كل لحظة مرت عليها أيام غياب هيام , كانت تكره اليوم اللي تغيب فيه هيام , لأنه يعني ساعات عذاب طويلة في السيارة اللي تحمل أبشع ذكرياتها , بدأ من نزولها من البيت وهي تعرف اش بيصير إلى لحظة دخول ميعاد لمدرستها الثانوية و ميران لمدرستها المتوسطة , يليه تأخير يتجاوز النصف ساعة عن مدرستها والعذر هو النوم كالمعتاد أو إنه أبوها كان مشغول في المستشفى مع أختها اللي تصغرها , نفضت عن نفسها هالأفكار وكملت الكوي وهي تصرخ بداخلها ~ مين بيوافق علي بعد ما يدري عن اللي صار , الله يسامحك يا أمي , لو ثرثر هالرجال بعد كذا عني وحاول يوصل لي بطريقة ملتوية زي .... وساااااااام , قلنا الليلة عيد , يعني ما حنفكر فيه أبـــــــــــد ~ ابتسمت وقالت لنفسها : بكرة عيد ..



***************************


ملابس جميلة ..
زالت تجاعيدها وعلقت بعناية ..
زجاجة عطر و فرشاة وقلادة ..
حذاء مصفوف رائحة الجديد منه فائحة ..
.
.
.
.
ابتسامات صادقة ..
زال حقدها وألمها ورسمت بلا مواربة ..
أطفال وحلوى ونقود وزعت بحفاوة ..
.
.
.
.
ضمة أم , دعوة جده ..
ضحكة طفل , خجل عذرى ..
همسة شوق , قبلة عاشق ..
.
.
.
.
بأي حال عدت يا عيد ؟؟
.
.
.
.
وجوه غالية لم تعد موجودة ..
صدق قلوبهم
جمال ابتساماتهم
دفء صدورهم
رقة نظراتهم
عذوبة همساتهم
مفقودة ..
من شاركنا عيدنا الماضي لن يشاركنا فرحته بعد اليوم ..
لن تشعر بدفئه وهو يقبلك مباركا ..
لن تنتشي فرحا وهو يدعو لك بالقبول والعمر المديد ..
لن تبتسم خجلا عندما يثني عليك ..
لن تهمس له بحب ( كل عام وأنت بخير ) ..
سيظل عيدك ............ بلا عيد ..
وستردد دوما ( كل عام وأنت ذكرى جميلة ) ..
.
.
.
.
بأي حال عدت يا عيد ؟؟
.
.
.
.
عيدي ..
لا تحزن , أرجوك لا تبالي ..
فحتى لو حللت و كان محبوبي ذكرى ..
فستظل عيدا ...
سترسم البسمة ..
وتطلق الضحكة ..
وتنشر البهجة ..
صدقني ستظل عيدا ..
.
.
.
.
محبوبي ............ ( كل عام وأنت ذكرى جميلة )
محبوبي ............. لن أقف مكاني نادبة ..
لن أقبع تحت رزح الألم ..
سأقولها لك بصوت عال وإن لم تسمعها ..
كل عام وأنا للرحمن ..
فكل سنة تمر , كل شهر , كل يوم بل كل ثانية ..
تنقص عمري ..
تقربني من يومي ..
من لقاء ربي ثم من بعد كرمه وعفوه ورحمته .... لقائك في جنانه ..
لذا سأسير و أجتهد ..
سأجاهد نفسي ..
سأمسح دموعي وأدعو الله أن يثبتني ..
سأكون ~ بإذن الله ~ كما أردتني ..
مؤمنة , صابرة , قوية , محتسبة ..
سأصرخ دوما ( أنااا لهااااااااااااااا ) ..
يا مصيبة لدي رب كبيــــر ..
.
.
.
.
عيدي ..
أتوسلك لا تحزن , لا تبالي ..
أنا سأكون ~ بعون الله ~ أقوى ..
كلما زرتني سأصبح ~ بفضل الله ~ أسعد ..
سأرسم بسمة بين الدموع ..
سأطلق ضحكة رغم الوجع ..
سأنشر بهجة لمن حولي ..
سأصبح
.
.
بحد
.
.
ذاتي
.
.
عيدا ..

همس : سأصبح بحد ذاتي عيدا ..
: سامر ..
بعد عينه عن الشاشة والتفت لها وقال : هلا ..
اتكأت على مقعده الجلدي وقالت : اش تسوي ؟؟
قال بتريقة : أتفصح ..
ضحكت وقالت وهي تتلمس شعرها الملفوف بمكر : تتفصح في منتداك ..
هز راسه بلا وقال : منتدى تلقيت منه دعوه من واحد من أصحابي من زمااااااان وتوني فكرت فيه لأنه منتداي مسوي زحمة على قسم التهاني وأنا ما أحب أهني أحد , أصحابي أهنيهم على الخاص ..
طالعت في الكتابات اللي على الشاشة ولمن قرأتها كانت بتشهق لكنها مسكت نفسها في اللحظة الأخيرة و هي تقول بهدوء مصطنع : مدمن خواطر ..
هز أكتافه وقال بابتسامة : أستذوقها فقط , عجبتني فأرسلتها لعدنان تعرفينه يموت على اللغة الفصحى ..
من نطق اسم عدنان حست إنها بتنفجر , ضحكت بتوتر وقالت : أعرفه , أصلا من شاف قصته القصيرة اللي حطها في المنتدى عرف إدمانه على الفصحى ..
قال وهو مقطب : تكفين لا تذكريني , قريت منها كم سطر وسبتها , ما أشوف أثنى على القصة غير المشرفين والمراقبين حقين القسم و عدوه اللدود إلتقاء الساكنين ..
قهقهت وقالت : أراهنك لأنه ما فهمها غيرهم , لغته صعععععععععبة , وإلتقاء الساكنين هذا صرااااااااحة مسوي جو للقسم هو وعدنان , الأعضاء يموتون ويستنون ضرابة جديدة بينهم ..
وقطبت حواجبها وقالت بهمس : أنا دوم أقول إنه عدنان والعنود متناقضين في كل شي..
ابتسم وقال بمزح يقاطع همسها : لو كانوا زي بعض بتصير الحياة رتيبة , خلهم يتناحرون ..
ضحكت بداخلها وهي تقول ~ في شي مشترك بينهم , الحمد لله في شي واحد على الأقل ~ حمدت ربها إنه مافهم اللي كانت تقصده , طالعت في الخاطره اللي أرسلتها لها العنود من ضمن ثلاث خواطر وطلبت منها تقرأها قبل أسبوع لأنها بتنزل وحده منهم في المنتدى اللي هم عضوات فيه مع الهنوف وريم وسفانة و..... أول ما تذكرت بنت عمتها , لفت وطالعت في سامر بصمت قطعته أخيرا وهي تهمس متسائلة : سامر بالنسبة لأثير ..
قال يقاطعها وهو يفتح رسالة خاصة جاته : ما عاد يأثر فيني شي يا سحر , صدقيني عادي ..
قالت تفهمه وهي تحاول تجذب انتباهه عن صورة البالونات والورود المرسلة مع كلمات ما حاولت تقرأها : ترا مو شرط إذا وحده رفضتك معناته إنه ..
لف عليها بابتسامة وسألها : اش عندك ؟؟
طالعت فيه بنظرات غريبة ~ أنا متأكدة إنك زعلان وخايب أملك لكنك ما تحب تبين , ما تحب تخلينا نشيل هم ~ , طالع فيها وهو يصرخ بداخله ~ ليه يا سحر ؟؟ ليه تعذبيني أكثر وأكثر باهتمامك , ليه تفهميني من دون ما أتكلم ؟؟ وليه الرجال ماعندهم نظر ؟؟ عشانك سمراء , هم الخسرانين ~ قام من كرسيه وحضنها وهو يقول : والله عادي , ويعني رفضتني عشان كنت مدمن , أنا عارف إني ممكن أنرفض عشر مرات على هالموضوع , وما ألوم اللي ترفض ..
قاومت دموعها عشان ما تحسسه إن الموضوع جرحها جرح عميق وعشان ما تزيده وقالت : أنا كنت أبغى أتطمن عليك و ...
ضحك وقال وهو يبعد عنها : أنا بخير ..
وركز عيونه على وجهها وقال : بخييييييييييير اش فيك !!
وكمل بضحكه : إنت اللي المفروض تشيلين هم نفسك , بكرة وراك ناااااااااس تقابلينهم ..
ابتسمت بحرج وقالت : الله يخليك لا تذكرني ..
قال : سببتي رعب لصقر , هي مرة وحده وخوفتيه ..
زاد إحراجها وهي تتذكر اللحظة الجنونية اللي تهورت فيها , هي تراودها هاللحظات عادة لكنها تسيطر عليها دائما قدام الكل بلا استثناء وتفلتها عند البنات فقط , قالت : الله يخليك لا تذكرني ..
ضحك وقال : خذيها قاعدة , لا تندمين على شي سويتيه ..
غمزت له وقالت : يعني ..
ابتسم وقال : يعني ..


*************************


بعد صلاة الفجر :

فتحت عينها بسرعة لمن سمعت الأذان و طالعت في ساعة يدها بتعب , قفلت جهازها المحمول اللي كانت الأسماك تتراقص على شاشته و قامت من السرير وبعدت اللحاف وهي تقول : معقوله ما نمت إلا ساعتين ..
كانت تحس بنشاط رغم إنها مانامت إلا هالساعتين , استغربت الغرفة اللي نايمه فيها ولمن انتبهت لكل شي حولها تذكرت , ابتسمت ابتسامة ذابله وهي تهمس : صح صارت غرفتي لوحدي ..
نقلت العنود عيونها في أرجاء غرفتها وزفرت قبل ما تهمس : بندوري اليوم عيد ..
وخرجت بسرعة , وقفت في الصالة الشبه مضيئة للحظات وتوجهت بعدها لغرفة الهنوف , ولمن لقيتها غارقه في النوم نطت فوق السرير , شهقت الهنوف وفتحت عيونها برعب والتفتت لوراها شافت وجه مبتسم لاصق في وجهها , بعدت وجهها بسرعة وهي تقول : بسم الله الرحمن الرحيم ..
ودفنت وجهها في المخده وهي تهمس : أصبحنا وأصبح الملك لله ...
ضحكت العنود وقالت وهي تجلس فوق ظهر الهنوف : صباح الخيييييييييييييييييييييير..
قالت الهنوف بصوت مخنوق من الكتمه : صباح الناس الخبله , قومي كتمتيني ..
ربعت العنود فوقها وهي تقول : أنا نحيفة كيف أكتمك ..
تأوهت الهنوف وقالت وهي تحاول تقوم عشان تبعدها : عمود الكهرب نحيف لكنه ثقييييييييييل , قومييييييييييييييييييي ..
قامت العنود عنها وقالت بابتسامة : طيب قومي ..
لفت الهنوف على جنبها اليمين وقالت : لسه بدري ..
قصتها كانت تغطي وجهها , مدت العنود يدها وشدت قصتها بخشونة وسلمت على خدها وهي تقول : كل سنة و إنت طيبة ..
ابتسمت الهنوف وهي تحك قصتها وقالت : الناس تعايد بعد ما تلبس وتصلي المشهد يالخبلة ..
ابتسمت العنود ابتسامة واسعة وقالت : عادي ..
وراحت تدق غرفة أمها وأبوها , دقت الباب دقات متوالية وهي تقول : يا أهل الخييييييير , يا جماااااااااعة , يا حلويييييييييييييين , روميو وجولييييييييييييت , قيس و ليلووووو ..
ووقفت عن الدق لمن انفتح الباب , ابتسمت لأبوها والواقف بسروال الثوب وفنيلته وقالت : سلاااااااااااام يا عســــــل ..
ابتسم وقال : وعليكم السلام يالمزعجة ..
ضحكت وقالت : أعايدك بعد ما ألبس ..
ومدت راسها للغرفة وهي تقول بحماس : ماااااااااااااااماااااااااااااااااااا قومييييييييييييييييي , أبغى الشعيرية ..
قال أحمد بهدوء : روحي جيبي التمر عشان أحل إفطاري قبل ما أصلي الفجر ..
راحت جري , انمحت ابتسامته ولف لداخل الغرفة وصك الباب , تقدم للسرير وحط يده على كتف هدى المنسدحة بدون لحاف وبملابس الأمس , قال بحزم : هدى , شبعتي صياح أمس وفرغتي كل اللي جوتك صح ؟؟
ولمن شاف دمعتين تنساب من عيونها , مد يده ومسحها بحنان وهو يقول بنفس الحزم : قومي تروشي وتعوذي من إبليس اللي يبغى يحزنك , هذا عيد ..
هزت راسها وهمست : أي عيد من دون بنتي ..
بعد عنها وقال بعصبية : والضعيفة اللي رمضان كلللللللللله وهي تداري وجعها وتداري حزنها وتضحك من ورى قلبها مهي بنتك , شوفيها كيف تبذل جهدها إنها تخرجك من اللي إنت فيه , حرام عليك اللي تسوينه في نفسك وفي اللي حولك , اضغطي على نفسك اليوم وقومي عشان العنود , عشان الهنوف , عشاني إذا ما كان لبناتك معزة , عشان عبد الرزاق اللي مو في الدنيا , عشان جاسم اللي كل يوم وهو جاي من شغله عليك عشان يشوف اش سويتي , مايجوووووووز اللي تسوينه والله ما يجووووووووز , الحداد فوق ثلاث ما يجوز , حتى الناس ما تعزي بعد ثلاث ..
وتحرك بعصبية وخرج من الغرفة وتصنم لمن شافها واقفة عند الباب وهي شايله صحن التمر , هتف : عنوووود ..
ابتسمت وهمست وهي تبلع غصتها : أبويه خليها براحتها , عادي هي شويه وتتنشط صدقني ..
وغمزت لأبوها وهمست : تتحداني أخليها تقوم ..
وزادت من اتساع ابتسامتها وهي تقول بمرح : أم جسوم تكره لحظة القومه من النوم عشانها بدأت تكبر , صح أميييييييييي , خلاص أبويه من بكره والنجدية عندك , يقولون إنهم ما يعجزون بدري ولا أقول , أووووووف لو تاخذ جنوبية , ماشاء الله الوحدة عن عشر حريم ..
ضحك و ضمها ويقول من أعماق قلبه : يعل عيني ما تبكيك , يعلللللها ما تبكيك ..
وصلهم صوت هدى تقول : إيوه يعل عيني ما تبكيك ليش طرت لك النجدية والجنوبية , إححححححلم بهم ..
قهقه أحمد و ضحكت العنود من قلبها وهمست : ما قلت لك بأخليها تقوم ..
مسحت هدى وجهها وقالت : أوريك أوريك , قاعدة تضحكييييييين , قال نجدية وجنوبية , من تتزوجين أقول لعدنان على الحريم اللي تقولين عليهم ..
ذابت ابتسامتها وبلا مقدمات حطت يدها على بطنها وقالت : حشرانه , بأروح الحمام ..
وناولت أبوها صحن التمر وشردت على غرفتها وهي تسمع ضحكهم عليها , صكت الباب وقالت بغيض : والترااااااااااااااااب , تنمغص بطني على طاري هالدببببببب ليه ..
وطالعت في جوالها بنقمة وقالت تخاطبه : لا تطالع فيني كذا لا أرميك مع الشباك ولا ..
مسكته وعصرته وهي تقول بابتسامة : أصلا صرت دقه قديمه , أبيعك وأشتري غيرك وأوريك , نيااااهاااها ..
ولمن خلصت ضحكتها الشيطانية انتبهت لانعكاس صورتها في المراية , طالعت فيها بصمت وضحكت وهي تقول : خبله , والله إني خبله ..
ورمت الجوال وراحت للحمام , توضت وصلت وراحت تفك المكر وهي تردد الأذكار , دخلت الهنوف عليها بسرعة وهي شايلة جوالها في يد و هي تسأل : عنييييييد وين جوالك ؟؟
قالت العنود وهي منهمكة في شغلها : على السرير ..
جلست الهنوف على السرير وفتحت جوال العنود وبدأت تفتح الرسايل وبعد كم رسالة زفرت , ثواني و رن جوال الهنوف , رمت الجوال وقالت : شكرا ..
لفت عليها العنود وهي تسأل : سارقه رسالة لمين ..
حمر وجه الهنوف وهي تهمس : حسان ..
طالعت فيها العنود بصمت لثواني قبل ما تمسك فرشتها وترميها عليها وهي تقول : إنقلعي عن وجهييييييييييي ..
ولفت بوزها لمن ضحكت الهنوف وهي تناولها الفرشة اللي التقطتها , قالت الهنوف : ما قصدت معاندة والله ..
قالت العنود : عارفه , بس لا تطرين الجوال أو الرسايل أو أي رجال في العالم غير أبويه وأخواني عشان ما أحرق المكان ..
ابتسمت الهنوف وخرجت , كان ودها تقولها الغايب عذره معاه لكنها مهي قادرة لأنها هي مهي قادرة تتخيل عذر لعدنان , أرسلت الرسالة لحسان وراحت تلبس ملابسها , ثواني ورن الجوال , أول ما شافت اسمه حمر وجهها وهي ترد , وصلها ضحكه العالي وهو يقول : عمممممممممري والله إنت , الرسالة حلوة زي اللي أرسلتها وهي أول رسالة من أصبحت لكن بأسألك سؤال , سارقتها من العنود ؟؟..
فتحت عيونها على اتساعها وقالت : هااا كيف عرفت ؟؟
ضحك مرة ثانية وقال : لأنه في ملاحظة نهاية الرسالة يا عسل ..
وحمحم وقال : ملاحظة من عدنان ..
صرخت الهنوف : كذااااااااااااااااااااااااااب ..
قال بعتاب : أنا كذاب ..
انتبهت لكلمتها ولنفسها فحمحمت بخجل وهي تهمس : لا , ما قصدت , أنا , قصدي ..
ضحك وهمس : يا حلاة هالصوت حتى كذاب طالعة من فمك لها طعم ثاني ..
ولمن ما سمع ردها عرف إنها خجلانة , ابتسم وهمس : كل سنة وإنت حبي ..
وضحكت لمن سمعته يقول من بعيد : طيــــــب الله يرج إبليــس , يعني الواحد ما يقدر يعايد حرمته بدون ما تسوووون له إزعااااااااااااااج ..
ورجع قال بهدوء : هنوف قلبي , أستأذنك دحين , ترا ...
وقطع كلامه وقال : سفانووووووو والله لو ما وقفتي دق على الباب ما أجيب لك فطور اليوم ..
وضحك وقال : وقفت دق , البنت هذي ينفع معاها التهديد ..
وكمل : كنت بأقول , اليوم إن شاااااء الله لو على جثتي مقابلك مقابلك ..
ضحكت والتزمت الصمت , قال : مع السلامة ..
قالت : في آمان الله ..
ولمن نزلت الجوال تذكرت فرفعته بسرعة ونادته وهي تقول : آآآآآآ حساااااااان ..
وصلها صوته يهمس : يااااااا روحه ..
همست بخجل : قريت على نفسك , إقرأ على نفسك زين ..
سكت للحظة بعدين همس : ارحمي قلبي واقفلي الخط ..
فتحت عيونها على اتساعها لمن كمل : لا تخليني أطق سيارتي وأجي عند باب بيتكم دحين , اقفلي ..
ضحكت وقالت : مع السلامة ..
وطالعت في الجوال للحظات وهي مبتسمة , ولمن تذكرت جريت لغرفة العنود , فتحت الباب فصرخت العنود وهي تجلس على الأرض وهي تغطي نفسها : ألبــــــس ..
وقفت الهنوف ورا الباب و قالت : أووووو آآآآآآآآآآآآآسفة ..
وصلتها صرخة العنود : وفين تنصرف آآآآآآآآآآآآسف , في أي بنـــك ست هنيف ..
سألت : أدخل دحين ؟؟
: لاااااااااااا , التنورة الزففففففففت مهي راضيه تدخل , هو أنا تخنت من الهوا ولا إيه ..
وكملت من بين أسنانها : لو الزعل ينفخ الواحد كان قلت أكيد من الدبببببببب اللي ما يتسمى ..
ضحكت الهنوف وفتحت جوالها بسرعة , ولمن شافت الرسالة اللي أرسلتها حممممممر وجهها وهي تتخيل حسان قرأ هالملاحظة التابعة للرسالة وقالت : عنود لو ما وقفتي سب بيتطير كل حسناتك وأعمالك اللي سويتيها , لا تصيرين مفلسه يوم القيامه , فاكرة المحاضرة اللي سمعناها واللي قال فيه الشيخ عن المفلس يوم القيامة اللي يجي بصلاة وزكاة وصيام و..
قاطعتها العنود : يأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا وياخذون من حسناته إلين تخلص , فاكرته , تعالي أدخليييييييييي ..
دخلت وهي تقول : إن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لاتدري فالمصيبة أعظم ..
شافتها تعدل تنورتها الزيتي الفاتح الواسعة من تحت و المطرزة أطرافها بكلف وشرايط صفراء وبيضا نفس ألوان البدي اللي لابسه فوقه جاكيت قصير مماثل لتنورتها , ابتسمت وقالت : سحر مرسلة لك رسالتين ..
خللت أصابيعها في شعرها المفرود تفكك لفاته وهي تقول : إيوه , ليه تسألين ؟؟
قالت الهنوف بابتسامة : من زود المحبة راسلة ثنتين ..
زفرت العنود وجلست على كرسيها وفتحت شنطة مكياجها وهي تقول : مشششكلة اللي يغارون ..
قالت الهنوف وهي تلعب بجوالها : تراني أخذت أول رسالة لها , أحلى من باقي الرسايل كلللللللها ..
بدأت تحط الأساس على وجهها وهي تهمهم يعني طيب , مدت الهنوف جوالها وقالت : إقريها وشوفي حلوة ولا لا ..
طالعت في الشاشة بدون ما تمسك الجوال ..
دنيتي من غير حسك سطر خالي من (( الحروف )) ..
لاتظن صمتي غياب أو تجاهل أو (( ظروف )) ..
............... " انت "..............
شي في حياتي ما يتعوض لو (( يروح )) ..
كل سنة وإنت بخير يا أغلى من (( الروح )) ..
.
.
.
((أتمنى أكون أول شخص عايدك ))
هزت العنود راسها وقالت وهي تفتح علبة الظلال : حلوة ..
قالت لها بإصرار : ركزي و كمليييييي ..
وضغطت لها على تحت مرتين وورتها الجوال (( لا أعلم كيف أصوغ ما أود قوله في كلمات , آسف , آسف لعدم اتصالي بك , آسف لأني لم أرسل لك قبلا لأسباب ستعلمينها بإذن الله ..
تناولت الجوال منها بيمناها وغطت فمها بيسارها من شدة الذهول هذي الكلمات أول مرة تنتبه لها , كانت عيونها تجري على السطور ..
... وحين أردت أن أرسل احترقت شريحتي (>.<) بسبب شخص سأخبرك عنه يوما ما وستتعرفينه لاحقا إن شاء الله , أحرجت من طلب جوال سحر وأحرجت أكثر من إرسال الرسالة من جوالها ولكني أردت من كل قلبي أن تكون رسالتي أول رسالة معايدة , كل عام وأنت إلى الرحمن أقرب , كل عام وأنت .... بخير عنودي .. عدنان )) شهقت العنود لمن شافت اسمه وحطت يدها موضع قلبها وهي تقول : أرسلي ..
وفزت وصرخت وهي ترفع الجوال : أرسليييييييييييييييييييييييييييي ..
ضحكت الهنوف وهي تطالع فيها وهي تنط بفرح وهي تصرخ : أول رسالة , أول رسالة , رسالته أول رسالة ..
وقامت ترقص وهي تلوح بالجوال , مسحت الهنوف دموعها اللي بدأت تنساب من شدة الضحك على خبال العنود اللي تنط وترقص زي البزران وشعرها يتناثر حولينها ..
لفت على الهنوف وقالت بحماس : الدبببب أرسل لي معايدة ..
: ياااااااااااااااا الله تسكنهم مساكنهم , هذا كله عشان رسالة ..
شهقت لمن شافت جاسم بكل كشخته واقف عند باب الغرفة ووراه أزهار وصرخت وهي تحس إنها بتموت من الخجل و غطت وجهها , قهقهت أزهار لمن لف عليها جاسم وسألها : كنت تسوين هالخبال لمن أرسل لك رسالة ؟؟..
خرجته أزهار برا الغرفة وهي تقول : إنت أصلا كنت ترسل شي ..
وصكت الباب وهي تقول : دقيقة بس عشان تتمالك نفسها ....
الهنوف اللي مهي قادرة توقف ضحكها كانت تجاهد عشان تمسك نفسها لأنها ما تتخيل نفسها تطيح في نفس هالموقف , وسلمت عليها أزهار وقرصتها وهي تهمس : خلاص فشلتيها ..
وراحت للعنود اللي بعدت يدينها وقالت : يا فشلتيييييييييييييييي , سمعنييييييييييي , سمعنيييييييييييييييي ...
ضمتها أزهار وهي تبتسم وقالت : كل عاااااااام وإنت طيبة وبخير يا أحلى مرجوجة ..
وقهقهت وهي تبعدها وتقول بتريقة : هذا كله عشان رسالة عدنان ؟؟
ولمن شافت وجه العنود وأذانيها اللي حمرت زاد ضحكها , ضربتها العنود على كتفها وقالت : حماره لا تضحكين ..
ردت لها أزهار الضربة وهي تقول : وإنت لا تسبين ..
وطالعت فيها وكملت : وبسرعة تمكيجي عشان نلحق المشهد ..
خرجت هي والهنوف اللي راحت تسلم على جاسم وهي تقول : كل سنة وإنت طيب ..
تأملها بحنان وقال بتحبب : اش هالحلاوة كلها ؟؟ بسم الله ماشاء الله ..
ابتسمت بخجل وهي تقول : عيونك الحلوة ..
ابتسم بخبث ودنق وهو يقول : هالكشخه كلها عشان بتقابلين حسونه ..
دنقت راسها وتحركت بسرعة وهي تقول : بأروح أشوف عبدالرزاق ..
ضحك وقال : أنفذي بجلدك ..
ابتسمت هدى وقالت : إنت ما بتفك أخواتك ..
جلس جنبها وقال : ولو يا أم جاسم لو ما أذيتهم مين يأذيهم ..
وطالع في تنورتها وبلوزتها البسيطة بلون أبيض ووردي ووجهها الخالي إلا من كحل بسيط وقال : يمه , بتروحين بيت جده حمده بعد المشهد إن شاء الله ..
هزت راسها وهي تقول : كنت بأرح المشهد بس راسي يعورني ..
ابتسمت أزهار وقالت وهي تقوم جاسم : روح شوف بابا تأخر ليه ..
وجلست مكانه وفكت شنطتها وهي تقول : و أنا بأجلس مع ماماتي ..
وخرجت شنطة المكياج وقالت وهي تفتحها : ماشاء الله لبسك حلو ..
ابتسمت وقالت : اشترته العنود وأصرت ألبسه ولا أنا ما أبغاه , ألوانه بناتي و ..
مسكت أزهار دقنها وهمست بلطف : بأحط لك شوية روج ..
وبعد إعتراضات وحرب كلامية حطت لها أزهار مسحة لون وردي وشوية حمرة خدود ومسكت محدد العين السائل وبدأت ترسم لها وهي تقول : صدقيني بابا ما حيصدق عيونه ..
وبعدت عنها وطالعت فيها وابتسمت وقالت : ماشششاء الله ..
زفرت هدى فهمست أزهار وهي ترجع الأشياء لشنطتها : ماما الناس تروح , وكلنا بنروح , كل إنسان في هالدنيا فقد عزيز , المهم إننا ندعي له و نبذل جهدنا عشان اللي باقين لنا ..
ورفعت راسها وابتسمت وهي تسأل : صح ؟؟ هذا اللي إنت قاعدة تسوينه دحين ..
ابتسمت هدى وهي تقاوم دمعتها وهزت راسها وهي تقول : صح يا بنتي ..
: واااااااااااو , أمي اش هالحلااااااااااوة ؟؟
ابتسمت هدى للهنوف وقالت : هذي أزهار الله يهديها أصرت تحطه ..
قامت أزهار ولبست طرحتها اللي على أكتافها وسألت الهنوف : عبد الرزاق طالع ؟؟
حكت الهنوف جبينها وقالت : ما لقيته , شكله ما رجع من أمس ...
خرج أحمد وهو يزرر ياقته ويقول : عبد الرزاق مع عمر يوزعون زكاة الفطر , هدى ماشاء الله اش هالحلاوة يا أم جاسم ..
ابتسمت بخجل وهي تمتم بكلمات غير مفهومة , قال جاسم وهو يمشي وراه وهو شايل بشته : ها , جهزتم ؟؟ ترا حنتأخر على المشهد ..
ابتسمت أزهار وقالت : دقايق أشوف العنود ..
: أنا جيــــــــت ..
أول ماشافها قال : مو منك التأخير , من الجوال اللي ..
دقته الهنوف باعتراض وهي تقول : جااااااااسم ..
ضحك وناول أبوه البشت وراح سلم على العنود يعايدها , دقايق وراحت تلبس عبايتها , وخرجوا بعد ما أصرت الهنوف تجلس مع أمها اللي حاولت فيها إنها تخليها تروح ..
قال أحمد بعد ما دخلوا سيارة جاسم : عارفه يا عنود دحين الملائكة في الطرقات اللي حولين المسجد يوزعون الهدايا اللي هي أعمالك في رمضان ويصافحونك ..
دخلت راسها بين المقعدين وهي تقول بحماس : إحلف ..
ضحكت أزهار لمن ضربها جاسم على جبهتها يرجعها لورى وهو يقول : بنت , اش إحلف لأبوك , كذاب هو ..
ضحك أحمد وقال : خليها هي ما قصدها تكذبني ..



*****************************


نزعت الباروكه ورجعت ثبتتها وهي تقول بطفش : هذي كيف تنلبس ؟؟
وطالعت في المرايه وهي تعدل وضعيتها , ولمن تأكدت من تثبيتها مسكت فرشة وبدأت تمشطها بحرص , زفرت وقالت : أموت وأعرف كيف يركب هاللون علي ؟؟
دخلت الخنساء وقالت وهي تلف طرحتها : سفا ... واااااااااااااااااااااااااااااااا ..
لفت سفانة بوزها وقالت : تكفين بلا تعليق , ترا لله أنا ..
صرخت الخنساء تقاطعها : جناااااااااااااااااااااااااااااااان ..
فتحت سفانة عيونها على آخرها وقالت : هاااااااا ..
تقدمت منها الخنساء وهي تقول بإعجاب : أموت أنا يا أشقر إنته ..
طالعت سفانة في الباروكة الشقراء المتوسطة الطول والمقصصة أطرافها بشكل مدرج , بعدت قصتها اللي واصلة لحواجبها المرسومة وقالت : أنا نفسي أعرف ولد عمي حامد اختار هالباروكة على أي أساس !! أنا طالبة منه باروكتين شبه باروكتي الأولى ..
قالت الخنساء : هذي أحلى مليون مرة ..
: خنووووووووووووس , سفاااااااااااااااااااااانوووووووووووووو ..
شهقت الخنساء وقالت : يا ويلي تراهم أرسلوني عشان أستعجلك ..
وخرجت وهي تقول : تحركييييييييييييييييي ..
قامت سفانة بسرعة ولبست عبايتها وشالت طرحتها وشنطتها الشبك اللي لها نفس ألوان لبسها المؤلف من تنورة حمراء وبلوزة بيضاء مقلمة بالأحمر والأسود فوقها جاليه أسود مشابه لحزامها الجلدي العريض , نزلت جري وهي تقول : آآآآآآآآآآآآآآآسفة ..
ووقفت لمن سمعت تصفيرة طويلة , ابتسمت لحسان وبعدت عبايتها وقالت وهي تستعرض قدامه : اش رأيك ؟؟
وحطت طرحتها على شعرها وقالت : أهم شي لا تطالع في الشعر ..
قال بابتسامة : كلك على بعضك حلو ..
غطت وجهها بطرحتها وقالت وهي تضحك : تراني أستحييييييييي ..
ضحك وقال وهو يدفها بخشونة : يلا بس تأخرناااااااااااا ..
لفت عليه وقالت بدلع : من جد أنا حلوة ..
كشر بوجهه وقال بمزح : لا منتي حلوة ..
وصلها صوت حمده من غرفتها تقول : إنتم ما رحتم , تحركوا بسرعة , حتفوتكم الصلاة ..
قالت وهي تخرج : مع السلامة يا جــــــده ..
و تحركت بسرعة لمن شافت الكل يستناها في السيارة , أمها وأبوها والخنساء ..



***********************

اسير الصمت
09-09-2012, 05:27 PM
في الرياض :
في بيت سلطان :

من وسط الضجيج والسلام اللي تلى رجوعهم من المشهد وصلهم صوته وهو يقول : يا حلوات , الشباب يبغون يسلمون على أمي ..
التفت الكل لعبد الكريم اللي واقف عند باب غرفة أمه اللي جلسوا فيها البنات حولين سلمى , قالت سلافة وهي تحط يدينها على خصرها : يا سلااام , إحنا جينا قبلهم ..
قالت سلمى وهي تقوم : أنا أسهل إني أقوم لهم بدل ما يطلعون البنات ..
قالت نجلاء باعتراض : إنت تقومين , لا والله يقومون البنات , يلا تحركوا ..
قاموا البنات وهم يتأففون من محاربة الشباب لهم في الجلسة , قالت أريام بتريقة : مو لو كنا نكشف على بعض مو أحسن ..
قالت هيام بحماس : واااااااااااااو , كان وناااااااسة ..
سلافة اللي كانت ماشية وراهم قالت بقرف : وعععععع , ما أتخيل إني أجلس وجنبي واحد من هالجنس , خاصة المتخلفين اللي عندنا , أنا أبويه وأعمامي وخوالي و يادوب هاضمتهم , حتى my brother ودي أغطي عنهم ..
ضحكوا البنات وهم مستغربين من مزاجها المعكر على غير العادة , قالت سحر : أعذروها سامر وماهر طلعوا مزرعة نخل في راسها اليوم وصكوا المكيف عليها عشان تقوم وهي لمن أحد يصك المكيف وهي نايمة ينقلب أبو مزاجها ..
وبعد ما تجمعوا في المجلس ودخلوا الشباب عند جدتهم قالت سحر : هي إنت وهي إبعدوا عن الباب ..
كانت هيام واقفة عند الباب المردود ومعاها أريج وإسراء وحيدة أصفر عماتها وكل وحده فيهم تقول أخوها أحلى , قالت هيام بحيادية : شوفوا الحق يقال , صح صقور أخويه وما عليه كلام بس ما في حلو في عيال أعمامي غيرعدنان وبعده أسامة والبقية عاديين ..
قالت أريج باعتراض : والله أحلى الموجودين ماهر وأخويه أسامة و عدنان ..
قالت سمر : أشوه لو ما قلت اسم أخوي كان رحت وحرشته عليك , بعدين صراحة يا هيوم كلمتك فيها إجحاف , مفروض تقولين أحلاهم عدنان وأسامة مو مافي ..
قالت إسراء : والله أيمن أخويه حليوه ماعليه كلام ..
قالت أثير وهي تزفر بتريقه : طول عمري أسمع المثل كل بنت بأبيها معجبة , شكلي بأغيره وأخليه كل أخت بأخيها معجـ ..
قطعت كلامها لمن شردوا من عند الباب و جلسوا بأدب وهم يتشاغلون بأي شي قدامهم , ثواني ودخل عبد العزيز , قاموا البقية يسلمون عليه وهم ماسكين ضحكهم على البنات اللي كانوا جالسين ببراءة الأطفال ..
: سحـــــــــــر ..
ابتسمت سحر لمن سمعت صوت ماهر وتحركت خارجه من المجلس , قبل ما توصل لباب المجلس سبقتها سلافة وهي تقول : يا سلااااام , just سحر ..
وحطت يدينها على خصرها , أول ما شافته واقف مع سامر وصقر تراجعت بصمت , دقت في سحر اللي قالت : اش فيه ؟؟
وأول ما شافتهم شهقت وجات بتتراجع , مسكها ماهر من يدها وقال : تعااااااالي وين رايحة ؟؟
تذكرت لحظتها إنها تقابله , حست بإحراج شديد وغصب عنها خفضت بصرها وهي تتذكر موقفها معاه في أول مقابلة , ابتسم صقر لمن شاف إحراجها وقال : كيف حالك سحر ؟؟
: لا والله , سلم عليها زي الأوادم ..
زاد إحراجها من اللي قاله عمها اللي خرج من المجلس , مد صقر يده يصافحها و قال وهو يحس بإحراج : طيب أعطونا نفس , الخليقة كلها متجمعة ..
رفعت سحر راسها وانصعقت لمن شافت أبوها وخالد وعدنان وعماتها اللي جوا يحضرون الموقف , مدت يدها بإحراج وصافحته وهي تقول بصوت حاولت تخليه ثابت : الحمد لله , ترا أنا مو زي ما شفتني أول مرة ..
ضحك صقر وشاركه التوأم اللي فهموا الموضوع , قال أبوها بحنان وهو حاس بإحراجها : ما بتسلمون على بعض ؟؟..
~ لااااااااااااا , يا فشلتي , ليه يا أبويه ؟؟ ~ قال صقر وهو يتنحنح ويهز يده القابضة على يد سحر : هذانا سلمنا ..
قالت أم عبيد : هذا مو سلام عيد , طقها عربة وقلها كل سنة وإنت طيبة ..
هدر قلبها بين ضلوعها خاصة وهي تسمع تعليقات البنات اللي تجمعوا ورى الباب يطالعون في المشهد , لف صقر وجهه وهو يضحك بإحراج ورجع دنق عليها لكنها تراجعت للحظة قبل ما يسلم عليها وهو يقول : كل سنة وإنت طيبة ..
الكل ضحك على وجه سحر اللي همست : وإنت طيب ..
وسحبت يدها بسرعة وبلا شعور اندست ورى عدنان اللي كان واقف جنبها , غمضت عيونها أول ما حجبها جسد عدنان عن أنظارهم وصرخت بداخلها ~ الحمد لله , ماكانت هاللحظة مرعبة زي ما تخيلت , الحمد لله ~ كانت تسمع لأحاديثهم المتفرقة بدون ما تركز على واحد منهم ..
: كيفك دحين ؟؟
فتحت عيونها ورفعت راسها لعدنان اللي لف وجهه يطالع فيها من فوق كتفه بنظرات غريبة , ابتسمت مشجعة وقالت وهي تلعب بخصلات شعرها : الحمد لله , بس صراحة ..
سكتت شويه وضحكت وهي تقول بصوت مخنوق : إحرااااااااااااج ..
ابتسم وقال : هالمرة بس , بعدين بتتعودين عليه ..
ولمن بعد عنها , شافت صقر يتوسط التوأم وهو يضحك على شي قالته عمتها نجلاء , كان لابس نفس ثوب أخوانها ومخيط نفس التطريز , وغترته وعقاله نفس النوع ~ غصب يعتبرونه توأمهم الثالث ~ لف ناحيتها فرجعت اندست ورى عدنان ..
: أنا أطلع هالإحراج من عيونك ..
شهقت لمن سحبها ماهر من ورى عدنان بعد كلمته ودفها بخفة على سامر اللي قال وهو يلمس تنورتها السوداء الحرير وهو يقول بتريقة : هذي قابعة عليها زيت ولا ايش ؟؟
قال ماهر وهو يفركها : شكله , شوف كيف تلمع , شكلها غسلتها بمازولا على بالها تايد , ملمسها كإنها إممممممم ..
كانت عارفه إنهم يحاولون يستثيرونها , بعدت يدينهم و قالت بهدوء : فكوني ..
قال ماهر وهو يمسك بلوزتها التل المشجرة بالتركواز والأسود : اش جاب هالقماش لقماش التنورة المزيت ..
قالت بطفش وهي تحاول تمسك أعصابها : حرير , اش مزيت !!
هز سامر راسه موافق وقال وهو يلمس أحلاقها الفضية : لا ولا يفوتك أحلاقها اللي تدق في أكتافها , مالقيتي أطول من هالحلق تراه مرررررره قصير ..
ما خلوا شي ما علقوا عليه حتى شباصتها علقوا عليها , تأففت وهي تبعد عنهم , قال ماهر بتريقه وهو يدق سامر : أنا أموت وأعرف لابسه كعب ليه وهي زي الزرافـ ...
وسكت لمن لفت سحر ورمته بنظرات حادة , ضحك عدنان من قلبه وقال وهو يصفق بيدينه : أحلـــــى سحوره ..
ولف على التوأم وقال : أتحدى واحد فيكم يفتح فمه بعد هالنظرة ..
ابتسم صقر وطالع في التوأم اللي هزوا رأسهم بمعنى إنهم مستحيل يتكلمون بعد هالنظرة ورجع طالع في سحر اللي ابتسمت بهدوء وهي تتحرك للمجلس اللي فيه البنات ..
قال خالد : إخــــــــص , وحده أصغر منكم تسكتكم ..
قال صقر بصوت خافت : صراحة ما ألومهم ..
وطالع في التوأم برعب , لمن ضحكوا مرة ثانية أصر عدنان يعرف السبب , قال ماهر وهو يعقد يدينه قدام صدره قبل ما يرفع حاجبه الأيسر بتريقة : اللي ما عندهم جوالات مالهم حق يسألون عن شي ..
وقف سامر جنبه ورفع نفس الحاجب وهو يقول : قصدك اللي يراسلون حريمهم من جوالات أخواته ..
هز ماهر راسه بلا وقال : قصدك اللي حريمهم ماعايدوا عليهم ولا عبروهم بكلمة ..
زفر سامر وقال وهو يعقد حواجبه بتفكير : كيف يعبرونه بكلمة وهو مقطوع عن العالم ..
حط ماهر نفسه يفكر وقال : تبيجر له ..
ولفوا على بعض و قال سامر وهو يأشر عليه ويغمز له : حلللللللللوة , تكفى عيدها ..
قال ماهر بصوت أنوثي : تبيجر له ..
و انفجروا ضحك وهم يضربون أكفهم , طالع فيهم خالد برعب وقال : يااااااااااااالله سألتك ما تطيحني في لسان واحد من هالمحششين ..
زاد ضحكهم وهو يكمل : الحمد للـــه اللي ماني عندكم , الحمد لله ..
ولف على عدنان وهو يسأل : إنت كيف متحملهم ؟؟
قال عدنان وهو يطالع فيهم بهدوء : أنا الصراحة شاكر لهم , لهم الفضل بعد الله في إنهم خلوني أحب بعدي وغربتي و شغلي في الشرقية ..
دخل بقية الشباب اللي توهم رجعوا من المشهد وسلموا على العمات والخالات ..
أول ما دخلت المجلس وانقفل الباب صرخوا البنات وتجمعوا حولينها وهم يسألونها أسئلة ما لحقت تجاوب عليها , ومن بين البنات شافتها واقفة وهي ضامة ولدها وتطالع فيها بابتسامة متسائلة وعيون قلقة , كيف لإنسان أن يفهمك دون أن تفتح شفاهك !! دون أن تضطر لنشر جراحك على حبل الحقيقة المرة , تكتفي بنظرة إلى عينيه ليسبر أغوار روحك دون أن يجبرك على الحديث , ابتسمت لها سحر وقالت بصدق وهي تتقدم لها : الحمد لله , مر كل شي بسلام ..
وشالت ربيع عنها وهي تكمل بتحبب : حبيب خاااااااله إنته , خريف حبي , واااااااا كيف يجنن ..
وباسته على خده وعضت يده وهو يطالع فيها بنظرات لا معنى لها وصوت أنفاسه مسموعة , طالعت في وقالت بضحكه : يا أهبل ..
ابتسم ابتسامة كشفت عن فم بلا أسنان , ضحكت أكثر وسلمت على فمه وهي تقول : يا ناااااااااسووو بيذبحني هالولد , بيذبحني ..
ثواني وحست بشي يطوق ركبها , نزلت بصرها وأول ما شافت أخته الغيورة ناولت ربيع لسمر ودنقت وشالتها وهي تقول : وهااااااااااااااذي هي حبيبة عمري ..
وسلمت عليها وهي تمدح فستانها وقبعتها وشنطتها اللي مليانة ريالات , طالعت من وراها لسمر اللي ابتسمت لها بسعادة , كانت عيونها تصرخ بالجملة اللي دايما تقولها لها ... الجبل العالي ما ينحني للأعاصير , ممكن تنحت صخرة بسيطه لكن هذا أقصى شي أسمح به , صخرة بسيطة يا سحر ..



***************************


في جدة :
بعد صلاة المشهد :


: بأشوفها دحين ..
طالع جاسم في حسان وقال وهو يعدل غترته : شوف تراني متكشخ , لا تخليني أنزل عقالي وأمخطك به دحين وأخرب كشختي ..
طالع فيه حسان بغيض وقال : طبعا مو حضرتك مبخرتك حرمتك اللي كنت متونس معاها طول الليل , غصب مستكثر علي أشوفها دحين ..
ضحك جاسم وقال : والله مو هذا مقصدي , بيت جده زحححححححمه , من وين بتسلم عليها إنت ووجهك , هذا اللي قصدته , أصبر خلينا نعايد على البيوت ولا رجعنا أقعدك معاها براحتك ..
وحرك حواجبه غياض وهو يكمل : يلا عن إذنك بأجيب حرمتي ..
وتحرك لسيارته يقربها من مصلى النساء بعد ما ركب أبوه , وهناك ركبت أزهار و العنود ..
ابتسم وقال : كيف كان المشهد عندكم ؟؟
قالت أزهار بهدوء : حلو وروحاني بشكل ما تتصوره , حسيت بفرحة الناس ..
ابتسم وقال : ها عنيدي , حلو المشهد ..
رفعت العنود راسها وقالت بعد ما سلكت حنجرتها اللي حستها مشروخة : يجنن , هذي ثالث مرة في حياتي أحضر المشهد بس أول مرة أحس بهالروحانية فيه ..
وضحكت وهي تقاوم دموعها وقالت : روحاني لدرجة حسيت إني أصافح الملائكة ..
لمن وصل عند بيت جدته نزل أبوه ووصاه ما يتأخر عشان يبدأون المعايدة على البيوت ولمن نزلت العنود قال لأزهار اللي انتقلت للمقعد الأمامي : ما تبغين تنزلين لهم ؟؟
هزت راسها وقالت بابتسامة : إن شاء الله أعايدهم العشاء مرة وحدة وقت العشا , دحين أبغى أروح بيتنا , أكيد عمر بيرجع من المشهد على هناك ..
حس بغصتها اللي تداريها , حرك سيارته بعد ما تأكد من دخول العنود اللي لوحت له مودعه وقال بمزح : أهم شي ما تخربين البيت , ترا ما فينا , العرس ما بقي عليه إلا تسع أيام و ولدك حسه عينه يخرب الكنب ولا يكسر الزينه ..
ضحكت وقالت وهي تحط يدها على بطنها : إن شاء الله هذا أضمن لك إنه ما بيخرب البيت ..
مد يده اليمين وقبض على يسراها وهمس : ما يحتاج أقولك خليك قوية لأني أعرفك ماشاء الله عليك مافي زيك .
بلعت غصتها وقالت باللهجة المصرية متظاهرة بالقوة وهي تضرب صدرها : إن شاااااااااااء الله , زهره والأجر على الله ..
همس بخفوت وهو يرص على يدها : و أنا ما يحتاج تتظاهرين قدامي بشي ..
تفجرت الدموع من عيونها , سحبت يدها منه وغطت وجهها بكفوفها وهي تصيح من قلبها , دموع العنود الغزيرة أثناء الصلاة , صوت نحيبها مازال يتردد بداخلها , رغم تظاهرها بالقوة إلا إنها كانت تنهار بداخلها , صاحت أول عيد يمر عليها من دون أمها , ما بتشوفها , ما بتسلم على يدها وراسها وهي تقولها : كل سنة وإنت طيبة ..
وما بتحضنها أمها وهي تقرأ عليها وهي منبهرة بجمالها اللي تشوفه يفوق جمال ملكات العالم , ومن دون أخوانها , ما بيهديها عمار زهرتها المفضلة وهو يسلم على خدها وهو يقول لها بحب الأب وحنان الأخ : كل سنة وإنت أحلى زهره ...
ما بيطالع فيها عمير بنص عين وهو يقول بقرف ممازح : وععععععععع , ما لقيتي أحلى من هاللبس , تصدقين اللبس حلو بس يوم لبستيه إنت صار يخرررررررع ...
وما بتطارد وراه وهي تحلف إنها تضربه لو على جثتها , ما بتسمع ضحكاتهم ولا تهزئ عمر لهم وهو يطلب منهم بحزم إنهم يتصرفون زي الكبار , أول عيد بيمر من دون البندري اللي عمرها ما عيدت معاها وهي تتساءل كيف كان العيد حيكون لو هي معاهم , صاحت وصاحت وصاحت إلين حست قلبها بينفجر من كثر اللي فيه , وبعد ما هدأت ثورة بكاها رفعت راسها وطالعت في جاسم لقيته ملتفت لها وهو يبتسم بهدوء بعد ما وقف سيارته على جنب , مد يده بمنديل وقال : فرغتي كل اللي في قلبك ..
سحبت نفس طويل ممزوج بشهقات متتاليه وهي تتناول المنديل منه , قالت بصوت مخنوق وهي تمسح وجهها من تحت الغطى : كلمتك هي اللي فجرتني ..
ضحك وقال : أحسن عشان تفرغين هنا قبل ما تروحين عند أخوك , ترا هو مو ناقص , أكيد هو حاس بهالشعور لكنه بيكتمه عشانك فلا تزيدينه وهو لله مضغوووووط بسبب جوازه , بعدين حسيتك من أمس وإنت كابته هالمشاعر كلها فقلت أكيد بتفرغينها لا شفتي أخوك قلت أحسن تفرغها هنا عندي عشان ما تنكد على أخوها ..
كانت تطالع فيه وهو يقول كلامه و تحسه يضغط على يدها كل فتره وهو يطالع فيها بحزم ممزوج بحنان , ومن خلص كلامه همست فجأة : جاسم أحبك ..
انصعق من كلمتها وطالع فيها بذهول للحظة قبل ما يضحك من قلبه وهو يقول : آآآآآآآآآخر كلمة توقعتها ..
ضربت يده وسحبت يدها وقالت بغيض : انقلع ...
لف وضربها بطرف يده على كتفها وقال : أولا لا تضربين , ثانيا ما أسمح لك تقولين انقلع ..
حكت كتفها وقالت باستنكار : آآآآآآآآآآح , عورتنيييييييييييي ...
قال وهو يحرك السيارة : أححححححححسن ..
طالعت فيه بصمت , وهو يطالع فيها ويرجع يطالع قدام , بعد فترة مد يده وقرص خدها وقال وهو يضحك : والله مو أحسن , ما تهون علي زهرة قلبي ..
ضحكت أزهار ودفت يده وهي تقول بثقة : أنا عارفه إني ما أهون عليك ..
رفع حاجبه وقال وهو يطالع فيها بتكبر : يلعن أبو الثقة ..
ورجع يطالع في الطريق , قالت بدلع وهي تمسد على كتفه ترتب ثوبه : أنا واثقة لأني أحبك فوق ما تتصور ..
: آآآآآآآآآآآخ منكم يالحريييييييييييييم , بياعات كلااااااااااااااام ...
: جسوموووووووووووووووووو ..
: شفتي , مسسسسسسسسسرع ما قلبتي ...
: كنت بأقول ... عمري آآآآآآآنا جسومو ..
: يمممممممممممممممه منكم كيف تقلبونهااااااا ..



*************************

................. يتبع


في نفس الوقت في سيارة علي :

: طيب ممكن تعدلين مكياجك في السيارة ..
سحبت سفانة نفس عميق تتخلله شهقات وهي تتناول المنديل الخاص بإزالة المكياج من الخنساء , قالت نورة بزفرة : الحمد لله اللي صياح العنود طلع صياحك أخيرا ..
قالت الخنساء بصوت مخنوق : ما توقعتها تنفجر بهالشكل , فجأة وهي تصلي جلست على الأرض وما قدرت تكمل صلاتها من شدة بكاها ..
طالع حسان في ساعته اللي أهدتها له الهنوف بصمت , ما شاف الهنوف من ذاك اليوم في العزاء لكن صوتها كان يتحسن يوم بعد يوم ويطمنه أكثر لكن دحين اعتراه خوف غريب , يكون هذا كله تظاهر بالقوة زي العنود , تكون تخفي كل شي بداخلها , ولمن تذكر حالتها أول ما درت بالخبر حس بقلبه ينقبض , هز راسه ينفض هالذكرى اللي ما يحب يستعيدها ..
قالت سفانة من بين شهقاتها : أنا ما عليه من نفسي , بس ما أبغى العنود .. ما أبغاها ...
وماقدرت تكمل كلامها , ضمتها نورة وقالت : أنا فاهمتك , كلنا ما يهمنا وجعنا لأننا نتعامل معاه لكننا ما نحب نشوف اللي نحبه يتوجع لأننا مانبغاه يحس باللي نحسه ..
أول ما تذكر علي أخوانه اللي كان يحس هالمشاعر نحوهم وتجاهلهم له وتنكرهم له من دخل السجن حس بألم في قلبه لكنه تناساه بسرعه وهو يقول : طيب اش رايك نحط أمك عند جدتك و نروح نعايد أعمامك على بال ما تتمالكين نفسك , عشان ماتدخلين لهم بهالشكل ..
قالت الخنساء بحزم : لاااااا , أنا ما أبغى أعايدهم ..
لف حسان وقال بحزم : بنت ..
نزلت الخنساء راسها بسرعة وهي تغطي وجهها اللي كانت فاتحته عشان تعدل مكياجها , قال علي : حسان خليها براحتها , يمكن ما تبغى تعايدهم دحين , تبغى تجلس مع البنات شويه ..
وطالع في المرايه وقال بحنان : نعايدهم العصر إن شاء الله ..
قالت سفانة اللي تمالكت نفسها : أبويه خمس أعياد مرت وإنت بعيد ومحد فيهم دق علينا تلفون يسأل لو بالكذب إذا كنا نحتاج شي ولا لا , والله ولا حتى شفنا خلقة واحد فيهم , ثلاثة أعمام ويا كثر عيالهم وما شفنا أحد فيهم فكر حتى يتصل أو يتطمن , ودحين نجي إحنا ونعايد عليهم ..
ابتسم أبوها وقال : سفانة حبيبتي , صلة الرحم اللي وصى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم هي إنك توصل من قطعك مو توصل الناس اللي وصلوك , والرحم عظيم أجرها عند الله , ربي اشتق لها من اسمه وخلها معلقة بين السماء والأرض , إنت تبغين توصلين ربك ولا لا ؟؟
سكتت وهي عارفه إنه كل كلمة قالها صحيحة لكن قلبها مو مطاوعها تروح تسلم على أعمامها وحريمهم وبناتهم وهم ما فكروا فيهم كل هالمدة اللي كانوا فيها بأمس الحاجة لسند يساعدهم , كل ما لفوا يمين أو يسار ما شافوا إلا خوالهم وجدتهم , أعمامهم ما لهم أي أثر في حياتهم ..
همست الخنساء : ريال ما أعطونا يوم كنا نموت جوع ودحين ..
قال حسان : خنسااااااااء ..
قالت بعصبية : ليش تسكتني ؟؟ دحين لمن طلع أبويه وطلعت معاه الملايين قاموا يسألون ويجون ويتصلون على أبويه , وينهم يوم كان يمر علينا أياااااااام محنا قادرين نسوي شي من قل الفلووووووس , عملية الزايدة حقت سفانة خوالي اللي قطوا فيها ودفعوها , فلوس كليتها , وحاجيات مدرستي و ....
قال حسان بحزم : قلت خلاص ..
سكتت وهي تعقد يدينها قدام صدرها وتلف وجهها للطاقة , قالت نورة بعد صمت طويل : نروح دحين عند جدتكم وبعد العصر تروحون تعايدون أعمامكم مع أبوكم وأخوكم , حتى خوله وبناتها بيروحون معاكم إن شاء الله ...
التزم الجميع الصمت بعد كلمتها ولمن وصلوا لبيت حمده قال علي : أنا بأروح أعايد أخواني دحين مع حسان ..
قالت نورة بابتسامة : الله يسهل لكم ..
ودخلت , أول ما دخلت حست بالجو المتوتر , نزلت طرحتها وطالعت في الوجيه المحمره , وابتسمت لمن شافت أمها مغطيه وجهها بمسفعها بصمت وجنبها العنود تكبس أكتافها وهي تبتسم لها , قامت خولة وبناتها والبقية عشان يسلمون عليهم , ما سألتهم اش صار لأنها عارفه إن الموضوع متعلق بالبندري ..



***************************


في نفس الوقت :
في شقة عمر :


حست براحة نفسية وهي تنقل بصرها في الشقة اللي تغيرت تماما بفعل البوية والأثاث الجديد واللوحات البسيطة التي زينت الجدران وحولينها إضاءات أصرت العنود على إضافتها عشان يصير المكان فخم , هالراحة كانت ممزوجة بحنين وألم لكنها تجاهلته وهي تتلمس الكنب الجديد وهي تقول لنفسها : كذا أحسن , صح الذكرى حلوة لكنها موجعة ..
وحطت يدها موضع قلبها وهي تهمس : خليكم هنا ..
طالعت في صحن الحلاوة والشوكلاته اللي يتوسط طاولة الصالة , راحت وسحبت وحده وأكلتها ..
: بس يالسعلية ترا بتخلصينها ومحد عايد عمر ..
لفت على جاسم اللي خرج من الحمام وقالت وهي تحط الحلاوة على جانب فمها الأيسر اللي انتفخ بسببها خدها وقالت : ما أكلت إلا ...
وعدت على أصابيعها وكملت وهي تفرد يدها : خمسة بس ..
حط يده على راسه وقال : الـــــــله , يا كبرها عند ربي ..
قالت بابتسامة : ثلاثة ليه وإثنين للنونو ..
وقبل ما يتكلم وصلهم صوت الباب اللي انفتح مختلط بصوت عمر وهو يقول السلام , جريت للممر ووقفت عنده وهي تطالع فيه بلهفة , ثوبه القصير , غترته اللي بدون عقال , بشته الأسود الفخم , بشت عمار , جريت وهي تصرخ : عمووووووووووووووور ..
وضمته بقووووة وهي تقول : كل عام و إنت للرحمن أقرب حبيبي , كل سنة إنت طيب ..
ضحك من إندفاعها وقال وهو يلم عليها : اللي يشوفك يقول غايب عنها سنين , تقبل الله ..
همست وهي تضمه أكثر : منا ومنكم صالح الأعمال ..
ودفنت وجهها في صدره تقاوم دموعها اللي تحاربها بقوة , كان يشبه عمار , يشبهه لحد بعيد وهو لابس بشته الأسود , وقالت عشان تضيع بكاها : عشرة أيام الإعتكاف حسيتها كإنها عشر سنين ..
ابتسم وقال : لمن جيت أمس عشان أتروش إنذهلت من اللي سويتيه , صراحة , ماشاء الله البيت صار شي ثاني ..
ورفع راسه وقال : مشكور يا أبو أحمد ما تقصر ..
غمز له جاسم وقال : تخدمني في فرحي إن شاء الله ..
بعدت عن أخوها ولفت على جاسم وهي تقول : نــــعـــــــم , عيد عيد اش قلت , ماسمعتك زين ..
ضحك عمر وقال : الله يعينك عليها , بنت يعني ما يمزح زوجك , بعدين الشرع محلل له أر..
ضربت عمر تسكته وهي تقول : مالك دخل , إحتفظ بهالكلام لنفسك ..
ضحكوا على عصبيتها وهي رايحة للمطبخ تجيب القهوة وهي تتمتم بغيض : سابوا كلللللللللل السنن اللي سواها الرسول ومسكوا في الزواج من الثانية , المشكلة ياليتهم يعدلون , الله بنفسه قال واحدة إذا ما استطعتم العدل , و ...........
لف جاسم على عمر وقال بهدوء : تعودت على عصبيتها خلاص , صح مهي زي أول أيام زواجنا لكني أحاول أتأقلم معاها ..
ابتسم عمر ومد ذراعينه وضم جاسم وهو يسلم عليه بحفاوة ويعايد عليه , ابتسم جاسم وبادله الأحضان وهو يحس براحة نفسية من العلاقة اللي وصل لها مع أزهار وعمر , سأله باهتمام : عبد الرزاق معاكم ؟؟
ابتسم عمر وقال : والله الله يجزاه بالخير , ما قصر معانا , جلس يوزع مع الشباب الزكاة إلين بدأنا الصلاة ..
سأله : وينه دحين ؟؟
قال وهو يهز أكتافه : بدل في غرفة المؤذن وصلى معانا ومن بعد الخطبة ما شفناه ..
جلس جاسم لفترة معاهم وراح بعد ما استأذن منهم إنه بيعايد , وقبل ما يخرج تعلقت فيه أزهار وقالت بدلع : جسوم , ممكن , ممكن , ممكن أعايد على جاراتي مع منى ..
ابتسم وقال : خذي راحتك ..
وقبل ما يتحرك شدته وقالت : طيب ممكن , ممكن توديني أعايد مشاعل بعد ما تخلص معايدتك ..
أشر على عيونه وهو يبتسم بهدوء , طالعت فيه بحب ورفعت نفسها وسلمت على عيونه وهي تهمس : تسلم عيونك الحلوة حبيبي ..
وتأملته بحب وهي تسأل : قريت على نفسك ؟؟
زفر وقال : إيوه , لا تخليني أبطل معايدة وأقعد هنا و ....
ضحكت وبعدت عنه وهي تقول : في آمان الله قلبي , انتبه لنفسك ..
ابتسم وخرج , طالعت أزهار في الباب ورجعت لفت وهي تصرخ بحماس : عموووووووووووووور يلا نفطر ..
وهو نازل من الشقة دق جواله , رفعه ولقيه رقم غريب رد وهو يقول : نعم ..
: كل سنة وإنت في قلبي ..
قطب حواجبه ووقف في مكانه عند مدخل العمارة ~ ياربيييييييي كيف بتفهم هالبنت ومتى ؟؟~ بعد الجوال عن إذنه وزفر بقوة , كان يحس بالذنب إنه علقها به وسابها , هو شاف حياته وهي مهي قادرة تنساه , كان يعيش عقدة الذنب هذه دايما , وسابقا كانت تراوده أفكار إنه يكلمها عشان يطيب خاطرها يستسمح منها لكنه تراجع لأنه يعرف إن هذا من الشيطان اللي يحاول يرجعه للخطأ , رجع الجوال لإذنه وقال : ليلى أظن إني وضحت لك كل شي في السابق , لا عاد تتصلين ..
احتد صوتها الناعم وهي تقول : جاسم أنا تطلقت عشانك ..
حس بالأرض تتزلزل تحته من شدة الصدمة , غمض عيونه بقوة وهو يحاول يستوعب اللي سمعه ~ متزوجة , متزوجة , متزوجة ~ تخيل لثواني أزهار مكان ليلى ورجال ثاني يـ ... , هز راسه بقوة يبغى ينفض هالتفكير المرعب , انعدمت مشاعر الشفقة والحزن عليها وانمحت عقدة الذنب وهو يقول بحزم وهو يحس بإحتقااار وتقزز : أولا أنا لأووووول مرة أدري إنك متزوجة , ثانيا إنت اللي جنيتي على نفسك ..
وصك الخط وهو يحس بفوران في دمه ~ كيف ما عرفت إنها متزوجة ؟؟ كييييييييف ؟؟ يارب سامحني , يارب سامحني ~ ..



**************************


الساعة 10 في فيلا حمده :

نزعت ريم صندلها العالي وقالت بتعب : يلعن أبو الشياكة , آآآآآآآآه يا رجولي ..
وجلست جنب العنود اللي تاكل من الشعيرية بتلذذ , وقفت سمية قدامهم وهي ماسكة عصيرها في يد واليد الثانية على خصرها وهي تقول : يا سلاااااااام , ما عاد في مكان , وين أقعد يعني ؟؟
رفعت الخنساء راسها لها وقالت بفم مليان وهي تأشر فوق راسها : تعالي سوي دور ثاني ..
دقتها أسماء وهي تقول : لا تتكلمين بفم مليان الله يقرفك ..
زفرت سمية وهي تشوف الكل جالس على الأرض حولين سفرة الإفطار , ولمن شافت ريناد جالسة جنب الجوهرة وماخذة مكان قالت وهي تتقدم منها : قومي يلا قومي , قاعدة ومبسوطة ..
قالت الجوهرة وهي تحط يدها على رجلين بنتها : دوريلك مكان ثاني , أبغى أأكل بنتي ..
لفت سمية بوزها وقالت : يعني أوقف أنا وما آكل , حطيها بحضنك ولا بعديها شوي .. طنشتها الجوهرة وهي تأكل بنتها , بعدت العنود نظراتها الباردة عن عهود اللي جلست على الكنب وهي حاطة رجل على رجل وماسكه كروسان وهي تطالع فيها بجرأة عجيبة وبعدت ريم وهي تقول : ريمان ازحفي شوي ..
ونادت على سمية وهي تقول : سماسم تعالي هنا ..
رمت سمية الجوهرة بنظرات غيض قبل ما تتحرك وتجلس بين العنود وسفانة , قالت سفانة من بين أسنانها وهي ترفع كباية الشاهي بالحليب : نزلي عينك عنها عشان ما تبدأ في كلامها اللي زي السم ..
ضحكت العنود وهمست : إحمدي ربك إنك منتي أزهار ولا كان تعرضتي لهالضغوطات كل يوم ..
همست الهنوف المقابلة لهم في السفرة : عنييييد , حرام عليك , الفترة الأخيرة ما صار شي من اللي تقولينه ..
قطبت العنود حواجبها وقالت وهي ترفع ملعقة الدبيازة لفمها : إي والله كلامك صح ..
و بلعتها وقالت بعد تفكير : إممممم يمكن عشان أزهار ما عاد تجينا كثير بسبب شقة عمر اللي تجهزها ..
ولوحت بالملعقة وهي تقول : سبب وجيه في نظري ..
غطت سفانة فمها وهي تبعد الكباية اللي حرقتها و تطاير العيش من فم ريم اللي ضحكت من قلبها , قالت الخنساء وهي تطالع في قطع العيش اللي لصقت في تنورتها الشمواه : رييييييييييييييييييييييييم ..
مسحت ريم فمها وهي تقول : آآآآآآآسف , والله آسف ما قصدي , كله من هالسوسة ..
وأشرت على العنود اللي طالعت فيهم ببراءة وهي تقول باستنكار : أنا اش قلــت ؟؟
: أبله هنوووووووووووووف ..
لفت الهنوف على ساره وقالت بابتسامة : هلا ..
قالت ساره وهي تأشر على اللامكان : خالو جاسم هااااا يقولك تعالي هاااااا عشان تقابلين خالو حسااااان ..
ذابت ابتسامتها وحمر وجهها لمن بدأ البنات يطلعون أصوات حماسية أخرسها صوت حمده وهي تقول : بسسسسسسس , حِسكن يعل الله يقطع حِسكن ياللي ما تستحن , اش قام به تصارخون ..
قالت العنود : جده نشجعها , جوليت بتقابل روميو أخيرا ..
ضربتها الهنوف وقالت حمده بعدم فهم : مييييين ؟؟ مين اللي بيقابل مين ؟؟
وكملت بعصبية : واش نشجعها هي داخله مباراة ؟؟
ضحكوا البنات وزاد ضحكهم لمن قالت العنود : أوووو صح , إنتم قوم ليلى , جالسة أقول ليلى بتقابل قيس أخيرا ..
قامت الهنوف بسرعة عشان ما تسمع تعليقاتهم أكثر فقالت ريم وهي تتنهد : وييييي مستعجلة على شوفة بعض ناس ..
وصرخت لمن ضربت جبهتها بذرة زيتون , لفت بعصبية بتهاوش اللي رماها وسكتت لمن هاوشتها حمده : آآآآآآآ يالمعبرة إي والله يالمعبرة يا قليلة الميز ..
حكت جبهتها وهي تقول : جــــــــده , عورتيني ..
ومن وسط هواش حمده على ريم لفت سمية على سفانة وسألتها : خاله اش معنى معبرة وقليلة الميز ؟؟..
دقتها سفانة وهمست : اششششش لا تسمعك جدة والله تشرشحك ..
قالت الخنساء تتفالح عليها : حبيبتي الميز هذا البوفيه اللي يحطونه للناس في الجوازات ..
رمتها أسماء بنظرة عدم تحمل لهالغباء وقالت بهدوء : حبيبتي خالتو , الميز هو التميز , يعني جدة قصدها قليلة التميز , ما تميزين الصح من الغلط ..
هزوا راسهم بفهم وعيونهم تلمع بنظرة إعجاب لفهمها للكلمة , سألت سمية : ومعبرة ؟؟
وغمضوا عيونهم لمن وصلهم صوت حمده الحاد وهي تقول : معبرات يعني قليلات الحيا ما تستحون , اللي شايفيني أهاوش وإنتم قاعدين تتنطزون بكلامي ..
مسكوا ضحكهم وسفانة تهمس من بين أسنانها عشان ما تشوفها حمده وهي تتكلم : قلت لك تشرشحك ما سمعتيني ..
قالت العنود وهي مبتسمة لجدتها و تتكلم هي الثانية من بين أسنانها : ما في أحد مبسوط قد الهنوف , شردت وفرت بجلدها , سفسف , قومي نعدل لها مكياجها وكشختها ..
وفي ثواني قاموا ولحقوا بالهنوف اللي كانت واقفة قدام المراية في غرفة جدتها وهي تنتفض , جريت لها العنود ومسكتها بخوف وهي تقول : هنوف اش فيك ؟؟
لفت عليها الهنوف وهمست وهي تتجنب نظرات سفانة : مستحية ..
دفتها العنود بخشونة وهي تقول : حماااااااااره فجعتيني , صدق ما عندك سالفة ..
قالت سفانة : نشوفك يوم يجيك عدنان اش تسوين ؟؟
غمضت عيونها بقوة وقالت بهمس وهي ترفع يدها في وجه سفانة : سفسف ترا مافيني للمغص فأسكتي أحسن لك ..
قالت سفانة وهي تربط حزام فستان الهنوف المشجر بلون رمادي وأبيض ووردي : ذوقي شوية من اللي تذوقينه الضعيفة ..
مسكت العنود حبال الفستان وقالت وهي تحرك حواجبها بخبث : هنوف فسخي البلوزة و أدخلي عليه بعريان ..
شهقت الهنوف وفي ثواني حمر وجهها وهي تضم بلوزتها البيضاء اللي لبستها تحت الفستان وهي تقول : مستحيييييييييييييييييييل , لو على جثتي ..
دفتها سفانة وقالت : روحي بس , ما نبغاك جثة عشان ما يموت أخويه ..
لفت عليهم وقالت بخوف : شكلي حلو ..
قالت سفانة بحنان عشان تهديها : والله حلوة .
وقالت العنود بتريقة : ما شاء الله هنيف إنت لو لبستي خيش بيشوفه حسان كإنه آخر صرعات فساتين نعومي كامبل , روحي له الله يخليكم لبعض ..
دقتها سفانة وهي تقول : يعني على بالك شجعتيها , حرام إرحميها ..
زفرت الهنوف وتحركت ورا سارة اللي قالت بطفش : خلصونااااااا ورانا بيوت ما عايدنا عليها , ترا العيد بيخلص وأنا ما جمعت 300 ريال لسه ..
قالت العنود بغيض : يا حلاتك وطلاقة لسانك لا جيتي تتفالحين , لكن لو شي مو مهم تبهذلينا بهاااااا وهااااااا ...
أول ما وصلت الهنوف الصالة وشافت جاسم حست بإحراجها يزيد , ابتسم جاسم وقال : أخيرا , ما بغيتي ست هنوف , بعدين ..
لف يده حولين ذراعها وكمل وهو يرافقها لمجلس الرجال : زوجك هذا مطيور , عقليه , من أصبحنا وهو يطالع في ساعته متى يجي يعايدك ..
نزلت راسها بإحراج وهي تسحب ذراعها من يده , ضحك وقال وهو يوقف في مكانه : يلا روحي له بس لا تطولين ترا حمده تفصل راسي عن رقبتي لو طولتم , ولو تدري إني بأخليكم لوحدكم تفصل راسي على غير القبلة ..
طالعت في باب المجلس برعب ورجعت لفت على جاسم برجاء , طالع فيها بصدمة وقال : مستحيل أدخل معاك , روحي يلا ..
همست برجاء : شويه بس ..
ضحك وقال : الله يعينك يا حساااااااااااان عليها ..
ومسكها بقوة وفتح باب المجلس وقال : حسوووون ..
ودخل الهنوف للمجلس وقال لها : دخلتك خلاص ..
وخرج بسرعة , طالعت في الباب بخوف , كانت تتمنى لو يجلس معاهم شويه على الأقل إلين تتعود ..
: هنوف ..
لفت وجهها له بإحراج وابتسمت بتوتر وخجل وهي تفرك يدينها ببعض , ابتسم وقال بمزح عشان يخرجها من إحراجها اللي لازم يرافقها بداية كل مكالمة وبداية كل مقابلة : أخيييييييييييرا , والله لو طالبين مقابلك الملكة إليزابيث , راسلين عشرين ألف معروض مرسوم لجلالة الحاكمة حمده وبطلعة الروح أصدرت مرسوم ملكي , لا ولازم يكون مختوم بختمين من رئيس الوزراء أحمد و رئيس حزب البرلمان صالح ..
كتمت ضحكتها وهي تعدل قصتها بإحراج وهو يكمل : أشوه بس اللي ما طلبوا مصادقتها من وزير الخارجية جلال ولا كان رحت فيها ..
ضحكت وطالعت فيه بوجه باسم , طالع فيها بحب وتقدم إلين وصلها وهمس وهو يصافحها : كل سنة و إنت طيبة يا روح حسان ..
دنقت راسها بخجل ورجعت رفعته وصافحته و هي تهمس : وإنت طيب ..
تأملها للحظة , فتحت عيونها وطالعت فيه بنظرات حب خجولة , ابتسم ودنق عليها , بعد عنها بسرعة لمن اندق الباب وانفتح , وصله صوت ساره وهي تقول : خالوووووووووو ..
جز على أسنانه وقال : تخلخلت عظام إبليس قولي آمين ..
ولف عليها وقال بابتسامة من دون ما يفك أسنانه : خير يا طير ..
شهقت وفتحت عيونها على الآخر وهي تقول : خالووووووو ما يجوز تقول خير يا طيييييييييير , ترا أبلتنا هااااااا تقول هالكلمة هاااااا فيها تطير والتطير مايجووووووز و ..
فتح عيونه على آخرها بصدمة قبل ما يقول بحزم : ساره أخلصييييييي اش عندك ؟؟
قالت ساره وهي تفرك جبينها : صح أنا اش كنت أبغى أقوووووول !!
: بفففففففف ....
لف حسان على الهنوف اللي كانت ماسكة ضحكتها بالقوة , قال بحدة : لا تضحكين ..
ضحكت من قلبها بعد كلمته , زفر ولف على سارة وقال : تذكرتي ..
فرقعت أصابعها وقالت : إي صح , تقولك جده حمده هااااااااااا , لا تطول ..
قال بعدم استيعاب : لا أطول ..
وقبض يدينه بغيض وقال بعصبية : أنا لحقت أجلس معاها عشان تقولون لي لا تطول , أنا ما سلمت عليها لسه ..
طالعت فيه ساره بحيرة وقالت : أهاااااااااااا ..
وراحت جري وهي تقول بطول صوتها : جده خالو حسان يقوووووووووول هو ما سلم عليها لسه ...
غمض عيونه وهو يطلع صوت مقهور و شهقت الهنوف وغطت وجهها بإحراج , فتح عيونه ورفع راسه للسما وهو يقول : رحمتك ياااااااارب , أنا عايش في عيله متخلفه ..
انفجروا البنات ضحك وتلون وجه بعضهم وهمست سفانة بشفقة : يا قلبي يا هنوف , صدقيني بتعتزل العالم سنة بعد هالفضيحة ..
قامت عهود وخرجت من المكان وهي تزفر بطفش , قالت ريم تبرر بحرج : تراها زعلانه عشان أبوية ما رضي يخليها تروح تعايد خوالي أول , قالها غصب عنك تعايدين جدتك وعمانك بعدين تلحقين أمك ..
قال سمية بتريقة : كان خلاها تروح أصلا وجودها زي عدمه ..
شهقت أسماء وضربتها وهي تقول : بنـــت , عيييييييييييييب ..
قال الخنساء : سمية ما قالت شي غلط , دائما متأخرة عن جمعاتنا وحتى لمن تجي حاطه راسها في اللاب ولا تزفر بطفش ولا ...
وسكتت على طول , كان الكل عارف إنها بتكمل كلامها بـ ولا جالسة تتهامس مع البندري , غمضت عيونها وهمست : آآآآآآآآسفة , ما كنت أقـ ..
قامت العنود وخرجت من المكان فقالت سفانة : شكرا ست خنساء , ذكرتيها بأختها ..
ولحقت بالعنود , دورت عليها في الغرف القريبة ما لقيتها ولمن دخلت الصالة الداخلية سمعت صوتها الهاديء وهي تخاطب شخص ما وتقول : أبغى جواب لسؤالي ..
وقفت في مكانها لمن سمعت صوت عهود تقول ببرود : أنا نفسي أعرف إنت تتكلمين عن إيه ..
وقفت عند عمود الرخام وطلت من وراه للصالة , شافت العنود واقفة قدام عهود اللي عاقدة يدينها قدام صدرها وتطالع فيها ببرود , قالت العنود وهي تضبط أعصابها : لا تختبرين صبري ست عهود , قاعدة أسألك عن السبب اللي خلاك تلعبين في الماسنجر باسمي ..
زفرت عهود وقالت وهي تعطيها ظهرها قبل ما تتحرك : أنا ماني عارفه عن إيه تتـ ...
مسكت العنود طرف كمها من عند كتفها وسحبتها بخشونة وهي تقول بعصبية : ما خلصت كلامي ..
ضربت عهود يدها وقالت بعصبية مماثلة : فكيني , قلت لك ماني فاهمة عن إيش تتكلمين ..
طالعت فيها العنود بغيض , من درت باللي سوته وهي ودها تفش غلها بس ما لقيت وقت , كانت مشغولة مع أمها والهنوف وأزهار , كان في راسها مليون شغلة وشغلة و مالقيت وقت تروح فيه لبيت عمها وتصفي حسابها مع عهود , سحبت نفس وسألتها بهدوء : طيب اش كان في الظرف اللي أرسلته لك البندري ؟؟..
ابتسمت باستفزاز و قالت : أسرار كانت بيننا , مالك دخل فيها ..
قالت العنود بتحذير : تراني عرفت بكللللللل اللي سويتيه , زي ما أرسلت لك البندري رسالة أرسلت لي وخبرتني بفعايلك السوداء ..
زفرت عهود وقالت بطفش : الحمد لله ما عندي أي فعايل سوداء , شكله الست بندري رمت علي مصايبها عشان تتخلص منها و ...
قاطعتها العنود بعصبية : لا تجيبين سيرتها على لسانك الوصخ , ما أسمح لك ..
ابتسمت عهود وقالت : إذا ما تبغيني أجيب سيرتها قفلي الموضوع ..
رصت يدينها بقهر وقالت : لا مني مقفلة الموضوع قبل ما أعرف لييييييييش سويتي فيني كذا , أنا اش سويت لك عشان تبينيني بهالشكل الحقير المنحط قدام عدنان ..
اتسعت ابتسامة عهود وهي تقول متذكرة : آآآآآآآآهاااااا , إنت قصدك هالموضوع !! هالموضوع حبيبتي من تحت راس أختك المصونة و ..
صرخت العنود : قلت لك لا تجيبين سيرتها على لسانك ..
~ تذكري كلام جيهان , لا تعترفين مهما صار , حطيه كله على البندري , لا تعترفين , لو اعترفتي حتكونين في وجه المدفع , وجاسم .... ~ تغيرت ملامح عهود الباردة وتحولت لوحشية وهي تقول : خايفة على سيرة أختك الصايعة , حبيبتي هي اطمأنت إنها بعيدة وقامت ترمي جرمها على الـ ...
صرخت العنود وهي تندفع لها : موعشانها ميتة ما تقدر تدافع عن نفسها تتبلين عليها يالحقيرة ..
ودفتها بقوة , شهقت عهود لمن اندفعت وطاحت على الأرض , طالعت فيها العنود بغيض وصرخت : لا تتبلين عليهااااااااااا ..
جريت سفانة لهم وهي مصدومة من اللي قاعد يصير , و قبل ما توصل لهم صرخت عهود وهي تقوم : يا حيواااااااااانة يا ###### ..
وصفعت العنود وهي تصرخ : ما تدفيني يا قليلة الأدب ..
شهقت سفانة وغطت فمها وهي تطالع فيهم بعدم استيعاب , لمست العنود خدها لثانية قبل ما تندفع وترد لها الصفعة وهي تصرخ : ما غيرك قليلة الأدب ..
وفي ثواني نشبت عهود فيها وهي تجر شعرها , صرخت سفانة : عنووووووود , عهووووووووووود بس إنت وإياها , بنت , بسسسسسسسس ..
ولمن مالقيت أي اهتمام في اللي تقوله قالت بخوف : ترا ما أبغى أتدخل عشان باروكتي ..
ولمن شافتهم يتبادلون الضرب وشد الشعر بجدية صرخت : إلحقونيييييييي ..
صوت الخطوات والأكعاب المتفاوته السريعة الجاية ناحيتهم شجعتها وخلتها تروح لعهود اللي ركبت بكل ثقلها على العنود اللي إنلوت رجلها و انطرحت على إثرها على الكنبة , سحبتها وهي تصرخ : خلاااااااااااااص , خلااااااااص إنت وإياها بسسسسسسسسسسس ..
شهقوا البنات لمن شافوا المنظر وصرخت ريم : عهود لااااااااااااااا ..
صرخت العنود متوجعة لمن حست بأظافير العهود الطويلة تسوي خط ناري في خدها الأيسر , ولمن شافت وجهها اللي تحول لشكل غريب من شدة الغضب والحقد دفتها تحاول تبعدها عنها وهي تصرخ : بعدي عني يا مجنووووووووووووونة ..
لكن عهود كانت تبتسم ابتسامة غريبة وهي تسحب يدها من سفانة وتخدش بأظافيرها وجه العنود مرة ثانية , صفعتها العنود من شدة الوجع ودفتها عنها بمساعدة سفانة اللي سحبتها بقوة وهي تصرخ : يا بنات خلااااااااااااص ..
تلمست العنود أنفها بين عيونها ولمن حست بنار تسطع في المكان بعدت إصبعها بسرعة وطالعت فيه بحواجب مقطبة من الوجع , لمن شافت الدم على إصباعها رفعت راسها وصرخت : والله مجنووووووونة , مجنووووووووونة ..
وتقدمت منها وهي تحس دمها كله يفور , صرخت سفانة لمن تملصت منها عهود : يا بنات قولوا لا إله إلا الله , اش فيكم ؟؟
صرخت نورة : بنات , وقفوا ..
تشبثت سمية في نورة وهي تقول : جـــده , وقفيهم ..
تقدمت منهم وهي تقول : لا إله إلا الله ..
مسكت فيها خولة وهي تقول باعتراض : أمي ترى ممكن تجيك ضربة وهم مهم حاسات ..
صرخت نورة وهي تأشر على البنات : طيب وقفييييييييييييهم , تحركوااااااااااا ..
ريم الواقفة بذهول خرجتها صرخة نورة من ذهولها وخلتها تجري لهم , صرخوا كلهم لمن صفعت عهود العنود بكل قوتها وهي تصرخ بسبة بذيئة وهي تكمل : وأختك هذي اللي تدافعين عنها ما تدرين عن خباياها , عقرب ثرى ..
حست العنود بالغضب يعميها وهي تندفع تضرب عهود , تشبثت ريم في العنود وسحبتها بقوة عن عهود وهي تصرخ : خلااااااااااص , يكفي , عنود خلااااااااااااص ..
تفجرت دموع العنود وهي تقول : عقرب الثرى اللي تقولين عليها يا حقيرة ما تجوز عليها إلا الرحمة , خاااااااااااااااافي اللــــــــه في اللي تقولينه عليها , والله يا إن ربي بيحاسبك حساب عسير على البهتان اللي قاعدة تفترينه عليها ليش ميتة وما تقدر تدافع عن نفسها ..
ومسحت دموعها اللي انسابت وبدأت تحرق وجهها في مواضع خرمشة الأظافر وكملت : أصلا أنا الغلطانة اللي أتكلم مع وحدة زييييييييييييك , مفروض بعد مادريت عن بلاويك أبعد عنك , ما أقول إلا حسسسسسسسسسسسبي الله ونعم الوكيل عليك , حسبي الله ونعم الوكيل عليك , إنت والبندري بتنعرضون قدام ربي يوم القيامة وبتتحاسبون , نشوف وقتها مين الكذاب من الصادق , يا كذاااااااااااااااااااااابة ..
جات الهنوف جري من المجلس وهي تسأل بخوف : اش فيه ؟؟ أصواتكم واصلة للمجـ ..
وشهقت لمن شافت العنود المتناثر شعرها و المبهذل لبسها بين يدين ريم , وعهود مقابله لها وشكلها لايقل فوضى عن شكل العنود وماسكتها سفانة اللي مالت باروكتها وبان جزء من فروة راسها , حطت يدينها على صدرها بفجعة متخيلة الكلام والفضائح اللي ممكن إنقالت في لحظة غضب , شافت حمده جاية وهي مستنده على عصاها بيد ويدها الثانية متمسكة في الجدار وهي تلهث من شدة المجهود اللي بذلته وتقول : حسبي الله عليكم من بنات , يعلكن ما تكثرن , يعل حلوقكن السدة , فضحتونا الله يفضح عدوكم و ...
سكتت لمن تعالى ضرب قوي على الباب مختلط بصرخة حسان الحاده وهي يقول بعصبية : اش فيييييييييييييه ؟؟ اش اللي قاعد يصير ؟؟
وتلاه صوت جاسم اللي ميز صوت أخته وهو ينادي بحده : عنوووووووووود , عنووووووووود ..
نقلت الهنوف بصرها بينهم و حست بخوف لمن شافت عمها صالح داخل مع أبوها وعمها جلال اللي كانوا في المجلس الكبير يفطرون , لحظة صمت دامت لثواني قبل ما يقول صالح بعصبية : اش عندكـــــــم ؟؟ صوتكم واصل لآآآآآآآآآآخر الحـــي , فضحتوناااااااا ..
طالعت العنود في عهود بحقد ولفت وجهها , شهق أحمد وهو يتقدم منها وهو يقول بخوف : عنود اش فيه وجهك ؟؟
رصت شفايفها بقوة بمعنى ما حتتكلم ولفت وجهها عن أبوها , صرخ جلال بعصبية : وحده تتكلم ..
قالت نورة بهدوء : شوية سوء فهم بين عهود والعنود و إن شاء الله إنه انتهى ..
نزل غترته ومسك عقاله وقال : أنا أوريهم سوء الفهم بصحيح قليلات الحيا اللي ما يستحون , الرجال اللي في المجلس كللللللللللهم سمعوا صراخهم بنات الإيه ..
شهقت سمية واندست ورى أمها ما تبغى تشوف منظر الضرب وهتفت الخنساء برجاء : خالي لااااااا ...
انسلت أسماء وراحت لغرفة جدتها وهي تسحب سارة اللي حاولت تقاومها عشان بتشوف اش قاعد يصير وسحبت معاها أولاد عمها جلال , وقبل ما يتكلم أحد انرفع العقال وتعالى صوت لسعته القوية مختلطة بصرخة عهود اللي قبضت على فخذها الأيسر اللي تلقى الضربة , ضمتها الخنساء بقوة وهي تغمض عيونها بخوف , كان جلال حبوب وطيب لكنه لمن يعصب محد يقدر عليه وعصبيته تخوف , قالت حمده : جلال , لا تمد يدك ..
لكنه لف بعصبية وضرب العنود نفس ضربة , صرخت العنود : أبويـــــه ..
غمضت حمده عيونها وهي تقول : واااااااو يا سيادي ..
صرختها اختلطت بصرخات عدة و بشهقة جلال لمن اعترضت يد أحمد ضربته وتلقتها في ذراعه , قال أحمد بهدوء : خلاص أنا أخذت الضربة عنها , إعتبرها وصلت لها ..
تمسكت فيه العنود وقالت من بين دموعها : أبويه , سامحنيييييييي , سامحني يا أبوي ..
مسكه جلال وسلم على راسه ويده وهو يقول : سامحني يا أخوي والله ما شفت يدك ..
قال أحمد بهدوء : ما عليك , ماعليك أنا تلقيتها عنها , ما عليك ..
زفر صالح وقال وهو يمسح وجهه : لا حول ولا قوة إلا بالله , إبليس كان مسلسل رمضان كله , واليوم يوم انفك خليتوه يفرح بهواشكم , الله يسامحكم ويصلحكم ..
قالت حمده بعصبية : ارتحتم , خليتكم أعمامكم يتضاربون , ارتحتم , والله ما تجي المصايب إلا من تحت روس الحريم , الله يفكني منكم ..
قالت نورة بهمس : بجواز إن شاء الله , يفكك منهم بجواز ..
سابت سفانة عهود وعدلت وضع باروكتها وهي تنقل بصرها بين العنود اللي مسحت دموعها وانطلقت مبتعدة عن المكان وبين عهود اللي تطالع فيها بنظرات غريبة وهي تفرك مكان الضربة , لحقت سفانة بالعنود وتبعتها الهنوف وبقيوا البقية صامتين عند الرجال اللي تبادلوا نظرات حيرى قبل ما يبدأون يستجوبونهم عن اللي صار وكيف بدأ ..
شهقت الهنوف لمن شافت العنود تلبس عبايتها ودموعها على خدودها , ماكان من عادتها إنها تبكي قدام أحد , دموعها دايم عصية لكن هالمرة كانت تنزل بلا حساب , ضمتها الهنوف وهي تقول : عنود ليش ما ...
بعدتها العنود وهي تقول وهي تستنشق الهوا من أنفها اللي بدأ يسيل من شدة البكا : هنوف واللي يرحم أهلك فكيني , مافيني حيل لأحد ..
وخرجت جوالها من الشنطة ودقت على رقم ورفعت الجوال , أول ما وصلها صوته قالت بحزم : تعال عند الباب اللي قدام بأروح البيت ..
وصكت الجوال ولبست طرحتها وخرجت وهي تقول : قولي لأمي إني صدعت ورحت البيت ..
لفت الهنوف بحيرة وسألت سفانة : ليه ؟؟ أمي وين ؟؟
كانت سفانة مرتاحة إن حريم خوالها اللي خلصوا الإفطار راحوا يعايدون جارتهم مع الجوهرة ولا كان الموضوع زاد حدة بوجود الجوهرة اللي لا يمكن كانت حتسكت عن الموضوع ..
انصدم جاسم لمن وقف سيارته عند الباب وشافها واقفة تستناه , دخلت جنبه وقالت بصوت مخنوق : وديني البيت ..
همس : عنود إنت تضاربتي مع عهو...
قاطعته وهي تغطي وجهها وتصيح من قلبها : الحيواااانة جلست تتلفظ على البندرييييييييييي , والله ما أسامحها , ما حأسامحهااااااااااا ..
التزم الصمت وهو يتوجه للفيلا الغير بعيدة وهناك مسكها قبل ما تطلع وقال بحزم : فهميني اش صاااااااااار ؟؟..
لفت عليه وقالت : الحقيرة ناكرة كل شي وحاطته على راس البندري ..
انصدم من منظر وجهها فهتف : هذا إييييييييه ؟؟ هذا من المضاربة كمان ..
مسدت وجهها اللي تحسه متورم من الوجع وهي تهز راسها بإيوه , قبض يدينه بغيض وضرب الدرابزين بقدمه وهو يقول : الله يلعنها بنت الكلب ..
استغفرت العنود وقالت : عمك ماله دخل عشان تقول عليها بنت كلب , هي كلبه , بعدين لا تلعن ما تستاهل إنك تاخذ ذنوب عشانها ..
قال بغيض : قسما بالله لو ماني شايل هم عمي وفضيحته كان طلعت الموضوع للكل وطلبت منهم يجيبون لي جهازها عشان أطلع أبو فضايحها وأكشف كذبها ..
قالت العنود وهي تمسح وجهها : ما تستحق كل هالوقت والتفكير , أصلا هي نكرة , وبتظل نكرة , الله بيني وبينها , أنا ماتهمني هالبنت نهائيا , أنا كنت بأوريها إني عارفه بلاويها بس ولا هي ما هزت فيني شعرة ..
سألها بقلق وهو يشوف دموعها الغزيزة اللي ما تعود يشوفها : طيب ليش تصيحين ؟؟
مسحت دموعها بقهر وصرخت : تبغى تعرف ؟؟ أنا مقهورة منه ..
سأل بحيرة : من ميـ ..
صرخت بغيض : من صاحبك الدببببببببببب , أنا يحسبني زي ذيك الصايعة , ما أتخيل للحظة إنه حطني في موضع مقارنة بوحده زي عهوووووووود ..
وطلعت الدرج بسرعة , زفر جاسم وطلع جواله واتصل على عدنان ...



************************


بعد صلاة الظهر في بيت صالح :


ابتسم وهز راسه وهو يستمع لنقاشها الحماسي وهي تقول : و صفعتها العنود ودفتها عنها ..
زفر وقال يقاطع وصفها : يا مخص ضرب الحريم , صفعة وشد شعر وخرمشة , إحنا نضرب بوكس على الوجه يطير سن , ركبة على البطن , هد على الراس , تسمون هاللي تسوونه ضرب ..
ضحكت ريم وقالت بلا تفكير : لا اش بوكس وهد وركبة , إحنا اللي صار نشوفه واحد من أفلام الأكشن , حتى سفانة مسكينة زحفت باروكتها من مكانها من كثر ما تفرع بينهم , وبعد ما خلصت المضاربة وراحت العنود ماخلت سبه ما سبت فيها خبال البنات وهي تحاول ترتب شعرها ..
وأشرت على بلوزتها وهي تقول : حتى أنا طار زر بلوزتي وما لقيته من كثر ماكانت العنود تصارعني ..
توقعته يسأل عن سبب المضاربة اللي هي إلى الآن ما تعرف اش سببها لكنها تفاجأت لمن سألها : كم صار لسفانة دحين من طاح شعرها ؟؟ ..
فكرت شويه بعدين قالت : خمس , ست سنين , ليه تسأل ؟؟..
قال بحيرة : وإلى الآن ما رجع ؟؟
هزت راسها وقالت : إلى الآن , حتى شعر حواجبها طاح , تستخدم موية وزيت مقروء عليها وتقرأ آيات الرقية دايم لكن ..
هزت أكتافها وقالت : الحمد لله , كل شي بيد الله ..
~ ما شاء الله عليها , اللي يشوف ضحكها وفرفشتها ما يقول هذي تمر بمصيبة زي كذا ~ مسح شعره ورجعه على ورى وهو يفكر إنه هو وهو رجال ما يتخيل نفسه أصلع على طول , كيف هي , معروف إنه تاج جمال المرأة هو شعرها , ابتسم و قام وهو يقول : خلاص خلصتي , أروح أنام ..
قالت باعتراض : ما كملت لك المضاربة و ما قلت لك على جارتنا أم حمود اش سوت في سمية لمن جات تعايد جده ..
قال وهو يطالع فيها برجاء : ريمو أوعدك أسمع لها وقت ثاني , تعبان وأبغى أنام دحين ..
وتحرك خارج وهي تلحق وراه وتحكيه الموضوع وهم ماشيين وهي مستغربة بداخلها ثقالة الرجال وعدم اهتمامهم بالتفاصيل , سمع الموضوع منها وما سأل عن الدقائق ولا حتى عن أي شي يتعلق في الموضوع رغم إنه أخته طرف في الموضوع , كانت تستغرب اللافضول اللي يميزهم عن الحريم ..



**************************


في نفس الوقت في فيلا أحمد :

: عدنان نازل بكرة إن شاء الله عشان يعايد عليكم ..
بعدت علبة العصير عن فمها وهي تبج كل اللي في فمها و هي تكح بشرقة , صرخ عبدالرزاق وهو يبعد عنها : الله يقررررررررررفك ..
وصرخت الهنوف لمن شافت العصير يخرج من أنف العنود اللي غطته وهي تكح أكثر , قال جاسم بتريقة : يععععععععععععععععع , خرج من خشمها ..
طبطبت هدى على ظهر العنود وهي تقول : بسم الله عليييييييك , بسم الله عليك , اش فييييييييك ؟؟
رفعت العنود عيونها المغرقة بالدموع وشافت أبوها يطالع فيها بقلق وخوف وهو شبه قايم من مكانه كإنه مستعد يجيها لو استمرت شرقتها , قالت بصوت مخنوق مختلط بكحاتها : لا ... ولا ..... شي ...
وكحت بقوة وهي متقرفه من حلاة العصير اللي تاكل أنفها من جوة , ناولتها الهنوف كاسة موية راحت تجيبها جري , شربت من المويه ومسحت دموعها وهي تتنحنح عشان تسلك حلقها اللي تحسه حالي بزيادة , رفع جاسم حواجبه وقال بصوت ممطوط : هذا كللللللللللله من جبنا طاري جية بعض ناااااااااااس ..
رمته العنود بنظرات حقد وهي تقوم بسرعة وهي تقول : بروح الحمام ...
أول ما تعدت من عنده ضربته بسرعة على راسه وتحركت , قال جاسم وهو يأشر عليها : شفتوها ضربتني لأني كاشفها ..
قالت الهنوف باعتراض : جااااااااسم , حرام عليك عذبتهاااااااااا ..
حرك حواجبه وقال وهو يأشر على راسه : كذااا مزاااااااااج , أمخمخ عليها هالبنت ..
ما قدروا يمنعون نفسهم من الضحك , ضحكوا إلا عبد الرزاق اكتفى بابتسامة هادئة وأحمد يقول : ما أقول إلا الله يعين أزهار عليك ..
ابتسم وقال : على سيرتها ..
وقام وهو يستأذن عشان يروح يجيبها , وقبل ما يخرج راح يدور على العنود اللي لقيها مسرحة بوجه واجم في المطبخ وفي يدها كاسة موية , ابتسم وتقدم منها وهو يقول : لساعك مشروقة ...
التفتت له بسرعة وطالعت فيه بصمت , ابتسم وقال برقه : عنود أنا ما أهملت موضوعك , تراني كلمت عدنان على الأوراق اللي أعطيتيني إياها من يوم قريتها لكنه رفض يعلق عليها في الجوال ..
التزمت العنود الصمت وطالعت فيه بثبات مناقض للعواصف اللي بداخلها , كمل وهو يتناول منها كاسة الموية ويصب له من الجك : قال لمن يجي بكرة يتفاهم معايا عليها ..
وسمى وشرب المويه وهو يتمنى لو إنها تتكلم , تعلق , تقول إيش اللي في بالها , لكنها خيبت أمله , نزل الكاسة وطالع فيها للحظة قبل ما يقول : عنود ..
لفت وجهها عنه تشاغلت باللعب بسلة الفواكه اللي على طاولة الطعام , زفر وقال : عنود ما بتقولين شي ..
كانت تفكر , غارقة في التفكير , التفتت له وسألت بهدوء : اش تبغاني أقول ؟؟
وكملت : كل اللي عندي قلته لك , أنا لا يمكن أسمح لأحد إنه يشك فيه وبالذات إنه عدنان مو أي أحد دحين , مافي بنت في العالم ترضى إنه زوجها ياخذها وهو ينظر لها هالنظرة ؟؟ صح ولا لا , أصلا الحياة بتصير صعبة , الشك والنظرة الدونية وغيرها من الأشياء ..
تذكر أزهار ومحاولاتها المستميته قبل الزواج إنها تفهمه سالفة عبد الرحمن , ابتسم مقدر لوضع العنود اللي كملت بحزم : عشان كذا أعطيتك الأوراق أول ما عرفت السالفة , مو معقولة بأتصرف معاه كإنه ماصار شي وأتظاهر إنه كل شي عادي , أنا أبغى أعرف رأيه وفكرته وليش تقدم لي وهو شايف عني هالشي , إن اقتنعت إنت بكلامه ذاك الساعة لها حل , وإن ما صدق هو في براءتي ....
سكتت للحظة وهو طالع فيها بترقب , زفرت وقالت : صعب أقولها لكن هو من طريق و أنا من طريق ..
ما قدر يتكلم , ما قدر يلومها , كلامها رغم الرعب اللي سببه له إلا إنه صحيح , ابتسم وقال : إن شاء الله خير ..
من ابتسم ابتسمت له ولمن جا بيتحرك مسكته مع كمه وقالت : هييييييييي مو تنسى العاده عشان تزوجت ..
وحطت يدها على خصرها وهزت رجلها وهي تقول : لا حبيبي , تودينا البحر نشم هواه ترانا تخللنا في البيت و أزهار طيوبه ما بتقول لا ما تاخذهم ..
ضحك وقال وهو يشد قصتها : خبله , توني أقول والله البنت صارت عاقله , اش كلام و اش وقفه ..
وسابها و تحرك , لحقت وراه وهي تقول بتلعثم : لا ترا أنا عااااااقله بس أتدلع عليك و .. و كمان ...
ابتسم وهو يسمع تبريراتها وثرثرتها وهو حاط نفسه مطنشها ورايح للباب الخارجي , ولمن وصل هناك قال يقاطعها : فهمنا ...
ابتسمت بحماس فقال متابع : يالخبله ..
وصك الباب وهو يضحك على صراخها اللي وصله من ورى الباب ..
تحركت العنود وهي تحاول تلهي نفسها عن التفكير ~ فهمت الآن مضمون رسالته أكثر , ياربيييييي كيف بنتكلم في هالموضوع , يارب سهل ~ , شافت عبد الرزاق رايح لغرفته , جريت له وقالت : رزووووووووووووق ..
التفت لها بذات الإبتسامة الهادئة اللي صارت تلازمه , لفت يدينها حولين ذراعه وقالت : أنا جيعانة , توصيلي من مطعم , سوناردي عنده إجازة ..
ابتسم وقال : ولا يهمك , أريح شوي وأجيب لك اللي تبغينه ..
ولمن جا بيتحرك تشبثت فيه أكثر ومشيت معاه وهي تقول : ما قلت لي كيف كان الإعتكاف باعتباره أول إعتكاف لك ؟؟
لزم الصمت , طالعت فيه برجاء وهمست : عبد الرزاق أنا فرحانة للتغير اللي صار لك , والله فرحانة من قلبي , كلللللنا فرحانين , مو عشان ماكنت عاجبنا أول , الموضوع إنه حرصك على الصلاة وغيره زاد من فرحتنا , لكن ...
وسكتت خوف ما يفهم اش قصدها , لف عليها وقال يستحثها بهدوء ورزانة مهي من طبعه : لكن ...
زفرت وقالت : نفتقد عبدالرزاق المرح ..
وبعدت عنه وطالعت فيه وهي تقول : عبد الرزاق إلتزامك ما يعني إنك تصير هادي مكشر ومتأمل معظم الوقت , شوف عمر , عمي علي , أئمة مساجد و مافي أحد مرح وحبوب زيهم , ترا أمي مفتقدتك , كلنا مفتقدينك , نبغى عبد الرزاق القديم و الجديد , نبغى مزيجهم , الكآبة ما تناسبك و ..
وسكتت للحظة وكملت بهمس وهي حاطة يدها جنب فمها كإنها تقوله سر : إذا تجاوزت حدي اعطيني نظرة و بأسكت ..
ضحك لأول مرة من فترة طويلة ورجع زفر وقال بعد تردد : الموضوع ومافيه ..
رفع يده وأشر على موضع قلبه وهو يقول : هنا ألم محد حيتخيله يا عنود , صدقيني بس يخف إن شاء الله , يصير خير ..
طالعت فيه بحنان وقالت وهي تحط يدها على موضع قلبه : إن شااااااااااء الله يزول هالألم , المهم أنا موجودة وقت الحاجة , إنت بس أخرج من غرفتك وخذ أول لفة يمين وإطلع الكوبري قصدي الدرج , إمشي مسافة خمس أمتار أول محطة على اليمين هي غرفتي ..
ابتسم ورفع يده وضربها بخفه على راسها وقال : روحي وإنت شكلك صايره زي بس شوارع ..
ضحكت وقالت وهي تتلمس أثار الخرمشة : بسسسه مو بس ..
دخل غرفته وصك الباب , طالعت في الباب للحظة قبل ما تصرخ : واااااااااااااا , وجهييييييييييييييييييي ..
وجريت على أقرب مراية وصرخت لمن شافت شكلها : يا مااااااااااااماااااااااااااااا , كيف بأقابل ولد النااااااااااس ...
وقطبت حواجبها بتفكير وقالت بحماس : أهاااااااا , وجدتها ...
وكملت بفرح : مو لازم أدخل عليه , حأخلي الموضوع بينه وبين جسوم ..



**************************

اسير الصمت
09-09-2012, 05:29 PM
بعد المغرب :
في بيت عبد الكريم :


فركت سحر عيونها بتعب وهي تقول : هااا معاك حبيبي والله معاك ..
زفر عدنان وقال وهو يتحرك من عند سريرها ويروح لمفتاح النور : شكلك لسه نايمه , أسيبك ترتاحين ..
وقفل النور , فزت من سريرها بسرعة وقالت وهي تفتح عيونها على آخرها : والله صحيت , تعال ..
وفتحت النور وسحبته من ذراعه رجعته لداخل غرفتها وهي تقول : ها حبيبي اش عندك ؟؟
وانتبهت لحظتها إنه قابض على ورقة في يده , طالعت فيه بحيرة لكنها التزمت الصمت أول ماشافت تعابير وجهه الجامدة , جلست قريب منه , زفر وفتح الورقة ورجع طبقها ورجع فتحها وطبقها وزفر مرة ثانية وناولها لها وهو يقول : ممكن تقرين هالورقة ..
تناولتها منه وفتحتها بتردد , ماميزت الخط الصغير المنمق لكن عيونها جرت على السطور بسرعة (( حبيبتي عنود , إذا قرأت رسالتي هذه معناته إنه أزهار وصلت الأمانة اللي أعطيتها لها , عنود سامحيني , يمكن بتشوفين هالكلمة تافهة بعد ما تقرين بقية الأوراق وبتقولين كعادتك وين أصرفها كلمة آسف , حاولي تصرفينها هالمرة من بنك قلبك المحب المتسامح , عنود كان ودي أطلعك على الموضوع من بدري لكني جبانة , فضلت إنك تعرفينه وأنا بعيدة عنك , في أقصى العالم عشان ما أشوف نظرات العتاب في عيونك , سامحيني ولو أقولها مليون مرة ما بتكفي , والله ثم والله ثم والله إني ما كنت دارية إنه ### بتستخدم اسمك عند عدنان , الموضوع كله كان مزحة , مقلب حبينا نسويه في صاحب جاسم , ما توقعت إنه ### وراها شي ثاني من ورى هالمحادثات , ويوم أرسلت صورتك والله شاهد إني ماكنت معاها ذاك الوقت , عنود أنا لمن دريت باللي صار وحاولت أخبرك هددتني بشي ما أقدر أقوله لك دحين ولايمكن أقوله لك في يوم من الأيام , يمكن بعد ما أصير جده وإنت تصيرين جده أقولك عليه وأنا مخرفه , لكن دحين مستحيل ولا في الوقت الحالي لأسباب كثيرة , كانت تهددني لو تكلمت في الموضوع , صورتك أخذتها من كاميرا أسماء بدون محد يدري , عشان كذا لازم تقولين لأسماء ما تخلي الكاميرا أو جهازها في يد أحد أو تمسح الصور نهائيا , ترانا مالقينا من ورى هالصور غير المشاكل , عنود أنا جبانة وكان ممكن أسكت طول عمري عن هالموضوع لكني ما أبغاك تبدئين حياتك مع عدنان بهالطريقة , صدقيني الشك ممكن يقتل الإنسان وهو حي , عنود #########################
أختك المقصرة في حقك والتي تحبك يا أحلى عمود كهرب على قولة زهوره ... بندر))
: سحر ..
مسحت سحر دموعها بسرعة وهمست : ما فيني شي , الله يرحمها , الله يرحمها ..
وبعدت وجهها عنه وهي تدور على كرتون المناديل , سحبت منديل ومسحت دموعها اللي حستها بتذرف بلا نهاية , طالع فيها عدنان للحظات ورجع طالع في السجادة بصمت , مسحت أنفها وسحبت نفس عميق وناولته الورقة وهي تسأل : مين أعطاك هالورقة ؟؟
قال بهدوء وهو يطويها ويرجعها لجيبه : جاسم أرسلها لي بالفاكس على مكتبي مع أوراق فيها كل المحادثات اللي صارت بيني وبين هاللي ماسح اسمها من الورقة و ...
سكت شوية وكمل : وأرفق معاها رسالة عتاب ..... شديدة اللهجة ..
ابتسمت وقالت : أكيد , تخيل لو إنت عرفت إنه زوجي اللي هو صاحبك الروح بالروح أخذني وهو حاط في باله إني كلمته قبل ما يتقدم لي ..
قال بهدوء : بس أنا كنت متأكد إنها مهي هي لمن تقدمت ..
قالت بهدوء مماثل : طيب هو ما يعرف بهالشي ..
وقطبت حواجبها وقالت : إلا كيف وصلته هالورقة و ..
: العنود أعطته الأوراق ..
انطلقت الجملة من فمه زي الرصاصة , فتحت سحر عيونها على اتساعها وحطت يدها على فمها وهي تقول : أوو أووووووو ..
زفر وقال وهو يطالع فيها : هنا المشكلة , المشكلة مهي في الأوراق ولا جاسم وكيف حيفسر الموضوع , المشكلة في العنود , بتصدق اللي بأقوله ولا لا ..
سألت : من متى ..
قاطعها مجيب على سؤالها : من نص رمضان ..
شهقت وقالت باستنكار : عدناااااااااااااااااان ..
قال بتلعثم وهو يطالع فيها : يعني اش كنت بأسوي , شوفي أنا صراحة .... , ما قدرت أنزل لجده في رمضان , شغلي متراكم علي ووو .... طلبت إجازات بما يكفي , استنفذت إجازات السنة كلها , وهالموضوع ما ينقال في الجوال ولا ؟؟..
وطالع فيها للحظات قبل ما يزفر وهو يرجع شعره على ورى بحركة حادة , كانت لأول مرة تشوفه مرتبك بهالشكل , ابتسمت وقالت وهي تحط يدها على فخذه : ما يحتاج تبرر لي أنا فاهمه , المهم عنود , يعني لازم تنزل لها وتفهمها الموضوع ..
لف عليها وسألها : ما أرسلت شي ؟؟
ما حبت تصدمه فقالت : طبعا ما أرسلت , اش ترسل ؟؟ إنت من جدك , صدقني ما بترسل على جوالي رسالة لك لو إيه , البنت تستحي ..
سكت للحظة قبل ما يسألها وهو شبه مقطب : هي من النوع العصبي صح ؟؟
ضحكت سحر وقالت وهي تتذكر ثورات العنود اللي بلا نهاية : إممممم مو مرة , شويه ..
قطب حواجبه أكثر لمن تذكر موقفه معاها عند المصعد في المدينة وقال وهو يهز راسه : ما أظن شويه ..
ورجع سألها : تتوقعين إنها بتكون معصبة من اللي عرفته ؟؟
قالت وهي تهز أكتافها : أنا لو مكانها ما أدخل عليك لو على جثتي ..
طالع فيها بصدمة وقال : الحمد لله اللي منتي مكانها ..
ابتسمت وقالت وهي تطبطب على كتفه : إن شاء الله ينحل الموضوع بس متى بتروح ؟؟
قال : بكرة بعد غدا جدي ..
قالت : الله يسهل لك دربك حبيبي ..
قام وقال : شكرا وسامحينا على الإزعاج ترانا ما نستغني عن خدماتك ..
ابتسمت وقالت : خذ راحتك , في أيَتوها وقت أنا موجودة ..
ولمن خرج من عندها , زفرت وقالت : الله يعييييييييييييينك على العنود وراسها اليابس ..
وانسدحت وتلحفت , صوت المكيف الرتيب وهواه البارد اللي مغرق الغرفة خلاها تضم لحافها وتغطس وجهها في مخدتها الناعمه الباردة , غمضت عيونها وهي تتنهد براحة , رجعت فتحتها على اتساعها لمن انفتح بابها بقوة وسطع النور يخترق ظلمة غرفتها وصوت ماهر يخترق هالسكون وهو يقول : سحووووووووووووووووووووووور ..
فزت من مكانها وهي تشهق وتقول : بسم الله , خييييييييييير , اش فييييييييييه ؟؟ صار شيييييي ؟؟
ابتسم وقال : لا كنت أجرب صوتي بس ..
طالعت فيه بصدمة ومسكت مخدتها ورمتها عليه بقوة وهي تقول بعصبية : ويعلللللللللللللك الـ ...... عافية قول آمين ..
تفادى مخدتها ببراعة وقال وهو يمد يده لزر التكيف : آمين ..
قالت بتحذير : حسك عينك تفكـ ....
حرك حواجبه وصك المكيف وهو يقاطعها : قومي يلا ..
صرخت وهي تبعد اللحاف بسرعة : يا نذللللللللللللللللل ..
وجريت وراه وهي تصرخ : ماهر يا دبببببببببببببببببببببب ..
وأول ما شافته واقف قدامها ومنحني على جزمته الرياضية يعقد حبالها ضربته بكل قوتها على ذراعه اليمين , صرخ وهو يعتدل في وقفته و قال وهو يحك ذراعه : اش فيييييييييييك ؟؟
لمن التفت لها وشافت ندبته شهقت وقالت : آسفة حسبتك ماهر ..
رماها بنظرات غيض وهو يأشر على بلوزته السوداء برقبة والطويلة الأكمام اللي لابسها على بنطلون أبيض وهو يقول : أي ماهر , مسرع ما غيرت بلوزتي , فررررق بيننا..
انتبهت لماهر اللي واقف وراه يحرك حواجبه , كان لابس نفس البنطلون ونفس البلوزة بس أكمامها قصيرة ولها فتحة دائرية , قالت وهي تأشر عليهم : هذا تسمونه فرق , متى تبطلون من عادة التطقيم هذي تراكم دوختوا راسي ..
قال ماهر : مادامك قمتي خلاص , يلا تحركي وإلبسي ..
طالعت فيهم بحيرة وقالت : ليه ؟؟
خرجت سلافة من غرفتها جري وهي شايله عبايتها وهي تقول بحماس : we are going ouuuuuuuut ..
طالعت فيهم وقالت وهي تأشر على سلافة : اش تقول هالخبلة ؟؟
ضحك سامر وقال : قررت أنا وتوأمي العزيز إننا نخرجكم على حسابنا الخاص عشان تتعشون برا , أمي وأبويه فضلوا الإنسحاب ..
صرخت بحماس : واللــــــــــــه , دقايق وألبس ..
قالت سلافة : لا تنسين تصلين الفروض اللي فاتتك ..
زفرت سحر وقالت : يااااااااااااااااااا مخص الناس اللي بتتفالح , حبيبتي أنا أقوم أصلي وأرجع أنام الحمد لله , ما أفوت الصلوات زي بعض نااااااااس ..
ضحكوا وقال ماهر : حرام عليك يا سحر , فرحانه إنها لأول مرة تصلي في وقتها ..
قالت سلافة بصوتها النحيف باعتراض : لااااااااا أنا بعد رمضان تحسنت ..
قال سامر بلطف : الحمد لله , هذا أهم شي , لا تخلين رمضان يمر عليك من دون ما يترك بصمة في حياتك تستمر إلى رمضان الجاي واللي بتكسبين فيه شي ثاني ..
: كلام رائع ..
التفت لعدنان اللي قال هالكلام وهو يزرر ثوبه الأسود , قال ماهر : يوووووووه , ما أقدر على هالحلى كله ..
ابتسم عدنان وتحرك للمراية يعدل غترته وماهر يكمل : نظظظظظظظظرة ولو جبر خاطر , أخخخخخخ على قلبي , على قلبي ..
زفر عدنان وهو يحرك راسه بحسرة , ولمن سمع تصفيرة سامر المميزة رفع راسه وقال : حتى إنت بتشاركه خباله ..
تنهد ماهر بطريقة مسرحية وقال : أهم شي لا تتهور وتنزل بهالثوب بكرة , ترا جدة مهي باردة ..
ضحكوا البنات لمن كمل سامر : ترجع لنا فاطس من كثر الحر ..
كشر عدنان وقال : ماااالكم دخل إش ألبس بكرة , بنخرج دحين ولا لا ؟؟
قال ماهر : خلاص جاهزين ..
طالع فيهم بحيرة وسأل : بتروحون بهاللبس ..
ابتسموا وطنشوه وهم ينزلون , ضحكت سحر وراحت لغرفتها وهي تقول : عادي عندهم , على بالهم زيك تستحي ..
قال وهو ينزل : مهي حكاية حيا , حكاية مرجلة ..
قالت سلافة وهي تمط شفايفها وتلف طرحتها وتنزل وراهم : أخوك ooooooold fashion , الله يعين العنود عليه ...
ضحكت سحر وقالت : ما أدري مين الله يعينه على الثاني ...



******************************


....................... يتبع

يوم الثلاثاء 2 / 10 / 1427 هـ ..
صباحا في بيت حمده :

صوت صراخ سفانة اخترق المكان وبعده صوت حسان العالي وهو يقول بحزم : قلت لك هاتيه ..
لفت حمده وجهها عن الخنساء الغارقة في الضحك وطالعت في حسان الواقف وهو مباعد بين رجوله ومكبل يدينه بيدين سفانة اللي حاضنة زبدية قزاز , قالت حمده : ولد , بنت , كبوكم من المضاربه ..
لف حسان يدينه بإحكام عشان ما تحركها ولف على جدته وقال : يرضيك يا جده تاخذ آخر فطيره ..
قالت حمده : كبها وأنا أسويلك عشرة بدالها ..
لف على سفانة اللي لفت على ورى تطالع فيه بشماته وقال بعناد : أبغى هذه ..
ورص يدينها أكثر وهو يقول : أنا من أول قلت أبغى فطير جايه تحاربيني عليها ليه ..
قالت وهي ترص الزبديه وتحاول تتخلص من قبضة يدينه : يا سلاااااااااااام أنا جيت ولقيتها موجوده وفتيتها وحطيت عليها اللبن وجهزتها , اش ذنبي إنك صحيت متأخر ..
وشدت يدينها بقوة , ضرب كوعها في صدره أثناء مقاومتها ففلتها بسرعة وانحنى وهو يمسك صدره وقطب وجهه من قوة الألم , شهقت سفانة ونطت الخنساء بسرعة , قالت حمده بخوف : واااااااااااااو عورتييييييييييه , عورتيييييييييييه , قالك الدكتور لا تسوي حركات زي كذا ما تسمع ..
حطت سفانة يدها على كتفه بخوف وهي تقول : حسان , تعورت ..
رفع راسه بشويش , وبلا مقدمات تحولت ملامح الوجع لابتسامة واسعة وهو يسحب منها الزبدية , صرخت باستنكار : يا غشاااااااااااااااااااااااااااش ..
قهقه من قلبه وقال وهو يحرك حواجبه : إحلمي به ..
ضربته الخنساء وقالت : فجعتنا ..
راح وسحب ملعقة من الصينية و جلس على سرير حمده وربع فوقه وهو يغمس الملعقة في الفطير , ضربته حمده على ظهره وهي تقول : لا عاد تسوي كذا , كم مرة قلت لك تراني أخاف واللي تسويه يرفع ضغطي و ..
ولفت تدور عصايتها بتضربه وهي تكمل هواشها وهو يحط الملعقه في فمه قبل ما يقول بتلذذ : إممممممممممممم ..
وحط راسه على فخذ جدته وهو يقول بعربية فصحى : ما أطعمه ..
بطلت عن تدوير العصايه وعن الهواش وهي تبتسم وتقول : بالعافية مطرح ما يسري يمري..
رجع جلس وهو يكمل أكله , صرخت سفانة باستنكار : يا سلاااااااااااااااااااااام , وأنا أقول حمده بتنصرني دحين وبتاخذ أكلي من هذا المعتدي تقولين له بالعااااااااافيه ..
قال حسان بعد ما بلع لقمته : خنوس صبيلي كباية شاهي وحليب ..
وقالت حمده وهي تطالع فيه بحنان : ضعيف , ضعيف جيعان..
سبل عيونه يطالع في سفانه بضعف , قالت بحزم : ما بتخدعني , يا حرامي الفطير ..
طالع فيها بنظرات كسيره وقال فجأة : ميو , ميو ..
انفجروا بالضحك وقالت سفانة من وسط ضحكها : كله وفكني من شرك , أصلا محد ياخذ منك لا حق ولا باطل ..
ابتسم و أكل ولمن وصل لآخر لقمه , مدها لها وهو يقول : خذي , ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ..
طالعت في الملعقة وقالت : على آخر لقمه قلت ويؤثرون على أنفسهم , لا حبيبي خلاص قلت لماريا تسوي لي فطير جديد ..
نزل من السرير وركع على الأرض وقال : بس مو زي فطير أم صالح , خذي ..
استحت منه وقالت بإحراج : لا خلاص , كلها ..
مد يده وقال : قلت لك خذي , لا ترديني ..
مدت يدها بتاخذ الملعقة , بعدها وقال : أنا أأكلك إياها ..
حمر وجهها وهي تقول بإعتراض : لاااااا ..
ضحك على إحراجها وقال بعناد : إلا ..
قالت حمده : خذي من أخوك , يترجاك هو ؟؟
ومد يده , استحت وهي تفتح فمها وحست بنفسها شويه وتتقطع من الخجل والقهر من الخنساء اللي تضحك على الموقف اللي انحطت فيه , ضحك بعد ما أكلت اللقمه وقال وهو يمسح أنفها بطرف الملعقه : والله إنك تحفه ..
طالعت فيه بحب ومسحت اللبن اللي علق في أنفها وهي تقول بعصبية مصطنعة : دب ..
طالع في نفسه و قال بإعتراض : دب من قعدة المستشفى والسدحة على السرير وعدم الشغل لكن إن شاء الله ناوي أدخل نادي ..
وقطب حواجبه بتفكير وقال بضيق : لا يكون الهنوف شافتني دب أمس وما علقت ؟؟ ..
ضحكت سفانة وقالت : أمزح معاااااااك ..
وقالت حمده : الرجال ما يعيبه شي , ما يحتاج تروح لا نادي ولا شي ..
و بدأت الخنساء اللي تعشق قراءة الإعلانات تقوله عن عروض الإشتراكات في النوادي اللي قرأت عنها ..
قامت سفانة لمن رن التلفون ورفعته وهي تقول بداخلها ~ الحمد لك يا رب اللي نجيته , الحمد لله اللي ما مات , ما أتخيل بيتنا من دونه ~ ولمن وصلها صوته وهو يقول بمرح : السسسسسلام عليكم ..
ابتسمت وقالت بهدوء : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
: يا صبااااااااااااح العسل والسكر على أحلى عمه في الدنيا ..
استحت منه وبالقوة مسكت ابتسامتها وهي تقول بثبات : تبغى أمي ..
وحطت يدها على فمها تمنع ضحكتها لمن وصل صوته المتلعثم وهو يقول : هااااا , لا , هو , أنااا , قصدي , حسان فيه ؟؟
ناولت السماعة لحسان اللي مفتح عيونه على الآخر مو مستوعب كم المعلومات اللي حافظتها الخنساء من مجرد قراءة , قالت : حسان , عبالإله يبغاك , حسااااان ..
لف عليها وأشر على الخنساء وهو يقول : حافظة حتى الشارع اللي عليه النادي ..
ضحكت و قالت : توك تدري عنها , العنود تقول نفسها يكون عندها ثمن اللي عند الخنساء من حفظ للأماكن والشوارع ..
شهقت الخنساء وقالت : قوووووولوا ما شاء الله ..
قال بعناد وهو يقوم : ماني قايل ..
وقالت سفانة : ماشاء الله ..
وتناول السماعة من سفانة و حطها على إذنه وهو يقول السلام , وبعد ما انتهى من المكالمة لف على سفانة وقال : بنت , تراه يقولك آآآآآآآآآآآآسف ..
ابتسمت بحرج وقالت : لا عادي , ما صار شي ..
ضيق عيونه وطالع فيها , طالعت فيه بهدوء وهي تقول : خير ..
ثبت نظراته فرجعت راسها على ورى وهي تحس نظراته تخترقها , حاولت تضبط ضربات قلبها اللي بدأت تتسارع وهي تقول : خييييييير , ليش تطالعني كذا ؟؟
سأل بهمس : اش صار بينكم ؟؟
ضحكت تحاول تخبي توترها وقالت : جلس يرحب بي على باله أمي وبس ..
ضحك وقال : عارف , قالي اللي صار بس حبيت ألعب عليك ..
غصب عنها أطلقت نفس حسته حبيس بداخلها وقالت بغيض وهي ترميه بلا تفكير بفنجان القهوة : لا عاد تعيدها ..
التقط الفنجان ببراعة وطالع فيها بحيرة , قامت من مكانها وخرجت من الغرفة , تبعها بنظراته بحيرة ورجع هز كتافه ولف على الخنساء اللي من قلها ما بيقول ماشاء الله وهي تدقه عشان يقولها , زفر وقال : ماشاء الله يا مزززززززززززززعجة ..
ابتسمت وقالت : أقولك على النادي الثاني ..
لف على جدته وقال باستنجاد : جــــــــــده فكيني منهاااااااااااا ..



*****************************



قبل الظهر في الرياض :
في فيلا سلطان :

: إنت , عبيدااااان أوقف في الفيه ..
قطب عبيد حواجبه وطالع في جده الجالس في المطبخ الداخلي و لف على عادل وسأله : واش هو الفيه ؟؟
هز عادل أكتافه , وصلهم صوت ماهر يقول : الظل , الفيه هو الظله يالحضري , وسع الطريييييييق ..
بعدوا عن الدرج المؤدي للمطبخ ومر من عندهم وهو شايل قدر كبير عاونه عليه صقر , قال سلطان الجالس على كرسي خشبي له قاعدة جلدية بلا ظهر قدام البوتجاز الأرضي المنصوب في وسط المطبخ الواسع , رفع ماهر وصقر القدر وميلوه على القدر الكبير اللي فوق البوتجاز , قال عبيد وهو يطالع في اللحم اللي بدأ يتصاعد منه دخان أبيض مختلط بصوت القلقله مع البصل المحمر : جدي ليش تصر تسوي الغدا هنا والمطابخ على قفا مين يشيل ..
قال سلطان وهو يناول المغرفة الكبيرة لسلمى اللي جلست على كرسي يشبه كرسيه في الجهة المقابله للقدر وبدأت تقلب اللحم فيه : إحنا محنا زيكم دحين كل شي عالمطابخ , عيب ضيوفي يجون وما نطبخ لهم هنا ..
قال بتهويل : بس إنت بتطبخ ثلاث ذبايح مو وحده ..
شهقت سلمى وقالت : هب هبيتك بالله قول ما شاء الله عن تحسد جدك ..
قال وهو منغاض من ضحك الشباب : ماشاء الله ..
أو ما دخل عدنان قال سلطان وهو يأشر على الباب : إطلع برا , لا أشوفك ..
قال برجاء : جدي أ ...
قاطعه بحزم وهو يأشر على فمه : ولاااااا كلمة , براااااا ..
زم شفايفه وخرج , قال ماهر وهو يضحك : حرام عليك يا جدي , تعرفه مدمن شغل ..
قال بلهجة ما تقبل النقاش : صك حلقك لا تخليني أصب غضبي عليك ..
طالع فيه باعتراض وهو يهمس : وأنا اش لي دخل في وجعه ؟؟
قال بحزم : مو حضرتك إنت وأخوك ما خذينه أمس والدنيا عجة , وإنتم تعرفون صدره كيف حساس ..
قطب عبيد حواجبه وسأل بهمس : واش هي العجة ؟؟
لف عليه سلطان وقال بعصبية : إنت كل كلمة والثانية قعدت لي واش هي معناها واش هو معناها , روح تعلم الكلام وتعال , روح وإنت شبه الخبيلة سلافه ..
قهقه ماهر وقال : حلللللللللللللوة السبه , حللللللللللوة يا جدي ..
ولف على عبيد وقال : العجة هي الهوا المحمل بالغبار ياشبيه سلافه ..
وضحك مرة ثانية وهو يكمل : لازم أوصل هالتشبيه لسلافه ..
خرج عبيد من المطبخ في اللحظة اللي دخل فيها أسامه وهو شايل كرتون البرتقال ووراه طارق و سامر وهم شايلين كرتون التفاح والموز , حط سامر الكرتون وأشاح بوجهه عن القدر اللي كانوا مقطعين فيه اللحمة , وقبل ما يتحرك قال سلطان : سامر ناولني الملح ..
لف ومسك علبة الملح وتحرك لجده وهو يثبت نظره على الأرض , سحب سلطان منه العلبة وهو يقول : اش فييييييك كنك طالب مدرسة مؤدب ؟؟
رفع راسه وأول ما طاحت عينه على المويه الباقيه في القدر والممزوجه بدم الذبيحه حس بغثيان ودوخة فتحرك بسرعة وخرج من المطبخ لداخل البيت يدور على أقرب حمام , لحقه ماهر وقال صقر : جدي نسيت إنه سامر ما يحب الدم ..
قال سلطان : إخخخخخخص هذا كيف بيفتح بيت ؟؟
قالت سلمى بشفقة : هو ماكان كذا , الله يصلحه ويرحمه ..
غسل سامر وجهه بالمويه مرة ومرتين يحاول يضيع هالشعور , حس بيد على كتفه , التفت وابتسم لماهر وهو يقول : ما فيني شي , اش فيك كنك دجاجه تلاحق كتكوت ؟؟..
ابتسم ماهر وقال بعصبية مصطنعة : أنا دجاجة ؟؟
ضحك سامر وقال : أجل آنا اللي كتكوت !!
ضحك ماهر وهو يحاول يخفي توتره وخوفه على سامر , هذا كان أول عيد يحضره وسط العائلة من سنتين , السنة الأولى كان يتعالج والسنة اللي فاتت كان مصر يجلس في المركز بإرادته , عدل سامر شماغه وقال بهدوء : بأروح أعايد سليمان وأبوه بعد العصر ..
طالع فيه ماهر بصدمة وقال : نعم , المفروض تقطع صلتك بهالرجال إلى يوم القيامة ..
عدل سامر عقاله وركز نظره على المرايه , ولمن حس بنظرات ماهر الحاده طالع في انعكاس ماهر وقال بهدوء : ماهر أنا سامحته إنت ليش ما تسامـ ...
قاطعه ماهر بعصبية : يمكن لأنه حرمني منك سنتين وخلاني زي المجنون , يمكن لأنه كان بيقتلك ويحرمني منك باقي العمر , يمكن لأنه ضيع مستقبلك , هذي مهي أسباب كافيه في نظرك يا سيد سامر ..
زفر سامر ولف عليه وقال : شوف عدنان سامحه ..
قال ماهر وهو يهز راسه ويطقطق بلسانه : مين كذب عليك !! عدنان يسوي الواجب اللي عليه عشان أبو سليمان الفقير لكنه ما سامح سليمان ولا حيسامحه زيي ..
قال بهدوء : طيب أنا بأروح أأدي الواجب عشان أبوه اللي كان دايم بحسبة أبويه , بتجي معايا ولا لـ ...
قاطعه بحزم : ملييييييون في المية بأجي معاك , نقص علي أخليك تروح له لوحدك ..
ضحك سامر وقال بمزحه عشان يخفف الجو : مو قلتلك صاير دجاجة ..
ماقدر ماهر يشاركه الضحك , لف وجهه ورجع للمطبخ , زفر سامر ورجع يطالع في المراية , دقائق من التأمل و سمع صوتها المدلع وهي تقول برجاء : ماهر حبيبي ..
من ميز الصوت غمض عيونه بسرعة ولف وجهه وهو يحمحم ويقول : أنا سامر ..
وضحك لمن سمع شهقتها تلاه خطواتها الهاربة , رجع للمطبخ وانحنى على ماهر المشغول بتفكيك الكراتين , همس وهو يأشر : ماهر , حرمتك ..
لف ماهر وجهه للجهة الثانية وقال من بين أسنانه : خلها تتخلل , لو تموت ما رحت لها ..
طالع فيه سامر بحيرة وهمس : بسم الله , متى لحقتم تتزاعلون ؟؟ أمس كنتم بخير ..
قال بحزم : خليها , أنا أعرف كيف أربيها , خلي وز أمها ينفعها ..
زفر سامر وهمس بداخله ~ رجعنا لنفس المشاكل , الله يسامحك يا مرة عمي , يعني لازم تخربين بيت بنتك بيدينك , والله ما بترتاح إلا لمن تشوف ورقة طلاق بنتها ~ ورجع طالع في ماهر وهو يدعي من قلبه إنه ماهر يكون صبور إلى يوم الزواج على الأقل , خلاص ما بقي كثير ..
: سمير ..
لف على جدته اللي تحب تدلعه بتصغير اسمه وقال : هلا ..
قالت وهي تناوله كاسة فيها سائل حار غريب : خذ ودي هذا لأخوك , إن شاء الله يخفف كتمته ..
تناولها منها وقال بغيره : إيوه عدنان تقومين وتسوين له اللي يبغاه وغيره تقولين رجيلاتي و ..
قاطعه سلطان وهو يلوح بالمغرفة : إي والله , قلها قلها , يوم أقولكم أبغى آخذ وحده صغيرونه ترجع لي شبابي وتخدمني بدون ما تشكى من رجيلاتها تقولون لي لا ..
زفرت بطفش ورجعت لمكانها وهي تتمايل في خطواتها سحبت منه المغرفة و جلست وهي تقول : 60 سنة وهو ذالني بالحرمة الثانية , اللي يسمعه يقول عمره ما ذاق الجواز , يا خي تزوج وفكني ..
مسكوا الشباب ضحكهم لمن بدأ جدهم يناقشها بعصبية لدرجة طقم أسنانه العلوية يخرج كل شويه ويرجعه مكانه عشان يكمل نقاشه , خرج سامر من المطبخ وهو يتمتم : المشكلة إنه متزوج حرمتين غير جدتي , هذا لو مو متزوج اش كان بيسوي فيها ؟؟
أول ما شاف الشايب الجالس جنب عدنان وهو يمسد ظهره بحنان ابتسم وقال : هااا كيف الجو عندك يا عمي ؟؟ أشوفك تدلع عدنان ..
ابتسم الشايب وقال : زين الحمد لله , لازم ندلع هذا عدنان ..
كان هالشايب هو الولد الوحيد بين ثلاث بنات من زوجة جده الأولى وهو يصغرها بعدة أعوام , جدته اللي تزوجت وهي بنت 12 سنة من جده اللي يكبرها بأعواااااااام , ناول عدنان اللي في يده وهو يقول : تقولك سلومه اشرب ..
طالع عدنان بضيق في السائل الحار اللي بلون أخضر مائل للبني وهو يقول : هذا إيه ..
وتناوله من سامر اللي قال بضحكه : شوية ضفادع مسلوقه مع كم ذيل وزغة و ...
قاطعه عدنان بتقزز : أععع الله يقرف عدوك , لا تعوفني إياه أكثر مما أنا عايفه ..
مسكه عمهم وشمه وقال : يخرط عليك , عسل مع عشبه ماني مميزها ..
زفر عدنان وقال : مع إن الطبيب يقولي ما تشرب أي عشبة ما وصفتها لك بس يلا , عشان أم عبد الكريم ..
وشربه وسامر يهمس وهو يغمز له : عشان أم عبد الكريم ولا عشان ماتروح جده وإنت تعباااان ..
ماقدر يرد عليه لأنه يبغى يشرب السائل دفعه وحده , قال عمه حمدان اللي ما فهم كلام سامر : كبك من خريط هالدخاتره ما يعرفون كوعهم من بوعهم , حياتنا كلها عشناها بلياهم ويا زينا زيناااااه , لا رماتوزم هذا اللي وليدي تعبان منه , ولا سكر ولا ضغط اللي عند بنيتي ..
ضحك عدنان وقال وهو يحاول يسيطر على تقاسيم وجهه اللي حسها تنكمش من حلاوة الشراب المزوج بلذعة مرار غريبة : عمي , المشكلة مو في الدكاترة , هذا لأنه أكلكم كان زين , ما تاكلون إلا تمر ولبن وعسل , إحنا المطاعم والأكل الجاهز هد صحتنا وأجسامنا ..
قطب حواجبه وقال بعدم اقتناع : برضو , كل ما جيتهم طلعوا فيك سرطان ولا إيدز هذا اللي قايمين فيه ويقولولك سوا أشعه و حط إبرة ولا من خرابيطهم اللي ما تخلص ..
قال سامر بضحكه : هذا الشبل من ذاك الأسد , وأنا أقوووووووول جدي ما يحب الدكاتره ليه , إذا إنت ياعم حمدان وإنت أصغر منه تقول هالكلام أجل ما ألوم جدي ..
: السلاااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لف سامر على الباب مستغرب مين اللي يجي من بدري , وأول ما شاف الرجال الداخل ومعاه ولدينه الصغار تغيرت ملامح وجهه , لف وطالع في عدنان من دون ما يحس به عدنان اللي ابتسم وقال : هلا طارق حياك الله , تفضل أقلط ..
دخل طارق وأول ما سلم سلم على حمدان أبو زوجته بحكم إنه أكبر الموجودين و رجع يسلم من جهة اليمين , و بعد ما جلس جنب حمدان وسأله عن أحواله , لف على سامر وقال : اش أخبارك سويمر ؟؟..
قال سامر وهو يحاول يكبت مشاعره : بخير ..
وتحرك خارج من المجلس بدون ما يسأله عن حاله , دخل المطبخ وطالع في طارق ولد عمته المنهمك في شغله مع ماهر , زفر وقال : ياخي ما تقدر تغير اسمك في الأحوال , من زين اسم طارق , أكره ما علي الأخوان اللي يسمون أولادهم على اسم أبوهم , واحد يسمي مو كلهم , ثلاث طوارق في العيلة , من زين الاسم ..
لف طارق المنهمك بتوزيع الفواكه في صحون بلاستيك وسأل باستنكار وصدمة : ليه يا خي كل هالحقد على اسمي , اش سوالك ؟؟
ضحك ماهر وقال وهو يقوم : خلك منه , خلك منه ..
وكمل بهمس : شكله ولد عمك النحيس جا ..
زفر سامر وقال : والله حالة , الولد البكر والثاني والصغير كلهم مسمين طارق , هذا مو دلالة محبة , المحبة تبان بالأفعال ...
حط يده على كتف سامر وبعده عن طارق وهو يقول : اش فيك على ولد عمتك ؟؟ أبوه اللي مسميه مو هو مسمي نفسه , وصدقني موعاجبه إنهم ينادونه دايما هناك طارق محمد , بعدين خلاص عدنان مملك وماهمه لا في طارق زوج هديل ولا هديل , خلاص انتهى موضوعها ..
زفر سامر وقال : سبحان مغير الأحوال , أنا اللي كنت أهديك قبل فترة وإنت حمقان , دحين جا الدور علي , أففففففففف , غصب عني , يوم أشوفه أحس إني ودي أفجره ..
قال ماهر : هي الخسرانة اللي رفضت عدنان , بعدين ربي عوضه و أخذ اللي أحسن منها , بنت أحمد وأخت أعز أصحابه ..
طل عبيد من باب المطبخ وقال : جدييييييييييييي , في ضيوف وصلوا ..
قام سلطان ببطء وهو يتأوه , سحب عكازه وبدأ يمشي ووراه صقر يعدل له ثوبه , لف عليه سلطان وهو يقول : أقول يا متعوس أخوك خايب الرجا واللي مافيه خير, وينهم ؟؟..
ابتسم صقر وقال : سطام راح يجيب كراتين العصيرات و أسامة تلقاه هنا ولا هناك , قبل شوي كان هنا ..
همس طارق للتوأم : هو جدي ما حيغير الألقاب اللي مطلقها علينا , كبرنا خلاص ..
ضحكوا وقال ماهر : كل ما حلى له الوقت بييندعنا , الحمد لله اللي ندعتنا ما فيها شتيمه , حمود ومحيميد ..
قطب طارق حواجبه وقال : أنا صوير وعبيد عوير ..
قال سامر بابتسامة : عشان إنتم من صغركم مع أسامة الثلاثة مع بعض عشان كذا أطلق عليكم صوير وعوير واللي مافيه خير , الوحيدين الناجين من التسمية ينعدون على الأصابع ..
وكمل بتفكير : على ذكر اللي نجوا , وين خالد ؟؟
قال ماهر : وإنت الصادق وينه هو وأبويه , لهم يومين مهم عاجبيني , عندهم شي داسينه ..


****************************


الساعة 1,30 في جدة :
فيلا حامد :

من بين الموجودين كلهم اختاره حامد و أشر على أولاده وقال : سمهم لي ..
بلع حسان ريقه وهمس لهم : أشوى اللي ما أشر علي ..
ولف على عبد الإله اللي انحرج لأنه ما كان يعرف إلا اسم ولده الكبير والولد الثاني اللي جالس جنبه , أشر على اللي جنبه و قال بابتسامة صفراء : أعرف مراد و ....
كان مستعد لصرخة من صرخات حامد الحادة لو ما سماهم له , لف بصره شويه وشاف واحد من ورى حامد يحرك شفايفه بالاسم , ما فهم الاسم و بلا شعور قال وهو يقطب حواجبه : إيش ؟؟
لف حامد على اللي وراه وهو يقول : سنيد لا تغششه ..
و رجع لف على عبد الإله وقال : إخصصصصصصصص منت عارفهم ..
ابتسم عبد الإله ودخل يده من تحت شماغه ودلك رقبته وهو يقول : هاااا , هو والله ما صار لي الشرف و ...
قاطعه بحزم : هذا عزام واللي بعده إياد والغشاش اللي ورايا سند ..
لف على حسان وجاسم وعبدالرزاق وقال : أكيد إنتم عارفينهم ..
هزوا روسهم بسرعة وهم يقولون : طبعا , طبعا ..
لف عليهم عبد الإله وهمس : كذااااااااابين ..
وسكتوا لمن سمعوا حامد يتناقش بحده مع عمهم جلال ليش ما جاب أولاده للغدا , ابتسم مراد وقال : عادي , عادي , أبويه يعاتب عمي جلال ..
ضحكوا وقال عبد الرزاق : لا إله إلا الله , هذا عتاب !! أجل كيف هواشه ..
قال مراد بضحكه : هنا أنصحك ما تفكر ولا تتخيل , لأنه فوق مستوى التفكير ..
جا سند وكلمه بكم كلمه وراح , استأذن منهم مراد وقام , قال حامد وهو يأشر لهم : صحون الغدا جات , تحركوا افرشوا السفر ..
قاموا بسرعة , كان يعاملهم كإنهم أولاده وما يحب يحط أي حواجز بينه وبينهم , مسك عبدالإله قبل ما يخرج وأخذه في زاويه معزوله و قال : عبدالإله , إنت ليش ما تزوجت إلى الآن ؟؟..
انحرج عبد الإله من السؤال , صح ما كان في أحد غيرهم لكنه حس بالإحراج , قال : والله يا عمي النصيب ما انكتب ..
سأله وهو يطالع فيه بعيون حاده : تقدمت لأحد ولا ناوي تتقدم ..
أبوه عمره ما سأله هالأسئلة , قال بتردد : تقدمت وما صار نصيب ..
قال حامد : الحمد لله , كل شي له حكمة , لا يكون انرفضت عشان وظيفتك دخلها ..
قاطعه بسرعة : لا مو عشان الوظيفة , صح راتبي قليل لكن عندي دخل ثاني , التاكسي الحمد لله ماشي حاله ..
ابتسم وقال : تعرف , يعجبني فيك إنك رجل عصامي بعكس...
وزفر بضيق وهو يتذكر عبدالرحمن وكمل : فرق بينك وبينه , الحمد لله اللي عوض أبوك بك , ما شاء الله عليك ما تخجل من إنك تقول إنك تشتغل على تاكسي بعد دوامك , إلا ما فكرت تكمل دراستك الجامعية ..
زفر عبد الإله وقال : والله يا عم , نسبتي سدت في وجهي كل الطرق , بس الحمد لله على كل حال ..
طالع فيه حامد بصمت قطعه أخيرا وهو يقول : ترا المثل يقول أخطب لبنتك ولا تخطب لولدك , وإنت الصراحة رجال تنشرى بذهب يا عبد الإله ..
طالع فيه عبد الإله بتوتر وهو يحاول يركز على اللي يقوله وهو يهمس : ما عليك زود يا عم ..
ابتسم حامد وربت على كتفه وقال : روح للشباب أكلمك بعد الغدا لمن يكون الجو أهدأ ..
تحرك عبد الإله بسرعة وهو يحس بالأفكار تتصارع بداخله ~ أخطب لبنتك , يكون قصده إنه يبغى يعرض علي بنته ؟؟ لا لا لا مستحيييييييل , أكيد أنا فهمت الموضوع غلط , ولا .... يكون .... عبد الإله إنسى , بسسسسسسس , بيكمل الكلام بعد الغدا , اش بيقول و .... أففففففففففففف ~ ...



***********************************



في نفس الوقت في الرياض :

زفر وهمس من بين أسنانه : لا تخليني أقفل الخط على وجهك ..
ورجع زفر وهمس بغيض : والله ماني رايح أخطب , إنت اش فييييييييك ؟؟ من دخل هالفكرة في راسك ؟؟ أنا جاي مع أبويه لأنه تعبان مافيه حيل يسوق و ...
ولمن سمع صوتها الباكي وهي تشرح له قال بعصبية : قسما بالله ماني خاطبها , أخلصي .... الله لا يسلم عدوك ..
وصك الجوال وهو يزفر بطفش , ولمن سمع ضحكة أبوه لف وقال : أبوي ما لقيت إلا هالحرمة الغيارة تزوجيني إياها و بتجيب لي الجنان , تخيل , مقطعة نفسها صياح تقول إني رايح معاك لعمتي نجلاء عشان أخطب وسام ..
زاد ضحك عبد الكريم وهو يقول : والله أم غيداء شي ..
زفر خالد بطفش وقال : ذبحتني , يوم بأطق عليها الثانية عشان تعقل وتسيب هالطفاقة اللي فيها ..
قال عبد الكريم بهدوء : مو إنت حاط الثانية بين عيونك , عشان كذا الحرمة بتموت غيرة ..
عدل غترته وقال بهدوء : المشكلة قايلها لو بأتزوج بأعطيك خبر ما بأسويها من وراك , لكن من سواتها شكلي بأسويها من وراها وما بأخبرها إلا يوم الزواج ..
طالع فيه عبد الكريم بحدة وقال : أنا ذاك الساع بأوريك شغلك زين , الشرع حلل لك أربع هذي ما فيها كلام لكن تتزوج بعلم مرتك غيره والله ما أرضى عليك ..
ابتسم خالد وقال : لا تشيل هم , بأخبرها لا عزمت ..
زفر عبد الكريم وقال : ترا إذا شفت إنك ما تقدر تعدل بينهم فأحسن لك ريح دماغك وريح ميزانك من الذنوب وخلك على وحده ..
ضحك خالد وقال : لا عزمت تساعدني في الزو...
قاطعه بحزم : لااااا , الأولى أساعدكم , الثانية جيبوها بعرق جبينكم , ريال واحد ما بتشوفه على عينك مني لا إنت ولا أخوانك في زواجكم الثاني , تحسبون الزواج بالثانية لعبة , حرمة وبس , ما تفكرون باللي بعده , فاتورتين كهرب وتلفون ومويه , مقاضي بيتين , مصاريف مدرسة ومستشفى وأعياد وغيره , وفوق هذا كله لازم تعدل في كللللللل شي ..
تبتسم خالد وقال : أنا عارف هذا كله , وترا أنا ماني من النوع اللي بيتزوج عشان فكرة طرت له ولا بآخذ صغيرة , بأدور وحده ما جاها نصيب ولا مطلقة أو أرملة ..
زفر عبد الكريم , كان يعرف خالد ورجاحة عقله اللي يوزن بلد لكنه غصب يخاف وهو يتذكر مشاعر الغيرة اللي كانت توصل أحيانا لدرجة الحقد والكره من أخوه حمدان وأخواته بسبب تفضيل أبوه لأمهم على باقي حريمه اللي طلق وحده فيهم , صح زالت هالمشاعر قبل فترة لكنهم عاشوا تحت ثقلها ووجعها سنين , سنين استبدوا فيه أخوانهم عليهم انتقاما من أبوهم الظالم في نظرهم , وهو فعلا كان يحب أمهم لدرجة هجر باقي حريمه بعد ما جابت أصغر عماته وجلس عندها , استغفر وهو يدعي بداخله ~ يارب تغفر لأبويه يارب , يارب تسامحه على اللي سواه ~ ..
: خلاص إحنا جاهزين ..
قام خالد وقال : أروح أشغل السيارة ...
ابتسم عبد الكريم لأخته وقال وهو يأشر على الكنبه : تعالي إجلسي وخلي وسام تجي ..
توترت نجلاء وقالت : عبدالكريم مو دحين , ترى بالقوة أقنعتها تروح معايا للغدا , أمس جلست اليوم بطوله في البيت وما رضيت تخرج ..
قال بحزم حنون : ناديها يانجلاء ..
دخلت نجلاء لداخل الشقة , ولمن شافت وسام تربط غطاها زفرت وقالت : وسام ..
التفتت وسام لنجلاء وقالت وهي ترفع غطاها : هلا ..
ابتسمت بتوتر وهمست : خالك عبد الكريم يبغاك في المجلس ..
حست بارتعاد كل عضو في جسمها وبانكماش في معدتها , هزت راسها بلا وهي تهمس : مو لازم اللي تسوونه , إنتم تكبرون الموضوع ..
قالت نجلاء وهي عارفه إنها تضغط عليها : إنت قلتي إنك بتسوين اللي أبغاه ..
زفرت وسام وتحركت للمجلس وهي تعدل عبايتها على راسها , خرجت هيام وهي تصرخ بحماس : والله ما تأخرت , والله ما تأخرت ..
طالعت نجلاء في رجولها الحافيه وتنورتها المايله وصندلها اللي في يد وعبايتها المجرجرة وراها باليد الثانية وقالت : باين إنك ما تأخرتي , تحركي وخلصي ..
جلست على الكنبه بسرعه وهي تحاول تربط صندلها وهي تسأل : وسومه نزلت ؟؟
قالت نجلاء وهي تتحرك للمجلس : عند خالك في المجلس ..
ولمن رفعت راسها بحدة قالت تحذرها : ولا تفكرين تجين , في موضوع مهم أقولك عليه بعدين ..
وقفت وسام عند باب المجلس إلين جات نجلاء اللي دخلت قبلها وهي تسلم , همست وسام بالسلام وجلست على أقرب كنبه لها وهي مثبته عيونها على الأرض , وصلها صوته الحنون وهي يقول : اش أخبارك يا وسام ؟؟ كل سنة وإنت طيبة يا بنتي ..
قالت بثبات : الحمد لله ما نشكي باس , تقبل الله ..
: منا ومنكم صالح الأعمال ..
وساد صمت حسته ثقيل على قلبها اللي حسته محشي بالرصاص لحظتها , همس بذات الصوت الحنون اللي متأكدة إنه بيكون زي صوت أبوها لو كان حي : اسمعي يا بنتي , ترى أنا ما جاني نوم من دريت باللي صار ..
قبضت يدينها بقوة وهي تحس برغبة في الهروب من المكان , لكنها هدأت لمن كمل : لا تستحين مني , أنا بحسبة أبوك يا وسام , والله لو تعرفين غلاك عندي واللي من غلى أبوك كان اعتبرتيني أبوك ..
همست بخجل : أنا معتبرتك أبويه وأناديك بخالي والخال والد ..
ابتسم وقال : إذا معتبرتني أبوك اسمعي مني زين , أنا فكرت في الموضوع وقلبته من جميع النواحي , وأمك قالت لك على فكرة الزواج اللي ..
قالت تقاطعه : بعد إذنك يا خالي , أنا بأقولك شي مهم , أنا أعرف ثنتين زي حالتي , وحدة تطلقت من زوجها لأنه الشك وكثر التفكير ذبحه , ما قدر يعيش معاها وهي الآن مطلقة , والثانية جايبة منه ولدين وبنت لكنه ذالها ذل , وكل يوم والثاني يعايرها بحالها ويسبها بأقذع السباب ..
قال : مو شرط اللي صار لغيرك يصير لك يا بنتي , لا تحطين تجارب الناس مقياس لك ولا في أي حال من أحوالك , لا في زواج ولا طلاق و لا دراسة ولا أي شي , كل إنسان له تجاربه الخاصة , له طريقة في التعامل مع الأمور , اللي تطلقت ممكن إنه زوجها ما هو من النوع الحازم وكان متسرع في الزواج وقبول الموضوع اللي حسه أكبر من مستواه بعد فترة لكن جايز كمان إن الزوجة ما قدرت تعطيه الأمان اللي يحتاجه عشان يقطع الشك , حتى الثانية , زوجها استغل وضعها وعذبها وذلها لكن يمكن هي ما قدرت تحتويه وتخليه ينسى حقيقتها أو ما كانت حازمة وقدرت توقفه عند حده , لا تخلين تجارب الآخرين مقياس , خذيها قاعدة ...
وسكت وقال : أنا أعرف واحد , اشتكى من نفس الموضوع وإنه اكتشف الحقيقة بعد ما تزوج وطاح الفاس على الراس , فكر في البداية يطلقها بدون شوشرة وبدون فضيحة , لكن سبحان الله قدر الله وتغيرت الأحوال وهو عايش معاها دحين أحلى عيشة وعنده أربع أولاد بعد ست سنين من عدم الإنجاب , يمكن هو طيب ويخاف الله لكن اللي أنا متأكد منه إنه لزوجته دور في تغير رأيه , الحياة الزوجية مشاركة , رباط بين اثنين , كفتين ميزان لو اختلت وحده فيهم يميل الميزان , بعدين إنت وضعك أحسن بكثير لأنك بتتزوجين وهو على دراية بالموضوع من قبل الزواج , يعني بتكونين مرتاحة إنه ما تقدم لك إلا وهو عارف بكل شي وراضي به كمان ..
رفع راسه للحظة ولمن شاف صمتها وهدوءها كمل وهو يدنق راسه : أنا عارف إنك تقولين لو أجلس في بيت أمي بدون زواج ووجع راس بيكون أحسن , عندي وظيفتي وإن شاء الله بتعيلني لآخر يوم في حياتي وما بأحتاج حسنة أحد , لكن أنا أفكر في البعيد , إذا ربي كتب لك عمر مديد , نجلاء مهي دايمة لك , وهيام أكيد بيجيها نصيبها وتتزوج زي باقي أخواتها , مين بيكون لك وقتها يا وسام ؟؟ ولاااا أحد , حتى عيال وفاء والبنات ما تقابلينهم , مين بيشيلك لا كبرتي واحتجتي أحد ؟؟ مين بيرعاك ؟؟ ..
انصدمت من كلمته اللي خلتها تتذكر واقعها الأليم , غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ عارفه , عارفة ~ مدت نجلاء يده و قبضت على يد عبد الكريم وهي تهمس باستنكار : عبد الكرييييييييييم ..
همس بحزم : أنا ما قلت شي غلط , أنا قاعد أقولها على الواقع ..
همست بألم : برضو ما كان لازم تقوله لها بهالطريقة ..
زفر وهمس : نجلاء , دحين هي في قمة شبابها , كم سنة كمان ومحد بيتقدم لها ..
: طيب والحل ؟؟
لمن قطع مناقشتهم صوتها الهاديء التفتوا لها , حس عبدالكريم براحة إنها أخيرا أعطته الضوء الأخضر في الموضوع , سحب نفس وقال : الحل جلست أفكر فيه طويل وحاليا ما لقيت إلا واحد من اثنين وأنا جيت عشان أستأذنك فيه ................
فتحت عيونهاعلى اتساعها وهي تطالع فيه برعب , حست ضربات قلبها بتتوقف فجأة من شدتها وسرعتها ~ لاااااااااااااااااا , اش هالإحراااااااااااااااج ؟؟ لاااااااااااااا ~ وما فاقت من صدمتها إلا لمن قال وهو يقوم : فكري وردي علي , أنا ما أنتظر رد منك لا اليوم ولا بكرة , خذي راحتك , لا تستعجلين لأنه هذا مستقبلك وإنت اللي بتعيشين فيه ...
وابتسم وقال وهو يطالع في ساعته : يلا نمشي , أكيد أبوي شايل طيران عبد القادر ليش ما جينا والغدا أكيد قاعدين يجهزونه ..
وخرج وهو يقول : الله يوفق الجميع ..
طالعت فيه وسام وهو خارج ورجعت طالعت في نجلاء اللي كانت مذهوله هي الثانية , قالت وهي تفك غطاها : مستحييييييييييييييييييييييل أروح الغدا ..
قامت نجلاء وقالت : وسام ..
هزت وسام راسها برعب وقالت : مستحيل يعني مستحيل , بعد اللي قاله خالي ...
وفكرت لثواني وقالت بخجل ورعب : مستحييييييييييييييييييل ..
~ مستحيل , مستحيل ~ همستها بضعف وهي تطالع في المجلس الممتلي بالحريم , أشكال وألون , رسمت ابتسامة رصينة على شفايفها وهي تمشي ورى نجلاء اللي تسلم على الحريم وهي ترحب وتعايد , وصلها همس هيام من وراها وهي تقول بتريقة : فكي تكسر من كثر التبويس ..
قالت وسام من بين أسنانها وهي تهز راسها لوحدة ابتسمت لها من البعيد : على الأقل تعرفين مين تبوسين أنا ماني عارفه أحد ..
: وسومه , اش عندك إنت وأمي وخالي عبد الـ ...
قاطعتها بحزم وهي بذات الإبتسامة : هصصص , مو وقته , أحكيك كل شي بعدين ..
ولمن وصلت عند وحده جميله الأناقه تكاد تنطق في كل قطعه من لبسها المكون من فستان على الطريقة الأوروبية يوصل إلى ركبها عاري إلا من حبال بسيطة على شكل جديلة , ابتسمت لها الجميلة وقالت : إنت وسام ؟؟
ابتسمت وسام وسلمت عليها وهي تقول : إيوه , كيف حالك ؟؟
ماردت عليها وهي ترص يدها بقوة وهي تقول بابتسامة ما أخفت نظرة الحقد في عيونها : أنا أم غيداء مرة خالد , عرفتيني ؟؟..
حست وسام باستنفار في كل خلية من جسمها من سمعت اسم خالد اللي كان واحد من الخيارين اللي عرضها عليها عبدالكريم لكنها ضبطت انفعالاتها وهي تبتسم وتقول : تشرفنا ..
وتحركت وهي تشوف نظرات نجلاء المنصبة عليها , كشرت بوجهها لها فضحكت نجلاء وربتت على كتفها وهي تسحبها للمجلس اللي فيه البنات , هناك حست وسام بالراحة من شافت سحر و بقية البنات اللي تعرفهم , هي رغم سنها اللي تكبرهم كانت تختلط فيهم أكثر من الحريم , ضحكت وهي تسمع سلافه تقول بحماس وهي تأشر لآخر ظهرها : وشعرها looooooong and soooooooooft , والعيوووون ..
وتنهدت وهي تقول : تقولين حورية ..
دقتها سحر وهي تقول من بين أسنانها : إنت شفتي الحورية يالكذابة , خلاص أسكتي ..
طنشتها سلافة وقالت بدلع وهي متجاهلة هديل بالقصد : وأحححححححححلى ما فيها ضحكتها , ترود الروح ..
قالت هيام بحماس : شوقتيني أشوفها ..
وسألت إسراء : متى بنشوفها ؟؟ شكلها coooooooooool..
أيدتها أريام وهي تقول : شكلها فلللللله هالبنت ..
وقطبت حواجبها وكملت بتفكير : كيف بتتفاهم مع عدنان ؟؟ من وصفك لها شتاااااااااان بين الإثنين , يعني عدنان من النوع الثقيل و ...
لفت سلافة بوزها وضربتها وهي تقول بحدة : أحلى حاجة النقيض موجب وموجب يتنافرون , عشان كذا الأقطاب المتنافرة تتجاذب ..
حكت سمر شعرها بتفكير وهي تقول : خبري بهذي المعلومة في العلوم , وإنت قسم إنجليزي , غيرتي قسمك يا بنت ..
ضحكت سحر وقالت لوسام وهي تأشر على سلافة اللي تدق سمر عشان تسكت عن التريقة : هالبنت تحفة , إلا بتغيض هديل , صدقيني ما بترتاح إلا لمن تقوم هالحرمة من هنا ...
قطبت وسام حواجبها وقالت : الحرمة جايبة إثنين وإلى الآن حاطتها سلافة في راسها ..
هزت سحر أكتافها وقالت : اش تقولين !! مخ تنكة , لها ساعة توصف العنود , أنا لو ما أعرف العنود وسمعت وصفها كان تخيلت العنود ملاك منزل من السما ..
ضحكت وسام وقالت : خليها تسوي اللي يريحها ..
وسكتت للحظة قبل ما تهمس بتساؤل : تتوقعين أريام وأريج يكرهوني عشان رفـ ..
قاطعتها سحر : أبدا لأنهم عارفين وضع أخوهم زين وكانوا متوقعين الرفض ..
وابتسمت وكملت : ودحين ما يفكرون في شي غير خطيبته الجديده ..
ولمن سمعت أريام توصف خطيبة سطام بحماس برئ غير مستقصد قالت بتأكيد : شفتي ..
ابتسمت وسام براحة وقالت : الحمد لله ..
همست سحر : خطب وحده من أخوات أصحابه , زي حالته ..
~ كنت دايم أدعيله , أدعيله من قلبي إنه يتوفق مع وحده غيري ~ حست براحة من اللي سمعته و انتبهت لأريام اللي قالت : طبعا مو بالصوت يالخبلة عشان ما يردون , جرسهم عبارة عن لمبات حمرا تتوزع في الغرف , يعني لمن ندق الباب تنور اللمبات , حتى تليفونهم بلمبة ..
هتفت سلافة بتعجب : وااااااااااااااااو so nice , كنت دايم أسأل نفسي كيف يعيشون في بيت لوحدهم , وإنت أريج ..
زفرت أريج اللي كانت سارحة في عالم ثاني وقالت بخشونة : أنا عايشة مع واحد من هالفئة كيف أندهش ..
سكت الكل بعد كلمتها وطالعت فيها أريام باستنكار , اخترق سكون المجلس صوتها النحيف وهي تقول باعتراض : كان ممكن تقولينها بطريقة أحسن من كذا , اش هاذي الوحشية !!!..
وزفرت وقامت من مكانها وراحت جلست جنب سحر , ابتسمت سمر وقالت : سلافه ما حتتغير طريقتها أبد ..
هزت سحر راسها وهي تقول : استحالة ..
ولفت على وسام وهمست : إذا ماعجبها الموضوع ما عندها 1 , 2 , تقوم من مكانها على طول ..
ضحكت وسام وقالت : حاجة حلوة , ماشاء الله ..
دخلت أثير وقالت وهي تلهث : غدير مهي هنا ..
قالت سمر : راحت تغير حفاظة ولدها , تبغين شي ؟؟
زفرت وقالت وهي تهز الجوال : عادل في الصيدلية يسأل اش نوع الحليب اللي تبغاه ؟؟
قالت لها سمر نوع الحليب وهي تقول : ترا في حليب تقريبا زي اسمه , خليه يتأكد من رقمه إذا بدايته 57 لا يشتريه لأنه دنماركي ..
ضحكت أريج وهي تبعد جوالها بطفش و قالت : إنت لساعك في دنماركي وغيره , والله نسيت نص المنتجات ..
شهقت سحر وقالت سمر باستنكار : كيف أنساها ؟؟ أنا حفظت رقمها عشان في حالة نسيت اسم وحده من الشركات أطالع في الرقم ..
زفرت أثير وقالت : الحماس بس في البداية , دحين كلهم رجعوا ..
قالت سلافة تأيد أختها وهي تهز يدها المليانه أساور ملونة : أصلا باباتي حاط صورة بالمنتجات على باب المطبخ عشان لمن نطلب مقاضي نتأكد إنه ما نوصي شي منها , الحمد لله ما فتر حماسنا ..
زفرت هديل وقالت بصوت يدل على قلة الحيلة : والله أولادي مهم راضين يستغنون عن السن توب , يموتون عليه , حاولت معاهم ما رضيوا ..
قالت سمر بهدوء وهي تفك كوفلة ربيع اللي بدأ يصحى من نومه : والله لمن جاب أبو ربيع كرتون عصير الجوافة هذا اللي اسمه كي دي دي لبنته حلفت يمين يرجعه السوبر ماركت ويبدله , صاحت إلين شبعت وبعد ما هديت حكيتها بأبسط طريقة عن الكفار والرسول صارت تقولي في البقالة ماما هذا دنماركي وما تشتريه إلا لمن أمثل عليها إني قاعدة أقرأ من ورى وأقولها لا هذا مو دنماركي..
قالت أريام تأيدها : هذا أقــــل شي نسويه ما دمنا مبلطين في بيوتنا , أقل شي في النصرة إننا ما نمدهم بالفلوس , اش قال الله في عصيرات المراعي و الربيع وغيره ..
قالت سلافة بأسى كأنها تقول موضوع مصيري : شوفيني كنت أمووووووت على عصير ماجستك لكني قاطعته ..
ابتسمت سحر من نبرة صوتها وقالت بهدوء : أنا أخص منك , كنت مدمنة آيس كريم الساندوتش هذا اللي من سدافكو لكن دحين بدلته بآيس كريم مقلد منه أظنه اسمه الأمل أو شي زي كذا وآيس كريم موفنبيك كمان قاطعته , والحمد لله ما صار شي , إحنا محنا ضعاف لدرجة ننذل بهالشكل , الحمد لله عندنا بدائل كثير وعلى قفا مين يشيل ولا ؟؟..
سألت سؤالها وهي تلف على وسام اللي توها خرجت من سرحانها , انتبهت وسام لنفسها وقالت : هااا , إي والله ..
ولمن شافت الكل يطالع فيها بانتظار إنها تدلي بدلوها في الموضوع زفرت وقالت : وحده من المعلمات كانت تقول والله ما أقدر أستغني عن فيوسيدين , هذا المرهم حق الجراح , تقول ولدها ما يقدر يستخدم غيره عشان جراحه ومالقيت بديل , قلت لها فيه بديل وأعطيتها اسمه قالت بس مو بفعالية فيوسيدين , يعني أخلي ولدي يموت وجع , ووحده أيدتها وقالت ما أقدر أستغني عن هذا حليب الأطفال ولدي متعود عليه , ثارت معلمة الجغرافيا وقتها وهي ماشاء الله عليها ملتزمة وبطبعها هادية لكن الموضوع شكله أثارها , راحت تقول وينكم من تطبيق الحديث اللي يقول ..
وسكتت وهي تقطب حواجبها تحاول تتذكره وقالت : بما معناه إنه لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده ونفسه , وينكم ما تطبقون هالحديث , الناس كللللللهم يوم القيامة يصرخون نفسي نفسي , والرسول يقول أي رب قومي , أي رب أمتي , كل واحد في همه من هول يوم القيامة والرسول يجي يوم القيامة وهو يقول أمتي , ونزلت على المعلمتين نزلة جامدة و أعطتهم من الكلام اللي هوه ..
قالت أريج بتأثر : والله , يجي يوم القيامة وهو ينادينا ..
ابتسمت سحر لتأثرها وقالت : مو بس ينادينا , لمن تجي الملائكة وهي تسحب العاصي فينا يلف الرسول صلى الله عليه وسلم يدينه حولين خصر العاصي ما يبغاهم يقذفونه في النار ..
همست وهي تقبض يدينها وتضمها لصدرها : يا حبيبي يا رسول الله ..
ضحكوا على شكلها وقالت أريام : يا ضحلة المعلومات إنت وين عايشة , هذا كله ما تعرفينه ..
حمحمت سلافة وقالت وهي تحط يدها على خصرها : اش قصدك ؟؟ أنا قبل فترة عرفت هالحديث ما كنت أعرفه قبل ..
: سحر شفتي فين غدي ؟؟
التفتت وسام على الصوت اللي ميزته وحست بعرق يتسلل لجبينها رغم البرد اللي تحسه من شوفتها لمرة خالد وتذكرت عبد الكريم وهو يقول لها عن عزم خالد على الزواج بثانية , وإنه أكيد بيوافق ويتقدم لها لو شرح له وضعها , بعدت بصرها عنها وهي تصرخ بداخلها ~ إذا في وحده مستعدة تعكر صفو حياة وحده فهذا شأنها لكن أنا أفضل الخيار الثاني رغم صعوبته مادام عندي خيارات , الحمد لله اللي في خيار ثاني غيري ما تحصل , بسسسس الخيار الثاني ........... ~ رفعت راسها وطالعت في الموجودات بخوف ~ اش حتكون ردة فعلهم ؟؟ و ... ~ نفضت هالتفكير من راسها وقامت مع البنات اللي قاموا عشان يجهزون السفر ..



****************************

بعد العصر بوقت :
في الرياض :

طالع في الأرض الترابية الغير مسفلته , مع كل هبة نسيم يتلون الهواء القريب من الأرض بلون الأتربة المتطايره , رفع بصره للباب المعدني اللي ذكره بماضي سحيق موجع , تمالك مشاعره المتصارعه وتحرك وطرق الباب , كان يحس بماهر وراه في كل خطوه , انفتح الباب الحديد وطل من وراه الوجه اللي كان رفيقه الوحيد في سنتين غربته , حس بحجرة كبيرة توقف في أعلى حنجرته وهو يشوف الدموع في عيون سليمان المذهول , بلع ريقه عل وعسى تتحرك هالحجرة اللي يحسها وقال بهدوء : السلام عليكم , كيف حالك يا سليمان ؟؟
لف سليمان وجهه بسرعة ماكانت كافيه , لمح سامر دمعتينه اللي انزلقت قبل ما يمسحها بيده وهو يقول : الحمد لله , هلا حياك , تفضل ..
دخل سامر من دون ما يصافحه , شي غريب ما خلاه يمد يده ولا حتى سليمان ما حاول يمد يده , دخل ماهر بصمت وهو يرمي سليمان بنظرات حاده , ماكان من النوع الحقود لكن لمن يتذكر إنه هالإنسان هو اللي كان يدس الحبوب في شراب أخوه , هو اللي كان يجره بدون ما يدري لهالمستنقع القذر اللي كان يتمرغ فيه , كإنه ماهان عليه إنه يكون القذر الوحيد في الغرفة اللي كانوا يتشاركون فيها ..
أول ما دخلوا المجلس وشافوا أبو سليمان يحاول يقوم , أسرعوا الخطى له وسلموا عليه وهم يباركون له بالعيد , كان يرد عليهم بصوت مخنوق بالعبرة اللي حاول يقاومها , كان يتكلم ويسألهم عن أحوالهم وهو يمسد ذراع سامر ويكبسها , ابتسم سامر وقال بتأثر وهو يضغط على يدين أبو سليمان : إرتاح يا عم , ارتاح ..
قال بصوت مخنوق : والله يا وليدي يا جيتك هذي عندي بالدنيا كلها , يعلني ما أنحرم من شوفتك لا إنت ولا أخوانك , راعين واجب , الله يوفق الأم والأبو اللي عقبوكم يا وليدي , الله يسعدهم في الدنيا والآخرة ..
سامر كان يحس براحة وسعادة إنه دخل هالفرحة لقلب هالرجل العجوز اللي من يومه وهو زي الأب لهم , همس ماهر بتأثر وهو يطالع في أبو سليمان اللي أصر يصب القهوة بنفسه : الحمد لله اللي جيت معاك , ماتوقعته بيفرح و يتأثر بهالشكل ...
: عمو ساااااااااااااامر , عمو ماااااااااااااااااااهر ..
ابتسم سامر و فرد ذراعينه وهو يقول : هلااااااااااااااا بالشيخ عبد الله ..
ضمه عبد الله بفرح وهو يقول بصوت طفولي : وحشتني ..
قهقه سامر وقال يقلده : وحشتني ..
وبعده وهو يسأله بعفوية : من فين سامع هالكلمة يا ولد ؟؟
ابتسم وقال ببراءة : أمي تقولها لأبويه ..
انحرج سامر وقال بسرعة : طيب سلم على عمك ماهر ..
سلم على ماهر اللي خرج كيس من جيبه وناوله له وهو يقول : هذي عيدية عمه سحر ..
سأل ببراءة : وعمه سلافه ؟؟..
سكت وهو يتذكر سلافة اللي تموت غيره ليش عدنان لمن يجي من الشرقية لازم يجيب عبد الله عندهم عشان يقضي يوم كامل يلاعبه ويمشيه وأحيانا يخليه ينام عنده عشان يذاكر له في اليوم الثاني , طوال فترة علاج سليمان كان يقوم بواجب الأب نحوه لدرجة كان يضربه إذا لزم الأمر في كثير من المرات , ابتسم وقال بكذبه : عمه سلافة فقيرة ما عندها فلوس عشان كذا ماعايدت عليك ..
طالع فيه وهو غارق في تفكير خرج منه وهو يقول باستنكار : ماهي فقيرة , غرفتها كبيرة وكلها ألعاب وعندها أشياء كثيرة , حتى توكس عندها في درجها كرتون ...
سكته سليمان و قال جده : قول ما شاء الله ...
قال وهو مقطب : ما شاء الله ...
ضحك سامر وقال : المفروض ما تـ ..
وماحب يقول كلمة كذب قدامه فحولها وهو يقول : laying عليه ..
حك ماهر حاجبه وقال : والله هي ما أرسلت لك شي ..
هز راسه بتفهم وقال : أصلا هي ما تحبني , دايما تطردني من غرفتها وهي تقول تشلدرن يااااااك آآآآآآآآوت ...
قطبوا حواجبهم وقال ماهر : إيش ؟؟ إيش ؟؟ عيد ..
قال : تقووووول تشلدرن يااااااااك آآآآآوت ...
ضحكوا وقال ماهر : والله يا إنه سلافة هذي تحفة ..
راح جري لداخل البيت , تأمل سامر الجدار المحيط بالباب اللي دخل من عبد الله , كانت بويته البيضاء شبه مصفرة ومتآكلة في أماكن كثيرة يظهر من وراها لون الجدر الرمادي , عدل جلسته فوق الوسائد الأرضية اللي يحسها لاصقة في الأرض من قدمها , ثواني ورجع عبد الله وهو يقول : عمتي عجبتها العيدية وقالت لي روح وقول شكرا ..
ابتسموا وقال سامر وهو يخرج من جيبه ظرف صغير أبيض وناوله له وهو يقول : وهذي عيديتك من عندي وعند عمو ماهر ..
قال بفرح وهو يقرأ المكتوب على الظرف : كل سنة وإنت بـ .. بطل ..
وابتسم وقال : شكرا , هذي خامس عيدية ..
وعدد على أصابيعه وهو يقول : عمة أروى وعمو عدنان وعمه سحر ودحين عيديتك وعيدية عمو ماهر ..
قال ماهر وهو ممتن لسامر اللي أشركه في العيدية اللي ما فكر فيها : عقبال مئة سنة ومئة عيدية ..
تبادلوا الحديث لبعض الوقت وخرجوا , وهم خارجين كان سامر يحس بنظرات سليمان المختلسة له , لف راسه و طالع فيه لثانية ورجع نزل راسه , كان يحس بحنيييييين موجع لصديق طفولته , حنين ممزوج بألم , لمن وصلوا عند الباب كان صوت يصرخ فيه ~ لا تخرج بدون ما تسلم عليه , اغفر يا سامر , كان مو بعقله , كان مدمن مريض , انسى يا سامر , خليك أحسن , سنتين فراق كافيه إنها تمحو وجعك منه , سامر خليك أحسن ~ لكن صوت ثاني كان يذكره بالأيام والليالي الطويلة اللي مر فيها , يذكره بأثار جسمه اللي ما قدروا يعالجونها بسبب حالته واللي بتظل تذكره بماضيه لآخر يوم في حياته , يذكره بالتشويه اللي يطالعه في كل مراية , في عيون كل من يشوفه لأول مرة , في عيون الأطفال اللي ينفرون منه في الشارع واللي فقد متعة اللعب معاهم حتى في عيون طلابه اللي بدأوا يكنون له الإحترام والتقدير , تعدى عتبة الباب وقال : مع السلامة ..
وتحرك للسيارة اللي شغلها ماهر وهو يسمع صوت خطوات سليمان وراه وهي تسحق الحصى بأقدام متثاقلة , فتح باب السيارة ولف عليه وقال مرة ثانية : مع السلامة ..
كانت في عيون سليمان نظرة تصرخ بشي غريب , نظرة ما فهمها تجاهلها ودخل السيارة وصك الباب وهو يشيح بوجهه , وقبل ما تتحرك السيارة لف ناحيته فـ شافه راجع بذات الخطوات المتثاقلة , فجأة تذكر عدنان لمن حكى له عن عبدالرزاق وإنه جاسم يشتكي من إنه مو قادر يتجاوز صدمة موت أخته , همس بلا تردد : وقف ..
وفتح الباب بسرعة وقال يناديه وهو يتحرك بدون تفكير : أبو عبد الله ..
لف سليمان و طالع في سامر اللي وقف قدامه وهو يقول بتلعثم : كنت بأقول , كنت أبغى أقول ...
وسكت وقال وهو يمد يده : كل سنة وإنت طيب , تقبل الله ..
شهق سليمان وبدأت دموعه تنساب , ضم سامر وهو يبكي بصوت مخنوق و يقول : سامر ... , سامر أنا ... سامر ...
كان يردد اسمه بشكل متواصل يبغى يكمل الجملة اللي بيقولها لكن بكاؤه اللي كان يزيد كان يمنعه , ضمه سامر وهو يبلع ريقه عشان يقاوم دموعه وهو يهمس : الحمد لله , الحمد لله اللي خرجنا منها بدون ما يموت واحد فينا , الحمد لـ ...
واختنق صوته أكثر فدفن وجهه في كتف صاحبه وهو يرخي لدموعه العنان , كان رغم كل الكره اللي حسه له في بداية علاجه من الإدمان , رغم كل الألم , كل الأوجاع اللي غذت هذا الكره إلا إنها كلها مجتمعة كانت تعادل افتقاده له واللي كان يوجع قلبه أكثر , تردد في عقله مقوله قرأها في مكان ما ~ نحن لا نختار من نعيش معهم , ولكن نختار من لا نستطيع العيش بدونهم ~ ..



*****************************


في مطار الملك خالد :
قبل صلاة العشاء :


ابتسم وقال بهدوء : ترانا في عيد , ما بتسلم ..
رماه جاسم بنظرات حادة وقال : ما بسلم عليك قبل ما أسمع اش بتقول ..
زفر عدنان وقال وهو يسحب يده غصب ويسلم عليه : كل سنة وإنت طيب , تقبل الله ..
زفر جاسم وقال على مضض : وإنت طيب , منا ومنكم صالح الأعمال ..
حط كفه على كتفه ودفه بخفة عشان يمشي قدامه وهو يقول : خلينا ندور مكان هادي نتكلم فيه على رواقه , تحرك , ترى مو لايق عليك هالتكشيره والحزم ..
ابتسم جاسم وذبلت ابتسامته لمن تذكر دموعها , همس وهو يتحرك لمواقف السيارات : غصب عني , إنت لو تعرف العنود كان ...
وسكت , طالع عدنان فيه بهدوء وكمل طريقه بصمت للسيارة المركونة , أول ما دخل جاسم السيارة قال بحزم : إنت لو تعرف العنود كان ..
ماعرف كيف يصوغ عبارته فقال وهو يلف عليه : هي ما تبكي , ما تصيح , حتى موت البندري ما خلاها تدمع قدام أحد غير المرة الأولى , دموعها عصية وأمس أول أيام العيد نزلت بسببك إنته , بتموت وجع ليش قارنتها بوحده صايعه , إش تبغاني أحس وأنا أشوف دموعها , قالت لي كيف يتقدم لي و هو يحسبني بهالشكل وهي صادقة , أنا لو أموت ما أتقدم لوحده عارف إنها تكلم أحد بالماسنجر حتى لو آخر حرمه في العالم ما أخذتها ..
كان عدنان يستمع له باهتمام وهو مثبت عيونه في عيون جاسم الثاير , ولمن أنهى كلامه بزفرة طويله , قال عدنان بهدوء : فعلا زي ما قلت أنا ما أعرف العنود ..
قال جاسم يقاطعه : لا يكون عشان شفتني و شفت البند...
قاطعه بحزم : ما تجوز على الميت غير الرحمة , أذكروا محاسن موتاكم , أنا ماني صغير يا جاسم , أصابع اليد تختلف وعارف هالشي ..
ورقق صوته وهو يقول بلطف : أنا ما أعرف العنود عشان كذا بداية الموضوع حطيتها في القائمة السوداء , ولمن جا وقت الخطبة رفضت وقلت لأبوي وأبوك إنهم يعطوني وقت لأني لايمكن أخطب وحده أشك في أخلاقيتها مو عشاني لا والله عشان ما أظلمها معايا , سواء كان بشك أو احتقار أو ظلم لأنها ممكن تكون بريئة , عشان كذا تحققت من الموضوع وما تقدمت لها وطلبت النظرة الشرعية إلا وأنا عازم إني أخطبها ..
ولمن شاف نظرات جاسم المذهول وهو يسأل : وليش ما قلت كل هالكلام من البداية ؟؟
ابتسم ولف وجهه للطاقة وهو يقول : إنت تعرفني ما أحب الجوالات ولا التفاهم فيها ..
ورجع لف عليه وازدادت ابتسامته اتساع وهو يقول : و العنود مهي مجرد موضوع عشان أناقشه في الجوال ..
وكمل بحزم : لكن لو دريت إنها بتبكي كان نزلت من بداية الموضوع ..
ضحك جاسم وقال : تراها قايلة لي إنها ما تبغى تدخل عليك وإني اللي لازم أتفاهم معاك , لكن ما دام هذي علومك يالرومانسي بأجرها مع شعرها وأدخلها عشان تفهمها بنفسك ..
فتح عيونه على اتساعها وقال : قالت لك إنها ما تبغى تدخل علي !! ..
و لمن تذكر سحر وكلمتها تفهم الأمر , قال جاسم وهو يحرك السيارة : ما عليك منها , طيوبه , دايم تثرثر بكلام ما تقصده ..
ولف عليه وقال بترحاب : يا حيا الله أبو رحم ..
ضحك عدنان وقال : توك ترحب , يا شين طباعك وأخلاقك لا عصبت ..
قال وهو يضحك ويطالع في الطريق : دايم أسمع أزهار تتمتم بهالجملة وأنا رياح الغرفة بعد ما أعصب ..
ورجع طالع فيه وسأل : مكتوم ؟؟
لف عليه عدنان بحده وقال بحزم : لاااااااا ..
ضحك وقال : كذب علي غيري , كم سنة وأنا وإنت ننام في نفس الغرفة ؟؟
قال بمزح يضيع الموضوع : لا تذكرني بهالأيام , من نقلت وأنا أقول كنت ويني عن هالراحة , يكون في علمك كل ما جا واحد بيسكن معايا أقول لاااااا ..
ضحك جاسم وقال بتكبر : أكيد مو هاين عليك يجي واحد مكاني ..
كان هو فعلا السبب الرئيس لكنه قال يغيضه : ما أتخيل إني بعد ما ارتحت من فوضويتك و مشاركتك لي في الهوا والأدوات والمناشف النظيفة اللي أضطر أغسلها بعد ما تستخدمها إني أرجع وأخلي أحد يشاركني راحتي وخلوتي ..
لف عليه جاسم وقال بخبث : خلوتك مع مييييييين ؟؟ لا تقول إنك من بعد ما ملكت صرت من النوع اللي يسرح بخياله في ...
قاطعه بحزم بعد ما كح كم كحه : مالك دخل لو أسرح في جدتي , أفكارك الوسخة وفرها لنفسك ..
ضحك جاسم وعدنان يكمل بغيض : لله فاقعين مرارتي هاني وأيمن , زاااااااااااااايد حالهم , جلساتهم كلها سيارات وكورة وحرييييييييييييييييييييم ..
زاد ضحك جاسم وهو يقول : خلهم يثقفونك ..
قال بحدة : الله يلعنها من ثقافة , نقص علي أسمع خرابيطهم , يا خي الحياة مهي محصورة بذاك الشي , إحنا مسلمين , أمة وسط , يعني المفروض كل شي باعتدال , الإعلام الأجنبي المسموم في الدش خلا الحب والحريم وغيره هو أساس الحياة عند الرجل لدرجة طيروا عقول شبابنا , إحنا محنا بهايم ..
وسكت شويه وهو يطالع في جاسم المنصت باهتمام وكمل بهمس : هذا مو معناته إني ما سرحت , حرام الكذب ..
لف عليه جاسم فكمل بذات الهمس : سرحت بس بحلالي ..
قهقه جاسم وضربه على كتفه وهو يقول : والله اشتقت لك يا رجاااااااااال ..
وخرج جواله ودق على العنود ..


******************************

........................ يتبع

اسير الصمت
09-09-2012, 05:32 PM
في جدة :
في فيلا أحمد :

صرخت وهي تفز من مكانها : يا خرااااااااااااااااااااااااااااااااااااابي ..
صرخت أزهار برعب وهي تحاول تمسك صحن سكر النبات اللي كان في حضن العنود , وصرخوا البنات لمن تناثرت حبات السكر على الأرض , قالت أزهار وهي ماسكه الصحن الفاضي : عنوووووووووووووود ..
طالعت العنود في حبات السكر وهي مغطية فمها بيدينها ولمن انتبهت للجوال المحشور بين يدينها صرخت : بيخليني أقاااااااااااااااااااابله ..
وقامت تنقز بخوف وهي تقول : ما أبغى أقاااااااااابله ..
هتفت سفانة باستنكار وهي تبعدها عن السكر : لا تدعسين النعمة يالخبله ...
وبدأت تلم السكر مع أزهار وريم اللي قالت بتساؤل : هذي اش تقووووول ؟؟,
قامت الهنوف وقالت وهي تحط يدها على كتف العنود : عنود قلبي عادي هـ ...
قاطعتها العنود بحزم : لا مو عادي ..
وقالت بصوت باكي : ما أبغى أقااااااااابلـــــــه , ليش ما رحت مع البنات حديقة الأنعااااااااااام , كان عندي عذر على الأقل ..
ضحكت أزهار وهي تحط الصحن جنب النعناع و لبان المستكة و القرنفل والفوفل والهيل الموزعينه في صحون متفرقة عشان يسهل عليهم ترتيبها في كيس النايلون الصغير اللي بـ يلفونه بأقمشة ووردود وقالت : أقووووووول ترا ما نسويلك فوفل في زواجك و ...
ضربتها العنود تسكتها وهي تقول : تراب يا ## ..
شهقوا البنات و قالت ريم : ياربي هالبنت لسانها متبرئ منها ..
قالت سفانة وهي تقوم بتضمها : أعذروها , والله قلبي هي خايفة و ..
لفت عليها العنود وقالت بحدة : لا تضميني ..
وتغيرت ملامحها وهي تقول : ترا أصيح , لو ضمني أحد بأصيح ..
قهقوا من قلبهم عليها وهي تطالع فيهم وهي لافه بوزها وعيونها تلمع منذرة بالدموع , قالت ريم : أنا ماني فاهمة شيييييييي ..
لفوا عليها وقالوا مع بعض بنفاذ صبر : عدنان جاي ..
نقلت بصرها بينهم وقالت : طيب لا تاكلوني ..
طالعت العنود فيهم وسحبت أزهار , طالعت أزهار فيها وهي تقول : اش فيك ؟؟
فتحت فمها بتتكلم وسكتت لمن شافت الجوهرة جاية من المطبخ , ابتسمت للجوهرة وقالت : جوهرة وين أمي ؟؟
طالعت الجوهرة فيهم بحدة وقالت : في غرفتها ليه ؟؟ اش عندكم ؟؟
ابتسمت أزهار وهزت أكتافها , دقتها العنود وقالت : كنت أبغى أعرف فينها ..
وسابت أزهار وتحركت , طالعت الجوهرة بحدة في أزهار , ضحكت أزهار وقالت بصدق : جد ما أدري اش عندها , انصفقت على مخها من درت إنها بتدخل على عدنان ..
وقبل ما ترد عليها الجوهرة قالت بلطف : ماشاء الله طقمك مرة حلو , كل ما أشوفك أبغى أسألك من وين اشتريتيه و أنسى ؟؟
تغيرت ملامح الجوهرة المقطبة وقالت بهدوء : ماني فاكره اسمه , محل في البوادي على الجهة اليسار لمن تمشين من عند محمود سعيد ..
~ نجحت , نجحت ~ سألتها بقلق وهي تخفي فرحتها بنجاح طريقتها : جواهر الحمد لله الغثيان وهالأشياء راحت لكن لسه أحس نفسي فتران حيلي على طول ويا غير نعسانة ..
قالت الجوهرة : طبيعي , طبيعي , هالأعراض تصير مع الحمل ممكن يزول بعضها وبعضها يستمر لفترة ..
قالت براحة : الحمد لله ريحتيني , طيب ...
وابتسمت وسألت باهتمام : برأيك أصبغ شعري أي لون ؟؟
وهمست كإنها تقول سر : بيني وبينك , إن شاء الله ناوية أصبغ شعري ..
قالت الجوهرة بحزم : مو دحين عشان إنت حامل , يمكن يأثر عليك وإنت في شهورك الأولى ..
وكملت بحماس : خليها بعد ما تخرجين عشان تطلع لك طلعة , أنا في خروجتي على ريناد قصيت شعري وصبغته فصار شكلي غير , حلو الحرمة تغير من شكلها بين فترة وفترة عشان مايمل زوجها منها ..
كانت أزهار فاكرة حملها ومخططة للصبغ بعد خروجتها لكنها حبت تبين للجوهرة إنها في موقع الإستشارة , قالت باهتمام : برأيك يعني ؟؟ والله فكرة ..
وابتسمت بصدق وهي تكمل : شكرا على النصيحة , صراحة وجود أخت كبيرة حاجة حلوة في حياة البنت , كنت دايم أغبط البنات اللي عندهم أخت كبيرة ..
شافت نظرة تساؤل غريبة في وجه الجوهرة فقالت : الله لايحرمني منك , صراحة حلو هالشعور ..
وهمست : شعور بالأمان , حتى لو خفتي ولا احتجتي لشي تستحين تسألينه أمك تعرفين إنه في أحد تلجئين له عشان تستشيرينه ..
وتحركت وهي تقول : أروح أدور على هالخبيلة لا تشب في البيت حريقة عشان ما تدخل على عدنان ..
ضحكت الجوهرة وقالت : مجنونة من يومها , تسويها ..
حست أزهار بانشراح عجيب ابتسمت بأوسع ابتسامة تقدر عليها وهي تطالع فيها بسعادة وهي تصرخ بداخلها ~ ضحكت , ضحكت , ياربي بأصييييييييح من الفرحة ~ تحركت بسرعة قبل ما يصير شي يعكر صفو هاللحظة , دورت على العنود ودورت إلين تعبت , وهي نازلة شافت سفانة خارجة من جهة المطبخ وهي تصفق يدينها و تقول : اختفت , فص ملح وذابت ..
جات ريم وقالت بعصبية : أنا من أول أقولكم هالبنت يبغالها رص لصواميل عقلها ماتسمعون , مختوم على جبهتها مجنونة رسميا ...
جاتهم الهنوف وهي ماسكه جوالها وهي تقول : جاسم يقول بـ يصلون العشاء في مسجد الحي ويجون , لازم نجهزها بسرعة , مابقي شي على الصلااااااااة ...
زفرت سفانة وقالت بلغة فصحى وهي ترفع يدها وتأشر بسبابتها : تفرقوا أيها الجنود وابحثوا في كل الأرجاء , لدينا سجين فااااااار علينا إيجاده ..
ضحكوا وقالت ريم بتريقة : يخلف الله علي اللي عايشة مع وحده هاربة من مستشفى شهار ووحده فاره من الجيش ..
قالت الهنوف : تحركوااااا مو وقته هالمزح ..
قالت أزهار وهي ترجع لفوق : عنوووووووود ترا اللي قاعدة تسوينه تجاوز حدود المعقوووووول , عنووووووووود ..
ناولت هدى المبخرة لسفانة وقالت بسرعة : بخري المجلس بسرعة , أنا أدور عنها هالخبلة ..
طالعت سفانة في المبخرة وفي كسرة العود اللي حطتها هى في يدها ورجعت طالعت في ريم اللي تدور في مجلس النساء ونادتها وهي تقول : تعالي معايا , أخاف أروح لمجلس الرجال لوحديييييي ..
وتحركت ووراها ريم اللي قاعدة تتمتم بكلام مهو مفهوم لكن نبرتها كانت تدل على إنها معصبة , ضحكت وقالت : ما تعودتي على العنود وحركاتها الغريبة ..
وحطت العوده أول ما دخلت المجلس وبدأت تنفخ الجمره , قالت ريم وهي تتوجه للمكتبة الكبيرة : ماششششششاء الله , هذي كلها دروع عمي ..
وراحت تقرأ المكتوب , قطعها من قراءتها صوت سفانه الخافت وهي تهمس : ريم , ريم ..
لفت عليها وهي تسأل بحدة : خير , ليش تناديني ...
أشرت سفانة على فمها بسرعة وأشرت على شي ورى ريم , التفتت ريم وأول ما شافته نايم على الكنبه تصنمت وحست بجمود في كل أطرافها , كان متغير 180 درجة , شاحب ملتحي , جسده الرياضي المعتاد صار نحيل بشكل ملحوظ , حست بالدموع تندفع لعيونها وهي تشوف الهالات السوداء اللي حولين عيونه المغمضة بإرهاق واضح , شهقت لمن حست بيد على كتفها , صكت سفانة فمها وسحبتها بسرعة , ولمن خرجتها من المجلس هتفت : اش كنت تسويييييين ؟؟ يا ...
وسكتت لمن شافت دموعها , شهقت وهتفت : ريـــــم ..
غطت ريم وجهها وهي تهز راسها بلا وهي تقول : هذا مو عبد الرزاق , مو عبد الرزاق ..
ضمتها سفانة بصمت , حتى هي انرعبت من شافته وتصنمت للحظات وهي بالقوة تعرفت على الشخص النايم , ولمن رفعت راسها فتحت عيونها على اتساعها لمن شافته خارج من المجلس وهو مقطب حواجبه , لمن لف ناحيتهم حست بخجل ماله حدود , غمضت عيونها كرد فعل وضمت ريم أكثر ~ يا غبية يشوفك حتى لو غمضتي , إنت اللي ما تشوفين ~ فتحت عيونها بسرعة وهي تسب دماغها اللي دايم مربوط فيه إنه إذا غمضتي محد يشوفك وحست براحة لمن ما لقيته موجود , سحبت ريم لجوة وقالت بحزم : مسحي عيونك , إذا إنت انصدمت بشكله , كيف أخواته اللي عايشين معاه ؟؟ كيف خالي وخالتي ؟؟
ولمن شافت تأثر ريم وهي تهمس : شفتي كيف صار جسمه , عيونه , هذا شبح مو عبد الرزاق ...
قالت بحنان وهي تربت كتفها : ريمان , هو كذا لأنه حزنان على فقدها , لا تنسين إنه ماشافها , صدقيني لو شافها كان ارتاح , هيا خلاص , صدقيني فترة وتعدي إن شاء الله , هيا ياقلبي , تحركي لا يصير البحث عن ثلاثة دحين , هيا تحركي ..
وقفت الهنوف عند الدرج وهي حاطه يدينها على خصرها وهي تزفر , وفجأة تذكرت , تحركت لمؤخرة الدرج وابتسمت لمن شافت الباب الصغير تحت الدرج , فتحته وابتسمت لمن شافت العنود جالسة على أرضية المخزن وهي ضامة فخوذها لصدرها ولافة يدينها حولين سيقانها وهي تطالع في الداخل , ردت الباب وهي تقول : كيف نسيت مخبأك المفضل ..
زفرت العنود وهمست : كنا نحب نلعب طش ..
جلست الهنوف قدامها وقالت بابتسامة : وما نشارك جاسم لأنه حتى لمن نلقاه يهددنا لو علمنا عن مكانه يضربنا ..
تنهدت وقالت وهي تسند دقنها بين ركبها : ليش لازم يتغير كل شي ..
همست الهنوف : لأن الحياة تمضي ..
رفعت راسها وقالت بحزم : مو لازم أتزوج , أنا مرتاحة مع أمي وأبويه ..
ضحكت وقالت : هذي سنة الحياة , يعني لو ماجاك نصيب ماكان قلنا شي , لكن هذا نصيبك جا لازم تروحين معاه ..
: الرجال ما يجيبون إلا الهم , طلبات مالها نهاية وأوامر مستحيلة أو عبيطة مالها داعي وتحكم يوصل لحد الإستبداد هذا كل و نضغط على نفوسنا ونستحمل وإحنا نطبخ و نغسل و نكوي , ليش نجيب لنفسنا الهم ؟؟..
ضحكت الهنوف وقال بثبات : عنود إنت تقولين هالكلام لأنك خايفة من مواجهة عدنان بعد حكاية الأوراق , خايفة من اللي بيقوله , حبيبتي , هذي هي الحياة , كل اللي قلتيه صح , مااااااافي رجال في العالم بدون عيوب , حتى لو حبك مليوووووون لازم تمر عليك أيام ودك ترمينه بسكين من اللي يسويه فيك , لكن تذكري إنه بوجوده بعد الله بتجيبين أولاد تعلمينهم الدين وتزرعين بداخلهم حبه عشان يكونون ذخر و كمان صبرك عليه بيدخلك الجنة من أوسع أبوابها ..
وابتسمت وكملت : بعدين حتى لو مرت عشر أيام مرة , زين يجي يوم حلو بعدها , الحياة كفاح , وأولا وآخرا لا تفكرين باللي ممكن يصير , عيشي يومك يا بنت , اللي يسمع كلامك يقول لها 10 سنين زواج ..
وقامت وسحبتها وهي تقول : هيا تحركي ..
زفرت العنود وقالت : نفسي أعرف هذولي البنات اللي بيطيرون فرحة ليش انخطبوا وبيتزوجون بإيش يفكرون ..
قهقهت الهنوف وقالت : هذي مشكلة البنت لا كبرت تفكر بعقلانية زيادة , ماعندها نظرة المراهقات الحالمة اللي تحسب الزواج منحصر في الحب والغرام والتمشيات والخرجات والزعل والمراضاة اللي يشوفونها في المسلسلات تنسى إنه في شي اسمه ثلاث وجبات لازم تقدمها له , ملابس لازم تغسلها وتكويها , الغترة بحد ذاتها شغل , ولا غسيل الحمامات والـ , بلاشي أغثيك ..
قالت العنود وهي لافه بوزها : عارفه هذا كله , تصدقين عشان كذا أكثر الشباب يدورون على البنات الصغار عشان يضحكون عليهم بكم كلمة ..
: أجل يبغى وحده كاشفة ألعابه كلها من قبل لا يلعبها , تحركي بسرعة شغلتي الكل ..
أول ماشافت العنود أزهار رسمت ابتسامة عريضة وهي تقول : سوري ..
قبل ما ترد عليها أزهار هجم جسم عليها , صرخت لمن حست بأسنان تنغرز في كتفها ودفت سفانة وهي تقول : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآي عورتينيييييييييييييييييي ..
هزت سفانة أسنانها الأمامية وقالت : أشوه مكانها ..
حكت العنود كتفها وقالت وهي توها تستوعب الألم الحاد : آآآآآآآآي , والله عضتني من جد ..
في وقت وحاد قالوا : أحسن ..
والتفتوا لبعض وضحكوا وهي تقول بصوت باكي : يا مجرمييييييييين ..



******************************

في الرياض :
عند شقة نجلاء :

وقفت عند باب الشقة تدور في شنطتها على المفتاح وهي تقول بطفش : أول مرة أشوف غدا يمتد من الظهر للعشا ..
استندت هيام على باب الشقة وقالت بتعب : يلاااا بموت من التعب ..
قالت وسام وهي ترفع غطاها وتدور في الشنطة : شكله طاح مني ..
جلست هيام عند عتبة الباب وهي تقول : تعبانة ونعسانة , يارب أتوسلك نلقاه ..
ناولتها شنطتها وقالت وهي تنزل الدرج : أفتكر إني خرجته , يكون طاح مني ..
نزلت الدرج ووقفت عند بهو العمارة الواسع تدور عنه ببصرها , يدين قويه طوقتها من وراها , شهقت لمن حست بجسمه من وراها ويده ترتفع لفمها , همس بصوت لاهث : تعبتيني من كثر ما أطارد وراك ..
أول ما ميزت صوته صرخت بداخلها ~ لاااااااااااا , ياربي أتوسلك ~ حركت يدها اليمين وضربته بكوعها بكل قوتها , لكن اش قوة الحرمة قدام الرجال , كانت كإنها تضرب جدر , حاربته بقوة و لمن حست بتحرشه شعر جسمها كله وقف وهي تحاول تصرخ , طالعت في باب العمارة المقزز بزجاج معشق يحجب الرؤية , وحست برعب وهي تشوف خيال أبيض يقترب , كانت العباية تعيق تحركاتها وتعيق مصارعتها له , ضخامته كانت تكبل حركتها , صرخاتها كانت تخرج همهمات مالها معنى , صرخت بداخلها ~ هياااااااااااااااااااام , هيااااااااااااااااااااااااااام إلحقينيييييييييي , ياربي استر عليييييي ~
حست بوجهه قريب من كتفها , وهو يلف وجهها له بسرعة مفاجأة وهو ينزع غطاها , أول ماشافت وجهه الكريه وهو يقرب , دفته بكل قوة في جسمها , ضحك وقال وهو يعض شفته : أخخخخخخ , ياحلاتك , تراني أحب الحريم الغير مروضات ..
صرخت بقهر ودموعها تتجمع في عيونها : حيواااااااااان حقيييييييييييييييييييير ..
حست إنه عراها من مجرد نزعه لغطاها , همس وهو يغمز بوقاحة : اشششششش رخي صوتك لايسمعون الجيران , هذي جرعة عشان تحلمين بي في الليل ..
ورمى لها بوسة وهو يرمي غطاها لها , سمعت صرخة غريبة مختلطة بصوت رنين المعدن على الأرض قبل ما يندفع جسم و يصدم في جارها فيصل اللي هلكها بملاحقته , اندفع الجسمين وطاحوا على الأرض وغترة فيصل تتطاير مع شماغ اللي هجم عليه , شهقت وصرخت برعب : سطااااااام ..
كان سطام اللي وصلهم للبيت مع صقر جاثم فوق فيصل ويكيل له اللكمات , ثواني واشتبك جسم ثالث وبدأ يكيل الضربات وهو يصرخ : يا حقير يا خسيس ...
,لمن شافت الدم يتفجر من أنف وفم فيصل تحركت بلا شعور وسحبته من كتفه وهي تصرخ : لااااا , صقر , لااااااااااا ..
لف صقر وصرخ فيها : غطي و إطلعي فووووووووق ..
تذكرت لحظتها إنها مهي متغطية , لفت وسحبت غطاها ومفاتيح البيت الطايحة على الأرض , لمن التفتت شافت هيام متصنمة أعلى الدرج وهي تطالع في المشهد برعب , غطت وجهها وهي تسمع صرخات سطام الثائرة وسباب صقر , كان فيصل يحاول يرد الضربات لكن الاثنين كانوا أقوى منه بحكم سنهم الأصغر , تحركت بحزم وهي تقول : سطااااااام , صقـــر , خلااااااااااص , بتذبحونه ..
صرخ صقر وهي يلف عليها : وسااااااااااااااااااااام , إطلعي فوووووووووق ..
قالت بحزم : ما حأتحرك , والله ما حأخليكم تذبحونه وتدخلون السجن بسببه , مايستاااااهل ..
مسكها من ذراعها ودفها للدرج وهو يقول بحزم : إطلعي فوق ..
كانت أكبر منه بست سنين , لكنها حست نفسها طفلة وهو يدفها بهالطريقة , طلعت بصمت وسحبت هيام المذهولة , وهي تفتح الباب سألتها هيام بهمس : اش صاااار ؟؟ اش فيه ؟؟ ليش يضربونه ؟؟ وإنت ليش صرختي ؟؟
سحبتها وسام لداخل الشقة وصكت الباب واستندت عليه وهي تتنفس بصوت عالي , كانت تقاوم دموعها , ماكانت تبغى أحد يدري بمشاكلها , سنين وهي ساكته عشان ماتحس نجلاء إنها عالة عليها , وعشان ما يقولون أهلها إنها جايبة الشقى لنفسها بعنايتها بوسام اللي كان بعض الناس يلومونها على تحملها لهالمسؤولية , الهدوء المصطنع اللي حافظت عليه سنين بدأ يتصدع , مشاكلها بدأت تظهر للعلن , لو كان لها أب أو أخ , صرخت بقهر بداخلها ~ المرأة بحاجة لرجاااااااااال حولينها واللي تقول غير كذا كذااااااااااابة , لو عندي أب أو أخ كان شكيت له من بداية الموضوع ~ شهقت لمن سمعت دق الباب مختلط برنات الجرس , بعدت عن الباب بسرعة وهمست بخوف : هيام أكيد هذا صقر ..
فتحته هيام بعد ما دخلت وسام , دخل صقر بسرعة وصرخ : وينهاااااااا ؟؟
قالت هيام برعب وهي تشوف الدم المتناثر على ثوبه وشماغه اللي حاطه على كتفه : جوة , اش في ؟؟
قال بحزم : ناديها بسرعة ..
قالت باعتراض : طيب اش صا...
: هياااااام , قلت لك ناديهااااااااااا ..
خرجت وسام بعد ما تأكدت من حجابها وهمست : نعم ..
طالع فيها بحدة ورجع طالع في الأرض وسأل : الحيوان هذا من متى يضايقك ؟؟
همست بضعف وهي تحس ضربات قلبها تتسارع : من فترة ..
: من متى بالضبط ؟؟
~ لا أنا في حلم , كابوووووس , مستحيل هالشي يصير , مستحيل , اش بيصير بعد كذا , ياربي سترك , يا فضيحتيييييييي ~ كانت تحس بنفضة غريبة في جسمها وهي تهمس : من شهرين وشوي ..
زفر و جمع قبضة يمناه و ضرب بها الجدر بقوة أرعبتهم وهو يطلع صوت مقهور , ورجع ضربه مرة ثانية وهو ينفث الهوا من فمه بغيض , غمضت وسام عيونها وهي تدعي ربها تجي العواقب سليمة , سألها بحزم : تحرش بك جسديا ؟؟
شهقت هيام وغطت فمها وهي تقول : مستحييييييييييييييل , فيصل أبو خيرية ..
هزت راسها وقالت بسرعة وهي تحس بالخجل : لاااا هذي أول مرة ..
صح كان يبتسم لها كل ماشافها , يغمز لها , واعترض طريقها في الدرج مرتين لكنه كان يتحرك بسرعة خوف يشوفهم أحد من الجيران , ماكانت تعاني منه , لكن من وصلت زوجته شهرها التاسع في الحمل تعبت وراحت بيت أهلها هنا زاد تحرشه فيها , همست : بالجوال بس ..
مد يده وقال : هاتي الجوال ..
حمدت ربها إنها ما مسحت رسائله الأخيره ومكالماته عشان تثبت تحرشه , طالعت في يدها وتذكرت إنه شنطتها مهي معاها , قالت هيام وهي تفك شنطتها : هنا معايا ..
وناولت صقر الجوال , طالعت وسام في جوالها وهو ينتقل من يد هيام لصقر حست المنظر يمر قدامها بالبطيء وهي تتذكر الرسالة اللي شافتها أمها , ضغط وهو يقول : بعد إذنك ..
صرخت بداخلها وهي تتخيل إنه يقرأ الرسايل ويعرف كل شي ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااا , ياربي لااااااااااااااااا ~ , قال بحيرة وهو يشوف رسايل المعايدة : أرسل لك شي ولا بس اتصل ...
همست وهي تحس الرعب حول أطرافها لمكعبات ثلج من شدة برودتها : الرسايل نقلتها للحافظات , نهاية الرقم 111 , ما سجلت له اسم ..
فتح الحافظات , كان وجهه المقطب يتمعر وهو ينزل و يقرأ الرسايل ويزداد تقطيب حواجبه مع كل رسالة , رص الجوال بكل قوته ورفع يده وهو يقاوم إنه يرميه بطول يده , طالعت هيام برعب في صقر اللي طالع في وسام بغيض وهو يصرخ : ليييييييييييه ما تكلمتي من بدأ يتحرش فيييييييييييييييييييييك ؟؟
وحرك يده وهو يرص على الجوال وأنفاسه تتسارع , وأخيرا صرخ صرخة اخترقت المكان وهو يرمي الجوال بكل قوته على الجدر , صرخت هيام وهي تشوف الجوال يتفكك وتطير أجزاءه وبطاريته : صقــــــــر ..
لف على وسام وصرخ بغيض وهو يأشر على صدره : أنا أخووووووووووووك , حتى لو ما اعتبرتيني أخوك أنا أعتبر نفسي أخوووووووووووك , اللي يمسك يمسني , عرضك من عرضيييييي ..
وسكت وهو يطالع فيها بحده وقال بألم : إنت بنـتنااا ..
وضرب الباب بقبضته بكل قوته يفرغ فيه قهره , مسكته هيام وهي تقول بخوف : صقر خلاااااص ..
وقف وقبض على يده بوجع , وتحرك وخرج من الشقة وصك الباب بكل قوته , تحركت وسام ودخلت الصالة وجلست على الكنبه وهي تحس رجولها ذابله , غمضت عيونها وفتحتها ودموعها تغرق وجهها , شهقت وغطت وجهها وهي تصيح من قلبها , حست بيدينها النحيفة تحيط بها وتضمها بحب وهي تقول : وسومه خلاص لا تصيحين ..
ماتدري كم مر من الوقت وهي تصيح في حضن هيام اللي كانت تبكي من بكاها , لمن سمعت رنين الجرس رفعت راسها عن صدر هيام ومسحت دموعها وهي تقول : بسرعة شوفي مين ..
وبعد ماراحت سمعت صقر يقول : جيبي ثلج بسرعة ومنشفة نظيفة ..
قامت بسرعة وراحت للمطبخ , خرجت قالب الثلج وسحبت منشفة في اللحظة اللي دخلت فيها هيام بوجه مصفر , ناولتها لها وهي تسأل : اش صاااار ؟؟
هزت راسها وقالت : ما أدري , دخل سطام للمجلس وهو يسنده ..
لحقت بها واختبت ورى الستارة اللي تغطي القوس المؤدي للممر لمن شافت صقر يتناول منها الأشياء , ولمن دخل وقفت معاها عند باب المجلس , كانت تسمع صوت سطام الحاد الغير مفهوم وهو يتأوه , طالعت لداخل المجلس مع هيام , كان سطام جالس وهو مستمر في أصواته الحاده وهو يحرك يدينه المغرقة بالدم , مسك صقر يده اليمين و حط عليها المنشفة اللي لفها حول الثلج وهو يقول بحده : كان لازم نتصل على الإسعاف , مكسر ضلوع الرجال وتقول ليش اتصلت , هذا لو مات بيزجونا السجن ..
سحب يده المتورم معصمها بشكل واضح ومتلون بلون أزرق وأحمر وأشر له عدة إشارات بسرعة وعصبية , زفر صقر وسحب يده مرة ثانية وهو يقول : هذا وإنت الكبير , مفروض تعقلني مو أنا اللي أعقلك , يعني لو خليته يموت بترتاح , خلاص ضربناه وانتقمنا وأخذ هو جزاؤه , وأتحداك يفتح فمه ويقول إحنا اللي ضربناه , إحمد ربك محد فيه عشان مايشهد ضدنا ..
ولمن جا بيسحب يده باعتراض رص صقر عليها وقال بحزم : عشان وسام ولا أنا مهمني فيه لو يروح لأكبر قاضي , ما أبغاها تتجرجر هنا وهناك وشهادات ومحاضر و غيره , ماأبغى أدخلها أقسام الشرطة , مو حلو تصير البنت لبانة في حلق اللي يسوى واللي ما يسوى ..
زفر سطام وتراخى وسند ظهره على الكنبه وهو يرجع راسه ويغمض عيونه بتعب ..
لفت هيام على وسام اللي كانت تبلع ريقها بصعوبة ودموعها تلمع في عيونها , وقبل ما تتحرك دخلت وسام لجوة , ثواني وسمعت صوت طبقة باب غرفتها ..
: سماعتك , أنا أدري فينها ..
طالعت من باب المجلس وكتمت ضحكتها لمن شافت سطام يقوم وهو يأشر على إذنه وهو يحرك يدينه بحركات سريعة عصبية , قال صقر : ويعلك العافية , دحين لو كانت تحت وأخذوها دليل يالخبل ..
ابتسم سطام رغم النفخ اللي عند جانب فمه وأشر بيده , ابتسم صقر بطفش وقال بتريقه : هاهاها , عارف إننا محنا في فيلم بوليسي وعارف إنك منت الأصنج الوحيد في الرياض و ..
زفر و دخل يده في جيب الثوب الأمامي لسطام وقال : مو هذي سماعاتك ..
ابتسم وضرب جبهته وحرك يدينه بحماس , ضحك صقر وقال : فاضي مدخلها في جيبك عشان تصارع زين ومايزعجك أي صوت , والله من جد فاضي ..
وزفر وقال : أروح أشوف ...
مسكه سطام وطالع فيه بحدة وهو يأشر بعصبية , سحب صقر يده وقال وهو يطالع فيه بحيرة : دحين شايف إنه حليت لي سالفة الدخول عليهم , هيام أختي عشان كذا أدخل , بعدين وسام بحجابها كامل وأنا ماني قاعد أتحنحن معاها في الكلام , مجرد سؤال و جواب ..
هز سطام راسه بحزم وأشر له كم إشارة ورجع سحبه يجلسه , زفر وقال : طيب بأستنى عمتي نجلاء , ممكن طيب أروح أكلم هيام ..
وطالع في يد أخوه القابضة على ذراعه , فلت سطام يده وأشر له يروح , ابتسم صقر وقال بمرح عشان يخفف الجو : روح غسل وجهك ويدينك لا تحسب عمتي إنك ماكل وحدة من بناتها ..
أول ماخرج شاف هيام عند الباب , ابتسم وسألها : كيفك ؟؟
قالت بصوت مخنوق : مفجوعة ..
سكت وسأل بهمس : و وسام ؟؟
همست : مصدومة وتصيح ..
وسكتت شوية بعدين قالت بصراحة : صقر حتى لو كنت رجال , تذكر إنها أكبر منك , وسام عمرها ما تعامل معاها أحد ....
ولمن تذكرت ضرب أبوها وصراخه اللانهائي عليها قالت تعدل كلامها : ما تقرب له بهالطريقة , ماشفت شكلك وإنت تزاعق عليها وتدفها كإنها أصغر بناتك ..
قال بصدمة : دفيتها ..
طالعت فيه بحيرة وقالت : ماتتذكر لمن جريتها ودفيتها للدرج عشان تطلع ..
زفر وهو يستغفر وسألها بحدة وهو متضايق من اللي صار : عمتي نجلاء تدري عن هالكلب ..
حست هيام بخوفها يزيد لكنها قالت بصدق : شكله أمي تدري لأنها لها فترة تتهاوش مع وسام , حتى خالي عبد الكريم جا وتناقش معاهم ..
حس براحة لمن سمع اسم عمه , قال : الحمد لله , سهلتي الموضوع , شكلي ظلمت وسام , حسبتها ما علمت أحد على الموضوع ..
سألت بهمس : وأبو خيرية ؟؟
سألها : خيرية مين ؟؟
قالت بألم : بنته في المتوسط , تدرسها وسام رياضيات وقواعد ..
قال وهو يخرج : لا تقلقين عليه , طيب إن شاء الله , دحين أروح أشوف اش صار له ..
وأول ما خرج ضرب جبهته وقال : أنا وين كان عقلي وقتها !! لاحول ولا قوة إلا بالله ..
دقايق ورجع للشقة , شافها بانتظاره , قفل الباب وهمس لمن شاف سطام منسدح ومغمض عيونه : الجيران قاعدين يتساعدون عشان ينقلونه ..
شهقت وقالت : لو مااااااااات ..
زفر وقال وهو مقطب حواجبه بتفكير : لا , و إن شاء الله ما يموت ..
كان عقله يدور بلا هواده ~ لو مات , لو صار للرجال نزف داخلي ومات , لو .... ياربي سترك ~



****************************




وفي فيلا أحمد بعد صلاة العشاء :

جلس عدنان بهدوء بعد ما سلم على أحمد وبدأ يسأله عن أحواله , صب له جاسم القهوة وقال بتريقه : والله فيك الخييييييييييييييييير جاي من الرياض عشان تعايد صاحبك وأبوه , والله فيك الخييييييييييير ..
طالع فيه عدنان بهدوء وهو مطنشه , ابتسم أحمد وقال : جاسم , سيب الرجال في حاله وروح نادي العنود ..
ضبط عدنان انفعلاته لمن سمع اسمها وركز بصره على فنجانه وهو متأكد مليون في المية إنه جاسم قاعد يرصد حركاته , كح كحتين وحمحم كإنه كحته كانت من شرقة , ابتسم جاسم ودخل للصالة ..
: لازم تسلمين عليه ..
: لالالالا أول ما تدخلين قولي السلام و صافحيه و ..
: لالالا مفرووووض أول ما تدخل ...
قاطعت العنود مناقشاتهم وقالت بعصبية : بسسسسسس , تراكم صدعتم راسي ..
تبادلت سفانة وريم وأزهار النظرات وضحكوا , قالت الهنوف بهدوء : إنت أدخلي بهدوء وبشويش وهو بيقوم بكل شي , لا تسوين أي شي وحتلقينه هو اللي ..
قاطعتها سفانة بتريقة : على بالك داخله على حسااااااان هي , ويييييييين حسااااااان ووين عدناااااااااان ...
قالت ريم بضحكه : مع إنهم على نفس الوزن , فعلان ..
طالع الكل فيها بهدوء , سكتت للحظة وسألت : ما تضحك ؟؟
انفجروا بالضحك على طريقتها في طرح السؤال , ابتسمت وقالت براحة : أشششوه على بالي بتصفعوني ..
قالت العنود وهي ترص يدينها بتوتر : الحمد لله فكيتي شويه من توتـ ..
: عنوووووووود ..
من وصلها صوت جاسم نطت من مكانها وصكت باب الغرفة بالمفتاح وسحبته وحطته في جيبها وهي تستند على الباب بظهرها وهي فاردة ذراعينها كإنها تحمي الباب , وانتبهت إن الكل قاعد يطالع فيها بحيرة , ابتسمت وقالت : ما يجي نكنسل الموضوع ..
تحركت سفانة وسحبت المفتاح من جيب تنورتها اللي لبستها في أول يوم وفتحت الباب وأزهار تقول بهدوء : إنت سمي بالله وكل شي بيتسهل ..
ضربت خدودها وقالت : لااااااااااااا , أنا خايفـــــــــه ..
سألتها ريم بحيرة : ليه ؟؟
رجعت للمراية وطالعت في وجهها اللي حاولت قدر الإمكان تخفي أثار الخرمشة منه وصرخت برعب : مستحيييييييييييييييييل أنزله ..
مسكت الهنوف يدينها ورصتها وهي تهمس : إنت خايفة من الموضوع ...
لمعت الدموع في عيونها وهي تقول بصوت باكي : لااااااااااا , كيف أقابله بهالوجه؟؟
زفرت وضربتها على راسها وهي تقول : ماااااااالت فجعتيني , صدق ماعندك سالفة ...
: عنوووووووووووووووود ..
صوت جاسم الحاد خلاها توقف بثبات وهي تقول : أدعولي ..
وخرجت من الغرفة وهي تشوفهم يلوحون لها بحماس , مشيت معاها أزهار و الهنوف , ومن نزلت وقفت ريم و سفانة في أعلى السلم وهم يطالعون لها بحماس , مشيت ورى جاسم وهي تنقز وتسوي حركات بيدينها , شويه قامت تهز خصرها وترقص مصري , الهنوف اللي ماسكه ضحكتها خرجت الضحكة من بين شفايفها اللي رصتها بقوة , التفت جاسم على ضحكتها واستغرب لمن شاف العنود مدنقة راسها بصمت وأزهار مغطية فمها بقوة والهنوف تطلع صوت من خشمها وفمها من كثر مهي ماسكة ضحكتها , سأل باستغراب : اش عندكم ؟؟
قهقهت أزهار من قلبها وضحكت الهنوف , طالعت فيهم العنود بهدوء ولفت على جاسم وحركت أكتافها بعدم فهم , رماها بنظرة شك ورجع تحرك , أول ما لف أشرت لهم على دقنها وهي تأشر بيدها الثانية متوعدة ورجعت تمشي وراه وهي تترقص , لف جاسم وهو يقول : أول ما ...
وسكت لمن شافها تطالع فيه بعيون متسعة , قال برعب : اش فييييييييك ؟؟
صرخت بانفعال وهي تمسك فيه : لا تخليني أدخــــــــل الله يخلييييييييييييييييك ..
دفها بعيد عنه وقال بعصبية : بلى , فجعتيني ..
رجعت نشبت فيه وهي تهمس : أهون عليك , أهون عليك يا جسوم , ترى لو دخلت عليه بأموت ..
جرها مع كتفها وقال : محد بيموت قبل يومه , تحركيييييييييييييي ...
مسكت في أطراف الباب وقالت : طيب استنى , آخذ نفس بس ..
سابها وهو يقول : ويعلك , بسرعة خذي نفس يالوزغة , مهي أيادي هذي اللي عندك , لصاقات ..
سحبت نفس عميق ورفعت يدينها وحركتها بحركات رياضية , طالع فيها بنص عين وقال : داخلة ماراثون الأخت وأنا ماني داري ..
ومد يده بيمسكها , شردت ولصقت في الهنوف وهي تقول : هنيييييييييييييييف ...
سحبها وهو يقول : لاحوووووول ولا قوة إلا بالله ..
ولمن اختفت عن نظرهم وصلهم صوت قهقهة سفانة وريم , مسحت أزهار دموعها وقالت وهي تمسك بطنها : آآآآآآه ياربي , هالبنت تحفة , قسما بالله ما قيد مر علي زيها ..
سحبت الهنوف أنفاسها وهي حاطه يدينها على خصرها وهي تقول : خصامي تعورني من كثر الضحك ..
طالع جاسم فيها وهي تسحب نفسها للمرة العاشرة , قال بهدوء : خلاص هو حيتفاهم معاك على الموضوع , أنا عني فهمت منه كل شي وصراحة كلامه ماعليه زود , المهم إنت ..
ولمن شافها لسه بتسحب نفس مسكها من معصمها وجرها لجوة الغرفة وهو يقول بطفش : يلاااااااااا ..
رفع عدنان بصره على صوت جاسم وأول ما شاف خيالها رجع راسه للأرض وهو يقوم , حست العنود بكل دمها يتجمد من شدة الرعب لمن شافت نفسها داخل المجلس وأول ما لمحته يوقف نزلت راسها للأرض والمغص يطحن بطنها طحن , سحبت يدها من جاسم اللي ابتسم وقال : تفضلي ..
تحركت بهدوء وهي تحاول تستعيد أي شي من نصائح البنات لكنها كانت تتفلت منها , مد عدنان يده لها لكنها من شدة ربكتها ما انتبهت لها وهي تطير طيران جنب أبوها , طالع عدنان في يده الممدوده ورجعها جنبه , مسك أحمد ضحكته احتراما له لكن جاسم قهقه من قلبه على الموقف , رماه عدنان بنظرات بااااارده خلته يبلع باقي ضحكته وهو يتنحنح , جلس مكانه وهو يقول بهدوء وعيونه على الأرض : كيف حالك يالعنود ؟؟
~ أهم شي ما تجي عيني في عينه لأنه بتصير لي جلطه , أُووووو صح هي الجلطة تجي من إيه ؟؟ عنود هذا وقته تفكرين بالجلطة , لا تستحين , هذا زوجك دحين , هاااااا , زوجي ؟؟ ياربي الكلمة مرعبة , أنا زوجة عدنان , عدنان زوج العنود , وااااااااا أنا في إيش قاعده أفكر , عنود لسه ما تفاهمتي معاه على الموضوع أجلي هالتفكير بعد ما ينحل اللي بينكم وووو , الله يسامحك يا جاسم , ليش ما تفاهمت معاه وجيت كلمتني بعدين ... ~ لمن ما لقي رد لجوابه رفع راسه , لقيها مدنقة وهي تلعب في أظافيرها , استحى من وجود أحمد فرخى بصره على طول , قام أحمد وقال : أسيبكم لوحـ ....
وسكت لمن حس بشي يسحبه ويجلسه , لف على العنود اللي فرصعت عيونها فيه وهي قابضة على كم ثوبه , ابتسم وبعد يدها وهو يقول بتأكيد : أسيبكم لوحدكم شويه , أنا في الصالة ..
وتحرك ~ أبوووووووووووووووووووويـــــــــــــه , لااااااااااااااااااااااا ~ طالعت برعب في أبوها اللي خرج ومعاه جاسم اللي غمز لها وهو يقول : ترا بأخلي الباب مفتوح يعني لا تتهوروووووون ..
صرخت بداخلها بغيض ~ تفووووووووووووووو , مااااااااااااااالت عليييييييييييييييييك يالحماااااااااااااااااااار , أنا ناقصتك ~ حست بالعرق يتجمع في جبينها فركت يدينها بقوة وهي تحس إنها شوية وتنزع جلدها بسبب الفرك من شدة الخوف والإرتباك والخجل ..
رفع بصره وتأملها بإحراج , كان يرفع بصره ويرجع يرخيه وهو يحس إحراجها يتسلل له ويحرجه , أخيرا ركز بصره على وجهها المنحني بخجل , ابتسم وقال : كيف حالك يالعنود ؟؟
~ هذا يكلمني , يا مااااااااااااامييييييييييييييي , أرد , لا لا , هزي راسك بس بلا طفاقه , دحين يقول مصروعة ما حسبت أسألها قامت تجاوب زي اللي ما عندهم حيا ولا , أو صح هو يحسبني صايعة ولا .... عنود ركزييييييييي على سؤاله ~ هزت راسها بإيوه من دون ما ترفع بصرها وحست إنها شويه وتخلع أظافيرها من مكانها , حمحم و قال بهدوء : جاسم أرسللي الأوراق ..
فتحت عيونها على اتساعها وحست نبضات قلبها تتسارع بشكل موجع لكنها ما رفعت راسها , كمل بذات الهدوء والصوت الرخيم : وطبعا انصدمت بالموضوع مو عشان شي , لكني ما تخيلت إنه جاسم يعرف بالموضوع خاصة وأنا كنت ناوي أحتفظ بالموضوع لنفسي إلين أروح لقبري , حتى إنت كنت مقرر ما أكلمك في الموضوع لأني ما حطيته في بالي , أنا تقدمت و أنا ماسح هاللي صار من عقلي ..
وطالع فيها وركز نظره عليها وقال بتأكيد : أنا ما كنت حأتقدم لك لو كنت شاك فيك ولو بنسبة بسيطة ..
رفعت راسها بصدمة وطالعت فيه للحظة قبل ما ترجع تنزل راسها وهي ملتزمة الصمت , ماكانت تتخيل إنه هذا الشي اللي بيقوله , تخيلته بيبرر لها , بيقول إنه حب يستر على أخت صاحبه , أفكار كثيرة كلها تداعت وهو يكمل بصوت قوي : يمكن إنت ما تعرفيني لو تعرفيني كان ما شكيتي للحظة إني متقدم لك وأنا ماني متأكد من أخلاقك ..
وسكت و كمل بابتسامة : طبعا ما تعرفيني إلى الآن لكن لاحقا إن شاء الله بتعرفيني ..
زاد إحراجها من كلمته , تذكر عصبية جاسم في السيارة وهو جايبه من المطار وتذكر عتابه له وهو يقوله إنه خلاها تبكي وهي مهي من النوع اللي يذرف الدموع على أي شي ~ ما أتخيل إني خليتها تبكي , ما توقعتها حساسة بهالشكل , على خبالها اللي شفته واللي تحكيني عنه سحر ~ قال بلطف : ها عنود , ما سمعت رأيك , تراني ما قدرت أكلمك أو أرسل لك لأني ما حبيت أخاطبك في الجوال , ما بيكون فيه تواصل زي لمن أكون قدامك , بالذات إن الموضوع كبير وإنت عارفه هالشي ..
فركت يدينها وهي مهي عارفه تفكر في إيه , ما حبت تطول المسألة , ما تبغى تتعب عقلها اللي ظل نص شهر منهك من كثر التفكير , هي دعت ليالي طوال إن الله يقدم اللي فيه الخير وإن الموضوع ينتهي بالخير , خلاص اللي قاله قاله وهي صدقته , كبح كحة كانت بتجيه و همس : عنود ..
وابتسم لمن شافها صامته وهمس بتحبب : عنودي ..
انمغصت بطنها من شدة التوتر وخفق قلبها بشكل مزعج , حست رقبتها بتنكسر من كثر ماهي مدنقة راسها , عرف إنه صمتها معناته قبولها للي قاله , حس براحة إن الموضوع مر بهالسهولة , من أصبح وهو يفكر بإيش ممكن يصير وإش ممكن تقول , واش ردة فعلها ~ الحمد لله , طلعت طيوبة الحمد لله ~ سحب كيس صغير كان جنبه وناوله لها وهو يقول بهدوء : تفضلي ..
~ تفضلي ؟؟ تفضلي إيه ؟؟ أرفع راسي , يوووو أخاف تجي عيني في عينه و .. بنت ارفعي راسك رحمة برقبتك ~ رفعت راسها وطالعت في الكيس بحيرة , قال وهو يتأملها : هدية بسيطة إن شاء الله تعجبك ..
وكمل بابتسامة : عيدية ..
فتحت عيونها على اتساعها وقالت بسرعة و بلا ثانية تفكير وهي ترفع بصرها له : أُو أوووو ما جبتلك هدية ..
طالع فيها بصمت وهو مازال ماد يده بكيس الهدية , من انطلقت هالكلمات من شفايفها تمنت لو الأرض تنشق وتبلعها , مدت يدها اليمين وسحبت الكيس في نفس الوقت اللي رفعت فيه يدها اليسار ببطء وحطتها على جبينها بإحراج تغطي نظراتها ووجهها عنه , بالقوة كبت ضحكته , ولمن سمعها تمتم لنفسها بهمس : والله بيضحك , بيضحك ..
رفع نفسه وعدل شماغه يحاول يضيع ضحكته لكنه ما قدر يمسك نفسه انفلتت ضحكته لكنه مسكها بسرعة وهو يتنحنح ويحك حواجبه بإبهامه وسبابته اليسرى وهو يقول : عادي ..
~ ضحك عليك يالخبللللللللللللله , لا يكون سمــــــعنييييييييييييي , لا تكون أفكاري كانت بصوت , ياربي أنا ليه خبله , ليييييييييه ؟؟ ~ بعد ما تمالك ضحكته تمنى لو يعرف بأي موضوع يبدأ معاها الكلام , هم كيف يبدأون موضوع ؟؟ عن إيه ؟؟ لأول مرة يتمنى لو إنه استمع لهاني وأيمن اللي حاولوا فيه يعلمونه بعض الأمور الخاصة على حد قولهم , قال بهدوء : بما إني ما قلتها , كل سنة وإنت طيبة ..
هزت راسها بسرعة كإنها كانت مستعدة لأي سؤال عشان تهز راسها , توتر لمن شافها تلعب في سحبة يدها بصمت وتدورها بعصبية , قال بثبات بعد لحظة صمت تمالك فيها نفسه : ما شاء الله طقمك الذهب حلو ..
لمست سلسلتها الذهب اللي أهداها إياه بعد الخطوبة وهي مستغربة مديحه , وبالقوة فتحت فمها وهمست بخجل : هذا طقم الهدية ..
ابتسم وقال بنفس الثبات : عارف , أنا اخترته بنفسي كيف ما أعرفه ..
رفعت راسها و طالعت فيه باستغراب , ابتسم وكمل : كنت أبغاك تتكلمين ..
خفضت بصرها بسرعة وهي تحس نبض قلبها يزيد و ضمت يدينها المرتجفة عشان تخفي رجفتها , ابتسم وقال بهدوء واثق : الله يجمعنا على خير ويقدرني إني أسعدك وإنك تسعديني ..
عصفت بذاكرتها صورة البندري اللي كل ما انذكر عندها السعادة مع عبد الرحمن تتغير لمعة عيونها , حست باختناق وضيق ماله حدود , حاولت تذكر نفسها إنه لكل مقام مقال لكنها ما قدرت تتخلص من مشاعرها اللي بدأت تتقلب وتتوجع , لو إنها موجودة كان و كان وكان و ... , لاحظ وجومها وتغير وجهها , قطب حواجبه وقال :عنود ..
همست بدون ما ترفع راسها : الله يقدم اللي فيه الخير ..
سكت للحظة وهو مستغرب تعابير وجهها وقال بعدها بابتسامة هادية : ارفعي راسك ..
المغص اللي رجع لها خلاها تنسى كل شي غير الخوف والخجل اللي بدأ يتسلل لها ..
: ارفعي راسك شويه ..
~ يا ماااااااااااااااماااااااااااااااا , جسوم يالدبببببببببببب أدخل , تعاااااااااااااال , والله خايفة ~
رفعت راسها بشويش وهي مثبته بصرها على الأرض , تأملها للحظة وسأل بعدها بصوت غريب : كيف حالك دحين ؟؟
استغربت سؤاله و شي في نبرة صوته خلاها ترفع بصرها له , أول ما شافت ابتسامته وعيونه اللي بداخلها نظرة غريبة تصنمت وما نطقت بحرف ~ عنووووووود رخي نظرك , بنت , اش بيقول عنك , آآآآآآآآآآآنا اش فيني مصنمة , قلبي , قلبي يعورني ~ , حس بخفقات قلبه تتسارع , لأول مرة يشوفها بهالوضوح و القرب , فتح فمه بيقول شي لكنه حس لسانه مربوط , و زم شفايفه لمن وصله صوت جاسم وهو يقول : أنا جيييييييييييييييت ..
ودخل المجلس وهو يقول : شتسوووووووووووون ؟؟
نزلت العنود راسها وهي تصرخ بداخلها ~ خبلللللللللللللللللللللللللللللللله , أنا اش كنت أسوييييييييييييييييييييييييييييييي , واااااااااااااااااااااااااااااااااااا بيقول علي ما حسبت , قلبي , قلبييييييييييييييييييي ~ كانت تحس قلبها ينبض في أطراف أصابيعها من شدة الخجل , قامت وسحبت كيس الهدية وهمست : عن إذنكم ..
وقف وهي تحركت خارجه , قال جاسم بابتسامة وهو يتحرك لها ويمسكها : لحظة , لحظة ..
و لفها على عدنان وهو يقول بضحكه : سلمي على زوجك قبل ما تخرجين , مو جاي من الرياض عشان يرجع وإنت ماسلمتي عليه ..
~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااا ~
نزلت راسها للأرض وتحركت بتخرج , ثبتها جاسم وهو يقول بحزم : عنيد ..
~ الله لا يبارك في عدوك يالمتخللللللللللللللللللللللللف ~ بعدت خصلات شعرها عن وجهها بيدين مرتجفه وهي تحس نفسها بتموت من الخجل , حمحم عدنان وعدل غترته اللي ما تحتاج تعديل بإحراج وهو يقول بداخله ~ الله يفشلك , كان خليتها براحتها , الله يفشلك ~ ومد يده بسرعة ينهي لحظات التعذيب لكليهما , مدت يدها وصافحته بسرعة و جات بتخرج , مسكها وقال : سلمي عليه مرة ثانية إعلان للصلح ..
لمن شاف وجه العنود المتغير قال بهدوء واثق : ما كنا زعلانين عشان نتصالح , سوء فهم بسيط ..
قال جاسم وهو يبتسم بخبث : طيب سلمي عليه إعلان لانتهااااااااء سوء الفهم ..
ورص على يدها بقوة , طالعت فيه بتوسل لكن نظراته الحازمة فهمته إنه ما يسيبها تروح , لفت على عدنان اللي مد يده وقال بابتسامة : انتبهي لنفسك ..
وقبل ما تمد يدها دفها جاسم من ظهرها فشهقت لمن لقيت نفسها في حضن عدنان , رفعت بصرها بصدمة له , شافت في عيونه ذات النظرة اللي سببت لها الإضطراب , شهقت مرة ثانية فأزاح وجهه بخجل , بعدت عنه بسرعة وتحركت خارجة بعد ما ضربت جاسم على كتفه , أول ما اختفت عن نظره لف على جاسم وضربه بقبضة يده اليمين على ذراعه وهو يقول : نذل ..
ضحك جاسم وقال : والله شكلك إنت وإياها تحففففففففف , تراني مبسوط على شكل العنود نااااااااادر ما نشوفها خجلانه , ولا تصدقها تراها كذابة الخجل من طريق وهي من طريق ..
ابتسم عدنان بصمت وهو يجاهد عشان يبان هادئ طبيعي قدام جاسم اللي تابع : صدقني من تخرج بتطيح فيني ضرب ..
ضحك وقال : تستاهل , حلالها ..
***
وقفت فترة عند الباب اللي يودي للصالة تحاول تضبط أنفاسها وانفعالاتها , سحبت نفس عميق ودخلت , أول ما دخلت للصالة شافتهم قاعدين حولين القهوة , أبوها وأمها و البنات ارتبكت و بلا تفكير رفعت يدينها بعلامة النصر وهي تقول بطريقة مسرحية : نجحت العملية ..
انفجروا بالضحك وقالت أمها : الله يخلف علي ..
زفرت الجوهرة وقالت : الخبل طول عمره خبل , الحمد والشكر لك يارب ..
نطت سفانة ووراها ريم لمن شافوا الكيس , دست العنود الكيس وراها وقالت : لحظــــــة , أنا أفتحها ..
وراحت وربعت على الأرض قدامهم , قالت أزهار : عنود , لبسك ..
أشرت بيدها بعدم إهتمام وخرجت العلبة المغلفة بتغليف وردي وفضي , قالت ريم بحماس : أووووووووووووو أموت على الناس الذوق ..
دقتها سفانة وهي تقول : بنت خالي أحمد فيه ..
استحت لمن تذكرت وجوده ورصت شفايفها للحظة قبل ما تقول : يا حماره ليه مانبهتيني من بدري ..
قام أحمد وقال وهو حاط نفسه مو منتبه لهم : بأروح اسلم على الرجال قبل ما يروح ..
أول ما خرج صرخوا بحماس وقالت سفانة : عنيد افتحيها بسرعة ..
فكت العنود الغلاف بعناية لأنها تحب تحتفظ بالتغاليف وفتحت العلبة , ابتسمت لمن شافت الإسورة الذهب الناعمه وقالت الهنوف : ماشاء الله تجنن ..
دقتها سفانة وقالت : غبية كان فتحتيها عنده وخليتيه يلبسك إياها ..
شهقت ريم ودقتها وهي تأشر لها على هدى وهي تقول بهمس : صكي حلقك ..
قالت سفانة بضحكه : خاله هدى حطي نفسك ما سمعتيني ..
وبدأت تتضارب مع أزهار وريم مين يلبسها الإسورة وهي تضحك على مضارباتهم , ابتسمت هدى وهي تطالع فيهم وطيف البندري ما يفارقها , تتخيلها وسطهم في كل ثانية ..
: يا ولد ..
شهقت سفانة ونطت ريم أول ما سمعوا صوت جاسم وشردوا للمطبخ , أول ما دخل قامت العنود عن الأرض وقالت بغيض : جسوموووووووووووووووو ..
وضربته على كتفه مرة ومرتين وهو يضحك ويقول : والله قلت له إنك بتضربيني أول ما أدخل ..
وقفت عن ضربه وفرصعت عيونها فيه وهي تقول باستنكار : قلت له إني أضربك ؟؟
لمن هز راسه بإيوه وهو يقول : وقلت له إنك من طريق والخجل من طريق ...
صرخت : لييييييييييييييييه ؟؟
وضربته مرة ثانية وهي تقول : مفروض تحسن الصورة يا دب ..
وما فكه من بين يدينها إلا أبوه اللي كان يضحك من قلبه على خبال العنود ..
تحرك جاسم وأشر لأزهار إنها تتبعه لغرفته اللي مازالت موجودة , ابتسم وقال بعد ما صك الباب , بأروح مع عدنان , عازمينه الشباب على عشا قبل ما يرجع الرياض ..
ابتسمت وقالت : عادي حبيبي أنا أجلس مع البنات نخلص الفوفل حق الجواز , لمن تجي اتصل علي عشان أتجهز ..
ابتسم وهمس : عدى كل شي بسلاسة و سرعة ..
قالت وهي تربت كتفه : قلت لك لا تحمل الشي أكبر منه ..
زفر وقال : الحمد لله ..
قالت تستحثه وهي تتحرك للباب : يلا تحرك , أكيد عدنان يستنى ..
كان يعرف إنها تموت إحراج لمن يختلي بها عند أهله وتحاول قدر الإمكان ما تغيب معاه أكثر من دقايق , ابتسم وقال : لا أبغى أجلس شو ...
وسكت لمن رمته بنظرة حادة وهي تقول بهدوء مناقض : حبيبي مو حلو تخلي صاحبك يستنى ..
ضحك وقال : طيب , طيب فهمنا , ياااااي ياسوسة , عمره صوتها ماارتفع علي هنا , وفي البيت حتى ضرب تضر..
صكت فمه بيمناها خوف ينسمع صوتهم وهي تقول : في آمان الله يا قلبي ..
وقرصته بيسراها في ذراعه بخفه وهي تفرصع عيونها فيه , كانت تحرص إنه عصبيتها اللي متعبتها ما تظهر قدام أحد غيره , ولمن سحبت يدها , قال بصدق : زهره يا سعليه أحب عصبيتك ..
ضحكت وقالت : لا تستفزني , تسب وتمدح في نفس الوقت ..
قال يأكد لها : والله أحبها , عارفه ليه ؟؟ لأنها تبين لي إني صرت جزء منك , هي الشي الوحيد اللي تتعبين وإنت تخبينه عن الناس لكنك ما تخبينه عني ..
كانت عارفه إنه حكاية الدوا مؤثرة إلى الآن على علاقتهم , الصور وحبيبته المجهولة , تجاهله وبروده , عصبيتها و حساسيتها , وأشياء كثيرة بينهم لكن الحياة هي كذا , يوم , يومين حلوة وأيااام لا , المهم عندها إنها تضع الله أمام عينيها في كل شي تسويه وهي مؤمنه إنه كل ماابتلاها كل ما أحبها وكل مازادت حسناتها ..



********************************


تم بحمد لله الفصل التاسع عشر ..

اسير الصمت
09-10-2012, 11:21 PM
الفصل قبل الأخير ..

الفصل العشرون : الورقة الأخيرة ...

دفتري الوردي مليء بالأحلام ..
أوراقه البيضاء معكرة بالآلام ..
لا بأس سيبقى دفترا للذكريات ..
.
.
.
قلم ذهبي ذاك الذي خطها ..
.
.
.
طفولتي الجميلة بأحلى أراجيحي ..
صباي الفوضوي بأغبى تصرفاتي ..
مراهقتي الغريبة بأعتى أفكاري ..
ريعاني المرح بأرق أحاسيسي ..
شبابي الغريق بأبسط همومي ..
مستقبلي المجهول بأجمل آمالي ..
.
.
.
خطها بلا استثناء ..
.
.
.
لعبي وحلوياتي ..
مقالبي وصراعاتي ..
مشاكلي و اضطراباتي ..
حبي وصداقاتي ..
واجباتي و التزاماتي ..
ظلامي و بعض أضوائي ..
.
.
.
..... و .....
.
.
.
ورقتي الأخيرة !!
ماذا عساي أن أكتب فيها ..
سؤال شغلني كثيرا منذ أول حرف خُط ..
أشكركم ..
أحبكم ..
تذكروني ..
أم وداعا ..
لابد أن تكون معبرة لمن سيقرأ دفـ ..... لحظة .
......... لحظة !!
.
.
.
ستُقرأ !!!!!!..
بكل تفاصيل كلماتها ..
إختلاجات حروفها ..
تلون خطوطها ..
لابد إذن من تنميقها ..
.
.
هكذا الدنيا ..
صحائف تكتب وتطوى ..
ستحاسب و تجازى ..
وأهمها الورقة الأخيرة ..
.
.
.
إلـــــــــهي ارحمني ..
إلـــــــهي أحسن خاتمتي ..
إلــــهي اجعل آخر أوراقي .......... قول لا إله إلا الله ...


يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 9,45 مساء :
عند حلول الكارثة :

وقف وتشبث بالحاجز وهو يلهث , كان حمل أمه طول هالمسافة وعبر الدرج وسط الزحام يعتبر مجهود كبير بالنسبة لجسمه , طالع في أمه واقفه جنبه بينه وبين أزهار وقال بداخله ~ عمر , خليك متماسك , إن شاء الله ما بيصير شي , إن شاء الله تجي المساعدة , عمير , عمير وينك ؟؟ لو غرقت السفينة كيف بيسبح ؟؟ هذا عمار الحمد لله , لمن نلبس ستر الـ .... ~ خرج من عمق أفكاره لمن مالت السفينة بعنف مفاجئ خلى توازنه يختل وتنفلت أمه من بين يدينه و أزهار تصرخ : مااااااااااامااااااااااااااا ..
صرخ بداخله برعب ~ لاااااااااااااااااااااااااااا ~ و مد يده اليسار بسرعة وقبض على يد أمه اليمين , لمن حس بثقلها بيسحبه تشبث في الحاجز ولفه بذراعه بقوة , غمض عيونه بقوة وهو يكتم آهته لمن حس إنه ذراعه بتنخلع من مكانها من قوة الجذب , حاول قد مايقدر يلهي نفسه عن صراخ الناس اللي بدأ يزداد بشكل مرعب ..
: بنتييييييييييييييييييييييييي ...
فتح عيونه على صرخة حرمة , شافها تهوي للحاجز ومن بعده للمجهول , انتبه من ذهوله لمن حس بأصابع أمه تنزلق من قبضته , أخذت ضربات قلبه تسرع وتسابق أنفاسه اللي تزايدت بشكل خرافي وهو يصرخ بداخله ~ أتوسلك ياااااااااااااربـــــ , لاتخليني أفلتها , أتوسلك ما أبغى أفقدها , أمييييييييييييييييييييييي ~ رص يد أمه بقوة , همست بضعف : عمر سيبني لا تطيح ...
هز راسه بلا وهو يقبض على يدها اللي كل مالها تتفلت أكثر , كان مقهور من الرؤية اللي بدأت تتشوش قدامه , قال بصوت مخنوق وهو راص على أسنانه : امسكي فيه يا أمي الله يخليك , ماعاد أنا قادر أمسكك , الله يخليك لا تفلتيني , لا تفلتيني ..
ومع ميلان السفينة أكثر وأكثر كانت يد أمه تنزلق من يده شويه شويه , وبسرعة مفاجأة انفلتت منه وبدأت تتزحلق على الأرضية مع ناس كثير قبل ماتصدم في الحاجز صرخ بحرقة وهو يفلت يده بلا تردد : أمييييييييييييييييييييييييييييي ...
انزلق بسرعة و ضرب صدره في الحاجز المعدني اللي ما قدر يتفاداه من سرعته , حس بالأكسجين يختفي دفعه وحده من صدره لكنه قاوم هالشعور وهو يرمي نفسه من الحاجز نحو الظلام , ثواني وسمع صوت طرطشة المويه مختلطه ببرودة خلته يحس بجلده ينكمش , صارع المويه لثواني حسها بلا نهاية وهو يجاهد إنه يطلع للسطح , صارع أجسام كثيرة إلين خرج راسه للسطح وهو يشهق بكل قوته شهقة مااكتملت بسبب الجسم اللي طاح فوقه ودفعه لداخل المويه مرة ثانية , اندفعت موية البحر المالحة داخل أنفه وفمه وهو يغطس تحت ثقل الجسم , حاول يبعد الجسم وهو يحس رئتينه بتتفجر من قل الأكسجين لكن الجسم تشبث فيه بقوة وهو يحاول يستند عليه عشان يطلع للسطح ~ يااااااااااااااارب ~ صارع وصارع إلين خرج , شهق شهقات متتالية وهو يمسح وجهه ويكح , وتلفت يمينه ويساره ودار حولين نفسه وهو يصرخ : أمييييييييييييييييييييييييييييي , أميييييييييييييييييييييييييي ...
كان يتخيلها تصارع الموج لوحدها بأرجلها العليلة وجهلها للسباحة , تخيلها تنخنق نفس خنقته و ... صرخ وهو يمسح دموعه : أميييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
وسبح وهو يطالع بجنون محاول إختراق ظلمة الليل المختلطة بظلمة البحر , تمنى لو النيران تزيد عشان تضيء له المكان أكثر , كتم صرخات الخوف والألم وهو يهتف : أميييييييييييييييييييييييييييي , أم عماااااااااااااااااااااااااااااااار ..
: عمـ ... عمـ ...
صوتها رغم تقطعه إلا إنه ميزه , لف يمينه فلمح وحده تصارع عبايتها و الموج في وقت واحد , سبح لها بسرعة , ولمن ميز وجهها عبر الضوء الخفيف ضمها بقوة وهو يهتف : أميييييييي , أمييييييييي ...
تشبثت فيه أمه بقوة وهي تشهق , انصدم عمر لمن لقي نفسه داخل الموية وأمه تجاهد عشان تصعد للسطح عشان تتنفس , تذكر إن الغرقان ممكن يغرق غيره , حاول يبعد عنها عشان يمسكها من وراها لكنها كانت متشبثه بتلابيبه بقوة , بلع شويه من موية البحر وهو يحاول يكلمها , رجع رفع نفسه وقبل ما يسحب نفس سحبته أمه لداخل الموية , حرك يدينه بكل قوة في جسمه وقبض على أمه وحاول يطلع بها للسطح لكنها كانت تتلوى وهي تسحبه بلا شعور داخل الموية , لمن حس برئتينه تستصرخ مطالبة بالهواء , حاول مرة ثانية إنه يسبح للسطح وهو يمسك أمه من كتف جلابيتها وعبايتها لكنها كانت تحاربه وتسحبه أكثر للداخل , ولمن شاف إنه مافي مفر , تملص من أمه بكل قوته عشان يقدر يطلع ويمسكها بطريقة صحيحة قبل ما يغرقون الاثنين , انفلتت أمه منه , رفع نفسه بسرعة وسحب نفس سريع ورجع غطس , كان يحس صدره يتفتت من المجهود اللي بذله لكنه قاوم عشان يمديه يلحقها , أول ما غطس حس بيدين تقبض على خصره بقوة قبل ما تتراخى , عرف إنها أمه , مد يدينه بسرعة وعلى غير هدى عشان يمسكها لكنه تفاجأ بيدينه تتلاقى وسط المويه و .... ~ غااااااااااصت , أمي غرقـــت , لاااااااااااااااااااااااااا , يارب أتوسلك , يارب أرجوووووك ~ سبح أعمق يحاول يلحقها لكن أنفاسه اللي بدأت تخرج من فمه وأنفه من شدة الإختناق أجبرته إنه يرجع للسطح مره ثانيه , أول ما حس بالأكسجين يندفع لصدره صرخ بحرقة ودموعه تتفجر : أمي لااااااا , يارب أتوسل إليك , أمي , أمي , أمييييييييييي ..
ورجع يغطس مرة ثانية , كان يصرخ ويبكي بداخله وهو يسبح بلا هدى , يتلمس كل شي امامه وحولينه وألمه يزيد مع كل ثانية , ولمن بدأت أنفاسه تخرج صرخ بداخله ~ إذا خرجت دحين مستحيل تلقاها , مستحيل تلقاها , عمر استحمل , عمر استحمل , عمر ~ سبح نحو السطح بإجبار من جسده و طلع هو يشهق بقوة , شهقة اختناق وبكا في نفس الوقت ..
: ماما فين ؟؟
لف عمر لمن سمع صوتها الخائف الكسير , طالع فيها وهو يصرخ بداخله ~ غرقت , غرقت , أنا قتلتها , أنا سبتها , أنا فضلت نفسي عليها , ماتت , ماتت , أمي ماتت ~ , حمد ربه إنه مو شايف نظراتها لأنه صمتها كان كافي إنه يوجعه ويحسسه بالذنب أكثر , لمن غطستها موجة كبيرة اندفع وأمسكها بقوة , كحت بقوة وهي تمسح وجهها وسألت بسرعة : عمور ماما فين ؟؟ الله يخليك لا تقول غرقت ..
~ لا تسأليني هالسؤاااااااااااال ~ قاوم ألمه وقال بصوت مخنوق وهو يخنق دموعه : أزهار , الغريق شهيد إن شاء الله ..
كان يتمنى لو يقدر يشوف وجهها عشان يقرأ أفكارها , كان يحس العالم والأصوات والصراخ كله يتلاشى وهو يطالع في أخته اليتيمة الأب واللي صارت يتيمة أم وهي تقول بصوت غريب وهي تمسح عيونها : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله ..
كلماتها بثت قوة غريبة بداخله وهو يتذكر إنه ما أصابه من الله مكتوب من يوم انخلق , ثواني انزاح فيها إحساسه بالذنب قبل ما يرجع أقوى من قبل وهو يشوفها تسبح على ورى مبتعدة عنه و هي تصرخ : لااااااا , تكفى عمر لاتقولها , مستحيل اللي يصير , إنته تكذب عليه ..
قال بصوت جهوري قوي يحاول فيه إنه يقنع نفسه قبل ما يقنعها : الغريق شهيد , إنا لله وإنا إليه راجعون ..
صرخت بعدم تصديق : لاااااااااااااااااااااااا , لااااااااااااا ..
اندفع عبر المويه و ضمها بقوة وهو يصرخ من بين دموعه : قولي إنا لله وإنا إليه راجعون , أزهار إن لله ما أعطى ولله ما أخذ , فين إيمانك ؟؟...
تشبثت بأكتافه بقوة وهي تصرخ : ياااااااااااااااااااا رب , اللهم لا اعتراض ماااااااااااماااااااااااااااا آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ماااااااااااااااااااااامااااااااااااااااا..
كانت صرخاتها المختلطة بأنواع الصرخات تطعن قلبه آلاف المرات وهو يصرخ بداخله ~ لله ما أعطى ولله ما أخذ يا عمر , خليييييييك أقوى , خليك أقوى , يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارب , يااااااااااااااااااارب ~ ..



*************************


في الوقت الحالي :
يوم الثلاثاء 2 / 10 / 1427 هـ :
الساعة 9,30 مساء في الرياض :


من كانت صغيرة وهو بطلها , فارسها الوحيد , الفارس اللي تقرأ عنه في القصص وتشوفه في الرسوم المتحركة اللي تخلت عنها في مرحلة مبكرة من عمرها , ومع مرور الوقت تناست هالمشاعر واليوم وهو يندفع قدام عيونها ويجثم على فيصل ويكيل له الضربات استعادت بداخلها شعورها الطفولي القديم لمن كانت تشوفه يدافع عنها بين أولاد الحارة , خرجت من أفكارها و جلست على سريرها بخوف و صوت عبد الكريم الهادر وهو يهزئ سطام وصقر يوصلها رغم باب غرفتها المغلق , غمضت عيونها وهي تسمعه يخص سطام في تهزيئه صرخت بداخلها ~ سامحني يا سطاااااام , سامحني ~ من كان صغير وهو يتلقى عنها الكثير من الضرب , و بالرغم من إنه أصغر منها إلا إنه كان يحس بشيء في نظرات فهد لها , كان دايم يسألها ليش يطالع فيها بهالطريقة و يقولها ما أحب هالرجال وعيونه تخوف وغيره من هالكلام الطفولي وكانت تتمنى لو تقدر تحكي له اللي صار لها منه واللي مازالت تتلقاه منه لكنها كانت تشوف إنه أصغر من إنه يعرف بهالأمور رغم إنه مايصغرها إلا بثلاث سنين لكن اللي صار لها كان يخليها أكبر من عمرها مئات المرات , انفتح الباب وقطع أفكارها , دخلت منه نجلاء وهي تهمس : وسام ..
فتحت وسام عيونها و طالعت فيها بصمت , تقدمت نجلاء وضمتها وهي تقول بعدم تصديق : اللي يراسلك هو فيصل ..
زفرت وقالت وهي تريح جبينها على نحر أمها : إيوه ماغيره , ماحبيت أقولك عشان ماتصير مشاكل مع الجيران ..
زفرت أمها وقالت : لو إنك تكلمتي من بدري كان سوينا أي شي , نقلنا ولا وقفته عند حده من قبل ما يتمادى ..
همست وسام وهي تتشبث بجلابية نجلاء : ما أدري , كنت خايفة , ما فكرت بأي شي غير إنه ممكن يفضحني ويتبلى عليه لو تكلمت ولا قلت شي , كنت خايفة ..
قالت بغيض : حسبي الله ونعم الوكيل عليه , الحيوان الحقير اللي ماعنده لاذمة ولاضمير , ياخي روح دور في أي مكان , هو ما يعرف حرمة الجار , ياويله من ربي ...
و بعدتها وسألت بحيرة وخوف وهي تزيح خصلات شعرها عن وجهها : وهو اش دراه باللي صار ؟؟
هزت أكتافها وهمست بتعب : ما أدري , يمكن أبويه تكلم مرة وهو مو بوعيه ولا ...
وهزت راسها وقالت : كل شي جايز هالأيام , المهم اش بيصير دحين ؟؟ خالي ..
قالت تقاطعها وهي تريح يدها على خدها بحنان : ماعليك منهم , رجال يخرجون نفسهم من اللي صار , خالك عبدالكريم يقول هم ماغلطوا لمن دافعوا عنك لكن المفروض ما يتهورون بهالشكل , لأنه لو مات الرجال بيروحون فيها ..
زفرت بحرقة وقالت : أمي , صقر قرأ الرسايل وخايفه إنه شاف ذيك الرسالة اللي .. اللي ....
واختنق صوتها وهي تغطي وجهها وهي تقول بألم : انفضحت , انفضحت يا أمي ..
قالت تقاطعها بهدوء : لا يا قلبي إنت مسحتيها ..
رفعت راسها بذهول وهي تقول : والله ..
ابتسمت وقالت : إنت قلتيلي إنك بتمسحينها عشان تخافين هيام تفتح الجوال وتشوفها ..
زفرت براحة وهي تقول : الحمد لله , الحمد لله , يعني ماقرأ إلا الرسايل الأخيرة , يارب لك الحمد , يارب لك الحمد ..
ابتسمت نجلاء بشفقة ومسحت على راسها وهي تقول : ريحي راسك دحين , خالك بيروح المستشفى وبيتطمن على فيصل وبيشوف اش حيصير ..
انسدحت وسام ودفنت وجهها في المخدة وهي تحاول تهدي قلبها اللي كان يضرب بعنف من شدة الخوف والتوتر , كان كل جسمها يرتجف , كل جزء منه ينتفض وهي تفكر باللي ممكن يصير لا انتشر الخبر , أكيد هم ما حيقدرون يخبونه بسبب الأثار اللي في سطام وصقر وهنا حيبدأ القيل والقال اللي كانت تخشاها طول حياتها ,..
خرجت نجلاء بعد ما طفت النور وراحت للمجلس وتوقفت في طريقها عند هيام اللي كانت جالسة تقلب في جوال وسام تحاول تركبه , ابتسمت وجلست جنبها وهي تقول هيام , لفت هيام وجهها وهي تسحب أنفاسها من أنفها وهي تمسحه بالمنديل , انتبهت نجلاء لوجهها المحمر , حطت يدها على كتفها بحنان وهي تهمس : هيومه , حبيبتي , الموضوع معقد شويه عشان كذا ما أقدر ..
همست هيام تقاطعها وهي تمسح دموعها : عارفه كل شي ..
طالعت فيها نجلاء بذهول وهي تسأل : عارفه إيش ؟؟
غطت هيام وجهها وهي تهمس بوجع : عارفه عن وسام وأبويه , عارفه كل شي , بس ما قدرت أسوي شي , ما قدرت أقدم لها شي لأني عارفه إنها ماتبغى أحد يدري ..
وبعدت يدينها تمسح دموعها وهي تقول : ما تشوفيني ما أسأل ولا أزن عشان أعرف اش يصير حوليني ؟؟
شهقت نجلاء وهتفت برعب : لا تقولين إنت كمان ...
قاطعتها هيام وهي تهز راسها : لا , لا , هو حاول كم مرة لكن وسام كانت دايم تجرني وما تخليني معاه لوحدنا , وكانت دايم تلهيني عشان ما أفكر باللي كان يبغاه أبويه بحركاته لكن ..
سكتت و كملت : الأطفال يفهمون حتى لو كانوا صغار ..
ودمعت عيونها وهي تخفض صوتها وهي تهمس : كنت عارفه إنه يبغاني لأنه وسام صارت كبيرة وتقدر تدافع عن نفسها وتهدده من دون ما تخاف , سمعتها مرة تقوله نجوم السما أقرب لك من هيام , لا يمكن أخليك تسوي فيها زي ما سويت فيني , وهنا عرفت إنه , إنه ....
ونزلت دموعها وهي تسأل بحيرة : ليه يا أمي ؟؟ ليه سوى فيها كذا وهو عمها ؟؟ وكان يبغاني كمان , هو ما يخاف من عقاب ربي ؟؟ هو مافكر في مستقبل بنت أخوه ومستقبلي .. هو .. هو ...
ضمتها نجلاء لمن بدأ صوتها يتقطع من صياحها وهي تهمس : كان مو بوعيه , هواه كان أقوى منه ..
ضمتها أكثر وهي تحس بالقهر يذبحها , كيف ما حست بهذا كله ؟؟ كيف ما انتبهت للي يصير تحت سقف بيتها ~ أنا السبب , أنا السبب ~ ..
: نجلاء ..
بعدت عن هيام ولفت على أخوها اللي طالع فيها بنظرات رقيقة وهو يقول : وسام نامت ؟؟
ابتسمت وقالت : منسدحة ..
زفر وقال : أنا رايح المستشفى دحين , ولمن أرجع بيننا كلام ثاني ..
ودعته بحرارة وهي تشكر له حضوره السريع معاها من تلقوا اتصال هيام ..



*****************************


في نفس الوقت في جدة :


: عازمكم على عشااااااااااا ..
قالها بصوت ممطوط ساخر , وكمل بعدها بحدة وهو يأشر على الطاولة اللي جالسين حولينها الشباب : القرموشي , من قلة مطاعم ..
قام عبد الرزاق وقال بحدة مصطنعة وهو يحط رجله على كرسيه : حدك عاااااااد , إلا القرموشي ما أرضى عليه ..
وأشر على اللائحة اللي في يده وقال : معصوب بأنواع وأشكال , فته , عريكه , فول , قلابة , تميس من اللي يحبه قلبك , هذا كلللللللللله مو عاجبك ..
الكل كان يضحك عليه و حسان يقول : يوم شفتك متحمس وضارب الصدر قلت بيعزمنا على مطعم صيني , إيطالي ..
قال وهو يجلس : معليش كل يمد رجوله على قد لحافه , أعرفكم آفات لو بآخذكم لواحد من هالمطاعم بتفقروني وتصفرون محفظتي , بعدين ياكثركم ..
قالها وهو يطالع فيهم برعب ضحكوا وقال عمر باستنكار : عبد الرزاق قول ما شاء الله ..
قال جاسم وهو يحس بسعادة مالها وصف وهو يشوف عبد الرزاق يحاول يفرفش قدامهم : كلنا خمس أنفار وإنت السادس قلت يا كثركم , يالبخخخخخخخخل ..
قال وهو يوزع عليهم ورقة القائمة : هذا مو بخل , هذا حرررررررص , أخلصوا لا أطلب لكم من عندي بثلاث ريال فول وريالين تميس ..
قال عبد الإله وهو يسحب القائمة : يلعن أبو المذذذله , أنا اش خلاني أقبل عزيمتك ..
طلبوا طلباتهم وجلسوا يتبادلون الأحاديث , قام عدنان وهو يقول : أروح أغسل يدي ..
دقايق وقام عبد الإله وهو يقول : أروح أغسل أنا كمان ..
لمن دخل عبد الإله لدورة المياه شافه في جهة المغاسل منحني على مغسلة وهو يغسل يدينه , زفر وتحرك بتردد , لف عدنان وجهه وابتسم له , قال وهو يحزم أمره : عدنان بأستشيرك في موضوع على السريع إذا ممكن ..
إعتدل عدنان ونشف يدينه بالمناديل وهو يقول : تفضل بسسس , هنا ..
ابتسم عبد الإله وقال : ما أبغى أحد يسمعه وإنت بتسافر فـ ..
قال : هات اللي عندك ..
سأله بسرعة : لو جاك واحد تعزه وله أفضال كثيرة عليك وعرض عليك بنته الكبيرة لأنه معجب فيك اش تسوي ؟؟
ابتسم عدنان وقال بدون تردد : إذا كنت عارف هالرجال وأقدره وأعزه و ماني مرتبط ومستعد للزواج أوافقك , ليه لا ؟؟ ترا مو شرط لأنه عرض بنته يعني إنه فيها عيب , محتمل من شدة حبه لبنته ما يبغى يزوجها إلا شخص يستحقها ..
زفر عبد الإله و قال : وإذا كنت تعرف إنه في وحده في العائلة تحبك ..
التزم الصمت وهو يطالع فيه بتفكير , هز أكتافه بعدها وقال : لو كنت قابل هالبنت الأقربون أولى بالمعروف , يعني لو الشاب ما أخذ وحده من العائلة وراح لغيرها مين بياخذ بنات العائلة ..
طالع فيه عبد الإله للحظة فضحك عدنان وقال : أنا حالة خاصة , تقدمت لبنت عمي و انرفضت بطريقة تقدر تقول عنها ... بشعة , فصار من المستحيل والمحرج إني أتقدم لغيرها ..
ضحك عبد الإله على طريقته في التبرير وقال بعفوية : حتى أنا رفضتني العنـ ..
و انخرست الكلمات لمن تذكر إن اللي قدامه زوجها , معلومة راحت عن باله لثواني وبطريقة عجيبة , اتسعت عيون عدنان وبان الذهول على وجهه غصب عنه رغم إنه جاهد عشان ما يبين انفعالاته , قال عبد الإله بسرعة وهو مصدوم من زلته : رفضتني عشان البنت اللي قلت لك عليها , هم زي التوائم ..
دخل حسان وقال : وينكم تصنعون صابون وتغسلون به , الأكل جـ ..
وسكت لمن شاف وقفتهم قدام بعض , حس بشي في الجو فقال وهو يتراجع : أسيبكم تكملون اللي كان بينكم ..
وخرج , تمالك عدنان نفسه لمن شاف الإحراج والتلعثم اللي صاب عبد الإله , وابتسم وقال : استخير وتقدم لقريبتك أحسن ..
تمنى عبد الإله لو إنه يسترجع الثواني ومايقول هالكلمة ~ اش خلاني أنســــى ؟؟ اش خلاني أنسى إنها زوجته , ياربي اش هالفشلة ؟؟ ~ , رفع راسه لمن حط عدنان يده على كتفه وهو يقول : شكله عندك شي ثاني ..
زفر عبد الإله وقال : حكاية إنها تحبني صراحة ...
قاطعه عدنان بحزم : الحب مو حرام ..
وكمل يسأله بنفس الحزم : شفت على البنت شي غلط ؟؟ حاولت تلين معك بالحديث ؟؟ تفتح موضوع معاك وتطول الكلام ؟؟ ..
هز عبد الإله راسه وقال : أبدا , أخلاقها مافي زيها ..
ابتسم وقال : أجل لا تظلمها لأنها تكن لك مشاعر , أكيد شافت فيك شي عجبها أو راقها , هو مو معناته إنها غلطت , هي بشر وعندها مشاعر , شوف إحنا الرجال نتقدم لمن يعجبنا شي سمعناه عن البنت , أخلاقها , جمالها , طيبتها , أخلاق أهلها وغيره , صح ولا لا ؟؟ يعني نتقدم وإحنا حابين شي معين في اللي متقدمين لها , ولو أعرف إنه في وحده تحبني بأتقدم لها وأنا مبسوط ..
وطبطب على كتفه وقال : الله يسهل لك , مو سهل اختيار شريكة الحياة ..
وخرج وسابه يفكر في كلامه , ضرب عبد الإله جبينه وقال من بين أسنانه : أنا اش خلاني أنســـــى ؟؟ آخ ياربي ..
وقف عدنان عند جاسم وقال : جاسم ممكن جوالك شوي ..
قام جاسم وناوله جواله وهو يقول : خير , الأكل انحط , مابتأجل مكالمتك شوي ..
هز عدنان راسه وقال : مكالمة مهمة , دقايق وراجع ..
وتحرك وخرج من المطعم بعد ما قال : ما حأتأخر إن شاء الله ..
دق رقمها اللي حافظه وابتسم لمن شاف اسمها (( عمود الكهرب )) وقال : الله يقطع سوالفك يا جاسم ..
استمع لرنات الجوال المتقطعة وهو يحس بمشاعر غريبة ..


******************************



كانت تلف التل حول الكيس الصغير وعقلها غصب عنها يستعيد كلماته وسكناته , ولمن بدأ عقلها يستعيد ملامحه والابتسامة تغزو شفايفها هزت راسها وهي تقول : عنيدي خلاااااص , بلا هبالة ..
التفتوا لها كلهم وقالت أزهار : عنود اسم الله عليك تكلمين مين ..
انتبهت إنها تكلمت بصوت عالي , طالعت في التل اللي مو مرتب وقالت : هااا, لا التل مو راضي يلف زي الناس ..
: الحمد لله والشكر , تكلم تل ..
رن جوالها اللي في حضنها وسط أكياس الفوفل اللي غلفتها ولفتها بشريطة وورد , أول ما شافت اسم جاسم قالت لأزهار وهي ترفع الجوال : زوجك الدب ..
وردت وقالت تقاطع سلامه وهي تحشر الجوال بين كتفها وإذنها عشان تكمل تغليف الفوفل : ماني راضية , إلا لمن تحسن الصورة قدام صاحبك ترا أزهارووو رهن الإعتقال يعني لا تحسب إنه مافي فـيدي شي ..
وكملت بحزم مصطنع : قد أنذر من قد ...
ولفت على البنات وسألت : اش تكملتها ؟؟ ..
ضحكوا وسفانة تقول : يالخبلة قد أعذر من أنذر ..
قالت وهي تأشر على سفانة : إيوه , هذي هي , سمعتها ..
فكر إنه عاشر سحر بهدوءها و حكمتها ورزانتها , وسلافه بدلعها ولا معقوليتها في كثير من الأمور , لكن هالبنت شي جديد ما قيد مر عليه , مسك ابتسامته وقال بهدوء وهو يطالع في السيارات المتحركة على الطريق : الصورة ما تغيرت عشان يحسنها ..
طاح الفوفل من يدها وانزلق الجوال من كتفها وهي تطالع فيهم برعب , طالعوا فيها بحيرة وقالت ريم : عنود ..
سحبت العنود الجوال وقامت , طاحت الأكياس اللي غلفتها من حضنها , قالت الهنوف : بنت , حاسبي ..
رصت العنود بطنها بيدها الثانية وهي تهمس بدون صوت : حمام ..
ودخلت الحمام وصكت الباب وهي ترجع الجوال لإذنها , أول ما سمعته يناديها~ ياربي هو , والله هو , يافشلتيييييييييييي أنا ليه دايما أم الفشايل ~ غمضت عيونها وهمست : نعم ..
حس بسخافة الموقف اللي حط نفسه فيه بدون تفكير , واقف برا المطعم عند الرصيف ومو عارف اش يقول وليش اتصل , قال وهو يحك حاجبه بإحراج : وين رحتي ؟؟
حست برعب إنه يعرف إنها في الحمام فقالت بسرعة : أنا هنا , يعني وين بأروح يعني ؟؟
ابتسم على طريقتها شبه الهجومية وقال بعفوية : طيب لا تضاربين ..
~ لاااااااااااااااا , دحين يحسبني وحده حونشية , ياربييييي ليش لازم أكلمه , ياربي عشان كذا أكره الملكة و ~
: اشتقتلك ..
فتحت عيونها على اتساعها و حست الزمن تجمد حولينها وهو يكمل : اشتقتلك فقلت أتصل أسمع صوتك ..
~ اشتقتلك , يا ماميييييييييي , أنا مو قد هالكلام ~ تخافق قلبها بجنون فغمضت عيونها وهي تحاول تضبط أنفاسها اللي تسارعت فجأة والخجل يتصاعد لوجهها ..
مجرد ما عرف إنها رفضت عبدالإله بسبب قريبتها اللي تحبه حس برغبة غريبة مجنونة إنه يسمع صوتها , ابتسم لمن ما سمع أي صوت من جهتها وهمس : عنودي ..
~ هنا وخلااااااص , حدك عاااااااااد , تراك زودتها , شوي شوي علي , بطنييييييييييي , بطني راحت فيها , مطيح الميانة الأخخخخ ~ لسانها اللي لصق في سقف فمها منعها من كلمة نعم فهمهمت ..
زفر وقال بصدق : ترا شكلي يضحك وأنا واقف على الرصيف قدام المطعم , الداخل والخارج يطالع و ..
ولف يطالع في قزاز المطعم وابتسم للشباب اللي يأشرون له على الأكل اللي على الطاولة وكمل : والشباب ينادون ..
مسكت ضحكتها وهمست بأذية : طيب روح لهم ..
رفع حواجبه وقال بتريقة : سكت دهرا ونطق كفرا , اش قصدك ما تبغين تكلميني , ولا هذا اختبار مين أفضل ؟؟..
انصدمت من كلمتها اللي فعلا كانت تقصد بها تشوف رده , قالت بتلعثم : هااا , لا والـ ...
وسكتت وهي تقول لنفسها : بنت لا تقولين اسم الله في الحمام ..
سأل باستغراب : إنت في الحمااااام ؟؟
شهقت وسألت بدون تفكير : اش دراك ؟؟
سكت لثواني وقال بحيرة : إنت قلت ..
صرخت بداخلها وهي تحس إحراجها يزيد ~ لااااااااا أنا كنت أفكر بصوت عالي مرة ثانية , لااااااااااا , اش معنى هو بالذات تفكيري يطلع عنده بصوت عالي ~ وصلها ضحكته الهادئة قبل ما يقول : بعدين تراك نطقتي اسم الله ..
~ لا والله , كني ماني عارفه يعني , فيلسووووف ~ لمن شافها عازمه على الصمت قال : شكرا على كل حال , من أرجع الشريحة أعطيك خبر إن شاء الله , يلا أستأذن دحين و ..
سكت مرة ثانية وقال : لا عاد تتكلمين في الحمام ..
لفت بوزها وقالت بداخلها بغيظ ~ بدأنا نصايح من ثاني مكالمة , مالت , يعني ماني عارفه إنه مو زين الكلام في الحمام , كللللللله منك ~ وهزت راسها بطيب , قال باستغراب لمن ما سمع لها حس : مع السلامه ..
هزت راسها مرة ثانية , قال : عنود ..
انتبهت لبلاهتها وقالت : أوووو مع السلامة ..
وصكت الجوال وزفرت براحة ~ اش هالتوتر ؟؟ ماني عارفه أركب كلمتين على بعض ~ , خرجت من الحمام وهي تطالع في البنات بتوتر , تشاغلوا بالفوفل اللي بين يدينهم , جلست ومسكت واحد من الأكياس الصغيرة و بدأت تعبيه وهي تطالع فيهم كل شويه ولمن رفعت بصرها و شافتهم يطالعون في بعض قالت بسرعة وهي تحس بالحرج : هو اللي كان يكلمني , عندكم شي , إذا عندكم شي قولوه بصوت عالي ..
انفجروا بالضحك وقالت الهنوف : يكاد المجرم يقول خذوني ..
وقالت سفانة وهي تضحك : أصلا من خرجتي كان مكتوب على جبينك , كنت أكلم عدناااااان , الوجه رايح طمااااااااطم ..
لفت بوزها وقالت وهي تركز عيونها في اللي بين يدينها : مالت عليكم ..
جلس ياكل بصمت وهو حاس بنظراتهم , رفع راسه لهم فشافهم مبتسمين , قال بهدوء بعد ما بلع لقمته : خير شاقين الحلق ..
قال حسان وهو يزفر بشكل مسرحي : شكلك مهموم ليش بترجع الرياض , ما ألومك , إحنا في نفس المكان وبالقوة صابرين ..
ضحكوا عليه وجاسم يدقه وهو يقول : هيييييي استح على وجهك , ياخي احتفظ بشوقك لنفسك ..
لف عليه حسان وقال بقهر : آآآآآآآآآآخ وياليته فايدني الكلااام , أنا عند ناس حجر ما يفهمون حتى الكلام المباشر ماعاد يفيد فيهم , بأتزوج قلتها بعااااااالي الصوت ومحد معتبر فيني , ترا صبرت إلين مل الصبر مني ..
زاد ضحكهم عليه , حتى عدنان غرق في الضحك وهو يطالع في عبد الرزاق وجاسم اللي يطيبون خاطره وهم يوعدونه إنهم يكلمون أبوهم بس يسكت و ما يفضحهم في المطعم , كان مستغرب جرأته في التصريح قدامهم عن رغبته في الزواج بأسرع وقت , ولمن تخيل لثانية إنه ممكن يسوي زيه حس بالرعب فنفض هالخيال عن راسه ..



***********************************


الساعة 11 مساء في فيلا أحمد :


لبست عبايتها وهي تقول : والله كان ودنا نخلصها اليوم ..
ابتسمت أزهار وقالت : الله يسعدك يارب , والله ما قصرتي يا قلبي ..
ولفت على سفانة وهي تقول : حتى سفسف ماقصرت , جزاك الله خير ..
ابتسمت سفانة وقالت : هذا أقل شي نقدمه , بعدين لا تنسين إحنا أهل العريس ..
تأثرت أزهار بكلمتها فطالعت فيها بامتنان , وتفاجأت لمن قالت الهنوف : طبعا , أنا والعنود أخوات العريس ولازم نكشخ ونتعب في زواج أخونا ..
ضحكت لمن قالت ريم باعتراض : حتى أنا أخت عمور ..
و سفانة تأيدها وهي تقول بصوت ممطوط : كلللللللللللللللنا أخواته ...
قالت بصدق : والله يا سعده وهناه ..
قالت ريم وهي تطالع في جوالها : هذا عبد الإله ...
طالعت العنود في سفانة وقالت بتريقة : مالت عليه أبو رنة , نص رنة ما كملها البخيل , الله يعين حرمته ..
رفعت سفانة حواجبها وهي تخزها بنظرة حادة بمعنى اش عندك تطالعيني , ابتسمت العنود وقالت وهي ترفع يدينها : بنات قولوا آمين ..
قالت أزهار : آمين ..
واستغربت لمن ما أمن أحد , قالت ريم وهي تشيل شنطتها : معليش أأمن ورى أي أحد غير العنود ..
وقالت سفانة وهي تلف طرحتها : زهوره قلبي ما حفظتي الدرس إلى الآن ترى ما تنضمن دعاويها هالبنت ..
قالت العنود بعصبية وهي تضرب ريم وسفانة : يا نذلااااااااااااات , قولوا آمين ..
طالعت فيها الهنوف وقالت : آخر مرة أمنا , طلعت دعوة على أم حمد جارتنا ..
قالت باستنكار : ما دعيت عليها , دعيييييييييت لها , في فرررررق ..
رفعوا حواجبهم وهم يدققون النظر فيها , ابتسمت وقالت : قلت يا رب تقطع لسانها ..
شهقت أزهار فتابعت العنود بحماس : ياناااااس هذي دعوة لها لأنها من كثر غيبتها ونميمتها وكذبها قاعدة تجري لجهنم , أنا بأريحها من الذنوب ..
زفرت أزهار وقالت : مو إنت دحين اغتبتيها يا ست هانم , هذا شي , والشي الثاني مادام ما نصحتيها في وجهها لا تتكلمين من وراها وتدعين عليها ..
زفرت بطفش وقالت : طيب قولوا آآآآآآآآمين ..
أمنوا وهم يضحكون قالت بحماس وهي ترفع يدينها : يااااااااااااارب اللي في بالي يتحقق و ...
قالت سفانة بتريقة : إنه يتصل عليك عدنان مرة ثانية ..
انفجروا بالضحك فقالت بغيض : لا يا حماره ..
ضربتها الهنوف على كتفها وهي تقول باعتراض : كم مرة قلنالك مايجوز السب يا بنت ..
قالت بغيض : قهرتني ..
وكملت : قولوا آمين ..
أمنوا بطفش وريم تقول : آمين , استعجلي عبد الإله حينحرني على حس دعاويك ..
قالت وهي تطالع في سفانة : يااااااارب اللي في بالي يتحقق و بعض الناس اللي أحبهم يرزقهم ربي بـ ..
نطت سفانة وصكت فمها وهي تقول : شكرا , سمعنا من دعاويك ما يكفي , يلا ريم ..
وتحركت خارجة من الغرفة ووراها العنود وهي تقول : تعالي لسه ما دعيت ...
ما فهم أحد اللي صار لكن ريم حست إنه العنود تقصد سفانة وعبد الإله بشكل أو بآخر , هزت أكتافها وخرجت وهم يمشون معاها يودعونها , لفت سفانة على العنود وهي تمشي في الدرج وهمست من بين أسنانها : صدق ما عندك مخ , اش كنت بتقولين ؟؟
ابتسمت العنود وقالت وهي تحرك حواجبها : كنت بأقول يارب الناس اللي أحبهم ربي يرزقهم باللي في قلبهم ..
لفت عليها وقالت باعتراض وهي ترص على الداربزين : عبد الإله مو في قلبي ..
رفعت حواجبها وقالت بخبث : ما دام مو في قلبك ليش عرفتي إني أتكلم عنه ..
كانت سفانة مصدومة , لأول مرة تعلق عليها العنود بهالشكل , هتفت باستنكار : عنووووووووووووووود ...
وكملت بغيض : ما كنت أعلق عليك يوم يجي طاري عدنان أبو شخصية رزة ..
تصنمت العنود وقالت : واش دخل مدحي لعدنان بموضوعك ..
طالعت فيها من فوق لتحت وقالت بتريقة : مين اللي كانت تقول أول لو أبغى واحد أتمنى يكون شخصية رزة زي عدنان أخو سحر ..
شهقت العنود لمن تذكرت كلمتها اللي قالتها مرة من المرات قبل سنة وشوي وقالت بجدية : هذا زماااااان وإنت قلتيها بنفسك أوووووول , بعدين ما كنت أقصد شي بهالكلمة , مجرد تقريب للصورة اللي أتمناها في الرجال لا أكثر ولا أقل , ما كان هالرجال في بالي أبد ..
هزت راسها وقالت بسخرية : إيييييي فهمت , فهمت ..
وتحركت نازلة , ضحكت عنود ولحقتها وهي تهمس : من زيك ياعم , بتركبين مع حبيب القلب مازولا , بتتنفسون نفس الهوا و ..
شهقت سفانة ولفت عليها و ضربتها بقوة وهي تقول بعصبية : اش قاعدة تقوليييييييييييين ؟؟ صدق سخيفة , عقلك صار في شي ..
ضحكت العنود وقالت بصدق : صراحة ما أدري اش فيني , أحس نفسي خفيفة بزيادة ..
شاركتها سفانة الضحك وهي تقول متفهمة : مو منك , من مكالمة بعض نااااااس شخصيتهم رزة ..
تغير وجه العنود وهي تمسك بطنها وتهمس : تكفين لا تطرينه , والله إني بغيت أموت لمن عرفت إنه المتصل , قلبي خرج من مكانه ..
ضحكت سفانة وقالت : يالخبلة توني طريته ما انمغصت بطنك , اش معنى دحين ؟؟
همست وهي ترص بطنها : لا دحين طريتيه بشكل ثاني ..
قهقهت سفانة وقالت بلهجة نابعة من الأعماق : الله يسعدكم دنيا وآخرة ..
وغطت وجهها لمن نزلت ريم جري وصوت جوالها يقطع سكون المكان , قالت ريم بغيض وهي تمر من عندهم بسرعة : سفانه ليش ما خرجتييييييييييييي , ياويلي منه , ياويلي منه ..
تبعتها سفانة بهدوء وهي تعدل عبايتها على راسها وهي تقول : حلوة , تبغيني أطلع السيارة قبلك , تهـــرج وتقول يا ويلي , تستاهلين ..
ولوحت للعنود مودعة , غمزت لها العنود وقالت : سفسف , مثلي إنك طحتي وانلوت رجلك وخليه يجي يسا...
صرخت سفانة باستنكار : عنوووووووود وبعدين معااااااااااااك , فيلم هندي هو ..
وصكت الباب بقوة وهي مقهورة من قهقهة العنود , أول ما شافت سيارة الأجرة و لمحته خلف المقود تذكرت كلام العنود , تصاعد الدم لخدودها وصرخت بداخلها ~ الله يقطع شرك يا العنود , كلللللللللللللله منك ~ فتحت الباب ودخلت وهي تسمع ريم تقول : سورييييييييييي والله سوري , أخذتنا الهرجة ..
قال بتريقة : وإنتم الحريم ماتحلى لكم الهرجة إلا عند البيبان ..
سلمت بهمس وصكت الباب , رد سلامها بصوت هادئ وهو يحرك السيارة ~ غريبة ما قال كيف حالك يا سفانة زي دايما ~ أول ما سحبت نفس تذكرت كلام العنود زاد إحراجها وهي تصرخ ~ الله يسامحك يا عنوووووووووووود , اش سويتي فيني ؟؟ سفانة بلا هبالة , هذي مهي أول مرة تركبين معاه , صدق البنات ما يحسبون بالكلمة , خيالنا واسع ~ لمن ذكرت نفسها بهالشي حست بنفسها تستكين , أكيد هالتوتر مجرد تأثر وقتي من اللي قالته العنود ..
: الله يخليك عبوووووووود ..
ابتسمت وهي تسمع رجاء ريم لأخوها إنه يمر على البقالة قبل البيت , قال بحزم : لا يعني لا , واعتدلي في جلستك قربنا من إشارة , و أصلا مافي بقالات فاتحة هالوقت ...
لفت بوزها واعتدلت في جلستها وهي تقول : السواقين عندهم إجازة ومحد يجيب لنا شي من البقالة منكم , ما كإننا في عيد ..
ورجعت لفت عليه وهي تقول بخبث : سفانة تبغى البقالة كمان ..
شهقت سفانة بخفة ودخلت يدها من ورى الكنبه وقرصت ريم , تجاهلت ريم قرصتها وهي تقول : عبود الله يخليك ..
زفر بطفش و لف الدركسون وما أخذ اللفة اللي تودي على البيت , صرخت ريم بحماس وهي تشوفه يخرج من الحارة يدور على سوبر ماركت , زفر هو يلف على سوبر ماركت قريب وقال : اش تبغون ؟؟
قالت برجاء : الله يخليك أبغى أنزل ..
لف عليها وقال بحدة : نـــعــــم , في هالوقت ؟؟
قالت وهي تمسك ذراعه : الله يخليييييييييييييييييييييييييييييييييك ..
طالع في واجهة السوبر ماركت وقال وهو يصك السيارة : طيب إنزلوا ..
صرخت بحماس : شكراااااااااااااااااااااااااا ..
ولفت على سفانة وهي تقول : سفسف يلا ..
همست سفانة برعب : من جدك , أنا بأجلس في السيارة ..
قال عبد الإله بهدوء وهو واقف عند الباب ويده على زر إغلاق الأبواب : ما في جلوس في السيارة , ما أقدر أخلي ريم تخرج لوحدها وما أقدر أخليك لوحدك , تحركي يلا ..
قالت ريم برجاء : سفانة الله يخليييييييييك ..
زفرت سفانة وخرجت , ثواني و كان يمشي وجنبه ريم , حرصت إنها تمشي وراهم بمسافة , مسكت ضحكتها لمن شافته يضرب جبينه لمن سحبت ريم عربية من العربيات وهو يقول : أنا اش خلاني أنصفق على راسي وأخليك تخرجين يالسعلية ..
تنحى عنهم وراح جهة المكتبة الصغيرة الملحقة بالسوبر ماركت وراحت هي مع ريم اللي ماخلت شي مااشترته , قالت سفانة وهي تشوفها تاخذ ثلاث شيبسات كبيرة : ريمان بتنتفخين , هذا كله بتاكلينه لوحدك ..
قالت ريم : لا هذا لنا إحنا البنات , مخزون ..
ولفت على سفانة وقالت : ما تبغين تشترين شي ..
هزت سفانة أكتافها وقالت كاذبة وهي تفكر في شنطتها اللي سابتها في السيارة عشانها مزبرقة وتلفت النظر : ماني مشتهية شي ..
: خلصتم ..
لفت ريم على عبد الإله وقالت : عبود سفانة ما تبغى تشتري شي لأنه ما معها فلوس ..
انصدمت سفانة من تصرفها وقالت بثبات : لا مو كذا , عندي فلوس بس في السيارة ..
قال بحزم : اشتري اللي تبغين , مابينا شي ..
وتحرك للمحاسبة وهو يقول : أنا عند الكاشير ..
ضربتها سفانة وهي تقول بغيض : يا دببببببب فشلتيني عنده , اش ماتبغى تشتري عشان ماعندها فلوس , صدق ماتستحين ..
ضحكت ريم وقالت : ما قلت شي غلط , أعرفك أنا ..
وقف عند الكاشير وهو ماسك قارورة موية الصحة اللي شربها ~ عبد الإله هذي مهي أول مرة تخرج معاك سفانة , اش معنى دحين أحس نفسي متوتر , حتى حروفي محسوبة ما تخرج بسهولة , حتى كيف حالك ما قدرت أخرجها من فمي زي العادة , يكون أنا كذبت على نفسي وصدقت الكذبة ~ طالع في سفانة بحيرة , ما كان ملاحظ أي شي منها , تصرفاتها ما تدل على اهتمام أو أي شي من هالقبيل , حتى كلامها معاه هادي ومتزن , بعد بصره عنهم وزفر وهو يحس نفسه في دوامه , جات ريم وحطت العربية عنده وهي تقول : عبود , حاسب على بال مانشوف المجلات ..
وسحبت سفانة اللي قالت باعتراض : ماكفاك هذا كله ..
قالت : لازم المجلات ..
اشترت مجلتين أطفال تحبها وجلست قدام مجموعة من روايات أحلام , قالت سفانة : إنت برضك في هالروايات اللي مامنها فايدة ..
قالت ريم بحماس : حلوة تعجبني ..
ضحكت سفانة وقالت : ما أقول ما كانت تعجبني بس كلها خرابيط , واحد مغصوب على وحده ولا العكس , ولا وحده انحشرت في مكان مع واحد وطول الوقت يتضاربون وفي الصفحتين الأخيرة يتصافون ..
ضحكت ريم وقالت : هذا أححححححلى شي , المضاربة ...
قالت سفانة : لكن تأثيرها يطلع فيما بعد ..
قالت ريم باستنكار : ما أثرت فيني ..
طالعت فيها سفانة وقالت بتريقة : ما أثرت فيك , شوفي ثلاث أرباع كلامها , نظرت إلى كتفيه العريضين أو صدره العاري أو شعره المبلل و اللي ما أدري اش فيه , اقنعيني إنه هذا ما أثر فيك بشكل غير ملحوظ وخلاك بدون تفكير تتأملين في الرجال , هذا عيونه ما أدري اش فيها وهذا شعره وهذا جسمه رياضي , ترا هذا كلللللللله من تأثيرها , بعدين يكفي إنك تصرفين 10 ريال و تقعدين ثلاث ساعات على شي فاضي و هذا محسوب عليك , المال والوقت ..
وابتسمت وكملت بلطف : تونا خارجين من شهر فضيل وإن شاء الله إننا معتوقين من النار , خلينا نحاول نحافظ على نقاء صحائفنا , من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه ..
زفرت ريم وقالت وهي ترجع الرواية : إن شاء الله ..
وحاسبت على المجلتين وخرجت , كان عبد الإله ينتظرهم عند الكاشير وهو شايل الأكياس , قالت ريم : أخرناك ..
ابتسم وقال : خلاص مادام وافقنا ما نقدر نشتكي , نتحمل الله يعينا ..
وركبوا السيارة , كانت سفانة طول الطريق تضحك بداخلها على حماس ريم وهي تفكك الأكياس تدور على أشياء سفانة عشان تعزلها وتثرثر بكلام ماله نهاية واللي يقابله ابتسامة هادئة من عبد الإله وهو يهز راسه بمعنى إنه يستمع لها , لمن وصلوا لبيت جدتها قالت بعد ما تناولت كيسها من ريم : جزاك الله خير , سامحنا على التعب ..
قال : لا ما فيها شي ..
واستنى إلين دخلت الفيلا , لمن حرك السيارة انتبه لصمت ريم , لف عليها وانصدم لمن لقيها تتأمله بصمت , ~ أسألها عن سفانة ؟؟ يمكن مهي هي اللي رفضتني العنود عشانها ولا .... ~ قال وهو ينفض أفكاره ويطالع قدامه : ليش ماتلبسين غطى زي سفانة ما شاء الله عليها ما يبان منها شي وإنت عيونك غير باينة ..
رفعت حواجبها وقالت بخبث : ويييييي , عشنا وشفنا , من متى الأخ يقارن ..
قال بعصبية غير مبررة : اش قصدك ؟؟ ترا يكون في علمك حتى نزولك السوبر ماركت وإنت لابسه هالصندل ورجولك على ماهي قدام الرجال مو عاجبني لكني سكت عشان ماتزعلين ولا كنت ناوي أرجعك السيارة ..
قالت بانحراج : ما كنت داريه إننا بنوقف في سوبر ماركت , قلت من بيت عمي لبيتنا , ولا أنا حريصة على الشراب ..
سكت وما قالها إنه سفانة كانت لابسة شراب أسود عشان ما تقعد تقول يقارن مرة ثانية , وقف السيارة عند الباب ودخل وهي وراه شايله الأكياس وهي تشكره للمرة العاشرة , ابتسم وقال : خلاص , حسستيني كإني سويت المستحيل ..
: وين كنتم ؟؟
التفتوا لعهود اللي سألت سؤالها وهي حاطة يدينها على خصرها , قالت ريم : كنت في بيت عمي أساعد أزهار في الفوفل حق الجواز و ..
قاطعتها بطفش وهي تأشر على الأكياس : ماتهمني هالتفاصيل المملة , قصدي هالأكياس ..
قال عبد الإله باستنكار : عهووووووود , كتمتي البنت , كان خليتيها تكمل هرجتها ..
قالت ريم بحماس : لا عادي , متعودة على دفاشتها ..
وكملت بعناد : مرينا على السوبر ماااااااااااركت واشتريت لي مخزون سهرة محترم على حساب الشيخ ..
وكملت تطيب خاطرها : واشتريت لك البسكوت اللي تحبينه ..
ولمن شافتها مهي متفاعلة معاها قالت وهي تحط الأكياس على الطاولة وتفك عبايتها : كيف كانت زيارتك لجيهان ..
قطب عبد الإله حواجبه وهو يتذكر البنت اللي شافها ذيك المرة , ما ارتاح لها أبد , نظراتها كانت عابثة رغم البراءة المصطنعة اللي حاولت تكسيها لنفسها ..
هنا ابتسمت عهود وقالت بلطف : جيهان , طيبة الحمد لله , تسلم عليك وتقول المرة الجاية لازم تجين معايا لأنك واحشتها ..
قطبت ريم حواجبها بصدمة ~ ويعللللللللللها بمصيبة , جيهان تسلم وتسأل , خيييييييييييييير , اش عندكم إنتم الثنتين , ناوين على إيه ؟؟ الله يستر , والله هذا التطور ما يطمن , ياويلي إنه كانوا مخططين على شي ضدي , ياربيييييييي أشتكي لمييييييييييييين ؟؟ ~ تحركت وسحبت الأكياس وهي تقول بهدوء : عن إذنكم , تعبانة من الشغل وبأروح أرتاح ..
استغرب عبد الإله هروبها واستغرب أكثر لمن سحبته عهود وهي تقول : تعال خلينا نجلس نتكلم شويه , من زمان ماتكلمنا مع بعض ..
جلس على كنب الصالة و نزل عقاله وشماغه وخلى الطاقية وهو يفك أزرار ثوبه وهو يقول : خير اش عندك , مو من عوايدك تكلمين أحد منا , العادة عازلة نفسك ..
جلست جنبه وقالت : لا ولا شي , بس من بعد ما سافر عبدالرحمن ووضع البيت مايشجع على الجلسة والأخذ والعطاء ..
زفر لمن انذكر اسم أخوه وقال بحسرة : قصدك من شرد ..
قالت بدفاع : يعني بالله كنت تبغاه يـأخر سفره , الرجال عنده ارتباطا...
سكتت لمن شافت عيونه المتسعة على آخرها وهو يطالع فيها باستنكار , قال بعصبية : ارتباطااااااااات , الله يلعنها من ارتباطات اللي تخليني أسافر و عروستي لسه ما اندفنت تحت التراب , جسمها لساعه دافي و هو طالع الطيارة ومسافر بلا كلمة وداع ..
قالت ببرود : هو كان مغصوب عليها إذا ماكنت تدري ..
قال بعصبية : حتى لو , هي لو جات على البندري الله يرحمها كان قلنا عادي ميتة وماتدري عن شي لكن عمي وعمتي , أخوانها وأخواتها , ما فكر فيهم أخوك الخسيس , مافكر في مشاعرهم قليل المروة , والله لو جاسم ولا عبد الرزاق ذبح أخوك ما ألومه , اللي أمي كافيها وجعها ومصيبتها في فقد بنتها يوم عرسها يزيدها هالحيوان بحركته اللي ما بقي أحد من الـ .... ما تكلم فيها , صرنا لبانة في حلوقهم والسبة أخوك الحقير ..
قالت بهدوء : خلاص , لا يطق لك عرق , ما أدري على إيه هالحماس كله , ما يسوي , كلمة وقلناها , أنا جالسة أبغى أتكلم معاك ..
طالع فيها باستنكار وقال : على إيه هالحماس ؟؟ صدق إنسانة غريبة , اش قصدك بكلامك هذا , إنك موافقة على تصرف أخووووووك ..
لمن حست إنها بتخسر اللي تخطط له لو ظلت تدافع عن عبد الرحمن قالت : لا , مو هذا قصدي , المهم , بشرني عنك ..
زفر وقال بطفش : بخير مادام ماتجيبين سيرة أخوك اللي خلصنا ثاني يوم العيد وهو مافكر يرفع السماعة يعايد على أهله ويطمنهم عليه لو بالكذب ..
ضحكت وقالت : أوكي حبيبي ما حأجيب سيرته بعد كذا ولا تزعل ..
سألها : بكرة رايحين فن تايم كالعادة إن شاء الله ..
هزت أكتافها بحيرة وقالت : ما أدري , ما سمعت أحد يتكلم عن هالموضوع ..
سكت شويه وهو يفكر في صواب السؤال اللي بيطرحه عليها وبعد تردد قال بتساؤل : عهود لو بأتقدم لوحده من العائلة مين تشوفينها تناسبني ..
ما تخيلت عهود إنه ممكن يتسهل موضوعها بهالطريقة , قالت وهي تخفي حماسها : من العائلة !! ما أظن في وحده تناسبك , بعدين إنت انرفضت مرة يعني مابتقبل بك أي وحده ثانية ..
لف عليها بصدمة وقال : محد داري بخطبتي للعنود , كانت مجرد كلام وجس نبض ..
قالت كاذبة : يتهيأ لك , الكل داري إنها رفضتك عشان الغريب ..
قطب حواجبه وهو يطالع فيها , كان عارف إنه العنود ما دريت بخطبة عدنان وما فاتحها عمها فيها إلا بعد ما رفضته لسبب يعرفه تماما ~ اش اللي يخليها تكذب ؟؟ تبغى توصل لإيه ؟؟ كلامها هو أكبر دليل على إنه محد داري عن خطبتي للعنود ~
قرر يماشيها فقال : يعني آخذ بكلامك ..
قالت بحماس : صدقني لو انرفضت مرة تنرفض مرات فأحسن لك تدور برا العائلة , بعدين أحسن لك شكل جديد ما قيد شفته من وحده عارفها من كانت صغيرة ..
قال بهدوء : يلا على حطة يدك , دوري لي وحدة مناسبة ..
~ ياااااااااااي خطتي تمشي تماااااااااام , الحمد لله ~ حطت نفسها تفكر وبعدين هزت أكتافها وقالت ببراءة مصطنعة : ما أعرف أحد غريب عن العائلة غير بعض جيراننا ووووو صحباتي ..
رفع حواجبه وقال بدهشة : صحباتك !!
قالت تبغى تبعد الشك عنه : وبعض الجيران , في بيت الـ... اللي بين بيتنا وبيت جدتي , عندهم بنت في الكلية ووحدة ثانية في الثانوية العامة ..
رجع على ورى وسند ظهره على الكنب براحة وهو يطالع فيها بهدوء وهو يقول : ماشاء الله , وبنتهم اللي في الكلية هذي كيف ؟؟
قالت بسرعة : ما عاشرتها عشان أقولك هي كيف ..
~ أهااااااااااا وصلنا ياعهود , وصلنا للي تبغينه , ماعاشرتيها يعني بالمختصر إسئلني عن ناس عاشرتهم , صحباتك مثلا ~ التزم الصمت عشان ما ينولها مرادها , وهي كانت تثرثر وهي تحاول تلقى طريقة تعرض فيها جيهان عليه , جيهان اللي من ذاك اليوم حطت عبدالإله في راسها و طلبت منها تضبطها معاه عشان تسوي لها الحجاب اللي تبغاه لجاسم , وبعد فترة قالت كإنها تذكرت شي : أووو صح , فاكر صحبتي اللي قابلتها بالغلط ذاك اليوم في رمضان ..
قطب حواجبه وقال : جيهان ..
ابتسمت بفرح وقالت : هي ماغيرها , ما شاء الله عليها جمال و شخصية و ..
قاطعها بحزم وهو يعتدل في جلسته : ما تجي ظفر وحدة من بنات عماني وعماتي , أنرفض منهم عشرة ولا أتقدم لوحده بهالشكل , وينها ووين الحشيمة , ماشية في البيت كإنه بيت أهلها وبذاك اللبس الخليع ..
قالت باعتراض : أي خليع , بنطلون وبلوزة , هذا يسمى موضة , هذي هي الملابس اللي في السوق ..
طالع فيها باستنكار و قال : يقطعها من موضة , كل شي رميتوه على الموضة , الواحد يقدر يختار وينقي الشي الزين ويبعد عن غيره , بعدين اش معنى ريم تلقى ملابس حشيمة وحلوة ؟؟ اللي يدور يلقى ..
لفت بوزها وقالت : يووو إنت ليه متعصب كذا , أنا ألبس زي كـ ..
قال يقاطعها : ومين قالك إني راضي عن لبسك , أنا مو عاجبني بس ساكت عشان ما يقول أبوية إني أتدخل فيكم وهو موجود ...
زفرت وقالت : يووووووووو , هي ما سوت حرام , كانت عندي وأنا بنت زيها , يعني ماخرجت قدام رجال , يعني حتى لو سيقانها باينة وأكتافها باينة , المرأة للمرأة من السرة للركبة ..
ضحك وقال : ماشاء الله , متى نصبوك المفتي العام للديار السعودية , شوفي هو مو حرام لكنه من الحياء والحياء شعبة من الإيمان , بعدين هذا كله تقليد للغرب , ماكانت عندنا هالأشياء وماجاتنا إلا من عندهم وثالثا وهو المهم , ثلاث أرباع هذي الملابس لاصقة في الجسم يعني كاسية عارية وأظن حكمها واضح ...
حست بالغيض من كلامه وحاولت تمسك نفسها وهي تقول : و ما شاء الله عليكم كلكم صرتم مطاوعة فجأة , هذا إنت وهذا جاسم لا وعبدالرزاق كمان في الطريق ..
رفع حواجبه باستنكار من نبرتها ونظراتها الغريبة وقال : نـــعــــم ..
وقام من مكانه و كمل بعصبية وهو يهز يده : إش حارق رزك ؟؟ اش لك دخل صرنا مطاوعة ولا مجاهدين , عشنا وشفنا , صدق بنات ما عاد عندهم حيا ..
قامت بسرعة وقالت بهدوء تحاول تمتص غضبه : لا ما قصدت تدخل ولا شي , كنت أمزح ..
طالع فيها بحدة وعقله يدور بأفكار كثيرة نفضها برعب , وهو يتحرك لغرفته وهو يقول : أروح أنام أبرك ..
طالعت فيه بغيض وضربت الأرض برجلها بعد ما دخل غرفته , زفرت وهمست بقهر : كيف أقنعه ؟؟ ياربيييييييييييي , أنا كل ما أقول تعتدل تخرب أففففففف ..



****************************


........................ يتبع

اسير الصمت
09-10-2012, 11:26 PM
يوم الأربعاء 3 / 10 / 1427 هـ ..
الصباح في الرياض :
في فيلا سلطان :


: إذا محفلة عليكم البنية ومتعبتكم أنا أتزوجها ..
كبح عبد الكريم ضحكته ولف على أبوه اللي قال هالكلمة بعد ما سمع حكاية فيصل ووسام اللي كان يتناقشها مع عبد العزيز وتأمله بصمت , قال سلطان وهو يهز عصاه : اش فيك تطالعني , مو عاجبك الكلام ..
ضحك عبد الكريم وقال : أنا ماقلت شي ..
ابتسم عبد العزيز ودنق على أخوه وهو يهمس : أبوي من جده يتكلم , وسام !! حاط عينه على وسام ..
هز عبد الكريم راسه وهمس : لا بس هو يبغى يتضارب مع أمي ومو عارف كيف يستثيرها بطت كبده ببرودها ..
ضحك عبد العزيز وهو يطالع في سلمى اللي جلست تحرك الراديو تدور على إرسال واضح لقناة القرآن , مد سلطان عصاه ودقها في الراديو وهو يقول : هي , أكلمك أنا , اش رايك في وسام ؟؟
قربت سلمى الراديو من إذنها و قالت بدون ماتلتفت له : الله يسهل لك دربك , دربك أخضر إن شاء الله ..
طالع فيها سلطان بغيض وبدأ ينغز خصرها بالعصا وهو يقول : يعني أتوكل على الله ..
زفرت وبعدت شويه إلين صارت بعيدة عن مستوى عصاته ورجعت تقلب في الراديو , مسكوا ضحكهم وقالت أم عادل وهي تضحك : أبوي وسام ما بتقبل بك ..
قال وهو ينفخ صدره : ليش أنا اش فيني , مو ناقصني شي , خير ومال وعيال ..
قالت سلمى ببرود مستفز : ناقصك شباب ..
لف عليها سلطان وبدأ يناكشها , قالت أم عادل وهي تزفر : أخيرا نولته أمي اللي يبغاه من أصبحنا ..
ضحك عبد الكريم وقال : زين , بعد شويه بيهدأ إلى آخر اليوم ..
قال عبد العزيز : صراحة , ماقيد شفت أحد بصبر أمي ..
جات أم أيمن أصغرهم وهي شايلة صينية القهوة , جلست وقالت بمزح وهي تصب القهوة : طلع أبويه حرته أخيرا , يوم أشوفهم أقول الحمد لله اللي مات زوجي وما وصلنا لهالسن عشان مايعذبني زي مايعذب أبويه أمي ..
نقل عبد الكريم بصره بين أم عادل المطلقة وأم أيمن الأرملة براحة , الهدوء مستتب بينهم من فترة , خفت المشاكل اللي بينهم من بدأ الأولاد يكبرون , ساقه تفكيره منهم لنجلاء اللي رفضت تنتقل بيت أبوها بسبب هالمشاكل , من تطلقت أم عادل وجات البيت صارت تعصب على أقل كلمة , وماتبغى أحد يكلم أولادها الخمسة اللي رماهم أبوهم عليها بلا اهتمام وهو عارف إنها لا هي موظفة ولا عندها دخل تصرف منه , وكانت تصب غضبها على أصغر أخواتها اللي سبقتها لبيت أبوها بسنتين بسبب وفاة زوجها اللي ما خلف لها وراه إلا أيمن وإسراء ~ الآن لازم أتصرف مع نجلاء لازم , يا تجي بيت أبويه وتتحمل ولا تسكن في الملحق اللي عندي , أو أتفق مع عبد العزيز و أخرج المستأجر اللي في عمارته و أسكنها مكانه أو ... آآآآآآخ لو يتحقق اللي في بالي نص هالهم اللي في راسي ينزاح و ...~
: خالي ..
رفع راسه لأثير وقال بابتسامة وهو يمد يده ويقوم : هلا بنتي ..
منعته من الوقوف و سلمت على يده وراسه وهي تقول : إرتاح , اش أخبارك ؟؟
هز راسه وقال : الحمد لله , إنت كيف حالك ؟؟ ماشاء الله صاحيه من بدري ..
ابتسمت وقالت بتلعثم وتردد وهي تختلس النظرات لأمها : أبويه جاي عشان ياخذنا , بنروح أنا و تغريد ويمكن تلحقنا غدير وعيالها إذا رضي زوجها ..
التزمت أم عادل الصمت وهي ترفع فنجانها وتشرب منه بهدوء , قال عبد العزيز : ماشاء الله , الله يسعدكم يارب ..
وسألها عبد الكريم : أخوك عادل ما بيروح ؟؟
هزت راسها بلا وقالت : متفق على خرجة مع الشباب , حتى طارق بيحط حرمته عند أهلها و بيروح معاهم ..
هز راسه لمن تذكر اللي سامر وماهر اللي خبروه بالطلعة اللي بيخيمون فيها برا الرياض و قال بابتسامة : لا جا قوليلي عشان أسلم عليه ..
هزت راسها بحماس وخرجت , لفت أم عادل على عبد العزيز وقالت باستنكار : تسلم عليييييييييييه , عبد العزيز شوف اش يقول أخوك ..
قال عبد الكريم بهدوء ولطف و هو يذكر نفسه إنها أكبر منه : مافيها شي , صلة الرحم واجبة , مادام هو قاطع إحنا نكون أحسن منه , بعدين أنا كنت أبغى أفرح أثير , شفت كيف فرحت , لا تحسسينها إنه جية أبوها وخرجتها معاه غلط , مالها ذنب في عدم تفاهمك إنت وزوجك ..
زفرت وقامت , قال سلطان اللي انتهت مضاربته لمن قامت سلمى وخرجت للحمام وهي تتوكأ على عصاتها : أختكم هذي ناشف راسها , لها سنة من تطلقت وإلى الآن معصبة وتنافخ , الرجال أحسن منها لقي رزقه وتزوج ..
قالت أم أيمن بتعاطف : أبوية الطلاق مو سهل خاصة على الحرمة , والله مو سهل ..
قال بحدة : لو هي صبرت ماكان صار هذا كله ..
زفرت وهي تلف وجهها وهي تقول بحدة : هذا اللي دايم تقولونه , اصبري واصبري إلين تموت الحرمة وتطق , إحنا الحريم مظلومين والله ..
ابتسم عبد العزيز وقال بضحكة : والله محد مظلوم في هالدنيا غيرنا إحنا الرجال اللي متحملين غثاكم يالحريم ..
شهقت وقالت : نــعـــم نــعـــم ..
ضحك عبد الكريم وقال وهو ينقل بصره بينهم : عبد العزيز , حسناء اش فيكم ؟؟ بترجعون على بعض دحين , ترى محد مظلوم في هالدنيا ..
قال سلطان وهو يأشر على سلمى اللي توها وصلت للباب بسبب بطء حركتها : والله مو مظلوم غيري اللي صابر على أمكم لو أدور لي وحدة صغيرونه ترد لي شبابي و ............
هشت سلمى بيدها وهي تقول : الفكه من جحا غنيمة ..
: اش تقوليييييين ؟؟ ماسمعتك , هي , يالعجوز تعالي ..
سدت حسناء أذنيها وهي تهمس لأخوانها اللي يضحكون : بأتجنن ..


***************************


الظهر في جدة :
في بيت صالح :

زفرت وقالت وهي تكتم غيضها : جي جي حبيبي إنت تعرفين إنه مابيدي شي , الحقيقة عبدالإله مو حق بنات يعني ما يهمونه البنات ولا يحب يتكلم معاهم كيف أضبطه لك ..
وصلها صوت جيهان المغنج وهي تقول : سوري حبيبي الدنيا أخذ وعطاء , أخوك في مقابل جاسم ..
قالت عهود : بس أنا أعطيتك 400 ريال حق الحجاب اللي بتسوينه , سويه ولك علي أحاول قد ما أقدر ..
: لا يعني لا , واحد بواحد ..
كان ودها تصرخ في وجهها وتصك السماعة بعد ما تسبها لكنها كانت عارفه إنه جيهان ممكن تطلع هذا كله من عينها , كبحت مشاعرها قد ما تقدر وقالت بهدوء مصطنع : أحاول بس ما أوعدك بعد اللي بأسويه شي لأنه ورقتي الأخيرة في هاللعبة ..
وصلتها ضحكة جيهان اللي قالت : أوكيشن , استخدمي ورقتك الأخيرة وأوعدك إني أسلمك الحجاب اللي تبغينه , لا تتأخرين علي , تشاااااااو ..
صكت عهود السماعة وهي تقول من بين أسنانه : شوووك في جهنم يالكلبة يالـ ### ..
وقامت وهي تقلب الفكرة في راسها من جميع النواحي ولمن حست إنها حبكتها وصاغت كل أركانها ابتسمت وقالت : أخيرا ..
وتحركت بسرعة لغرفة أمها ...


**************************


العصر في الرياض :
في بيت عبد العزيز :


: الرجال قال إنه ماتعرف على المعتدين عليه وانتهت القضية قبل ما تبدأ , ليش معصبة ...
صرخت : أنا ما يكفيني مشاكل من عايلتك الزفت يجيني ولدي مشوه دحين عشان وحده شحادة ..
هتف صقر باستنكار : أمييييييييييي ..
وصرخ عبد العزيز وهو يفز من مكانه : صكي حلقك ..
وقفت قدامه و قالت بعصبية وهي تأشر على سطام : ماني صاكة حلقي , شوووف , شوووووف ولدي كيف صار وجهه , وبكرة رايحين نعايد أهل خطيبته , اش أقول لأمه , معليش ولدي كان يدافع عن البنت اللي رفضته من جارها اللي حاول يتحرش فيها ..
قال عبد العزيز بتحذير : احفظي لسانك و لا تخليني أسوي شي ما يعجبك ..
قام سطام بسرعة ووقف عندهم وهو يحرك يدينه , كانت اليمين تتحرك بصعوبة وبطء من شدة الألم رغم الرباط الضاغط اللي لفوه له في المستشفى , ولمن شافهم متجاهلينه وأمه تقول باستفزاز : يعني اش بتسوي يعني , من تزوجتك وأنا ما ألقى غير المشاكل من أهلك , أتحدى لو ماكانت هذي اللي يدافع عنها الكل هي ورى كل هالمصايب ولا الرجال ما يتجرأ لو ماشاف تشجيع ..
صرخ عبد العزيز : عاااااااااااااااااليه ..
وأشر سطام بعصبية وهو مقهور إنه محد يستمع له , قال صقر باستنكار : أمي سطام صادق اللي تقولينه يعتبر قذف , وسام ماسوت شي ..
قالت باستهزاء وهي تلف على سطام : إنت أسكت , مابيني وبينك كلام اللي مسوي في نفسك كذا على وحده ولا افتكرت فيك ..
وكملت ببرود : بعدين اش دراكم , مو هم ثلاث حريم في بيت وماعندهم لا حسيب ولا رقيب ....
رفع عبد العزيز يده وهوى بها على وجه مرته , صرخ صقر : أبويه لاااااااااا ...
وقبل ما توصل كفه لوجهها كانت يد قوية تقبض على معصمه , التفت عبد العزيز لسطام اللي قبض عليه بيده المصابة وانصدم لمن شافه يمسح وجهه ودقنه بيده الثانية يترجاه , قالت باستنكار : بتضربني يا عبد العزيز , أنا تضربني عشان وحده زي وساااااام , أنا نفسي أعرف اش السحر اللي مسويته هالبنت فيكم , لكن والله مالي قعده عندك بعد اللي سويته ..
وتحركت خارجة من الصالة وصقر يلحقها وهو يقول : أمي , أمي اصبري , أمييييييي ...
وقف عند باب الصالة وهو يطالع في أمه اللي طلعت الدرج بسرعة , زفر وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ولف بيرجع وانصدم لمن شاف أريام ضامه ساري لصدرها عشان مايشوف اللي يصير وجنبها أريج , قال : إنتم هنا ..
قالت أريج بعصبية : مامن حقه أبويه يسوي كذا في أمي عشان حيا الله وحده زي وسام ..
قال باستنكار : أريييييييييييييج , اش هالكلام ؟؟ اش حيا الله هذي , البنت ماسوت لك شي عشان تتكلمين عنها بهالطريقة , بعدين أبويه تنرفز من كلمتها اللي قصدت فيها عمتي نجلاء مو عشان وسام ...
طلعت أريج ورى أمها وقالت أريام بتساؤل : أمي بتخرج من البيت من جد ..
بعد ساري عنها و همس : عادي ويعني , هذي مهي أول مرة تطلع فيها ..
طالعوا فيه باستنكار فقال : أنا ماني صغير زي أول عشان ما أفهم اللي حولي ..
قالت أريام بألم : ساري ..
قال بعصبية : بعدين اسمي ساااااااالم مو ساري أفففففففففف , الله يلعنها من عيشة , حتى العيد عندكم نكد ...
وتحرك وهو يكمل : البلاي ستيشن أصرف من مشاكلكم اللي مالها أول ولا ثاني ...
زفر صقر وقال : الله يسامحك يا أمي ..
قالت أريام تحاول تلقى لها عذر : الأم ما يهون عليها تشوف ولدها مضروب عشان وحده بنت خاصة وهي رافضته ..
قال بحزم : مهي هذي الحكاية أنا لو شفت بنت تتعرض للي تعرضته وسام بأدافع عنها حتى لو كانت غريبة خلي عاد وحده من الأهل , أمك مافكرت بهالشي فكرت بنفسها وباللي بيقولونه الناس لا انتشر الخبر بس , يعني لو وحده فيكم اللي تحرش فيها واحد ما بندافع عنكم ...
قالت باعتراض : صقر لا تقول هالكلام ..
قال : ليييييه ؟؟ ليه ما أقوله ؟؟ عشانه الحقيقة , أمك طول عمرها وهي رافعة خشمها وشايفة حالها على أهل أبويه ..
قالت باستنكار : صــقــــر ...
تابع بغيض : أريام خلينا صريحين , أمك متعبة أبويه اللي يحاول قد ما يقدر يرضيها , موعاجبها شي ودايم الدوم تخلي من الحبة قبة , تختلق مشاكل من لاشيء , ماعمرها حاولت تضغط على نفسها ولا تصبر على شي , نفسي يمر يوم من دون ما أسمع تعليقاتها الجارحة لسطام وتأففاتها رغم إنه كل شي متوفر عندها , نفسي أحس مرة إنها أم تهمها مصلحتنا , شوفيها اش مسوية في أريج , تشيش راسها على ماهر وأهله من دحين , من ملكوا وهم في مشاكل وهي سبب طلقتها الأولى ..
كانت أريام تعرف هذا كله لكنها ماحبت التصريح به بشكل علني كذا عشان كذا قالت تسكته : خلااااااص , ما أبغى أسمع أكثر , مهما كان هذي أمك ومفروض ما تتكلم عنها بهالطريقة ..
تناهى لهم صوت اصطكاك مفاتيح ببعضها مختلط بصوت صفير رايق , دخل أسامه وهو يلعب بميداليته ولمن شافهم واقفين قدام بعض وقف عن التصفير وقال : أمسينا وأمسى الملك لله , اش عندكم ؟؟
ولمن سمع صوت زعيق أمه مختلط بتوسلات أريج , ابتسم وقال : حماااااس , مضاربة جديدة وثالث يوم العيد , صراحة تطور , خسارة فاتني المشهد ..
لفت عليه أريام وقالت باستنكار : أساااااااااامه ..
ولفت على صقر لقيته مبتسم شبه ابتسامة جانبية وهو رافع واحد من حواجبه بسخرية , قال أسامه وهو يطالع للدرج : دحين تنزل ومعاها شنطتها لإنهاء المشهد الأول من الفصل , ترارارااااا..
وبدأ يلحن مقطوعه موسيقيه حماسيه وهو يحرك يدينه بطريقة مسرحية , ضحك صقر وقال وهو يأشر براسه على أخوه : شفتي إني صادق ..
وزفر وكمل : ما أقول غير الله يعوضك الجنة يا أبو سطام , الصابر والشاكر في الجنة , هو صابر وله الجنة إن شاء الله لكن أمك في شكك إنها شاكرة ...
نزلت عاليه وهي شايلة شنطة صغيرة وهي تقول : والله مالي قعدة بعد مارفع يده , الكل شاهد إنه كان بيضربني , أنا تحملت من أبوكم كثييييييييير ..
قالت أريج برجاء وهي تقبض على عباية أمها : أمي الله يخليك استهدي بالله , مو كل ماصار شي خرجتي , هذا مو حل ..
قال أسامه بلا اهتمام وهو يدور الميدالية بسبابته : أشغل السيارة , لساعها حارة ..
قالت أمه : تحرك واقف ليه ..
ولفت على صقر وقالت بعصبية : خلوا وسام تنفعكم ..
زفر وهو يطالع فيها وهي خارجة , قالت أريج من بين دموعها : بس , هذا اللي استفدنا منه من ورى هالبنت , كنا بخير , حتى التمشاية اللي كنا مخططين لها تفركشت ..
طنشها ودخل لأبوه اللي كان جالس وهو دافن وجهه بين يدينه وسطام جالس جنبه وهو حاط يسراه على كتف أبوه اليمين ..
قال بداخله ~ الله يسامحك يا أمي , الله يسامحك يا أمي , من طفولتنا وإحنا نعيش هالمنظر , إلى متى ؟؟ إلى متى ؟؟ ~ زفر وقال : أبويه بعد إذنك بأروح أخرج أخواني شويه ..
وراح لهم و بالقوة أقنعهم يخرجون عشان يشمون شوية هوا ويمرون على محل ألعاب وبلاي استيشن عشان يشتري ساري بعض الأشرطة بعيديته ..



****************************


بعد المغرب في جدة :
فيلا الدكتور حامد :


كان يحس أطرافه كلها تنتفض وهو جالس بثبات مصطنع قدام حامد , ابتسم حامد وقال : يا هلا والله بالطيب ولد الطيب , يا هلا ومرحبا ..
~ ما أدري ليه أحسه يخوف أكثر وهو هادي ورايق ~ قال عبد الإله وهو يتناول القهوة من مراد : من هلا ما ولا , هلا فيك يا عم ..
ابتسم مراد وقال وهو يحط الدلة على الصينية : تو ما نور بيتنا , اش البركة اللي حلت علينا , يومين ورى بعض تنورنا ..
حس بإحراجه وتوتره يزيد وهو يقول : منور بأهله ..
لف حامد على ولده وقال : مراد روح لأمك وقولها تجهز العشا ..
كتم عبد الإله شهقته وقال وهو يحس بالعرق يندي جبينه : الله يهديك يا عمي , ما يحتاج تكلفون على نفسكم ..
ابتسم حامد و قال وهو يرجع جسمه ويريحه على ظهر الكنب : ولو , بعدين إحنا بنحط من أكل البيت محنا متكلفين و جايبين شي من برا , بعدين فرصة تتعرفون إنت والعيال ..
قال مراد وهو يتحرك : لو يدري سند يموت غيض ليش جيت وهو مو في ..
ابتسم عبدالإله وهو يتذكر إنه سند من مرة حامد الثانية , ولمن اختفى مراد عبر الباب قال بداخله ~ يلا يا عبد الإله , هذا الوقت المناسب اللي تتكلم فيه ومافي أحد غيركم , هيا تكلم ~ لكنه حس لسانه معقود وهو مو قادر يكسر فرحة حامد بشوفته وهو ينقل له إنه مايقدر يتقدم لبنته , الكلام اللي جهزه واللي راجعه مئات المرات قبل ما يتشجع ويجي بيت حامد طار من عقله , كان يحس عقله صفحة بيضاء ..
: عبد الإله ..
رفع عبد الإله راسه بسرعة وقال : سم ..
ابتسم حامد وقال بلطف : جاي عشان الموضوع اللي كلمتك فيه أمس ..
سكت عبد الإله ونزل راسه بإحراج شديد ورجع رفعه بحزم وقال بهدوء : والله يا عم حامد أنا عارف إني لو بأدور الدنيا مابأناسب ناس زيكم , ماشاء الله عليكم كل يتمنى يناسبكم وطيب أصلكم يشهد به الجميع و متأكد مليون إنه بنتك لو مهي غاليه عليك وتستاهل كل خير ما كان ..
و سكت لمن شاف اتساع ابتسامة حامد وخاف إنه فهم الموضوع بشكل ثاني , وقبل ما يفتح فمه عشان يكمل قال حامد بهدوء : أنا فخور و سعيد جدا بمعرفتي لشاب زيك يا عبدالإله , أنا قلت لك إني معجب في عصاميتك وكفاحك والآن أضيف لها أدبك ..
وكمل وهو يطالع في فنجان قهوته وهو يدوره : لو واحد غيرك كان طنش الموضوع وحط كإنه ماصار شي , لكن إنت ..
رفع راسه وكمل : معني نفسك وجاي عشان تخبرني بعدم رغبتك بـ ...
قال عبد الإله يقاطعه : عن إذنك يا عم لكن الموضوع مو حكاية عدم رغبة , هو في وحدة في بالي ..
ابتسم حامد وقال : الله يوفقك للي فيه الخير , سامحنى اللي حطيتك في هالموقف , كان مفروض أسألك إن كنت معزم على وحده لكن هالسؤال راح عن بالي لمن قلت إنك تقدمت لوحده ورفضتك ..
حس عبد الإله براحة مالها حدود وهو يقول : صدقني لو غير كذا كان ما ألقى أحد أحسن منك أناسبه ..
غمز له حامد وقال : الله يعيني من بكرة أدور عريس ثاني ..
وكمل : ماتوصيني على أحد ..
ضحك عبد الإله و التزم الصمت , دخل مراد ووراه أخوه عزام اللي سلم على عبد الإله وهو يهلي ويرحب , قال مراد : دقيت على سند وقال مسافة الطريق وجاي ..
وبعد دقايق , دخل سند وهو يقول : سلااااااااااااام عليـ ...
وانقطع سلامه لمن ضرب فنجان القهوة في راسه قبل ما يطيح ويتكسر على سطح السيراميك , فتح عبدالإله عيونه على اتساعها بصدمة وهو يشوف حامد يقوم من مكانه وهو يسأل بعصبية : كم كانت سرعتك يالكلب ؟؟
قال سند وهو يحك مكان الضربه : 90 ..
: كذااااااااااب ..
ابتسم وقال باعتراف : 100 ...
مسك فنجان ثاني لكن مراد سحبه منه وهو يحمحم ويقول : أبويه عندنا ضيوف ..
لف حامد وقال : عبدالإله مو ضيف ..
وتقدم من سند اللي غمض عينه بكل بساطة وتلقى ضربه من يد أبوه على ذراعه , خرج حامد وهو يقول : عبد الإله إعتبر البيت بيتك , وشغلك عندي يالكلب , إن ماسحبت منك مفتاح السيارة ما أكون أنا حامد ..
ثواني صمت تلاها موجة ضحك بين الأخوان الثلاثة , تقدم سند وسلم على عبدالإله وهو يقول بضحكه : مادرى عني كنت مطير 120 ...
صفر مراد تصفيرة طويلة و قال عزام : أما لو نطقت هالرقم عند أبويه كان صلينا عليك العشا ..
قال مراد : ياخي لا عاد تعيدها لمصلحتك , لو انفقع عليك كفر كان رحت فيها , أبويه حكيم لو سحب منك المفتاح , إنت دومك مطير ..
ضحك عبد الإله لمن بدأوا يتناقشون كإنه رمي الفنجان والضرب شي عادي من يوميات الحياة , كان يحس براحة كإنه ثقل جبال كانت على أكتافه وانزاحت , لفته في تصرفاتهم علاقة المحبة والمودة بينهم رغم إنهم من أمين مختلفتين ورغم عنه قارنهم بعبد الرحمن وأخواته , كإنه كل منهم في كوكب رغم إنهم من نفس الأم والأب , ما انتبهوا إن الوقت مر إلا لمن وصلتهم صرخة حامد وهو يقول : يا عيااااااااااااااال الصلااااااااااااااااااااااة ..



**************************


يوم الخميس 4 / 10 / 1427 هـ :
بعد العصر بوقت في الرياض :
في شقة نجلاء :


: أمي إنت ليش معارضة رفضي لخالد ..
زفرت نجلاء وقالت : وسام قلبي , خالد أحسن خيار لك , صدقيني ما بتلقين زيه ..
قالت بألم : قصدك إنك منتي موافقة على الخيار الثاني ..
نزلت نجلاء راسها وقالت : ما قصدت كذا ..
طالعت فيها وسام للحظة و سألت : إلا , ليش مصرة على خالد أجل ؟؟
قالت بهدوء : خالد رجال والنعم فيه ..
همست : قصدك أكبر مني في حين سامر أصغر مني لأنه حتى سامر رجال والنعم فيه ..
وقامت من مكانها وقالت : أصلا أنا معارضة على هالطريقة من أول لكنكم إنتم اللي أصريتم , أنا ما أبغى لا خالد ولا سامر , خالد متزوج وسامر أصغر مني ..
قالت نجلاء وهي تجلسها : إنت ليش زعلتي ؟؟
لفت على أمها وقالت بحزم : أمي , خالد إنسي إني آخذه , أفضل إني آخذ واحد أصغر مني ولا آخذ واحد متزوج وأكون الثانية ..
قالت نجلاء باعتراض : واش فيها الثانية ؟؟ أصلا إنت في سنك هذا لا يمكن يتقدم لك إلا واحد أصغر منك أو واحد متزوج لأنه مافي رجال بيوصل الـ 33 وهو ما تزوج ..
قالت باعتراض : مطلق , أرمل , ممكن لكن متزوج لااااا , إنت تقولين هالكلام , أنا ماني متزوجة وأعرف اش شعور الحرمة لو أخذ عليها زوجها الثانية , بعدين إنت ماتشوفين اللي يصير دحين , ماعاد في رجااااااال , رجل حقيقي بمعنى الكلمة مافي , العدل عندهم ممحي , مو موجود في قواميسهم , يجيك الرجال يا يطير بالثانية كإنه مو شايف خير وينسى زوجته الأولى ويخليها تحقد وتكره وتغار وممكن ينهدم هالبيت على كل من فيه حتى أولاده ولا العكس , من اللي تسويه الأولى يطلق الثانية حتى لو كان معاها عيال و ينسى إنه هو اللي أقدم على هالخطوة بإرادته , يطش الثانية بطول يده وتقعد تتحسر الحرمة لو إنها ظلت بلا زواج كان أحسن لها من إنها ترجع لأبوها مطلقة ومعاها طفل..
قالت نجلاء : أنا عارفه إنك طيبة و ما بتدخلين على طمع ومابتحاولين تسرقينه من زوجته زي مايسوون بعض الحريم ..
قالت باعتراض : اش دراااااااك ؟؟ ممكن بعد ما أتزوجه أخاف تأثر عليه مرته ويطلقني فأحاول إني أعلقه فيني وأنسيه اسمه مو بس حرمته , أمي محد يعرف اش بيصير , صحبتي في المدرسة تقول والله إني ما تخيلت نفسي بأسوي اللي أسويه , تقول ودي أكون الوحيدة اللي في قلبه , أموووووت غيرة من مرته وأولاده , هذا ومرته الأولى متزوجها من فوق العشر سنين , وتضاربت مع معلمة ثانية كل يوم تصيح من الظلم اللي لاقيته من زوجها اللي أربع وعشرين ساعة يقارنها بزوجته الثانية , يعني دخلت تبغى تتستت على قولتكم ودحين ماهمها لو خربت بيت الحرمة , أنا ما بأغامر , بعدين اش يضمن لي إنه خالد ما بيطلقني لمن تهجره هند من زعلها ولا غيره ..
قالت نجلاء باعتراض : وتقعدين في البيت بدون زواج ..
قالت بحزم : لا صرت في أواخر الثلاثينات ذاك السااااااااع أوافق على واحد متزوج , لكن دحين لااااااا ..
وقامت وهي تقول : وخلاص قولي لخالي أنا رافضة الخيارين , خلوها على الله ..
قالت نجلاء : توك تقولين إنك موافقة على سامر ..
لفت وقالت باعتراض : أنا ما قلت كذا , قلت أفضضضضل أتزوج أصغر مني ولا آخذ واحد متزوج , بعدين هو أصغر مني بـ ست سنين كمان مو سنة ولا ثلاث زي سطام لمن تقدم ذيك المرة عشان أتغاضى ..
وتلعثمت وهي تكمل : و أصلا .. مين قال .. إنه سـ .. سامر بيوافق على وحده أكبر منه و ..
سكتت للحظة وهمست بعدها : صار لها زي ما صار لي ..
حست بالرعب من فكرة إنهم يشرحون له اللي صار لها وياخذها شفقة و ... قالت بحدة : إنسوا , إنسوا كل اللي صار ..
وحست بخنقة الدموع فكملت بوجع : حرام تظلمونه وتظلموني معاه , كنت مرتاحة قبل ما تدرون بشي , والله كنت مرتاحة ..
وخرجت من الغرفة بسرعة , ونجلاء تقول بصوت عالي تذكرها : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ...
و طالعت في باب غرفتها اللي خرجت منه وسام وهي تحس قلبها يتقطع عليها , هي ماهي معترضة على سامر لكنها كانت تفضل خالد , زفرت وهي تقول بحسرة : لو إني دريت قبل ما يخطب سطام كان ...
واستغفرت وهي تذكر نفسها إنه لو تفتح عمل الشيطان وهي تقول بداخلها ~ يمكن مالها خيرة مع سطام , إي صح , آآآآآنا كيف نسيت عاليه ؟؟ الحمد لله اللي ربي رحمها من أم زوج زيها , حبيبي أخويه ربي مبتليه بزوجة زي هالحرمة , نجلاء لا تغتابينها , قولي الحمد لله على كل حال وبس ~ قامت ودورت على جوالها ولمن لقيته ضغطت رقم عبد الكريم و رجعت فصلته وهي تفكر أكثر بألطف طريقة ممكن تقوله فيها إنه وسام رافضه مبادرته هذي ..



***************************



في نفس الوقت في جدة :
في بيت حمدة :


: سمعتي اش صار ؟؟
همست سمية في إذن الخنساء : إيوه سمعت , شوفي مرة خالي تتكلم مع جده ..
: شتسووووووووووون ؟؟
انتفضوا لمن حطت سفانة يدينها على أكتافهم وقالت سمية وهي تحط يدها موضع قلبها : خاله فجعتيني ..
ضحكت سفانة على عيونهم اللي بتخرج من محاجرها من شدة الرعب وقالت أسماء بهدوء : لو ماعندكم شييييييي ماكان خفتم , اعترفوا اش عندكم ؟؟
قالت الخنساء بتلعثم : ولا شي قاعدين ..
رمتها سفانة بنظرة شك وهي تأشر بيدها وهي تقول : اعترفي ياقلبي , اعترفي اش عندك , خرجي المصيبة اللي سويتوها عشان نحاول نتداركها في أسرع وقت ممكن أنا وأسماء ..
ضحكت سمية وهمست : والله ماعندنا مصيبة ..
وكملت بهمس أكثر انخفاضا وهي تأشر على أم عبدالرحمن : مرة عمي عندها مصيبة وجدتي مهي راضية عنها ..
طالعوا بحيرة في حمدة اللي ماسمعوا هي اش تقول لكنهم عرفوا إنها معصبة من ملامحها , هزت الخنساء راسها وهمست : مرة عمي جايا تقول لها إنه عبدالإله يبغى يخطب صاحبة عهود وتطلب الإذن منها , فاكرتها , ذيك اللي حضرت زواج البندري الله يرحمها و .....
اختفت كل الأصوات فجأة وماعادت تسمع إلا ضربات قلبها اللي ضخت الدم بقوة في عروقها , كانت تشوف شفايف أختها تتحرك لكنها ماتسمع أي حرف تقوله , ماكانت صدمتها من خطبة عبد الإله بقدر ماهي مصدومة من البنت اللي اختارها ~ مستحيل يكون هذا ذوقه , من العنود بكل أدبها لجيهااااااااااااااان ~ كانت تقاوم إنها تخرج من المكان بسرعة وتجري لغرفتها , أجبرت كل خلاياها على الخضوع لها وهي تصرخ بداخلها ~ سفانة لو خرجتي دحين بيشكون , كوني طبيعية , كوني طبيعية , هو حر , هذي حياته وهو حر فيها , إنت من زمان كنت تقولين إذا تزوج الله يسهل له , لكن جيهااااااااان , ليييييييييه ياعبد الإله ليييييييييييييييييه ؟؟ من زينها هالبنت , من شكلها ولبسها وطريقتها باين إنه وينها ووين الأدب , الأدب ينرسم على جبين البنت من بعيد , اش جاب العنود لجيهان , اش هالتناقض العجيب في الذوق ؟؟ ~ ..
: الشهادة لله البنت جميلة جمااااااااااال مو طبيعي ..
التفتت سفانة لسمية اللي قالت هالجملة واللي وافقتها عليها الخنساء وهي تقول : مع إنه ماعجبني لبسها بس صراحة جسمها جنااااااااااااااان ماشاء الله ..
قال أسماء بهدوء رغم إنها ماتحب تدخل في مثل هالنقاشات : إحنا لا لبسنا عريان وبينا السيقان وتغنجنا بنطلع أحلى مليون لكننا حشيمات الحمد لله ومخبين نفسنا عن عيون اللي يسوى واللي مايسوى , بالله لو وحده لبست عريان وقصير وبينت مفاتنها بتجذب الأنظار ولا وحده لابسه لبس طويل ساتر , شي أكيد المفسخة ..
ولمن شافتهم يطالعون بعدم استيعاب قالت بحدة : يعني بالمختصر جمالها عادي وطبيعي مو بالشكل اللي صورتوه لكن الرتوش الخارجية هي اللي أظهرته , فهمتوا قصدي ؟؟..
فكروا شوية بعدين قالت سمية : صراحة ما أنكر إنه التفسخ كان له دور في جمالها و ...
قطبت حواجبها وقالت بتريقة : يعني نتفسخ ونتعرى عشان يشوفونا الناس حلوين ..
ضحكت الخنساء وقالت أسماء بعدم تصديق : شوفوا الغبية , دحين إنت فهمتي من كلامي إني أشجع على التعري , يالخبلة الأكل المكشووووووف كل يطالع فيه ويتجمع عليه حتى الذبااااااان , لكن الأكل المغطى هو اللي الكل يبغاه فهمتي ..
أخيرا فتحت فمها وقالت بلهجة حاولت تصبغها بالهدوء : هذاك أول اللي يدورون على الأخلاق دحين الشباب مايبغون إلا بيضا وغنجاء زي نانسي وشعرها ناعم طويل زي أليسا وجميلة ودلوعة زي ما أدري مين , تغير تفكيرهم تماما من الأشياء اللي يشوفونها ..
كانت تقول هالكلمات وهي ماهي مصدقة إنه عبد الإله من هالنوع ~ اش اللي قلبه فجأة ؟؟ اش اللي غيره ؟؟ ~ , زفرت أسماء وقالت : والله إنك صادقه ياخاله , ماعاد يهمهم إلا هالأشياء الله المستعان ..
: اش اللي يهمهم ؟؟
التفتوا على خولة اللي دخلت مع أمها واللي توهم رجعوا من غدا في بيت جيرانهم , قالت الخنساء : عبدالإله خطب جيهان صحبة عهود ..
دقتها أسماء وهي تقول بحزم : اشششششششششش , لسه ما سمعنا هالكلام بإذننا , كذا تطلع الإشاعات ..
: لا مهي إشاعات ..
التفتوا لأم عبد الرحمن اللي كملت بفرحة : إن شاء الله يسعدني عبد الإله ويفرح قلبي اللي احترق من وفاة البندري ...
ترحموا عليها وهم يطالعون في جدتهم اللي نفضت يدها بقرف وهي تقول : بناتنا ملي البيوت ويروح يخطب غريبة , أفففففففففف ...
استنت سفانة إلين جلسوا والتهوا بأشياء كثيرة وسحبت نفسها وخرجت متوجهة لغرفتها , دخلتها وقفلت الباب وراها وهي تسحب نفس عميق , سمحت لنفسها بدقائق معدودة من الحيرة والألم هتفت بعدها بداخلها ~ لازم أدق على العنود وأخبرها , لازم ... , سفانة لا تزعجينها , اش بتسوي يعني ؟؟ ايش بتكون ردة فعلها , لو ربي كاتب لك شي أهل الأرض كلهم لو اجتمعوا مابيمنعونه عنك ولو مو كاتب لك شي مابيجيبونه لك , خليك مؤمنة , عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ~ حست براحة نفسية كبيرة فرسمت على وجهها أرق ابتسامة ورجعت لهم وهي شايلة صينية الشاهي اللي كانت مع الخدامة ..



****************************



يوم الجمعة 5 / 10 / 1427 هـ :
بعد صلاة الجمعة في جدة :
شقة جاسم وأزهار :



زفر وهو ماسك غراء المسدس , طالعت فيه بابتسامة وقالت بتريقة : لو سمحت خف يدك , لسه ورانا كثير ..
لف عليها جاسم وقال وهو يلصق الفوفل بشريط كاسيت مغلف : كم وحدة مسوين من هالخرابيط ..
ضحكت وهي تغلف واحد من الأشرطة اللي جابها عمر وطلب منها توزعها في الزواج وقالت : 300 ..
شهق وقال : ثلااااااااااثمية , الله أكبر , بتحاربون إنتم ..
ابتسمت وقالت وهي تناوله الشريط اللي أنهت تغليفه : على قد الكراسي اللي في القاعة ..
ضغط الغرا وهو يسأل : ولو زاد ..
قالت وهي تهز أكتافها : عادي نوزعه على العاملات اللي في القاعة , زين يستفيدون منه و ..
شهقت وقالت : جااااااااااااسم لا تخلي الغراء كثير عشان مايخرب الفوفل ..
قال وهو يرميه من يده بطفش : طفشت , واسمه كمان يجيب الغثيان , اش فوفل ؟؟ ..
ضحكت وقالت وهي تسيب اللي في يدها : خلاص سيبه ..
وبدأت تلم الأشياء وهي تقول : أروح أجهز الغدا ..
زفر وقال وهو يمسح وجهه : بكره دواااااااااااااااااااااااام , يالطفـــــــش ..
قالت تذكره : بس الحمد لله صار عندك أصحاب وبدأ رئيسك يشوف إنك موظف كفء ونشيط ..
زفر وقال :الحمد لله , بس تصدقين , لساعه حاطني تحت الإختبار ..
قالت بمزح : إنت دق التحية وإنت تسلم عليه كل صباح له وابتسم ذيك الابتسامة الحلوة ..
وقطبت حواجبها وقالت : مو ابتسامة الإغراء اللي ترسمها لا رحنا السوووووق , تراه عميد مو بنت ..
ضحك وقال وهو يضربها : والله ما أحاول أغري , كم مرة قلت لـ ..
قالت تقاطعه وهي ترد الضربة : أولا لاتحلف , كني ما أشوفها يعني , بعدين لا تضرب ..
ولمن شالت الأكياس ضربها مرة ثانية , لفت عليه وقالت بتهديد : مردوده , مردوده خلني بس أودي الكيس ..
ابتسم وهو يطالع فيها بتسلية , راحت ودت الكيس وركبت الكافتيرا ورجعت وهي تقول : المهم , ارسم ذيك الابتسامة الودودة كل مامر من عندك , حتى لمن يهاوش وغيره ابتسم وإنت تقوله ابشر , و حاول تسأله عن حاله وغيره , صدقني بيتغير معاك ..
قال بأنفه : نقص أذل نفسي عند واحد زيه , بعدين ما أحب دهن السير أنا ..
قالت : هي مو حكاية تذل نفسك , لا تحط في بالك إنه رئيسك وإنت بترشيه بكم ابتسامة , فكر إنه واحد مسلم وبينك وبينه عداوة , الله يقول ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} , آيه عظيمة ..
قال بعدم اهتمام : انسي الموضوع , مايهمني هالرجال ..
هزت أزهار أكتافها وتحركت للمطبخ , رن جرس الباب نص رنة , ابتسم جاسم وقال بصوت عالي : أزهااااااااااااااااااار , أكيد هذا أخووووووووووك ..
فتحت أزهار الباب بسرعة وابتسمت لعمر وقالت : هلا حبيبي ..
ابتسم بحرج وهو يسلم , ضحكت وقالت بصوت عالي : طلع هووووووو ..
وصلهم صوت جاسم وهو يقول : مافي غيره المؤدب اللي مايحب الإزعاج ..
همس عمر بإحراج : والله إني مستحي منك ومن ...
سحبته لداخل الشقة وهي تقول : أقوووووووول بلا حيا ماله داعي , تحرك , جاسم في غرفة التلفزيون , دقايق وألحقكم جالسه أجهز الغدا ..
ووقفته وهي تسأله : بالنسبة للـ ..
قال يقاطعها : أعطيتها مهند من يومين وهو بنفسه بيقسم الفلوس بين المسجد اللي يبنونه وبين الأرملة اللي قلت لك على حالتها ...
قالت بحسرة : وياليته كثير ...
ابتسم وقال : زهره الريال اللي هو الريال لازم ماتستصغيرنه لأنه الصدقة ماتقاس بالكم عند الله , الرسول صلى الله عليه وسلم يقول من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، وإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبها ، كما يربي أحدكم فلوه ، حتى تكون مثل الجبل .
هزت راسها وهي تصلي على الرسول وتقول : ما حأنسى هالكلام إن شاء الله ..
ابتسم لها ودخل الغرفة , ضحكت لمن سمعت جاسم يقول بتريقة لمن دخل عمر : إيوه شارد وقت الشغل ومخليه على راسي ووقت الفضاوية والأكل والطفححححح راز وجهك سيد عمور ..
همست بداخلها ~ يارب تحفظهم وتخليهم لي يارب ~ رن جوالها فراحت له واستغربت لمن شافت رقم غريب , هالرقم دق عليها أكثر من مرة , ردت عليه وهي تقول بهدوء : نعم ..
كان صمت الطرف الثاني هو الجواب , شكت إن الطرف الثاني ما سمعها فقالت بصوت أعلى : نعم ..
: أزهار ..
الصوت الناعم الرخيم خلاها تقطب حواجبها وهي تقول محاولة تذكر صاحبة الصوت : إيوه , مين معايا ؟؟
: كيف حالك ؟؟
ضحكت وقالت : بخير الحمد لله بس سامحيني ترى ما ميزت صوتك ..
صمت ساد قبل ما يوصلها الصوت الناعم وصاحبته تقول : ما حتميزينه لأنك ما تعرفيني بس أنا وحده أبغى لك الخير ..
اندفعت صورة ليلى الضبابية لعقلها لكنها أزاحتها بسرعة وهي تقطب حواجبها وتقول بتوتر : سامحيني أختي إذا ماعرفت مين معايا حأضطر أقفل الخط ..
حافظت المجهولة على صوتها ثابت وهي تقول : آسفة ما أقدر أقولك أنا مين لكن ......
اتسعت عيون أزهار على آخرها وهي ترص الجوال بقوة , استندت بيدها الثانية على الطاولة وهي تحاول تحس أنفاسها تختنق , غمضت عيونها وهمست : شكرا , شكرا ..
وصكت الجوال وطالعت فيه بخوف , تحركت للمطبخ وقفلت الباب وهي تصرخ بداخلها ~ أزهار فكري بهدوء , أزهار فكري بهدوء , لازم تتروين و .... ~ ماقدرت تتحمل أكثر , دقت على رقم بسرعة وانتظرت قرابة النصف دقيقة قبل ما يوصلها الصوت المرح وهو يقول : أهلييييييييين ...
همست بخوف : عنود , عهود معاها أثر من جاسم ..
اخترقت صرخة العنود المدوية إذنها وهي تقول بعدم تصديق : إيييييييييييييييييييش ؟؟
حطت أزهار يدها على قلبها وقالت بسرعة تنافس سرعة ضربات قلبها : عنود قلبي يعورني , والله قلبي يعورنييييييييي , أنا محافظة على الأذكار والحمد لله وأقرأ على جاسم كل صباح وواثقة إنه مابيصيبنا إلا اللي كتبه ربي , لكن الرسول وهو الرسول انسحر , خاااااااايفة , أنا خايفة , هالحقيرة اش تبغى من زوجي ؟؟ يعني عشان جاسم ما حيتزوجها لو انطبقت السما على الأرض تجي وتسحره و ..
قاطعتها العنود تهديها : زهره قلبي شويه شويه أنا ماني فاهمه ايش قاعدة تقولين , حكيني من الأول عشان أستوعب و ...
حست دموعها تتسلل لعيونها وهي تتذكر مشاعل وناصر , فهمست تقاطعها : عنود ما أبغى يصير لي زي مشاعل , عنود ...
وهزت راسها وهي تتخيل رجعتها مطلقة لأخوها و .. . صرخت : ما أبغى يصير لي زي مشاااااااعل ..
: أزهااااار قلبي إهدي , إن شاء الله مايصير شي ..
قالت أزهار وهي تحس أفكارها مهي مستقرة : أحسن شي أكلم جاسم دحين و ...
قالت العنود بحزم : أزهااااااار إهدي ..
وكملت بلطف : حكيني اش صار وكيف عرفتي وأنا أتصرف , أوعدك إني أسوي كل اللي أقدر عليه ..
سحبت أزهار نفس عميق وهي تحاول تهدي نفسها , اندق باب المطبخ ودخل منه عمر وهو يقول : وينك ؟؟ هذا كله غرف ..
لفت عليه وقالت بتلعثم وهي تمسح دموعها : ها , كنت أكلم عنود , روح دحين جايه ..
طالع فيها بصدمة وهو يقول : كنت تصيحين ؟؟
هزت راسها بلا وهي تقول بتهرب : هااا , لا لاتشغل بالك ..
ولمن شافت نظرات الشك قالت برجاء : لاتشغل بالك ..
خرج وقال بهمس : لا تتأخرين ترى جاسم يسأل عنك ..
هزت راسها وقالت بعد ما خرج : عنود أكلمك شويه , بأحط الغدا لهم ..
صكت الجوال وغمضت عيونها وهي تدعي بداخلها إن الله يحفظهم ويحميهم , وكلت أمرها لله وراحت تغرف الغدا ...



***************************


بعدها بساعة في فيلا حمده :
في غرفة سفانة :



: شوفي والـــــــلــــه أنا حلفت يا أنا ياهالحقيرة اللي اسمها عهود ..
غمضت سفانة عيونها وهتفت في الجوال : عنود بلا خبااااااااااااال أنا اش خلاني أقولك على السالفة ..
وصلها صوت العنود وهي تصرخ بطول صوتها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآ يالقهـــــــر , بأذبحهاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا , والله لا أوريها نجوم الظهر في عز الليل ..
ضحكت سفانة وقالت : قصدك نجوم الليل ..
لمن وصلها هتاف العنود يقاطعها بغيض : سفاااااااااااانة , أحر ما عندي أبرد ما عندك ..
زفرت وقالت : حبيبتي الموضوع قسمة ونصيب , بعدين اش دخل عهود حرام تظلمينها بعدين هي أخته وهي حرة في اللي تختارها لأخوها ..
سمعت صوت ضربة غريبة تلاها صوت العنود تقول : أشق هدومي , أشق هدومي من طيبتك الزايدة , بلاااااااااك ماتدرييييييييييييين اللعيـــــنة اش مسويه , والله إنها أنجس خلق الله بنت الـ ..
قاطعتها سفانة بحدة : عنوووووووووووووود اش هالسب وهالكلام ؟؟ ترى ما أحبك لمن تتكلمين بهالطريقة , ويا ما قلت لك اللعن مايجوووووووز ..
لحظة صمت سادت قبل ماتقول العنود ببرود : طيب مع السلامة ..
انذهلت سفانة من برودها فقالت : عنود اش فيك ؟؟ ...
قاطعتها بحدة : مع السلامة قبل ما أقفل الخط في وجهك ..
قامت وسألتها برعب وهي تعرف هالصوت من العنود معناته وراها مصيبة : عنود اش بتسويييييييييين ؟؟
وتفاجأت لمن سكت العنود الخط بدون ما تجاوبها , طالعت سفانة بذهول في الجوال وهتفت : ياربي اش بتسوي هالمجنونة ؟؟ هذا كله عشان عبد الإله تقدم لجيهان ..
: نـــــــــعـــــــم , ومين تطلع هالبنت ؟؟
لفت على حسان اللي كان واقف عند باب غرفتها وهو شايل أكياس البيك , قالت بفرح : أخيرا , كنك حاس إني بأموووووووووت من الجوع ..
ناولها الأكياس وسأل : من هي هالبنت ؟؟
قالت بهدوء وهي تتحرك لغرفة جدتها بعد ما قالت للخنساء تنادي أمها وأبوها : هذي تطلع صحبة عهود من أيام الثانوي والجامعة لقبها الـ .....
قال بتفكير : بنت محمد الـ ... اللي كان جار عمي يوم كان ساكن في النزلة ..
هزت راسها وقالت : علييييييييييك نوووووووووور , هذي هي ..
قطب حواجبه وقال من بين أسنانه : النذل اللي ماله صاحب , ليش ماخبرنيييييي ؟؟
وطلع جواله وهو يكمل : والله لا ألعن جدفه ..
ضحكت وقالت : إلعن جدفه بعد الغدا ..
رجع جواله لجيبه وهو يقول : إي صادقة , البيك أصرف من قليل الصحبة عبود , إن ماذبحته ما أكون حسان ..



**************************



في نفس الوقت في بيت صالح :


: عهوووووووووووووود , تلفووووووووووووون ...
زفرت عهود وسحبت سماعة التلفون اللي حطتها ريم عشان تجيب الشاهي لأمها وأبوها الجالسين في الصالة , قالت بنعومة : ألوووو ...
سمعت أنفاس متسارعة قبل ما يقول صاحب هالأنفاس بحدة : اتــــق اللـــــه , خااااااااااااااااافي الله في اللي تسوينه ...
كلمة اتق الله قشعرت ببدنها وخلتها تبهت للحظات وهي تحاول تستوعب صاحب الصوت , ~ عنود , هذا صوت عنود ~ ..
وصلها صوت العنود الساخر وهي تقول : الطير الأخضر قااااااالي إنك ناوية على شي .......... سحر مثلا ..
قالتها ببطء صدم عهود قبل ما تكمل بنفس السخرية والبطء : عشان كذاااااااا اتصلت أقولك ...
واكتسى صوتها ببرود وهي تقول بتهديد : يكووووووووووووووون في علمك لو صار لأخويه شي ولا لأزهار شي والله ثم والله ثم والله لا أذبحك بيديني وتراني مجنونة أسويهاااا , تراني عارفه بكل بلاويك , إعرفي إنه عندي أوراق فيها كلللللللللللللل فضايحك , حتى اللي كنت تهددين البندري الله يرحمها به عندي , ماخلت البندري على قلبها شي قبل ما تموت و الحمد لله , وشوفيني أحلف بالله يمين لو صار أقلللللللللللل شي لواحد فيهم كل فضايحك عند عمي هذا إن مانشرتها على الملأ وأخلي اللي مايشتري يتفرج ..
وضحكت وقالت بجرأة : تعرفيني ست عهود فوق جنوني مرجوجة , وأسوي زوبعة في فنجان , إلا إعصااااااااااار أسوي مو بس زوبعة , أحسسسسسسسسن لك تبعدين عن كل شخص يهمني وكللللللللل شي يخصني , وطبعا هذا يشمل عدنان ..
قالت عهود ببرود بعد ماتمالكت نفسها : إنت حقت كلام وبسسسس , ياحبك للشوشرة في كل مكان تروحين له , لكن إعرفي أنا ماتهزني ولا كلمة من كلماتك السخيفة اللي مالها معنى ..
زفرت العنود وقالت بتريقة : جبتيهاااااااااا , أحب الشوشرة , والمثل يقول يافهيمة إن كان في راسك مخخخخخ إبعد عن الشررررررر وغني له ..
وضحكت وقالت : أنا الشرررررررر فإبعدي عني أفضل لك ..
حست عهود بدمها يفور من الغيض فقالت : شوفي يا ...
قاطعتها العنود بحدة : حسسسسك عييييييييينك تتلفظين علي , إنت اللي بدأتي الحرب .. وكملت بسخرية : ويكون في علمك أنا عارفه إنه حكاية جيهانوووووو من ورى راسك لكن بأقولك شي , لو أخذ عبد الإله جيهانوووو أحلق شعر راسي بزنوبة ..
وانصك الخط , طالعت عهود في السماعة بقهر وضربتها بكل قوتها على الطاولة وهي تقول : حيواااااااااااااااانة , حقيييييييييييييييييرة , ##### ..
ودارت في مكانها وهي تصرخ بداخلها ~ إش دراها بحكاية السحر ؟؟ يكون جيهان تلعب على الحبلين ؟؟ والله يجي عليها الـ #### الـ ###### ~ وخرجت من أفكارها لمن شافت ريم جاية لها وهي تسأل بخوف : اش فيييييييه ؟؟ اش هالصوت ؟؟؟
سحبت نفس خفي عشان تهدأ أعصابها وابتسمت وهي تقول : لا ولا شي , انفلتت السماعة من يدي ..
ودنقت ورجعت السماعة مكانها و تحركت للصالة وهي تقول بمرح : تعالي نشوف أبويه اش عنده ؟؟
كانت تمشي وهي تقول بداخلها ~ خطتك محبوكة ولا يمكن تهزها وحدة زي العنود , فارغة زي الطبل اللي صوته عالي , مجرد كلام وبسسس ~ جلست وتناولت فنجانها وهي تبتسم للكل , ابتسم صالح لعبدالإله المستغرب من إصرار أبوه عليه إنه يجي يتغدى في البيت ويجلس معاهم في الصالة بعد الغدا , قال صالح : سمعت من أمك إنك ناوي تخطب ..
رفع عبدالإله راسه بحدة ولمن شاف ابتساماتهم والفرحة اللي في عيون ريم ابتسم وهو يقول بمزح : دايم أسمع بشعور الأمهات والتخاطر وأول مرة أصدق فيه , زين اللي افتكرتوني وجبتوا سيرتي..
ضحكت أمه وقالت : هذي الساعة المباركة يا عبود اللي قررت فيها تتزوج أخيرا ..
قال أبوه : والله إني فرحان أكثر من أمك ولو مو الـ....
ورص فكه عشان مايسب عبدالرحمن وكمل بعد زفرة مريرة : ولو مو أخوك اللي أشغلنا كان خطبنالك من زمان , اللي في سنك جايبين ولدين دحين ..
قالت عهود بضحكة : تأخر الزواج صار موضة عند الشباب يا أبويه ..
قال أبوه بحيرة : بس اش معنى جيهان اللي اختارتها أمك ما أدري !!
طالع فيهم بصدمة وهتفت ريم وهي تفز من مكانها : نـــــــــعـــــــم , جيهاااااااااااااااااااااااان ..
وبلا شعور قالت بعصبية : قلوا بنات العالم ومابقي إلا هالبنت...
قالت أمها بحدة : بـــنـــت احفظي لسانك ..
طالع عبدالإله في عهود بنظرات غضبى فتصنعت البراءة وهي تهتف : جيهااااان , اش معنى ؟؟ صراحة فاجأتيني يا أمي ...
قالت أمها بابتسامة متسعة : البنت تقول للقمر قوم وأقعد مكانك , بعدين دلع وعلم , إنت داري إنها مقدمة على الماجستير ماشاء الله عليها , بعدين خدومة و .....
كان يستمع لأمه بذهول وهو يقول بداخله ~ مستحيل أمه تختار لي جيهان , أكيد عهود في السالفة , والله أكيد إنها في السالفة ~ ..
: وصراحة لمن قلت الخبر لجدتك اليوم وقلتلها على اللي ناوية أخطبها ...
فز من مكانه وقال يقاطعها : خبرتي جــــــــده ..
وهز يده بعصبية وهو يقول : ليييييييه يا أمي , لييييييييييه ما سألتيني أول ؟؟
قالت بتلعثم : أنا عارفه إنك مابتعارض , وجدتك صح ماعجبها الموضوع في البداية لكنها وافقت لمن فهمتها عمتك نورة إنه مو شرط تاخذ وحده من العايلة وإن الشباب دحين يفضلون وحده من برى العايلة ...
~ عمتي نورة تدخلت في السالفة أجل دريت , سفانة دريت , وصلها الخبر , أكيد وصلها الخبر ~ طالع في أبوه وشاف في عيونه تأييد لكلام عمته وهو يقول : كان ودي تاخذ من العايلة لكن ما أشوف فيها شي إنك تتقدم لبنت من برا العايلة مادام قبيلتها معروفه و أهلها طيبين , بعدين البنت منا وفينا من دخلت أختك الجامعة وهي خادمتها بعيونها ..
قال بنفاذ صبر وهو يتذكر موقفه مع حامد وبنته ودحين مع أمه وصحبة أخته : أنا بكيفي أختار اللي أبغاها , وجيهان هذي ما أبغاها , الله يسهل لها وين ماراحت ...
وكمل بضيق : لا تقولين لي يا أمي إنك اتصلتي على أهلها كمان عشان ما أموت بغيظي ..
هزت راسها بلا وهي تقول : لا ماخبرتهم لسه مو قبل ما أكلمك , بس لييييييه , إنت قلت إنك ناوي زواج و البنت طيبة وحبوبة ...
قال بلا تردد : أنا أبغى أتقدم لسفانة ..
شهقت ريم وغطت فمها بسرعة قبل ما تخرج صرخة الحماس اللي حستها بتقتلها من شدة الفرح وطالعوا كلهم فيه بذهول , كان أشدهم ذهولا عهود , قال بثبات : أبغى أتقدم لسفانة بنت عمي علي ..
طالعت أمه في عهود بحيرة ورجعت طالعت فيها وهي تقول : بس عهود ...
انقطع كلامها بهتاف صالح اللي قام وهو فارد يدينه على اتساعها وهو يقول : هذا ولدي , يعلني أفرح فيك يارب ..
وضمه وهو يقول : ونعم , ونعم والله مااخترت , أنا من بكرة أخطبها لك لو تبغى , الليلة الليلة ...
ابتسم براحة وربت على ظهر أبوه وهو يشكره , نطت ريم من الفرح وهي تصرخ بحماس : ياااااااااااااااااااااااااااي عبود بيخطب ..
وجريت له لمن بعد أبوه وضمته بفرح وهي تقول بلهجة عميقة : ألللللللف أللللللللللللللللف مبروك ..
وهمست وهي تضمه أكثر : مبروك عليك سفسف مقدما ..
طالع في عهود اللي طالعت فيه بذهول وقال ببرود : مابتباركين لي ..
~ مستحيل خطتي تنهار بهالشكل , أكيد العنود ورا اللي يصير , ليش كانت متأكدة إنه ما بـ يوافق على جيهان ~ قالت ببرود وجمود : مبروك ..
لف على أمه اللي قالت : بس البنت صلعاء إنت عارف هالشي ولا لا ..
هتف صالح باستنكار وهو مو هاين عليه هالصفة المنسوبة لبنت أخته رغم حقيقتها : أم عبد الرحمــــن ..
قالت : أنا اش قلت قلت الحقيقة ..
قال بحدة : قولي ماعندها شعر ولا شعرها طاح , اش صلعاء هذي ؟؟
ابتسم عبدالإله وقال يقاطع نقاشهم : عارف إنها بلا شعر وراضي ..
قالت ريم وهي تصفق : يااااااااي والله ودي أطير من الفرحة , ودي , ودي ....
وضحكت وقالت : ما أدري اش ودي فيه , بس أحس فيني طاقة بتتفجر ...
ضحكوا على حماسها فتحركت عهود خارجة من الصالة متوجهة لغرفتها بضيق ~ لييييييييه ؟؟ لييييه ما نجحت هالخطة ؟؟ هذي كان آآآآآآآآآخر شي أستخدمه , ياربي اش أسوي , دحين لايمكن الزفت ذيك تسويلي الحجاب ولا يمكن ترجع لي الأثر , اش أسوي ؟؟ أتخلى عن جاسم يعني و ..... ~ شهقت وهي تمسك بطنها لمن تذكرت عملية الإسقاط اللي سوتها مؤخرا ~ لايمكن تفرطين فييييييييييييه , إنت مين بياخذك ويستر عليك غيره , بعدين هو حبي الأول , قبل ما تسرقه الحيوانة أزهار اللي ما أدري من فين طلعت , لاااااااا لايمكن أتخلى عنه , من سنين وجاسم لعهود وعهود لجاسم , من أيام الطفولة , لايمكن أتخلى عنه دحين , مستعدة أسوي المستحيييييييييييييييييل عشان أرجعه لي , هو حقي اللي سلبته أزهار ~ , طالعت في انعكاس صورتها في المراية , كانت جميلة ورشيقة القوام , هتفت بداخلها بغيض ~ أنا أحلى من ذيك الصلعاء , أحلى منها ميييييييييية مرة , ليه هي تقدم لها أحد وأنا لا , أزهار العفنة بشكلها ذاك ولا تجي نص جمالي ليش فضلها جاسم ووافق إنه يتمم زواجه بها , اش شاااااااف فيها ؟؟ اش اللي خلاه يتغير عشانها , آآآآآآآآخ يالقهر هالجمال كله اللي مطير عقل نص شباب الرياض والوحيد اللي حاولت أبهره مو داري عني ~ ضربت المراية بقهر وتحركت لسريرها وجلست عليه وهي تعض شفتها بقهر , لمن اندق الباب وانفتح قالت بحدة : إطلعي برا أبغى أجلس في الغرفة لوحـ ....
وسكتت لمن طل عبد الإله من ورى الباب , طالعت فيه بحيرة للحظة قبل ما تقول بطفش : حسبتك ريم ..
قال ببرود : حتى لو كنت ريم مفروض ما تطردينها بهالطريقة لأنه الغرفة مشتركة بينكم الثنتين ..
لفت وجهها وهي تتأفف , طالع فيها بنظرات ثاقبة وهو يقول بلهجة غريبة : ممكن أعرف عرضتي جيهان على أمي ليه ياست عهود وإنت عارفه رأي في الموضوع ..
حست بالخوف من لهجته وزاد خوفها لمن التفتت وشافت نظراته , قالت وهي تدعي الهدوء : اش قصدك مافهمــ....
قاطعها وهو يقفل الباب بالمفتاح : تراني سألت أمي من فين لها حكاية جيهان وقالت لي بالحرف الواحد , أختك قالت لي إنه ودك فيها لكنك مستحي تقول لأنك ماتبغى تقول إنك شفتها وانعجبت فيها ..
هزت راسها بلا وهي تفز من مكانها وهي تقول بتلعثم : هاااا , لا , صدقني أكيد أمي اختلط عليها و ...
قاطعها وهو يتقدم منها : لا اختلط عليها ولا شي , قالت كللللللللل السالفة , حضرتك كنت ناوية تحرجيني وتحطيني قدام الأمر الواقع وإنت وااااااااااثقة إني بأوافق احترام لرأي أمي , و ماحطيتي في بالك إني ممكن أرفض لأنك ماتدرين إني حاط سفانة في بالي , المقصد هنا ......
ورماها بنظرات حادة وهو يقول بتحذير : أبغى أعرف إش عندك إنت وجيهان هذي ..
حست الرعب يجتاحها فهزت راسها وقالت بعصبية : ولااااااااشـــــــي , اش فيــــــك ؟؟ لي تطالع فيني كذا ..
وقف قدامها للحظة وهو يضيق عيونه ورجع جلس على سرير ريم وقال بهدوء مثير : أنا ماني متحرك من هنا قبل ما أعرف اللي في راسك ..
ودخل مفتاح الغرفة في جيب بنطلونه الجنز الأسود وقال : وهذي قعدة يا ست .... عوعو ..
~ لااااااااااااااااا أكيد أنا في كابوس وحأصحى منه بعد شويه , مستحيل هذا يصير لي دحين , مستحيييييييييييييل , مو بعد ماقطعت هالمشوار كله , لاااااا , لااااااااااااااااا , استر يارب , استر يارب , عبد الإله لا عصب يصير مجنون , آنا اش خلاني أفكر بهالفكرة !! يارب استر , يارب استر , عهود خليك قوية , إنت دايما تخرجين منها زي الشعرة من العجين , شغلي مخك بس , شغليييييييييييييه ~ ....



************************
.................... يتبع

في نفس الوقت في فيلا أحمد :


قلبت الجوال بين يدينها وهي تمشي في غرفتها رايحة راجعة وهي تسحب أنفاسها سحب , طالعت فيها الهنوف وقالت : عنود حولتي عيوني , إجلسي لك ساعة تدورين ..
رصت العنود الجوال وقالت : قاهرتنييييييييييييييييييييييييييييي ..
وعضت الجوال وبعدته وهي تقول : والله لو إنك مامنعتيني كان طقيت عبايتي ورحت قلتلها هالكلام في وجهها بعد ما أصفعها وأطلع كل حرة قلبي منها ...
قالت الهنوف بخوف : إنت ماتخافين , وحدة وصلت بها الحقارة إنها تاخذ من أثر واحد ماتخافين تسوي فيك بلى ..
وقفت العنود عن الدوران وقالت بحدة : لاااا ست هنوف , أجلس متخددة وأستناها تهدم حياتي بالرعب والخوف والشك , توكلي على الله و إقرئي على نفسك وإن شاء الله ما يصير لك شي , بعدين هالأشكال على كثر القوة والحقارة اللي فيهم أجبن خلق الله , صدقيني إنها بتخاف من هالكلام وربي إن شاااااااااااااااااء الله يفضحها ربي قبل ما تسوي شي ..
وضربت صدرها بقهر وهي تقول : ياااااااااااارب أشوف فيك يوم يا عهود ..
زفرت الهنوف وقالت : لاتدعين عليها , قولي الله يهديها ولا ..
قاطعتها بحدة : أنا ماني زي أزهاااااااار ولا زيك , سوري , ماعندي هالصبر و الإحتساب و الطيبة الزايدة اللي في قلوبكم , قولي قلبي أسود عادي لكن وحدة نجسة زي عهود تاخذ من أثر أخويه وتبغى تهد بيته وتقولين أقول الله يهديها , الله لا يهديها ..
قالت الهنوف وهي تحط يدها قدام فمها : أسكت أحسن لي لأنك كل مالك تزيدين ..
وسكتت شويه بعدين همست : ترا مايجوز تقولين على مسلم إنه نجس و ...
صرخت العنود تقاطعها : هنووووووووووووووووووووووووووووووووووف ...
ولمن شافت الهنوف مغمضة عيونها ومدنقة راسها مستعدة لضربة منها زفرت وقالت : خليني لوحدي لأني بموت من الغيض وودي أفش غلي في أحد ومافي غيرك قدامي ..
ضحكت الهنوف وقالت : عادي خذي راحتك , كم عنود عندي ..
ماقدرت العنود تبتسم من كثر الغليان اللي تحسه في كل جسمها , سألتها الهنوف لمن شافت جمودها : طيب لو عرفت إن هالأوراق اللي قلتي عنها مجرد حيلة عشان ماتسوي السحر ..
زفرت وقالت وهي تجلس جنبها : شوفي حبيبتي نوع عهود اللي ما همه غير نفسه واللي يسوي المستحيل عشان رغباته وسعادته الشخصية بس يتخيل كللللل الناس زيه , يعني مستحيل تكذبني , ممكن تشك لكن بتظل حاطه في بالها إني ممكن أكون صادقة وأفضحها لو صار شي ..
فكرت الهنوف وقالت : صدقيني لو قلتيلها إنك تعرفين ايش ناويه حتخاف وماتسوي شي , ولو علمتي أمي ولا أبوي كان حل الموضوع ..
ضحكت العنود ومدت يدها ومسدت كتف أختها وهي تقول : ياحلاتك ياشيخة , الله يعطيك على قد نياتك ..
وهزت راسها وقالت بطريقة مسرحية : إنت طيبة عشان كذا ربي موفقك ..
وتحولت للجدية وهي تقول : يا ماااااااماااااااا هالبنت عقرب ثرى , عارفه اش هو عقرب الثرى ..
استغفرت الهنوف وهي تطالع في العنود اللي كملت : تقرص قرصتها وتختفي في التراب , حتى لو قلت لها إني أدري ما بتخااااااااف وبتسوي اللي في راسها لأنها ذكية , بتعرف إنه حتى لو صار شي لجاسم ولا أزهار وخبرتهم إنه هي اللي سحرت وين الدلييييييييييل ؟؟ الحرمة المجهولة اللي ماترد واللي طلع رقمها باسم واحد باكستاني ..
قطبت حواجبها وقالت وهي تحط يدها تحت دقنها : إي صحححححح , إنت كيف عرفتي إنه صاحب الرقم باكستاني ..
قامت العنود وقالت بحماس : حبيبتي أنا ماعندي واحد اثنين , من خبرتني أزهار رجعت اتصلت عليها وأخذت الرقم وأعطيته لريوف صحبتي أخوها يشتغل في الاتصالات , ما أخذت خمس دقايق الله يسعدها إلا وهي جايبة الاسم , بسسسسسسسسس ..
ضربت يدها وقالت : آآآآآآآآه يالقهر , ماردت علي , دقيت فوق العشر مرات ولا ردت ..
وزفرت وقالت : يعنيييييييييييي مافي دليل , يعنيييييييييييي لازم أكذب وأقول للـ ### إنه عندي شي ضدها ...
: عنووووووووووووووود , ترا فمك يبغاله غسل , اش هالألفااااااااظ ؟؟
لمن رن جوال العنود قالت : استغفر الله , استغفر الله , الله يغفر لي , هالبنت ركبتني ذنوووووووووووووب ..
وردت على الجوال وقالت بحدة : نـــعــــم ..
وسكتت لثواني قبل ما تشهق و تصرخ : كذاااااااااااااااااااااااااااااااااابــــــــة ..
واستمعت لثواني هتفت بعدها بفرح : يااااااااااااااااااااااااااااااي , إحلفيييييييييييي , قولي والله ...
وقامت تنطط وترقص وهي تقول بفرح : مابأحلق شعري بزنوبة , أهااااااا , ما بأحلق شعري بزنوبة , أهااااااااا ..
ضحكت الهنوف على خبالها وقالت : اش فيييييه ؟؟
وقفت العنود وقالت و السعادة تلمع في عيونها : عبود رفض يتقدم لجي جي ..
شهقت الهنوف فكملت بحماس : وقال إنه بيتقدم لسفسف ..
صرخت الهنوف : واااااااااااااااااا , من جــــــــــد ..
نطت العنود لسريرها وربعت فوقه وعدلت جلستها وهي ترجع الجوال على إذنها وهي تقول : قوليلي السالفة من طقق للسلام عليكم وركزي أبغاها بالألواااااااااان ...
وبعدت الجوال وغطته بيدها وهي تقول بتشفي : ياشماتتي فيييييييييك يا عوعو ..
وضحكت بسعادة , ضربتها الهنوف وأشرت لها على الجوال وهي تهمس : لا تسمعك أختها ..
وطالعت فيها باستنكار وهي تكلم ريم بحماس وهمست تكلم نفسها : صدق مجنونة , يا باغي الشر توطا عباتي , ذبحت البنت وهي ما توطت العباية أجل كيف لو ..
رجعت العنود وغطت الجوال وقالت تقاطعها : إلا من استخدمت اسمي في صياعتها تعتبر توطت عباتي ..
ورجعت تكلم ريم والابتسامة شاقة الحلق , قالت وهي تتحرك خارجة من الغرفة : أهم شي لا تنسين تتصلين بأزهار وتخبرينها بالهباااااااااب اللي سويتيه ...
رفعت العنود يدها إشارة النصر وهي تهز خصرها , ضحكت الهنوف وقالت : الله يكملك بعقلك ...
ولمن خرجت سمعت صوت غريب تحت الدرج , نزلت وطالعت للمخزن , شافته حايس عند عتبة المخزن ودافن راسه في كرتون كبير , تقدمت منه وحطت يدها على ظهره وهي تقول : عبد الرزااا ..
وانفجعت لمن انتفض وهو يشهق , طالعت فيه برعب وقالت : اش فييييييك ؟؟
ابتسم بهدوء وقال وهو يرجع للكرتون : فجعتيني ..
لفت براسها تحاول تشوف اش يسوي وهي تسأل : اش عندك ؟؟
قال بهدوء : أدور دفتر فاضي ..
رفت بعيونها بحيرة وهي تقول : دفتر !!
قال وهو ينفض الغبار عن دفتر من الدفاتر ويتصفحه : رحلتي قربت ومايمديني أشتري دفتر قلت أدور في المخزن , أعرفكم تموتون على التجميع ..
ابتسمت وقالت لمن شافته يبتسم للدفتر الخالي من الكتابات : ممكن أعرف اش تبغى فيه , إذا مافيها فضول يعني ..
ابتسم وقال : لو كنت عنود ماكان قلت لك لو تفحطين لأنه ما حأوصل غرفتي إلا وخبري منتشر عند كل العايلة ..
وهز الدفتر وقال : قررت أكتب يومياتي في البحرين ..
قالت بحماس : وااااااو حاجة حلوة ..
ابتسم مرة ثانية وقال : الله يسعدك , كذا التحميس لو كانت العنود كان قالت أول كم يوم بعدين بتطفش ..
فكرت في العنود الشمتانه في عهود وقالت : مهي فاضية لك دحين , يادوبها تشكر ربها إنها مابتحلق شعرها بزنوبة ..
ضحك من قلبه وهو يقول : برضها في تحدياتها لازم تحلق شعرها بزنوبة , خبله هالبنت , ما أدري متى بتعقل ..
فرحت لمن سمعت ضحكته فقالت بصدق : والله ما تصدق قد إيش اشتقت لضحكتك يا عبدالرزاق , جد جد وحشتني ..
زفر وقال : الحمد لله على كل حال ..
مدت يدها ولمست لحيته الخفيفه ورجعت سحبتها بخجل وهي تقول بتلعثم : هو , قصدي , أول مرة أشوفك , قصدي ...
قال ينقذها : اش رايك فيها ؟؟
قالت بسعادة : حلوة , تجنن ..
رفع حاجبه وقال بتريقة : ما أشوفك مجنونة ؟؟
طالعت فيه بذهول قبل ما تصرخ بحماس : رزوووووووق ..
وضمته وهي تقول : وحشتنيييييييييييييي ..
ضحك وقال وهو يدفها عنه : أقوووول إبعدي عني وعن عنود كمان , تراك صايرة زيها هالأيام ..
انتبهت لنفسها فنزلت راسها وفركت يدينها بخجل وهي تقول : نسيت نفسي من زود الفرحة ..
لمن سمع رنة جواله قال : هذا عمر جاي يوديني المطار , سلمي على عنود ..
: رزووووووووووووووووووووووووووووووووق ..
لمن سمع مناداتها وهي تجري على الدرج رفع ثوبه وجري لغرفته وهو يقول : مع السلامـــــه ..
ضحكت من قلبها لمن صرخت العنود وهي تلحقه : استنـــــــــى بأسلم علييييييييييييييك , ياحمااااااااااااااااااااااااااااااااار ...
ونطت عليه وضمته بقوة وهو يدفها وهو يقول : فكينيييييييييي , يالنشبة , غثــــــــى ...
ولمن شافها مهي راضيه تفكه قال : الله يعين عدنان على حضنك ..
انفكت يدينها بسرعة وبعدت عنه وهي تقول بصوت بطئ : يا قليــل الأدبــ ...
ضحك من قلبه وقال : شكرا ياجاسم , السلاح السري نفع ..
وسحب شنطته وقال وهو يلوح بيده : مع السلامة ..
قالت الهنوف : لا تنسى تقرأ سورة الكهف قبل المغرب ..
قال وهو يخرج : قريتها بعد الفجر ..
حطت يدها على قلبها وهي تقول : الحمد والشكر لك يارب , يامقلب القلوب ثبت قلبي وقلبه على دينك , وهم كذا تحسين براحة لمن يروحون ويرجعون مو زي أول طول الوقت أفكر لو قبض ربي روحه وهو يتسمع أغاني ولا ...
وسكتت لمن شافت العنود مدنقة وهي ماسكه بطنها , زفرت وقالت : مغص عدنان ..
وانصدمت لمن رفعت العنود راسها وهي تضحك وتقول : بالقوة مسكت ضحكي عنده ..
سلمت الهنوف على وجه وقفا يدها وهي تقول : الحمد والشكر لك يارب , أهل العقول في راحة ..
وزفرت وقالت : أتاريها من جدها يوم تقول حالة المغص تحولت لرغبة في الضحك ..
ورجعت لفت عليها وقالت : لا خلصتي ضحك دقي على أزهاااااااار لا تنسين ..



****************************


الساعة 12 في الرياض :
فيلا عبد الكريم :


صك الجوال وزفر وهو يسند راسه على يدينه المقبوضة وهو مستند بأكواعه على سطح مكتبه , طالع فيه خالد اللي دخل المكتب لمن ماسمع جواب أبوه على دقه وقال بحيرة : أبويه عسى ماشر ..
زفر عبد الكريم وقال : ولاشي , سويت اللي قلت لك عليه ..
قال وهو يأشر له على الملف اللي على الطاولة بين يدينه : أهي الأوراق بين يدينك , جيت أشوف قرأتها ولا لا ..
وجلس على الكرسي المقابل للمكتب وهو يكمل : سويت كل المطلوب بعد ما تكلمت مع أصحابي اللي في وزارة العدل , الأسبوع الجاي لازم تروح عمتي نجلاء للمحكمة مع جدي عشان ينهون الأوراق ..
وطالع بحيرة في أبوه وهو يقول : ليش تدور على فهد دحين و طلبت طلاق عمتي منه في المحكمة بعد هالسنين ؟؟ ..
زفر و قال : لأن الحيوان كمل خمس سنوات من شرد من البيت , و لأني ما عاد أبغى أختي في عصمته , عرفت ليش ؟؟
وسكت وكمل بغيض : أما ليش دورت عليه فهذا لسبب ثاني ..
وطالع فيه بحسرة وهو يتساءل بداخله ~ ليش ماوافقت ؟؟ ليش ؟؟ كان ارتحت , كان ... ~
: أبويه ..
خرج من سرحانه و طالع في خالد اللي طالع فيه بحيرة وهو يسأل : تبغى تقول شي ..
قال وهو يهز راسه : لا , بس ناديلي ماهر ..
قال : توني وأنا داخل لك كان خارج مع سامر ..
طالع في ساعته وقال : دحيييييييييييين , خارجين دحييييييييين ..
رفع جواله ودق على ماهر , استغرب خالد من عصبية أبوه المفاجئة وهو يخاطب ماهر و استغرب أكثر لمن سمعه يقول بعصبية : وحضرتك ناسي إنه أخوك عنده بكرة دوام يوم إنك خارج معاه الساعة 12 الليل , و ... لا تقعد تبرر , ما عندكم أب تستأذنون منه وقت الخروج , اش بتفيديني رجعتكم دحين , روحوا وين ما تبغون تروحون , مع السلاااااامة ..
وصك الجوال وهو يزفر بعصبية , التزم خالد الصمت وهو منزل راسه للأرض , قام عبد الكريم من مكتبه وبدأ يدور في الغرفة وهو يسحب أنفاسه بضيق , قال بعد فترة وهو يزفر : أنا كيف خاطبتهم بهالطريقة , أعوذ بالله منك يا شيطان ..
ابتسم خالد وقال : الواحد لمن يكون معصب وزعلان يـ ...
قاطعه أبوه بحزم : القوي الذي يمسك نفسه عند الغضب يا خالد ..
وزفر وهو يقول بداخله ~ الحمد لله دايم أمسك نفسي عند الغضب لكن ... ~ غمض عيونه لمن تذكر وسام , اللي صار لها واللي عرف به ما يخليه ينام الليل , وزاد لمن عرف بحكاية فيصل جارهم , قال خالد وهو يسمع زفرة أبوه وهو يفرك عيونه بتعب : أبويه قول اللي في خاطرك , ترا زفراتك تحرق القلب ..
همس وهو يرجع يجلس على مكتبه : الله كبير يا خالد , خلني لوحدي ..
قام خالد ولمن خرج لقيهم قدامه , متشابهين تماما ببنطلونهم الجيشي وبلايزهم الزيتي ابتسم وقال : اش رجعكم ؟؟
سأل سامر بتوتر : أبويه جوه ..
قال : إيوه بس يبغى يجلس لوحـ ...
ما خلص كلمته إلا وهم مقتحمين الغرفة وهم يدقون الباب , رفع عبد الكريم راسه وكبح ابتسامته لمن شافهم , كان عارف إنه زعلهم بعصبيته اللي مالها داعي وعارف إنهم بيقدرون هالعصبية منه لأنه من كبروا وهو تارك لهم الحرية في أمورهم و مخاويهم و معتبرهم أصحاب أكثر منهم أبناء وتوقع إنهم يتأسفون منه على أي شي يعتبره خطأ حتى لو ماكان خطأ في نظرهم , لكن ما توقع إنهم يرجعون بهالسرعة عشان يراضونه , قال ماهر هو يبتسم : كيف حال الناس المعصبة ؟؟
تحركوا له و جلس ماهر على الكرسي المقابل للمكتب و وقف سامر عن يساره وهو يكبس أكتافه وهو يقول : والله سمعنا إنه مغضوب علينا اليوم ..
قال وهو يقطب حواجبه : أجل تبغوني أضحك , هذا مو وقت تخرجون فيه , لو خرجتم دحين متى بترجعون ومتى بتنامون ومتى بتصحون لصلاة الفجر ..
قال ماهر وهو يخاطبه بطريقة رسمية جادة : طويل العمر إحنا كنا رايحين نجيب عشى ونرجع محنا رايحين ديوانية شباب , كلها نص ساعة بالكثير وراجعين ..
قال بعصبية : وليه ماقلت هالكلام في الجوال ؟؟
قال سامر وهو يضحك : إنت خليت له مجال , ماسمعت إلا نص سلام ماهر وبعدها ما أسمع إلا ..
ومثل كإنه ماسك جوال وهو يقول : .. طيـ .. أبو .. اسـ .. أنا ... أ .. أ .. مع السـ ..
قهقه عبد الكريم على تمثيله وقال : الله يقطع شرك , اش قصدك بهالكلام ؟؟
قال ماهر بابتسامة : إنت ما أعطيتني فرصة أقول شي ..
ابتسم وقال بصدق : كنت زعلان بس مو منكم ..
وزفر بداخله لمن تذكر وسام , طالع فيهم و شافهم ساكتين ابتسم وقال : مادامكم هنا , أبغى سامر في كلمة راس ..
رفع ماهر حواجبه وقال : أكشخ , طردة محترمة لشخصي الكريم ..
قال عبد الكريم بحزم : بعده إنت في كلمة راس , ترا يكون في علمك إنت الأساس , واصلني كلام ما يسر يا سيد ماهر ..
قام ماهر وقال : سنفروااااااا بجلودكم ..
ضحك سامر من قلبه وقال بخبث : اش قصدك ؟؟ أبويه شرحبيل ياللي ما تستحي ..
لف عليه عبد الكريم وسأل بحيرة : شرحبيل منه ؟؟..
شهق ماهر وسامر يقول بخبث : ذاك المخيف اللي يحاول يقتل السنافر ..
قطب حواجبه يفكر وسامر يذكره : فاكره فيلم الكرتو ..
صك ماهر فمه وهو يقول : أبويه إنسى , أنا ما قصدت شي , يا كلمة ردي مكانك ..
ودعس قدم سامر وهو يهمس : أسكت يالنذل , لله بيشرشحني بعد شويه حشمت الزفت أريجو ..
بعده سامر وقال بأذيه : تستاهل اللي يجيك , مابقي شي على جوازكم و ...
سكته ماهر فقال عبد الكريم : هي إنت وإياه , استحوا على وجيهكم , واحد مدرس والثاني مضيف وقاعدين تضاربون كنكم عيال متوسط ..
قال ماهر بضحكة وهو يلف على سامر : زين رقانا أبويه ..
شاركه سامر الضحكة وقال له وهو يتكي بكوعه على كتفه : العاده أمي تقول عيال إبتدائي و ...
قاطعهم بعصبية لمن شافهم يهرجون مع بعض ومهم معبرينه : بسسسسس , تحركوا ...
انتفضوا في مكانهم وتحرك ماهر خارج وهو يقول : ماعاد أحد يعرف له هالأيام , غير معصب و ..
: ماااااهر ..
ابتسم لأبوه وهو يخرج ويقفل الباب , زفر عبد الكريم وطالع في سامر اللي ابتسم وهو يقول : ترانا مخبل بس نعجبك وقت الجد ..
ابتسم وقال : عارف , إجلس الله يصلحك ويصلحه ..
أول ما جلس سأله بشكل مباغت : اش رأيك في وسام ؟؟..
طالع سامر في أبوه بحيرة و قال وهو يقطب حواجبه : وسام !!
ولمن تذكرها قال : آآآه وسام بنت عمي خالد الله يرحمه ..
طالع فيه عبد الكريم وقال بهدوء : هي ما غيرها , تعرف عنها شي ؟؟
قطب حواجبه وهو يتذكر شكل سطام بعد المضاربة اللي الكل تكلم عنها وعن خروج أمه من البيت بعد ما تضاربت معاهم بسببها , قال : أعرف عنها اللي يعرفه الكل , قصدي إنها معلمة وعايشة عند عمتي نجلاء من صغرها ..
قال عبد الكريم كإنه يقول تقرير و عيونه مركزه على وجه سامر : مولوده سنة 1394 , عايشة عند عمتك من كان عمرها 3 سنين وعمتك تقول عنها إنها وحده حبوبة وطيبة وجميلة , وهي دحين ما شاء الله موظفة تشتغل مشرفة اجتماعية في مدرسة عبارة عن مجمع متوسط وثانوي ..
كان سامر يستمع لأبوه وهو في حيرة مهو فاهم سبب هالكلام كله لكنه ما حب يقاطع أبوه خاصة وهو يشوفه يقبض يدينه بقوة لدرجة حس إنه أظافيره بتخترق جلده من قوة الضغط , ولمن سأله أبوه بعد ما أنهى كلامه : سامر ما تبغى تتزوج ؟؟
بدأ عقله يدور على رابط بين الحدثين ~ وسام , الزواج , لا يكون .... ~ طالع في أبوه بصدمة , أول ما شاف عبدالكريم نظرته تغيرت ملامح وجهه وهو يسأله بتردد : ما تناسبك ؟؟
تأكد سامر من رأي أبوه فقال بدون ثانية تفكير : أنا من مواليد 1400 , يعني 6 سنين فرق ..
قال عبد الكريم وهو يدعي ربه إنه يسهل ويقدم اللي فيه الخير : بالضبط 5 سنين وشهرين , أنا حسبتها بالتاريخ ..
طالع فيه بحيرة وهو يقول : حسبتها , كيف يعني ؟؟
تردد عبد الكريم وأخيرا قال بحزم وهو يكسو وجهه بجمود : شوف الكلام اللي أقوله لك دحين ما يطلع من فمك ولا تكلم فيه حتى خيالك , أنا ما أجبرك على شي بالكلام اللي قلته , هذي حياتك وإنت حر فيها , لكن أنا ودي إنك تتقدم لوسام لأسباب أحتفظ بها لنفسي حاليا , أعرف إنها أكبر منك لكن أنا أشوف إن السن مو عيب , يمكن إنت لك وجهة نظر غير وجهتي ..... هنا أقولك هذي حياتك و إنت حر فيها , فكر وقولي رأيك ..
وسكت وهو يشوف نظرات سامر التايهة , زفر وقال : شكله كلامي مو مترابط ومو مفهوم ..
ابتسم سامر وقال بلطف وهو خايف على أبوه اللي أول مرة يكون بهالشكل : المهم إني فهمته , صراحة ما أدري اش أقولك يا أبويه ؟؟ أنا حاط في عقلي الزواج ورغبان فيه حتى كلمت سحر عشان تجس نبض أثير ..
قطب عبد الكريم حواجبه وقال بتساؤل : أثير بنت عمتك ؟؟ إنت تبغاها ؟؟ ليش ما خبرتني ..
قال بصدق : لا مو حكاية أبغاها ولا شي معين , هي أكبر الموجودات من بنات عماني وعماتي و لمن سألت عنها سحر مدحت لي فيها فقلت أتوكل على الله وأجس نبضها ..
تذكر عبد الكريم إنها ولدت قبل سحر بكم شهر , طالع فيه عبدالكريم وقال يستحثه : و ..
ابتسم وقال : ولاشي , رفضت ..
اتسعت عيون عبد الكريم وهو يقول بصدمة : كييييييييييييييف ؟؟
قال سامر يهديه وهو عارف إنه ما حيهون عليه إنه بنت أخته رفضت ولده : مو هذا الموضوع يا أبويه , الموضوع إني ناوي أتزوج في أقرب فرصة إذا سهل ربي لكن وسام ...
وسكت وكمل : ما قيد فكرت فيها , أقصد ..
هز عبد الكريم راسه وقال بصوت كسير : فاهمك ..
ابتسم وقال : بس أوعدك أفكر ..
ابتسم له أبوه وقال : الله يقدم اللي فيه الخير ياولدي ..
وزفر وقال : نادي أخوك خليني أشوف مشكلته مع مرته هالمرة ..
قام سامر وقال : طيب عن إذنك أروح أشتري العشا على بال ماتتفاهمون لأنه لو دريت سلافة إننا ماجبنا العشا بتذبحنا ...
قال بضحكه : تحرك بسرعة مادام في السالفة أختك الزنانه هذي , مافينا على صوتها ..
ابتسم سامر وقال : أبويه ترا شكلك مشتاق لشركاتك وشغلك , قاعد ورى مكتبك و ....
ضحك عبد الكريم وقال : تحرك وإنت ساكت ...
خرج سامر وابتسم لماهر الجالس في الصالة مع سحر وخالد وأمه وقال بمزح : التالي ..
قام ماهر وقال بصوت أنثوي وهو يحط يده ورى ظهره ويقدم بطنه كإنه حامل : يوووه يالإنتظار في المستشفيات يطلع روح الوحده , ومع الحمل , أفففففففف ..
وتحرك ببطء وهو يتمايل ولف عليهم وهم غرقانين في ضحكهم وقال وهو يزفر : إدعولي , دكتورتي في إجازة و محوليني على هالدكتور ..
رفع خالد قدمه لمن مر من عنده ماهر ورفسه بقوة وهو يقول : تحررررررك ..
كان بيطيح على وجهه من قوة الرفسة لكن سامر سنده وهو يضحك من قلبه على خبالهم , وأمه تقول باستنكار : خاااااااااالد , بتذبح أخوك ...
لف ماهر على خالد وقال بعصبية : هييييييييييييييييي ..
وحط يده على بطنه وهو يكمل : بسسسسس , بغيت تولدني ..
قال خالد بتريقة : أووو سامحيني ياوخيتي بس إنت مأخره المريضات اللي وراك قلت أعجلك شوي ...
ضحكت سحر من قلبها وقالت : الله يخلف علييييييييييك يا أمي ..
زفرت حنان وقالت : يا حسرتي العاقل الوحيد فيهم ربي قدر وبعده عني , كان خفف من خبال اللي عندي ..
ولفت على خالد وقالت بتريقه : إنت متى بتسافر ؟؟
قال بأذيه : لمن تخطبين لي ..
سكت الكل و قال ماهر : إنت من جدك تتكلم , تبغى تتزوج وحده ثانية , أنا وحده ما دخلت عليها وودي أفتك منها ..
شهقت سحر وقالت أمه باستنكار : مااااااااااااااهر ..
زفر وقال : لاحق على هالكلام مع أبويه ..
وتحرك ودخل الغرفة وصك الباب , قالت حنان وهي تزفر : يا حسرتي على عيالي , فرحت بعدنان وقلت العقدة انفكت يجي ينكد علينا ماهر , مابقي على زواجه شي , شهرين بس , الله يهدي سره ..
قال خالد بهدوء : أصلا من بداية خطوبتهم وهم في مشاكل , يعني لا تنكدين على نفسك يا أمي كل ما صارت مشكلة بينهم ..
جلس سامر وقال : خالد من جد تبغى تاخذ على أم غيداء ..
طالع فيهم باستنكار وقال : اش فيكم كل يسأل هالسؤال ؟؟ من جدي أتكلم , ولو مادورتم لي عروسة ترى بأخطب من نفسي ..
التزمت سحر الصمت وأمها تقول : طيب فكرت في الموضوع زين ؟؟
قال بحزم : فكرت وقررت كمان ..
طالع فيه سامر بحيرة وهو يتساءل بداخله ما دام هو مصر على الزواج ليش ما عرض عليه أبوه وسام بدل عنه , يكون أبوه فكر في هالشي واستبعده ولا ..
: أمي أنا ما قلت إنه هند مقصرة معاي في شي ..
قالها خالد بنبرة حادة خرجته من أفكاره وخلته يطالع في وجه أمه اللي تغير , اعتذر خالد وقام بسرعة , لحقته سحر قبل ما يطلع للملحق اللي مجهزه أبوه له ولحرمته وهي تقول : خالد , خالد ..
التفت لها وزفر بضيق وهو يقول : خير ..
ابتسمت وقالت وهي تكبس أكتافه : اش فيك معصب ؟؟ تعال أسويلك كاسة عصير على بال ما يجيب سامر العشاء ..
قال بضيق : متى بيروح ومتى بيجي أنا تعبان بأروح أنام و ...
قالت تقاطعه : أخليه يطير دحين ..
ولفت على الصالة وقالت : سموووووووووووووور , تحرك جيب العشاااااااا , سلافه بتنزل دحين ...
قام سامر بسرعة وقال : ياويلييييييي ..
ضحكت وقالت : شفت , للمريخية هذي محاسن كثيرة , الكلللللللللللل مايبغى يسمع زنها ...
ولمن شافت ملامحه المقطبة سحبته للمطبخ , جلسته وفتحت الثلاجة تخرج له العصير اللي كانت حافظته في جك كبير , صبت له في كاسة , ولمن لفت عليه شافته دافن وجهه بين كفوفه وهو مستند بأكواعه على الطاولة , حطت الكاسة قدامه على الطاولة و قالت وهي تمسد أكتافه بحنان : خالد ..
قال من دون ما يتحرك : مفتقد زي هالحركة اللي تسوينها يا سحر ..
وبعد وجهه ولف طالع فيها وقال : مفتقد اهتمام و حنان ..
نزلت راسها بصمت , قال وهو يلتفت لها بكامل جسده : هند على بالها لأننا متزوجين من عشرة سنين وعندنا ثلاث بنات إني ماعاد أحتاج هالإهتمام , ما أنكر إنها تغير في شكلها كل فترة ومتابعة لأحدث صرعات الموضة لكن ياما قلت لها إنه هذا مايهمني بقدر مايهمني اهتمامها فيني ..
قالت تدافع عن هند : طيب مو التغير في شكلها وحفاظها على أناقتها عشانك و ..
قال يقاطعها : مو على حسابي , ياليتها تصرف نص الوقت اللي تصرفه في الصالونات وقدام التلفزيون والكمبيوتر على الجلسة معايا , اش أستفيد أنا من وحده طول وقتها مشغولة عني بنفسها وبأناقتها ..
قالت باعتراض : حاولت تكلمها وتفهمها , مافي زي الصراحة ..
زفر وقال : مليون مرة تناقشنا على هالموضوع وكل ما فتحته تقعد تقول هذا جزاتي اللي أتعب وأحاول أكون في أحسن شكل عشانك , وياما قلتلها ماأبغاك تتزينين إذا هذا بيشغلك عني لكنها ما تفهم , لاهية في نفسها وفي بناتها وأنا مخصصة لي الوقت اللي تخلص فيه أشغالها وزياراتها ومكالماتها و غيره ..
قالت تحاول تفهمه رغم إنها بدأت تفهم سبب رغبته في الزواج : طيب لا تلومها , مسؤولية بيت وثلاث بنات وطبخ وغسيل و ...
قال يقاطعها : جبت لها شغالة تسوي الغسيل والكوي والتنظيف و مابقيت لها إلا الطبخ كله عشان تتفضى وبرضووووووووو ما نفع , تعبت , تعـــبت , حتى لمن نجلس جلسة هادية والبنات نايمات والبيت هادي ما تحاول..
وأشر بيده وهو يحاول يشرح لها وزفر وقال : مختصر الكلام إني محتاج وحده تحسسني لمن أجي إني أنا اهتمامها الوحيد ..
ابتسمت سحر وقالت : ولمن تجيب عيال و تنشغل و تسوي زي هند , اش بتسوي ؟؟
قال بحزم : سحر أنا كنت عارف إنك بتدافعين عن هند , ياما حريم بيتهم متروس عيال وماعندهم شغالات وقدروا يوفقون بين هذا كله وبين أزواجهم , هند تهمها خرجاتها وصحباتها أكثر مني وإذا كلمتها تقول ..
سكتت وما علقت على كلامه , قال وهو يطالع فيها بتقطيبة : إنت بداخلك موافقتني لكن ما تبغين تقولين ..
سكتت لفترة قالت بعدها بهدوء وهي تطالع فيه بثبات : مو عن كذا , أنا ما أقدر أحكم إلا لمن أسمع من الطرفين , يعني إنت أخوي وممكن أتعاطف معاك و غيره لكن لو حكمت على كلامك أكون ظلمت هند ..
ابتسم وقال بتريقة : ما يجي أتزوجك ..
طالعت فيه بعيون متسعة بصدمة وضحكت وهي تضربه على كتفه , قال : ودي أتزوج وحده توزن الأمور في راسها وتفكر في الصح والخطأ بحكمة و ..
زفر وقام , قالت بلطف وهي تسحب الكاسة وتناولها له : اشرب شويه على الأقل ..
شرب العصير وهي تطالع فيه بصمت , قالت بعد ماناولها الكاسة الفاضية : تبغاني أتكلم مع هند بدون ما تحس و ..
سكتت لمن هز راسه بلا وهو يقول : سحوره خلاص حطيت في راسي الزواج ولا يمكن أخرجه , ما دامها ما عقلت بالكلام اللي أقوله الثانية تكسر راسها , سعيد يقول لي من تزوجت وحرمته متغيرة و صايرة تهتم به وبنفسها , تمشي على العجين ما تلخبطه عشان تنافس الثانية ..
لفت بوزها وقالت : يا كرهي لهالنوع من الرجال , ما قالك على المسؤولية اللي زادت عليه والمشاكل اللي يواجهها كل يوم , فالح يقول هالكلام , إذا زوجها قال هالكلام أجل ما ألوم الحريم يوم يتكلمون على الأولى و يقولون الزواج نحفها ولا غيره ..
ضحك وقال : بيني وبينك , الحرمة اللي تهمل نفسها وتهتم بعد ما يتزوج زوجها تستاهل الكلام اللي يجيها , لو كانت مهتمة في نفسها من البداية ما كان جاها هالكلام ..
وسكت وقال : أنا وضعي غير بيتكلمون علي وبيقولون ماقدر النعمة اللي هو فيها لأنهم شايفين الظاهر بس و ما يعرفون أسرار البيوت ..
وتحرك خارج وقبل مايختفي لف على سحر وقال : تعرفين وحده على المواصفات اللي أبغاها ..
رفعت يدينها باستسلام وهي تقول : أمشي في جنازة ولا أمشي في جوازه ..
ضحك وقال : ما شاء الله عليك حكيمة ..
غمزت له وقالت : أعجبك ..
وطالعت في الباب اللي اختفى من عنده وزفرت وهي تقول : الله يهديك يا هند ..
كانت تلاحظ بعض الإهمال من مرة أخوها لكنها ما توقعته حتى في البيت , توقعته هنا بس لأنها تكون في بيت أهلها أكثر الفترة اللي يجون فيها من السفر بحكم إنها مشتاقة لهم بسبب غيابها الطويل ..
: Hiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii..
لفت عليها سحر وقالت بتريقة : وعليكم الهايات ..
وكملت بضيق : ماعندنا تحية تحين فيها ست سلافه ..
قالت سلافه : السلام عليكم ..
ردت عليها سحر السلام وهي تغسل الكاسة وتحطها على المجلى , قالت سلافه وهي تفك دولاب التخزين الطويل : يووو ما في مارشيملو ..
قطبت سحر حواجبها وسألت : إيييييييش ؟؟ واش هذا ؟؟
قالت وهي تحرك أصابيعها تحاول تشرح : المارشيملو , هذا الحلاوة اللي تجيك ملونه بألوان فاتحه على شكل دوائر زي زي , اش اسمه هذا اللي يغسلون به الصحون ..
زفرت سحر وقالت : اسفنج ..
صفقت بيدها بحماس وقالت وهي تأشر عليها : هو هذا المارشيملو , الحلاوة اللي شبه الإسفنج ..
طالعت فيها سحر بطفش وقالت : هذا الشرح كلللللللللللله والاسم المعقد على حلاوة اسفنج , صدق أهل العقول في راحة ..
طالعت فيها سلافة للحظة قالت بعدها وهي تلف على الدولاب : الحق علي اللي أحاول أشرح لك ..
دخل ماهر بوجه مقطب وهو يقول : سحر أبغاك في ...
وسكت لمن شاف سلافة , لفت سلافة وطالعت فيه من فوق لتحت وزفرت وهي تقول بصوتها النحيف : سوري , لا تستناني أطلع , إذا تبغاها خذها , أفففففف ..
ولفت على الدولاب , ابتسمت سحر وتقدمت له وهي تقول : خير ..
قطب حواجبه وسحبها برا المطبخ وهو يهمس : أبويه مصر يتدخل هالمرة وأخاف تصير مشاكل مع عمي ..
قالت بهمس : طيب خلاص انهي الموضوع بنفسك قبل ما يتطور و ..
قاطعها بحدة : أنا مابيني وبين ذيك الزفت أي تفاهم ..
رفعت حواجبها باستنكار لكنها التزمت الصمت , زفر وهمس : شوفي هو بداية الموضوع كان ...
~ ياربيييييييييييي أنا ليه الكل يشكي لي ؟؟ توني خارجة من هم خالد ~ استمعت له وعيونها تتسع أكثر وأكثر من شدة الصدمة وأخيرا وبعد نصف الساعة من الوقوف قالت بهدوء : أتكلم مع أريج قبل ما أحكم ..
قال باستنكار : يعني منتي مصدقة كلامي ..
قالت بهدوء وهي تتذكر خالد : ما أقدر أحكم من سماع طرف واحد , مادام كلمتني في الموضوع استنى إلين أتكلم مع أريج وأحل الموضوع ..
وابتسمت بتشجيع وهي تقول : إن شاء الله خير ..
زفر وتحرك لغرفته , طالعت فيه بحسرة وهي تقول : ياربيييييييي استر ..
: سحر ..
لفت بصدمة وقالت بحدة : خييييييييييييييييييييييير , لا تقول عندك شي انت الثاني ...
ضحك سامر على رد فعلها وقال وهو يرفع أكياس العشا : العشا ..
ضحكت وقالت : سامحني , كنت مشحونة شوي ..
وسحبت منه الأكياس , حك حاجبه وقال : طيب ممكن أكلمك على بال ما ..
لفت وطالعت فيه بصدمة وهي تقول : لااااا عاااااد , ترا الموضوع تجاوز المعقول , خالد و ماهر ودحين إنت , اش عندكم ؟؟ متفقين علي !!
ضحك وقال بمزح : محد قالك تكونين حكيمة وكتومة , تستاهلين ..
قالت باعتراض وهي تحط الأكياس على الطاولة : عندكم خلود , ماشاء الله عليها , العقل كله ..
قال وهو يسحب كرسي ويجلس : خلود بعيدة , وصعب نتكلم في التلفون , مو زيك إنتي متوفرة قدامنا والزين كله فيك ..
هزت راسها وهي تخرج الأشياء وتقول : إيوه , إيوه , اشتروني بكم كلمة لكن ما أقول غير ..
وتنهدت وهي ترفع يدينها وهي تقول : حسبي الله على اللي ما يتسمى , حسبي الله عليك ..
قطب حواجبه وسأل : مين ؟؟
قالت : في غيره , سيد سين اللي ماشرف إلى الآآآآآآن , أمووووت وأعرف اش اللي مأخره ..
: سيد سين ..
قالها ماهر بحيرة وهو واقف عند باب المطبخ اللي رجع له لمن سمع صوت توأمه , قالت وهي تكتب حرف السين في الهوا : س في الرياضيات ..
ولمن شافتهم متنحين قالت : دلالة على المجهول ..
ولمن استمروا في عدم فهمهم زفرت وقالت : قصدي عريس الغفلة ..
ضحك سامر وقال : حللللللللللوة س , تسمية جديدة COOOOOL ..
وشاركه ماهر الضحك وهو يقول بتريقة : في اللفة , في اللفة , شفته بعيوني راكب حصان أبيض ..
قالت بتريقة وهي تعقد يدينها قدام صدرها : أي لفة هذي ؟؟ هذا قاعد يدور في دوار مو لفة , والله لو إنه في ألاسكا كان وصل من زمان , صدقني هذا راكب سلحفاة و حولاء كمان عشان كذا مضيع دربه ..
قهقه سامر ورجع راسه على ورى وهو يتخيل السلحفاة الحولاء , وقال ماهر من وسط ضحكه : الله يقطع شرك يا بنت , قطعتي ولد الناس وهو ما جا ..
ابتسمت لضحكهم ورجعت ضحكت معاهم وهي تقول : هذا الرجال يطلع أسوأ ما فيني , والله إني حزنانة عليه ..
مسك سامر ضحكه وهو يقول بتريقة : قصدك مين ؟؟
قال ماهر بزفرة : السيد س ..
وانفجروا بالضحك مرة ثانية , مسكت الكيس الفاضي وكورته ورمته على وجه سامر وهي تقول بضحكة : خلااااااص ..
وضربت ماهر على كتفه وهي تقول : بسكم , ما حسبتم بالكلمة ..
دخلت سلافة وقالت : وااااااو جا الأكل At laaaaaast , شميت ريحته من بعيد ..
وسحبت كرسي وجلست عليه وهي تقول : ماهر نادي بابي ومامي ..
قال وهو يحمحم ويجلس : خليه هو يناديهم أنا أكبر منه ..
لف عليه سامر باستنكار و سأل بعفوية وهو رافع حواجبه : قصدك مين ؟؟
لف عليه ماهر وقال بتريقة : السيد س ..
وحرك حواجبه ورجعوا يضحكون , زفرت سحر وقالت : ياربي على البزران اللي عايشة معاهم ..
وخرجت تنادي أمها وأبوها وخالد للعشا وسلافة متحمسة تسألهم عن هذا السين ..



*****************************

اسير الصمت
09-10-2012, 11:33 PM
صباح السبت 6 / 10 / 1427 هـ :
في المدرسة :


: يا مدمــــــــــــــن ..
توقف سامر عن المشي والتفت لا شعوريا لمن سمع الصرخة المدوية , اصطدم بصره بنظرات الطلبة المتوزعين في الشارع واللي ما دخلوا أسوار المدرسة , كان البعض ملتفت نحو الصوت والبعض الآخر يطالع فيه بابتسامة غريبة , عرف إنه أحد المبتسمين هو صاحب الصوت , رماهم بنظرة باردة وتحرك لداخل المدرسة , وقفه أحد الطلبة وهو يقول : كل سنة وإنت طيب يا أستاذ ..
ابتسم سامر وقال : وإنت طيب , كيف كانت إجازتكم ؟؟
وطالع لبقية الشباب اللي بدأوا يتأففون وهم يقولون إنهم مالهم نفس للدراسة بعد هالإنقطاع , ذابت ابتسامته لمن سمع واحد يقول من وراه : أنا نفسي أعرف الوزارة كيف سامحه لمدمن إنه يدرس ..
التفتوا طلبته وطالعوا للي خلفه , تجاهل الصوت تماما وقال لواحد من طلبته المتميزين : قرأت القصص اللي أعطيتك إياها ..
هز راسه بحماس وهو يقول : أخذت مني وقت طويل لكني استفدت منها كثير يا أستاذ ..
قال : مافي زي القراءة و متابعة البر امج الإنجليزية بترجمة إنجليزية , تقوي اللغة كثير ..
: مسوي فيها فهيييييييييم ..
: لو فهيم ماكان يضرب نفسه هروين ..
ذكر نفسه إنه أستاذ ولازم يكون أعقل فتجاهله للمرة الثانية وهو يسأل البقية بهدوء : والبقية قريتم ولا لا ..
محد جاوابه فحس بتوتر يزيد , قبض على ملفه بقوة ..
: ماتبغى تحكينا عن إدمانك يا ... أستااااااذ ..
وقبل ما يلتفت إندفع أضخم طلابه من يمينه وهو يصرخ : إلزم حدودك يا لحيواااااااااان ..
التفت بسرعة وصرخ : بدر لاااااااااااا ..
لكن بدر تجاهل صرخته وهو يضرب أنحف الموجودين بقبضة يمناه واللي ميزه سامر لأنه واحد من طلبته في الصف الثالث , اندفع النحيف من قوة الضربة وطاح على الأرض , تفل الدم اللي في فمه وقال وهو يقوم : يا #### إنت وأستاذك أبو المخدرا ...
وقبل ما يخلص كلمته كان بدر فوقه ينهال عليه بالضرب , رمى سامر ملفه واندفع يسحب بدر وهو يقول بحزم : بدر سيبه ..
تفلت منه بدر وهو يرفس الولد , وقبل ما يتحرك سامر اندفع أصحابه يدافعون عنه وينهالون على بدر بالضرب , صرخ : خلااااااااااااااااص ..
وبدأ يفرق بينهم هو و أستاذ التربية البدنية اللي اندفع لمن شاف المضاربة لكنهم كانوا أكثر , شهق سامر لمن شاف طلبته من الصف الأول يندفعون ويساعدون بدر , ثواني وخرج المدير من المدرسة وهو ماسك خيزرانته ووراه الحارس اللي راح يناديه , لكن الطلبة كانوا في حالة فوضى ..
: بــــــــــــس ..
صرخة المرشد يوسف اللي وصل توه خلت الكل يجمد في مكانه , قال المدير بعصبية : كلكم للساحة بسرعة ..
ولف على سامر وقال : سامر , خليل , إلحقوني ..
انتبه سامر إنه شماغه وعقاله مهي على راسه وإنه أزراره العلوية مختفية , مسد شعره وهو يسحب أنفاسه , انمد الملف له فطالع في الطالب وقال وهو يتناوله منه : شكرا ..
وتقدم له طالب ثاني وهو ماسك شماغه وعقاله , شكره وهو يتناولها و طالع في الأرض عل وعسى يلقى طاقيته الجديده من بين الطواقي المرماه على الأرض واللي بدأ الحارس يجمعها ..
: سامر ..
تحرك لمن سمع مناداة المدير ودخل للمدرسة وهو يدعي من قلبه إن الله يستر وتعدي المشكلة من دون شوشرة , كان واثق إنه مجمع الأمل اللي كان فيه يضمن له السرية التامة أثناء العلاج , وفوق هالسرية هم يصدرون لكل المتعالجين تقارير طبية تبرر إنقطاعهم عن العمل وتوافق عليها الوزارات والدوائر الحكومية بلا تردد لدعم هالفئة عشان ماترجع للي كانت فيه , وكل المتعالجين كانوا يرجعون لأعمالهم تحت مراقبة صارمة من المجمع , يعني مستحيل إن الخبر يكون انتشر من المجمع أو المسؤول في الوزارة أو .. غمض عيونه بقوة وهو يقول بداخله ~ آآآآآآخ , أنا كيف نسيت إنه معاذ ولد جارنا , أففففففففففف أكيد ماخذ الخبر من أبوه أو أمه , ياربييي كيف أواجه المدير والأساتذة , توني بدأت أتأقلم وأرتاح , توني اللي ثبت رجولي وكسبت احترام اللي حولي و .... سامر تذكر إن الحمد لله على كل حال , الحمد لله ~..
: صحيح الكلام اللي أسمعه من الطلاب يا أستاذ سامر ..
خرج من أفكاره وطالع في المدير اللي جلس خلف مكتبه وهو يقول ببرود : حضرتك كنت مدمن ..
الكلمة والنظرات المحتقرة أصابته في مقتل وهي تخرج ببرود من بين شفاه مديره اللي كان يطالع فيه باحترام ويشد على كتفه كل ماشاف اجتهاده في العمل في الفترة السابقة , قال بهدوء ومن دون تردد : إنت قلتها بنفسك , كنت , لكن دحين الحمد لله ..
تنهد المدير وهو يمسح وجهه والتفت سامر على أستاذ البدنية خليل اللي طالع فيه بذهول , ولف وجهه وتصنم لمن شاف نظرات المرشد المبتسم بلطف , حس بعزيمته تقوى فقال باعتراض : يا أستاذ هالموضوع قديم وصارله فوق السنتين و ...
ضرب المدير المكتب بكل قوته وقام وهو يقول بحدة : لو كان قبل عشر سنين , إحنا هنا تهمنا سمعة المدرسة , يعني لو الموضوع كان محصور بين المعلمين ماعندي مانع لكن إنه يعرف الطلبة إنه أستاذهم المبجل كان مدمن مخدراااااااااااات هذا شي ثاني ..
طالع فيه سامر بعتاب وهو يقول بهدوء : تقولها كإني كفرت ..
طالع فيه المدير بحدة فتابع بحزم : الحمد لله ربي تاب علي وانتهيت من هالمرحلة في حياتي وإنت بنفسك شاهد إني منضبط في دوامي وأأدي واجباتي على أكمل وجه و طلبتي ..
قال المدير يقاطعه : طلبتك اللي يشوفونك قدوتهم اش بيكون نظرتهم هاااا , أهلهم اش بيسوون لمن يدرون إنه أستاذ أولادهم مدمن مخدرات ..
قال سامر بحزم : كاااااان ..
زفر المدير وقال ببرود : لو سمحت وقع حضور وخروج , أنا معفيك اليوم إلين أشوف هالمسألة وأحلها مع الطلبة ..
وقبل ما يفتح فمه باعتراض قال يوسف وهو يأشر للباب بيد ويسحب سامر من ذراعه بيده الثانية : تفضل يا سامر ..
خرج سامر من مكتب المدير ولمن شاف نظرات خليل اللي هز راسه وراح زفر وقبض يدينه بقوة وهو يقول من بين أسنانه : لاحول ولا قوة إلا بالله , حسبي الله ونعم الوكيل ..
مسد يوسف على كتفه وقال : وقع زي ماقال المدير وأخرج خذ لك نفس , أوعدك أتصل عليك وأخبرك بالتفاصيل ..
هز سامر راسه وقال بحزم : ماني خارج لو على جثتي , مو بكيفه , لمن تقول الوزارة إطلع أطلع , بأجلس في مكتبي وما بأحضر الحصص إن كان هذا قصده , عن إذنك ..
وتحرك لمكتبه بعد ما وقع في سجل الحضور , أول ما دخل الغرفة حس بتكهرب الجو , طالع فيهم وقال بابتسامة هادئة : السلام عليكم ..
ردوا عليه السلام , حط ملفه على المكتب وتحرك بثبات وبدأ يسلم عليهم وهو يعايدهم , كان يشوف نظرات التساؤل في عيونهم لكنه تجاهلها وهو يرجع لمكتبه ويخرج دفتر التحضير وأوراقه ويبدأ يصنفها ~ لا يمكن أتراجع الآآآآآآن , مو بعد ماقطعت هالمشوار كله , إن شاء الله أبقى ثابت دايم يارب ~ , طالع في جواله اللي حطه على المكتب ورفعه بعد تردد عشان يتصل ...



****************************


في مدرسة أخرى :

: مايجوز تلقي الرشاوي ياست وسام ..
ضحكت وسام وقامت من مكتبها وهي تقول بترحاب : هلااااااا والله , كيفك أنغام ؟؟ بشريني عنك ..
وتبادلوا السلام وهم يهنون بالعيد , أشرت أنغام على باقات الورد وكيسين صغار محطوطة على المكتب وقالت : أنا مدرستهم بنات الإيه ولاعمرهم أهدوني ..
ضحكت وسام وقالت : إنت لو تلقيتي ورد وهدايا تعتبر رشوة لأنه بيدك درجات لكن أنا ماعندي ولا درجة ممكن أمنحها لهم ..
جلست أنغام وقالت : وريني هدايا بنات المتوسط ..
سحبتها وسام ودخلتها درجها وقالت : روحي لحصصك مالك دخل في هداياي ..
ضحكت وقالت : فكـــه ماعندي لا حصة أولى ولا ثانية ..
وزفرت وكملت وهي تتمطى بكسل : يازين اليوم اللي مافيه أولى أو سابعة , ولا إحتياط يااااااااااااي , يكمل اليوم ..
ضحكت وسام وقالت وهي تجلس : هموم المعلمات ..
لفت أنغام وقالت : مابتسأليني عن زوجي ..
هزت وسام أكتافها وقالت بهدوء: إذا تبغين تتكلمين قولي وأنا بأسمع ..
ابتسمت وقالت : قال بصريح العبارة إنه يبغاني أخلع لكني صدمته لمن حلفت إني ما أطلب الخلع لو ذبحني , يبغى الفكة يطلق ويطلع حافي منتف زي ماجاني حافي منتف ..
وزفرت وقالت : أصلا هو مو وجه نعمة , زين اللي سيارته اللي اشتريتها له مسجلة باسمي ...
قالت وسام بابتسامة : صراحة حركة ذكية منك ..
زفرت وهمست بتعب : عايشة معاه صورة , ماني قادرة أكلم أخواني أو أشتكي لهم , أنا اللي أصريت عليه لمن تقدم ووافقت رغم اعتراضاتهم , وتهاوشت معاهم وقلتلهم إني بأتزوجه بسببهم وبسبب اللي يسونه فيني , دحين لو كلمتهم ولا قلت آآآه بيتشمتون فيني هم وحريمهم ..
لمن تذكرت وسام نجلاء اللي تعذبت مع فهد طويييييييييل وخبت هذا كله عشان مايلوم أبوها نفسه اللي أجبرها على الزواج من ولد أخوه مدت يدها وقبضت على يد أنغام وقالت : حبيبتي أنا ما ألومك لمن وافقتي , إنت كنت بتفتكين من إستغلال أبوك وأخوانك لراتبك ومن مراقبتهم لك على الطالعة والنازلة ومن حبسهم لك في البيت , لكن اللي ألومك فيه إنك بتخبين عنهم مد يده عليك , حبيبتي ترا مهما كان استغلالهم لك صدقيني ما بيرضون عليك المهانة ومن واحد غريب , والله مايرضون بها ..
دنقت وقالت وهي تهز راسها : إستحالة أكلمهم , أنا سويت اللي علي والباقي على الله ..
ولمن شافت نظرات وسام ضحكت وقالت : قصدي كلللللللللله على الله ..
ابتسمت لها وسام مشجعة ولمن تذكرت أمها اللي بلغتها إنها خبرت عبد الكريم وأنهت الموضوع زفرت وسألت بحيرة : أنغام لو خيروك بين واحد متزوج ولا واحد أصغر منك بست سنين مين تاخذين ؟؟
ولمن شافت نظرات أنغام وتذكرت إنه زوجها أصغر منها قالت بضحكة : أووووو نسيت ..
هزت أنغام راسها وقالت بزفرة : لا تقارنين الـ ### اللي عندي بباقي الرجال ..
شهقت وسام من سبتها لكنها ما علقت لأنها عارفه إنها ماقالتها إلا وهي واصلة حدها من زوجها , تابعت أنغام وهي تطالع فيها بجدية وهي تعقد يدينها فوق المكتب : شوفي هو بالمختصر المفيد ومن واقع معاشرة لأصناف الرجال خلال أربعين سنة أختصر لك الموضوع في جملة مفيدة , حاليا الرجال كلاب لابسين ثياب ..
شهقت وسام مرة ثانية وانفجرت بالضحك وهي تقول باستنكار : الله يقطع سواليفك اش هالكلااااام , اغتبتي كل الرجال بهالكلمة ..
قالت أنغام بجدية : من جدي أتكلم , ماعاد هم زي أول , ماعاد في رجال بالمعنى الحقيقي للرجل , صار همهم شكل الحرمة واتباعها للموضة , دلعها وغنجها , سهرات وشيشة وشباب ودشوش وأغاني و غيره كثيييييييير , هذا صار همهم , ولمن أقول هالكلام ما أبرئ الحريم , حتى الحريم ماعاد هم زي أول , ماعاد يهمهم إلا الجري ورا الموضة وتسوي قصة فلانة و تقلد المغنية العلانه و تفصل فستان المصمم الفلاني و تحب الممثل العلاني و معظم اللي تتبعهم نصارى ولا هندوس ولا مالهم ديانة ..
وزفرت لمن شافت نظرات وسام وقالت : بالمختصر الدنيا ماعاد هي زي أول , الوحده تختار الرجال الطيب وتحاول تصبر على غثاه إلين تجيب لها كم ولد تربيهم على الدين عشان يرفعون شأن هالأمة النايمة وتموت وبسسسسسس ..
ابتسمت وسام وقالت : برضك ماجاوبتيني , لو الاثنين طيبييييييييين , تختارين مين ؟؟
سكتت للحظات قالت بعدها : تستخير وتختار , لأنه صراحة صعب الإختيار بينهم , أمرين كلاهما مر ..
طالعت فيها وسام وسألت بهمس : إذا مافيها فضول , ممكن أعرف هل مشاكل مع زوجك بسبب السن !!
ابتسمت أنغام وقالت وهي تطالع في مناكيرها الوردي : شوفي هو مو السبب الرئيس بالضبط , قصدي إنه كمان كان في فارق إجتماعي بيننا , بالإضافة لإختلاف القبيلة و الأهم من هذا كله إنه كان داخل على طمع من بداية الموضوع وأنا كنت عارفه هالشي لكني حبيت أجرب حظي يمكن أقدر أخليه يحبني لذاتي , بداية حياتنا في الثلاث سنين الأولى قدرت أجاريه لأني كنت أحبه ومتحمسه إني أخليه يبادلني هالحب لكن السنتين الأخيرة ببروده ومعاملته خلتني أحس بالعجز والكبر , وهنا انتبهت إنه فرق العمر بيننا كان هائل , عقد بيني وبينه وصدقيني لو كان أكبر بخمس سنين وداخل على الزواج بقصد ثاني غير الطمع كان فرق في حياتنا كثير وماكنا حنوصل لهالطريق المسدود , قصدي أنا دحين أربعين وهو في الثلاثين أوج شبابه , ماعاد أنا قادرة أجاريه ..
ولفت عليها وطالعت فيها بألم وهي تقول : لكن والله لو حبني بصدق كان رفع نفسه كم سنه لفوق وكان ممكن لحظتها إني أقلص بعض من هالسنين زي ما كنت أسوي أول أيام زواجنا ولحظتها كنا حنتلاقى في نقطة معينة , فرق السن مو المشكلة , المشكلة في الشخصين المتزوجين , شوفي الرسول تزوج خديجة وفرق 25 سنة بينهم وهي غنية وهو راعي لكنهم كانوا أسعد زوجين ..
وزفرت زفرة حرقة , صلت وسام على النبي ومدت يدها مرة ثانية وقبضتها على كف أنغام وهي تهمس : صدقيني يا أنغام الله إذا أحب عبدا ابتلاه , المؤمن يؤجر على الشوكة اللي يشاكها فكيف بأمر عظيم زي مصيبتك , بعدين تذكري إنه عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..
رفعت أنغام راسها وطالعت فيها بامتنان قبل ما تقول بحزم : بس برضو الصغير أحسن من المتزوج , على الأقل الصغير تشوفين معاه كم يوم حلو لكن المتزوج بيظل طووووووول عمره مقسوم بالنص بينك وبين حرمته , يعني بتتزوجين نص رجال ..
ضحكت وسام و قالت : مشكورة على النصيحة ..
قامت أنغام وقالت بتريقة : وتذكري الجملة اللي قلتها لك ..
قهقهت وسام وقالت : روحي ياشيخة , ما أقول غير الله يهدينا ويهديك ...




******************************

في جامعة الملك عبد العزيز في جدة :

: عنيدو دحين إنت متصلة علي مع هالصباح وأنا في الجامعة عشان تستجوبيني عن عهود ..
: ريمان تكفيييييييييييييين أبغى أعرف اش صار من بعد ما دخل عليها عبد الـ ...
وشهقت وهي تسأل : إلا تعاااااااااااااااااااالي إنت في الجامعة اليوم ليييييييييه ؟؟ خبري بكم ماتداومون مع البزران ..
ضحكت وقالت : لا عندي أشياء ضرورية لازم أسويها , بعدين عندنا إمتحان بسيط أصرت الأستاذه إننا نختبره اليوم ..
وكملت : وبالنسبة لعهود , ما أدري اش صار بينهم لكنه خرج وهو ساكت ما كان في شي مقروء على معالم وجهه , توقعته يخرج وهو مبهذلها بعد المقلب اللي سوته فيه عشان تخطب له صحبتها , أما عهود كانت معصبة لآخر درجة , تخيلي طردتني من الغرفة مع كم سبة وجلست في الصالة إلين هديت وخرجت دخلت بعدها للغرفة ..
بدأت العنود تهزئها وهي تعطيها دروس في عدم الاستماع لأوامر عهود الغير معقولة خاصة وإن الغرفة حق مشترك بينهم , فكرت ريم في مصايب أختها اللي مهي قادرة تمنعها منها ولا هي قادرة تعلم أحد عليها و زفرت وهي تقول : خليها على الله يا بنت , إلا إنت ليش كنت معصبة من عهود , معقول هذا كله عشان حاولت تخطب له صحبتها , ترى عهود ما تدري إنه سفانة تحب عبـ ...
وسكتت , كانت هذي أول مرة تتكلم فيها عن سفانة وعبدالإله من ذاك اليوم اللي قرأت فيه الرسالة وتلقت فيه أول صفعة من العنود في حياتها , وصلها صوت العنود المرح يقول : اش فيك سكتي ؟؟ لايكون تذكرتي هبالتنا ذاك اليوم , تراه في قلبي إلى الآن , والله آآآآآآآآآآآسفة يا ريمو ..
ضحكت ريم وقالت بهدوء : عادي يابنت , مابيننا هالأشياء ..
وسكتت وكملت : ماقلتيلي اش السبب ؟؟
وصلتها زفرة العنود قبل ما تقول : هو هالسبب ماغيره , يعني عاجبتك هالجي جي اللي تبغى تخطبها لعبوووووود , لا يا عيوني , يكون في علمك كنت مستعدة أكلم عبود بنفسي وأقوله عن حقيقة هالبنت ...
~ عنود مهما كان عهود أخت ريم الكبيرة ومو حلو إن الصغيرة تشوف قدوتها وتسمع عنها كلام مو زين , خليك ساكتة ولا تنبهينها ~ وتداركت كلامها عشان ماتدري ريم عن سوالف أختها وتشك فيها وقالت : قصدي من شكلها ذاك اليوم في الزواج ولبسها تعرفين طينتها ..
~ آآآآآآآآآآآآآه يا عنود ماتدرين عن عهود وسواليفها , ياربي اش أسويييييييييي ~ قالت تسألها عشان تضيع الموضوع : اش مصحيك في هالوقت ؟؟ لا تقولين مانمت إلى الآن يا العاطلة ...
وصلتها ضحكت العنود وهي تقول : إي والله ما نمت إلى الآن عشان كنت أفكر في أمور الرعية , بعدين رزوق طلب مني أصحيه للفجر وخفت أنام عنه ..
وضحكت وهي تكمل : وياليتني فدته , الغبية موقته على أذان جدة ونسيت إنه في المنامة يختلف التوقيت , يسبقوننا بأقل من ساعة تقريبا ..
ابتسمت ريم لمن سمعت اسمه وقالت : كيف حاله دحين ؟؟ ومتى سافر ؟؟
: إمبااااااااارح سافر , والحمد لله إن شاء الله إنه أحسن , يعني صار يضحك ويفرفش شويه لكنه مازااااااااال صامت وسارح معظم الوقت ...
قالت ريم : الله يوفقه ..
وكملت لمن شافت صحباتها يلوحون لها : عنودي , صحباتي ينادون , عن إذنك ..
: مع السلامة ..
: مع السلامة ..
قفلت ريم جوالها وتبعت صحباتها وهي تفكر بآخر مرة شافته فيها , كان مرعب وإلى الآن ينتفض قلبها كل ما تذكرت منظره ذاك لكنها في نفس الوقت تحمد ربها إنه فاق من غفلته وتدعي له بالثبات , وهي ماشية من عند أحد المباني شافت بنت حاضنة صديقتها حضن مو طبيعي , نسيت نفسها وهي تطالع فيهم بحيرة ولمن شافت وحده منهم ترفع راسها لصحبتها وهي ... شهقت ولفت وجهها وهي تقول : أعوووووذ بالله , لاحول ولا قوة إلا بالله , يارب ترحمنا , يارب لا تسخطنا ...
ضحكوا صحباتها عليها وقالت وحده منهم بصوت عالي وهي تطالع فيهم بلا تردد : من وجدتموه يعمل عمل قوم لووووووط فاقتلوا الفاعل والمفعول به , اتقواااا الله ..
ولمن تحركوا البنتين ووحده فيهم تسحب الثانية اللي طالعت فيهم بحدة قالت : وين مارحتم ربي شايفكم ..
سحبوها صحباتها وريم تقول : فطوووووووم يالخبلــــه ناسية حكاية بنت الأحياء اللي ..
وحركت بيدها حركة مبهة وهي تقول : فاكرتها اللي استفردوا بها في الحمام ..
قالت فاطمة بحدة وهي ماهمها في أحد : الخوف من الله يا حبيبتي , والله ما أخاف من بشر , كنتم خير أمــــة أخرجت للناس , ليييييييش ياهوانم ؟؟ تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر , بعدين شوفيهم كيف اختفوا من قدامنا , والله صاحب المعصية ذلييييييييييل , حتى لو جاتك تصارخ وتنافخ و تشوح بعيونها بتخويف بتظل ذليلة , ارفعي عليها الصوت شويه واثبتي تشرد من قدامك ..
وزفرت وقالت بقهر : اش خلاهم يتمادون ويسوون فعلتهم الشنيييييعة قدام الله وخلقه إلا السكووووت , دحين تلقينهم راحوا يدورون مدس ولا حمام وهذا مقامهم أصلا ..
وتحركت بعصبية وهي تقول : وتبغون مطر ورحمة من رب العالمين , الله يغفر لنا ..
لفوا البقية على بعض وهم يحطون أياديهم على موضع قلوبهم , قالت وحدة فيهم : والله بنروح فيها مرة من المرات من فطوم هذي , لو راحت وكلمتهم بهدوء كان ممكن يتعظون ..
هزت والثانية راسها وهي تقول : يا الناااايمة راحت لهم وكلمتهم كذا مرة لكنهم ما يتعظون ..
ضحكت ريم وقالت بحماس : بس تصدقون , عجبتني فطوم , شكلهم وهم مرتبكين كذا بعد ماكانوا زي الملوك نافخين ريشهم ورااااايحين فيها وهم يعلنون للكل عن حبهم بلا خوف يجنن , حمستني ودي أدور عليهم وأقولهم زي ماقالت ..
وقطبت حواجبها وقالت : هي اش قالت بالضبط ..
قالت أهدأهم : هذا حديث يالجاهلات , حديث عن الرسول يقول من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به , يعنيييييييي سواء كان رجال ورجال ولا حرمة وحرمة , وترى حتى البهيمة لو فعل بها يقتل اللي فعل وتقتل البهيمة ..
شهقوا وسألت ريم : لييييييييه , البهيمة اش سوت ؟؟
قالت وهي تلحق بفاطمة : لأنه كره أكلها بعد ما انفعل بها العمل من شدة قباحته ..
مشوا معاها وهم يستغفرون , لفت عليهم وقالت : وتصدقون إنه اللي تعمل هالعمل ملعونه , يلعنها الله من فوق سبع سموات ..
قالت ريم وهي تحط يدها على قلبها وهي تتذكر عهود وجيهان اللي دخلت عليهم مرة وهم في وضع مريب : يارب رحمتك , يارب عفوك وسترك ..
وحست بقلبها يتفطر بداخلها وبكل خليه من خلاياها تئن بألم من وقع اللي سمعته , من كثر ماصارت تشوف هالمناظر تساهلت الأمر بالرغم عنها , سنتين في الجامعة كانت كفيلة إنها تعودها على المناظر وتصير كإنها شي عادي , جلست تستغفر وتستغفر وهي تتمنى لو عندها قوة فاطمة عشان توقف عهود عند حدها أو يكون عندها حلم أزهار وتفكيرها الصائب عشان تقدر تواجه أختها بالعقل أو جرأة العنود وتهورها , على الأقل كان ممكن تسوي شي يبعد عنها ألم الصمت اللي يذبحها ويحسسها بالذنب ...



****************************


بعد نهاية الدوام في الرياض :

خرج من غرفة المدرسين اللي ظل حبيسها طوال النهار وراح لغرفة المراقب اللي رماه بنظرة غريبة قبل ما يرجع يطالع في الأوراق اللي قدامه , مسك القلم ووقع الخروج وتحرك , كان زيه زي الجدر اللي وراه طوال اليوم , ماكان أحد يكلمه ولا حاول هو يكلم أحد , لمن سمع أصوات الشباب المختلطة في الساحة , سحب نفس وخرج من المبنى , ثلاث خطوات خطاها في الساحة ساد بدأت بعده الأصوات تتخافت شيء فشيء , حس بإختناقه يزيد مع تراخي الأصوات اللي همدت تماما لعدة ثواني قبل ما ترجع الهمسات المتخافته , استمر في مشيه بثبات وهو يبتسم إذا جا بصره على أحد الطلبة مباشرة , ظهر جسم قدامه فتوقف عن المشي قبل مايتراجع خطوه عشان يميز الشخص , ابتسم وقال : كيف كان يومك يا بدر ؟؟
ابتسم بدر وقال بحماس وهو يأشر على عينه المضروبه والمحمر أسفلها : وناااااااااسة , فصلوني يومين ..
ضحك من قلبه وحس برغبة إنه يحضنه بامتنان لأنه أول شخص يخاطبه من بداية هالنهار , مين كان يتخيل إن أشقى ولد في الصف الأول و أكثرهم احتقارا و كرها للأساتذة واللي الكل يشتكي منه يصير من أحسن طلبته , حط كفه على كتف بدر وشد عليها بقوة وهو يقول بعتاب : تراني ضحكت على وناسة , و المفروض ما تفرح بالفصل يا بدر , تراني فرحان بمستواك الحالي وما أبغى أي شي يأثر عليه ..
قال بدر بحماس وهو يضربه تحيه عسكريه : as you wish, I do my best ...
طالع فيه سامر بفخر وقال : I will لأنك تتحدث عن مستقبل ..
هز راسه وقال بابتسامة : I will remember ..
شد على كتفه أكثر وهو يقول : إن شاء الله ..
وربت عليه وتحرك وهو يودعه , وتفاجأ ببعض طلبته يودعونه بحماس , ودعهم ودخل سيارته وهو متجاهل تماما قزازها الخلفي المكسور , أول ما تحرك طالع في الطريق بصمت , وقف عند أول إشارة وتلفت يمينه ويساره وصرخ بحماس : yeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeees..
وحمحم وقال يكلم نفسه : قول الحمد لله , اش يس هذي , الحمد لله , الحمد لله ..
وقاوم مشاعر حسها تغرقه للحظة وهو يسترجع كلام بدر اللي حاول يثبت له إنه يعتبره أستاذه رغم كل شي , حس بالمشاعر تترجم لدموع غريبه , دموع بداخله في حين ظلت عيونه جافه , قبض على الدركسون وضغطه بقوة وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله ..
ولمن أضاءت الإشارة الخضراء حرك السيارة وتوجه لحي بعيد عن حيهم , وقف سيارته عند العمارة وطلع وهو يقفز الدرجات درجتين درجتين , وقف عند بابها ودق الجرس , له فترة طويـــلة مازارها , لحظات مرت قبل ما ينفتح الباب وتستقبله ابتسامتها الرقيقة الهادئة , ابتسم وقال : السلاااااام عليكم ..
وسلم عليها وهو يقول : هلااااااااا خلودي , شخبارك يالقاطعة ؟؟
ضحكت وقالت وهي تأشر له يدخل : أنا القاطعه ولا إنتم اللي خونتم فينا وقلتم بتخيمون فجأة ..
سألها وهو يجلس على الكنبه : جيتي عندنا ذاك اليوم ؟؟
قالت : إيوه جيتكم , بالقوة أقنعت ولد عمتك وخليته يجيبني طلعتم في البر البريرة مع الشباب ..
وابتسمت وسألت : المهم , بشرني عن يومك ..
زفر وقال : الحمد لله ..
قالت وهي تقرب منه صينية القهوة اللي مجهزتها وحاطة فيها صحن بسبوسة وكنافة : واش سويت مع ولد محمد الـ ..
قال بطفش وهو يتناول منها الفنجان اللي صبته : لا تجيبين سيرته , الله يقطعها من ساعة اللي تعرفت فيها على هالجار , مايقدر يصك حلقه ويحفظ أسرار ..
ابتسمت وقالت بعتاب : مايجوز هالكلام , إنت تسب الوقت والوقت هو الله ..
استغفر وابتسم وقال وهو يحرك سبابته : ما نقول الوقت هو الله , الوقت والزمن كله بتقدير من الله هو اللي يجريهم , الله هو الدهر زي ماجاء في الحديث ..
ضحكت و قالت : كنت أحاول أشرح وأقرب المعنى , فعلا الأفضل ما نقول هالكلام ..
هز راسه وقال : كثير يقعون فيه , الله يغفر لنا ..
قالت وهي تطالع فيه بحنان : سمور حبيبي عادي اللي صار كان متوقع أقصد منتظر , يعني مو كل شي ممكن إنه يتخبأ خاصة إنه أبوي سوى نقلك لمدرسة قريبة داخل الرياض , بعدين قول الحمد جلست فترة طويلة رسخت فيها رجولك قبل ما ينكشف المخبأ صح ولا لا ..
ابتسم وقال بصدق : والله أنا مو متأثر من هالسالفة , صح في البداية خفت واكتأبت وحسيت إنه كل شي بينهار لكن لمن جلست أفكر وأتذكر كل اللي مريت به أقول الحمد لله على كل حال , يعني أنا فعلا إنسان سعيد ...
وزاد اتساع ابتسامته وهو يقول : سعييييييييد لدرجة ما تتخيلينها , لقيت فرصة لأقدم فيها اشيااااااء كثيرة , أول دلائلها وأنا خارج قابلني واحد من طلابي اللي قلت لك إنه متضارب مع ولد محمد عشاني , كلمني كم كلمة بالإنجليزي وودعني وهو مبتسم , حسيت لحظتها إني ملكت الكون , حسيت وقتها إني أستاذه اللي استفاد منه فـ شي ..
قالت بتأثر : الله يسعده يارب ويوفقه ..
زفر وقال : لا يمكن أنساه , صدقيني بيظل بصمة في تاريخي كمدرس , ولو يدري كيف كان أثر كلماته وابتسامته بداخلي ....
وهز راسه وهمس : حسيت بثقتي تكبر أكثر وأكثر بفضل الله أولا وأخيرا ..
لحظة صمت سادت قبل ما يرفع راسه ويطالع حولينه , الشقة الواسعة الخالية من الأصوات دعاها بداخله إن الله يرزقها الولد الصالح اللي يملأ لها البيت وهو يسأل : ومتى يرجع النسيب ؟؟
ضحكت وقالت : يووووووووو عد الساعات وإغلط , مايجي إلا حول خمسة ..
وقامت وهي تقول : تعال أغرف لك الغدا ..
حاول يتملص منها وهو يقول لها إنه أمه وسحر بيزعلون ليش ما خبرهم لكنها جلسته عند السفرة اللي فرشتها ودقت على بيتهم وهي تجهز الصحون , أنهت مكالمتها وقالت وهي تحط صحن الرز : يااااااا ويلك وسواااااااااد ليلك من سحر , تقول ذابحتك لا رجعت ذابحتك لأنها من زمان ودها تجيني ..
فكر في سحر للحظات وقال : الله يسعدها هالبنت , تصدقين أمس كنت بأكلمها في موضوع مهم ولمن قاطعنا ماهر قلت خيرة لأني بعد مافكرت في الموضوع أكثر وجدت إنه من الأفضل إني أسألك إنت هالسؤال ..
طالعت فيه وهي تجلس عند السفرة جنبه وهي تقرب له الملعقة , تابع وقال : بحكم إنك مجربة يعني ..
طالعت فيه بحيرة وطالع فيها بصمت قطعه وهو يسألها : برأيك أتقدم لوسام رغم فارق العمر ؟؟
اتسعت عيونها وهي تطالع فيه بصدمة وهي تهتف : وساااااااام !!!!!...


****************************

........................... يتبع ..
أعتذر عن الأخطاء التي تعبت كثيرا من تعديلها والتي أشعر أنها كلما أصلحت إحداها توالد بدل منها العشرات ...
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

يوم الثلاثاء 9 / 10 / 1427هـ :
صباحا في الرياض :

زفرت وهي تطالع في الطالبة الجالسة أمامها والتزمت الصمت وهي تحدق فيها , رفعت الطالبة عيونها لها ورجعت رختها وبعد فترة رفعتها ورجعت رختها , وبعد هالصمت الطويل همست : أبله وسام والله الـ ..
قالت وسام بحزم : لا تحلفين باسم الله كذب ..
سكتت البنت بعدين قالت وهي تفرك يدينها : قصدي أنا كتبت هالرسالة بس , قصدي , بريئة ما كنت أقصد فيها شي ..
حطت وسام يدها على الورقة المفرودة قدامها وزحفتها إلى عندها وهي تقول بهدوء : طيب ممكن تقرئينها لي بصوت عالي يا جنى ..
طالعت جنى في الورقة قبل ما تتساكب الدموع من عيونها وهي تمسكها بيد مرتجفه , طالعت في وسام باستعطاف لكنها واجهتها بنظرات ثابته بلا مشاعر واضحة , طالعت في الورقة وهمست : حبـ .. حبيبتي ملاك .. أنا أحب شعرك الـ ...
وسكتت ودموعها تزيد , قالت وسام بهدوء : كملي ..
هزت راسها بلا وهي تغطي وجهها بيدينها , تجعدت الرسالة المحشورة في قبضتها , قامت وسام وتحركت لخلف مكتبها وجلست على الكرسي المقابل لجنى وقالت وهي تحط يدها على ركبتها : جنى لو الرسالة بريئة كان ما خجلت من قراءتها بصوت عالي صح ..
زاد بكاها فقالت وهي تبعد يدينها عن وجهها : طالعي فيني ..
طالعت فيها جنى فابتسمت لها بحنان وقالت : جنى أنا اش كنت أقولك ..
همست من بين دموعها : إبعدي عن ملاك وشلتها ..
هزت راسها وقالت بحنان : حبيبتي أناعارفه إنه ماما حاولت تنقلك ودايم تفتشك لمن ترجعين من المدرسة لكن لا تلومينها , أنا لو شفت مع بنتي كتاب زي اللي لقيته أمك مدسوس بين كتبك كنت بأراقبها ..
وحطت يدها على خدودها تمسح دموعها وهي تقول : شوفي كيف صار وجهك من البكى ؟؟
وضحكت وقالت وهي تناولها منديل : عيونك صارت زي عيون الباندا , لو شافتك أبله أماني بتسوي لك تعهد عشان الكحل اللي حاطته ..
مسحت عيونها وهي تشهق وتقول : كل شي منعتونا منه , إحنا بنات , لا سلاسل لا كحل لا مرطب لا عطر , حتى المرايات في الحمام مكسرة ..
قالت بتفهم : عانينا نفس المعاناة وصدقيني بأحاول أرفع للوزارة شكوى خصيص عشان المرايات , لكن المكياج مايحتاج في المدرسة لكل مقام مقال صح ولا لا , بعدين لاتلومينهم على منع العطر لأن البنات بهذلوهم يرشون العطر وقت الصرفة وتخرج الطالبة معطرة وهي ماهمها إنه البنت اللي يشم أحد الرجال ريحتها تعتبر زاينة ..
قالت ببرود : أمي تتعطر وهي خارجة ..
ابتسمت وقالت بهدوء : ومين قالك إن الأم ماتغلط , الأم بشر زيها زي باقي الناس , كلنا نغلط , لكن الحلو إن الإنسان لمن يعرف غلطه يحاول يتفاداه صح ..
سكتت للحظة قبل ما تقول : طيب يعجبني دلع ملاك ..
وسكتت على طول وهي تطالع في وسام بخوف وتردد , حافظت وسام على هدوءها وهي تهز راسها بمعنى كملي , كملت بتردد : تمشي وهي رافعة راسها , الكل يحبها ويستنى نظرة منها , والبنات حولينها يجرون لها ..
طالعت فيها بهدوء وسألتها : هذا اللي يعجبك فيها بس ؟؟
ترددت طويل قبل ماتقول : شعرها حلو يعجبني وحركاتها الناعمه وضحكتها وكلامها ..
وسكتت , كانت وسام تطالع فيها بهدوء وعقلها يدور بلا هواده , وأخيرا سألت بلطف : اش أكككككككثر شي يعجبك فيها ؟؟
قالت بلا تردد : حنانها , دايم تسأل عني لمن أغيب وتتصل علي في البيت وتسألني كيف حالي وتضحكني بهروجها وتعلمني على أشياء تشوفها أمي تفاهة وقلة أدب عشان كذا شالت عني التلفون لكن ملاك جابت لي تلفون ثاني دسيته في مكان ماتعرفه أمي ..
~ أهااااااااااااااااا , دحين فهمت ~ قامت و قالت : ماشاء الله عليها , الله يجزيها بالخير اللي تحب تطمن عليك , بس عارفه بما إنه أمك مهي راضية على مشيك مع ملاك و صديقاتها فإيش رأيك نبعد عنها شوية لو بمكالمات البيت على الأقل , إلين أتفاهم مع ماما وأفهمها إنكم صديقاااات ..
وضغطت على الكلمة عشان ترسخها في بالها وهي تكمل : إنت عارفه إنه رضى الله من رضى الوالدين ..
وابتسمت وكملت تنهي الموضوع : عارفه لمن قرأت رسالتك لاحظت إنك ماشاء الله عندك ألفاظ حلوة ومعبرة ..
طالعت فيها جنى بحيرة , قالت باقتراح : اش رأيك تشاركين في مسابقة أحسن تعبير اللي بتسويها المدرسة ؟؟ بعد أسبوعين نستلم التعابير ..
وقالت وهي توقفها و تمسح على شعرها : فكري ورديلي عشان أسجل اسمك في المسابقة , يلا عشان ماتفوتك الحصة ..
خرجت جنى وهي مبتسمة , زفرت وسام وجلست وهي تطالع في الورقة الساقطة على الأرض , رفعتها وطالعت فيها , وقع بصرها على (( ......... أحس بالدفء عندما أنظر لعينيك التي تسحرني برقتها , وأجمل لحظة عندما تلامس يدي يدك الناعمة الـ ...... )) زفرت ونزلت الرسالة وهي تستغفر وتقول : الله يسامحك يا أم جنى , هذا كله من إهمالك لو شبعتيها ماكان دورت في مكان ثاني , الله يسامحك ..
راحت وسحبت ملف جنى البنت المرحة المندفعة وهي تتذكر بكى الحرمة عندها وهي تترجاها تساعدها على السيطرة على بنتها اللي بدأت تتفلت من بين يدينها خاصة بعد طلاق أبوها وغيابه عن البيت , حطت الملف على المكتب ورفعت السماعة بتدق الرقم , تصنمت لمن شافت الاسم , انسلت السماعة من بين يدينها وضربت في سطح المكتب , رفعت الملف وهي تقبض عليه بقوة , صرخت بداخلها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااا ~ وخرجت بسرعة وهي مهي مهتمة بطول الكعب اللي لابسته , كانت تهرول في خطواتها وهي تطلع الدرج تروح للمبنى الأول حيث صفوف ثالث متوسط , قالت سامية : وسام اش ...
وسكتت لمن تعدت من عندها وسام اللي ما سمعتها وهي تطلع الدور الثاني قبل ما تجري في الممر , تعلقت عيونها بالصف الثالث / ب , وقفت عند الباب المغلق وهي تلهث بسرعة وتمسد شعرها اللي تناثر على أكتافها بفوضوية , تمالكت أنفاسها ودقت الباب ولمن فتحته قالت لأبلة الرياضيات : ممكن جنى شوية يا أبله هنادي ..
ابتسمت هنادي وقالت : جنى ..
لمن خرجت جنى تأملتها وسام ودارت ببصرها على تقاطيع وجهها , همست جنى : أبله وسام ..
بلعت غصة مريرة وهي تسأل : أمك هي اللي جاتني ذاك اليوم في المكتب ؟؟
هزت جنى راسها وقالت : إيوه , ليه ..
لأول مرة تفقد وسام ثباتها وهي تقول بتلعثم : هااا , لا ولا شي , كنت , كنت ..
~ وساااااااام ~ بلعت ريقها وقالت : كنت أبغى أتذكر شكلها عشان لمن أكلمها يكون بيننا تواصل أكثر ..
ومدت يدها بتربت على كتفها لكنها تراجعت في آخر لحظة وهي تقول : روحي لحصتك وانتبهي لدروسك ..
وأعطتها ظهرها قبل ما تدخل وتحركت وهي تعدل وضع بلوزتها الوردية اللي لبستها على تنورة جنز مرسوم عليها بخيوط وردية ناعمه , كانت تسمع صوت طرقات كعبها على أرض الممر الخالي مختلطة بصوت البنات وهم يقولون : أنا يا أبله , أنا يا أبله ..
وصوت المعلمه وهي تختار وحده منهم عشان تجاوب , صوت الفراشة اللي مرت من عندها وهي تمتم بغضب ليش ماوقعوا المعلمات على سجل الإحتياط قبل ما يطلعون وخلوها تضطر تقطع هالمسافات , كانت تحس الممر بلا نهاية وتحس الطريق لمكتبها بيكون بعد الشمس , شافت الباب الصغير في نهايته بقرب الدرج , دخلت منه للحمامات , استندت على أول مغسلة واجهتها وهي تهمس : ماعرفتني , جات عندي وماعرفتني ..
وحست بهواء يلفح خدها فرفعت يدها الثانية واكتشفت إنه خدها مندي , التفتت للجدر وابتسمت بمرارة لمن اصطدم بصرها بالجدر و شافت أثار المراية المنزوعة , غمضت عيونها بقوة وهي تهمس : ماعرفتني , أمي ماعرفتني , جات إلى عندي وكلمتني وماعرفتني ..
دوى بداخلها ذكرى صوته الغليظ وهو ينزع قميصها القطني الأصفر الموشى برسومات لورود ملونه : إنت مالك لا أم ولا أب يعني يتيمة , شفتي سالي اللي تحبين تتفرجين عليها والله لا أطشك في دار أيتام يخلونك فيها زي الخدامة , زي سالي ..
كانت تحس بتحرك القميص ومرور طرفه من أسفل قدميها لركبها لخصرها ثم عبور فتحته من خلال رأسها وذراعينها المنكمشة بخوف , البرودة اللي اجتاحتها وخجلها من وقوفها قدامه بسروالها الأبيض اللي يوصل لنصف فخذها واللي فرحت بالرسمة الصغير على طرفه واللي تماثل الرسمة في فنيلتها القطنية , همست بخوف : لاااا ..
مد يده ونزع رباط شعرها اللي تناثر حولين وجهها الدامع و تقدم لها , أنفاسه , رائحته , لمساته , دخان سجائره المتصاعد و اللي تخبو حرارتها وتعلن إحتضارها على صفحة فخذيها الغضة لمن تطبقها بخوف واشمئزاز , أياااام وأياااام وأياااام .....
(( عارف إنك تبغين أحد ### , أنا عارف إنه عمك اغتصبك )) , يد ترتفع وتهوي على خدها وصوت الصفعة يدوي في أذنها , دموعها اللي تغرق عيونها الكسيرة اللي نحتت السنون أخاديدها حولينها وهي تصرخ : أنا قصرت معاك في شــــي ..
: أنا ما أضمن لك أحد غير أولادي لأني أعرفهم ومربيهم بنفسي , صدقيني لو ما وافقوا على الموضوع ما بينشرونه , ماعندي إلا خالد وسامر , واحد منهم بأفاتحه بالموضوع بسرية تامة , المثل يقول أخطب لبنتك ولا تخطب لولدك وأنا أعدك بنتي , وأوعدك يا وسام إنه ما أخبره بالموضوع إلا بعد مايبدي موافقته التااامة عليك عشان ما تقولين شفقة أو يحز في نفسك أو ....
صوته الحنون اختلط بصرخة سطام وهو يندفع لفيصل , صقر وهو يصارخ ويضرب الجدر ...
صرخت : لااااااااااااااا ..
وفتحت عيونها على اتساعها وهي تنتبه إنها مازالت في حمامات المدرسة , تلفتت حولينها برعب وهي تهمس : ليه يا أمي ؟؟ ليه سبتيني ؟؟ ليه ما عرفتيني ؟؟ جنى أختييييييييي , جنى أختيييييييي , الحرمة ذيك أمييييييييييييييي ..
سحبت نفس طويل بشبه شهقة وهي تعصر المغسلة بيدينها قبل ما تصرخ بلا شعور : لييييييييييييييييييييه ؟؟ ...
طالعت حولينها لكن المنظر كان يتماوج مع دموعها , صرخت بحرقة : ماعرفتيني ليييييييييييييييييييييييه ؟؟
كانت تصرخ بداخلها ~ وسام إنت في المدرسة , وسام تمالكي نفسك , وسام مو معقولة اللي تسوينه , أذكري الله , أذكري الله , وساااااااااام ~ لكنها كانت تحس جسمها يتصرف بغير ما يمليه عليه عقلها , كانت الصرخات تندفع من بين شفايفها بدون ما تقدر توقفها , صرخت وهي تنتحب : ياااااااااااااااربــــــــــ ...
وعصرت رخام المغسلة المندي البارد وهي تصرخ بكل قوة في حنجرتها : رحمــــتك يااااااااااااااااااااربـــــــــ ..
اندفع جسم عبر باب الحمام وصاحبته تهتف : وساااااااااااااام , وسااااااااااام اش فيك ؟؟
ضمتها سامية وهي تقول : بسم الله عليييييييييييك اش فيييييييييييييييك ؟؟
صرخت بحرقة وهي تتشبث فيها : ماعرفتنييييييييييييييييييييييييييي , ليييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟
ضمتها بقوة وهي تصرخ : وسااااااااام قولي لا إله إلا الله ..
صرخت وسام من أعماقها : ماعرفتنيييييييييييييييييييييييييييييي ..
وضربت صدرها وهي تصرخ : أنا بنتهااااااااااااااااا , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
صرخت في معلمة الدين اللي اندفعت مع مجموعة بنات مذهولات : مريم صكي الباااااب , خرجيهم ..
دفعتهم المعلمة للخارج ولفت على وسام اللي صرخت وهي تقاوم سامية : ياااااااااااااربــــــــــ , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حرقة قلبك يا وسااااااااام , ثلاثة وثلاثين سنة يااااااااااااااااربـــــــــ ..
ضمتها مريم وهي تقرأ عليها وسامية تقول من بين دموعها : وسام حبيبتي لا تسوين في نفسك كذا ..
كانت تصرخ بداخلها ~ أنا مافيني شي سيبوني لوحدي , سامية لا تخافين أنا بخير بس خلوني أطلع اللي جوتي , سامحوني , سامحوني ~ انفتح الباب واندفعت أنغام مع المديرة وهي تسأل برعب : اش فييييييه ؟؟ وسام اش فيهاااااااا ؟؟
وصدح صوت أماني وهي تصرخ في الطالبات عشان يرجعون للفصول , وسام كانت تسمع وتشوف كل شي لكن كإنها تشاهد فيلم , كإنه روحها اللي تحسها بتطلع من جسدها خرجت وتطالع على المشهد من البعيد , الطاقة اللي كانت فيها تلاشت فخارت أقدامها وطاحت على الأرض ومريم تحاول تمسكها , كانت دموعها تذرف من عيونها الشاخصة لهم , ناولتها أماني كاسة الموية اللي جابتها الفراشة وسقتها إياها مريم ومسحت وجهها بها وهي تسمي وتقرأ , همست سامية وهي تجلس على الأرض جنبها وهي تثبتها في حضن مريم : خلاص يا وسام , عشان خاطري خلاص , حرام اللي تسوينه في نفسك , والله حراااااااااام ..
وصاحت وهي تحط راسها على صدر وسام , كان ودها ترفع يدها وتمسد على راس سامية تطمنها لكنها كانت تحس جسدها زي صبة الإسمنت , همست بضعف : خلاص مافيني شي , مافيني شي , أنا بخير , أنا بخير , مافيني شي , أنا بخير ..
وجلست تكرر هالكلمتين بصوت غير واعي وعيونها مثبته على اللامكان , قالت سامية بخوف وهي ترفع راسها : مريم , حاسه ..
هزت مريم راسها ولفت على أنغام والمديرة وقالت : لازم ننقلها مستشفى , جسمها كله يرتجف ..
انتبهوا لحظتها ليدين وسام المصفرة واللي تنتفض بخفة ووجهها الشاحب وشفايفها اللي استحالت للون أبيض مزرق , همست بتعب وهي تهز راسها : مستشفى لا , مافيني شي , أنا بخير , مستشفى لا ..
تساعدوا وسندوها ونزلوها لمكتبها , قالت سامية وهي تلبس عبايتها : أقول لو بتستنون الإسعاف بتموت وهم ماجووا , زوجي برا , وحدة من المعلمات تمشي معايا ..
قالت أماني المراقبة وهي تتحرك بسرعة : أنا أروح معاك ..
قالت أنغام بمرح تحاول تخفف الجو وهي تجيب عباية وسام من العلاقة : إن شاء الله إنك بخير , بس قاعدة تتدلعين علينا عشان تختبرين غلاتك ..
وتوجهت لوسام الممدة على الكنبة ورفعتها ولبستها العباية بمساعدة مريم , زفرت المديرة وسألت بحنان : ها وسومه كيفك دحين ؟؟
وسام اللي كانت تحس نفسها تسبح في اللاشعور هزت راسها اللي تحسه بثقل الأرض وهي تهمس : أنا بخير , مافيني شي ..
قالت أنغام بتوتر : هو لو تغيرين هالكلمتين أرتاح وأعرف إنك طيبة ..
همست : أنا بخير , مافيني شي ..
وسكتت للحظة قبل ما تهمس : سامحوني ..
وغطت وجهها وهي تهمس : سامحوني , سامحوني , سامحوني ..
ورجعت تنشج نشيج صامت , ضمتها مريم وهي تقول بحنان : ولو , إحنا أخوات مابيننا شي ..
وساعدتها على الوقوف لمن جات أماني بعد مالبست عبايتها , وصلوها لحد الباب وهناك مسكوها أماني وسامية ودخلوها السيارة , زفرت المديرة وهي تحوقل ولمن لفت وشافت الطالبات المتجمعات عند باب المبنى ويطالعون بفضول صرخت : على فصووووووووولكم ...



*******************************



تجاهل رن الجوال وهو يعدل بشته الأسود ويطالع في الباب المغلق , رفع الجوال بـ يشوف مين اللي يدق عليه بهالكثرة لكنه رجعه لمن انفتح الباب وخرج منه رجال من ضمنهم سامر , وقف وهو يطالع فيه بتوتر , طالع فيه سامر بصدمة قبل ما يقول : أبويـــه , إنت هنا ؟؟
ابتسم عبد الكريم وقال : ها بشر , كيف الجلسة ؟؟
هز راسه وقال وهو يمشي معاه في أروقة الوزارة : بيستمرون على إيقافي إلين يتفاهمون مع الآباء , تعرف جا كم أب واعترض على تدريسي لمن عرف من ولده إني كنت مدمن ..
قبض عبد الكريم يده بغيض وهو يقول : غجر , طول عمرهم غجر , يعني المدرس كااااااااان مدمن ومن وقت طويل أجي وأشتكيه وأقطع رزقه كله عشان خايف على ولدي ..
ابتسم سامر وقال بهدوء : هذاك تدافع عن ولدك , أبويه كل يهتم بولده بشكل , خلينا واقعيين , لا تلومه , أنا لو بأدري إنه ولدي عند مدرس مدمن بأخاف ..
زفر وقال : الحمد لله , الحمد لله ..
ضحك سامر وقال وهو يطالع فيه بحنان : واش مخليك سايب الشركة وجاي هنا ؟؟
قال عبد الكريم بتردد : قلت أكون جنبك يمكن ...
ضحك وقال وهو يربت كتفه : أبويه أنا ماعاد إني صغييييير ..
لف عليه عبد الكريم وقال : بتظل ولدي الصغير في عيني إلين أموت ..
سلم سامر على راسه بصمت وتحرك معاه وعبد الكريم اللي رفع الجوال ورد عليه قبل ما يقول : خلااص يا بنتي , شويه وإحنا عندك , مسافة الطريق ..
وزفر وقال وهو يغلق جهازه : هذا كلللله الدق عشان الجامعة ..
قال سامر : أكيد المريخيه ..
ضحك وقال : يعني سحر أطلقته والكل صار يستخدمه ..
ومشوا بصمت قطعه عبدالكريم و هو يقول بهدوء : عارف , دحين لا رحت المدرسة أكيد بيغيرون قرار التوقيف , إحساسي يقول كذا ..
وقف سامر وطالع فيه بشك فقال : كلمت واحد من معارفي وقال إنه بينهي الموضوع ...
لف على أبوه وقال : أهااااااااااا , دحين عرفت ليش جاي , كنت تتوسط لي ...
قال عبد الكريم بسرعة وهو خايف من اعتراض سامر اللي كان متوقعه : أنا ما أتوسط لواحد ما يستحق ..
هتف سامر : أنا ولـــدك , يعني أكييييييييد ما بيشوفوني أستحق الواااااسطة ..
قال بحزم : خليهم يقولون اللي يقولونه مهي مهمة نظرة الناس , المهم إنت إيش عند الله والله عالم إنك تعبت وجاهدت إلين وصلت للي إنت فيه دحين ..
وكمل وهو يطالع فيه بنظرات قوية : إذا ربي كتب وقدرني بأسوي اللي أقدر عليه و ما حأخلي أحد يضيع مستقبلك بكم كلمة وكم توقيع ..
وتحرك بخطوات قوية , زفر سامر وتبعه وهو يقول : جوالك يدق ..
رفع عبد الكريم جواله وسامر يكمل : أبويه لازم أتكلم معاك على هالحكاية لا وصلنا البيت إن شاء الله ..
هز عبد الكريم راسه وهو يرد على أخته , استغرب سامر لمن شاف أبوه يقطب حواجبه قبل ما يهتف : كييييييييييييف ؟؟ مستشفــــــــى !!
لف طالع في سامر ورجع تحرك بسرعة وهو يقول : متى هالكلام ؟؟ لااااااا حول ولاقوة إلا بالله ..
وزفر وهو يكمل : خلااااااص لاتصيحين جايك في الطريق , أقولك جاي لك خلااااص ..
وصك الجوال وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
لف على سامر وهو يتوجه للمواقف وقال يطمنه : روح مدرستك و أنا أروح لعمتك نجلاء , تبغاني أوديها المستشفى ..
~ وسام ~ ليه اندفع اسمها على باله فجأة أول ما سمع اسم عمته , سأل أبوه باهتمام : عمه نجلاء تعبانه ؟؟ فيها شي ؟؟
قال أبوه وهو ماوده يجاوبه : لا بنتها شويه تعبانه ..
وتحرك لسيارته اللي يستناه السائق فيها , قال سامر يستوقفه : بس سمعتك تقولها لا تصيحين لا يكون مخبي عني شي ..
ابتسم عبد الكريم وقال يطمنه : إن شاء الله خير , روح مدرستك ..
طالع فيها بتردد وقال بعدها بلهجة حاول يسبغها بالهدوء : هيام أمس كانت عند سلافة في البيت وماكان فيها شي ..
طالع فيه عبد الكريم وهو يتساءل بداخله عن سر هالسؤال ~ يكون فكر بوسام زي ما وعدني ؟؟ ~ قال وهو يرصد انفعالاته : مو هيام , قصدي وسام , تعبت في المدرسة ونقلوها المعلمات للمستشفى ودحين بأروح آخذ عمتك عشان تتطمن عليها ..
تغيرت ملامحه لثواني قبل ما يقول : الله يعينهم ..
وتحرك لسيارته , ركب عبدالكريم سيارته وهو يقول لسائقه على المستشفى , وفتح القزاز لمن شاف سامر جاي له , حط سامر جبينه وقال : أوديك المستشفى , عشان السواق بيروح لسلافة ..... عشان الجامعة ..
ابتسم أبوه وهز راسه وهو يفتح الباب , ثبت بشته على المقعد وهو يوصي السايق عليه ويقوله يروح البيت وياخذ زوجته عشان يوصلون سلافة للجامعة , ركب سيارة سامر اللي التزم الصمت وهو يدعي بداخله إنه أبوه مايسأله عن سبب هالمبادرة ولا يعلق على الموضوع لأنه هو نفسه مو عارف السبب , أول ما وصلوا عند العمارة لقيوا نجلاء عند بابها واقفه بعبايتها , أول ماشافتهم دخلت بسرعة وهي تشهق من كثر البكى , لف عليها عبد الكريم وهو يحوقل ويقول : قولي لا إله إلا الله , الحمد لله , البنت ماماتت ..
قالت وهي تمسح دموعها : ماعمره صار لها هالشي , المديرة تقول إنها طاحت وما فهمت منها اش قاعدة تقول ..
جلس يهديها إلين وصلوا المستشفى وهناك دقت نجلاء على سامية اللي قالت لها إنهم في طوارئ النساء , راحت لها بعد ما وصاها عبد الكريم إنها ما تصيح عندها , دخلت عليهم لقيتها منسدحة على السرير ومثبت فيها مغذي , أول مرة تشوفها بهالضعف , طول عمرها كانت تظهر بمظهر القوية المبتسمة , دمعت عيونها غصب عنها وهي تتقدم لها قبل ما تدنق عليها وتضمها وهي تهمس : وسام ..
فتحت وسام عيونها وأول ماشافت وجهها الحبيب لقلبها اندفعت الدموع لعيونها وهي تقول بصوت باكي : أميييييي , أميييييييييييييي ..
وضمتها بيدين ضعيفة , صاحت نجلاء في حضنها وهي تهمس : يا حبيبة أمك إنت , اش فيييك ؟؟ اش بك ؟؟
مسحت سامية دموعها وهي تطبطب على ظهر نجلاء وهي تقول : مافيها إلا كل خير إن شاء الله يا عمه , هي تعبت علينا شويه , تدلع ..
بعدت عنها نجلاء ومسحت على شعرها وهي تتأملها بخوف , همست وسام بتعب وهي تمسح دموعها اللي مهي راضية توقف من جات من المدرسة : مافيني شي , أنا بخير صدقوني ..
قالت أماني بحزم : لا تتكلمين , ارتاحي دحين إلين يخلص المحلول ..
وبدأت تعدل حجابها وهي تأشر لسامية إنه لازم يتحركون دحين مادام جوا أهلها , سلمت على نجلاء وطمنتها وقالت لها على اسم الطبيب اللي شاف حالتها وخرجوا وهم يتمنون لها الشفاء العاجل ..
طالع عبد الكريم في الحرمتين اللي خرجوا وطالع في الممرضات اللي يدخلون ويخرجون وقال : مافي أحد يقولنا على اللي صار ..
خرجت نجلاء وقالت : عبدالكريم ..
جاها عبد الكريم ووقف سامر في مكانه يطالع لهم من البعيد , كان يشوف حركات يدينهم ويسمع همهماتهم من دون مايعرف اش فيه , وشاف أبوه يدخل شويه ويرجع يخرج وهو يزفر قبل ما يكلم وحدة من الممرضات , ~ أنا اش جابني ؟؟ من جد مال أمي داعي , راز بوجهي هنا ~ طالع في ساعته وهمس : أروح مدرستي أبرك ..
وتحرك عشان يسأل أبوه إذا بيطول ولا لا فـ شاف الطبيب واقف عنده ..
: انهيار عصبي مفاجئ مع ارتفاع في ضغط الدم ..
تصنم في مكانه وطالع بصدمة في أبوه وعمته اللي ضربت صدرها وهي تقول ك يا حسرتي على بنتي , انهيااااااااار , من إيه ؟؟
قال الطبيب السعودي الكبير في السن : الحقيقة هي ما رضيت تتكلم واكتفت بكلمة ضغوطات وأنا الصراحة تفاجأت إنه وحده صغيرة زيها ممكن يرتفع عندها الضغط بهالشكل ..
وابتسم وقال : وأنا قلت لها لسه بدري عليها تزعل وهي ماشافت من الدنيا شي ..
دخلت نجلاء بسرعة عندها وقال عبد الكريم : وكيفها دحين يا دكتور ؟؟
قال وهو يهز أكتافه : الحمد لله بخير , المهم ماتتعرض لأي ضغوطات ثانية , أنا ماتكلمت عند أمها عشان ماتخاف , الضغط كان مرتفع بشكل مخيف , مايهمني ارتفاع الضغط العالي , اللي فجعني إنه ضغطها المنخفض كان عالي وهو عادة ما يرتفع بهالشكل , أنا حاليا أعطيتها حبة تحت اللسان تنظم ضربات قلبها ومحلول وإبرة مهدئة وإن شاء الله خير ..
قطب حواجبه وسأل : ومافي لها علاج ؟؟
ابتسم وقال : لا ما وصفت لها أي علاج لأنها حالة عابرة , لكن لو تكررت هنا يكون لنا كلام ثاني , مالها إلا الراحة ..
وتناول ظرف من الممرضة اللي جات وخرج ورقه منه ووقعها وهو يقول : وهذي ورقة إجازة لبكرة طلبتها لها زميلتها , مع الخميس والجمعة كمان إن شاء الله تكون إرتاحت وتقدر تباشر عملها ..
ورجع الورقة للظرف وناولها لعبد الكريم اللي طالع فيها بصمت قبل ما يزفر وهو يحطها في جيبه وهو يستغفر , التزم سامر الصمت وعقله يدور بملايين الأسئلة , خرج من عمق أفكاره لمن انتبه لنظرات أبوه اللي همس : شوفها يمكن ربي يوفق بينكم ..
انصعق سامر من اللي قاله وهتف غصب عنه : دحيييييييييين ..
زفر عبد الكريم وهمس : إنسى اللي قلته , إنسى ..
وتحرك للغرفة , زفر سامر وهو يحاول يهدي ضربات قلبه اللي تسارعت بشكل مفاجئ ..
وقف ورا الستارة وناداها , خرجت له نجلاء وهي تقول : هلا ..
همس يسألها : ماقالت اش زعلها ؟؟
هزت راسها وهمست وهي تخرجه برا الغرفة عشان ماتسمعهم وسام : مارضيت تتكلم ولا تفتح فمها بحرف ..
وكملت بقلق : ماعندها غير أنا بخير ومافيني شي و ..
اختنق صوتها فـ ربت عبدالكريم على كتفها وهو يهمس : خلاص يا نجلاء ..
قالت بصوت باكي : خايفه إني أنا السبب ..
طالع فيها بحيرة وهو يقول : إنت ؟؟ ليش ؟؟
مسحت دموعها من تحت غطاها وهي تهمس : شكلها كانت مترددة من ناحية سامر لكن أنا قعدت أزن عليها عشان توافق على خالد فرفضت الاثنين ..
حس بطعنة في قلبه من كلمتها فطالع فيها بعتاب وهو يهمس : خالد مو أحسن من سامر عشان تفضلينه , ما توقعت إنه حتى انت تفكرين بهالتفكير ..
شهقت لمن تذكرت موضوع سامر اللي انتشر وتوقيفه عن التدريس وقالت بصدق : والله ما قصدت , أنا قلت يكون أكبر منها أحسن عشان يكون في تقارب أكثر , خفت إنها توافق عليه وتتعب بعدين من تعليقات الناس لأنه أصغر منها ..
طالع فيها بحيرة وقال : الاثنين أصغر منها ..
سكتت وهي تطالع فيه فقال : خالد أصغر منها وسامر كمان أصغر منها ..
قالت وهي تهز راسها : لا خالد جا قبلها بسبع شهور , جا شهر خمسة ..
ابتسم وقال : هذي خلود , خلود اللي جات قبل وسام وخالد بعدها بسنتين ..
شهقت وقالت : إي والله صــــح , أنا كيف نسييييييييييت ؟؟
هز عبد الكريم راسه وقال بعتاب : نسيتي و شوشتي وسام كمان , شكلها يوم شافت إنك إنت أمها واللي تعرفينها وتعرفين وضعها فضلت خالد على سامر لأنه أكبر خافت توافق على سامر و ..
سكت لمن غطت وجهها بيدينها وهي تصيح وتقول : والله ما قصدت , خفت عليها , ماكنت أبغاها تندم على شي سوته , ماكنت أبغاها تقول إحنا جبرناها عشان وضعها ..
ضمها بحنان وطبطب على ظهرها وهو يقول : فاهم , والله فاهم , شكلنا الاثنين ضغطنا عليها ..
ولف على سامر لقيه مستند على الجدر وهو غارق في التفكير , زفر وقال : الأفضل إننا نسيبهم في حالهم , اللي يقدمه ربي فيه الخير ..
وبعد نجلاء وقال : إذا تقدم لها عريس وشفت إنه رغبان فيها وكفو بأكلمه في الموضوع و إن وافق الحمد لله وإن راح خيرة من رب العالمين ..
هزت نجلاء راسها وهي تقول : كذا أحسن , لأنها مهي على بعضها الأيام الأخيرة ..
وتحركت للغرفة , شافتها جالسة والممرضة تنزع الإبرة من ذراعها وتحط لها لصقة , ابتسمت وقالت : ها حبيبتي كيفك دحين ؟؟
أجبرت نفسها جبر و ابتسمت وهي تقول بصوت حاولت تخليه طبيعي : الحمد لله , إن شاء الله أحسن ..
ساعدتها في لبس العباية وشالت شنطتها اللي أعطتها لها سامية , قالت وسام وهي تتناول الشنطة منها : أمي ما يحتاج ..
قالت نجلاء وهي تقبض على يد الشنطة : إلا يحتاج ..
ومسكت يدها باليد الثانية , لمن حست بأصابيعها الباردة طالعت فيها بألم , ابتسمت وسام وضغطت على يدها وهي تقول : الله يا أمي , يدك دافيه ..
تغطت نجلاء وخرجت وهي تقاوم دموعها , تحرك سامر بسرعة أول ما شاف سوادين قدامه , رصت وسام بلا شعور يد أمها وهي تغمض عيونها , قالت نجلاء : وسام فيك شي ؟؟؟
هزت وسام راسها بلا وتحركت وهي تثبت عيونها على الأرض , كانت ترد على عبد الكريم اللي مشي جنب نجلاء وتشكره على مبادرته الطيبة , ركبوا السيارة ورجعوا للعمارة , أول ما طلعت درجات العمارة عصفت بها الذكرى , تماسكت وطلعت وسابت أمها اللي كانت تحاول في عبد الكريم إنه يطلع معاها , رفض عبد الكريم بلطف ورجع للسيارة بعد ما وصاها إنها تخبر وسام على اللي قالوه وإنها تعتذر منها على لسانه لأنه ضغط عليها بشكل غير مباشر بمبادرته اللي حاول بها يلقى حل لمشكلتها , بعد لحظة صمت في السيارة لف سامر بعزم لأبوه وقال : أبويه ..
لمن لف عليه أبوه حس بعزمه يتلاشى فهمس : لا ولا شي , نأجل الموضوع أحسن ..
: تكلم , قول ..
طالع في الطريق وقال : رحت لخلود وتكلمت معاها على الموضوع ..
لف عليه أبوه باستنكار وهو يقول : طلبت منك يكون سررررررر ..
قال : أنا كنت أحتاج نصيحة , رأي وبما إنه خلود أختي وكتومة وهي أكبر من زوجها بثلاث سنين قلت أسألها , يقولون اسأل مجربا ولا تسأل حكيما ..
زفر عبد الكريم ولف يطالع من القزاز وهو يقول : و ..
صمت طويل ساد ماحاول يعكره عبد الكريم قبل ما يسمعه يقول بثبات : أشوفها نظرة شرعية وإن شاء الله ربي يقدم اللي فيه الخير ..
لف عليه عبد الكريم وهو يحس بالسعادة تملأ قلبه لكنه كتمها وهو يسأل بثبات : كلامك هذا مو بسبب اللي سمعته اليوم ؟؟
ابتسم وهو يوقف عند المحطة ويأشر للعامل إنه يعبيه بالكامل ولف على أبوه وقال بثقة : لا مو عشان اليوم , أنا مكلم خلود من يوم السبت لكني كنت متردد أكلمك قبل ما انتهي من مشكلة المدرسة ..
قال عبد الكريم بفرح : خلاص أخليك تشوفها ..
ولمن تذكر قال : بس تشوفها بدون ماتدري هي لأنه في موضوع ثاني لازم نتكلم فيه بعد ماتشوفها وتتأكد إنك تبغاها ..
قطب حواجبه وقال : موضوع ..
زفر عبد الكريم وقال : الموضوع اللي قلت لك إني أحتفظ به لنفسي ..
طالع فيه سامر بتوتر وهو يتساءل بداخله اش ممكن يكون هالموضوع ..



**************************


بعد العصر في جدة :

: إخص عليك يا حسين , كدا تضرب أختك الصغيرة , يلا أولها آسف ..
خرج عمر من عمق ذكرياته و شاف طفل السادسة يعقد يدينه ورى ظهره وهو يقول بصوت مخنوق لطفلة الرابعة : أنا آسف ..
ابتسمت الطفلة ذات الشعر الأجعد وقالت ببراءة وهي تمد لعبتها له : نلعب بيها سوا يا حسين , إي رأيك ؟؟ ..
رفع الأب عيونه عنهم وابتسم لعمر اللي كان يراقب المشهد وقال بتحبب : البنات طول عمرهم حنينين ..
بادله عمر الابتسام وقال : الله يحفظهم لك ويصلحهم ..
ولف عن المنظر وطالع في أزهار الواقفة عند طاولة محل الهدايا تراقب تغليف الهدية اللي ساعدته على اختيارها عشان تكون هدية زواجه لمنى , وقف جنبها وعدل عبايتها اللي كانت منزلقة شويه عن راسها , التفتت له وهمست : وين كنت ؟؟
قال : هنا وهناك , ألف في المحل ..
ابتسمت بحب وهي تتأمل وجهه , كانت كل قسماته تدل على توتره وخوفه , مدت يدها المغطاة بقفازها ورصت يده بقوة , رص يدها وهو يبتسم , قطع تأملها لوجه أخوها يد قوية مسكت يدها وسحبتها من يده وصاحب اليد يقول : لا والله ..
مسكت ضحكتها وهي تشوف حرج عمر اللي بعد عنهم , لفت على جاسم وهمست : هلا , وين رحت إنت الثاني ..
قال بتريقة : لا تضيعين السالفة , حضرتك ماسكه يده ليش ؟؟
و رص على يدها وقال لعمر بمزح : لو سمحت روح إمسك يد حرمتك , حرمتي لا ..
دقته باعتراض وهي تشوف وجه عمر المتلون من الخجل , ضحك وقال : اثنين أحب أفشلهم في هالحياة , العنود وأخوك ..
همست : جسوم حرام عليك ..
لف عليها وقال وهو يحرك حواجبه : لا تحرمين من عندك ..
دفع عمر سعر التغليف وشال الكيس وتقدمهم , قالت أزهار وهي تأشر على الكافتريا : أبغى ورق عنب ..
بلا مقدمات ضحك عمر من قلبه وشاركه جاسم الضحك , غطى عمر فمه بسرعة وهو يحمحم لمن التفتوا الناس على ضحكتهم المفاجئة , همست أزهار : الله يفشلكم تضحكون ليه ؟؟
قال عمر وهو ماسك ضحكه : جاسم أول مادخلنا السوق قال أتحداك نخرج من السوق من دون ماتطلب أزهار أي أكل ..
نقلت بصرها بينهم وقالت باستنكار : ماخذينه تريقة ..
ولفت بوزها وتحركت قبلهم , قال عمر وهو يعدل غترته ويتحرك وراها : ياويلي زعلت ..

قال جاسم بلا اهتمام وهو يأشر على محل كواليتي : صدقني , بس أجيب لها آيس كريم فروالة بالبسكوت تنسى أبو الزعل , أصبر و شوف ...
ولمن شاف عمر يطالع فيه باستغراب ابتسم وقال وهو خايف إنه عمر فهمه غلط : ترا ما أقولها تريقة , لا والله , هذا شي يعجبني فيها , مافي أطيب من قلبها ما تزعل من أحد وسهل إرضاءها الحمد لله ..
ابتسم عمر وقال : أنا كنت مستغرب إنك صرت تعرفها أكثر مني وفي هالمدة , قصدي , أنا ماكنت أعرف إنها ... كيف أشرحها ..
ابتسم وقال : فهمت قصدك , لمن تتزوج حتفهم ..
ودخل المحل واشترى الآيس كريم وخرج ولمن شاف توتر عمر قال : بكرة الزواج هااا ..
هز راسه وزفر وهو يقول : الله يسهل ..
قال جاسم بصدق وهو يطالع في أزهار اللي وقفت قدام وحده من الواجهات الزجاجية : ترا الزواج صعب في البداية , صعب جدا , محد فاهم الثاني , تحس برعب من كل تصرف يصدر منها ومنك , ولمن تفكر اش بيصير بعدين تحس الرعب يزيد , وبتصير مشاكل لا لها أول ولا ثاني , لكن ..
ابتسم وكمل وهو يلف على عمر اللي كان يسمع بحواجب مقطبة : لو كنت حكيم وصبور و متفائل صدقني بتعدي هذا كله إن شاء الله ..
وزفر وقال : هذا اللي تعلمته من أختك ..
ولمن وصلوا لها لفت عليهم وقالت بغيض : ساعة إلين تجو ...
وقطعت عتابها وهي تطالع في الآيس كريم , ناوله لها جاسم وقال : تفضلي ..
قالت بفرح : ليـــه , شكرا ..
وأخذت الآيس كريم وتحركت لبوابة الخروج , لف عليه جاسم وضحك وهو يقول : شفت ..
قال عمر بحنان : طول عمرها قنوعة , تزعل وترضى بسرعة ..
وخرجوا من السوق وتوجهوا لشقتهم , كان عمر منحرج منهم لأنهم من أول يوم العيد وهم حالفين عليه ينام عندهم عشان ما ينام في البيت قبل العروسة , لمن وصلوا الشقة قال جاسم : بعد إذنكم أستأذن ..
ابتسم عمر وقال : مباراة الإتحاد والهلال ..
رفع جاسم حواجبه وقال : عجيييييييييييييب والله , الإمام عارف المباريات ..
ضحك عمر وقال : مابقي أحد ما تكلم عن هالمبارة المنتظرة , حتى العيال الصغار في السوق سمعتهم يحللون قبل المباراة ..
قال برجاء : إدعي يفوز الإتحاد عشان نكسر خشم الهلالية وعلى أرضهم كمان ..
ابتسم عمر وقال : لو بأدعي للإتحاد عشان ما تجوون منكدين من الهزيمة بكرة ..
قال جاسم : لا تقوووول ترى الملافظ سعد ..
ضحك عمر وقال : الله يوفق الجميع وخاصة الإتحاد , رضيت ؟؟
ابتسم جاسم وأشر على راسه بتحية وهو يرجع لسيارته عشان يلحق على المباراة اللي بيتفرجها عند عبد الإله ..
قالت وهي تطلع للشقة معاه : تصدق , أحمد ربي إنه جاسم مو من النوع المتعصب مرة للمباريات , قصدي صح يزعل على الخسارة ويفرح للفوز لكن مو من النوع المجنون زي بندر ومعاذ أخوان مشاعل , يووووووو إذا خسر الإتحاد يحطون حرتهم في مشاعل وأخواتها ..
ولمن دخلوا الشقة سألها : كيفها مشاعل دحين ؟؟
هزت راسها وقالت وهي تنزع قفازاتها : الحمد لله , رحت عايدتها وكانت أحسن بكثير من أي وقت مضى , لاهية مابين مدرستها اللي جابت لها الجنان وبين البيت وأخوانها ..
طالع في الكيس اللي معاه وهو يفكر كيف حيقدم الهدية لمنى , لمن لفت وشافته مسرح ضحكت وقالت : عمووووور ..
رفع راسه لها و قالت : تعال أبغى أقولك اش تسوي بكرة في الفرح ..
ابتسم بحرج وقال وهو يتحرك لغرفة التلفزيون : مايحتاج ..
لحقته وهي تضحك وتقول : تعااااااااااال , وين رايح ؟؟ هذا كله خجل ...



************************



يوم الأربعاء 10 / 10 / 1427هـ :
قبل صلاة الظهر :

شهق بقوة وفتح عيونه على اتساعها , طالع برعب في الغرفة و أخذ يتنفس بحدة , اسم حسين خلاه يحلم بأحلام فرح إنه تخلص منها فترة من الزمن , انتفض لمن انفتح الباب ودخلت منه أزهار وهي تقول : يا عريييييييييييييييييييس , أوو صاحي ..
زفر وهو ينتبه لكنبة غرفة التلفزيون اللي نايم عليها وتذكر إنه نايم في بيت جاسم وأزهار , تقدمت له وضمته من وراه وسلمت على راسه وهي تقول : اليوم زواجك يا عريس ..
ابتسم وقال وهو يمسح عرقه : الله يسهل ..
قدمت أزهار راسها وطالعت فيه بحيرة وهي تقول : عمور ..
مد يده وشد شعرها بخفة يبعدها عنه وهو يقول : خنقتيني ..
حكت شعرها وهي تقول باستنكار : آآآآآآآآآآآآآآآي , عورتني ..
ولفت للباب وقالت بصوت عالي : جسوووووووووووووووووم , تعال شوف عمور شد شعري وأزم النونووووووووووو ..
حط يدينه على جانبي راسه وهو يقول : الله يعيييييييييينك يا جاسم ..
ضربته بخشونة على ذراعه وهي تقول : ولد , اش قصدك ؟؟
لف عليها وقال باستنكار : بنت تراك صايرة دفشة , أحد يضرب أخوه يوم عرسه كذا ..
ضربته مرة ومرتين وهي تقول بغيض : حرة , حرة , حرة ...
ضحك وقال : عقلك صار في شي ولا ..
وسكت لمن شاف نظراتها , قال بخوف وهو يلتفت لها : أزهار ..
رصت شفايفها اللي بدأت ترتجف وهي تقول : بتتزوج وتنساني عشان كذا خليني آخذ راحتي اليوم ..
ابتسم وسأل بلطف : زهرة ليش تقولين هالكلام ؟؟
بلعت ريقها عشان تخفي غصتها وقالت : الرجال إذا تزوج ينسى أهله موعشانه ما يحبهم لكنه يلتهي بأشغاله وزوجته , هذا شي معروف ..
قال بحنان : ما أشوف جاسم نسي أهله ..
فركت يدينها ونزلت راسها وهي تهمس : هذا لأني وراه , والله لو ما أقوله أمك وأبوك , لك يومين مارحت لهم و غيره كان يمر عليه أيام ما يسأل فيهم , مو من تقصير لكن من انشغال ..
ورجعت طالعت فيه وقالت : ترا ما أقصد إنه منى مابتوصيك فيني لكن ..
ابتسم أكثر وقال : أزهار إنت في قلبي , والله لو مليون حرمة ماتنسيني إياك ..
غطت وجهها وهي تصيح من قلبها , كانت تعرف تأثير الحرمة على الرجال , خاصة الزوجة , تعرف إنها ممكن تغيره 180 درجة , كانت خايفة , غصب عنها كانت تحس بخوف فقده وهو حي , قال بهمس : أزهار إنتي أهلي كلهم , مالي غيرك وين أنساك , يلا عاد تصيحين يوم زواجي ..
زاد صياحها رغم كل محاولاتها إنها تمسك نفسها , زفر وضمها وهو يقول : خلاص لا تصيحين ترا إلا دموعك ما أحبها ..
لفت يدينها حولينه وضمته بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ عمر لا تنساني , الله يخلييييييك , لا تنساني , عمر مالي غيرك , عمر الله يخلييييييييييك ~ كانت تحس إنها أنانية برجاءها هذا لأنها هي تزوجت وسابته لكنها ما نسيته , مامر عليها يوم من دون ماتدق عليه وتسأله عن حاله , تزوره وتطبخ له , لكن خوفها كان من معرفتها للرجال هم بطبيعتهم مو زي المرأة اللي عواطفها أكبر بكثير ..
رفع عمر راسه وطالع بحيرة في جاسم اللي كان يتأملهم وهو مستند على الباب ..


**************************


.....................يتبع ..


بعد العصر في الرياض :
في شقة نجلاء :

ابتسمت وسام لسحر وقالت وهي تشم الورود : يالله كيف ريحتها تجنن ..
وهمست بامتنان : مشكورة ياقلبي ماكان لازم تتعبين نفسك ..
هزت سحر أكتافها وقالت : لا تعب ولا حاجة , تعبك راحة ياختي ..
زفرت وسام بداخلها وهي تتأمل سحر اللي ضحكت على شي قالته نجلاء لهيام وهي تضربها بخفة , أمس جوا لها بعض المعلمات في البيت بعد المغرب وهم محملين بالهدايا , وجوا أخواتها بعد العشا بأطفالهم , واليوم سحر وسمر و ...... أريام , طالعت في أريام بشكر عميق على لطفها , الكل كان خايف ومهتم فيها , ولأول مرة تحس بإنها مهمة , خاصة بعد البرود اللي صار من حركة عاليه أم سطام اللي رجعت البيت بعد ما راح سلطان لأبوها وكلمه بالنيابة عن ولده , لكنها بالرغم من هذا كله كانت تحس بتعب وفتور غريب , كإنها عافت كل شي حولينها , خاصة بعد ما كلمتها أمها على اللي قرره عبدالكريم , بكت بداخلها مليون مرة لكنها ما أظهرت شي , كانت متألمة من كل شي حولها , حتى نجلاء اللي خبت عنها إنها انطعنت منها لمن فضلت خالد وبينت لها إنه صعب تاخذ واحد أصغر منها , طالعت في سحر وسمر وهي تحس بضحكه سخريه بداخلها للحظة البسيطة اللي فكرت فيها إنه توافق على سامر ..
كانت سحر تتكلم بحماس إنه اليوم زواج واحد يقرب لمرة أخوهم اللي سمعت عنها وإنها كانت من ضحايا العبارة , وبلا تفكير انسدحت على السرير و أعطتهم ظهرها , قالت أمها بصدمة : وسااام ..
قالت سحر بضحكه : خليها يا عمه يمكن تعبانه وماقدرت تقاوم ..
غمضت وسام عيونها وهي تحضن الورود الي أهدتها لها وهي تصرخ بداخلها ~ آآآآآآآآآآآسفة , سامحونيييييييييييييييييي ~ ..
وسمعتهم وهم يقومون ويخرجون من الغرفة قبل ما ينطفأ النور , هنا سمحت لدموعها بالانهمار ...





***************************


بعد صلاة العشاء :
في قسم الرجال :

: بيتزوج , بيتزوج , بيتزوج ..
لف عبد الإله على حسان وقال : قول ماشاء الله عن تطق الرجال عين ..
قال حسان : ماشاء الله , الله يبارك له ويسعده , أنا ماني عيان سيد عبد الإله ..
تنهد وقال وهو يطالع في عمر المبتسم : أنا أغبطك مو أحسدك ..
زفر عبد الرزاق اللي نزل من المنامة اليوم صباحا عشان يحضر الزواج وقال : لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , ياخي تزوج وفكنا , صدعت روسنا بالزواج , أنا من عندي أقولك خذ أختي وفكنا من الصدعة ..
لف عليه حسان وقال بحماس : والله ؟؟
وحط يده تحت دقنه بتفكير وقال : إمممممممم , والله فكرة ..
ولف عليهم وقال : مادمنا مملكين خلاص , آخذها ونروح شهر العسل وإنتم براحتكم جهزوا للجواز وغيره , لا رجعنا نزفها في اليوم اللي حددتوه وخلصنا ..
طالعوا فيه وتبادلوا النظرات فيما بينهم وزفر جاسم وقال : لاااااا , الصراحة , حالتك مستعصية ..
قال حسان بعصبية وهو يأشر على مكان الرصاصة : يا خليقة شفت الموت بعيوني وحييت ولسه ما تزوجت ..
انفجروا بالضحك و عمر يقول من وسط ضحكه : كل تأخيرة فيها خيرة , الله يقدم لك اللي فيه الخير يا حسان , وإن شاء الله ماتسمع إلا اللي يسرك ..
ضحك عبد الرزاق وقال بتريقة : أقول لا تدعي رجاء , أمس دعيت للاتحاد وخسرنا خسارة مهي متوقعة والكأس صارت للناعمين حقين نيفيا ..
ضحكوا كلهم وعمر يقول بحدة : عبد الرزااااااق , لا تطير و لاتستهزئ ..
زفر حسان وقال بعصبية وهو مو سامع شي منهم : متى يعني بأتزوج , يوم أصارخ وسط الناس زوجونييييييييييييييي ...
قال أحمد ولد جلال : هذاك قاعد تصارخ ...
وسكته جاسم وهو يقول : هي لا تفضحنا اللي يفضح العدو ..
: خلاص , حددناه 12/4 إن شاء الله ..
التفتوا لصالح اللي تابع بابتسامة : زواجك إن شاء الله يوم الأربعاء 12 / 4 السنة الجديدة ..
فرد حسان يدينه يحسب رفع راسه وقال بصدمة : 6 أشهر , ليييييييه ؟؟ حليب طويل الأجل هو ..
ضحكوا على تشبيهه وزاد ضحكهم لمن قال علي بمزح : إحمد ربك لا تخلينا نخليه
مدة صلاحيته سنتين ..
قال حسان بسرعة : لاااااا , حليب طويل الأجل أرحم ..
وزفر وقال : ما يجي قبل ..
طالع فيه أبوه وقال بصدمة : حسان الله يهديك اثقل ..
تحرك وجلس على أطراف رجوله قدام أبوه وخاله وهو يقول برجاء : خلوها بداية السنة في محرم , واللي يرحم أهلكم تراني مليت , والله مليت ..
قال صالح : القاعة محجوزة إلين شهر أربعة ..
قال باستنكار : بسسسسسسسسسس , هذا السبب , القاعات في جدة كثر الهم على القلب , ولا وحده فيهم فاضية في محرم , ياناس مستعد أرمي العمامة عند رجول واحد من اللي حاجزين ويبادلني يومه , بس إنتم أعطوني الضوء الأخضر ...
ضحك أبوه وقال صالح وهو يطبطب على كتفه : إنت خلقه إشارتك خضراء على طول لو أعطيناك إياها بتسوي حوادث , إركد مكانك وارضى بشهر أربعة أحسن لك ...
قطب ورجع قال : 6 شهووووووور , تعذيب ..
أحمد اللي كان يراقب المشهد كان عارف إنهم مأخرينه احترام لمشاعرهم قال وهو حاس بحسان : صالح , علي , اتقوا الله ذليتوا الولد , حسان , لو تبغاها الليلة جاتك ..
لف على خاله وقال بعدم تصديق : والله ..
ضربه أبوه وهو يقول : هيييييي إركد , إنت ما حسبت , وقوم الناس تطالع ..
قام وهو يعدل وضع ثوبه و غترته وهو يتمتم بغيض , قال أحمد بحزم : دام هو يبغى زواجه في محرم يكون في محرم , وإذا مافي في القاعة اللي تبغونها , ما عندنا إشكال دوروا قاعة ثانية لو أرخص ..
قال علي بسرعة وهو يتذكر الملايين اللي ما لمسها في حسابه في البنك : هي مهي حكاية فلوس ..
ابتسم أحمد وقال : عارف , بس أبغى أضغط عليكم ..
قال صالح باستسلام : مادام أبو العروسة قال محرم , محرم ..
ولف على علي وهو يقول بهدوء : اش رايك في ثاني خميس في محرم ؟؟
قال علي وهو يفكر : يوافق 13 أو 14 , لا لا بيكون في عز الإمتحانات النهائية ..
زفر صالح وقال : خلاص نخليه ثالث خميس ..
قال أحمد وهو يشوف حسان يلتفت كل شوي للمتحدث يراقب نهاية الموضوع : ليه ما نخليه الخميس الأول ؟؟..
قال صالح : في زواج ولد راجح ..
هز علي راسه وقال : زواج ولد راجح في ثالث خميس ..
ابتسم أحمد وقال : يعني خلاص نشوف أول خميس ..
قال علي : توكلنا على الله بيكون التاريخ وقتها ..
قاطع حسان اللي كان يتابع محادثتهم بأعصاب مشدودة : مو مهم التاريخ , يعني إن شاء الله محرم ..
ابتسم علي وقال : إن شاء الله ..
صرخوا الشباب بحماس و تلثم عبد الإله بشماغه وغطرف له , قال عبد الرزاق وهو يدق عمر : ياخي كان دعيت من زمان عشان يتزوج ويفكنا ..
طالع فيه عمر وقال بسخرية : لا والله ...
ضحك عبد الرزاق و طالع عمر بحيرة في حسان الساكت , دقه جاسم وهو يقول : حسان , اش فيك ؟؟
لف عليه حسان وانتبه إن الكل يطالع فيه , هز أكتافه وهو يقول بصراحة : ماني مصدق , ودي أسوي شي بس ماني عارف اش هو , أحس حيلي فتران ..
انفجروا بالضحك وقام علي وضمه وهو يضحك من قلبه ..
طالع فيهم عمر وهو ممتن لهم من الأعماق حضورهم , هذي حلاة القبيلة , رغم يتمه إلا إن الكل حولينه , حتى أمير القبيلة جا جوازه اللي حلف عليه أحمد إنه يدفع حقه وحق ذبايح العشا ...


***************************

اسير الصمت
09-10-2012, 11:38 PM
في قسم النساء :

: ماشششششاااااااء الله , هذولي كللللللللللللهم جايين لك يا أزهار ..
دقتها أزهار وهي تقول : قولي ماشاء الله تنقصين حبايبي ..
ضحكت ريم وقالت : صراحة شكلك رزة وإنتي قاعدة عند الباب في وجه الإستقبال , من جد أم عريس ..
ابتسمت أزهار بزهو وهي تمسد شعرها اللي رفعت نصه بشكل ناعم وثبتت فيه طوق كريستال و تركت الباقي طليق بنعومه وأطرافه ملفوفه وقالت بمزح : مشكوره ..
جات الهنوف وسألت : فين العنود وسفانة ؟؟ ...
هزت ريم أكتافها وقالت : ما أدري ..
تحركت تدور عليهم , قالت أزهار بحب : الله لا يحرمني منكم , ما أتخيل اش كنت حأسوي من دونكم ..
ابتسمت ريم وقالت : هذا أقل شي يا قلبي , الناس لبعضها , بعدين إحنا قلنالك , كلللللللللنا أخوات عمر ..
طلعت الهنوف لغرفة أهل العريس وهي تقول : هذي وينها ..
ولمن قربت من الباب المردود تصنمت وهي تسمع سفانة تقول : عنود قلبي خلاص , يا حبيبتي خلاص ..
: مو .. مو ... بيـ .. بيدي ...
طالعت من الباب ومسكت شهقتها لمن شافت العنود جالسة على الكرسي , رجولها تنتفض بشكل واضح رغم الفستان الواسع , وفمها يصطك من قوة النفضة , قبضت سفانة على يدينها وهي تقول : اش فيك ؟؟ إنتي أقوى من كذا ..
ومدت يدها وحطتها تحت دقن العنود ورصته بقوة وهي تقول : يا قلبي خلاص ..
ورغم إنها راصه فكها بقوة إلا إنه كان ينتفض , قالت بمزح : تبغيني أجلس فوقك عشان أخفف نفضة رجولك ..
ابتسمت العنود وفكها يرتجف بقوة وهي تقول : ما .. ماني .. بر .. بردانه .. بس .. جسمي .. كلـ ... كله ..
قالت سفانة وهي ترص على ركبها بقوة : عارفه , كله ينتفض , تراك عدتي هالجملة ثلاث مرات إلى الآن ..
غمضت العنود عيونها وسحبت أنفاس عميقة وهي تحاول تهدي نفسها , دخلت الهنوف وهمست بخوف : اش فيه ؟؟
لفت عليها سفانة وقالت بتوتر : من دخلت القاعة وهي مهي على بعضها ولمن جيتها لقيتها على هالحالة ..
جلست الهنوف جنبها وضمتها وهي تقول : عنود حبيبي حتى أنا من دخلت وأنا أحس نفسي واقفة على طرف هاوية , أقل حركة من هنا ولا من هنا بترميني من فوق , بس قلبي يهدأ لمن أقعد أقول لنفسي مو شرط اللي صار في فرح البندري يتكرر هنا , لازم نمشي , لازم نسوي . لازم ولازم , أشغل عقلي عشان ما أتذكر وما أفكر ولا أسترجع أي ذكرى , سوي زيي ..
غمضت العنود عيونها بقوة وهي تسحب أنفاس عميقة , دلكت سفانة يدينها البارده وقالت : يلا يا عمري , يلا عشان أزهار , شوفيها ماشاء الله عليها كيف صابرة , يلا ياقلبي قومي ...
بدأت رجفتها تخف شويه شويه فهمست وهي تحس براحة من توقف صوت أسنانها المزعج : شويه وألحقكم , تحركوا لا تلاحظ أزهار غيابنا ..
خرجوا بعد ما تأكدوا من إن الرجفة وقفت تماما , أول ما صكت الهنوف الباب انسابت دموعها , شهقت سفانة وسحبتها بسرعة وهي تقول : هنووووووووف , دوبك اش تقوليييييييييين ؟؟
مسحت دموعها وقالت بثبات : يلا ننزل لأزهار ..
ابتسمت سفانة وقالت : سبحان الله المصايب إذا ما قتلتك تقويك , مين كان يتخيل إنه هذي هنوف ..
أول ماتمالكت العنود أعصابها ونزلت شافت الكل هادي رغم أصوات الطيران اللي شايله القاعة شيل إلا إنه ما كإنهم في فرح , صح القاعة كانت مليانة , أهل أصحاب عامر وعمر , الجارات وبناتهم , حريم رجال الحي وغيره من الحريم باضافة لأهل العروسة إلا إن الجو كان خانق و ما في تفاعل , قالت الدقاقه بعد ما خلصت أغنيتها : صفقة يا جماعة , نايمين ..
وبدأت تغني : وادان واادااااااانــه ..
ابتسمت العنود وقالت : من جد نايمين ..
وسحبت أزهار اللي ناولت شنطتها لريم وهي تقول : على وين , عنيد ...
تحركت العنود لدرج الكوشة وفكت حبال صندلها , شهقت أزهار وقالت : بنت ما أعرف أرقص قدام الناس ...
سحبتها وتقدمت في الكوشة وبدأت ترقص وهي ماسكة يد أزهار وهي تبتسم لها , تعالت وقتها صفقة الحريم والغطاريف , ضحكت أزهار بحرج وهي تقول : الله يقطع شرك , أظن الكل يضحك على رقصي ..
قالت العنود بابتسامة : لا , حلو لا تخافين , إنت بس هزي وتمايلي ويصير أفنن رقص ..
ضحكت أزهار وقالت : حلو أفنن ..
وطالعت فيها بامتنان وكملت بهمس : شكرا ..
ابتسمت العنود وقالت : على إيه , مو قلنا عمر أخونا كلنا ..
حست أزهار بالتعب فقالت : خلاص تراني تعبت , رجولي يبست ..
تحركوا نازلين , وتفاجأوا لمن بدأوا الحريم يرقصون , ضحكت سفانة وقالت وهي تعدل لأزهار صندلها عشان ما تدنق : شكلهم كانوا يستنون أحد يستفتح الكوشة ..
قالت أزهار بضحكه : سفانة لا صرت في التاسع أخليك تعدلين لي الصندل عشان ما أقدر أدنق مو دحين ..
قالت خولة : أنا قلت لها , مو زين الحركة الكثيرة والتدنيق , لا تنسين إنك حامل ..
كانت فعلا ممتنة حضورهم وعاذرة هدى ونورة اللي رفضوا الحضور بألطف طريق ممكنة , كان يكفيها البنات وخولة وبناتها , وهي نازلة ابتسمت لمن شافتها واقفة قرب الباب , متألقه بثوبها الأسود الحرير الطويل الملفوف بنعومة على جسمها و اللي يحيط به حزام فضي مطعم بالكريستال من تحت الصدر , قالت بفرح : مشااااااااااااااااعل ..
وانطلقت لها وضمتها بقوة وهي تهتف : هلا والله , يا حيا الله من جا ..
قالت مشاعل وهي تسحب شالها اللي بدأ ينزاح عن كتفها : زهره , فضحتيني , شالي بيطيح , زهره ..
وسكتت لمن حست بأنفاس أزهار تتهدج , ابتسمت وقالت بحزم : أم العريس ما تصيح , أم العروسة بس اللي تصيح ...
ضحكت من قلبها وراحت الصيحة اللي حستها تحاربها وهي تقول : الله يقطع سواليفك ..
وتبادلوا السلام , قالت العنود وهي تلف بوزها : على إيه هالترحيب كله ..
دقتها الهنوف وهي تهمس : بنت بلا غيرة مال أمها داعي ..
سلمت أزهار على أم مشاعل وهاله ومرة أخوهم وهي تهلي وترحب , وسلموا عليهم البنات وهم يرحبون فيهم , شوية جات أم صلاح وهي تقول : أزهار , في حرمة تسأل عنك ..
تحركت أزهار معاها وأول ماشافتها تصنمت , كانت تشبهه لحد كبير , ابتسمت الحرمة وقالت بصوت رخيم : إنت أزهار ؟؟
سلمت عليها أزهار وهي تقول : هلا فيك , سامحيني ما عرفتك بس شبهت عليك ..
ضحكت وقالت : ترا تحطميني لمن تقولين إنك شبهتي علي لأنك ما تعرفين إلا أخويه ..
شهقت أزهار وقالت : لا تقولين أخت الدكتور مطلق ..
ضحكت وهي تهز راسها بإيوه وهي تقول : هو ماغيره , اسمي منار , تراني أموت قهر لمن يشبهوني برجال ..
ضحكت أزهار و رحبت فيها أكثر و قالت بحرج : سامحيني بس مررررة تتشابهون ..
قالت بمرح : ما عليك دايم يقولون علي إني النسخة المؤنثة منه ..
وكملت بضحكة : والمصغرة لأني أصغر منه , تعرفينا إحنا الحريم يهمنا حكاية العمر ..

ضحكت أزهار و أشرت لها على الطاولة القريبة من المدخل واللي جلسوا عندها البنات عشان يكونون قريبين من أزهار وقالت : تفضلي , تفضلي , يا حلوات , هذي منار أخت الدكتور مطلق ..
هتفوا بحماس دفع علامات الدهشة على وجه منار , ضحكت أزهار وقالت وهي تفرصع عيونها فيهم : أعذريهم له شعبية كبيرة ..
سلمت عليهم منار وجلست جنب خولة اللي قالت : يا هلا فيك والله , جزاك الله خير , راعين واجب وأخوك ماشاء الله الكل يمدح فيه ..
ومن بين تبادل الأحاديث ابتسمت منار لمن سمعت سمية والخنساء يتكلمون عن الجامعة وسألتهم : ماشاء الله في أي قسم ..
قالوا مع بعض : تغذية ..
وابتسموا , قالت بحنان : بنتي مرام قسم رياضيات , ثاني سنة ..
طالعوا فيها بذهول وقالت الهنوف : ما شاء الله عندك بنت في الجامعة ..
ضحكت بإحراج وقالت : هي بنتي بس مهي بنتي , قصدي ..
وابتسمت وقالت هدوء : بنت زوجي بس عايشة معاي عشان كذا أقول بنتي , أنا عندي اثنين , ولد في الإبتدائي وبنت سنة أولى متوسط ..
قالت خولة بتخرجها من حرجها وهي تأشر للبنات ينزلون بصرهم المحدق فيها : ما شاء الله , الله يحفظهم لك يا رب ..
همست العنود لسفانة : شبه أخوها مررررة ..
لفت عليها سفانة وسألتها باستنكار : وإنت حضرتك متى شفتي أخوها يا أم عيون طويلة ..
قالت بدفاع : يوو لمن كنت أروح المستشفى مع أزهار كنت أشوفه أحيانا ومرة شفته من طاقة بيتـ ...
وسكتت لمن تذكرت ذاك الموقف السخيف اللي تعرضت له , يكون عدنان شافها ذيك المرة ~ لا , لا , قفلت الستارة بسرعة , وييييييي لا يكون وقتها كان يحسبني الصايعة اللي تلاحقه ولا ...~ شهقت بداخلها وعزمت إنها تسأله متى ما سنحت لها الفرصة بطريقة غير مباشرة عن ذيك المرة ..
: وين رحتي يالخبلة ؟؟
لفت عليها وابتسمت وهي تقول : هنا , يعني وين بأروح ..
وكملت لمن تذكرت هي اش كانت تقول : مرة صابتني طفاقة وفتحت الستارة عشان أشوف من هالغريب اللي جاي لأبويه وطلع عمر ..
قالت سفانة بتعجب : يوم تقولين هالكلام أحسك تتكلمين عن شي صار من سنين ما كإنه من كم شهر ..
زفرت العنود وقالت : فعلا هالسنة أحسها طويــــلة ..
ضحكت سفانة وهي تسمع أطراف من حديث الخنساء وسمية مع هاله أخت مشاعل اللي انشغلت بالحديث عن مدرستها مع خولة : خاصة وهي أول سنة جالسين في البيت بعد التخرج , يعني من جد طويلة وملل ..
ولمن سمعت منار تتكلم عن مطلق مع أم مشاعل دقت العنود بكوعها بخفة وهي تهمس : تتوقعين جايه تسلم على أزهار وتبارك لها بس ولا جايه تدور لأخوها على عروسة , أشوفها تتكلم عنه كثير ..
رجعت لها عنود الدقه وهي تقول بتريقة : هــي , حدك عاد , عيونك لا تطول أكثر , عبود وبس ..
ضربتها سفانة وقالت : تراك ذبحتيني هالأيام , اش عندك ؟؟ الولد متكلم على وحده فكيني منه خلاص ..
رصت العنود فمها وهي تقول بداخلها ~ وييييييييييي لازم أمسك لساني لا أنفضح , عاد ريم محرصة علي ما أطلع الموضوع قبل ما يتكلم عمي في الموضوع , واااااااااااااي والله تعذييييييييييييييييب ودي أقولهاااااااااااااا , حرام يا ناس , هذا سلخ وذبح بالبطييييييييييييء ~ مسدت سفانة على شعر الباروكة تتأكد من وضعيتها وهي تهمس : بعدين مافيها شي لو دورنا على رزق , من سبق لبق ..
طالعت فيها بنظرات حادة وهي تقول : إخصصصصص باعت ولد خالها راعي التاكسي على أول رصيف عشان دكتور ..
وقطبت حواجبها وهي تعيد كلامها : دكتور !! ..
ومسدت دقنها بتفكير وهي تهمس : وحليوة كمان !!
ثواني وضربت الطاولة بيدها وقالت بحماس : بيعي أبووووه مو بس بيعيه ..
قهقهت سفانة من قلبها وغطت فمها لمن التفت لها كل من الطاولة وهي تحمحم بحرج , لفت على العنود ولكزتها في خصرها وهي تقولها : متخلفة , مجنونة , إنقلعي عني فضحتيني ..
قالت العنود بتريقة وهي تقوم : ماتبغين شوري , إنتي حرة , أروح أشوف زهرة أبرك من قعدتي عندك ..
زفرت سفانة وقامت لحقتها عشان تدور على الهنوف المختفية ..


***********************


فركت أزهار يدينها بتوتر وهي تطالع في باب غرفة العروسة اللي نادتها أم صلاح لها , دق جوالها , ردت عليه بسرعة لمن شافت اسم الجوهرة , قالت بابتسامة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ولمن ردت الجوهرة السلام وكملت بتريقة : ما تشوفين إنه المفروض إني أنا اللي أسلم ..
ضحكت أزهار وقالت بتحبب : كيف حالك يا عسل وحال رنوده ؟؟
ردت عليها الجوهرة و قالت بلهجة جافة بعد ما سألتها عن حالها وعن الزواج : اتصلت عشان أبارك لك , مبروك اللي سويته , اللي يبارك لهم يارب ..
أزهار اللي صارت تعرف إنه رمي الكلام بلا حساب واللهجة الباردة المتعالية جزء لا يتجزأ من الجوهرة قالت بحرارة : جزااااك الله خير , والله ما تقصرين يا أم ريناد ..
قالت الجوهرة وهي ترقق لهجتها : المهم , لا تنسين تحطين عوده كل ما خف البخور و مو تنسين الفوفل , باشري به بعد العشاء على طول ..
ابتسمت وقالت : إن شاء الله ..
واستمعت لنصائح الجوهرة اللي ما لها نهاية وهي تقول : إن شاء الله , الله يسعدك , جزاك الله خير , من عيوني ..
ولمن قالت : يلا مع السلامة ..
قالت بلطف وتحبب : جواهر , مشكورة على اتصالك , وأنا عارفه إنك لو كنت هنا ما بتقصرين معايا , جزاك الله خير ..
وصكت الجوال بعد ماودعتها وطالعت فيه للحظات وهي تقول بداخلها ~ صدقت الآية , إذا قابلت الإساءة بالإحسان يصير عدوك كأنه ولي حميم , سبحانك يارب تغير ولا تتغير ~ خرجت من أفكارها لمن خرجت بنت خالة منى وقالت بابتسامة : تفضلي , جابت لنا الصداع , نادوا أزهار ..
ابتسمت أزهار ودخلت وهي تسلم , أول ما شافت منى اتسعت ابتسامتها أكثر وهي تقول : بسم الله ما شاء ..
فستانها الأبيض مفتوح فتحة سبرينه مثلثه والصدر مشغول بكريستالات ناعمة يتغير لونها مع أي حركة تصدر منها , شعرها مرفوع بشكل خفيف ومثبت عليه تاج عريض له سلاسل من الجنبين تتحرك بنعومه وطرحتها مثبته من تحت التسريحة , طالعت فيها منى بخوف وقالت وهي تأشر على مكياجها اللي بألوان الغروب تشبه الألوان المنعكسة من كريستالاتها : ثقيييييييييييييل ..
ضحكت أزهار وضمتها بخفه وهي تقول : والله يجنن , بسم الله ماشاء الله ..
وبعدت عنها وقالت : قريتي على نفسك ..
هزت راسها بإيوه وهمست : من جدك حلو !! ولا تجاملين عشاني حرمة أخووووك ..
ضحكت أزهار وقالت : أكلمك كصديقة مو كأخت زوج يالخبله ..
ابتسمت منى براحة وقالت : ريحتيني ..
قالت أم صلاح : لنا ساعة نقولها حلو , حلو , مارضيت تسمع لأحد وأصرت تناديك ..
قالت منى باعتراض وهي تأشر على بنت خالتها : طاحت فيني , مفروض ما تشوفك إلا في الزفة ...
انحرجت بنت خالتها فقالت أزهار بلطف وهي مقدرة إنه محد حيفهم العلاقة اللي بينها وبين منى واللي قويت وزادت في الأيام الأخيرة : لا تلومينها , تبغى تطلع لك طلعة ..
دنقت منى وهمست : تتوقعين عمر ما ينفجع من المكياج الثقيل ..
ضحكت أزهار وقالت بهمس : قلت لك حلو إش فيييييييييك ؟؟
زفرت منى وهمست من بين أسنانها : مو أخوك دايم يقول إنه يحب البساطة ..
قالت أزهار وهي تدقها : إنت عرووووس , إش بساطة ..
ودقتها وهي تقول بتريقة : مو كل شي يقوله تمسكينه بالحرف , ترا أخوي بدوي ما قيد شاف شي عشان كذا يقول هالكلام , إنت علميه ...
ضحكت وقالت : حراااام عليك ..
قالت أزهار بلهجة صادقة : يارب يوفقكم ويخليكم لبعض ..
وتحركت وخرجت تلحق بأم صلاح اللي نازلة عشان تقول للناس يتفضلون للعشا , كانت تحس نفسها تايهة وهي عارفة فين تروح وفيت تجي فكانت أكثر الوقت يا جالسة أو تلحق بأم صلاح اللي تبتسم لها كل شوي وهي تضغط على يدها مشجعة , جات للطاولة وسألت أم مشاعل ومنار وخولة : أكلتم ؟؟
جاوبوها بالإيجاب وأم مشاعل تقول : كثر الله خيركم , جعلها سفرة دايمة يارب ..
شكرتها أزهار وهي تقول بامتنان وهو تطالع للهنوف والعنود : كثر الله خير أبويه أحمد ..
و لفت للكوشة و ابتسمت لمن شافت مشاعل ترقص مع سمية , وصفقت لهم وهي تطالع فيهم بامتنان , رفعت مشاعل راسها وابتسمت لها وهي تأشر بسبابتها بمعنى مرة وحدة بس , ضحكت وقالت وهي تلف على الهنوف : ما تحب ترقص لكن عشاني , الله يسعدها يارب ..
قالت العنود بغيرة وهي ترفع سبابة يمناها وهي تدق صدرها بسبابتها الثانية : أنا كمان , أنا رقصت كمان ولا نسيتي ..
ضربتها ريم وسط ضحكهم و هي تقول : بلا بزرنة , كل ماقلنا شي رفعت إصباعها كإنها في مدرسة وهي تقول أنا و أنا ..
قالت أزهار بضحكة : الله لا يحرمني منك ..
ابتسمت العنود براحة و رجعت جلست بهدوء , قالت خولة : خلاص ارتحتي ..
هزت راسها بإيوه و ضحكت منار وهمست لخولة متسائلة : هي دايم ربشة كذا ..
زفرت خولة وقالت : مطلعة مزرعة نخل في راس خالي المسكين ..
وقالت وهي تأشر على ريم و سفانة اللي عن جنبيها : وترى الثنتين اللي جنبها ما يفرقون عنها في شي إلا إنه خبالهم ما يطلع عند الناس يعني قدام بعض بس ..
انتفضت أزهار لمن رن جوالها ورفعته على طول وهي تقول بلهفة : هلا ..
وصلها صوت أخوها المتلعثم وهو يسلم , ردت السلام وقالت : آآآآمر يا قلبي ..
: يا سلاااااااااااام , تقولين يا قلبي لييييييييييييييه ؟؟
قالت بصدمة : جسوم ..
: سحبت الجوال منه يوم شفته مو قادر يتكلم , أتاريك قاعدة تغازلينه ..
ضحكت وقالت بأذيه : أخويه وأنا حره ..
: لا والله , إحلفي , ماكنت داري إنه أخوك ..
جاوبته بضحكة ثانية فقال : شغلك في البيت , المهم سوي طريق , العريس بيطلع ..
حست خفقات قلبها تزيد فسألت : مين بيطلع معاه ؟؟
قال : أبو العروسة وأخوانها يعني مين بيطلع ..
قالت بسرعة : بأدخل معاهم بالعباية ..
وهمست بعدها بإستئذان : إذا ممكن ؟؟
وصلها صوته يحمل نبرات حانية وهو يقول : ممكن ونص , يلا إلبسي ..
قالت بفرح : شكرا ..
وصكت الجوال وقالت وهي تحاول تضبط انفاسها المتوترة : بيدخل ..
فزوا البنات وقالوا في لحظة وحدة : بنشوفه ..
قالت خولة بحزم : إجلسوا وانثبروا , حلللوة ذي ..
قالت العنود باستنكار : لييييييه ؟؟ هذا عموووووور ..
وقالت سفانة وهي تهز راسها : أخونا عمور لو ماشفناه وهو داخل على عروسه نشوف مين ؟؟
رفعت خولة حواجبها وقالت بسخرية : لااااااااااا , من متى ؟؟ ليه ماقلتولي إنكم راضعين معاه ؟؟
وكملت بحزم : إجلسوا , أصلا لازم ثلاث منكم يوقفون بسلال الفوفل , الناس دحين يطلعون من العشا ..
قالت ريم وهي تأشر على سمية وأسماء والخنساء : هذولي هم , واحد , اثنين , ثلاثة , إحنا بنطلع ..
وتحركوا والعنود تدف أزهار وهي تقول : يلا بسرعة , تحركي ...
زفرت الهنوف وقالت : لا تحاولين ..
وأشرت للبنات الثلاثة وقالت وهي تتحرك طالعة لغرفة أهل العريس : تعالوا عشان تاخذون السلال ..
ابتسمت منار وقالت : خليهم , اش فيها ؟؟
قالت خولة باستنكار : مايجوز , بيقعدون يتأملون الرجال وهو مهو محرم لهم , مو عشان عريس تصير شوفته حلال ..
ضحكت وقالت : إنت ليه متعصبة كذا , أجل لو بينزف ويسلم عليها ويشربها قدام الله وخلقه زي اللي عندنا إش تقولين ..
قالت خولة : أستغفر الله العظيم , الحمد لله على نعمة العقل , الله لا يبلانا , أنا لو أشوف زي كذا ما بأشره على العروسة , أشره على الرجال اللي رضى يسوي هذا كله وهو لوحده وسط حريم لا همه في إختلاط ولا ذنوب ولا غيره , وين رجولته ؟؟ ..
فتحت منار عيونها على اتساعها وقالت : ما توقعتك جافة كذا , الموضع عادي ما يحوج هذا كله ..
ابتسمت خولة وقالت بلطف : مو حكاية عادي وبسيط هي اللي خلتنا نتهاون في كثير من الأمور , بعدين شي يجر شي ..
وحبت تنهي الموضوع فتابعت وهي تأشر على الدقاقة : اش رايك فيها ؟؟ ماشاء الله عليها صوتها ودق اللي معاها مرررة حلو ..
وافقتها منار وقالت : أول مرة أحضر زواج إسلامي , صراحة ما توقعته كذا ..


*********************

طالع عمر بتوتر في أبو صلاح وعياله ورجع طالع في أحمد , ابتسم له أحمد بتشجيع , قال صلاح بضحكه : عمر اش تستنى ؟؟
قال عمر وهو يأشر على جاسم : جاسم ..
وسكت لمن ابتسم جاسم وقال : أهم جووا ..
لف وانصدم لمن شاف عبدالرزاق و حسان و عبد الإله معاهم محمد و أحمد عيال جلال وهم ماسكين طيران , قال حسان وهو يبتسم و يمسح الطار : بـ نزفك ..
وأشر براسه على عبد الرزاق وقال : هو أصر ..
ابتسم عمر لعبد الرزاق اللي بادله الابتسام ورفع الطار وبدأ الدق وهو يقول : عريسنا دخل دخل ..
وتبعوه البقية وهم يكملون : بين الشريعة والنخل ..
ابتسم عمر بامتنان وهو يحس بإحراج من النظرات اللي تصوبت عليه , مسكه أحمد ومشي معاه , كانت ضربات قلبه تنافس الطار في قوتها وهو يشوف أخوان منى يصفقون ومعاهم بقية الشباب اللي وصلوه لحد الباب المخصص للعروسة , قرب من جاسم وهمس وهو يحس ابتسامته مراقبة : أحس ابتسامتي منشيه وأحس شكلي يضحك ..
ضحك جاسم من قلبه وقال بتريقة : ومن قال لك مهي منشية , كإنك منشي أبوها لكن من ناحية شكلك يضحك , لا والله , ماشاء الله عليك ..
وكمل بتشجيع وهو يدقه : ترا أزهار بتدخل معاك , تلقاها تستناك ..
شكره بتوتر و طلع الدرج وهو يحس خفقات قلبه تزيد مع كل خطوة , قال أبو صلاح وهو يأشر له : تفضل يا عريس ..
أول ما دخل الصالة طالع يمين ويسار ورجع دنق وهو يشوف كم وحده واقفة بعبايتها , حمحم بتوتر وهو ينادي : أزها ..
ما خلص كلمته إلا وشاف طرف عباية جنبه فعرف إنها هي , دخل أبو صلاح وعياله , فرفعت غطها , رفع عمر بصره لأزهار وهمس وهو يعدل بشته : خليك جنبي ..
ماقدرت ترد عليه من الغصة اللي حستها زي الحجرة الكبيرة أعلى حلقها , هزت راسها وهي تتأمله بمحبة عميقة , أول مرة تشوفه ببشت سكري , قال بمزح يبغى يخفف توتره وهو يعدل غترته البيضا اللي لبسها بدون عقال: عريس مو ؟؟
هزت راسها وهي تسحب حروفها سحب وهي تقول بصوت حاولت تخليه معتدل : ماشاء الله عليك ..
ومدت يدها ومسحت بخفه على راسه وكتفه وهي تهمس : أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ..
ونفثت وهي تكمل : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ..
ضحك وقال وهو يحس توتره زال بحركتها : كم مرة أقولك مو لازم تمسحين ولا تمسكين , يكفي القراية ..
قالت وهي تدقه : تعودت , اش أسوي , تحرك يلا ..
حمحم ودخل للغرفة اللي أشرت له عليها وهي تغطت ودخلت وراه , كانوا مشغلين شريط زفة في المسجل , أول ما دخل وجا بصره عليها وهي جالسة على الكرسي خفض بصره بسرعة وهو يلف يمينه , قال أبو صلاح بمزح : أزهار بنتي خليك جنبه ..
ضحكوا عياله و مسكت أزهار ضحكتها لمن حمر وجهه وهو يمسك أطراف بشته , تحرك لمنى اللي وقفت بمساعدة أمها اللي أول مرة يشوفها , مد يده بإحراج لها فسلمت عليه عربة وهي تقول : كيف حالك ؟؟ مبروك عليكم , الله يسعدكم ويتمم لكم على خير ..
شكرها بهمس وهو مو قادر يرفع بصره لها , ولمن اشرت له على منى , رفع بصره و تصنم وهو يحس اضطرابه يزيد , كانت قمة في الجمال , قال صلاح بضحكة : منى , خرعتي الولد ...
ضربه أبوه بخفة و همست أزهار وهي تدق عمر : عمور ارفع طرحتها ..
مد يدينه ورفع طرحتها , دنقت منى راسها وهي تحس بإحراج أكثر من إحراجه , ركزت بصرها على مسكتها المعلقة بشريط ساتان أبيض في معصمها اليمين , رفع يده لجبينها وهو يدعي اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه , ولمن انتهى نزل يده وهو مو عارف اش يسوي , أشرت له أزهار يوقف جنبها , وقف وهو يبتسم بتوتر , تقدم أبو صلاح وبدأ يسلم على بنته ويوصيها على عمر ويوصي عمر عليها , ولمن جاب كمال صينية مزينة بورود وشرايط نفس ألوان الورود اللي في مسكة منى , طالع بتوتر في صلاح اللي تناول من أمه كاميرا الفيديو وشغلها , ابتسم صلاح وقال : بعد إذنك يا عمر , جدتي ما قدرت تجي الفرح ونبغى نصوركم ..
ابتسم عمر وقال بهدوء : كاميرا الفيديو عادي , بس ينمسح الشريط على طول ومحد يحتفظ فيه ..
أشر صلاح على عيونه وقال وهو يرفع الكاميرا : طيب أعطينا نظرة حلوة ..
ابتسم بإحراج ولف على الصينية , وشاف أزهار تأشر له إنه يشربها , ضحك بداخله عليها , أمس جلست تشرح له الخطوات اللي يسويها وكيف يدخل ويرفع طرحتها ويقرأ الدعاء ويوقف جنبها , هذا كله شرحته له لكن مع التوتر طارت كلها من عقله , الكاسة هذي ما جابت سيرتها , ما كان يحبذ هالأمور لكنه مد يده وسحب الكاسة ولف على منى المدنقة , حمحم وقال بهمس وهو يشوف الكاسة تهتز من رجفة يده : يستحسن إننا نشرب بسرعة قبل ما أخرب فستانك ..
غطت فمها تمنع ضحكتها ورفعت راسها , شافت الكاسة تهتز بشكل واضح , مدت يدها بسرعة وسندت الكاسة من طرفها وشربت شويه وهي منحرجة من نظراتهم المنصبة عليهم , بعد الكاسة وهو يزفر بداخله براحة لانتهاء التعذيب , قال كمال وهو يناولها الكاسة : دورك يا منى , بس مو تفشلينا وتكبينه على ثوب المعرس , ترى يطلقك ..
ابتسم عمر ورفع بصره لها شافها مقطبة وهي تطالع في كمال بغيض كمل ما تلف عليه بإحراج , لمن شاف أثر شفايفها الخفيف على الكاسة مد يده و لف الكاسه وهي في يدها وشرب من نفس مكانها , خفضت منى بصرها عنه وحست أزهار بالإحراج من حركته رغم إنها كانت متوقعتها , صرخوا أخوانها بحماس خلى عمر يلف وجهه وهو يعدل غترته وهو يحمحم , قال أبوهم : بس إنت وإياه , ذبحتوا الولد ..
قال كمال أصغر أخوانها : أمووووووووت أنا يارومنسي , ماتوقعت هالحركة منك يالمطوع ..
دقه أبوه وهو يقوله : ولد اش هالكلام , ما تعرف إن هذي حركة إقتداء بالرسول ..
فتح عيونه على اتساعها وقال بعدم تصديق : بالله !! صراحة أول مرة أدري ..
سحبه أبوه وخرج البقية وهو يقول : خلوا أزهار تاخذ راحتها , مبروك يا أزهار ..
همست : الله يبارك فيك , مبروك ماسويتم ..
ولمن خرجوا فتحت غطاها وغطرفت لهم وهي تقول بفرح : ألف ألف ألللللللللللف مبروك يا حبايبي , عقبال ما أحضر فرح عيالكم ..
حس عمر بحرجه ينزاح بعد خروج أبوها وأخوانها واللي تبعتهم أمها , ابتسم وقال : الله يبارك في عمرك ..
ولف على منى وقال وهو موجه بصره للأرض : مبروك يامنى ..
دنقت وهمست وهي تقبض على فستانها بخجل : الله يبارك في عمرك ..
طالعت فيهم أزهار وضحكت وهي تقول : اللي يشوفكم يقول أول مرة يتقابلون , هذا وإحنا مسوين ملكة أجل لو ماسوينالكم ملكة اش بتسوون ..
ولمن شافتهم ملتزمين الصمت ومحد حاول يطالع في الثاني زاد ضحكها وهي تخرج وتقول بتريقة : أروح أشوف كم شغلة وأرجع , مابأسيبكم شوية عشان تاخذون راحتكم و تتذكرون إنكم مملكين وتهرجون بالساعات في التلفون , لا بس بأروح اشوف كم شغلة وأرجع ..
خرجت وصكت الباب وهي تقول : الله يخلف عليهم هذولي اش بيسوون الليلة ..
: يا قلبييييييييييييييي ..
انفجعت لمن انتبهت للبنات اللي واقفات عندها , لفت على العنود وقالت : خير اش فيه قلبك ؟؟
همست بطريقة مسرحية : حركته وقفت لي قلبي ..
ضربتها سفانة باستنكار وهي تأشر لها على بنت خالة منى اللي ضحكت عليها , قالت أزهار وهي رافعة حاجب من حواجبها : خلاص أوصي سحر تقول لعدنا.. آآآآآآآآآي ..
تأوهت وهي تحك ذراعها اللي ضربتها العنود وهي تقول بعصبية : تراااااااب , إنت وحاجبك هذا , ماعلمك جاسم خير ..
وتغيرت ملامحها وهي تمسك بطنها وهي تقول : مغصتي بطني ..
ضحكوا عليها وقالت ريم : يا ذا المغص اللي ذبحتينا فيه ..
وزاد ضحكهم لمن قالت العنود بتريقة : أبشرك قام يتحول لضحك , مغص ممزوج برغبة مجنونة في القهقهة من قلبي ..
تلاشت ابتسامة أزهار وهي تتساءل بداخلها ~ افتقدهم زي ما افتقدتهم اليوم , يكون .. ~
: أزهار ..
رفعت بصرها لسفانة وابتسمت بسرعة وهي تهز راسها وهي تقول : كنت أفكر , تكفين سفسف إنزلي وشوفي الحريم فضوا صالة العشا خلاص عشان نبدأ الزفة , ترى عمر حرص علي أمس إنه مايبغى يتأخر ..
أشرت على عيونها وقالت : تامرين أمر ياقلبي ..
ونزلت للصالة بسرعة , تبعتها ريم عشان تساعدها لكن العنود أشرت على رجول أزهار وقالت : رجلي على رجلك , ما أتحرك من دونك سامعة ..
ابتسمت لها أزهار وهي تهز راسها , قالت لمياء : عندنا زفة أطفال , تعالوا شوفوها ..
تحركوا ونزلوا عشان يشوفون الزفة اللي كان فيها بنتين صغار معاهم سبتات ورد ولابسين فساتين بيضاء واسعة وقدامهم ولد صغير لابس دقلة سوداء مطرزة بخيوط فضية ..
بعد صمت وجمود طويـــــل , رفع راسه وابتسم وهو يقول : كيف حالك منى ؟؟
هزت راسها وهي تقول : الحمد لله ..
مسح جبينه بتوتر ورجع نفخ هوا من فمه وقال : تراني ماني عارف اش أقول ..
مسكت ضحكتها ورفعت بصرها له وابتسمت له , ضحك من توتره وقال : ترا الشباب حفظوني فوق العشر جمل لكنها طارت ..
ضحكت هالمرة لأنها ماعاد هي قادرة تمسك نفسها , قال بصدق : من جدي أتكلم , هالسكوت كله أحاول أسترجع حرف واحد ماني قادر , أتذكر أشكالهم بس ..
ولمن سمع ضحكتها وشاف السعادة تلمع في عيونها أشاح ببصره وهو يصرخ بداخله ~ سامحيني يا منى , ودي أقول هذي أسعد ليلة في حياتي لكني ماني قادر , والله ماني قادر ~ رجع طالع فيها وقال : الله يقدرني وأسعدك ..
ابتسمت بخجل وهي تهمس : و يقدرني و أسعدك ..
اندق الباب ودخلت منه أزهار وهي تقول : سلااااااااام على عصافير الحب , ها سطيتم على بعض ..
ودخلت وهي تقول بمرح : يلا عمور , مادام تذكرتم إنكم مو أول مرة تشوفون بعض جا وقت الإنصراف , يلا بـ نزف العروسة ..
قام عمر و همس لأزهار : إقري عليها ..
ضحكت وقالت بصوت عالي عشان تسمعها منى وهي تطالع فيها : ويييييي لا تخاف قرينا وإن شاء الله مو صاير لها شي ..
طالع فيها عمر باستنكار ودقها بخفه وهو خارج معاها , ودعته عند الباب وراحت تساعد منى عشان ترتب نفسها قبل ما تنزف ..
قالت العنود للهنوف اللي طلعت تشوف يحتاجون شي ولا لا وهي واقفة تستنى أزهار : قلبي هو عمووووور , بغيت أنط عليه وأحضنه ..
طالعت فيها الهنوف وقالت باستنكار : صدق ما عندك مذهب ..
لفت العنود بوزها وقالت : يمه منك , ما قصدت شي , مجرد مشاركة وجدانية لا أكثر ..
ولمن شافت خالة العروسة داخله للغرفة همست : هنوف شفتي تسريحتها ..
قالت الهنوف بحزم : بلا غيبة زايدة , من كثر حسناتنا عشان ناخذ ذنوب ..
دقتها وقالت : يا دبببببببب , ما كنت بأغتاب , كنت بأسألك هذا شعرها الحقيقي ؟؟ لأنه ما أظنها تركب باروكة و لا تحط حشوة شعر و معروف إنه الواصلة ربي يلعنها ..
ضحكت الهنوف ضحكة ألم وقالت : ومين قالك إنه الحريم يهمهم هالشي , يقولون لك رجعت دحين موضة البواريك والعياذ بالله , خاصة عند العرايس , تقول عشان ماتضطر تفكك تسريحتها لمن ترجع مع عريسها تقوم تسشور شعرها وتلمه كله وتركب باروكة تسوي عليها التسريحة ويوم ترجع تفك الباروكة ويكون شعرها ناعم لا فيه مثبت ولا شي ..
قالت العنود بصدمة : أعوذ بالله , أنلعن من ربي عشان شعري يكون ناعم , أعوذ بالله , نسمع ونسلم ..
: حلوة نسمع ونسلم , كإنه جدتي حمده قدامي , بعدين اش وصلنا لهالموضوع ..
عدلت العنود وضع شعرها اللي سشورته ولفته في البيت وقالت : صراحة شعرها ما شاء الله عليه كثيييييييييير , ودي في حاجة تكثر شعري , بعدين رافعته كله فجاي شكله غريب و ..
وقطعت كلامها وهب تقطب بتفكير قبل ما تقول بحيرة وتساؤل : تعتقدين هذي التسريحات اللي قال عنها الشيخ ماتجوز في تفسيره لحديث صنفان من أهل النار وذكر رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ..
هزت الهنوف أكتافها بأسف وقالت : إلا هي , الله يغفر لها ..
شهقت العنود وقالت : كمااااااااان ..
و مسكت لسانها بسبابتها و إبهامها ومسحته ورجعت تحركها كإنها تنفض شي وهي تقول : الواحد لا يزرى إلا على صاحب صلاة ودين , الزراية تلحق ..
ضحكت الهنوف وقالت : ما أشوفك مسحتيها في باطن رجلك زي دايم ..
دقتها وقالت باستنكار : مكياج وصندل شياكة وين أمسحها في رجلي ..
: أم التخاريف أسميك ..
سكتتها العنود لمن خرجت خالة منى وهي تنادي لمياء وتبعتها ببصرها تحاول تشوف هذا شعرها الحقيقي ولا باروكة أو حشوة , دقتها الهنوف وهي تقول بهمس : عيونك يالخبلة , بتفضحينا عند الناااااااس ..
قالت العنود وهي تتحرك : أروح أسألها أحسـ ...
شهقت الهنوف وسحبتها وهي تقول : يا مجنونة ..
ضحكت العنود وقالت : صدقتي , أمزح معاك أنا ..
خرجت أزهار وقالت : إنتم هنا , خلاص بنزفها دحين ..
نزلوا معاها ووقفوا عند الكوشة في الوقت اللي ظلمت فيه القاعة وتصوب الضوء على المدخل اللي بتدخل منه العروسة , ولمن خرجت منى وبدأت الغطاريف والزفة حست أزهار بالدموع تتجمع في عيونها وهي تفكر بعمر وبأمها وأخوينها الميتين , ودار طيف البندري في بالها يوم البروفة اللي لبست فيها الفستان تعرضه لهم , كبحت دموعها بقوة وهي تشوف نظرات مشاعل المشجعة لها , ابتسمت لمشاعل وأشرت لها بإبهامها بمعنى أنا كويسة ورجعت تطالع في منى وهي تسمي عليها , وثواني ولفت على بقية البنات , حست قلبها يتفتت لمن شافتهم يبكون بحرقة , سفانة ساندة جبينها على الطاولة وتمسح بالمنديل دموعها , ريم مغطية وجهها بيدينها وأكتافها تهتز من شدة بكاها , الخنساء ضامة الهنوف اللي صدر منها صوت مخنوق , حتى خولة وبناتها كانوا يبكون بصمت , قالت العنود بهمس ثابت : شكلهم يفكرون في البندري ..
هزت أزهار راسها بإيوه وهي تتأمل وجه العنود , كان غير مقروء وهي مثبته بصرها على منى , تمنت أزهار لو تكلمها لكن عقلها كان خالي , اش ممكن تقول لها في مثل هالوقت ؟؟ لمن وصلت منى الكوشة , طلعت لها أزهار وتبعتها العنود , وقفوا جنبها وهم يصفقون ويغطرفون لها وطلعوا قريباتها و صحباتها في الكلية وسلموا عليها وبدأوا يرقصون قدامها , كانت كل لحظة تمر على العنود تتخيل فيها لو إنه البندري حية كان فرحوا بها نفس هالفرح , نفضت هالتفكير عن بالها و ركزت نظرها على أزهار وهي تقول بداخلها بحزم ~ الليلة لازم تخلين بالك من أزهار , ياحبيبتي يا أزهار أنا وحده وماني قادرة أنساها كيف انتي , ماشاء الله عليك كل مالفيت و طالعت فيك كنت مبتسمة ولا تضحكين , ياليت ربي يرزقني ربع صبرك وقوتك , ماشاء الله عليك ~ كانت أزهار مبتسمة وتسلم على صحبات منى اللي عرفتها منى عليهم و بدأوا يلقون النكات قدامها وهم يطلعون فضايح منى في الكلية , رفعت العنود جوالها اللي دق كذا مرة وهي مهي منتبهة و قالت : هلا جسوم ..
: أزهار ويييييييييييين ؟؟ لي ساعة وأنا أدق على جوالها ..
قالت : مشغولة , أكيد ماانتبهت ..
قال بحزم : المهم خرجوا العروسة بسرعة , قد إيش هو الانتظار ..
قالت وهي تحط يدها على خصرها : ياسلااااااااااام , لايكون إنت أبوها وأنا ماني دارية , حبيبي مالنا دخل في العروسة , متى ما خرجـ ...
: أعطيني أزهااااااااار ..
راحت و ناولت أزهار الجوال وهي تقول : جاسم ..
قطبت أزهار حواجبها مهي سامعتها من الدق , قالت وهي تأشر على الجوال : جااااااااااااسم ..
ردت أزهار وقالت على طول : ما حأسمع اش تقول بسبب الدق , خلاص هالدقة ونخرجها , مع السلامة ..
ومن خلصت الدقة جات أم صلاح ووقفت منى وهي تقولها إنها بتروح , زفتها الدقاقة بأغنية وداعية وقريباتها يبكون على فراقها , ساعدتها أمها في فك الجيبون اللي تحت الفستان وفي لبس العباية , ولمن وصلت عند الباب حضنتها بقوة وهي توصيها على نفسها وعلى عمر , حست أزهار بغصة لمن شافت منى تبكي في حضن أمها وابتسمت وقالت بمزح تخفف عنها : منااااي اللي يشوفك يقول بتطير لكوكب ثاني , الباب على الباب يادلوعة ..
مسحت منى دموعها والتفتت لها , ضمتها أزهار وهمست بصوت مخنوق : منى لا أوصيك على عمر ..
همست منى وهي تضمها : عمر في عيوني إن شاء الله ..
غمضت أزهار عيونها بقوووووة وقالت بصوت حاولت تخليه ثابت : تسلم عيونك إن شاء الله , الله يوفقكم ويسعدكم ..
ولمن خرجت وقريباتها يودعونها وهم يبكون طالعت للشارع وشافت صلاح يساعدها على ركوب السيارة مع عمر , تأملت جانب وجهه , لحيته الخفيفه , ابتسامته المتوتره , عيونه , حركات يده وهو يرفع عباية منى بيد واليد الثانية ماسك بشته عشان ماينزلق , حست بدموعها تتجمع مرة ثانية في عيونها , لمن التفت بعدوا البنات عن الباب , وانسحبت أزهار ..
: أزهار ..
رجعت للباب أول ماسمعت صوته وقالت بلهفة : هلا ..
تقدم لها طالع فيها بحنان وهو يهمس : إدعيلي ..
استجمعت كل قوة في خلاياها عشان تنحت أجمل ابتسامة على شفايفها وهي تقول : الله يوفقكك دنيا وآخرة , انتبه لنفسك وللعروسة , لا أوصيك على منى ..
ارتجفت شفايفه لثانية لكنه رجع رص فكه بقوة وهو يقول بثبات : في آمان الله ..
ودنق وسلم على جبينها وتحرك للسيارة , صكت الباب ووقفت عنده بصمت تجاهد عشان تتمالك نفسها , كان جسمها كله يرتجف , لمن سمعت صوت تحرك السيارة مختلط ببواري الشباب اللي بيزفونه جلست على الأرض الرخامية ..
: أزهاااااااااااار ..
التفتت للعنود اللي هتفت باسمها بخوف وقالت وهي تشهق : أقدر أصيح دحين , أقدر أصـ يـ ـ , أ صـ ..
ومدت يدينها للعنود وهي تشهق بقوة وهي تهتف : عنوووووووووووود ..
وانفجرت ببكاء مرير وهي تقول : آآآآآآآآآآآآآآآآه يا أميييييييييييييييي , وينك يا أمييييييييييييييييي ماشفتيه وهو عريييييييييييس , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حبيبي ياعمر ..
ضمتها العنود وهي تقول بخوف : أزهار حبيبتي خلاص ..
هزت أزهار راسها بلا وهي تصيح وتصرخ : لوحده يا عنووووووود , لوحده , لا أب ولا أم ولا أخواااااااان , لوحده , آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ياعمر , آآآآآآآآآآآآآآآه ياحبيبي ...
دمعت عيون العنود وهي تقول بتلعثم : أزهار خلاص الله يخليك ..
دفنت أزهار وجهها في صدر العنود وهي تصيح وتقول : قطع قلبيييييي , مو عارف يفرح ولا يصيييييييييييح , قطع قلبي يا عنووووود ...
غمضت العنود عيونها وبلا مقدمات بدأت تصيح بصوت عالي معاها , كانت تحس بجزء من وجعها ووجعه , كانوا الناس يبكون ويصيحون من صياح أزهار , جاتهم خولة بوجه محمر من أثر البكا وحطت يد على ظهر أزهار واليد الثانية على كتف العنود وقالت بصوت مخنوق : خلاص يا حبايبي , اش فيكم ؟؟ أذكروا الله , قولوا لا إله إلا الله و الحمد لله , ما يصير اللي قاعدين تسوونه ..
رفعت العنود وجهها عن شعر أزهار وطالعت فيها من بين دموعها برجاء إنها تسيب أزهار تفرغ اللي في قلبها لأنها أكثر وحدة تحس بوجع الكبت , قامت خولة عنهم وقالت للبنات اللي كانوا يصيحون : خلاص إنتم كمان بدل ما تهدونها تزيدونها ..
كان كل اللي حولهم يصيحون بلا استثناء وأكثرهم أم صلاح اللي جات ورفعت أزهار عن حضن العنود وهي تقول : خلاص يازهرة , خلاص ياحبيبتي , اللي تسوينه مو زين لا لك ولا للبيبي ..
طالعت أزهار في أم صلاح أحب جارات أمها وزادت دموعها وهي تقول : ماني قادرة يا خاله , ماني قادرة ..
ورجعت تجلس على الأرض وهي تصيح بحرقة وهي تتذكر الأيام اللي قبل استرجاعها لذاكرتها و اللي بعد زواجها , كيف كان وحيد وكيف كانت تتعذب كل يوم وهي تفكر فيه , أخيرا ارتاحت , أخيرا بتجي وحده تؤنس وحدته , كان المفروض من هالتفكير إنه يهديها لكنه كان يزيد دموعها ويزيد وجع قلبها لأنه فكرة إنه كان لوحده في يوم زي كذا كانت المسيطرة على عقلها ..
حست بحضن دافي ماعرفت صاحبته لكنها استسلمت له وهي تصيح ..
: يلا أزهار , إنت أقوى من كذا , من عرفتك وإنت ماشاء الله مؤمنة صابرة , خليك زي ما عرفتك دايم ..
غمضت عيونها وهي تستمع لهمسات مشاعل الرقيقة وهي تضمها أكثر وتمسد على ظهرها بحنان وهي تذكرها بعبارات كثيرة كانت دايم تقولها لها بعد وفاة أبوها وبعد طلاقها من ناصر , بعد ما هدأ صياحها غمضت عيونها وهمست بتعب من بين شهقاتها : تعبانة , مشاعل أنا تعبانة ..
همست مشاعل : الحمد لله , هذا من فضل ربي , الله إذا أحب عبدا ابتلاه , هذا كلللله كنت تقولينه دايم , تتذكرين لمن قلت حتى الهم لمن الإنسان يحس بهم وحيرة ربي يعطيه حسنات عليه , صح ولا لا , تذكري هالكلام زين ..
من بين شهقاتها اللي تهز جسمها حست بظلام خفيف مريح يسود عقلها قبل ماتستسلم له تماما ..


************************


طلع للشقة وهو يساعد منى بعد ما شكر جاسم وبقية الشباب اللي زفوه إلى العمارة , قال صلاح بعد ما دخلهم : خلاص نروح ..
قال مراد لمن شافهم ساكتين : لا نجلس كمان شويه عشان يضيفونا بعصير ..
سحبه صلاح وقال بتريقة : تحرك بكرامتك قبل ما يطردونك بالجزمة ..
ضحك عمر وقال بحرج : لا أبدا , تفضلوا ..
قال صلاح وهو يأشر على راسه مودع : دام فضلك , يلا مع السلامة ..
لمن خرجوا و انصك الباب قال عمر على طول وهو يأشر على غرفة النوم : أسيبك تغيرين فستانك ..
و لمن دخلت الغرفة تحرك على طول وعلق بشته و دخل الحمام اللي عند مجلس الرجال , صك الباب وقفله بالمفتاح وتحرك وغطى الحوض وجلس عليه وهو يزفر , طالع في جزمته السوداء الرسمية وشرابه الجديد وساعته الفضية وكبكاته , ارتجفت شفايفه فزمها بقوة وهو يدفن وجهه بين كفيه وهو يستند بأكواعه على ركبه , صرخ بداخله ~ أميييييييييييييي ليتك معايا الليلة , ليتك .... عمر استغفر ربك , تعترض على اللي كتبه ربك , الليلة ليلة فرحك , تمالك نفسك عشان منى ~ قام بسرعه ووقف عند المغسلة وفتح المويه وغسل بها وجهه , ولمن رفع وجهه تصنم , لوهلة تخيل عمار , لف من الجنب و هو يطالع في المراية , من زاويه معينه كان يشبهه كثيــر , بلا شعور مد يده للمرايه وماانتبه لنفسه إلا لمن لامست أصابعه سطحها البارد , نزلت دمعتين عصية على خدوده وهو يقول بداخله ~ عمار تزوجت قبلك في الدنيا لكن إن شاء الله إنك تكون شهيد وزفوك الحور العين ~ مسح دموعه بخشونه وهو يذكر نفسه إنه صار زوج ومسؤول عن حرمة ولازم يكون أقوى من كذا بكثير , غسل وجهه بسرعة وبداخله كان يهتف منادي لأمه وعمار و ...... عمير المفقود اللي مجرد التفكير فيه يهشم قلبه تهشيم ..
رفع وجهه وتأكد إنه مو واضح عليه أي أثر , مسح بالمنشفة وعدل طاقيته وغترته وخرج , استغرب لمن ماشافها في الصالة , راح لباب الغرفة ورفع يده بيدق ورجع نزلها ورجع جلس على كنب الصالة , ثواني تحولت لدقائق عشر قبل ما ينفتح الباب , قام على طول وفتح عيونه على اتساعها لمن شافها بفستانها , كان وجهها محمر وهي تهمس بصوت باكي : السوسته عالقه ..
قال بتلعثم : ها هاااااااا ..
نزلت راسها وقالت : السوسته حقت الفستان مهي راضية تتحرك ..
حمحم بحرج وفرك رقبته وسكت فترة طويلة قال بعدها كإنه لقي الحل : مو لازم تفكين السوسته تعالي نصلي و أوريك البيت ..
كانت بتقوله الفستان ثقيل و ماتقدر تصلي وتمشي به في الشقة لكنها من حرجها ماحبت تناقشه ..


*********************


يوم الجمعة 5 / 1 / 1427 هـ :
في وقت ما من النهار :

صرخ بلا كلل : أزهاااااااااااار , عماااااااااااار ..
وسحب نفس وهو يبلع ريقه الجاف وكمل صراخه : عــمـيـــر ..
كان يحس أطرافه تؤلمه من مجرد تحريكها , لكن كان عليه إنه يستمر في تحريكها عشان ما يغرق , شهق لمن غمرته موجه عاليه وغطس داخل البحر لثواني قبل ما يجدف بيدينه بكل قوة فيه , خرج راسه للسطح وسحب نفس سريع وهو يهتف : رحمتك يااااااااااارب ..
ولمن حس بالألم يزيد في أكتافه ورقبته بشكل موجع إثر تجديفه , قاوم دموعه وهو يهمس : رحمتك وسعت كل شيء ..
من فارقها من فوق الـ 15 ساعة تقريبا وهو يسبح بين الجثث وهو يصرخ باسمها وباسم أخوانه وفي نفس الوقت كان يبحث عن سترة نجاة أو أي شي يتعلق فيه لفترة عشان يرحم جسده اللي بدأت عضلاته تتراخى بعد ما كانت تستسرخ من التعب , كانت هناك قطع خشبية و براميل غريبة وبعض الأشياء الطافية حولينه لكن في كل وحدة منهم اثنين أو ثلاثة متعلقين فيها , غمض عيونه بإرهاق وهو يتوقف عن التجديف بيدينه اللي وصلت لمرحلة ما بعد الاسترخاء , وبدأ يحرك أقدامه بدل عنها , كان على هالطريقة يبدل بينهم كل فترة ولمن تذكر إنه يوم جمعة بدأ يقرأ سورة الكهف بهمس و ثواني و حس إنه بدأ يغرق في ظلام غريب ..
: ارفع صوتك يا شيخ ..
فتح عيونه المجهدة بسرعة لمن وصله الصوت الهادئ بلكنته المصرية وكأنه قرع ناقوس , انتبه لحظتها إنه إما كان على وشك النوم أو الإغماءة , التفت للرجل الكبير في السن واللي كمل بذات الهدوء وعيونه تلمع بلمعة غريبة : أنا ما أعرفش الإرايه لكن ابني كان يأراها لي كل جمعة ..
اللمعة تحولت إلى رقرة دموع انسابت على خدوده وهو يهمس : أعطاني السترة دي واختفى ..
ابتسم عمر بتشجيع وقال وهو يسبح للشيخ الكبير : إن شاء الله يرجع لك بالسلامة يا عم ..
ولمن قرب منه بدأ يقرأ السورة من بدايتها , كان الشيخ يستمع ودموعه مالها توقف , وبعد ما انتهى من قراءتها بدأ يدعي , يعلم إنه هالوقت الدعاء مستجاب فبدأ يدعي ربه إنه ينجيهم من هالمحنة ويرفع عنهم العذاب , دعا لأزهار وأخوانه ورغم عنه بدأت دموعه تنساب وهو يدعي لأمه بالرحمة , دعا لولد الشيخ الكبير , حس بانتعاش بعد ما دعا ربه , حس نفسه قريب من ربه وأيقن إنه بيستجيب له دعاؤه , ولمن فرغ من دعاؤه قال بصوت جهوري : إدعووووو الدعوة مستجابة في هذا الوقت , إدعو الله ..
صوت الموج وعصف الهوا البارد اختلط بهمهات الموجودين و صرخات رجاء , لمن جا وقت المغرب توضأ و رفع صوته بالتكبير لكن خانته قواه وغطس مع وحده من الموجات العالية اللي دفعت الكثير للصراخ , وبدأ معاها نواح , كح وهو يحس ملوحة البحر اللي دخلت أنفه وفمه تزيده جفاف وقال : صلوااااا يا جماعة , دخل وقت المغرب ..
من بدأ الشفق الأحمر بالظهور بدأ الهوا يزداد جنون , كان بارد بشكل لا يطاق , قبل كم ساعة كان بيموت من شدة الحر بسبب الشمس اللي يحسها تضرب رأسه العاري من أي شيء ودحين يتمنى لو شويه من هالدفء اللي كان يحسه , ثواني وغرق المكان بظلااااام تام , كان يحس وجهه اللي يتبلل كل فترة من ماء البحر اللي بدأ يتفاعل مع جنون الهواء يتحول لقالب من الثلج , حاول يفتح فمه عشان يكلم الشيخ لكنه حس لسانه لاصق في سقف فمه من شدة البرد , ولمن شاف الشيخ يرتجف وهو يخرج يدينه من تحت الموية ويفرك بها أكتافه , تحرك عمر وهمس بالقوة : عم حسين , بردان ..
هز الشيخ راسه وبدأ فمه يرتجف وتصطك أسنانه , تمنى لو يقدر يسوي شي عشانه , تحرك بصعوبة وهو يحس بالبرودة تجتاحه من الحركة , وبدأ يجدف بأقدامه و يفرك كفوفه بصعوبة قبل ما يمدها ويمسد بها ذراعين الشيخ ويحطها على أذنيه اللي كانت جامده من البروده , كان حسين يدعي له بدعوات صادقة جميلة وهو يحكيه عن ولده المفقود وزوجته وبنته اللي ينتظرون رجعته , هو بشبابه كان يحس البرودة تنخر أكتافه ووجهه وتخترقه للعظام حتى جسده المغمور بالموية بدأ يحس بقرصات وتنمل في كل شبر منه فكيف هذا الرجل العجوز , طالع في الناس اللي همدت أصواتهم المنطلقة طوال النهار , كانوا يسبون ويحللون ويدعون و ينادون طوال الوقت , أما الآن أخرستهم البرودة , ما كان يقدر يشوف أي شي أبعد من امتداد يده , بدأت النجوم بالظهور وأعطت إضاءة خفيفه لكنها ما تكفي لتبديد الظلام الدامس , حتى القمر كان مجرد قوس صغير بحكم إنهم في بداية الشهر ..
: عـ ... ـمـ ..ـر ..
التفت عمر للشيخ الكبير وقال وهو يحس نفسه يسحب حروفه سحب من فمه اللي بالكاد قدر يفتحه : هلا يا عم ..
: خد .. ستر.. تي .. شكـ ..ـلي .. حمـ ..ـوت ..
انعصر قلب عمر وصرخ بداخله ~ لااااااااااا أرجوك , ما أقدر أستحمل موت شخص ثاني قدامي , يارب رحمتك ~ همس وهو ينفض عن نفسه التعب ويبدأ يفرك يدينه : لا تفاول على نفسك , إن شاء الله تجي سفينة عن قريب , تراها مهي بعيدة عن ربنا ياعم حسين ..
بعد ما دفأت أصابيعه مسد وجه الشيخ اللي همس بضعف : ونعـ .. ـم بالـ .. ـله ..
استغرب من المويه اللي يحسها , يدينه جفت من كثر الفرك , مد كفوفه وانصدم من الحرارة و العرق اللي يتصبب من جبين الشيخ , ما فتح حسين عيونه وهو يهمس بتعب : يا ابني .. أنا .. عندي .. سـ .. ـكر ..
~ لاااااااا , لااااااااااااا ~ لف وقال بصوت عالي : أحد معاه شي ينأكل , أي شي ؟؟
ولمن ما سمع رد قال وهو يحاول يخترق حجب الظلام ببصره وهو يسبح بصعوبة من أطرافه اللي حسها كتلة وحدة من التعب والثقل : يا جماعة الرجال معاه سكر , لازم ياكل شي ..
كان كإنه يكلم أشباح صامته , عرف إنه محد عنده شي , لف على حسين وقال وهو يسبح له : عم حسين , استحمل شويه , إن شاء الله بيجي الفرج ..
كان الشيخ يرتجف وجبينه يعرق بكثرة , وبعد فترة تراخى راس حسين وتدلى على صدره بطريقة غريبة , مد عمر يده بخوف ورفع راسه بيده اليمين , شافه مغمض العينين وفكه شبه متدلي ..
: عمي حسين , عمي حسين ..
حس بالرعب وهو يشوف ملامح وجهه المستكينة , مد يده اليسار و حطها تحت أنفه وحس بالدماء الهاربة ترجع لجسمه وهو يحس أنفاسه الدافية , أطلق أنفاسه الحبيسة وهو يقول : حي , حي , الحمد لله ...
وضم جسد العجوز وهو يقاوم دموعه وهو يردد : حي , حي , حي ..
وابتعد عنه لمن ساد سكون غريب , في شي مفقود , بدأ يسمع صوت غريب , انتبه لحظتها إنه أسنانه تصطك في بعضها من شدة البرودة , نفخ في يدينه أنفاس مقطعة من شدة البرد وفركها وهو يدعي بداخله إنه ربي ينجيهم من هالعذاب , شق المكان صوت صرخة محروقة : بنتيييييييييييييي , بنتي سكتت , بنتي ما تتحرك , محمد بنتي ما تتحرك , بنتي ما تتحرك , بنتيييييييييييييييييييي , بنتي مااااااااااااتت , بنتيييييييييييييييي ..
اختلطت صرخاتها بصوت رجولي يحاول يهديها , وبدأت الهمهمات تتصاعد , شفقة على ألم على حسرة وكثير من الهمهمات كانت دعاء على الكابتن وطاقمه ..
الآن عرف الصوت المفقود , بكاء الرضيعة , حس باعتصار قلبه , كانت الدقيقة تمر عليهم زي الساعة والساعة زي اليوم , كان يحس إنه يدخل في ظلام غريب ويرجع يصحى منه إما على مناداة واحد على شخص من المجموعة عشان يتطمن عليه أو على صراخ المرأة اللي يخترق المكان كل ما وجدت في جسدها قوة على البكاء أو في لحظة خوف إنه حسين صحي أو صار له شي , كان كل شويه يحط يده تحت أنفه ويتنفس براحة لمن يحس بأنفاسه ويرجع يقاوم الموج ويحاول يسترخي على ظهره عشان يريح عضلاته , لكن الموج الهادر كان يضرب وجهه كل شويه ويخليه يشهق بقوة فيختل توازنه ..
: عمر , عمر , عمر ..
فتح عيونه بصعوبة لمن سمع صوت غريب يناديه وانتبه إنه مازال في عرض البحر , شهق وهو يطالع حولينه برعب , كانت أشعة الشمس تخترق الظلام على استحياء , قال وهو يرفع يده بصعوبة عشان يشوف الوقت : لا يكون أشرقت الشمس ..
حس بتعبه يزيد لمن شاف إنه فاته الفجر , والتفت بسرعة لحسين اللي ربط سترته بحبل موصل بين المجموعة عشان ما ينجرفون بعيد عن بعض , كان على نفس الوضعية , مد عمر يده وحاول يرفع راسه لكنه كان جامد زي الحجر , مد يده المرتجفة تحت أنفه ولمن ما حس بالدفء تسللت الدموع لعيونه وصورهم تتدافع له , أمه وهي تنسل من بين يدينه , صرخات أزهار المتوسلة , عمار , عمير , كتم صرخاته بداخله وهو يذكر نفسه إنه أي إنهيار ممكن يأثر على الكل , التفت وتقطع قلبه وهو يشوف الحرمة الوحيدة معاهم ضامة بنتها الرضيعه الميته ومتشبثه فيها كإنها خايفة إنها تهرب منها أو إنه أحد يخطفها , سأله واحد من الموجودين : مات العجوز ..
هز راسه بإيوه وانصدم لمن شاف ثلاثة يسبحون بسرعة وهم يتصارعون مين ياخذ السترة , كانت سحناتهم متغيرة وهم يتصارعون بكل قوة في أجسادهم , لدرجة ما كان يهم الواحد فيهم لو غرق الثاني , الكل كان يطالع بصمت وذهول في اللي قاعد يصير , قال عمر بحزم : بسسسسس , هذا بدال ما تترحمون عليه تتصارعون من ياخذ السترة ..
ولمن وصل أعظمهم جثة لحسين وبدأ يفك السترة بلا اهتمام وهو يحاول يخلصها من جسد حسين المتصلب حس بدمه يفور , صرخ وهو يدفعه بعيد عنه : سيبه ..
وبلا مقدمات رفع الرجال يده المكوره وهوى بها على وجهه ..


لفصل الحادي والعشرون : لنقف عند تلك الحدود .

((انتهينا ..
و الخطى تاهت في أشلاء العبور ..
و الفقد غاص في لجّة الصمت ............الصمت الذي رتلته كثيراً في محراب الخوف..
الخوف من ترهلات ماضيي الموحش الذي تمنيت أن أغرس سبابتي في عينه ليتوقف عن رمقه إياي بذات النظرة التي تخترق آمالي العتيدة لتحيلها إلى أمل وحيد ...
وحيد وهش يحتاج الكثير من الثقة ليقف على رجليه ..
.
.
.
دائماً ما كنت ألوّح بالظلام فوق رأسي كسلاسل أريد أن أرميها لأطوق بها عنق تلك الغيمة البيضاء التي حجبت النور عنّي ...
وطالما كان عنقي يؤلمني حينها ..
ولما بدأ أثر وشمها يظهر عليه ...............
علمتُ أنني لم أطوق سواي و لم أكسي غيمة بيضاء بسواد فحسب !!
بل ألبستني ظلمة ً متمردةً لم يزل أثرها إلى الآن !
.
.
.
.
يا وجه ظلمتي التي غفت على صدري ..
يا وجه ٌ أوقد بفتيل غفلتي ...
يا وجه ٌ أحتضنه و أمقته ...
أما آن أن تخلي بيني و بيني ؟؟؟
أما آن أن تنكفئي في عين ذاك المدى البعيييد .... البعييد عنّي ؟؟
.
.
.
.

أشتاق للنور يا أمي ..
الرماد يغشى عيّني و قلبي يئن من العتمة ..
هاتي يديك ضعيها على صدري..
انفثي وانفثي ثم انفثي ....
علّي أستكين إلى رحمة من الله تجلو صفحات ذنوبي ..
ادعيه ..
تبتليه..
ارفعي كفيكِ الطاهرتين..
قولي له أني أشتاق إلى نقطة نور تقتات قلبي ..
ادعيه بالرحيم و دعي دموعكِ تحكي له همي ..
ادعيه يا أمي لأنه أرحم بي منكِ ..
أرحم بي منكِ يا أمي ..))*

*ك/شموخ


.


في زمن ما سابق :

فتح عيونه وهو يحس بالصداع يفتك براسه , شهق لمن ضربت الموية في وجهه وفتح عيونه على اتساعها وهو يقوم من نومه , لمن حس نفسه يتقلب في فضاء غريب هلامي حرك يدينه وهو يشهق , يدين قبضت على أكتافه وصاحبها يهتف : عمر , عمر ...
فتح عيونه أكثر وانتبه إنه الون الأزرق بدرجاته يحيط به من كل مكان , التفت يمين شاف الحرمة مازالت متشبثه بطفلتها الميتة وزوجها يحاول يسحبها منها وهي تصرخ بهسترية من يحط يده على الطفلة , التفت ليساره وهو يسحب أنفاسه متسارعة اصطدم بصره بالأشخاص اللي رافقوه لزمن ما يعرف مدته ~ عم حسين ~ دوى الاسم في ذاكرته فتلفت حوله , قال اللي جنبه : مات أمس ..
~ أمس ؟؟ أنا كنت نايم من أمـ ..... لااااااا أنا ما نمت ~ تذكر الضربة واستعاد عقله كل اللي صار دفعة وحده ~ كيف نجيت من الغر ...~ وانقطعت أفكاره لمن حس بش يحيط بجسده يمنحه بعض الدفء ويرفعه عن مستوى سطح الموية , لمن شاف سترة النجاة طالع في اللي جنبه بحيرة , ابتسم وقال : أجبرناه يرجع السترة لك لأن العجوز كان يبغاك تاخذها ..
تلمس السترة وهمس : حسين , اسمه حسين ..
هز الرجال أكتافه ببرود وبلا مبالاة وهو يتمسك في الطوف الخشبي المربط نفسه فيه وهو يقول : واش يفيد اسمه ؟؟ الله يرحمه وبس ..
غمض عمر عيونه وهو يصرخ بداخله ~ يهم أهله , أمه وأبوه العجايز , زوجته وبنته الوحيدة اللي يستنونه , يااااااااااااااااااااارب رحمتك وسعت كل شيء , ياااااااارب إنت أرحم بعبادك من عبادك , يارب تنجي ولده يارب عشان يرجعلهم ~ لف يدينه حول السترة وضمها وهو يحس برودة الأموات تزحف لظهره وبقية جسده لمن تذكرها ~ يارب مالها غيري , يارب نجيني عشان ذيك اليتيمة , ياااااااااارب نجيني عشان أزهار . أزهااااااااااااار سامحينييييييييييييييييي ~ ...



*****************************


يوم السبت 13 / 10 / 1427 هـ :
بعد الفجر بوقت في الرياض :


فتحت عيونها دفعة وحدة وجلست ترف جفونها لثواني , طالعت في السقف اللي حفظت تفاصيله ورجعت استغفرت وغمضت عيونها وهي تنقلب على جنبها اليمين , رجعت فتحت عيونها لمن انتبهت إنها شافت السقف بكل تفاصيله , قامت بسرعة وهي مستغربة النور المنتشر في الغرفة ..
: خفت أطفي النور تصحين على صوت الزر ..
التفتت ليسارها وابتسمت للشخص الجالس على الكنبه بجانب السرير وهمست : أمي ..
ابتسمت نجلاء ابتسامة حنونه وقالت وهي تقوم من الكنبه : أول مرة تنامين من تعبت ..
حمدت وسام ربها وقامت عشان تتجهز للمدرسة وهي تخفي عن أمها إنه نومها كان كله فوضى , كانت نايمة ومهي نايمه في نفس الوقت , كانت في أصوات تهدر في أذانيها طوال الوقت وتقلق منامها , غسلت وجهها بتعب وتوضت وخرجت وهي تطالع في ساعتها , زين اللي صحيت قبل الإشراق لأنه نجلاء أكيد ما كانت حتصحيها للصلاة من شدة خوفها , زفرت وهي تلبس شرشفها , كثير من الأمهات تغلبهم عاطفتهم وهذا شي خاطئ خاصة في أمور الدين لازم الحزم , صلت السنة والفرض وجلست تسبح وتقرأ الأذكار , كانت معودة نفسها حتى لو تأخرت على شي أو كانت مستعجلة إنها ما تسيب أذكار بعد الصلاة , يكفيها من الدنيا إنها لمن تقرأ آية الكرسي بعد كل صلاة ما يمنعها من دخول الجنة إلا إنها تموت , من عرفت فضلها صارت تحتقر نفسها لمن ما تلقى دقيقتين بعد الصلاة تقرأ فيها هالآية , وقفت هيام جنبها وبدأت تصلي بسرعة عشان الإشراق مابقي عليه إلا خمس دقائق , قالت وسام : تأني في صلاتك يا بنت ..
تباطأت سرعة هيام , وكملت وسام الآذكار وتفكيرها يقودها بالرغم عنها لعبدالكريم وعائلته بكل أفرادها , قامت هيام وفكت شرشفها وهي تستغفر بسرعة قبل ما تتحرك خارجة من الغرفة , زفرت وسام وقالت : هيووووووم كم مرة قلت لك على أهمية الطمأنينة في الصلاة , تراها ركن يعني إذا ما اطمأننت تبطل صلاتك ..
لفت هيام وقالت : أنا أطمأن , إنت بطيئة مو أنا سريعة ..
ابتسمت وسام وقالت : إنت عارفه لمن تركعين تتساقط ذنوبك وكل ما طولتي في الركوع كل ما زاد تساقط الذنوب ..
سكتت بتفكير وقالت : إن شاء الله أتذكر المرة الجاية ..
وراحت بسرعة , قامت وسام بعد ماشافت إن الإشراق له أكثر من خمس دقايق , صلت ركعتين الضحى وخرجت من الغرفة ورفعت حواجبها بتفهم لمن شافت هيام تطقطق على الكمبيوتر قبل ما تضحك وترجع تطقطق قالت بحزم : أجهز نفسي وأفطر ألقاك خلصتي محادثتك ..
قالت باستنكار : لااااااااا ما خلصنا ..
قالت وسام بحدة : من الساعة 2 و انتي على المحادثة , خافي الله هذا ضياع وقت , كل حرف إنت محاسبة عليه وكل دقيقة وثانية بتنكتب في صحيفتك وتنعرض قدام الخلايق , إذا ربي نازل السما الأولى في آخر الليل يقول هل من مستغفر وهل من داع وإنت قاعدة تكركرين في هرج ماله داعي ..
وتحركت للمطبخ بدون ما تنتظر تبريرها , صح هيام جالسة في البيت وماعندها دراسة وغيره لكن هذا ما يشفع لها , مفروض تقضي وقتها في شي يفيدها ..
خرجت بيضتين بتقليها ورجعت رجعتها لمن حست نفسها مسدودة , شهقت لمن حست بإصبع يمر على طول ظهرها و لفت بحدة , ابتسمت لها هيام باستعطاف لكنها ما قدرت تمسك أعصابها فصرخت : كم مرة قلتلك ما أحب أحد يمسكني من وراااااياااااااا !!
ولمن شافت وجهها اللي تغير قبل ما تخرج من المطبخ بسرعة فتحت فمها بتناديها لكنها كانت قيد غابت عن نظرها , زفرت وهي تغطي وجهها بيدينها المرتجفة , من انهارت ذاك اليوم وهي تحس نفسها أشلاء , مهي قادرة تتماسك وترجع وسام الهادئة المتحملة , صارت تصارخ وتنافخ على أقل شي ..
: وسام ..
بعدت يدينها وقالت بحدة : نــعـــم ..
وحست بالوجع وهي تتأمل وجه نجلاء الصامت , غمضت عيونها بقوة وهمست : آسفة , أنا ..
وفتحت عيونها وتحركت خارجة من المطبخ , راحت للغرفة اللي وجدتها خالية , صكت الباب واستندت عليه وهي تزفر ....


**********************


في نفس الوقت في جدة :
في شقة عمر :

صك عمر الباب بعد ما دق الجرس ينبهها لحضوره , طلت من نهاية الممر وهي تهمس بابتسامة وهي تأشر بإصبعها : دقيقة بس ..
ابتسم لمن اختفت عن نظره ~ ماعاد تجلس للإشراق يا شيخ ولا عاد نشوفك بعد الصلوات ~ حرك راسه يبعد كلام الرجال اللي قابله وهو خارج من المسجد وتحرك لداخل الشقة وهو يقول بداخله ~ هالكلام عشان ما صرت أجلس إلى الإشراق , طيب أنا توني مالي يومين متزوج , أجل اش بيقولون لو عرفوا إني بأعتذر عن المركز الصيفي هالإجازة !! ~ كان عارف إنه بيتعرض لمثل هالأمر , الإنسان الملتزم وخاصة أئمة المساجد محاسبون أكثر من غيرهم وحياتهم تكون تحت المجهر , وأي خطأ بسيط يصدر منهم لو بدون قصد الكل يصرخ بعده : شوفوا المطوع اش يسوي ؟؟..
كإنهم يعتبرون هالإنسان الملتزم ملاك لازم ما يخطئ زي بقية البشر , وكل شي حرام عليه حتى الأمور المباحة اللي مافيها ذنب , وقف عند باب المطبخ وتأملها وهي تقفل شنطة الرحلات بسرعة وتتلفت حولينها , دخل وسحب الكيس اللي مهي شايفته وهمس : منى ..
أول ما سمعت صوته التفتت بسرعة وهي ترجع قصتها بتوتر ورى إذنها , كانت لابسة تنورة مشجرة بألوان زاهية خليط من الأصفر والتفاحي والأزرق البحري توصل لنص ساقها وبلوزة بأكمام قصيرة بلون تفاحي , طالع فيها بخجل و رجع بعد بصره وهو يبتسم ويناولها الكيس , قالت بإحراج وهي تتناوله منه : شـ شكرا , كنت أدور عليه ..
عدل شماغه وهو يسأل : خلاص جاهزة ؟؟
حطت الكيس في الجيب الجانبي للشنطة وقالت وهي تتحرك : ألبس عبايتي بس ..
بعد ليساره عشان يفسح لها مجال وتفاجأ لمن لفت هي على اليمين وصاروا متواجهين , لمن حس بضربات قلبه تزيد ابتسم بحرج ولف ليمينه في نفس الوقت اللي لفت هي , طالعوا في بعض بصدمة , ضحك وقال وهو يتمنى إنه حرجه مو واضح على وجهه : يا أنا أتحرك يا إنت تتحركين ..
دنقت بخجل فبعد هو وأشر لها تعدي , تحركت بسرعة وخرجت , ابتسم وهو يراقبها بحب , لفت لمن تذكرت شي وتصنمت لمن شافته يتأملها , دنق بسرعة و حك جبينه بإحراج قبل ما يسحب الشنطة ويتحرك وهو يقول : أسبقك للسيارة ..
تجاوزها بسرعة وخرج من الشقة , لمن سمعت صوت باب الشقة ينقفل ضحكت وتحركت عشان تلبس عبايتها وهي ناسية اش كانت تبغى , نظرته طيرت كل شي كان في بالها , طالعت في ساعتها , نص ساعة وتشرق الشمس , تحركت بسرعة و طفت النور وتحركت خارجة من الشقة , أول ما فتحت الباب شافته واقف ومثبت الشنطة على كتفه اليسار , استغربت إنه ما نزل للسيارة , ابتسم بإحراج وقال وهو يمد يمناه : يلا ..
خرجت وصكت الباب ومدت يسراها بخجل , مسكها ونزلوا وهو يقول : إن شاء الله نلحق الشروق على البحر ..
ابتسمت وهي تتأمله من ورى غطاها , كانت تضحك بداخلها على نظريته اللي مصر عليها وإنه صباح السبت البحر يكون فاضي لأنه الناس كلهم في أشغالهم ..


*************************


بعدها بوقت في الرياض :
في شقة نجلاء :

بعد فترة تفكير عميقة لبست أول لبس شافته ومشطت شعرها مشطتين ورفعته بشباصه وهي تخرج من الغرفة , تحركت للشماعة سحبت عبايتها و علقت شنطتها على كتفها و خرجت وهي تقول : سامية تحت , مع السلامة ..
ونزلت بسرعة وهي تتحاشى إنها تشوف البهو اللي يذكرها باللي صار , ثبتت بصرها على الأرض وهي خارجة , كانت تتمنى لو تروح صحرا ولا فضاء خالي تصرخ فيه بكل قوتها , تحس بداخلها صرخااااات حبيسة , نزلت الدرجات وتحركت في الشارع تمشي بين العماير لنهاية الشارع , كانت أوجاعها تزيد وهي تصرخ بداخلها ~ ليش كذبتي ؟؟ ليش قلتي سامية تحت ؟؟ ليش كذبتي ؟؟ يا ويلك من ربي ومن عقابه , المؤمن لا يكذب يا وسام , المؤمن لا يكذب , أصلا من قال لك إنك مؤمنة , من قااااااااال ؟؟ ~ توقفت عن المشي وهي تحس بالسؤال تختلط على وجهها بإزعاج , دموعها وسؤال أنفها , دورت جوة شنطتها عن منديل لكنها مالقيت فدخلت يدها المغطية بالقفاز تحت غطاها اللي التصق بوجهها ومسحت أنفها ودموعها وهي تكتم شهقاتها , سمعت صوت بوري فرفعت وجهها وهزت راسها بلا لمن شافت سيارة التاكسي وتحركت بعزم , لو جدت السير بتوصل للمدرسة قبل الخط الأحمر , مشيت ومشيت وقطعت سكة وهي مستغربة من بعد مدرستها اللي كانت تظنها قريبة , وقفت بين السكتين تطالع في السيارات المنطلقة بسرعة جنونية , لمن شافت سيارة تشبه سيارة عبد الكريم انقبض قلبها وهي تدعي بداخلها إنه مايكون هو عشان ما تصير فضيحتها بجلاجل , ممكن تنذبح على هالمشي اللي مشيته , لمن تباطأت السيارة حست بنبض قلبها يتباطأ معاها وهي تتخيل الكلام اللي ممكن ينقال لها , ولمن سمعت البوري رفعت راسها بخوف , ولمن شافت السائق السعودي الغريب يأشر لها إنها تعدي حست براحة فضيعة وتسارعت نبضات قلبها فجأة , قطعت السكة وهي تشكره بداخلها و عاهدت نفسها إنها أول مرة وآخر مرة تمشي فيها لوحدها ولمن شافت مبنى المدرسة يلوح من البعيد حست بانشراح غريب وحست إنه هالمشي فادها كثير وغير الكآبة اللي كانت تملأها , ضحكت بداخلها على خوفها وخبالها اللي خلاها تمشي هالمسافة كلها , أول ما شافت الحارس العجوز الواقف بثوبه العتيد وصندله البداوي اللي عفا عليه الدهر وشماغه المعقود فوق عقاله وهو ضاغط خيزرانه في الأرض بيمناه ويسراه خلف ظهره تبادر لذهنها صورة الحرس الملكي البريطاني ببزاتهم الحمراء وقبعاتهم الفرو الطويلة , سلمت بهمس وقالت : كيف حالك يا عم عبد الله ؟؟..
قال بحماس بدون ما يتحرك من وقفته : هلا هلا أبله وسام , الحمد لله على السلامة , اش فيك جايه اليوم بدون سيارة ؟؟
ابتسمت وقالت بهدوء : ظروف ..
وشكرته ودخلت وهي تحس بحنان عجيب لهالرجل اللي جاوز الستين , 35 سنه وهو في هذه المهنة اللي كانت من بعد الله مصدر رزقه ورزق أبناؤه الثمانية , ابتسمت لبنته اللي في الصف الثاني واللي شالت المكنسة عن أمها اللي ماشية وراها وهي تسب بلهجتها المحببة لنفس وسام في بنات المتوسط اللي ما اهتموا في نظافة الساحة اللي تعبت بالأمس وهي تنظفها , سلمت عليها وسام وتلقت منها أحضان حنونة بعودتها سالمة , قالت البنت بخجل : حمد لله على السلامة يا أبلة ..
ابتسمت وقالت بحب عميق : جزاك الله خير يا نهلة , تصدقين , كل يوم يزداد إعجابي بك وبخدمتك لأمك ..
ابتسمت البنت بخجل فقالت وسام بلهجة صادقة : هذا البر كله بتلقينه في دنياك قبل آخرتك , صدقيني ..
شكرتها ولحقت بأمها اللي تمشي بنشاط عجيب رغم سنونها اللي جاوزت الخامسة والخمسين , تحركت وهي تفكر بالفرق اللي بينها وبين أختها نهاد اللي في الثانوي واللي تستعر من أمها و تحب تتباهى بالأشياء اللي تضغط على أهلها عشان يوفرونها لها من معاشهم القليل ..
تحركت وتوقفت لمن شافت الدفتر مو في مدخل الإدارة , عرفت إنها تجاوزت الخط بدون ما تطالع في ساعتها , دخلت للإدراة وسلمت على المديرة والمراقبة اللي انهالوا عليها بأسئلة جاوبتها بهدوء وهي تكبت بداخلها ضيقها ونفاد صبرها اللي بدأ يعاودها , وقعت تحت الخط وبسرعة تجاوزت الغرف ودخلت مكتبها, سحبت نفس طويـــل وعلقت عبايتها وجلست ورى مكتبها ودفنت وجهها بين ذراعينها المعقودة على المكتب ..


*************************


بعد نصف ساعة في فيلا أحمد :
في غرفة العنود :

: أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل ...
ولمن خلصت أدراج تسريحتها على ما أرسل قالت باعتراض : لااااااااااا ..
وثواني ورجعت تأشر على أدراج التسريحة وهي تكرر الكلمتين وتأشر بعدها على أبواب الدولاب الستة : أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرســـ يوووووووووو ..
وفردت يدينها وهي تقول بحزم : آخر مرة , على عدد اللي في البيت , أمي , أبويه , والـ ....
وعدت الهنوف والشغلات الثلاثة ولمن وصلت لما أرسل صرخت وهي تحك شعرها : ليـــــــــــــــــــــــــــه ؟؟؟
ورمت نفسها على ورى منسدحة على سريرها , زفرت الهنوف اللي كانت تراقبها بصمت وقالت بطفش وهي تقفل الكتاب اللي في يدها : يختي إرسلي وفكينا , لازم تعدين ..
قامت العنود من سدحتها وربعت بحماس وهي تقول : والله ..
ومسكت جوالها وفتحت القفل وهي تقول : كان قلتي هالكلام من زمان ..
ولمن فتحت الرسايل والابتسامة على وجهها قطبت والتفتت للهنوف وهي تهمس : طيب اش أرسل له ؟؟
ضحكت الهنوف وقالت : لك ساااااااااعة أرسل ما أرسل وآخر شي منتي حاطة في بالك اش بترسلين ؟؟
زحفت العنود لطرف السرير وانزلقت من فوقه ببطء وجلست على الأرض جنب الهنوف وقالت : غششيني , اش أرسل ؟؟ انتي مجربة ولك بااااع طويل في هالسوالف ...
ضحكت الهنوف وقالت وهي تفتح الكتاب : انقلعي عني , كل وحده وتجربتها , روحي دوخي زي ما دخت أول مرة ..
لصقت فيها العنود وهمست برجاء وهي تطالع فيها بعيون متسعة بريئة : تكفييييييييين , قوليلي اش أرسل , رسالة غزل ولا رسالة خفيفه فيها دعوة ناعمه ولا إن شاء الله سب إنتي بس قولي ..
دفتها الهنوف وقالت : لا تحاولين تطالعين فيني بهالعيون الكذابة , روحي ارسلي اللي يناسبك وفكيني ..
لفت العنود بوزها وطالعت في جوالها وهي تقول : الدب من رجع جواله ما أرسل إلا رسالتين ومكالمة وحده , لا و ثلااااااااااااااااث أرباعها صمـــــــت ..
مسكت الهنوف ضحكتها وهي تقول بهدوء : عادي , يمكن هو من النوع الهادي اللي ما يحب يتكلم على الفاضي والمليان ..
مصمصت بشفايفها بعدم استساغه لهالتبرير وهي تقلب في الرسايل , ثواني وقالت بطفش : اش رأيك أكتب شي بنفسي ؟؟ مو أحلى ؟؟
هزت الهنوف راسها بتأييد وهي تحاول تركز على الديوان الشعري اللي اشترته مؤخرا ..
وهي تحاول تستذوق الكلمات اللي تقرأها وصلها صوت العنود الساخر وهي تقول : صباح الخير يا بارد يا لوح يا جدار ..
قهقهت الهنوف لمن سمعت كلمات العنود ولفت عليها وقالت : حرااااااام عليييييييييييييك..
قالت العنود باستنكار : لا تحرمين على كيفك , مو عشان حسونه مريحك ما تحسين فيني ..
سكتت الهنوف للحظة ورجعت قالت بهدوء : لا تقارنين , مو كل الرجال زي بعض لو بدأت تقارنين بتهدمين حياتك قبل ما تبدئينها يا عنيد ..
ولمن شافت صمت العنود ابتسمت , كانت حاسة بدواخل أختها الرومانسية بجنون , كانت عارفه إنها تتساءل بداخلها عن سبب فتور عدنان تقارنه بالرغم عنها بحسان المندفع , همست بلطف : عنود قلبي أنا فاهمة اش بتقولين , ترا ممكن الرجال الصامت يكون حبه وتقديره واحترامه أعمق من الشخص اللي يعبر بالكلمات زي حسان , وطبعا هذا مو معناته إنه حسان مو صادق في حبه , لا بس في فروقات , يعني إنت لمن تكونين مع البنات تجرين وتبوسين وتضمين وتشترين ورود وتهدين وغيره لكن أنا عكسك , هاديه وما أعرف أعبر لكن هذا مو معناته إني ما أحب البنات أو ما أحبك بمقدار حبك لااا , لكن كل له طريقته في التعبير , فهمتي ..
قالت بصوت مخنوق وهي تزم شفايفها بضيق : الأفندي من قبل فرح عمور ما اتصل ولا أرسل , أففففففففففففففففففف , وما أبغى أرسل يقوم يقول هالبنت راميه نفسها ولا ما حسبت ...
ابتسمت الهنوف وقالت بلطف : انزعي هالفكرة من راسك مافي هالشي بين الزوج وزوجته , مو لازم يكون هو المبادر , ودك ترسلين ارسلي , ليش تمنعين نفسك عشان هو ما أرسل , ارسلي وشوفي رده ..
طالعت فيها وقالت بتريقة : طالعوا من يتكلم عن المبادرة..
رجعت الهنوف تفتح الديوان بخجل وهي تهمس : مو معناته إني ما أتكلم عندكم إني ما أبادر بشي ..
رفعت العنود حواجبها ورمتها بنظرات فاحصة , لفت الهنوف وسألت بحدة لمن شافت نظراتها : خير ؟؟
ابتسمت العنود بخبث وهمست : يمــــــه منك وأنا أقول ولد خالتي مو مصروع من فراغ , بنت اش سويتي في الولد ؟؟
زاد احمرار خدودها وهي تهمس : ولا شي , يعني اش بأسوي ؟؟
ورجعت ودفنت وجهها في الكتاب وهي تقول بهمس أخفت : شوية رسايل ومكالمات وبس , الزهرة لو ما لقيت مين يسقيها بطبيعة الحال بتذبل ..
شهقت وقالت بعدم تصديق : لااااااا ما أصدق ..
ضحكت الهنوف وقالت بهدوء بدون ما تطالع في أختها : تراني أستحي أقول هالكلام لأختي الصغيرة لكن إعرفي إن الرجال ما يعطي إلا بمقدار ما ياخذ , لا تنتظرين إنه يكون المبادر المعطي , الرجال زي الطفل الصغير لازم تراعينه وتبينين له إنه هو دنيتك وكل شي في حياتك لكن الذكية تخلي هالعطاء بحدود معقولة عشان ما يطالبك بالمستحيل بعد فترة , افهميها عاد ..
تأملتها العنود بعدم تصديق , لأول مرة تسمع هالكلمات من الهنوف اللي كانت دائما تظهر لهم بمظهر الخجولة الصامته المستسلمة لكل شي حولها , لفت الهنوف وكملت : وشي مهم , لا تتكلمين عن أيييييي شي يصير بينك وبينه ..
ابتسمت العنود وقالت : لا توصين حريص , أمي أعطتني محاضرة طويلة عريضة بعد الملكة عن الحفاظ على أسرار الزوج على قولتها ..
ضحكت الهنوف وقالت : نفس المحاضرة اللي تلقيتها واللي تلقتها البندري الله يرحمها ..
زفرت العنود لمن جا ذكر أختها وقالت وهي تقلب الجوال بين يدينها : الله يرحمها ..
قالت الهنوف تخرجها من صمتها اللي بدأت تغرق فيه : قالت لك في محاضرتها على الشكوى ..
ضحكت العنود وقالت : حسيتها كإنها بتخنقني , تقول لو ظلمك ولا تمشكل معاك على أي شي لا تجين تشتكين لأنه لو انحل الموضوع بينكم بعد كذا وتصافيتم وصرتم سمن على عسل بيقعد في قلبي وبأكرهه ليش سوى فيك كذا حتى لو تظاهرت قدامك بالعكس ..
هزت الهنوف راسها وقالت بتأييد : إعرفي إنه مشاكلك لو طلعت من بين جدران بيتك وتجاوزتك إنت واياه حتنقلب حياتك وقتها لجحيم , كلوا في بعض وتضاربوا وتصافوا بدون شوشرة ..
سألت العنود بتردد : عمرك تمشكلتي مع حسان ؟؟
وانصدمت لمن قالت الهنوف بطريقة التضخيم : أوهوووووووو , لازم تصير شوية ..
ودخلت يدينها في بعض تبغى تعبر عن المعنى قبل ما تكمل : لكنها تنحل الحمد لله ..
ولمن شافت إنها كشفت كثير من الأشياء اللي ما يعرفها من حولها قالت بهدوء : ارجعي لرسالتك و تذكري إن المشاكل لا بد منها في بداية أي شي ..
تذكرت العنود أمها وهي تهول لها أول سنة الزواج وهي تقولها إنها بتكون كلها مشاحنات لأنه كل واحد فيهم غريب عن الثاني وإنه الحرمة الذكية هي اللي تصبر أول سنة وتتجاوزها عشان تنجح بقية السنين لأنها هي اللي مفروض تقدم بعض التنازلات بدون ما يكون فيها تقليل من كرامتها , حتى إنها حكتها عن مواقف صارت لها واستغربت فيها إنه أبوها كان بهالشكل العصبي لكنها فهمتها إنه هذا الشي من طبيعة الرجل , حزمت أمرها وبدأت تكتب رسالتها , تأملتها الهنوف بابتسامة وهي تتذكر أول أيام ملكتها اللي كانت باختصار فوضى مشاعر واضطرابات تضحكها كل ما تذكرتها ..
ربع ساعة مرت قبل ما تقهقه وهي تطالع في العنود اللي تدور في الغرفة زي الأسد الحبيس وهي تصفق يدينها وهي تقول بقهر : أنا اش خلاني أسمع كلامك , أنا حمااااااااره لو سمعت كلامك مرة ثانية ..
ورفعت الجوال وطالعت في الرسالة اللي أرسلتها وصرخت : لااااااااااااااااا , أنا كيف

اسير الصمت
09-10-2012, 11:44 PM
كتبت هالكلام ؟؟
وكشرت وهي تتريق على رسالتها ورمت الجوال بعدها على سريرها وهي تزفر وتغطي وجهها وهي تقول بصوت مخنوق من يدينها : ما يجي أنتحر ؟؟
خففت الهنوف من ضحكها وحمحمت عشان تقاوم ضحكة جديدة وهي تقول : عنيد لا تتندمين على شي سويتيه , خلاص صار الشي وانتهى ..
بعدت العنود يدينها وقالت بقهر : ما يجي أرجع الوقت وما أضغط زر الإرسال ..
قالت الهنوف : قولي الحمد لله ..
كورت يدينها ورفعتها لعيونها وقالت وهي تمثل البكاء : أهااااااا , أنا غبية , أكره نفسيييييييييييييييييي , حتى هو الدبــــــــــ ما رد , أهاااااااااااااا ..
قامت الهنوف وحضنتها وهي تضحك وتقول : يا بنت عااااااااااااادي اش فيييييييييك ؟؟ الوحده لازم تمر بهالإضطربات والخوف و ..
: هنوووووووووووووووووووووووووووووووووووف بلا فلسفه ...
: طيب بأسكت ..


*****************************


الساعة 9 صباحا في الرياض :
في مبنى وزارة التعليم :

لف وجهه و غمض عيونه بقوة وهو يقبض يدينه ..
: أخ سامر ..
فتح سامر عيونه والتفت لصاحب الصوت وسحب نفس عميق ونحت ابتسامة مصطنعة وهو يقول : إن شاء الله ..
لمن جا الرجال بيناوله قلم سحب قلمه المعلق في جيبه وقال بهدوء : معايا قلم ..
وطالع في الورقة اللي قدامه , الكل كان يحاول فيه إنه يقبل واسطة أبوه , أخوانه كلهم , سحر , خلود , أمه حتى عماته حاولوا لكنه أصر على رأيه ومارضي بأي واسطة , رص القلم بقوة ووقع على الورقة , طالع في توقيعه للحظة قبل ما يناول الورقة للرجال اللي ابتسم له وهو يقول : الله يسهل لك ..
قام وصافحه وتحرك خارج من الغرفة للممر الطويل المزدحم واللي يحوي غرف يصدر منها ضجيج العاملين , ابتسم للأشخاص اللي التفوتوا له لحظة خروجه ومشي بخطوات ثابته , ولمن خرج من المبنى الكبير للمواقف تأملها للحظة قبل مايزفر وهو يقول : الحمد لله ..
تحرك لسيارته وخرج جواله ودق على رقمه , ماكمل نص رنة إلا ووصل له الصوت المهتم وهو يقول : بشر ..
ابتسم وقال : خير إن شاء الله , نقلوني للعيينة ..
صمت أبوه حسسه بالذنب وذكره بواسطاته اللي سواها عشان ينقله للرياض بعد ما خرج من معهد الأمل , فقال بابتسامة : من بعد العيينة عن الرياض يا أبوي كلها ساعة بالكثير وأنا عندك ..
زفرة أبوه وصلته وزادت عقدة الذنب بداخله قبل ما يسمعه يقول بمرح : على الأقل ما رجعوك للمردمة ..
ضحك وقال وهو يحس بالإنشراح يرجع له : على قولك ..
كمل أبوه بصوت قوي : يلا إن شاء الله كله في ميزان حسناتك , ربي بيختبر صبرك ..
قال وهو يرص جواله : إن شاء الله تكفير عن اللي سويته ..
ولمن ساد الصمت من الطرف الثاني دنق وفتح سيارته وهو يكمل : أنا رايح دحين للمدرسة عشان آخذ ورقة إخلاء الطرف ..
: الله يسهل لك يا ولدي ..
جلس في مقعده ودخل المفتاح وهو يقول : جزاك الله خير و ...
توقف عن إنهماكه وهمس : سامحني يا أبوي ..
وسكت للحظة يبلع غصة في حلقه وهو يكمل : في آمان الله ..
وقفل الجوال بعد ما سمع وداع أبوه , حط الجوال في حامل صغير معلقه عند المكيف اللي جنب الباب وقفل الباب وهو يصرخ بداخله ~ سامحني لأني صغرت من قيمتك قدام الناس وخليتك تتوسط لي عند اللي يسوى واللي ما يسوى , سامحني لأني بعد هذا كله رميت كل تعبك وما رضيت بالواسطة ~ طالع لورى ورجع سيارته عشان يخرج من الموقف وهو يفكر إنه محد حيفهم سبب اللي سواه , كان يبغى يعاقب نفسه , محد يعرف إنه إلى الآن يلوم نفسه على حالة الإدمان اللي كان فيها , الكل يلقي اللوم على سليمان اللي كان يعطيه الحبوب على إنها حبوب صداع واللي كان يدسها في المويه أحيانا لو ما رضي ياخذ الحبوب لأنه مايبغى يتعود على أخذ الحبوب كل ما وجعه راسه , الكل يلقي اللوم عليه إلا هو , كان يلوم نفسه ليل نهار اللي ما انتبه للي حوله إلا متأخر , متأخر جدا , وحتى لمن انتبه مارضي يتحرك ويتعالج استمر في اللي كان فيه وهو يردد لنفسه إنه مايقدر يتعالج ولو تعالج بيرجع زي اللي قبله , كان يردد لنفسه المدمن بيظل مدمن وبيحن لإدمانه فليش أتعالج , ضرب الدركسون بقبضة يده بقوة وهو يعض شفته بقهر ورجع رفعها بتوجع ولمس الندبة اللي في خده , كان وده يشوف الثلاثة اللي ضربوه وشوهوه عشان يسلم على راسهم , بعد يده وطالع في ظاهرها اللي تخترقه خطوط أسمر من بشرته زفر وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله ..
وسحب نفس عميق وهو يصرخ بداخله ~ إنت تستحق كل شي يصير لك , تستحق كل شي , تعذب عشان تكفر ذنوبك وعشان تطهر ذاتك , خلي عقدة الذنب تخف عنك و... ~
خرج من أفكاره لمن مر من عند مدرسة بنات , طالع في لوحتها ورجع يطالع في الطريق وهو يبتسم على حركته , خرج جواله وضغط رقم 2 في الاتصال السريع , ابتسم لمن سمع صوته المرح وهو يقول : والله توني اللي دخلت المنتدى , خلاص أطلع دحين ..
ضحك وقال بغيض : لا تقوووول داخل باسمي ..
: هاااااااااا إنت ماكنت داري ..
: ماهر يالنذذذذذذذذذذل قلت لك لا تدخل باسمي , والله لا أغير الرقم السري ..
وصلته ضحكة ماهر قبل ما يقول بخبث : ياخي يازينها مراقبة قسم المرأة أبغى أشبك معاها وما بتطالع في وجهي ما دمت عضو عادي ..
شهق وقال بصدمة : قسم بالله لو ترسل لها أذبحححححححك ..
قال بتريقة : رسالة بريـــــــئــــــــة , بريـ ..
قاطعه بحدة : بعيد عنك البراءة ..
ضحك ماهر وقال : أصلا ما بتعطيني وجه لأنه على زين هرجها إلا إنها قوية , خلاص أحول على ذيك العضوة المرجوجة اللي دايم تقيم مشاركاتك , شكلها متيمة في غرا ..
: مــــــــــــاهر إطلع من المنتــــدى ..
ضحك ماهر وقال وهو يسمعه ضغطة الفارة : سجلنا خروج ياهادم اللذات ..
زفر سامر وسحب أنفاس يحاول يهدي نفسه قال بعدها : نقلوني للعيينة ..
: وععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععع , بيض , بيض , بيض ..
قهقه سامر من قلبه وقال : ياخي هالكلمة اللي مخترعينها ماخشت لي من زور , اش بيض ؟؟
قال يفهمه : شفت الشي العفن اللي يرفع الضغط و يحتوي على كل شي مقرف , هذا يطلق عليه بيض ..
هز راسه وقال : أهااااااا , طيب سري يلا ..
: سري إنت ..
: روح نام أحسن لك من تضيع الوقت في النت , أنا رايح المدرسة أسوي إخلاء طرف ..
: الله يسهل لك ..
ابتسم وقال : خبر أمي وسحر ..
وصلته زفرته وهو يكمل عنه : وعدنان وخلود و خالد و يااااااااااااااااااااااااخ اش هالقرف ؟؟ ترا الترابط الزايد يجيب الغثياااااااااااااااااان مو ناجي من هالسلسلة إلا المريخية اللي ما يدور عليها أحد تدور على أحد ..
ابتسم سامر لأنه عارف إنه متضايق لأن الكل تدخل و كلمه على أريج اللي متخاصم معاها إلى الآن ومو راضي يروح عشان يحل الموضوع وحتى مكالمة مو راضي يكلمها , قال : سوي اللي تشوفه , يلا مع السلامة ..
وقفل الجوال وهو يحس قلبه يتقطع على توأمه , حاله في الأيام الأخيرة ما يسر العدو , وخروج مرة عمه اللي ماهي راضية ترجع لبيتها رغم كل المحاولات إلى الآن زايد الطين بلة ومعقد الموضوع أكثر , خرج من أفكاره لمن شاف أسوار المدرسة , وقف سيارته وسحب نفس وتحرك , ابتسم له الحارس العجوز , سلم عليه سامر وسأله عن حاله وهو يحس بتوتر من أصوات الشباب اللي مازالوا في فترة الفسحة , فتح له الحارس الباب فدخل وهو يزين وجهه بابتسامه ..
: أستاذ سااااامـــــــــــر ..
اتسعت ابتسامته على صرخة طلابه المختلطة , تجمع حوله اللي يعزونه منهم , بلا شعور جال ببصره عليهم يدور عن وجهه لكنه ماشافه , مد يده يصافح الطلبة اللي طالعوا في يده بإحراج , ابتسم ابتسامة عريضة وقال : ما بتسلمون ..
صافحوه بابتسامة متوترة , كان عارف إنه محد فيهم متعود على مصافحة أستاذه , استمع لأخبارهم بعد ما سألهم عن حالهم وتوجه بعدها للإدارة , حس بطعنة نجلاء لمن سلم عليه المراقب اللي زين وجهه بابتسامة باردة متكلفة وهو يناوله ملف وهو يقول : المدير في اجتماع مع بقية الأساتذة , هذا ملفك فيه كل أوراقك وبداخله كمان ورقة إخلاء الطرف موقعة ومختومة ..
كان فاهم قصد المدير من هالحركة , ماكان يبغى يشوفه أو يسلم عليه لأنه عارف إنه كان بيده ينهي الموضوع وديا بينه وبين الآباء بدون شوشرة و بدون تدخل الوزارة , ابتسم وقال وهو يتناول منه الملف : شكرا , جزاك الله خير ..
وتحرك وهو يقول بثبات : بأجلس عند أستاذ يوسف إلين ينتهي الإجتماع لأني أبغى أسلم على المدير وباقي الأساتذة ..
وتوجه لمكتب المرشد الطلابي , كان بابه مفتوح , ابتسم وهو يشوفه جالس ورا مكتبه وهو يطالع من قزاز طاقته الواسعة المفتوحة على الساحة , دق الباب دقتين , التفت يوسف وأول ماشافه رسم ابتسامة ترحيب عريضة وهو يقوم من مكتبه وهو يهتف : يااااااااااحيا الله سامر ..
وفرد ذراعينه , ضمه سامر وهو يحس بالطعنة اللي بداخله تخف , طبطب على ظهره بقوة وهو يهلي ويرحب فيه , ولمن بعد عنه قال بمرح : سمعت إنك رايح للعيينة ..
ابتسم وقال : إي والله ..
شد بيده على كتف سامر وهو يقول : شد حيلك ما أبغى أسمع عنك غير إلا كل خير , وريهم الأستاذ سامر اللي أعرفه ..
ذابت ابتسامة سامر للحظة لكنه رجع نحتها على وجهه وهو يقول : الله يسهل ..
طبطب على كتفه ورجع شد عليها قبل ما يلف وهو يأشر له على المقعد اللي قدام مكتبه , جلس سامر وجلس يوسف مقابل له وهو يسأله عن أحواله ..
دقايق مرت ووصلهم أصوات الأساتذة الخارجين من غرفة المدير , قام سامر وابتسم لمن شافهم جايين له بعد ما سمعوا من المراقب إنه جا , ثواني بعد تبادل السلام ولقي نفسه يضحك من قلبه على تنكيتهم على مدارس العيينة وأحوال أساتذتها , ولمن وصلهم صوت المراقب اللي يذكرهم بحصصهم ودعوه وتحركوا وهو توجه لغرفة المدير وهو شايل ملفه , تعدى من عند المراقب ودق باب غرفة المدير , قام المدير ومد يده من ورى المكتب , لكن سامر تحرك ولف من عند المكتب وصافحه وسلم عليه عربه وهو يقول : شكرا , جزاك الله خير ..
وبعد عنه وهو يقول بصدق : لايشكر الله من لا يشكر الناس , كان شرف كبير لي إني درست في هالمدرسة , فعلا أنا شاكر لك دعمك لي في بداية حضوري , تشجيعك كان له فضل كبير بعد الله في تحسن مستواي , مع السلامة , إدعيلي ..
وابتسم لوجه المدير المبهوت وخرج بهدوء وهو يرص على الملف بكل قوته و هو يصرخ بداخله ~ انتصرت , انتصرت ~ ماينكر إنه بذل مجهود خرافي للابتسام ولقمع كلمات العتاب اللي كانت تستصرخ بداخله لكنه حس بشعور غريب بعد ما قال هالكلمات , حس كإنه قفز سور عالي كان يعترض طريقه , أول ما خرج للساحة اللي خلت من الطلاب وسادها هدوء غريب لثواني اخترقت نسمة الهواء البارد ذاك الصمت واختلط صوتها بصوت تطاير أكياس الأكل اللي تناثرت بإهمال في الساحة وبصوت رنين علبة مشروب غازي تدحرجت في طرف الساحة , نزل الدرجات القليلة وتحرك وهو يحس باعتصار غريب بداخله , كان أكثر ما سبب هالعصرة هو غياب بدر اليوم , كان تراوده لهفة غريبة لرؤية وجهه المقطب وملامح الطفش اللي تلوح عليه عادة , ابتسم وتحرك خارج من أسوار المدرسة ..


************************


الساعة 11 صباحا في الدمام :

قرأها للمرة الرابعة قبل ما ينزل الجوال وهو يفرك عيونه بتعب ..
: عدنان ..
قام بسرعة وهو شايل أوراقه وتحرك وهو يرمق جواله القابع على آنية خزفيه على سطح مكتبه , زفر ودخل مكتب مدير المالية وهو يسلم , فرد أوراق المخططات على الطاولة وبدأ مدير يستمع لشرحه وهو ماسك ورقة وقلم وآلة حاسبة قدامه , من انتهى طوى المخططات وخرج بسرعة , رفع جواله وقرأ الرسالة للمرة الخامسة ..
: ما شاء الله اش هالابتسامة الحلوة ؟؟
التفت عدنان لزميله ثامر في العمل وقال بهدوء وهو يرجع جواله في المكان المخصص له : أصدروا قرار بمنع الابتسام ..
ضحك ثامر وقال : اش هالأخلاق الشينه ؟؟ ضاغطين عليك هالمرة ..
زفر وقال : الحمد لله ..
ودخل المخططات جوة حافظتها الإسطوانية السوداء وهو يطالع في الجوال , خرج من سرحانه لمن وصله صوت ثامر وهو يقول : شكله عندك مكالمة مهمة , روح اتصل وأنا بأغطي مكانك ..
قال بهدوء : لا و جزاك الله خير ..
كان ما يحب يتلقى مساعدة من أحد أو يتفضل أحد عليه بشي خاصة هالشخص اللي يحاول بشتى الطرق إنه يتخطاه ويصير أحسن من مستواه عند رؤساؤه , كان يكره طرقه الملتوية ودحلسته للمدراء والرؤساء بالجري وراهم بالكلام المعسول المتزلف وهي ذاتها الطرق اللي خلته أعلى منه مرتبه وتوجته كمهندس أول في الشركة , قال ثامر بلطف مخادع : خدمة بسيطة ما تكلفني شي , خاصة وهم مشغولين ينقلون أشيائي لمكتبي الجديد ..
ابتسم عدنان وقال بصدق : مبروك للمرة الثانية , روح اشرف على نقل أشياءك صدقني أقدر أدبر أموري هنا , مشكور ..
وجلس على كرسيه وفتح درجه وخرج الملف المطلوب منه مراجعته وتوقيعه كآخر خطوة للمشروع اللي رسمه وحددوا ميزانية تكاليفه , لمن خرج من مكتبه رفع راسه عن الملف وهو يزفر , طالع في الجوال وتذكر الرسالة اللي صدح صوتها وسط الإجتماع اللي تم فيه اختيار المهندس الأول , وتذكر نظراتهم المنصبة عليه وهو يخرج جواله اللي نسي على غير العادة إنه يحوله على الصامت , وبعد ما حوله فتح الرسالة على عجل عشان يشوف إذا فيها أمر ضروري لأنه ما تعود على رسائل في مثل هذا الوقت المبكر من اليوم ولمن لمح اسمها ( عنودي ) تناسى كل اللي حوله وهو يقرأ رسالتها بسرعة قبل ما يغلقها ويرجع الجوال لجيبه وهو يبتسم بهدوء لرئيسه المباشر واللي كان الوحيد المعارض لترقية ثامر وتجاهل عدنان المثابر , حط القلم وسط الملف ومد يده وسحب الجوال وفتح الرسالة ..
(( السلام عليكم ..
كيف حالك يا مهندس ؟؟
أكيد رايح على الدوام , إن شاء الله يكون دوامك خفيف وهادي اليوم ..
(^.^) ترا أنا بخير ... في حالة بتسأل عن حالي (>.<)
صح أنا في الغرب وإنت في الشرق بسسسس
حبيت أكون أول شخص يصبح عليك ويهمس لك
صباحك ورد إن شاء الله ..))
زفر وهمس : ما كان ورد ..
ورجع ابتسم وهو يتذكر جملته اللي قالها في أول اتصال لهم ~ ترا أنا بخير في حالة تبغين تعرفين أنا كيف حالي ~ ضحك وهو يهمس : متذكرة رغم إنها كانت ..
وسكت وهو يتذكر إنه كان سبب في ألمها لفترة حتى لو كان بدون علمه وبدون قصد وهي صدقته و سامحته بسهولة , قام وقفل باب المكتب ودق على رقمها , مرة مرتين ..خمسة ولسه ماردت , زفر وطالع في الجوال وهو يتساءل عن سبب عدم ردها ~ يكون زعلت لأني ما اتصلت عليها أول ما جات الرسالة ~ كتب رسالة سريعة وأرسلها , دقايق واتصل عليها مرتين وماردت , زفر وكتب رسالة ثانية أرسلها ورجع الجوال لموضعه ومسك الملف وبدأ يوقع عليه ورقه ورقه بعد مايراجع المكتوب فيها وهل المقاسات والمواصفات زي ما حددها ولا لا , وبين كل ورقه والثانية يرفع بصره للجوال ويرجعه للملف , زفر بطفش لمن انتهى من الملف ورجعه للدرج وفتح محموله , ولمن اكتشف إنه ينقل بصره من الجوال للشاشة ومن الشاشة للجوال زفر وهو يحرك كرسيه شويه عشان يسحب الجوال ويدق على رقمها وهو يقول من بين أسنانه بغيض : ردييييييي , ياويلك لو مارديتي هالمرة ..
: نـعـم ..
أول ما سمع صوتها الخافت البارد قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وصلته همهتها وهي تهمس : وعليكم , خير ..
انصعق من كلمتها وانلجم لسانه بالرغم عنه ~ مستحيييييييييل تكون هي ~ سأل بهمس : العنود ؟؟
وصلته ضحكتها الساخره البطيئة وهي تقول بصوت غريب : متصل على جوال عنيد وتسأل العنود , إيوه العنود خييييير ..
كان بينفجر غيض من برودها لكنه من تبين صوتها ابتسم وهمس : نايمه ؟؟
سمع طقطقتها بلسانها بطفش قبل ما تقول : أفففففففف يا ثقل دمك , تصحيني من نومي وتقول نايمه , استغفر الله العظيم ..
كتم ضحكته وقال بهدوء : عنود شكلك من النوع اللي ما ينتبه للكلام وهو نايم ..
: لاااااااا جايب حاجة جديده الأخ , أفففففف أنا نايمه اتصل بعد شوي ..
فتح فمه وصكه لمن انتبه للصمت في الجهة المقابله , بعد جواله وطالع في الشاشة وقال بصدمة : صكت في وجهي ..
رجع دق عليها وهو ناوي يطير النوم من عينها ~ مو معقولة إنه هذا كله نوم , يكون بتنتقم مني بالتمثيل , والله ~ وقطع توعده لمن سمع همسها المتثاقل وهي تقول بطفش : نعم ..
وتلاها صوت شبه باكي وهي تقول : والله حرام توني نمت لي كم يوم ما أنام والله حرااااام , يا عالم أبغى أنااااااااام ..
سكت للحظة ورجع همس : رسالتك جات في وقتها , خففت عني كثير , شكرا ..
ولمن وصلته همهمتها اللي باين إنها تجاريه عشان يخلص ابتسم و قال بغيض : ليش أضحك على حركاتك الخبله ما أدري ؟؟ هيا مع السلامه ..
انصك الجوال بدون أي وداع , طالع في الجوال وضحك , رجع هز راسه بحيرة وهو يقول : أول مرة أشوف واحد يضحك ليش انقفلت السماعة في وجهه , أكيد يا إني انهبلت أو إنه هذا من آثار صدمتي من ترقية ثامر ..


*************************


الساعة 1.30 الظهر في الرياض :

: أنا في المستشفى مع أختك عندي مراجعة عند دكتورة الباطنية , نسيتي ..
زفرت وسام بداخلها وقالت بهدوء : أوو نسيت , خلاص أرجع مع سامية , اتصلي وطمنيني اش قالت الدكتورة لك ..
وصكت الجوال بعد ما ودعت نجلاء وهي تتساءل كيف نسيت موعد أمها , طالعت في دفتر التوقيعات وتركز بصرها على توقيع سامية اللي خرجت قبل عشر دقايق , وقعت خروج وتحركت لمكتبها عشان تلم أشياءها وهي تفكر من من المعلمات تطلبه عشان يوصلها , أول ماشافت أنغام اللي كانت بين كل حصة من حصصها تجي عشان تتطمن عليها ابتسمت وقالت : خارجة خلاص ..
زفرت وقالت وهي تلف طرحتها : الكلب برا وحالف لو ماخرجت في دقيقة يروح و يسيبني ..
ابتسمت وسام برأفة وقالت : الله يعينك ..
رن جوالها بصوت أنثوي رقيق يصدح بأغنية مليئة بالموسيقى , تحركت مستعجلة وهي تقول : هذا هو , ياويليييييييي ..
تأملت وسام تطريز الأشكال الزخرفية اللي في ظهر العباية والمماثل لأطراف طرحتها وأكمام عباية الكتف , زفرت وقالت : الله يهديك يا أنغام , يمكن لو غيرتي في نفسك شي يغير ربي حالك وينعم عليك برحمة بعد هالعذاب , الله يهديك ..
ودخلت مكتبها بسرعة لمن سمعت صوت جوالها يرن بالنغمة العامة , شافت اسم سحر فرفعت الجوال بسرعة وهي تقول السلام , ردت عليها سحر السلام وكملت : يا حلوة , شوية ونوصل المدرسة ..
استغربت وسام من كلمتها لكنها فهمت لمن كملت سحر : عمتي دقت علي عشان تقولي أمر عليك ..
انحرجت وسام منها فقالت : إذا فيها كلفة ..
قاطعتها سحر : استحي على وجهك يا بنت , مابيننا هالشي , كلها خمس دقايق بالكثير ونكون عندك يلا اجهزي , مع السلامة ..
ودعتها وقفلت الجوال ودخلته شنطتها وتحركت بسرعة عشان تلبس عبايتها وهي تلبس صدحت أنشودة ( لسوف أعود يا أمي ) ابتسمت وقالت بعد ماردت وسلمت : كيف عرفتي ؟؟
وصلها الصوت الحنون اللي كانت تعشقه بشكل لايمكن لأحد إنه يتصوره وهي تقول : اتصلت على سامية أتطمن إنك معاها قالت لي إنها مشيت من فترة فعرفت إنك ما دبرتي أحد..
همست من أعماق قلبها وهي مقهورة من حدتها هذا الصباح : أمي , الله لا يحرمني منك , رضاك يا غالية ..
ضحكة نجلاء وهي تقول ( راضية عليك دنيا وآخره ) كان لها مفعول السحر في قلب وسام اللي ودعتها قبل تصك الجوال وهي تنخرط في بكاء صامت , كانت تحس نفسها جاحدة ليش بكت على أمها وانهارت وخوفت المرأة اللي ربتها وفوق هذا كله ماهي قادرة تتمالك نفسها وترجع وسام المعهودة , غطت وجهها وتحركت خارجة من غرفتها وهي تلوم نفسها مليون مرة , لأول مرة تتجاهل مناداة البنات لها مدعية عدم سماعها لمناداتهم وخرجت أول ما سمعت رنة جوالها برنة وحيدة , كانت تدور بعيونها على سيارة السواق المني فان لكنها ما شافتها , ولمن دق جوالها ردت على سحر اللي قالت : يا عسل , شايفة السيارة الهمر السوداء اللي قدامك ..
رفعت بصرها وشافت وحدة متحجبة تلوح لها بيد واليد الثانية ماسكة جوالها وصوت سحر يوصلها وهي تقول : عرفتي السيارة ..
صكت وسام الجوال وتحركت وهي تقول بداخلها ~ من وين أحد يضيع الهمر ؟؟ ~ فتحت الباب وانصدمت من المكان الواسع ومن شكل المقاعد لكنها تمالكت صدمتها وطلعت وهي تدعي ربها إنه شرابها الأسود اللي بدأ يتوسع ما ينزلق لآخر قدمها ويكشف ساقها بسبب ارتفاع السيارة , أول ماجلست قالت السلام بهدوء وهي تصك الباب , لفت عليها سحر وقالت وهي تمد يدها : كيفك يا عسل ؟؟
ابتسمت وسام وصافحتها وهي تقول بهمس خافت : الحمد لله ..
: كيفك يا وسام ؟؟ وكيف عمتي وهيام ؟؟
حست بإحراج لمن وصلها صوت خالد فهمست : الحمد لله كلهم طيبين ..
وكملت بإحراج : سامحونا كلفنا عليكم ..
: لا ولو , واجب ..
ضحكت سحر وقالت : عاااااادي , أصلا هو عطلان حاليا وما عنده شي غير اللفلفة والدوران ..
قال خالد باستنكار : قولي ماشاء الله عن تحسديني ويستدعوني في الوزارة والله لا أذبحك ..
ضحكت وقالت بتريقة : عادي أداوم بدالك , حتى أنا فاضية ماعندي لا شغلة ولا مشغلة ..
قال بتريقة : ليس بعد الآن ..
لفت عليه بتعجب وهي تقول : اش قصدك ؟؟
حرك حواجبه ففهمت إنه مصر تدور له على عروسة , زفرت وقالت وهي تأشر على الطريق : ركز على الشارع لا تصدم بنا بس ...
ضحك و طالع في الطريق , قالت سحر وهي تأشر على لفه على اليمين تعداها : هييييييييييييييي من هاللفة , وين رايح ؟؟ ..
فرمل ولف على ورى عشان يرجع السيارة , أول ما شافته وسام تراجعت على ورى وهي تضم شنطتها لصدرها بلا شعور ولصقت في الباب وهي تشيح بوجهها بحدة , انصدم خالد من تصرفها فرجع لوضعه بسرعة واكتفى بالمراية وهو يسمع دقات بوري السيارات المتعدية من عنده , لمن عدى اللفة لف على اليمين وكمل طريقه وعقله مشغول ~ اش فيها ؟؟ لا يكون تحسبني لاف عشان أطالع فيها ولا ...... , ليش انكمشت ؟؟ معقول يكون هذا كله حيا , لا ما أظن , بسسسس ~ ركز بصره على الطريق وعقله يسترجع حركتها الغريبة , غمضت وسام عيونها بقوة وهي ترص فمها وتضم شنطتها أكثر عل وعسى تخف ضربات قلبها , كانت تحس بتقلبات فضيعة في معدتها كإنه شي يتلوى بداخلها , بدأت تستغفر وتسبح بداخلها وهي تقول لنفسها ~ وسام ماقصد شي بهالحركة , اش فيك ؟؟ ليش مكبرة الموضوع ؟؟ مو كل رجال يبغى منك شي , لا تكبرين الموضوع ~ زادت من إغماض عيونها وهي تتذكر الخاطر اللي جال بعقلها أول ما التفت , تخيلته بيمد يده , شعور مرعب اجتاحها , ضمت شنطتها أكثر لمن شافت العمارة , قالت بهمس لمن وقفت السيارة : جزاكم الله خير ..
وتحركت خارجة بسرعة , قالت سحر وهي تلفت لها : إحنا ماحنتحرك إلا لمن تخبرينا إنك في الشقة ..
شكرتها وسام بداخلها وهي تسرع للشقة , وقفت عند الباب وفتحت شنطتها تدور المفتاح ولمن مالقيته تذكرت إنها من عجلتها ماسحبته من باب الغرفة زفرت ورفعت جوالها ودقت على أمها اللي قالت لها إنها ما انتبهت إنها نسيت مفتاحها وإنها يمكن ربع ساعة وتوصل وطلبت منها تروح مع سحر وهي تمر عليها وهي راجعة , رجعت وسام واتصلت بسحر بحرج وهمست أول ما ردت سحر : نسيت المفتاح جوة البيت ..
وصلتها ضحكة سحر العذبة قبل ما تقول بلطف : أحححححححلى خبر , يلا انزلي عازمتك على غدا من اللي يحبه قلبك في غرفتي المطلة على البحر ..
ابتسمت وسام لمرحها وتأسفت كثير وهي تنزل , حست بارتباكها يرجع وهي تطلع السيارة , كانت تسب وتلعن غباءها وفي نفس الوقت مقهورة ومنحرجة في نفس الوقت من حركتها اللي أكيد فجعت الرجال , قالت سحر بلطف : عادي عادي تحدث في أرقى العائلات ..
شكرتهم بلطف وهي تطالع في تغير المناظر من حيهم البسيط للفلل الفخمة في العليا , ما تتذكر متى آخر مرة دخلت فيها فيلا عبد الكريم , أول ما دخلت الهمر باب المواقف الكبير انصدمت وسام لمن شافت الحديقة الواسعة اللي في طرفها أربع مواقف مظللة بعريشة واللي وقف الهمر في وحدة منهم , قالت سحر وهي تلف على خالد : خلووووود , ياويلك من ماهر هذا موقفه ..
هز أكتافه وقال وهو يصك السيارة : يطلع سيارة السواق ويدخل سيارته مكانها , عادي ..
وخرج , توجه لدرجات الفيلا الخمسة المحاطة بحواجز خشبية في قمة النعومة وطلعها وهو يصفر ويقلب في مفتاحه , قالت سحر وهي تنزل وتفك غطاها وطرحتها وتعلقها على كتفها عشان يدها اليسار محملة بأكياس : هلا والله , يااااااا حياا الله وسووووومه ..
نزلت وسام وسلمت عليها عربة وهي تبتسم بحرج وهي تقول : سامحوني على الكلفة و ..
سحبتها سحر لداخل الفيلا وهي تقاطعها : وي , قلت لك ما بيننا هالشي , السلاالشي , السلااااااااااام عليكم , يا أهـــل البيـــــــــت ..
ضحكت وسام على طريقتها , وانحرجت لمن سمعت صوت حنان الهادي وهي تقول : هلا , هلا ..
وسلمت على وسام وهي تقول بلطف : تو مانور بيتنا , هلا وسام ..
كانت وسام تحس بإحراجها والصراعات الداخلية بداخلها تزيد , هذي أول مرة تدخل بيتهم من سنة تقريبا , العيد اللي فات لمن سوا عبد الكريم عشا حضرته وغيره ماكان في أي زيارات متبادلة منها هي فقط ولا نجلاء وهيام دايم يتزاورون , طلعت مع سحر لغرفتها وهناك اتصلت على نجلاء بعد ما خرجت سحر , همست وهي خايفة تدخل عليها سحر : أميييييييييييييييي , تعالي بسرعة تراني بأمووووووت من الحرج , والله كسفة ..
: وسام اش قاعدة تقولين ؟؟
قالت بصوت مخنوق وهي تحط يدها موضع قلبها اللي تحسه يضرب ضربات غريبة غير منتظمة : أمي الله يخليك , تعبانة وأبغى أرجع البيت في أسرع وقت و ...
سكتت أول ماشافت سحر داخله ومعاها صينية صغيرة فيها كاسة عصير , نزلت يدها عن صدرها وقالت : يلا أمي طمنيني عليك ..
ابتسمت سحر وقالت : هذي عمتي , هاتي , هاتي ..
وسحبت الجوال من وسام وقالت : كيفك يا عمه ؟؟
: هلا والله سحوره ..
ابتسمت سحر وقالت : ترا أمي حالفة عليك تتغدين عندها اليوم ..
ولمن بدأت نجلاء تعترض قالت سحر : أنا مالي دخل كلمي أمي , وسام رهينة عندنا..
وغمزت لوسام اللي جاهدت عشان ترسم ابتسامة على وجهها , ولمن قالت سحر بفرح : والله , حياك الله من دحين , أروح أخبر أمي ..
وناولت لوسام الجوال وهي تكمل بفرح : بتتغدون عنداااا ..
وخرجت على عجل , حطت وسام الجوال على إذنها ولمن سمعت صوت نجلاء المتوتر وهي تقول : والله حاولت أتملص بس عيب هم ...
قالت بهدوء رغم الضيق اللي حسته يملأ قلبها : لا عادي , أنا مبسوطة مع سحر , يلا أنتظرك لا تتأخرين علي ..
وصكت الجوال وطالعت فيه بوجع , تحركت بسرعة في غرفة سحر الواسعة بلونها الوردي الحالم اللي يخالطه لون تفاحي وذهبي يضفي عليها فخامة ودخلت الحمام وقفلت الباب , غطت وجهها بيدينها وهي تصرخ بداخلها ~ وسااااااااااام اش فيييييييييييييييك ؟؟ عشانك في بيتهم ؟؟ عادي ويعني , هم مايدرون بشي , خال عبدالكريم ماقالهم شي , اش فيييييييييييييك ؟؟ هذي المشاعر الغريبة كلها من إيه , يااااااااارب رحمتك , يااااااااارب عفوك ~ كانت تحس نفسها مشتتة وتعتريها مشاعر غريبة تحسسها بالمرض , غسلت وجهها وتوضت ناوية تصلي الركعتين الباقية لها لأنه مامداها تصلي في المدرسة إلا الظهر والسنة اللي قبله , بعد ما خلصت وضوءها نزلت غطاء الحوض وجلست عليه وهي تسحب أنفاااس عميقة عشان تهدي نفسها , انتفضت لمن دق الباب ووصلها صوت سحر وهي تقول : وسومه , خرجت لك جلابية إن شاء الله تعجبك ..
قامت وخرجت بسرعة , وقالت على طول : ماعليك مرتاحة بلبسي ..
وبعد محاولات أقنعت سحر وسام اللي غيرت ولبست الجلابية , ضحكت سحر وقالت لمن خرجت وسام : ما توقعت إنه جلابية سموره بتجي عليك , سموره أقصر ..
قالت وسام بابتسامة حاولت بكل جهدها إنها تكون طبيعية غير متكلفة : زين يعني هالجلابية طويلة عليها , أتخيل نفسي لابسة جلابية مشنقلة ..
وطالعت في انعكاسها في المراية , وجهها كان شاحب رغم ألوان الجلابية المبهجة بخليط التركواز والفوشي والذهبي , لفت على سحر وهمست : وجهي شاحب ..
ابتسمت سحر بعطف وقالت : يمكن عشان ما أعطيتي نفسك راحة من بعد ما تعبت , خذي بكرة إجازة ترا أعز ما على الإنسان صحته ..
ابتسمت وقالت وهي تتوجه لشرشف الصلاة المحطوط على السرير : خليها على الله , بأصلي ..
تحركت سحر بسرعة وقالت : دقيقة أجيب سجادة ..
وضحكت وهي تتابع : أنا أصلي على الفراش ..
قال وسام : خلاص عادي مو لازم , أصلي زيك يا بنت ..
لكن سحر كانت قيد خرجت واختفت , ثواني ورجعت وفرشت السجادة وهي تأشر لها على القبلة ورجعت خرجت عشان تساعد أمها , صلت وسام وأطالت السجود وهي تدعي ربها إنه يهون عليها اللي تحسه , وبعد ما خلصت انسدحت بلا تفكير على السجادة وغمضت عيونها بتعب ..
: hiiiiiiii....
سكتت سلافة اللي توها راجعة من الجامعة لمن شافتها نايمة خرجت وصكت الباب وراها وتوجهت لغرفتها وهي تقول لسحر اللي طالعة مع هيام : she's sleeping..
ودخلت غرفتها وهي تسمع شهقة هيام وضحكة سحر وهي تسكتها عشان ماتزعجها..


************************


في جدة :
على سفرة الغداء :
فيلا صالح :

طالع صالح في مرته وسأل : وين عيالك ؟؟
قالت وهي تصب له كاسة مويه : عهود نايمة , وريم ما أدري فينها ..
قطب وسأل : وعبد الإله وينه ؟؟
قبل ما تجاوب سمع صوت انفتاح باب الفيلا تبعه انغلاقه مختلط بصوت سلام عبد الإله , لف وقال : هلا ولدي ..
نزع عبد الإله شماغه وعقاله بتعب ورماه على الكنبه وجلس عند السفرة وهو يشمر أكمامه , قالت أمه باستنكار : غسل يدينك ..
سحب منديل بلله ومسح يدينه وهو يقول بتعب : ما فيني عرق ينبض ..
قال صالح : ها بشر ..
زفر عبد الإله وقال بتقطيبة وهو يسحب ملعقه : مافي , حتى واسطة عمي أحمد ما مشت الحال ..
طالع فيه أبوه بحسرة وزفر وهو يرجع ياكل بصمت , طالعت أم عبدالرحمن في ولدها بألم , كان يحط اللقم في فمه وعيونه تايهة وسرحانه في عالم ثاني ..
: تاكلون من دونييييييييييييييييييي ..
قالتها ريم باستنكار وهي حاطة يدينها على خصرها , ولمن ما سمعت أي رد جلست وهي تقول : بسم الله , كأن على رؤسكم الطير ..
قالت أمها بحدة : كلي وإنت ساكته ..
نقلت بصرها بينهم بحيرة وسحبت ملعقة وبدأت تاكل , دقيقة صمت مرت قبل ما تلف على عبد الإله وهي تسأل بحماس لمن تذكرت : اش سويت في الوظيفة ؟؟
انصدمت من نظرة أبوها الغاضبة ومن أمها اللي دقتها تسكتها , ابتسم عبد الإله وقال بسخرية : طابقت كل المواصفات ماعدا إنه لازم تكون عندي شهادة خبرة لمدة سنة على الأقل ..
قطبت حواجبها وقالت بصدمة : حتى هالوظيفة ..
وضربت فخذها بقهر وهي تقول : يعني بالله من وين يجي الواحد الخبرة إذا كلللللللللللللللللل الوظايف طالبة خبرة قبل ..
قال بسخرية مريرة : أسوي شركة لنفسي واشتغل فيها سنة وأوقع لنفسي شهادة خبرة وأروح أقدم ..
قالت باستنكار : بس خلاص بتكون عندك شركة ليش تقدم على وظيفـ ...
وسكتت لمن ضحكوا بشكل مفاجئ وانتبهت لحظتها لغباءها , قالت مستوعبة : آآآآآآ كنت تتريق , والله إني غبية ..
بعد ما هدأت موجة الضحك قال عبد الإله بغيض : اللي قهرني إنهم ماقدروا جية عمي معايا , مسكين كان ملازمني زي ظلي وين مارحت , من مكتب لمكتب ولمن خلصنا كل الأوراق قالوا مو مطابق للمواصفات , كان قلتم من البداية بدل ماتخلون الواحد يتبهذل ويتمرمط وهو رايح جاي , ضيعوا الوقت ولا حق مستأذن من المدير واللي قال إنه بيخصم حق هاليوم , انخصم من راتبي وماحصلت على الوظيفة , لو إني قعدت أتكس هالوقت كان دخلت حق البنزين اللي صرفته وأنا رايح جاي ..
قالت ريم وهي تحس قلبها يتقطع داخلها : خير , خير , قول الحمد لله , غيرك ما يحصلون ريال , الحمد لله , عندك وظيفة صح في شركة أهلية عِله بس على الأقل يجيك منها 2500 كل شهر ..
وكملت لمن تذكرت : صح ينخصم منها لكن الحمد لله التاكسي يغطي الخصم ..
سكت وقال بصوت هادي وهو يحرك الملعقة في صحن الرز : أنا عارف هالشي والحمد لله ماني معترض لكن هالراتب يادوب يكفيني ..
ورفع راسه وكمل وهو يحط الملعقة على السفرة : مستحيل يخليني أفتح بيت ..
وقام وهو يعدل أكمامه , تحرك وسحب شماغه وراح لغرفته , زفرت ريم لمن فهمت سبب ضيقه , طالعت في الأكل وهي تتحمد بداخلها إنها بنت , كل شي يجيها وما تشيل هم الفلوس , رجعت طالعت في باب غرفة أخوها وهي تفكر إنه مستحيل ينام , بيقعد يفكر , انتبهت من شرودها على أبوها اللي قال لأمها باستنكار : مافي إيمان بالله , الله يقول نحن نرزقكم وإياهم , ربي بيرزقه ويفتح عليه , أصلا من يتزوج بيفتح عليه ربي لأنه كمل نص دينه , بعدين بيته ملك , أنا مابآخذ على ولدي إيجار ..
قالت أمها : ولو 2500 ما تفتح بيت يا صالح , أصلا مستحيل البنت توافق عليه وهو هذا دخله , إحسب مصاريف المستشفى والمعيشة غير الكهرباء والتلفون والمويه وغيره ..
قال باستنكار : مو انت كنت بتخطبين له جيهان وإنت مبسوطة , اش اللي خلاك تتراجعين يوم جات على سفانة ..
زفرت وقالت : ناسي إنه أبوها صار مليونير ولا أذكرك ..
طالعت ريم فيها باستنكار صامت فيما سأل أبوها بحيرة : ويعني ؟؟
قالت : أكيد يبغى لبنته واحد من مستواه , الفلوس تغير النفوس , محد يدري اش ممكن يكون تفكيره بعد ما صار عنده ملايين , حتى سمعت إنه بيعالج سفانة برا ..
قال بعصبية : خافي الله في اللي تقولينه , يعني عشان صار عنده ملايين مانتقدم لبنته إلا لو كان راتب ولدنا عالي , إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه ما قال فلوسه و علي أكثر واحد عارف هالشي ..
ورمى الملعقة وراح وهو يتمتم : أنا أعرف اش أسوي ..
قالت أمها وهي تطالع فيها بحيرة : هو ليه عصب ؟؟ أنا اش قلللللت ..
نزلت ريم راسها وهي تفكر في كلام أمها ~ معقولة بتروح تتعالج وماقالت لي ؟؟ مستحيل ما تخبرني بشي زي كذا , ومعقوله تكون سفانة صرفت نظر عن عبد الإله عشان الفلو... ريييييييم اش هالتفكير ؟؟ مستحيل سفانة تكون نظرتها بهالشكل و ... بسسس ~ حست بالرعب يملأ قلبها وهي تحاول تتذكر مرة من المرات بينت سفانة فيها إنها تهتم بعبد الإله وإنه مايهمها راتبه ..

بعد العصر في الرياض :
بيت عبد الكريم :

: سحر وين جالسين ؟؟
ابتسمت سحر لأبوها وقالت وهي تمسك أطراف الصينية بقوة : في المجلس الصغير , ليش ؟؟
وضحكت وكملت بمزح : لا يكون مفتقد شاهي بعد الغدا مع حبيبة القلب ..
ضحك وقالها : روحي توكلي ..
شافت ماهر اللي يلعب بنكاش الأسنان اللي حاطه في فمه خارج من الحمام فقالت وهي تتحرك : الله يعينك بتشرب الشاهي مع الجنس الخشن هالمرة ..
قال ماهر بتريقة وهو يدخل يده في شعره المبلل ويحركه بقوة عشان يجف : أموت أنا يا ألطف الكائنات , والله أعفش الكائنات ..
قال خالد اللي مروق على كباية الشاهي اللي في يده : مو عشانك حمقان على بعض ناس شفتهم أعفش الكائنات ..
انقهر ماهر من قهقة سحر اللي حركت حواجبها وهي تقول : أحلــــى أبو غيود لو ماني ماسكة الصينية كانت أعطيتك خمسة ..
رفع ماهر رجله ومثل إنه بيشوتها وهو يقول : انقلعي بس , انقلعي ..
ابتسم عبد الكريم بتوتر وهو يتأمل سامر المكتفي بابتسامة هادئة وهو يطالع فيهم , فرك يدينه وهو يجلس , ثواني ورجع قام وسحب الريموت وشغل التلفزيون , ولمن ماشاف شي مهم في قناة المجد الأولى حول على المجد الإخبارية , زفر وهو يطالع في الأخبار على الشريط وعيونه تتابع الكاريكاتورات المعروضة بلا اهتمام بقراءة ما فيها , ورجع قفل التلفزيون ومسك فنجانه ..
: أبو خااااااااااالد ..
رفع بصره لمن سمع مناداة بكره , ابتسم خالد وقال : وين وصلت يا أبويه ؟؟
انتبه إن فنجان الشاهي معلق في الهوا قريب من فمه بدون مايمسه , زفر ورشف منه وهو يتحمد الله , كانوا مستغربين حالة أبوهم في الفترة الأخيرة , من رمضان وهم ملاحظين إنه مو على طبيعته , طالعوا في بعض بحيرة , دق جوال خالد بصوت سيارة شرطة فقام وهو يقول بخوف مصطنع : الحكومة ..
ضحك سامر وقال : والله لا أعلم عليك هند حاط لها ونانات ..
تحرك لغرفة عدنان اللي ينام فيها حاليا لأن الملحق اللي ينامون فيه دايما كله عفش بيت ماهر اللي ينتظرون المستأجرين يخلونه عشان يحطون فيه الأثاث , انسدح ماهر ومدد جسمه بطفش وغمض عيونه و هو يقول : يوم تبغى رحلات ما في ويوم تتمنى الراحة هذي ما تلقاها , أستغرب ليش ما تجي رحلاتي إلا في أوقات المناسبات الهامة ..
مرت لحظة صمت قام بعدها سامر وجلس جنب أبوه اللي ساب الشاهي واتكأ على يمناه وهو غارق بالتفكير , أول ما حس عبد الكريم بيدين سامر على جبينه زفر وقام بعد فترة وهو يطالع فيها بتوتر , تأمل سامر وجه أبوه اللي فجأة بان الكبر عليه وكأنه قفز 10 سنوات للأمام , قبض بيمناه يسرى سامر وهو يهمس : أنا عارف إنك تعبان وجاي من العيينة ومنت رايق لأحد بسسسس , اش رأيك تشوفها دحين ؟؟
اتسعت عيون سامر فكمل أبوه بذات الهمس : ما بنلقى وقت تشوفها فيه بدون ما تدري زي هالمرة , أنا كنت مخطط نعزمهم بعد كم يوم لكن جات من ربي ..
ما يدري ليه تسارع نبض قلبه بعنف قبل ما يهز راسه موافق , ابتسم أبوه و تحرك وخرج من الصالة , طالع فيه سامر وهو يحس بالأفكار تعصف به وبأعصابه مشدودة بشكل غريب ..
: اش عندكم ؟؟
انتفض لمن وصله صوت ماهر , لف وشافه لاف عليه بدون مايقوم من سدحته , ابتسم لعيونه شبه المفتوحه وقال متهرب من الإجابة : يعني اش بيكون عندنا ؟؟
قال ماهر ببطء : أشوفكم تتساسرون , اش عندكم ؟؟
قال سامر وهو يضحك ويقول : نام , نام , خل عنك لقافة الحريم ..
غمض ماهر عيونه و ثواني و انفرجت شفايفه وبدأ يشخر شخير خفيف , ضحك سامر وقال : زي البزران لا تروشوا وأكلوا يروحون فيها ..
وتأمله وهو يحس بداخله إنه قاعد يخونه , كان المفروض يكون هو أول شخص يعرف بهالموضوع , لكن أبوه محرم عليه يكلم أحد في هالموضوع , وهو يخاف يقوله وبعدين ما يصير شي , ما يبغى يقوله إنه أبوه عرض عليه وسام , زفر و بلا تفكير تحرك سحب شماغ أبوه المعلق وغطى راس ماهر المبلل وراح خفض التكيف , ألقى عليه نظرة أخيرة قبل ما يطفي الأنوار , قال خالد اللي رجع : يااااااحيييي , خايف على توأمه ..
سكته سامر وهو يهمس : اششش تصحيه ..
ضربه خالد بخشونة وقال : أقول انقلع , حرمته وأنا ما أدري , غثى , مالت عليكم يعني وين أروح أنا , لا زوجة ولا أخوان ..
وجلس على الكنبة وفتح التلفزيون بعدم اهتمام وهو يكمل من بين أسنانه بغيض : كلها أسبوعين و أسافر و محد خطب لي ..
هز سامر أكتافه وتحرك للمطبخ وهو مهو عارف أبوه اش بيسوي وكيف بيخليه يشوفها , فتح الثلاجة وخرج علبة اللبن ..
: سامر ..
التفت لأبوه وهو يحس باستنفار في كل حواسه , ابتسم عبد الكريم وقال : تعال ..
ابتسم بتوتر وتبعه بصمت بعد ما رجع علبة اللبن , وقف أبوه قريب من المجلس الصغير المفتوح واللي يوصل بين المجلسين الأساسية الكبيرة , همس : بتعرفها لأنه مافي غريب عليك غيرها , هيام طلعتها فوق مع سلافة ..
قال عبارته بسرعة وراح لأنه حاس بسامر اللي كان التوتر والاضطراب واضح في كل سكنة من سكناته , طالع سامر في المجلس اللي يعتبر كصالة داخلية مفتوحة من جهتين وواحد من جدرانها الباقية عبارة عن أعمدة رخامية بينها رفوف زجاجية بشكل أفقي توضع عليها التحف , ولمن سمع الأصوات سحب نفس عميق وتحرك بعزم ..
: سحـــر ..
: والله من جدي أتكلم يا عمه , البنات صارت حالتهم مستعصية , كل يوم أشكر ربي اللي تخرجت وما شفت حالهم التعيسة اللي وصلوا لها ..
: حبيبتي كل شي تغير , الجيل كل ماله في انحدار اللي يستر علينا ..
أول ما سمع الصوت الغريب عليه وقف للحظة وهو يرهف سمعه ..
ابتسمت وسام اللي حست براحة بعد مانامت وخف توترها وهي تتغدى مع البنات وتسمع وتضحك على كلام سلافة الساخر المطعم بلغة إنجليزية عن بنات قسمها وقالت : أتذكر لمن كنت في المتوسط والثانوي أرتجف أنا وزميلاتي لمن تمر من عندنا معلمة وعيوننا على الأرض , دحين الله يستر , تحط عينها في عينك ولو بتفتحين فمك بتقولين شي تصرخ فيك ..
وغيرت نبرتها لصوت متوعد تقلد البنات : خييييييير عندك شي ..
لمن ضحكوا تحرك سامر وهو يشوف المجلس من بين واحد من العمودين , أول ما وقع بصره على أمه اللي معطيته جنبها وعمته المقابلتها , سحب نفس يهدي نفسه وهو يتحرك خطوتين وهو يسمع أمه تقول : هو من شي هين تقاعدت , أنا ابتدائي وجابوا الشيب لراسي كيف متوسط وثانوي ..
قالت وسام بعطف : والله حليييييييلهم بنات المتوسط يا خالة , تصدقين كلمتين حلوة مع كثير من الصبر ويتغيرون , إسئليني عنهم ..
تجمد لمن لمحها وتراجع خطوة , كان يحس بحرج كبير لكن لمن ذكر نفسه إنه هذي السنة وهو مايسوي شي غلط رجع تحرك وهو يقبض يدينه بلا شعور ..
: عاد انتي الخبيرة بهم وما نقدر نتكلم ..
تعلق بصره بابتسامتها وهي تقول بمزح لسحر الجالسة بجنبها : والله حليلهم حبوبات , سهلين ممتنعين ..
تشتت انتباهه للمحداثات المتبادلة وهو يتأملها , أول ما انتبه له إنه فيها شي غريب يجذب , كانت جميلة قمحية البشرة ملامحها حلوة , جسمها متوسط و شعرها أسود بلون عيونها , لمن اخترق المنظر يد سحر اللي كانت تعدل خصلات قصتها المتناثرة على جانبي وجهها انتبه إنه كان حابس أنفاسه فزفر وهو يرف بعيونه يحاول يفهم مشاعره , رفعت وسام يدها بسرعة وعدلت قصتها بإحراج وهي تقول : لا تقولين شعري مشعفل , ماسشورت اليوم ..
ضحكت سحر وقالت : لا بس عدلت لك خصلة متمردة ..
نزلت شباصتها وفردت شعرها الغجري متوسط الطول واللي يجاوز أكتافها ورجعت لفته وهي تقول بابتسامة : بعيد عنك من كثر الكسل اليوم ما سشورت , القصة أمس في الليل سشورتها على أمل أكمل الصباح لكن هيهات ..
تحرك مبتعد وهو يسمع ضحكة سحر اللي قالت : أهووووو يا ما صابتني هالحالة , إلا صح اش أخبار جنى اللي حكيتيني عنها ذاك اليوم ؟؟ ..
تجمدت وسام لثواني لمن سمعت اسم البنت اللي طلعت أختها , وبقوة خارقة حستها استنفذت كل طاقتها ابتسمت وقالت : إن شاء الله كويسة , ماشفتها اليوم ..
ولمن لفت سحر لأمها اللي كانت تتكلم مع أخت زوجها غمضت وسام عيونها لثواني وفتحتها وهي تحاول تحافظ على ابتسامتها لأنها ما تبغى ترجع للمشاعر الغريبة اللي كانت غارقة فيها قبل فترة ..
أول ما خرج سامر للصالة الداخلية شاف أبوه جالس جنب خالد وهو يقلب في الجريدة , قال خالد : وين كنت يا أفندي ؟؟
رفع أبوه راسه لكن سامر أشاح بوجهه بسرعة وهو يقول : عن إذنكم رايح أتمدد شوية في الغرفة ..
قال أبوه بهدوء وهو يحاول يخفي ترقبه : مابقي شي على صلاة العصر ..
تحرك وهو يقول : إن شاء الله ما بتفوتني ..
طلع لفوق و انصدم لمن شاف سلافة في الصالة وجنبها وحده ثانية شهقت وهي تندس وراها , حمحم ونزل راسه وهو يقول : آسفين ..
قالت سلافة كإن الأمر عادي : أوكي فهمنا , يلا روح غرفتك بسرعة , هالخبلة كسرت my back..
نزل راسه أكثر وتحرك لغرفته وهو يسمع صوت ضرب وهمهة هيام وهي تقول : يا حماره يا دبه فشلتيني ...
دخلها وصك الباب و غمض عيونه و زفر بقوة ..


************************

بعدها بوقت في جدة :
فيلا أحمد :

: عنوووووووووووود , لا صلاة ظهر ولا عصر , قومي واستغفري ربك ..
انقلبت العنود النايمة على بطنها على جنبها وهي تقول : سيبينيييييييي , دقيقة بس , دقيقه بس والله نعسااا...
وتخافت صوتها واختفى وهي تغط في النوم , زفرت الهنوف لمن شافت الجوال الغاطس في الفراش واللي كان مدفون تحتها , شالته وحطته على الطاولة ورجعت تصحيها وهي تقول : عنيييييييييييييييييييييييييييييييييييد ..
ولمن شافت إنه ما اهتز فيها شي حتى رموشها دلالة على صحيانها هزتها وهي تقول : عنوووووووووووووووود ..
رفت جفونها من دون ما تفتحها وهي تهمس : هنوف الله يخليك جلست أراقب الجوال ثلاث ساعات والدب ما دق فالله يخليك خليني أنااااااااااااام ..
قالت الهنوف بعناد : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطـــى , العصر له نص ساعة مئذن ..
طلعت صوت باكي وهي تقول : خمـــــس دقايق بـــــــس ..
زفرت وقالت : خمس دقايق ..
وتحركت خارجه وهي تقول لأمها الجالسة في الصالة : هذا كله من السهر ..
قالت هدى بهدوء : تعرفينها تمر عليها أيام ما تنام , من زواج عمر ما جاها النوم , لا في الليل ولا في النهار , عيونها طايحة لكنها ما تغمض ..
قالت الهنوف وهي تزفر : الله يعينها , لازم تغير هالطبع فيها قبل ما تتزوج ..
: لا تجيبين طاري الزواج عشان مايجيني استفراغ ..
التفتوا وشافوها عند الباب شعرها الطويل مفلوت بفوضويه وبلوزة بجامته القطنيه جهتها اليمنى محشور جوة البنطلون وهي تحك شعرها بيمناها وباليسرى تحك جنبها من تحت البلوزة , قالت أمها وهي تأشر على خصرها المكشوف من حكها : هي غطي , شويه وتفصخين ..
زفرت وتحركت ببطء وهي تسحب رجولها ورمت نفسها على الكنبه جنب أمها , حطت راسها في حضن أمها ودلت رجلينها من فوق يد الكنبه وهي تقول : نعسانه ..
مسدت هدى شعرها وهي تقول بحنان : يلا قومي صلي وارجعي نامي ..
قالت الهنوف وهي تضرب أقدامها المدلاة العاريه : حلوة ترجع تنام , خططنا نروح لجرير مع البنات ولا ناسية ..
قالت العنود وهي مستمتعة لأقصى حد بدبدبة أمها لشعرها : يا ذا جرير , أشوفكم صايرين آفات كتب , بس مو مشكلة لو تبغيني أروح المريخ رحت لك , أمي شويه على اليسار ..
ضحكت الهنوف وقالت أمها وهي تدفها : قومي صلي ..
قالت برجاء وهي تنقلب على جنبها وتسحب يد أمها وترجعها لشعرها : أمي تكفين , كمان شويه ..
التمعت الدموع في عيون هدى وهي تمسد على شعرها وهي تهمس : البندري الله يرحمها ماكانت تحب أحد يلعب في شعرها عكسك , من هي صغيرة في الابتدائي وهي تخلي شعرها مفرود وتقصه كله عشان ما أمشطه أو أمسكه ..
سكتت الهنوف وقالت العنود وهي ترفع يدها وتقبض بها على يد أمها اللي على راسها : راحت لحياة أفضل إن شاء الله , راحت للي أحن مني ومنك يا أمي ..
سحبت هدى يدها و مسحت دموعها قبل ما تنزل وقالت : الله يرحمها ..
اعتدلت العنود في جلستها وقالت بحماس : أمي تعالي معانا لجرير والله بتعجبك ..
استغربت أمها من الطلب وقالت : واش أبغى فيها ؟؟
قامت وسحبت أمها من يدها وهي تقول : كلمي أبويه وقوليله بأخرج مع البنات , يلا نتنفه شويه , من عند جرير ننطلق لشارع الأربعين نحو البيك ونطلب لنا ذيك الوجبة المحترمة بالثوم , أففففففف ..
وتحت إلحاحها راحت هدى تكلم أحمد وراحت العنود عشان تصلي , أول ما شافت الجوال في موضعه على الكومدينه تفلت عليه وقالت بغيض وهي تدخل الحمام : مالت ..
صلت فرضينها وهي تحس بقهر على تفويت الظهر , قامت وهي تقول بعتاب : انرمت صلاة الظهر في وجهك يا ست عنود وقالت لك ضيعك الله كما ضيعتيني , استغفر الله العظيم وأتوب إليه ..
وجلست على سريرها وفتحت الدرج عشان تخرج شنطتها الصغيرة المحتفظة فيها بمصروفها , انتبهت للمستطيلين اللي فوق بعض رسائل ورادة :4 مكالمات لم يتم الرد عليها : 9 ..
شهقت ورفعت الجوال بسرعه وفتحته , مكالمتين ورساله من سفانة تذكرها بالخرجة و ثلاث رسائل وسبع مكالمات من الدب , انصقت لمن قرت الرسائل من تحت من أول رسالة وصلتها ..
(( كنت في اجتماع مهم وما خلص إلا قبل شوي عشان كذا مارديت ))
فتحت الرسالة اللي بعدها بسرعة وهي تحس نبضات قلبها تزيد ..
(( عنود ليش ما تردين ؟؟ ردي علي ضروري ))
قالت بغيض وهي تفتح اللي بعدها : كنت نايمه , واش دراني إنك في اجتما ...
ولمن وقع بصرها على الرسالة الأخيرة فتحت عيونها على اتساعها ...
(( عنيدي قلبي ..
بعدي الجوال عنك لمن تنامين عشان ما تفضحين أسرار الدولة وانتي نايمه ..
أول مرة أدري إنك من النوع اللي ما يصحى من النوم على دق الجوال و....
(*_*) يتسحب في الكلام كمان ..))
صرخت من أعماق قلبها : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااا ..
وبعد نص ساعة من صرختها اللي خرقت سكون الفيلا , مسحت دموعها الغزيرة وهي تحاول قدر الإمكان إنها تتمالك نفسها لكن من شافت خدود العنود المنتفخه من كثر الزعل وعيونها المحمرة المنفخة من كثر البكى انفجرت تقهقه مرة ثانية وهي تمسك بطنها بيد وباليد الثانية تمسح دموعها وهي تقول بتأوه : يا بطنييييييييييي يا بطنيييي , والله بتتفتق ..
قالت العنود بغيض وهي تطالع فيها بحقد : يعلللللللللللها تتفتق يارب على الضحك اللي ضحكتيه عليه ..
زاد ضحك سفانه وهي تقول : غصصصصصصصصب عني , غصب عني , أووووووهووووووو , بطني , بطنيييييييييييي والله بتتفتق والله بتتفتق من كثر الضحك ..
قالت ريم وهي تزفر : صراحة يا عنود دوري لك حفرة وادفني نفسك فيها , اش هالموقف السخييييييييييييييييف اللي حطيتي نفسك فيه ..
التمعت الدموع في مآقيها وهي تقول بتريقة عشان تضيع الصيحة اللي تحاربها : إذا فيك حيل تحفرين احفريها وريحيني لأني من كثر ما جفت موية وجهي تعبت وأنا أتشحد الناس موية للوجه فماعاد فيني حيل , تسوين فيني خدمة لو حفرتي لي حفرة ..
قالت الهنوف بتعاطف : استغفر الله مو لهالدرجة الموقف مـ .. مـ ...
وسكتت مهي قادرة تكذب عليها أكثر , قالت ريم بتريقة وهي تشوف عمتها جايه : خلونا نروح المكتبة أول بعدين لمن نرجع أساعدك في حفر الحفرة ..
زفرت العنود وهمست : أموت وأعرف أنا اش قلت له , ماني متذكرة ولااااااا حرف ..
قالت سفانة وهي تلف طرحتها : إن كان سبيتيه بوحدة من سباتك ذات الوزن الثقيل قولي على الدنيا السلام ..
شهقت العنود وقالت : أنا ما أسب هالسبات إلا ..
رفعت سفانة حاجبها وقالت : فاكرة يوم اتصلت عليك وقاطعتيني وأنا أسلم وقلتي #### يالكلبة لا عاد تتصلين علي وأنا نايمة ..
ضربت صدرها وهي تقول : بيطلقنيييييييييي , والله يطلقني لو سمع هالسبة ..
وصفعت خدودها وهي تطالع فيهم , ضحكوا كلهم و سحبت ريم جوال العنود وبعد عدة ضغطات قالت : أقل من دقيقة زمن آخر مكالمة , اش تتوقعين قلتي فيها ..
قالت سفانة بتريقة وبطريقة مسرحية : ##### تبعها شهقة عدنان المصدوم قبل ما يقفل السماعة في وجهها ..
هتفت الهنوف باستنكار : سفاااااااااااانه ..
ولفت على العنود الشاحبة وقالت وهي تسحبها : سبيك منهم يحبون يتريقون , إمشي أمي تستنى ..
خرجوا لهدى اللي تنتظرهم عند سيارة السواق , سألت الهنوف : مين جابكم ؟؟ ..
ابتسمت سفانة وقالت وهي تمرر سبابتها اليمنى بين أصابعها اليسرى عشان تعدل قفازها : حسونه ..
والتفتت لريم اللي كانت تتأملها , استغربت من نظرتها لكنها كملت : والشي الغريب ستو ريم طاح عليها أدب غير طبيعي ..
خرجت ريم نفسها من سرحانها وتأملها لسفانة وقالت مدعية الأدب : خلاص الرجال تحدد زواجه , لازم أحترم نفسي شوية ..
ضحكت الهنوف بإحراج وقالت سفانة بتريقة وهي تخاطبها : تصدقين عاد , أول مرة يكون هادي ورزين , شكله تحديد الزواج عقله شوي , حتى جدة حمده قالت له لو دريت إنه تحديد زواجك بيثقلك كان حددناه من 10 سنين , وطبعا استلمناه محشات وهو لأول مرة مطنش وسااااااااكت ..
همست الهنوف بلا تفكير وهي تحط يدها موضع قلبها : يا قلبي هو ..
صرخوا بحماس و أشرت عليها سفانة وهي تقول بحماس : سمعتك , سمعتك , والله عند حسونه ..
وقالت ريم بتريقه وهي تضحك : شكله حسونه عقل والهنوف قامت تتخيبل ..
ولفت على العنود وسألت : مو ؟؟
وتخافت سؤالها وهي تشوف العنود مهي معاهم سارحة في عالم ثاني , دقتها سفانة بقوة وهي تقول : الله ماخذ عقلك وسبـــيــتيه وإنت نايمه يتهنا به ..
وضحكوا لمن ضربتها العنود وهي تسبها بغيض وهدى تناديهم عشان يستعجلون وهي تدق على السواق عشان يجي للسيارة ..



**************************


بعد العشاء في الرياض :
شقة نجلاء :

: لو تقدم لك سامر توافقين عليه ؟؟
بعدت وسام بصرها عن شاشة الكمبيوتر والتفتت لهيام باستغراب وهي تسأل : اش هالسؤال الغريب ؟؟
~ يكون دريت عن الموضوع ولا سمعتني أنا وأمي !! ~ كان قلبها ينبض بقوة بداخلها وهي تطالع في أختها بانتظار إجابتها , هزت هيام أكتافها وقالت وهي تسحب مقعد بلا ظهر : قابلته اليوم وهو طالع لغرفته فجا هالسؤال في بالي ..
وجلست , ~ أشششششششششششوه , على بالي ~ رجعت وسام لشغلها وبدأت تفتح صفحات المواقع اللي تبحث فيها عن دراسات تختص بمشكلة الشذوذ الجنسي , كانت مشكلة ملاك وشلتها تؤرق نومها , سألت وهي تطلع على المعلومات المكتوبة : واش معنى هالسؤال اللي في بالك ؟؟
قالت وهي تهز أكتافها : لأنه أثير رفضته , فقلت لنفسي ..
التفتت وسام بصدمة وقاطعتها وهي تقول : أثــــيــــــر ..
استغربت هيام ردة فعلها فهمست : مو هو تقدم لأثير قبل فترة عن طريق سحر ورفضته أثير ..
قطبت وسام حواجبها وهي تهمس بحيرة : عن طريق سحر !!..
قالت هيام بسرعة : جس نبض بس ..
طالعت فيها وسام بحدة وقالت بعتاب : المفروض مادام الموضوع مجرد جس نبض محد يتكلم فيه ..
وزفرت وقالت وهي ترجع للشاشة : الحق على أثير , كان المفروض ما تطلع الموضوع ..
قالت هيام بإعتراض ودفاع : يعني ما تقول لنا ؟؟
قالت وسام وهي تلف عليها : لااا , مفروض ما تقول , لأنه هالموضوع كان سري , أصلا الخطبه مفروض تكون سرية لأنه لو ماصار موافقة من أي من الطرفين محد يدري عشان مايتضرر واحد فيهم ..
وزفرت وقالت : دحين أسألك بالله لو تقدم سامر لك أو لإسراء أو أي وحدة من بنات العائلة بتوافقون ولا ترفضون ..
ولمن سكتت هيام قالت : شفتي , مافي وحدة بتوافق , ليييييييه ؟؟ لأنه ست أثير رفضته , كل وحده بتقول رفضته أثير وأوافق عليه , تقدم لأثير قبلي , كان وده في فلانه ورفضته وكان وكان , عرفتي ليش مفروض تسكت وماتتكلم ..
ولمن شافت تغير وجه هيام ابتسمت وقالت : حبيبتي , هالكلام نفسه ينطبق على الرجال , يعني لو سامر دخل نظرة شرعية على أثير وماعجبته وكان الكللللل داري إنه شافها وماعجبته اش بيصير ؟؟ كل اللي بيتقدمون لأثير بعد كذا بيتراجعون لأنهم مهم عارفين سبب تراجع سامر , بيقولن أكيد مهي حلوة ولا فيها عيب ولا ولا وهي مافيها شي بس ممكن إنها ماناسبت سامر ..
فكرت هيام وقالت : إي والله صح , ما فكرت بهالشي ..
زفرت وسام وقالت بغيض وهي تهز راسها بتحسر : كان المفروض تعرفون هالشي , منتم صغار ..
قالت هيام وهي تشوفها تعدل نظارتها اللي تلبسها وقت الشغل على الكمبيوتر عشان الأشعة الصادرة منه على قولتها : تصدقين لمن شفته اليوم جلست أسأل نفسي ليش رفضته أثير عشان شكله , صح هو فيه ..
لفت وسام وهتفت بصدمة تقاطعها : إيـــــــــش ؟؟ رفضته عشان شكله ؟؟..
انتفضت هيام من صرختها الحادة وسألت بتوتر : وسام اش فييييييك ؟؟
زفرت وهي تضرب الفارة بقوة على سطح المكتب وتطقطق بها تقفل الصفحات وهي تقول بغيض : هيام قفلي الموضوع رجاء , صدق صدق سخافة بنات , قال إيه , ترفضه عشان شكله , لاحول ولا قوة إلا بالله , في بنات في البيوت يتمنون أي رجاااال طيب عشان يعيشون في بيت خاص بهم ويجيبون عيال , يحلمون بحياة غير الحياة اللي يعيشونها ونااااااااااااس تتشرط , إن جاءكم من ترضون دينه فزوجوه , يا خسارة بناتنا اللي صار همهم الشكل ..
سحبت نفس ولفت على هيام اللي تطالع فيها بتوتر , سألتها بهدوء : لو تقدم لك بترفضينه ؟؟
هزت هيام راسها بإيوه وهي تقول بسرعة : بس مو عشان شكله , لا والله , أصلا اش أستفيد من واحد حلو أخلاقه شينه , هو صح في ضربه في وجهه غريبة وشكلها ما أدري كيف لكن أنا بأرفضه عشان الإدمان ..
وقالت بسرعة قبل ما تتهمها أختها بالقسوة : أكثر المدمنين يرجعون للإدمان و ...
قطعت حديثها وهتفت بخوف : تخيلي لو رجع للإدماااااااان ..
فكرت وسام إنه فعلا هالموضوع صعب جدا , ماقدرت تلوم هيام خاصة إنها واجهت رجل في حياتها مارس بعض أنواع الإدمان ومو أي رجل , أبوها , و كل بنت من حقها إنها تخاف على مستقبلها مع رجل كان له ماضي مريب زي سامر , ولمن تذكرت إنه أثير رفضته عشان شكله حست بدمها يغلي يداخلها من الغيض خاصة وهي تتذكر وحده من بنات ثاني متوسط تصيح عندها وتشتكي لها من حبها المجنون وتعلقها بالممثل الهندي هرتيك وبوسامته و ابتسامته , زفرت وهمست لنفسها : الحمد لله , ما أتخيل إن الشكل يكون عندي أساس لكل شي ..


************************


بعدها بوقت في جدة :
في فيلا أحمد :

زفرت وقالت وهي تتحرك ورا العنود : عنيدي , الشردة ما تنفع , إلى متى بتشردين ..
طالعت فيهم العنود بحدة وقالت وهي تفك عبايتها : طببببببببببببببعا مو حضراتكم اللي منتم عارفين اش قلتم أثناء نومكم ..
سحبت الهنوف شنطتها وخرجت منها جوالها و ناولته لها وهي تقول بحدة : ردي على ولد الناس وإنت ساكته ..
قالت وهي تسحب الجوال وتطالع فيهم باستنجاد : طيب خليكم معايا ..
هزوا أكتافهم باستسلام , ردت على عدنان وهي تهمس : نعم ..
لمن وصلها سلامه الهادئ البارد ردت عليه وهي ترقص خصرها لهم وتمثل إنه تلطم خدها , مسكوا ضحكهم وأشروا لها تركز معاه , صمت ساد بعد ردها للسلام , ثواني مرت وصارت دقيقة , أشرت لها سفانة بتساءل هزت أكتافها وتحركت في الغرفة وسحبت دفترها وكتبت لهم في آخر صفحة ( صمت , اش أسوي ؟؟ ) , أشرت لها الهنوف تتكلم , أشرت بيدها بغيض بمعني إيش , همست الهنوف بدون صوت : أي شي , كيف حالك ؟؟
سحبت نفس واستجمعت شجاعتها وقالت : آآآآآآ , كيف حالك ؟؟
وغمضت عيونها بقوة , لكن الصمت كان جوابها , فتحت عيونها وسألت بخوف : اش فيك ساكت ؟؟
وصلها صوته البارد وهو يقول : مافيني شي , بس أنا من كثر اتصالاتي عشان تطنشيني يا ست عنود ..
انصعقت من لهجته وكلامه , فقالت بتلعثم : ما طنشت أنا كنت ..
قال يقاطعها : لا طنشتي , لكن المرة الجاية يوم ما يكون فيك حيل تردين اقفلي الجوال وأنا أفهم , أما إنك تخليني أدق و ما تردين ..
أشرت لهم يخرجون وهي تقول بخوف وهي تحس نبضات قلبها تتسارع : مهي حكاية ما فيني حيل , الجوال كان ..
قال يقاطعها : ماكلفتي على نفسك تتصلين تشوفين اش كنت أبغى ؟؟
التفتت لمن حست بيد على كتفها , مدت لها الهنوف الدفتر وراحت , طالعت فيه لقيتها كاتبه ( لا تجادلين , أكيد زعلان , اسكتي وخليه يفرغ بعد ما يهدأ فهميه ) , سكتت وهي تحس الدموع تحارب عيونها وكمل هو بغيض : أنا ما أدري لو إني من هالرجال اللي يتصلون عشر مرات في اليوم وآخر الليل اش كنت بتسوين , يعني أنا ما اتصل إلا من فترة لفترة ويوم أتصل يا نايمه يا الجوال بعييييد !!..
كان ودها تقول المرات اللي فاتت رديت لكنها التزمت الصمت زي ما نصحتها هنوف أكيد هي مجربة وعارفه , وتفاجأت لمن كمل بدون ماينتظر ردها : حتى رسالتي ماكلفتي على نفسك تردين عليها ؟؟ ما فكرتي اش شعوري , زين اللي نمت و ماانتظرت رد ...
وكمل ببرود مفزع : وحتى بعد ما صحيت لا لقيت رسالة ولا مكالمة , ما أقول غير شكرا على الاهتمام ..
وسكت بعدها , كانت تسمع أنفاسه الثائره , مسحت دمعة سالت على خدها وجلست على السرير وهي راصة الجوال على إذنها بصمت , ثواني وصلها صوته الهادي وهو يهمس : ماني سامع رد ..
ابتسمت وقالت : هو إنت سألت عن شي , إنت قاعد تقر ..
ولمن سمعت صمته قالت : ما بأقعد أبرر لأني ما أحب التبرير , لكن إعرف إني ما طنشت , أنا من صحيت اضطريت أخرج من البيت وهذي رجعتي وكنت ناوية أتصل رغم صعوبة الاتصال ..
سألها بحدة : رغم صعوبة الاتصال ؟؟
سحبت نفس وقالت بحدة : أنا ماني فاكرة اش قلت لك وأنا نايمة ..
وتفجرت دموعها اللي حبستها طويل بصمت , مسحتها بخشونة وهي مقهورة من حساسيتها الزايدة وقالت بنفس الحدة : إنت ماتعرف الضغط النفسي اللي تعرضت له وأنا أحاول أعصر مخي أحاول أتذكر اش قلت في الدقيقة ..
صمت ساد قبل ما يقول بصوت غريب : مهي دقيقة , الدقيقة كانت ثاني مكالمة مو الأولى اللي صكيتي الخط فيها على وجهي ..
شهقت وهي تفز من مكانها , وتفاجأت لمن قال بعصبية : دحين مطنشتني ومخليتيني أهوجس وأراجع رسايلي خوف فيها شي زعلك كللله عشان كذا ..
قالت بذهول وهي تحس قلبها يخفق بشكل غريب : هااا ..
قال بحدة : اش هاااا ..
حدته خففت حالة السرحان اللي صابتها فقالت بداخلها بغيض ~ يا دب لا تتريق ~ ورجعت تقول بحنية ~ آآآآآآآخ يا عممممممري هو خايف على زعلي ~ جلست على السرير وهي تهمس بخجل : والله ما قصدي أصك السماعة في وجهك أنا لمن ما أنام فترة وأرجع أنام والجوال عندي ممكن أتكلم بدون , بدون ..
وما عرفت كيف تشرح له , فكملت وهي تمسح بقيا دموعها : وخفت إني زعلتك بكلمة ولا ..
وقطعت تفسيرها وتجمدت يدها عند طرف عينها هي تسأل بخوف : زعلت مني ؟؟
قال بهدوء : لا لأني عرفت إنك نايمة , بس لا عاد تخلين الجوال جنبك وإنتي نايمة , أخاف يتصل عليك واحد ويقعد يسحبك في الكلام , اللي زعلت منه عدم ردك ..
~ كنت برا , معقول لازم أعطيه تفاصيل تحركاتي ~ قاطع أفكارها لمن كمل بعتاب : أنا ما ألزمك تعطيني خبر كل ما خرجت , مالي حق في هالشي وإنت منتي تحت سقف بيتي , لكن لمن أتصل ردي علي وقولي إنك برا بأصك وارجع أتصل بعد فترة أو أستناك تتصلين لا رجعتي , أو على الأقل ارسلي رسالة خبريني فيها إنك ما تقدرين تردين لأنك برا , ما بتكلف عليك شي ..
حست بالخجل من نفسها وكان ودها تعتذر لكن كلمة آسف ما خرجت من بين شفايفها وكانت تحس برغبة في الدفاع عن نفسها وتبرئة نفسها قدامه , دق عليها وهي في المكتبة وماقدرت ترد عليه وهي خايفة إنها تحتاج تبرير وغيره والمكتبة أبدا مو مكان مناسب لفض النقاشات في الجوال , تناست هذا كله لمن تذكرت أمها لمن قالت لها اخضعي له في كل اللي يقوله و تذكري إنه جنتك ونارك و حيصير الرجال اللي تبغين فقالت بصدق متجنبة كلمة آسف قدر الإمكان : المرة الجاية بأتذكر هالشي إن شاء الله وما بيتكرر ..
وزفرت براحة , ماكان صعب عليها إنها تعترف بخطأها و استغربت لمن قال بلطف يفهمها : عنودي أنا زعلت لأني كنت أبغى أسمع صوتك , من الصباح وأنا أتصل , حتى يوم رديتي علي وسمعت صوتك كنت شويه وتضاربيني ليش صحيتك من النوم ..
ضحكت وقالت بعفوية وهي تلعب في خصلة من شعرها : أصير شرانية وقت النوم ..
زفر وقال بضحكة : على كذا الله يعيني ..
لمن انتبهت لكلمتها اللي ممكن لها معاني كثيرة قالت بلا تفكير : لاااااا ماقصدت النوم النوم , قصدت ..
ولمن شافت إنه تفسيرها زاد الطين بلة غمضت عيونها وهي تسمع قهقهته , ضربت جبهتها وهي تقول من بين أسنانها : غبية , متخلفة , كان سكتي , هذي اللي بتكحلها تعميها ..
و تفاجأت لمن قال : بالعكس , ضحكتيني في وقت كنت في أمس الحاجة فيه إني أضحك ..
عضت طرف يدها وهي تصرخ بداخلها ~ كنت أكلم نفسي , آآآآآآآآآآآخ يا رب متى أبطل هالأفكار المسموعة و ~ فتحت عيونها على اتساعها وسألت بسرعة : لييييييييش ؟؟
: ليش إيش ؟؟
انحرجت من اندفاعها فهمست : ليش كنت في أمس الحاجة إنك تضحك ؟؟
بدأ يكلمها عن العمل وعن ثامر بشكل مختصر واستمعت له بصمت وبعد ما انتهى قالت له وهي تتذكر كلام أزهار لجاسم اللي يتذمر من عمله كل ماجاهم : الخيرة فيما اختاره الله , يمكن مالك خير في هالمنصب أو ممكن كان بيجر عليك شي مو زين , ربي ما يضيع تعب أحد , بيجي يوم ويقدرون تعبك وإخلاصك في العمل ..
همس بصوت غريب : هذا اللي كنت محتاج أسمعه من الصباح ..
حست بإحراج فضيع رغم إنه ماقال شي , لكن نبرة صوته كان فيها شي غريب , قالت بدفاشة تبغى تضيع خجلها : يعني لو مو رسالتي ما كان اتصلت سيد عدنان ولا فكرت حتى تتصل ..
انصعقت من جرأتها لكنها ما كانت تقدر تتراجع , سبت خجلها ودفاشتها وهي تغمض عيونها وهي تعض لسانها بقهر , وتفاجأت لمن قال بهدوء : لو بأطاوع نفسي بأتصل كل شوي وبأتكلم على الفاضي والمليان فأحسن شي إني أتصل يوم يكون عندي شي ..
~ يا حمار لو تقول كيف حالك بس مو لازم تقعد تقرقر , بين إنك مهتم بس , أفففففففف ليش ما يحس فيني ؟؟ ~ انقطعت أفكارها لمن سأل بذات الهدوء اللي يثير أعصابها : تبغيني أتصل كل يوم ؟؟ إذا تبغيني ..
قالت تقاطعه بإحراج وحدة : لاااااا ..
وصرخت بداخلها ~ ماااااااااااالت عليك تحسسني كإني أتشحد منك الاتصال ~ قال بشبه ضحكة : طيب لا تاكليني ..
لفت بوزها بغيض وهي ودها تدخل السماعة وتخنقه من القهر اللي تحسه , قال بعد لحظة صمت ينهي المحادثة : تامرين على شي ..
من الضيق والخجل بالقوة سحبت الكلمات من فمها سحب وهي تهمس : مايأمر عليك عدو ..
قال : في أمان الله ..
لفت بوزها وهمست : في حفظ الله ..
وقبل ما تبعد الجوال سمعته يقول : العنود ..
رجعت الجوال لإذنها وقالت بلا تفكير : هلا ..
وصلها همسه وهو يقول : أول مرة تنطقين اسمي ..
حست بقلبها بيخرج من قفصه , حطت يدها على موضع قلبها و قالت بعفاشة من شدة خجلها : طيب ويعني ؟؟..
ضحك وقال : اش فييييك بتضاربين ؟؟ كنت بأقولك إنها أول مرة أسمعك تنطقينه ..
وكمل بهمس رقيق : المرة الجاية أبغى أسمعك تنطقينه بدون كلمة سيد ...
~ أهاااااااا بيوصل عتبه بشكل لطيف , فهمنا يا سيدي , أسمعهم يقولون مزحة برزحة أول مرة أشوف همسه برزحه ~ خرجت نفسها من أفكارها لمن قال : يلا تصبحين على خير , عندي مخطط لازم أخلصه قبل ما أنام ..
همست : وإنت من أهله , الله يعينك ويسهل لك ..
وقفلت الجوال وطالعت فيه فترة قبل ما تزفر وهي تحطه جنبها , فردت يدها اليسار وبدأت تطوي أصابيعها بسبابتها اليمنى وهي تعدد : أول مكالمة في العزا , ثاني مكالمة في رمضان في سيارة جاسم , ثالث مكالمة يوم أوراق عوعو العلة أنا اتصلت ..
وقطبت وهي تقول : أحسبها ولا لا !! أحسبها مادام كلمني فيها ..
وكملت : رسالة العيد ..
رجعت قطبت وقالت : أحسب الرسايل !! لا , أعددها بس ما تنحسب ولا ..
طالعت في يدها اليسار وطالعت في يدها اليمين , فردتها وطوت خنصرها تحسب الرسايل في اليمن , كملت : مقابلة العيد , مكالمته في نفس اليوم من جوال جاسم , رسالته من جواله أول ما رجعه ومكالمه بعدها , ورسالة قبل زواج عمر , واليوم ثلاث رسايل ومكالمة ..
طالعت في يدينها ولمن شافت إنها ضيعت الحساب قالت وهي بتقوم : لا زين , مادام انطوت كل أصابيعي الحمد لله ..
لمن رن جوالها برسالة لفت بسرعة وفتحتها ..
(( ما كل غالي بالرسايل نوفيه ..
بعض الغلا في داخل القلب مرساه ..
دايم لكل إنسان ميزة تحليه ..
وإنتي بعيني شي ما ألحق على أقصاه ..
الله يطول عمر قلبك ويحييه ..
لشخص يشوفك ......... أنت أجمل هداياه ))
خرجت من أفكارها بعد إعادتها للرسالة كذا مرة لمن حست بوجع في وجهها , اكتشفت إنها كانت مبتسمة لأقصى درجة , ضحكت وهي تتخيل لو أحد دخل عليها بيشوفها مجنونة تطالع في الجوال وهي مبتسمة , مدت يدها ورصت أطراف فمها بتضيع الضحكه وهي تهمس : حمار , خبل بي ..
وفكرت لثواني اش ترد عليه , لمن لقيت إنها مستحيل ترسل له من الرسايل اللي عندها لأنها ماتحب ترسل إلا رسالة تعنيها بكل مافيها تذكرت رسالة تناسبها فأرسلتها ورمت الجوال وخرجت للبنات ..


**************************

اسير الصمت
09-10-2012, 11:46 PM
في نفس الوقت في الدمام :

(( هذي الرسالة مافيها كلام ..
بس شوف اسمي عاليها تلقى اسمي يضويها ..
وش تبي أكثر من هذا الشي يحليها !!
قول مغروره قول اللي تبي ..
أنا أدري أي رسالة مني لو فاضية ..
تنسيك الدنيا وبلاويها ..
وهذي حقيقة صعب عليك تخفيها (*.^) .. ))
رفع حواجبه لثواني قبل ما يضحك وهو يقول : الله يعينني عليك يا عنود , الله يعينني عليك ..
وطالع في الجوال ورجع يضحك , دخل عليه أيمن بدون ما يدق الباب , قال : خير , الأخ مبسوط ..
حمحم عدنان وحط الجوال على ساند الأقلام اللي في طاولته وقال وهو يعدل المخططات المفردوة على طاولة الرسم المائلة وقال بتريقة : متى أعلنوا قرار منع الضحك ..
اتكأ أيمن على طرف الباب وقال وهو يحك رقبته وذقنه اللي ما حلقها بشكل عكسي من تحت لفوق : لا بس قلت أشوف يمكن عندك خبر حلو من هنا ومن هنا , تعرف النفس خايسة هالأيام ..
وصلهم ضحك هاني من الصالة وهو يقول : خايسة هالأيام عشان الخويات كثروا ومنت عارف تتصرف معاهم , ياخي قلت لك خليك على خمسة ماسمعت ..
ابتسم عدنان بأسف على حال أصحابه وقال وهو يمسك المسطرة يتأكد من المقاسات : إنت تقرب من ربك شبر يتقرب منك باع , وروح له مشي يجيك هرولة ..
قطب أيمن مو فاهم اللي قاله , لف عليه وقال بعتاب : قصدي صلي فروضك اللي ما أدري متى آخر مرة ركعت فيها لربك و بتلقى الخير ينفتح في وجهك ..
قال باعتراض : أنا أصلي ..
رفع عدنان حواجبه ورجع لأوراقه بصمت قبل ما يقول بهدوء : صدقني لو استمريت في اللي تسويه ببنات الناس لمن تخطب وتتزوج ما بيكفيك حلالك لأنت منت متعود على وحده ..
ورجع رفع راسه وقال : أصلا ما بتشوف حلالك شي , بتقعد طول عمرك ما تتلذذ إلا بالحرام ..
تأفف أيمن وخرج وهو يقول بحدة : أنا اش خلاني أجي عندك ..
هز عدنان أكتافه وقال ببرود : أنا ماقلت لك تعال ولا ضربتك على يدك وقلت لك افتح بابي ..
وزفر لمن انكسر المرسام وشق المخطط من قوة ضغطه , رمى المرسام ورفع يدينه ودفنها في شعره وهو يشده بقهر وهو يهتف : آآآآآآآآآآآخ ..
: واااااااااااااااااااااااو , هذا كله من الغيض ..
لف عدنان على هاني ورجع طالع في المخطط اللي صار واجب عليه إنه يعيده وجع لف عليه مرة ثانية وهمس : حاله زايد يا هاني , حاله زايد , أمس حتى الجمعة ما راح يصليها , مو معقولة نسكت على حاله ..
قال هاني باعتراض : إنك لا تهدي من أحببت , قول الله يهديه ..
زفرعدنان لمن سمع طبقة الباب الخارجي و قال : ما قلت شي , الهداية بيد الله أي نعم , لكن إحنا علينا ذنب لو ما نصحناه , إحنا أصحابه , أنا ما أبغاه يتعلق في رقبتي يوم القيامة ليش ما نصحته , هو بيزعل مني , وبيزعل من كلامي , لكن أنا وراه وراه حتى لو ما عجبه هالشي , من أول أنا أمازحه وآخذه باللين لكن حاله كل مالها تتدهور , أنا بأقاطعه لو في نسبة 1 % إنه يعتدل بجفائي ومقاطعتي له , وإنت لازم تسوي نفس الشي ..
قال باعتراض : يعني أتضارب معاه ..
قال بحزم : جافيه , لا تكلمه , أنا بأتبع هالطريقة لكن لوحدي ما أقدر ..
حك شعره وقال بخجل : طيب أنا زيه كيف أجافيه ..
قال عدنان باعتراض : على الأقل تصلي , هو ما يصلي , الفرق بيننا وبين الكافر الصلاة إذا تركها اش صار الفرق بينه وبين الكافر ؟؟ الصلاة , الصلاة , الصلاة ..
قال هاني يسكته : خلاص فهمت ..
لف عدنان لمخططه وهو يحس بغليان جوة صدره , غضب ممزوج بألم وحسرة , زفر وقال وهو يبعد المخطط ويحط ورق رسم جديد : الله يحفظه , إن شاء الله ما يفوق من معاصيه بغضب من الله , بحادث أو شلل أو غيره ..
قال هاني : أعوذ بالله , اش هالكلام ؟؟..
قال عدنان بحدة : هالكلام شفته بعيوني , أكثر الناس ما يفوقون من معاصيهم إلا على مصيبة , ويكون في علمك نعـــــــمة من الله لو فاق و ما كان هو الميت اللي يفوقون اللي حولينه من بعد موته ..
طالع فيه هاني بصدمة وخرج , غمض عدنان عيونه وهو يستغفر , ماكان عارف اش اللي ثوره , كان مبسوط لأقصى حد بمكالمته مع العنود , فتح عيونه لمن استوعب سبب زعله , العنود خلته يتخيلهم وهم يكلمون بنات الناس بهالحرية ويسمعون لأصواتهم الناعمة وهم يعاتبون أو يضحكون أو يزعلون أو يمازحون , حرام يضحكون عليهم , البنات يتأثرون بالكلمة وممكن تعني لهم الشي الكثير مو زي الرجل هو لاحظ هالشي , كلمة منه ممكن تغير مزاج العنود وتقلبه زي ...... وابتسم وهو يتذكر صوتها وهي تنطق اسمه ..... زي ما كلمة منها ممكن تغير مزاجه وتقلبه ..

يوم الأحد 14 / 10 / 1427 هـ :
الساعة 3 بعد الظهر :
في مبنى الشركة :

: حلوة ..
طالع عبد الكريم في سامر اللي طلب منه يمر عليه في الشركة بعد ماينتهي دوامه وهو يحس بخيبة أمل من كلمته المختصرة فقال يستحثه : حلوة وبعدين !!
هز سامر أكتافه وضحك بحرج وهو يشوف حماس أبوه وقال : وبعدين !! اش تبغاني أقول ؟؟
ابتسم عبد الكريم وطالع في يدينه المعقودة على المكتب , ابتسم سامر وقال بصراحة : ارتحت لها , بعدين مو باين إنها فوق الثلاثين ..
طالع فيه أبوه بفرح فكمل بلطف : على بركة الله , الله يقدم لنا اللي فيه الخير ..
حس عبد الكريم بفرحة غامرة لكنه ذكر نفسه إنه مايغرق فيها لأنه الموضوع الأهم دحين , قال سامر لمن شاف الوجوم على وجه أبوه : أبويه ..
ركز عبد الكريم عيونه على وجه ولده فابتسم له سامر وقال : بتقول الموضوع اللي قلت إنك محتفظ به لنفسك ..
زفر عبد الكريم وقال بثبات وهو يركز بصره على سامر : قبل كل شي لازم تعرف إنه هالموضوع مايعرف به أحد غيري وغير عمتك نجلاء , إنت عارف عمك فهد وكيف كان واش كان يسوي في عمتك , صح عرفنا متأخر لكننا عرفنا ببلاويه ولمن هددناه شرد , وتعرف إنه وسام اللي هي بنت أخوه الشهيد عاشت معاه من ماتت أمه وهي طفلة لأنه أمها تخلت عنها , عمتك ربتها إلين كبرت و تقدم لها كذا واحد من ضمنهم ولد عمك سطام لكنها رفضتهم كلهم , وتعرف حكاية فيصل اللي تحرش بها ..
قطب سامر حواجبه و ما علق وهو يطالع لثواني في يدين أبوه المقبوضة و اللي ابيضت مفاصلها بشكل مرعب قبل ما يرفع بصره لوجهه باهتمام وعقله يحاول يربط وسام بعمها فهد وتربية عمته مع حكاية الخطاب و فيصل ..
: الموضوع المهم إنه اكتشفنا إنه فيصل كان يتحرش بها لأنه يعرف فهد من أيام سهراته وبلاويه ..
وسكت مو عارف كيف يصوغ الموضوع بأبسط شكل ممكن وزفر وكمل : وسام كانت مخبية الموضوع لوقت طويل لأنها كانت خايفة يفضح سر في طفولتها محد يعرفه غيرها وغير عمها فهد , السر هذا إنه , إنها , ..
واختنق صوته رغم عنه وهو يستجع قوته وهو يكمل : إنه عمها اغتصبها وهي صغيرة بنت سبع أو ثمانية سنين ..
اتسعت عيونه لدرجة حس بالوجع فيها وبلا شعور قام من مقعده وهو يلف وجهه عن أبوه وهو يمسحه بيدينه وهو أنفاسه لها صوت مسموع , أول ما دار بخلده وجال بفكره ابتسامتها , اندفعت بقوة بين زوايا عقله اللي يصرخ ~ عمها اغتصبها , اغتصبها , اغتصبها , اغتصبها ~ قام عبد الكريم ووقف جنبه وهو يحط يده على كتفه , بعد سامر يدينه وقال : أبويه أحتاج وقت عشان ..
قاطعه عبد الكريم : أبغى أقولك على التفاصـ ..
همس سامر بصوت غريب يقاطعه : مهي مهمة , الشي المهم وعرفته ..
: بس ..
تحرك سامر وقال : عن إذنك ..
وخرج من المكتب بسرعة , طالع عبد الكريم في باب مكتبه اللي انقفل بعد خروج سامر ورجع جلس على كرسيه وهو يطالع في النافذة المفتوحة ستائرها قدامه , غمض عيونه ورجع راسه وريحه على ظهر مقعده الجلدي وهو يرجع الكرسي لورى ويقدمه بحركة رتيبة ...
صوت الرياح المحملة بالغبار اختلط بصوت يهتف : أبو خالـــد , الكميييييييييين , اللاسلكي مو راضي يفجر الكمين ..
وصوت متحسر مختلط بصوت حديد الدبابات الثقيلة القادم من البعيد يقول : لا إله إلا الله , لنا يومين نعده , الدبابات الروسية وصلت ..
: حاول مرة ثانية , حاول و ..
: عمي أبو خالد ..
فتح عبد الكريم عيونه وهو يحس إنه جسمه ثقيل ثقل عجيب , التفت بعيونه لسكرتيره وحاول يحرك فمه لكنه ما قدر ..
: عمي عبد الكريم اش فيك ؟؟
خرج من هالحالة الغريبة وحرك راسه بصعوبة وهو يهمس بصوت ثقيل : مافيني إلا الخير إن شاء الله ..
فرك عيونه بتعب وابتسم لوجه الشاب الشاحب المترقب وقال : علاء ..
ابتسم علاء وقال وهو يحط بعض الرسائل على المكتب : البريد وصل يا عم ..
شكره عبد الكريم فخرج وهو يقول بتحبب : ثواني و أجيب لك كاسة عصير بارد ..
ضحك وقال يقاطعه : لا تجيب ولا شي , لو شربت شي ووصلت البيت شبعان بتقتلني أم خالد ..
ضحك علاء وقال : على أمرك ..
وخرج , زفر عبد الكريم وطالع في المظاريف وبدأ يفتحها بعد ما صنفها حسب أهميتها ..


**********************


قبل المغرب في جدة :
في فيلا حمده :

: يا عـــــــرب ..
ابتسمت سفانة أول ماوصلها صوته العالي وقالت وهي تقوم بسرعة : ورااااااااك ..
ودقت الخنساء المنبطحة وقدامها مجلة : تحركي , عبدالإله بيدخل ..
هزت أكتافها وقالت وهي تقلب المجلة بلا اهتمام : مافيني , ليش جاي ؟؟ اليوم مو أربعاء عشان يجي ..
رفستها بخفة وهي تهمس : تحركي يا وقحة , لا يسمعك ..
زفرت الخنساء وقامت وهي تضرب يدها على سطح المجلة قبل ما تسحبها بطفش , قالت حمده : يا معبرة إي والله يالمعبرة , بيتك هو عشان تحكمين مين يجي ومتى ..
زفرت الخنساء وهي تلف بوزها , قالت حمده بعصبية : تحركي , يعلكن ما تكثرن من بنيات ..
لفت سفانة وقالت باستنكار : جــده لا تجمعين في الدعوة , أنا اش سوييييييييت ؟؟
هشت حمده بيدها وهي تقول بنفس العصبية : : أقول انقلعي وصكي حلقك ..
تغير وجه سفانة فقالت بهمس : يالفشلة , طيحتي وجهي يا جدة ..
وقامت تدور حولها , قالت حمده بغيض : اش تدورين دحين والرجال واقف برا ..
قالت سفانة بتريقة : خنوس ماشفتي خشم طايح هنا ولا هنا ..
ضحكت حمده و قالت الخنساء وهي تشاركها الضحك : تستاااااااهلييييييييين , ما تعرفين جدة أم الكسحات ..
وتحركت للباب وتوقفت فجأة وقالت وهي تدنق : أهو لقيته ..
ولفت على سفانة ومثلت إنها ترمي شي وهي تقول : التقطي خشمك ..
طالعت حمده في السما تتمتم بدعاوي خفيه لمن مثلت سفانة إنها التقطت خشمها وبدأت تركبه في وجهها وهي تلحق بأختها , قالت الخنساء وهي توقف عند الباب : طريــ..
وشهقت لمن شافت ثوب قدامها , ضحك حسان وقال : خرعتك ..
ضربته وهي تقول باستنكار : وقفت قلبي ..
قال وهو يسحبها من كتفها ويدفها بخشونه : تحركي الرجال من متى يستنى ..
ولف ومد يده بيدف سفانة لكنها قالت وهي ترميه بنظرة محذرة : أمشي باحترامي ..
وتحركت من جنبه وهو يطالع فيها وهو يصطنع الخوف , ومن أعطته ظهرها دفها بخشونه وقال بسرعة عشان ماترد الضربة : عبود أدخل ..
أشرت على دقنها متوعدته من ورى الباب , حرك حواجبه غياض ودخل غرفة جدته , سلم عبد الإله على جدته , دقايق ووصلهم صوت إنشاد علي بالسلام , ابتسم حسان وقال : أبوي يعلن وجوده ..
تلفتت حمده يمينها ويسارها وهي تقول بعصبية : وين مسفعي ؟؟
قال حسان وهو يتأمل شعرها المحنى : جده حلو شعرك لا تـ ..
قاطعته بعصبية : دور مسفعي وإنت ساكت ..
قام عبد الإله وقال وهو يسحب طرفه من تحت جدته : مو هذا هو ..
لفت على جنبها وسحبته ولفته بسرعة وغطت سروالها , قال حسان بمزح : لااااا حلاته خط البلدة معطيك منظر ملوكي ..
مسكت كرتون المنديل ورمته عليه , تلقاه وهو يضحك ..
: السلاااااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته , أشوف ولدي معذبك يا عمتي ..
ابتسمت حمده اللي تلثمت وقالت : من يومه معذبني ..
سلم عليها ولف سلم على عبدالإله وهو يرحب به , قال عبد الإله : عمي عاقبه وغير موعد زواجه ..
فتح حسان عيونه على اتساعها وهو يقول : آآآآآآآآآ يالنــــــذل ..
ضحك علي وقال : لا مايهون علي ولدي ..
قال حسان بعدم اهتمام وهو يرجع ظهره لورا مستند على ظهر الكنبه : أصلا ماعاد يهمني , لأنكم لو أجلتوه , حالف أيمان الله لا أطبح على بيت خالي في ليل أظلم وأسرق حرمتي و أشرد ..
انفجروا بالضحك وقالت حمده وهي تحط يدها على راسها باستنكار وهي مصدقة كلامه : الله لا يفضحنا , لا تطبح ولا شي , أنا أجوزكم لو أجلوه , أهم شي اركد ولا تفضحنا بين العربان , آآآ يااااا فضيحة الندم اش بيقولون علينا وقتها ..
ضحك حسان وقال وهو مستمتع بتصديقها له : إيوه جدتي , خليك وراهم وراهم عشان ما أفضحكم بين العربان ..
لف علي وقال وهو يحط يده على فخذ عبد الإله : وإنت متى نفرح بك ؟؟
توتر عبد الإله وما عرف اش يقول , قالت حمده بفرح : كان بيخطب وبطل ..
قال حسان اللي عارف إنه جدته بتموت فرحة ليش انتهى موضوع جيهان اللي ما تدري إنه كان من تحت راس الحريم وبدون شور عبد الإله : جده ما كان بيخطب , إشاااااااعة , إشاااعة ..
قال علي وهو يتأمله : ها ماجاوبت سؤالي ..
ابتسم عبد الإله وقال بإحراج : الله يسهل , قاعد أدور على وظيفة أحسن من اللي أنا فيها وإن شاء الله ربي يسهل ..
قال حسان بحماس : ترا خالي أحمد لمن جانا أمس بعد المغرب قال إنه كلم عمي عبدالكريم ووعده خير إن شاء الله ..
ابتسم عبد الإله وقال بفرح : والله ..
استغرب حسان من عدم معرفته فقال : ماخبرك خالي صالح , أمس كان هنا وتكلموا في الموضوع ..
هز راسه بلا وهو يقول بحيرة : يمكن خاف أتحمس وما يكون في وظيفة ..
وبعد تجاذب أطراف الحديث قال علي متذكر : حسان نسيت المقاضي في السيارة , روح دخلها ..
وسحب مفتاح السيارة ورماه لحسان اللي طالع فيه بنظرة مطولة , ابتسم علي وقال : روح توكل ..
زفر وقام , قال عبد الإله وهو يقوم : أساعدك ..
حط علي يده على كتفه ورجعه وهو يقول بهدوء : ارتاح مهي كثيرة ..
خرج حسان وسحب نفس طويل وتحرك لداخل الفيلا , لقيها منسدحة على الكنبة الطويلة وفي يدها الريموت تقلب في قنوات المجد , قال : سفانة قومي ساعديني في المقاضي , أنا أخرجها من السيارة وإنت دخليها البيت ..
لفت عليه بدون ما تقوم من سدحتها وهزت راسها بلا وهي تقول : مافيني حيل , بعدين هذا شغلكم إنتم الرجال ..
قال بنفاد صبر : قومي ..
تأففت وهي تقوم , أول ما شاف ثوبها القطني قال : اش هالشكل روحي غيري شكلك , إلبسي تنورة وبلوزة ..
طالعت فيه وقالت بتريقة : ألبس لمين ؟؟ لا تقول أتكشخ للمقاضي , نقص علي ألبس تنورة وبلوزة للطماطم والدقيق ..
وزفرت وهي تتحرك , حك شعره بغيض وهو يطالع فيها من ورى , تحرك وقال : استني ..
لفت عليه فمسد شعرها يرتب الباروكة وقرص خدودها , دفته وهي تقول باستنكار : هيييييييي , اش عندك ؟؟
قال باعتراض : شكلك يخرع ..
طالعت فيه باستنكار وهي تقول : اش لك دخل ؟؟ يوووووووووو ...
وطالعت في المرايا وهي ترجع تعدل الخصلات اللي بعثرها وهي تقول باستغراب : أول مرة تعلق على الشكل ..
وطالعت في نفسها ولفت ورمته بنظرة حاده وهي تقول : ماني خرعه لهالدرجة يا دب ..
زفر ومشي قبلها , وقفت عند باب الحوش و مسكته تطالع عليه من وراه وهي تقول بتريقة : تحرك بسرعة لا أحترق ترا بشرتي حساااااااااسة , وشموس جدة ما عندها 1 , 2 حرق على طول ..
خرج حسان جواله ودق دقه ورجعه لجيبه قبل ما يفتح شنطة السيارة ويخرج منها الأكياس , خرج علي جواله وطالع فيه وقال وهو يقوم : عن إذنك يا عمتي , دقيقة وجاي ..
هزت حمده راسها , لف علي لعبد الإله وقال : عبد الإله روح ساعد حسان أشوفه تأخر ..
قام عبد الإله وهو يقول : إن شاء الله ..
ولمن خرج من غرفة جدته ابتسم له علي وقال وهو يمشي معاه : ترا أبوك جاني ومعاه عمك وخبروني إنك تبغى تخطب سفانة لكن الفلوس هي اللي مانعتك ..
ارتبك عبد الإله وطالع فيه بصدمة , ابتسم علي بلطف وقال : ترا إحنا نشتري الرجال ما نشتري الفلوس يا عبد الإله , وأنا قلت لأبوك هالكلام أمس زي ما قلته لك دحين ..
سكت عبد الإله وما عرف اش يقول , طالع فيه علي وقال بثبات : أكيد إنت تعرف إنه سفانة صابتها عين وطاح شعرها ..
وسكت وكمل بصوت مهزوز : إن كان ماتعرف إحنا عرضناها على أطباء وشيوخ لكن مافي شي نفع معاها , بالمختصر يمكن تمر سنين وسنين بدون ما يطلع شعرها لكن الأمل بالله ماينقطع ..
وزفر قال عبد الإله : أنا عارف هذا كله يا عمي ..
قال علي : خليني أكمل , لأنه من حقك تعرف , هي مو بس شعر راسها اللي طاح , كمان ما عندها حواجب لكنها ترسمها بكحل أو شي زي كذا , تلبس باروكة أفتى لها الشيخ بجواز لبسها وما تنزعها إلا وقت النوم وفي هالوقت تلبس إيشارب و ..
ولمن حس بغصة في صوته مد عبد الإله يده وشدها على يد علي وهو يقول : أنا عارف هذا كله وشاريها ..
سحب علي نفس وقال : إذا كذا أبغاك تشوفها عشان تتأكد من رأيك قبل ما يكون كل شي رسمي و ..
قال عبد الإله بسرعة : ما يحتاج , أنا ..
ابتسم علي وقاطعه : أنا عارف إنك أكيد شفتها في مرة من المرات لكن هالنظرة غير ..
دنق عبد الإله راسه بإحراج , قال علي وهو يسحبه : بنطبق السنة وبتتربص لها بدون ماتدري ..
وكمل لمن شافه على وشك الإعتراض : إحترام لمشاعرها في حالة تراجعت ..
وطالع فيه بثبات وهو يقول : ما أبغى بنتي تتعرض لصدمة ثانية , هي دحين في الحوش مع حسان , أبغاك تشوفها وتتأكد من رغبتك في خطبتها و إذا كنت متردد من دحين تكلم ..
هز عبد الإله راسه وقال : ماني متردد بسس ..
وانحرج وهو يقول : بسس ..
ضحك علي وقال : لا تنحرج ولا شي , تحرك قبل ما تدخل تراها مطيورة ..
زفرت بطفش وقالت : حساااااااااان , هذا إيييييييييييييييييه تخترع مقاضي حضرتك ..
دخل حسان وهو شايل الأكياس وقال بحدة : اششششش رخي صوتك , تكلمي بهدوء و ..
شهق لمن شافها رافعه ثوبها وعاقدته على وسطها وسيقانها باينه , حط الأكياس على الأرض بسرعة وقال وهو يسحب ثوبها : بتضاربيييييييين , في حراج الصواريخ إحنا ..
وشهق وقال وهو يأشر على رجولها : حفياااااااانه ..
وضرب جبينه وهو يقول من بين أسنانه : الله يفشلك , الله يفشلك ..
حطت يدينها على خصرها وقالت وهي تهز رجلها بعصبية : شوف سيد حسااااااااان , يا تقولي دحين اش فيك علي يا أتوطا بطنك ..
نزل يدينها عن خصرها وحط يدينه على أكتافها عشان توقف هز وقال : ما عندي شي , شيلي المقاضي وبس ..
زفرت وتأففت وهي ترفع ثوبها وتعقده وهي تقول بصوت ممطوط : رجـــال مايجون إلا بالعين الحمرااااا ..
طالع فيها حسان وهو ماسك ضحكه , كشرت له وهي تسحب الأكياس وتتحرك لباب المطبخ , لمن اختفت عن بصره زفر وهمس : الله يفشل إبليسك , كافي ثوبك العرة اللي رايحه ألوانه كإنه متوارث من سنين جدي ..
خرج وجاب باقي الأكياس وكرتون الطماطم والخيار , حطها على الأرض و لمن سمع صوت صندل رجالي رفع راسه وهو يقول : بنتك فشيلة و ثوبها الخرع يـ ..
سكت لمن شاف رجل صغيرة بيضاء داخل صندل أبوه البداوي الكبير , ولمن ارتفع بصره أكثر شاف سيقانها وانتهى بوجه سفانة المعصب واللي لبست صندل أبوه , ابتسم بخوف وقال بدحلسة لمن شاف نظراتها الحادة ويدينها اللي ارتفعت لخصرها : سفسف , هلا والله ..
قالت بعصبية وهي تحرك يدها : هلا فيك سيد حسونه , أشوفك تكبرت علينا , من حددوا جوازك صرنا وععععععع ما نعجب , اش فيه ثوبي ؟؟ عشنا وشفـ ...
وانقطع صوتها لمن صك حسان فمها بيده وجرها لداخل المطبخ وهو يقول : خلاص فهمت اش بتقولين , خلااااااص ..
ولمن شاف نظرات الاستنكار منها سابها وقال وهو يحك رقبته بتوتر : ولد الجيران كان مار خفت يسمع صوتك النشاز و ...
شرد لمن صرخت : حسااااااااااااااااااااااااااااااااان ..
خرج بسرعة وهو يسمع خطواتها السريعة و قفل باب المطبخ الخارجي ومسكه عشان ماتفتحه ولمن سمع دقها على الباب مختلط بتوعداتها رفع راسه للسما وهو يقول : الله يسامحك يا أبويه , قلت لك هالطريقة ما تنفع مع بنتك أم الفشايل , وين أودي وجهي من عبد الإله , عز الله شرد الرجال , حتى لو كان في صورة راسمها تحطمت مع خبال هالبنت , الله يسامحك يا أبويه ..
ولمن هدأ الدق زفر براحة و تحرك للأكياس وقبل ما يشيلها شافها جاية من الباب اللي ورا , شهق وشرد لداخل البيت وهو يسمعها تصرخ متوعدة : وراك وراك يالدبــــــــ ..
دخل لغرفة جدته وحمد ربه لمن شاف عبد الإله جالس بصمت جنب أبوه , جلس بهدوء وهو يقول بداخله ~ أشششششششششوه اللي ما شافها تو , المجرمة , خبلة يا ناس , خبلة ~ طالع في أبوه شافه يتكلم بهدوء مع جدته ولا كإنه كان في شي مخطط له , واختلس نظرة لعبد الإله الصامت , حس عبد الإله بنظرات مصوبة عليه فرفع بصره لحسان , لف حسان وجهه وهو يبتسم لشي قالته جدته وهو مو عارف اش هو لكنه شاف أبوه مبتسم , ورجع طالع في عبد الإله , شافه حاط يده قدام فمه كإنه يحك أنفه وهو يعدل شماغه باليد الثانية , وانتبه إنه يقاوم ابتسامة كانت تهاجمه بقوة , قام علي وقال : يلا يا عيال , عشر دقايق ويؤذن المغرب ..
ولمن خرج رفع عبد الإله بصره وإلتقى بنظرات حسان المهتمة المتسائلة ابتسم لثواني قبل ما تنطلق منه ضحكة مخنوقه حاول يكتمها قدام جدته , انفجر حسان بالضحك و تبعه عبد الإله , طالعت فيهم حمده باستنكار وقالت : ياااااااا الله تسكنهم في مساكنهم ..
وبعدت لثمتها وتفلت داخل ثوبها ورجعت قالت وهم غارقين في الضحك : بسم الله على عيالي , اش فيكم ؟؟ كن أحد ضاغط زر ..
صوت جرس الباب تعالى وخلاهم يخففون ضحكهم , تبع الجرس أصوات مختلطة قبل ما يوصلها صوتين يقول في وقت واحد : إحنا جيناااااااااااا ..
حطت حمده يدينها على راسها وهي تقول : يا حظي , هذولي اش جااااااااابهم , انتم متفقين تجون ولا إيش ..
هز عبد الإله أكتافه بحركة مبهمة , و لمن دخل محمد و أحمد عيال جلال قالت بحدة : اليوم مو اثنين ولا ربوع اش جايبكم ؟؟
سلموا عليها وهم يضحكون , كانت متعودة على جيتهم يوم الإثنين لأنها تكون صايمة فيه فيجون عشان ياكلون من فطورها , شربة , سمبوسة , مقلية اللي ماياكلونها إلا في رمضان , والأربعاء عشان إجتماعهم المعتاد , جلسوا شوية وتحركوا بعد ما أذن المغرب , قال عبد الإله عند الباب مستغل وجود عيال جلال : يلا نشوفكم إن شاء الله ..
وابتسم لحسان اللي طالع فيه بحدة ليش بيروح وهو ما قاله شي , أشر على راسه وتحرك , ما كمل دقيقة من حرك السيارة رن جواله رنة رسايل , وقف سيارته عند المسجد اللي جنب بيتهم وخرج الجوال وهو يخرج من السيارة ضحك لمن قرأ رسالة حسان ..
(( لا تحسب نفسك نفذت بجلدك , اليوم عازم نفسي على عشا في أي مكان تحدده ميزانيتك )) , صكها وحول جواله لصامت ودخل المسجد ..


************************


بعد صلاة العشاء بوقت في الرياض :
فيلا عبد الكريم :

: سامر ما جا ؟؟
زفرت حنان وقالت : عبدالكريم ايش عندك ؟؟
هز عبد الكريم راسه وقال : هاااا لا , ولا شي , بس ماشفته عشان كذا أسأل ..
لفت وجهها وقالت : حتى يوم نجلس لوحدنا من دون العيال تشغلنا سيرة العيال ..
ضحك على غيرتها وقال : خلاص راحت عليها هالأشياء , كبرنا ياأم خالد ..
طالعت فيه باستنكار وقالت : تكلم عن نفسك أنا لساعني صغيرة ..
حس بجزء من همه ينزاح وهو يقهقه من قلبه , قالت حنان : والله , من يومي وأنا أسمع إن الرجال يجرون ورى الحريم لا كبروا والحريم يقولون خلاص كبرنا , ما أخبر إن الرجال هو اللي يقول راحت علينا ..
قام وسحب جواله اللي يرن وقال : هذا أبو عبد الرحمن ..
قطبت وقالت وهي تأشر له : ما أعرف منه هو بس رد , أشرد , أشرد ..
ضحك وقال : صالح أخو أبو جاسم ..
ورد عليه , وبعد محادثة طويلة قال : قلت لك مافيها تعب ولا شي , أصلا أنا من خبرني أبو جاسم قلت له يجيني عبد الإله هنا ومعاه شهاداته وشهادات الخبرة ومايصير إلا كل خير , ولو ما تبغاه يجي إرسل ملفه و ...
ضحك وقال : ولو يا أبوعبدالرحمن , عزيز وغالي , هذا ولدنا زي ماهو ولدكم ..
وابتسم وقال بعد فترة صمت : الله يسلمك يارب , الناس لبعضها يا صالح , الناس لبعضها ..
وكمل بتحذير : بس هااااااااا تراني مدير صارم ما أحب الحال المايل و ....
ضحك وقال : ما يحتاج عصا الله يهديك , مدرسة ابتدائي إحنا ...
ورجع قال بلطف : خلاص يجيني عبد الإله متى مالقي حجز وأشوف القسم اللي يناسبه إن شاء الله , يا هلا , حياك , حياك يالغالي , في حفظ الرحمن ..
قفل الجوال والتفت لزوجته اللي قالت بتقطيبة : وظيفة ثانية ؟؟ إنت إلى متى بتوظف ؟؟ إنت بنفسك تقول عندك زيادة في عدد الموظفين ..
زفر عبد الكريم وقال : كيف يا حنان ؟؟ كان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ..
وابتسم وقال : أبشرك لقيت حل لزيادة الموظفين , بأفتح فرع للشركة في تبوك وأنقلها بعض الموظفين المستعدين للنقل ..
طالعت فيه بابتسامة وقالت : الله يسهل لك دربك يا أبو خالد وين مارحت على اللي تسويه للناس , كنك ناقص شركات ؟؟ تذكر بس إنك لمن فتحت فرع الدمام صابك عجز في الميزانية ..
ضحك وقال : يلا هي الفلوس تروح وتجي , صابني عجز مؤقت وبعدها فتح لي ربي أبواب الرزق وأنا في أشد حالات الضيق ..
حست بخوف لمن تذكرت الشهور اللي مرت عليهم قبل ثلاث سنين وما كان يقدرون يجيبون فيها بريال عيش لأنه يادوب تكفي فلوس عبدالكريم لرواتب الموظفين في شركاته , 6 شهور تناوبوا فيها عدنان والتوأم عشان يدفعون الفواتير ويجيبون المقاضي للبيت بعد نقاش حاد مع عبدالكريم اللي كان يرفض مساعدتهم لأنه عارف إنه هو السبب في اللي يصير , كانوا محامين الشركة ينصحونه بإقفال فرع من فروعه لكنه رفض لأنه الموظفين يفوقون الـ 100 موظف في ذاك الفرع , وكان يقول دايم : أموت أنا وأهلي جوع ولا أجوع 100 أسرة ..
ولمن أجبروه المحامين على إقفال الفرع عشان المصلحة العامة للشركة وبقية الفروع ظهر من العدم رجل أعمال كان مدين له من سنين بعدة ملايين وجا يسددها , وانقشعت عنه الغمامة وازدهرت أعماله أكثر بعدها , ابتسمت لمن تذكرت ضحك أولاده عليه ليه أعطاهم شيكات بكل المبالغ اللي دفعوها كإنهم موظفين عنده وكيف اضطر عبد الكريم يكتبها مرة ثانية لمن قطعوا الشيكات..
خرجت من ذكرياتها لمن ضحك عبد الكريم وقال : تصدقين تذكرت على سالفة العجز , عدنان هو الوحيد اللي ما سحب مبلغ الشيك , سامر أول من سحبها بعد كم شهر و ..
سكت و اكتأب وجهه زفرت حنان وهي تتذكر إنه كان وقتها مدمن وسألت تخرجه من أفكاره : وماهر ؟؟
ابتسم وقال : بعد توأمه بشهور , بالضبط بعد ملكته , شكله صرف كل رواتبه في مكالمات الجوال والهدايا ..
قالت بضحكة : أجل أصبر شوي على عدنان , صدقني بيسحب الشيك ..
ضحك وقال : زين اللي مخلي الشيكات مفتوحه ..
وسرح وكمل : والله ما أظن عدنان يسحبها ..
وزفر وقال : الله يوفقه دنيا وآخره ..
أمنت حنان وهي تقول : وينقله هنا ويريح قلبي ..
صدح صوتها النحيل في الصالة وهي تهتف daaaaaaaady وmaaaaaaaaaamy لوحدهم ..
ابتسم عبد الكريم وقال بتريقة : إنت حية ؟؟ الحمد لله ..
لفت بوزها وقالت بضيق : not funy , أنا طفشانة ..
وجلست جنب أبوها وقالت : باباتي إيش رايك نسافر إجازة الحج لماليزيا ..
طالع عبد الكريم في ساعته وقال : أهاااااااا , جا وقت روقانك ..
ومثل إنه يتحرك بيقوم وهو يقول : وأنا جا وقت نومي ..
مسكته وقالت بإعتراض : daaaaaaaaaaaaaad ...
زفر وقال : يالييييييييييييييل مااطولك ..
ولمن شاف حنان تقلب المجلة ابتسم وقال : إقنعي أمك هي اللي تكره السفر بالطيارة ..
طالعت فيه حنان باستنكار وتحركت سلافة على طول وجلست جنبها وهي تزن على راسها , ضحك عبد الكريم وأشر على راسه وراح لغرفة النوم , زفرت حنان وقالت بصوت عالي ممتليء بالغيض : وأنا أقول التوأم من فين جايبين النذااااااااااالة ..
وزاد غيضها لمن سمعت ضحكته من الغرفة ..


****************************


يوم الثلاثاء 16 / 10 / 1427 هـ :
بعد صلاة الفجر :
في فيلا صالح :

: ياااااااااااااا حياااااااااا الله المعرس ..
ابتسم عبد الإله وقال وهو يزرر ثوبه : أقول , ذبحتيني , كل ماشفتيني قلتي عريس , أجل لو صار كل شي رسمي اش بتسوين ؟؟..
ضحكت ريم وقالت وهي تهز خصرها : بأتحزم وأرقص ..
وسكتت لمن انفتح باب غرفة النوم وطلعت منه عهود , قال عبد الإله وهو يطالع فيها وهي رايحة للمطبخ : ياااااااا الله سكنهم في مساكنهم , ترى السلام لله ..
رفعت يدها وكملت طريقها , كان عارف إنها لسه زعلانه من استجوابه لها رغم إنها تملصت منه , من ذاك اليوم ناغزه قلبه وحاس إنه ورى هالبنت شي , بعد هالأفكار عنه وهو يأكد لنفسه إنه أخواته بعيدين عن أي شكوك ~ ويعني كذبت على أمك عشان تزوجك , أكيد من كثر حبها لجيهان , آآآآآآآآآآخ مو هو تعلقها بجيهان هو اللي موترني , أكيد بينهم شي ولا ... عبد الإلـــه ~ تحرك وقال : نسختي المعلومات اللي طلبتها منك من الـCD للـUSB ..
شهقت ريم وقالت : أوو أوووووووو ..
طالع فيها باستنكار وقال : ريــــــــــــم ..
قالت وهي تهز راسها وتناول الـ CD والـUSB : سوري حبيبي , والله شكل منافذ الـ USB في جهازي خربانه أو مهي متقبلته وقلت من يوم تصحى بأخبرك ونسيت ..
زفر وقال وهو يتناولها منها ويتحرك : اش هالحظ ؟؟ جهازي في الشركة محرك أقراصه خربان ..
ولمن مر من الغرفة شاف محمول عهود فقال : لقيت الحل ..
لمن دخل الغرفة شهقت ريم وحست بموية باردة تنسكب على جسمها , خافت يشوف شي في جهاز عهود اللي ما تسمح لظلها إنه يمسك جهازها المدعمته بكلمة سر مايعرفها أحد بعكس جهازها اللي سبيل للعائلة , تحركت بسرعة وقالت بخوف حاولت تخفيه : أكيد مقفل , أنادي عهود عشان ..
قاطعها وهو يفك باب الأقراص ويدخل القرص : لا مفتوح ..
وأخرج الـ USB المثبت بأمان ودخل الـ USB حقه , وفتحه بسرعه وبدأ ينسخ المعلومات وهو يطالع في ساعته , لمن ظهرت مدة النسخ اللي تدل على 3 دقائق حست براحة , قال بعجلة : ريم جيبيلي كاسة لبن الله يسعدك ولا أقولك هاتي لبانة إذا عندك عشان أغير ريحة فمي ..
تحركت خارجة لغرفتها وطالعت للمطبخ وهي تطقطق أصابيعها ..
طلع صوت التنبيه يخبره عن إنتهاء مدة النسخ , خرج الـUSB وحطه على الطاولة وفتح درج الأقراص وهو يقوم من الكرسي , تصنم لمن شاف إن جهازه يشبه جهاز عهود , ضرب جبهته لمن تذكر إنه اشتراها مع بعض , سحب الاثنين والغطا الوحيد وتحرك خارج , اصطدم بعهود اللي ثبتت صينية أكلها وهي تهتف : بسم الله , اش كنت تسويييييييييييي ؟؟
ابتسم وقال : كنت أنسخ من ...أووووووو سالفة طويلة وأنا مستعجل ..
وتحرك خارج وهو يقول : ريــــــــم خلاص أنا رايح ..
حطت صينيتها على الطاولة ولمن شافت الـUSB مختفي شهقت برعب وهتفت : عبدالإلــــــــــــه ..
وجريت خارجة من الغرفة في اللحظة اللي وصلها صوت إنغلاق الباب الخارجي , حطت يدها موضع قلبها وهي تتنفس برعب وتصرخ بداخلها ~ لااااااااااااااااااااااااااا , بأروح فيها لو شاف اللي في الجهاااااااااااااز , لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ~ وحست بأطرافها تبرد وبشعر جسمها كله يوقف من شدة الهلع , تسارعت ضربات قلبها وتعرق جبينها رغم البرودة اللي تحسها , غمضت عيونها وهي تحاول تهدي نفسها ..
: عهووود ؟؟
لفت بعصبية على ريم وصرخت : ليه ماقلتيلي إنه حضرت أخوك الأفندي قاعد يفتش في جهازي ..
انصدمت ريم من هجومها وقالت بحدة : اللي على راسه بطـــحه يحسس عليها ست عهود , عبد الإله نسخ من قرصه للـUSB وخرج , لا فتش ولا شي ..
صرخت عهود : أخذ الـUSB حقي كمااااااان يا حماره ..
هتفت ريم : لا تسبييييييييييييييييييين , أنا اش لي ؟؟
وتحركت رايحة لغرفة التلفزيون اللي صارت تنام فيها معظم أياما هروبا من تشاركها الغرفة لعهود , قالت عهود بعصبية : الله يلعنك ويلعنه ويلعنكم كللللللكم ..
وتحركت بعصبية لغرفتها , لفت عليها ريم باستنكار وهي تهتف : اللعن حراااااام يا وقحة ..
: ريــــــــــــم , عهووووووووووووووووود ..
صوت عبد الإله اللي اخترق المكان جمد الدم في عروق عهود , طلع وقال وهو يلهث : وحدة فيكم محفظتي بسرعة ..
جريت ريم لغرفته , لهث وهو يقول : أشوه اللي وقفت عند المحطة عشان أعبي بنزين ..
~ يا غبية , من وين بيلقى جهاز ويفتح جهازك بهالسرعة , تمالكي نفسك , تمالكي نفسك ~ سألت عهود وهي تتنفس براحة : أخذت جهازي يا دب ..
سحب الجهازين من جيبه وقال : ما عرفت أي منهم حقي فسحبتهم الاثنين ..
حست بقلبها بيتوقف من السعادة , سحبت جهازها وقالت : أحتاجه ..
قال باعتراض وهو يتناول محفظته من ريم : يمكن يطلع حقي ..
قالت وهي تتمسك فيه وتهز راسها بلا : أنا أعرف جهازي ..
وأشرت على على كشط أسود خفيف على سطحه الفضي وقالت : فيه علامه ..
طالع عبد الإله في جهازه وابتسم وقال : زين ماعندي ...
وودعهم وراح , قبضت عليه عهود وهي تضمه أكثر لصدرها وابتسامة عريضة تزين وجهها , تحركت لغرفتها بعد ما أطلقت زفرة راحة عميقة , عقدت ريم ذراعينها وقالت : ارتحتي ست عهود , الله العااااااااااالم اش عندك فيه ..
لفت عليها عهود وسوت حركة وسخة بيدها ودخلت الغرفة وقفلت الباب بالمفتاح , سكت ريم فمها اللي انفتح من الذهول وقالت بشفقة : الله يهديك ..
وتحركت لغرفة التلفزيون ..
دخلت عهود الـ USB وفتحته وزفرت براحة لمن شافت ملفاتها ونقلت بصرها على أسماء الملفات الموجودة ..
(( محادثات + صور جي جي )) , (( محادثات عامة )) , (( صور متنوعة )) ..
وراحت وكتبت خاصية فتح المخفي وظهرت لها ثلاث مجلدات جديدة ..
(( فوفو محادثات + رسائل + صور )) , (( صوري )) , (( مو مهم )) ..
فتحت صورها وزفرت لمن شافت صورها المتعددة , لو درى إنها بتحط صورها على الجهاز بيذبحها على غير قبلة فكيف لو شاف صورها هذه وباقي الملفات , ابتسمت وهي تعض لسانها لمن شافت صورتها اللي قال لها عليها فوفو إنها ما نومته الليل , كانت صورة لها وهي جالسة على سريرها وعارية إلا من نقاب على وجهها , ضحكت وقالت : والله إني شيطانة ...
وزفرت لمن تذكرت تهديد العنود الواثق بإنها حتفضحها بأشياء سابتها لها البندري لو صار شي لجاسم وأزهار , قالت ببرود : الله يقهرك يا البندري , ملاحقتني حتى وإنت في قبرك , أففففففففففففففففف ..
ماكانت متخيلة إنه المخطط اللي تعبت وهي تسويه وتدبره يتوقف بسبب وحده ماتت , زفرت مرة ثانية وقالت وهي تظلل على كل المجلدات : زي هالأشياء مفروض ...
وضغطت زر الحذف وهي تكمل : حذف على طول ..
وعقدت ذراعينها وطالعت في شاشة جهازها وهي تفكر بجيهان اللي من لمحت لها إنه عبد الإله ممكن ما يوافق على اللي تبغاه صارت ماعاد ترد على مكالماتها ~ لازم ألقى مخطط جديد , حسانو الأهبل غارق لشوشته في حب البشعة الهنوف يعني خارج من القائمة , ما كو إلا جاسم بآخذه بأي طريقة و ..... صــح ليه ما أحول على عبد الرزاق و .. لالالالا , من زينه صار من قوم جزاك الله خير من عاشر أخو اللعينة أزهارو , أفففففففففففف لو ما طلعت أزهار من العدم كان ...... ~ ظهرت نافذة جانبية تنبهها لدخول سلطان الحب وهو كاتب : ##### لأحلى ##### في جدة كلها ..
ضحكت وقالت وهي تفتح النافذة : يلعن أبوك , أنا أعرف كيف أوريك شغلك ..
وتناست جيهان ومخططاتها وبدأت تطقطق على جهازها وبعد تبادل بعض الكلام ضحكت وقالت : أنا أوريك ..
راحت لسلة المحذوفات واسترجعت ملف صورها ورجعت أرسلت صورة لها تمثلها وهي متربعة فوق كرسي بجانب طاقة الغرفة بقميص أحمر عاري بلا حبال فوق بنطلون جينز ضيق و متلثمة بغترة والمكياج يلون عيونها الكحيلة الواسعة ..
: ودي ##### , يا ##### ..
ضحكت وقالت : عارفه ..
ورجعت طقطقت بعدة عبارات وهي تضحك مابين وقت والثاني ..
ولمن ظهرت عدة نوافذ ..
####### في الغربية : ربي راضي علي اللي لقيتك أون لاين يا عسل ..
طبيب قلوب : يا صباااااااااااااااااح الـ #### , الـ ###### , كيفك يا ##### ..
زفرت وقالت : هذا وقته , لازم أغير نك نيمي يمكن يحلون عن سماي شويه , أففففففففف ..
وأغلقت كل النوافذ وهي تقول : سوري شباب , ماني رايقة لكم , صرتم دقة قديمة ..
ورجعت لسلطان الحب الفرد الجديد في قائمتها الطويلة في بريدها الثالث واللي تعرفت عليه في أحد المنتديات على عكس البقية اللي التقطتهم من الشات والدردشة ..


****************************


بعد صلاة العصر في فيلا عبدالكريم :

طالع سامر في أبوه المتكي على طرف الكنبة الطويلة ورافع رجوله عن الأرض وهو يقرأ جريدة , ما فاتحه في موضوع وسام من ذاك اليوم في المكتب يمكن لأنه كان يتجنبه ويحاول قدر الإمكان ما يجلس في مكان واحد مع أبوه وهم لوحدهم , لف بصره للكنبة المقابلة وطالع في أمه المبتسمة وهي تطالع في سلافة المربعة فوق الكنبة وسحر الواقفة قدامها وهي معصبة على الآخر وتسب وتلعن اللغة الإنجليزية اللي ذبحتها بها سلافة اللي طالعت فيها من فوق لتحت قبل ما ترجع بصرها لمحمولها بلا اهتمام يذكر , ابتسم ورجع لف على أبوه , قرب منه وقال : أبويه ..
لف عبد الكريم راسه وطالع له من فوق نظارة القراية من دون ما يسيب الجريدة , ابتسم سامر وقال بثبات : ما تبغى تخطب لي ..
اعتدل عبد الكريم في جلسته ولف عليه بجسده و هو ينزل نظارته , طالع فيه بلهفة حاول يكبتها عشان ما ينصدم لو قصد سامر بنت ثانية وقال بهدوء : أشر بس ..
قال بضحكة : المشكلة بعد تفكير اكتشفت إني بأخطبها منك لأنه مالها غيرك ..
انزلقت النظارة والجريده من يد عبد الكريم وطاحت على الأرضية الرخامية مصدرة صوت مختلط بصوت تطاير الجريدة , التفتت النساء الثلاث بتساؤل , طالع عبد الكريم في سامر وجال ببصره في تقاسيم وجهه يبغى يأكد لنفسه إنه اللي سمعه يقصد به وسام , دوى صوت خالد وهو يصرخ من أعماقه وهو يجري للكمين اللي فشل اللاسلكي في تفجيره أثناء مرور دبابات الروس في كابل : لا إله إلا الله , الــلـــه أكبر ..
قبل ما يرمي القنبلة اللي فجرت الكمين لكن بعد ما تلقى المئات من الطلقات اللي اخترقت صدره ووجهه , المنظر عصف بذاكرته بالصوت والصورة لدرجة إنه رائحة النيران والبارود المختلطة بالغبار المتناثر أزكمت أنفه وأصوات الشباب اللي ماسكينه عشان ما يجري له وهو يصرخ : خالـــــــــــــد ..
وهم يصرخون : شهيد يا أبو خالد , إن شاء الله شهيد ..
بدأ يسحب أنفاس حسها اختفت من الصالة , وبلا مقدمات غطى وجهه وهو يجهش ببكاء غريب , شهق سامر بفزع وضم أبوه وقامت حنان من مكانها بخوف وسحر تقول بفزع : أبويـــــــه ..
وحنان تسأل سامر وهي تحط يدينها على أكتاف زوجها : اش قلت له ؟؟ أحـد مات ..
طالع فيهم سامر بذهول وهو يحس لسانه معقود واكتفى بهز راسه بلا , جلست سحر عند رجول أبوها وحطت يدينها على ركبته وهي تهمس بخوف : أبويه , أبويه ..
و التمعت عيونها بالدموع , لأول مرة تشوفه بهالحالة , بعد عبد الكريم يدنه ومسح دموعه و لف يدينه حولين سامر وضمه بقوة وهو يهمس : الله يفرحك زي ما فرحتني , الله يفرحك يا ولدي ..
قالت حنان باستنكار : يفرحك ؟؟ هذا كله فرررررررح ..
وضحكت سحر على استنكار أمها ومسحت دموعها اللي هددت بالإنهمار وهي تقول : الحمد لله , الحمد لله , بس اش المو.....
وانقطع كلامها بصرخة سلافة اللي دوبها انتبهت للي يصير : ooooooh my gaaaaaad , اش عندكم متجمعين ؟؟
مسكت سحر الخدادية اللي على الأرض ورمتها على سلافة اللي قالت بصوت نحيف مستنكر : إنت اش فييييك علييااااااا , daaaaaaaad شوف بنتك ..
ابتسم عبد الكريم وهو يبعد عن سامر اللي كان مصدوم من شدة فرحة أبوه , لو درى إنه بيفرح هالكثر كان من زمان وافق بدون تفكير , ربت عبدالكريم على كتفه ولف على حنان وقال : ولدك عزم يتزوج أخيرا ..
صرخوا البنات صرخة حماس وابتسمت حنان بفرح وقالت : هذي الساعة المباركة , طيب تعلم ابوك قبل ما تعلمني ..
قالت سحر بحماس : طبعا الوظيفة واستقرينا فيها الحمد لله والبيت موجود وفاضي كإنه يناديه , مابقي إلا العروسة ..
ابتسم سامر وعبد الكريم يقول لحنان بلطف : شوفي يا أم خالد , الله رزقك أربع أولاد , اثنين إنت اخترتيلهم و اثنين هم اختاروا ..
قطبت حواجبها وقالت : قصدك التوأم اللي طلعوا لي نخل في راسي هم اللي اختاروا , ليش ما عجبوك هند والعنود اللي اخترتهم لأخوانك ؟؟ ..
قال سامر بإحراج : والله ما قصدت كذا بس ..
قال عبد الكريم وهو يقوم : أنا أفاتح أمك ..
وتحرك للغرفة وتبعته حنان بعد ما أشرت على دقنها متوعدة سامر اللي ابتسم لها باستعطاف , أول ما غابوا عن بصره لف وانصدم لمن شاف وجهين مبتسمة مقابلة له , بعد سحر وسلافة وقال : اسألوا أبويه ..
وقام , قبل ما يكمل قومته سحبته يد سحر القوية ورجعته للكنبه بعنف و صوتها المعصب يدوي وهي تقول : نــعــــم , والله تقول ورجلي على رقبتك ..
ضحك وقال وهو يطالع في تقطيبتها : مو قبل أمي , يعني ...
وصرخ لمن مدت يدينها ورصت رقبته بقوة وهي تقول بعناد : تقول و إنت ما تشوف الدرب ولا بأذبحك ..
صرخت سلافة وهي تسحبها مصدقة إنها بتخنقه , لفت سحر عليها وطالع فيها سامر وانفجروا بالضحك عليها , تأففت وهي تقول بصوت نحيف : أصلا الحق علي اللي أفكر فيكم , ماتهمني عروستك وما تهمني هالـ هالـ متوحشة ..
وراحت لمحمولها , شالته وراحت لغرفتها , ضربت سحر صدرها وقالت : يا حبيييييييييبي يا زوجها المسكين , والله أمه داعية ليلة قدر اللي بياخذ هالتيمون ..
طالع فيها سامر وقال بحيرة : تيمون ؟؟
رفعت يدها وهي تأشر وتقول : شفته ذاك النمس الخبيلة اللي مع بومبا في الأسد الملك اللي ذبحونا فيه بنات خلودي , هو ماغيره , متفلسف ونحيف وطويل زيها وصوته يرفع الضغط ..
ضحك سامر وقال : كانت مريخية اش خلاها تيمون ؟؟
قالت بجدية وهي تضرب فخذها : تصدق عاد , أهل المريخ أرسلوا لي رسالة يشتكون فيها ليش أشبها بهم , جاهم اكتئاب نفسي وكثرت نسبة الانتحار عندهم ..
قهقه من قلبه وهي تكمل : اضطريت أغير هاللقب , والله يعيني لا جات شكوى من عند قبيلة النموس بأضطر أغير ..
قال : حرام عليك حشيتيها حش وقطعتي لحمها ..
قالت : لااااااا أنا أقوله في وجهها يعني مو غيبة ..
وصلهم صوتها النحيف الحاد من بعيد وهي تقول : بس أنا ماني مسامحتك عليه وبأجرك به يوم القيامة ..
وتبعها صوت صفقة الباب القوية , عض سامر شفته وهو يهمس : يا ويلك منها عصــبت ..
أشرت بيدها بعدم اكتراث ورجعت طالعت فيه وقالت بحماس : مين اللي في بالك ؟؟
ابتسم وقال بهدوء : وسام بنت عمي خالد الله يرحمه ..
فتحت عيونها على اتساعها وهي تقول بعدم تصديق : وساااااااااااااام ..


***************************

العصر في جدة :
في شقة عمر ومنى :

طالعت فيه وهو منسدح على الكنبه الطويلة في الصالة ~ ياربييييييييي كيف أصحيه , مستحيـــــه ~ قالت بصوت أعلى : عمر , عمر ..
وقربت أكثر وهي ترفع صوتها أكثر وهي تقول : عمر صلاة العصر ..
زفرت وتقدمت منه , هزت كتفه وبعدت عنه بسرعة , شافته ما تحرك من نومته , صرخت بداخلها ~ ياااااااااارب , كيف أصحيه ؟؟ أول مرة يكون نومه ثقيل كذا , العادة من يسمع صوتي يفز , يكون تعبان ولا ~ شهقت وتحركت بسرعة , مدت يدها بتردد ولمست جبينه , سحبت يدها لمن شافت إنه حرارته طبيعية , تنهدت وقالت وهي تتأمله : ياربي كيف أصحيه ؟؟..
~ أبوسه ~ شهقت من الفكرة اللي طرت في بالها وهزت راسها تنفضها وهي تحس خدودها حارة , حطت يدينها على خدودها وهي تهمس : مستحيل ..
~ منــــــى , الرجال بيخاف على نفسه لو صحيته ببوسه , عمـــــــر قوم قبل ما أتهور ~ شافت شبح ابتسامه على وجهه , ~ يحلم , يبتسم في الحلم ~ طالعت فيه بحيرة وهي تعتقد حواجبها , قال بدون ما يفتح عيونه : الحمد لله اللي ماني نايم بعمق كان راحت علي الصلاة ..
شهقت لمن فتح عيونه وابتسم لها وهو يقوم , سألت بخجل : كنت صاحي ؟؟
رفع يده يمسد شعره بإحراج وهو يقول : هاااااا ..
حس بإحراج إنه يعترف لها عن الرغبة المفاجئة إنه يمثل عليها إنه نايم و في نفس الوقت ما يبغى يكذب عليها ويقولها إنه كان نايم , قام بسرعة وقال : الصـ الصلاة بتقوم ..
وتحرك بسرعة للحمام , طالعت فيه وهو رايح ولمن اختفى ضحكت على خجله اللي مو راضي يتخلص منه , المشكلة إنها أجرأ منه لكنها تخجل غصب عنها من خجله ..
لمن خرج وهو يعدل طاقيته وشماغه على ذراعه طالع فيها بابتسامة , تأملته بمحبة عميقة , تنحنح وخفض بصره وهو يسأل : تبغينا نروح بعد الصلاة على طول ؟؟
~ الله يفشل العدووووووو , هو استحى وأنا ما استحيت ~ جلت حنجرتها وهمست وهي تطالع في الأرض : على كيفك ..
ابتسم وقال وهو يتحرك في الممر : خلاص أجي ألقاك جاهزة ..
ورجع لف عليها , شافها مدنقة , ابتسم وقال : منايا ..
رفعت راسها , بعد بصره بخجل لثانية ورجع طالع فيها وهو يهمس : نروح لها بدري عشان يمدينا نتمشى برا بعدها ..
ابتسمت وهزت راسها وهي تقول : إن شاء الله ..
خرج وصك الباب , طالع فيه وابتسم وهو يتذكر حركاتها ..
: الصلاة يا أحلى متنح قدام الباب ..
تمنى لو تنشق الأرض وتبلعه لمن شاف أبو صلاح وكمال أصغر عياله خارجين من الشقة المجاورة , ضرب أبو صلاح ولده وهو يقول : عيب عليك , يا طول لسانك ..
ابتسم بإحراج ونزل شماغه على وجهه وتحرك نازل بعد ما سلم عليهم ...


******************************

اسير الصمت
09-10-2012, 11:48 PM
في الرياض :
في فيلا عبد الكريم :


: وساااااااااااااااام , مالقي إلا وسام ؟؟ ..
ما استغرب كلمتها أو استنكارها وهو يقول بهدوء : هو يبغاها..
قالت باستنكار : لكنها قد خلود ..
قال يصحح لها المعلومة : أصغر منها بنص سنة تقريبا ..
قالت باستنكار : بس برضو أكبر منه بكثير ..
وهزت راسها بلا وهي تقول : أنا ماني موافقة ..
ابتسم عبد الكريم والتزم الصمت لدقائق قطعته حنان اللي كانت تدور في الغرفة وهي تقول : مستحيل أوافق ..
لكنه مارد عليها , زفرت حنان وهي عارفه إنه ورى صمته شي كثير , تحركت وجلست جنبه وقالت باستعطاف تبغى تفهمه وجهة نظرها : حبيبي , والله فرق بينهم , الحرمة أعقل من الرجال اللي في سنها , هذا شي معروف , قصدي إنها تكون أحكم , فكيف يتزوج وحده أكبر منه ..
قال بهدوء : الرسول تزوج خديجة وفرق 25 سنة بينهم ..
قالت باعتراض : هذا الرسول , بعدين هذا زمان ..
هز راسه وقال : مافي شي تغير , ويعني أكبر منه ..
قالت باعتراض : بسسس ..
قاطعها بهدوء متسائل : اعتراضك بس على العمر ؟؟
انصدمت من سؤاله وفكرت شويه ورجعت قالت : بس العمر ..
همس بلطف : حنون جاوبي سؤالي ..
زفرت وأعطته جنبها وهي تقول باعتراف : البنت حبوبة وطيبة وخدومة وأختك دايم تمدحها ..
ورجعت لفت عليه وقالت : بس برضو مسألة العمر مهمة , بنات عمانه وعماته كثير ..
ابتسم وقال : جس نبض وحده منهم ورفضته ..
طالعت فيه بصدمة ورجعت قامت وهي تقول بعصبية : وأنا ما أدري , هذا كللللللللله يصير وأنا ياغافل لك الله , من متى صاروا الأولاد كتومين عني بهالشكل ؟؟ ..
قال وهو يهز أكتافه : أنا كمان ماكنت أدري , هو وأخته تفاهموا وتكتموا على الموضوع , و ما دريت إلا لمن جا موضوع وسام ..
زفرت وقالت باعتراض وبلهجة ماتقبل النقاش : أنا ماني موافقة ..
قام عبد الكريم من جلسته وهو يزفر وتحرك خارج من الغرفة , قالت باعتراض معصب : وين رايح ؟؟
لف عليها وقال بهدوء : أروح أخبره إن العروسة ما ناسبتك وأخليه يفكر بغيرها ..
سكتت للحظات قبل ما تفرك يدينها بتوتر وهي تقول : لا لا تقول له دحين , قصدي أخاف يزعل و لا , أففففففففففففففف ..
تأففت وهي تحس نفسها في دوامة , ابتسم وقال : اش رأيك تتفاهمين مع سامر بنفسه وتعرفين سبب رغبته فيها , يمكن تقتنعين أو تقنعينه يصرف نظره عن البنت ..
فرحت وقالت : إي والله صح , فكرة زينه ..
ولمن شافت ملامحه الهادئة حست بقلبها إنه يخفي شي وكبير كمان , طالعت فيه بتأمل وتأكدت ظنونها لمن بعد بصره عنها وهو يمسح لحيته اللي تخللها البياض , سألت بهدوء وهي تتذكر دموعه وفرحته اللي غابت عن تفكيرها من صدمتها بهوية البنت : إنت اش رأيك ؟؟
قال بصدق وهو يطالع فيها : أنا لو علي وبيدي أبغى أجيب المملك اليوم وأعقد لهم ..
ولمن شاف ذهولها قال : السن مو عيب في البنت يا حنان , دحين لو تقدم واحد لسحر وهي في هالسن وكان في الـ 23 أو 24 بترفضينه عشان السن ولا بترضين لو إنه كان راغب في سحر وأمه هي اللي منعته بحجة إنها أكبر منه ؟؟ فكري إنه وسام بنتك زي سحر , السن مو عيب , بعدين لا تنسين إنه سامر كمان فيه عيب , كان مدمن وإنتي شفتي بنفسك إنه المجتمع لا يمكن يطالع فيه بنظرة إحترام وهو متناسي ماضيه , بعدين الرسول بنفسه قال تنكح المرأة لأربع : لجمالها ودينها ولمالها ولنسبها فاظفر بذات الدين , ماذكر السن , هذا شي إنتم فرضتوه وطبقتوه , الرجال ما يتزوج إلا بنت أصغر منه , المسألة بالعقل مو خذني جيتك , ويعني أكبر منه ؟؟ بتكون أعقل !! والله يا زين العقل , تخافين يعايرها ولا يندم على قراره ؟؟ سامر مو صغير وهو متقدم وهو عارف سنها , بتكون وسام ثقيلة وما تدلع عليه ومن ذا الكلام ؟؟؟..
ابتسم و كمل : مافي بنت في الدنيا ما تقدر تتغنج وتتدلع , يا حبكم إنتم الحريم لتصغير نفوسكم ..
ولمن شاف شبح ابتسامتها قال بتحبب : حنون إنت لو كنت أكبر مني كنت بأتعلق في رقبة أبوي و أبوك إلين يجوزني إياك ..
ضحكت بإحراج وقالت : عبدالكريم ..
قال بصدق وهو يتذكر حبه القديم لها : والله ..
وضحك وقال : تتذكرين أيامنا استغفر الله لا حجاب ولا شي , وكل يوم وأنا متنصب عند باب الحوش يعني يعني أخاف واحد من الصبيان يتحرش فيك وأنا حاميها حراميها ..
حمرت خدودها لمن استعادت الماضي وهي تقول باعتراض : لا والله ما كنت تسوي شي , بس واقف تطالع أو تدافع عني وعن باقي البنات لمن يجون عيال الحارة يخربون لعبنا ..
ولمن انتبهت لابتسامته الهادية قالت باستنكار وعصبية : لا تحاول تضيع الموضوع ..
قهقه وقال : والله ما كنت أضيع , الذكريات الحلوة جات فجأة و كنت ..
سكت وكمل بصدق : كنت أبغى أأثر عليك ..
طالعت فيه بصدمة لمن زفر وكمل بصوت مخنوق : والله لو تعرفين اش شعوري وأنا أسمع إنه ولدي بيخطب بنت خالد الله يرحمه كان ..
وسكت وهو يشيح بوجهه ويداري غصة تثقل حلقه كل ما ذكر اسم أعز أصدقاؤه , تنهدت وقالت : ما أقدر أقولك موافقة دحين لكن أوعدك إني أفكر في الموضوع بحيادية بس بعد ما أستخير و أسمع من سامر ..
ابتسم بفرح وقال : هذي حنان اللي أعرفها ..

في الصالة :

قطبت حواجبها بتفكير وقالت وهي تعقد رجلينها فوق الطاولة القزاز اللي قدام الكنب : سؤال مهم ..
طالع فيها سامر المجاور لها وقال : اسألي ..
لفت عليه وسألت : هو انتم الرجال تحبون من نظرة ؟؟
ضحك على سؤالها وقال وهو يتلمس ندبته : لا هي مهي مسألة إني شفتها خلاص حبيتها , أنا يوم قلت إني شفتها يوم تغدت عندنا قصدت إنها عجبتني وارتحت لها فهمتي , بس مو معناته حب , الحب أكبر من كذا بكثير ..
قالت : و ماهر ..
قطب وقال : شوفي هو ممكن زي حالة ماهر يسمى حب بس مو من نظرة , لا هو حب من الطفولة , أنا من وجهة نظري أفضل يطلق إعجاب أو افتتان من أول نظرة بدل حب من أول نظرة , لأنه بالعقل , فلنفرض إنك شفتي واحد حلو بالسوق , فيه كل المواصفات , جسم طويل وعيون جميلة ومشيته واثقة وشكله محترم ورزه و ..
قالت بحماس وهي تلتفت له : ياااااااااااي ..
ضربها بطرف يده على راسها وهو يقول : هي , وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ..
ضحكت وقالت : خيال , اش فيك أنا ماني قاعدة أطالع ..
ابتسم وكمل : المهم شفتي هالرجال ماشي قدامك ..
قالت بسخرية تبغى تغيضه : حمااااااس ..
رماها بنظرة وهو يقول بعصبية : المهم , شفتيه , تحبينه ؟؟
قالت على طول : طبعا لا ..
قال وهو يأشر : أهاااااااا ما تحبينه لكن ممكن يكون عجبك شكله أو أي شي ثاني , بالمختصر لفتك , عشان كذا ما أفضل إنه يقال حب من أول نظرة ..
قالت بجدية : بس لو شافته سلافة وبنات عماتي كان ماتوا عليه ..
قال بجدية مماثله : بس برضو مو حب ..
طالعوا في بعض لفترة قبل ما يسأل سامر : إنت اش رأيك في خطبتي ؟؟
قطبت سحر وقالت بغموض : متفهمة اللي قلته وما أدري اش أقول ..
قال بتريقة : لا جاوبتي على سؤالي ..
قامت وقالت بهدوء : دام إنت رغبان محد يقدر يقول شي , هذي حياتك وإنت اللي بتعيشها , صح ولا لا ؟؟
تنهد وقال وهو مقطب : ما أدري اش بتقول أمي ؟؟
هزت أكتافها وقالت بابتسامة : ما دام أبويه موافقك يعني حصلت على 60 % من الأصوات ..
وكملت لمن طالع فيها بحيرة : هذا مو تصغير من شأن أمي , بس الحلو في أمي وأبويه لمن يكون واحد فيهم موافق يقدر يقنع الثاني , يعني لو أمي موافقه كان قلت إنك حصلت على 60 % ..
هز راسه متفهم ورجع قال : لا تقولين عشان كذا تحصلين دايم على اللي تبغينه ..
ضحكت وقالت وهي تأشر على راسها : طبعا , فكر فيها , أقنع واحد فيهم وأرميه على الثاني عشان يتكفل بإقناعه وبكذا ..
أشرت بيدينها بحركة مبهمة , ضحك وقال : يالشيطااااااااااااااانة ..
قالت وهي تتحرك لغرفتها : الحمد لله 26 سنة ما عشتها كذا ..
ابتسم وهو يراقبها وقال : الله يرزقك السيد سين اللي يقدرك ويثمنك ..
لفت عليه وقالت بعصبية : سمعتك , إدعيلي بالجنة لو فيك حيل تدعي , سيد سين حقي ما في أحد له دخل فيه , ثانيا الزواج مهو أهم شي في الحياة ..
وضحك وهي تكمل طريقها وهي تقول : أصلا أنا ناويه له نية شينة عشان كذا شارد ..
ابتسم وهو يتأملها , ولمن انفتح باب غرفة أبوه وأمه التفت لوراه , ابتسم لمن خرج أبوه أول , طوي عبد الكريم شماغه وهو يغمز له بخفة , مسح سامر ابتسامته لمن شاف تعابير الجدية على أمه تبعت أبوه وهي ترميه بنظرة حادة قبل ما تقول : قبل كل شي لازم تعرف إني زعلانه ..
وتحركت وجلست على الكنبة , حطت رجل على رجل وأعطته جنبها وهي تستند على ذراع الكنبه , قام من مكانه وجلس جنبها فبعدت عنه وهي تقول بحزم : لا تكلمني ..
قال برجاء وهو يحط يده على كتفها : أمي ..
زفرت وقالت وهي تلف عليه : دحين أنا من سنة وشوي وأنا أطارد وراك عشان أخطب لك وأدور لك على عروسة وآخر شي يوم تتخذ هالخطوة تروح لأبوك ..
ورجعت أعطته ظهرها , لف على أبوه بحيرة فأشر له أبوه إنه يدهن سيرها شوية كمان وبترضى , لفت وشافت حركة يده فقالت بحدة : عبد الكريم , لا توز ..
ضحك عبد الكريم وقال : ماوزيت ..
: مين اللي يوز ميييييييييييين ؟؟
التفتوا لخالد اللي سأل هالسؤال وهو شايل غدي النايمة , قامت أمه وشالتها منه عشان توديها للغرفة الداخلية وهي تقول : أبوك يوز أخوك علي ليش زعلانه عليه , مايبغاه يراضيني ..
التفت خالد لهم وقال بمزح : خيييييييييير اش صار في الدنيا أبويه قالب على أمي ؟؟ صراحة وناسة من زمان ماسمعنا هوشة ..
طالع فيه سامر باستنكار والتزم عبد الكريم الصمت وهو يكتفي بابتسامة , وتفاجأوا لمن قالت حنان اللي رجعت : خويلد , هذا كلام ..
ضحك وقال وهو يجلس جنب أبوه : أمزح ..
زفرت وقالت بحسرة : وينك يا عدنان ؟؟ مايبرد قلبي غير هالولد , الله يسهل له ويوفقه دنيا وآخره , ويااااااااارب ما تغمض عيني قبل ما أشوف عياله يارب ..
طالع فيها خالد وهو يقول بصوت ممطوط : أفااااااااااا يا أم خالد , ماهقيتها منك تمدحين الأعزب المثالي وتكشتيني ..
قال ماهر وهو طالع من الدرج : راح هاللقب من وقع على ورقة سجنه ..
وهز راسه وهو يكمل بسخرية : أقصد ورقة زواجه ..
رماه عبد الكريم بنظرة حاده وقال : الناس تسلم أول ..
قال السلام وهو متجاهل نظرة أبوه , ردوا عليه وقال سامر وهو يتأمل بذلته : رايح أخيرا ؟؟
هز راسه وابتسم وهو يقول : لنننننننندن ..
سألت حنان : ومتى راجع ؟؟
هز أكتافه وقال : يومين ثلاث على حسب الجدول , ممكن يصير فيه تبديل ولا شي ..
ودعوه لكن عبد الكريم قاطع وداعهم وهو يقول بتساؤل : المهم حليت الموضوع قبل ما تسافر !!
ابتسم ابتسامة غريبة وهو يقول : حليته أخيرا ..

الساعة 5,30 بعد العصر في جدة :
في شقة جاسم و أزهار :

فتحت أزهار باب الشقة بحماس وهي تقول : ياااااااااااا حيا الله من جااااااااااا ..
ابتسم عمر وقال وهو يفسح المجال لمنى عشان تدخل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
صكت أزهار الباب وتحركت بتضمه لكنها مسكت نفسها في آخر لحظة ومدت يدها له , تحرك عمر متجاهل يدها الممدودة وضمها بقوة , حست بالدموع تحرق جفونها لكنها بلعت ريقها بسرعة وهي تضمه وهي تقول : ألف ألف ألف مبارك عليكم ..
طالعت فيهم منى وغصب عنها حست بالغيرة وهي تشوفه يضمها بهالطريقة والفرح على وجهه لكنها ذكرت نفسها إنها الوحيدة الباقية له , بعدت أزهار عنه وسلمت عليه ولفت على منى اللي بعدت غطاها وهي تبتسم بخجل , فردت ذراعينها وضمتها بقوة وهي تقول : يا دبــــــــه اش هالحلااااااااااااوة ؟؟ بسم الله ماشاء الله ..
وبعدتها وهي تتأملها بابتسامة , نزلت راسها بخجل وهي تقول : بعض مما عندكم ..
ضحكت أزهار وقالت : يا بنت , من متى تستحين مني ؟؟
قرصتها من طرف خفي وهي تأشر لها بعيونها يعني اسكتي , ضحكت أزهار وقالت وهي تأشر على الصالة : تفضلوا تفضلوا ..
ودخلتهم للمجلس بعد ما أخذت عباية منى , كانت لابسة بنطلون أسود له قصة واسعة من تحت وفوقه بلوزة تل بشرايط تنربط على الكتف , مشجرة بالأسود وخليط من درجات الأحمر طويلة توصل لركبتها ولابسة تحتها بلوزة سوداء تل أكمامها قصيرة , جلست منى وبلا تفكير جلس عمر جنبها ورجع زحف بعيد عنها شوية ووجهه متغير من الخجل , مسكت أزهار ضحكتها وقالت وهي تجلس على الكنبة المقابلة : يا هلا والله , تو مانور بيتي ..
ولمن ردوا عليها بحرج وكل واحد مبعد نظره عن الثاني تأملتهم بفرح , ولمن لاحظت إنها تتأملهم قامت وهي تضحك وتقول متذكرة : القهوة ..
قالت منى : لا تتعبين نفسك ..
ابتسمت وقالت : تعبكم راحة ..
وتحركت للمطبخ , جابت الصينية , قامت منى وسحبت منها الثلاجة وصبت لعمر أول , ابتسم عمر وهمس : شكرا ..
ابتسمت له وصبت لأزهار ورجعت صبت لنفسها وجلست مكانها , قامت أزهار وقدمت لهم من الشوكلاته وهي تقول : هذا من الزايد اللي في فرحكم ..
ابتسموا بخجل وهم ياخذون منها , بالرغم عنها غبطتهم بداخلها وهي تتذكر أيام زواجها الأولى وبالذات يوم راحت لبيت أهله , جاسم حاط رجل على رجل ويكلم أبوه وأمه ووجهه واضح فيه أثار الضرب وهي جالسة بين الهنوف والعنود وهي تضحك وتنكت معاهم , ابتسمت لهالذكريات اللي جرت وراها ذكريات المطار والضياع و .... هزت راسها وطالعت في أخوها ومنى ومسكت ضحكتها لمن شافت منى تحاول تسحب طرف بلوزتها اللي تحت عمر المنهمك في فتح الشوكلاته اللي في يده , انتبه لحركة منى فقام بسرعة وهو يعتذر بإحراج , لمن لفوا عليها فدنقت راسها ومدت يدها بسرعة يعني بتاخذ شوكلاته وهي حاسة بالإحراج منهم ~ وييييييي دحين يقولون قاعدة تراقبنا يالفشلــــــــة و ...... ~ رن جرس الباب وأنقذها في هاللحظة , قامت بسرعة وهي تقول : هذا جاسم ..
وراحت وفتحت الباب , شافته لاف بوزه وهو متكي على طرف الباب وهو لابس بنطلون جنز ويلوزة بيضاء مرسوم عليها رسوم بألوان مختلفه , ابتسمت وهمست : جووا العرسان ..
حك شعره وهو يدخل وقال : عارف , مو عشان كذا تأخرت في الرجعة عشان يكون عندك وقت ترحبين بهم ..
ورفع صوته وهو ينادي : أبو عبد اللــــــــه ..
ثواني وخرج عمر وهو مبتسم , رحب فيه جاسم وهو يسلم عليه , سابتهم أزهار وراحت لمنى , تحركت لها وجلست جنبها وهي تقول بفرح : والله بأموت من الفرحة ليش إنكم عندي ؟؟
ابتسمت منى وقالت بحب صادق : ولو , إنت أول الناس اللي نزورهم ..
ابتسمت أزهار وقالت : بشريني كيف عمور ؟؟ ترا لو سوالك شي من هنا ومن هنا بس قوليلي وأنا أأدبه ..
ابتسمت منى وقالت : لااااا ترا ما أرضى عليه ..
طالعت فيها أزهار وقالت بتريقة : أمووووووووت أنا على اللي ما يرضوووووون ..
ضحكوا وقالت أزهار وهي تغمز لها بتريقة : عشنــــا وشفنـــــــا منى تزورني بهالشياكة ..
ضربتها منى وهي تقول باستنكار : أزهااااااار ..
ضحكت وقالت وهي تأشر على تنورتها وبلوزتها الرسمية اللي عاقدة عليها شال مناسب : حتى أنا , فاكرة ما نتقابل إلا بالقمصان ..
ورفت بعيونها الكحيلة والمطلية جفونها بلون ذهبي وهي تكمل : والوجه زي ما خلقه ربي ..
ضحكت منى و قالت : يا زينها من أيام ..
وبعد تبادل الأحاديث وصلتهم حمحمة عمر قبل ما يدخل وهو يقول : يلا مشينا ..
شهقت أزهار وحاولت فيهم يجلسون يتعشون عندها لكن عمر رفض وهو يقول بلطف : بنت عيب , زوجك فيه ..
دنقت عليه وهمست بتريقة وبصوت يمكن لمنى إنها تسمعه : فكني منه شويه صاير لصقة جنسون ..
ضحك من قلبه وكبح ضحكته و خاطب أزهار وهو يطالع في منى : لا تقولين بيجي يوم بتقول عني من هالكلام ..
استحت منى وماعرفت اش تقول , قالت أزهار وهي تحط يدينها على خصرها : مو دحين , لكن بعدين معليش أقولك لو جلست في البيت من تصبح إلين تمسي بتقول عنك هالكلام ..
ضحكت منى بإحراج وقطب عمر حواجبه بتفكير , زفرت أزهار وقالت وهي تدفه : بدري عليكم هالشي ..
ضحك وقال : اللي يسمعك يقول لك 8 سنين متزوجة , بنت مالك إلا 8 شهور ..
قالت بلا تفكير : أصلا أنا من أول يوم في زواجنا كنت كإني عايشة معاه 10 سنين ..
ولمن شافت نظرة عمر تذكرت في لمح البصر ذكرى ليلتها المريرة وموقف عمر من جاسم فقالت بسرعة : قصدت إني كنت عايشة معاه من قبل وأنا ما أعرف إنه زوجي ..
وابتسمت لهم وتحركت تجيب العباية لمنى عشان يخرجون من باب المجلس , ولمن رجعت ابتسم عمر وحط يده على كتفها وشد عليها , مسدت يده وهي تقول : الله يوفقكم ويسعدكم دنيا وآخره ..
تحركوا وخرجوا , ابتسمت لمن شافت عمر يمد يده لمنى اللي مسكتها بخجل وهي تلوح مودعة باليد الثانية , رجعت للصالة ودخلت غرفة التلفزيون , شافته متمدد وهو يقلب في التلفزيون بدون ما يحاول يطالع في البرامج , بس يضغط باستمرار , زفر ورمى الريموت وراح للتلفزيون وسحب سلك المجد وشبك سلك الإريل , وقلب على القناة السعودية الأولى ورجع قلب على الرياضية وهو يقول بطفش : ما في إلا غصب واحد وغصب اثنين , عييييشة ..
سكتت وما علقت وهي تجلس على الكنبه القريبة منه , من بعد فترة من تحقيقه لرغبتها وهو يحاول يستميلها عشان يرجع الدش ويشفر كل القنوات ماعادا الإي آر تي الرياضية و العربية والجزيرة لكنها مصرة على رأيها , كان يعصب عليها أحيانا وهو يتذمر من روحته لبيت عمه صالح عشان يشوف المباريات لكن يرجع يسكت , كانت أوقات ثورانه ورغبته في إرجاع الدش مرتبطة بأوقات المباريات الحصرية على القنوات الفضائية , وكانت تحاول قدر الإمكان في هالأوقات إنها تستخدم كل كياستها ولطفها ورقتها وكل سبل الإغراء عشان ينسى هالفكرة , لمن رمى الريموت وراح لكمبيوتره زفرت بداخلها وهي تصرخ ~ ياربيييييييييييييييييييي , هذا واحد من هالأيام , يارب عديه على خير ~ ولمن ماسمعت تذمره عرفت إنه قاعد يشتغل على النت , زفرت براحة وراحت تحول السلك عشان تتفرج على أهلا أهلا في قناة المجد , قال بصوت بارد : لا تحولين عن الرياضية ..
لفت وشافته مثبت عيونه على شاشة الكمبيوتر , ابتسمت وسابت السلك مكانه و تحركت عشان تجيب ثلاجة القهوة ..


**************************


في نفس الوقت في الرياض :
فيلا عبد الكريم :

: عبد الكريــــم لااااااااااااااااااا ..
صرخة أمها اللي اخترقت المكان خلتها تلتفت بخوف وهي تدف كرسي مكتبها على ورى وتنزع السماعات اللي توها حطتها , جريت خارجه من غرفتها و شهقت وهي تشوف أمها متعلقه في أبوها اللي واقف قدام ماهر الواضح من بذلته إنه مستعد يروح وحده من رحلاته , كان أبوها ماسكه من تلابيبه و ماهر مدنق بصمت وخالد واقف عندهم وهو يقول : أبويه استهدي بالله , ما في شي ينحل بالصراخ ..
قال عبد الكريم بعصبية وهو يهزه : الطلاااااااق مو لعبة تفهم , الطلاق مو لعبة , إتق الله تطلقها طلقة ثانية وإنتم ما تزوجتم لسه , طلقه ثانية يامااااااااااااااااااهر , حلِيلك الطلااااااااااااق , تكلم ..
التزم ماهر الصمت وشهقت حنان وهي تفلت يدينها عن عبدالكريم وتضرب صدرها بصدمة وهي توها تستوعب الكلمة الخافته اللي نطقها ماهر وخلت زوجها ينفجر من العصبية , قالت باستنكار: طلقتهااااااااااااا , طلقت أريـــــــج ..
ورجعت حطتها على راسها وهي تقول : يا حسرتي على عيالي اللي واحد بيتزوج والثاني بيطلق , يا حسرتي على عيالي ..
ماتحرك سامر اللي كان عارف بالموضوع من جلسته و تصنمت سحر في مكانها تحاول تستوعب اللي ينقال ~ طلاق , طلاق للمرة الثانية , على إيه هالمرة ؟؟ هو كلمني بس ما توقعته بيسويها بهالسرعة , اش صاااااااار ؟؟ هو قال بعطيني فرصة أكلم أريج ~ تحركت بسرعة ومسكت يد أبوها اللي عمرها ماشافته بهالشكل وقالت برجاء : أبويه تكفى خلااااص ..
أول ما سمع صوتها المتوسل انتبه لنفسه ففلت ماهر و قال بحزم وهو يشيح بوجهه : لا أشوفك قدام عيوني إلا وإنت مصلح هالمصيبة اللي مسويها ..
قال ماهر بهدوء وعيونه مازالت على الأرض : أنا ماني متراجع عن الطلاق هالمرة ..
شهقت حنان وجلست على الأرض من شدة صدمتها الزواج بقي عليه أقل من شهرين , تحركت سحر و سندتها بخوف وهي تقول : أمييييييييييييييي ..
طالع عبد الكريم بحدة في ماهر و لمن شاف خالد يترجاه من ورا ماهر إنه ما يعصب ويثور مسك أعصابه بالقوة وهو يقول بحزم : إنت أخذتها وإنت اخترتها بنفسك محد ضربك على يدك ولازم تتحمل نتيجة اختيارك , دحين توكل على الله , روح رحلتك وإن شاء الله تهدأ وتفكر زين و إنت بعيد عن كل شي هنا ..
قال ماهر بعناد : أنا ماني متراجع عن الطلاق هالمرة لو إش ما صار ..
رص عبد الكريم شفايفه , لمن شاف خالد حركة قال باستنكار وهو يدف ماهر من كتفه : ماهر , قالك أبويه روح واستهدي بالله ..
طوى عبد الكريم يدينه وقبضها بقوة وهو يقول بأهدأ صوت قدر عليه : خالد خليه براحته , روح لا تتأخر على رحلتك ..
طالع فيه ماهر باعتذار ماتجاوز شفايفه قبل ما يعطيهم ظهره وهو يسحب شنطته بقوة بيد واليد الثانيه يعدل فيها بذلته اللي انفكت أزرارها ..
زفر عبد الكريم وهو يستغفر ويقول : أنا اش فيني , أنا اش فيني ..
قال خالد بضيق : والله يحق لك اللي سويته , أجل فرحان وهو يقول طلقتها ..
قام سامر وقال باعتراض : لا تحسب إنه كان هين عليه هالقرار , كلنا نعرف إنه يموت على التراب اللي تمشي عليه أريج ..
وطالع في أبوه الصامت بوجه شاحب وقال بتأكيد : أبويه والله كان صعب عليه هالقرار ..
همست حنان وهي تطالع فيه باستنكار : يطلقها في الملكة !! وهو مادخل عليها !! لسه ماشاف منها شي عشان يطلقهااااا , ياربي استر , يارب تهدي سرهم ..
وقامت وقالت وهي تحط يدها على كتف عبد الكريم : عبدالكريم ولا تجيب سيرة لأخوك , أنا أتفاهم معاه لا جا من سفرته , لا تزعل نفسك ..
أكبرت سحر أمها بداخلها , رغم إنه أمها تاخذ من كلام مرة عمها المسموم و تقابلها أريج ببرود فضيع إلا إنه هذا ما خلاها تفرح بانتهاء هالعلاقة ..
طالع فيها عبد الكريم وهمس وهو يفك أزرار ثوبه : الحمد لله على كل حال , الحمد للـ ..
وشخصت عيونه للأعلى قبل ما ينهار فجأة على الأرض , صرخت سحر بصدمه وهي تشوفه ينهار : أبويــــــــــــــــــه ....
وجري خالد له يحاول يسنده و تحرك سامر وهو يهتف : أبويه , أبويه ..
لكنه طاح على الأرض قبل ما يوصله أحد , طاح شماغه وعقاله من قوة الطيحة , طالعت حنان فيه بذهول , كان متمدد على الأرض بلا حراك , هزه خالد وهو يقول : أبويه , أبويه ..
وانطرحت سحر عند صدره وهي تهزه مع خالد وهي تصرخ : أبويه قووووووووم ..
زحفها خالد بقوة وخشونه وهو يصرخ : وخريييييييييييي ..
و سدح أبوه على ظهره , مسك سامر سحر وشد على ذراعينها يهديها ..
: أبويــــــــــــــــــــــــــه ..
صرخة ماهر شقت المكان وهو يجري من عند الدرج اللي طلعه درجتين درجتين بعد ماوصلته صرخة سحر , انطرح على الأرض وحط يده بسرعه على الجانب الأيسر من عنق أبوه , كان يلهث من الجري لكنه حاول يركز تفكيره مع دقات قلب أبوه , قال يهديهم : النبض كويس ..
و اعتدل في جلسته ونزع جاكته ورماه ورجع فتح فم أبوه وقرب إذنه منه ثواني و رفع راسه وهو يقول بهدوء غريب : التنفس طبيعي كمان ..
وحط يده على جبين أبوه وهو يسأل : نام أمس زين ؟؟
طالعوا كلهم في أمهم اللي كانت تطالع في المنظر بصمت , سحبت سحر جلابيتها وهي تهمس : أمي ..
هزت أمها راسها بلا وهي تقول بصوت مخنوق : نومه متقطع ويسهر كثير و .....
وهتفت لمن شافت عبد الكريم يفتح عيونه ببطء : أبو خالد ..
قال خالد وهو يقوم : تحركوا نوديه المستشفى ..
هز ماهر راسه وقال يمنعهم : ما يحتاج ..
وتحرك وقلب أبوه على جنبه اليمين وحط يده على راسه وهو يهمس : أبويه ..
فتح عبد الكريم عيونه وطالع بحيرة يحاول يستوعب اش اللي صار , رفع ماهر راسه بشويش ودخل رجله المطويه تحت راس أبوه عشان يرتاح وهو يقول : جاتك إغماءه بسيطة ..
حاول عبد الكريم يقوم لكن خالد رجع راسه على فخذ ماهر وهو يقول بخوف : أبويه خليك منسدح ..
قال عبد الكريم بثبات وهو يحاول يقوم : مافيني شي ..
أول ما سمعت حنان صوته صرخت : عبد الكريـــــــــم ..
ورمت نفسها على صدره تصييح من قلبها , تسللت الدموع لعيون سحر اللي غطت وجهها وهي تنشج بصمت , تنهد سامر براحة وهو يرص ذراعينها أكثر , قال خالد بهدوء وهو يمسح ظهر أمه : أمي مافيه إلا العافية إن شاء الله ..
قال ماهر بابتسامة : أمي عادي , إغماءة تعب ..
ومسد جبين أبوه المقطب وهو يقول باعتذار مبطن : شكله أبويه مزعل نفسه هاليومين ..
زفر عبد الكريم وقام رغم محاولات عياله إنه يرتاح , ضم حنان وقال بصوت ثابت : اش فيك تصيحين ؟؟ قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا , حنان , حنان ..
رفعت حنان راسها ولمن شافت وجهه الشاحب زاد صياحها وهي تضمه , زفر عبدالكريم ومسح شعرها بصمت , زاد صياح سحر بعد ماشافت منظرهم , حمحم خالد وهو يقول بمزح عشان يخفف الجو : نحن هنا ..
ضحكت سحر من بين دموعها ومسحتها بقفا يدها وهي تقول : طيب لا تطالع , خليها تفرغ اللي في قلبها ..
قال خالد بتريقه : مناظر مخلللللله بالأداب العامه , يمه عيب عليك تخلين عيالك يشوفون هالمناظر ..
ضحكوا وسكتوا لمن طالع عبدالكريم في خالد بحدة يعني أسكت وهو يقول : حنان الله يهديك لو صار لي شي كذا بتسوين , وأنا اللي أقول إنه عندي حرمه قوية مابأخاف على عيالي لو صار لي شي ولا ..
قالت تقاطعه وهي تبعد عن حضنه : ولا تنطقها , لا كتب ربي أجلك ذاك الساعة بأصبر نفسي لكن لا تنطقها قدامي ..
ورجعت تصيح وهي تقول : قلت لك لا تفكر كثير فوقك رب كبير لكنك ماسمعتني ..
زفر وهو يضمها وهو يستغفر ويحوقل , نزلت سحر بصرها للأرض وهي تدعي ربها إنه أخوانها ما يلاحظون خجلها عشان ماياخذونها مسخرة , ثواني وقال ماهر : خالد لا يفوتك , لا يفوتك شكل سحر ..
رفعت راسها وانصدمت لمن شافته يأشر عليها وخالد وسامر يطالعون فيها وهم ماسكين ضحكهم , قالت بحدة وهي تقوم : مالكم صلااااااح ..
تعثرت بتنورتها وهي قايمه من شدة الخجل فرجعت جلست على الأرض بقوة , انفجروا بالضحك عليها وهي تتأوه وهي تحط يدها على ظهرها وهي تصرخ : أنذااااااااااال ..
قامت حنان وسندت عبد الكريم اللي قام بصعوبة , قال ماهر يوصي أمه والكل قام يبغى يسنده : لازم ياكل له حاجة زينه وينام , أبويه ترى اللي صار لك من الإرهاق , شكلك مجهد نفسك كثير ..
تذكر عبد الكريم لحظتها فقال : رحلتك ..
قال بابتسامة : في ستين داهية , أدق عليهم دحين وأقولهم غياب اضطراري و ..
قاطعه بحزم : دحين تروح ..
قال باستنكار : أبويه غيابي أقل من القليل مافيها شي لو غبت اليوم و جلست معاك ..
هز عبد الكريم راسه وقال بلطف وهو عارف في قرارة نفسه إنه ماهر يبغى يجلس لأنه يحس نفسه السبب في إغماءته : أنا ما فيني شي الحمد لله , روح ياولدي , روح شوف شغلك ومصالحك , ما قصرت جزاك الله خير ..
قال ماهر بحزم : تبغى مصلحتي وراحتي خليني أجلس ..
وتبادلوا نظرة طويلة قبل ما يتحرك عبد الكريم للكنبة ويجلس عليها , زفر ماهر وخرج جواله بسرعة عشان يتصل بالمسؤول , بعد ما تطمنت حنان عليه لفت على سحر وقالت : سحر حبيبتي روحي حطي لأبوك شويه من شوربة الخضار وكاسة مويه وأهم شي علبة العسل ..
هزت سحر راسها وتحركت نازلة للمطبخ , طالع عبدالكريم في السقف المزين برسومات جبسية فخمة تتوسطه نجفه كبيرة من الكريستال , غمض عيونه وتمدد على الكنبه , ولمن حس بيدينها على راسه تكبسه بخفه همس : أم خالد ارتاحي مافيني شي ..
لكنها استمرت تكبس راسه بخفه وهي تقرأ عليه , كان عارف إنه السبب في اللي هو فيه موضوع وسام اللي شغله من عرفه ..



***************************

في جدة :
بعد وجبة العشاء في غرفة حمده :

طالعت بتوتر فيهم ونزلت راسها وهي تفرك يدينها اللي تحسها زي مكعبات الثلج وهمست : أستخير أول و .. و .. اللي تشوفونه ..
ابتسمت أمها وسألت : ما بتسألين مين اللي نتكلم عنه ؟؟
طالعت فيهم سفانة لثانية ورجعت خفضت بصرها بصمت خجول , هم قالوا لها إنه طيب و مدحوا في أخلاقه وأهله وقالوا إنه أكبر منها بثلاث سنين وعنده وظيفة وبيت ملك , فركت يدينها أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ شي أكيد أبغى أعرف منهو المتقدم ~ لكن صرختها ما تجاوزت شفايفها , حط علي يده على كتفها بحنان وقال : عبد الإله ولد خالك ..
رفعت وجهها لهم بصدمة وهتفت غصب عنها : عبدالإلــــه !!
قطب حسان حواجبه وسأل : وليه مستغربة ؟؟
حست أنفاسها تختفي وهي تقول : بس هو , قصدي , هو , مو , صحبة عهود و ...
ابتسمت نورة وقالت بلطف : لا يا قلبي , هالموضوع طلع مجرد كلام حريم عبد الإله ما له دخل فيه وما تقدموا لهم ولا كلموا البنت أصلا ..
قالت حمده بعفوية : الحمد لله , طلع هالكلام كذب , ماودي ولدنا يطلع عن العايلة , البنت مالها إلا ولد عمها ولا ولد خالها ..
بلعت سفانة ريقها وجالت ببصرها على ملامحهم ورجعت قامت وهي تهمس : عن إذنكم ..
وتحركت بسرعة , أول ما خرجت من غرفة جدتها تفاجأت بأختها والعنود المبتسمات , كانت ملامح السعادة مرتسمة بأجمل معانيها على وجوههم , زمت شفايفها اللي ارتجفت لثانية قبل ما ترمي نفسها على صدر العنود , ضمتها العنود بقوة وهي تهمس بفرح : ودي أصرخ بطول صوتي ..
وضمتها أكثر وهي تقول : يااااااااااااااااااااااااااي , كني أنا اللي انخطبت ..
ضحكت الخنساء وقالت : صدق صدق خبلة ..
تنهدت وقالت : أخيييييييييييييييرا من كم وأنا أستنى هالخطبة , كنت ماسكة لساني خوف ما يصير الموضوع رسمي ..
رفعت سفانة وجهها ومسحت دموعها وهتفت : كنت تدريييييييييييييين ؟؟
ابتسمت وقالت : من زمااااااااااااااااااا ...
وصرخت وهي تشرد لمن شافت الشر مرتسم في عيون سفانة اللي لحقتها وهي تقول : يا نــــــــــذلــــــــــــــه ..


***************************

الساعة 12 مساء :
في فيلا عبد الكريم :

انفتح الباب مختلط مع رنات الجرس وصوت جهوري يقول : السلااااام عليكم ..
شهقت سلافة وقالت : impaaaaaaaaaaassipol ..
وتحركت وطلت من فوق الدرابزين , شافته رافع ثوبه ويطلع الدرج درجتين درجتين , صرخت : عدنااااااان ..
كان مقطب حواجبه وهو يطالع في أرجاء الصالة الواسعة , ورجع لف عليها وابتسم وهو يمد يده و يقول : هلا سلافة , كيفك ..
سلمت عليه وهي تقول : اش جابك ؟؟ اليوم مو ربوع ..
ابتسم وقال بتريقة وهو يلف للدرج : عادي إذا مضايقك أرجع الدمام ..
قالت معترضه بصوتها النحيف وهي تمسك ذراعه : لاااااااااا مو قصدي ..
ابتسم وقال : جيت عشان أبويه , فينه ؟؟
استغربت من سبب جيته وقالت وهي تهز أكتافها : ما أدري فيـ ...
انقطع كلامها بصوت شهقة مختلطة بصوتها المتعجب الخايف يقول : عدنان , اش جابك ؟؟..
ابتسم وهو يلف على أمه اللي طلعت الدرج وقال : اش فيكم متعجبين ؟؟
وسلم عليها , مسكته وطالعت فيه ولفت حولينه تطالع فيه , ضحك وقال : اش فيكم ؟؟ جيت عشان خالد قالي إنه أبويه تعب شويه و ...
شهقت حنان وقالت : خاااااااااااااااااالد ..
وزفرت بقهر وقالت : قلت له لا يقولك لكنه مايسمع ..
صرخت سلافة باستنكار : daaaaaaaady تعب متى ؟؟؟ أنا وين كنــــت ؟؟
سأل عدنان أمه : أبويه فين ؟؟
قالت وهي تقطب حواجبها : ماشفته في المجلس الخارجي !!..
هز راسه بلا وسلافة تطالع فيهم باستنكار وهي تقول : لا تطنشونييييييي , بابي تعب من إيه ؟؟
قالت وهي تقطب حواجبها : غريبة قبل نص ساعة قال عنده موضوع ضروري مع واحد من أصحابه جاي له عشان كذا خرج للمجلس وأرسلت لهم القهوة مع سامر ..
قطب حواجبه وسأل : سامر وينه ؟؟
قالت بابتسامة حنان : في غرفته , صار ينام بدري عشان يصحى بدري , تعرف صار في العيينة ..
هز راسه ونزل الدرج , طالعت فيه سلافة باستنكار ورجعت لفت على أمها وسألت بغيض وصوتها يزداد نحف : ليش مطنشيني ؟؟
تحركت حنان وشالت شنطته وهي تهمس بحب : الله يخليلكم أبوكم ويخليكم له و ...
صرخت سلافة : maaaaaaaaaaaaaaaaaaaaam ..
انتفضت حنان وطاحت منها الشنطة وهي تقول : بسم الله الرحمن الرحيم , إنت هنا ..
قبضت سلافة يدينها بغيض وطلعت صوت مقهور قبل ما تروح لغرفتها وهي تضرب رجولها في الأرض بغيض وهي تقول : دايما كذا , دايما كذا ..
قالت حنان بصوت عالي : سلافه حبيبتي تعالي , ماسمعتك , سلافه ..
: thaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks ما أبغى شي ..
وصكت الباب , هزت حنان أكتافها وشالت شنطة عدنان وتحركت لغرفة سحر , فتحت الباب بعد ما دقته لقيتها نايمة رغم الأنوار المفتوحة ومحمولها قدامها على السرير مفتوح على صفحة منتداها المفضل ونظارتها ضاغطة على خدها , زفرت وسحبت النظارة وبعدت المحمول وحطته على الطاولة جنب النظارة ولحفتها وتحركت طفت الأنوار وقفلت الباب وهي تدعي بداخلها إن الله يصلح أبناءها ويهديهم , نزلت لقيت عدنان جالس في الصالة جنب أبوه وهو حاط يده على ركبته يكبسها بحنان , من يومه وهو أحن وأبر الأبناء عليها وعلى زوجها , دعت له بالتوفيق وهي تسمع عبد الكريم يقول : معناته كنت مطير يا سيد عدنان ..
ابتسم عدنان وقال : مي ذيك السرعة , ما جاوزت الـ 120 ...
قال عبد الكريم : الله أكبر , 120 لو انفقع إطار ولا شي لا قدر الله , تراني أحلفك يا ولدي ما تجاوز الـ 100 في الخط السريع ..
ابتسم وهز راسه وهو يقول : إن شاء الله , المهم بشرني عنك ..
زفر وقال : ارتحت من شي ودخلت في شي ..
وطالع فيه بنظرات حادة وهو يقول : تصدق إنه ماهر طلق أريج ..
فتح عدنان عيونه على اتساعها وهتف : مرة ثااااااااااااانية , لاحول ولا قوة إلا بالله , هو اش عنده هالولد ؟؟ ..
تنهد وقال : ما أدري عنه ..
قطب عدنان حواجبه وقال بطفش : هالمرة ما بأتدخل , خلهم هم يصطفلون , كل ما تضاربوا راح أحد يصالحهم ..
همس عبد الكريم : أمك الثانية ما رجعت , يمكن عشان كذا المشاكل زايدة ..
فتح عيونه على اتساعها وهو يهتف : خالتي عاليه ما رجعت البيـــــت !!
وانتبه لأمه اللي تحركت بخفة رايحة للمطبخ عشان ما تتدخل في مناقشتهم , قال : أمي ..
لفت عليه حنان وهي تقول : هلا ..
طالع فيها طويل قبل ما يهمس : أمي روحي لخالتي و ...
شهقت وقالت بحزم : مستحيـــــــــــــــــل لو أمي الله يرحمها تطلع من قبرها وتقولي روحي لها مارحت ..
قال : بس إنتي عارفه ما لها سِلفة إلا إنتي , عماتي استحالة يروحون لها لأنهم ما يطيقونها و ..
قاطعته : عدناااان , إنت تعرف اللي بيني وبين مرة عمك ..
قال باعتراض : أمي مرت 29 سنة ..
قالت بألم : وهي 29 سنة تذكرني بهالشي ..
قام لمن شاف نظرة الألم في عيونها وهمس : أمي اللي صار كان مو بيدك و ..
أشاحت بوجهها عنه وهمست : أجيب لكم شي تشربونه ..
وتحركت للمطبخ , زفر عدنان ولف على أبوه اللي هز أكتافه بحركة عجز , رجع طالع في المطبخ وتحرك نحوه بحزم ..
: لا أصدق عينااااااااااااااي , عدناااااااااااني هناااااااااا ..
تلاشى عزمه والتفت بابتسامة لسامر اللي فرد ذراعينه عن آخرها , ضمه بترحيب وهو يقول : أمي تقول إنك نايم ..
ضحك وقال : شغلني المنتدى شويه وما نمت , متى جيت ؟؟
أجل موضوع الحديث مع أمه وتحرك راجع للصالة مع سامر وهو يجيب على أسئلته ويسأله عن باقي أخوانه , خالد خرج يتعشى مع هند والبنات وماهر مايدري عنه ..


*************************

الساعة 2 صباحا في جدة :
الدور الثاني في فيلا حمده :

: أكيد موافقة ..
ارتجفت سفانة السارحة وهي تتأمل الظلام لمن خرق صوت العنود المكان وهي تقول هالكلمتين بلهجة ثابته يشوبها تساؤل بسيط , ابتسمت وضمت لحافها وقالت بهدوء : بأستخير وأشوف ..
قامت العنود من سدحتها على ظهرها واتكت بأكواعها على المخدة وطالعت في سفانة وهي تحاول تشوف ملامحها وسط الظلام وقالت : بلا سخافة , أظن ودك تقولين موافقة من عرفتي إنه عبدالإله ..
زفرت سفانة و انقلبت على جنبها اليمين و أعطتها ظهرها بصمت , زحفت العنود من مكانها على الأرض وفتحت الأبجورة وهي تقول : بنت هالزفرة ما تطمن ..
ورجعت لفت على سفانة النايمة على طراحة مجاورة لطراحتها على الأرض و حطت بطنها على خصر سفانة وطالعت في وجهها وهي تقول : سفانة دب ..
ولمن شافتها مغمضة عيونها بقوة قربت وجهها وباستها على خدها وهي تهمس بدلع : سفسفه ..
ولمن شافت دمعتين تتسلل من عيونها شهقت وزحفت من فوقها على الجنب الثاني وهي تقول باستنكار : بنت تصيحين ليه ؟؟
تأوهت سفانة وهي تمسك خصرها اللي حستها انسحق بثقل العنود ومسحت دموعها وهي تقول : عورتيني ..
ولمن جات بتقوم رجعتها العنود لسدحتها وقالت وهي تجلس : تكلمي , ليش هالدموع ؟؟
طالعت فيها سفانة بصمت , تأملت العنود الشال المربوط بإحكام على راسها ورجعت ضمت فخوذها لصدرها وطوقتها بذراعينها وهي تسند دقنها على ركبها وهي تقول بحيرة وهي تخفي خوفها : خايفة لأنه حلمك صار حقيقة وحبيبك خطبك ..
ضحكت سفانة ومسحت دمعة تسللت لعينها وهي تهز راسها بلا , ورجعت ركزت بصرها على العنود , زفرت العنود ومدت يمناها ومسدت بكفها على كتف سفانة المستلقية وهي تهمس : تكلمي , أنا أصريت أنام عندك اليوم لأني عرفت من عيونك إنه عندك كلااااااااام كثيـــــــر ودك تقولينه ..
زفرت سفانة وانقلبت على جنبها اليسار وأعطتها ظهرها للمرة الثانية , تأملتها العنود بصمت وهي تتلمس شعرها المتناثر على أكتافها وحول جسمها وهي تتحمد الله بداخلها , لمن شافت أكتاف سفانة تهتز مدت يدها ومسدت ظهرها وهي تصرخ بداخلها ~ حاسة بك يا سفاااااااااااانة , ما أتخيل نفسي بلا شعر , الحمد لله , والله الواحد مايشكر ربه على نعمته ولا يحس بها إلا لمن يفقدها , والله حااااااااااااااااسة بك يا قلبي , وأعرف إنك تبغيني أقولها بس ما أقدر , والله ما أقدر أفتح معاك هالموضوع , الله يسامحها اللي سببت لك كل هالوجع إن ماكانت دارية وإن كانت دارية يارب تتعذب في دنياها قبل آخرتها ~ قامت سفانة مسحت دموعها ورفعت يدينها وفكت الشال المعقود وسحبته بصمت , تأملتها العنود وهي تصرخ بداخلها ~ أنا فااااااااااااااااااااااهمة مايحتاج تقربين لي ياسفااااانة ~ , رجعت لفت سفانة الشال على راسها وهي تقول بصوت مخنوق : بيتحمل هالشكل لو شافه ؟؟..
قالت العنود بابتسامة : والله حلوة حتى وإنت قرعة ..
طالعت فيها سفانة وهي تزم شفايفها فكملت بحماس : والله صدقيني ما بأكذب عليك وما بأحلف بالله كذب , مو بشع للدرجة اللي إنت مصورتها وخليتيها أمر مأساوي , بعدين أكيد مليوووووووووون في المية عبد الإله عارف بالعين اللي صايبتك ..
قالت سفانة : العلم شي والشوف شي ثاني ..
قالت العنود بتريقة : خلاص أطلبي نظرة شرعية وأدخلي عليه شايله العصير وإنت بصلعتك تقان حبحب صيفية طازة ..
هتفت سفانة : عنوووووووووووووووووووووووود ..
ضحكت العنود وقالت : اش أسويلك تقولين العلم شي والشوف شي , إنتي أصلا من تتزوجينه بتحرصين إنك تكونين بالباروكة ووقت النوم بتربطين الشال عادي , شوفيهم البنات على كثر ما عاشروك محد شاف صلعتك المقدسة إلا أنا وأخواتك ..
ضربتها وهي تقول : يا حمارة اش صلعتك المقدسة ..
هزت العنود أكتافها وقالت : والله , إنت من كثر منتي حريصة إنه محد يشوفها أشك إنك إنت نفسك قيد شفتيها , ويعني لو جا يوم وشاف صلعتك , ربي كتب عليك هالشي مو إنتي جبتي مكينة وحلقتي راسك , بلاء ولازم تصبرين عليه ..
فتحت سفانة فمها فقالت العنود تقاطعها بحزم : عارفه إنه الكلام سهل , شي أكيد سهل , أنا دحين قاعدة أتكلم وأنا ماني عارفه بالضبط إش شعورك , حاسه به بسسس , ولو كنت تنتظرين إنه أحد يحس في مصيبتك غيرك إنننننننننسسسسسسي , الدنيا كلٍ شايل همه وبسسسسسسسسسس ..
زفرت سفانة بعد لحظة صمت وقالت : مو بس هالموضوع ..
ربعت العنود وقالت : وهذي جلسة , يلا اتحفيني ..
: عنوووووووود ..
قالت العنود وهي تضحك : قلت لك من ساعة خلينا نتكلم قلتي ننااااااااااااااااام , والله كنت عارفه إنك مابتنامين , يلا هاتي اللي عندك عشان نقوم بعدها نسوي لنا ذاك الأندومي اللذيـــــــذ بالليمون وشوية شطة و فلفل و..
: عنود ..
قطعت العنود وصفها الحالم وقالت : أوكي , معاك يلا قولي اللي عندك ..
فركت سفانة يدينها وبدأت تطقطق أصابيعها وهي تتأتئ وهي تقول : هو , الموضوع , هو ....
قالت العنود تستحثها بلهجة جادة : أنا موافقة على حبيب قلبي عبود قوليها يلا ..
ضحكت سفانة وضربتها وهي تقول : خليني أتكلم , صدق إنك حَشْرة , نشبتي الكلام في حلقي ..
وكملت باستنكار : بعدين مين قلك إنه حبيب قلبي ..
لفت العنود وجهها وقالت : شفت أرنب شارد و الله مو أرنب قطيع أرانب ..
ورجعت طالعت في سفانة وقالت وهي تحرك يدها بطريقة مبهمة : بنمشيلك هالكذبة هالمرة لكن لا عاد تعيدينها ..
قالت سفانة بسرعة : أخاف بعد هذا الفرح اللي جاكم ما تطلع النتيجة توافق , أنا ماكنت متخيلة إنه بيتقدم لي في يوم ولمن كلمني أبويه على العريس اللي تقدم لي كنت مستبعدة تماما عبد الإله , وأول ماعرفت ما حسيت بالفرح زي ما تخيلت , حسيت بخوف , ليش تحقق لي هالشي وتقدم عبدالإله ؟؟ ليش أنا مو الخنساء ولا أسماء ولا سمية ؟؟ ليش ...
قاطعتها العنود وهي تقبض على ذراعها : في شي اسمه قضااااااااااااااء وقدر ..
وطالعت فيها بذهول وهي تكمل : بعدين مستكثرة على نفسك إنه ربي حقق لك شي كنت تبغينه , ما أظن إنه ربي بخل على أحد من عباده , نعمه مالها عد وهذي وحدة من النعم اللي أعطاك إياها ..
ورصت يدها بقوة وهي تأكد لها بحزم : هذا الشيطان يقولك اش معني وليش وغيره عشان يشغلك عن شكر الله , بيشكك في دينك وبيزعزع ثقتك في الله , اشكري الله واستخيريه , إن طلعت النتيجة توافق الحمد لله اللي تمم عليك نعمه وإن ما طلعت توافق برضو الحمد لله ربي يحبك و بيختبرك أو إنه يبغالك الخير والخير يكون ساعتها مع غير عبد الإله ..
وطالعت فيها بحيرة وهي تقول : ما أخبر إنك ضعيفة إيمان كذا ..
زفرت سفانة وقالت : أنا عارفه هذا كله , بس ...
وسكتت لمن زفرت العنود وهي تقول : تصدقين عاد , هذا كله كلام وبربره اللي قاعده أقوله لك , بأصارحك دحين , والله انتظار النتيجة والتفكير بإنها متوافقة ولا لا كان يأرق ليلي , تعذيييييييييييييب , وأنا والله شفقانة عليك من دحين , بس المهم خليك أقوى ..
قالت سفانة بتوتر : أنا جالسة أفكر بجماعتنا لو دريت إنه مافي توافق بيطلعون عني إني مريضة , هم إلى الآن مهم فاهمين حكاية التوافق وغيره ...
قالت العنود باستبعاد : حبيبتي الناس تطورت وصارت تفهم , مهم جُهال عشان يطلعون هالكلام ..
هتفت سفانة : مو حضارتهم قالوا هالكلام قبل شهر عن بنت الـ .......
شهقت العنود وهتفت : كذاااااااااااابة ..
قالت سفانة وهي تحرك يدينها بعصبية : والله , ما سمعتي أم حمد لمن جات ونقلت خبر عدم التوافق اش قالت , تقول أكيد البنت فيها الكبد الوبائي ولا إيزد عشان كذا ما طلعت النتيجة توافق ..
قالت العنود بقهر وهي تضرب فخوذها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآخ ليتها تنطق اسم المرض زين قال إيزد قال , يامن يحط يديني على رقبة أم إيزد الهرمة هذي ...
ورفعت يدينها وقالت : ويعللللللللللللللللللل الإيزد يجي في عدوك يا أم حمد قولي آآآآآآآمين ..
ضحكت سفانة وقالت : أشووووووووه اللي ما دعيتي على الحرمة ..
ضربت العنود صدرها بقهر وقالت : دعيت على نفسي لأني آآآآآآآآنا عدوتها , الله لا يكسب شيطانك يا أم حمد الفتانة ..
وصرخت بغيض : قاااااااااااهرتنيييييييييييييييييييييييييييي , يا أنا ياهي في هالعالم , صدقيني لو قابلتها يا قاتل يامقتول ..
قهقهت سفانة وقالت : إحمدي ربك اللي ما طحتي في لسانها والله تكرهين حياتك ..
قالت : الله لااااااايقول أطيح في لسانها لأني ذاك الساع بأطلع وسسسسسخ قلبي فيها ..
: عجوز يالمتخلفة عجوز ’ تحطين نقرك من نقرها ..
قالت العنود بعصبية : هذا القهههههههههر , عجوز رجل في الدنيا ورجل في القبر وتحشششششششش في خلق الله وما سلمت بِسة سابع حارة ورانا من لسانها ..
نسيت سفانة كل خوفها وتوترها وهي تضحك على العنود وهي تحاول تفهمها بشتى الطرق إنها قاعدة تغتابها وإنه أم حمد قاعدة تاخذ من حسناتها وهي نايمه , انفتح الباب وطلت منه الخنساء وهي تقول : يالله سكنهم في مساكنهم , ماكنتم نايمييييييييين ؟؟ متى مداكم تصحون !!..
ولمن شافت سرير سفانة الفاضي ضحكت وقالت وهي تأشر عليهم : صدق بدو , سايبين السرير ونايمين في الأرض ...
قالت العنود وهي تهز أكتافها : مو حضرة أختك ما تحب أحد يشاركها السرير وأصرت تنزل الأرض وهي تحلف علي أنام على السرير يعني يعني مسوية فيها بتكريم ضيفها لكني قعدت على قلبها , وراها وراها ..
ضحكت سفانة وقالت باعتراض : مو كذاااااااا ...
قلدتها العنود بتريقة وقامت وهي تقول : تحركي جعت من كثر الدعاء على أم حمد ..
قالت الخنساء : هو إنت دريتي ..
قاطعتها سفانة : خلااااااااااااااص , صكيها سالفة , العنود لها ساعة تاكل في لحمها الضعيفة ..
شهقت العنود وقالت بتحذير : لا تقولين ضعيفة عشان ما أحط كل حرتي منها فيك ..
ضحكت الخنساء وقالت : خلاص , خلاص , أسبقكم على المطبخ ..
وكملت بحماس : اش رايكم نلعب كُن كان ..
شهقت العنود وقالت : الـــــــلــــــــه , والله فكرة تجنن ..
وسحبت سفانة المتأففة بحماس ..


***********************


يوم الجمعة 19 /10 / 1427 هـ :
في شقة نجلاء بعد صلاة العصر :


صكت نجلاء السماعة وهي تطالع في وسام الجالسة على الأرض وهي ماسكة ورقة وقلم تحسب اللي صرفوه هالشهر و هيام منبطحة على بطنها وهي تطالع في الورقة وتسحب طرفها , زفرت وسام ورفعت القلم وضربته في جبهتها وهي تقول : بسك رجه , خليني أركز ..
زفرت هيام بطفش وقالت وهي تريح راسها على يدينها المعقودة : طفــــش ..
سألتها : قريتي سورة الكهف ؟؟
: إيوه ودحين طفشاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااانه ..
ابتسمت وسام وقالت : قلت لك أدخلي دورة مكياج اشغلي وقتك ما سمعتي ..
رفعت راسها و قالت باعتراض : لوحديييييييييييييييي ..
ورجعت ريحت راسها وقالت : طفش , اش أقعد لوحدييييي ؟؟ بعدين مين بيوديني ويجيبني ..
قالت وسام بصبر لمن غلطت في الحساب بسبب إزعاجها من دون ماترفع راسها عن الورقة : قلت لك أنا أتكفل أوصلك و أرجعك ..
ورفعت راسها لمن زفرت هيام وابتسمت وقالت : كم هيومه عندنا ؟؟ هي وحده ونعزها ونغليها , أشري يا بنت ونسويه لك ..
ضحكت هيام ومدت يدها بتثاقل ولعبت في خصلة وسام المتدلية جانب وجهها وقالت : ما أبغى شي بس خليك دايم كذا , ترا البيت كان بشع وإنت زعلانه ..
حست وسام بغصة ترجع لحلقها وطعنة في قلبها وهي تقول بداخلها ~ لهالدرجة كنت مأزمتهم ؟؟ حتى أمي قالت نفس الكلمة قبل يومين ~ , ابتسمت وقالت بهدوء وهي ترجع للورقة : كنت تعبانة مو زعلانه , لازم تمر على الإنسان لحظات زي كذا مو على طول مبتسم ..
ابتسمت هيام وتمطت بكسل وهي تقول بصوت مخنوق : بس إنت غير , دايم مبتسمة عشان كذا مو لايق عليك الزعل ..
قالت باعتراض : تعب مو زعل , بعدين أنا بشر ..
ضحكت وقالت بتريقة : طيب يا بشر إرجعي لحساباتك ..
اكتفت نجلاء بتأملهم بصمت وهي تحس إنها ودها تنفجر ببكاء عميق , قالت هيام لمن شافت الحساب : وااااااااااااااو , في فلوس , يعني نوصي عشا ..
ضربتها وسام بالقلم وهي تقول : بلا صرف زايد , يا دوب يكفي لآخر الشهر , لسه باقي 6 أيام على استلام الراتب , فلنفرض صار شي طاريء ولا ..
قاطعتها بخبث : والحساب الإحتياطييييييييييييي اللي يفوق الآلاف ..
شهقت وسام وقالت : يمه منك , قولي ماشاء الله لا ينقص , بعدين هذا لوقت الحاجة ..
قالت وهي تأشر على أمها : في كمان حساب أمي التقاعدي ..
ضربت وسام صدرها وقالت وهيام تقهقه : بــــنـــــــت , أوصيلك عشا لا تقعدين تعددين , ترا ما يحسد المال إلا أصحابه يالخبله ..
ولفت على نجلاء وقالت باعتراض : أمي قلت لك لا تعلمينها على حساب التوفير هالبنت ما تتبل في فمها فولة ..
ابتسمت نجلاء بهدوء , طالعت فيها وسام بحيرة وطلت هيام من وراها براسها وهي تقول : مامي أي مطعم نوصي ؟؟ ..
قالت نجلاء : نوصي من أيييييي مطعم تبغونه لو في آخر الرياض , ولو تبغون نروح نتسوق في الفيصلية ونروح للمطاعم أنا جاهزة ..
صرخت هيام بحماس وهي تقوم وبدأت تنطط وهي تصرخ : بنخرج , بنخرج , وااااااااااااااااااااااااااي بنخرج ..
وجريت وهي تقول : عباااااااااااااااااااااتي , عباتي ويــــنــــــــــك ؟؟
ضحكت وسام على خبالها واتكت على الكنبه اللي جالسة عليها نجلاء وهي تقول : خير أم وفاء , اش المناسبة ؟؟
قالت نجلاء بصوت مخنوق : فرحانة اليوم لدرجة ودي أطير , حرام الواحد يفرح ..
ضحكت وسام على تعبيرها وقالت وهي تقوم وتجلس جنبها : لا حرام ولا شي يا عمري بس فرحينا معاك ..
قالت وهي تقوم : نتمشى ولمن نرجع يصير خير ..
: يلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
غرقت وسام في الضحك لمن جاتها هيام وهي لابسه عبايتها وماسكة طرحتها وغطاها في يد وجزمتها في اليد الثانية , قالت نجلاء وهي تضحك : أركدي يا بنت , مطيورة , خلينا نتوضأ , نصلي العصر ونتحرك ..
ضربت الأرض برجلها وهي تقول : طيب بسرعة , تمشون على أقل من مهلكم ..
قالت وسام وهي تصك الدفتر اللي كانت تحسب فيه : إنتي المطيورة ..
وشهقت لمن سحبتها هيام ودفتها للغرفة وهي تقول : وساااااااااام استعجليييييييي ..
: هيام , شويه شويه , الفيصلية مي طايرة ..
تأملتهم نجلاء وهي تقول : الله يسعدكم يا رب ..


**********************

اسير الصمت
09-10-2012, 11:50 PM
قبل المغرب في جدة :
في شقة جاسم :

قطبت حواجبها وهي تدنق راسها أكثر تحاول تركز على الدعاء , كانت لابسة شرشفها ومتوجهة للقبلة , قطبت حواجبها أكثر وهي تحس بإصبعه ينغز خصرها , جاهدت عشان تبقى ثابته وهي تقطب حواجبها أكثر , ولمن حست بإصباعه يقرب دفته بكوعها , ضحك وقال : يلااااااااا تدعين لأمة محمد كلها إنت ..
ابتسمت شبه ابتسامة وهي تصلي على الرسول وتتحمد لله عشان تختم دعاءها , ولمن انتهت لفت عليه وقالت بحدة : جسوووووووووووووم ..
كان منسدح على الكنبة الطويلة اللي وراها وهو مدلي يده بكسل , ابتسم وقال : لك نصصصصصصص ساعة تدعين , حشا تراويح هي , ما صار دعاء ..
عدلت وضع شرشفها وقالت : أنا ما أدعي لنفسي بس , بعدين أنا ماحسبت أدخل في جو الخشوع جيت تنغزني ..
حرك حواجبه وقال بطريقة مسرحية : أنااااااااااا شيطان الإإإإنــس مواااااهااااهاااااهااااااااااااااااا ..
ضحكت وقالت وهي تقوم : يالله تسكنهم في مساكنهم , قوم إدعي الدعاء مستجاب في هالوقت , قول يارب فكني من حالة الخمول اللي أنا فيها ..
وشالت السجادة وهي تفكر في حالة جاسم في الفترة الأخيرة , صار من العمل للبيت ومن البيت للعمل , زفرت ولفت عليه وقالت مقترحة : اش رأيك تروح بعد المغرب لجده حمده ..
قال وهو يعطيها ظهره : كنت عندها الربوع ..
لفت بوزها ورجعت قالت بلطف : طيب اش رايك تروح تتعشى مع حسان من فترة ماخرجتم ..
قال بصوت متثاقل : أنا كل يوم في وجهه وقاعد معاه , تصدقين , غايضني ترابطه مع عبد الإله , أحس إنه صار منسجم معاه أكثر مني ..
قبضت يدينها وهزت راسها وهي تستغفر بداخلها , لف عليها فغيرت ملامحها على طول وابتسمت له وهي تقول : لا تنسى إنه كان لك فترة مهي بسيطة في الشرقية وماكان عنده إلا عبد الإله ..
طالع فيها بحاجب مرفوع وقال : خير اش عندك ؟؟
أخفت مشاعرها وقالت : لا ولا حاجة حبيبي , أروح أجهز لك قهوة ..
قال بأذية : قوليها قوليها عادي , مليتي من وجهي وتبغين تفتكين مني ..
وقبل ما تتكلم كمل : ماااااااااااااني متحرك من البيت ..
رسمت أجمل ابتسامة تقدر عليها ولفت عليه وهي تقول كاذبة : لاااا مين قاااااااال ؟؟
وجات له وجلست جنبه وهي تقول : لو اش ما صار مستحيل أمل منك حبيبي ..
وسلمت على خده وطبطبت على كتفه وهي تقول بحيوية ونشاط : أروح أجهز القهوة وإنت قوم تروش عشان تنشط نفسك ..
ولمن دخلت المطبخ زفرت وهي تقول بداخلها ~ كمان إحنا الحريم مايعجبنا العجب , لا غاب وانشغل زعلنا وقلنا مهمل ولا جلس في البيت تتمنين يخرج شويه عشان تتنفسين شويه وتاخذين راحتك و .... , صح هم ليه ما يصيرون وسط , أفففففففف , المشكلة ما تقدر الوحده تجلس ساكته أو مقطبة لازم على طول مبتسمة ورااااااايقة , ياربيييييييييييييي ~ حطت الكافتيرا على النار وهي تدعي ربها يبعد عنها حالة الطفش اللي هي فيها , طالعت في الصينية اللي سحبتها من الدولاب وهي تفكر بأخوها , ارتسمت ابتسامة على شفايفها وهي تتذكر شكله , الفرحة واللمعة في عيونه , الراحة والاستقرار اللي لمستها فيها ..
: عندي ضاربه البوز وهنا مبتسمة ..
لفت عليه وهي تصرخ بداخلها ~ يااااااااااااااااااااارب , دقيــــــــقة راحة بسسسسسسسسس ~ حافظت على ابتسامتها وهي تقول : متى ضربت البوز يا عمري ؟؟
شافت في عيونه النظرة اللي تكرهها ~ لااااااااااااا , هذا معناته ناوي حرش , يدور على مضاربة , الله يعيني ~ , حط يدينه على خصره وقال بحدة : تراني أعرف الابتسامة اللي من قلبك واللي ترسمينها تمشية حال ..
زادت عرض ابتسامتها وهي تقول : جاسم متضايق من ..
قال بعصبية : لا تبدئين الموال , من أعصب تسألين متضايق من العمل ولا من أي شي ثاني , ليش ما يكون ضيقي منك ؟؟
ذابت ابتسامتها وهي تحط الصينية على الطاولة وهي تقول : إذا مضايقتك في شي قول ..
أشر على الصينية اللي ضربت الطاولة بقوة رغم عنها وقال : لا والله , تضربينها بقوة يعني معصبة , عصبيتك هذه على نفسك مو علي ..
زفرت وقالت بسرعة : آسفة ما قصدت , المرة الجاية بأكون أحرص وأنا أحطها ..
سأل بحدة : اش قصدك ؟؟ تسكيتة يعني ..
كانت تحس بدمها يفور بداخلها لكنها ذكرت نفسها إنه صبر على عصبيتها كثير في الأيام الماضية , قبضت يدها بقوة و فردتها وهي تهمس بهدوء : ما قصدت شي ..
أشر على يدها وسأل : واش هالحركة ؟؟
حست بضغطها يرتفع لكنها كبحته وهي تقول : حركة تريحني ..
ولمن فتح فمه يطلع سبب جديد للمضاربة قالت بصوت عالي : جسوووووم ..
وسحبت نفس عميق وكملت : قبل المغرب الشياطين تشد حيلها عشان تشغل الواحد عن هالوقت ..
ورسمت ابتسامة كرتونية , قال بعصبية : قصدك أنا شيطان ..
قهقهت من أعماق قلبها على فهمه الخاطئ , رماها بنظرة حادة وقال وهو يخرج : أحسن لي أخرج ..
لحقته وهي تحاول تمسك ضحكتها وهي تقول : لا والله ما قصدت , إنت فهمتني خطأ و ..
لمن خرج بعد ما سحب جواله ومفتاحه وصك باب الشقة بقوة , طالعت في باب الشقة للحظات نقزت بعدها وهي تصرخ : الحمــد لله ..
طالعت في الشقة , غمضت عيونها تنصت للصمت , تنهدت وقالت : أخيييييييييرا هدوء ..
راحت طفت عن الكافتيرا وراحت تمددت على الكنبه باسترخاء , لمن أذن المغرب قامت صلت الفرض والسنة ورجعت تمددت على الكنبه تقرأ الأذكار وهي حاطة يمينها على بطنها , وزفرت بعد ما انتهت وقالت : والله الشغل رحمة من رب العالمين , الله يعين اللي زوجها عاطل أو متقاعد ..
ولمن مر بعض الوقت قامت عشان تتصل عليه لأنه لو ما اتصلت عليه بيرجع ويسوي مشكلة جديدة , اتصلت مرة ومرتين وثلاث وهي تدعي بداخلها إنه مايرد , بعد الاتصال الثالث أرسلت رسالة رقيقة كتبتها وراحت لغرفة التلفزيون بعد ما سوت لها كوب نسكافيه , استرخت قدام التلفزيون وهي تقلب في قنوات المجد باستمتاع , كانت عارفه إنه لمن يرجع من خرجته بيسوي واحد من اثنين , إن كان معصب مرة بيسكت ويعلن زعله إلى صباح الغد اللي بيصحى فيه ويتعامل معاها كإنه ماصار شي , وإن كان رايق بيجي ومعاه شوكلاتتها المفضلة أو آيس كريم أو أي شي بسيط يعلن فيه أسفه بدون ما تخرج الكلمة من فمه ويرجع يتعامل معاها كإنه ماصار شي , زفرت وقالت : رجال ...


*********************


بعد العشاء :
في شقة نجلاء :

شهقت وقالت باعتراض : لااااااااا ..
سألت نجلاء بصدمة : ليه لا ؟؟ عبد الكريم بنفسه مكلمني وقال إن الولد يبغى يخطبك وهو عارف كل شي ..
كانت تبغى تقول لأمها إنها قالت لا استنكار مو اعتراض , حاولت تستوعب الكلام اللي تقوله أمها وهي تصرخ بداخلها ~ لااااااااا , مستحيييييييييل , ليش وافق على وحدة زيي ؟؟ ليييييييش ؟؟ ~ قالت نجلاء وهي تحط يدها على كتف وسام : حتى يبغى يجي هو وحنان عشان يتقدمون لك رسمي , لكن بعد ......
ما انتبهت لباقي الكلام وهي تهتف بداخلها ~ بيخطبني رسمي ؟؟ أمه موافقة ؟؟ بأتزوج سامر , لاااا , مستحيل ~ سحبت وسام كتفها من تحت يد نجلاء وقالت وهي تهز راسها بلا : بهالسرعة ؟؟ لااا أمي لاااا , أنا لازم أفكر , لازم أهيئ نفسي ..
وهي تقول هالكلمات أول ما طرأ في بالها كيف كلم عبدالكريم سامر , كيف وصل له الموضوع , واش وجهة نظر سامر , أكيد شك إنها سوت شي ونجلاء وعبد الكريم متسترين عليها , كيف وافق ؟؟ وقفز تفكيرها بلا شعور لأول ليلة لهم , حست برعب خلاها تختنق , شهقت تحاول تضيع هالخنقة لكنها زادت , شهقت نجلاء وهي تقول : بسم الله عليك ..
شهقت وسام مرة ثانية ورفعت يدينها لياقة بلوزتها تحاول تبعدها , فزت نجلاء من جلستها وهي تقول برعب : وسام اش فيييييييييك ؟؟
كانت تصرخ بداخلها ~ هواااااااااا أبغى هوااااااااااااا ~ وفكرة الليلة الأولى تهاجمها بشكل غريب مرعب , حاولت تلقط أي نسمة هوا , هزتها نجلاء وهي تصرخ : وسااااااام ..
فتر جسدها وتراخت يدينها لمن حست بظلام يجتاحها ببطء لولا برودة الموية اللي اندفعت من فم هيام اللي جات على صراخهم , شهقت وسام بقوة وهي مصعوقة من برودة الموية واندفع الهوا لصدرها , شربت هيام من كاسة الموية وبخت وجه وسام مرة ثانية وهي تسأل بخوف : خلااااص ..
شهقت وسام وقالت بصوت مخنوق مرتجف وهي تبعدها عنها : خلاص , خلاص ..
وجلست على الكنبه وهي تحس أطرافها كلها ترتجف , سحبت نجلاء كاسة المويه من هيام وحطت شويه في راحتها اليمين وبدأت تمسح وجه وسام وهي تقول : بسم الله عليك , بسم الله عليك ..
ومسحت نحرها ورجعت مسحت وجهها , كانت وسام تسحب أنفاسها سحب من أنفها وهي تجز على أسنانها عشان ترص فكها المرتجف , قالت هيام اللي سمعت كل شي من المطبخ : منتي وجه نعمة , الناس لا انخطبوا يفرحون , يخجلون , ينفجعون , لكن يختنقون ويموتون هذي أول مرة تصير ..
ابتسمت وسام مجاملة وهي تضم يدينها لصدرها قبل ما ترفع رجولها للكنبه عشان تحس إنها ملمومة شوي , جلست نجلاء جنبها وتأملتها للحظات قبل ما تضمها بصمت , غمضت وسام عيونها بقوة , في كل خطباتها السابقة كانت ما تفكر ولا تمنح نفسها فرصة لتخيل أي شي , ترفض على طول بأي حجة ويعتريها خوف إنهم يشكون من رفضها المستمر , ياما كانت تفكر بينها وبين نفسها بعد ما ترفض إنها تقبل بالمتقدم الجديد وبعد ما تتزوجه ويكتشف تحكي له على الحقيقة لكنها تتراجع من تتخيل نظرته لها سواء كانت حقد أو خيبة أمل , ماتبغى تبدأ حياتها بغش , تتخيل إنه كان يرسم لها صورة جميلة ويعطي المهر ويجهز الشقة وكل شي وأخيرا يصاب بخيبة أمل وهي السبب في هالخيبة اللي ممكن يتجاوزها أو إنها تخرب حياتها إما بطلاق أو عيشة كلها شك واحتقار , ماكانت تبغى توصل لهالأمر , الآن وهي عارفه إنه عارف وموافق قفزت ذاكرتها لليوم اللي كان هاجسها , هو حيكون عارف بكل شي لكن هي كيف حتتقبله و ..........
صوت لهاثه , رائحة تبغه , يدينه السمراء الخشنة بأظافيرها المكسرة من قل التقليم على بشرتها الغضة الصافية , قبلاته وتوابعها و الأبشع من هذا كله ........
فتحت عيونها على اتساعها لمن تذكرت بالصوت والصورة ذيك اللحظة اللي كان عقلها دايم يحجبها عنها ويحاول يضفي عليها ضباب مريح صرخت من أعماقها وهي تتشبث في نجلاء , انتفضت نجلاء من صرختها وضمتها أكثر , تفجرت الدموع من عيون وسام اللي رفعت راسها لنجلاء وهي تشهق وتقول : ما أبغى أتزوج , أمي الله يخليك ما أبغى أتزوج , أنا كنت أطاوعكم عشان ماتزعلون مني , أنا ما أبغى أتزوج , أنا مرتاحة كذا ..
ورجعت دفنت وجهها وهي تصرخ : ما أبغى أتزووووووووج ..
أشرت نجلاء لهيام إنها تروح لكن هيام هزت راسها رافضة وهي تجلس على يسار وسام وتحط يدينها على ظهرها تمسحه بخفة , زادت دموعها وزاد انتحابها لمن حست بلمسات هيام الحنونة , كانت تبكي وهي تحس بعقدة الذنب من الألم اللي سببته لهم كدوامة تكبر وتكبر بداخلها لدرجة كادت تبتلعها لولا إنه صوت خفي بداخلها كان يهمس بضعف من وسط آلامها ~ عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , على قدر الإيمان يكون الابتلاء ~ تعاظم هالصوت بداخلها وبدأ يدوي ~ كل شي يهون إلا المصيبة في الدين يا وسام , دنيا , دنيا ما فيها إلا الشقاء , ولدت عشان تعبدين وتكافحين والراحة لمن تدخل رجلك اليمين الجنة , الدنيا ابتلااااااااء ~ وزادت دموعها وهي تهمس لنفسها : ياربي يكون ابتلاءك هذا اختبااااااااار من محبة مو عذاااااااب , يارب يكون اختبار مو عذاب ..
ماتدري كم مر من الوقت وهي على هالوضعية لكنها توقفت عن الانتحاب واكتفت بشهقات متتالية وهي تحس بصداع يفتك براسها , ماتحركت عن وضعيتها وهي حاسة بالأمان من اختناقها بجلابية أمها واحساسها بدفء جسمها من تحت الجلابية , هالدفء كان يشوبه بروده تلسع قمة أنفها وأسفله لمن تسحب أنفاسها بقوة , كان ودها تدخل بداخل نجلاء وتختفي عن العالم ولمن تذكرت إنه هالبطن مهي البطن اللي حملتها تسع شهور غمضت عيونها وهي تدفن وجهها أكثر وهي تصرخ ~ انتي أمي , انتي امي , انتي أمي ~ ....


****************************

الساعة 10,30 في جدة :
شقة مشاعل :

: أصلا كان المفروض تدخل هاله على الحرمة مو مشاعل ..
زفرت سعاد وقالت لبنتها الكبيرة : مشاعل أكبر منها و كيف ندخل هاله قبلها ..
قالت حنان بطفش : هي جربت نصيبها وخلصنا , لازم ما تحرم هاله من النصيب ..
قالت سعاد باستنكار : أختك لساعها بنت , بعدين هي ما بتقطع نصيب أختها إن شاء الله , اللي كاتبه ربي بيصير ..
لفت بوزها وقالت ببرود : خلينا واقعيين يا أمي , مشاعل مطلقة يعني مفروض ما تحلم بواحد زي اللي تقدم قبل كم يوم , مالها إلا مطلق زيها ولا متزوج ..
وزفرت وقالت : بس من سمعوا إنها تطلقت فص ملح وذاب , طيرت الرجال , كان لقطه , لو شافوا هاله كان إحنا نتكلم في تفاصيل العرس دحين ..
وكملت بحدة : العريس الجاي بتدخل هاله وتنثبر مشاعل في الغرفة , أنا عارفه إنه الأصول إن البنت الكبيرة اللي تدخل لكن هالشي مفروض ما يتطبق على مشاعل اللي رفضت العريس اللي جاها قبل ..
تنهدت سعاد وقالت وهي تضرب يدينها : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ورجعت قالت بضعف : أنا ما أقدر أكلم أختك في هالموضوع , تعرفينها وتعرفين حساسيتها وكيف تتعب بسرعة من كثر ما تكتم في قلبها ..
قالت حنان وهي تقوم : أنا أكلمها في هالموضوع ..
قالت مشاعل وهي تدخل الصالة : ما يحتاج سمعت الكلام كله ..
مصمصت حنان شفايفها وقالت : التجسس يسمعك شي ما تحبه ..
ابتسمت مشاعل بسخرية وقالت : صوتك واصل للجيران وتقولين التجسس ..
وكملت بلا اهتمام : شوفي يا قلبي بتدخلون هاااااااااااله بتدخلون أحلاااااااااااام , لو بتدخلين بناتك الصغار ما يهمني , ناااااااااركم تحرق حطبكم ..
ومدت سبابتها بتحذير وهي تقول : لكن تقولين المفروض والمفروض هذا اللي ما أسمحك , موووووووو بكيفك تقررين مصيري وتفرضين أفكارك علي , من حقي أتزوج اللي أبغااااااااه وإذا مو عاجبك أعلى ما في خيلك اركبيه ..
: مشااااااااااااااااااااااااااااااعل ..
صوت عبد الله الهادر واللي دخل على آخر جملة قالتها رج المكان قبل ما يهتف : يا قليلة الأدبـــــــ , اعتذري من أختك الكبيرة ..
هتفت مشاعل باستنكار : إنت ماسمعت اش قالت و ..
صرخ بحدة : اعتذريييييييييييييييييييييي ..
زمت شفايفها والتزمت الصمت وبداخلها ناااااااااااار تحرق صدرها , قال ببرود : نظراتك هذه يعني ما تبغين تعتذرين ..
وصرخ : إنقلعي غرفتك لا أشوف وجهك ..
تحركت مشاعل راجعة للغرفة وهي تتمتم : دايم كذا , دايم كذا ..
دخلت وصكت باب الغرفة , زفرت هاله اللي تقلب في مجلة أشعار وقالت بدون ما تطالع في أختها : سيبيك منهم , وحده لاهية مع زوجها ومتى ما طفشت جات تصرف وتحرف فينا وواحد مقهور من حرمته يجي يحط حرته فينا ..
ضحكت مشاعل وقالت وهي تنسدح جنبها على السرير : اششششششش لايسمعونك ويغيرون نظرتهم لك , تراهم شايفينك الملاك المسكين اللي ربي خلاها تجي ورى أختها المطلقة اللي ما تبغى أحد يتزوج قبلها ..
حركت يدها بعدم اهتمام وهي تسمع أصواتهم المتعالية في الصالة وقالت : طنشيهم ..
ودفت المجلة لها و أشرت على أبيات شعر عجبتها وقالت : إقري هذي شوفي كيف حلوة ..
اتكت مشاعل على مرفقها و بعد ما قرأتها قالت بتقطيبة : حلوة بس أحس شي في أبياتها ..
قالت هاله اللي تكتب بعض الأشعار زيها : شوفي أحس هالكلمة ثقيلة ومغيرة شوية في الوزن ..
: إي صـــح , لو حط بدالها ...
اندق الباب بسرعة ودخل منه معاذ وهو يقول بعصبية : أحد استخدم الكمبيوتر وأنا ماني فيه وشغل النت كمان , وحده فيكم ؟؟..
هزوا روسهم بلا فخرج وهو ينادي أحلام وصفق الباب بكل قوته , طالعوا في بعض وقاموا من سدحتهم في وقت واحد , قالت مشاعل بتساؤل وهي تتأمل تعابير أختها : دخلتي الكمبيوتر ؟؟..
عضت هاله شفتها فشهت مشاعل وقالت باستنكار : هاااااااااااااااااااله ..
قالت باعتراض : كنت بأشوف المنتدى اللي تتكلم عنه صحبتي والله ما دخلت غيره ..
سكتتها مشاعل لمن سمعت خطوات في الخارج لكن الخطوات استمرت في طريقها , زفرت براحة وهمست : حسسسسسسسسك عييييييييييييييينك يدري معاذ والله يقص أصابيعك قص ..
قالت هاله بخوف : عسى ما تفضحني المخبوووووووولة أحلامو , لسانها مفلوت ..
ضحكت مشاعل وقالت تهديها : صح لسانها مفلوت لكنها مهي خوافه و ممكن تدخل في عين معاذ وتقلب الطاولة عليه وتصير هي المستجـ ..
وصلهم صوت أحلام العالي وهي تقول : حبييييييييييييييييبييييييييييييييي والله لو ما عندك شي ما تصدع لي راسي بهالشكل , قلتلك مية مرة ما دخلته , تعال تعال اش فيه جهازك خايف عليه كل هالخوف و ...
: أحلاااااااااااااااام ..
ضحكوا الثنتين وقالت مشاعل بتشفي : أحححححححححححسن ما ينفع لهم إلا أحلامو ..
زفرت هاله وقالت بغيض : والله شي يقهر , ظلم هو أصغر مننا ويدخل النت على كيفه ومتى ما اشتهى بس لأنه ولد و إحنا البنات لو طاحت سنوننا وإحنا عندهم من كثر العجز ما بيخلونا براحتنا وبيتحكمون فينا ..
زفرت مشاعل وغمضت عيونها وهي تنسدح وأفكارها تتدافع ~ لو ما تزوجت بأجلس تحت رحمتهم ؟؟ طيب إلى متى ؟؟ الحمد لله , الحمد لله , يااااااااااارب رحمتك وعفوك يارب ~ ....

اقترب منها وحنى وجهه بجانب وجهها و ... شهقت بقوة وهي تقوم من نومها , حطت يدها على موضع قلبها وهي تهتف : بسم الله الرحمن الرحيم , أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
سحبت أنفاس مضطربة ورفعت جوالها المجاور لها , لمن شافت الساعة 2 بعد منتصف الليل , زحفت اللحاف ونزلت من سريرها وهي تمتم لنفسها : سهام الليل لا تخطئ يا وسام , سهام الليل لا تخطئ ..
حمدت ربها على هالكابوس اللي صحاها من عز نومها , راحت الحمام وتوضت وخرجت صلت ركعتين استخارة وصلت الشفع والوتر ودعت فيه من قلبها ودموعها على خدها , وبعد ما فرغت من صلاتها جلست سارحة وهي تتذكر الأمس الغريب , كانت تحس باختناق أنفاسها حتى بعد ما انتهت ثورتها و شرحت لها نجلاء كل شي يتعلق بسامر ~ وسام أكيد اللي يصير دحين هو جواب استخارتك السابقة , بس أنا حسبت الموضوع انتهى بعد ما استخرت وصار موضوع فيصل و .... وساااااام ما خاب من استخار , بعدين خلاص أمك قالت إنه عارف بعمرك وبكل شي و فوق هذا شافك ووافق , ليش مترددة ؟؟ خايفة من ذيك الليلة ؟؟ عادي , كل البنات يخافون منها مو بس إنت , صح إنت عشتي تفاصيل مرعبة بسسسس , ياربي ارحمني , والله ماني عارفه اش فيني , أوافق ولا لا ؟؟ بسسسسس , مو معقولة بأرفض بعد ما حاولت أمي و خالي عبد الكريم جهدهم عشان يساعدوني , واش بيقول سامر لو رفضته , وحده زيي ممكن ترفض .... وسااااااااام لازم ماتفكرين في الموضوع كإجبار أو كشفقة عشان تقدرين تعيشين حياتك بشكل طبيعي , لازم تدخلين وإنت واثقة و .... أفففففففففف كيف بأكون واثقة و ......... وساااااام رجعنا , إنت مو سبب اللي صار , اللي صار كان مقدر ومكتوب وشي مو بيدك إنك تغيرينه فلاااااازم تعيشين به , لا تخلينه يأثر عليك , ترا الرجال ما يحبون الحرمة المهزوزة , .... لايكووووووون مستحية !! أستحي من إيه أنا ووجهي , مني صغيرة ولا عذ..... ~ غمضت عيونها وهمست بداخلها تأكد لنفسها ~ أنا عذراء في مشاعري , وسام إنت تجاوزتي مشوار طويــــــل بفضل الله وحده , غيرك انحرفوا مستغلين هالوضع وغيرك ضعيوا غيرهم من البنات , لكن إنتي الحمد لله صنتي نفسك وشقيتي طريقك بفضل الله بإرادة قوية وإيمان أقوى بإذن الله ~ فتحت عيونها وطالعت في نقوش سجادتها اللي أهدتها لها نجلاء في إحدى الرمضانات السابقة وقارنتها بنقوش الشرشف المماثلة لها , تلمست نعومة سجادتها وهي تصرخ بداخلها ~ لو كنتي مع أمك ومارمتك بكل برودة قلب ما كان صار لك شي من هذا كله لكن .... كنت بتكونين لحظتها زي جنى , فارغة عاطفيا تدورين الحب والحنان عند أي إنسان حتى لو كان من بنات جنسك , بعيدة عن ربك , عبايتك ضيقة مطرزة ورائحة العطر تفوح منك في كل مكان , كنت بتكونين زيها ~ حمدت ربها بداخلها كثير وهي تتذكر إلتزام نجلاء اللي زرعته بداخلها من نعومة أظافرها , الفروض اللي صلتها من كانت في صفها الثاني من المرحلة الإبتدائية , السنن اللي حافظت عليها و صلاة التراويح والتهجد اللي داومت عليها من المتوسط , إلين وصلت الثانوي وهي مشبعة بالإيمان اللي زرعته بداخلها شيئا فشيء وهي تجاهد في زوجها اللي أقل ما يقال عنه فاسق ماجن , زجاجات الخمر والدش والسهرات اللي تستمر إلى تباشير الصباح كل هذا كانت تصبر عليه على أمل إنها تهديه في يوم لكن هيهات , كان وكأن على قلبه الران اللي قرأته في القرآن , ما انتبهت من سرحانها إلا لمن سمعت صوت آذان الفجر حست نفسها لحظتها كأنها خرجت من بئر عميقة مظلمة , سحبت نفس عميق وخرجته وهي تبتسم , خرجت من غرفتها متجهة لغرفة نجلاء لكنها توقفت عن مشيها لمن شافت هيام جالسة على الكرسي قدام الكمبيوتر وعيونها متشبثة في الشاشة , زفرت وقالت : أصبحنااااااااا وأصبح الملك للــــــه ..
شهقت هيام ولفت عليها وهي تقول : بسم الله فجعتينـــي يالخايسة يالـ ### ..
فتحت وسام عيونها على اتساعها وهي تردد : يالخايسة يالـ ### ..
وشهقت وقالت : بنـــــــت من فين جايبة هالكلمة ..
وتوجهت لها بغضب , شهقت هيام وصرخت وهي تشرد عنها : واااااااااي ما قصدي , والله ما قصدييييييييييييي , وسااااااااااام ما أحب أحد يجري ورايااااااااااااا ..
نزعت وسام شرشف الصلاة اللي كان يعيقها ورمته على الكنبة اللي تتوسطهم واللي كانوا يدورون حولينها وقالت بعصبية : والله بتنضربين أنا حلفت ..
ولمن تحركت لليمين صرخت هيام وهي تشرد عنها : واااااااااااااااااا , توبــــــــــــــــه , أنا الخاااااااايسة , والله ما عاد أقول هالكلمة ..
قالت وسام بحدة وهي توقف مكانها وهي تلهث : رخــــي صوتك لا تصحى أمي ووقفي مكانك ترا مافيني أطاردك ..
قالت وهي تحط يدينها على خصرها : يا سلااااااااااااام , عشان تضربيني , حكم قراقوووووش هو ..
وصرخت وهي تلف بسرعة لمن حاولت وسام تلحقها , صرخت وسام بغيض وهي تقول : بتنضربيــــــــــن ..
فتحت نجلاء باب غرفتها وشهقت لمن شافتهم يجرون وسط الصالة حولين الكنب وهم يصارخون , قالت : وسااااااام , هيااااااااام , اش هالحركات؟؟ وحده 33 ووحده 27 الله يفشلكم فضحتونا مع الجيران ..
صرخت هيام وهي توقف ورا الكنبه : ماااااااااااماااااااااا شوفيها بتضربني ليش قلت عليها خايسة ..
رفعت وسام ثوبها وقالت : هي بس هالكلمة ..
صرخت هيام بفزع لمن نطت وسام للكنبه ونقزت من فوقها عشان تمسكها , صرخت نجلاء وهي تغمض عيونها لمن انقلبت الكنبه وأصدرت ضجيج مختلط بصرخة البنتين وفتحت عيونها بسرعة وصرخت : وساااااااام ..
وجريت تبعد الكنبه اللي فوقها , قالت هيام بغيض : عرفنا الحب لمييييييييين ..
ودفت وسام اللي فوقها وهي تقول : قومي عني يالدبــــــــه يالبرميــــــــــــل ..
ما قامت عنها وسام وضربتها على جانب ذراعها وهي تقول : أحســـــــن عشان ما عاد تتعلمين كلمات وسخة وتجين ترمينها بلا حساب ..
قالت نجلاء بعصبية : وسامو اش هالحركات ؟؟ تبغين رجلك تنكسر زي ذيك المرة ..
مسدت شعرها وقامت وهي تقول بهمس ممازح : آسفة , تعرفيني تجيني حالات خبال مفاجئ ..
ومدت يدها تساعد هيام اللي ضحكت من قلبها وهي تقول : والله شكلك كان تحححححححفة و إنت ناطة زي طرزان , تصدقين وإنتي ناطة سمعت خلفية فيها صوته ..
وقلدت صرخة طرزان , لمن شاركتها وسام الضحك زفرت نجلاء وهزت راسها وهي تقول : الله يبسطكم دوم يارب ..
وتأملت وسام بسعادة , كانت تحس بانشراح عجيب لمن تشوفها سعيدة ومبتسمة وخالية من الهموم , لفت وسام عليها ولمن شافت نظرتها حست بخجل غريب فدنقت راسها بسرعة , استغربوا حركتها , قالت هيام بتريقة : خييييييييييييييييير اللهم اجعله خير , اش صار في الدنيا عشان تستحي ست وسا ....
وسكتت وهتفت : وااااااااااااا لا تقولين إنك بتوافقين على سامر ..
حست وسام بإحراجها يزيد وهي تقول بتلعثم : هاااا , لا , قصدي ,هااااااا .....
ووقفت عن فرك يدينها وأشرت على غرفتهم وهي تقول : بأروح أصلي الفجر و أتجهز عشان المدرسة ..
وقرنت كلامها بتحركها نحو شرشفها الطايح على الأرض , طالعت فيها نجلاء بذهول وهي تحاول تستوعب إنه هالخجل والهدوء وعدم الثوران معناته إنها ... , وقبل ما تتحرك لها تحركت هيام وتشبثت في ذراعها وهي تصرخ : واااااااااااااا بيصير عندنا جواااااااااااااااز , أخيرا , أخيرا ..
لفت عليها وهتفت باستنكار : هيام ..
فردت هيام يدها قدام وجه وسام وهي تقول بطريقة مسرحية وبلغة فصحى : لاتقولي شيئا يا أختي العزيزة , فالتهرب و الخجل علامة الرضى ..
حطت وسام يدها على خصرها وقالت : لا والله , أعرفهم يقولون السكوت علامة الرضى ..
قطبت هيام حواجبها وقالت بجدية وهي تحط يدها تحت دقنها : والله , ما أفتكر إنه كان السكوت هو علامة الرضى ..
ضحكوا عليها لكنها قاطعتهم وهي تطالع في وسام وهي تسأل بشكل مباشر : المهم إنتي موافقة على سامر ؟؟
سكتت وسام وماعرفت اش ترد , كانت تحس بخجل غريب وهي تفكر بانفجارها الغريب أمس وبمشاعرها المتناقضة المترددة اليوم , حست نفسها مهي متزنة وانفعلاتها مبالغ فيها و , قطع لأفكارها صرخة هيام وهي تقول : سااااااااااااااكته , أمييييييييي وسام ساكتــــــــــــه ..
وقامت تنطط بفرح , ضحكت وسام وقالت نجلاء وهي تأشر عليها وعلى الأرض : هي يالخبلة , أهجدي الله يفضح إبليسك أزعجتي الجيران وقومتيهم من نومهم ..
قالت بفرحة غامرة : بأكون أخت العروسة ..
قالت وسام وهي خايفة من اندفاعها : لسه ما سوينا التحاليل ..
التفتوا لها في نفس اللحظة وانتبهت وسام لحظتها إنها صرحت بموافقتها علانية , ضمت شرشفها وقالت بسرعة وهي تسمع صوت الإقامة : تأخرت عن الصلاة , ورايا سشوار و مكياج و لبس و ......
وشردت قبل ما تعلق وحده فيهم عليها لمن شافت نظراتهم , دخلت الغرفة وصكت الباب وسحبت نفس طويل وخرجته بصوت عالي وهي تقول بداخلها ~ استخرت الحمد لله و الله يقدم اللي فيه الخير ~ ...


*************************


يوم الأحد 21 / 10 / 1427 هـ ..
بعد صلاة العصر في الرياض :
فيلا سلطان :

: هي إركد , وراك تدور زي المخبول , تقان واحد مقروص ..
دنق سامر راسه وسط ضحك عماته وجدته سلمى تقول باعتراض : سلطان , وراك على الولد , فرحان بيخطب , والله لو إنه إنت مكانه كان ترقص ببشتك فوق برج التلفزيون ..
قال وهو يعدل بشته : أنا لو مكانه كان أرقص عند قصر الملك مو عند برج التلفازيون بس ..
طالعت فيه سلمى بطفش ولفت على سامر وقالت بابتسامة حنونة : وليدي لا أوصيك , إقرأ على نفسك ..
قال سلطان وهو يلف فمه يقلدها بتريقة : إقرأ على نفسك ..
وكمل بأذية : يعني يعني حاطة نفسها فاهمة وغيره , اسكتي بس اسكتي ..
قالت أم أيمن باعتراض : أبويـــــــــه ..
قال بعصبية وهو يلف عليها ويأشر بعصايته : اسكتي إنت كمان , أصلا إنت دايم في صف أمك , إنت دلعوتها ..
أشر لها عبد الكريم تسكت ودقتها نجلاء وهي تهمس : اششششش , حسناء ماتعرفين أبويه إنتي , أمي اللي هي أمي ساكته , اشششش ترا مافينا لمضاربة جديدة , خليهم يروحون يخطبون بنتي ..
زفرت أم عادل وقالت : تتوقعين خوالها وأمها يقولون شي ولا يعترضون ..
لفت نجلاء بوزها وقالت بحدة وهي تأشر بيدها : والله لو فتحوا فمهم بحرف لأشق حلقهم شق , نقص علي , بنتي مربيتها وهم ولا سألوا فيها و يوقفون في وجه زواجها ..
قال عبد العزيز برعب مصطنع : أول مرة أشوف هالجانب منك يا نجلاء ..
قالت أم عادل بلا تفكير : وين كان كل هالعصبية والتهديد أيام فهد ..
ولمن تغير وجه نجلاء قالت باعتذار : تراني ما قصدت شي و ..
هزت نجلاء راسها متفهمة وقالت : لا عادي ..
وكملت بعد تنهيدة طويلة : أنا ما أفكر إلا في وسام دحين ..
وطالعت في أخوانها وأبوها اللي مستعدين عشان يروحون لبيت أخوال وسام , هي لو عليها ماكانت تبغى تدق لهم باب لكن أبوها وأخوانها أصروا إنهم مايمشون إلا بالأصول , ومادام فهد وصيها مختفي فلازم يخطبونها من أخوالها وأمها , رافقتهم إلى الباب وهي تفرك يدينها بتوتر وتطقطق أصابيعها , ابتسمت لسامر اللي يعدل غترته وعقاله بتوتر , حطت يدها على كتفه وشدت عليها وهي تبتسم بصمت , ابتسم وقال : الله يسهل , أحس نفسي غلط و أنا ماشي من دون ماهر ..
قالت بهدوء وعقلها مشغول : الله يخليكم لبعض ..
دنق وقال بمرح عشان يخفف توترها : تبغيني أصفع واحد فيهم قبل ما أجي , أذبح , أخنق ..
ضحكت من قلبها وقالت وهي تدقه : خليك مؤدب عندهم ولا تفتح فمك , إذا عقدت على وسام وتم كل شي صفعهم واذبحهم وسوي اللي تبغاه , دحين حاولوا تسايرونهم ..
ابتسم وقال : عمه ليش مهولة الموضوع يمكن يوافقون بلا شوشرة وغيره ..
لمعت عيونها بنظرة ألم وهي تقول : بلاك ما تعرفهم , روح توكل يا ولدي الله يفتح لك ..
سلم عليها وخرج وهو يلوح لعماته الواقفات وراها بابتسامة , وهو خارج شاف سطام واقف عند نهاية السلم الخارجي , ابتسم ورفع يده بالتحية بدون مايتكلم وذابت ابتسامته لمن شاف نظرات سطام الحادة له , نزل درجتين وهو يطالع فيه بحيرة و يحرك يدينه بيسأل اش فيه لكن سطام ماخلاه يكمل سؤاله وطلع الدرجتين الباقية ووقف على الدرجة اللي تحت درجة سامر , حرك يدينه بسرعة وهو يصدر أصوات حادة , استغرب سامر هجومه وقال وهو عارف إنه لايمكن يجاريه في حركات اليدين : بالله كيف بأخطبها وأنا ما أبغاها ؟؟ ..
حرك سطام يدينه وضربها في بعض بعنف والأصوات الصادرة منه تحتد أكثر , ابتسم وقال : والله عارف إنها أكبر مني وعارف سالفة فيصل وكل هالأشياء , ياخي اش فيك ؟؟
زفر سطام ومسح وجهه ورجع حرك يده بحركات خفيفة وأشر على صدره , قطب سامر حواجبه وقال بصدمة : تحبها ؟؟
هز سطام راسه بإيوه ورجع هزه بلا وهو يعيد نفس الحركات , مسد سامر جبينه وقال : ماني فاهمك , عيد بس بشويش ..
طلع سطام صوت معصب وهو يعيد الحركات بغيض ..
: يقولك هو يحبها من طفولته لكنها رفضته واختارتك عشان كذا يبغاك توعده إنك تحبها من كل قلبك , إذا وعدته حيرتاح باله وقلبه عليها ..
لف سامر على صقر المتكي على الباب الخارجي بذهول ورجع طالع في سطام للحظات , لمن شاف العزيمة في عيونه زفر وقال : إن شاء الله ..
وكمل بعصبية : و ترى هالكلمات الجريئة ماعاد أبغاك تعيدها قدامي لو ربي كتب لنا نصيب , ياحلاته يجيني ولد عمي ويقولي أحب مرتك من الطفولة ..
ضحك صقر لمن ابتسم سطام براحة من سمع كلمة إن شاء الله وطنش بقية الكلام وهو يتحرك لداخل الفيلا , راقبه سامر بحواجب مقطبه , نزل صقر وقال : خليك منه و لا تشيل همه , تعرفهم البكم ما يفهمون قوة الكلمات اللي تنقال , طول عمره ياخذ على راسه بسبة كلامه ومايتوب ..
وحط يده على كتف سامر ورافقه للخارج وهو يقول : كلها كم شهر ويتزوج وتفتك من إزعاجه ..
هتف سامر : ليه هو بيزعجني مرة ثانية ..
هز صقر كتفه وقال : الله أعلم , ترى سطام عليه طلعات , يعني ممكن يجيك كل يوم ويطلب منك تجدد الوعد له ..
ولمن شاف الصدمة في عيون سامر قهقه وقال : اش فيييييك ؟ طنشه وبس ..
قال بضيق : ما أدري ليه أحس بشي جوتي , يعني أخوك فرد عضلاته قدام وسام ولوى مفصله ذاك اليوم من كثر ما يضرب فيصل وما اهتم بالوجع , ما أتخيل إنه ..
طالع فيه صقر وسأل بسخرية يقاطع شرحه : تغاااااااااااااااااااار ؟؟..
وقبل ما يرد سامر ضحك وقال : يمه منك تغار وإنت ما خطبتها لسه أجل لو صار كل شي رسمي اش بتسوي ..
ضحك سامر وهو يحاول يخفي الغيرة المفاجأة اللي اجتاحته من بعد ما اعترف له سطام إنه يحبها وقال : لا مو حكاية غيرة , بس ..
: سااااااااااااااامر , سواقين أبوك يالوسخ ..
أول ما وصله صوت جده المعصب واللي مخرج عصايته من الجيب ويولح لها وهو يكمل : لنا ساااااااااااعة نستناك ..
حس بامتنان لهالمقاطعة , ودع صقر وراح للسيارة بسرعة , وبعد ما قف أبوه المقعد وجلس عليها مع عبدالعزيز وحمدان وحرك أخوه خالد السيارة , لف وجهه وطالع في الطريق وهو يسرح بأفكاره ~ لو إنه كل شي طبيعي كان ممكن إنه وسام تقبل بسطام ؟؟ طبعا ليه لا , خاصة وهو أكبر مني و ... , سامر بس هي خلاص رفضته , بس رفضته عشان سبب إنت عارفه مو عشان شي فيه , يكون وافقت علي لأني الوحيد اللي عارف بالموضوع و , سااااااااامر اش هالكلام ؟؟ إنت فكرت بهذا كله من قبل وقلبته من جميع النواحي , تذكر اللي قاله لك الطبيب النفسي , أهم شي تدخل لهالعلاقة وإنت واثق من نفسك تمام الثقة , واثق من رأيك , واثق من اختيارك لهالطريق لأني الرجل و بأكون المسؤول عن القيادة في هالعلاقة , لازم أرمي كل الماضي ورايا وأبدأ حياة جديدة تماما من أول يوم وهي كمان لازم تتناسى الماضي عشان تنجح العلاقة ~ ابتسم براحة وهو يشكر ربه اللي خلاه يصارح دكتوره النفسي اللي في مجمع الأمل واللي أشرف عليه لسنتين بكل الحقائق وباح له بكل أفكاره وهواجسه , كلام الطبيب ونصائحه وكشفه لحقائق خجل سامر إنه يسأله عنها كانت مفيدة بشكل كبير وهي اللي خلته بعد توفيق الله إنه يحزم أمره ويقرر إنه يخطب وسام ..


*************************

اسير الصمت
09-10-2012, 11:51 PM
في بيت سعيد جد وسام :


شمل سلطان واللي معاه بنظرة سريعة وقال : يا هلا فيكم والله ..
ابتسم عبد الكريم وقال للمرة الرابعة : المهلي ما يولي ..
ولف على أبوه وأعطاه نظرة سريعة , كان مرجع ظهره لظهر الكنبه ومروق على فنجان القهوة , حمحم سلطان واعتدل وهو يسند عصاه جنبه وقال مخاطب أكبر خوال وسام : والله يا أبو سعيد إحنا جاينكم طالبين القرب منكم ..
ابتسم أبو سعيد وقال : هذي الساعة المباركة ..
رد له سلطان الابتسامة وقال : إحنا طالبين بنتكم اللي نسيتوها وما طالعتم في وجهها من كانت ..
كح عبد العزيز بصوت عالي مفتعل ولف عليه خالد بسرعة وهو يقول لاتمام المسرحية : سلمت ..
همس حمدان الجالس عن يمين أبوه : يبه خلي الموضوع ودي , جاي تحارب ..
لف سلطان بوزه لثواني ورجع رسم ابتسامة مداهنة وهو يقول : جايين نطلب بنت أختك وسام لولد ولدي سامر ..
زفر عبد الكريم براحة إنهم ماسمعوا باقي تعليق أبوه , قطب أبو سعيد وقال باستنكار : وساااااااام !! وسام مين ؟؟
دقه أخوه أبو عثمان اللي يصغره والجالس عن يمينه وهو يبتسم بتوتر وهو يقول : قصدكم بنت نورة الكبيرة ..
قطب أبو سعيد حواجبه ولمن تذكر قال بذات الاستنكار وبنبرة تقليل قيمة وهو يحرك يده : بنت خالد اللي ..
قال سلطان يقاطعه وهو يأشر بعصاه : إيييييي هي بنت الشهيد , اليتيمة المنسية ..
تحرك عبد الكريم الجالس عن يساره وحط فنجانه على الطاولة ورمى لأبوه نظرة رجاء , رفع أبو سعيد حواجبه ماكان عاجبه الموضوع المفاجئ خاصة وهو كان متوقع من اتصل عليه عبدالكريم إنهم جايين يخطبون وحده من بناته أو بنات أخوانه , زم شفايفه وسأل ببرود : ووين ولد أخوك فهد عنها ؟؟ مو عمها ووصيها !! و ...
دقه أبو عثمان بخفه لكنه تجاهله و ضرب جبينه وقال بنظرات وقحة : أوووو صح , شرد من البيت قبل سنين ..
ابتسم سلطان على هالكلمة المقصود بها التنغيز خاصة إنه موضوع الطلاق الغيابي لبكره وأكبر بناته نجلاء صار موضوع الكل في الفترة الأخيرة وقال لمن شاف نظرات الاستنفار الحاد على وجوه أولاده وخالد وسامر : إييييي قبل خمس سنين وأفتكر جيت لك وقتها وقلت له إنه وسام صارت بلا وصي وإنه فهد مختفي ..
وكمل وهو يضرب بعصاه الأرض ضربات متتالية : وإن ما كنت ناسي أو صابني الخرف قلت لي إنه نورة متزوجة وعندها ثلاث أولاد وثلاث بنات وماودك تزيد عليها مشاكلها خاصة إنه زوجها متزوج عليها ويمكن يطلقها و ...
طالع فيه بنظرة حادة وهو مستمر في ضرب الأرض الرخامية بطرف عصاه وهو يكمل : قلت كلام كثير عن إنك ما تقدر ترعاها وقامت بنتي نجلاء جزاها الله خير ودقت الصدر زي ما دقته قبل 28 سنة..
وأنهى حديثه بضربه حاده على الأرض , ساد صمت مهيب على المكان قبل ما يقطعه سلطان وهو يقول بحزم : اللي بيته من زجاج ما يقذع الناس بحجر يا أبو سعيد ..

همس أبو عماد باستنكار : أبو سعيد , بترادد سلطان بن حمدان , احشم سنه تراه أكبر من أبوك ..
رسم سلطان ابتسامة لطيفة وقال يخفف الجو المكهرب : خلنا ننسى كل اللي انقال , ونبدأ من جديد إحنا جايين نخطب وودنا نجمع راسين بالحلال , وحسب الأصوووول البنت ما لها إلا انتم فجايين نطلب بنتنااااا لولدنا ..
خوال وسام الأربعة التزموا الصمت لفترة , مهم عارفين ايش يجاوبون , هم ما يعرفون وسام لا عمرها و لا شكلها ولا حتى شي ممكن يخليهم يختارون قرار , رمى أبو سعيد كبيرهم واللي في نفس عمر حمدان بكر سلطان من مرته الأولى سامر بنظرة غريبة وهو يقول ببرود : مو هذا المتقدم هو ولدكم المدمن ؟؟ مو صعب إن الواحد يزوج واحد مدمن خوف إنه ..
امتعق وجه سامر اللي فتح عيونه على اتساعها من كلمته المباشرة و قام سلطان وقاطعه بحدة وهو يقول بعصبية : نعنبووووك على أبوك , احترم شيباتك وشيبات اللي قدامك , هذي طريقة تخاطب فيها واحد متقدم لكم ..
قام حمدان وقال بهدوء : يبه استهدي بالله ..
عبد الكريم رغم الفوران في دمه من طريقة أبو سعيد إلا إنه تمالك نفسه ومسك أبوه يحاول يجلسه لمن هبوا أخوال وسام وهو يهمس : أبويه هالمسائل ما تنحل بهالطريقة , من حقهم يسألون عن خطيب بنت أختهم و ...
قاطعه سلطان بعصبية : لاااااااااااااااااااا , من حقهم يسألون لكن بهالطريقة الهمجية لااااااااا , بعدين إحنا مكلمينهم من ربوع , ما أمداهم يسألون عنه ولا هو غريييييييب ما يعرفون فين يسألون عنه , أنا جاااااااااي عشان الأصول بسسسسسسس ولا وسام بنت بنتي آآآآآآآنا , جاااااي عسودين الوجه إننا أحشم منهم , والله لو أبوهم حي مارضى باللي سووه في وسام الضعيفة واللي يسوونه دحين , أصلا الحق مو عليكم الحق علي آآآآنا اللي متعني وجاي لحد باب بيتكم عشان أطلب منكم وإنتم منتم حقين حشيمة , خسارة تربية سعيد فيكم ..
قام عبد العزيز وخالد , لمن شافهم سامر قاموا تمالك صدمته من اللي صار واللي قاعد يصير وقام معاهم , قال أبو عثمان برعب لمن شافهم قايمين : أبو حمدان الله يهديك علامك معصب , إجلس واستهدي بالله و إن شاء الله ما يصير إلا اللي يرضيكم ...
قال سلطان بعصبية : ماااااااالي قعدة إذا رباح بن عطية الله مو موجود , أنا ماينهان واحد من عيالي قدامي وأجلس ساكت ...
من انذكر اسم أمير القبيلة ساد الوجوم والترقب الوجيه , دنق أبو سعيد راسه وتحرك أبو عثمان بسرعة وسلم على راس حمدان وقال : وهذي حبة على الراس , آسفين يا عم حقك علينا ..
لف سلطان وجهه وهو يتكي بيدينه على عصاه وهو يقول من بين أسنانه : ما تكفي حبة الراس , الموية لا طاحت في التراب ما ترجع يا أبو عثمان ..
تقدم أبو سعيد وسلم على راس سلطان بالرغم عنه بعد نظرات أخوانه وهو يقول : لك اللي يرضيك ..
ولمن ما فتح سلطان فمه بحرف قال أبو عثمان : سمي اللي تبيه يا أبو حمدان وإحنا نقول جاك ..
لمن لف سلطان وجهه ووقع بصره على سامر زفر وقال وهو مستمر في وقوفه : البنت إحنا جاسين نبضها من أممممممها ..
ضغط على كلمة أمها وهو يكمل ببرود : اللي هي بنتي و نقدر نقول إنها مبدئيا موافقة , المطلوب إننا نروح نسوي الخرابيط هذي اللي يقولون عليها ..
قال عبد الكريم : تحاليل ما قبل الزواج ..
قال سلطان وهو يهز يده : هي هذي , يسوونها وإن طلعت متوافقة نجي نتفاهم بالتفاصيل لكن إعرف إننا بنعرس الولد مع توأمه ..
انصعق الكل من قراره المفاجئ وحس سامر بجفاف في حلقه لكنه ما تجرأ يفتح فمه بحرف و جده في هالحالة العصبية , ابتسم أبو عثمان وهو يقول : تم ..
وأشر على الكنب وقال : تفضل كمل قهوتك يا عم ..
زفر سلطان وقال وهو يعدل بشته : ما عليك زود , قهوتكم مشروبة ..
وتحرك خارج , وخرجوا وراه أولاده وخالد اللي طالع في سامر بضحكة مكتومه وهو يهمس : سامر عيونك بتخرج ..
خرج سامر من ذهوله ولف على خالد وهمس : ما أقدر أتزوج في هالمدة , مستحيل , شهرين بسسسسس , كيف أجهز نفسي والبنت كيف تجهز نفسها و ...
سكت لمن تذكر كلام الطبيب النفسي وإنه البنت تحتاج لتهيئة نفسية قبل ما تُقبل على الزواج , زفر وهو مو عارف كيف بيخرج من هالورطة ولمن تذكر ماهر اللي زعل ليش مو هو أول شخص يعرف بنيته لخطبة وسام وليش قرر يتزوج لمن هو قرر يطلق وبالرغم من كل محاولاته مارضي , وقال إنه الطريقة الوحيدة لإرضاءه إنه يكون زواجهم في يوم واحد لكن سامر رفض ورفض يقول أسبابه , همس بداخله بغيض ~ دعاويك يا النذل ~ , وطول الوقت في سيارة عبد العزيز الجيب اللي يسوقها خالد وسلطان يسب ويلعن والكل ملتزم الصمت ..
عبد الكريم اللي يحب يلقى للي حوله مليون عذر لو اضطر همس بعد صمت طويل ما يخترقه إلا صوت أبوه : يبه , هم ما قصدوا إهانة , قصدوا يسألون عن الولد , أي رجال بيسأل عن المتقدم لـ ..
لف سلطان الجالس في المقدمة وقال وهو يأشر بيده : ثلاااااااااااااااااااااااث عقود وشوي ما سألوا عنها ودحييييييييييييييين جايين ينفشون ريشهم ويحطون نفسهم مهتمين وما يبغون أي رجال لبنتهم , وييييييييييينهم يوم كانت توجع أنصاف الليالي وبنتي تجري و تترجى أخوانها يودونها مستشفيات وغيره هاااااااااا ؟؟ وينهم يوم كانت تتلقى ضرب الحيواااااااان فهد وهي تدافع عن بنتهم وبناتها هاااااا ؟؟
ورجع يسب ويلعن وفجأة التفت لسامر وقال بحزم : بكككككككرة من صبح الله وإنت في المستشفى مع وسام ..
وأشر على خالد وقال : توديهم من غبشة ..
قال خالد بابتسامة : جدي ترا أنا مخلص إجازتي وأداوم من أمس مو معقوله بأستأذن بكـ ..
لف عنه سلطان وهو يهش يده بعدم اهتمام وقال لولده : كريم , من بكرة وإنت معاهم ..
ابتسم عبد الكريم وفتح فمه بيتكلم لكن أبوه انطلق يقول بعصبية : لا تجيب لي عذر لا من هنا ومن هنا , الشركة شركتك لو غبت سنة محد سائل فيك , بكككككككككككككرة من غبشة وإنت في المستشفى ..
ولف يطالع على قدام وهو يزفر ويقول : إن شااااااااااء تطلع متوافقه , وحتى لو طلعت النتايج مي متوافقة بأجوزهم غصب نكاية في أبو سعيد ..
كتموا ضحكهم وهم يسمعون صوت العصاية وهي تضرب في أرض السيارة دلالة غيض سلطان اللي مو متخيل إنه خرج من عندهم بدون ما يشرشحهم ويدفعهم ثمن إهانتهم لسامر ..
لفوا والتفتوا لسامر الوحيد في المقعد الخلفي , ابتسم سامر بتوتر وهو يقول بداخله ~ دامها وصلت ليد سلطان اللــــــــه يعيني ~ ...
ساعة وكانت الصالة في فيلا عبد الكريم ترج بقهقة ماهر , لف سامر بوزه وقال بغيض : ماااااااهر ..
حط يده على صدره وهو يقول بتنهيدة من شدة الضحك : يا شماااااااااتتي فيك , سلطان بيتولاك ..
ورجع يضحك وخالد يقول بأسف : للأسف صرت السكين اللي في يد جدي واللي بيذبح فيها آل سعيد ..
ورجع يضحك وهو يقول : تخيل خلى عمي عبد العزيز يتصل على محمد مطر لأنه ولده يشتغل في المستشفى يبغاه يتوسط ويطلع النتيجة في يومين ..
قال عبد الكريم وهو ماسك ضحكته : ماهر , خالد , سيبوا أخوكم في حاله , كافي جده ..
طالع فيه سامر باستنكار وهتف : أبويــــــــه ..
لف عليه عبد الكريم وقال وهو يمسح ابتسامته : هلا ..
زم سامر شفايفه فانفجر عبدالكريم بالضحك وهو يقول : والله ماني قادر أمسك نفسي ..
ورجع حمحم وقال بشبه ابتسامه : سامر يا ولدي , خير البر عاجله , بعدين البيت جاهز والفلوس جاهزه و ..
ولف على ماهر الغارق في الضحك وقال بشبه ضحكه : مااااااااااهر خلااااص ..
قام سامر عنهم وقال بغيض : عن إذنكم ..
كان مقهور لأنهم مهم فاهمين سبب اعتراضه على تقديم الزواج , كلهم معتقدين إنه خايف ويخترع أعذار واهية ..


**************************



بعدها بنص ساعة في شقة نجلاء :

: بكــــــــــــــــره !! أمـــــــــــي ..
زفرت نجلاء وقالت : اش أسويلهم ؟؟ قالوا بكرة قلت بكرة ..
ضربت يدينها على فخوذها وقالت باستنكار : أنا رديت صباح السبت أروح أسوي التحليل صباح الاثنيييييييييين ..
ابتسمت هيام وقالت باندفاع : ولو طلع توافق بتتزوجين مع أريــــــــج ...
فتحت وسام عيونها على اتساعها وطالعت في أمها باستنكار , لفت نجلاء وضربت هيام وهي تقول بعتاب : حبة حبة ...
هتفت وسام : أمـــــــــــــــــــــــي ..
وهزت راسها بلا وهي تقول : مستحيل , مستحيل أتزوج في شهر وشوي ..
وتحركت رايحة للغرفة , لحقتها نجلاء وهي تقول : وسومه قلبي , عارفه إن الموضوع سريع , بس خير البر عاجله ..
: مستحــــــــــــــــيل ..
لفت نجلاء على هيام ورفعت يدها وقبضتها دلالة غيضها من هيام وهي تهمس من بين أسنانها : الله يسامحك , ماكنت بأخبرها إلا بعد ما تطلع النتيجة ..
ورجعت دخلت الغرفة وهي تقول بألطف لهجة ممكنة : وسومه , بدري على هالكلام , خلي النتيجة تطلع وبعدها إن شاء الله نتفاهم و ...
وخفت الصوت وباب غرفة وسام ينغلق , هزت هيام أكتافها وقالت :وأنا اش دراني ..
وابتسمت وهي تقول بحماس : أنا أخت العروووووووووووووسة ...
وبدأت ترقص وهي تدندن ..


***************************


في نفس الوقت في جدة :

: بكره يعني بكره ..
زفرت نورة وقالت : يابنت عييييييييييييييييييييب , اش نقول ؟؟
زفرت سفانة وقالت : اش له داعي التأخير ؟؟ خلاص قلت موافقة ورديتم لخالي اش نقعد نسوي بالانتظار ..
قالت خولة تفهمها : سفانة حبيبي , عيب نتصل عليهم ونقولهم نبغى التحاليل بكرة وإحنا قبل يومين ردينا عليهم , اش بيقولون عننا ..
قالت بضيق : يقولون اللي يقولونه , أنا لو علي كان سويت التحاليل من قبل ما يتقدم ..
ابتسمت العنود لوجوههم المستنكرة وقالت بهدوء : عمه سفانة معاها حق , مو حلو هالانتظار , تعرفين التحاليل صارت كإنها الجواب النهائي للموضوع ..
قالت سفانة تأيدها : إيوه بتكون الجواب النهائي للاستخارة , إذا توافق ولا لا , تخيلي ننتظر ننتظر و آخر شي ما يطلع في توافق ..
زفرت نورة وقالت خولة : خلاص أنا أكلم حسان يكلم عبد الإله , مو لازم ندخل الكبار فيها ..
قامت سفانة وضمتها وهي تقول : شكرا يا أحلى أخت في الدنيا ..
ضحكت خولة وقالت : اجلسي والله لو سمعك أحد بيقول عليك مصروعة جواز ..
ابتسمت براحة ولفت للعنود وأشرت بيدها علامة الانتصار , خرجوا من الغرفة وسابوها هي والعنود لوحدهم , قالت العنود بهدوء : لا تنسين اللي قلنا عليه ..
ابتسمت سفانة وقالت : صدقيني يا عنود أنا عارفه إنه لو في خير لي مع عبد الإله ربي بيجيبه ولو لا , الحمد لله ..
زفرت العنود وهي تقول بداخلها ~ ليتني أصدقك , أنا كانت أيام الانتظار عذااااااااب وإرهااااااااااب نفسي مايحتمل وعدنان ماكان يعني لي زي ما يعنيلك عبد الإله , يارب يطلع توافق يارب , يارب يطلع توافق يارب ~ ..
: بنااااااااااااااااااااااااااات ..
صرخة سمية خلتهم يلتفتون للباب اللي دخلت منه قبل ثواني من دخول الخنساء وهي تدفها وتقول : أنا اللي بأنقل الخبر ..
ولمن بدأوا يتصارعون ويصارخون قالت سفانة بحزم : بسسسسسسس إنت وهي ..
توقفوا عن المصارعة فكملت : تكلمي يا سمية ..
لفت سفانة بوزها بغيض وقالت سمية بحماس : تعرفون رغد بنت سعود الـ ..
قطبت العنود بعدم فهم فقالت سفانة تقرب لها : اللي جوازها بعد الهنوف بأسبوعين ..
هتفت العنود إنها عرفت معلومة : اللي بياخذها ولد راجح ..
هزوا راسهم وكملت سمية : توهم كنسلوا كل شي , يقولون طلعت النتيجة مهي متوافقة ..
انمغصت بطن سفانة بالرغم عنها وهي تشهق وتضرب صدرها بصدمة , هتفت العنود : كيييييييييييف , هم مخطوبين لبعض من سنتييييييييين ..
هزت سمية أكتافها بحيرة فقالت الخنساء بأسف : ماكانوا وقتها مطلعين قرار إنه ما يُكتب عقد الزواج إلا بشهادة التوافق هذه , ودحين عشان بيملكون سووا التحاليل وانصدموا لمن طلعت مهي متوافقة ..
قالت سفانة بألم : يا قلبييييييييييييييي هي ..
قطبت العنود حواجبها وقالت بداخلها بغيض ~ الله يقطع شركم , هذا وقت تجيبون فيه هالأخباااااااااااااار , سفانة مهي ناقصة ~ سألت بحيرة : مين نقل هالخبر ؟؟
طالعوا فيها بابتسامة فشهقت وهي تهتف : لا تقووووولوووووووووووون أم حمد الفتانة ..
قهقهوا على اللقب اللي تطلقه العنود على جارتهم وسمية تقول : هييييي ماغيرها ..
ضربت العنود فخذها وقالت : الله أكبر عليها ويكشف بحالها العجوووووز الشمطاء ..
شهقت سفانة وهتفت وهي مقهورة من ضحك البنات على كلمات العنود اللي قالتها بكل برودة دم : عنووووووووووووووووود ..


***************************

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

يوم الأربعاء 24 / 10 / 1427 هـ :
بعد العصر بوقت في فيلا حمده :

: عبد الإله , هو في غيره ..
زفرت سفانة وهمست للعنود وهي تشوف ريم داخله وهي تجاوب جدتها اللي سألتها مين جابها : قلبي يعورنييييييييييييييييي , ليش كلهم التفتوا لي ..
ضحكت العنود ودقتها وهي تقول بتريقة : سلامة قلبك يمكن لأنه خطيبك , يممممممممكن ..
دقتها سفانة وهمست بغيض : لا تعصبيني زيهم , ماصار خطيبي لسه , النتايج ما طلعت ..
سكتوا لمن وصلتهم ريم وسلموا عليها , جلست ريم وبدأت تسأل الموجودات عن أحوالهم وآخر أخبارهم قبل ماتلف على العنود وهي تهمس : أبو زوجك اتصل على عبود وطلب منه يجيه يوم السبت الرياض ..
ابتسمت العنود وقالت : إي قالي ..
سألت ريم بابتسامة خبيثة : ميييييييييين ؟؟
لفت بوزها وقالت : ماني ناطقه اسمه , هو ذاك تعرفينه ...
قالت الهنوف : لا تحاولين , الكل في البيت يحاول يمسكها مرة وهي تقول اسمه ..
قهقهت ريم وقالت : الله يقطع شرك يالخبلة ..
لفت عليهم سفانة وسألت وهي تحط يدها على خصرها : تحشون فيني ..
لفوا عليها وقالت ريم : اللي على راااااااااااسه بطحة ..
زفرت سفانة وهمست وهي تنقل بصرها بين أمها وخوالها وباقي البنات : أحس إنهم كلهم يتكلمون عني ..
ضحكت قالت العنود بلهجة حزن وهي تطبطب على فخذ سفانة : يا قلبي , كني أشوف نفسي قبل كم شهر , عادي ياقلبي , مريت بهالحالة من قبل..
دفت سفانة يدها وقالت بغيض : طيب لا تتريقين ..
سألت الهنوف ريم : طيب ما كملتي , واش بيسوي لا سافر الرياض ؟؟
قالت ريم : نقول إن شااااااااء الله يعطيه عم عبد الكريم وظيفة , بسسسس ..
و تنهدت وكملت : عبد الإله متردد لأنه عمي عبد الكريم قاله إنه لو توظيفه بيشتغل في الرياض أول تحت نظره أقل شي سنه قبل ما يفكر ينقله لفرع جدة ..
شهقت العنود وقالت : نـــــعـــــــم , بتروح سفانة عني للرياض ..
ضربتها سفانة وهي تقول بعصبية غريبة : النتايج ما طلعت لسه لا تربطيني به ..
استغربت ريم كلامها لكن قطع أفكارها الهنوف اللي قالت بتريقة : طالعوا مين يتكلم , الخوانة اللي بتسافر الشرقية ..
شهقت العنود لمن استوعبت الفكرة اللي غابت عن ذهنها وصرخت : لاااااااااااااااااااااااا ..
التفت الكل لها وصكت ريم فمها بقوة وقرصتها سفانة وهي تهمس : الله يرج إبليسك ..
: ويعلللللللللللللللللللللللك الصمخ قولي آمين ..
كتموا ضحكتهم لمن كملت حمده وهي تلوح بعصاها : حسك يعل الله يقطع حسك , قسم بالله لو خرجتي تلقين أم مبارك شايلة عفشها وشاردة من بيتها من صرختك يالمعبرة , الهرج بالمذاوقة مو بالصراخ ..
وبعد محاضرة طويلة عن الصوت المنخفض وإن الحرمة لازم يكون صوتها همس زي الكناري قالت العنود وهي تمسح دموع وهمية : الله يقطع إبليسكم , يعني مو كافي صدمتوني بالواقع خليتوني أتهزأ من حمده دخيل الله ..
قالت الهنوف : وأنا اشد راني إنك خبلة ونسيتي إنه بيتك بيكون في ...
: اشششششششششششششش , لا تعيدينها , خلاص فهمت ..
زفرت الهنوف ولفت على ريم وقالت بهدوء : شوفي أنا أنصحك تخلين عبد الإله يستخير..
هزت العنود راسها مؤيدة وقالت بحماس : و يتصدق كمان ..
طالعوا فيها بحيرة وريم تقول بتساؤل : يتصدق ؟؟
هزت راسها وقالت : الصدقة لها فوائد عظيييييييييييمة, خليه يتصدق بنية إنه ربي يسهله طريقه ..
وتلفتت لهم وسألت : مايجي ؟؟
هزوا أكتافهم بحيرة , لفت بوزها وقالت وهي تأشر على الهنوف : مو ذاك اليوم حكيتيني عن الوجه الأسود اللي كان حسان يشوفه في ...
شهقت الهنوف وهتفت باستنكار تقاطعها : عنيييييييييييييييييييييييد ...
غطت فمها بيدنها وفحت عيونها على اتساعها وهي تطالع يمين ويسار في ريم وسفانة اللي قالت غصب عنها : قصدك الوجه الأسود اللي كان يزوره في منامه لمن صار له الحادث ..
رمت الهنوف أختها بنظرة حادة فقالت العنود : نسييييييييييييييييييييت ..
وهزت أكتافها وقالت : بعدين حتى لو دروا بالسالفة مافيها شي , خلاص الأجر جا لحسان ومايضره دحين , خليهم يستفيدون ..
وكملت بحماس لمن زفرت الهنوف باستسلام : ذاك اليوم , يوم الحادث , وقف حسان عند المحطة يعبي بنزين وبعد ما اشترى المقاضي من السوبر ماركت كان معاه 10 ريال حق كيسين الثلج اللي لازم يشتريها عشان العصيرات , لقي ولد صغير يغسل سيارة من السيارات وجنبه بنت صغيرة تلعب في عروسة صغيرة مكسرة , راح للمطعم واشترى سندوتشين وعصيرين وأعطاها لهم , فرحوا فيها وسابوا كل اللي في يدهم وقاموا ياكلون بنهم , لمن شاف منظرهم وشاف الأربع ريال الباقية في يده ناول كل واحد فيهم ريالين واتصل على جاسم وطلب منه يجيب أكياس ثلج معاه ..
ولمن شافتهم صامتين قالت : يا غبيات مو الطبيب قال إنه حسان نجى بأعجوبة وإنه الرصاصة ما أصابت القلب مباشرة و ...
شهقوا لحظتها وغطت ريم فمها بتأثر وقالت سفانة وهي تحط يدينها موضع قلبها : سبحانك يارب , يا حبيبي يا أخويه ..
قالت الهنوف : والله هو بالقوة قالي , يقول الصدقة لازم الواحد يخفيها بحيث ما تعرف يساره ما أنفقت يمينه مو يقعد يتباهى بها ..
قالت ريم بتأثر : بس لو قالها مابيكون تفاخر لأنه كذا يحمس الناس للصدقة , وااااااااا ياقلبي هوه حسونه ..
ضربتها العنود باستنكار وضحكت سفانة وهي تقول : زووووووووجته ساكته إشلك إنتي ..
قالت بغيض : زوج أختي , ما أسمحلك ..
انحرجت ريم وهي تقول : لاااااااا والله , ما قصدت شي , الكلمة طلعت عفوية و ...
الهنوف اللي كانت تعرف ريم وعفويتها وتعلقها الطفولي القديم بصديقها حسان واللي كانت تثير موجة ضحك بينهم وهي تعلنه دوما قبل ما يتقدم للهنوف قاطعتها بابتسامة هادئة متفهمة : سيبيك من هالخبلة ..
انحرجت ريم من تفهم الهنوف , وذكرت نفسها بحزم إنها لازم تنسى صديق طفولتها إحتراما لمشاعر الهنوف , المشكلة إنها من كثر ما تردد صديقي حسونه صارت الكلمة متعلقه في لسانها , قالت العنود بهدوء مو من طباعها : أنا أقول هالكلام عشان ما تغلط قدام أحد ثاني غيرنا , يعني إحنا وفاهمين الحقيقة لكن لو سمعتها وحدة من اللي يحبون القيل والقال مو بعيد يوم يومين وتلقين الناس يقولون ريم كانت تحب حسان وهو ما أدري اش فيه و يبدأون يطلعون إشاعات مالها طعم ..
صمت ساد وهم يتبادلون النظرات المتوترة فيما بينهم , ابتسمت العنود ابتسامة واسعة وهي تقول : مو لايق عليه دور الناصحة مو ؟؟
انفجروا بالضحك والهنوف تقول من وسط ضحكها : على الأقل عشتي دقيقة من عمرك بجدية ..
وسفانة تقول : والله يطلع منها عمود الكهرب ..
قالت ريم بتريقة : أرااااهنكم إن هالدقيقة تمر بها في السنة مرة ..
رمتها العنود وقالت بفلسفة : المراهنة حرام ..
طالعت فيها ريم بدهشة مصطنعة وهتفت : إحلفي ..
وكملت بتريقة : يعني كني ماني عارفه , مجرد كلاااااااااام يالدلخة مو من جد ومو رهان بفلوس ..
حركت العنود حواجبها وقالت : إحلفي ..
وضحكت والهنوف تقول بتنهيدة حسرة : خسارة الدقيقة اللي قبل شوي ..

***************************

اسير الصمت
09-10-2012, 11:53 PM
في الرياض الساعة 7 بعد المغرب :

أول اخترق صوت سلامه العالي أرجاء المكان جريت سحر عشان تستقبله كعادتها , ابتسم عدنان وسلم عليها وهو يسأل بحماس : وين العريس ؟؟
قالت بضحكه : جالس وهو ضارب البوز ..
طالع فيها بحيرة وهو يمشي معاها وهو يسأل : ليش ؟؟
قالت بطفش : ماهر زودها , من الصباح وورقة النتايج معاه و مو راضي يقول النتيجة لأحد , تضارب معاه سامر لمن رجع من المدرسة لكنه حلف ما يقوله على النتيجة إلا لمن تجي , حرق أعصاب بس ..
حط شنطته عند باب غرفته و طلع الدرج وهو مقطب حواجبه , أول ما طل عليهم قال : السلااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وتوجه لأمه وأبوه وسلم عليهم ولف على سامر وقال بهدوء وهو يتوجه له : مبروك , النتيجة متوافقة ..
صرخ ماهر باستنكار : عدناااااااااااااااااااااااااااااان ..
وقهقه خالد وهو يقول : أحححححححححححححسن جاك اللي يعرفلك ياأنــــذل خلق الله ..
قام سامر وضمه وهو يحس براحة غريبة , قال ماهر بضيق : أنا اللي كنت أبغى أخبره ..
قالت سحر باستنكار : مالت , هذي طريقة , سقطت بالولد وسقطت بنا , حتى أبويه وأمي ماقلتلهم إلا بعد ماوعدوك ما يقولون النتيجة ..
مد عدنان يده لماهر , فمد يده بطفش ومن دون مايقوم , رماه بنظرة حادة فقام وسلم عليه وهو يقول : هادم اللذات كنت ..
وانقطع كلامه لمن تلقى بوكس قوي في خصره من يد عدنان اليسار وهو يقول : احفظ لسانك وإنت تخاطب اللي أكبر منك ..
تأوه بشدة ولف على سامر اللي طالع فيه بتشفي قبل مايلف وجهه عنه , ضم خالد عدنان وسلم على راسه وهو يقول : ينصر ديـــــــــنك , ليتك أعطيته ضربة ثانية ..
لف ماهر بوزه ونزل , قال عدنان وهو ينزل غترته ويطويها بعناية ويحط طاقيته وعقاله فوقها : لو دريت إنه مسوي فيكم هالشي كان اتصلت وخبرتكم بالنتيجة ..
وابتسم لسامر وقال : كنت داري من الصباح لكني فضلت أوصل المباركة بنفسي يوم أجي ..
: عموووووووووو ..
جريت غدي ورمت نفسها على حضن عدنان اللي ضمها وسلم عليها ومد يده يحث أخواتها الخجولات على السلام , قالت حنان بعد فترة : غدي حبيبتي قومي عن عمك توه جاي من السفر تعبان ..
قال خالد وهو يطالع أصغر بناته الواقفة قدام عدنان وهي سانده كتفها على صدره وتلعب في لحيته : وييييي طالع كيف راميه نفسها , بنت , قومي عن عمك خنقتيه ..
لفت يدينها حولين رقبة عدنان وجلست على فخذه وهي تطالع أبوها بعناد وهي تقول بدلع : بأدلع على عمي بكييييييييفي ..
وسلمت على خد عدنان وقالت : حبيبي والله ..
ضحك عدنان على حركتها المقصودة خاصة لمن أدت نتائجها بفعالية و قالت سحر بعصبية : لاااااااا والله , قومي يلا ..
لفت عليها وقالت بميوعة : مااااااني ..
وكملت وهي تحضن عدنان أكثر وهي تحط خدها على خده : غيراااااااااانة ليش ما تقدرين تحضنينه زيي ..
ضحكوا كلهم لمن تحركت سحر بعصبية وهي تقول : والله هالبنت بتجيب أجلي ...
وسحبتها وهي تقول : قومي يلا ..
تشبثت في عدنان وهي تقول : لاااااااااااا مابي ..
وطالعت في عدنان وهمست : عمووووووووو ..
ابتسم بهدوء وقال : إنت عارفه اش بأقول ..
زفرت بطفش وقالت : اسمعي كلام عمتك , أففففففففففففف , صدق عذااااااااب ..
زفرت سحر وقالت لخالد : الله يعينكم عليها ..
وقالت تقلدها بتريقة : أفففففففف , صدق عذااااب ..
قال عدنان بابتسامة : ماشاء الله عليها تحسينها أكبر من سنها..
قالت بغيض: هذي لو تمثل يعطونها الجائزة الأولى في الميوعة ..
أشر عدنان بيده بنظرة رجاء لسحر اللي فهمت إنه يقصد إنه يبغى كاسة موية , تحركت نازلة وهي تقول بعفوية : لا تخلونها تتفرج على التلفزيون لوحدها , تلقاها تقلب يمين ويسار ..
زفر خالد وهو يفكر بزوجته , طلع ماهر في لحظة نزولها وهو شايل الظرف , قالت بتريقة : متأخرة مرررررررره يا محترم , والله ياويلك من سامر وجهه إلى الآن مسود من حركتك ..
ضربها ماهر بالظرف وطلع وهو يلوح به وهو يقول : سموووور ..
رماه سامر بنظرة معصبة ولف وجهه عنه , ناوله الظرف فسحبه بدون مايطالع فيه وحطه جنبه بدون ما يفتحه , سكت الكل للحظة , سامر كان من النوع اللي ما يعصب إلا نادرا ولمن يعصب تصيبه حالة خرس تذبح كل من حوله , لمن شاف خالد نظرة ماهر المعبرة قال يزيده : بدري , كان أخرتها يومين كمان يا سيد ماهر , خنقت فرحته ..
قالت حنان اللي ما تحملت النظرة في عيون ماهر اللي جلس بصمت وهو يتأمل توأمه : خاااااااااااااااالد اش هالكلام , خلاص ماهر قصد يمزح مع أخوه ..
قال خالد وهو يلعب في الطاولة الخشبية اللي محطوط عليها فنجانين شاهي : الشي لازاد عن حده ينقلب ضده ..
دقه عدنان اللي جالس جنبه وهمس وهو يرفع فنجانه : لا تزيد الطين بلة , وين ناوي توصل ؟؟..
همس : ودي أذبحه على حركته السخيفة ..
بدأ عبد الكريم يسأل عدنان عن أحواله عشان يخفف حدة الجو , لف سامر يطالع عدنان والتقى بصره بماهر اللي ابتسم له , ما ألقى له بال وهو يركز بصره على عدنان , قام ماهر وقال بصوت عذب وهو يأشر على سامر : وينحط على الجرح يبرى , و ينحط على الجرح يبرى ..
ومسح على موضع قلبه وهو يبتسم لسامر , اعتدل خالد في جلسته وهو يبتسم وبدأ يدق على الطاولة , بدأ ماهر يرقص وهو يغنى : القلب سلم لك أمره في حالتي و انت أدرى ياللي حنانك وطيبك ينحط على الجرح يبرى ..
ابتسم عدنان لسحر اللي وقفت تتطالع المنظر وهي ماسكة كاسة الموية وسحب الفنجانين عن الطاولة , عاد ماهر المقطع و أشر بعده على عيونه وهو يغمز و يكمل : شفاف يانوووور عيني , حبوب و قلبك يبيني , زهرة شبابي و سنيني تفداك ألفين مره ..
وأشر على صدره وهو يهز راسه وهو ينزل لمستوى سامر اللي غطى وجهه وهو يضحك على خبال توأمه , بعد ماهر يدينه عن وجهه وقومه بالقوة وهو يعيد المقطع و يكمل : الله لما تكلم كنك تغني ترنم و الورد منك تعلم و الشعر يضيع شعره ..
وفلت وحده من يدينه وبدأ يرقص قدامه وهو قابض على يده الثانية , ضحك لمن شاف أمه وأبوه يصفقون والابتسامة الواسعة مرتسمة على وجههم وخالد اللي زحف الطاولة لعدنان عشان يدق بداله قام يرقص وهو يرفع ثوبه ويغني مع ماهر , ضحك عدنان وبدأ يدق ببراعة , أشر ماهر على سامر وهو يسحب يده يستحثه : حنون ربي يصونك في طيبتك في عيونك , دنياك حبي وكونك , يا طيب عمري وعطره ..
سحب سامر يده وبدأ يرقص معاه , ضحك ماهر وهو يرقص و يحرك يدينه ويأشر بها على سامر وهو يكمل : فديت صوتك فديتك , شفتك عشقتك هويتك , ياليت تدري ياليتك , غلاك يا كبر قدره ..
وعاد المقطع بصوت ضاحك وهو يشوف بنات أخوه اللي جووا على الصوت وبدأوا يرقصون بحماس حولين أبوهم , رجع لف على أمه وأبوه وتقدم لهم وهو يرقص , قال عبد الكريم بتهديد مازح يحوي العتاب بين طياته وهو يأشر بيده : أوريك , أوريك , أغاني هااااا , شغلك عندي ..
نزل ماهر للأرض قدام أبوه وهو يهز راسه ويأشر على قلبه وهو ينهي أغنيته : القلب سلم لك أمره في حالتي و انت أدرى ياللي حنانك وطيبك ينحط على الجرح يبرى ..
ومد ذراعه وهو يمسدها , قهقه عبد الكريم على حركته وقال وهو يضرب ذراعه : قوم عني , برضو ما سامحتك ..
قالت غدي وهي تجري وتضم ماهر من وراه : عمو مرة ثانية , مرة ثانية , صوتك يجنننننننننننننننننننننننن ..
رجع جلس خالد جنب عدنان وهو يلهث ويقول بابتسامة : أجل لو سمعت صوت أسامة اش بتقوووول ؟؟
لف عدنان على خالد وضربه على بطنه وهو يقول بتريقة : مافي لياقة غصب مافي نفس ..
قال خالد وهو يسحب الطاولة من عنده : يلا ورينا لياقتك , أرقص وأشوف تلهث بعدها ولا لا ..
ضحك عدنان وسأل بهدوء : قيد شفتني أرقص ؟؟
لمن هز راسه بلا هز أكتافه وقال : ما بأغير طبعي دحين ..
قال ماهر وهو يجلس جنب سامر اللي ابتسم له معلن انتهاء الحرب الباردة اللي بينهم : إحساسي لو إنك ترقص بتطلع فنااااااااان ..
قال عدنان بهدوء : من رقص نقص ..
قهقهت سحر وقالت بتريقة : ضربة ثلاثية مباشرة , العادة أسمع عصفورين بحجر , هالمرة ثلاثة بحجر ..
فهم عدنان قصدها لمن تلقى ضربة على كتفه من خالد وهو يقول باستنكار : قصدك إحنا ناقصين ياللي ما تستحي ..
طالع لأخوانه وقال بضحكة : والله ماقصدت شي , هم يقولون هالعبارة دايما و ...
ضحك لمن نط عليه ماهر وهو يخنقه , وزاد ضحكه لمن صرخ ماهر بتوجع لمن عضته غدي اللي حسبته بيذبح عدنان من جد , هرش ماهر يده وقال : يالمسعوووووووووورة ..
وراح يجري وراها وهي شاردة , مروا من عند سلافة اللي رمتهم بنظرة استخفاف قبل ما تأشر على المكان اللي اختفوا فيه وهي تقول بصوت نحيف : هذا واحد بيتزوج بعد 62 يوم ..
تغير وجه سامر لمن سمع الرقم المحسوب بدقة وذكر نفسه إنه هذا نفس الرقم اللي بيكون بعده زواجه من وسام , ضحكوا على كلامها وطريقة إلقاؤه وزاد ضحكهم لمن أشر خالد على سامر وهو يقول بحماس : لا يفوتكم وجه سااااااااااااااااامر ..
انقطعت ضحكاتهم لمن قال ماهر ببرود : أشوف الكل يتكلم كإنه موضوع زواجي محسوم ..
سكت الكل وكسى الوجوم وجوههم خاصة عبد الكريم اللي قطب حواجبه وهو يطالع الأرض بصمت , قالت حنان بتردد : ولدي إنت ما بتكسر فرحتنا بكم ..
قال سامر يطمنها بثقة : أمي ما عليك من كلامه , هو وعدني لو طلعت النتيجة توافق وأصر جدي يزوجني معاه بيراجع أريج ..
قال عدنان باستنكار : بترجعها عشان تتزوج مع سامر في يوم واحد ..
هز أكتافه ببرود واستهتار وقال : على الأقل يكون عندي سبب عشان ما أتمم الطلاق ..
حمحم عبد الكريم وقال وهو يقوم : اتبعوني على المكتب ..
ابتسمت حنان بلطف وهي تتأمله باحترام , كانت عارفه إنه قام لأنه مايقدر يقول يا حريم إخلوا الجو للرجال عشان يتفاهمون , قام خالد وعدنان وقال سامر وهو يحرك حواجبه : جاااااااااااك الموووووووووت ياتارك الصلاة ..
هز ماهر أكتافه بلا اهتمام وقال وهو ينزل معاهم لمكتب أبوهم : عااااااااااااادي , ما عاد تفرق معي ..
وتوقفوا لمن وصلهم صوت أذان العشاء , لف خالد على ماهر وقال : أهبووووووووووو , قاري على نفسك إنت ..
ضحك ماهر وقال : ربي يحبني ..
وتحرك بحماس لغرفته وهو يقول : بأروح أتوضأ ..
تبادلوا النظرات وتحركوا بعدها , طلع عدنان يجيب شماغه ونزل سامر وخالد , توجه سامر لغرفته وهو يخرج الورقة من الظرف ويقرأها و تحرك خالد لأبوه في المكتب عشان يقوله إنهم بيصلون ويناقشون موضوع ماهر براحة بعد الصلاة ...

صباح يوم السبت 27 / 10 / 1427هـ :
مستشفى الولادة في جدة :

عند الاستقبال اللي كان واقف عنده قبل خمس أيام مرت عليه كخمس أشهر من طولها نفث الهواء من بين شفايفه وهو يحاول يهدي نفسه وهو يشوف المسؤول يدور بين الملفات , التفت ليمينه لمن حس بيد على كتفه , ابتسم بتوتر لحسان ..
: تفضل يا شيخ , مبروك ..
التفت بسرعة وحس بمشاعر متضاربة وهو يشوف الظرف الملون الممدود اللي كتب عليه بخط عريض ( شهادة توافق ) , مد يده وتناول الظرف وهو يقول : الله يبارك في عمرك ..
ابتسم ولف على حسان اللي اندفع وضمه وهو يقول : ألف مبروووووووك ..
طبطب عبد الإله على ظهره وهو يتنفس براحة , ولمن بعد عنه تحركوا خارجين وهو يخرج الشهادة , ابتسم لمن شاف اسم المخطوبة المكتوب تحت اسمه , ناول الورقة لحسان اللي اتصل على جدته أول , ولمن سمع صوتها قال : مبرووووووك عليك يا جدة العريس والعروسة ..
وضحك وقال : والله توافق ..
ورجع ضحك وقال : جده عيب بلحيتي و شواربي تقولين أكذب عليك , والله توافق ..
وصك الجوال وقال وهو يلتفت لعبد الإله : تقول ما أصدق إلا لمن أشوف الورقة , مارضيت تبارك ..
قهقه عبد الإله وقال : عمري ما شفت وحده خوافة ومتشائمة زي جده حمده , اللي يسمعها وهي تبغى الورقة أول يقول إنها تعرف تقرأ ..
قال حسان وهو يرجع الشهادة للظرف : هي لا شافت هالقلوب والورد بتعرف إنه توافق ..
طالع لعبد الإله من فوق السيارة وقال بحماس وهو يفتح باب سيارة : أبو رحـــم ..
ضحك عبد الإله وقال وهو يفتح الباب المجاور للسائق وهو يقول : ســــــم ..
قال : لا بس أجرب اللقب الجديد ..
ودخلوا السيارة , رن جوال حسان , قطب وقال : يووووو ..
ورفع الجوال وقال : هلا والـ ...
وسكت لمن طلع صوت جاسم العالي من الجوال وهو يصرخ : يالنـــــــــذل , ليه ما خبرتنيييييييييييييييييي ..
ضحك وقال : أهبوووووووووو مسسسسسسسرع ماجاك الخبر توني خارج من المستشفى وداخل السيارة و ..
لف على عبد الإله وقال : صك في وجهي ..
رن جوال عبد الإله , ضحك عبدالإله لمن ميز النغمة , رفع الجوال وقال : هلا بو أحمد , الله يبااارك في ..
ضاربه حسان وسحب منه الجوال وقال بعصبية : والله ما النذل غيرك , مردووووووووووده يالـ#### , يالـ ##### تصك الخط في وجهي ..
قهقه عبد الإله وقال وهو يستمع لمضاربتهم : عصب أبو علي ..
وزاد ضحكه لمن صك حسان الخط وهو يقول بحماس : رديتها فيه ..
ثواني ورجع جوال عبد الإله يرن وحسان يعطيه مشغول كل ما رن قبل ما يخليه يكمل الرنه , سحب عبد الإله جواله وقال : خليك في السواقة , لا عصبت إنت وهالجاسم , شـــــي ...
ورجع رد على جاسم وهو يضحك على توعد جاسم ...
خلى حسان يحطه في البيت وأعطاه الظرف عشان يوريه جدته وهو منحرج إنه يروح بنفسه عشان يودي الظرف , دقائق وكان حسان جنب حمده وهو يناولها الشهادة , طالعت فيها وهي تصغر عيونها , ابتسم وقال وهو يقلبها : جده ماسكتها بالمقلوب ..
قالت بحدة : أعرف ..
ورجعت طالعت في الطلاسم اللي قدامها قبل ما تقول : إقرأ ..
ابتسمت نورة وهي تتأملهم بسعادة , ونطت الخنساء وراهم وقالت وهي تدخل راسها بينهم : جده أنا أقرأها ...
وبدأت تقرأ مضمونها وحمده تهز راسها بتفهم وأخير قالت : الله يتمم لهم على خير يارب ..
ولفت على مسفعها ومسكت طرفه المعقود فكت العقده وخرجت منه فلوس , سحبت منها خمسين ريال وناولتها له وقالت : جيب لي من هالباقات اللي فيها ورود ..
ابتسم حسان وهو يتناول الخمسين لكنها رجعت سحبتها وناولته 100 ريال وهي تقول : وهات من هالكيكات اللي يحبونها وأكتب مبروك وجدتك حمده ..
ضحكوا لمن قال حسان : يا حيييييييييييييييي , حمده الرومانسية ..
ونغز خصرها وهو يقول : من متى هالحركتااااات , ترى ما نقدر إحنا ...
انتفضت بقوة صرخت بعصبية وهي تضربه : ويعللللللللللك , كم مرة قلتلك لا تنغز يعل ينزغون عدوينك ..
قهقه وقال وهو يحرك حواجبه ويمد سبابته لخصرها بتهديد : ليه ما تحبين أحد ...
قاطعته بتحذير حاد وهي تبعد : حساااااااااااااانووووووو , بالعصااااااااااااا ..
قالت نورة : حساااااااااان , سيب جدتك في حالها ..
: اش فيكم ؟؟
طالعوا كلهم لسفانة الواقفة عند الباب وآثار النوم على وجهها , نطت الخنساء من فوق السرير من بين جدتها وحسان وهي تصرخ : توااااااااااااااااااااااااااااااااافــــــــــق ..
طالعت فيهم سفانة بحيرة وعدم فهم , ولمن ضمتها بقوة وهي تقول : مبرووووووووووووووووووووك ..
فهمت الموضوع , طالعت فيهم بصمت وهي مهي عارفه اش تقول أو اش تسوي , أشر حسان على وجهها وقال : نفـــــــس التعابير اللي على وجه خطيبها ..
حمرت خدودها من الخجل لمن ضحكوا عليها , وشردت لغرفتها , قالت حمده : تعالي نسلم علييييييييييك ..
وضربت يدينها وهي تقول : شردت البنية ..
ولفت على حسان وضربته وهي تقول : كله منك ..
حك كتفه وقال : آآآآآآآآح , وأنا اش لي ؟؟
وقام وسلم على المية وقال وهو يدخلها في جيب ثوبه : يلا نشوفكم إن شاء الله , شكرا على الهدية يا جده ..
وتحرك خارج وهو يسمع توعدات حمده لو لهف المية وما جاب لها اللي طلبته منها ..
قامت نورة وراحت تلحق ببنتها عشان تبارك لها وتجيبها لجدتها اللي مانامت الليل لأيام من كثر ما تفكر بالنتيجة ...


*************************


: النتيجة إيجابية , عنود يا دب النتيجة توااااااااااااافق ..
شهقت العنود وفتحت عيونها على اتساعها وهي تفز من سريرها , بعدت اللحاف وهي تهتف : نتيجة سفانة توافق !!! ..
هزت الهنوف راسها وهي تقول بابتسامة فرح : إيوه توافق , توها عمتي نورة اتصلت وخبرتني ...
تحركت بسرعة وشالت جوالها وشنطتها , قالت الهنوف بحيرة : اش تسوين ؟؟
قالت وهي تتحرك خارجة من الغرفة : بأروح لها ...
شهقت وقالت وهي تلحقها : استنينيييييييييييييييييي ...
ابتسمت هدى لمن شافت العنود خارجة ببجامتها وقالت : مبرو .... على وين ؟؟
سألت سؤالها بحيرة لمن شافت العنود تسحب عبايتها , لفت العنود عليها وقالت بوجه تملأه تعابير غريبة : بأروح بيت جده , بأروح أبارك لسفانة ...
لمن شافت هدى الرجفة اللي في يدين العنود ابتسمت وقالت بلطف وهي تقوم وتربت على كتفها : سلمي على عمتك نورة وباركيلها عني ..
لبست العنود عبايتها وهي مهي عارفه بإيش تفكر , ركبت السيارة ودقائق كانت عند باب الفيلا , تحركت بسرعة ودقت الجرس بإلحاح , أول ما انفتح الباب وطل وجه الخنساء دخلت وسألت وهي تبعد طرحتها : وينـ ...
واختنق سؤالها لمن شافتها عند عتبة باب غرفة حمده , طالعت فيها سفانة بعيون لامعة من أثر الدموع اللي بدأت تتجمع فيها , شهقت العنود شهقة بكاء مكتوم و جريت لها وضمتها وهي تغمض عيونها بقوة عشان تمنع دموعها وهي تهمس : ألف ألف ألف مبروووووووك ..
وأول ماسمعت شهقة البكاء اللي طلعت من أعماق سفانة تركت لدموعها العنان ..
لمن شافت حمده منظرهم قالت : ياسيادي , اش جايبك مع ظهر الله , والله اللي يشوفكم يقول مات لكم أحد ..
سحبتهم الخنساء بعيد عن الباب ودخلتهم وقالت بصوت مخنوق : هي إنتي وهي مسوين فيلم هندي , خطبة مو عزاء ..
تشبثت سفانة بالعنود أكثر وهي تنشج نشيج صامت , ضمتها العنود و بدأت تصيح من قلبها , قالت حمده بعصبية : بس إنت واياها ..
ابتسمت الهنوف وقالت وهي تفك طرحتها وتسلم على جدتها : جده خليهم براحتهم ..
حاولت الخنساء تجلسهم وهي تقول : بنات خلاص , ماصارت خطبة هذه ..
لكنهم ما تحركوا من مكانهم , نورة اللي دخلت وشافتهم ضامات بعض ويصيحون شهقت وهي تقول : بسم الله إش فيكم ؟؟
وتحركت لسفانة المرتمية على صدر العنود وهي لافه ذراعينها على خصرها وبعدتهم وهي تقول : بنات ..
لكن العنود كانت تشبثت أكثر بسفانة وهي تهز راسها بلا وهي تهمس : خلينا يا عمه ..
ورجعت تصيح أكثر وهي تحس بدموع سفانة الساخنة على نحرها , التمعت الدموع في عيون نورة وهي تقول : عنيد , سفانة قلبي خلااااص ..
مسحت الخنساء دموعها وهي تضحك وتقول : حولوه مأتم ..
قالت حمده بصوت مخنوق وهي تمثل العصبية : أنا أسمي هالشي هباله , اش له داعي الصياح دحين ..
ورفعت طرف مسفعها ومسحت أطراف عيونها وهي تكمل : هبالة ..
قهقهت الهنوف وقالت : طيب ليش تصيحين يا جده ؟؟
ضحكت العنود من بين دموعها ومسحت على شعر سفانة ولمن تذكرت إنها ما حتحس بالمسحة عليه مسدت ظهرها وهي تقول بصوت مخنوق : سفسف ..
مارفعت سفانة راسها عن صدر العنود وهي تشهق من كثر البكى , رفعت العنود راسها لعمتها وقالت بابتسامة : تشعثرنا ..
وارتجفت شفايفها وقالت : كإننا حبوب كيرم واتفرقنا بضربة ..
ضحكت عمتها على التشبيه وقالت وهي تربت كتفها : هذي سنة الحياة يا قلبي ..
قالت الخنساء : أجل أنا اش أقول ؟؟ اللي بتختفون عني كلكم مرة وحده , صدق دبب , الهنوف والعنود وسفانة مرة وحده ..
قالت حمده بعصبية : قولي ماشاء الله عن تحسدينهم يصير فيهم شي ..
ولفت على نورة وقالت : لا تخبرون الناس دحين يحسدونهم ..
ضحكت نورة وقالت : أمي , على إيش يحسدون ؟؟
قالت بصوت مخنوق : مو هم من عرفوا إنه وليدي ملك بنتينه في يوم واحد ماتت وحده فيهم في عرسها ..
قالت نورة بلطف : يمه هذا قضاء وقدر ..
زمت شفايفها اللي تجعدت أكثر و قالت بغيض : نص قبورنا عيوننا ..
قالت الهنوف برقة وهي تجلس جنب جدتها : جده حبيبتي الواحد يقرأ الأذكار ويتوكل ..
همهت بعدم اهتمام ولفت على سفانة والعنود وقالت بعصبية : خلااااص , بس إنت واياها ..
ضحكوا وبعدوا عن بعض وهم يمسحون عيونهم , طالعت العنود في سفانة بابتسامة مغتصبة , ضحكت سفانة ومدت يدها تمسح رموش العنود الملتصقة من أثر الدموع وهمست : شكرا ..
تغيرت تعابير العنود فدنقت راسها وسندته على كتف سفانة ورجعت تصيح , ضمتها سفانة فقالت حمده : رجعنا لطير ياللي , بعدوا عني ...
وبدأت محاولاتها الثقيلة عشان تقوم من السرير وهي تتلفت حولينها تدور على عصايتها وهي تكمل : أنا أعرف كيف أطلع هالدميعات من عينكم يا المعبرات ..
بعدت العنود عن سفانة وتحركت بسرعة وجثت قدام سرير جدتها ودفنت راسها في حضن جدتها وهي تقول بصوت باكي : ما نبغى نسيبك , سفانة بتروح الرياض وأنا بأروح الشرقية , ما أبغـــى أروح الدمااااااااااااااااااااااام , أنا ما أحب الحي الثاني خلي عاد مدينة ثاااااااااااانية ..
تغيرت ملامح حمده واكتست بحزن لكنها بعدت العنود عنها بخشونة وهي تقول بصوت يحمل نبرات البكاء اللي جاهدت عشان تمنعه : قومي عني , أصلا هذي الساعة المباركة اللي تفكوني فيها من رجتكم , طول ليلي وأنا أدعي إنه ربي يفكني من خلقتكم و ..
رجعت حطت يدينها على راسه العنود وضمتها وهي تقول بصوت حزين : والله كنت أبغاكم تروحون بس مو مع بعضكم كذا ومكان بعيد كمان , خلاص البقية ما بأدعيلهم بالجواز ...
قالت الخنساء وهي تحط يدينها على خصرها : يا سلاااااااااااام , تدعين لي زي ما دعيتيلهم مااااااااااالي دخل ...
ضحك الكل لمن بعدت حمده يمناها عن راس العنود وقالت وهي تتلفت : عصاتي ويييييين ؟؟ آآآآآآآآآآي يالمعبرة إي والله يا لمعبرة يا قليلة الميز , تبغين الجواز ياللي ما تستحين ..
ضحكت العنود , و همست بداخلها لمن حست بافتقاااااااااد عميق ~ هي الدنيا كذا يا بندوري , هي كذا يا قلبي , حزن وفرح , مافي شي يستمر على حاله , ليتك هنا , ليتك هنا تضحكين وتسمعين أخبارنا , ليتك هنا , لا تخافين إنتي بقلبي دوم ~ غمضت عيونها وهي مستمتعة لأقصى حد بدفء يسرى جدتها اللي استشعرتها , دفء مختلط بريحة الحنا اللي ما تفارق يدينها إلا نادرا وهمست بداخلها بألم ~ ياربي كيف بأقدر على فراق هالعجوز , ياربي كيف بأتحمل الغربة في الدمام ~ ...


*************************

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
بعد 11 يوم :
يوم الأربعاء 9 / 11 / 1427هـ :
في جدة بعد العصر في بيت أحمد :

: والله أقولك أكبر منه بست سنين ..
قالت العنود تصحح لأختها : خمس سنين وشهرين ..
ضحكت سفانة وقالت : اش الفرق ؟؟
قالت أسماء بهدوء : يوم يفرق خلي عاد 10 شهور يعني 300 يوم ..
وقفوا عن أشغالهم للحظة قبل ما تهمس العنود بتعجب : ماااااششششششششاء الله , كيف حسبتيها بهالسرعة ؟؟
طالعت فيهم أسماء بحيرة وقالت : السنة 12 و ...
صرخوا كلهم يوقفونها عن الشرح ورجعوا يتكلمون في أمور وسام و سامر , قالت ريم وهي تطالع في ساعتها اللي أشارت للخامسة : أكيد ملكتهم حتبدأ بعد شوي ..
حطت العنود يدها موضع قلبها وقالت : لا تقولين ملكة لأني يوم أتذكر ملكتي ...
ضحكوا لمن تذكروا هبالتها ذاك اليوم وكيف كان الأمر صاعق لها , لفت ريم على سفانة وقالت برجاء : سفسف الله يخليك أصري على الملكة عشان يضطر عبد الإله ويسويها ..
ابتسمت سفانة بخجل وقالت وهي تلعب بطرف كيس البطاطس اللي فردته العنود بينهم : لااااااااااا , ماكو ملكة انتهينا , بعدين الجواز تحدد خلاص ...
زفرت ريم وقالت : خسااااااااااارة ..
قالت العنود بحزم وهي تبعد العصير عن فمها : والله أحلى , من زين الملكة ..
قالت سمية بتريقة وهي توزع أوراق الكوتشينة : ذاقت العسل ودحين تقول من زينه ..
قطبت العنود حواجبها وقالت وهي تسحب أوراقها وتبدأ ترتبها : والله والله والله وجع راس وصدعة , مكالمات ورسايل و كلمات تحاسبين عليها وتعالي شوفي سوء الفهم اللي ماله حدود و .... يعععععععععععععععععع , والله مشاكلها أكثر من محاسنها ...
قالت الخنساء وهي تتأمل أوراقها : هذا وإنتي شوية مكالمات ورسايل أجل لو بهذلك بالزيارات اش بتسوين ..
مطت العنود شفتها ورمت ورقة في الميدان وهي تقول : وععععع , أتخيل نفسي لبس ومكياج وتصنع ماله حدود , الحمد لله اللي أنا في غرب وهو في شرق ..
قالت سمية بتريقة : أحباب على أطراف الدولة ..
هزت الخنساء راسها وقالت وهي تسحب ورقة : عشاق على أطراف البحرين ..
لمن ضحكوا على الوصف ضحكت العنود ضحكة بارده وقالت : ما يضحك , أصلا هو مو على بحر , هو على خليج يا بنت الأدبي , آآآآآآنا علمي وجبتها صح ..
قالت تسكتها : اسم إنه , مويه وبس ..
قالت ريم وهي تحسب الورق اللي في الميدان : تصدقين إنه في ناس مو بس زيارات ..
وأشرت على الهنوف وقالت : هنوفه دورك يا نايمة ..
وكملت وهي تطالع في العنود المستمعة لها بإنصات : يخرجون ويتمشون ولا يقعدون عندهم رجالهم من المغرب للفجر ..
شهقت وقالت باستنكار : إيييييييييييييييييييييش , 12 ساعة ..
وبعدت بلوزتها وتفلت جوتها وهي تقول : برى وبعيد , برى وبعيد ..
هزت سفانة راسها وقالت : طالعوا اللي تقول على جده حمده إنها عندها معتقدات غريبة أجل هالحركة اش تسمينها يا ست عنود ؟؟..
لفت العنود بوزها وقالت وهي تطبق أوراقها مع بعض قبل ما تحط يدها على خصرها : طالعوا مين يتكلم , الست هانم اللي رفضت تتجوز يوم 21 محرم عشان سبب سخيف ..
قالت سفانة باستنكار : مو سبب سخيييييييييييف , بعدين هي أسباب مو سبب واحد بس ..
وطبقت أوراقها وبدأت تعدد على أصابيعها : أولا لو تزوجت في 21 بيكون مافي إلا أسبوعين بين زواج حسان و الهنوف وزواجي تعب وهلااااااااك , ثانيا اش شعور رغد لمن نسرق اليوم اللي مفروض كان يكون يوم زواجها لمجرد إن القاعة محجوزة ومافي يوم متفرغ في محرم إلا هاليوم ..
قالت ريم وهي ترتب الورقة اللي سحبتها : سفسف قلبي , عبد الإله بدأ وظيفته وإحنا بنأثث له في الرياض قدري إن الوقت ضيق والولد مستعجل والإجازة حتبدأ والناس تبغى تسافر , مو معقولة بنحجزهم في البلاد عشان جوازك ...
قالت سفانة بحزم وهي تفرد ورقها : خلاص هالكلام ماله داعي لأنه تحدد زواجي يوم 4/2 ..
وساد صمت في الجو قبل ما تصرخ سمية وهي تأشر على أختها الكبيرة : هذي متى فردت أوراااااااااااقهاااااااا ؟؟
قالت بهدوء : لمن كنتم تناقشون المعتقدات الغريبة اللي تسويها العنود ..
طالعوا فيها بصمت دام لثواني قبل ما يكملون لعبهم وسفانة تقول بتريقة : تراني بدأت حرب الجلسريد والليمون على الأكواع والركب , إن شاء الله تفيد إلى يوم الزواج ..
طالعت ريم في أكواعها وقالت : سفانة مايحتاج , ماشاء الله مو ذاك الفرق ..
طالعت سفانة في كوعها وقالت بفرح : بالله , يمكن لأني أستخدم هالخلطة من رمضان و بدأ مفعولها يطلع ..
رفعت العنود تنورتها وطالعت في ركبتها وقالت : واااااااااا شكلي أنا اللي أحتاج من جد , شوفي ..
قالت الهنوف باستنكار وهي تضربها على ركبتها : عنووووووووود و مايجوووووووز عورتك هذه ..
قالت الخنساء بتريقة : أنصحك تعالجين بشرتك وتنظفينها استعدادا لجلسات الليزر للشعر أحسن لك ..
تغيرت ملامح العنود لمن تذكرت الحلاوة ووجعها وقالت وهي تسبغ صوتها بنبرة بكاء مسرحية : أهااااااااااااااا , أحس جسمي يعورني من دحين ..
زفرت سفانة وقالت : المشكلة يوم زواجك مو بس يدينك ورجولك , وجهك وظهرك وبطنك و ...
قاطعتها العنود : خلاااااااااااااص ..
ضحكوا على العنود اللي ما تتحمل وجع الحلاوة , قالت الخنساء وهي تمد يدها : أجل أنا اش أقول !! طالعي ..
كانت الخنساء أكثر وحدة مشعرة فيهم بعد الهنوف , طالعت فيها العنود ورجعت طالعت في يدها لمن شافت الفرق سلمت على يدها ومدت جسمها وسلمت على خد الخنساء وربتت على كتفها وهي تقول بمأساوية : الصبر ضياء يا قلبي ...
ضحكوا على طريقتها , وبعد عدة أحاديث عن عذاب المرأة عشان تتزين لرجال ما يقدر تعبها سألت أسماء فجأة : إيوه صح , ريمان ليه ماجات عهود معاك مادام مابتروح الجواز مع الحريم ؟؟
قالت ريم بتهرب : يمكن عشان هي اللي بتسشور شعر أمي وبتمكيجها ..
قالت سمية : طيب خليها تجي بعد ما تخلص ..
كبتت العنود كل كلمات الكره والحقد اللي بتطلع من فمها وقالت تنهي الموضوع وهي ما تتخيل إنه إحتمال تجيهم عهود لأنه أزهار وعدتها إنها بتجي لهم قبل ما يروح جاسم للجواز وبتتعشى عندهم ..
سرحت ريم بأفكارها وهي تفكر بأختها عهود اللي طلعت لها صديقة جديدة غير جيهان والمشكلة إنه شكلها مايطمن زي جيهان , ولمن تذكرت اتصالات أمها بعبد الرحمن اللي حن أخيرا ورد بعد أسبوع متواصل من المكالمات واللي بارك لها ببرود لمن دري بخطبة عبد الإله واللي أعلن بصريح العبارة إنه ما حياخذ إجازه عشان ينزل لجوازه لأنه لازم يجلس الخمس سنوات متواصلة عشان ياخذ الجنسية الأمريكية وهو مهو مفرط فيها عشان جواز على حد قوله ..
: ريمان ..
ابتسمت وقالت : هلا ..
: دورك ..
سحبت ورقة وهي تهتف بداخلها ~ يااااااااارب اهديهم عشان الضعيف المريض بالقلب , يا حبيبي يا أبويه , ياحبيبي يا أبويه ~ ..


****************************

بعد العشاء بوقت في الرياض :
في فيلا عبد الكريم :

: أنا أول مرة أشوف ملكة في بيت العريس ..
ضحكت هيام وقالت : عااااااادي ..
زفرت وسام وطالعت في أرجاء غرفة سحر , كانت تحس نفسها في دوامة مالها قرار تحس كل شي حولها يجري جري , أولها موافقة خوالها وأمها اللي ما تدري كيف صارت وبعدها نتيجة تحاليلها اللي صدمتها كيف طلعت في خلال يومين فقط , مافاقت من هالموضوع إلا جاتها زيارة عبدالكريم الرسمية مع حنان وخلود والتوأم وهم جايبين هداياهم كصفعة تأكد لها إنه الموضوع مو حلم , ولمن وصلت بذاكرتها لسلطان اللي أصر قبل أسبوع إنهم يعقدون لهم على الورق ودفع مهر ثاني فوق مهر سامر قامت وهي تبعد طبقات الفستان عشان تشوف الأرض , وقفت وتحركت للمراية الطويلة المعلقة ورى الباب وطالعت في شكلها , مكياجها الخليط من الذهبي ودرجات الزيتي متناسب مع فستانها الفخم العاري اللي فصلت عليه جاكيت ناعم قصير واللي أصرت نجلاء تدفع عليه 2500 عشان يتخيط في أسبوعين , زفرت وسام وهي تتلمس نحرها مستحية من الفتحة اللي رجعتها للخياط مرتين عشان يرفعها شوية و تأملت تسريحتها المرفوعة والمتناثر منها بعض الخصلات ماكانت عاجبتها , تلمست الشال الصغير المربوط ورى قصتها الناعمة والمعقود عند إذنها اليمنى , قالت هيام : والله حلوه التسريحة , اش فييييييييك ؟؟
زفرت مرة ثانية ولفت على هيام وقالت بصوت مخنوق : أحسها مبالغ فيها , حتى المكياج ثقيل و الفستان ...
تحركت هيام ومسكت يدينها اللي انصعقت لمن لقيتها زي الثلج , رصتها بقوة وهمست : وسومه والله حلو , بالعكس إنتي حاطه مكياج عادي , رفضتي مكياج الملكة ناسية مضاربتك مع الكوفيرة ..
همست وسام : أحس كل شي خبط لزق , أحس نفسي في سباق خيل كإنه ...
وغمضت عيونها بقوة , صرخت هيام وهي تهف بيدينها قدام وجهها : لالالالالالا ...
وتلفتت تدور على منديل , جريت وسحبت واحد ولفته بسرعة وهي تقول : إرفعي راسك يا حماره ..
رفعت وسام راسها لفوق وهمست وهي تقاوم دموعها : أنا أكبر منك يا وقحة , اش ياحمارة ؟؟
حطت هيام المنديل في طرف عينها وهمست بحنان : عارفه , ومو بس أكبر مني اليوم إنتي عروسة ..
بعدت عنها وسام وضربتها وهي تقول بعصبية : شكرا هديتيني بشكل فعااااااااال ..
قهقهت هيام وقالت وهي ترجع تسحبها وتحط المنديل في طرف عينها : طيب ما بأقول عروس , مملكة مع إني ماني شايفة فرق ..
همست وسام : في مليون فرق , أولها لمن نخلص من هالمسرحية اللي مال أمها داعي بأرجع للبيت معاكم مو مع واحد غريب ..
انفتح الباب ودخلت منه نجلاء المتألقة بجلابية فخمة بلون ذهبي وأحمر وهتفت لمن شافت وسام رافعه راسها وهيام تمسح لها : اش فيه ؟؟
فتحت هيام فمها لكن وسام سبقتها وقالت بابتسامة رقيقة : دخل شي في عيني ومسحته ليه عشان ما يتخرب المكياج ..
تنهدت وقالت : أشوه , على بالي تصيحين ..
ضحكت وسام وقالت : وليش أصيح ؟؟
وكملت وهي تحس نفسها سخيفة : اليوم ملكتي , مو ؟؟
وتغيرت ملامحها لجزء من الثانية لكنها رجعت ضبطتها وهي تبتسم ابتسامة أوسع , تحركت نجلاء وضمتها وهي تقول : بسم الله ماشاء الله , والله أحلى عروس ..
هزت وسام يدها وقالت بتريقة : مين يشهد للعروس !! بعدين مو كل ما شفتيني تقولين أحلى عروس وما أدري اش شكله دحين يقولون فرحانه ببنتها ..
بعدت عنها نجلاء وقالت بابتسامة محبة : وهذا الشي الحقيقي , أنا فرحانه ببنتي ..
ولمن تذكرت قالت : أوووو صــح , يلا تجهزي لأنه بنخرج للصالة عشان سامر بيجي ..
تجمدت كل ملامحها وحست بكل شي حولها واقف إلا قلبها اللي ينبض بسرعة , سحبت نفس عميق وهمست وهي تتمسك في هيام : حمام , أبغى حمام ..
هتفت هيام باستنكار : بالفستااااااااااان , بعدين الحمام برا يعني لازم تخرجين قدامهم ..
قالت بصوت مخنوق : لو مارحت الحمام دحين بأسويها على فراش سحر هنا ..
اندق الباب ووصلهم صوت خلود وهي تقول : ها عمه , جهزنا شريط الزفة وكل شي ..
خرجت نجلاء لبنت أخوها وقالت وهي مبتسمة : دقايق بس ..
وكشرت وجهها وهي تكمل بهمس : متوترة شوية ..
ابتسمت خلود بمحبة وقالت : الله يعينها , أنا بطني مغصتني ..
ولفت على سحر اللي كانت تتأكد من الأشياء اللي على الطاولة , قالت سحر وهي تصب عصير الكوكتيل في الكاسة : أحححححسن فكرة سوتها سلافة ..
ابتسمت سلافة وقالت بتكبر وهي تجهز كاميرا هيام الديجتال : شكرا , أتلقى الشكر على شكل هدايا ..
ضربتها سمر على راسها وقالت : أخوك يالحمارة , لازم تتعبين في ملكته ..
وابتسمت وهي تطالع في الكرسي اللي غطته سحر بحرير ذهبي فوقه تل بنفس اللون متناسب مع عربية الملكة المزينة بورود خليط من الزيتي والأصفر والذهبي زفرت وقالت تأكد كلام توأمها : أحسن فكرة بعيد عن عيون الحريم عشان ما يقارنون وعشان ما تزعل وسام ..
رفعت سحر راسها وقالت : سمـر , مو بس وسام اللي كانت معارضة إنها تنزف مع سامر قدام الحريم , بعدين مهي حكاية مقارنة ..
قالت خلود تأييدها : إيوه , كلنا كنا رافضين لأنه مايجوز الحريم يقعدون يتأملون في الرجال حتى لو كان عريس ..
وأشرت على الصالة اللي اقترحت عليهم سلافة إنهم يخلون سامر يدخل فيها على وسام قبل ما يزفونهم من الدرج ومن هناك تنزف وسام للحريم لوحدها ويخرج سامر , وما بيحضر المشهد إلا محارمه من الحريم وكملت : عشان كذا بنخليهم هنا و ..
سكتت لمن دق جوالها , خرجته ولمن شافت الاسم همست : عدنان , ياويلنا ..
وردت عليه وهي تقوله دقايق ويخلي سامر يجي , انفتح باب غرفة سحر وطلت وسام من وراه وهي معلقة قبضة الورد السكري بشريط ستان ذهبي حول معصمها اليسار , أول ما شافتها خلود غطرفت لها , ابتسمت وسام بخجل لمن بدأت الغطاريف تتوالى ونظرات الحريم الموجودات تنصب عليها , دنقت راسها وتلمست فستانها بتوتر , مسكتها هيام ومشتها إلين الكرسي اللي تم تفريغ الصالة من كل شي إلا منه ومن طاولة مقابلة له عليها كاسة العصير المزخرفة تتوسط شمعدانين كبيرة مزينة بنفس الزينة , بدأوا الحريم يسلمون عليها وهم يباركون وأولهم حنان وبناتها ..



******************************

امير الحرف
09-11-2012, 04:33 AM
رائعة جداااااا وذوق ممتازة منكِ اخت اسير

تستحق التقيم والمتابعة

تم التثبيت وجاري تكملت القراءة

في انتظار كل ما يجول به فكرك وذوقك الراقي

ورود الغلا
09-11-2012, 05:07 AM
مشكوووووووره
اختي
على القصه الجميله
روووووعه
والي كتبها اروووع
الله يعطيكي العافيه
وانتظر منكي الجديد
و دوووم الابدااع يارب

اسير الصمت
09-11-2012, 02:12 PM
رائعة جداااااا وذوق ممتازة منكِ اخت اسير

تستحق التقيم والمتابعة

تم التثبيت وجاري تكملت القراءة

في انتظار كل ما يجول به فكرك وذوقك الراقي




شكرا لك اخ امير على المرور الجميل
و على تثبيت القصه
القصه تحمل عبر و معاني جميله لذلك احببت ايرادها في جنبات هذا المنتدى

اسير الصمت
09-11-2012, 02:31 PM
صك جواله ولف على سامر الواقف جنبه وهو يتلمس جانب بشته الأسود بتوتر , ابتسم وقال : خلاص دقايق ويدخلونك ..
صرخة الشباب خلته يبتسم بتوتر وهو يهمس لماهر : إنت كنت تحس بشي من اللي يسوونه لمن كنت بتدخل على أريج ..
هز راسه وسأل بابتسامة عريضة : لا , ليه ؟؟
دنق على إذنه وهمس : أحسهم قاعدين يسوون لي إرهاب اجتماعي ..
قهقه وقال وهو يضربه على كتفه : الله يخسك يالملعـ .
وقطع لعنته لمن شاف عيون عدنان اللي تطالع فيه باستنكار , ابتسم وقال وهو يطبطب على كتف توأمه : بالتوفيق ..
جا دور سامر إنه يقهقه وهو يقول : تستاااااااااااااهل ...
رن جوال



رن جوال عدنان فرفعه بسرعة وقال بعد ثواني : إن شاء الله ..
ولف على سامر وقال بابتسامة : تفضل يا عريس ..
انمسحت الابتسامة عن وجه سامر والشباب يهتفون بحماس , قال عبيد بتريقة : جاااااااك المووووووووت يا تارك الصلاااااااااة ..
وانفجر البقية بالضحك , لف عليهم سامر وأعطاهم تكشيرة قبل ما يتحرك لباب المطبخ , قابلته خلود هناك وقالت وهي تمشي قبله : قريت على نفسك..
ابتسم وقال : مررررررره ..
دفته للدرج ومشيت وراه وهي تقرا وتنفث , ابتسم على حركتها وسأل بهمس وهو يشوف سمر وسحر على راس الدرج : مين فيه فوق ؟؟
همست بضحكه : كلللللللللللللللللللللللل اللي تقابلهم ..
أشرت سحر بيدها لسلافة فشغلت الإستريو على زفة خاصة سوتها على حسابها لسامر , أول ما صدحت الآهات والغطاريف وقف وقال بتريقة : خلاص بطلت ..
دفته خلود بخفة وهي تقول : ترى كل الأشياء الموجودة عشان التصوير , وسام ما تبغى لا تشريب عصير ولا تلبيس ذهب ولا غيره ..
قال بهمس : أحسن , اشلي أنا وهالتخاريف ..
أول ما سمعت وسام صوت الاستريو حست إنها على شفير الانهيار , مدت يدها وقبضت على يد نجلاء الواقفة جنبها بيمنها وباليد الثانية قبضت على فستانها وثبتت بصرها على الطاولة وهي تصرخ وتدعي بداخلها إنه تنتهي هاللحظات بسرعة ..
أول ما وصل لآخر درجة انحرج من عماته وخالاته , همست سحر من بين أسنانها وهي مبتسمة : حبيبي روح على العروس على طول , لا تسلم على أحد سيدا على العروس ..
همس وهو يمشي : مايجي أسلم على راسك شكر ..
همست وهي تمشي معاه : بعد ما يروحون الناس ..
ابتسم على كلمتها لكن ابتسامته سرعان ما ذابت لمن شافها , تباطأت خطواته غصب عنه , هو يتذكر إنه شافها لكن مو بهالشكل , كانت أجمل مما يتذكرها بمئات المرات , انتبه لتوقفه عن المشي لمن حس بقرصة سحر , تحرك لها وهو يعدل بشته ولمن وصل لها مد يمناه وحط راحته على جبينها ..
أول ما حست وسام بيده البارده اللي تنافس برودة أطرافها زمت شفايفها وغمضت عيونها بقوووووة ورصت يد نجلاء أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ يارب ارجوك ما أبغى أصيح , لا , لا , لا ~ ..
أول ماشاف الدمعتين اللي انسابت من وسط عيونها المغمضة بقوة وذقنها يرتجف بالرغم من شفايفها المزمومة ابتسم وهو يرص يده بقوة قبل ما يسحبها , ولمن شافها مستمرة في إغماض عيونها والرجفة ما فارقتها تقدم ومد يده وحطها ورى راسها وسلم على جبينها , لمن تعالت صرخات البنات فتحت وسام عيونها على اتساعها من شدة الصدمة وبلا تفكير رفعت راسها تطالع فيه , ابتسم لعيونها المذهولة وهمس : مبروك ..
دنقت بسرعة وهي تشيح بوجهها عنه , مدت يدها المرتجفة تمسح دموعها وهي تحس إنها بتموت من الخجل , التفت سامر لسحر اللي مسكته من ذراعه وأشرت له يجلس وهي تقول : العروسة تعبت من الوقوف ..
ورمت نظرات حادة لسامر , هز أكتافه وهمس وهو يدنق عليها : طلعت عفوية , والله ما كنت ناوي شي ولا ..
لمن شافت وجهه اللي بدأ يحمر ضحكت من قلبها وهمست : اشششششش خلاص فهمت لا تحمر أكثر , يا فشلة الحَمار للحريم بس ..
عدة دقايق مرت رقصت فيها خلود وسمر قدام أخوهم وحاولوا يرقصون حنان اللي هزت راسها بلا وهي تضحك بخجل لكنها رجعت رقصت لمن سحبتها نجلاء من يدها وبدأت ترقصها بفرح عميق , شافت سحر بصر سامر ما يستقر لعدة ثواني على أي منظر , تحركت وجلست على ذراع الكنبه جنبه وهمست : خير ..
حمحم وابتسم للكل وهمس من بين أسنانه : و طيب , شافونا وكله , وبعدين ؟؟ متى يخلى الجو !! أحس نفسي تحت المجهر ..
رمت ابتسامة خفيفة للموجودين اللي يصفقون ويرقصون بحماس وهمست من بين أسنانها وهي تحاول إنه محد يلاحظ إنها تتكلم : سمور تراك ذبحتني , شويه وأنزلهم , مصروع , أصبر لاحق على حرمتك ..
دقها بكوعه في خصرها بغيض وانتبه إن الكل يطالع فيه بحيرة , توتر من نظراتهم , قامت سحر من جنبه وهمست وهي تربت أكتافه بعد ما عدلت بشته : تستحق ..
ورفعت واحد من حواجبها وتحركت مبتعدة عنه , ~ سحر لا , لاااااا , أنا آسف , ارجعي , ياربي أكره هالشعور ~ وجال ببصره على الموجودين وصرخ بداخله وهو يرسم ابتسامة مزيفة ~ أكـــــــــــره شعور إني مراقب ~ ..
: يلا يا جماعة , نخلي الجو للحلويييييين , يلا لو سمحتم ..
طالع بامتنان في سحر اللي بدأت بلطف تقوم الموجودات للدرج ..
~لااااااااااااااااااااااااااااااااا , خلوكم معايا ~ رصت بكل قوتها على يد هيام اللي جات تودعها وهي لابسة حجابها , همست هيام بحب وهي ترص يدها : بسم الله ماشاء الله عليك , ما ألوم أمي يوم تقول أحلى عروس , كل البنات يقولون ...
قاطعتها وسام هامسة وهي تطالع في عيونها الباينة من ورى النقاب : تكفين يا هيام لا تسيبيني ..
همست هيام وهي تسحب يدها : بنت أهجدي , بلا بزرنة ..
تشبثت وسام في يدها وغرزت أظافيرها وهمست من بين أسنانها : تراني أحذركم , حأصرخ بطوووووول صوتي لو سبتوني لوحدي معاه , نادي أمي بسرعة ..
انرعبت هيام من وسام اللي كانت الجدية على ملامحها , ربتت على يدها وقالت بحنان : وسام , تراك تعوريني ..
فلتت وسام يدها بسرعة وانصدمت لمن شافت آثار أظافيرها على يد هيام اللي كملت وهي تربت على كتفها : ثواني وأمي عندك ...
سحبت الأنفاس اللي حستها امتنعت عن الدخول لصدرها من عرفت إنهم بيخلونهم لوحدهم , ولمن شافت هيام تنزل عشان تنادي أمها اللي اختفت حست بتوترها يرجع وهي تشوف سحر ترافق آخر الموجودات عمتها حسناء اللي كانت تضحك على شي قالته , قبضت على فستانها بقوة وهي تصرخ ~ وسام بلا هبالة , هذا زوجك دحين , وسام مو لازم تخافين , أكيد ما بيسوي شي والخليقة كلها تحت ~
: سحر لو سمحتي ..
خرجت من أفكارها لمن سمعته ينادي سحر , رفعت راسها وطالعت في سحر اللي رجعت لهم وهي تبتسم وتقول : هلا ..
: لا تروحين , خليك عند الدرج ..
طالعت فيه سحر باستغراب ولفت وسام وجهها وطالعت فيه , بصرها اصطدم بجانب وجهه وبالندبة اللي تخترق خده وتمتد لذقنه , ابتسم وقال : عشان محد يجينا ويزعجنا ..
قالت بحرج : طيب أوقف تحت و ..
قاطعها بلطف : لا الأفضل إنك تكونين هنا ..
وهز أكتافه وكمل : يمكن نحتاج شي , ما ودي أزاعق ..
هزت أكتافها بعدم اقتناع ووقفت عند الدرج وأعطتهم ظهرها وهي تطالع في البنات اللي يتحركون تحت , عقدت ذراعينها على الدرابزين ووقفت بصمت واستغربت لمن ماسمعت أي صوت يصدر منهم , جات بتلف عليهم لكنها مسكت نفسها بالقوة وركزت بصرها على أسفل الدرج , سمر اللي كانت تجري ورى بنتها اللي سرقت شوكلاته وقفت عند نهاية الدرج وطالعت فيها بحيرة قبل ما تأشر لها إنها تنزل , هزت سحر راسها بلا وهي تقول بدون صوت : ما أقدر ..
بانت الدهشة على معالمها وهي تطلع , أشرت لها سحر إنها ما تطلع و ورجعت حركت يدها يعني أفهمك بعدين , هزت سمر يدها بتساؤل فهزت أكتافها بحيرة , وبعد ما راحت عنها سمر لفت بوزها لمن ماسمعت أي صوت , لفت بشويش وفتحت عيونها على اتساعها لمن شافت كل منهم جالس في طرف الكنبة , سامر يتأمل السقف واللي حوله و وسام تتأمل السجادة , حطت يمينها على خصرها وقالت بحدة : لا والله , إحلفوا ..
انتفضوا وطالعوا فيها , زفرت وقالت : لو ما تكلمتم خلال خمس ثواني حأنزل وأقول للخلق تطلع عشان تزفكم ..
رجعت وسام نزلت راسها بصمت , أشرت سحر لسامر بيدها بقوة على وسام وفرصعت عيونها بتحذير , قام وقال وهو يزفر : طيب عشان نقدر نتكلم ...
مد يده وقال وهو يأشر على جهته في الكنبة : ممكن نتبادل الأماكن ..
حست وسام بنبضها يرجع لسرعته وهي مهي فاهمة قصده , ابتسم ومسك يدها يقومها لكنها سحبتها بسرعة وهي تقوم بنفسها وهو يقول : نتبادل الأماكن في الكنبة ..
ولف وجلسها مكانه وجلس مكانها وزفر وقال : كذا أحسن ..
ورجع ابتسم وقال : من أول قلتلهم يخلوني على الجهة اليمين لكنهم نسيوا ..
ولمن شاف نظراتها التايهة , أشر على خده اليمين وقال : أفضل إنه ما يكون هذا الخد في الواجهة ..
كانت تستمع لكلامه وهي تطالع لخده اللي يأشر عليه بعفوية , لمن شاف نظراتها قال : قصدت إني ما أبغاك تطالعين فيه زي دحين ..
انصعقت وسام من كلمته فأشاحت بوجهها بسرعة وهي ودها تموت من سخافة الموقف اللي هي فيه , تحركت بسرعة ليسارها ولصقت في ذراع الكنبة عشان تبعد عنه أقصى ما تستطيع , ضربت سحر جبينها ولفت عنهم وأعطتهم ظهرها وطالعت في نهاية الدرج وهي تصرخ بداخلها ~ غبــــــي , يانااااااااس هالولد غبي , أهم قاعدة إذا كانت البنت تطالع لا تصارحها إنها كانت تطالع , الله يقطع إبليسك يا سامر ~

لمن انتبه سامر لحركتها قال : وسام ..
لكنها لصقت في ذراع الكنبة أكثر , انتبه إنه ذقنها بدأ يرتجف , بعد بصره وهو مهو عارف كيف يشرح لها وانتبه إنها قابضة يدينها اللي شابكتها في بعض بقوة , كانت تصرخ بداخلها ~ وسام اش فيك صايرة حساسة , يابنت إنت 33 سنة مو 16 على أقل حركة وكلمة قمت تبكين , ياربي اش اللي قاعد يصير فيني , ما أحب هالضعف ولا هالأحاسيس , أبغى أرجع وسام الواثقة , أبغى ... , كل شي أبغى أبغى أبغى من دون ما تعقدين العزم على شي , حققي شي من اللي تبغينه ~ حست بأصابعه الباردة على يدينها , شهقت وهي تلتفت له قبل ما تطالع في يده , سحب يده بسرعة وقال : ما فهمتي قصدي , قصدت إني أفضل دايما إن اللي أتكلم معاه بهالقرب يكون على يساري منعا للإحراج , هالإحراج بالنسبة لي مو للشخص ..
تذكرت وسام لحظتها إنه مر بتجربة رهيبة ماتوازي تجربتها لكن يكفيها إنها كانت مؤلمة وآثارها مازالت موجودة وتأثر عليه , حست بسكينة غريبة فسحبت نفس عميق و طالعت فيه بصمت حاولت تسبغه بالثقة اللي خانتها من أصبحت , ابتسم لعيونها وهمس : أخيرا بدأنا نتواصل ..
وكمل بذات الهمس : متأكدة إني أكلم بشر !!
وجال ببصره على وجهها وهمس بصوت أخفت : منتي ملاك هابط لي من السماء ولا شي زي كذا ..
اتسعت عيونها بالرغم عنها وطالعت فيه لثانية قبل ما تنزل راسها بسرعة وهي تبعد أكثر , ضحك على حركتها وفتح فمه بيقول شي لكن سحر قالت من دون ماتلف : طيب ممكن يا سادة ترحموني من هالفيلم الرومانسي وتخلوني أنزل , ارحموا العذارى ..
غطت وسام وجهها بيدينها وهي تدعي ربها إنها في كابوس تفتح عيونها وتصحى منه , لكن صوت ضحكة سامر أكد لها إنها هنا وإنه فعلا اللي صار حقيقة مو كابوس , قال سامر وهو ماوده يتحرك : قوليلهم جاهزين للز ..
وسكت لمن سمع صوت خلود العالي من تحت وهي تقول : خلااااااااااص ما شبعتم , يلا وراناااا زفة وشغلااااااااات , نخلص منها واشبعوا ببعض ..
لف سامر على وسام وهو يحس بتسلية من خجلها , قال وهو يقرب منها : وسام اش رايك نصف الزفة ونجلس هنا ؟؟ ..
~ يا أمــــــي , قلبي يعورني ~ ما بعدت يدينها عن وجهها وهي تدعي إنه يقوم ويفكها من الخجل اللي بيذبحها , جات سحر وقالت وهي تقومه : يلا خلصنا الحريم جووا , قوم لا تفضحنا ..
وحطت يدينها على خصرها وقالت : يمه منكم يالرجال , قبل شوي كنت خجلان وما أدري اش شكله , مسسسسسسسرع ما صرت تمون على البنية ..
وجلست جنب وسام ومسدت على ظهرها وهي تهمس بلطف : وسومه قلبي يلا عشان نزفك وتفتكين من غلاسته ..
بعدت وسام يدينها المرتجفة عن وجهها وقامت بمساعدة سحر وهي تتجنب إنها ترفع بصرها عشان ما يصطدم بسامر اللي سأل : ها وسام !! أنا غلس زي ما تقول سحر ؟؟
ماردت عليه وهي تعدل شريط القبضة بتوتر وهي مركزة عليه كإنه معادلة صعبة , ولمن قرب منها بعدت من دون ما تجاوبه , ضحك على حركتها وتحرك بإصرار وشبك ذراعه اليسار في يمينها وهو يهمس : الله يعينك على غلاستي ..
: وااااااااااااااااااااااااو يهبلوووووووووووووووووووون ..
ابتسم سامر لسلافة اللي خرجت الكاميرا وهي تقول : say cheeeeeeeeeeese ..
قربت سمر منها وهمست : قوليلهم يسوون كم حركة عشان التصوير ..
التمعت عيونها وابتسمت وهي تلف على سمر وهي تهتف : caaaaan iiiiiiiiiii؟؟
وقبضت يدينها بحماس وهي تتحرك لهم بخطوات واسعة وصوت كعبها يتردد في المكان , قالت وهي تأشر ليد سامر المشبوكة : سامر ممكن تحط يدك ورى ظهر وسام ..
ولفت على وسام وقالت : وسومه close شوية من سامر pleeeeeeeas ..
مسكت سمر ضحكتها وهمست لتوأمها : ماشاء الله عليها , مسسسسسسرع ما تقمصت الدور ..
زفرت سحر وهي تقول : سلافة !! الله يعين بعض ناااااااااس ربي سلطها عليهم ..
ولفت على توأمها ورمتها بنظرة تأنيب وهي تكمل : وكله من تحت راس بعض نااااااس ..
هزت سمر أكتافها وقالت بفرح عميق : طالعي كيف سمور ؟؟ أول مرة أشوف هالابتسامة على وجهه ..
ابتسمت سحر وهي تشوف ابتسامته وهو يقرب وسام اللي أشاحت بوجهها عنه وهي تهز راسها بلا وقالت : قصدك من زمان ما شفنا هالابتسامة ..
: وسااااااام ..
نبرة سلافة اللحوحة خلت سامر يضحك وهو يطالع في وسام ويقول : تراني أحذرك لو ما سمعتي اللي تقوله ممكن نقعد هنا إلين نموت , تراها زناااااااااااانة ..
ضربته سلافة على كتفه وقالت بصوتها النحيف : أنا زنانة , هذا جزاتي اللي أبغى أصورك صور حلوة ..
قال وهو يهز أكتافه : أصلا أي صورة فيها وسام بتطلع حلوة ..
فتحت سحر فمها بصدمة ولفت على سمر اللي كانت ما تقل عنها دهشة , همست وهي تتحرك لهم : هذا الولد تجاوز حدوده , البنت بتموت ..
قرصته بقوة فلف عليها وقال : آآآآآآآآآي ..
فرصعت عيونها بتحذير وهي تهمس : شفر شوية ..
همس باعتذار : طلعت عفوية و ....
قاطعته : ارحمني , قال عفوية قال , وين حَمار الخجل اللي قبل ...
هز حواجبه وقال يذكرها بكلمتها : الحَمار للحريم ...
ضربته وهي تهمس : استحي من نفسك ..
ضحك لها ورجع يطالع في وسام اللي حس بجسمها متصلب زي الخشب , حمحم لمن شاف جانب وجهها الجامد وقال بهدوء وهو يصلب نفسه : سلافة مو لازم صور , يلا خلينا ننزف عشان تنزل وسام عند الحريم ..
قالت باعتراض وهي تضرب الأرض بكعبها : بس صورة وحده , الله يخليكم ..
لف يده وقرب من وسام وقال : يلا صوري وفكينا ..
وهمس لوسام وهو يبتسم لأخته : آسف ..
كل التوتر والتشنج اللي حسته ييبس جسمها من قربه اختفى لمن سمعت كلمته , لفت عليها بحيرة , قال بنفس الابتسامة وهو مركز بصره على الكاميرا : كنت حافظ بعض الأشياء اللي أبغى أقولها و كنت مخطط إني أكون هادي و مستمع أكثر مني متحدث وأشياء كثيرة كنت مخطط لها لكن ..
لف عليها , انحبست أنفاسها لمن شافت إنه وجهها المواجه لها ما يبعد أكثر من بوصات عن وجهه , اتسعت عيونها برعب وعقلها يسترجع بعض الذكريات اللي اختفت لمن همس برقة وهو يتأملها بحنان : لكن , نسيت كل شي لمن شفتك ..
حس بضربات قلبه اللي بيخرج من قفصه تتسارع بشكل عجيب وهو يشوف نظرة غريبة في عيونها و لمن التمع ضوء في المكان تبعه صوت الفلاش , بعدت عنه بسرعة وهي تتلمس عقدة شالها بتوتر وتطالع ليسارها كإنها تطالع في شي في فستانها , ابتسم وقال : خلاص يا سلافة ..
ابتسمت سلافة وقالت وهي تصك الكاميرا وتدخلها في شنطتها الخاصة : خلاص ..
وكملت وهي تدورها في الهوا بحبلها : حصلت على اللي أبغاه ..
وتحركت للإستريو وشغلت شريط الزفة اللي أعطته لها هيام , وقف جنبها من دون ما يشبك يده بيدها , عدل بشته وأشر لها وتحركوا للدرج وسط الغطاريف , ولمن وصلوا للدرج ابتسمت بتوتر للمترقبين تحت ..
: تصوب من سهام حبها ما دام الروح يطلبها وأحلى شي سويته تركت القلب يخطبها ..
أول ما تناهى الصوت الرجالي العذب من الاستريو فتحت وسام عيونها ولفت على سحر اللي استغربت نظرتها , رجعت طالعت في الموجودين تحت وكشرت لهيام اللي ميزتها من يدها اللي رفعتها بحماس ~ شغلك في البيت يا دببببببببببببببببببب ~ ونزلت الدرج وهي تبتسم بخجل لنجلاء اللي التمعت الدموع في عيونها اللي تتأملها بفرح وهي تصفق بحماس أموي , لمن وصلت نهاية الدرج قال سامر : يلا عن إذنكم ..
مسكت خلود ذراعه وقالت : تعال أسويلك درب ..
ابتسم وقال بتريقة : وحضرتك الجابي حق الباب , وظيفتك تدخيل وتخريج !!
ضربته بخفة وهي تمثل الضحك قبل ما تقول بسخرية : حضرتك مسوي فيها خفيف دم..
قال بأسف وهو يهز أكتافه : أحاول بس الدم كاتشب ..
ضحكت هالمرة بصدق وقالت وهي تخرجه من الباب : الله يوفقكم يارب ..
ابتسم وقال : آمين ..
ورجع همس : أدخلي بسرعة وتأكدي إنه عمة نجلاء قرت على وسام ..
زفرت وهزت راسها بابتسامة , دفها بخفة وهو يقول : بسرعة قبل ما تنزف ..
ولمن دخلت سحب نفس عميق وزفره قبل مايبتسم براحة , ثواني غاص فيها في أفكار عميقه يحاول بها فهم المشاعر اللي تلفه ..
: العريس خـــــــــررررررج يا شبااااااااااااااااااااااب ..
خرج من عمق أفكاره لمن وصله صوت توأمه , لف وقال بحدة : ماهر لاااااااااا ..
ولمن شاف عبيد وأسامة وصقر هز راسه بلا وقال بتحذير : قسما بالله ..
جريوا له قبل ما يكمل قسمه وكتفوه , شالوه بخفة وتحركوا لجانب البيت وهو يقول : ماهر يا نذذذذذذذذذذذل أخوك , صقر يا بياع العشرة , شباب بلا هباااااااااااااله ..
ولمن شاف المسبح صرخ : لاااااااااااااااا ..
لكنهم رموه فيه بلا اهتمام , شهق لمن ضرب جسمه سطح الموية البارد بقوة واندفعت الموية لأنفه وفمه من أثر الشهقة , تخبط في المويه شويه يحاول يتملص من البشت قبل مايرفع راسه للسطح وهو يشهق ويكح بقوة وهو يحرك رجوله عشان مايغرق , مسح وجهه المبلل وقال بصوت مخنوق وهو يستمع لضحكاتهم الهسترية : مجانين ..
وكح وهو يتلمس راسه , لمن ما حس إلا بالطاقية أخذ يتلفت حولينه , سحب غترته وبشته الطافيين وتأمل عقاله اللي في القاع وهمس من بين أسنانه : مجانين ..
ولف عليهم و صرخ بغيض : ########## ...
زاد ضحكهم على سبته , ولمن سبح للسلم قال ماهر وهو يرفع ثوبه : سنفروا بحياتكم يا سنافر ..
وشردوا وسامر يصرخ : واركم وراكم يا أنذااااااااااااااااااااااااال ..
طالع في ثوبه اللي يقطر على الأرض وزفر وهو يقول : دحين كيف أقابلها ..
وتحرك للفيلا وهو يدخل يده في جيبه عشان يطلب من وحده من أخواته تجيب له ثوب ولمن لمست يده الجسم الصلب الغاطس وسط الموية اللي مازالت في جيبه خرج جواله بسرعة , اصطدم بصره بالشاشة السوداء و تقاطرت الموية من طرف الجوال , فتح عيونه على اتساعها وصرخ : لااااااااااااا , ########## ..
كان يحس بالقهر والغيض يفور دمه , من عقد قبل أسبوع ما فكر يتصل بها لأنه متأكد إنها بتكون خايفة ومتوترة من السرعة اللي جرت بها الأحداث , هو وهو رجال يحس بالتوتر إنه مابقي على جوازهم إلا شهر واسبوعين فكيف هي , زفر وهو يرجع جواله لجيبه وهو يتحلفهم بداخله , هو من أشد المعارضين على الملكة خاصة بعد ماشاف بعيونه حال أخوه لكن طلب إنه يكون في هالمقابلة البسيطة عشان يكسر حاجز الخوف عند وسام زي ما نصحه الطبيب , الآن لازم يبتعد ويخليها تفكر براحة إلى يوم الزواج عشان تهيئ نفسها , ولمن تذكر الرسالة اللي كتبها بخط اليد شهق ودخل يده في الجيب الثاني ولمن ما لقيها زفر براحة ~ أكيد سبتها في الغرفة , أكيد , الحمـــــــــد لك يارب , والله لو كانت فيه وساح حبرها كان آآآآآآآآآآخ أوريكم يا ##### يا ###### ~ ..
****
: ما أشوف فيها حلا ولا زود عن البنات عشان ياخذها وهي أكبر منه بست سنين ..
طالعت أريج في أمها وقالت وهي تتأمل وسام اللي كان الخجل هو المسيطر عليها : حلوة , لا بأس بها ..
مصمصت عاليه شفايفها وقالت وهي تطالع في الكوشة المصغرة المحطوطه في صدر المجلس الواسع : طالعي اش مسوين لها ؟؟ ماشفتهم شالوك هالشيلة كلها اللي شايلين فيها وسام ..
وزفرت وكملت : جوا زي الضيوف في بيتنا الصغير اللي سوينا فيه الملكة ووسام كانوا بيسونها في استراحة لو ما حلفت نجلاء عليهم إنهم يسوونها في البيت وآخر ما يكون عمتك الهانم وبناتها قاموا بالملكة كلها ..
زفرت أريج بضيق وهي تشوف الفرحة المرتسمة على وجوههم , حتى سلافة اللي ما تعبر عن شي لأي أحد كانت منحنية وتعدل طية في فستان وسام وهي تبتسم لها , قالت خالتها وهي تدق عاليه : عاليه طالعي بس كيف واقفين حولينها زي الحرس , ما شفتهم وقفوا كذا في ملكة أريج , قاعدين وحاطين رجل على رجل وقتها و ... شوفي شوفي الريسة جات ..
ابتسمت سحر الجاية لهم وقالت بلطف : أروجه وينك ؟؟ كلنا نسأل عنك ..
ومدت يدها لها تسحبها وهي تقول : تعالي سلمي على سلفتك ..
سحبت أريج يدها وقالت ببرود : تعبانه , شويه وأجي ..
قالت سحر باهتمام صادق : مصدعة شي !! محتاجة شي ..
زفرت وقالت : تعبانة وبس ..
رمتها سحر بنظرة حادة مطولة وتحركت بعدها راجعة لوسام وهي ترسم ابتسامة واسعة , قالت خالتها : أهبووووووووو يا عليها نظررررررة ..
قالت عاليه بغيض : هذي هي المصيبة المتحكمة في البيت كله , مااااااايصييييييييير شي إلا ولازم يمر من عندها , قلعة تقلعها , يعلها تتزوج وتفك بنتي من وجودها هنا ..
: طالعي طالعي سلمى بنفسها جاية تسلم عليها ..
أول ماشافت وسام سلمى جايتها وهي تتمايل وتتوكأ على عصايتها بيد وساندتها حسناء بيد قامت وتحركت بسرعة وقطعت نص المسافة لها وسلمت على سلمى اللي كانت ترتاح في غرفتها اللي مخصصها عبد الكريم لها وقت زياراتها لهم , سلمت على يدها وراسها وهي تهمس : كيفك يا جده ؟؟ ليه كلفتي على عمرك , أنا كنت بأجيك لحدك ..
ابتسمت سلمى وقالت : ما عجزت لسه , ألف مبروك يا بنيتي ..
قالت وسام بمحبة : الله يطول عمرك في طاعة الله يا جده ..
ومسكت يدها وسندتها وهي تجلس على الكرسي اللي قربوه لسلمى , جلست سلمى وهي تقول : لا تدنقين , لا تدنقين ..
ابتسمت وسام لها بمحبة صادقة وبعد دقائق رجعت لكرسيها وجلست عليه بمساعدة هيام وسحر اللي كانت سمر تهمس لها في إذنها إنه سامر يبغى ثوب وتوابعه لأن الشباب رموه في المسبح , شهقت وقالت : رموه في المسبـــــح ..
وتحركت بسرعة وهي تقول بعصبية : الله يقطعهم ويقطع مزحهم الزغل , لو غرق ومات , مايعرفون إنه هالمزحات ممكن تحول الفرح لحزن , الله أكبر عليهم كلهم , أكيد ماهر الهبيلة أولهم ..
ولمن وصلت لسامر اللي كان واقف في المطبخ وهو يرتجف من البرد شهقت وقالت : ويعلللللللللللللللهم العافية , مين سوا فيك كذا ؟؟
قال بغيض : المهابيل الثلاثة , ماهر وعبيد وأسامو , لكن والله مردوده فيهم عيال الإيه ..
قالت وهي تمشي قبله : تعال بسرعة أسويلك درب لا تمرض علينا ..
ولمن وصل غرفته قالت : غير ولمن تخلص اتصل عليه و ...
خرج جواله وناوله لها , مسكته بيمينها وتأملت نقط الموية وهي مغطية فمها باليد اليسار , رفع حواجبه وقال : عارف ..
وتحرك لداخل غرفته , فتح درج تسريحته وزفر براحة لمن لقي الظرف , سحبه وناوله لسحر وهو يسحب منها جواله وهو يقول : شوفي , من دون محد يشوفك أعطيها لوسام وقوليلها على جوالي الـ ...
وزفر وهو يطالع فيه وهو محتار كيف يوصفه وكمل : غرقان وفهميها إني من أطلع بدل شريحة يوم السبت بأتصل عليها إن شاء الله ..
قالت بحيرة : إنت ماكلمتها من قبل ..
هز راسه بلا وهو يبتسم ويقول : ما كنت أبغى أكلمها قبل ما تشوفني وأشوفها ..
ابتسمت وقالت : أموت أنا على الناس الرزينة , أحسن من أخوك , من عقد على أريج اتصل عليها يباركلها قبل الحفلة وقبل ما يشوفها وتشوفه ..
لمن تذكر الرسايل اللي كانوا يتراسلونها على الجوال من أيام الخطبة وهم مهم مهتمين إن حتى الرسايل ما تجوز في الخطوبة قال : أخوك ومرته مهوين بقوة من زماااااااان ..
طوت الرسالة بعناية وقالت : الله يستر عليهم ويسهل أمورهم إلى يوم الزواج وما يصير شي جديد ..
ما حب يحقق مخاوفها ويقولها إنه ماهر ماعاد هو ذاك المتعلق بأريج زي سابق عهده فاحتفظ بالموضوع لنفسه , ولمن شافها رايحة قال يستوقفها : سحر ..
لفت عليه فسأل بقلق : قريتوا على وسام قبل ما تزفونها ..
ابتسمت بمحبة وقالت : إيوه , إرتاح ..
ابتسم وصك الباب , تحركت راجعة للمجلس ولمن شافت نظرات وسام الهادئة ابتسمت وقربت منها وهمست : شيلي هالنظرة , هو بخير ..
أول ما سمعت وسام الكلمة حست بالدم يتجمع في خدودها , فقالت بتغابي : هااا ..
رفعت سحر حواجبها وطالعت فيها بنظرات مباشرة , لفت وسام وجهها بسرعة , ضحكت سحر وقالت : أكيد سموره أم لسان مفلوت قالتلك إنهم رموه في المسبح فقلت أجي أطمنك..
وكملت بلهجة ممطوطة : يممممممممممكن تكونين خايفة عليه منا و لا منا ..
وضحكت لمن دنقت وسام راسها بصمت خجول وقالت : الله يجمعكم على خير يارب ..
ولفت نظراتها في المجلس , هيام ترقص بحماس مع أختها ميعاد و أريام ترقص مع بنت وفاء , أمها وعمتها نجلاء يتكلمون بحماس و ... توقفت نظراتها على أريج اللي جالسة بين أمها وخالتها وهي تطالع الكل ببرود , كانت تتألم بداخلها إنه أخوها ماهر راجعها في الطلاق بالجوال ولا فكر حتى يزورها , حاولت معاه إنه يروح يقابلها لو مرة لكنه تحجج إنه زواجهم قريب وهو مايبغى يقابلها قبل الزواج بفترة بسيطة , كانت عارفه إنه متهرب لأنه رجعها وهو مو مقتنع تمام الإقتناع إنه أريج خلاص تابت عن أفعالها ودلعها وصنعها للمشاكل اللي مالها داعي ~ الله يهديك يا أريج ويعقلك , يعني بالله منتي شايفة أمك اللي بالقوة رجعها جدي للبيت بعد ما راح لها بنفسه عشان يراضيها , تبغين تصيرين زيها , الله يهديك , ليتك عاقلة زي أريام , الله يصبرك يا أخوية ويوسع قلبك ~ ..





************************


.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
مرت الأيام باضطراب ودوران محموم في الأسواق بلا راحة للبعض ..
وبهدوء ورتابة مملة للبعض الأخر لفترة حتــــى :
الثلاثاء 20 / 12 / 1427 هـ :

: يااااااااااااااااااااااي حلاته السفر بالطيارة , كشششششاخـــــــه ..
زفرت الهنوف وقالت وهي تلف عليها : يالله تسكنهم في مساكنهم طلعت جنها من وصلنا , أسألك بالله هالخبال كله عشان طيارة , اللي يسمعك يقول أول مرة تركب طيارة ..
حكت العنود حاجبها من فوق الغطى وهي تقول : كل مرة أركب فيها الطيارة كإنها أول مرة ..
مسكت أزهار اللي واقفة عن يسارها ضحكتها وهي تشوف جاسم يفرصع عيونه في العنود وهو يدقها في خصرها بكوعه بقوة يعني أسكتي , زفرت وقالت بهمس وهي تنحني على أزهار : أفففففففف , يا مخص اللي مسوين نفسهم ...
قاطعتها أزهار وهي تقرصها وتهمس : حدك عاااد إلا جسوم ..
حكت العنود ذراعها وهي تقول باعتراض : كوع في اليمين وقرصة في اليسار ماصارت , متوحشين إنت وزوجك الدب ..
قالت الهنوف : ماعليك منها , كل الناس دباليه عندها ليش هي نحيفه ..
همست أزهار بتريقة : كلللللللهم ولا في واحد مو مضموم للقائمة ..
لف جاسم وقال من بين أسنانه : حتى إنتي صوتك طالع ست أزهار , اش رايكم نفرش فرشة ونصب قهوة ؟؟ ..
ضحكت العنود غصب عنها وقالت : وناااااااسة يجي نسويها ؟؟
وسكتت لمن شافت نظرته الحادة وحطت سبابتها قدام فمها بأدب , زفر ولف يطالع للبوابه , ثواني وخرج أبوه من بوابة الطيارة ومعاه الكابتن , شهقت العنود وقالت بحماس : وااااااااااي , أمووووت على البذل الرسمية , ما يجي أروح أسلم عليه ..
ولمن انتبهت إن الثلاثة يطالعون فيها و الهنوف تدقها تسكتها , قالت بتلعثم : مو بوس بوس , قصدي أقوله كيف حالك يا كابتن ..
زفر جاسم وتحرك , شالت الهنوف شنطتها الرياضية ومشت بصمت همست العنود : هو اش فيييييه ؟؟ كان زين قبل شوي ..
همست أزهار وهي تمشي وراها وهي شايلة كيس متوسط الحجم : عادي عادي , هو كذا أحيانا يكون مزاجه مقلوب فوق تحت ..
طالعت فيه العنود بحيرة وسألت : كذا ولا في سبب ؟؟
ابتسمت أزهار وهي تزفر وهمست : كذا و فجأة أحيانا ..
شهقت بخفة وهمست : ياربي ما يطلع اللي في بالي زيه ..
كتمت أزهار ضحكتها من العنود اللي إلى الآن ماتناديه باسمه وهي تطالع في ظهر جاسم المتقدمهم وهمست : حبيبتي , خذيها قاعدة , مافي رجال في العالم مايمر بهالحالة والمزاجية ..
سألت بصدمة : كلهم كلهم ؟؟
هزت أزهار راسها وهمست : إلى الآن اللي عاشرتهم كلهم مروا بهالحالة ..
وعددت على أصابيعها : عمير الله يرحمه وعمر وجاسم و حتى بابا كمان ..
قطبت العنود حواجبها ولمن تذكرت موقف مشابه زعلت فيه أمها قدامهم , تابعت أزهار بهمس : عمار الله يرحمه كمان لكنه كان ..
وابتسمت ابتسامة شجن وهي تتذكر صمته اللي يكتفي به لمن تجيه مثل هالحالات اللي يتخلله سلسلة من الاستغفار والتحميد ..
طالعت فيها العنود بحيرة من كلامها المبتور , زفرت أزهار وقالت تنهي حديثها : غير , كان غير ..
همست العنود بصدق : ياما تمنيت من قلبي لو إني عرفت أخوك عمار ..
ولمن دار بعقلها تفسير لجملتها قالت بسرعة : مو قصدي عرفته بمعنى تعرفت عليه ولا صاحبته قصدي كأخت ولا ..
ماقدرت أزهار تكتم ضحكتها , ضحكت لثواني قبل ما تغطي فمها بيدها بسرعة لمن التفت جاسم ورماهم بنظرة نارية , قالت بصوت مكتوم من أثر يدها : الله يقطع شرك , بتوديني في داهية ..
زفرت وقالت وهي تطقطق بلسانها : استغفر الله , أحد يضحك كذا في مكان عام , أففف ..
وتحركت وتعدت جاسم وراحت للهنوف , شهقت أزهار لمن رماها جاسم بنظرة نارية وقالت بداخلها ~ يالسوسة يالحراااااشة , مردودة مردودة يالنذلة , جسوم تصدق الشيطانة ذيك !! ~ , ثواني من الانتظار وشافوا سامر واقف عند بوابة القادمين وهو يلوح لجاسم , تبادلوا السلام بحرارة وجاسم يقول : مبروووووك , أللللللللف مبروووك , أخيرا بتدخل السجن ..
ضحك سامر ولف على أحمد اللي قال بمزح : طبعا تقول سجن , مو الحليلة بعيدة وتقدر تعلن أفكارك بدون خوف ..
ضحك سامر وهو يسلم عليه ويرحب به بحفاوة , ابتسم جاسم وهو يشوف السعادة تلمع في نظرات سامر وهو يتلقى التبريكات من أحمد , لف جهة البنات اللي وقفوا بعيد عنهم وابتسم وهو يشوف العنود تتلمس بطن أزهار اللي ضربتها بقوة , همست الهنوف وهي تدنق على أزهار : حركااااااات العريس بنفسه جاي يستقبلنا ..
قالت أزهار اللي ما انتبهت لها وهي ترص على يد العنود : قسما بالله لا أكسرها لك لو تلمستي بطني مرة ثانية ..
ضحكت الهنوف وقالت العنود بهمس ساخر : يمـــه , بعد ما ثبتت نفسها طلعت الجانب الأسود من شخصيتها ..
طالعت فيها أزهار بحيرة وهي تقول : ثبت نفسي ..
قالت العنود وهي تأشر على صدرها : في قلبي وقلب أخويه وأبويه و أمي و ...
دقتها أزهار بحرج وهي تهمس : دب الله يعين عدنان على لسانك ..
ابتسمت ابتسامة صفراء وقالت من بين أسنانها : لمصلحتك الخاصة ولمصلحة جنينك ولمصلحة عامة الشعب السعودي إنك ما تجيبين سيرة هالشخص في مكان عام ..
غصب عنهم ضحكوا عليها , كانوا عارفين إنها كانت رافضة رفض قاطع إنها تروح الرياض بعد ما قالت أم حمد جارتهم في وحدة من الجمعات إنها أكيد رايحة عشان تملي عينها من حبيب القلب مو عشان الزواج والواجب , تساءلت الهنوف بهمس : صح غريبة ليش مااااا جااااااا هالشخص عشان يرافقنا وجا العريس بداله ؟؟
قالت أزهار بعد زفرة مسرحية : يمكن خاف تغلبه مشاعره ويندفع ويحتضن ..
طالعت فيهم العنود وقالت بقرف تقاطع أزهار : مرررره مررررره , كثري منها , قال تغلبه مشاعره قال , أففففففففف ..
وقبل ما يعلقون أشر لهم جاسم فتحركوا للمواقف , والتزموا الصمت في الجيب , كانت أزهار بين جاسم والهنوف في المقعد الثاني بينما جلست العنود ورى , قال أحمد بلطف : والله أم جاسم كان ودها تجي بس ما قدرت لكن جبنا معانا الهنوف والعنود وأم ..
ولف بابتسامة محبة وهو يكمل : حفيدي ..
زفر جاسم وقال بقرف : تراني بديت أغار الكل فرحان فيه وناسيني وهو لسه ماجا أجل لو جا اش بتسوون ؟؟
ضحك سامر بخفة وقال أحمد : يالغيرة ..
ابتسمت أزهار ابتسامة جانبية وهي تفكر بكلمة حفيدي و فرحان فيه ..
دقتها العنود من ورى , ضربت يدها بدون ماتلتفت لها عشان ما تثير الشك , وبعد فترة صمت ما تخللها إلا أسئلة أحمد لسامر عن تجهيزات الزواج والأحاديث المتبادلة بين جاسم وسامر تقدمت العنود بحماس ودخلت راسها بين أزهار والهنوف وهي تهمس : قيد جيت الرياض لكنها دحين محلوة بزيادة ..
قال جاسم اللي سمعها : يمكن عشان فيها حبيب القلب مازولا ..
شهقت وضربته على ذراعه اليمين الممده على الكنبة ورى راس أزهار , تأوهت أزهار لمن ضربتها أطراف أصابيع العنود والتزمت الصمت وهي تهرش راسها , غطت العنود فمها وهمست : آسفة , ما قصد ..
قطعت كلامها لمن ضربها جاسم بخفة بطرف يده وهو يقول بتريقة : هيييييي لا تأزمين النونو ...
ضحك أحمد من قلبه وقال : ترانا ما حسبناها تروح من لسان حرمتك علقت في لسانك ..
لفت العنود بوزها ورجعت وسندت ظهرها وهي تفكر بقهر إن الكل بيحطها تحت المجهر ويفسرون تصرفاتها بألف تفسير ليش إنها في مدينة زوجها , زفرت بضيق ولفت تطالع من القزاز , أول ما شافت شوارع الرياض وطرقاتها وحلاتها نسيت ضيقها وهي تتابع هالمناظر بحماس ..
وأول ما مرت من عند برج المملكة بغت تتشقق من الحماس وذكرت نفسها إنها تترجا أبوها إنه يوديها له , بعد فترة ثانية همست الهنوف بحماس لأزهار : قربنا خلاص , شويه ونوصل بيت عمي عبدالكريم ..
ولفت وهي تقول : صح يا عنود ..
كتمت أزهار ضحكتها لمن وصلتها نبرة العنود الباردة وهي تقول بسخرية : لا قولي تتريقين علي , مو أصلا صايرة مصخرة عندكم هالأيام , أنا إن كان فيني خير في الطرق كان فلحت في جدة مو مدينة هذه تعتبر ثاني مرة أجيها في حياتي ..
عضت الهنوف اصبعها وهمست : واااي نسيت إنها مييييح في الاتجاها آآآآآآي ..
تأوهت لمن حست بيد العنود تضرب مؤخرة راسها , ولفت عليها وهي مقطبة لقيتها لافه وجهها للطاقه وهي عاقدة يدينها , ابتسمت وهي تفكر بداخلها إنها ماتلومها على توترها , هي لمن كانت تروح لبيت جدتها وتطلع لغرف سفانة والخنساء تحس بالخجل إنها في نفس المكان اللي يعيش فيه حسان ..

في الفيلا :

: البنت حتنحرج ..
هزت سحر راسها بعناد وقالت : ما بتنحرج , غرفة عدنان تحت , حتى سامر وماهر نقلوا للغرفة اللي تحت عشان ياخذون البنات راحتهم ..
زفرت خلود وقالت وهي تلف على أمها : أميييي ..
قالت حنان بهدوء : خلود حبيبتي سحر معاها حق , مافي أحد في هالدور غير أبوك اللي أكيد بيكون طول الوقت في الديوانية مع عمك أحمد , الملحق مافي غرفة فاضيه إلا وحده لجاسم ومرته وين يروحون البنات ؟؟ مو معقوله بنومهم في نفس غرفة أبوهم اللي مجهزينها تحت ..
ابتسمت سحر وقالت : أصلا ما حتكون الجيه حلوة لو كنا معزولات , صح سلافه ؟؟
وذابت ابتسامتها لمن شافت سلافه مركبه سماعات ومربعة فوق الكنبه وفي حضنها لاب توبها , زفرت وقالت : ياربي ارحمني ..
وتحركت للمطبخ تشوف تجهيزات الضيافة , شافته واقف عند باب غرفته اللي كان خارج منها و يده الذابله ماسكه قبضته بوهن وهو مسرح في عالم ثاني , ابتسمت وقالت : يا عريس ..
ما التفت لها فضحكت وقالت : عدناااااااان ..
لف عليها ببطء وطالع فيها بعيون خاليه من التعابير , ضحكت وقالت : لساعك في العالم الثاني ..
خرج من سرحانه و انتبه لحظتها لها , ابتسم وقال وهو يتحرك ويصك بابه : خير ..
حركت حواجبها وقالت : اللي ماخذ عقلك يتهنااااااابه ..
ابتسم بهدوء وهو يقول : أمي عزمت مرة كمال ولد محمد الـ ... , تراها مالها أهليه ..
قطبت حواجبها وشهقت وقالت : يافضييييييييييحة , نسينااااااهاااااااااا ..
ورجعت تطلع الدرج بتروح تخبر أمها ووقفت في نص الدرج ورجعت لفت عليه وطالعت فيه بخبث وهي تهمس بصوت ممطوط : هذا بسسس اللي كنت سرحااااااان فيه ؟؟
اتسعت ابتسامته وهو يهز راسه ويتحرك للباب الخارجي , حست بفرح مفاجئ يغمرها ويبعث بداخلها طاقة عجيبة فقالت تغيضه : عنيييييد بتنام عنديييييييييييييي ..
لف عليها بشبه ضحكة وهو يقول بهدوء : روحي لأمي خبريها ..
وكمل طريقه , تأففت سحر وهي تهمس : يا برووودك ..
وطلعت تخبر أمها , أول ما خرج شاف باب الموقف المعدني يرتفع ببطء قبل ما يشوف مقدمة جيب أبوه تبان معلنة وصولهم , وقف للحظة إلين استقرت السيارة وتحرك بعدها لمن انفتح الباب الأمامي وخرج منه عمه أحمد , لكنه تجنب يقرب من السيارة مره , أول ما شافه أحمد تجلت كل ملامح الفرح على وجهه وهو يتحرك له وهو يقول : هلا , هلا والله بالغالي ولد الغالي , هلا ..
قال عدنان بابتسامة وهو يسلم عليه : المهلي ما يولي , هلا فيك , تو ما نورت الرياض يا عم ..
قالت الهنوف مستغلة نزول سامر وجاسم : بعض ناس ترحب وتهلي بحفاوة ما أدري ليش ؟؟ لاااااااااااا وواقفين عننننننننننند الباب ..
قالت أزهار بتريقه وبلغة عربية فصحى : حبيبتي , كرم الضيافة من شيم العرب منذ قديم الزمان ..
العنود اللي من لمحته و حست قلبها بدأ يسابق الريح من سرعة ضرباته قالت بتريقة وهي تضفي الثبات على صوتها المضطرب : لا والله , يعني دحين شايفين نفسكم تحشون زي الأوادم يااااا حبة الطماطم و أبلة العربي الجديدة ..
ضحكت أزهار وقالت بصدق : هذا تأثير منايا والله , كل تريقاتها باللغة العربية الفصحى ..
قالت بتريقه لمن حست ضربات قلبها بدأت تتباطأ بعد ما اختفى عدنان عن نظرها اللي أشاحته : يبغالكم مية سنة على بال ما توصلون للدكتوراه اللي حصلت عليها في المحشات , روحوا تعلموا أصول التحشيش بعدين تعالوا ..
نزلت الهنوف وساعدت أزهار , قالت العنود من بين أسنانها : تتحركون وتسيبوني أحلف بالله أفجركم ..
قالت الهنوف وهي تفتح المقعدة : ما قلت لك البنت صايرة إرهابية بشكل ..
نزلت العنود وتحركت معاهم للفيلا وهي تحاول قد ما تقدر تتجاهل أعصابها مشدودة ..
: يا أهليييييييييييييييين ويا سهلييييييييييييييييييييين ..
راح توترها أول ماسمعت صوت سحر , انطلقت من بين الهنوف وأزهار وهي فاردة يدينها على الآخر , ضمتها سحر بقوة وهي تقول من بين أسنانها : وحشتينييييييييييي ..
قالت العنود بصدق : وإنت أكثر يا دبــــه ..
همست سحر عشان مايسمعها أحد : ها كيف عديتي من عند أخويه ؟؟
همست العنود : أطالب بحقي في التزام الصمت حاليا ..
قهقهت سحر وابتعدت عنها وهي تقول : العنود هي العنود ..
ولفت ترحب بالهنوف وأزهار , حست العنود بكل الإحراج يرجع لها لمن شافت حنان وخلود , سلمت عليهم بهدوء , قالت حنان باستغراب : عنود حبيبتي , تعبت من الطيارة ..
ابتسمت العنود بأدب وهمست كاذبه وهي تسبل عيونها و تحط يدها على جبينها : ما عليك يا خاله , شوية صداع بس ..
تبادلت سحر والبنات نظرة سريعة وهم يكتمون ضحكهم على العنود اللي مو مناسبها دور الهادئة الخجولة , طلعوا لصالة الدور الثاني وهناك جاتهم سلافة تسلم عليهم ..
نص ساعة وأذن المغرب , قامت خلود وقالت لأزهار إنها تتفضل معاها عشان توريها غرفتها اللي بتجلس فيها , وأشرت لهم سحر على غرفتها وهي تفتح صندوق خشبي مزين بجانب طاولة التلفزيون الكبيرة اللي تتوسط كنب الصالة , أصدرت صوت مزعج قبل ما ترمي نفسها على سرير سحر , شهقت الهنوف وقالت باستنكار : عنووووووووود ..
ابتسمت سحر وهي شايلة السجاجيد وشراشف الصلاة وقالت : اش فيك ؟؟
قالت العنود بصوت مخنوق من المخدة اللي دافنة وجهها فيها : الأدب متعب ..
ورفعت راسها لمن ما سمعوها وقالت بهمس وهي تطالع جهة الباب خوف يدخل أحد : الأدب متعب ..
ضحكوا عليها وقالت سحر من وسط ضحكها : والله إنت اللي متعبة نفسك وقاعدة قعدة رسمية والأدب اللي مو لايق عليك نهائيا مشكل هالة حولينك , يختي أمي تعرفك وتعرف خبالك , كلنا نعرفك من قبل ما نخطبك وتصيرين زوجة عدنان , بالمختصر ماله داعي هالمسرحية اللي معيشة نفسك فيها ..
ماوقفت الهنوف عن الضحك وهي تقول : لااااااااا , إنت ما تدرين عن اللي صار , وحده من جاراتنا جات ورمت صواعق وتوكلت على بيتها كنها ما سوت شي ..
قالت العنود بحقد وهي تجلس مربعة فوق السرير : والله ما أسامحها الكللللللللبة , يوم القيامة ربي بيحاسبها على الظلم اللي ظلمتني إياه ..
قالت سحر وهي تفرش السجادة على الأرض : وهي كمان ربي بيحاسبك على السب اللي سبيتيها إياه ..
زفرت العنود وقالت بقهر : من حر مافيني منها , جات رممممممت في الكلام وانقلعت بيتها وأراهنك بحياتي إنها شخرت وحلمت من زود الوناسة وأنا طول ليلي وأنا أحترق ...
قالت الهنوف تفسر لها لمن شافت عدم الفهم على ملامحها : شوفي يا حبيبتي , هذي جارتنا أم حمد ..
قالت العنود بغيض : أم نكد ..
هزت الهنوف وقالت تطاوعها : أم نكد , ولمن دريت إننا جايين الرياض عشان زواج أخوانك قامت ترمي في الكلام وإنه العنود أكيد مبسوطة وغيره كله عشان بتقابل عدنان وإنه أصلا هذا غرضها من الزيارة ..
رمت العنود نفسها على ورى ورافست بيدينها ورجولها وهي تقول بغيض : قاهرتنيييييييي قاهرتنيييييييييي ..
ووقفت عن الرفس وجلست زي الأطفال مفرقة رجولها وهي تقول بتريقة والغيض واضح في كل حرف من حروفها : لااااااااااا واللي يزيدك قهر كانت تبتسم , تبتــسم , ومو بس كذا , مضيقة عيونها بخبث يعني يعني كشفتك..
وابتسمت ابتسامة مسرحية وهي تهز راسها وتكمل : وأنا كان لازم زي الهبلة ابتسم بخجل وأهز راسي قبل ما أدنقه لزوم المسرحية وآآآآآآآآآآآآآآآآآآنا من جوة ...
وأشرت على صدرها وهي تقول بصوت ثقيل : غلياااااااااااااااااان , ودي ببازوكة ولا ماجنوم عشان أفرغه فيها , تمنيت لو بيدي مطرقة أهد لها سنونها فيها ..
كانوا غارقين في الضحك وهي تشرح مشاعرها بحماس , قالت سحر بتريقة وهي تغمز لها : يعني يعني بكلامك تراني جاية للواجب يا سحر مو عشان سواد عيون أخوك , اعترفي اعترفي , لو مو عدنا ....
صرخت العنود تقاطعها وهي تسحب المخدة : يا حماااااااااااااااااااااااااااااااااره ..
شردت سحر لمن رمت العنود المخدة بكل قوتها , في ثواني تفادت سحر المخدة وضربت المخدة في وجه حنان اللي توها دخلت , صرخوا كلهم بصدمة وغطت الهنوف فمها بيدينها وهي تطالع برعب في حنان اللي طاحت المخدة عند رجولها , نطت العنود من السرير وجريت لها وهي تقول بتلعثم : واااااا خالتي أنا آآآآآآآآآآآآآآآآسفة , والله قصدت سحر , والله , أنا , قصدي ..
وانحنت بسرعة وشالت المخده وضمتها لصدرها وهي تطالع في حنان بوجه محمر وهي مهي عارفه اش تسوي , انفجرت سحر بالضحك واستندت على دولابها وهي ماسكة بطنها من كثر الضحك وحمحمت الهنوف وهي تبلع ريقها مصعوقة من اللي صار , ابتسمت حنان وقالت : لا عا ...
قالت العنود بسرعة وهي ضامة المخدة بيد واليد الثانية تمسد فيها كتف حنان : خالتي والله ما شفتك وإنت داخلة و ...
قاطعتها حنان بلطف : عااااااادي اش فيك ؟؟ أنا عارفه إنك ما شفتيني ..
وكملت بلهجة عادية عشان تبين للعنود إنه الموضوع عادي : صلوا وتعالوا عشان تشربون الشاهي ..
وخرجت , ~ أنا ليه كذا ؟؟ ليه دايما أطيح في هالمواقف ؟؟ ليه ... ~ خرجت من أفكارها على ضحك سحر اللي تحول لتأوهات وهي تمسك بطنها , لفت بحقد عليها وهي تقول من بين أسنانها : يا نذله ..
وجريت لها , صرخت سحر وحاولت تنط من فوق السرير لكن العنود مسكتها ورمتها على السرير وجلست فوقها بكل ثقلها وهي تقرصها وتقول : أوريييييييييييييك الضحك الزايد يا دببببببببببببببببببببببببببببببببب , قولي توبــــــــه ما عاد أضحك عليك ..
: ماني قايله ..
زادت في ضغطها على جسم سحر اللي تأوهت من كثر الإختناق وهي تقول : قولي تووووووووووبه ..
: مااااااااااني قا ...
وصرخت لمن قرصتها العنود : آآآآآآآآآآي يا عمود الكهرب يالعصلا قومي عني ..
جريت الهنوف وصكت باب الغرفة خوف ترجع حنان وتشوف هالمنظر ..


****************************


بعد وجبة العشاء فيلا عبدالكريم :
في مجلس الرجال :

انتبه عدنان لنظرات منصبة عليه وهو يصب الشاهي الأخضر , التفت وانصدم لمن شاف أربع أزواج عيون تطالع فيه , قطب حواجبه وكشر في وجه التوأم وسطام وصقر ولف على جده سلطان و بدأ يباشر عليه وعلى أعمامه والموجودين , أبوه ذبح ذبيحيتين وعزم كل الأهل و الجيران ترحيب في أحمد وجاسم وأصر يسوي هالعشاء رغم إنه أحمد اعترض لأنه الزواج بيكون بعد يومين و بيكون فيه ذبايح وعشاء , لف وقال وهو يباشر على عمه عبد العزيز : خير تطالعون فيني ..
قال ماهر وهو مسمر عيونه على أخوه : صراحة أحييييييي فيك هالقوة ..
هز سامر راسه مؤيد له وهو يقول بسخرية : سجلني واحد من المعجبين فيك ..
ضحك ولف على سطام وهو يقول متسائل : اش يخربطون ذولي ..
ابتسم سطام بصمت وقال صقر بهمس : من أول نتكلم عن إنك ما اتصلت ترحب في بعض ناااااااس ولا طلبت تقابلهم ..
طالع ماهر في ساعته وقال : ست ساعات ونص من وصلت وإلى الآن متمالك نفسك ..
طالع فيه وكمل بهمس جدي : صرااااااااااحة هي واحد من اثنين , يا إنك بااااااااااارد ما عندك مشاعر أو إنك متضارب معاها ومخبي على الكل ..
انصدم عدنان من كلمته لكنه التزم الصمت , كشر في وجههم وتحرك , حط الصينية اللي فرغت من فناجين الشاهي على الطاولة وسرح لثانية قبل ما تتسع عيونه عن آخرها وصوتها يدوي من أعماق سحيقة ~ بارد لوح ثلج~ رفع راسه بصدمة لمن تذكر وصفها له في المدينة بعد التصادم في المصعد , وفي لمح البصر استرجع عقله هالموقف اللي غاب عن باله ..
: عدنان ..
لف على جده اللي ناداه وتحرك بسرعة يتناول الفنجان من جده اللي قال : روح قولهم يسوون شاهي أحمر بالنعناع لي وللشياب ..
ابتسم عدنان وتحرك , خرج من المجلس وتحرك للمطبخ وهو يقول بصوت عالي : يا أهل البيت , طريق ..
كان حريص إنه يعلن وجوده لأنه عارف إنه البيت صار مزدحم , دخل المطبخ وابتسم لمن شاف أمه وخلود في المطبخ وقال : جدي يبغى شاهي ...
لفت خلود وهي شايلة الصينية وقالت بابتسامة : أحمر منعنش ..
تناول منها الصينية وهي تكمل : أمي جهزته من بعد الشاهي على طول ..
ابتسمت حنان وقالت : خلاص حفظت عمي حفظ ..
ابتسم وتحرك وبلا شعور وقف عن المشي وطالع في الدرج ~ يكون هي تفكر نفس تفكيرهم ,.... ما أظن , بسسسس .... ~ لمن انتبه لنفسه زفر ورص الصينية وتحرك وكلماتها تدوي بعقله مرة ثانية وثالثة , أول ما دخل المجلس سمع جده يقول بحده وهو يأشر بعصايته على عبيد و أسامة : تحركوا يمال العافية , قوموا تحركوا ساعدوا أولاد عمكم ..
قام عادل بسرعة وتناول الصينية من عدنان , لف أسامة بوزه وقال بتريقة : ماهر وسامر جالسين , نقوم إحنا ..
قال عبيد وهو يضحك : عرسان ما يتحركون ..
زفر وضرب صدره وهو يقول : ياحسرتي متى يقولون عني عريس ..
ضحك ماهر وقال بتريقة : هانت يا ولد الناس , كلها كم شهر ويتزوج سطام وكم شهر يخطب صقر وبعدها كم شهر ويتزوج و بعدها بكم شهر تخطب و بعدها بكم شهر تتزوج ..
ومسك سامر ضحكه وهو يقول بتريقة : لو جمعناها يعني بعد ثلاث سنين إن شا ..
قال أسامة بحدة : تفل من فمك , اش بيصبرني ثلاث سنين أنا ..
ولف على أخوانه وقال بعصبية : تجوزوااااااااا ..
قهقه الشباب عليه وقال جاسم من وسط ضحكه : والله ذكرني بحسان ..
لف سلطان بحده وقال : هي إنت , على إيش تصارخ ..
زفر أسامه وقال بحسرة : ودي أغني ..
زاد ضحك الشباب لمن قال جده : غني ..
كان معروف إنه صوته أحلى صوت بينهم , حمحم وقال بصوت رخيم : انصر عبادك , انصر عبااااادك , انصر عبادك ياربي انصر عبادك , أوقينا نارك , أوقينا نااااارك , أوقينا نارك يا ربي أوقينا نارك ..
أشر على أبوه وهو يكمل غناه : والعزوبية , العزوبية , العزوبية يا يبه طالت عليه ..
قهقه كل من في المجلس وهو كمل بلا اهتمام : قوم أخطبلي , قوم أخطبلي , قوم أخطبلي يا يبه وحده حورية ..
حط عبيد يده على فمه يسكته وهو يضحك , قال عبد العزيز وهو يحمحم بعد ما قهقه من قلبه على خبال ولده : خلص دراستك الأول و ..
قال سلطان يقاطع ولده مخاطب أسامة : أشر على اللي تباها وتوصلك بكرة ..
وضرب صدره وهو يقول : والمهر والقصر علي ..
قال عبد العزيز باعتراض : أبويه , ومن فين يعيش بنت الناس , بالألف اللي ياخذها من الكلية , خله يتوظف وأنا أجوزه ثاني يوم من استلام الوظيفة ...
ولمن بدأ نقاش حامي بين الكبار عن الوظائف والبطالة وغلاء المهور , أشر سطام بيده , قال أسامة بعدم اهتمام : زين جبتلهم هرجة , قال فضحتكم قال ..
قال طارق بطفش : والله الزواج سجن ..
لف عليه أسامة وقال بحدة : هذا اللي دايم تقولونه يالمتزوجين , سجن , سجن , والله منتم حاسين بالنعمة اللي انتم فيها ..
قال عدنان وهو يضحك : هذا كلامك وإنت ما عشت حياة العزوبية المزبوطة ..
ولف على جاسم وهو يسأله : ولا ؟؟..
قال جاسم : الله يسعدك لا تذكرني بذيك الأيااااااااام , لا أكل زي الناس ولا ملابس نظيفة زي باقي الأوادم ولا ...... أففففف ما ودي أتذكرها ..
قال أسامة بسخرية : ما في اختلاف بين حياتي وحياتكم ..
سكت الكل وعلا الوجوم وجوههم وهم يفكرون بأمه ولمن شاف جاسم تعابير وجيههم التزم الصمت هو الآخر رغم إنه ما كان فاهم السبب في هالبرود اللي ساد الجو فجأة , قال أسامة بتريقة ينهي الجو اللي ساد بعد كلمته : خير , هذا كله حزن على حالي , جيبوالي عروسة وأنا أنبسط ..
رجعوا ضحكوا وعبيد يقول : ياااااااااالله يارب تزوجه في أقرب وقت وتفكنا من رجته ..


*************************

اسير الصمت
09-11-2012, 02:41 PM
في داخل الفيلا :

ضحكت العنود وقالت وهي تلعب في شعرها بدلع : طبببببببعا ودهم يشوفوني , مو آآآآآآآنا العنود ..
قالت أزهار بتريقة : والله ودهم يشوفونك لأنك حرمممممممم السيد عدنان مو عشانك العنود ..
ضحكت الهنوف على وجه العنود اللي تغير وهي تضرب أزهار على فخذها يعني اسكتي وقالت سحر من وسط ضحكها : حرااااااااام عليك طيحتي خشمها ..
رفعت راسها بتكبر وقالت : لسه مااااااااجابته أمه اللي يكسر خشمي ..
رموها بنظرات ساخرة , لفت بوزها وقالت بتساؤل : عندكم شك ؟؟..
قامت أزهار وقالت : يلا أستأذن , بأروح الغرفة ..
تبعتها الهنوف وهي تقول : استني بأجي معاك ..
طالعت فيهم العنود بعيون متسعة ولفت بحدة على سحر اللي ابتسمت وقالت وهي تقوم : أشوف أمي تحتاج شي و لا ...
مسكتها العنود وجلستها وهي تهتف : يا حمييييييييييييييير اش قصدكم بهالحركات ؟؟
ضحكت سحر وقالت وهي تهز أكتافها : أنا اش ذنبي تجريني , ما أدري اش قصدهم ,
أنا بريئة بأروح لأمي ..
حطت يدينها على خصرها وقالت : لا والله , على مين تكذبـ ...
وقطعت كلامها لمن شردت سحر من قدامها , صرخت وهي تلحقها : سحووووووروووووو ..
وتصنمت عند العتبة وهي تذكر نفسها إنها في بيته , حمحمت ورجعت للمرايا , عدلت وضع بلوزتها القطنية الصفراء المزينة بفراشات ملونة بالأسود و اللي لبستها على تنورة سوداء , تأكدت من شكلها ومسدت شعرها وخرجت , كانت تمشي بحذر وهي تقول : سحر , سلافة , خالتوووو ..
لمجرد إنها تبين وجودها , ابتسمت لمن قابلتها هند , قالت هند بابتسامة : سحر تحت في المطبخ مع عمتي وخلود ..
ابتسمت العنود شاكرة وتحركت نازلة وهي تقول بداخلها ~ ماشاء الله هالكشخة كلها وهي في عشاء عادي ما في أحد , اش بتسوي يوم الزواج ؟؟ ياربيييييييييي أكيد بيقعدون الناس يقارنون و ... عنيييييييييييد من متى تحسين بعدم الثقة و ~ وصلها صوت هند وهي تقول : انتبهي وإنت نازله لا يشوفك أحد من الرجال يكون جاي من المطبخ ولا شي , نبهي عن وجودك ..
ابتسمت لهند وطنشتها وكملت طريقها ورجعت خصلات شعرها اللي تركته طليق لورى بحركة مسرحية وهي تقول لنفسها : أنا عنيد مافي مني اثنين ..
لمن وصلت للدورالأرضي حست بخفقات قلبها تزيد فقالت بسرعة : ســـحر ..
: هنا في المطبــــــــخ ..
زفرت براحة لمن سمعت صوت سحر , تحركت وهي تمتم لنفسها بغيض : خببببببله اش هالخوف والتوتر يا غبية , خلي عنك الرومانسية الزايدة ما أظنه بيفكر إنه يتحين الفرصة عشان يشوفك , مااااااااااااالت عليه ..
دخلت المطبخ وابتسمت وهي تقول : أنا جييييييييييييت ..
لفت خلود وقالت بتريقة : أهلا وسهلا عنود , توك رجعتي العنود اللي نعرفها من أول ساكته و ..
ضحكت العنود بحرج أول ما قالت خلود كلامها وتحركت لداخل المطبخ وهي تستمع لباقي الحديث وأول ما قربت من خلود دعست رجلها وهي تهمس من بين أسنانها : اشششش لاتخليني أحطك في القائمة السوداء تراني لا صرت عدوة أصير شييييييييييينه ..
ضحكت خلود من قلبها , كانت تسمع عن العنود وحركاتها من سحر وسلافة أكثر الناس اتصالا بها وهي كمان كانت تعرف وتشوف بعض هالحركات أيام كانوا ساكنين في جدة قبل زواجها بكم سنة لكنها ما توقعت حركتها هذه , ابتسمت لها العنود ابتسامة رقيقة قبل ما تفتح عيونها على اتساعها تحذير , زاد ضحك خلود وكل اللي في المطبخ ملتفت لهم مو فاهم سبب ضحكها , قالت حنان بابتسامة : خير يا خلود , ضحكينا معاك ..
وسألت سحر بحماس : اش عندكم ؟؟
لفت عليهم العنود وابتسمت ببراءة وهي تهز أكتافها يعني ما أدري اش فيه , ضربتها خلود على كتفها وتحركت خارجة من المطبخ وهي تقول : تذكرت شي ضحكني ..
ضيقت سحر عيونها وطالعت في العنود , طالعت فيها العنود ببراءة مصطنعة , همست سحر : والله بعيد البرااااءة عنك ..
فرصعت العنود عيونها بحدة وهي تأشر براسها على حنان اللي كانت ماسكة المغرفة الكبيرة تحط بقايا الرز في قدر كبير , ابتسمت سحر وقالت : إيييييوه , دحين العنود ..
تجاهلتها العنود ولفت على حنان وهي تسأل : خاله اش تسوين ؟؟
قالت وهي تأشر لشغالة هند إنها تناولها القصدير : الزايد دايم أخلي منه شوية لبكرة والباقي أوزعه على عمتي أم عبد الكريم وأمي والجيران ..
ابتسمت وقالت : ذكرتيني بجده حمده , توزززززع على الخليقة كلهم وبعد ما توزع تتذكر إنها ما بقت لها ولا حتى ملعقة رز ...
ضحكت حنان وقالت وهي تلف عليها : لا مو لدرجة أنسى نفسي , أكلت الحمد لله ..
ضحكت العنود وقالت وهي تهز أكتافها : هذه جده حمده ولو ما سوت كذا ما تصير حمده ..
زفرت حنان وغطت القدر بالقصدير وهي تقول : ما في زي أم صالح ماشاء الله عليها ..
: القدور جاهزة ؟؟..
انصعقت العنود لمن سمعت الصوت الرجالي ولمن رفعت بصرها وشافته عرفته على طول , كان نسخة منسخة من اللي قابلته في المخزن لكنه بدون الأثر اللي في وجهه , شهقت وهي تجلس على طول محتمية بظهر حنان اللي قالت وهي تلوح بيدها : ورااااااااك ..
لف على طول وخرج وهو يقول : وأنا اش دراني ؟؟..
قالت سحر بحدة : يا سلاااااااااام , مافي شي اسمه حمحمه ..
ضربت العنود خدودها اللي تحسها حااااره من الفشلة وهي تهمس : شافني , شافني ..
قالت حنان بضحكه وهي تلف عليها : ماعليك منه هذا دايم الدوم طاير ..
ابتسمت العنود بإحراج وهي تلوم نفسها 100 مرة ليش جات المطبخ , قالت سحر وهي تضرب كتف ماهر : لف على هناك يعلك العافية , خلي البنت تعدي ..
لف وأعطى ظهره لها , أشرت سحر للعنود إنها تعدي عشان يمديه يدخل يشيل القدور , أول ما خرجت العنود وسمع حركتها قال : كيف حالك مرة أخوي ؟؟
ولمن ماسمع ردها قال : يخص عليك حتى مباركة ما باركتيلي ..
ضربته سحر على راسه وطلعت العنود وهي تحس الهوا اختفى من المكان من شدة الخجل , سمعت سحر تهزئه وهو يضحك , هفهفت بيدينها تضيع الحراره اللي تحسها من الخجل وهي تقول : ياربيييييييييي والله فشله , والله فشله ..
كانت تقابل أولاد عمانها وعماتها كثير لكن ما قيد حست بالخجل يقطعها زي اليوم ~ ياربي اش هالإحساااااااااااااس ؟؟ يمكن لأنه أخوه ؟؟ ~ ريحها هالتفكير , فعلا يمكن شعور الخجل كان مضاعف لأنه أخو عدنان وزادها يوم يناديها مرة أخوي ..
: your face is red ..
لفت على سلافة وقالت بعدم استيعاب : هااا ..
ضحكت هند وقالت : تقول وجهك أحمر , مو أحمر بس إلا رايح فيها ..
قالت بخجل : قابلت أخوك عشان كذا أحمر ..
شهقت هند وهتفت : خااااااااالد ..
ضحكت سلافة على رد فعل هند وعلى العنود اللي هزت راسها بقوة وهي تقول بخوف : لااااااااااا , ماهر ..
زفرت هند وقالت : أشششششششوه , حسبالي ..
ورجعت حطت يدها على خصرها وهي تقول : والله لا أعلم أرووووج قابلتي زوجها , لا وفاردة الشعر كمان ..
حست العنود في لهجتها شي غريب , رفعت واحد من حواجبها ورمتها بنظرة باردة وهي تقول بصوت غريب : لا قلتيلها قوليها إنه هو اللي دخل بدون مايحمحم ..
وأعطتها ظهرها وتحركت بغيض لغرفة سحر ..
هي من جات وهي حابسة نفسها في غرفة سحر وما تخرج إلا للصالة وبالقوة بعد ما نادتها حنان عشان الشاهي اللي هي أصلا ما تشربه ويوم خرجت تطيح في هالموقف وتجيها هالأفندية اللي ما دخلت لها من زور عشان تبين كإنها هي اللي رمت نفسها قدام ماهر عشان يشوفها , لفت بوزها وهي تجلس على سرير سحر , سحبت عدة أنفاس هدت نفسها فيها وتحركت خارجة للباب اللي يؤدي للدور الثالث اللي هو الملحق , كان عبارة عن صالة فيها بوفيه صغير فيه ثلاجة و حمام وغرفتين وحده محولة مخزن كله عفش و الغرفة الثانية لجاسم وأزهار , دقت الباب ودخلت , شافت أزهار منسدحة على ظهرها وهي مغطية وجهها بذراعها اليمين وغارقة في النوم وجنبها الهنوف , ضحكت وتحركت بشويش وهزت الهنوف وهي تهمس : هنيف , هنوفي , بنت , قومي الله يفشلك لو جا جاسم وشافك نايمه مكانه ؟؟
فزت الهنوف من نومها برعب وطالعت فيها , لمن شافت العنود عيونها والحيرة اللي فيها همست خوف تصحى أزهار : إنت في غرفة جاسم وأزهار , إحنا في الرياض ..
ضربت الهنوف جبينها متذكرة , كتمت العنود ضحكها وهي تهمس : قومي يا تحفة نامي تحت ..
قامت عن السرير وهي تقول بصوت منخفض : استحيت أنام تحت وإنتم صاحيين ولمن جيت مع أزهار قالت بتتمدد لأنها تعبانه وما دريت بنفسي إلا وأنا نايمه معاها ..
لحفت العنود أزهار وطفت النور وصكت الباب بعد ما خرجت هي و الهنوف , سألت الهنوف : كم لي وأنا نايمه ؟؟
ضحكت العنود وقالت : ماكملتي ربع ساعه ..
ولفت بوزها وقالت وهي تمسكها : خلينا هنا شوية ..
وجلست في كنب الصالة , وزفرت بضيق وهي تقول : هذي الهند ما دخلت لي من زور ..
قطبت الهنوف حواجبها وقالت : عشان قالتلك قبل العشا انتبهي خالد في الحمام ..
لفت العنود بوزها لمن تذكرت هند وهي تقول لها هالعبارة بتنبيه وهي رايحة تغسل يدينها عشان العشاء وزفرت وهي تقول : لا , مو عشان هالشي , بسسسس ..
سكتت ورجعت قالت بحدة : يختي هي ليه حاطه في بالها إني جاية أستعرض نفسي , أصلا ماكان له داعي تقولي خالد في الحمام لأني ما كنت رايحه للحماااااام اللي فيه زوجها الأسطوري توم كروز ولا شاروخ خان ..
ضحكت الهنوف وقالت : الله يخس ابليسك لا تسمعك , بعدين اش جاب نصارني وبوذي إنتي وجهك عند واحد مسلم , صدق سخيفة ..
قالت العنود باستنكار : والله من جدي أتكلم , لا يكون بتقعد لي عالطالعة والنازلة قرفففففففففففففففف ..
جلست جنبها الهنوف وطبطبت على كتفها تهديها , سحبت العنود نفس عميق ولفت على الهنوف وقالت بهدوء : خلاص هديت , يلا نتحرك لا تستفقدنا سحر تقول شاردين ..
أول ما خرجوا من الصالة كان يقابلهم باب مقفول يؤدي للسطوح , نزلوا من الدرج واللي كان درج داخلي يوصل لباب في الدور الثاني , فتحت العنود الباب بشويش وهي تقول : سحر ..
ولمن ماسمعت صوت تحركت لداخل الصالة اللي تطل عليها بعض أبواب غرف النوم , خرجت سحر من غرفتها وقالت : وييييييييييييينكم ؟؟
قطعت الهنوف تثاؤبها وقالت العنود بتريقة وهي تأشر عليها : كانت نايمه فـ ...
ضربتها الهنوف تسكتها , ضحكت سحر وقالت : إذا نعسانة تعالي نامي ..
ودخلت غرفتها معاهم , تحركت للكنبة الطويلة اللي نقلتها عشانهم لغرفتها وفتحتها وهي تقول : سرقتها من غرفة ماهر , مشتريها خصيييييييص عشان صقر لمن يجي ينام عندهم ..
قالت العنود وهي تتمدد عليها : واااااااااااااااو من يومي أحلم بكنبه سرير عشان أفردها لمن تنام عندي سفانة ..
قالت سحر وهي تأشر على سريرها : لووووووو سمحتي إنتي بتنامي على السرير وآآآآآآآآنا والهنوف بنام على الكنبه ..
قامت وهي تهتف : ليييييييييييييييييييييييه ؟؟ كنت بأنام معاك ..
وحضنت سحر , دفتها سحر اللي ما تحب الأحضان وهي تقول : وخخخخخخخخري عنيييييييييييي , إنتي ما تنامين إنتي تصارعين وقت النوم , مستحيييييييييل أنام معاك ..
بعدت عنها العنود وقالت : لا تتريقييييييييييييين , مو عشانك تنامين وتصحين على نفس الوضعية تتريقين علي ..
شهقت سحر وقالت : قولي ما شاء الله ..
قالت بتريقة : أهبووووووووووووو كنك مصورة بكاميرا , زي ماتنام زي ما تصحى ولا تتقلب ولاااااا ..
وشردت لمن لحقتها سحر وهي تقول باستنكار : لا تحسديني , قولي ما شاء اللــــه ..
ضحكت الهنوف عليهم وتحركت بتعب وانسدحت على الكنبه بدون ما تستنى المخدة , كانت عارفه إنه سحر صادقة , لو هي اللي شاركتها ما بينزعجون لأنه ثنتينهم ما يتقلبون , لكن العنود زي عقارب الساعة تاخذ دورة كاملة حول السرير من كثر حركتها ..
توقفوا عن الصريخ والمصارعة لمن انتبهوا للهنوف اللي طوت يدها اليمين تحت راسها وغاصت في النوم بكامل لبسها وزينتها بلا لحاف أو مخدة , طالعوا في بعض وضحكوا , تحركت سحر وخرجت اللحف والمخدات اللي جهزتها من الدولاب ولحفت الهنوف وحطت مخده تحت راسها , قالت العنود وهي تفك شنطة المحمول : أموووووووت وأعرف هالبنت كيف تنام بكامل زينتها ما أدري , أنا لو ما أفك شعري وأتأكد إنه مافيه حتى بنسة وألبس بجامة قطنية ما أقدر أنام ..
أيدتها سحر وهي تجلس جبنها فوق السرير وهي تقول : مستحيل أنام كذا وبدون لحاف ومخده كمان ..
فتحت العنود محمولها وشهقت لمن تذكرت شي و قالت وهي تطالع فيها بحماس : ما وريتك آخر موقع طحت عليه ..
زفرت سحر وقالت وهي تسحب محمولها وتفتحه : لاااااا ما وريتيني آخر مصايبك , اتحفيني ..
وضحكت على اعتراضات العنود ...


***************************

مشي مع جاسم حول الفيلا وهو يقول : زي ما تعرف الفيلا كبيرة ومقسومة بالنص , قسم فيلا دوبلكس اللي ساكن فيها الأهل معاها ملحق اللي إنت بتنام فيه والقسم الثاني نظام شقق , الشقتين اللي أثثناها لسامر وماهر وملحق أبويه جالس يأثثه لأكبر عماتي وبنتها ..
قال جاسم : ماشاء الله ..
وصله لجدر فيه باب صغير , قال عدنان وهو يفتحه : أبويه حاط الباب عشان يقدرون المستأجرين يجوون له ويزورونه لو يبغون بدون ما يضطرون يخرجون من البيت ..
دخلوا حوش صغير مزروع له باب كبير يؤدي للشارع , تحركوا للمدخل اللي يشبه مداخل العمارات ويختلف عن مدخل الفيلا الرئيسية , قال عدنان وهو يرافقه لفوق : الشقة اللي تحت شقة سامر واللي فوق ماهر , أبويه كلم المستأجر اللي كان ساكن فوق من فترة وقاله يخلي البيت , لكن المستأجر اللي تحت ما أمهله أبوي إلا شهر لأنه ماكان متوقع إنه زواج سامر بيكون مع ماهر ..
ضحك جاسم وقال وهو يدقه : ومتى زواجك يا كبيرهم , اللي أصغر منك تزوجوا وإنت لسه ..
ابتسم وقال وهو يلف عليه : والله تعرف أنا ماعلي المهر جاهز الحمد لله و لو بأدور بألقى شقة مناسبة في الدمام وما يبقى وقتها إلا التأثيث إن شاء الله لكن ..
سكت ورجع لف وجهه وهو يكمل مسيره لفوق : إنت تعرف إنه أبوي وعمي اتفقوا إنه يكون جوازي مع ماهر وترا أبوك أصر حتى بعد وفاة البندري الله يرحمها لكن أنا رفضت , لأني عارف إنه صعب على العنود ..
ولف عليه وهو يقول بتأكيد : أنا عارف إنه ما يجوز الحزن فوق ثلاث لكن صععععععب جدا إنها تتزوج بعد وفاة أختها بثلاث شهور , أنا متأكد إنها ما بتقدر تجهز نفسها لا نفسيا ولا معنويا فقلت أأجله , كل تأخيرة فيها خيرة إن شاء الله ..
قال جاسم وهو مقطب : بسسس ..
ضحك عدنان اللي فهمه وقال : خليها على الله يا رجال , هذانا دافنين نفسنا في العمل والنادي و نصوووووم , حط تحتها ثلاث خطوط , إن شاء الله ربي يتقبل , اللي يشوفني يقول عابد , بعدين اللي صبرنا سنين يصبرنا شهور ..
قهقه جاسم وهو يقول : الله يقطع شرك تفهمها وهي طايرة ..
ابتسم عدنان وأشر على الباب على اليمن وقال : هذا الملحق وهذا الباب اللي يودي للسطوح ..
وفتح الباب اللي على يساره , كان السطوح واسع , مشي فيه إلين وصل لباب ثاني , فتحه وأشر على الباب المقابل وقال : تفضل , هذا الملحق , معليش مشوار لأنه باب من وسط الفيلا و ...
قال جاسم : لااااااا عادي , يلا انقلع شفتك اليوم بما يكفي ..
ضحك عدنان وضربه على كتفه وتحرك معاه ونزل من الدرج الداخلي وهو يقول : أوريك أوريك ..
دخل جاسم للملحق و توجه لأول غرفة واجهته وابتسم لمن شافها نايمه على جنبها , زفر صك الباب وتثاوب وهو يفك أزراره بتعب ..
دق عدنان الباب الداخلي بقوة وفتحه شويه وهو يقول : يا أهل البيت , طريق ..
: تفضل , تفضل ..
دخل أول ما سمع صوت أمه وابتسم لمن شافها جالسة وخلود جنبها تكبس رجولها , سلم ودخل وهو يقول : وصلت جاسم للملحق , ما جا أبويه ..
قالت خلود بضحكه : هو أبويه يتحرك من مجلسه وعمي أحمد في ..
قال وهو يرفع طرف ثوبه ويجلس على الكنبه : الله يديم عليهم المحبة ..
وتمطى بكسل ورجع ظهره لورى وسنده وهو يقول بصوت خامل : نعساااان..
قالت أمه بحنية : غصب تعبان ما ارتحت من جيت من الدمام , جري على المطبخ عشان تحجز الذبايح ومن بعدها جاك العشا والمباشرة وغيره , قوم , قوم مدد جسمك ..
نزع شماغه مع الطاقيه وعلقها في العقال اللي مسكه بيسراه وبيمناه تخلل شعره وهو يقول : ترا عبد الرحمن راح ووجهه يحزن ..
ابتسمت خلود وقالت : الله معاه , أنا مطلقته من أسبوع ..
ضحك وقال : الله أكبر عليكم من حريم ..
قالت باستنكار : والله , هذا جواز أخواني ولازم أساعد أمي ..
ابتسم وهو يقوم ويقول : الله يسهل , يلا عن إذنكم ..
قالت خلود بلطف : الله يعينك وراك شغل إلى الليل بكرة ..
ابتسم وقال : أخو العريسين ووحده من العرايس لازم أتعب ..
ولمن مر من غرفة سحر توقف غصب لثانية لكنه انتبه لنفسه فتحرك نازل , شاف التوأم مادين يدينهم المقبوضة قدام بعضهم وهم يقول : ورقة حجر مقص ..
وفتحوا يدينهم , قال ماهر بعصبية : ياخي يوم أختار ورق تختار ورق , غير ..
ضحك عدنان وحط شماغه وعقاله على الكنبه لمن قال سامر باعتراض : ياخي كممممممم مرة قلت لك ماتنفع لنا هاللعبة لأننا توأم ومتماثلين في التفكير ..
ورجع قال وهو يدخل يده لجيبه ويخرج محفظته : لحظة أظن معايا نص ..
وحس بخفوت الإضاءة حوله رفع راسه وتراجع خطوة لورى لمن شاف الإثنين قدامه , فضحكوا على فزعه , لف بوزه وقال وهو يخرج نص ريال : مسرع ما نطيتم في حلقي , خذوا ..
مسكه ماهر وقالوا في نفس الوقت : الصورة ..
ضحك عدنان وتناول النص من يد ماهر وقال : الصورة لماهر والكتابة لسامر ..
ورمى النص ومسكه بقفا يده وغطاه وهو يقول : قبل قولوا لي هالقرعة على إيه ..
قالوا مع بعض : مين ينام معاه خالد ..
قهقه من قلبه وقال : الله يقطع شركم ينام عندي إذا ماتبغونه ..
ورفع يده وقال : كتابة , يعني ينام عند ماهر ..
صرخ سامر بحماس وقال : yeeeeeeeeeeeeeeeeees , روح يلا أنا عريس لازم أريح جسمي هاليومين..
قال ماهر وهو يأشر عليه : طالع هذا , اللي يسمعه يقول إنه العريس الوحيد ..
لف عدنان على ماهر المبوز وقال : وإنت ليش زعلان خل خالد ينام على الكنبه إذا مره مايت على السرير ..
قال بعصبية : مو حضرتها أختك سارقه كنبتي حشمة حرمتك المصونه وأختها ..
ابتسم عدنان وقال بلا تفكير : فدوه لعنودي وأختها ..
طالعوا فيه باستغراب وصرخ ماهر بعد صمت : أككككككككككشـــخ , عشنا وشفنا عدنان يتغزل في حرمته , قال عنودي قال ..
قهقه سامر لمن تغيرت ملامح عدنان اللي كور يده بقوة وضربها في بطن ماهر وهو يقول : حسك عينك أسمعك تقول عنودي , احترم نفسك اسمها العنوووود ..
حط ماهر يده على بطنه بتأوه وقال : أنا أتريق عليك ..
قال عدنان بحزم : ولوووووو ..
وتحرك من وسطهم بعد ما سحب شماغه رايح لغرفته , قال ماهر بصوت عالي : سَري يالباااااااااااارد ..
زاد ضحك سامر لمن لف عدنان ورماه بنظرة بارده قبل ما يدخل غرفته ويصك الباب , لف على سامر وقال وهو يمسد بطنه : فججججججججر بطني ..
مد سامر يدينه ومسك أطراف ثوبه المفتوحه أزراره وقال وهو يدخل راسه : أشوف ..
دفه ماهر وهو يقول بضحكه : هيييييييييييي , اش تشوف إنت الثاني ؟؟
قال سامر مصدوم من دفته : بطنك ..
قهقه ماهر و تحرك له بسرعة ولف ذراعه اليمين حولين رقبته وجره بقوة وهو ينثني ويقول : بأفتقدك يا حمااااااااااااااااااااار ...
قال سامر بصوت مخنوق وهو يحاول يتملص من ذراعه : يا متخلللللللللف , خنقتني , كسرت ظهري , ماهر يالدللللللللللخ ..
رصه ماهر أكثر وهو يضحك بتسلية من محاولات سامر الفاشلة في التملص من يده ..

في الرياض :
بعد صلاة الفجر :

همست : اشششش لا تسوين إزعاج ..
: اشششششش إنتي كمان مسويه إزعاج ..
: عارفه لو دري أبويه إني مواصلة لهالوقت بيذبحني ..
: والله محد قالك تقرقرين على راسي إلين الفجر ..
شهقت سحر وقالت : آآآآآآآآآآآآآآنا اللي كنت أقرقر على راسـ ...
حطت العنود يدها على فم سحر وهي تهمس : اششششششششش سامعة صوت ...
تحركت سحر بسرعة للثلاجة وسحبت العنود معاها اندسوا جنبها , ضحكت العنود ورجعت غطت فمها تكتم ضحكتها لمن شافت نظرات سحر المحذرة , همست وهي تقاوم ضحكها : سحر يا خبلة لو دخل أحد هنا وشافنا كإننا حرمية ..
دقتها سحر تسكتها وهي تهمس : اششششش محد بيدخل إن شاء الله ..
وكتموا أنفاسهم لمن وصلهم صوت عبد الكريم وهو يقول : لا تنسى بكرة أبغاك تروح بنفسك لراعي الغنم وتشوف تيوس الذبايح بنفسك ..
وتلاه صوت خالد وهو يقول : أبشر , على هالخشم , إنت روح نام وريح تراك لك فترة ما تنام يا أبوي , صحتك أهم ..
: خليني أتخلص من هالتوأم اللي زرعوا النخل في راسي على خير إن شاء الله وبعدها أنام وأريح إذا ربك أراد ..
وتبعه صوت خطوات على الدرج وخطوات مبتعدة , زفرت سحر وهمست : أبوي على كثر ما هو طيوووب يكككككككره شي اسمه السهر , يالله يالله نترجاه عشان نسهر مع البنات , وفي البيت نقفل الباب في غرفنا لمن نسهر عشان مايدري إننا سهرانين ..
وكملت بضحكه : حبيبي هو تعب من كثر ما يقول السهر يهد الجسم ومانسمع له ..
قالت العنود وهي تتحرك للطاولة : والله إحنا عاااااااااادي , سهرتي ماسهرتي , رميتي نفسك مع الطاقة ولا ذبحتيها , حرية شخصية ..
ضحكت سحر وقالت : اش هالتشبيه ؟؟
ابتسمت العنود بشجن وقالت : أحيانا أتمنى لو إنه أبويه وأمي ماكانوا معطينا هالحرية كلها ..
قالت سحر بتأكيد : صراحة أحلى الأمور الوسط , لا شدة ولا لين , لا صكة ولا فلته ..
: وهذا اللي أنا أقوله دايما ..
شهقوا بفزع وتراجعت العنود بخجل وهي تشوف عبدالكريم واقف عند باب المطبخ , قالت سحر وهي تحط يدها موضع قلبها : أبويه فجعتناااااااا ..
ابتسم بحنية وقال وهو يركز بصره على سحر عشان ما يحرج العنود : طلعت أصحيكم الفجر قالت أمك إنك والعنود منتم في الغرفة ودورت عليكم مالقيتكم نزلت أدور و سمعت ود ود ود ود قلت خليني أشوف اش هالصوت , حمحمت وحمحمت ماسمعتوني ..
نزلت العنود راسها للأرض وضمت يدينها وفركتها بخجل وهي تحس بحرارة فضيعة من كثر الخجل , ابتسم عبد الكريم ولف عليها وقال بلطف : عنيد أخرج ..
رفعت راسها وهزته بلا وهي تتقدم منه بحرج , قال بترحاب : هلا والله , هلا بالغالية بنت الغالي , هلا والله ..
أول ما سلمت عليه وشمت ريحة العوده تذكرت طفولتها و حست بحبها العميق له , من كانت صغيرة وهي تشوفه الأب الخارق , ضحكت بداخلها على طفولتها وابتسمت له وهي تهمس : هلا عمي , كيف حالك ؟؟ ..
تأملها بحب وقال : بخييييييييير دامك بخير ..
حطت سحر يدينها على خصرها وقالت : ياسلااااااااااااام , هالترحيب كله بعنيييييييييييد ..
قال عبد الكريم وهو يقبض على يد العنود اللي ما فلتها : هذي جامعه الحب من كل مكان , غالية بنت غالي ومرة غالي كمان ..
نزلت العنود راسها بحرج , طالعت فيها سحر وقالت بغيره : ترا مو لايق عليك الخجل ..
ضحكت العنود وشاركها عبدالكريم ضحكه وهو يقول : اش فيك زعلانه ؟؟
قالت العنود بنذاله وهي تسبل عيونها : تصدق يا عمي , طول الوقت وأنا أقولها يلا يا سحر ننام مو زين السهر بس هي ما سمعتني و ...
شهقت سحر وقالت تقاطعها : شوفوا الكذااابه ..
قال عبد الكريم : سحر عيب , اش كذابه ؟؟
مسكت العنود ضحكها وهي تحرك حواجبها غياض و تمد لسانها لسحر بدون ما يشوفها عبد الكريم , ولف على العنود اللي تصنعت البراءة بسرعة وهي تطالع فيه بخجل , قالت بلطف : مبروك ما سويت يا عمي ..
قال : الله يبااااااااارك في عمرك , عقبالكم يارب وأفرح فيكم كلكلم ..
وابتسم للعنود اللي تقاوم ضحكتها لمن رمتها سحر بنظرة معبرة عما يخالجها وقال وهو يدنق عليها : أنا أبوك تراني عارف لعبك زين , بس مطاوعك لأنك توك تقابليني , تراك من كنت صغيرة وإنت فيك النخولة ..
طاحت كل حواجز الخجل اللي حستها نحوه و قهقهت من قلبها ورجع راسها لورى من شدة ضحكها , ابتسم عبد الكريم ولف على سحر وقال : سحورتي ..
قالت بغيض : دحيييييييين سحورتك , خلي الغاليه بنت الغالي مرة الغالي تنفعك ..
ضحك وقال وهو يضمها : طيب إنت الغالية بنت الغالية ..
قالت وهي تأشر بيدها : هي ثلاثه وأنا اثنين ..
ضحك وقال : و أخت الغالين , جماعة مو واحد بس , رضيتي ..
ماتوقعت العنود إنه عمها عبدالكريم متذكر حركات النذاله والنخولة اللي كانت تسويها أيام الحارة القديمة ~ وأنا اللي كنت ناوية أرسم صورة حللللللللوة قدامهم , أتاريهم كللللللهم فاضحيني ~ وغصب عنها حاولت تسترجع طفولتها , ماتتذكر عدنان نهائيا ولا حتى واحد من أخوانه , تتذكر عمها وعمتها وسحر وسمر من البنات , انتبهت من شرودها لمن خرج عبد الكريم وهو يقول : لا تسهرون أكثر من كذا يلا روحوا صلوا و ناموا ..
أول ما خرج لفت سحر عليها وقالت باستنكار : يالكذاااااااااااااابه ..
فتحت عيونها ببراءة وهي تقول برقه : أنا ..
وصرخت لمن جريت وراها سحر وهي تقول : توقعين بيني وبين أبويه يالشيطااااااااااانه ..
والعنود تضحك من قلبها وهي تدور حولين الطاولة وهي تقول بتريقة : قدري إنه وراي مستقبل لازم أمهد طريقي ..
وقفت سحر عن ملاحقتها وهي تقول : بالكذذذذذذذذذذذذذذذذذب ..
ولمن هزت العنود راسها بإيوه جريت بقوة وقبل ما تشرد شدت شعرها , صرخت العنود وراسها يرجع لورى : آآآآآآآآآآآآآآآآآآه , شعععععري يالدببببببببببببببب ..
ابتسمت سحر بتشفي وقالت : أحححححححححسن .
لفت عليها العنود وبلا مقدمات ضمتها وهي تقول بفرح : وناااااااااااسه , ما تخيلت يجي اليوم اللي أقابل فيه أبوك وإنتي معايا , وناااااااااااااااسه , شعور حلو ..
ضحكت سحر على خبال العنود ودفتها وهي تقول : وخخخخخري عني ما أحب أحد يضمني ..
زفرت العنود وقالت بتريقة : دحيييييييين هالكلام بس , نشوفك اش تسوين مع السيد سييييييييييييين ..
فرصعت سحر عيونها وقالت : حتى إنتي , لو دريت إنك بتاخذينها تريقة ما كان حكيتك عنه ..
قالت العنود وهي تطالع في ساعتها : تكفين دليني على غرفة باباتي أشوف إذا يحتاج شي ماشيات , أكيد مفتقد ماماتي ..
ضحكت سحر وهي تأشر لها إنها تتبعها , راحت تطمنت على أبوها وتأكدت إنه مايحتاج شي ورجعت مع سحر اللي كانت تستناها وطلعوا صلوا وصحوا الهنوف وسلافة عشان يصلون وبعد فترة انسدحوا وجلسوا يتكلمون وسط الظلااااام ..
: المهم إنه راضي بها وما يهمه كلام الناس , العمر مو عيب , صحح ؟؟...
ولمن ماسمعت جواب لفت وطالعت وسط الظلام وهي تهمس : سحر , سحر نايمه ؟؟
وصلها همس الهنوف شبه النايم وهي تقول : اش هالسؤال السخيف ؟؟ تراني أكره اللي يصحي أحد من نومه ويسأله نايم ..
ضحكت العنود وقالت : دبه , أخمدي ونورينا بسكوتك ..
ورجعت انسدحت على ظهرها وطالعت في السقف , بعد فترة صمت ما يخترقه إلا صوت المكيف رفعت جوالها وفتحته , طالعت في شاشته وهمست : دب مو دب بس قطيع دببه ..
وزفرت وهي تحطه على صدرها وتمدد يدينها على اتساعها وهي تتأمل الظلام ~ ليه ما أرسل , مااتصل , ماحاول يقابلني !! ~ , انقلبت على يمينها غير مبالية بجوالها اللي انزلق وطاح على الأرض المفروشة بفراش وثير , همست بغيض وهي تغمض عيونها بقوة : دببببب , والله لا أذبحه ..
وسحبت اللحاف وغطت راسها وهي مقهورة إنه سفانة وأسماء وريم هم الربحانات لأن ريم راهنت إنه ما بيقابلها إلا يوم الزواج و أسماء و سفانة قالوا ثاني يوم , خرج من المسابقة سمية والخنساء اللي وحده فيهم قالت بيقابلها أول ما تجي والثانية قالت بعد العشا .



الأربعاء 21 / 12 / 1427 هـ :
في الرياض فيلا عبد الكريم :
الساعة 4,30 العصر :

: هذي هي ..
: وااااااي شكلها كيووووووت ..
: اشششششششش لاتصحى من رجتكم يالخبل ..
فتحت العنود عيونها بشويش لمن سمعت الهمهمات اللي حولها ..
: اشششششش , بدأت تقوم الله يفشلكم ..
: شتسوووووووووون , قوموا عن راس البنت ..
قامت العنود ولمحت ثلاثة أجساد شاردة من الغرفة وسحر واقفة عند راس السرير وهي حاطة يدينها على خصرها وتطالع فيهم بحدة , لفت سحر وقالت بأسف : صحوك المخبل ؟؟
فركت عيونها وسألت : من هذولي ؟؟
ضحكت سحر وقالت : هيام بنت عمتي الكبيرة نجلاء اللي ربت وسام و أثير بنت عمتي حسناء و أريام بنت عمي عبدالعزيز أخت العروسة أريج ..
حكت شعرها وهي تتذكر قومتها المتثاقلة لصلاة الظهر ورفضها للغدا كله عشان تكمل نومها , طالعت في ساعتها وشهقت لمن لقيتها أربع العصر , قالت : يا فضييييييحة , هذا كللللللله نووووووم و شافوني وأنا نايمه ..
قامت بسرعة , ضحكت سحر وقالت : على مهلك , أفضي لك الطريق عشان تروحين الحمام , مسويييييين زححححححمة في الصالة ..
وخرجت ووصلها صوتها وهي تطلب منهم يروحون لغرفة التلفزيون وهم يعاندونها ويطالبون بشوفة العنود بطبيعتها , خرجت لبسها اللي مجهزته وسحبت شنطة المكياج , ضحكة الهنوف خرجتها من شرودها لفت عليها ولفت بوزها لمن شافتها بكامل زينتها , همست بغيض : عيزتي تكبين علي كاسة موية تصحيني بها , دحين اش يقولون علي , نواااااااامه ..
ضحكت الهنوف مرة ثانية وقالت : والله كل ما جيت بأصحيك قالت خاله حنان خليها تكمل نومها , حرام تعبانة وسهرانه والرحلة تعبتها ..
جات سحر وقالت : تحركي بسرعة ..
راحت العنود للحمام وتوضت وغيرت بجامتها بتنورة شمواه عودي مايل للأحمر ولبست عليها بلوزة بسيطة أكمامها قصيرة مزمومة تحت الصدر بقصة ناعمة مشجرة بنفس لون التنورة ومختلطة بالأسود والزيتي وشريطة بنفس لون التنورة , حطت مكياج خفيف مناسب ومشطت شعرها وخرجت وهي شايلة أشياءها في يدها , تحركت خطوتين واصطدم بصرها بوحده أطول منها بشوي , بشرتها قمحية وعيونها السوداء مماثلة لشعرها الناعم القصير , ابتسمت لها العنود فقالت بحماس : واااااااااااااااو , هذا انتيييييييييي ..
وسلمت عليها بترحاب وهي تقول : أنا هيام ..
قالت : هلا هيام , كيفك يا أخت العروسة وكيف العروسة ؟؟
ضحكت هيام وقالت : ونااااااااااااااسة , يا حبي لهالكلمة ..
ورفعت خشمها وهي تقول : أخت العروسة ..
ضحكت العنود عليها وانخنقت ضحكتها لمن شافت عدة وجوه غريبة , وبدأت تسلم وهي تحاول تحفظ أسماءهم اللي يقولونها , وخرجت من الدوامة اللي حست نفسها فيها لمن قالت سحر : خلاااااااااااص , ذبحتوها ..
وسحبت العنود للغرفة وهي تكمل : خلوها على الأقل تحط ملابسها , فضييييييعااااااااات ..
ابتسمت العنود برزانة وأول ما دخلت غرفة سحر وانصك الباب لفت على سحر وصرخت : أهاااااااااااااااااا , كيف بأقابلهم ؟؟ ليش متحمسين لشوفتي هالكثر ترا أنا أتوتر كذا ..
ضحكت سحر وقالت : عادي , ترا هم من زماااااااااان ودهم يشوفونك من كثر ما أحكي عنك وزادهم إنك مرة عدنان دحين , الكللللللل يبغى يعرف حرمته ..
حطت ملابسها في الشنطة اللي حاطتها جوة دولاب سحر ولبست شرشف الصلاة وبعد ما خلصت صلاتها وقفت قدام المراية وتأكدت من شكلها وتحركت معاها خارجة , نزلوا للصالة السفلية وانصعقت العنود لمن شافت الحريم الجالسات , ابتسمت ابتسامة واسعة وقرصت سحر وهي تقول من بين أسنانها بدون ما توقف عن الابتسام : ليييييه ما قلتيلي هذي الخليقة كلها هنا ..
قالت سحر وهي تأشر على حرمتين جالسات : عنود , هذي عمتي حسناء أصغر عماتي واللي جنبها وفاء بنت عمتي نجلاء ..
وهمست بصوت راخي : اللي مرضعتني وخلت صقر خالي ..
: أهااااااااا , قصدك أمك الثانية ..
ابتسمت سحر وقالت بسخرية مريرة : بالرضاعة , وسوري ما أعتبرها أمي الثانية , أي أم لها 26 سنة ناسية إنها مرضعتني وإني بنتها بالرضاعة ..
مسكت العنود ضحكتها وبدأت مرحلة تعرف جديدة وهي متأكدة إنها من تخلص من السلام ما بتتذكر ولا وحده فيهم , وأول ماشافت أزهار جالسة جنب الهنوف تحركت بسرعة لهم ووقفت عندهم وهمست : وسعولي بينكم ..
وقبل ما يعترضون جلست بينهم وهي تبعدهم عنها , ضحكوا على حركتها اللي انتبه لها الكل لكن محد علق عليها , مرت نص ساعة كانت الأحاديث تتبادل بين الجميع ولاحظت العنود إنه هيام تشبهها في كثير من التصرفات , قامت الهنوف تساعد سحر في شيل فناجين القهوة وصحون الحلا , قامت أزهار وهي تقول : أسا ..
جلستها العنود وقامت وهي تقول : ارتزعي , مشلا كرشك ..
حطت أزهار يدها على بطنها المنتفخة وقالت بغيض : انقلعي عني ..
طالعت فيها بضحكه وشالت وحده من الصواني وهي تقول بتريقة : حفيدي ها ..
فتحت أزهار عيونهاعلى اتساعها وقالت : لا تخليني أندم ليش قلت لك ..
ولفت بوزها وقالت : شوفي هنوف عيني عليها بارده هالحبوبة , ما تقعد تنغز بالكلام قدام جاسم لأنه حاس إنه ورايا شي ..
همست العنود : وليه ما تخبرينه ؟؟
زفرت وقالت وهي تهز راسها بلا : مو دحين ..
قالت بلطف وهي تشوفها تتلمس بطنها بمحبة : زهره من بدري أحسن عشان يتهيأ ..
كشرت أزهار ورفعت راسها لها وقالت : طبعا , اللي يدينه في الموية مو زي اللي يدينه في الموية , حلي عن سماي يلا ..
دخلت المطبخ وهي تقول للهنوف : يمـــه , من جد هالبنت صايرة شينة ..
قالت خلود اللي دخلت وهي شايله ربيع : عادي , الحريم وقت الحمل يصيرون بهالشكل عادة ..
ولمن شافتهم يطالعون فيها باهتمام قالت بتلعثم مدافعه : عارفه إني ماني مجربه بس صحباتي دايم يشتكون لي من هالعصبية و ضيق الخلق اللي يرافق الحمل ..
قالت سحر بلطف وهي ترفع يدينها : يااااااالله يارب أشوف خلود معصبة وضايق خلقها يارب ..
ضحكوا على دعوتها وخلود تقول باستنكار : سحيرو اش هالدعوة ؟؟ اسحبيها بسرعة ..
هزت أكتافها وقالت : خلاص طلعت من فمي ما أقدر أرجعها ..
دخلت سلافة المطبخ وهي شايلة صينية عليها كاسات المويه الفاضية وهي تقول بطفش : نشتغل today و tommorow ورانا ...
وانقطع تذمرها بصرخة صدمة لمن اصطدم جسم بها وطاحت الصينية منها وتكسرت الكاسات على الأرض مصدرة صوت تحطم مزعج , اللي صرخت واللي شهقت , قالت خلود وهي ضامة ربيع اللي انتفض بين يدينها من الفجعة : بسم الله , انكسر الشر , انكسر الشر ..
وكملت بعصبية لمن تدافعت عدة أجسام : ابعدوا عن القزااااز ..
قالت سحر بعصبية : سلااااااااااااااااافة ..
أشرت سلافة على اللي وراها وهي تقول باعتراض : sheeeees how bush me..
قالت أثير بسرعة وارتباك هي تأشر على هيام : هالخبلة هي اللي كانت تجري ورايا و ..
وسكتت لمن جريت بنت سمر داخله من بين رجولهم , صرخوا لمن دعست على القزاز وقالت خلود وهي تناول ربيع للي جنبها : رنود لاااااااا ..
شالتها الهنوف بسرعة قبل الكل , ضمتها وهي تقول بلطف لريناد اللي فجعتها الصرخات : عادي حبيبي , في قزاز على الأرض , خفنا تتعورين ..
وطالعت في رجلينها وارتاحت لمن شافت القزاز مغروز في الجزمة وماوصل لها , قالت هيام بتريقة : تحدث هالأشياء في أرقى العائلات وبالذات في المناسـ ...
قالت خلود بحزم : إطلعوا يلااااا ..
وصلهم صوت عدنان القوي من الحوش يقول : يا أهل البيت ..
انتفضوا أول ما سمعوا صوت عدنان اللي تلاه صوت ماهر وهو يقول بمرح : درررررب العريس جاااااااااااي ..
وصوت عبد الرحمن يقول بتريقة : اشششش الله يفشلك دحين يقولون إنك مايت على الجواز ..
جريوا البنات خارجين من الباب الداخلي للمطبخ واللي جووا منه لأنه باب المطبخ الخارجي كان مفتوح , حست العنود بأحشاءها تذوب وتختلط ببعضها من شدة المغص , ناولت ربيع اللي حطته خلود بين يدينها لسلافة وتحركت بسرعة بتخرج من المطبخ لكن يد خلود شبكت في ذراعها بقوة وهي تقول : وراكم كلكم ماعادا عدنان ..
شهقت العنود وطالعت فيها برجاء وهي تحاول تسحب ذراعها , ابتسمت لها خلود وحركت راسها بلا وهي تحرك حواجبها بخبث ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا , ماشفت شكلي زين , ماني جاهزة , و .......... واااااااااااااا بلوزتي فاااااااااااضحة , لااااااااااا ماني مستعــــــــــــدة , هنووووووف ~ وانتبهت إن الهنوف خرجت مع البقية ومابقي إلا سحر وسلافة والخدامات المبتسمات..
خرج عدنان من عدم استيعابه لكلام خلود لمن شاف ابتسامة زوج خلود العريضة وهو يحط الكرتون على الأرض جنب درج المطبخ و غمزة ماهر اللي تحرك وراه بعد ما حط الكرتون الثاني وهو يهمس بتريقة : أخيرا , خليني أبشر الشباب ..
من غابوا ورى الفيلا لف عنهم وطالع في الكرتون اللي بين يدينه نزله بسرعة ومسد ثوبه الأسود عند صدره وفك شماغه ورجع طواه وهو يحس بغيض من اللي قاعد يسويه , سحب نفس وشال الكرتون وقال بصوت عالي حاول إنه يخليه أعلى من ضربات قلبه اللي تسارعت بشكل مفاجيء : طريق ..
أول ما دخل شاف عدة أشخاص ما ميز أحد فيهم لأنه سلم بسرعة وهو يركز بصره على الطاولة اللي حط عليها الكرتون وهو يحاول يكسب نفسه بعض الوقت ..
أول ما شافته داخل حست قلبها ينشب في حلقها لفت بصرها بسرعة وهي تصرخ بداخلها ~ الشررررررررررررررده يا جماااااااااااااااااااااااعة ~ حست بقبضة خلود تشتد على ذراعها اليمنى فانتبهت إنها تحركت خارجة بدون ما تحس , لفت يسراها حولين خصرها بخجل وبعدت وجهها قد ما تقدر وهي تتمنى لو الأرض تنشق وتبلعها ..
طالعت بطرف عيونها في سحر متوسلة لكن ابتسامة سحر الواسعة واللمعة اللي في عيونها أنبأتها إنها ما حتساعدها وهي تأشر للخدمات إنهم يطلعون , تحركوا وهم ماودهم , عيونهم معلقة على عدنان والعنود , صرخت العنود بداخلها ~ وين الإغمااااءاااااااات اللي أقرأ عنها , ليه ما تصيبني وحده وتريحيني من اللي أنا فيه ~ , كانت بتموت من الخجل لأنها أول مرة يقابلها بوجود أهله ..
لف عدنان على الموجودين و تصنم بصره عليها , قالت خلود بمزح وهي تسحب العنود وتدفعها بلطف لقدام : تعال سلم على حرمتك لأنها قطعت يدي من كثر ماتصارعني ..
~ لاااااااا حرااااااااام عليكم اللي تسوونه , لا تزيدوني , قلبي , قلبي , قلبي ~ لفت وجهها أكثر وهي تحس إنه قلبها بيوقف في أي ثانية , ما تحرك من مكانه منحرج من أخواته لكنه ما بعد بصره عنها وهو يتأملها بصمت , سلك حنجرته بداخله وقال بابتسامة وبصوت ثابت وهو يجول ببصره عليها : يا حيا الله من جانا , كيفك يالعنود ؟؟
~ عنووووووووود , هذا عدنان ما غيره , الدب اللي تكلمينه في الجوال , يلا بلا هباله , مو معقولة هذا كله حيااااااااااا ~ لفت وجهها عليه وهي تهمس : الحمد لله ..
أول مالمحت طرف ثوبه نزلت راسها للأرض وهي تصرخ بداخلها ~ يا مااااااااااااااااااامااااااااااااااااااا ~ قطبت سلافة حواجبها واستنكرت بصوت زاد نحفه وهي تقول : whaaaaaaaat?? هذا اللي قدرت عليه سيد عدنان بعد هالغياب كلللللله ..
طالعوا فيها أخواتها باستنكار من جرأتها المفاجئة , هزت أكتافها يعني اش قلت , دوى في عقله بعد استنكارها التساؤلات اللي راودته أمس , تجاهلها و تقدم من العنود ومد يده وهو يقول بنفس الابتسامة : تو ما نورت الرياض ..
طالعت في يده برعب وهي تتخيل نفسها تصافحه قدام أخواته , همست وهي تمد يدها بتردد : منوره بأهلها ..
بعد ما صافحها قبض على يدها بقوة رفعت بصرها له وانصعقت لمن انحنى لها بيسلم عُربة , كانت تبغى تتراجع لكن رجولها تسمرت في الأرض , بعدت راسها لورى وهي تهزه بلا وهي تقول بلا ثانية تفكير : لا لا لا ..
تصلب في مكانه وهو مصعوق من الـ لا اللي قالتها , ما تحرك وهو يطالع فيها باستنكار و نسي كل اللي حولينه وهو يهتف من دون ما يسيب يدها : لاااا ..
أشرت بسبابتها اليسرى على خدودها ورجعت لوحت بها بلا قبل ما تقول : عيب ..
شهقت خلود بخفة وغطت وجهها , ومن خرجت الحروف من بين شفايفها اتسعت عيون العنود عن آخرها , كانت منصعقة من كلمتها أكثر منه وهو يهتف بصدمة : عيـــــــــب !!!!!..
غطت سحر فمها بيدينها عشان ما تنفجر بالضحك , وصرخت العنود بداخلها من أعمق أعماقها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااا ~
طالعوا في بعض بعيون متسعة وصمـــــت ساد المطبخ , فتحت سلافة عيونها وهي تتأملهم وهي تهز ربيع النائم بين يدينها بلا تفكير, غمضت العنود عيونها بسرعة ماتبغى تشوف نظراته وهي بتمووووووووت قهر من ردات فعلها الغبية و طالع فيها عدنان وهو مهو عارف اش يسوي , كان يحس بإحراااج من الموقف اللي انحط فيه لكن أول ما حس يدها تعتصر يده بقوة ابتسم وسأل بتريقة : عيب هاااااا ؟؟
ورص يدها وسحبها و سلم عليها , فتحت عيونها على اتساعها وسحبت يدها بقوة من يده وبعدت عنه وهي تثبت نظرها على الأرض ..
: يا سلاااااااااااااام دخلتوا عدنان عليها وأنا ماني فيييييييييييييييييييي , مو كافي ما حضرت لا خطبته ولا عقد نكاحه ..
ابتسم عدنان لسمر وقال وهو بيتحرك لها : هلا سمر ..
تقدمت له وسلمت عليه وضمته وهي تقول : عقبااااااااااال ما أتعب في زواجك ياااااااارب ..
ابتسم و قال : جزاك الله خير ..
أول ما بعدت عنه نقلت بصرها بينه وبين العنود وقالت بحماس : واااااااااااا يهبلون مع بعض , يا قلبهم يا زينهم ..
ضحكوا لمن قال عدنان بهدوء : ربيع شايفتنا ست سمر ..
كان مغص العنود يزيد كل ما سمعت صوته ..
: عنود اش لون صندل عدنان ؟؟
رفعت راسها باستغراب لمن سألتها سحر هالسؤال , ابتسمت سحر وكملت : رقبتك انكسرت من التدنيق ..
~ يا حمااااااااااااره ياااااااااااااااااااااااااااانذله , مااااااااااااالك دخل , اش هالإحراااااااااااااااااج ؟؟ ~
دنقت خلود على سحر وهمست : طالعي أخوك الفالح , واقف جنبها ولا حتى طالع فيها قاعد يهرج مع سمر ..
همست سحر بتريقة : اللي يشوفه يقول له سنين عن سمر , تتحديني أخليه يطالع العنود غصب ..
وتحركت ووقفت جنب العنود وقالت وهي تلمس جبينها : بنت لساعك مسخنة ..
ما فهمت العنود حركتها وكانت بتقول مين قال إني مسخنة لكنها بلعت حروفها لمن التفت عدنان بحواجب مقطبة وهو يقول : مسخنة !!..
قالت سحر وهي تلف عليه : من جات وهي مصدعة و تعبانه و ...
بلا مقدمات رفع يده وحطها على جبينها وهو يسأل بهمس : تعبانه عنودي ؟؟
الذهول شل جسمها , حست بنبضات قلبها تتسارع بجنون وغصب عنها تعلق بصرها به مهي عارفه اش تقول أو اش تسوي , بعد يده عن جبينها وبحركة سريعة لمس بظاهرها خدها , طالع فيها بنظرات حنونه وهو يقول بحيرة : دافيه شوية بس مهي سخونه ..
كانت عارفه إنها حرارة الخجل اللي تحسه بتقتلها من شدته ~ اللــــــــــــــــه يقطع إبليــــــــسك يا ســــــــحر , والله لا أذبحك والله لا أوريييييييييييييييييك , يافشلتيييييييييي ~ مد يده الثانية وتلمس باليدين تحت فكها وهو يسأل : تحسين صعوبة في البلع ؟؟
هزت راسها بلا بدون ما تفتح فمها بحرف وبعدت نظرها عن وجهه وثبتته على ثوبه , بعد عنها وقال بابتسامة وهو يتأملها : لا إن شاء الله مو إلتهاب , يمكن شوية سخونه مؤقته من تعب الرحلة بس ..
و مد يده وبعد خصلة عن وجهها وهو يبتسم لها برقة , خفضت راسها تبعد بصرها عنه وهي تصرخ بداخلها ~ ياماااااامااااااا اش هالمشاعر الغريبة ؟؟ قلبي ما عاد هو مني , عدنان يا دب تراك فضحتني وفشلتني قدامهم , ياربييييييييييييي أحبه , دب والله أحبه ~ التفت وانتبه لنظرات أخواته فكسى الهدوء وجهه وهو يقول بصوت قوي : أجيب باقي الكراتين ..
وتحرك خارج , لفت العنود على سحر وقالت بغيض : يادبببببببببببب ..
وضربتهاعلى كتفها بكل قوة استطاعتها , وأول ما دخل عدنان رجعت نزلت راسها للأرض وهي تفرك يدينها بخجل , استغرب لمن انفجروا أخواته بالضحك فجأة وحس بتوتر بداخله , قال بهدوء وهو يخرج : لسه باقي كرتون , حشى مشترين السوق كله ..
ورجع يقول بداخله بعتاب وضحكاتهم توصله ~ أنا كيف نسيت إنهم حولي , الله لا يفضحنااا , دحين اش بيقولون عني ~ حمحم ودخل وهو يقول بغيض : هذا كله ضحك , الله يبسطكم دوم ..
حط الكرتون الأخير على الطاولة وكمل : تحتاجون شي ثاني ..
قالت خلود اللي كانت أول من تمالكت نفسها : لا حبيبي ما نحتاج شي سلامتك ..
ابتسم وقال وهو يشمل الجميع بنظرة مبتسمة : يلا أستأذن ..
وتحرك وهو بداخله وده يجلس لدقائق أخرى لكنه ما قدر يصرح بهالشي , لو واحد من أخوانه كان لقي موضوع أو عذر يخليه يجلس أطول , نزل الدرجات وتحرك ..
: عدنان ..
لف على خلود اللي لحقته وابتسم وهو يقول : ارجعي جوة , لا يجي أحد ويشوفك ..
ابتسمت له وقالت وهي ترتب ياقته المعدله قبل ما تمسد على أكتافه : كنت أبغى أقولك إنه شكلك كان رزة وإنت جوة , عيني عليك بااااااردة ..
ابتسم وقال : شكرا ..
ساد صمت بعد شكره , كان حاس إنه ودها تقول شي لكنها ما تكلمت , وهو نفسه كان وده يقول شي لكنه حاس بالإحراج , ابتسمت وقالت : ما ودك تقول شي ..
هز راسه بلا ورجع قال : عارف إننا مشغولين و غيره بسسس تقدرين تدبرين لي وقت أقابلها فيه ..
ولمن شاف ابتسامتها تتسع قال بهدوء : قلت اللي عندي يلا ارجعي قبل لا يجي أحد ..
تحركت وهي تطالع فيه بابتسامة , ابتسم بخفة وقال وهو يأشر على الدرج : انتبهي لطريقك لا تطيحين , ورانا جواز ..
دخلت المطبخ اللي رجع وازدحم بالشغالات والبنات ورفعت يدينها علامة الانتصار لسحر اللي ابتسمت بانتصار هي الأخرى لكن ابتسامتها انمسحت بعد ضربة قوية رابعة على كتفها من العنود اللي قالت : والله ما أسامحك على حركتك الهبلة يا كذابة ..
قالت سمر من وسط ضحكها : عنود خلاااااااااص , كسرتي كتفها ..
ضربتها العنود مرة خامسة وهي تقول : أحسن تستاهل ..
ولفت تدور بين الجموع على الهنوف وهي تقول : وفي وحدة خاينة ثانية بأجيب أجلها الليلة ..
ضحكوا عليها , كانت تمزح وتضارب وغيره عشان تخفي عنهم خجلها واضطرابها الداخلي , كانت تحس إنها جسم فقط معاهم بلا روح ..
أول ما دخل عدنان المجلس حس بنظرات منصبة عليه , جال ببصره ولمح ابتسامات الشباب , كشر لهم وتحرك لأبوه وهو يحس بالغيض من ضحكاتهم اللي انطلقت , ولمن مر من عند عبيد قال له : مسسسسسسرع , متأكد إنك سلمت عليها ..
وقال أسامة اللي جنبه : أخيرا قابلتها ..
لف عليهم وقال ببرود : أبت اللقافة أن تفارق أهلها ..
ضحكوا عليه وهو طنشهم وهو مقهور من استماعه لهم ~ مو من تحت راسكم سلمت عليها وهي تقول عيب , يالفشلة , وقدام أخواتي كمان , طول عمري أقول لنفسي لا تسمع للشباب وتصرف على طبيعتك , البنت انصدمت , أففففففففف ~ ..
***
ما مرت ساعة إلا وتغير جو التوتر والاضطراب بالنسبة للعنود لمن تجمعوا البنات في غرفة سحر عشان يستعرضون المخطط اللي بيسوونه ليوم الغد , وهم يتناقشون عن موعد زفة وسام وموعد زفة أريج انفتح الباب و دخل عليهم رجال , وقف عند باب الغرفة بثوبه وشماغه وهو ينقل بصره بينهم بابتسامة , شهقوا و صرخوا وهم مهم عارفين كيف يتغطون , أزهار اندست ورى العنود اللي طالعت بصدمة في الشخص الواقف بثقة وهو يطالع بلا حياء , وأريام غطت وجهها واندست في حضن أثير اللي سحبت شرشف الصلاة اللي كان طايح جنبها , حمحم وقال : السلام عليكم ..
أول ما صدح صوت هيام في الغرفة صرخوا البنات باستنكار , سحر اللي كانت مغطية وجهها بوحدة من السلال اللي بيقدمون فيها التفاسير تلفتت حولينها وسحبت الخدادية اللي كانت الهنوف متغطية بها و رمتها عليها وهي تصرخ بغيض : هيااااااااااااااامو يالخبلـــــــــــــة ..
ضحكت هيام من قلبها وقالت وهي تدور : كيف شكلي ؟؟ حلو مو ؟؟
قالت أثير بغيض : ويعلللللللللللللللللك ما تقومين ..
شهقت أزهار وقالت : لااا تدعين , بسم الله على البنت ..
دخلت سلافة وضحكت وهي تقول : Surpriiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiise ..
ولفت على هيام وهي تقول بعفوية : كنت عارفه إنه شكلك زي الأولاد وحينخدعون البنات ..
لفت عليها هيام وقالت : نــــــــعـــــــــم ..
وضربتها وهي تقول : حماره , شعري قصير زي الأولاد إيوه لكن شكلي كيووووووووت ..
قالت سمر وهي تحط يدها على موضع قلبها : والله خلعتيني , تصنمت وأنا أحاول أتذكر هذا مين , مشبهة على الشكل ..
ضحكت وقالت وهي ترفع الثوب : شلت المكياج ولميت شعري , حتى سروال السنة لبسته ..
قالت سحر بقرف : وعععععععععععع , حق مين هذا اللي لابسته ؟؟
قالت وهي تهز أكتافها بلا اهتمام : أبويه , شفته وأنا أقلب في الصناديق اللي عندنا وجبته عشان أسوي هالتمثلية ..
وتحركت خارجة وهي تقول : بأفجع الحريــــــــم ..
لحقتها سلافة بحماس وقامت أريام وأثير ولحقوهم بيشوفون تأثير هالتمثلية على الحريم ..
قالت سحر : دحين هذا مو تشبه وحرام ؟؟
ما جاوبها أحد , لفت العنود على أزهار اللي ضحكت وقالت : لا يكون أنا مفتي الديار العامة وأنا ما أدري , حبيبتي من قال لا أدري فقد أفتى ..
قالت سمر : أتذكر كانوا يسوون مسرحيات في مدرستنا ويخلون البنات يلبسون الثياب عادي لكن آخر سنة منعوها وقالوا إنها من التشبه أو شي زي كذا ما أفتكـ ...
وانقطع حديثها لمن تعالت صرخة الحريم , ضحكوا وقالت سحر وهو تقوم : والله ياويلها هيام من جدة سلمى , بتشرشحها شرشحة ...
وهي نازلة الدرج سمعت صوت جدتها وهي تهاوش على هيام اللي طالعت في الأرض وهي تحرك رجلها المحشورة في صندل أسود , ضحكت وسألت سلافة : مو هذا صندل أبويه ..
هزت سلافة راسها وقالت وهي تلف بوزها : وييييييي مجرد game و fun , لازم يحولونها لمحاضرة ومآساااااااااااة , أفففففففففففففف ..
لمن تحركت هيام سحبتها سلافة وقالت : تعالي نفجع dady ..
قالت سحر بابتسامة وهي مستغربة اهتمام سلافة بهاللعبة : أبويه مشغول وعنده رجال ..
لكنهم طنشوها وهم يروحون للمطبخ , هزت أكتافها ولفت على أمها اللي نادتها ..
وقفت سلافة وقالت : شوفي باباتي ..
شهقت هيام برعب وهتفت لمن شافت شخص جاي معاه : صـــقـــر ..
وتحركت راجعة وهي تهمس : والله بيدفني لو شافني بهالشكل و ...
مسكتها سلافة وقالت : تعالي بلا جبن , مجرد لعبة ..
هزت هيام راسها وقالت : مستحيل ..
وتحركت راجعة للمطبخ وهي تكمل : زين اللي تجرأت وجيت إلى هـ ...
وسكتت لمن لصقت سلافة في ظهرها تندس وراها , لفت و شافت واحد واقف قدامها , فتحت عيونها على اتساعها لمن شافت الرجال يبتسم بلطف وهو يقول : لو سمحت من فين أدخل على مجلس الرجال..
ماردت وهي تطالع فيه برعب , مد يده مصافح وهو يقول : أنا عبد الرزاق ولد أحمد الـ .....
استغرب عبد الرزاق لمن ما بادله الرجال السلام وانتبه لحظتها لقماش أحمر ورى ثوب الرجال , سحب يده أول ماميز التنورة النسائية ودنق وهو يقول : أعذرني , كنت مضيع الطريق وما عرفت إني دخلت لـ ..
: سلااااااااااااااااااافة ..
شهقت سلافة لمن سمعت هتاف أبوها المستنكر ولفت له , انصدمت لمن شافت صقر واقف معاه ,فبعدت عن هيام وسحبت يدينها عن ظهرها و ما عرفت اش تقول أو تسوي , تحرك صقر وأعطاها ظهره وهو مصدوم من عبد الرزاق و الرجال الواقفة معاهم سلافة ورى البيت , لفت سلافة بتتحرك وتصلب جسمها لمن شافت نظرات عبد الرزاق المصدومة المتسعة باستنكار منصبة عليها , وبلا تفكير قالتله وهي مقهورة من نظرته : not your business..
وتحركت بسرعة ودخلت المطبخ وشهقت لمن تذكرت هيام , حست هيام بعالمها ينهار وبقلبها يوقف من الخوف , كانت تحس بحبات العرق تتجمع في يدينها وجبينها رغم البرودة اللي تحسها , كانت مدنقة ومهي عارفه اش تسوي , اليد القوية اللي انحطت على كتفها واللي انغرزت الأظافر فيه لفتها بقوة , فتحت فمها بتتكلم وتجمدت الحروف في حلقها لمن شافت الغضب في عيون صقر , تحول غضب صقر لدهشة وهو يهتف : هياااااااااااااااااااااااااام ..
غطت وجهها وهي تقول : والله لعبة ..
وجلست على الأرض تصيح من شدة الخوف , رفع عبد الرزاق يده كإنه يعدل شماغه وبعد بصره وهو يلف بسرعة أول ما سمع صوتها الأنثوي وحط عبدالكريم يده على جبينه وهو يطالع المنظر بذهول , غطت سلافة فمها بيدينها وهي تستمع لصياح هيام ..
: سلافة ..
لفت سلافة على أخواتها التوأم وهمست وهي تهز يدينها بخوف : صقر وأبويه طاحوا على هيام ومعاهم عبد الرزاق ..
شهقت سحر و تحركت بسرعة وضربت سمر صدرها وهي تهمس : اش سويتم يالمخبل ؟؟
بعدت سحر شوية من ستارة المطبخ ولمن طالعت للي يصير هتفت وهي تخرج بسرعة : مافي إلا أبويه وصقر ..
أول ما خرجت انصدمت لمن سمعت قهقهة أبوها اللي تحرك وهو يقول : الله يخرب عقولكم من بنات ..
هتف صقر : عمييييييييييييييييييي ..
ولف على هيام اللي كانت مستمرة في صياحها وصرخ : اش هالحركااااااااااااااات السخيفة ؟؟
تحرك عبد الكريم وقومها وضمها وهو يقول : صقر , خلعت الذيب ولا قتله , البنت تلقت عقابها ..
أول ماشاف صقر سحر قال بعصبية : حتى أختك الخبلة هذي لازم لها عقاب ..
وصله صوت سلافة من داخل المطبخ وهي تقول بصوتها المميز : وليه هالهجوم سيد صقر ؟؟
قال بعصبية : يا سلااااااااااااام , يعني حلوة وإنت طالعة كذا وسط المكان بلا حجاب ولك عين تردين على الرجال وتقولين له مو شغلك ..
لفت سلافة بوزها ومصمصت شفايفها بعدم استساغة , ضربتها سمر , زفرت وقالت : coz it not your business too ..
شهقت سمر باستنكار ولمن شافت سحر احمرار وجه صقر عرفت إنه أختها قالت شي وقح , هتف عبد الكريم باستنكار : سلااااااااااافة ..
لفت سلافة وجهها وتحركت لغرفتها بسرعة , قالت سمر بهمس : أبويه سلافة راحت ..
قال عبد الكريم بحدة : شغلها عندي ..
قال صقر لمن شاف صمت سحر والقلق الملتمع في عيونها : لا عادي يا عمي , كلنا نعرفها , من يومها دلوعة ..
ومد يده وقرص إذن هيام وهو يقول : وإنت شغلك بعدين ..
مسحت دموعها وقالت من بين شهقاتها : والله آسفة , كنا نلعب , ما توقعت إنه ينقلب بهالشكل , كنا بنفاجئ عمي ..
زفر عبد الكريم وقال : ما فاجأتوني , فجعتوني الله يسامحكم ..
تحركت هيام راجعة للمطبخ وابتسمت سحر وقالت : بس أعترفوا إنهم سلونا شوية ..
ضحك عبد الكريم وأشاح صقر بوجهه , ابتسمت وقالت : اش فيك ؟؟
كشر وجهه وقال : يمكن عشان أختي وبنت عمي فضحونا عند الرجال ..
ضحكت وقالت : عبد الرزاق مو غريب , منا وفينا ..
رفع حواجبه وقال : لا والله , وتنطقين اسمه بكل بساطة ..
طالعت فيه باستنكار وضحكت وهي تقول : صقور اش فيك ؟؟ هذا ولد عمي أحمد أخو جاسم صاحب عدنان وأخو العنود اللي أظن إنها تصير زوجة أخوي ..
سكت وما رد , كانت عارفه إنه متضايق من اللي صار ويحق له إنه يتضايق , ربتت على كتفه وقالت : بنات ناقصات عقل ..
قال بتريقة : لا اشتهيتم قلتم ناقصات عقل عشان تنفذون من العقاب وإذا ما عجبتكم الكلمة قلتم المقصود بها إننا الحريم نحكم عاطفتنا ..
قهقهت لمن تذكرت ذيك السهرة اللي سهرتها معاه ومع التوأم وكانوا يناقشونها على مفهوم ناقصات عقل ودين , ضربته وقالت : طيب يلا انقلع ..
قال : نادي عمتي نجلاء أبغاها في موضوع ..
ولمن جات داخلة قال : واضربي سلافو بالنيابة عني ..
أشرت على عيونها و دخلت ..
زفر صقر وقال بتوعد : أوريك شغلك يا سلافة , إن ما أدبتك ما أكون صقر ..
نادت سحر عمتها ورجعت لغرفة البنات , شافتهم يضحكون وهم متجمعين حولين هيام اللي تشهق من كثر البكاء وسمر تمسد على شعرها المعقود , قالت : تستاهلين , عشان الهبال اللي مسوينه إنت والخبلة الثانية , إحمدي ربك إن الي شافك أبويه , والله لو أحد ثاني اللي مع صقر كان ذبحك على غير قبلة ..
ورجعت قالت للهنوف والعنود : عبد الرزاق جا , وهو الضعيف اللي أكل الفجعة ..
شهقت هيام اللي ماكانت عارفه من هذا الشخص الغريب ولفت على أخواته ورجعت تصيح مرة ثانية , ابتسمت الهنوف وهي تهديها وتطيب خاطرها وهتفت العنود بحماس وهي ما همها شي ثاني غير أخوها : واللــــــــه , واحشني الدب , واحشني من قلب ..
وخرجت جوالها من الشنطة ودقت عليه , قالت أزهار بهدوء : عنيد الرجال قاعد يسلم على الناس دحين ..
تأففت وصكت الجوال وهي تقول ببوز ملفوف : والله واحشني ..
ضحكوا عليها وقالت الهنوف : الله يفشلك خلاص عرفنا , زي البزران ..
انتبهت العنود للي حولها فقالت بتلعثم تفسر : لا , هو ماجا معانا من جدة , هو جاي من البحرين عشان هو , قصدي ..
ضحكت سحر وقالت : فاهمييييييين ..
وصفقت بيدينها وقالت : يلا لو سمحتم نرجع لشغلنا , الوقت يداهمنا , الجواز بكرة يا جماعة ..
قالت سمر وهي ترفع ورقة وقلم : أهي الورقة والقلم ..
سحبتها سحر وبدأت تدون بعض الأشياء وهي تقول : يلا لو سمحتم ذكروني اش لازم نشيل للقاعة بكرة ..
قالت العنود بحماس وهي تدق أزهار : أزهار سجلي اللي قاعدين يقولونه لأنه كلها أسبوعين ونكتب نفس هالأشياء عشان جواز ...
وصرخت بتوجع لمن ضربتها الهنوف اللي حمر وجهها وهي ترميها بنظرات حادة , قالت أزهار : كم مرة قالت لك الهنوف لا تقعدين تعدين لها متى يوم زواجها ..
حكت ذراعها وقالت : ولا تزعلين , كلها 14 يوم و ...
ضربتها الهنوف مرة ثانية والبنات يضحكون عليهم وسمر تقول : الله يقطع شرك , كان خليتها على الأسبوعين , على الأقل ما فيها تحديد ..
قالت أثير بذهول : والله , جوازك بعد 14 يو...
صرخوا كلهم بكلمات كثيرة عشان يضيعون صوت أثير , ضحكت الهنوف وقالت بخجل : إن شاء الله ..
طالعت فيها بإستغراب وقالت : وبتجلسون في الرياض ومابقي شي , مو تعب عليكم ..
ضحكت وقالت : طبعا لا , بعدين لو ما حضرت عشان أخوان سحوره أحضر لمين ..
شكرتها سحر ورجعت قالت بحدة : يلااااااااااااااا ارجعوا للشغل يلااااااااااااا ..


***************************

الساعة 12 مساء في جدة :
في بيت صالح :

زفرت أم عبد الرحمن ونزلت سماعتها بضيق وقالت : أنا أموت وأعرف إشله داعي الجوال مادام مايرد عليه ..
ونادت بصوت عالي : ريــــــــــــم , عهــــــود ..
ولمن ماوصلها أي رد زفرت ورجعت دقت على جواله بلا يأس ..
: ماما ناديتيني ..
لفت على ريم وقالت بصوت كسير : الساعة كم عنده هناك ؟
عرفت ريم إنها تسأل عن فرق التوقيت بينهم وبين سياتل , زفرت وقالت : 10 ساعات , يعني ..
وحسبت في يدها وقالت : الساعة 10 الصباح عندهم دحين ..
زفرت أمها ونزلت السماعة وهي تقول : مايرد ..
وقامت بيأس وتوجهت لغرفة نومها وهي تقول : اتصلي عليه وإذا رد تعالي صحيني , يا ويلي من أبوك راح من ربع ساعة وقال لا تتأخرين ..
ضحكت ريم وقالت : عاد تعرفينه ماينام إلا إذا رقدتيه بنفسك ..
ابتسمت أمها ابتسامة مجاملة لبنتها وقالت : لا تزوجتي إن شاء الله بتعرفين إنه كل الرجال كذا ..
وتحركت للغرفة , تألمت ريم على حال أمها اللي صاير قلقها أكثر بكثير من صار البيت خالي عليها من عيالها لا عبد الرحمن و لا عبد الإله اللي سافر الرياض وبدأ شغله ..
جات عهود وقطعت أفكارها لمن سحبت التلفون من عندها بدون أي كلمة , قالت ريم : هيييييييي أنا بأتصل على عبدالرحمن ..
رمتها بنظرة شذرة وقالت : دقي عليه من جوالك أنا أحتاج التلفون ..
قالت ريم بحدة لأنها متيقنة بداخلها إنها بتكلم واحد من الشباب : وإذا يرد بيغلق رصيدي وهو كله 10 ريال ..
ابتسمت عهود ببرود وقالت وهي تسحب سلك التلفون وتاخذه معاها : مابيرد ولو رد قوليله على طول إستنى أتصل عليك من البيت وساعتها أعطيك التلفون ..
قبضت ريم يدينها بقوة وهي تحس بغليان داخلها لكنها كالعادة سكتت وتحركت للغرفة تدور على جوالها , لمن لقيته سحبته وتحركت خارجة وهي تسمع رنين جوال عهود اللي ردت وهمست ..
: إيوه خلاص التلفون عندي ..
الهمس وصل لريم تبعه صوت عهود البارد وهي تقفل جوالها وتقول : لو سمحتي قفلي الباب وراك ..
زفرت ريم وصكت الباب وهي تسمع رنين الهاتف يتعالى , تحركت بغيض وقالت لنفسها : لازم تتصرفين يا ريم , لازم ..
وجلست على الكنبه بقهر وهي تكمل : بس أكلم مين , هي مستهترة فيني لأنها عارفه إني ما بأعلم أحد لأني خايفة عليها من الفضيحة , وأبوية قلبه و ...
زفرت لمن لقيت نفسها ترجع لنفسها الدوامة اللي تراودها كل يوم , رفعت جوالها بتدق على أخوها وبصرها تعلق بالتعليقة ( المدينة 1427هـ , ريمان ) , تلمستها ورجعت دقت على أخوها اللي مارد , حطت خاصية إعادة الاتصال وفتحت التلفزيون وبدأت تقلب القنوات ..


*****************************


في نفس الوقت في الرياض :
فيلا عبد الكريم :

جريت العنود للغرفة اللي فيها أبوها أول ماخبرتها سلافة إنه هناك مع أخوانها , دقت الباب بسرعة ودخلت وهي تفتحه على مصراعيه , أول ما شافته شهقت وصرخت : رزووووووووووووووق ..
وجريت له وضمته بقوة وهي تهتف : حبيبي والله , وحشتنيييييييييييي ..
ابتسم عبد الرزاق ابتسامة صفراء من دون ما يكلمها , بعدت عنه وتأملت وجهه بحيرة , كان في شي فيه متغير عن آخر مرة كان فيها في جدة , تلمست لحيته بحنان ورجعت ضمته وهي تقول بصوت حزين : والله حبيب أخته نحفااااااان , اش مسوي في عمرك إنت ؟؟
قال بهدوء : عنود ..
بعدته وقاطعته وهي تقول : والله نحفان ..
فتح فمه مرة ثانية بيتكلم لكنه عاجلته بضربته على كتفه وهي تقول بعصبية : وين الكم كيلو اللي أعطيتك إياها قبل ماتسافر هااااااااا , كم مرة قلتلك كل أكل صحي زي النااااس ..
ولفت على أبوها وجاسم وهي تأشر على عبد الرزاق وتقول : نحفان ولا يتهيأ لـ .. ـي ..
نطقت الحرف الأخير بهمس ويدها تتراخى بذهول , قبل ما تشهق بصدمة ..
****
: حرااااااااااااااام عليك ..
هتفت سلافة : والله I tray بس هي ما أعطتني فرصة إني أخبرها , ما سمعت كلمة الرجال خلاص راحوا و أبوك وأخوانك في الغرفة إلا انطلقت من عندي زي الـ rocket ..
لفت سحر على سمر فترجمت لها : صاروخ , صاروخ ..
كملت سلافة بصوتها النحيف : ما استنت إلين أكمل وأقولها مع بابا وأخواني ...
حطت الهنوف يدينها على فمها وقالت أزهار بزفرة : أموت وأعرف هالبنت ليه دايم تصير لها كل الأشياء المستحيلة ..
لفت هند وجهها بقهر وهي تطقطق رجلها على الأرض في الوقت اللي قهقهت خلود من أعماق قلبها وهي تقول : لأنها متسرعة وخبلة ..
****
كان أبوها وعبد الكريم يطالعونها وهم ماسكين ضحكهم , وجاسم وعدنان يطالعونها بنظرات حاااادة معصبة , والبقية منزلين الشمغ ومدنقين روسهم , أول ما قطع الصمت بعد شهقتها هو عدنان اللي قام بسرعة وهو يسحب شماغه , غطاها وسحبها برا المجلس و هي تمشي بخطوات متثاقلة , أول ما قفل باب المجلس التفت لها بصمت وهو مكتفي بذات النظرات الحادة , طالعت فيه بعيون متسعة وهي مهي عارفه اش تقول , كانت تدعي بداخلها إنه يتكلم ويفكها من الحرج اللي هي فيه , بعد صمت طويل قال بهدوء يشبه الهدوء ما قبل العاصفة : إنك تدخلين وما تنتبهين لوجود شخص ممكن , شخصين نسبة ضئلية , لكن خمسة أشخاص ... مستحيل ..
انصدمت من كلمته وبلا مقدمات تحول خجلها منه وصدمتها من الموقف لعصبية تفور في دمها , قطبت حواجبها وهي تسأل بحدة : اش قصدك ؟؟ دخلت بالعنيا يعني ..
رفع واحد من حواجبه لمن سمع نبرة صوتها الجديدة عليه ورفع يدينه وعقدها قدام صدره وهو يطالعها ببرود , لمن شافت حركته فسرتها بداخلها إنه عدم تصديق لكلامها زادت عصبيتها وهي تتذكر حركات هند لها من جات فكملت بعصبية : شوف حبيبي , أنا عارفه إنه حكاية ماشفت خمسة رجال شي مستحييييييييل على حد قولك لكنه الحقيقة , أنا كنت شايله هم رزوق وماشفت قدامي غيره ..
ولمن ما فتح فمه بحرف هتفت : إش أبغى أدخل على أخوانك هاااااااااا ؟؟ يعني لو إني دخلت وإنت بس الموجود كان قول ها ممكن سويتها بالقصد وحطيت نفسي ما ادري و ...
لمن رفع حاجبه الثاني شهقت وغطت فمها وقالت بصوت مخنوق من يدينها : لا , لا ..
وبعدت يدينها وأشرت بسبابتها بلا وهي تكمل بتلعثم ووجهها يحمر من الخجل بعد ما كان محمر من العصبية : لا , مو قصدي إني كان ممكن أسويها , أنا ما فكرت فيها أصلا هي فكرة انطلقت من العدم تو , قصدي , أنا قاعدة أشبه , ولا , هو ..
سكتت وقالت بغيض من تلعثمها : أنا اش قاعدة أقووووووووووول ..
ورمته بنظرات عصبية وأشرت عليه وهي تهتف : كله منك , لا تطالع فيني كذا ..
ضحك على حركتها وقال وهو يسحب شماغه اللي على أكتافها : شوفي , أشكري ربك إنه عندك قدرة عجيبة تخرجيني فيها من عصبيتي ولا غير كذا كان لي تصرف ثاني ..
وتأملها وهمس وهو يعدل شماغه : تراني غيار درجة أولى , يعني ممكن أذبحك المرة الجاية لو عرفت إنه أحد شافك وأقلع عيون اللي شافك كمان ..
بلعت ريقها وابتسمت وهي تقول بداخلها بسخرية : يلعن أبو الرومانسية ..
قال بهدوء وهو يكبح ابتسامته : العنود تراك رجعتي لأفكارك المسموعة ..
شهقت وغطت وجهها وهي تصرخ بداخلها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااا , لاااااااااااا أنا ليه دايما كذا , ليه ما أعيش لحظات حلوة طبيعية زي باقي البنات , لازم الفشايل في كل مكان , ياربييييييييييييييييييييييييي , مكياجي رايح , وشكلي يخرع , ودخلت على أخوانه بهبالة و دحين شافني وأنا شايلة طيران عبدالقادر , ريم وينك تقولين لي احفري حفرة وادفني نفسك فيها ~ ..
تأملها عدنان وهو محتار من مشاعره , تعود على الهدوء حولينه , هدوء تام , كل النساء اللي في حياته كانوا قمة في الهدوء والرزانة , هذي جات وقلبت كل مفاهيمه اللي كان راسمها عن الحريم , زفر وقال بهدوء : عنود خلاص ..
~ عنود يا غبية , خلاص ارفعي راسك وروحي عشان تحفظين موية وجهك , كافي زاعقتي وفجعتي الرجال وقلتيله بصريح العبارة أنا خبلة , يلا تحركي , أهاااااااااا ماني قادرة أواجهه , يافشلتي , قال يلعن أبو الرومانسية قال , والله بيقول متزوج حونشية ~ هزت راسها بلا وهي مستمرة في تغطية وجهها , ابتسم وقال : قلنا خلاص , فهمنا الموضوع , المهم المرة الجاية انتبهي ..
بعدت يدينها ورفعت راسها بتكبر مصطنع وهي تبعد خصلات شعرها عن جانبي وجهها وتقول : إن شاء الله و ..
كانت تجاهد عشان ما يلتقي بصرها ببصره وهي تكمل : أستروا ما واجهتوا ..
طالع فيها بصدمة ورص شفايفه لثواني قبل ما يقهقه من قلبه , طالعت فيه بحدة وبلا تفكير ضربته على كتفه وهي تقول بغيض : لا تضحك ..
وشهقت بعد ما ضربته وهي تقول : أو أوووووو ..
رفع حواجبه بتسلية وقال بعفوية : يا أهلا وسهلا , تشرفنا ست عنود , خمس دقايق وهذي علومك أجل اش بتسوين بعد الزواج ..
لمن شاف الخجل يلون وجهها اللي دنقته بسرعة وهي تفرك يدينها باضطراب ابتسم وقرب منها وهو يهمس : روحي قبل ما أذبحك ..
ماتدري ليه حست بأقدامها ثقيلة و بكل طاقة جسمها تجمعت في قلبها اللي أخذ يضرب بعنف بداخلها , لكنها استجمعت البقية الباقية من طاقتها وبعدت عنه بخجل وهي تتحرك للدرج بلا أي حرف , غمض عيونه ونفث الهواء من فمه وسحب عدة أنفاس ودخل بعدها للمجلس , طالعوا فيه للحظة قبل ما يرجعون لموضوعهم , جلس جنب خالد وهو يقول بصوت حاول يخليه هادي : أحتاج مسدسك عشان بأودي أريج للكوفيرة بكرة ..
قال خالد : ما يحتاج , صقر عنده مسدس ..
وكمل بهمس ساخر : وترى عيونك فيها نظرة تايهة , أفضل إنك تروح تنام وتحلم بـ ..
لكزه بكوعه وهو يقاطعه بهمس غاضب : احتفظ بنصايحك لنفسك ..
~ ياربي كيف بأنام الليلة , الله يسامحك يا عنود , لازم أقول لخلود تنسى حكاية المقابلة , تنساها بالمرة ~ ..

*****************************

في شقة نجلاء :

شكرت نجلاء صقر اللي وصلهم وهي تدخل للشقة , وتمطت هيام بكسل , ضربتها نجلاء على ظهرها بخفة وهي تقول : أوريك , أوريك ..
زفرت وقالت بطفش : أمي , كافي هواش صقر , الله يخليك خلاص ..
وتحركت لغرفة النوم وقالت : يا عرووووووووووووووسة , بكرة الجوااااااااااااز ..
وسكتت لمن شافت وسام مستغرقة في نوم عميــــــــق , هتفت : عروس نايمة ليلة زواجها , حاجة غريبة ..
سحبتها نجلاء من كتفها وهي تهمس بغيض : سيبيها نايمة ..
ودفتها لخارج الغرفة وتحركت لها بلطف وسحبت اللحاف تغطيها زين وهي مستغربة هالنوم الثقيل اللي مو من طبيعتها , العادة لا تحرك اللحاف بوصة تفز من نومها , ابتسمت بفرح ومدت يدها ومسدت شعرها , شهقت وسام وقامت بفزع , قالت نجلاء بهمس وهي تطبطب عليها : اششششششش هذا أنا , هذا أنا ..
همست وسام وهي تفرك عيونها : جيتم ؟؟ كم الساعة ؟؟
سدحتها نجلاء وغطتها وهي تهمس : كملي نومك , كملي نومك ..
غمضت وسام عيونها وهي تقول : بس أنا أبغى آخذ منكم أخبار الجمعة والـ ...
وتثاقل صوتها ورجعت لنومها , ابتسمت نجلاء وتحركت عشان تطفي النور وتخرج وحست بخرفشة عند رجلها , بعدت رجلها ورفعت الورقة الطايحة وغصب عنها جرت عيونها على السطور ..
(( زوجتي ...... وسام ..

سلام الله عليك ورحمته وبركاته ..
سأسطر لك لاحقا اللقب المناسب قبل اسمك ولكن ليس الآن ..
وسام لتعتبري رسالتي هذه أول قطرات الحب والتفاهم بيننا والأفضل أن تعتبريها أول أساسيات علاقتنا ..
الماضي ..
إنه مجرد شئ مر علينا وعفا عليه الدهر ألا توافقينني على ذلك !!
لا أريد أن يقف ذلك الماضي حاجزا بيننا ..
لا أريد نقاشات عقيمة عنه لن تؤدي إلا لإيلامنا ..
لا أريده عائقا لسعادتنا التي أدعو الله أن تدوم ..
لذا فلنضعه خلف ظهورنا ولنسر قدما نحو الأمام ..
ليس كل الماضي ما قصدت ..
بل المؤلم منه فقط ..
لن أعدك يا زوجتي بأيام كلها ضحكات وابتسامات ..
لن أعدك يا زوجتي بحياة رغيدة هانئة لا يشوبها كدر ..
لن أعدك يا زوجتي بأن زواجنا سيكون كالخيال الذي ينتهي بعاشوا سعداء إلى الأبد ..
لن أعدك يا زوجتي أني لن أحضر بمزاج عكر يوما ..
لن أعدك يا زوجتي أني لن أغضبك أو أؤلمك يوما ..
لأنني بشر ولأنني ..
لن أمنع الحزن الذي لابد سيعترينا يوما ..
لن أمنع سوء الفهم الذي قد نغرق فيه يوما ..
لن أمنع صفعات الماضي التي قد تظهر في حياتنا يوما ..
لن أمنع أشياء كثيرة تمر على البشر رغما عنهم ..
لن أمنع القدر يا زوجتي ..
شيء واحد فقط سأعدك به ..
سأحبك ما استطاع بشر ..
سأحتويك بكل حنان في صدري ..
و سأجاهد لأكون زوجا صالحا يخاف الله فيك ..
وأتمنى من كل قلبي أن تعديني بذات الوعد ..
أتعلمين كيف ستعديني بهذا الوعد دون تصريح !!
كوني مبتسمة من كل قلبك عندما أراك في يوم زفافنا ..
كوني وسام التي أنا متأكد أنني سأحبها كثيرا ..
كوني بخير فقط ..




الرجل الذي أصبح زوجك .... سامر )))
ابتسمت نجلاء ومسحت دموعها وطوت الرسالة وحطتها تحت مخدة وسام الغارقة في النوم وصوت نفسها مسموع على هيئة شخير خفيف , ضحكت ومدت يدها بتمسح على شعرها لكنها ذكرت نفسها إنها حتفزع من نومها فاكتفت بتأملها بحب وهي تدعي بداخلها إنه ربي يسعدهم ويوفقهم ..
: الصبر يصنع المعجزات ..
التفتت نجلاء لهيام اللي همست بهالكلمة وهي تسحبها لخارج الغرفة , مسحت نجلاء دموعها وهي تقول : ما أتخيل إني بأفارقها ..
قالت هيام بمزح عشان تخفف عن أمها : خليها تروح عننا عمرت عندنا 33 سنة الله أكبر ..
ضربتها نجلاء باعتراض فضحكت هيام وضمتها قبل ما تقول باعتراف : قريت الرسالة ..
شهقت نجلاء ولفت عليها باعتراض , قالت تذكرها : إنتي قرئتيها كمان ..
قالت نجلاء بتهرب : أنا أمها ..
: وأنا أختها ..
وضحكت وهي تتفادى ضربة جديدة من أمها وهي تقول : كل ليلة تقرأها عشان كذا جاني فضول أقرأها يوووووووو ..
وضمت يدينها وطالعت في السما بحالمية وهي تهمس : ياربي ترزقني واحد حسااااااس زي سامر يارب ..
ضحكت أمها وقالت : استحي يابنت ..
قالت هيام بثقة : ربي أعطاها على قدر صبرها ..
وقطبت حواجبها وكملت بخوف : أنا ماحيجيني إلا واحد كشر لأني نقاقة ودلوعة ..
ضحكت أمها وقالت تطمنها : لا يرد القضاء إلا الدعاء , دايم إدعي إنه ربي يرزقك الزوج الصالح وبس ..


********************************


يوم الخميس 22 / 12 / 1427 هـ :
في القاعة الساعة 10 مساء :

: والله مو بكيفها بنت الحيوانة ..
شهقت سحر وقالت باستنكار : خلووووووووووود , ماتوقعت هالكلمة منك ..
صرخت خلود وهي تسحب ياقة فستانها بقهر : خلااااااااااااص , الصبر له حدووووووووود , والله لا أطلع وسخ قلبي ..
وتحركت خارجة من الغرفة مسكتها سحر وهي تهتف : اصبري يا بنت الناااس ..
: خليها تروح تأدبها الكلبة ..
لفت سحر على توأمها وهتفت : سمر , هذا بدل ما تهدينها ..
صرخت خلود لمن شافت طيف مر عند الباب : أصلا حتى لو وسام رضيت إنه تنزف أريج أول إحنا مابنرضى لأنه الحشيمة لها مو لوحده مرمطت أخويه ..
شهقت سحر وصكت الباب وهي تهمس : الله يرج إبليسك , هذي خالة أريج بتفضحينا مع الناس إنتي ..
زفرت خلود وقالت : خلللللللللللها تسمع الحية الرقطى وتوصل لأختها الزفت , دحين إحنا حايسين في الزواج والمعازيم وهي تجي بكل بجاحة وتقول لهيام قولي لوسام إنه بنزف أريج أول لأنه ماهر طلع قبل سامر , والله سخاااااااااافة , وسام اللي بتنزف أول لأنها الأكبر وهم مايشوفون الدرب ..
قالت سحر بهدوء : كل شي يجي بالتفاهم , أنا أروح وأتفاهم معـ ..
واندق الباب , فتحته وابتسمت لهيام اللي كانت معقدة حواجبها وهي تقول بغيض : وسام تقول خلوها تنزف أول , مايهمها هي مين ينزف قبل مين ..
حست سحر بالنار تشتعل فيها فهتفت : ليه قلتيلها ؟؟ قلتلك أنا أتصرف ..
صرخت هيام : مو حضرتها خالة الزفت جات ودقت الباب على الغرفة وأصرت تكلم وسام بنفسها ..
شهقت وقالت : دخلت على وسام وكلمتها ..
وتحركت بعصبية , قالت سمر بخوف : خلود ..
وتحركوا بسرعة ورى سحر اللي لمن تعصب تنسى كل شي حولها , وصلوا على صراخها المتعالي وهي تقول : حشمناكم لكنكم منتم حقين حشيمة ..
شهقت خلود وقالت : بدأت سحر ..
ودخلوا غرفة العروسة الخاصة بأريج اللي كانت واقفة ورى خالتها وعالية تصرخ : الحق حق , بنتي تنزف أول هي بنت عمه وزوجة الكبير ..
صرخت سحر : أي كبيييييييييييييير ؟؟ توأم هم , يعني وسام اللي تنزف أول ..
قالت أختها : أصلا مالك دخل خلاص , وسام وافقت ..
طالعت فيها بحدة وقالت : والله لو مو فارق السن كان عرفت اش أقولك ..
وكملت بعصبية وهي تبعد سمر اللي تطبطب على كتفها : هاجمة على البنت يوم زواجها وشاحذة كل أسلحتك وتقولين وافقت , غــــــــصب توافق ..
قالت عاليه ببرود : هذا كله على زفة ..
قالت سحر : إنتم اللي حولتوها لكذا , ما رضيتم بالتفاهم ..
قالت عالية بعصبية : بنتي تنزف قبل ذيك البنت يعني تنزف قبل ..
لمن سمعت كلمة ذيك هتفت بغيض : والله ..
ورفعت يدها وقالت : والله تنزف وسام أول ورجلي فوق رقبة اللي يسوى واللي مايسوى ..
ولمن شافت ذهولهم وعاليه تقول بعصبية : هذا كله عشان ذيك البنت , هذي بنت عمك ..
رمتهم سحر بنظرة شذرة وهي تكمل ببرود : اسمها وسام , وإذا مو عاجبك , لا تزفين بنتك ..
وتحركت خارجة من الغرفة بخطوات ثقيلة , ابتسمت سمر لهم وخرجت هي وخلود وصكوا الباب وراهم , ضحكت خلود وقالت : وناااااااااااااسة ..
ضربتها سمر وهي تهمس : اششش ..
وأشرت لها بحركات عيونها لبنات خالة أريج اللي جووا على الزعيق , حمحمت وتحركت براس مرفوع لغرفتهم وهي تهمس لأختها : يستاهلون , هالكلام ناقشناه بعد ما تم تحديد زواج سامر مع ماهر وسكتوا موافقين , على بالهم يوم الزواج بننحرج ونخليهم يزفون بنتهم أول , عساااااااااها الـ ..
: لا تدعين عليها ..
لفوا على سحر اللي كملت بغيض : عشان قلب أخويه مو على شانها اللي ما تستحي ..
وتحركت نازلة وهي تقول : أنا نازلة , العنود وصلت مع البنات ..
زفرت هيام براحة وقالت : أشششششوه على بالي الحيزبون بتنزف قبل أختي , عمى بعينها ..
حركت سمر يدها بتوتر لمن وصلهم الصراخ المتعالي من غرفة أريج وهمست : يلا نتحرك من هنا قبل ما ينقلب المكان لحلبة مصارعة ..
ضحكوا وهم يتحركون نازلين , أول ماشافوا العنود قالت خلود : بسم الله ماشاء الله , تعالي يابنت ..
وبدأت تتفل وهي تقرأ عليها و ضحكت العنود بحرج وقالت بتكبر : قلت للحرمة شوهيني شويه عشان ما أخطف الأبصار لكنها ماقدرت , تقول جمالي مستحـــيل يتشوه ..
وتنهدت وكملت بطريقة مسرحية : أخيرا خليتها تمكيجني وأن أقول لنفسي , اش ذنبي إن الله خلقني جميلة ..
ضحكوا على خبالها وزفرت سمر وقالت : أشوه اللي ربي رزقني أربع أخوان , عشان لمن ننجرح من حرمة واحد تطيب خاطرنا ضحكة الثانية ..
دقتها سحر باعتراض , ابتسمت العنود وقالت بتريقة : يمكن أنا جالسة أدهن سيركم بس ولا تزوجت أخلع القناع ..
هتفت الهنوف باستنكار : عنووووووووووود ..
ضحكت سحر وقالت : المشكلة عارفين كل أقنعتها , تحركي قدامي يلا ..
وتحركت معاهم تدلهم على الطاولة اللي بيجلسون عليها ..
كانت العنود اللي لابسة فستانها اللي لبسته في زواج البندري عشان تثبت لنفسها إنها أقوى من التشاؤم اللي بدأ يتسلل لقلبها ويضعف إيمانها تتحرك بثقة وهي عارفة إن الكل موجه الأنظار لها لكونها القادمة الجديدة الغربية على العائلة ..
ابتسمت أزهار وقالت : عنود صراحة , أعجبتيني , لبسك للفستان بحد ذاته خلاني أكبر فيك أشياء كثيرة ..
ابتسمت العنود بألم وقالت وهي تتلمسه : قالت لي البندري إني لازم ألبسه يوم زواج ماهر عشان أكون أحلى الموجودات في المكان وبعد ماماتت قلت لنفسي مستحيل ألبسه لأنه شؤم ومن قلت هالكلمة صممت إني ألبسه عشان أكفر ذنبي ..
جلست في طاولة شاركوا فيها أخوات عبد الرحمن زوج خلود اللي رحبوا بهم بحفاوة ..
بعد دقايق هتفت الهنوف : عنود أهجدي ..
التفتت أخت عبد الرحمن وطالعت فيهم بحيرة والعنود تقول وهي تتململ في قعدتها : أبغى أرقص , أحبها , والله أحب هالأغنية ما أقاومها ..
ضحكت وقالت وهي تقوم : يلا أرقصها معاك ..
قامت العنود بحماس والهنوف تهمس : أمي قالت لا تخلينها ترقص وجده حلفت لو رقصتي بتحش رجولك ..
ولمن مشيت وهي مهي مهتمة لفت على أزهار بتشتكي لها شافتها تصفق بحماس , هتفت : أزهااااااااااااااار ..
ضحكت أزهار وقالت : خليها , طول عمري كنت أتمنى أكون زي هالبنت , ماشاء الله عليها ..
أول ماوصلت العنود الكوشة وبدأت ترقص تعالت الغطاريف من خلود وسحر اللي طلعوا للكوشة ووقفوا يراقبونها من البعيد وهم يصفقون , ابتسمت لهم العنود وهي تتمايل بدلع وهي ترميهم بنظرات إغراء , ضحكت سحر وقالت : هالبنت مستحيلة ..
قالت خلود وهي تقهقه : الله يعين عدنان عليها ..
والتفتوا لمن سمعوا تصفير عالي , لوحت سمر بحماس وهي تقول : ورى , ورى ..
قهقهت سحر وقالت : تحمست ست سمر ..
والتفتت للعنود وتعلق بصرها بالدرج اللي طلعت منه أمها وبدأت ترقص و هي تبتسم للعنود اللي لفت عليها وهي تبتسم بخجل , لفت على خلود وهي تهتف : أمي ترقـ ..
وسكتت لمن شافت خلود تشاركهم الرقص , ثواني ولحقتهم سمر وتعالى التصفيق والصفير ..
قالت الهنوف وهي تحط يدها موضع قلبها : قلبي يعورني , ما أتخيل إني أسوي زيها ..
ضحكت أزهار بحماس وقالت : هذي هي عنود ..
لمن انتهت الدقة ضمت حنان العنود وسلمت عليها , جاتهم العنود بوجه محمر من الخجل أول ما جلست هتفت وهي تنحني : بطني مغصتنييييييييييييييييييييييييييي ...
قهقهوا وقالت الهنوف : أصلا عرفت من شفت ابتسامتك ..
همست العنود : ماتوقعت تطلع خاله حنان عشان ترقص معايا , والله بغيت أموووووووووووت ..
قالت الهنوف بحماس : في شي بأحكيه للبنات ..
ولمن تذكرت المواقف اللي سطرتها في ذاكرتها قالت بضحكة : والله أشيااااااااء مو شي واحد , أولها موقف أمس ..
ضربتها العنود باستنكار وهي تهمس من بين أسنانها : يالدب..
وحست بمغص لمن تذكرت عدنان واللي صار ..
***
عند الرجال :
: بالدور ياشباب اللي بيدخل يشوف العرايس بالدور ..
التفتوا على خالد اللي قالها بطريقة مسرحية قبل ما يقول وهو يدق سامر : إنت أول , يلا..
ابتسم سامر وقال وهو يعدل بشته السكري : قال اللي يبغى يشوف قال , والله يحلمون ..
وتحرك لأبوه الواقف بابتسامة سعادة بانتظاره ..
وهو ماشي شافه يبتسم من البعيد وهو يلوح له , تحرك له وضمه بقوة وهو يقول : يا حيا الله سليمان , تو الناس ..
ابتسم وقال : ماهو مرغوب فيني فعشان كذا فضلت أجي بعد العشا ..
ابتسم سامر وقال وهو يدقه في كتفه : ولو ..
وتأمله بمحبة وقال : جيتك لي بالدنيا ..
ضمه سليمان بقوة وهمس : الله يوفقك ..
شكره سامر وودعه وهو يتحرك لأبوه اللي اكتفى بإيماءة بسيطة من رأسه دلالة التحية ..
عدنان اللي ماكان منتبه للمنظر ككل لأنه كان يدور ماهر , ولمن شافه قال وهو مبتسم : استعد يا عريس نمبر تو ..
وسكت لمن شاف شرود ماهر اللي التفت له وقال : هااا ..
ابتسم بتوتر وقال : ولا شي , أقول استعد بس ..
***

اسير الصمت
09-11-2012, 02:42 PM
زفرت وسام وهي تتلمس فستانها بتوتر , قالت وفاء وهي تسدل الغطاء على وجهها : يلا العريس بيدخل ..
وتلثمت بطرحتها وتحركت مع باقي أخواتها , جالت وسام ببصرها على الموجودين وهي تصرخ بداخلها ~ ماجات , ماجات , حتى زفافي ما حضرته , ما حضرته ~ وخرجت من أفكارها لمن لمحته داخل في الوقت اللي تعالت فيه الغطاريف , ذكرت نفسها بالوعد وابتسمت بخجل وهي تدنق راسها ..
ابتسم لمن لمح ابتسامتها الخجلى ورفع طرحتها ولمن شاف الجمال اللي يرسمه له قلبه قبل عينه فيها همس : تراني بشر , ارحمي قلبي ..
نزلت راسها أكثر وهي تحاول تكبح ابتسامتها , وقف جنبها وابتسم لأبوه اللي سلم عليها بمحبة وهو يوصيها على نفسها وعليه و لمن جا بيتحرك مسكت وسام ذراعه وقبضت عليها وهي ودها تشكره من أعماق قلبها لكن الشكر ما تجاوز شفايفها , تأملها عبدالكريم بنظرة طويلة قبل ما يهمس بصوت مخنوق : لو كان حي كان بيفخر بأحلى عروس ..
دمعت عيونها وزادت من رصها لذارعه , كان يتصل عليها ويجيها كل يومين تقريبا عشان يشوف إذا تحتاج شي ولا لا , غمضت عيونها وتحركت وحضنته بلا تفكير وهي تقاوم دموعها , الأيام الماضية كان أكثر من أب لها , ضمها بمحبة وسلم على راسها وهو يقول بصوت مخنوق : الله يحفظك يابنتي ويحرسك , الله يوفقكم يارب ..
ولف على سامر وقال : سامر لا أوصيك عليها تراها عزيزة على قلبي ..
ابتسم سامر وقال بمزحه : وعزيزة على قلبي كمان ..
وسحبها من حضن أبوه وهو يقول : خلاص وفري لي شويه ..
بعدت عنه وهي تلف وجهها بخجل , وضحكوا الموجودين وأمه تهتف : ساااااااااامر ..
ضحك وقال : عريس , خلوني أعبر براحتي يووووووووو ..
ولف على وسام وهو يفرد يدينه كإنه بيضمها , شهقت وسام وبعدت عنه وهتفوا البنات بتحذير , ضحك من قلبه وقال : اللي يسمعكم يقول كنت بأرتكب جريمة ..
سحبته سحر وقالت وهي تقرصه : يلا يلا , يلا لو سمحت خلينا نزف البنت وهي حية , مااااتت من الفشلة اللي يقطع إبليسك , كم مرة قلت لك شفر ..
واشرت على سلافة المفتحة عيونها على اتساعها وقالت بتريقة : في طيور تلقط الحب ..
شهقت سلافة وهتفت بصوت ازداد نحفه من الغيض : آآآآآآآآآآنا طير يا زرافة يا طويلة ..
حست وسام براحة تسبغها وتنسيها همها وهي تشوف العائلة الجديدة اللي حترتبط بها , وضحكت على سامر اللي خرجته سحر رغم إعتراضاته إنه ماشافها زين وهي تقول : هذا وإنت ماشفتها زين , أجل اش بتسوي لو شفتها , تحرك يلاااااا , ورانا زفتيـــن , تحرك ..
ابتسم لوسام وقال بغيض : مبسوطة الأخت , لا تنسين الليل بأوله ..
شهقت سحر وهتفت : ياولد ..
وخرجته , ضحكت وسام من قلبها لمن صكت سحر الباب واستندت عليه وهي تتنهد براحة قبل ماتحط يدينها على خدودها وهي تهمس : قليل أدب ..
وتلون وجهها لمن كملت : الله يعينك عليه يا وسام ..
أول ما خرج سامر للشباب قال أسامة وهو يسحب بشته : خليني أتبرك به شويه ..
ضحكوا الشباب عليه لمن تحرك بفخر وهو نافخ صدره وهو يقول : يارب ياكريم مايمر شهر إلا وآنا لابس هالبشت ..
قال عبيد بتريقة : شهر , ليه ماخذ زوجة إكسبريس ؟؟
ولمن ضحكوا الشباب قال وهو يرجع البشت لسامر : هاهاها مايضحك ..
قال خالد : مهوري , دورك ..
لكن ماهر كان مشغول بجواله , لمن شاف عدنان حواجبه المقطبة وهو يتكلم بهمس تحرك وقال : ماهر ..
صك ماهر الجوال وهي يعض شفته بقهر , سحبه وهمس : اش فيه ؟؟
قال ماهر بقهر : والله قلت لها ما أبغى تصوير , ما أبغى تصوير ولا كإني أتكلم جابت مصورة ودحين ضاربة البوز ليش ما جيت أتصور ..
وزفر وقال بغيض : أنا ماني طرطور تحرفني وتصرفني فلبينية وأنا أتحضن في حرمتي , قرف ..
سابه عدنان وتحرك بعصبية , خرج من ساحة الرجال , وطلع الدرج المؤدي لغرف العرايس ودقه بكل قوته وهو يصرخ : خلوووووووووووود , سحــــــــــــر ..
ورجع دق الباب وهو يشوف طيف يقرب من الباب , أول ماانفتح وطل وجه سلافه من ورى الباب صرخ : سويلي درب للزفت اللي اسمها أريج ..
قالت بخوف : عدنان رخي صوتك المكان مليان ..
صرخ : ناديلي ســـــــحـــــــــر ..
هتفت بخوف : مشغولة في زفة وساااااااااااام ..
قال بعصبية : في أحد هنا ..
قالت وهي تطالع لداخل الصالة : في كم حرمة ..
صرخ : درررررررب , درررررررررب ..
واستنى ثواني ودخل وراسه للأرض وهو يقول : طريــــــق ..
ودف سلافه قدامه وقال : دخليني لغرفة أريج ..
لمن وصلت سلافة للغرفة دق الباب وقال : أريــــــــج , أريـــــــــج ..
فتحت خالته الباب بخوف وقالت : عدنان , اش فيه ؟؟
صرخ بلا مقدمات : خرجي المصورة ..
قالت : بس هي ..
قاطعها : خرجي المصورة ولا واللـــــــه لا أكسر الكاميرا على راس أريج ..
انرعبت من صوته الجهوري , ما عمرها شافته معصب بهالشكل , قالت بتلعثم : هي خلاص ما تبغى ماهر يتصـ ...
قال بعصبية : بتخرج المصورة ولاا لاااااااااااااااااا ..
ثواني وخرجت المصورة مع عاملتينها اللي شايلين الأشياء , دخل الغرفة وقال وهو يرمي أريج بنظرات معصبة : بأتكلم مع أريج لوحدنا ..
قالت بخوف : ماني سايبة بنتي ..
قال وهو يتحرك لأريج : خليك ..
شكلها في الفستان الأبيض كان يخطف الأبصار بجمالها اللامحدود خاصة وهي تطالع فيه بعيون خايفة , تجاهل خوفها منه ومسكها من دقنها ورصه بقوة وهو يطالعها بحدة وهو يهمس من بين أسنانه : والله لو منتي حرمة وأنا رجال كان سلخت جلدك بالضرب ياللي ما تستحين , مو كافي معاندته وجايبة مصورة كمان لاطعه زوجك زي الكلب حشمت هالتصوير , والله ما حسامحك على قلبك لأجمل لياليه لحزن , و الله ما حسامحك إلى يوم الدين ..
وساب دقنها بخشونه وقال وهو مهو مبالي بدموعها : وشوفيني أقسم بالله لو شفت هالنظرة على وجه أخويه مرة ثانية , عقالي هذا ..
وأشر على عقاله وهو يكمل : والله لا أخليه يرسم خرايط على ظهرك ..
ورماها بنظرة تحذير وهو مطنش صراخ الاعتراض من مرة عمه وقال بتحذير : تراك ماتعرفيني لسه , ما أعطيتك الوجه البارد لسه ..
وكمل ببرود : مسحي دموعك ..
لمن شهقت صرخ بعصبية : قلت مسحي دموعك ..
مسحت دموعها بيدين مرتجفة وعاليه تضمها وتهتف : والله لا أعلم عمك على اللي تسويه , مستقوي عليها , والله لا أعلم أخوانها و ..
رماها بنظرة باردة سكتتها قبل ما يرجع يطالع في أخته وهو يقول : حأكون موجود لمن يدخل عليك ماهر وحسك عينك تخلينه يشوف دمعتك ولا بوزك ..
: كلكم ضد بنتي , إنت وأخواتك , اصلا أنا عارفه إنكم حاطين دوبكم دوبها و ......
ما أعطى لها اعتبار ولا عبر كلامها وهو يركز بصره على أريج وهو يقول : ابتسمي سامعة ..
هزت راسها بطيب وهي تطالع فيه بعيون معبرة , وهو يستمع لبربرة مرة عمه اللي كان متأكد إنها هي ورى المصايب كلها لف عدنان عنها وخرج جواله واتصل على ماهر وقال بمرح : دورك يا عريس , ترا بتغرز هنا لكن هاااا أحذرك تراني موجود يعني إحلم أخليك براحتك , يلا تعال ..
وقال لسلافة : نادي أخواتك وخليهم يلبسون عبيهم ويتغطون زين لأنه أخوان أريج بيدخلون , تحركي بسرعة وشوفي بعدها درب لأخوك ..
تحركت سلافة الخايفة بسرعة , لف على الحرمتين ورماهم بنظرات باااااااردة , نزلت أريج عيونها بخجل ورجعت طالعت فيه بتوسل , غصب عنه ابتسم بحنان وقال : شكلك يهبل ماشاء الله ..
مد يده ومسح آخر بقايا دموعها وهمس : لا تخسرينه يا أريج , لا تخسرين ماهر ..
هزت راسها بطيب وهي تبتسم بصدق , لف على عاليه ومد يده يقول : مبروك زواج بنتك يا خاله ..
لفت وجهها رافضة تسلم عليه , تحرك وسحب يدها وسلم عليها عُربة غصب وهمس بابتسامة زائفة لأنه عارف إنه أريج تراقب : اتق الله في بنتك لا تخربين بيتها ..
وبعد عنها وقال بصوت عالي : ألف مبروك ..
وابتسم لنظراتها المذهولة , لف على أريج و مسك طرحتها وغطاها وهو يقول : لا أوصيك ..
دقايق وامتلأت الغرفة بأخواته وأمه وعماته وراح في زاوية بعيدة لمن لمح أثير بعبايتها , ثواني ودخل ماهر و وراه سطام وصقر وأسامة واللي كانوا يرقصون بحماس وهم متلثمين , وتعالت الغطاريف لمن رفع ماهر الطرحة وبدأ يقرأ وهو يتصنع الابتسام , كان مشتاق لها من قلب لكنها نسفت هالشوق بقوة , تأملته بشوق عميق لكنه رماها بنظرة باردة قبل ما يسحب يده ويجلس جنبها بصمت , زفر عدنان لمن جاته سحر اللي عرفها من طولها , قال : سويلي درب ..
كان الفرح واضح في صوتها وهي تقول : عقبال ما أفرح بك يااااااااااارب ..
ابتسم لمن تذكر العنود وقال : آمين ..
ودعى بداخله إنه مايجي يوم وتعوره العنود في قلبه المحب زي ما توجع قلب أخوه اليوم ..
بعد دقائق مرت من تريقة صقر وسطام وهتافات أسامة إنه يبغى يتزوج قام ماهر بدون وداع وتحرك خارج من الغرفة وهي يبتسم ذات الابتسامة ..
***
بعدما انزفت العروستين انفتحت صالة العشاء العامرة , قالت العنود بحماس : ياحبي للميز ..
ضحكت سحر وقالت : تصدقين مين اللي أصر على الميز ..
لفت عليها وسألت : مين ؟؟
أشرت على وحده واقفة تتأمل الكيكية بعين انتقادية , شهقت العنود وقالت : سلاااااااااااافة ..
قالت سمر وهي تحيط راسها بيدينها : جااااااااابت لنا الصدااااااااااااع , قال إيه , ما أحب اللحم والرز , والله يازنت زننننننننننننننن ..
قالت سحر : لا تذكريني , ما حسبت إنه أبويه يوافق ..
ضحكت العنود وقالت : يجي من تحت راسها السوسة ..
جاتهم وقالت بصوتها النحيف وهي تأشر على الكيكة : سحر الكريمة حقت الكيكة كثيرة بزيادة , اش هذاااااااااا ؟؟
قالت سحر وهي تسحب العنود : ما أدري , فكيني ..
وسحبت صحن وبدأت تعبي أكل وهي تقول : يحق لي أرتاح سنة بعد هالتعب اللي تعبته ..
ولفت على العنود وقالت : معليش بأجوز عدنان بعد سنة ..
سكتت العنود وقالت أزهار وهي تجلس على أقرب طاولة وهي تناول صحنها للهنوف اللي تبرعت إنها تعبيه لها : أظن العنود ودها تذبحك بس مستحية ..
لفت العنود بوجه محمر وقالت : لااااااااااا ..
قالت سحر بتريقة : لا ما تبغين الجواز بعد سنة ولا لا لأنه ودك تذبحيني ..
وضحكوا لمن بدأت تتلعثم وهي مهي عارفه كيف ترد ..
تحركت العنود بعد ما حطت صحنها وقالت : مين يبغى عصير ؟؟
محد رد عليها فراحت لطاولة العصيرات , أول ماوصلت هناك سحبت عصير ووقفت عند طاولة الحلى ..
: لو سمحتي , إنتي أزهار صح ؟؟
التفتت لحرمة أنيقة جميلة وابتسمت لها وقالت بمزح : إيوه ..
تأملتها الحرمة بنظرات تقييم , ابتسمت العنود وفتحت فمها بتقول إنها مهي أزهار لكن الحرمة عاجلتها وقالت : أنا ليلى صحبة العروسة ..
ابتسمت العنود وقالت بفرح : صحبة وساااااااام ..
هزت راسها وقالت : أريج ..
قطبت العنود وقالت : آهاااااااا ..
تأملت الحرمة فستانها وقالت : حامل صح ؟؟..
تأملت العنود فستانها اللي قصته اللي على الموضة زي قصة الحوامل اللي من تحت الصدر وقالت بحرج : لا , إنتي قصدك ..
وجات بتأشر لها على أزهار وهي مستغربة إنه في أحد هنا يسأل عن أزهار أو يعرف إنها حامل وتصنمت يدها لمن قالت الحرمة ببرود : يعني جاسم كذب علي ..
وابتسمت بخبث وقالت : يبغالي أسأله ليش قالي إنك حامل ..
ورمتها بنظرة شذرة وهي تقول : ما توقعته يكذب علي , بس بيني وبينك , ذوقه دايم حلو في الحريم ..
وتحركت بتكبر وجلست مع حرمتين يطالعونها بابتسامة قبيحة , لفت العنود بألم وتأملت أزهار المبتسمة ورجعت طالعت في الكيك , قطعت منها وحطت في الصحن وعقلها يدور بلا هوادة , تفكر تتعلق بأخوها اللي شكله كان له علاقات مشبوهة , ولمن لفت على ليلى وتذكرت كلمتها اللي مدحت فيها شكل العنود وهي تقصد مدح نفسها تحركت بحزم , أول مامرت من عندها مثلت إنها انزلقت ورمت صحن الكيك بكل قوتها على صدر ليلى المكشوف بإغراء , شهقت ليلى وهبت واقفة , قالت العنود وهي تمثل الشهقة : أوووووو آسفة ماقصدت ..
ومسكت منديل وناولته لها وهي تهمس : يكون في علمك أنا ماني أزهار ..
ولفتها كإنها تمسح فستانها وقالت : شايفه اللي واقفة هناك بفستان الحمل , ذيك هي أزهار اللي خطفت قلب أخويه ..
ورمتها بنظرات غيض وهي تقول : وشفتي بطنها المنتفخة , مافيها نونو فيها اثنين , يعني اننننننننسي جاسم ..
ورمت المنديل على الطاولة وتحركت لطاولتهم وهي تبتسم لأزهار والهنوف اللي وقفوا بصدمة لمن شافوا المشهد , عضت شفتها وقالت : سورييييييييييييي ..
وضربت سحر الغارقة في الضحك وهي تقول : لا تضحكين يادب ..
قالت أزهار بخوف : عنود الحرمة تطالع فيك ..
لفت العنود ولمن شافت نظرات ليلى المصدومة الموجهة لأزهار مو لها : ماعليك منها , تستاهل محد قالها تطلع صدرها كذا كإنها وحدة بترضع ..
وتأملت أزهار اللي تعاتبها وهي تمنعها من الغيبة وقالت تقاطع نصايحها وهي تفكر بعهود و بليلى : تراك مديونة ليه بثنتين مو بوحده ..
أزهار اللي مافهمت قصد العنود دقتها وهي تهمس : كم مرة قلت لك لا تنغزين في هالموضوع , صدقيني جاسم حيدري , ولو دري ممكن يموت من الخلعة , هو مهو مستوعب إنه بيصير أب خلي عاد لاثنين ..
ابتسمت العنود وقالت : الله يحفظ قلبك الطيب يارب ..
قطبت أزهار بحيرة , ابتسمت العنود وقالت بتهرب : قصدت إنك خبرتي الجوهرة قبلنا وخليتيها هي اللي تخبرنا ..
ابتسمت أزهار لمن تذكرت الجوهرة اللي دمعت عيونها وهي تضمها بفرحة ما تخيلتها , تلمست بطنها وقالت : إنتي عارفه ليش خبرتها أول ..
استغلت العنود نظرات ليلى المنصبة عليهم ودنقت على أزهار وسلمت على خدها وهي تقول : إنتي وحده دبه وتعرف كيف تجمع الناس حولينها ..
ضحكت أزهار وقالت : قولي ماشاء الله ..
لفت عليهم الهنوف وقالت : بس إنت واياها حبكم ماغاش إلا هنا , يامخصكم وإنتم تحبحبون ..
قالت العنود بتريقة وهي تتلمس بطن أزهار : هي تحبك مرة وأنا تحبني مرتين عشان كذا غيرانه ..
قالت أزهار باستنكار : عنييييييييييييييييييييييييد ..
قالت العنود بسرعة لسحر : حامل في توأم ..
ضربتها أزهار وصرخت سحر بحماس قبل ما تقوم وتحضن أزهار وهي تباركلها , غمضت سمر عيونها وقالت : يصارخون , فرحانين , الله يعيييييييييييينك على العذااااااااااااااااب ..
ضحكت أزهار وقالت لسمر : إي والله صادقة , هذي أول ردة فعل حقيقية تطيب الخاطر ..
وأشرت على البنات اللي بدأوا يدورون أسماء ذكور متناسبة وهي تقول : قوليلهم , ما أتخيل رضاعتين وحفاظتين ولبسين , واحد ينام وواحد يصحى ..
قالت سمر وهي تضحك : أنصحك خذي نصايح من أمي , خبيرة توائم ..
لفت سحر على أزهار وقالت : اتفقتم على اسماء معينة ..
سكتت للحظة وهي تتذكر مضاربته معاها المرة الأخيرة لمن لمحت له إنها تبغى تسميه بنفسها وكيف قالها بصريح العبارة إنه الكل يناديه أبو أحمد ومستحيل يغير هالشي , زفرت وقالت بابتسامة : أنا ماقلت له إنهم توأم لسه ..
صرخت سحر وقالت سمر : من جدك ؟؟ في الشهر الكم ..
ابتسمت وقالت : توني دخلت السابع و شكلي بأخبره في التاسع إن شاء الله لأنه لو درى دحين ..
هزت راسها وقالت : ما أدري أخاف يشرد من البيت ..
ضحكوا على تعبيرها وقالت سمر : تقوليلي , أنا اللي عندي لمن يصيح ربيع من لعب أخته المتخلف ماأشوفه إلا وهو ساحب جواله وخارج من البيت رايح للشباب ..
قالت سحر : أششششششششششوه اللي ماني متزوجة , لأنه لو سووا فيني كذا ممكن أدخله في غرفة وأرمي عليه عياله وأقفل عليهم الباب عشان يعرف إن الله حق , أنا جايبتهم ومخلفتهم لوحديييييييييييييي ..
جات خلود وقالت موجهة خطابها لأخواتها تقاطع ضحكهم : لا والله , ماخذين الدنيا طول بعرض , تحركوا يلا , متكين ومخلين الشغل على راسي , تحركوا يلا ..
وناولت ربيع لأمه وسحبت سحر وقومتها عشان تروح لأنها , ولمن تحركوا وهي تهاوشهم ووصلت لباب صالة العشاء , طالعت شوية ورجعت للطاولة , ابتسمت خلود وقالت وهي تفك صندلها : أخيرا , هاهاها خليت الشغل عليهم ..
وجلست معاهم وهمست : أهم شي لا تخبرونهم ..
وبدأت تاكل وهم يضحكون ..
: خلوووووووووود ..
شربت من عصير أختها وقالت وهي تقوم : جاااااااااااااية , أفففففففففف ..
تنهدت العنود وقالت : الله يعينهم , هم السابقون ونحن اللاحقون ..
ومسدت يد أزهار وهي تكمل : تكون هي في السيارة رايحة مع حسان وأنا وإنت ندور لقمة ناكلها ورجولنا متكسرة و ...
هتفت الهنوف اللي انشرقت من الفشلة بتحذير : عنيييييييييييييييييييييد , والله لا أذبحك ..
***
رفع الجوال لمن دق عليه الرقم الغريب وقال : نعم ..
وصله صوتها العذب وهي تقول بألم : عاااااااااااادية , أكثر من عادية , مافيها شي يخليك تسيبني عشانها أنا أحلى منها مليوووووووووون مرة ..
زفر جاسم لمن ميز صوتها وقال بحدة : وإنت كيف شفتيها ؟؟
: أنا في القاعة ..
اتسعت عيونه بذهول وقال : ليلى لا يكون ..
: ما كلمتها ..
زفر براحة وسكت , قالت بوجع : أنا أحلى منها , أصلا هي أقل من عادية بالنسبة لي , ليش فضلتها علي ؟؟ ليش سبتني ؟؟
قال بهدوء : لأنها زوجتي , ولأني أحبها ..
وكمل ببرود : ويمكن لأنك زوجة واحد ثاني وأم ولدين ..
: طليقة ..
: ولو ..
وكمل ببرود : إقتنعي إنك مجرد نزوة ..
هتفت : نزوة ؟؟
كمل بذات البرود : ولو في أقل من كذا كان قلتها , لا عاد تتصلين على جوالي ..
وصك الخط وهو يحس بالغيض , كل ما يتذكر إنه كان يعبث مع زوجة واحد ثاني واش كان حيصير لو هو كان مكانه وأحد يعبث مع أزهار , نفض هالفكرة المرعبة وهو يزفر بضيق ..
صوت البوري المختلط بصرخة عدنان اللي وهو يهتف : جسوم يلا ..
خلته يخرج من أفكاره ويحرك سيارة عدنان اللي ركبها عشان يرافقهم في مسيرة سامر وماهر , ابتسم لعدنان اللي يسوق السيارة المشرعة لسامر وقرب السيارة وفتح القزاز ودق البوري , التفت له عدنان وهو يفك القزاز , صرخ جاسم عشان يسمعه عدنان : عقبال ما أزفك لبيتك ..
ضحك عدنان وقفل القزاز ودق البوري بحدة لمن انطلقت سيارة ماهر المشرعة واللي حارب أسامة أخوانه عشان يسوقها أسامة , ضحك جاسم وقال : أكيد يتحلم إنه هو العريس , والله إنه حساااااااااااااان , كإنه حسان قدامي ..
****
بكل الغيض اللي كانت تحسه مشيت بخطوات حادة لها , قالت الهنوف برعب : عنيد , الحرمة اللي وسختيها جاتك وعيونها ماتبشر بخير ..
التفتت العنود بحدة وطاحت العباية من يدها لمن شافت ليلى جاية وهي لابسة عبايتها المخصرة المطرزة بكرستال يعمي العين , تأملت أزهار الحرمة وهي توقف عن لف طرحتها حول راسها , قالت العنود بحدة وهي تتقدم منها : خير , اش عندك ؟؟
قالت ليلى ببرود : كلامي مو معاك , معاها ..
وأشرت على أزهار , طالعت أزهار في سبابتها الموجهة لها وقالت بحيرة : أنا ؟؟
قالت بقهر : إيوه إنتي ..
قالت العنود من بين أسنانها : لو ما تحركتي من هنا بتفضحين نفسك قدام الله وخلقه وأزهار ما بينولها شي يا غبية ..
قالت ببرود : علي وعلى أعدائي , أهم شي أحرق قلبها ..
لصقت الهنوف في أزهار كإنها تحميها من شي مجهول وليلى تكمل : خليها تعرف إني حب زوجها الأول ..
شهقت الهنوف وقبضت العنود يدينها بقوة عشان ماتضربها قدام أهل عدنان ..

: إنت هي ..
صوت أزهار المتماسك خلى العنود تلتفت لها بصدمة , ابتسمت أزهار وقالت : سامحيني ما عرفتك رغم إني شفت صورك قبل , لمن استعدت ذاكرتي كثير من اللي مر علي نسيته وصورتك من ضمن اللي نسيته ..
وكملت ببرود : لكني ما نسيت وجودك ..
الصدمة زلزلت ليلى وهي تطالع في أزهار اللي كملت باحتقار : شكرا على كل حال , جيتي تسلمين ولا عندك شي ثاني ..
رمتها ليلى بنظرات حادة وراحت , همست الهنوف بصدمة : أزهار ..
وقطعت كلامها لمن تحركت أزهار للحمامات , شهقت العنود لمن بدأت أزهار تطلع اللي في جوفها في المغسلة , هتفت الهنوف : أزهاااااار ..
وبعدوا طرحتها وهم يمسحون وجهها بخوف , همست أزهار : ماعليكم تغثيت بس , أنا بخير , أنا بـ ..
واختنق صوتها لمن بدأت دموعها تنزل , هتفت العنود : زهرة حبي لا تسوين في نفسك كذا ..
غطت أزهار وجهها وبدأت تصيح وهي تقول : ماكنت أبغاكم تدرون , حقيرة , هالحرمة حقيرة ..
ضمتها العنود وهي تقول : دحين تصيحين ليش درينا , صدق غبية وهبلة ..
زاد صياح أزهار وهي تقول : الله ستر عليها وعليه ليش تجي وتفضحه , ليش جاية متبجحة وشايفة نفسها وهي تعترف إنها ارتكبت حرام ؟؟ ياويلها من ربي , ياويلها من ربي , من ستر على مؤمن ستر الله عليه يوم القيامة , ليش سوت كذا ؟؟..
قالت الهنوف من بين دموعها : إنتي قلتيها لأنها وحدة حقيرة , اش تستنين من وحدة باعت نفسها لرجال ..
قالت العنود بضحكة : اللي يشوف شكلك قبل شوي وإنتي تواجهينها مايقول هذي بتستفرغ بعد ثواني ..
ضحكت أزهار وهي تبعد عنها وتمسح دموعها وهي تقول : ما أدري ليه لمن ما يعجبني شي من اللي يصير قدامي أطلع ..
قالت الهنوف بتريقة : أشوفك تهوعين كل ماشفتي عنيد ..
لفت عليها العنود وحطت يدينها على خصرها وهي تقول : نـــــعــــــــم يختييييييييييي و إن كنت بنت أبووووووووووك عيديها ..
همست الهنوف : أنا بنت أبويه بس ماني عايدتها لأنه الكل قاعد يطالع فيك الله يفشلك ..
لمن انتبهت العنود لنظرات الحريم نزلت يدينها وابتسمت بأدب وهي تهمس من بين أسنانها : شغلك في البيت , يا مخص التمثييييييييييل ..
جاتهم سحر وقالت : بنات عدنان دق علي يقول إنه جاسم يدق عليكم من فترة محد رد , اطلعوا يلا ..
همست أزهار وهي تلبس طرحتها : بنات أحلفكم بالله ما يدري جاسم عن اللي صار ..
وكملت بحزم : ولو أشوف وحده فيكم تطالع فيه بنظرة غريبة بأذبحها , ترا ماصار شي بينه وبين هالحقيرة , ومالها وجود في حياته من تزوجنا ..
زفروا وهم يلبسون عباياتهم , وتحركوا خارجين , أول مادخلوا السيارة قال جاسم : زهره إركبي قدام , أبويه راح البيت من زمان مع عبد الرزاق ..
طالعوا فيه أخواته من خلف أغطيتهم وهم يتذكرون شكل ليلى , جلست أزهار قدام وجلست بصمت , قال بلطف : هاااااا كيف كان جوازكم ؟؟
قالوا في وقت واحد : حلو ..
ضحك وقال : مادام في إجماع معناته حلو ..
استغرب صمتهم لكنه فسره على إنه تعب , مد يده وحطها على بطن أزهار وقال : حطيتي سدادات إذن لولدي عشان ما ينصمخ ..
ضحكت وقالت : كان طربان طول الليل ..
لمن سحب يده مدت يدها بسرعة وقبضت عليها ورجعتها لبطنها , ابتسم لها ورجع طالع في الطريق لثواني قبل مايلف عليها وهو يقول بحنان : عسى ما تعبتي ..
ضغطت على يده أكثر

اسير الصمت
09-11-2012, 02:48 PM
يوم الجمعة 23 / 12 / 1427 هـ :
قبل صلاة الفجر :
فيلا عبد الكريم :

: أبغى أشوفها ..
: عدناااااااااان ..
هتفت بها خلود وهي تحس جسمها مكسر من التعب , وكملت : روح صلي الوتر أحسن لك مابقي شي على الفجر ..
قال وهو يعترض طريقها : صليت ..
زفرت وقالت : أنا تعبانة و ..
قال بهدوء : ما قلتلك شيلينا على راسك , نادي العنود وبس ..
ولمن فتحت فمها بتعترض قال : إنت وعدتيني وهي بكرة بتروح متى بأقابلها يعني ..
زفرت وقالت : بسسس ..
قال وهو يدفها للدرج : لا تبسبسين , يلا تحركي ..
وخرج جواله وقال بتهديد : لا تخليني أتصل على عبد الرحمن وأكذب عليه وأقوله تعال خذ خلود تبغاك تجيها ..
شهقت وقالت وهي تتخيل نفسها تروح لبيتها وهي في هالحالة و رجعت قالت : أعرفك ما تكذب لكن الله يعينني أروح أجيبها مع إني ما أعرف إذا كان ..
قال بحزم : قوليلها إستأذن من أبوك يقابلك ..
لفت وطالعت فيه وقالت بتريقة : إستأذنت من أبوها إنك تقابل زوجتك ..
عقد حواجبه وقال : الأصول أصول , مو عشان وقعت ورقة معناته إنها خرجت من صلاحيات أبوها ..
وابتسم وقال : بعدين عشان أحس بالراحة مو كإني سارق شي حتى لو هو من حقي , تحركي يلا لأني لا أذن بأخرج ..
طالعت في ساعتها وقالت وهي تتطلع : للأسف منته حاسبها صح , مابقي إلا عشر دقايق ..
قال بهدوء : أنا أصلا ما أبغى أكثر تحركي بس ..
وكمل وهو يروح للصالة : أنا هنا ..
قالت بصوت عالي : طبعا , البيت صار خالي عشان كذا مايهمك , هنا ولا هناك ..
ولمن شافت سحر خارجة من الحمام وهي رافعة فستانها قالت : بفستانك ...
تنهدت سحر وقالت : يازين الراحة , وصلت وأنا على حافة الإنفجار لو فسخت الفستان كان ماله داعي بعدها أروح الحمام ..
ضحكت وقالت : طيب روحي نادي عنيد وقوليلها تقابل عدنانو في الصالة تحت ..
وغمزت بعينها وهي تقول : مستغل إنه محد فيه من الشباب ..
: وين خلودي ؟؟
قالت وهي تتمدد بتعب على كنبة الصالة : راح ينام عند أهل مرته الليلة ..
تحركت سحر لغرفتها وهي تقول : إن شاء الله يلقون شقة ويرتاحون من الزعزعة والشحططة من بيتنا لبيت أهل هند ..
قالت خلود وهي شبه نايمة : مو لو حضرتها ترضى بأي شقة كان من زمان استقروا ..
توقفت سحر للحظة تفكر بخالد اللي سكت عن موضوع الزواج بالثانية وزفرت بقلق , سكوته المفاجئ يقلقها , لمن دخلت وشافت البنتين نايمات همست : عنيد ..
رفعت العنود راسها المثقل بأفكار سوداء عن المخدة وقالت وهي تلتفت لها : سحوره جيتم ..
هزت سحر راسها ووقفت قدام دولابها وفتحته تدور على بجامة وهي تقول : عدنان يبغى يشوفك , يقول خلوها تنزل لي ..
شهقت العنود وفزت من السرير وقالت : مستحيــــــــــل ..
لفت عليها سحر وقالت : ليه لا , شكلك كاشخ ..
ضحكت العنود بسخرية وقالت وهي تأشر على بجامتها وقالت : شكرا على المجاملة وفي رأيك لبسي أكشخ ..
قالت بهدوء : الرجال ما يهتمون بالتفاصيل , روحي وبس ..
ضربتها العنود وقالت : أنا أهتم , والله ما أقابله كذا , لا مكياج ولا لبس , أخرع ولد الناس ..
لفت عليها وقالت بتعب : عنود تكفين , تعبانه ومالي خلق لشي , تصرفي مع زوجك , راسي مصدع ..
سحبت جوالها وتمتمت : زوجك , ما كإنه أخوها يعني ..
أول ما سمعت رنة الانتظار انرفع الخط ووصلها صوته وهو يقول بحزم : كلمتين ورد غطاها , تعالي دحين وبس ..
وانصك الخط , صوته ونبرته ماكانت مطمنه لكنها ماقدرت تتحرك , فتحت شنطتها وبعثرت اللي فيها وهي تمتم بغيض , سحبت أول تنورة شافتها وأول بلوزة وكانت اللبس اللي لبسته أول يوم جات فيه , تحركت نازله وهي تعقد حزامها الأسود وهي تقول بطفش : عسى بس ما يطلع هلالي ويطلقني بسبة هاللبس الاتحادي , أففففففففف توني ممسحة المكياج كله من هنيف , لا تنامين وفي وجهك مكياج تجيك تجاعيد ..
ووقفت في نص الدرج وهي تكحل جوة عينها , رجعت الكحل لجيبها وخرجت روج وردي حطته بسرعة وقالت بهمس : عدنان ..
: تحت ..
تحركت نازلة وهي تقول لنفسها : والله صوته مايطمن ..
أول ما شافها قال وهو يقوم : هنا ..
لفت عليه بحرج , وأول ما خطت خطوة تذكرت الأمس , حست بحرجها يزداد , قال بغيض : هذا وأنا أقولك دحين ..
قالت باعتراض : ما تأخرت ..
وصلهم صوت الأذان فقال وهو يأشر للسما : 10 دقايق بالضبط ..
سكتت فزفر وقال : هذا انتم يالحريم , دحين عندنكم 10 دقايق ..
ابتسمت وقالت : دامك تعرف ليش زعلان ..
جا دوره إنه يسكت وهو يطالع فيها , كانت عارفه إنه عيونه عليها لكن عقله لا , همست : عدنان ..
سحب نفس وقال بحدة مفاجأة : ما أبغى تصوير في زواجنا ..
كلمة زواجنا خلت جسمها كله ينتفض , خفضت راسها وهمست : أصلا أنا ما بأتصور لأن التصوير حرام ..
كمل بذات الحدة : وما أبغى أحد يتدخل في حياتنا ..
رفعت راسها وطالعت فيه بحيرة وهو كمل : ولا إنه أسرارنا تكون على كل لسان و إذا غلطت عليك في يوم تجين وتواجهيني بغلطي زي ما أنا حأواجهك لو ما عجبني شي , أمي وأخواتي عندي على راس قائمة أولوياتي معاك طبعا أبغاك تحطينهم في عيونك ولمن أقول شي أو أطلب منك شي أحب إنه يتنفذ ..
وسكت للحظة وهو يطالع فيها بحدة , تأملته بصمت قبل ما تقول : طيب ممكن أطبق وحده من هالطلبات دحين ..
قطب حواجبه فكملت بهمس جريح : إنت غلطت علي دحين ..
وكملت وهي تعدد على أصابيعها : عمري ما تكلمت عن أي شي يدور بيننا غير الأشياء العادية طبعا وهذي شي طبيعي , أهلك كلهم في قلبي قبل مايكونون في عيني وأنا كذلك بالنسبة لهم عمري ما غلطت عليهم ولا غلطوا علي , وعمرك ما طلبت مني شي ومانفذته ..
ونزلت يدينها ورمته بنظرات ألم وهي تقول : لمن تنبه على شي نبه على شي سويته وما عجبك , لكن عادي , إن شاء الله كلامك بأحطه حلق في إذني ..
ووجهت نظرها لشجرة الزينة وهي تشيح عنه , زفر بقوة وهمس براحة : هذا كل شي ..
ودخل يده في جيبه وكمل بهدوء : إنت واجهتيني بغلطي وأنا فهمته , بس كانت لي أسباب ..
وخرج وردة حمراء من جيبه وقال بابتسامة : هذي اعتذار عن الغلط اللي غلطته ..
كانت بتموووووووووووت من الفرح , تعشق شي اسمه الورد وكان معروف عنها إنه وردة وحده تنسيها أبو الزعل لكنها ماكانت تبغى تبين له نقطة ضعفها فطالعت في الوردة بنص عين ولفت وجهها أكثر وهي تقول بدلع : ما أبغاها ؟؟
هز أكتافه وقال بهدوء : ما ألومك ..
وكمل بجدية وهو يتحرك : يلا عن إذنك , بأروح أتجهز للصـ ...
قاطعته بحدة : هيييييييي وردتي ..
وسحبتها منه , ابتسم وقال بحيرة وهو يشوفها تشمها بحب : قلتي ماتبغينها ..
قالت بغيض : على بالي بتحاول فيني ..
رفع حواجبه وقال : هذي برضها من حديث النفس ..
قالت وهي تحس بقهر من بروده : لا هذي مقصودة ..
وتحركت للدرج بعصبية وهي تهتف بداخلها ~ يالوح , يابارد , ياللي ماتعرف تتعامل مع البنات , مناديني في هالوقت عشان يقول الكم كلمة هذي , ياناااااااااااس بيذبحني ~
وتوقفت عن المشي لمن قبضت يده على ذراعها , التفتت له وانصدمت لمن شافت نظرته وهو يهمس : كنت تبغيني أحاول ..
حست بخفقات قلبها تتسارع وهي تهمس بصدق : يعني مو شرط إني رفضت يعني رفضت , قصدي ..
وازداد إحراجها وهي مهي فاهمه كيف تشرحله إنه كان مفروض يحاول فيها بكم كلمة عشان يطيب خاطرها المجروح وتقبل وردته ~ يانااااااااااس مو هذا المفروض , هالإنسان ليه صعب كذا و ~ انقطعت أفكارها لمن سحب الوردة وقال وهو يمدها : خذيها ..
طالعت فيه للحظة قبل ما تضحك من قلبها , لأول مرة يشوف ويسمع هالضحكة , ابتسم وقال : خير ست عنود ..
حمحمت بإحراج وقالت وهي بتاخذ الوردة : ولا شي , شكرا ..
بعد الوردة وقال : ما قلتي ما أبغاها ..
قالت وهي تمد يدها : طيب أنا أبغاها ..
قال وهو يبعدها : قولي لا عشان أحاول ..
طالعت فيه ورجعت تضحك وهي تقول : أكيد تمزح ..
ابتسم وقال بجدية : ما أمزح ..
ومد يده وقال : تفضلي ..
طالعت فيها وسألت بضحكة : دحين أقول لا ..
هز راسه بإيوه فقالت : طيب ..
ورجعت تضحك , قال بحواجب مقطبة : عنوووود ..
حمحمت وقالت : طيب بس ترى من جد أحس إن الوضع ...
قال بهدوء : سخيف أنا عارف وأحسه أسخف كمان , يلا أخلصي ..
ومد الوردة وقال : تفضلي ..
حمحمت وقالت بضحكة : ما أبغاها ..
ابتسم وسحب يدها وحط الوردة في راحتها وقال : عارف إنها بسيطة بس ولا حق إني متعني وسارقها من زينة سيارة ماهر بدون ما يشوفني أحد ..
ضحكت فرص على يدها وكمل : كله بسبب أخوك المبجل اللي قال إن الورد بجميع أشكاله وألوانه لو كان من الشارع عندك بالدنيا كلها ..
طالعت فيه بصدمة وهو يبتسم ويكمل : وكنت بأضربه بكره على هالكذبة لأنه خلاني أوقف هالموقف قدامك ..
خفضت بصرها بسرعة فترك يدها وقال بابتسامة حنونه : بس طلع هالشي حقيقي ..
رصت على الوردة وهي تحاول تخفف ضربات قلبها وهي تهمس : شكرا ..
ابتسم وقال وهو يطالع في ساعته : يلا أستأذن , انتبهي لنفسك ..
وتحرك بهدوء كإنه ما ألقى قنبلته وراح , تأملته بحب عميق قبل ما تطلع بسرعة , أول ما دخلت الغرفة حمدت ربها إنه سحر تصلي , حطت الوردة جوة الشنطة وراحت بسرعة للحمام عشان تستفرد بنفسها لدقائق ..


*******************************


الساعة 5,30 العصر :

أول ما أعلن الطيار انتهاء الرحلة زفر عبد الرزاق وقال وهو يسد أذنيه : أخييييييييييييييييرا بأفتك منها , ماصارت رحلة طيارة والله , عذاااااااااب ..
قال الكلمة الأخيرة بصوت عالي لفت الركاب , دقته العنود بكوعها وهي تقول : يا حمار , يعني ذنبي إني مشتاقة لك وعندي هرووووج كثيرة ودي أقولها لك ..
فك الحزام وقام وهو يقول بتريقة لأبوه : أبويه تكفى إذا تحبني تعال بادلني , معليش أم أحمد بأجلس جنبك , يجوز عشان ما أنتحر ..
سحبته العنود تجلسه وأبوه يطالع في الأرض بإحراج من المضيفة اللي جات عشان تقوله يجلس ويصك الحزام ..
ضحك جاسم وقال : مازال خبيل هالولد ..
لفت أزهار وجهها وهي تهمس : يافشلتي , مستحية منه ..
كان جاسم يحب حياها هذا , كانت تتلخبط لمن يكلمها عبدالرزاق ولا يسألها عن حالها وتبرد يدينها وتعرق من الفشلة , همس : أم أحمد ..
لفت عليه بغيض وهمست : دب قلنا أنا أم فلان إلين أجيبه , يمكن يطلع بنت ..
لف عليها وقال بحيرة : بنت , الدكتورة قالت ولد ..
زفرت بداخلها بضيق وهي تهتف ~ اثنين مو واحد , لو واحد سمته أحمد والثاني عمار بأكون أم إيـــه , ما باخلي الناس ينادوني إلا بأم عمار , أففففففففف والناس بينادون أكيد أبو أحمد , كيف كذاااااااااا ؟؟ أزهار لا تفكرين في المستقبل , إن شاء الله خير و أصلا مايدري الواحد يموت لذاك الوقت ولا يحيا ~ ..
خرجوا من الطيارة ونزلوا السلالم , وأول ما وصلوا المطار قالت العنود بهمس : ياحيييييييييييييييي طالعوا من في الاستقبال ..
شهقت الهنوف واندست ورى أزهار اللي ضحكت لمن قال جاسم بتريقة : جاي يتأكد إننا رجعناها سالمة غانمة ..
وتحرك مع أبوه لحسان المبتسم , ضحك أحمد وقال : يدين ورجلين وباقي أعضاءها سليمة ..
مافهم حسان عبارة خاله إلا لمن سلم عليه جاسم وهو يقول : زي ما أخذنا الحرمة زي ما رجعناها ..
ضحك بإحراج وقال : ولو , بنتكم ..
ماتحرك جاسم من قدامه فطالع فيه بحيرة قال جاسم بتريقة : أعطينا ظهرك يلا , مابتشوفها إلا يوم الزواج ..
ضحك وقال وهو يضربه : أستنى رزوق ما بأطالع ..
: إييييييييييي أحسب ..
رماه حسان بنظرة غيض وقال : لا تحسب في واحد حسب مات ..
قالت العنود بتريقة : وييييييي يخفف دمه ..
دقتها الهنوف ورجعت تفرك يدينها بتوتر وهي تلصق في أزهار و ضحكت أزهار وقالت : والله اللي يشوفك يقول ما عمممممممرها شافته , ماكنك مخطوبة من ثلاث سنين ومملكة من قرب السنة ..
زفرت الهنوف وقالت : غصب عني , ياربيييييييي بأموت من الفشلة , رزوقو وينك ..
رفع عبد الرزاق آخر شنطة وحطها في العربية وتوقف لمن سمع صوت يهتف : عبدالرزاااااااااااق , مستحيل ..
قال عبد الرزاق : هلااااااااااااا والله مناف ..
وسلم على صاحبه اللي هتف : وين الناااااااااااااااس ؟؟
ابتسم وقال : عايشين , وينك إنت ؟؟
ضحك وقال : عايشين ..
وبعد محادثة بسيطة قال مناف : إسمع الشباب اليوم حاجزين شاليه في #### تعال هناك وخلينا نتونس بك ..
ابتسم عبد الرزاق لمن تذكر الليالي الطويلة من لعب البلايستيشن بتحديات دوري الكورة والبالوت والقنوات اللي تتقلب وتتوقف على الفيديو كليبات اللي يجلسون يحشون فيها والمختلطة بأصوات قرقعة الشيشية , رائحة الدخان وعلب المشروبات الغازية المرمية على الأرض حول أجهزة المحمول والهاردسكات اللي يتبادلون منها كل مايخطر على البال , المسبح على أضواء الكشافات والجيت البحري مع الشروق , كل هالصور تدافعت له فقال : مشغول مع الأهل الليلة ..
قال مناف : بكرة أو بعده , ترا حاجزينه ثلاث أيام ..
ابتسم وقال : بأحاول بس ما أوعدك ..
وودعه وتحرك وهو عارف في قرارة نفسه إنه ماحيروح لأنه لو راح مرة حيضعف ويحن وحيتلوها مراااااااات وحيرجع عبد الرزاق القديم اللي نبذه من حياته , عبد الرزاق اللي ماساب حرام إلا وسواه وما ترك منكر إلا وفعله ما كان شي يخطر على باله إلا وينفذه ورغم هذا كان دائما يشعر إنه طفشان وإنه كل اللي حوله مايكفي زي العطشان واللي يشرب بحار الأرض لكنها ماترويه , الآن فقط عرف إن المويه العذبه فقط هي اللي ترويه ~ الله يرحمك يالبندري , الله يرحمك , الله يرحمك ~ كان يسير لهم وهو يحس بكرة متحجرة تتكون في حنجرته , وصله صوت جاسم المعصب وهو يقول للعنود ترخي صوتها العالي , بلع ريقه وهو يحاول يبتسم لهم و لوجه حسان المرحب , موتها صدمة ماحيتجاوزها أبدا , كان عارف ومتأكد من هذا الشي , صدمة ونعمة في الوقت نفسه ..
رن جواله برنات عادية , رفعها وابتسم وهو يقول : هلا ..
: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ضحك عبد الرزاق وقال بأذيه : وعليكم , اش تبغى ؟؟
وصله صوت عمر اللي مايمل من ترديد : وإذا حيتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ..
في كل مكالمة بينهم لازم تكون هذه البداية , قهقه وقال : اشتقت لك يا حماااااااااااااااااااااااااااار ..
: شكرا , جزاك الله خير ..
قال بعصبية مصطنعة : أخلص متصل علي ليه ماني فاضيلك ..
صوت عمر الهادي ماتغير وهو يقول : أبد كنت عارف إنك وصلت جدة قلت خليني أشوف حاله ..
ابتسم عبد الرزاق وقال : الحمد لله بخير , يلا بتفتك من الدق عليه كل فجرية لأنه في ناس مزعجة بتتكفل بتصحيتي وأنا هنا ..
ضحكة عمر الصافية صدحت قبل ما يقول بتريقة : خسارة يعني ما بتلعني كل فجرية هالأيام ..
قهقه عبد الرزاق وقال : لا بأفكك من اللعن لمدة أسبوعين , بس هاااااااا , مابأفكك هالأسبوع , مو تقول حرمتي وما حرمتي , خلاص صار لك شهرين و12 يوم متزوج ..
قال جاسم لمن سمعه : أهبووو , حاسب للرجال متى تزوج ..
قالت أزهار بحماس : أكيد يكلم عمور لأنه هو المتزوج من شهرين و12 يوم ..
لف عليها وقال بتريقة : أهبووووو إنتي كمان حاسبة ..
ضربته بخفة وقالت : قول ماشاء الله لا تهبهب , بعدين هذا أخويه كيف ما أحسب له ..
صك عبد الرزاق الجوال وقال : أم أحمـــــد يسلم عليك عمر ويقولك حمد لله على السلامة ..
ورجع سمع للجوال وكمل : ولا تنسين العشاء عندهم الليلة ..
اندست ورى جاسم اللي ضحك عليها وهو يقول : أخويه مابياكلك ..
: استحيييييييييييييييييييييي ما تفهم ..
قالت العنود : حيا جدتي زي الخبلة اللي ورايا ..
وأشرت على الهنوف اللي تمشي وراها واللي قرصتها في ظهرها باعتراض وهي تهمس : أشوفك اش بتسوين لا قابلتي عدنان قبل زواجك بكم أسبوع ..
قالت العنود بتريقة : 13 يوووووم مهي أسبوعين حتى .. آآآآآآآآآآآآآآي , أبويه شوف بنتك تقرصني .. آآآآآآآآآي لا تقرصين ..
ضربها جاسم بخفة وهو يقول : رخي صوتك ماتفهمين ..
لفت وقالت باعتراض : أبويه عيالك كلهم ضدي ..
ضربها عبد الرزاق وقال : أنا اش سويت لك عشان تجمعين ..
: أبويــــــــــه ..


***************************


في نفس الوقت :
في مكان آخر في الطرف الآخر من الأرض :
الساعة 3,30 صباحا بتوقيت سياتل :
في أحد البارات :

تحرك الثلج الطافي في سائل أصفر شبه شفاف داخل كأس أنيق لمن وضعت يد رجالية يحيط بها سوار من حلقات معدنية متصلة , ارتفعت اليد وأبعدت لفافة التبغ عن فم الشخص اللي نفث الدخان من فمه ببراعة وهو يتأمل الراقصين , رن جواله فضم المرأة شبه العارية إلا من حبال بسيطة تربط خرقتين لا تذكر على أجزاء من جسدها وحط اللفافة على المنفضة ورجع دخل يده وخرج الجوال , أول ماشاف الرقم الدولي اللي يبدأ بـ 00966 زفر ورجعه لجيبه بعد ماحوله للهزاز , رفعت حمراء الشقراء راسها وهمست بصوت ناعس مغري : hony ..
ابتسم عبد الرحمن وقال وهو يرجع راسها لصدره : not important bayby , (( ليس مهما يا حبيبتي ))..
ورفع يده لرجل لابس فانيلة بيضاء عارية تظهر أوشامه الكثيرة وبنطال الجنز الممزق
يرتديه على جزمة من النوع الثقيل , تقدم الرجل منه فضم الشقراء أكثر عشان يعطي للرجل مساحة إنه يجلس في نفس الكنبه , تبادلوا التحايا قبل ما يأشر الرجل على الشقراء ابتسم وقال وهو يمسح شعرها :She is safe ,Showed me what you have now ..(( إنها آمنه , أرني ما لديك الآن )) ..
خرج كيس أسود محشور خلف ظهره ومده من ورى الكنبة له وهو يقول :Bob will not like what is happening , (( لن يعجب بوب ما يحدث الآن )) ..
قال ببرود وهو يفتح الكيس وهو يبتسم للبودرة البيضاء المحشورة في أكياس صغيرة كثيرة : donnot care about it ,waaaaaaw they are more than enough , How much you need of cash??, (( لا تهتم بذلك , واااااااو هذا أكثر من كاف , كم تحتاج من المال ؟؟ )) ..
لمح الرجل الجالس بمعطف بني في زاوية الحانة يتحرك بثبات غريب لواد شرب كأسه الرابعه من الخمر , دنق على الطاولة كإنه بياخذ كاسة الخمر وطالع في اللي حوله بتمعن , الساقي اللي على طاولة البار يمسح وهو يطالع بترقب ليمينه تابع بصره وانتبه إن الرجل صاحب الكرش اللي كان يحضن حرمتين بدأ يتحرك وهو يسحب شي من جيبه , كان هذا أكثر من كافي لعبد الرحمن عشان يتحرك بسرعة وهو يدف الجميلة اللي بين ذراعينه على صاحبه قبل ما ينقز لورى الكنبه , خرج ذو المعطف مسدس وهو يصرخ :Freeze don’t mooooooove this is the police , (( تجمد , لا تتحرك , هنا الشرطة )) ..
تجاهل صرخاتهم وهو يحشر الكيس داخل بنطلونه وهو يجري للنافذة , غطى وجهه بيدينه ورمى نفسه على الزجاج بكل قوته , تكسر الزجاج اختلط بصرخات الشرطة : We will shooooooot , (( سوف نطلق النار )) ..
تدحرج على الأرض وقام ببراعة وانطلق يجري في الزقاق المظلم وصرخة ثانية من شرطي آخر يهتف :shoooooot him he will escape damn, (( اللعنة , أطلق النار سوف يهرب )) ..
لف للزوق الثاني وهو يلهث بخوف , ابتسم لمن شاف السياج وقال بسخرية : ما حأموت اليوم , عندي حياة طويلة أعيشها يا عيال الكلب ..
وبدأ يتسلق السور بسرعة وهو يقول : مريت بأخس من كذا و ..
صوت الطلقات المودية تبعها بثواني ألم حارق في ظهره , فلت السياج من قوة الألم وطاح على الأرض بقوة , الألم الحارق بدأ يزحف لجسمه وهو يجاهد عشان يسحب أنفاسه , وصلوا الشرطة له وهتف واحد منهم : damn((اللعنه ))..
رفسه الثاني وقال : Another Arab ((عربي آخر )) ..
ضحك صاحب الكرش اللي وصل آخرهم وقال وهو يلهث : Currently, his name Mohammed (( أراهنكم أن اسمه محمد )) ..
قال الأول بعد ماسحب الكيس منه وهو يفتح سحاب بنطاله : Why do not they Discard these in their country (( لماذا لا يقومون بحثالتهم هذه في بلادهم ؟؟ ))
وضحكوا الاثنين لمن بدأ يتبول على عبد الرحمن اللي كان يجاهد لالتقاط أنفاسه وهو يقول : you Can not left me like this, I have right to (( لايمكن أن تتركوني هكذا , لي الحق في .. ))
رفسه السمين وقال : Shut up (( أغلق فمك )) ..
وتحركوا , اهتز الجوال في جيبه وأصدر صوت لفت الشرطة تقدم الثالث وسحب الجوال فقال الأول : Leave it is worth nothing (( دعه إنه لا يساوي شيئا )) ..
حط الجوال على صدر عبدالرحمن وراح , كان الجوال يهتز ويسكت ويرجع يهتز ويسكت وهو مهو قادر يرفع يده , كان يحس بالشلل في كل أعضاء جسده , ومن مكان بعيد وسط الظلام تناهى له صوت وحيد من شخص بعيد في وحده من الشقق المطلة على الزوق يقول بصوت عذب ما أخرسته أضواء سياتل المبهرة : اللـــــــــــــــــــه أكبر اللــــــــــــــــــــــــــــــه أكبر ..
فتح فمه يحاول ينطق بشي نسيه من زمان لكن الكلمات الوحيدة اللي خرجت من لسانه هي أغنية سيليون ديون اللي يسمعها كل صباح وهو متوجه لجامعته ..


***************************

اسير الصمت
09-11-2012, 02:55 PM
في نفس الوقت في الطرف الآخر من الأرض :
بجوار البقعة الأنقى من الأرض :
في جدة :
فيلا صالح :

زفرت أم عبد الرحمن وصكت التلفون وهي تقول : حرام عليك يا ولدي ما ترد , الله يسامحك ..
: أميييييييييييييييييي ماتجهزتي ..
لفت على عهود وزفرت وهمست بضيق : وهذا وقته زيارات ..
لفت عهود بوزها وقالت وهي تمشي بخطوات واثقة بكعبها العالي وهي تقول : إيوه وقته , ما أظنك بتردين هذولي الناس , يلا تحركي ..
وطالعت في نفسها في المراية وبدأت ترتب خصلات شعرها بدلع وهي تقول : أخيرا خطاب ..
ولفت على أمها اللي تمشي بتثاقل وقالت : أمي مو معقولة بتقابلين الناس كذااااااااا ..
زفرت وقالت : غصب عني أخوك عبد الرحمن مايرد , قلبي ناغزني عليه من يومين ..
ابتسمت عهود وقالت كاذبة : غريبة أنا مكلمته اليوم ..
تجلت الفرحة على ملامح أمها وهي تهتف : والله ..
وتمسكت في عهود وهي تقول بلهفة : كلمتيه , سمعتي صوته ..
ابتسمت وقالت بلا أي شعور بالذنب : وقال سلمي على أمي واستسمحي منها , ماقدرت أرد عليها كنت مشغول ..
ابتسمت الأم وقالت : الله يطمن قلبك زي ماطمنتيني , ياااااا الله إنك ترده لي سالم غانم ..
ولفت وسألت : ماقلتيله إنه يتصل على حسان وعمك عشان يباركلهم بالزواج و ..
تأففت وقالت وهي تدفها : يووووووو يا أمي , خليك في همي دحين , يلا دحين بيجون الناااااااس , روحي إلبسي أكشخ لبس عندك ..
وتبعتها وهي تكمل : ولا أقولك أنا أطلع لك بنفسي أخاف تفشليني قدام الناس وتشردينهم ..
ولمن مرت من عند ريم اللي خرجت من المطبخ وهي شايلة ساندوتش وعصير قالت بقرف : وإنت خليك في الغرفة لا أشوف رقعة وجهك , صح ما تنافسين جمالي بس برضو ما يدخل إلا العروسة ..
قالتها بدلع وهي تلحق أمها , قالت ريم وهي ترميها بنظرات شذرة : والله إن صار توافق أعرف إنه هالرجال واحد من اثنين , يايحبه ربي ويبغى يبتليه بمصيبة ولا أمه داعية عليه ليلة القدر ..
توقفت عهود عن الحركة ولفت بحدة على ريم اللي رفعت حواجبها وهي تقول ببرود : خير قلت شي غلـــــــط ..
وكملت وهي تطلع للغرفة : صح ما أقدر أعلم أحد لكن أقدر أرمي كلام لمن أبغى أرمي ..
سحبت عهود نفس عميق وقالت بابتسامة : ما بأخلي شي يكدر علي , الليلة خطبتي ..
دقايق مرت قبل ما يحضرون الأهل , وكانت أم عبد الرحمن ترحب بهم وهي تقول : هذي هي بنتي الكبيرة عهود ..
ابتسمت عهود بخجل مصطنع وهي تصب القهوة لهم , ابتسمت الأم وقالت : بسم الله ماشاء الله ..
جلست عهود جنب أمها وهي تطالع الأرض , ابتسمت الأخت الكبيرة وهي تقول : كم عمرك يا عهود ؟؟
ماردت عليها عهود في حين قالت أمها : 24 سنة ..
ابتسمت الأخت وقالت : يعني مطلق أكبر منها بـ 12 سنة ..
وكملت بلطف : يمكن ما تعرفيني يا عهود أنا منار , قابلت أختك ريم في زواج أخو أزهار ..
ابتسمت أم عبد الرحمن وقالت : ما علينا من العمر وغيره , إحنا قلنالكم من قبل إحنا نشتري الرجال ..
بدأت منار تحكي عن مطلق وختمت كلامها وهي تقول : وصراحة محنا عارفين اش نقول , مطلق وده في نظرة شرعية بعد إذنكم طبعها ..
ابتسمت عهود بثقة وقالت أم عبد الرحمن بفرح : في أي وقت تطلبونه , حياكم الله ..
وبعد ما ودعوهم وخرجوا , صرخت عهود بحماس وبدأت ترقص وهي تقول : أخيرا , أخيرا ..
وزفرت وقالت وهي تتأمل تقاسيم وجهها الفتان في المراية : منتي أحسن مني في شي يا عنود , إنتي مهندس وأنا دكتووووووووووووووووور ..
ورجعت ترقص وأمها تضحك عليها وهي تنادي ريم , طلت ريم وقالت : أمي ناديتيني ..
قالت بفرح : تخيلي مين طلعوا الناس , أهل مطلق الدكتور اللي عالج أزهار ..
هتفت ريم بصدمة : مــــــــــــطــــــــــــــــــــلق ..
استغربت أمها هتافها ولفت عليها عهود بحدة ورجعت ابتسمت ورفعت حواجبها بتحدي , طالعت فيها ريم بكره وصرخت بغيض : خليهم مادام مايدروووون إنه لبس الخلاخل والبلى من داخل يستاهلون ..
وجريت لغرفتها وطبقت الباب بكل قوتها , لفت أمها وهتفت : عهود , اش فيها أختك ؟؟
قالت بتريقة : غيراااااااااااااانة , اش ذنبي إن الله حلاني وبشعها ..
: عهووووووووووووووووووووووود ..
رمت أمها بنظرة شذرة وتحركت بتأفف وهي تقول : أعد الأيام عشان أطلع من هالبيت , قرفففففف ..
: اللي يسمعك يقول قصرنا معاك في شي ولا ناقصك شي ..
لفت على أبوها اللي توه دخل وقالت : هلا أبويه هلا ..
وكملت بدلع وهي تضمه : وييييييييي ما قصدت كذا و قصدي ريم هذي قاعدتلي في كل شي ..
رفع حواجبه وقال : ريـــــــــــم !! ريم لا تهش ولا تنش ..
قالت بحزن مصطنع : والله عقرب ثرى , ما تدري عنها اش تسوي فيني ؟؟ تطلع عليه كلام وبلاوي ..
مسح صالح شعرها وقال وهو يمشي معاها : لا أكيد تتوهمين , بعدين مضاربة الأخوات لابد منها ..
وسحب شماغه ورماه على الكنبه وهو يلهث ويدور في جيبه , سحبت علبة الدوا من الجيب الثاني وفتحتها وناولته حبه وهي تقول : بالعافية ..
ابتسم وقال : الله يفرحني بك يابنتي ..
ابتسمت بدلع وقالت : قريييييييييييييييييييب إن شاء الله ..
وراحت لغرفتها وهي تدندن بمرح , جلست أم عبد الرحمن جنبه وبدأت تكبس رجوله وهي تقول بفرح : عبدالرحمن رد أخيرا ...
وبدأت تحكيله بضع الكلمات اللي سمعتها من بنتها وهي تصورها كحكاية سعيدة قبل النوم لصالح اللي ابتسم وهو يدعيله ويدعي لعبد الإله بداخله ...
بعدها بـ 13 يوم :
يوم الخميس 7 / 1 / 1428 هـ :
بعد العصر في بيت أحمد :

صكت ريم الجوال بقوة وقالت بغيض وهي تلبس عبايتها وتتحرك لخارج الفيلا : يوم أقولك قارفتني في عيشتي تصدقين ..
زفرت العنود وقالت تهدي ريم اللي ماكانت تبغى تروح للكوفيرة لكن عهود أصرت إنها تروح وبالتالي أمها أجبرتها تروح مع أختها : الله يعينك عليها ..
ولفت على أزهار وقالت من بين أسنانها بغيض : اللي يشوفها الحيزبون يقول هي أول وحدة تنخطب في العالم كله , قال إيه , رايحة للشيخة عشان أول طلة لها بعد الخطوبة ..
غمضت أزهار عيونها لمن حست بالمغص اللي صايبها من الصباح يرجع بشكل أقوى وقالت بهمس : عنود لا تغتابين عشان ما تاخذ حسناتك ..
حطت العنود يدها على بطن أزهار وسألت : لسه ممغوصة ..
دفت أزهار يدها بخشونه وقالت باعتذار لمن شافت صدمة العنود : سامحيني بس لمن أنمغص ما أحد يلمس بطني ..
ابتسمت العنود وقالت وهي تعدل خصلات شعرها بحنان : أنا لو في اثنين يرفسون جوتي بأذبح كل اللي حولي مو بس أدف يدهم ..
طالعت فيها أزهار بامتنان وقالت : شكرا لأنك جلستي معايا ..
زفرت العنود وقالت بهمس : بيني وبينك من وفاة البندري وأنا أكره الصوالين , عشان كذا صرت أفضل اللي يجوون في البيت ..
وزفرت لمن تذكرت بكاء الهنوف الحاد اليوم الصباح وقالت : الله يعين الهنوف ..
ضحكت أزهار لمن اختفت المغصة وقالت : ماعليك , الجوهرة معاها ..
ضحكت العنود وقالت : إيوه لو تنزل دمعة تصلبها بكفففففففففف ..
قالت أزهار : حراااااااااام عليك , هي صح لسانها طويل ومتبري منها لكنها مهي متوحشة ..
أشرت عليها العنود وقالت بحماس : اغتبتيها , اغتبتيها ..
ضربت أزهار يدها وقالت : يا فرحتك , هو في أحد يعاشرك ومايغتاب ..
وبدأت تستغفر , قالت العنود وهي تحرك حواجبها : قوليلها عشان ماتصير غيبة ..
شهقت وقالت : أقول للجوهرة , مستحيــــــــل أنا ماحسبت ترضى عني وتصير علاقتنا زي السمن على العسل ..
وكملت برهبة : وإنتي تعرفين كيف لمن تعصب ..
قهقهت العنود وقالت : نفسي ألقى أحد مايخاف من لسان الجوهرة و ..
دقايق وجات نور وهي تعلن حضور الكوفيرة , قالت العنود وهي تقوم : أروح أتصل بسفسفه عشان تجي , خليها تبدأ بك ..
وتحركت لجوالها , لقيت رسالة , فتحتها وتبسمت وهي تقرأها وقهقهت من قلبها ورجعت اتصلت ..
أول ما وصلها الصوت الهادي وهو يسلم , ردت السلام وقالت بدلع : اتصلت عشان أقول إنه مابأغيره , عاجبني كذا ..
زفر وقال بتريقة : يا طول لسانك في الجوال , لا تخليني أحلف أنزل لجدة أقصه وأرجع ..
ابتسمت وهمست : إذا قصه بيجيبك بأطوله ..
صمت ساد الخط خلاها تغمض عيونها بقوة وهي تدعي ربها إنها ماتمادت معاه قطعه وهو يقول : ما لقيت جواب يسكتك يالمصرية ..
فتحت عيونها وعضت لسانها وهي تعترف بصوت عذب : آسفة قلبي , ناوية أجننك ..
وصلتها لهجته الحازمة وهو يقول : عنيد ..
ضحكت وقالت بنعومة وهي تجلس على سريرها : يا قلبها ..
لمن وصلتها زفرته ضحكت وقالت : آآآآآآآآآآآآآآآآسفة , ماني قادرة أقاوم يووو ..
وزاد ضحكها لمن كمل بعصبية : ياحبك للمنذلة , هذا كله ليش قلت لك ما أحب الكلام الحلو لأني ما أعرف أرد عليه ..
قامت من السرير وحمحمت وقالت بصوت عادي : طيب لا تزعل , بأسكت خلاص ..
وأجزاء من الثانية مرت قبل ماتهمس : ترا مايهون علي زعلك ..
: يالله تطولك يارووووووووح , غيري اسمي في جوالك دحين وفكينا ..
قالت وهي تتحرك لتسريحتها وتخرج منها طقم إكسسوارها تجهزه : اختار واحد من ثلاثة , عدنان ولينا , الدب أو اللي مسجلته دحين ..
: إنت اش عندك ويا هالأسماء البشعة , يلعن أبو الرومانسية ..
قالت بتحذير وهي تعتدل في وقفتها : هي حقوق السب محفوظة , لا تسرق عباراتي ..
وكملت بتريقة وهي تحرك يدها : خليك كووووول استخدم ستاااااااااايل خاص فيك ..
لمن وصلتها قهقهته ابتسمت بحب , قال بعد ما ضحك : أكيد بوش بيموت الليلة , عنود صارت تستخدم إنجليزي ..
قالت بتريقة وهي تخرج ورقة تحتفظ بها دوما في هالدرج : أهم شي لا تطلب مني أعيدها لأنها ما بتطلع من لساني مرة ثانية ..
قال : المهم , ما بأشغلك وراك زواج , غيري أبو وردة مسروقة وحطي اسم جديد ..
سكتت وهي تتأمل الكتابات اللي في الورقة ..
: عنود ..
: عنودي ..
خرجت من أفكارها وقالت بهدوء : طيب , إن شاء الله ..
ساد صمت قبل ما يهمس : نسيت أسألك كيف حالك ؟؟
غمضت عيونها بقوة وهي تقول : بأقولك بخير بس ماني بخير ..
: عارف , عشان كذا اتصلت ..
قالت تبغى تخرج نفسها من الكآبة اللي بدأت تجتاحها : كذاب أنا المتصلة ..
وشهقت وقالت تفسر : ما قصدي بكذاب بمعنى كذاب قصدي ..
: لا تتهربين ..
قالت بصوت متهدج :عدنان ما أحب أتكلم ...
قاطعها : أنا زوجك ..
غمضت عيونها ودموعها تنزل بلا حساب , جلست على الأرض وضمت رجولها لصدرها وهي ترص فمها بيد عشان مايطلع أي صوت من فمها فيسمعها أحد وباليد الثانية راصة الجوال على إذنها ..
: عنود كلميني ..
هزت راسها بلا وهي تصرخ بداخلها ~ ألمي لنفسي لأنه محد حيفهمني , محد حيفهمني ~ تأملت الفراغ اللي كان يحوي سرير البندري واللي احتله حاليا شانزليه ملائم لألوان الغرفة وهي تصرخ ~ أبغاها ترجـــــــــــع , أبغاها ترجـــع , في كلام كثير ودي أقوله لها , محد حيفهم هالشعووووووور ~ ..
: عنودي ..
همست بشهقة : ماقيد حلمت بها ..
: إيش , ماسمعتك ..
مسحت دموعها وقالت بصوت باكي متقطع من كثيرة البكاء : ماقيد , ماقيد حلمت بها ..
وانخرطت في بكاء صامت , وصلها صوته الهادي وهو يقول : عنودي قلبي , ترا يقولون في ناس تحلم بس ما تتذكر أحلامها , بعدين حتى لو ما حلمتي فيها تصدقين يقولون الميت مايجي للناس اللي يحبهم عشان ما يحزنهم ..
مسحت دموعها وقالت من بين شهقاتها : والـ .. والله ..
همس : والله هذا اللي سمعته ما أدري عن صحته , لكن هذا اللي سمعته , المهم امسحي دموعك دحين , ترا أنا أكره الدموع ..
ضحكت وقالت : زين اللي قلت لي , كل ما طفشت منك بأصيح عشان أكرهك في حياتك , تعرفني نذلة ..
توقعت إنه يضحك لكنه همس بعتاب : لا تضحكين قدامي وإنتي متوجعة لأنك ساعتها إنتي اللي بتتضررين ..
طاح الجوال من يدها وهي تغطي وجهها وتصيح من قلبها , كانت تصرخ بداخلها صرخات ما تجاوزت شفايفها , صاحت وصاحت وصاحت ..
: عنود ويــنـــــــك , اتصلتي بسفاااااااااااانـــــــة ..
صوت أزهار خرجها من نوبتها وخلتها تمسح دموعها وتحمحم بسرعة قبل ما تقول : جااااااااااااايــــــــــــه ..
ومسكت طرف فنيلتها ومسحت أنفها ورفعت الجوال وهي تقول : وععععععع بلوزتي صارت لزجة , حماره ما جيت أصيح إلا عنده , دحين يقول علي صيا ..
وسكتت وشهقت لمن شافت إنه مازال على الخط , حطت الجوال على إذنها وقالت : ألو ..
وصلها صوته الضاحك وهو يسأل : خلصتي صياح يا أم بلوزة لزجة ؟؟
شهقت وهتفت بخجل : عدناااااااااااان ..
قهقه وقال : خلاص خليني أبو وردة مسروقة وأنا بأغير عنودي لـ أم بلوزة لزجة ..
هتفت : لااااااااااا , خلاص أغير اسمك , والله أغيره ..
: إنزيـــن ..
قالت بقرف : لا تقلب شرقاوي مو لايق عليك ..
: عدااااااااال يامعوده ..
ضحكت وقالت : يلا روح طولت علي وخسرتني ..
: الفاتورة علي ..
همست بدلع : حبيب قلبي خسارتي وخسارتك وحده , إحنا روح في جسدين ..
: إنقلعي عن وجهي ..
قهقهت وقالت بجدية : بأنقلع وما بأشكرك لأنك خرجت شي خانقني من كم يوم لأنه هذا واجبك علي كزوج ..
صمت ساد قبل ما يقول بغيض : برضو إنقلعي ..
ودعته وصكت الجوال ودقت على سفانة وخبرتها , حطت الجوال على الطاولة ومسكت الورقة اللي أرسلتها لها أزهار قبل رحيلها اللي غير أشيااااء كثيرة في حياتهم وقرأتها كإنها تقرأها أول مرة ..

(( أختي الحبيبة , يا أحلى عمود كهرب في جدة كلها ..
أشكرك لأنك كنت ومازلت وستظلين الأخت الرائعة التي لاطالما حلمت بها ..
الآن فقط تذكرت لم انجذبت إليك وانسجمت معك وأحسست أنني أعرفك رغم فقداني لذاكرتي ..
الآن فقط تذكرت أنك كنت دائما خيالا حلمته لأيام وأنا وحيدة بين ثلاث أولاد ..
روحك الصادقة , عفويتك المضحكة , حبك للخير وسعيك له عندما تعرفين طريقه ...
حافظي على تلك الصفات التي تميزك والتي أعشقها فيك ..
لكم مؤلم أن أقول إني راحلة على ورق ..
ولكن أعذري جبني ..
لم أستطع الحضور ..
ذكرياتي التي أفقت عليها مؤلمة حد الموت يا عنود ..
أمي غرقت بين ذراعي أخي ..
أخي الأكبر الذي أعتبره والدي مات أمام عيني بين فكي قرش ..
أخي الأصغر مات أيضا ..
متوجعة أنا الآن ..
متوجعة وخائفة ..
ماذا سيحل بي وبأخي والوحيد ؟؟
الوحيد , كم هي مرعبة تلك الكلمة ..
على أي أرض أقف ..
تائهة أنا الآن ..
ولكن هل تعلمين مايهون علي ..
سأراهم يوما في الجنان ..
عنود انتبهي لكل غالي لديك ..
أمي , أبي ..
الهنوف الهادئة الحساسة ..
البندري العنيدة المتمردة ..
البندري يا عنود , البندري ..
أدخليها عينيك وأغمضي عليها الجفنين فهي بحاجة لك فوق ماتتصورين ..
اهمسي لها أنك بجوارها دوما..
لا تسأليني لم هي بالذات ولكنها الوحيدة التي أتألم لتركها خلفي ..
احتويها يا عنود فأنا أعلم أنك بلسم جراح ..
كنت بلسمي لزمن طويل فكوني بلسمها الآن أرجوك ..

أختك المحبة لك دوما : أزهار ))

تلمست الورقة وهي تهمس : ما احتويتها يا أزهار ..
ودمعت عيونها لمن فتحت الرسالة اللي بخط البندري ودعت من قلبها على عهود اللي كانت ترافقها في السوء ~ كيف عرفت أزهار إنه البندري تحتاج لأحد يحتويها ويهمس لها~ تذكرت كم من المرات مرت من عندها وهي على جهازها وماسألتها اش تسوي , المرات الأكثر اللي ما حاولت فيها تجبر البندري إنها تخرج من عزلتها وتحتك فيهم , بالعكس من شافت تغيرها أول ما دخلت الكلية كشت منها وبدأت تتهمها إنها تكبرت وماعاد يعجبها شي من دخلت الكلية , طوت الرسالة اللي تحسسها بالذنب الكبير اللي ارتكبته وقالت بعناد لنفسها : خليها هنا عشان تتذكرين دايما إنك فرطتي في أختك ..
وصكت الدرج وهي تطالع في صورتها في المراية وهي تقول : ومايشفع لك إنك غيرتي معاملتك لها في آخر أيام حياتها ..
همست بوجع وهي تتحرك خارجة من الغرفة : مايشفع لك , كنت تحت سقف واحد معاها ..
ابتسمت لأزهار الجالسة بتعب على الكرسي والحرمة تسشور شعرها وجلست على الأرض عندها وضمت بطنها وهي تصرخ بداخلها ~ أزهار حامل بتوأم يابندري , واليوم جواز الهنوف , حنضحك ونرقص ونغني , هذي هي الدنيا يا بندوري , هذي هي الدنيااااا ~ خرجت من أفكارها المتألمة على يد أزهار اللي ربتت على راسها وهي تهمس : كلنا مفتقدينها يا عنود , كلنا مفتقدينها , خليك أقوى عشان الهنوف ..
غمضت العنود عيونها تمنع دموعها قبل ما تقوم وهي تقول بمرح : لقيتها , سميهم سامر وماهر عشان كل عيد يكسونهم سامر وماهر وتوفرين إنت وجاسم فلوس كسوة العيد لهم ..
ضحكت وقالت : الله بقطع شرك يالقحروطية يالبخيلة , أسميهم حشمت كسوة , روحي إنقلعي عني ..
لفت العنود بوزها وقالت : يووووو تراك صايرة شرانية بقووووة ..
ولمن سمعت صوت الجرس الخارجي يرن بشكل متواصل قالت وهي تنزل الدرج بغيض : مارحت عنها سفسفه الدب ..
وجريت وقالت لسيتي : مدينة أنا أرد ..
وزاعقت وهي تفتح الباب : جايتك يا مزعجـــــــــة ..
ابتسمت أزهار للكوفيرة المصدومة من صراخ العنود وقالت بهدوء : عادي , تراها تمزح مع بنت عمتها , عادي ..
وضحكت بداخلها وهي تقول ~ الله يخس إبليسك يا عنود , طيرتي قلب الحرمة بصوتك ~ ..
وقفت الكوفيرة عن السشورة لمن وصلتها أصوات حادة , ابتسمت أزهار وغمضت عيونها وهي تريح ظهرها وقالت وهي تأشر لها : كملي كملي تراهم يسلمون على بعض ما يتضاربون ..



******************************


في القاعة قسم الرجال :
الساعة 10 مساء :

السبابة اللي تدق كتفه قبل ما يوصله الهمس الخفيف ..
: اليوم زواجي ..
غمض جاسم عيونه وقال بزفرة : ياخليقة , ياخليقة ..
وزاعق : أحد يبعد هالحسان عني قبل ما أرتكب فيه جريمة ..
قال عبد الإله بتشفي من بين أسنانه : أحـــــسن , خليه يستلمك ..
لف جاسم عليه وقال : ومتشفي فيني ليه يا سيد عبدالإله ..
ابتسم عبد الإله وقال : لأنه ذبحني من أسبوع باتصالاته ورسايله ..
وكمل يمثل الجهاز : باقي ست أيام و10 ساعات و25 دقيقة على زواجي ..
وكمل بعصبية : وهاتك يا رسايل , ذبحني , كل يوم ثلاث من هالرسالة الفرق الوقت المتبقي ..
لف على حسان المبتسم وكمل بعصبية : تصدق عاد , من كثر رسايلك صابني مغص تخيلت إنه زواجي ..
قهقه جاسم وقال وهو يمسك سبابة حسان ويدها على كتفه : خذ راحتك ..
هز عبد الإله أكتافه كإنه يقول حالك أحسن من حالي , قال حسان وهو يعدل بشته : أصلا مايحق لك تتكلم , أنا خاطب من ثلاث سنين وتوني أتزوج , إنت خطبت بعدي بسنتين وشهور وبتتزوج بعدي بـ 25 يوم ..
حط عبد الإله يدينه على راسه وقال : عز الله طقنا عين ..
وقام وهو يقول بعصبية مصطنعة وهو يرفع قبضته بتهديد : هيييييييييييييييي قول ماشاء الله لا أفقعك وأخليك تعض الأرض ..
قال حسان بسرعة : ماشاء الله ..
ضحك عبدالرزاق اللي جا وقال : إخـــــــص يالخواااااااااااااااااف , واحد أصغر منك يقولك أخليك تعض الأرض و تسكت له ..
قال عمر اللي أصبح كثيرا ما يرى مع عبد الرزاق : خلك محضر خير ..
لف عليه عبد الرزاق وقال : قوم جزاك الله خير ما لهم دخل في هالمضاربات سامع ..
رماه عمر بنظرة حادة وهو يقول ببرود : اش قلنا على هالكلمة ؟؟
ابتسم عبد الرزاق وقال بأسف : واااااااي , زعل المطوع , آسفين ماعاد نقولها ..
ولمن ماتغيرت ملامح عمر دق عبد الرزاق صندل عمر بالجزمة اللي هو لابسها , ابتسم عمر بصمت , طالعوا بذهول في عبد الرزاق اللي ابتسم براحة لمن ابتسم عمر ورجع لف عليهم وهو يقول بأذية : وين كنا , إي صح , إخص يالخواااف , يقولك أخليك تعض الأرض و تسكت له ..
ابتسم حسان وقال : زواجي اليوم ما أبغى وجهي يتشوه ..
وقال عبد الإله : ماشاء الله أشوف العلاقة المستحيلة صارت واقعية , من متى ماشاء الله ..
ابتسم عمر بهدوء وقال عبدالرزاق بتريقة وهو يأشر على عمر وعلى نفسه : تقصدنا , وععععععععععععععععععع , نقص علي أرافق هالإرهابية ..
وكمل بهدوء : أنا بس أقضي الوقت معاه عشان طفشت من أصحابي وحبيت أغير شويه , بعدين نقدر نتبادل وجهات النظر ليس إلا ..
اكتفى عمر بذات الابتسامة الهادئة الصامته وهو يضحك بين الحين والآخر على شي يقوله عبد الرزاق المتبجح , ولمن مشيوا قال عمر بهدوء : رايح بكرة إن شاء الله ..
زفر عبد الرزاق بحرقة وقال : إن شاء الله ..
ولف عليه وكمل وهو يضربه على كتفه : والله حأفتقدك يا دودة ..
قال عمر باحتجاج : اش دودة ؟؟
رفع عبد الرزاق سبابته وحركها لفوق وتحت وهو يقول : لأنك طويل ونحيف زي دودة الأرض ..
: عبد الرزااااااااااااااااق ..
ابتسم عبد الإله وقال بتأكيد : والله أصحاب ..
قال حسان : يا سبحاااااااااااان الله اللي يغير ولا يتغير , رزوق أبو باريس يصير صاحب عمر ..
ابتسم جاسم وقال : عش دهرا ترى عجبا , الله يتمم لهم , أبوية وده يشق الأرض ويطير للسما من الفرحة كل ماقاله عبد الرزاق إنه رايح لعمر ولا جاي من عند عمر ..
قال حسان بتريقة : خله الضعيف , يمكن واحد من عياله يفيده بعد موته , ولد صالح يدعو له ..
طالعه جاسم بعصبية قبل ما يقول بتريقه : وآآآآآآآنا اش فيني سيد حسونة , هااااااا ؟؟ لا تخليني أروح وأخذ أختي من الكوفيرة للبيت وأقولك إحلم بها ..
حرك حواجبه وقال : كان غيرك أشطر , جده حمده معايا ولا نسيت ..
قال عبد الإله وهو ينحني ويمسك يده : آآآآآآآآآآآآآآخ ..
وكمل بتريقة : مسكك من اليد اللي توجع ..
وابتسم لمن شاف شخص جاي وقال وهو يدقه : أبو رحم جا ..
لف جاسم وأول ماشاف مطلق ابتسم وقال : هلاااااااااااااااااا والله ..
وضموا بعض ومطلق يقول : المهلي ما يولي , هلا فيك , كيفك جاسم ؟؟ ها متى يشرف أحمد إن شاء الله ..
بعد عنه وابتسم وهو يقول : شهرين كمان إن شاء الله ..
ولمن شاف عبد الإله يسلم عليه بحفاوة تمعر وجهه , كان يحس بالغيض والقهر يطحنه من دري إنه مطلق تقدم لعهود , وكان ووده يمنعه بأي طريقة لكنه ما قدر , كيف ممكن يقوله واش حيقوله , حقيقة بنت عمه الكريهة , المؤلم له أكثر إنه كان عارف إن عهود اختيار عشوائي من أخت مطلق اللي أكيد خدعها المظهر , مطلق اللي خطبها طمعا في القرب من أهل لاحظ فيهم الطيب , زفر ولف وجهه وهو يشوف مطلق المبتسم لشي قاله عبدالإله ..
ولمن رجع عمر انفرجت أسارير مطلق وأخذه بالأحضان وهو يعاتبه على بعده وفي نفس الوقت يبرر له إنه عريس وله الحق إنه يختفي عن المجتمع لفترة ..


*****************************

بعدها بساعة في قسم النساء :

: الله يخليييييييييكم مو وقته , الله يخلييييكم جملوا هالليلة بس , لا ترفسون ولا ..
: أزهااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اار ..
بعدت أزهار عيونها عن بطنها المنتفخة ولفت على العنود وهي تهمس : الله يفشلك أخت العروس وتصارخين كذا ..
وقفت العنود عندها وهي تلهث وتقول : إلحقيييـ...ـيييني ..
: اش فيك تقطعين الكلام ..
بلعت ريقها وقالت : الهنوف تقول إنها ما تبغى تتزوج ..
قامت بصعوبة وقالت وهي تحاول إنها تتجاهل آلامها : إيــــــــش ؟؟
سحبتها العنود من يسارها وهي تقول : تعالي بسرعة شوفيها , تعرفينها خبلة و ..
لمن خروجوا من القاعة للممر تأوهت أزهار وهي توقف عن الحركة وسحبت يدها من العنود وحطتها على بطنها وهي تغمض بقوة وتستند بيدها على عمود الرخام العريض , شهقت العنود لمن شافت ملامحها وقالت : أزهااا ...
وصرخت وهي تغطي فمها لمن سمعت صوت غريب تلاه مويات تتسلل من تحت فستان أزهار , دمعت عيون أزهار وهي تقول : ما أبغى أولد هنا , ما أبغى أولد هنا ...
قالت العنود ببلاهة : ليه بيطلع رقاص ولا دقاق ..
ما عرفت العنود تقهقه على كلمتها الغريبة الغريبة ولا تصيح ولا تصرخ , صرخت أزهار وهي ترص بطنها بتوجع : عنود تحركيييييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
صرخت العنود وجريت تدور عن أمها , أول ما شافتها واقفة عند طاولة من الطاولات وهي تبتسم للحريم صرخت : أميييييييييييييييييييييييييي أزهااااااااااااااار تولـــــــــد في الممر ..
شهقت هدى وجريت لها وتبعتها نورة , رصت أزهار فمها بقوة لمن حست بأوجاعها تزيد وهي تدعي بداخلها إنه ربي يحمي ولدها ..
: أزهار ..
رفعت راسها وطالعت في سفانة اللي شهقت وهي تمسكها , آنّت أزهار وهي ترص شفايفها أكثر عشان ما تصرخ من شدة الوجع , الوجع من أمس وهو يروح ويجي ومن أصبحت صارت نوباته متتابعة بفترات متقطعة لكن الآن كانت تحس المغص متتالي بحيث ما يعطيها وقت ترتاح ما بين كل مغصة ومغصة ..
: يمه أزهار ..
أول ما سمعت صوت أم منى اللي جات مع بنتها وهدى ونورة تسللت دموعها وهي تقول : شكلي بأولد ..
وتعالى صوت تنفسها المخلوع وهي تقول بصوت مقطع : أنا في , أنا في , السا ... السابع , أخـ .. أخاف ..
ضمتها أم منى وهي تهمس بهدوء : عادي , الولادة المبكرة عادية , ما يتضرر الجنين فيها أهم شي إنت , تنفسي بعمق , تنفسي بعمق ..
سحبت أنفاسها بقوة ولمن شافت العنود جارية ومعاها العباية رجعت دموعها وهي تقول : ما أبغى أروح لوحدي , ما أبغى أروح لوحدي , أبغى أمي , أبغى أمي ..
وقبضت بكل قوتها على يدين أم منى وهي تقول : عارفه إنها ميته بس أبغاها شويه ..
غطت منى وجهها وهي تبكي بصمت والتمعت الدموع في عيون هدى وهي تهمس : كلنا هنا معاك يا أزهار , أنا بأروح معاك المستشفى لا تخافين يا حبيبتي ..
غمضت أزهار عيونها وسحبت نفس عميق وارتجفت شفايفها وهي تهمس : جاسم , جاسم ..
قالت العنود وهي تخرج جوالها بيد مرتجفة من شنطتها المفصلة مع الفستان : دحين أدق عليه , لا تخافين ..
قالت نورة وهي تتقدم لها : هاتي أنا أكلـ ...
وسكتت لمن صرخت العنود وهي تنفجر ببكاء هستيري : جاسم تعااااااااااااااال أزهار تولد ..
سحبت نورة منها الجوال بسرعة وخرم إذنها صرخت جاسم المدوية : إييييييييييييييييييييييش ؟؟
قالت بهدوء : جاسم حبيبي عادي , أزهار بدأ عندها شوية طلق ولازم نوديها المستشفى , تعال لباب العروسة ..
: ثواني وأنا عندك ...
صكت الجوال وبدأت تصرف الحريم اللي بدأوا يتجمعون وقالت بحزم لسفانة : سفانة تحركي وإسندي أزهار ووديها لباب العروسة بسرعة , أقرب لها ومافيه درج ..
تحركت سفانة وضربت العنود اللي تصيح من قلبها وقالت : تحركي يا هبلة ..
سندوا أزهار وتحركوا ..
***
: إحــــــــلف ..
طالع جاسم بحقد في أخوه وقال : هذا وقت أنكت فيه معاك , هات مفتاح سيارتك , سيارتي مشرعة ما أقدر أسوقها ..
قال عبد الرزاق وهو يناوله مفتاح سيارته : أجي معاك ..
سحب منه جاسم المفتاح وقال : ما يحتاج , بآخذ عمر معايا , إنت غطي خروجنا عشان ما يقلق أبويه ..
وتحرك لعمر الواقف مع عبدالإله ومطلق , سحبه وهو يبتسم لهم , طالع فيه عمر بحيرة وسأل : اش فيه ؟؟
همس وهو يوجهه لخارج القاعة : أزهار تعبت شويه بنوديها المستشفى ..
هتف بخوف : تعبااااااااانه ..
فتح جاسم سيارة عبد الرزاق وقال بتوتر : عندها ولاده ..
فتح عمر عيونه على اتساعها وفتح الباب بسرعة , وتعالى صوت إحتكاك الإطارات بالسكة لمن حرك جاسم السيارة بسرعة قبل ما يقفل عمر بابه , أول ما وقف السيارة عند باب العروسة فتح الباب في نفس الوقت مع عمر اللي هرول للباب اللي دقه جاسم بقوة , فتحت نورة الباب وطلت من وراه بكامل حجابها وقالت : ثواني بس يا جاسم ..
ولفت على باب مدخل الحمامات المقفول , تحركت ودقته وهي تقول : يلا جاسم عند الباب ..
فتحت العنود الباب وقالت : بالقوووووووة خلتنا نخلع الفستان ..
تحركت أزهار بصعوبة وهي مستندة على سفانة اللي لبستها بمساعدة العنود ثوب ريم القطني , لبست عبايتها وطرحتها لفوها لها بسرعة ورموها على وجهها , همست وهي تغمض عيونها لمن حست ببوادر مغصة جديدة : صندلي ..
تلفتت العنود وهي ترفع عبايتها وتقول بتوتر : صندل , صندل سحااااااااااااب ..
جريت ريم لمن تذكرت شي , أول ما شافتها حمدة قالت بتوتر : ها بشري كيف ...
وانفجعت لمن انحنت ريم وسحبت صندلها الطبي السحاب من رجولها قبل ماتجري وهي تقول : سوري يا جـــــده , حالة طارئة ..
وناولته لهدى اللي ناولته للعنود , استندت أزهار على ظهر العنود المنحنية بعبايتها وهي تهمس من بين دموعها : آسفة , آسفة , عارفه إنه مو وقته و ...
: اششششششششش ...
سكتتها سفانة وهي تربت على كتفها بلطف , لفت أزهار لهدى وقالت : والله ما تروحين معايا لا إنت ولا العنود , منى وبس ..
هتفت هدى : لا تحلفييييييييين ..
وقالت العنود بعصبية : حلفانك على نفسك بس ..
هزت أزهار راسها وتحركت بصعوبة وهي تقول : هذا جواز الهنوف , مفروض أم العروسة وأخواتها ما يخرجون من الفرح ..
قالت منى برقة وهي تلبس قفازاتها : ما عليك يا عمه أنا معاها ..
وسندت أزهار , فتحت العنود لها الباب وهي تقول : أزهار ..
ابتسمت أزهار بصعوبة وقالت : لا تخبرون الهنوف وتفجعونها و ..
وسكتت وهي ترص بطنها وتنحني بصمت اخترقته أنّة توجع ..
أول ما شافها جاسم تناسى كل شي ودخل من باب القاعة وسندها بقوة وشالها وهو يحبس أنفاسه , فتح له عمر الباب وحط يده على حد السيارة خوف يضرب راسها أثناء تدخيل جاسم لها , دخلت منى للمقعد المجاور وثواني وانطلقت السيارة , كانت أزهار تحس بالعرق يتجمع على جبينها من شدة الألم لكنها رصت فمها بقوة , لكن الألم زاد فصرخت فجأة : ياااااااااااااااااااارررررررب ..
لف جاسم وهو يسأل: اش فيه ؟؟
وانتفض عمر والتفت وهو يهتف : أزهار ..
قالت منى تهديه وهي تتذكر بشكل ضبابي ولادة أمها لكمال : عادي يا عمر ..
وصرخت بلا شعور لمن شافت جاسم : طالع قداااااام لا نصدم ..
التفت جاسم ورص الدركسون بكل قوته و لمن سمع حدة أنفاسها ضغط دواسة البنزين أكثر وهو يضغط البوري بإلحاح للسيارات اللي تواجهه ..
حست بضغط قوي فرفعت نفسها وهي تصرخ : بأولــــــــــد ..
قالت منى بخوف : أزهار لا تدفعين , تنفسي بس , تنفسي ..
سحبت أزهار كم نفس وصرخت لمن حست بدفعة ثانية : مو بيدييييييييييييييييييييييي ..
لفت منى على عمر المرعوب وهتفت : ماقربنا لسه ..
لف جاسم بحدة وهو مثبت يده على البوري ولمن مر من عند السيارة اللي ما أخلت له الطريق رغم البواري والغمازات اللي كان يشغلها باستمرار صرخ وهو يأشر لوراه : قاعد ألعب أنا , قاعد ألعــــــــــب , معايا عايلة يا حيوااااااااااان ..
ضغط عمر يده وقال : جاسم ..
زفر جاسم يحاول يركز على الطريق , وأول ماشاف لوحة المستشفى حس براحة , وقف السيارة و جري لباب الطورائ , فتحه وصرخ في الممر المكتض بالناس وبعض الممرضات : حالة ولااااااااااااادة ..
ورجع جري للسيارة , كان عمر يحاول يخرج أزهار اللي صرخت بعنف : مااااااااا أقــــــــــدر ما تفهم ..
جات ممرضة تجري بسرعة وأول ماشافت أزهار أشرت للممرضين الجايين بكرسي متحرك وهي تقول كم كلمة بالفلبينية أسرعوا بعدها , جلست أزهار على الكرسي لمن تساعد عمر وجاسم على نقلها و تشبثت بكم جاسم وقالت وهي تتنفس بقوة : حرمة , جاسم لازم اللي تولدني تكون حرمة ..
هز راسه بطيب وهو يقول : إن شاء الله ..
ولحقها بتوتر , بعد ما دخلوها للطورائ خرجت الطبيبة وسألته : عندها ملف هنا ..
هز جاسم راسه بلا وقال : لا , هي تراجع في العسكري لكنه بعيد فجبناها هنا , ليه ؟؟
قالت بهدوء : عندها ولادة ..
قال بخوف : بس هي في السابع ..
قالت ببرود : شكل بطنها في التاسع ..
هز راسه وقال بحزم : هي في السابع إحنا متابعين الحمل و كل شي و ..
قاطعته ببرود : مو عشان كذا أنا سألت إذا لها ملف هنا ولا لا ..
وهزت أكتافها وقالت : و سوري أقولك إنه ما نقدر نوقف الطلق , هي في المراحل الأخيرة والرحم مفتوح تماما ..
قال عمر بخوف : بس هي في السابع ..
هزت أكتافها وقالت بابتسامة : النونو يبغى يخرج للدنيا بسرعة ..
لف بوزه بضيق من مياعتها ووجهها المليء بالأصباغ وقال : قصدت مافي خطر عليها أو على الجنين ..
هزت راسها وقالت : عادي , كثير من الحريم يولدون في السابع بس الأطفال يحتاجون لحضانات ..
قال جاسم : طيب حطوه في حضانة ..
ابتسمت وقالت : طيب ياليت تروح تدفع حق العملية والحضانة عشان ندخلها غرفة العمليات ..
تحرك للإستقبال بسرعة ومعاه ممرضة كلمت الرجال اللي في الاستقبال , خرج جاسم بطاقته وهو يسأل : كم ؟؟
قال وهو يطقطق على الكمبيوتر : تطلــــع , 30 ألف ..
هتف جاسم بصدمة : كــــــــــــــــــم ؟؟
قال الرجال بهدوء : العملية 7 آلاف والغرفة ليوم واحد 3 آلاف و الحضانة بـ 20 ..
طالع في بطاقته اللي حدها في السحب 15 ألف وقال وهو يناوله إياها : عندي هالمبلغ إن شاء الله بس البطاقة ما تسحب إلا 15 ألف , تكفي مقدما ..
هز الرجال راسه بأسف وقال : سياسية المستشفى الدفع قبل , ما نقدر ندخلها العملية بدون ...
طالع فيه جاسم بذهول وسأل : ماتقدرون يعني كيف ؟؟
لمن هز الرجال أكتافه ولف على رجال ثاني واقف صرخ جاسم وهو يضرب الطاولة : يعني إيـــــــه , أخرجها وهي تولد وأدور مستشفى ثاني ولا أروح أدور على بنك خيالي عشان أسحب الباقي , طالع الساعة كم ..
مسكه عمر يهديه وهو يخرج بطاقته وهو يقول : بطاقتي فيها 6 آلاف , اسحبها ويصير دفعنا 21 ألف والباقي ..
وسكت لمن هز الرجال راسه وهو يقول : لازم المبلغ كامل أو ...
صرخ جاسم : ياعاااااااااااااالم , ياااااهوووووو ...
وأشر على راسه بعصبية وهو يكمل : بالعقل , الحرمة جوة تصارخ بتولد , دخلها وأنا أحلف لك الفلوس بتجيك كااااااااااملة بالهللة ..
طالع الرجال بتوتر في الناس اللي تجمعت على المشهد وقال : بس سياسة المستشفى ..
قاطعه جاسم : يعني مافي حالات طارئة لهالسياسة الغبية ..
وتحرك بعصبية وتنصنم لمن جات الممرضة وهي تقول : إتنين حضانة , هذا مدام قول في إتنين بيبي ..
حط جاسم يدينه على راسه ورجع لف على الرجال وحط يده على دقنه وهو يقول برجاء : تكفى دخلوها وأنا أروح دحين أجيب لكم الفلوس ..
مسح الرجال جبينه المندي بتوتر وقال وهو يأشر على اليمين : مكتب المديـ ...
جري جاسم وماخلاه يكمل كلامه , دق الباب بسرعة وهو يدعي ربه إنه ما يصير شي يخليه يفقد زمام أعصابه ~ توأم , توأم , توأم ~ ..
: تفضل ..
دخل بسرعة وصافحه و قال : أنا جاسم أحمد الـ ..... , يا شيخ طالبك , حرمتي في الطوارئ حامل بتوأم عندها ولادة وهي في الشهر السابع وتحتاج حضانتين , المبلغ خمسين ألف مو متوفر معاي دحين غير 21 ألف ..
امتعض وجه الرجال المتشخص واللي مافكر يتحرك من ورى مكتبه وهو يقول : سياسة المستشفى واضحة بهذا الخصوص ..
طالع فيه جاسم بصدمة وقال عمر بهدوء وهو يقرأ اسمه المنقوش على الخشب : يا أستاذ طلال الحرمة على وشك ولادة , مستحيل ننقلها دحين ومستحيل كمان إننا نوفر هالمبلغ بسرعة وقبل ما يصير شي خطير , دخلوها الغرفة وأوعدك إننا نتحرك دحين ونجيب المبلغ ..
هز راسه وقال ببرود : آسف بس سياسة ..
صرخ جاسم بكل قوته : الله يلعن سياستكم ويللللللللللللعني إن عاد عتبت مستشفاكم ..
وخرج بعصبية ووقف عند الباب وهو يقول : أنا بأخرج حرمتي لكن والله شوفني حلفت لو صار لحرمتي ولا لأولادها شي لا أوصل خبركم لوزارة الصحة وأفضحكم عند كللللللللل الجرايد و أخليها تستلمكم , إنتـــــم المسؤولين عن كل شي يصير لها ..
قام المدير برعب وقال : اسمع يا أستاذ ...
قال جاسم من بين أسنانه : والله لا أوصل القضية للمحاكم لو اضطريت ولا أخليك تشحد مرضى عشان يجوون هالمستشفى ..
وتحرك للطوارئ وهو يقول : قال مستشفى قال , ماعاد فيه أخلاااااااق ..
لحقه عمر وهو يقول : جاسم , جاسم استهدي بالله , جاسم ..
لمن مر جاسم من عند الاستقبال قال بصوت عالي ساخر وهو فارد يدينه : أحد عنده سلفه 28 ألف لأنهم بيطرودن حرمتي اللي تولد في الشارع والتوأم الخدج يحتاجون حضانة , أحد عنده سلفه ...
سحبه عمر لمن شاف حارسين الأمن متوجهين له وهتف باستنكار : جااااااااسم , مو وقت المشاااااكل ..
: أخ جاسم ..
لف جاسم على مدير المستشفى وقال بتريقة : سامحني طال عمرك لأني ماني مليونير عندي دفتر شيكات ولا واحد من الهاومير اللي يهز اسمهم المكان , آسفين والله شغلنا سرير من أسرتكم المقدسة , دقيقة بس و أخرج حرمتي ..
وتحرك للطواريء وهو يسب ويلعن , ولمن وصل لغرفة طوارئ النساء سمع صوتها المميز وهي تقول بتعب : منى والله هذا صوت جاسم أنا أعرفه , روحي شوفي ا شبه يصارخ و ...
وطلعت أنة عميقة تلاها صوتها اللاهث وهي تقول : يااااااااارب , رحمتك يااااااااارب ..
غمض عيونه بيأس وفتح فمه بيناديها , لف على اليد اللي انحطت على كتفه وكشر لمن شاف المدير وراه ممرضات اندفعوا لداخل الغرفة وهو يقول : خلاص بندخلها غرفة العمليات ..
ابتسم ابتسامة جانبية وقال بداخله بسخرية ~ مايعرف لكم غير واحد ملسون وَسخ زيي , ما ينفع معاكم غير التهديد يا عيال الـ #### ~ هز راسه علامة مبهمة وبعد عن الباب لمن خرج السرير اللي عليه أزهار واللي أصرت تتغطى كاملها بالشرشف , زفر وتحرك للاستقبال وهو مكشر , قال عمر وهو يضغط يدين منى : دحين نطلع , نوقع الأوراق ونجي ..
همست بحماس : توأم ..
ابتسم وقال : الله يسهل لها ويطلعون بالسلامة ..
هزت راسها وهي تأمن على دعوته وتحركت بسرعة لغرف العمليات , جلست عند البوابة المعدنية وهي تفرك يدينها بتوتر ورجعت وقفت لمن سمعت عدة صرخات ولمن ماميزت صوت أزهار من ضمنهم رجعت تجلس وتدعي وتستغفر ..
***
سحبت نفس عميق وزفرته وهي تتأمل جوالها ..
: عنود اش فيك ؟؟
انتبهت العنود من سرحانها على صوت الهنوف المتوتر قالت بسرعة : هااااااا , ولا شي ..
قطبت الهنوف حواجبها بعدم تصديق وقامت ريم ووقفت ورى الكرسي اللي جالسة عليه الهنوف يعني إنها بتعدل طرحتها وهي تقول : هي خايفة إنك ترجعين لحكاية إنك ما تبغين تتزوجين ..
ورمت العنود بنظرة تحذير , صرخت العنود بداخلها ~ يانااااااااااس مو بيدي , أزهار تولد توأم وهي في الشهر السابع , يعني ما أقدر أقلق يعني ~ تحركت وقالت بمزح : إيوه رجاء ترا مافيني لمصيبة جديدة ..
توسعت عيون ريم عن آخرها لمن سألت الهنوف : ليه , صارت مصيبة وأنا ماني دارية ..
هتفت العنود : لااااااااااا ..
وتمالكت نفسها وقالت : قصدت إنه المرة الأولى اللي انرعبت فيها كافيه و ...
خرجت من الغرفة وهي تقول : كإني أسمع الجوهرة تناديني ..
وزفرت لمن خرجت وتحركت وهي تقول : يارب , يارب تسهل لها ولادتها , يارب تحفظها وتحفظ ..
وشهقت لمن تذكرت وقالت : واااااااااااااااااااااا , هي ماقالت لجاسم و ...
جريت بسرعة من الدرج , لمن شافتها الجوهرة قالت بحزم : عنووووووود , اش هالجري ؟؟ استحي المفروض ...
انقطع حديثها لمن سحبتها العنود وهي تهمس : جوهرة خااااايفة إن الولادة في الشهر السابع تأثر على التوأم ..
زفرت الجوهرة وقالت وهي تربت على يدها : لا إن شاء الله , الطب تطور ياقلبي , صار عادي الولادة في الشهر السابع , بعدين في حريم يولدون في السادس والأطفال ما يصير لهم شي ..
زفرت العنود براحة وقالت : الحمد لله , خفت ..
وكملت وهي تفرك يدينها : ترى لو صار شي للأطفال بتموت أزهار وراهم ..
ضربتها الجوهرة وقالت : الملافض سعد , قولي خير ..
مرت من عندها سفانة وهي شايلة المبخرة وقالت : خلي إيمانك بالله أكبر من كذا ..
قالت العنود وهي تضرب الأرض برجلها : مو بيديييييييييييي ..
ولمن شافت نظرات الخنساء وسمية المتسلية , رفعت يدينها وهي تقول : يارب , يارب تحفظهم يارب ..
وكملت : والله اللي يبشرني بخبرها له 200 ريال ..
صرخوا بحماس وقالت الخنساء : إن شاء الله أنا اللي بأجيب البشارة ..
دقتها سمية وقالت : إن شاء الله أنا ..
وتحركت بسرعة وهي تقول : بأرابط عند خالة هدى ..
ولحقتها الخنساء , زفرت العنود وقالت : فاااااااااااااضيييييييييييييين ...
ولمن سمعت أغنية تحب ترقص عليها زفرت مرة ثانية وقالت : مو وقـــتــــه ..
***
: أخوك وينه اختفى فجأة ..
: هاااااااااا ..
عقد أحمد حواجبه وقال حامد بعصبية : هاااااااا للحمير , نعم للأودام ..
قطب حواجبه وقال : نعم ..
وقبل ما يرجع أبوه يكلمه قال حامد بحدة : حواجبك حبوا خشام بعض فكها ..
ابتسم ابتسامة مغتصبة وقال : نعم ..
ضحكوا الشباب وكل يحمد ربه إنه مو هو اللي طاح في لسان حامد , ضحك أحمد وهمس لصاحبه : حامد , خف شويه ..
وكمل بهدوء لولده : خلاص خلاص , كنت بأسأل أخوك وينه مختفي ..
قال عبد الإله : أكيد خرج عشان شي نسيوه الحريم ..
قال حامد بطفش : هم كذا , يجون طايريييين ومافي بين عيونهم إلا القاعة ويوم يوصلون يبدأون اتصالات , والله نسينا والله نسينا ..
قال عبد الرزاق من بين أسنانه : أنا لو تكلمت وده يرقعني بحصا وإنت ياكبر الابتسامة والتأييد , ليه ما أدري ؟؟
ابتسم عبد الإله وقال : أصبر عليه شويه ويحبك , تراه حبوب..
لف عليه وهمس باستنكار : حامد حبووووب ؟؟ أي وصف ينطبق على هالرجال إلا حبوب ..
ضحك عبد الإله وقال : أنا أشوفه كذا , اشلي واشلك ..
جاهم حسان وقال بتوتر : جاسم وين ؟؟
ماحب عبد الرزاق يوتره فقال : راح ودحين يجي إن شاء الله ..
***
انتفضت منى لمن رن جوالها اللي في يدها وطاح على الأرض , استغفرت ورفعته بسرعة وهي تهمس : هلا أمي ..
وزفرت وقالت : قبل شوية دخلوها .... ما أدري ليه أخروها ... أمي وجهها ما كان يطمن وتراها قالت كلام كثير كله وصايا كإنها تودع ...... يعني ؟؟ ..
زفرت براحة وقالت : ما كنت عارفه إن الولادة جزء من ألم الموت .. الله يسهل لها ..
ولمن شافت الاثنين جايين همست : يلا مع السلامة , الرجال جووا ..
سأل جاسم وهو يأشر على الباب : دخلوها هنا ؟؟
هزت راسها بإيوه وهي مخلوعة من توجهه الخطاب لها , جا عمر وجلس جنبها وهمس : منايا أنا رايح أجيب المبلغ الباقي من عمي أحمد , إنت ...
مسكت فيه بيدينها وهزت راسها بلا وهي تقول : ما تروح وتسيبني وتسيب أزهار , لو صحيت وماشافتك ولا صار شي لا قدر الله ..
قال جاسم وهو يخرج جواله : خليك هنا , أنا أخلي عبد الرزاق يجيب المبلغ ..
ولمن ابتعد وهو يكلم زفرت منى براحة وهمست : أشوه ..
ربت على يدينها وضغطها وهو يطالع في الباب المعدني بخوف ..
***
: خلي طاقتك في الدفع يا أزهار مو في الصراخ ..
سحبت أنفاس عميقة وهي ترجع ظهرها بتعب للسرير وهي تقول : غصب عني ..
ودمعت عيونها وهي تقول بألم : إنتي توجعتي كذا يا أمي يوم جبتيني ..
وغطت وجهها بوجع , بعدت الممرضة يدينها وحطت لها كمام يبخ هوا خفيف يسبغ عليها بعض الراحة وهي تمسح لها العرق عن جبينها ..
: يلا يا أزهار , دفعة قوية وينتهي كل شي ..
رفعت أزهار نفسها وهي تحس بكل عظمة في جسمها تئن , ما تدري كم مر من العذاب قبل ما تسمع صرخة الدكتورة وهي تقول : برافو عليك , هذا الأول ..
ورفعته بعد ما خبطت له ظهره بخفة وهي تقول : ولد ..
أول ماشافته أزهار ينتفض وهي يطلق صرخة فزع تفجرت الدموع من عيونها , ناولته الدكتورة للممرضة اللي غطته بسرعة وقالت : دفعة ثانية يا ماما ..
ضحكت أزهار من بين دموعها على الكلمة ومسحت أنفها بقفى يدها وهي تحس بآلامها تتجدد , زادت دموعها لمن سمعت بكى مولودها الأول وصرخت من أعماقها وهي تحس بالألم يمزقها لأشلاء : الله يرحمك يا أميييييييييييييييييييييييييييي ..
: المولود الثاني يا أزهار ..
ورفعته وهي تقول بفرح : بنت زي القمر ..
أزهار اللي مهي مصدقة إن التوأم الثاني اللي قالت لها الطبيبة إنه مو واضح جنسه في الجهاز يطلع بنت تهالكت على السرير وغطت وجهها وهي تصيح وتصرخ : آآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أميييييييييييييي , محتاجتك يا أمييييييييييييييييييييييييييييييي ..
تحركت الدكتورة وهي تنزع قفازاتها بعد ماناولت الطفلة اللي صرخت للممرضة ومسحت على شعره أزهار بحنان وهي تقول : أزهار ..
زاد صياح أزهار وهي تقول : ما بريتها في حياتها , ما وفيتها جزء من اللي حسته في ولادتي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أميييييييييييييييييييييييي , ارجعي عشان أقولك سامحينييييييييييييييي ...
ضمتها الدكتورة وهي تقول : الله يرحمها , دعيتيلها وقت الولادة والدعاء فيها مستجاب إن شاء الله ..
ولمن جووا الممرضات بالطفلين أشرت لهم يرجعونهم وهي تمسد كتف أزهار بحنان وتطبطب عليه وأزهار تقول بصوت باكي : ماتت وأنا ما قلتلها سامحينيييييي إذا غلطت عليك في يوم , رفعت صوتي ولا طالعتك بنظرة حادة ولا تكاسلت عن خدمتك ولا ماسمعت كلامك , ماتت , ماااااااااااتت وماشافت أولادي , ما سمعتهم ينادونها جده , وهم بيكبرون وهم ما يعرفون إنه كان عندهم جده عظيمة زي أمييييييييييي ..
همست الدكتورة : كله بأجره , وصدقيني بيعرفونها لأنه أكيد أمهم بتكون عظيمة إن شاء الله زي جدتهم اللي ربتها , صح ولا لا ؟؟
هزت راسها بإيوه وهي تهمس من وسط شهقاتها : إن شاء الله ..
وبعدت عنها ومسحت دموعها وأنفها وهي تكمل : حوست الدنيا ..
ضحكت الدكتورة وقالت وهي تناولها منديل : عادي , يصير في الولادات أشياء أخس من كذا ..
وأشرت للممرضتين اللي تقدموا لها بالأطفال , ضحكت لمن شافتهم ورجعت لها الدموع وهي تحس بثقل في جسمها كله لدرجة إنها ماقدرت ترفع يدها عشان تلمسهم , هزت راسها بطيب فابتعدوا عنها وجاتها ممرضة ثالثة وحطت لها الكمام اللي كان يبخ هالمرة بقوة , ثواني واختفى المنظر اللي قدامها وسبحت في ظلام لذيذ بعيد عن الألم , حست نفسها خفيفة وبتطير من الراحة ..
***
خرجت عاملة النظافة الباكستانية المحجبة وقالت بفرح لمن شافتهم : إنت ماما أزهار ..
هز جاسم راسه بإيوه فقالت بلهجة مكسرة : مبروووووووك ماما كويييييييييييس في واهد ولااااااد واهد بِـــنت ..
صرخت منى بلا شعور وطالع عمر في العاملة بعدم استيعاب , أول ما سمع جاسم البشارة خرج محفظته لقيها فاضية , دخل يدينه في جيووبه و خرج الورقة اللي لقيها وناولها الـ 100 ريال وهو يقول : الله يبشرك بالخير ..
ثواني وانفتح الباب وخرجت الممرضتين المبتسمات , أول ما شاف ألوان اللفافتين المختلفة دمعت عيونه وما عرف يشيل مين أول , لف على عمر وانصدم لمن شافه منزل غترته ومغطي وجهه بيدين مرتجفة وأكتافه تهتز بصمت , غمضت منى عيونها وسندت جبينها على كتف عمر و هي تبكي من بكاه , لأول مرة من زواجهم تشوفه بهالضعف ..
مسح جاسم دموعه وسحب أقرب الطفلين , باسها على خدها وحطها على حضن عمر وهو يقول : شوفي خالو كيف فرحان بك ؟؟
بعدت منى عن عمر وهي تمسح دموعها من تحت الغطى وبعد عمر يدينه وهو يمسح دموعه بخشونة , ابتسم لمن شاف وجهها الصغيرة وقال بصوت مخنوق : ليش شكلها زي عقلة الإصبع ؟؟ ما أعرف أشيلها ..
قال جاسم بتريقة : زي ما تشيل صحن الجلي أو العجين ..
ضحك عمر و تناولها بخوف وتردد وهو يقول بتوتر : فعلا زي الجلي , ليه خفيفة وتهتز كذا ..
شهقت منى لمن شافتها وقالت وهي تبعد الغطاء الوردي عن وجهها : واااااااا ماشاااااااء الله تجنـــــن , عمر شوف شوف تحرك يدها ..
قال عمر بإستئذان وهو يطالع في جاسم اللي شال الولد : بأذن في إذنها ..
هز جاسم راسه وهو يبتسم له , رفعها عمر وقرب فمه من إذنها اليمين وبدأ يؤذن فيه بصوت خفيف عذب أول ما صدح الصوت قطبت الطفلة حواجبها وانتفضت بفزع وهي تحرك يدينها , ضمها عمر وبان في صوته الابتسام , قال جاسم لمن شاف حيرة الممرضتين : هذه سنة بس الناس نسيوها , الرسول كان يؤذن في إذن نونو ...
وكمل بتريقة : عشان كذا كل البزران دحين شياطين مصغرة ..
هزوا راسهم بتفهم وهم يطالعون في عمر بدهشة , بعد ما خلص الآذان بعدها وقال : الله يصلحها ..
هتفت منى : يا قلبييييييييييييييييي كيف صعنوووووووووونه ..
دقها عمر وهو يهمس : تراك تحمستي , صوتك وصل لآخر المستشفى ..
دقته وهي تهمس : مالك دخل , هات خليني أضمها شويه ..
بعدها وهو يقول بطريقة تملكيه : لااااااااا ..
ولمن سمع ضحكتها المكتومة استحى من حركته العفوية وقال وهو يناولها : بس انتبهي لراسها تراني أحس حركة وحدة ويطيح من أكتافها ..
ناوله جاسم الولد وهو يسأل الممرضة : وين أزهار ؟؟
لمن بدأ عمر يؤذن في أذن الولد قالت الممرضة خالية اليدين وهي تتوجه لمنى : بعد ما يسحى من مُكدر إحنا ودي غُرفة ..
وكملت وهي تتناول البنت : لازم هادا حطي في حدانه دهييييين , عشان هو مررررررره صغيييييييييييييير ..
قال جاسم بتريقة : إنتبهوا زيييييييين للبريئين اللي كانوا بيموتون بسبب الجشع ..
ضحك عمر وقال وهو يناول الولد لمنى : أما عليك لساااااااااان ..
قطب جاسم حواجبه وقال : لو ماكان عندي هاللسان كان...
وزفر , دقه عمر وقال : لو تفتح عمل الشيطان , الحمد لله اللي عدى كل شي على خير ..
قال جاسم بغيض : طيب لنفرض إني كنت من ذوي الدخل المحدود , تموت حرمتي و يموتون عيالي قدام عيوني و أنا مكتف ؟؟
: سلااااااااااام ..
لفوا على عبد الرزاق اللي تقدملهم ومعاه محمد ولد جلال وهو يخرج ظرف من جيبه , ناوله لجاسم وهو يقول : مايجي نعطيهم إياها على الجزمة ..
ضربه عمر بأطراف أصابيعه على ذراعه وهو يقول : استحي ..
حك عبد الرزاق ذراعه قبل ما يرد له نفس الضربة وهو يقول : وإنت استحي تضرب أكبر منك ..
ابتسم جاسم وقال : بس إنت واياه , اش بيقولون عيالي لا شافوا عمهم وخالهم يتضاربون كل ما تقابلوا ..
قال محمد بتريقة : عيااااااااااالي مرة وحده ..
ابتسم جاسم وقال وهو يهز اصبعينه : قولوا ماشاء الله بنت وولد ..
شهق عبد الرزاق وصرخ : توأم واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو ..
ضربه عمر وقال : أذكر الله , قلك قول ماشاء مو واو ..
بدأ يسمي ويكبر وقال بعدها بحماس : بأشوفهم ..
قال عمر يغيضه : ودوهم الحضانة لأنهم لازم ينحطون في حضانات خاصة ..
وكمل بأذيه : بسم الله ماااشاء الله , البنت حللللللوة خشمها حد السيف زيي والولد عيونه رمادية زيي كمان ..
ضحك جاسم من قلبه لمن قال عبد الرزاق بغيض : لا والله , لا يكونون عيالك وأنا ما أدري ..
كان عارف إنه عمر يشبه أزهار عشان كذا الأطفال لهم بعض ملامح خالهم لكنه قال : بس إنت واياه , أحشموا وقفتي ..
وهمس وهو يدق عمر : بعدين حرمتك هنا , لا تشوفك تتعاند مع عبد الرزاق زي البزران ..
حرك عبد الرزاق حواجبه وقال : زي البزران ..
ضربه جاسم وهو يرميه بنظرة تسكيته , غطى عمر فمه والضحكه المكتومة تخرج من أنفه وهو يهمس : مُهزء ..
زفر جاسم وقال : والله ما بيخلصون ..
وتحرك للمصعد وهو يقول : أروح أودي الفلوس أحسن لي , أووو صح من مين أخذتوها ؟؟..
قال محمد : عمي علي أعطانا إياها من المواجيب اللي جاته ..
ابتسم وخرج جواله ودق على أبوه ..
***
فرك أحمد يدينه وهو يدور عند مدخل القاعة بتوتر ..
: أبو جاسم وينك عن العشا ؟؟
التفت أحمد لأخوه وابتسم وهو يقول : شبعان ..
تبع صالح علي اللي خرج من صالة العشاء وهو يقول : أفا عليك , أبو العروسة وتقول شبعان ..
دق جواله فأشر لعلي مستأذن ورد بسرعة وهو يقول : بشر ..
وصله صوت جاسم المليء بالفرح وهو يقول : توأم بنت وولد , مبروك عليك يا جدو ..
قال بفرح : الله يبشرك بالخير , الله يبشرك بالخييييييير , رُزقت الموهوب وشكرت الواهب ورُزقت برهما إن شاء الله , جعلهم الله مواليد سعااااااااادة يارب ..
وودع جاسم ولف على علي وصالح وقال بفرح : حرمة جاسم جابت توم بنت وولد ..
هتف صالح : مااااااااااشااااااااااااااء الله , بالبركة بالبركة ..
وقال علي بذات الفرح : رُزق الموهوب وشكر الواهب ورُزق برهما إن شاء الله ..
وضم صالح أخوه وقال يمازحه بفرح : يعني صرت عجوز وأكبر مني يعني ..
ضحك أحمد وقال : كلها كم شهر إن شاء الله ويجيب لك عبد الإله حفيد وأقولك ساعتها مين أكبر من مين ..
ولمن شاف حسان جاي قال بحماس : تعال يا عريس , ينافسونك عريس وعروسة اليوووووووم ..
ابتسم بحيرة وذابت ابتسامته لمن كمل أحمد بفرح عميق : جاسم جاله توأم بنت وولد ..
هتف بحماس : واللــــــــــه ..
ودور في جيوبه عن جواله وهو يقول : الخوااااااااااان , عشان كذا مختفي من مدة ...
في الوقت اللي تعالت فيه تبريكات الموجودين لأحمد اللي كانت الفرحة تلتمع في عيونه ..
***
زفرت وهي ترفع كاسة الموية لفمها وعقلها مشغول في عالم ثاني , شافت سمية جاية لها وهي تقول : عنود , عنووووووود ...
وفجأة دوى صوت الخنساء من البعيد تقول : ولد وبـــــــــنت ..
لفت سمية وقالت باعتراض : غشااااااااااااااشة , غشااااااشة أنا جيتها أول ..
طاحت الكاسة من يد العنود وجريت لفوق وسابتهم يتهاوشون , فتحت باب غرفة العروسة وهتفت بفرح : أزهاااااااااار ولدت , جابت بنت وولد ..
تعالت صرخات الحماس من سفانة وريم وطالعت فيهم الهنوف بفجعة وهي حاطة يدها على صدرها بصدمة , جريت العنود لها وضمتها وهي تقول بصوت مخنوق : أزهار ولدت , طلع التوأم الثاني بنت , طلع بنت ..
صرخت سفانة لمن سالت دموع الهنوف : لاااااااااااااااا إلا الدموووووووووع ..
وجريت ريم تدور على منديل ودموعها على خدودها , سحبت منديل وبدأت تمسح للهنوف اللي وقفوا سفانة والعنود حولينها وهم يهفهفون على وجهها والعنود تقول من بين دموعها : يا غبية بتصيرين بوزو وما بياخذك حسان وقتها ..
ضحكت الهنوف من بين دموعها اللي مارضيت توقف , قالت سفانة وهي ترفع راسها للسما لمن حست بالدموع تتسلل لعيونها : حمير ما أبغى أعدم مكياجي يا زفوت , وقفوا صياح ..
دخلت عليهم الجوهرة وقالت بفرح : أزهار ولـ ...
وقطعت خبرها لمن شافتهم متجمعين على الهنوف , سألت بخوف : اش فيييييييييييييييه ؟؟
ضحكت سفانة وقالت : وصلنا الخبر , وشوفي اش صار فيهم ..
قطبت حواجبها لمن شافت الثلاثة يصيحون وقالت بحزم : قلنا ولدت ما قلنا ماتت ..
انهارت العنود جنب الهنوف وغطت وجهها وهي تصيح من أعماقها , وزاد بكى ريم وهي تمسح للهنوف اللي زادت دموعها , قالت سفانة وهي تتحرك لها وتقومها : عنود خلاص , بيسيح مكياجك وبتصرين ساعتها بوزو وعيونك عيون الباندا ..
قالت العنود من بين دموعها : قبل سنة ماتوا أهلها , قبل سنة ..
ضمتها سفانة وهمست : وربي عوضها الحمد لله , مفروض تفرحين لها ..
رفعت العنود راسها ومسحت دموعها وهي تقول بحرقة : كانت تبغى أمها معاها ..
ورجعت دموعها تنسكب وهي تقول بألم : لوحدها يا سفانة , ولدت لوحدها ..
ضمتها سفانة وقالت وهي تقاوم دموعها : هذي حكمة ربي وقضاؤه وقدره , مايقدر الواحد يقول شي , بتعترضين دحين ..
هزت راسها وهمست بصوت مخنوق : أنا ما أعترض أنا حزنانة بس ..
قالت الجوهرة بخشونة : إنت حزنانة وهي فرحانة ..
طالعوا فيها بحدة واستنكار , ضحكت خولة اللي دخلت وسمعت حديثهم و قالت بلهجة ألطف : الجوهرة قصدها إنتم البنات ما تدرون قد إيش تفرح الحرمة بعد ما تولد , فكه من تعب وقرف الحمل الولادة , الحمد لله ارتاحت ..
بدأوا البنات يهدون ورجعوا انشغلوا في الهنوف اللي بدأت سفانة تعدل لها كحلها ..
***
: أزهار ..
فتحت عيونها بتعب وابتسمت لمن شافته وهمست بصوت مبحوح : جاسم ..
ضحك وقال بتريقة : اش هالصوت ؟؟
حمحمت وقالت وهي ترفع يدها وتتلمس حلقها : حلقي يعورني وفيه شي حامض ..
ربت على يدها ومسح على شعرها وهو يقول : شكله من كثر الزعيق ..
همست بصوت ضعيف : خسارة مافي صبر ..
تأملها بحب وهو يهمس : بالعكس الدكتورة تقول ماشاء الله عليك كنت أهدأ مريضة مرت عليها من فترة ..
ورجع يبعد خصلات شعرها وهو يهمس بصوت أخفت : توأم !!
ابتسمت بتعب وقالت : كنت أبغى أقولك قبل الولادة بس ما توقعت أجيبهم في السابع ..
وغمضت عيونها لثانية ورجعت فتحتها وهي تقول : كيفهم ؟؟
قال وهو يضغط يدها : أحسن مني ومنك ..
قطبت وهمست وهي تغمض عيونها : سمي بالله لا تحسدهم ..
رفع نفسه من المقعد وسلم على جبينها ورجع سلم على خدها وهو يهمس : شكرا ..
ابتسمت من دون ما تفتح عيونها وهي تسأل بهمس : على إيه ؟؟
همس وهو يعدد على أصابع يدها اليمين اللي بين يدينه : لأنك تزوجتيني ولأنك تحملتيني ولأنك صبرت على مرضك و لأنك جبتيلي أحلى توأم في الدنيا ..
وكمل وهو يدنق عليها ويطوي إبهامها : ولأنك خليتي لحياتي معنى ..
وقرب فمه من إذنها وهمس : أحبك يا أم عمار ..
فتحت عيونها على اتساعها ولفت عليه وطالعته بصمت , قام وجلس جنبها و ضمها لصدره وهو يقول بمرح : قومي بالسلامة عشاني وعشان عموري والدبه الثانية ..
لفت يدينها بضعف حولينه وغمضت عيونها وهي تنشج نشيج صامت وهي تصرخ بداخلها ~ شكرا يارب , اللهم لك الحمد على نعمك , اللهم لك الحمد , ياربي لا تحرمني منهم يارب , يارب احفظهم لي يارب ~ ..
بعد عنها ومسح دموعها وقال وهو يقوم : لايشوفك عمر تصيحين يقوم يقول ضارب أختي ..
ضحكت لأول مرة من خروجها من العملية ومسحت دموعها وهي تحس بنشاط يجري في جسدها , مسد شعرها ورجع يعدل المخدات واللحاف , ضحكت أزهار وقالت : جسومي خلاص ..
سحب جاسم نفس عميق وزفره وتحرك للباب ونادى عمر اللي دخل مع منى , أول ماشافته جاي رفعت يدينها وتغيرت ملامح وجهها ودموعها تتجمع في عيونها , جري لها عمر وضمها بقوة , شهقت قبل ما تصيح من قلبها وهي تقبض يدينها على ظهره بقوة , خرج جاسم وصك الباب وهو يحس بقلبه يتقطع عليها , كان عارف إنه يوم شافت أخوها تذكرت كل أهلها , مافتحت منى غطاها عشان مايشوفون دموعها اللي انسكبت وهي تتأملهم وهم على هالوضعية , كانت أزهار تصيح بصوت كسير وعمر ضامها بقوة وهو يمسد شعرها وهو يهمس بكلمات تصبير عذبة , قالت من بين دموعها : سميناه عمار ..
كبت عمر دموعه وهز راسه وهو يضمها أكثر وهو يقول : على البركة , إن شاء الله يطلع أحسن من خاله ..
مرت فترة قبل ما تبعد عنه وهي تمسح دموعها وهي تقول : ما أدري اش فيني بس أصيح ؟؟
ضحكت منى وقالت : عادي أمي ذبحتنا بكثر البكى بعد ما جابت كمال ..
وراحت سلمت على أزهار وهي تباركلها وقالت : مابأفتح الغطى عشان ماتشوفون مكياجي كيف صار ...
وتحركت للحمام الملحق بالغرفة وهي تقول : عن إذنكم ..
اندق الباب فتحرك عمر وفتحه , ابتسم جاسم وناوله الجوال وهو يقول : الوالده تبغى تكلم أزهار ..
أخذ الجوال وناوله لأزهار اللي قالت بصوت حاولت تسبغه بالقوة : السلام عليكم ..
***
بلعت هدى ريقها وقالت بصوت مخنوق : وعليكم السلاااااااام , هلا بنتي , بشريني عنك , بخير ؟؟.... الله يقومك بالسلامة يا حبيبتي ... عسى ما تعبتي .....
زفرت هدى وقالت باعتراض للعنود : خليني أسمع أخبار البنت ...
طالعت فيها العنود برجاء وهي تقول : خلااااااااص سلمتي عليها ..
زفرت هدى وقالت : أزهار , خذي هالمرجوجة معاك ..
وقالت للعنود اللي سحبت الجوال بفرح : لا تكثرين ترى البنت تعبانة ..
العنود اللي سمعت صوت أزهار الهامس الواضح التعب في نبراته وهي تقول : هلا بأحلى مرجوجة , عسى ما صحتي , تراني أعرفك ..
صرخت بفرح : أزهاااااااااااااااااااااااااااااااااااار..
ورجع اختنق صوتها وهي تقول : مبـ .. مبـ .. مبروووووووك ...
وانخرطت في نوبة بكاء , سحبت منها الجوهرة الجوال وقالت : هذا بدل ما تهدينها يالخبلة ..
وسلمت على أزهار وباركت لها وقالت : خذي الهنوف معاك ..
تناولت الهنوف الجوال و قالت بلهفة : زهرة قلبي ..
وصلها صوت أزهار اللي حاولت تسبغه بالمرح وهي تقول : هلا بالعرووووسة , قررتي تتزوجين أخيرا ؟؟
تمالكت دموعها وقالت بتأنيب : ما بتحضرين زفتي ..
ضحكت أزهار وقالت : اش أسوي عيال أخوك طالعين على أبوهم مستعجلين ..
ضحكت الهنوف ومسحت دمعة كانت بتتسلل لخدها وقالت : ما بأطول عليك , انتبهي لنفسك يا قلبي وألف ألف ألف مبروك , يتربون في عزك وعز أبوهم ..
وودعتها وضمت الجوال براحة , قالت سفانة : ها نقدر ندخل حسان دحين عشان نزفك , ترى الوقت راح ..
رجع التوتر لها لكنها تمالكت لمن شافت نظراتهم الحادة المحذرة , ابتسمت وقالت باستسلام : اللي تشوفونه ..

: ما بأدخل وجاسم مو معايا ..
دفه عبد الإله وقال : أدخل وإنت ساكت , كنك في الحضانة , الرجال لاهي مع حرمته وعياله والله مابيجيك لو تلحس السما ..
: حسان ..
سحب نفس وطلع الدرج بصمت مع أبوه وخاله أحمد اللي ناداه , لقيوا سفانة في استقبالهم , أول ما دخلوا على الصالة الكبيرة وشاف حسان الهنوف واقفة بتوتر ابتسم بحب وهتف فجأة : أخيـــــــــرا , مابغينا ..
ضحكوا على كلمته ونزلت الهنوف راسها وهي ترتجف من شدة الخجل , ولمن شافته قدامها نزلت راسها أكثر , رفع طرحتها وتصنم لمن شافها , ثواني مرت والهنوف تتساءل اش عنده واقف قدامها بلا حركة لكنها ما رفعت بصرها , همست الجوهرة لأختها وهي تطالع من ورى الباب : اش به ؟؟
مسكت العنود ضحكتها وهمست : تنح الرجال ..
قالت سمية وهي تأشر عليه : هييييييييي خالو اش فيييييييييييييييك ؟؟
خرج من عمق سرحانه ولف عليها وقال بحدة : أتأمل في إبداع الخالق عندك مانع ..
ضحكوا الكل وقالت خولة : طيب تحرك وإقرأ , البنت بتتكسر رجولها من الوقفة ووراها زفة والفستان ثقيل ..
حط يده وقرأ وبلا مقدمات مسك يدها وسحبها وهو يقول : يلا البيت ..
انفجروا بالضحك وقال علي من وسط ضحكه : اصطلب ياولد الله يفشلك , فضحتنا قدام أبو البنت ..
سلم علي وخرج عشان يعطي فرصة لأمها إنه تجي , تحرك أحمد وسلم على الهنوف بمحبة وهو يبارك لها ويوصيها , ودخلت هدى عليهم , سلمت على حسان بخجل وسلمت على بنتها وباركت لها وهي توصيها , قال حسان : مو لازم زفة خلاص نروح للبيت وإنتم أرقصوا وغنوا و ..
قاطعته أمه : حسااااااااااان ..
وقالت سفانة : دومكم يالرجال كذا , ماهمكم شي , الضعيفة تعبت في الفستان والمكياج والتسريحة وهذي ليلة عمرها , كذا بالساهل عندكم لا تنزفين , يووووووو ..
قطب حواجبه وقال : لا تاكليني , يمه منك , الله يعين زوجك عليك ..
قالت الخنساء بحده : لسه ماصار زوجها ..
كان الكل يعرف الكره الجديد اللي بدأت تكنه الخنساء لعبدالإله اللي تعتبره سارق الأخوات , لف حسان على الهنوف وقال : لا يكون العنود تكرهني كذا ..
قالت العنود من ورى الباب لأختها ولريم : أكرهه كره العمى , أخذ هنيف مني ..
ضربتها الجوهرة وقالت : كلها كم شهر وتلحقينها ..
دمعت عيونها وهي تقول : اسم إني بأعيش لوحدي في البيت ..
طبطبت عليها ريم وهي تقول : أنا بأنقل عندك , حجة وحاجة , بأقولهم العنود وحدانية وأنا أحتاج فترة نقاهة من عهود عشان ما أقتلها قبل زواجها ..
قالت الجوهرة تذكرهم : مايحتاج هذا كله أصلا مابتلقى العنود وقت عشان تفكر بفراق الهنوف , أزهار أكيد نفاسها عند أمي والتوأم بيكونون ...
صرخت العنود بحماس وقالت : وااااااااااااااااي , صح النوانوة بيكنون عندي , يااااااااااااااااااااي ونااااااااااااااااااااااااااااااااسة ..
شهقت ريم وقالت : عنود تعالي بسرعة لا يفوتك ..
طالعت العنود وابتسمت وهي تهمس : ياااااااااااااي ..
طالعت الجوهرة ولمن شافت حسان ماسك دقن الهنوف يحاول يلف وجهها له شهقت وقالت وهي تسحبهم : يا قليلاااااات الأدب , تحركوا من قدامي يلا , صدق ماسخات فاسخات الحيا ..
هتفوا مع بعض : لاااااااا لا يفوتني بقية المشهد ..
وسكتوا وهم يلتفتون على بعض قبل ما يضربون الباب بيدهم , قالت ريم اللي ضربت الباب أول : أنا لمسته أول ..
لفت العنود بزوها وقالت : عادي , تزوجي قبلي ..
ضربتهم الجوهرة وسبتهم لتحت وهي تتكلم عن حياء البنات اللي بدأ يختفي مع مرور الزمن ..
قالت خولة لمن شافت الهنوف المستحية : يلا يا بنات أخرجوا خلوا العرسان لوحدهم شويه , لمن خرجوا وانقفل الباب , ساد صمت وصمت و صمت , لفت الهنوف بحيرة لقيته نايم على الكنبه , ~ مستحيل , ما أظنه نام بهالسرعة ~ حمحمت لكنه ما فتح عينه , همست : حسان ..
لكنه ما تحرك , شفتيه المنفرجة بتعب وعيونه المغمضة بهدوء , تأملته لدقائق طويلة , مدت يدها وحطتها على كتفه وهزته بخفه وهي تهمس : حسان ..
انتفض وفتح عيونه على اتساعها , طالع فيها بحيرة , ابتسمت بخجل وهمست : نوم العوافي ..
ضرب جبينه وقال بصدمة : لا تقولين ..
رصت شفايفها وخرجت الضحكة من أنفها , قال بعدم تصديق : هنوف تتريقين ..
ضحكت وقالت : والله كنت نايم ..
فرك عيونه بتعب وقال بتريقه : هذا من كثر الحماس , شكلي شديت حيلي بقوة فانقطع ..
لمن سمع الطرقات على الباب قال بعصبية : اللي بيدخل بأذبحه , خمس دقايق ..
ولف على الهنوف وهمس : حسك عينك تقولين إني نمت ..
ضحكت وهزت راسها بلا وهي تقول : مابأعلم أحد ..
مد يده وفرك جبينها هو يقول : إنسي , إنسي , إنسي ..
ضحكت وقالت : ما أوعدك , لأني بأقولها لأولادنا إن شا ..
وسكتت وهي تشيح بوجهها عنه , زفر وقال بحالمية : أولادنا , اش هالكلمة الرنانة ؟؟
زاد خجلها , همس بحب : هنوفي ..
لفت عليه وانصدمت لمن قام من مكانه ومسك ذقنها و باسها , بعدت عنه وهي تشهق من الخجل وتتأمله بصدمة , ابتسم وهمس وهو يتأملها برقة : والله أحبك ..
دنقت راسها ورجعت رفعته ورمقته بنظرات تستصرخ بحبها له , زفر وقال وهو يقوم : أخرج قبل ما أتهور زيادة ..
ضحكت بخجل وهي تهمس : يكون أحسن ..
ودق الباب , فتحته سفانة وقالت : ما خلصت الخمس دقايق ..
ضحك وقال : شكرا يا أمينة , خلاص زفوها , وشوفوا معاكم ساعة إلا ربع ما طلعت فيها الهنوف لي بأدخل القاعة وأطلع حرة ثلاث سنين فيكم ..
قهقهت وقالت : يمـــــــه , خلاص روح , لك علي ساعة إلا ربع وهي عندك ..
ابتسم وخرج , دخلوا البنات وهم يتكلمون بحماس عن الزفة وهي تطالعهم وهي في عالم ثاني ..
: إصحي يابنت ورانا زفة ..
: سفسف لا يكون أخوك رش مخدر على أختي وراح ..
ابتسمت الهنوف بخجل وقالت وهي تقوم : أنا صاحية ..
وقفت في ممر الزفة وهي تستمع لبدءها ومشت خطواتها البطيئة بابتسامة هادئة تزين شفايفها وتخفي خلفها أفكارها العميقة المتنوعة بلا حدود ..
استغلت الظلام المحيط بها وتركت لدموعها العنان وهي تتأمل بنتها تحت دائرة الضوء , ولأول مرة من وفاة البندري تنتحب هدى , غطت وجهها الباكي وهي تطلق شهقات وصرخات مكتومة , رفضت تحضر زواج عمر ورفضت تروح الرياض لأنها كانت تدري إنه حضورها للزواج يعني فتح صمام الأمان اللي ماوجدته إلا بعد صعوبة , لفت العنود الواقفة على الكوشة واللي لأول مرة مايبكيها رؤية الثوب الأبيض و سألت سفانة : وين أمي ؟؟
وقفت سفانة في وجهها وهي تقول : هناك تراقب الهنوف ..
وأشرت على الهنوف وهي تقول : شوفي الهنوف ترش الإكلين ..
ابتسمت العنود وقالت : قلتلكم بتطلع فكرة حلوة , شوفي كيف شكل الإكلين وهو يلمع ..
زفرت سفانة براحة والتفتت لأمها اللي حاضنة هدى الجالسة على الأرض من شدة البكاء وهي تطبطب عليها بحنان وتبكي في نفس الوقت , ولفت عن المنظر اللي بكى كل اللي شافوه وهي تزدرد ريقها وتدعي إنه العنود والهنوف مايشوفون المنظر , أول ما وصلت الهنوف الكوشة وتجمعوا البنات حولينها دارت ببصرها فيهم , كانت تنتظر لمعة حزن في عين وحده فيهم عشان تطلق لدموعها الحبيسة العنان لكنهم كانوا مبتسمات وهم يرقصون قدامها , وكل ما سألت عن أمها قالولها تودع فلانه , حست إنه أمها فيها شي لكنها ماقدرت تصرح لهم بمخاوفها وهي تشوف ضحكاتهم وتعليقاتهم المرحة , تعلق بصرها بالعنود اللي كانت ترقص قدامها وهي ترمقها بنظرات فرح وسعادة , ابتسمت لها ورجعت تتلفت , قالت سفانة وهي تأشر على ساعتها : ها هنوفه نخرجك خلاص ؟؟ يا خوفي يجي حسانو ويلعن جدف الموجودات كلـ ...
جاتهم خولة وهي تقول : حسان حرق جوالي يقول بتطلعونها ولا لا ..
تحركت الهنوف وهي مهي عارفه اش تقول أو اش تسوي , كانت تسمع الدقاقة تغني : تدرج يامليح ..
ياما سمعت هالأغنية في الزواجات وكانت دوم تقبض قلبها لأنها تعني الرحيل للعروسة , تحركت في الممر وتوقفت لمن شافت جدتها حمده اللي تمسح دموعها بطرف مسفعها , سلمت عليها الهنوف وهي تكبح دموعها وهي تهمس : مع السلامة يا جدة ..
قالت حمده بصوت مخنوق وهي تلوح بيدها المغطاة بالحنا : في آمان الله يابنتي , في آمان الله ..
جات هدى اللي تمالكت نفسها أخيرا وتعبت في غسيل وجهها وقالت بصوت مخنوق وهي تضمها : الله يسهل لك دربك يابنتي , انتبهي لنفسك ولزوجك ..
تشبثت الهنوف بأمها لكن أمها بعدتها بحزم وهي تقول : في آمان الله ..
كانت تصرخ بداخلها , تبغى تفرغ شي لكن محد أعطاها فرصة , وهم يلبسونها عبايتها وصوت الجوهرة ووصاياها يرن من بعد سحيق شافت لمعة في عيون العنود , لمعة خفيفة اختفت لمن حضنتها وهي تقول بصوت متماسك : حتوحشيني يادبة ..
قبضت على العنود وهمست : عنود لا تسيبيني , الله يخليك لا تبعدين , خليك في حضني شوية ..
ضمتها العنود بقوة وهي تغمض عيونها اللي بدأت تدمع , قالت الجوهر وهي تسحبها : عنود خلاص ..
دفت العنود يدها وهي تقول بصوت متهدج : خلونا شويه ..
قالت سفانة بتوتر : عنود ..
: عنود لا تسيبيني , أحضنيني بقوة ..
هتفت العنود وهي تتشبث في الهنوف اللي بدأ صوت أنفاسها المخنوقة يدوي في أذنها : سيبونااااااااا ..
وانفجرت بالصياح وهي تضم الهنوف أكثر وأكثر , كان ودها تحتويها , تخرق صدرها وتدخلها جوتها ولا تحس بالألم اللي تحسه دحين للحظة , كانت تحس بالأيادي تجذبها عن الهنوف وهم يحسبون إنها هي السبب في بكاء الهنوف , والكلمات تتوالى حولها ..
: عنود سيبيها مكياجها حيسيح ..
: عنود مو كويس تخلينها تبكي كذا ..
: يا جماعة فكوهم عن بعض ..
: هذا فرح لا تحولينه لنكد يابنت , تحركي ..
وصوت سفانة المتهدج يردد بين كل عبارة وعبارة : خلوهم يطلعون اللي في قلبهم ياناس , خلوهم براحتهم ..
وهي تتشبث بالهنوف أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ سيبونا , سيبونا , تبغاني أضمها , سيبونا لوحدنااااااااااا ~, لمن حست بتراخي يدين الهنوف بعدت عنها ومسحت لها دموعها وهي تقول بصوت باكي : ارتحتي ..
ابتسمت الهنوف من بين دموعها وهزت راسها بإيوه , ضحكت العنود وهي تتلقى ضربة من الجوهرة اللي كانت تسب وتلعن ليش أخرتهم , سلمت على خد الهنوف وغطتها بالطرحة وودعتها , أول ما خرجت شافته واقف ببشته والابتسامة على محياه , مد يده ومسك يدها وبدأ يساعدها على دخول السيارة , قال عبد الرزاق : لاااااااا إلـــه إلا الله , هذا كله جيبون , مشتري أقمشة العماري كلها ..
ضحكت الهنوف بخجل وحست بالخوف يعتريها لمن جلس حسان جنبها وبدأ عبد الرزاق يسوق السيارة ..
***

اسير الصمت
09-11-2012, 02:58 PM
من تحركت السيارة جريت العنود لفوق وقالت بحماس : بأروح لأزهااااااااااااار ..
شهقت الجوهرة باستنكار وقالت هدى : الناس ما راحوا يا ...
وبترت حديثها لمن اختفت العنود , جابت لها سيتي بنطلونها اللي كانت لابسته في الكوفيره وفكت فستانها بسرعة و فسخته ولبست بلوزتها وسحبت البنس اللي في تسريحتها ولمت شعرها بربطة وتحركت بسرعة للدولاب , خرجت عبايتها وطرحتها ولبستها وهي تمشي بخطوات واسعة , صوت كعبها نبهها , توقفت وفكت ربطات الصندل ورمته لسيتي وهي تقول : هاتي صندلك ..
هزت سيتي راسها وقالت باعتراض : لااااااااااا , اس هادا أنووووووووود !!..
دنقت العنود وسحبت الصندل وهي تقول : مدينة ماني فاضية لك ..
ولبست الصندل وهي تقول بفرح : بابا جاسم وماما أزهار في نونووووووو ..
شهقت سيتي بفرح وضمتها وهي تبارك لها , قالت العنود بضحكة : قولي ماشاء الله ..
: ماسا الله ..
كملت العنود بفرح وهي تأشر بيدها : إثنيييييييين , بنت وولد ..
وتحركت وهي تكمل : بأروح لها دحين ..
ونزلت وهي ترفع جوالها وتدق على عبد الرزاق , لمن شافتها هدى قالت باستنكار : عنييييييييييد ..
قالت العنود وهي تتوجه للباب : سوري مامي , هذي أزهااااار..
ورجعت لفت وهتفت وهي تقبض يدينها بحماس : بعدين هذولي توأم , أول توأم في العائلة ..
قالت الجوهرة باعتراض : أميييييييييييييي ..
ابتسمت هدى وقالت : ما ألومها , آآآنا ودي أخرج , بعدين إذا في أحد يوديها ليه لا ..
لفت الجوهرة بوزها وقالت بهمس : حتى أنا ودي أروح , أففففففففف , دايم هالبنت تسوي اللي في راسها ..
: وين عنود ؟؟
التفتت الجوهرة لسفانة وقالت وهي تهز أكتافها : راحت لأزهار ..
شهقت ريم وهتفت : الخااااااااااااااااااينة , ولا أعطتنا خبر ..
***
: يا حمارة ما تفهمين , أنا مع الهنووووووف , حتى اسمعي البواري ..
وفك الطاقة وخرج الجوال ورجع لإذنه وقال : دقي على أبويه هو يوديك ..
وصك الجوال وفتح الاستديو وقال وهو يرجع جواله : هنوفه , خذي عارف إنه بتموتين , شوفيهم هذولي التوأم ..
هتفت الهنوف بفرح : كذااااااااااب ..
وسحبت الجوال وهي ناسية كل شي حولها , قال عبدالرزاق وهو سعيد لنبرة الفرح في صوتها وقال : إنتي أول وحده تشوفهم بعد منى طبعا ..
شهقت بخفة وقالت : يهبلوووووووووووون , البنت شكلها أصغر من الولد ..
قال : ترا هنا في الصورة كبار , لو شفتيهم على الطبيعة مايجون قد الذراع وراسهم تقولين برتقالة ..
ضحكت على تشبيهه ودنقت على حسان وهي تقول : حسان شوف كيف يجننووووووون ..
ابتسم وقال : حلوين ..
ولمن وصلوا للشقة القريبة من عمل حسان والبعيدة عن أهله وأهلها توقفت البواري , دخلت الهنوف الشقة الأرضية بمساعدة حسان وعبد الرزاق , وأول ما دخلوا قال عبد الرزاق : يلا أستأ ..
وسكت لمن تشبثت فيه الهنوف , لف عليها , لوهلة شاف البندري , نفس العيون , تأملها بصمت قبل مايضمها بقوة وهو يهمس : انتبهي لنفسك ..
الهنوف اللي كانت في قمة الخجل والتوتر نسيت كل شي وهي تحس بغرابة احتضانه , همست : عبد الرزاق ..
بعد عنها وابتسم لها ولف على حسان وقال بصوت متهدج : لا أوصيك عليها يا حسان تراها الغالية ..
ابتسمت له بمحبة وشكر , هز راسه لها وخرج ..
نزل الدرجات البسيطة بسرعة وتوقف عن باب العمارة وهو يسحب الهوا لصدره بشهقات عميقة , غمض عيونه وبلع ريقه وتحرك خارج بسرعة , لوح للشباب بمرح ودخل السيارة وبدأوا مسيرة بواري جديدة للقاعة ..
***
ابتسم حسان لمن شافها تفرك يدينها وتتلفت يمين ويسار وتأملها برقة وقال : بكرة من نصحى أوديك تشوفينهم وتسلمين على أزهار ..
رفعت راسها وهتفت بعدم تصديق : والله ..
ابتسم وهز راسه وقال : بإذن المولى ..
ابتسمت له بحب صادق وهي تقول بعفوية انطلقت من قلبها : الله لا يحرمني منك ..
رفع حواجبه وقال : هاااااا ..
تلون وجهها بخجل وزاد خجلها لمن قال بحماس : تكفين عيديها مرة ثانية ..


****************************


الساعة 2,30 صباحا :
في شقة مشاعل :

جريت هاله وهي تقول : مشااااااااااااااااعل , أزهااااااااااااااااااااااار ..
قالت أحلام وهي تطالع في الساعة : مسسسسسسسسسرع ما خلص جوازهم ..
ضحكت مشاعل وقالت وهي تتناول الجوال : أكيد حسان عجلهم ..
وقالت بعد ما ردت : هلاااااااااااا والله ..
: مشاعل ..
صوتها الغريب خلى مشاعل تهتف : أزهار , اش فيه صوتك ؟؟
وصلتها ضحكت أزهار قبل ما تهمس : ولدت ..
شهقت مشاعل وصرخت : كذااااااااااااااااااااااااابة ..
: مشاعل مافيني طاقة أجادلك مالي شي فايقة من البنج ..
غمضت مشاعل عيونها وهي تبكي بصمت ..
: مشاعل , مشاعل , شعولة ..
مسحت دموعها وهمست : معاك يا قلبي , ألف ألف مبروك , ماكان لازم تتعبين نفسك وتتصلين ..
: ولو , واجب يا قلبي , التوأم الثاني طلع بنت ..
هتفت بفرح : وااااااااااااااو , ماشاء الله , الله يحفظهم يارب ..
وكملت بهدوء: زهورة قلبي آخذ منك التفاصيل بعدين , المهم إنك طيبة والتوأم طيبين ..
: حطوهم في حضانة بس الدكتورة توها طمنتني إنهم بخير الحمد لله ..
هتفت : الحمد لله , الحمد لله , الله يقومك بالسلامة يارب ..
وشكرتها على اتصالها وقفلت الجوال وقالت بصوت مخنوق : ياقلبي متصلة بنفسها تخبرني ..
وغطت وجهها وهي تبكي , ضحكت أحلام وقالت : صدق غباء , يعني هذي دموع الفرح ..
تحمست هالة وبعدت يدين مشاعل بقوة وهي تمسح بسبابتها دموع مشاعل قبل ما تلحسها , قالت مشاعل وهي تدفها بعيد عنها : بلا هباااااااااااااال ..
قهقهت أحلام لمن تفلت هاله وقالت بقرف : وعععععععع , مالحة , كذابين اللي يقولون دموع الفرح حلوة ..
قالت أحلام : والله ..
ومدت يدها لوجه مشاعل , صرخت مشاعل باستنكار وهي تدفها بعيد عنها وتضحك في نفس الوقت على خبال أخواتها اللي يصحون في هالوقت المتأخر وهم فايقين رايقين بعد ما ناموا النهار كله , قالت أحلام بفرح : يلا كلها كم شهر وتتزوج هلوله وتجيب لنا نونو نلعب عليه ..
انكمشت هاله اللي تنتظر نتيجة فحص خطبتها للمتقدم اللي جاهم الأسبوع اللي فات وطالعت في مشاعل بصمت , ابتسمت مشاعل بصدق لأول تعليق أطلق عن الخطوبة وقالت : نلعب عليه وبس , والله لا أقطع خدوده بالعض ..
أطلقت هاله نفسها الحبيس وقالت بمرح : لا والله , هذا إذا خليته في يدكم يا مجرمين ..
كانت تحس بالسعادة الحقيقية العميقة لأختها والألم في الوقت نفسه لأنها عارفه إن أختها مهي قادرة تستمتع بخطوبتها خوفا من جرحها , وهنا حيكون جهدها مضاعف , تسكت الألسن الجارحة اللي حولها وفي نفس الوقت تبتسم لأختها عشان ما تصدق الكلام اللي يشاع وما تظن لوهلة إنها مهي سعيدة لزواجها اللي حيكون قريب إذا كانت الفحوصات متوافقة ..

**************************


في المستشفى :

زفر جاسم وقال : متى بتخلصون ؟؟
مسحت العنود دموعها وقالت هي تبعد عن حضن أزهار : مالك دخل ..
ورجعت مسحت شعر أزهار وهي تسألها : تعبتي ياقلبي ؟؟
بعدها جاسم وقال : اش هالسؤال السخيف ؟؟ ابعدي عن أبويه ..
وقف أحمد جنب السرير ومسد يدها بحنان وهو يقول : عساك عالقوة يابنتي ..
ابتسمت بوهن وقالت : الحمد لله ..
قال جاسم بهدوء : أبويه سمينا الولد عمار بس البنت لسه ..
قال بفرح عميق : على البركة , على البركة , مبروك يا أم عمار ..
ارتاحت أزهار لمن شافت ترحيبه بالاسم , ولفت على جاسم مبتسمة , رص جاسم كتفها ولف على العنود اللي قالت بحماس : عمااااااار , يالله يارب يطلع زي خاله ..
ولفت على أزهار وقالت : شوفي حاجزته من دحين لبنتي الدلوعة ..
ضحكت أزهار وقال جاسم : وإذا ماجبتي بنت ؟؟
قالت بحزم : معليش , يستنى المفعوص إلين أجيب بنت , بعدين مين ياخذها , الضعيفة بتجي في زمن 40 حرمة مقابل رجال , لازم أدور على مصلحتها من قبل ما تخرج للدنيا ..
ولفت بوزها لمن ضحكوا عليها وسحبت أبوها وهي تقول : أبويه يلاااااااا بأشوف الحضانة , تحرك ..
تحرك أحمد بهدوء ورى العنود اللي تجره بحماس , ابتسم جاسم وجلس عند راسها ومسد شعرها وقال : تعبانة ..
غمضت عيونها وهمست : ودي أناااااااام لبكرة بس ماني قادرة أغمض عيوني , ضوضاء غريبة توج في إذني ..
كان وده يقول أشياء كثيرة , يحس بمشاعر غريبة تعتريه , خلاص صار أب , ابتسم لهالفكرة , ثواني ودق الجوال فرفعه وقال بعد ثوان من الصمت : غرفة 212 ..
وصك الجوال وقال وهو يلف عليها : الله يعيييييينك , الليلة هذي ما بتخـ ...
وسكت لمن شافها نايمة , كانت جامده تماما , حس بخفقات قلبه المنقبض تتباطأ , دنق لمستواها وحط إذنه عند فمها , لمن سمع صوت تنفسها الرخيم زفر وقال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
وهز راسه بيبعد الفكرة المخيفة اللي مرقت براسه , مسد شعرها وسلم على جبينها و همس : ياويلك لو فكرتي في يوم تسيبيني لوحدي يا زهرة ..
ودنق لإذنها وهمس : أحبك فوق ما تتصورين ..
وسلم على يدها و تحرك , فتح الباب بشويش وخرج بعد ما طفى النور , تحرك للمصعد اللي خرجت منه أمه والجوهرة اللي جابهم عبد الرزاق , دخل المصعد وقال : نايمة , خلينا نورح للحضانة على بال ما ترتاح ..
انقفل باب المصعد في اللحظة اللي ضمته فيها هدى وهي تبكي وتبارك له , هتفت الجوهرة : أمي حتى في المصعد تصيحين ..
ضحكوا عليها وعبد الرزاق يقول بتريقة : لازم تحط أمي بصمتها , شوية دميعات هنا وهناك ..
قالت الجوهرة بحب : مبروك ياجاسم ..
وكملت بتباهي : تراني أول من يعلم بحكاية التوأم , أزهار قالت لي قبل الكل ..
ابتسم جاسم وقال : الموضوع كان صدمة ليه وإلى الآن ماني مستوعبه ..
انفتح المصعد وتقدمهم عبدالرزاق بحماس وهو يقول : أنا أوريكم وين الحضانة ..
قالت الجوهرة بضحكة : عرفنا فين الحضانة ..
كان صوت صرخات العنود الحماسية يشق سكون قسم الأطفال ..


*************************

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
قبل سنة وعدة أيام :
يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 9,45 مساء :
عند حلول الكارثة :

~ لازم ألقى ستر نجاة وألقى عمير بأسرع ما يمكن , أمي قلقانه عليه و .. ياربي رحمتك وسعت كل شيء , أمي رجولها مستحيل تساعدها على السباحة و أزهار ..~ توقف عن التفكير وعن توزيع السترات على الناس المرعوبة لمن انتبه إنه مابقي إلا سترتين في يده , طالع في الرجال اللي كان يساعده في التوزيع وقال : أحتاج هالسترتين لأمي وأختي ..
قال الرجال وهو يوزع اللي معاه : تحرك بسرعة , أشوف الدخان زاد , الله يستر ..
شكره عمار وتحرك وهو يستغفر عشان يلهي نفسه عن صراخ الحريم وبكاء الأطفال , ولمن شاف عمر وأمه وأخته تحرك بسرعة يبغى يوصل لهم لكن ميل السفينه المفاجئ خلى صندله ينزلق على أرض السفينه ويلتوي كاحله , تأوه بقوة وتدحرج وصدم في الجدار المقابل له , قال من بين أسنانه بتوجع وهو يضم السترتين بيساره ويمسد كاحله بيمينه : الحمد لله , الحمد لله ..
ولمن شاف أمه المتشبثة في عمر فسخ الصندل وتحرك بأقدامه العارية يبغى يوصل لهم ..
: عمـ .. ـار ..
الصوت الضعيف المتقطع اللي وصله خلاه يلتفت للباب اللي خرجوا منه قبل فترة , شاف كائن شبه عار أسود متفحم مستلقي على السلم المعدني , فتح عيونه على اتساعها وهتف : عميـــــــر ..
وجري له وانحنى جنبه و رفعه , أول ما لمسه غاصت قبضته في سائل دافئ لزج , بعد يده وتأمل السائل الشفاف الملتصقة به بعض القطع الغريبة برعب ورجع تأمل وجه أخوه الخالي من الجلد والشعر , زم فمه بقوة يقاوم غصة هاجمته بجنون وضم أخوه وهو يهمس وهو يشعر نفسه بلا حول ولا قوة : سامحني يا عمير , سامحني ..
وصله صوت أخوه الواهن وهو يقول : لمن هاجت الدنيا رجعت , لقيت الغرفة محترقة , دخلت أدور عنكم لكن النار , النار ...
واختنق صوته وتحول لنبرة بكاء وهو يهمس : النار حارة , حرقتني , أكلت جسمي و ...
لمن تذكر شي تشبث في عمار وقال برعب : عمار ما أبغى أغرق , ما أبغى أغرق , ما أبغى أموت غرقان ..
دمعت عيون عمار وهو يسحب شماغه ويفرده قبل ما يغطي به جسد أخوه اللي التصق به به بقايا ثوبه المحترق وهو يهمس : صدقني ما بتغرق ..
ومد يده بيمسح راسه لكنه توقف للحظة وهو يشوف فروة راسه وبقايا الشعر المحترق لاصقة فيها , قبض يده بقوة ورجع فردها وربت بها بخفة على راسه و مسك سترة النجاة وحطها في حضنه وهو يكمل بصوت مخنوق : خلي إيمانك بالله قوي ..
عيون عمير الشاخصة المحدقه بسبب أجفانه الملتصقة تركزت عليه وهو يضم السترة ويهمس من بين دموعه اللي بدأت تنساب : عمار ما أبغى أموت دحين , لسه ما حجيت , أخاف أغرق , لسه ما حجيت , ما أعرف أسبح ..
وتعالى صوت بكاؤه وهو يقول : النار أكلتني , النار حرقتني , ما أبغى أموووووووت , ما أبغى أروح جهنم , عمااااااااااار ما أبغى أموووووووووووووووووت ...
ضمه عمار وسالت الدموع اللي قاومها لمن أزكمته رائحة الشواء المقزز المنبعثة من أصغر أخوانه ونشج بصمت لمن حسه ينتفض بين يدينه , ضمه بقوة قبل ما يقول : لا تشيل هم الحج , ربك عالم بحالك و إن شاء الله ما بتموت..
وقرب فمه من بقايا إذنه وهمس بثبات : قول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
وبعده لمن هدأت نفضته فجأة وهو يقول بلهفة : عمير قول لا إله إلا ...
سكت لمن طاحت السترة من بين يدين عمير اللي شخصت عيونه المحدقة للسماء واختفى أي أثر للحياة منها , طالع فيه بصدمة , مالت السفينة بحدة أكثر فانزلق عمير من بين يدينه لكنه تشبث به بقوة وهو يصدم في درابزين الدرج من شدة الميلان , ضمه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعوووووووووون , يارب رحمتك , يارب رحمتك , ارزقه الجنة يارب , ارزقه الجنة يارب , ارزقه الجنة يارب ..
واختنقت أنفاسه وهو يشم الرائحة اللي كان متأكد إنها حتعلق بذاكرته إلى يوم موته واسترجع عقله آخر ابتسامة شافها على وجهه الصبوح صرخ لحظتها من أعماقه : عميــــــــــــــر , لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
وتشبث بجسده النحيل وهو يجهش بالبكاء ويصرخ : ياااااااااااااااارب صبرنييييييييييييييييييي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
ضمه أكثر وهو يهز جسده كإنه يهدهده وهو يقول : عمير , عمير , عمير ..
يد قوية قبضت على كتفه وسحبته وصاحبها يصرخ : تحرك النار وصلِت هنا ..
الرؤية كانت متمايلة من دموعه وما حس بنفسه إلا وهو مسحوب خارج المقطورات , صرخ وهو يحارب اللي ماسكه : أخويـــــــه لاااااااااااااااااا , أخويه هنااااااااااااااااااااااك , سيبنييييييييييييي لازم أجيبه ..
هزه الرجال وهو يصرخ : ماااااااااااااااااااااااااااات , عايز تموت ورااااااااااه ..
طالع عمار في جسد عمير اللي بدأت سحب الدخان الأسود الخانقة تحيط به ورفع راسه للسما وهو يتشبث في الرجال وهو يصرخ بحرقة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
لبسه الرجال وحده من الستر وضمه وهو يناوله السترة الثانية و سحبه بعيد عن المكان , في ثواني حس بكل الحرارة اللي تجري في دمه من شدة الألم تختفي لمن أحاطت به المويه الباردة من كل مكان , شهق بقوة وهو يطلع لسطح الموية بتأثر السترة , سمع الصوت الجهوري للرجل اللي سحبه يصرخ بهلع : آآآآآآآآآباااااااااااااا , آآآآآآآباااااااااااااااا ..
شافها كإنه اتسلط عليها ضوء ما , كانت تناضل الأمواج في البعيد , صرخ وهو يسبح بكل قوته : أزهاااااار , اسبحي على ظهرك , اسبحي على ظهرك ..
التفتت له و اختفت في الأعماق , شهق لمن غابت عن عيونه وصرخ : أزهاااااااااااااا ..
وانشرق بفعل وحده من الموجات اللي ضربت وجهه , كح بقوة وهو يحس باختناق في أنفاسه , ولمن تجاوز الشرقة وفتح عيونه انصعق من المنظر اللي قدامه , ناس تصارع عشان تطلع لسطح الموية على أكتاف ناس وصرخات آخرين يتساقطون زي الجراد من سطح السفينة المشتعلة , بكاء أطفال وعويل شق ظلمة الليل , فاق من ذهوله لمن ما لقي أزهار بين المتصارعين اللي عقله رفض إنه يخاطر بنفسه ويروح عندهم عشان يدور أخته و بدأ يستغفر وهو يهمس برجاء : أعوذ بالله من سخط الله , أعوذ بالله من سخط الله , اللهم إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي , أستغفر الله , أستغفر الله , أستغفر الله ..
: آآآآآآآآآآآآآآباااااااااااااااااا ..
التفت للرجل لقيه يتشبث بأبوه يرفع لسطح الموية وهو يهتف : آبا , اسمعني بس , المفروض إنك ما تقاومش , آبا , آآآآآبا أنا حمسكك قوي ..
تحرك عمار بسرعة وساعده في تثبيت العجوز اللي كان بيغرق نفسه من كثر خبطه للموية بيدينه وبدأ يلبسه السترة وهو يقول : خلي الوالد يلبسها ...
هدأت مقاومة العجوز للموية لمن طفى جسده بفعل السترة , ابتسم الرجال لعمار وقال بلهجته المصرية الصيلة : روح يارب يرحم أخوك ويبلغه أعلى منزله في الجنه يارب ..
طالع فيه العجوز بامتنان وهمس بصوت ضعيف : الله يجلعه في ميزان حسناتك , أما نوصل البر إن شاء الله حعرفك كيف أؤلك شكرا بحأ وحئيئي ..
ولمن سبح عمار للنقطة اللي شاف فيها أخته قال له الرجال اللي يسبح ببراعة : متشكر يا أخ ...
ابتسم عمار و قال : عمار ..
مد الرجال يده مصافح وهو يقول : أحمد حسين ..
صافحه و ابتسم على الموقف اللي هم فيه وسط الصراخ والغرق يتصافحون !! ضغط أحمد كفه وهمس : الواحد لمن يموت محروء بالنار إن شاء الله شهيد يا عمار ..
دمعت عيون عمار وشكره بصوت مخنوق وهو يعطيه ظهره وهو يسبح لللامكان ...



**************************

اسير الصمت
09-11-2012, 03:04 PM
النهاية :


ليس لعبور تلك الحدود نهاية !!
تلك الحدود وقف عندها الجميع ..
الكثير منهم وقفوا بلا حراك قانعين بحالة السكون ..
يتطلعون إلى اليمين والشمال ..
وكثير من هذا الكثير رأى ذلك الظلام فأصابه الفضول ..
الرغبة في خوض غمار المجهول ..
فتحركوا بلا شعور ..
همس أحدهم : لنعد , أشعر باختناق ..
قال آخر : خطوة واحدة أخرى يا جبان ..
: إلى أين وسط الظلام ؟؟
: ألا ترى , خطوة أخرى لتلك الجنان ..
: أنا عائد من حيث أتيت يا فلان ..
وبعد تلك الخطوة تتالت خطوة ثم خطوة ثم خطوااااات ..
لذة ممزوجة بسعادة وقتية واهمة ..
تلاها ألم مغروز في أجساد واهنة ..
تشعر فجأة أنها في قلب العاصفة ..
.
.
.
من منا لا يمر بيوم عاصف ..
يوم يصبح فيه على حافة الهاوية ..
في مهب الريح , في قلب تلك العاصفة ..
أو تحت الرمال الخانقة ..
تصارعه المشاعر ..
.
.
ألم و ندم
حسرة و خوف
اكتئاب واختناق
.
.
قلب بنبضات عالية ..
عيون بدموع متساقطة ..
شفاه مرتجفة ..
يدان باردة ..
.
.
لا تجزع ..
كن مؤمنا ..
كن متفائلا ..
فأنا متأكدة أن
.
.
نبضات قلبك العالية هذه
ودموعك المتساقطة
وشفاهك المرتجفة
و يداك الباردة
ستصبح يوما
.
.
خفقات حب
دموع فرح
رجفة ابتسامة
وبرودة من شدة السعادة ..
.
.
كل يوم سيء يمر علينا
يدفعنا قدما نحو الأمام
لنرى ضوءا وسط الظلام
حتى لو كان خافتا
بعيدا كالسراب
.
.
.
هنا فقط سنعلم أننا ...
لابد سنتوه في دروب الحياة ..
عندما نصر أن نسير وحدنا بلا أهداف ..
تماما كسفينة بلا ربان أو ملاح ..
تسوقنا أقدامنا إلى طرقات لم يطأها قبلنا إنسان ..
عتمة وظلام ..
ودرب بالشوك ملأن ..
قد نجد ما نريد في نهايتها بعد هوان ..
وربما
لن نجني منها إلا الخواء ..
عندها سنضطر للعودة
وسنبدأ بالمسير دربا من جديد ..
ظلام آخر وعتمة أخرى ..
قف مكانك
انظر حولك
لم لا نضع دربا أمامنا
نمسك مشعل الإيمان بيد
واليد الأخرى نمسك بها يد إنسان ..
أما , أبا , أخا , صديقا أو حتى أحد الجيران ..
سنشعر حينها أن الدرب صار كالجنان ..
نور ودفء وقلب خال من الأحزان ..
هذه هي سنة الحياة ..
نحن نختار دروبنا ..
مظلما كان أو بالنور وضاح ..
نحن نقرر مصائرنا بأنفسنا ..
جحيما صيرناه أو إحدى الجنان ..
نعم ..
نحن من نهدم أو نبني عالمنا ..
.
.
.
عاد من الظلام , عاد مثخنا بالجراح شاعرا بالخواء ..
لكنه لم يكتف بالوقوف على تلك الحدود ..
تحرك قدما نحو الأمام ..
ظانا أنه سيلقى شيئا أجمل من تلك الجنان ..
سيلقى صديقا سبقه لتلك الأنوار ..
فلان مات يا فلان ..
مات قبل أن يعبر الحدود ..
عندما تفقد شخصا عزيزا وتشعر أن الدنيا ضاقت عليك بما رحبت.. هل تظل دوما الابتسامة الزائفة على شفتيك ؟؟ وذلك الألم المبرح يقطع نياط قلبك ؟؟؟؟
عندما يرحل عنك ولا يترك خلفه إلا الذكريات وأي ذكريات ؟؟؟..
هل تظل حبيس الزمن الماضي أم تنظر إلى مستقبلك ولو بنظرة يملؤها الحزن ؟؟؟
عندما يمر بك طيفه الباسم أو حتى طيفه الغاضب ولو لوهلة ...
هل تتمنى أن يعود إليك للحظة لتخبره كم تحبه ؟؟ أو كم تشتاق إليه؟
عندما تراه في أحلامك يحادثك وتحادثه أيها المسكين ...
هل تتمنى لو تعيش دوما في دنيا الأحلام ؟؟ أم تستيقظ وتعيش واقعك الأليم وأن هذا الشخص العزيز لم يعد موجودا ؟؟؟
عندما...... عندما ....... عندما ........
هل .......؟ هل ...........؟ هل ........؟
.
.
.
إنك فعلا إنسان ضعيف ... رغم كل ما تتمناه وكل ما تفعله...
اعلم جيدا أن ما يذهب لا يعود .... نعم لا يعود ...
استيقظ وعش عالمك ولو كان مرا.....
جاهد وسترى أن هناك ما يستحق لتعيش من أجله ....
انظر حولك , ستتيقن أن العالم مازال يسير وأنت قابع مكانك أسير ...
وأسير ماذا ؟؟؟؟؟؟
أطياف ..... أحلام ....
الحياة تحتاج منك أن تقاتل ... فانهض واجمع شتات قلبك المحطم ..
سر إلى الأمام قدما ....
فأنا أعلم أن هذا ما كان يريده منك ذلك الغالي .......... قبل أن يرحل ..
.
.
.
اشتعلي يا قناديل الصبر في قلبه ..
نوري الطريق
أزيلي ذلك الألم..

أخبريه أنه يوما يلاقي ربه
بلا حساب أجره سيلقاه
بلا ندم...

افرشي بالإيمان دربه
بالحب
بالأمل..

ارسمي بها بسمة على شفاهه
افتحي له عينا أغمضها اليأس ..

هنا وهنا فقط سيسير للجانب الآخر ..
بقلب قوي مؤمن صامد ..
قد يتعثر وقد يتألم لسبب تافه ..
قد يثور و يقرر أن يعود فقط ليعاند ..
قد يستسلم ويصبح كل شيء حوله باهت ..
.
.
.
.
هل شاهدتم يوما كيف تندفع مياه الأنهار ؟؟
بهدوء ورتابة ..
لا يوقفها أي عائق ..
مخترقة أعماق الغابة ..

هل رأيتم كيف تسير حمم البركان ؟؟
ساخنة مشتعلة ..
تكتسح كل ما حولها ..
تنهشها بحرارتها اللا محتملة ..

هل أبصرتم كيف يتحرك الإعصار ؟؟
بصخب وضوضاء ..
مقتلعا كل ما يمر به ..
دون أي استثناء ..

هذه هي الحياة ..

تسير بهدوء ورتابة وصخب وضوضاء ..
بوجع ومرارة بحب وهناء ..
ولد هذا ومات ذاك ..
ترملت تلك و تزوجت هذه ..
فرح هؤلاء وحزن أولاء ..

هذه هي الحياة ..

تكتسحنا أحداثها يوما ..
تخترق قلوبنا وربما تقتلعها أحيانا ..
ولكنها رغم هذا ..
تسير
وتسيـر
وتسيــر
دون هوادة ...

لن تتوقف لبرهة لأجل هذا ولا ذاك ..
ولن تنتهي عند موت هذا أو عيش ذاك ..
نعم , لن تنتظرك لتجمع شتات نفسك المحطمة ..

هذه هي الحياة ..

قم , انهض , أسرع واغتنم ..
فكل يوم يمر عليك
كل ساعة
كل دقيقة
كل ثانية
ستطوى , ستذهب ولن تعود ..
لن تعود ..
شيء واحد فقط لن يطوى ولن يزول ..
ليس من نهاية لذلك العبور ..
لنحاول فقط أن نقف عند تلك الحدود ..


عن يمين الحدود وشمالها عاشت شخصيات في حياة عاشقة أو حيواة أخرى رُويت لعاشقة أو ربما سمعتها عاشقة يوما :

اسير الصمت
09-11-2012, 03:06 PM
أزهار في حياتي : الملتزمة , المبتسمة , الصبورة ..

أم فارقت الحياة بابتسامة رضى تاركة أبناءها ومن أحبها بحياة بلا ألوان بعد معاناة وصبر يكاد يهد الجبال ..
فتاة ملتزمة باسمة لم تجتاز المرحلة الثانوية حتى الآن تعتبر أحد أعمدة المنزل الداعمة في بيت مليء بالأولاد ..
زوجة رجل كان عاصي أصبح داعية بفضلها بعد الله ورزقها الله بمولودة بعد تسع سنوات من عدم الإنجاب ..


سحر في حياتي : المعطاءة , الحكيمة , الحساسة , المتهورة نادرا ..

بكر ودلوعة والدها بئر الأسرار العميق و التي تدعي القوة و عدم اهتمامها بالآخرين لتحمي نفسها من الصدمات تقدم لها شاب غريب ليس من العائلة وتنتظر يوم زفافها قريبا ..

العنود في حياتي : المحبة بلا حدود , الحنونة بلا حدود , الحساسة بلا حدود والمتهورة العصبية أيضا بلا حدود ..

الفتاة التي جاوزت الـ 25 و التي تبكي على وسادتها من شدة الوجع الذي تخفيه حتى الصباح الذي ترسم فيه ابتسامة تشرق الدنيا بجمالها تنتظر أيضا حفل زفافها القريب من ابن صديق والدها ..

سفانة في حياتي : المجاهدة في مضمارها , المحبة من الأعماق , الباذلة لكل مافي يديها لأجل من تحب ..

واحدة يوم الأربعاء هذا فقط ودعت مقاعد الدراسة , شقية , حلوة و مزاجية حد قتل من حولها بمزاجيتها الغريبة , قوية بفضل الله , خفت حدة العين عنها قبل سنوات بعد قراءات عديدة آلمتها حد البكاء , قلبها الصغير نابض بالحب ..
وأخرى لم ينجح حبها الغريب وتزوجت من رجل آخر لم يكن على لائحة العائلة والتي تركض ابنتها بحرية أمامها لأنها لا تستطيع اللحاق بها بسبب بطنها التي تحمل طفلا صغيرا سيصل قريبا إن شاء الله ..

مشاعل في حياتي : الصابرة , المحطمة نفسيا أحيانا , المبتسمة رغم الألم دوما ..

إحداهن تزوجت من أحبها وأحبته ولم تطق العيش معه تحت سقف واحد فتفرقا بطلب منها بعد أقل من الشهر وبعد شهر آخر تزوج من ابنة المرأة التي سحرتهما , مازالت تكن له الكثير من الحب حتى بعد إنجابه لابنه الذي يكاد يبلغ الرابعة الآن , وتدور مؤخرا في دوامة طلاق مرير قبل زواجها من ثاني خطيب تقدم لها ..
وأخرى كتبت عقد نكاحها على رجل أحبها وأحب أهلها بجنون وبعد العقد إختفى ولم تظهر منه إلا ورقة طلاق جافة بعد شهور مريرة طويلة وبعد سنوات من الخطبات التي لم تتم لأسباب مجهولة بعد طلاقها المحير أصبحت الآن تتعالج عند أحد المشائخ من ذلك السحر الذي اكتشفته مسقيا لها منذ مدة طويلة ..

سلافة في حياتي : متسلطة , صعبة الإرضاء , طيبة , لا تعرف للاعتذار طريقا ..

إحداهن كبرى الأخوات في سنتها الجامعية الثالثة بتفوق ذات عقل ذكي طموح فوق ما يحتمله مجتمعها , متسلطة حد إصابة من حولها بالجنون , أفكارها متألقة دوما ولكنها .... مستحيلة في محيط مجتمعها , راهن الكثير أنها كانت ستكون مليونيرة لو كانت في مجتمع آخر , أختها التي تصغرها تدعو دوما بعطف لشخص الذي سيتزوجها بالرحمة ..
وأخرى أنهت سنواتها الجامعية بلا ثقة في صديقتيها الوحديتين لأن ترى أن أحدا لم ولن يفهم شخصيتها المعقدة التركيب , تعاني في محيط عائلتها من الكثير من الكراهيات وتتألم وحدها من تفتت قلبها على حب صامت أُجهض قبل ولادته ..

وسام في حياتي : الحنونة , المحبة , القوية بإيمانها , المصارعة في حياتها ..

إحداهن كانت صبية وجدت نفسها بين أبوين مطلقان , أم رمتها إلى أب لم يرحم طفولتها التي اغتصبها في ذات الفراش الذي اشتراه لها يوما ليفرحها , صابرة صمتت طويلا و تزوجت بعد عناااااااااء طويــل من رجل تفهم بعد زواجهما حقيقة ما حدث لها وأنجبت طفلا جميلا وتنتظر الآخر ..
و أخرى وجدت نفسها لعبة بين أيدي أبناء أقاربها الكبار الذين كانت شهوتهم فوق كل اعتبار , مخطوبة وتنتظر بخوف وألم زواجها القريب وعقلها المثقل يدور بآلاف الصور والتخيلات عما سيحدث في ليلة ما , ليلة يظهر فيها أسوأ مخوفها ليكون حقيقة مرة لابد أن تواجهها ..
و أخرى أيضا سالت دماءها على مقعد السيارة بسبب سائق لم يكن يرى جسدها الغض الخالي من التضاريس إلا مرتعا جميلا لإفراغ حيوانيته وبعد سنوات صارت هي ترى أجساد الفتيات الغضة بذات نظرة سائقها الذي هرب بفعلته التي لم يعلم عنها أحد ..
و أخرى استدرجها بائع البقالة الذي كانت تذهب إليه مع خادمتهم المتواطئة معه والتي هتك عرضها في غرفة حقيرة ملحقة , لكنها أصبحت بعد سنوات تجعل خادمة أخرى تتستر على الرجل الذي تذهب إليه في شقة مستأجرة ..

جاسم في حياتي : العابث , العصبي , المتهور , الحازم ..

أحدهم تزوج بقريبته اليتيمة الملتزمة والتي حولته بفضل الله إلى مناضل ينشر الإسلام ويرسل المساعدات بنفسه إلى الدول الفقيرة والذي أصبح أبا لجميلة كأمها بعد انتظار طويل ..
و آخر تزوج من ملتزمة لم يعلم بإلتزامها , مازالت تناضل وهي تعيش معه تحت سقف واحد مع عدة أبناء كالبندري و عهود و ريم مذبذبين غير مستقرين لاهم إلى هذا ولا إلى هذه , هو يؤيد وهي تعارض وهي تؤيد و هو يعارض ..
وآخر مازال هائما بعد أن تعمق في الجانب المظلم من الحدود , لم يتزوج حتى الآن ولا يرغب بالزواج , وليس هناك من صديق ينتشله مما هو فيه ..

حسان في حياتي : العاشق , المتهور , الحنون , المحب ..

أحدهم تزوج من المرأة التي أحبها وعشقها كل من حولها والتي عاشت معه أعواما طويلة رغم عدم قدرته على الإنجاب والتي ماتت قبل أشهر بعد صراع طويل مع السرطان وخلفته خلفها جسدا بلا روح ..
آخر تزوج وأنجبت له زوجته ابن وابنة ومازالا عاشقين حتى الآن ولكنه أهمل أمه حتى بعد أن توفي والده وتيتمت أخواته ..
وآخر لم تنجح محاولاته في الزواج ممن يحبها وتزوج من امرأة أخرى أحبته بجنوون ولكنه مازال يحن لحبه القديم خاصة بعد طلاقها من زوجها ..

عدنان في حياتي : قليل الرومانسية , المحب , المعطاء , الذي لا يهاب قول كلمة الحق ..

رجل واحد فقط مر علي على شاكلته , متزوج وله من الأبناء الكثير والحمد لله , على شاكلة عمار وعمر وأزهار , لكم حطم فؤاد زوجته ببروده الغريب الغير مقصود ولكم أبهجاها بكلمات لم يلق لهابالا ولكنها حفرت خنادق في قلبها ..

سامر وماهر في حياتي : المغامران , اللامباليان , اللذان يشقان حياتهما بطريقة فريدة ..

توأمتان في بداية مرحلة الشباب , إلــــهي ارزقني مثلهما , أحب مزاحهما , سخريتهما المريرة القاضية أحيانا , حبهما للحياة , تهورهما , توافقهما في الكثير من الأشياء وأكثر ما أعشق طريقة دراستهما ..

فهد في حياتي : عبد هواه وشهوته , عديم الرحمة ..

أحدهم أب طلق زوجته و عندما وجد نفسه وحيدا أفرغ مالديه في ابنته المراهقة التي بدأت علامات بلوغها تظهر بخجل ..
وآخر شاب شاهد الكثير من تلك الأفلام التي تسربت للأسواق وخرج مسعورا بحثا عن شيء ما , أي شيء , وهناك رأى فتاة غنجاء تتمايل لم يكد يمر شهرين على رميه لرقمه لها حتى كانت في فراشه تبكي وترجوه أن يتزوجها بعد أن مارسا الحب على حد قوله لمرااااااات ..
وآخر حارس أو سائق أو أجنبي مهما كانت مهنته بلا زوجة تؤنس وحدته وجد في الفتيات الصغيرات الصامتات اللاتي تسللن من بيوتهن الدافئة لساعات بسبب غياب الأم لأنها نائمة أو عند جارتها أو تشاهد مسلسلها المفضل أو تغسل ملابس أبنائها الخمسة حضنا دافئا ينسيه غربته ..

سلمى و حمده في حياتي : الصبورات بشكل عجيب , المرحات , الرومانسيات , الحنونات بجنون , الخائفات , القلقات والعصبيات دوما ..

إحداهن عجوز عصامية طيبة عانت الأمرين في حياتها من أشخاص كثيرين يحاولون الآن تعويضها ما فعلوه بها , مات عنها زوجها في سن مبكرة تاركا إياها بلا مال , جاهدت لتربية أبناءها وتعليمهم والحفاظ عليهم فأصبحوا الآن ممن يشار لهم بالبنان ولكم تألمت عندما فقدت بكرها ..
و أخرى لم تبال بزوجها الغير راض عنها دوما والذي جرحها قلبه كثيرا ووضعت نصب عينيها أبناءها الذين تزوجوا جميعا واستقروا في حياتهم , مازالت تعاني من زوجها ولكنها أيضا مازالت لا تبالي ..

عهود , عبد الرحمن , ليلى و هاني في حياتي : الغارقون في الظلام بلا هدى ..

فاتنة ظنت أنه بما أن أمها بسيطة ووالدها صامت وأخوانها مشغولين فإنه يمكنها أن تقوم بما تريد ونسيت أن هناك ربا يرى ويعلم ما تخفي الصدور وماتعلن وأن ربا يمهل ولا يهمل ..
وشاب وسيم آخر ظن أن وسامته و حبه لكل جميل سيكون صك سماح له بالمشي في الأرض مرحا متناسيا أنه لن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولا وأن مرده للتراب ليحاسب على كل ثواني عمره و على شبابه فيما أفناه وعلى ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ..
أخرى ظنت أن ابتعاد زوجها عنها واهماله لها وبروده سيكون شافعا لها عند الله عندما يحاسبها على خيانتها له ..
وآخر غاص في لجة الظلام رافضا كل أشعة الضوء التي تسللت بعناد لتضيء دربه ..

عمار وعمر وعمير في حياتي : القابضون على دينهم كالقابضين على الجمر في هذه الأيام ..

أحدهم شاب مرح , خجول , خدوم , طموح , بار , محب و معطاء يبذل نفسه في سبيل الخير , مازال في مقاعد الجامعة , يتنقل من منزله لجامعته لمسجده الذي يؤمه و يدير التحفيظ فيه ولبعض المحاضرات التي يلقيها هنا وهناك على الصغار , طلب من أمه قبل فترة أن تبحث له عن عروس صالحة ..
آخر له ذات الطموح وذات البر و ذات العطاء اللامحدود حتى أنه في ذات المقاعد الجامعية , لكنه يكره الأسواق ويرى كل شيء حوله نوعا من التبذير , يعتبر الزواج أمرا غير وارد في قاموسه الآن وإمامة مسجده أهم مالديه ..
و آخر حافظ للقرآن , محبوب , قوي العزيمة , لا يخاف في الله لومة لائم , مات بعد أن صلى الفجر وقرأ الأذكار إثر حادث أليم على الخط السريع أثناء سفره إلى جامعته ..
و آخر يكاد يبلغ الثلاثين ولازال عازبا لأنه يعلم بعد تجربتين فاشلتين أن أحدا لن يقبله بسبب راتبه القليل مقارنة بمسؤولياته الكبيرة ..
و آخر لم يتمكن الإيمان من أعماق قلبه صادق شخصا على أمل هدايته فوجد نفسه بعد فترة يتخطى الكثير من الحدود والأمل في العودة أصبح صعبا ولكنه ليس مستحيل ..
.
.
.
.
.
.
.
وهنا فقط ...... انتهينا ..
انتهينا و الخطى تاهت في أشلاء العبور ..

اللؤلؤة الوردية
09-13-2012, 11:36 PM
تسلمي اسووورة والله رواية روووووعة وخرافية
الله يسعدك يارب استمتعت جدا بقرائتها
وتوني ما انتهيت منها بجد روووعة
متميزة كعادتك ..

كيني
09-14-2012, 02:46 AM
اجيت اسوورتي..^_^

كيني
09-14-2012, 02:53 AM
تم....^_^..خلصت...

نجاتو
09-14-2012, 04:07 PM
يسلموووووووووااااااااااا تقبلي مروري

بسكوته
09-24-2012, 05:20 PM
رواية حزينه --
لكن رائعةجداا
يععطيك العافية

اسير الصمت
09-25-2012, 11:28 PM
شكرا على المرور الطيب و الجميل جدا بالروايه

NaZeK
09-26-2012, 01:13 AM
يعطيك الف عافيه اسوورتي على الروايه الخوووقاق

بس على فكره باقي ماكملتها .. انا حببه حبببه اقراها على روقان ..

تسسسلمي يالغاليهـ . تحياتي لكـ

صاحبه السعاده
09-26-2012, 07:55 PM
واوووووووووووووو روايه حلوووه وشيقه جدا

❝šн3ởļђ❝
09-26-2012, 09:15 PM
روووووووووووووووووووايهه رووووعهه

يعطيكك العاافيهه ..

N_AlR
10-01-2012, 05:29 PM
الـرواآيـه حلـوه شكـرا ع الموضووع بإنتظار إبداآعاتـك ..

N_AlR
11-15-2012, 01:26 AM
**************** مشكوره اختي اسير قصه روعه .................................
شوقتيني انشوف القصص الثانيهـــــــــــــــــــــــ**********

anoosa
08-28-2013, 05:35 PM
روووعة شكر لك ^_^

yasmena512
03-29-2014, 01:03 AM
شكرا على الموضوع

ميويا توتا
06-15-2014, 11:54 AM
موضوع رااااااااااااااااااااااااااااااائع

lizato
07-16-2014, 01:17 PM
راااااااااااااااائع

بوكه مانشى
07-16-2014, 06:24 PM
يسلمووووووووووووو

lizaana7
08-26-2014, 12:42 PM
رااااااااااااااااائع