أبو زياد
07-30-2012, 03:05 AM
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد:
فإليك أخي المسلم الكريم هذه العشر إذا أردت أن تستغل رمضان بالطاعة والعبادة، والإقبال والإنابة:
1- الإخلاص لله في الصيام:
الإخلاص لله - تعالى - هو روح الطاعات، ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات، وسبب لمعونة وتوفيق رب الكائنات، وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله، وفي إرادة الخير؛ تكون معونة الله لعبده المؤمن، قال ابن القيم - رحمه الله -: "وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه - سبحانه وتعالى - وإعانته ..."، وقد أمرنا الله - جل جلاله - بإخلاص العمل له وحده دون سواه فقال - تعالى -: {وما أمروا إلا لعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}1 فإذا علم الصائم أن الإخلاص في الصيام سبب لمعونة الله وتوفيقه فهذا مما يحفز المؤمن لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن - سبحانه وتعالى - فإن الصيام مع إخلاص لله يُنتِج الحماس والتحفيز.
2- معرفة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبشر أصحابه بمقدم هذا الشهر الكريم:
وهذه خصلة تدعوك للتحمس لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن ألا وهي: معرفة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يبشر أصحابه فيقول: ((جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه ... ))2 الحديث، وهذا يدل على عظم استغلال رمضان في الطاعة والعبادة، لذا بشر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصحابة الكرام ليستعدوا لاغتنامه.
3- استشعار الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين ومن ذلك:
أ- أن أجر الصائم عظيم لا يعلمه إلا الله - عز وجل -: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به))3.
ب- أن من صام يوماً في سبيل الله باعد الله عنه النار سبعين خريفاً، فكيف بمن صام الشهر كاملاً.
ت- أن الصيام يشفع للعبد يوم القيامة حتى يدخله الجنة.
ث- أن في الجنة باب يقال له "الريان" لا يدخله إلا الصائمون.
ج- أن صيام رمضان يكفر جميع ما تقدم من الذنوب.
ح- أن في رمضان تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النيران.
خ- أنه يستجاب دعاء الصائم في رمضان.
فهلا أدركت الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين، فما عليك إلا أن تشمر عن ساعد الجد، وتعمل بهمةً ونشاطاً لتكون أحد الفائزين بتلك الجوائز العظيمة.
4- معرفة أن من هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، وتخصيص رمضان بالعبادة بما لا يخص غيره من الشهور:ومما يزيدك تحمساً لاستغلال رمضان أن تعلم أن رسولك العظيم - صلى الله عليه وسلم - كان يكثر من أنواع العبادة بما لا يخص غيره من الشهور الأخرى، فهل لك في رسول الله قدوة وأسوة؟ والله - تعالى - يقول: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}4، فتُكثر من أنواع الطاعات في هذا الشهر.
5- إدراك المسلم البركة في هذا الشهر الكريم:
ومن ملامح هذه البركة حتى تزيدك حماساً:
أ- البركة في المشاعر الإيمانية: ترى المؤمن في هذا الشهر قوي الإيمان، حي القلب، دائم التفكر، سريع التذكر، إن هذا الأمر محسوس لا نزاع فيه، وهو بعض عطاء الله تعالى للصائم.
ب- البركة في القوة الجسدية: فأنت أخي الصائم رغم ترك الطعام والشراب كأنما ازدادت قوتك، وعظم تحملك على احتمال الشدائد، ومن ناحية أخرى فإن الله - تعالى- يبارك لك في قوتك فتؤدي الصلوات المفروضة، ورواتبها المسنونة، وبقية العبادات رغم الجوع والعطش.
ج- البركة في الأوقات: تأمل ما يحصل من بركة الوقت بحيث تعمل في اليوم والليلة من الأعمال ما يضيق عنه الأسبوع كله في غير رمضان.
فاغتنم بركة رمضان، وأضف إليها بركة القرآن، واحرص على أن يكون ذلك عوناً لك على طاعة الرحمن، ولزوم الإستقامة في كل زمان ومكان، وهذا مما يزيدك تحمساً وتحفزاً على استغلال بركة هذا الشهر.
6- استحضار خصائص شهر رمضان:
ولقد خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:
أ - أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
ب - أن الملائكة تستغفر للصائمين حتى يفطروا.
ج - أن الله يزين في كل يوم جنته ويقول: ((يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى، ثم يصيروا إليك))5.
ح - أن فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار.
خ - فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.
د - أن فيه يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.
ر - أن لله عتقاء من النار في آخر ليلة من رمضان.
7- استشعار أن الله - تعالى - اختص الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال:
ومزية عظيمة يحصل عليها مستغل رمضان في الخير، تجعل المرء لا يفرط في رمضان ألا وهي: أن الله - تعالى - اختص قدر الثواب والجزاء للصائم لنفسه من بين سائر الأعمال كما في الحديث قال - صلى الله عليه وسلم -: قال الله - عز وجل -: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ... ))6 فإن هذا الاختصاص مما يزيد المؤمن حماساً لاستغلال هذا الفضل العظيم.
8- معرفة مدى اجتهاد الصحابة الكرام والسلف الصالح في الطاعة في هذا الشهر الكريم:
ولقد أدرك الصحابة الأبرار فضل شهر رمضان عند الله - تعالى - فاجتهدوا في العبادة، فكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن، ويتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان، وإطعام الطعام وتفطير الصوام، وكانوا يجاهدون أعداء الله في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كله لله.
9- معرفة أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة:
وخصلة أخرى تزيدك تعلقاً بالصيام، وحرصاً عليه؛ هي أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة عند الله - تعالى -، ويكون سبباً لهدم الذنب عنه، فنعم القرين، قرين يشفع لك في أحلك المواقف وأصعبها، قال - صلى الله عليه وسلم –: (( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة: يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان))7.
10– معرفة أن رمضان شهر القرآن، وأنه شهر الصبر:
وأن صيامه وقيامه سبب لمغفرة الذنوب، وأن الصيام علاج لكثير من المشكلات الاجتماعية، والنفسية، والجنسية، والصحية.
فمعرفة كل هذه الخصال الدنيوية والأخروية للصائم مما يحفز على استغلاله والمحافظة عليه.
هذه بعض الحوافز التي تعين المؤمن على استغلال مواسم الطاعات، وشهر الرحمات والبركات، فإياك والتفريط في المواسم فتندم حيث لا ينفع الندم، قال الله - تعالى -: {وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً}8.
نسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
--------------------------------------------------------------------------------
1 البينة (5).
2 رواه أحمد برقم (8631)، وقال الشيخ الألباني (صحيح) انظر حديث رقم : 55 في صحيح الجامع.
3 رواه البخاري برقم (5472).
4 الأحزاب (21).
5 رواه أحمد برقم (7576)، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب برقم (586).
6 رواه البخاري برقم (5472).
7 رواه أحمد في المسند برقم (6337)، وقال الشيخ الألباني (صحيح) انظر حديث رقم 3882 في صحيح الجامع.
8 الإسراء (21).
منقول
فإليك أخي المسلم الكريم هذه العشر إذا أردت أن تستغل رمضان بالطاعة والعبادة، والإقبال والإنابة:
1- الإخلاص لله في الصيام:
الإخلاص لله - تعالى - هو روح الطاعات، ومفتاح لقبول الباقيات الصالحات، وسبب لمعونة وتوفيق رب الكائنات، وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله، وفي إرادة الخير؛ تكون معونة الله لعبده المؤمن، قال ابن القيم - رحمه الله -: "وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه - سبحانه وتعالى - وإعانته ..."، وقد أمرنا الله - جل جلاله - بإخلاص العمل له وحده دون سواه فقال - تعالى -: {وما أمروا إلا لعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}1 فإذا علم الصائم أن الإخلاص في الصيام سبب لمعونة الله وتوفيقه فهذا مما يحفز المؤمن لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن - سبحانه وتعالى - فإن الصيام مع إخلاص لله يُنتِج الحماس والتحفيز.
2- معرفة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبشر أصحابه بمقدم هذا الشهر الكريم:
وهذه خصلة تدعوك للتحمس لاستغلال رمضان في طاعة الرحمن ألا وهي: معرفة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يبشر أصحابه فيقول: ((جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه ... ))2 الحديث، وهذا يدل على عظم استغلال رمضان في الطاعة والعبادة، لذا بشر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصحابة الكرام ليستعدوا لاغتنامه.
3- استشعار الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين ومن ذلك:
أ- أن أجر الصائم عظيم لا يعلمه إلا الله - عز وجل -: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به))3.
ب- أن من صام يوماً في سبيل الله باعد الله عنه النار سبعين خريفاً، فكيف بمن صام الشهر كاملاً.
ت- أن الصيام يشفع للعبد يوم القيامة حتى يدخله الجنة.
ث- أن في الجنة باب يقال له "الريان" لا يدخله إلا الصائمون.
ج- أن صيام رمضان يكفر جميع ما تقدم من الذنوب.
ح- أن في رمضان تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النيران.
خ- أنه يستجاب دعاء الصائم في رمضان.
فهلا أدركت الثواب العظيم الذي أعده الله للصائمين، فما عليك إلا أن تشمر عن ساعد الجد، وتعمل بهمةً ونشاطاً لتكون أحد الفائزين بتلك الجوائز العظيمة.
4- معرفة أن من هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، وتخصيص رمضان بالعبادة بما لا يخص غيره من الشهور:ومما يزيدك تحمساً لاستغلال رمضان أن تعلم أن رسولك العظيم - صلى الله عليه وسلم - كان يكثر من أنواع العبادة بما لا يخص غيره من الشهور الأخرى، فهل لك في رسول الله قدوة وأسوة؟ والله - تعالى - يقول: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}4، فتُكثر من أنواع الطاعات في هذا الشهر.
5- إدراك المسلم البركة في هذا الشهر الكريم:
ومن ملامح هذه البركة حتى تزيدك حماساً:
أ- البركة في المشاعر الإيمانية: ترى المؤمن في هذا الشهر قوي الإيمان، حي القلب، دائم التفكر، سريع التذكر، إن هذا الأمر محسوس لا نزاع فيه، وهو بعض عطاء الله تعالى للصائم.
ب- البركة في القوة الجسدية: فأنت أخي الصائم رغم ترك الطعام والشراب كأنما ازدادت قوتك، وعظم تحملك على احتمال الشدائد، ومن ناحية أخرى فإن الله - تعالى- يبارك لك في قوتك فتؤدي الصلوات المفروضة، ورواتبها المسنونة، وبقية العبادات رغم الجوع والعطش.
ج- البركة في الأوقات: تأمل ما يحصل من بركة الوقت بحيث تعمل في اليوم والليلة من الأعمال ما يضيق عنه الأسبوع كله في غير رمضان.
فاغتنم بركة رمضان، وأضف إليها بركة القرآن، واحرص على أن يكون ذلك عوناً لك على طاعة الرحمن، ولزوم الإستقامة في كل زمان ومكان، وهذا مما يزيدك تحمساً وتحفزاً على استغلال بركة هذا الشهر.
6- استحضار خصائص شهر رمضان:
ولقد خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:
أ - أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
ب - أن الملائكة تستغفر للصائمين حتى يفطروا.
ج - أن الله يزين في كل يوم جنته ويقول: ((يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى، ثم يصيروا إليك))5.
ح - أن فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار.
خ - فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.
د - أن فيه يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.
ر - أن لله عتقاء من النار في آخر ليلة من رمضان.
7- استشعار أن الله - تعالى - اختص الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال:
ومزية عظيمة يحصل عليها مستغل رمضان في الخير، تجعل المرء لا يفرط في رمضان ألا وهي: أن الله - تعالى - اختص قدر الثواب والجزاء للصائم لنفسه من بين سائر الأعمال كما في الحديث قال - صلى الله عليه وسلم -: قال الله - عز وجل -: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ... ))6 فإن هذا الاختصاص مما يزيد المؤمن حماساً لاستغلال هذا الفضل العظيم.
8- معرفة مدى اجتهاد الصحابة الكرام والسلف الصالح في الطاعة في هذا الشهر الكريم:
ولقد أدرك الصحابة الأبرار فضل شهر رمضان عند الله - تعالى - فاجتهدوا في العبادة، فكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن، ويتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان، وإطعام الطعام وتفطير الصوام، وكانوا يجاهدون أعداء الله في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كله لله.
9- معرفة أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة:
وخصلة أخرى تزيدك تعلقاً بالصيام، وحرصاً عليه؛ هي أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة عند الله - تعالى -، ويكون سبباً لهدم الذنب عنه، فنعم القرين، قرين يشفع لك في أحلك المواقف وأصعبها، قال - صلى الله عليه وسلم –: (( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة: يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان))7.
10– معرفة أن رمضان شهر القرآن، وأنه شهر الصبر:
وأن صيامه وقيامه سبب لمغفرة الذنوب، وأن الصيام علاج لكثير من المشكلات الاجتماعية، والنفسية، والجنسية، والصحية.
فمعرفة كل هذه الخصال الدنيوية والأخروية للصائم مما يحفز على استغلاله والمحافظة عليه.
هذه بعض الحوافز التي تعين المؤمن على استغلال مواسم الطاعات، وشهر الرحمات والبركات، فإياك والتفريط في المواسم فتندم حيث لا ينفع الندم، قال الله - تعالى -: {وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً}8.
نسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
--------------------------------------------------------------------------------
1 البينة (5).
2 رواه أحمد برقم (8631)، وقال الشيخ الألباني (صحيح) انظر حديث رقم : 55 في صحيح الجامع.
3 رواه البخاري برقم (5472).
4 الأحزاب (21).
5 رواه أحمد برقم (7576)، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب برقم (586).
6 رواه البخاري برقم (5472).
7 رواه أحمد في المسند برقم (6337)، وقال الشيخ الألباني (صحيح) انظر حديث رقم 3882 في صحيح الجامع.
8 الإسراء (21).
منقول