المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة إبن جدعان


اسير الصمت
06-01-2012, 09:11 PM
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صدقة السر تطفئ غضب الرب و صلة الرحم تزيد في العمر و فعل المعروف يقي مصارع السوء "


يذكر أن رجلا يسمّى ابن جدعان قال: خرجت في فصل الربيع وإذا بي أرى إبلي سمانا يكاد الربيع أن يفجّر الحليب من ثديها وكلما اقترب الحوار-ابن الناقة- من أمه درّت عليه وانهال الحليب منها لكثرة الخير والبركة. فنظرت إلى ناقة من نياقي ابنها خلفها وتذكّرت جارا لي له بنيّات سبع فقير الحال فقلت: والله لأتصدقن بهذه الناقة وولدها لجاري والله يقول: {لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون}[آل عمران:92] وأحب حلالي هذه الناقة. يقول: فأخذتها وابنها وطرقت الباب على الجار وقلت خذها هدية مني لك فرأيت الفرح في وجهه لا يدري ماذا يقول فكان يشرب من لبنها ويحتطب على ظهرها وينتظر وليدها يكبر ليبيعه وجاءه منها خير عظيم.

فلما انتهى الربيع وجاء الصيف بجفافه وقحطه تشققت الأرض وبدأ البدو يرتحلون يبحثون عن الماء في الدحول -والدحول هي حفر في الأرض توصل إلى محابس مائية أو أقبية مائية تحت الأرض له فتحات فوق الأرض يعرفها البدو-. يقول: فدخلت في هذا الدحل حتى أحضر الماء لنشرب -وأولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون- فتاه تحت الأرض ولم يعرف الخروج.
وانتظر أبناؤه يوما ويومين وثلاثة حتى يئسوا قالوا: لعل ثعبانا لدغه ومات أو لعله تاه تحت الأرض وهلك وكانوا-عياذا بالله- ينتظرون هلاكه طمعا في تقسيم المال والحلال. فذهبوا إلى البيت وقسّموا وتذكروا أن أباهم قد أعطى ناقة لجارهم الفقير فذهبوا إليه
وقالوا له: أعد الناقة خيرا لك وخذ هذا الجمل مكانها وإلا سنسحبها عنوة الآن ولن نعطيك شيئا.
قال: أشتكيكم إلى أبيكم.
قالوا: اشتك إليه فإنه قد مات!!

قال: مات!! كيف مات؟ وأين مات؟ ولم لم أعلم بذلك؟

قالوا: دخل دحلا في الصحراء ولم يخرج.

قال: ناشدتكم الله اذهبوا بي إلى مكان الدحل ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم ولا أريد جملكم.

فذهبوا به فلما رأى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفيّ ذهب وأحضر حبلا وأشعل شمعة ثم ربط نفسه خارج الدحل ونزل يزحف على قفاه حتى وصل إلى أماكن فيها يحبو وأماكن فيها يزحف وأماكن يتدحرج ويشم رائحة الرطوبة تقترب وإذا به يسمع أنين الرجل عند الماء فأخذ يزحف تجاه الأنين في الظلام ويتلمس الأرض فوقعت يده على الطين ثم وقعت يده على الرجل.
فوضع يده على أنفاسه فإذا هو حي يتنفس بعد أسبوع فقام وجرّه وربط عينيه حتى لا تنبهر بضوء الشمس ثم أخرجه معه خارج الدحل ومرس له التمر وسقاه وحمله على ظهره وجاء به إلى داره ودبت الحياة في الرجل من جديد -وأولاده لا يعلمون.

فقال: أخبرني بالله عليك أسبوعا كاملا وأنت تحت الأرض ولم تمت!

قال: سأحدثك حديثا عجبا لما نزلت ضعت وتشعّبت بي الطرق فقلت: آوي إلى الماء الذي وصلت إليه وأخذت أشرب منه ولكن الجوع لا يرحم فالماء لا يكفي.

يقول: وبعد ثلاثة أيام وقد أخذ الجوع مني كل مأخذ وبينما أنا مستلق على قفاي قد أسلمت وفوضت أمري إلى الله وإذا بي أحس بدفء اللبن يتدفق على فمي.

يقول: فاعتدلت في جلستي وإذا بإناء في الظلام لا أراه يقترب من فمي فأشرب حتى أرتوي ثم يذهب فأخذ يأتيني ثلاث مرات في اليوم. ولكنه منذ يومين انقطع ما أدري ما سبب انقطاعه؟

يقول: فقلت له: لو تعلم سبب انقطاعه لتعجبت.. ظنّ أولادك أنك مت وجاءوا إلي وسحبوا الناقة التي كان الله يسقيك منها.. والمسلم في ظل صدقته.

{ومن يتّق اللّه يجعل لّه مخرجا.ويرزقه من حيث لا يحتسب}
‏​‏​

اسير الصمت
06-02-2012, 01:43 AM
اين الردود
ما عجبتكم القصة

ოყʂէεɾἶօմʂ
06-02-2012, 04:45 AM
يشرفني يكون اول من يرد

القصة مو حلوة وبس القصة في قمة الروعة وتستاهل تقييم


واصلي ابداعك الخارق والمميز

قصة فعلا جميلة

اسير الصمت
06-03-2012, 12:42 AM
يشرفني يكون اول من يرد

القصة مو حلوة وبس القصة في قمة الروعة وتستاهل تقييم


واصلي ابداعك الخارق والمميز

قصة فعلا جميلة

مرورك اخي زاد القصة جمالا
شكرا لك

ام الدنيا
06-07-2012, 02:46 PM
[COLOR="Purple"ويسعدنى انا كمان اكون تانى من يرد على هذا القصه
الجميله يسلمووووووووووووووو وبركتى على هذا الموضوع الشيق
تقبلى تحياتى [/COLOR]

كيلوا
06-08-2012, 01:49 AM
يسلمووووو على القصه

اسير الصمت
06-08-2012, 03:02 AM
شكرا عالمرور الرائع

عمار الشريف
06-08-2012, 03:16 AM
لقمان الحكيم

اسمه : لقمان بن باعوراء ، ولقمان اسم أعجمي .

وكان عبدا أسود حبشيا من سودان مصر ، عظيم الشفتين والمنخرين ،

قصيرا أفطس مشقق القدمين ، وليس يضره ذلك عند الله عز وجل ؛

لأنه شرفه بالحكمة بقوله تعالى : ( ولقد آتينا لقمان الحكمة ) .

وقيل : خير السودان أربعة رجال :

لقمان بن باعوراء .

وبلال بن رباح المؤذن : الذي عذب في الله ما لم يعذبه أحد ،

وهو يقول : أحد أحد .

والنجاشي : ملك الحبشة .

ومهجع : مولى عمر يقال أنه من أهل اليمن ،

وهو من المهاجرين الأولين وهو أول من استشهد يوم بدر .

وأول ما ظهر من حكمته : أنه كان مع مولاه ، فدخل مولاه

الخلاء فأطال الجلوس ، فناداه لقمان ، إن طول الجلوس على

الحاجة تنجع منه الكبد ، ويورث الباسور ، ويصعد الحرارة إ

لى الرأس ، فاقعد هوينا وقم . فخرج مولاه وكتب حكمته على باب الخلاء .

وقيل : كان مولاه يقامر ، وكان على بابه نهر جار ، فلعب

يوما بالنرد على أن من قمر صاحبه شرب الماء الذي في النهر

كله أو افتدى منه ! فقمر سيد لقمان ،

فقال له القامر : اشرب ما في النهر وإلا فافتد منه ؟ قال فسلني الفداء ؟

قال : عينيك افقأهما أو جميع ما تملك ؟ قال : أمهلني يومي هذا ؟

قال لك ذلك .

قال : فأمسى كئيبا حزينا ، إذ جاءه لقمان وقد حمل حزمة

حطب على ظهره فسلم على سيده ثم وضع ما معه ورجع إلى

سيده ، وكان سيده إذا راه عبث به فيسمع منه الكلمة الحكيمة ف

يعجب منه ، فلما جلس إليه قال لسيده : ما لي أراك كئيبا حزينا ؟

فأعرض عنه فقال له الثانية مثل ذلك ، فأعرض عنه ثم قال له

الثالثة مثل ذلك فأعرض عنه ، فقال له : أخبرني فلعل لك

عندي فرجا ؟ فقص عليه القصة ، فقال له لقمان : لا تغتم فإن لك عندي فرجا ،

قال : وما هو ؟

قال : إذا أتاك الرجل فقال لك : اشرب ما في النهر ،

فقل له : اشرب ما بين ضفتي النهر أو المد ؟

فإنه سيقول لك اشرب ما بين الضفتين ،

فإذا قال لك ذلك فقل له : احبس عني المد حتى اشرب ما بين الضفتين ،

فإنه لا يستطيع أن يحبس عنك المد ، وتكون قد خرجت مما ضمنت له .

فعرف سيده أنه قد صدق فطابت نفسه ، فأعتق.:006: