المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جمع القرآن الكريم


Unbreakable Girl
04-21-2012, 03:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته*

بسم الله الرحمن الرحيم

جمع القرآن الكريم

تكملة الدرس السابق :http://www.monms.com/vb/t31480.htm

تمهيد :

لما لحق النبي -صلى الله عليه وسلم- بالرفيق الأعلى في السنة العاشرة للهجرة، تولى أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- الخلافة، وواجهته أحداث جسام تمثلت في ارتداد عدد كبير من العرب، مما جعل يرسل الجيوش لمحاربة هؤلاء المرتدين.
ومن اهم تلك الحروب موقعة اليمامة سنة 12 هجرية، التي استشهد فيها قرابة سبعين قارئاً من الصحابة، الأمر الذي هال عمر بن خطاب -رضي الله عنه- وأفزع لأنه خاف على القرآن الكريم من الضياع، فأشار على أبي بكر بجمع القرآن الكريم وكتابته.
عارض أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- الفكرة أول الأمر، وكبر عليه ان يقوم بعمل لم يعمله الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكم عمر ما زال يوضح له وجهة نظره حتى شرح الله صدر أبي بكر للذي شرح له صدر عمر، فوافق وأرسل إلى زيد بن ثابت -رضي الله عنه- مكلفاً إياه بمهمة جمع القرآن الكريم، فعارض زيد الفكرة في البداية أيضاً، لكن أبا بكر أقنعه حتى طابت نفسه لهذا العمل الجليل.

اختيار زيد لمهمة جمع القرآن الكريم :

اختار أبو بكر الصديق الصحابي الجليل زيد بن ثابت لمهمة جمع القرآن الكريم، انطلاقاً من مبدأ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فزيد كانت تتوافر فيه صفات تؤهله للقيام بهذا العمل الجليل ولاتتوافر في غيره منها أنه :

1) من كتاب الوحي وحفاظ القرآن الكريم.
2) يتمتع بخصوبة العقل والأمانة وشدة الورع.
3) شهد العرضة الاخيرة للقرآن الكريم.

وقد قام زيد -رضي الله عنه- بالمهمة خير قيام، وهي المهمة وصفها قائلاً: ( والله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان اثقل مما أمرت به من جمع القرآن).
وقد راعى زيد التثبت الكامـــــل من كل آيـه، بل من كل كلمة ومن كل حرف، فكان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة، وبلغ من ثبته أنه لم يكن يكتفي بأن يوافق حفظه حفظ غيره، بل كان يطلبه مكتوباً في الألواح وعليه شاهدان يقران بأنه كتب بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو يشهدان على ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن الكريم.
وهكذا تم جمع القرآن الكريم بفضل الله وحمده، ثم بفضل أبي بكر وعمر وزيد وبقية الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- وتم حفظه عند أم المؤمنين حفصة بنت عمر -رضي الله عنهما- ليكون مرجعاً لكل المسلمين.

نسخ القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه :

لقد كان وراء جمع (نسخ) عثمان بن عفان القرآن الكريم دوافع عده منها :

1) اتساع الفتوحات الإسلامية وتفرق المسلمين في البلاد.
2) طول العهد بين المسلمين وبين عهد النبوة.
3) ظهور جيل جديد من المسلمين بحاجة إلى دراسة القرآن الكريم وتفهمه بعيداً عن الاختلاف.
4) اختلاف الأمة في قراءة القرآن، فكل مصر من الأمصار كان يقرأ بالقراءة التي تلقاها من صحابي بعينه، فكانوا إذا جمعهم موطن من المواطن عجب البعض من وجود هذا الاختلاف.

لكل هذه الدوافع وغيرها وقف ذو النورين عثمان -رضي الله عنه- وأراد أن يضع حلاً لهذا الاختلاف الذي أوشك أن يشعل نار الفتنة فقام خطيباً فقال :
(أنتم عندي تختلفون فيه وتلحنون، فمن نأى عني من أهل الأمصار أشد فيه اختلافاً وأشد لحناً، اجتمعنوا يا أصحاب محمد فاكتبوا للماس إماماً).

ورأى عثمان أن لا مفر من جمع (نسخ) القرآن الكريم، وجمع الناس على قراءة واحدة، ليسد الباب الفتنة، فأرسل إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر -رضي الله عنهما- وكانت لديها المصاحف التي جُمعَ فيها القرآن الكريم " أن أرسلي إلينا بالصحف لننسخها في المصاحف ثم نردها إليك " فأرسلت بها حفصة إلى عثمان -رضي الله عنه-.

جمع عثمان لجنة ضمت ثلاثة القرشيين هم:
عبدالله بن الزبير،
وسعيد بن العاص،
وعبدالرحمن بن الحارث،
وكان معهم زيد بن ثابت

-رضي الله عنهم أجمعين-

وقال لهم: "اذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فإكتبوه بلسان قريش، فإنه إنما نزل بلسانهم" ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى صفحة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف، وأمر بما سواه أن يحرق، وكتب إلى أهل الأمصار:

" إني قد صنعت كذا وكذا ومحوت ماعندي فامحوا ما عندكم "، فاستقبل الناس ذلك العمل بالقبول التام.

وقد ظلت المصاحف منذ ذلك التاريخ موضع العناية التامة من حكام المسلمين وعلمائهم في مختلف أصقاع الأرض، فتعددت الطبعات، وتنوعت الأشكال والتقسيمات.

ومنذ العصر الأول حتى الآن وإلى قيام الساعة لا يختلف القرآن المتلو عن القرآن المسطور رغم اختلاف لهجات وبيئات وأجناس المسلمين. وصدق الله العظيم القائل:
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)) سورة الحجر: ايه (9)

القرآن الكريم المصدر الأول للتشريع :

يقصد بالتشريع الإسلامي: القواعد والأسس والأصول التي أقامها الإسلام لتكوين مجتمع صالح ونظام قوي آمن وحياة راقية سعيدة.
وليس من شك في أن للتشريع الإسلامي مصادره التي تستمد منها الأحكام، وتستنبط القواعد على أسس دقيقة تحجب عن الحياة الباطل والزيغ، وتضع الناس على محجة بيضاء ليلها كنهارها، تهديهم إلى طريق الحق، وإلى صراط مستقيم.

ومن المسلَّم به أن القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع، تليه السنة النبوية، ثم الإجماع والقياس والاستحسان والمصالح المرسلة وغيرها.

وقدشملت أحكام القرآن الكريم العبادات، وما يلحق بها من الأحوال الشخصية والمواريث بصورة تفصيلية، وذلك لأن تلك الأمور تعبدية لا مجال فيها لإعمال العقل، ولا تتغير بتغير الزمان والمكان، لكنَّ هنالك أموراً أخرى ذكرها جملة أو من غير تفصيل وتقييد، فجاءت السنة النبوية المشرفـــة التي تعد النجاح الثاني للتشريع الإسلامي لتفصل ما أجملة وتقيد ما أطلقه وتؤكد ما أثبته.

السنة النبوية مكملة ومفسرة للقرآن الكريم :

لم يكن للأحكام في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- مصدر سوى القرآن والسنة، فقد تضمن القرآن الكريم الأحكام الشرعية بصورة عامة من دون التعرض إلى تفصيل وبيان أو تخصيص وتقييد، وجاءت السنة المشرفة تفسر مبهمه، وتفصل مجمله، وتقيد مطلقة وتخصص عامه وتشرح أحكامه وأهدافه، فكأنها التطبيق العملي لم طائفي القرآن الكريم.

ومن ذلك يمكن ان نستنتج أن للسنة المشرفة جملة من الوظائف بالنسبة للقرآن الكريم منها :

1) تأكيد وتقرير الأحكام :

ففي القرآن الكريم عقائد متعلقة بذات الله تعالى وصفاته وبالبعث والحشر والجنة والنار، وفي السنة المشرفة تقرير وتأكيد لكل ذلك.

2) تفصيل المجمل :

وذلك أن للقرآن الكريم قد تأتي بأحكام مجملة تحتاج إلى تفصيل، فتقوم السنة بهذا الدور، ومن ذلك مثلا: الأمر بالصلاة والزكاة إجمالا كما في قول الله تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110)) سورة البقرة: ايه (110)

إذ لم يفصل القران الكريم المطلوب في كل صلاة، ولا كيف تؤدي، كما لم يفصل مقادير الزكاة، وعلى من تجب، فبينت السنة كل ذلك وفصلته تفصيلاً، وهكذا الحال في الصيام والحج وغيرهما.

3) تخصيص العام :

*تضمن القرآن الكريم أحكاماً عامة، لاتخص أحد بعينه، ولا يفهم منها استثناء أحد، مثل قوله تعالى: (*يُوصِيكُمُ اللَّـهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ) سورة النساء: أية (11)
فالحكم في الآية عام يشمل كل أب وكل ابن، ولكن السنة المشرفة خصصت هذا العموم، فآخرجت قاتل أبيه الذي لا يرث وليس له في التركة نصيب، كما بين ذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قولة " .......... ولا يرث القاتل شيئا "

4) تقييد المطلق :

جاءت في القرآن الكريم أحكام مطلقة لم تقيدها إلا السنة المشرفة، ففي قول الله -تعالى- : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (83)) سورة المائدة: أية (38)*
أمر بقطع يد السارق لم يحدد بموضع معين، ولكن السنة المشرفة حددت موضع القطه بـ(الرسغ) ولم تجعله يشمل كل اليد.

5) إنشاء أحكام جديدة :

هناك أحكام لم ينص عليها القرآن الكريم صراحة لا بالإباحة ولا بالتحريم، لكن السنة أنشأتها أو ألحقتها بما تندرج تحته من أحكام، ومن ذلك تحريم نكاح المرأة على عمتها أو خالتها أو على ابنة أختها أو ابنة أخيهـــا.قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
" لا يُجمعُ بين المرأةِ وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها ".
*
وكذلك تحريم لحوم الحمر الأهلية، ولحوم كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير.

من ذلك كله يتضح أن السنة النبوية تسير في موكب نور القرآن الكريم شارحة له، مبينة أهدافه.

وقد أوضح القرآن الكريم دور السنة المشرقة في قوله تعالى: (بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)) سورة النحل: ايه (44).

وجعل القرآن الكريم اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- وطاعته والالتزام بما جاء به سببا للفوز والفلاح في الدنيا والآخره، قال تعالى : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ..) سورة الأعراف: ايه (157)
وقال سباحته (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) سورة الحشر: ايه (7)

القيم المستفاده*:

1) القرآن الكريم كان محفوظاً في الصدور والسطور قبل أن يلحق النبي الكريم بالرفيق الأعلى.
2) عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هو الذي أشار على الخليفة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بجمع القران الكريم.
3) سبعين حافظاً من الصحابة الكرام استشهدوا في موقعة اليمامة سنة 13 هـ.
4) أبا بكر -رضي الله عنه- تردد أول الأمر فيما أشار عليه به عمر -رضي الله عنه- من جمع القرآن الكريم.
5) جمع القرآن الكريم في مصحف واحد ثم في عهد الخليفة الأول أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-.
6) مهمة جمع القرآن الكريم أسندت إلى زيد بن ثابت -رضى الله عنه-.
7) الخليفة الثالث عثمان بن عفان -رضي الله عنه- نسخ نسخاً من المصحف وأرسل بها إلى مختلف الأمصار.
8) القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع، السنة المشرفة تمثل المصدر الثاني.
9) السنة المشرفة تفصل مجمل القرآن الكريم، وتخصص عامه، وتقيد مطلقه، وتستحدث أحكاماً جديدة.
10) القرآن الكريم يدعوا إلى اتباع السنة المشرفة، والتأسيس بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.*

Θ_ģĥÕśŢ
04-21-2012, 03:07 AM
فك الحجز

موووضووع رووعة ماشاءالله الله يجزاااااااك الجنة يارب على الطرح الجميييييل

لمسة شقاوة
05-07-2012, 04:56 AM
طرح مميز ومفيد

يعطيك العافية


والله يجعلها بموازين حسناتك

شعاع القمر
05-16-2012, 05:50 AM
//

وِعَ ـلٌيُكِمْ الـٌ سٌ ـلآإآمِ وَرِحْ ـمِةٌ الله برَكآإآتــ’ـهِْ~

أشْكـــــــــــــــ’ــرك أخْ ـتــ’ـي ع موضوعــ’ـك الهآإآدف الجميل

جْ ــــ’ــزآإآكِ الله ألـــــــــــ’ــف خير ~

وجَعلهٍآإآ ربيَ فَيٌ مْوآإآزيــــ’ــن حْ ــسنآإآتكِ إلى يْوٌم الدَيــــــنً

خْ ـٍآإآلصْ تٌـ ح ٍيًاَتِيٌ لِكِ~

وٌدٍيٌ ^^

بيانكي
05-16-2012, 06:46 AM
جزاك الله خير خيتو

وجعله في ميزان حسانتك

تحياتي لك^^

العاشقة.
05-16-2012, 08:32 AM
تسلمي على الطرح الرائع

ŤŘÃĭŇ
05-16-2012, 09:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكوووووووووووووووووووره اختي على الطرح الرائع الله يجزيكي كل الخيرات

قاهر الجبال
05-16-2012, 04:08 PM
مشكوووووووور ةعلى الطرح المميز

مجرد انسان
05-16-2012, 10:06 PM
حجز

-قمر الليالي-
05-16-2012, 11:30 PM
بارك الله فيكِ أختي على الموضوع القيم
والمجهود الطيب جزاكِ الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك

Unbreakable Girl
06-25-2012, 10:17 PM
منوررين يالغالين

hikaru hitachii
06-26-2012, 03:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام اختي

موضوع رائع جداً جزاك الله خيراً

بحر المشاعر
09-28-2012, 05:31 PM
شكرا ع القران
و كل الشوكر لكي جراكي الله خيرا يا اختي