mhjoub
08-06-2010, 08:19 PM
http://www.m5zn.com/uploads/2010/8/1/photo/gif/080110170854c9hze1w0wpr4b9.gif (http://www.monms.com/vb)
http://i45.tinypic.com/21j6has.jpg (http://www.monms.com/vb)
نوادرالخلفاء والامراء....واحة الصيف
قال ابن الجوزي رحمه الله: (ومازال العلماء الافاضل يعجبهم الملح ويهشون لها لانها تجم النفس وتريح
القلب من كد الفكر
ففائدة النوادروالطرائف والفكاهات عظيمة فهي مبعت على صفاء الدهن.واريحية مستفيضة.فادا استقصينا نوادر الخلفاء والامراء والولاة وجدنا انفسنا ازاء كنز لاتحصى جواهره
سنتناولانشاء الله في هده الحصص جزء من هدا الكنزالادبي الدي يضم اجمل ما وقعت عليه طرائف الخلفاء
هده الباقة لطيفة ; جميلة ; مؤنسة ; ملونة بالون مشرقة,
واحة تستظل بها النفس من قيظ الصيف.....
حكم البراءة
تزوجت امراة . وبعد ستة اشهر وولدت طفلا
والمعروف ان اماة غالبا ماتلد بعد تسعة اشهر
او سبعةاشهرمن الحمل .فظن الناس انه الم تكن
مخلصة لزوجها.وانها حملت من غيره قبل زواجها منه
فاخدوها الى الخليفة ليعاقبها وكان اد داك عتمان
بن عفان رضي الله عنه
ووجدواعنده علي رضي الله عنه . قال لهم ليس لكم
ان تعاقبوها لهداالسبب. فتعجبوا منه وسالو عن دالك
قال لهم لقد قال الله تعالى وحمله وفصاله تلاتون شهرا.
اي ان الحمل وفترة الرضاعة تلاتون شهرا وقال تعالى
والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين.اي مدةالرضاعة سنتين.
ادن فالرضاعة اربعة وعشرون شهرا .والحمل يمكن
ان يكون ستة اشهرفقط
الرجل الدي طلق خمس نسوة
قال الاصمعي قلت للرشيد يوما بلغني ان رجلا من العرب طلق خمس نسوة قال وما داك الم يبح الشرع اربعا فقط فكيف طلق خمسا .قلت
كان لرجل اربع نسوة فدخل عليهن يوما فوجدهن متلاحيات منازعات .وكان الرجل سيء الخلق فقال الى متى هدا التنازع مااخال هدا الامر الا من قبلك .يقول لامراة منهم. ادهبي فانت طالق .فقالت صاحبتها عجلت عليها بالطلاق .فقال وانت ايضا طالق فقالت له التالتة قبحك الله لقد كانت محسنتين لك وقال انت التى تدافعين عنهم ايضا طالق فقالت له الرابعة ضاق عليك صدرك ان تؤدب نساؤك الابالطلاق فطلقها ايضا وكان هدا كله بمسمع جارة لهم فقالت ولله ماشهدت العرب عليك وعلى قومك الا بالضعف الا لما بلوه منكم ووجدوه منكم .ابيت ا لا الطلاق في ساعة واحدة ..قال وانت ايتها المؤنبة المتكلفة...طالق ان اجاز زوجك .فاجابه قداجزت قداجزت
إبليس يزور أبا نواس
نظير ذلك مما يستظرف لأبي نواس، ما حكي عنه أنه قال: ضجرت من ملازمة أمير المؤمنين هارون
الرشيد حتى إني لم أجد فراغاً إلى نفسي، فتوجه أمير المؤمنين إلى الصرح ليبيت فيه ثم يعود. فوجدت
لروحي فرصة فدخلت داري وأغلقت بابي وأحضرت شراباً وطلبت نفسي الحلوة، فعند المساء، وإذا
بالباب يطرق، فخرجت وإذا أنا بظبي من أولاد الأتراك ما رأت عيني أحسن منه منظراً، فسلم عيل وقال
لي: أتقبل ضيفاً؟ قلت: يا سيدي ومن لي بذلك؟ فدخل بيتي فحار عقلي عند دخوله ثم أخرج من تحت
ثيابه سلاحية شراب، ونقلاً وشيئاً من الدجاج ثم شرب وغنى شيئاً لم أسمعه من غيره، وقضيت مرادي منه
مراراً إلى أن مضى وقت من الليل، وقد هام عقلي من الشراب ومن حسنه ومن تسليم نفسه إلي بغير
تقديم عوض، ثم قال: يا سيدي أريد الانصراف.
فقلت له: يا سيدي متى خرجت أنت خرجت روحي من جسدي وكل شيء أملكه بين يديك وأنا أصير
عبدك بعد هذا اليوم ولا أفارقك.
الرشيد وجارية جعفر
ويحكى أن جعفراً البرمكي نادم الرشيد ليلة، فقال: يا جعفر بلغني أنك اشتريت الجارية الفلانية، ولي مدة
أطلبها، فإا بديعة الجمال، ولي شوق زائد إليها فبعنيها.
قال: ليس علي فيها بيع.
قال: هبنيها.
قال: ولا أهبها.
فقال الرشيد: زبيدة طالق مني ثلاثاً إن لم تبعنيها أو بنيها.
وقال جعفر: زوجتي طالق مني ثلاثاً إن بعتها أو وهبتها.
ثم أفاقا من نشوما وعلما أما وقعا في أمر عظيم وعجزا عن تدبير الحيلة فقال الرشيد: هذه واقعة ليس
لها غير أبي يوسف، فاطلبوه، فكان قد انتصف الليل. فلما طلب قام فزعاً وقال: ما طلبت في هذا الوقت
إلا لأمر حدث في الإسلام.
ثم خرج مسرعاً وركب بغلته وقال لغلامه: اصحب معك المخلاة، واجعل فيها بعض شعير، فإذا دخلنا
دار الخلافة ودخلت فضع بين يدي الدابة شيئاً منه تشتغل به إلى حين خروجي، فإا لم تستوف علفها في
هذه الليلة.
فقال: سمعاً وطاعةً.
فلما دخل على الرشيد قام له وأجلسه على سريره بجانبه وكان لا يجلس معه غيره، وقال له: ما طلبناك
إلا لأمر مهم، وهو كذا وكذا، وقد عجزنا عن تدبير الحيلة.
فقال: يا أمير المؤمنين، هذا من أسهل ما يكون. يا جعفر! بع أمير المؤمنين نصفها وهبه نصفها تبرأ من
يمينكما.
فسر بذلك أمير المؤمنين وفعلا، فقال الرشيد: أحضر الجارية في هذا الوقت فإني شديد الشوق إليها.
فأحضرت، فقال القاضي أبي يوسف: أريد وطأها في هذا الوقت، ولا أطيق الصبر إلى مضي مدة
الاستبراء، انظر لي الحيلة في ذلك؟ فقال أبو يوسف: ائتوني بمملوك من مماليك أمير المؤمنين الذين لم يجرعليهم العتق.
فأحضر مملوك، فقال أبو يوسف: يا أمير المؤمنين، إئذن لي أن أزوجها منه، ثم يطلقها قبل الدخول فيحل
وطؤها في الحال من غير استبراء.
فأعجب الرشيد ذلك أكثر من الأول، فقال: أذنت لك.
فأوجب القاضي النكاح، ثم قبله المملوك، فقال له القاضي طلقها.
فقال له: هذه صارت لي زوجة وأنا لا أطلقها.
فردد عليه القول فأبى وضاق صدر الخليفة لذلك، وقال: قد اشتد الأمر أعظم مما كان.
فقال القاضي أبو يوسف: يا أمير المؤمنين رغبه بالمال.
فقال: طلقها ولك مائة دينار.
المجنون العاقل
من الحكايات اللطيفة، أن بعض الملوك قصد التفرج على اانين، فلما دخل عليهم رأى فيهم شاباً حسن
الهيئة نظيف الصورة يرى عليه آثار اللطف وتفوح منه شمائل الفطنة، فدنا منه وسأله مسائل، فأجابه عن
جميعها بأحسن جواب. فتعجب منه عجباً شديداً.
ثم إن انون قال للملك: قد سألتني عن أشياء فأجبتك. وإن سائلك سؤالاً واحداً.
قال: وما هو؟ قال: متى يجد النائم لذة النوم؟ ففكر الملك ساعة، ثم قال: يجد لذة حال نومه.
فقال انون: حالة النوم ليس له إحساس.
فقال الملك: قبل الدخول في النوم.
فقال انون: كيف توجد لذته قبل وجوده.
فقال الملك: بعد النوم.
فقال انون: أتوجد لذته وقد انقضى؟ فتحير الملك وزاد إعجابه وقال: لعمري إن هذا لا يحصل من
عقلاء كثيرة، فأولى أن يكون نديمي في مثل هذا اليوم، وأمر أن ينصب له تخت بإزاء شباك انون، ثم
استدعى بالشراب، فحضر فتناول الكأس وشرب، ثم ناول انون، فقال: أيها الملك أنت شربت هذا
لتصير مثلث فأنا أشربه لأصيل مثل من؟ فاتعظ الملك بكلامه ورمى القدح من يده وتاب من ساعته، والله
أعلم.
المأمون وجارية أبيه
وقيل: كان المأمون يوماً يأكل مع أبيه الرشيد، فلما فرغا جعلت جارية تصب الماء على يد الرشيد، فنظر
إليها المأمون، وأشار إليها كأنه يقبلها، فأنكرت ذلك منه بعينها، وأبطأت في الصب بقدر النظر إلى
المأمون، فقال لها الرشيد: لأي شيء صغى الإبريق في يدك، فوالله لئن لم تصدقيني الحق لأضربن عنقك؟
فقالت: يا سيدي نظر إلي عبد الله المأمون، وأشار إلي كأنه يقبلني، فأنكرت ذلك بعيني.
فنظر الرشيد إلى المأمون فسقط مغشياً عليه كأنه ميت مما داخله من الخوف والفزع، فأخذه وضمه إلى
صدره، وقال: يا عبد الله؛ أتحبها؟
قال: إي والله يا أمير المؤمنين.
فقال: هي لك، خذ بيدها وادخل ا في هذا القبة. ففعل، فلما خرج إلى الرشيد قال له: هل قلت في هذا
شيئاً؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، ثم أنشد يقول:
ظبي كنيت بطرفي عن الضمير إليه قبلته من بعيدٍ
فاعتل من شفتيه ورد أخبث رد بالكسر من حاجبيه
فما برحتم كاني حتى قدرت عليه
http://i45.tinypic.com/21j6has.jpg (http://www.monms.com/vb)
نوادرالخلفاء والامراء....واحة الصيف
قال ابن الجوزي رحمه الله: (ومازال العلماء الافاضل يعجبهم الملح ويهشون لها لانها تجم النفس وتريح
القلب من كد الفكر
ففائدة النوادروالطرائف والفكاهات عظيمة فهي مبعت على صفاء الدهن.واريحية مستفيضة.فادا استقصينا نوادر الخلفاء والامراء والولاة وجدنا انفسنا ازاء كنز لاتحصى جواهره
سنتناولانشاء الله في هده الحصص جزء من هدا الكنزالادبي الدي يضم اجمل ما وقعت عليه طرائف الخلفاء
هده الباقة لطيفة ; جميلة ; مؤنسة ; ملونة بالون مشرقة,
واحة تستظل بها النفس من قيظ الصيف.....
حكم البراءة
تزوجت امراة . وبعد ستة اشهر وولدت طفلا
والمعروف ان اماة غالبا ماتلد بعد تسعة اشهر
او سبعةاشهرمن الحمل .فظن الناس انه الم تكن
مخلصة لزوجها.وانها حملت من غيره قبل زواجها منه
فاخدوها الى الخليفة ليعاقبها وكان اد داك عتمان
بن عفان رضي الله عنه
ووجدواعنده علي رضي الله عنه . قال لهم ليس لكم
ان تعاقبوها لهداالسبب. فتعجبوا منه وسالو عن دالك
قال لهم لقد قال الله تعالى وحمله وفصاله تلاتون شهرا.
اي ان الحمل وفترة الرضاعة تلاتون شهرا وقال تعالى
والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين.اي مدةالرضاعة سنتين.
ادن فالرضاعة اربعة وعشرون شهرا .والحمل يمكن
ان يكون ستة اشهرفقط
الرجل الدي طلق خمس نسوة
قال الاصمعي قلت للرشيد يوما بلغني ان رجلا من العرب طلق خمس نسوة قال وما داك الم يبح الشرع اربعا فقط فكيف طلق خمسا .قلت
كان لرجل اربع نسوة فدخل عليهن يوما فوجدهن متلاحيات منازعات .وكان الرجل سيء الخلق فقال الى متى هدا التنازع مااخال هدا الامر الا من قبلك .يقول لامراة منهم. ادهبي فانت طالق .فقالت صاحبتها عجلت عليها بالطلاق .فقال وانت ايضا طالق فقالت له التالتة قبحك الله لقد كانت محسنتين لك وقال انت التى تدافعين عنهم ايضا طالق فقالت له الرابعة ضاق عليك صدرك ان تؤدب نساؤك الابالطلاق فطلقها ايضا وكان هدا كله بمسمع جارة لهم فقالت ولله ماشهدت العرب عليك وعلى قومك الا بالضعف الا لما بلوه منكم ووجدوه منكم .ابيت ا لا الطلاق في ساعة واحدة ..قال وانت ايتها المؤنبة المتكلفة...طالق ان اجاز زوجك .فاجابه قداجزت قداجزت
إبليس يزور أبا نواس
نظير ذلك مما يستظرف لأبي نواس، ما حكي عنه أنه قال: ضجرت من ملازمة أمير المؤمنين هارون
الرشيد حتى إني لم أجد فراغاً إلى نفسي، فتوجه أمير المؤمنين إلى الصرح ليبيت فيه ثم يعود. فوجدت
لروحي فرصة فدخلت داري وأغلقت بابي وأحضرت شراباً وطلبت نفسي الحلوة، فعند المساء، وإذا
بالباب يطرق، فخرجت وإذا أنا بظبي من أولاد الأتراك ما رأت عيني أحسن منه منظراً، فسلم عيل وقال
لي: أتقبل ضيفاً؟ قلت: يا سيدي ومن لي بذلك؟ فدخل بيتي فحار عقلي عند دخوله ثم أخرج من تحت
ثيابه سلاحية شراب، ونقلاً وشيئاً من الدجاج ثم شرب وغنى شيئاً لم أسمعه من غيره، وقضيت مرادي منه
مراراً إلى أن مضى وقت من الليل، وقد هام عقلي من الشراب ومن حسنه ومن تسليم نفسه إلي بغير
تقديم عوض، ثم قال: يا سيدي أريد الانصراف.
فقلت له: يا سيدي متى خرجت أنت خرجت روحي من جسدي وكل شيء أملكه بين يديك وأنا أصير
عبدك بعد هذا اليوم ولا أفارقك.
الرشيد وجارية جعفر
ويحكى أن جعفراً البرمكي نادم الرشيد ليلة، فقال: يا جعفر بلغني أنك اشتريت الجارية الفلانية، ولي مدة
أطلبها، فإا بديعة الجمال، ولي شوق زائد إليها فبعنيها.
قال: ليس علي فيها بيع.
قال: هبنيها.
قال: ولا أهبها.
فقال الرشيد: زبيدة طالق مني ثلاثاً إن لم تبعنيها أو بنيها.
وقال جعفر: زوجتي طالق مني ثلاثاً إن بعتها أو وهبتها.
ثم أفاقا من نشوما وعلما أما وقعا في أمر عظيم وعجزا عن تدبير الحيلة فقال الرشيد: هذه واقعة ليس
لها غير أبي يوسف، فاطلبوه، فكان قد انتصف الليل. فلما طلب قام فزعاً وقال: ما طلبت في هذا الوقت
إلا لأمر حدث في الإسلام.
ثم خرج مسرعاً وركب بغلته وقال لغلامه: اصحب معك المخلاة، واجعل فيها بعض شعير، فإذا دخلنا
دار الخلافة ودخلت فضع بين يدي الدابة شيئاً منه تشتغل به إلى حين خروجي، فإا لم تستوف علفها في
هذه الليلة.
فقال: سمعاً وطاعةً.
فلما دخل على الرشيد قام له وأجلسه على سريره بجانبه وكان لا يجلس معه غيره، وقال له: ما طلبناك
إلا لأمر مهم، وهو كذا وكذا، وقد عجزنا عن تدبير الحيلة.
فقال: يا أمير المؤمنين، هذا من أسهل ما يكون. يا جعفر! بع أمير المؤمنين نصفها وهبه نصفها تبرأ من
يمينكما.
فسر بذلك أمير المؤمنين وفعلا، فقال الرشيد: أحضر الجارية في هذا الوقت فإني شديد الشوق إليها.
فأحضرت، فقال القاضي أبي يوسف: أريد وطأها في هذا الوقت، ولا أطيق الصبر إلى مضي مدة
الاستبراء، انظر لي الحيلة في ذلك؟ فقال أبو يوسف: ائتوني بمملوك من مماليك أمير المؤمنين الذين لم يجرعليهم العتق.
فأحضر مملوك، فقال أبو يوسف: يا أمير المؤمنين، إئذن لي أن أزوجها منه، ثم يطلقها قبل الدخول فيحل
وطؤها في الحال من غير استبراء.
فأعجب الرشيد ذلك أكثر من الأول، فقال: أذنت لك.
فأوجب القاضي النكاح، ثم قبله المملوك، فقال له القاضي طلقها.
فقال له: هذه صارت لي زوجة وأنا لا أطلقها.
فردد عليه القول فأبى وضاق صدر الخليفة لذلك، وقال: قد اشتد الأمر أعظم مما كان.
فقال القاضي أبو يوسف: يا أمير المؤمنين رغبه بالمال.
فقال: طلقها ولك مائة دينار.
المجنون العاقل
من الحكايات اللطيفة، أن بعض الملوك قصد التفرج على اانين، فلما دخل عليهم رأى فيهم شاباً حسن
الهيئة نظيف الصورة يرى عليه آثار اللطف وتفوح منه شمائل الفطنة، فدنا منه وسأله مسائل، فأجابه عن
جميعها بأحسن جواب. فتعجب منه عجباً شديداً.
ثم إن انون قال للملك: قد سألتني عن أشياء فأجبتك. وإن سائلك سؤالاً واحداً.
قال: وما هو؟ قال: متى يجد النائم لذة النوم؟ ففكر الملك ساعة، ثم قال: يجد لذة حال نومه.
فقال انون: حالة النوم ليس له إحساس.
فقال الملك: قبل الدخول في النوم.
فقال انون: كيف توجد لذته قبل وجوده.
فقال الملك: بعد النوم.
فقال انون: أتوجد لذته وقد انقضى؟ فتحير الملك وزاد إعجابه وقال: لعمري إن هذا لا يحصل من
عقلاء كثيرة، فأولى أن يكون نديمي في مثل هذا اليوم، وأمر أن ينصب له تخت بإزاء شباك انون، ثم
استدعى بالشراب، فحضر فتناول الكأس وشرب، ثم ناول انون، فقال: أيها الملك أنت شربت هذا
لتصير مثلث فأنا أشربه لأصيل مثل من؟ فاتعظ الملك بكلامه ورمى القدح من يده وتاب من ساعته، والله
أعلم.
المأمون وجارية أبيه
وقيل: كان المأمون يوماً يأكل مع أبيه الرشيد، فلما فرغا جعلت جارية تصب الماء على يد الرشيد، فنظر
إليها المأمون، وأشار إليها كأنه يقبلها، فأنكرت ذلك منه بعينها، وأبطأت في الصب بقدر النظر إلى
المأمون، فقال لها الرشيد: لأي شيء صغى الإبريق في يدك، فوالله لئن لم تصدقيني الحق لأضربن عنقك؟
فقالت: يا سيدي نظر إلي عبد الله المأمون، وأشار إلي كأنه يقبلني، فأنكرت ذلك بعيني.
فنظر الرشيد إلى المأمون فسقط مغشياً عليه كأنه ميت مما داخله من الخوف والفزع، فأخذه وضمه إلى
صدره، وقال: يا عبد الله؛ أتحبها؟
قال: إي والله يا أمير المؤمنين.
فقال: هي لك، خذ بيدها وادخل ا في هذا القبة. ففعل، فلما خرج إلى الرشيد قال له: هل قلت في هذا
شيئاً؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، ثم أنشد يقول:
ظبي كنيت بطرفي عن الضمير إليه قبلته من بعيدٍ
فاعتل من شفتيه ورد أخبث رد بالكسر من حاجبيه
فما برحتم كاني حتى قدرت عليه