Unbreakable Girl
03-15-2012, 07:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ما يُفعل بالمحرم إذا مات
تمهيد :
بينما كان رجل من الصحابة واقفاً في عرفة على راحلته في حجة الـوداع محرما، إذ وقع عنها، فانكسرت عنقه فمات، فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بأن يتسلون، بماء، وسدر. ويكفنوه في إزاره وردائه، اللذين أحرم فيهما.
وبما أن المتوفى كان محرما بالحج، وآثار العبادة لاتزال باقية علية، فقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه عن أن يُطيبوه أو أن يغطوا رأسه، وذكر لهم الحكمة من ذلك، وهى ألله -تعالى- يبعثه يوم القيامة على ما مات عليه، إي ملبياً.
الحديث الشريف :
عِنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاس رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: بَيْنَما رَجُلٌ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ إذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَوَقَصَتْةُ - أوْ قَالَ: فَأوْقَصَتْهُ - قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "اِغْسِلُوهُ بمَاء وُسِدْر، وَكَفَّنُوهُ في ثَوْبَيْنِ، وَلاَ تُحَنِّطُوهُ، وَلاَ تُخَمّـرُوه رَأسَهُ فَإنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُلبِّياً"
وفي رواية: "وَلاَ تٌخَمرُوا رأسه ولاَ وجهه"
مفردات الحديث :
وقصته : كسرت عنقه
لا تحنطوه : لا تجعلوا في غسله أو كفنه حنوطا.
ولا تخمِّروا : لا تغطوا
يبعث ملبيا: يبعث وهو يقول : لبيك اللهم لبيك.
خلق الله -سبحانه وتعالى- الحياة كما خلق الموت، وكل منهما سر من أسراره، فكل المخلوقات تستمد منه -سبحانه وتعالى- الحياة المحدودة والوجود الموقوت.
وليس لمخلوق خلود، فالموت والفناء نهاية كل المخلوقات، قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)) سورة العنكبوت-ايه (57)، وقال -تبارك وتعالى-: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)) سورة الرحمن-الآيتان (26-27)
لذا فالواجب *أن يستعد المسلم للآخر بالعمل الصالح مثلما كان صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعلون حيث كانوا مدركين أن الدنيا ممر للآخرة، وأن الآخرة مقردائم فيها الفرحة والسعادة والنعيم المقيم.
وفي هذا الحديث الشريف يشير الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى فضل من مات وهو محرم بالحج ويبيِّن أنه يوم القيامة يبعث ملبياً، أي يخرج من قبره وهو يقول: (لبيكَ اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمدَ والنعمةَ لك والملكَ لا شريك لك)
ولذلك لم يغط رأسه ولا وجهه لأنه محرم، والمحرم لا يغطي رأسه.
تكفين الميت :
الأفضل أن يكفن المتوفى إذا كان رجلاً في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة، كما فُعِل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- يدرج فيها إدراجًا، وإن كفن في قميص وتزار ولفافة فلا بأس. وأما المرأة فالمستحب أن تكفن في خمس لفائف.
والواجب في حق الجميع ثوب واحد يستر جميع الجسد، لكن إذا كان الميت مُحْرِما فإنه يغسل، ويكفن في إزاره وردائه أو في غيرهما، ولا يغطى رأسه ولا وجهه، ولا يطيَّب.
وفي العموم يُستَحب أن يكون الكَفَنُ أبيض، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (تلبسوا من ثيابكُمُ البياضَ، فإنها من خَيرِ ثيابكُمُ، وكفِّنُوا فيها موتاكُمُ)
كرامة المسلم :
كرامة المسلم مكفولة له حياً وميتاً، ففي هذه الحياة الأمر واضح، وأما بعد الموت فمن حقه الغسل والتكفين والصلاة عليه ثم الإسراع في دفنه.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخيرٌ تقدمونها، وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم)
القيم المستفاده :
1) الموت نهاية كل الخلائق.
2) كرامة المسلم مصونة ومحفوظة حياً وميتاً.
3) الاستعداد للآخرة لا يكون إلا بالعمل الصالح.
4) الموت على عمل صالح من علامات حسن الخاتمة.
5) المسلم إذا مات محرماً وجب بقاء رأسه مكشوفا.
6) السنّة في تكفين من مات محرماً أن يكفن في أثوابه التي أحرم فيها.
بسم الله الرحمن الرحيم
ما يُفعل بالمحرم إذا مات
تمهيد :
بينما كان رجل من الصحابة واقفاً في عرفة على راحلته في حجة الـوداع محرما، إذ وقع عنها، فانكسرت عنقه فمات، فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بأن يتسلون، بماء، وسدر. ويكفنوه في إزاره وردائه، اللذين أحرم فيهما.
وبما أن المتوفى كان محرما بالحج، وآثار العبادة لاتزال باقية علية، فقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه عن أن يُطيبوه أو أن يغطوا رأسه، وذكر لهم الحكمة من ذلك، وهى ألله -تعالى- يبعثه يوم القيامة على ما مات عليه، إي ملبياً.
الحديث الشريف :
عِنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاس رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: بَيْنَما رَجُلٌ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ إذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَوَقَصَتْةُ - أوْ قَالَ: فَأوْقَصَتْهُ - قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "اِغْسِلُوهُ بمَاء وُسِدْر، وَكَفَّنُوهُ في ثَوْبَيْنِ، وَلاَ تُحَنِّطُوهُ، وَلاَ تُخَمّـرُوه رَأسَهُ فَإنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُلبِّياً"
وفي رواية: "وَلاَ تٌخَمرُوا رأسه ولاَ وجهه"
مفردات الحديث :
وقصته : كسرت عنقه
لا تحنطوه : لا تجعلوا في غسله أو كفنه حنوطا.
ولا تخمِّروا : لا تغطوا
يبعث ملبيا: يبعث وهو يقول : لبيك اللهم لبيك.
خلق الله -سبحانه وتعالى- الحياة كما خلق الموت، وكل منهما سر من أسراره، فكل المخلوقات تستمد منه -سبحانه وتعالى- الحياة المحدودة والوجود الموقوت.
وليس لمخلوق خلود، فالموت والفناء نهاية كل المخلوقات، قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)) سورة العنكبوت-ايه (57)، وقال -تبارك وتعالى-: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)) سورة الرحمن-الآيتان (26-27)
لذا فالواجب *أن يستعد المسلم للآخر بالعمل الصالح مثلما كان صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعلون حيث كانوا مدركين أن الدنيا ممر للآخرة، وأن الآخرة مقردائم فيها الفرحة والسعادة والنعيم المقيم.
وفي هذا الحديث الشريف يشير الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى فضل من مات وهو محرم بالحج ويبيِّن أنه يوم القيامة يبعث ملبياً، أي يخرج من قبره وهو يقول: (لبيكَ اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمدَ والنعمةَ لك والملكَ لا شريك لك)
ولذلك لم يغط رأسه ولا وجهه لأنه محرم، والمحرم لا يغطي رأسه.
تكفين الميت :
الأفضل أن يكفن المتوفى إذا كان رجلاً في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة، كما فُعِل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- يدرج فيها إدراجًا، وإن كفن في قميص وتزار ولفافة فلا بأس. وأما المرأة فالمستحب أن تكفن في خمس لفائف.
والواجب في حق الجميع ثوب واحد يستر جميع الجسد، لكن إذا كان الميت مُحْرِما فإنه يغسل، ويكفن في إزاره وردائه أو في غيرهما، ولا يغطى رأسه ولا وجهه، ولا يطيَّب.
وفي العموم يُستَحب أن يكون الكَفَنُ أبيض، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (تلبسوا من ثيابكُمُ البياضَ، فإنها من خَيرِ ثيابكُمُ، وكفِّنُوا فيها موتاكُمُ)
كرامة المسلم :
كرامة المسلم مكفولة له حياً وميتاً، ففي هذه الحياة الأمر واضح، وأما بعد الموت فمن حقه الغسل والتكفين والصلاة عليه ثم الإسراع في دفنه.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخيرٌ تقدمونها، وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم)
القيم المستفاده :
1) الموت نهاية كل الخلائق.
2) كرامة المسلم مصونة ومحفوظة حياً وميتاً.
3) الاستعداد للآخرة لا يكون إلا بالعمل الصالح.
4) الموت على عمل صالح من علامات حسن الخاتمة.
5) المسلم إذا مات محرماً وجب بقاء رأسه مكشوفا.
6) السنّة في تكفين من مات محرماً أن يكفن في أثوابه التي أحرم فيها.