Unbreakable Girl
03-12-2012, 03:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الموت مصير كل مخلوق
تمهيد :
(( لكل بداية نهاية، ولكل مخلوق أجل، لا يستأخر عنه ساعة ولا يستقدم عنه ساعة ))
تلك الحقيقة ناصعة واضحة، وأمر يقيني قاطع، يؤمن به إيماناً كاملا البر والفاجر، والعاصي والطائع، والمؤمن والكافر، فلا أحد سيبقى إلى مالا نهاية.
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)) سورة الرحمن-الآيتان(26-27)
وإذا كان الموت هو الحقيقة الوحيدة التي لا يماري أحد من الخلق فيها، فإن ما بعده قسَّم الناس طرائق قددا، فالمؤمنون الموحدون متيقنون أن بعده حساباً وجزاء، وجنة لا تبيد ولا تبلى، أو ناراً تلظى لا يصلاها إلا الأشقى، أما الملحدون والكافرون فلا يرون إلا ما رآه أمثالهم من قبل، إذ قالوا ما هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وما يهلكنا إلا الدهر.
إن الموت حق على كل المخلوقين، ففي الصحيح عن أبن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول : ( أعوذُ بعزِتكَ الذي لا إله إلا أنتَ، الذي لا يموت، والجنُّ والإنسُ يموتُون ).
وسوف نتناول في هذا الدرس معنى الموت وما يسبقه وما يتلوه، بالإضافة إلى علامات وأمارات حسن الخاتمة وضدها، وكذلك أثر تذكر الموت في إصلاح النفوس.
أولاً : حتمية الموت
قدر الله -:تعالى:- لكل مخلوق أجلا، فلا يتأخر أحد عما قدر عليه، ولا يتقدم، ولا يمنع من الموت طول بقاء أو فرط صحة، أو صغر سن، فالله تعالى يقول: (*وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلً ) سورة آلِ عمران - إيه 145
ويقول ايضاً: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ) سورة النساء-إيه 78
ويقول سبحانه: (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ) سورة الواقعة-إيه 60
وفي صحيح المسلم عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قالت أم حبيبة زوج الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- (اللهم متعني بزوجي رسول الله، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية)، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( إنك سألت الله لآجال مضروبة وآثار موطوءة وأرزاق مقسومة، لا يُعجل شيئاً منها قبل حله، ولا يُؤخْر منها شيئاً بعد حله، ولو سألتِ الله أن يُعافيك من عذاب في النار ومن عذاب في القبر لكان خيراً لك )
ثانياً : نوعا الوفاء
الوفاة نوعان صغرى وكبرى، ولما كان النوم شبيه الموت، فقد سمّاه العلماء بالوفاة الصغرى كما أن القيام من النوم يعد بعثاً ونشوراً. قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ) سورة الأنعام-: الايه (60)
أما الوفاة الكبرى فلا تتحقق إلا بعد أن تفارق الروح الجسد، وينتقل صاحبها من عداد الأحياء إلى عداد الأموات، ومن أبناء الدنيا إلى ساكني اللحود وأصحاب القبور.
ووقت الموت لا يعلمه إلا الله -تعالى- فلا أحد من المخلوقين يعلم متى يموت، ولا كيف يموت ولا أين يموت، ولو كان ملكاً مقرباً أو نبياً مرسلاً، فما تدري ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت.
(إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(34) سورة لقمان-: الايه(34)
وإذا حان أجل المرء وشارفت إيامه في هذه الدنيا على الانقضاء، أرسل الله إليه رسل الموت في صورة حسنة جميلة إذا كان مؤمناً، وفي نقيض تلك الصورة إن كان كافراً، لنزع روحه إلى مغفرة من الله ورضوان، أو الى سخط من الله وغضب، حسبما كان يعمل.
وكل ما يحدث للمحتضر (وهو من حضرته الوفاة) لا نشاهده ولا نراه، وإن كنا نشعر بآثاره.
(كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (62) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ(30) سورة القيامة-الآيات (62 الى 30)
وقد علَّمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن ملك الموت يبشَّر المؤمن ومغفرة من الله ورضوان، ويبشر الكافر أو الفاجر بسخط من الله وغضب، وهذا ما صرحت به نصوص القران الكريم.
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ(32) سورة فصلت-الآيات(30 الى 32)
وقال تعالى : (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ(51) سورة الأنفال-الآيتان 50-51
أسباب وعلامات سوء الخاتمة :
لسوء الخاتمة أسباب يجب على المؤمن أن ينأى عنها ويتجنبها، ومن تلك الأسباب:
1- فساد الاعتقاد.
2- الإصرار على المعاصي.
3- العدول عن الاستقامة.
4- الإعراض عن الخير والهدى.
5- الإقبال على الدنيا وشدة التعلق بها.
6- تسويف التوبة.
أسباب وعلامات حسن الخاتمة:
حسن الخاتمة يعني أن يوفق الله قبل الممات إلى التوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير إلى أن يلقى ربه وهو على هذه الحال الحسنة.
ولحسن الخاتمة علامات منها ما يعرفه العبد المحتضر ولا يدركه غيره، ومنها ما يظهر للناس.
أما ما يظهر للناس فأهمها :
1) النطق بالشهادتين عند الموت :
قال رسول الله -صلى اللع عليه وسلم- (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)
2) الموت ليلة الجمعة أو نهارها.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (ما مِنْ مُسلمٍ يموتُ يَوْمَ الجُمعه أو ليلةَ الجمعه إلا وقاهُ الله فِتنةَ القَبْرِ)
3) الاستشهاد في ساحات القتال دفاعا عن طين الله -تعالى- :
قال -تعالى- (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)) سورة آلِ عمران-الآيتان (169-170)
4) الموت على عمل صالح.
5) موت المرأة المسلمة في نفاسها.
6) الموت دفاعا عن الدين والوطن والمال والأهل والنفس.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (مَنْ قُتِلَ دون مالِهِ فهو شهيد، ومن قُتِلَ دون أهله فهو شهيد، ومن قُتَلَ دون دِبنِهِ فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد)
ومن أهم الأسباب المؤدية إلى حسن الخاتمة الاستقامة، وحسن الظن بالله، والتقوى، والصدق، والتوبة، والمداومة على الطاعات، وذكر الموت وقصر الأمل.
أثر تذكر الموت في إصلاح النفوس :
ليس من شك في أن من لا يغيب الموت عن باله، ويدرك دائماً انه ملاق ربه، ومحاسَب على كل صغيرة وكبيرة، وإن خيراً فخير، وان شراً فشر، سيعيش حياته لين الجانب، ويخفضٍ جناحه للمؤمنين، ولا يعتدي على حقوق أحد من المخلوقين، وقبل ذلك وبعده يحيا طائعاً ربه، مؤدياً ما افترضه عليه، فتهدأ نفسه وتقر عينه، ولا تجنح جوارحه إلى أو حرام، ومن ثم يكون من الفائزين في الدنيا بحب الخلق، وبالصورة العطرة بينهم، وفي الآخرة بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، فضلا عن رضا الخالق جل جلاله.
قال تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)) سورة القيامة-الآيتان (22-23)
القيم المستفادة :
1) الموت نهاية كل المخلوقين.
2) الناس بعد الموت فريقان، فريق في الجنة وفريق في السعير.
3) الآجال محدده، ولا أحد يتقدم أو يستأخر عن أجله ولو لحظة واحدة.
4) النوم وفاة صغرى، والقيام منه بعث ونشور.
5) ملك الموت يبشَّر المؤمن المحتضر بمغفرة من الله ورضوان، ويبشر الكافر الفاجر بسخط من الله وغضب.
6) المسلم الحاذق يتجنب الأسباب المؤدية إلى سوء الخاتمة.
8) من أسباب سوء الخاتمة فساد الاعتقاد، والإصرار على المعاصي، وتسويق التوبة.
9) النطق بالشهادتين عند الموت من علامات حسن الخاتمة.
10) تذكر الموت يصلح النفوس، وينأى بالمرء عن المعاصي والآثام.
بسم الله الرحمن الرحيم
الموت مصير كل مخلوق
تمهيد :
(( لكل بداية نهاية، ولكل مخلوق أجل، لا يستأخر عنه ساعة ولا يستقدم عنه ساعة ))
تلك الحقيقة ناصعة واضحة، وأمر يقيني قاطع، يؤمن به إيماناً كاملا البر والفاجر، والعاصي والطائع، والمؤمن والكافر، فلا أحد سيبقى إلى مالا نهاية.
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)) سورة الرحمن-الآيتان(26-27)
وإذا كان الموت هو الحقيقة الوحيدة التي لا يماري أحد من الخلق فيها، فإن ما بعده قسَّم الناس طرائق قددا، فالمؤمنون الموحدون متيقنون أن بعده حساباً وجزاء، وجنة لا تبيد ولا تبلى، أو ناراً تلظى لا يصلاها إلا الأشقى، أما الملحدون والكافرون فلا يرون إلا ما رآه أمثالهم من قبل، إذ قالوا ما هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وما يهلكنا إلا الدهر.
إن الموت حق على كل المخلوقين، ففي الصحيح عن أبن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول : ( أعوذُ بعزِتكَ الذي لا إله إلا أنتَ، الذي لا يموت، والجنُّ والإنسُ يموتُون ).
وسوف نتناول في هذا الدرس معنى الموت وما يسبقه وما يتلوه، بالإضافة إلى علامات وأمارات حسن الخاتمة وضدها، وكذلك أثر تذكر الموت في إصلاح النفوس.
أولاً : حتمية الموت
قدر الله -:تعالى:- لكل مخلوق أجلا، فلا يتأخر أحد عما قدر عليه، ولا يتقدم، ولا يمنع من الموت طول بقاء أو فرط صحة، أو صغر سن، فالله تعالى يقول: (*وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلً ) سورة آلِ عمران - إيه 145
ويقول ايضاً: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ) سورة النساء-إيه 78
ويقول سبحانه: (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ) سورة الواقعة-إيه 60
وفي صحيح المسلم عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قالت أم حبيبة زوج الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- (اللهم متعني بزوجي رسول الله، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية)، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( إنك سألت الله لآجال مضروبة وآثار موطوءة وأرزاق مقسومة، لا يُعجل شيئاً منها قبل حله، ولا يُؤخْر منها شيئاً بعد حله، ولو سألتِ الله أن يُعافيك من عذاب في النار ومن عذاب في القبر لكان خيراً لك )
ثانياً : نوعا الوفاء
الوفاة نوعان صغرى وكبرى، ولما كان النوم شبيه الموت، فقد سمّاه العلماء بالوفاة الصغرى كما أن القيام من النوم يعد بعثاً ونشوراً. قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ) سورة الأنعام-: الايه (60)
أما الوفاة الكبرى فلا تتحقق إلا بعد أن تفارق الروح الجسد، وينتقل صاحبها من عداد الأحياء إلى عداد الأموات، ومن أبناء الدنيا إلى ساكني اللحود وأصحاب القبور.
ووقت الموت لا يعلمه إلا الله -تعالى- فلا أحد من المخلوقين يعلم متى يموت، ولا كيف يموت ولا أين يموت، ولو كان ملكاً مقرباً أو نبياً مرسلاً، فما تدري ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت.
(إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(34) سورة لقمان-: الايه(34)
وإذا حان أجل المرء وشارفت إيامه في هذه الدنيا على الانقضاء، أرسل الله إليه رسل الموت في صورة حسنة جميلة إذا كان مؤمناً، وفي نقيض تلك الصورة إن كان كافراً، لنزع روحه إلى مغفرة من الله ورضوان، أو الى سخط من الله وغضب، حسبما كان يعمل.
وكل ما يحدث للمحتضر (وهو من حضرته الوفاة) لا نشاهده ولا نراه، وإن كنا نشعر بآثاره.
(كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (62) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ(30) سورة القيامة-الآيات (62 الى 30)
وقد علَّمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن ملك الموت يبشَّر المؤمن ومغفرة من الله ورضوان، ويبشر الكافر أو الفاجر بسخط من الله وغضب، وهذا ما صرحت به نصوص القران الكريم.
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ(32) سورة فصلت-الآيات(30 الى 32)
وقال تعالى : (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ(51) سورة الأنفال-الآيتان 50-51
أسباب وعلامات سوء الخاتمة :
لسوء الخاتمة أسباب يجب على المؤمن أن ينأى عنها ويتجنبها، ومن تلك الأسباب:
1- فساد الاعتقاد.
2- الإصرار على المعاصي.
3- العدول عن الاستقامة.
4- الإعراض عن الخير والهدى.
5- الإقبال على الدنيا وشدة التعلق بها.
6- تسويف التوبة.
أسباب وعلامات حسن الخاتمة:
حسن الخاتمة يعني أن يوفق الله قبل الممات إلى التوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير إلى أن يلقى ربه وهو على هذه الحال الحسنة.
ولحسن الخاتمة علامات منها ما يعرفه العبد المحتضر ولا يدركه غيره، ومنها ما يظهر للناس.
أما ما يظهر للناس فأهمها :
1) النطق بالشهادتين عند الموت :
قال رسول الله -صلى اللع عليه وسلم- (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)
2) الموت ليلة الجمعة أو نهارها.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (ما مِنْ مُسلمٍ يموتُ يَوْمَ الجُمعه أو ليلةَ الجمعه إلا وقاهُ الله فِتنةَ القَبْرِ)
3) الاستشهاد في ساحات القتال دفاعا عن طين الله -تعالى- :
قال -تعالى- (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)) سورة آلِ عمران-الآيتان (169-170)
4) الموت على عمل صالح.
5) موت المرأة المسلمة في نفاسها.
6) الموت دفاعا عن الدين والوطن والمال والأهل والنفس.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (مَنْ قُتِلَ دون مالِهِ فهو شهيد، ومن قُتِلَ دون أهله فهو شهيد، ومن قُتَلَ دون دِبنِهِ فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد)
ومن أهم الأسباب المؤدية إلى حسن الخاتمة الاستقامة، وحسن الظن بالله، والتقوى، والصدق، والتوبة، والمداومة على الطاعات، وذكر الموت وقصر الأمل.
أثر تذكر الموت في إصلاح النفوس :
ليس من شك في أن من لا يغيب الموت عن باله، ويدرك دائماً انه ملاق ربه، ومحاسَب على كل صغيرة وكبيرة، وإن خيراً فخير، وان شراً فشر، سيعيش حياته لين الجانب، ويخفضٍ جناحه للمؤمنين، ولا يعتدي على حقوق أحد من المخلوقين، وقبل ذلك وبعده يحيا طائعاً ربه، مؤدياً ما افترضه عليه، فتهدأ نفسه وتقر عينه، ولا تجنح جوارحه إلى أو حرام، ومن ثم يكون من الفائزين في الدنيا بحب الخلق، وبالصورة العطرة بينهم، وفي الآخرة بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، فضلا عن رضا الخالق جل جلاله.
قال تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)) سورة القيامة-الآيتان (22-23)
القيم المستفادة :
1) الموت نهاية كل المخلوقين.
2) الناس بعد الموت فريقان، فريق في الجنة وفريق في السعير.
3) الآجال محدده، ولا أحد يتقدم أو يستأخر عن أجله ولو لحظة واحدة.
4) النوم وفاة صغرى، والقيام منه بعث ونشور.
5) ملك الموت يبشَّر المؤمن المحتضر بمغفرة من الله ورضوان، ويبشر الكافر الفاجر بسخط من الله وغضب.
6) المسلم الحاذق يتجنب الأسباب المؤدية إلى سوء الخاتمة.
8) من أسباب سوء الخاتمة فساد الاعتقاد، والإصرار على المعاصي، وتسويق التوبة.
9) النطق بالشهادتين عند الموت من علامات حسن الخاتمة.
10) تذكر الموت يصلح النفوس، وينأى بالمرء عن المعاصي والآثام.