Unbreakable Girl
02-21-2012, 08:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
تــابع : علامات الساعه العلامات الصغرى (2)
http://www.monms.com/vb/t31257.html
تمهيد :
عرفت في الدرس الماضي أن لقرب قيام الساعة علامات صغرى، منها ما مضى وانقضى، ومنا ما بدأ ظهوره لكنه لم ينقض ولم ينته بعدُ، بل لا يزال في ظهور وازدياد.
وقد فصَّلنا القول آنفاً عن بعض العلامات التي مضت وانتهت، وسنبيّن في هذا الدرس طرفاً من العلامات الصغرى التي لا تزال تتوالى عصراً بعد عصر وزمناً إثر زمن، وجيلاً في أعقاب جيل.
فمما ظهر من العلامات الصغرى ولم ينته بعد، بل لا يزال في ظهور وازدياد ما يأتي:*
1) علو اللئام والحمقى :
أخرج الترمذي عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: قار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا تقومُ الساعةُ حتى يكونَ أسعدَ الناسِ بالدنيا لُكَعَ ابن لُكَعَ" — اللكع : الأحمق اللئيم
وتلك علامة بادية للعيان في هذا العصر، ولا تزال تظهر سنة بعد أخرى، إذ أصبحت الأمور المهمة تسند إلى غير أهلهـا، فيترفعون ويسعدون بها، ويتطاولون على النـاس، مستنـدين إلى ما وصلوا إليه من منصاب رفيعة لم يتقلدوها بعلم أو كفاءة، بل بطرق ملتوية وأساليب ليست مشروعة.
*2)انتصار المسلمين على اليهود :
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " لا تقومُ السعاةُ حتى يقاتلَ المسلمونَ اليهودَ، فيلقتلهُمُ المسلمونَ، حتى يختبئَ اليهوديُّ منِ وراء الحجر والشجر، فيقولُ الحجرُ والشجرُ : يا مسلمُ يا عبدَاللهِ هذا يهوديٌ خلفي، فتعال فاقتلهُ إلا الغرقد فإنهُ مِن شجرِ اليهودِ " — الغرقد : شجر يسمى العوسج وهو ذو شوك.
وكل ذي عينين يرى ويقرأ في أحداث التاريخ أن معارك المسلمين مع اليهود متواصلة متوالية منذ أمد بعيد، وأن بين الفريقين جولات كثيرة متعددة، ستؤول في النهاية كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى تحقيق الغلبة للمسلمين، واستئصال شأفة اليهود من القدس استئصالا كاملا.
3) عود أرض العرب مروجاً وأنهاراً، وكثرة المال ووفرته :
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " لا تقومُ الساعةُ حتى يكْثُرَ فيكُم المالُ ويَفيَضَ، حتى يخرُجَ الرجلُ بزكاةِ مالِهِ فلا يجدُ أحداً يقبلُها منه، وحتى تعودَ أرضُ العربِ مروجاً وأنهاراً "
والتأمل في هذا الحديث الشريف يدرك جملة من الحقائق ابرزها أن أرض العرب كانت مروجاً وأنهارا، بدليل كلمة (تعود).
وقد أثبت العلم الحديث ذلك بالفعل، وأشار إليه بعد دراسات طويلة واعية، وستعود تلك الأرض إلى ما كانت عليه.
ومن الحديث أيضا يقوم الدليل على أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- مؤيد بالمعجزات، وإلا فَمَنْ أعلمه جزيرة العرب كانت مروجا، وهو المولود الذي عاش حياته في صحراء قاحلة لا تحفظ ماء ولا تنبت كلأ؟
4) كثرة القتل والجهل، ورفع العِلم :
أخرج البخاري عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : " إن من أشراط الساعة أن يُرفَع العلمُ، ويكثرَ الجهلُ، ويكثرَ الزنا، ويكثر شربُ الخمر، ويقلَّ الرجال، ويكثر النساء، حتى يكون لخمسين امرأة القيّم الواحد "
وقال -عليه الصلاة والسلام- " لا تقومُ الساعةُ حتى يكثُرَ الهرْجُ. قالوا: وماةالهرج يا رسول الله؟ قال: القتلُ، القتلُ "
والعلم المشار إليه في حديث الشريف هو العلم الشرعي الذي يرفع بقبض العلماء، واتخاذ الناس رؤساء جهالاً يَضِلُّون يُضِلُّون.
5) ظهور الفتن :
وهي ابتلاء واختبار، حيث يتلبس الحق والباطل، فيلبس الباطل ثوب الحق حتى يراه البعض حقا فيتبعونه، بل وينافحون عنه.
وعلى المسلــم أن يتعــوذ من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وبخاصة من فتنة المال وحب السلطة والزعامة فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- " بادِرُوا بالأعمالِ، قتناً كقطع الليلِ المظلم، ويصُبح الرجُلُ مؤمناً ويُسمي كافراً، يبيعُ دينَهُ بعَرَضٍ من الدَنيا ".
6) التطاول في البنيان، وظهور الأنبية الشاهقة وناطحات السحاب في أرض الحفاة رعاء الشاة :
*
وتلك علامات بادية واضحة، يراها القاصي والداني في شرق الدنيا وغربها، وسوف تزداد وتتنامى بمرور الأيام وتوالي السنين، فالذي يقارن شكل الأبنية في جزيرة العرب مثلا خلال السنوات الخمسين الأخيرة وعمارتها وارتفاعها، بما كانت عليه نظيراتها قبل مئة عام أو تزيد قليلا، لا يملك إلا أن يصلي على محمد على محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي كشف عن كل ذلك قبل نحو 1500 عام وأن يقول : جل جلال الله الذي علم نبيه فأحسن تعليمه.
7) اتباع سنن اليهود والنصارى :
ومعناه أن يقلدهم بعض المسلمين، يتشبهون بهم، ويتحلَّقون بأخلاقهم، ويركضون خلف صرعاتهم ولو صادمت مبادئ وتعاليم الإسلام، وهذا ماأخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: " لا تقوُمُ الساعةُ حتى تأخُذِ القرونِ قَبْلَها شبراً بشبرِ، وذراعاً بذراع. " فقيل يا رسول الله : كفارس والروم؟ قال : " ومن الناس إلا أولئك ". في هذا الزمن كثر في المسلمين التشبه باليهود والنصارى، وظنوا أنه لا يتم لهم تقدم أو حضارة إلا بالتقليد الأعمى للغرب غير المسلم.
ومن عرف الإسلام الصحيح وقيمه ومبادئه يدرك مدى ما وصل إليه المسلمون في هذه للفتره من بُعد وانحراف عن تعاليم الدين بعدما قدموا عليها عادات الغرب وتقاليده.
8) تداعي الأمم على المسلمين :
عن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "يُوشِكُ أَن تَداعَي عليكم الأمَمُ من كُلَّ أُفقٍ كما تَدَاعى الأَكَلَةُ على قصعِتَها، قال: قلنا: يا رسولَ الله أَمن قِلَّةِ بنا بومئذ؟ قال: " أنتمُ يومئذ كثيرٌ، ولكن تكُونونَ غُثاءً كغُثاءِ الَّسيِل تُنزع المهابةُ مِن قلُوُبِ عَدُوِّكم، ويُجعلُ في قُلوُبِكم الوهن قال: قلنا: ما الوهنُ؟ قال: حبُ الحياةِ وكراهيةُ الموتِ".
وكل ذي عينين يدرك تمام الإدراك، أن المسلمين مستهدفون من الشرق والغرب، فالجميع يصوِّب إليهم السهام، ويوجِّه إليهم الطعنات، ويصّورهم دعاة إلى العنف والإرهاب في محاولات حثيثة لاستئصال شأفتهم، في الوقت الذي يقدم المسلمون التنازلات يوما بعد يوم، بسبب الضعف والوهن المسيطرين عليهم جراء تعلقهم بالدنيا وبعدهم عن الدنيا،
9) الشح المطاع :
ومعناه ألا يعطي كلُّ ما عنده، بل يبخل به ولا يمنحه المحتاج إليه، وليس الشح مقصوراً على المال وحده، فالصانع الذي لا يعطي صنعته حقها من الإجادة والإتقان بخيل شحيح، والمؤدِّب الذي لا يعطي تلاميذه كل ما في جعبته من العلم والمعرفة، بل يعطيهم على قدر الأجر بخيل شحيح، وإذا بخل كل ذي علم بعلمه قل العطاء وانحدرت الإنسانية.
والطامة تكون أكبر إذا وصل البخل إلى المشاعر والأحاسيس، فلم يعبر رب الأسرة مثلا عن حبه لزوجه أولاده وأهله وأصدقائه، ولم تعبأ الزوجة بإظهار محبتها زوجها وأبناؤها، فهناك تصبح الحياة جافة جامدة لا مكان فيها لنبل العاطفة وصدق المشاعر وروعة الأحاسيس.
10) ضياع الأمانة وإسناد الأمر إلى غير أهله :
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"إذا ضُيِّعت الأمانةُ فانتظرِ الساعة، قال: كيف إضاعَتُها يا رسُول الله؟ قال: إذا أسنِدَ الأمرُ إلى غيرِ أهله فأنتظِرِ الساعة"
ومن مظاهر تضييع إسناد أمور الناس إلى غير القيادرين على تسييرها والنحافظة عليها، وهذا يؤدي إلى إبعاد الأكفاء وإسناد القيادة إلى من لا يفقهون شيئاً، فتبتعد الخبرة عن إدارة العمل، ويصبح الجهلة هم الذين يديرون *حركة الحياة، ومن ثم يطغى الفساد، وتنتشر التجاوزات، فيتأخر النابهون وتوضع أمامهم العقبات والعراقيل، حتى يكون على رأس كل أمر خامل أو كسول، ومن ثم تنعدم الثقة في الأفراد والمؤسسات، فتتخلف الدول عن الركب، ويعيش الناس في سخط وقلق واضطراب.
القيم المستفادة :
1) علامات الساعة الصغرى لا تزال تحدث وتتوالى كما أخبر بها الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
2) المعارك بين المسلمين واليهود لن تنتهي إلا بنتصار المسلمين نصراً مؤزرا حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر و الشجر فيقــــــول الحجر والشجر " يا مسلم، يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ".
3) علو الحمقى واللئام من أمـارات الساعة الصغرى التي يلمسها الناس في هذا الزمان.
4) جزيرة العرب ستعود مروجاً وأنهاراً، وسيكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحداً يقبلها.
5) بعد المسلمين عن تعاليم دينهم، وإصرارهم على التشبه باليهـــود *والنصــارى وراء ما آل إليه حالهم من ضعف وانكسار
6) الشح ليس مقصورا على البخل بالمال وحده، ولكنه يمتد ليشمل العلم والمشاعر والخبرات والتجارب وغير ذلك مما ينفع الماس.
7) المسلمين أقوياء بطاعة ربهم والتزام سنة نبيهم، ولا يضيرهم إن فعلوا ذلك قلة العدد أو ندرة العتاد.
بسم الله الرحمن الرحيم
تــابع : علامات الساعه العلامات الصغرى (2)
http://www.monms.com/vb/t31257.html
تمهيد :
عرفت في الدرس الماضي أن لقرب قيام الساعة علامات صغرى، منها ما مضى وانقضى، ومنا ما بدأ ظهوره لكنه لم ينقض ولم ينته بعدُ، بل لا يزال في ظهور وازدياد.
وقد فصَّلنا القول آنفاً عن بعض العلامات التي مضت وانتهت، وسنبيّن في هذا الدرس طرفاً من العلامات الصغرى التي لا تزال تتوالى عصراً بعد عصر وزمناً إثر زمن، وجيلاً في أعقاب جيل.
فمما ظهر من العلامات الصغرى ولم ينته بعد، بل لا يزال في ظهور وازدياد ما يأتي:*
1) علو اللئام والحمقى :
أخرج الترمذي عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: قار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا تقومُ الساعةُ حتى يكونَ أسعدَ الناسِ بالدنيا لُكَعَ ابن لُكَعَ" — اللكع : الأحمق اللئيم
وتلك علامة بادية للعيان في هذا العصر، ولا تزال تظهر سنة بعد أخرى، إذ أصبحت الأمور المهمة تسند إلى غير أهلهـا، فيترفعون ويسعدون بها، ويتطاولون على النـاس، مستنـدين إلى ما وصلوا إليه من منصاب رفيعة لم يتقلدوها بعلم أو كفاءة، بل بطرق ملتوية وأساليب ليست مشروعة.
*2)انتصار المسلمين على اليهود :
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " لا تقومُ السعاةُ حتى يقاتلَ المسلمونَ اليهودَ، فيلقتلهُمُ المسلمونَ، حتى يختبئَ اليهوديُّ منِ وراء الحجر والشجر، فيقولُ الحجرُ والشجرُ : يا مسلمُ يا عبدَاللهِ هذا يهوديٌ خلفي، فتعال فاقتلهُ إلا الغرقد فإنهُ مِن شجرِ اليهودِ " — الغرقد : شجر يسمى العوسج وهو ذو شوك.
وكل ذي عينين يرى ويقرأ في أحداث التاريخ أن معارك المسلمين مع اليهود متواصلة متوالية منذ أمد بعيد، وأن بين الفريقين جولات كثيرة متعددة، ستؤول في النهاية كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى تحقيق الغلبة للمسلمين، واستئصال شأفة اليهود من القدس استئصالا كاملا.
3) عود أرض العرب مروجاً وأنهاراً، وكثرة المال ووفرته :
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : " لا تقومُ الساعةُ حتى يكْثُرَ فيكُم المالُ ويَفيَضَ، حتى يخرُجَ الرجلُ بزكاةِ مالِهِ فلا يجدُ أحداً يقبلُها منه، وحتى تعودَ أرضُ العربِ مروجاً وأنهاراً "
والتأمل في هذا الحديث الشريف يدرك جملة من الحقائق ابرزها أن أرض العرب كانت مروجاً وأنهارا، بدليل كلمة (تعود).
وقد أثبت العلم الحديث ذلك بالفعل، وأشار إليه بعد دراسات طويلة واعية، وستعود تلك الأرض إلى ما كانت عليه.
ومن الحديث أيضا يقوم الدليل على أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- مؤيد بالمعجزات، وإلا فَمَنْ أعلمه جزيرة العرب كانت مروجا، وهو المولود الذي عاش حياته في صحراء قاحلة لا تحفظ ماء ولا تنبت كلأ؟
4) كثرة القتل والجهل، ورفع العِلم :
أخرج البخاري عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : " إن من أشراط الساعة أن يُرفَع العلمُ، ويكثرَ الجهلُ، ويكثرَ الزنا، ويكثر شربُ الخمر، ويقلَّ الرجال، ويكثر النساء، حتى يكون لخمسين امرأة القيّم الواحد "
وقال -عليه الصلاة والسلام- " لا تقومُ الساعةُ حتى يكثُرَ الهرْجُ. قالوا: وماةالهرج يا رسول الله؟ قال: القتلُ، القتلُ "
والعلم المشار إليه في حديث الشريف هو العلم الشرعي الذي يرفع بقبض العلماء، واتخاذ الناس رؤساء جهالاً يَضِلُّون يُضِلُّون.
5) ظهور الفتن :
وهي ابتلاء واختبار، حيث يتلبس الحق والباطل، فيلبس الباطل ثوب الحق حتى يراه البعض حقا فيتبعونه، بل وينافحون عنه.
وعلى المسلــم أن يتعــوذ من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وبخاصة من فتنة المال وحب السلطة والزعامة فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- " بادِرُوا بالأعمالِ، قتناً كقطع الليلِ المظلم، ويصُبح الرجُلُ مؤمناً ويُسمي كافراً، يبيعُ دينَهُ بعَرَضٍ من الدَنيا ".
6) التطاول في البنيان، وظهور الأنبية الشاهقة وناطحات السحاب في أرض الحفاة رعاء الشاة :
*
وتلك علامات بادية واضحة، يراها القاصي والداني في شرق الدنيا وغربها، وسوف تزداد وتتنامى بمرور الأيام وتوالي السنين، فالذي يقارن شكل الأبنية في جزيرة العرب مثلا خلال السنوات الخمسين الأخيرة وعمارتها وارتفاعها، بما كانت عليه نظيراتها قبل مئة عام أو تزيد قليلا، لا يملك إلا أن يصلي على محمد على محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي كشف عن كل ذلك قبل نحو 1500 عام وأن يقول : جل جلال الله الذي علم نبيه فأحسن تعليمه.
7) اتباع سنن اليهود والنصارى :
ومعناه أن يقلدهم بعض المسلمين، يتشبهون بهم، ويتحلَّقون بأخلاقهم، ويركضون خلف صرعاتهم ولو صادمت مبادئ وتعاليم الإسلام، وهذا ماأخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: " لا تقوُمُ الساعةُ حتى تأخُذِ القرونِ قَبْلَها شبراً بشبرِ، وذراعاً بذراع. " فقيل يا رسول الله : كفارس والروم؟ قال : " ومن الناس إلا أولئك ". في هذا الزمن كثر في المسلمين التشبه باليهود والنصارى، وظنوا أنه لا يتم لهم تقدم أو حضارة إلا بالتقليد الأعمى للغرب غير المسلم.
ومن عرف الإسلام الصحيح وقيمه ومبادئه يدرك مدى ما وصل إليه المسلمون في هذه للفتره من بُعد وانحراف عن تعاليم الدين بعدما قدموا عليها عادات الغرب وتقاليده.
8) تداعي الأمم على المسلمين :
عن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "يُوشِكُ أَن تَداعَي عليكم الأمَمُ من كُلَّ أُفقٍ كما تَدَاعى الأَكَلَةُ على قصعِتَها، قال: قلنا: يا رسولَ الله أَمن قِلَّةِ بنا بومئذ؟ قال: " أنتمُ يومئذ كثيرٌ، ولكن تكُونونَ غُثاءً كغُثاءِ الَّسيِل تُنزع المهابةُ مِن قلُوُبِ عَدُوِّكم، ويُجعلُ في قُلوُبِكم الوهن قال: قلنا: ما الوهنُ؟ قال: حبُ الحياةِ وكراهيةُ الموتِ".
وكل ذي عينين يدرك تمام الإدراك، أن المسلمين مستهدفون من الشرق والغرب، فالجميع يصوِّب إليهم السهام، ويوجِّه إليهم الطعنات، ويصّورهم دعاة إلى العنف والإرهاب في محاولات حثيثة لاستئصال شأفتهم، في الوقت الذي يقدم المسلمون التنازلات يوما بعد يوم، بسبب الضعف والوهن المسيطرين عليهم جراء تعلقهم بالدنيا وبعدهم عن الدنيا،
9) الشح المطاع :
ومعناه ألا يعطي كلُّ ما عنده، بل يبخل به ولا يمنحه المحتاج إليه، وليس الشح مقصوراً على المال وحده، فالصانع الذي لا يعطي صنعته حقها من الإجادة والإتقان بخيل شحيح، والمؤدِّب الذي لا يعطي تلاميذه كل ما في جعبته من العلم والمعرفة، بل يعطيهم على قدر الأجر بخيل شحيح، وإذا بخل كل ذي علم بعلمه قل العطاء وانحدرت الإنسانية.
والطامة تكون أكبر إذا وصل البخل إلى المشاعر والأحاسيس، فلم يعبر رب الأسرة مثلا عن حبه لزوجه أولاده وأهله وأصدقائه، ولم تعبأ الزوجة بإظهار محبتها زوجها وأبناؤها، فهناك تصبح الحياة جافة جامدة لا مكان فيها لنبل العاطفة وصدق المشاعر وروعة الأحاسيس.
10) ضياع الأمانة وإسناد الأمر إلى غير أهله :
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"إذا ضُيِّعت الأمانةُ فانتظرِ الساعة، قال: كيف إضاعَتُها يا رسُول الله؟ قال: إذا أسنِدَ الأمرُ إلى غيرِ أهله فأنتظِرِ الساعة"
ومن مظاهر تضييع إسناد أمور الناس إلى غير القيادرين على تسييرها والنحافظة عليها، وهذا يؤدي إلى إبعاد الأكفاء وإسناد القيادة إلى من لا يفقهون شيئاً، فتبتعد الخبرة عن إدارة العمل، ويصبح الجهلة هم الذين يديرون *حركة الحياة، ومن ثم يطغى الفساد، وتنتشر التجاوزات، فيتأخر النابهون وتوضع أمامهم العقبات والعراقيل، حتى يكون على رأس كل أمر خامل أو كسول، ومن ثم تنعدم الثقة في الأفراد والمؤسسات، فتتخلف الدول عن الركب، ويعيش الناس في سخط وقلق واضطراب.
القيم المستفادة :
1) علامات الساعة الصغرى لا تزال تحدث وتتوالى كما أخبر بها الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
2) المعارك بين المسلمين واليهود لن تنتهي إلا بنتصار المسلمين نصراً مؤزرا حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر و الشجر فيقــــــول الحجر والشجر " يا مسلم، يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ".
3) علو الحمقى واللئام من أمـارات الساعة الصغرى التي يلمسها الناس في هذا الزمان.
4) جزيرة العرب ستعود مروجاً وأنهاراً، وسيكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحداً يقبلها.
5) بعد المسلمين عن تعاليم دينهم، وإصرارهم على التشبه باليهـــود *والنصــارى وراء ما آل إليه حالهم من ضعف وانكسار
6) الشح ليس مقصورا على البخل بالمال وحده، ولكنه يمتد ليشمل العلم والمشاعر والخبرات والتجارب وغير ذلك مما ينفع الماس.
7) المسلمين أقوياء بطاعة ربهم والتزام سنة نبيهم، ولا يضيرهم إن فعلوا ذلك قلة العدد أو ندرة العتاد.