مشاهدة النسخة كاملة : خطب الجمعة
المتدور الاسباني
02-17-2012, 01:41 PM
http://files2.fatakat.com/2011/8/13138304651117.gif
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS3qke2suwYTJqjy5KVWwO82hD60zhHC nIJSrDymTqVi6WrZqCv
http://www2.0zz0.com/2012/02/17/10/782816801.jpg
المتدور الاسباني
02-17-2012, 01:50 PM
إلى جميع المسلمين :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أمّا بعد: إن البلد العربي المسلم المجيد بلد حرّ ولا ينبغي لأيّ كان أن يدخله بأرجل مدنسة بالكفر، كما يجب أن تبلّغ الرسالة في جميع بقاع العالم لأنّه حق كل إنسان، ولكن هيهات فالرجال الأقوياء كانوا في زمن الرسول و الصحابة، أما نحن الآن نرحّب بالعدو ترحيب الأبطال. وكأنّ الشعب المسلم جبان يخشى كل من يتعدى حرماته لأجل دين محرف.
فأين الرجال أصحاب الأنوف التي لا تكسر. وأين أصحاب الهمم التي تشدّ ، في لحظة حضور العدوّ لا يرى لهم في الميدان أثر. بل هم فئرانُ .
ألا يقوم الشعب المسلم لنصرت دينه ودين ربّه، ألا يستطيع استبدال حياته بجنان ربّه. يا لقسوة هؤلاء على أنفسهم. أخير لهم الموت في سبيله أو في يموتون وهم في غير ذمّته .
إنّ الرسول يوصي بإكمال الرسالة بعده، أو على الأقلّ تحفظ الوصية،
وأنا أبلّغكم بعد الرسول الكريم حافظو على دينكم وعشوا أحرارا إلى الأبد ولا تظلموا أنفسكم فإن يكن فأنتم مجرمون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إلى جميع المسلمين :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أمّا بعد: إن البلد العربي المسلم المجيد بلد حرّ ولا ينبغي لأيّ كان أن يدخله بأرجل مدنسة بالكفر، كما يجب أن تبلّغ الرسالة في جميع بقاع العالم لأنّه حق كل إنسان، ولكن هيهات فالرجال الأقوياء كانوا في زمن الرسول و الصحابة، أما نحن الآن نرحّب بالعدو ترحيب الأبطال. وكأنّ الشعب المسلم جبان يخشى كل من يتعدى حرماته لأجل دين محرف.
فأين الرجال أصحاب الأنوف التي لا تكسر. وأين أصحاب الهمم التي تشدّ ، في لحظة حضور العدوّ لا يرى لهم في الميدان أثر. بل هم فئرانُ .
ألا يقوم الشعب المسلم لنصرت دينه ودين ربّه، ألا يستطيع استبدال حياته بجنان ربّه. يا لقسوة هؤلاء على أنفسهم. أخير لهم الموت في سبيله أو في يموتون وهم في غير ذمّته .
إنّ الرسول يوصي بإكمال الرسالة بعده، أو على الأقلّ تحفظ الوصية،
وأنا أبلّغكم بعد الرسول الكريم حافظو على دينكم وعشوا أحرارا إلى الأبد ولا تظلموا أنفسكم فإن يكن فأنتم مجرمون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المتدور الاسباني
02-17-2012, 01:55 PM
الصلاة
الخطبة الاولى
أما بعد .. المكان : مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . الزمان : السنة الثالثة والعشرين من الهجرة .. الخليفة : عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
ها هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يخرج من بيته ليصلي بالناس صلاة الفجر .. يدخل عمر المسجد .. تقام الصلاة .. يتقدم المصلين .. و يسوي الصفوف .. استووا ، استووا .. يكبر عمر ويصلي .. وبينما هو يصلي يتقدم إليه المجرم أبو لؤلؤة المجوسي فيطعنه عدة طعنات بسكين ذات حدين. (http://www.brooonzyah.net/vb/)
أما الصحابة الذين خلف عمر فسقط في أيديهم أمام هذا المنظر المؤلم .
وأما من كان في خلف الصفوف في آخر المسجد فلم يدروا ما الخبر .. فما إن فقدوا صوت عمر رفعوا أصواتهم : سبحان الله .. سبحان الله . ولكن لا مجيب .
يتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فيقدمه فيصلي بالناس.
يحمل الفاروق إلى بيته .. فيغشى عليه حتى يسفر الصبح . اجتمع الصحابة عند رأسه فأرادوا أن يفزعوه بشيء ليفيق من غشيته . نظروا فتذكروا أن قلب عمر معلق بالصلاة . فقال بعضهم : إنكم لن تفزعوه بشيء مثل الصلاة إن كانت به حياة . فصاحوا عند رأسه : الصلاة يا أمير المؤمنين ، الصلاة . فانتبه من غشيته وقال : الصلاة والله . ثم قال لا بن عباس : أصلى الناس . قال : نعم . قال عمر : لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة . ثم دعا بالماء فتوضأ و صلى وإن جرحه لينزف دماً .
هكذا أيها الأحبة كان حالهم مع الصلاة . حتى في أحلك الظروف ، بل وحتى وهم يفارقون الحياة في سكرات الموت .كيف لا وقد كانت هذه الفريضة الهم الأول لمعلم البشرية صلى الله عليه وسلم وهو يعالج نفسه في سكرات الموت فيقول : الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم .
إنها الصلة بين العبد وربه ، إنها أُمّ العبادات وأساس الطاعات، إنها نهر الحسنات الجاري وسيل الأجور الساري، إنها العبادة التي لا يقبل الله من عبد صرفاً ولا عدلاً إلا إذا أقامها، إنها عمود الدين وشعاره، وأُسّه ودِثاره.
إنها قرة عيون المؤمنين كما صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : وجعلت قرة عيني في الصلاة . رواه أحمد والنسائي
ولذا كان صلى الله عليه وسلم يقول: أرحنا بها يابلال . كما عند أحمد وأبي داود .
أرحنا بها يابلال .. لا كما يقول بعض الناس : أرحنا منها يا إمام. (http://www.brooonzyah.net/vb/)
وقل لبلال العزم من قلب صادق *** أرحنا بها إن كنت حقاً مصليا
توضأ بماء التوبة اليوم مـخلصاً *** به ترق أبواب الجنان الثمانيا
أيها المؤمنون .. كيف تكون الصلاة راحة نفوسنا وربيع قلوبنا؟
تكون الصلاة كذلك بتحقيق أربع مراتب :
الأولى : المحافظة عليها جماعة في بيوت الله .
الثانية : إحسان الصلاة وإتمام أركانها وواجباتها .
الثالثة : المبادرة والتبكير إليها .
الرابعة : الخشوع وحضور القلب .
ولعلنا نقتصر في هذه الخطبة على المرتبة الأولى وهي المحافظة على صلاة الجماعة وتعلق القلب بها ، ونقارن فيها أحوالنا بأحوال السلف الصالح في صلاتهم ، ليتوب المسيء من إساءتاه ، ويتنبه المقصر إلى تقصيره ، ويزداد المحسن إحساناً وتكميلاً لصلاته .
أيها المؤمنون : لقد سطر سلفنا الصالح صوراً مشرقة في المحافظة على صلاة الجماعة .
ففي صحيح مسلم ينقل لنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صورة حية لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحالهم مع صلاة الجماعة فيقول: ولقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد رأيت الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف .
فأين النائمون عن صلاة الفجر و العصر الذين أنعم الله عليهم وأصحّ لهم أجسامهم ؟ وما عذرهم أمام الله تعالى ؟.
منائركم علت في كل حيٍّ *** ومسجدكم من العباد خالي
وصوت أذانكم في كل وادٍ *** ولكن أين صوت من بلالِ
وهذا سعيد بن المسيب يقول : ما فاتتني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة .
ولما اشتكى سعيد عينه يوماً قالوا لـه : لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة لوجدت لذلك خفة . فقال : فكيف أصنع بشهود العشاء والصبح. (http://www.brooonzyah.net/vb/)
وكان الربيع بن خثيم يقاد إلى الصلاة وبه الفالج فقيل لـه : قد رخص لك . قال : إني أسمع " حي على الصلاة " فإن استطعتم أن تأتوها فأتوها ولو حبواً .
وسمع عامر بن عبدالله بن الزبير المؤذن وهو يجود لنفسه فقال : خذوا بيدي فقيل : إنك عليل . قال : أسمع داعي الله فلا أجيبه . فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب فركع ركعة ثم مات .
وكان سعيد بن عبدالعزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى .
نعم . بكى لا لأنه قد فاتته مباراة رياضية ، ولا لأغنية أو تمثيلية . ولكن يبكي لفوات المثوبة والروحانية .
سئل عبدالرحمن بن مهدي عن الرجل يبني بأهله أيترك الجماعة أياماً ؟ قال : لا ، ولا صلاةً واحدةً .
هكذا أفتى ابن مهدي رحمه الله . ثم يأتي الامتحان ، فيزوج ابن مهدي إحدى بناته فيخرج صبيحة العرس ويمشي إلى بابهما فيقول للجارية : قولي لهما يخرجان إلى الصلاة . فخرج النساء والجواري فقلن : سبحان الله !! أي شيء هذا ؟ . فقال : لا أبرح حتى يخرج إلى الصلاة . فخرج بعدما صلى فبعث به إلى مسجدٍ خارج من الدرب .
أيها المؤمنون .. إذا علمنا هذا ، فإن من الظواهر الخطيرة التي شاعت في مجتمعنا ، التخلفَ عن صلاة الفجر في المسجد مع الجماعة، وقضاءَها بعد فوات وقتها .. وإنك لترى المسجد في الحي المزدحم يمتلئ في الصلوات كلها حتى إذا جئته صلاة الفجر ألفيته شبه خاو ليس فيه إلا القليل من المصلين . فيا حسرة على العباد.
صلاة الفجر التي تعدل قيام الليل ، فقد روى مسلم في صحيحه عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله)) [مسلم:656].
وروى مالك بسند صحيح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد سليمان بن أبي حثْمة في صلاة الصبح … فمر على الشِّفاء أم سليمان فقال لها: لم أر سليمان في الصبح؟ فقالت: إنه بات يصلي فغلبته عيناه. فقال عمر: (لأن أشهد صلاة الصبح في جماعة أحب إلي من أن أقوم ليلة). [موطأ مالك:1/131، الترغيب والترهيب:601].
وصلاة الفجر نور لصاحبها يوم القيامة، عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)) [ابن ماجه:870 بسند حسن، وابن خزيمة، الترغيب والترهيب:603].
وصلاة الفجر أمان وحفظ من الله، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عيه وسلم قال: ((من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله تعالى)) [ابن ماجه:3946، بسند صحيح].
وصلاة الفجر ضمان للجنة، عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى البردين دخل الجنة)) [البخاري:574، مسلم:635]. والبردان: هما الصبح والعصر. (http://www.brooonzyah.net/vb/)
وصلاة الفجر حجاب عن النار، عن أبي زهير عمارة بن رويبة رضي الله عنه قال: سمعت رســول الله صلى الله عليه وسلم يقولhttp://www.brooonzyah.net/vb/images/smilies/frown.gif (http://www.monms.com/vb)(لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)) يعني الفجر والعصر [مسلم:634].
معاشر المؤمنين .. تعلق لقد تعلقت قلوب السلف رضي الله عنهم بصلاة الفجر لما علموا من جليل فضلها وسوء عاقبة التخلف عنها، فكانوا أحرص الناس عليها،
هاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي الأمة وهاديها يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر، يقول: ((الصلاة يا أهل البيت إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيــراً [الأحزاب:33])) [الترمذي:3206]. إنه يربي ابنته على الحرص على صلاة الفجر في وقتها.
وكان علي بن أبي طالب يمر في الطريق منادياً: الصلاة الصلاة يوقظ الناس لصلاة الفجر وكان يفعل ذلك كل يوم. [صلاح الأمة:2/367].
أيها النائم عن الصلاة .. كيف تفوت على نفسك هذا الخير العظيم؟
كيف تهنأ بالنوم ، والناس في المساجد يصلون ، وقرآن الفجر يشهدون .
كيف يطيب لك الفراش ، وأنت لا تعلم ، إذا وضعت رأسك على وسادتك ، أترفع رأسك بنفسك ، أم يُرفع فلا تقوم إلا في قبرك ؟
ألم تعلم يا أخي أن ملائكة الليل وملائكة النهار تجتمع في صلاة الصبح ويخبرون الله عنك . جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قـال: ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم فيقول: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم يصلون وأتيناهم يصلون))رواه البخاري
عبد الله .. ماذا تقول الملائكة عنك وأنت نائم ؟ أتينا فلان وهو نائم .. وتركناه وهو نائم !! .
هل تدري يا أخي أن هذا العملَ أشنعُ من السرقة والزنا والقتل وغيرها من الموبقات؟ .
قال ابن حزم رحمه الله: لا ذنبَ بعد الكفر أعظمُ من تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها ، ومِن قتل امرئ مسلم بغير حق.
ولهذا ذهب عدد من أهل العلم أن من ترك صلاة واحدة عمداً حتى يخرج وقتها فقد كفر .
ألم تسمع يا أخي بقوله تعالى: فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلَـٰتِهِمْ سَاهُونَ ؟ .
ويل ، واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الأرض لذابت من شدة حرارته . أعده الله للذين يؤخرون الصلاة عن وقتها .
أين أنت يا أخي من الحديث العظيم الرهيب الذي رواه البخاري في صحيحه والذي أخبر فيه صلى الله عليه وسلم أنه أتاه آتيان فانطلقا به ((فمروا على رجل مضطجع وآخرَ قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخذه ، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى)) فلما سأل عليه الصلاة والسلام الملكين عن خبره قالا: ((أما الرجل الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة)) [البخاري:7047].
المتدور الاسباني
02-17-2012, 01:56 PM
الخصبة عن: الفتن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله وكفا والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى اله وصحبة ومن اقتفا اما بعد :
اوصيكم ونفسي بتقوى الله يقول الله تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ )
عباد الله: لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن "
واننا في زمن كثرت فيه الفتن فعلى العبد المؤمن ان يحذر من الفتن ويسعى جاهدا في البعد عنها والتخلص منها وعدم الوقوع فيها والتعوذ بالله تبارك وتعالى من شرّها ما ظهر منها وما بطن.
وفي هذه الخطبة انبه على نقاط مهمة واسس عظيمة مستقاة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من التزمها حفظ بإذن الله من الفتن
عباد الله: وإن أهم ما تُتَقَى به الفتن ويتجنب به شرها وضررها، تقوى الله جلّ وعلا وملازمة تقواه في السر والعلانية ، والله تعالى يقول: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب )(
وتقوى الله جلّ وعلا: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله".
ومن الضوابط المهمة لاجتناب الفتن، لزوم الكتاب والسنة والاعتصام بهما فإن الاعتصام بالكتاب والسنة سبيل العزّ والنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة،
عباد الله: وإن من الضوابط العظيمة لاتقاء الفتن وتجنبها، الرفق والأناة وعدم العجلة وعدم استعجال العواقب والتأمل والنظر في عواقب الأمور،جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إنها ستكون أمورمشتبهات فعليكم بالتُؤَدَة"، أي عليكم بالأناة والبعد عن العجلة، قال: "فعليكم بالتُؤَدة فإنك أَن تكون تابعا في الخير، خيرٌ من أن تكون رأسا في الشر".
وإن من الضوابط المهمة التي يحصل بها اتقاءُ الفتن واجتناب شرها، لزوم جماعة المسلمين، والبعد عن التفرق والاختلاف، فإن الفرقة شرٌ والجماعة رحمة،
عباد الله: وإن من الضوابط العظيمة التي يلزمُ مراعاتها لاتقاء الفتنة واجتناب شرها، الأخذ عن العلماء الراسخين والأئمة المحققين وترك الأخذ عن الأصاغر من الناشئين في طلب العلم والمقلّين في التحصيل منه، يقول صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داوود وغيره: " البركة مع أكابركم "
إن من الضوابط المهمة لتجنب الفتن، حسنُ الصلة بالله و الاكثار من العبادة من صلاة وصيام صدقة و غيرها من العبادات يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (العبادة في الهرج كهجرة الي) واخيرا عليكم بالدعاء فإن الدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والآخرة، قال عز وجلّ: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
وإنا لنسأل الله الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنب المسلمين الفتنَ ماظهر منها وما بطنَ وأن يحفظ على المسلمين أمنهم وإيمانهم وأن يقيَهُم الشرور كلّها
وصلوا وسلموا رحمكم الله على إمام الخلق والداعي إلى صراط الله المستقيم كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،إنك حميد مجيد،وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين، أبى بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك ياأكرم الأكرمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واحمِ حوزة الدين ، اللهم آت نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن ،ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
المتدور الاسباني
02-17-2012, 02:14 PM
خطبة خالية من حرف الألف
روى ان الصحابة قالوا: ليس من حروف المعجم حرف أكثر دوراناً في الكلام من الألف فنهض احد الصالحين وخطب خطبة علي البداهة طويلة ... تشمل الثناء على الله تعالى والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفيها الوعد الوعيد ووصف الجنة والنار والمواعظ والزواجر والنصيحة للخلق وغير ذلك.
قال :
حمدت من عظمت منته، وسبغت نعمته، وسبقت غضبه رحمته، وتمت كلمته، ونفذت مشيته، وبلغت حجته، وعدلت قضيته، حمدت حمد مقر بربوبيته، متخضع لعبوديته، متنصل من خطيئته، معترف بتوحيده، مستعيد من وعيده، مؤمل من ربه رحمة تنجيه، يوم يشغل كل عن فصيلته وبنيه، ونستعينه ونسترشده ونستهديه، ونؤمن به ونتوكل عليه وشهدت له شهود عبد مخلص موقن، وفردته تفريد مؤمن متق ووحدته توحيد عبد مذعن، ليس له شريك في ملكه ولم يكن له ولي في صنعه، جل عن مشير ووزير، وتنزه عن مثل ونظير، علم فستر وبطن فخبر، وملك فقهر، وعصي فغفر، وعبد فشكر، وحكم فعدل، وتكرم وتفضل، لن يزول ولم يزل، ليس كمثله شيء، وهو قبل كل شيء وبعد كل شيء. رب متفرد بعزته متملك بقوته متقدس بعلوه، متكبر بسموه، ليس يدركه بصر ولم يحط به نظر، قوي منيع، بصير سميع حليم حكيم، زؤوف رحيم، عجز عن وصفه من وصفه، وظل نعته من نعته، من عرفه قرب فبعد، وبعد فقرب، يجيب دعوة من يدعوه، ويرزق عبده ويحبوه، ذو لطف خفي، وبطش قوي، ورحمة موسعة، وعقوبة موجعة ورحمته جنة عريضة مونقة، وعقوبته جحيم موصدة موبقة.
وشهدت ببعث محمد عبده ورسوله ونبيه وصفيه وحبيبه وخليله وبعثه في خير عصر وحين فترة وكفر، رحمة لعبيده ومنة لمزيده ختم به نبوته، وقوى به حجته، فوعظ ونصح وبلغ وكدح رؤوف بكل مؤمن ولي سخي زكي رضى عليه رحمة وتسليم وبركة وتكريم من رب غفور رحيم قريب مجيب حكيم.
وصيتكم معشر من حضرني بتقوى ربكم وذكرتكم بسنة نبيكم فعليكم برهبة تسكن قلوبكم وخشية تذري دموعكم وتقية تنجيكم يوم يذهلكم ويبليكم يوم يفوز فيه من وزن حسنيه وخف وزن سيئته لتكن مسألتكم مسألة ذل وخضوع وشكر وخشوع، وتوبة ونزوع، وندم ورجوع، وليغتنم كل مغتنم منكم صحته قبل سقمه وشيبته قبل هرمه وسعته قبل فقرد وخلوته قبل شغله وحضره قبل سفره وحياته قبل موته وشبيبته، قبل هرمه ثم يكبر ويهيمن ويمرض ويسقم ويمل طبيبه ويعرض عنه حبيبه وينقطع عمره ويتغير لونه. وقل عقله ثم قيل: هو موعوك وجسمه منهوك قد جد في نزع شديد. وحضره قريب وبعيد فشخص ببصره وطمح بنظره ورشح جبينه وخطف عرينه وجنبت نفسه وبكته عرسه وحفر رمسه ويتم منه ولده وتفرق عنه عدده. وقسم جمعه وذهب بصره وسمعه. ولقن ومدد ووجه وجرد وغسل وعري ونشف وسجي وبسط له وهيء ونشر عليه كفنه وشد مه ذقنه وقمص وعمم ولف وودع وسلم وحمل فوق سرير وصلى عليه بتكبير بغير سجود وتعفير ونقل من دور مزخرفة وقصور مشيدة وحجر منضدة فجعل في ضريح ملحود ضيق مرصود بلبن منضود. مسقف بجلمود وهيل عليه عفره وحثى عليه مدره، فتحقق حذره، ونسي خبره ورجع عنه وليه ونديمه ونسيبه وحميمه وتبدل به قرينه وحبيبه فهو حشو قبر ورهين قفر يسعى في جسمه دود قبره. ويسيل صديده في منخره، نسحق تربته لحمه وينشف دمه ويرق عظمه ويقيم في قبره حتى يوم حشره فينش من قبره وينفخ في صور ويدعى بحشر ونشر فثم بعثرت قبور.وحصلت سريرة في صدور، وجيء بكل نبي صديق وشهيد ونظيق ووقف لفصل حكمه عند رب قدير بعبيده خبير بصير من زفرة تضفيه وحسرة تنضيه في موقف مهول عظيم بين يدي ملك كريم بكل صغيرة وكبيرة عليم يلجمه عرقه ويحفزه قلقه فعبرته غير مرحومة.. وصرخته غير مسموعة وحجته غير مقبولة وبرزت صحيفته وتبينت جريرته ونطق كل عضو منه بسوء عمله فشهدت عينه بنظره ويده ببطشه ورجله بخطوه وجلده بلمسه وفرجه بمسه ويهدده منكر ونكير وكشف له حيث يسير فسلسل جيده وغلت يده وسيق يسحب وحده فورد جهنم بكرب وشدة فظل يعذب في جحيم، ويسقى شربة من حميم، تشوى وجهه وتسلخ جلده يضربه زبانيته بمقمع من حديد ويعود جلده نضجه كجلد جديد يستغيث فتعرض عنه خزنة جهنم ويستصرخ فيلبث حقبة بندم نعوذ برب قدير من شر كل مصير ونسأله عفو من رضى عنه ومغفرة من قبل منه فهو ولي مسألتي ومنجح طلبتي فمن زحزح عن تعذيب ربه سكن في جنته بقربه وخلد في قصور مشيدة وملك حور عين وحفدة، وطيف عليه بكؤوس من تسنيم وشرب من عين سلسبيل ممزوجة بزنجبيل، مختزمة بمسك وعبير، مستديم للسرور ومستشعر للحبور، يشرب من خمور، في روضة مغدق ليس يصدع من شربه وليش ينزف هذا منقلب من خشى ربه وحذر نفسه وتلك عقوبة من عصى منشئته وسولت له نفسه معصيته مبدئه ذلك قول فصل، وحكم عدل خير نزل به روح قدس مبين على نبي مهتد رشيد صلت عليه رسل سفرة مكرمون بررة عذت برب رحيم من شر كل، رجيم، فليتضرع متضرعكم، ويبتهل مبتهلكم، فنستغفر رب كل مربوب لي ولكم.
المتدور الاسباني
02-17-2012, 02:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
إن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع وسيد الأيام كما روى مسلم في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة
وقد جعله الإسلام عيدا بالنسبة للمسلمين كما قال صلى الله عليه وسلم
إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فمن جاء يوم الجمعة فليغتسل
رواه ابن ماجه بسند صحيح
ومن خصائص هذا اليوم أن المسلمين يجتمعون فيه للصلاة والموعظة في المساجد ، وهذا اجتماع لم يفرضه نظام ولا عرف ولكن فرضه القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة الجمعة
يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع
فأمر الأمة بترك العمل الدنيوي والاجتماع على الذكر والعبادة.
ولهذا سمي يوم الجمعة أخذا من الجمع والاجتماع بين المسلمين في هذا اليوم.
أ- شرف المنبر
كما أن منبر المسجد يمتاز بعلو المكان عادة فهو يمتاز بعلو المكانة والشرف أيضا ، وذلك من وجوه:
1- أنه موقع توجه منه الأمة ، ويشكل من خلاله الرأي العام في المجتمع الإسلامي، وتحرك الأمة نحو المواقف والأفكار التي يمليها شريعتها .
2- أنه موقع تبوأه أشراف الأمة بدأً بالنبي صلى الله عليه وسلم ومرورا بالخلفاء الراشدين وانتهاءً بالعلماء والصالحين.
3- أنه موقع تجتمع إليه الأمة في كل أسبوع مرة على الأقل في لقاء روحاني دعا إليه رب العالمين .
وهذا الاجتماع الجماهيري كما ذكرت لم يفرضه قانون أو نظام أو مصلحة دنيوية ولكن دعا إليه رب العالمين وأمر الأمة بإيقاف حركتها الدنيوية للتوجه إلى الخطباء والإنصات لتوجيهاتهم كما في قوله تعالى في سورة الجمعة
يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع
ب- مسؤولية المنبر
إن المنبر مسؤولية وأمانة يجب أداؤها على الوجه الأكمل عملا بقوله تعالى
إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها
وقوله نبارك وتعالى
يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا لله والرسول وتخونوا أماناتكم
قيل لعبد الملك بن مروان: عجل إليك يا أمير المسلمين ! فقال: كيف لا يعجل وأنا أعرض عقلي على الناس كل جمعة
بل تكاد تكون خطبة الجمعة هي القناة الوحيدة، والمصدر الفريد للتلقي المعرفي المتعلق بالدين لدى كثير من العامة الذين شغلتهم الحياة وأعباؤها عن التعلم والتفقه ، فهم للأسف لا يحضرون المساجد إلا يوم الجمعة، وكذلك في جانب التواصل الاجتماعي كما نلاحظ هذا في الغرب فإن لقاء الجمعة يكاد يكون هو وسيلة التواصل الاجتماعي الوحيد لدى كثير من الأقليات المسلمة في تلك البلاد.
ولذلك كله كانت العناية بخطبة الجمعة من أهم الأمور التي تجب ملاحظتها إذا أردنا تحقيق الوعي المعرفي والتواصل الاجتماعي بين المسلمين.
أهداف المنبر
وهذا الاجتماع الأسبوعي له مقاصد منها :
1 - تذكير المسلمين بالله تعالى وإصلاح قلوبهم بالذكر والعبادة كما يدل عليه قوله تعالى
فاسعوا إلى ذكر الله
قال الإمام القرافي رحمه الله
لما كانت القلوب تصدأ بالغفلات ..كما يصدأ الحديد اقتضت الحكمة الإلهية جلاءها في كل أسبوع بمواعظ الخطب وأمر بالاجتماع
2 - الحفاظ على هوية الأمة وشخصيتها الإسلامية بتعميق المعرفة بالإسلام وتعلم آدابه وشرائعه من خلال الخطبة ، ولهذا جعل الدهلوي -رحمه الله- من وسائل نصب الخطباء في المساجد حفظ الملة والدين.
3- الإسهام في معالجة مشكلات الأمة وقضاياها في ضوء التعاليم الإسلامية .
شروط الخطبة الاساسية
أولا : الصدق والتفاعل العاطفي بالخطبة ومعانيها
إن أثر الخطبة في الناس يختلف باختلاف صدق أصحابها وصدق عاطفتهم الجياشة وتفاعلهم القلبي بالمعاني التي يذكرون الناس بها فكلما كان التفاعل أعظم كان الأثر أكبر.
وهذا من أسرار التأثير الذي نجده في بعض الخطب دون بعض، فبعضها تغير حياة الإنسان وسلوكه، وبعضها لا تجاوز الآذان ، ولا تحرك ساكنا ، وصاحبها كالنائحة المستأجرة التي تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مثالا عمليا للتفاعل القلبي الصادق بمعاني الخطبة والحماسة لها ولهذا قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش
رواه مسلم
وهذه آثار طبيعية ناشئة عن الصدق والتفاعل العاطفي دون تكلف.
والخطيب يكتسب هذه المعاني العالية بالمعاملة الخاصة بينه وبين الله تعالى، وبأعمال السّر، وخبيئة الصالحين... وقيام الليل ومجالس الذكر...والعمل بالعلم
وفي الحديث عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ليلة أسري به رجالا تقرض شفاههم بمقارض من نار فقال: من هؤلاء ؟ فقال جبريل عليه السلام: هؤلاء الخطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب
ثانيا : توافر الأهلية اللازمة والمؤهلات الخاصة
إن كل عمل يتطلب نوعا من المؤهلات المعنوية والمواصفات الحسية بحيث يكون الشخص أقرب إلى النجاح وتحقيق المقصود وخاصة إذا كان من الأعمال القيادية ، ومنها بلا شك خطبة الجمعة ودعوة الناس، وبالتالي فخطبة الجمعة ليست كلأ مباحا لكل أحد ولا حقا متاحا لكل من قرأ وكتب.
قال الإمام الغزالي رحمه الله
الوعظ زكاة نصابه الاتعاظ، فمن لا نصاب له كيف يخرج الزكاة
وعند استعراض التاريخ نجد أنه لم يكن يتصدر لخطابة الناس وتوجيههم إلا العلماء الراسخون الذين جمعوا بين الفقه بالدين والخبرة بالحياة والحكمة في التعامل مع الناس وحسن البيان وصدق التدين من أمثال ابن الجوزي والعز بن عبدالسلام.
إن الخطأ يكمن في أن تتحول الخطابة والإمامة إلى مجرد وسيلة للتكسب وتحصيل الرزق وتحسين الدخل المادي!! مع أن المكافآت الموضوعة للأئمة والخطباء في أكثر العالم الإسلامي لا تشجع على التنافس... فهذه النظرة المادية تفتح الباب ليعتلي المنابر من ليس أهلا لها لضعفهم العملي وفقرهم الفكري والبياني وضعف رصيدهم من التجربة والحنكة، فتكون الضحية هي الأمة المجتمعة في المساجد ما بين شخص يجد في فترة الخطبة فرصة للقيلولة وآخر يجد فيها فترة عصيبة تولد القرحة في المعدة أو رفع الضغط.
وبرنامج صناعة الخطباء يجب أن يكون له جوانب ثلاثة رئيسية
أ-التأهيل العلمي والمعرفي بإعطائهم جرعات علمية قوية تؤهلهم لفهم القضايا واستيعابها، ويشمل ذلك العلم بالشريعة والعلم بالحياة.
ب-التأهيل الروحي والأخلاقي بحيث يمتلك الخطيب الشحنة الإيمانية والجرعة الأخلاقية اللازمة للتأثير في الناس .
ت-التأهيل المهاري والفني المرتبط بأساليب الإقناع وطرائق الخطابة كتنويع نبرات الصوت ونحوه .
يقول الجاحظ
رأس الخطابة الطبع، وعمودها الدربة، وجناحها رواية الكلام
ثالثا : الإعداد الجيد للخطبة
إن من أهم نجاح الخطبة الإعداد لها بصورة جيدة من باب قوله صلى الله عليه وسلم
إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه
رواه أبو يعلى
وهذا الإعداد الجيد فيه احترام لرسالة المنبر، واحترام للناس وتقدير لأوقاتهم فإنهم تركوا حركتهم الدنيوية من أجل الفائدة والذكر، وإذا لم يتحقق هذا المقصود فنكون قد تسببنا في تضييع أوقات ثمينة للأمة دون تحقيق الثمرة المرجوة.
لقد كان زهير بن أبي سلمة يصوغ قصيدته أربعة أشهر ثم يهذبها أربعة أشهر ثم يعرضها على نقاد الشعر في أربعة أشهر ثم يعلنها على الناس ولذا سميت قصيدته بالحوليات.
رابعا : الأصالة والموضوعية
فالخطبة يجب أن تستند على معلومات صحيحة وبيانات موثقة، لا الخرافات والأساطير والإشاعات والأحاديث الموضوعة، وإنما يستقي الخطيب معلوماته من المصادر الموثوق بها، وينبوع الوحي الصافي، ثم يضفي عليه من إشراقاته البيانية وأنواره الفكرية ما يعمق الفكرة في قلوب الناس ويولد التأثير فيها.
وهو في عرضه للأفكار مثل صاحب السلعة الواثق من سلامة بضاعته، فهو يحسن عرضها ويتأنق في صورتها حتى تتقبلها أذواق الناس، وإن كان الخطيب لا يروج بضاعة مادية ولكنه يشوق القلوب إلى الخير والهدى.
وكان رئيس الرؤساء في بغداد قد أمر الخطباء والوعاظ ألا يرووا حديثا حتى يعرضوه على الخطيب البغدادي، فما صححه أوردوه في خطبهم ، وما لم يصححه لم يذكروه
خامسا : المعاصرة و مراعاة هموم الناس
إن المقصود من الخطبة في الأساس هو تذكير الناس وتوجيههم لعلاج مشكلاتهم، وإرشادهم لتحقيق الحياة الفاضلة في واقعهم ، ومن هنا كان لزاما على الخطباء العناية بهموم الناس ومشكلاتهم العملية وعلاجها في ضوء الإسلام.
لقد كان الأنبياء دعاة إلى الإيمان ومصلحين ومشاركين في حل المشكلات الحياتية والأخطاء السلوكية، فهذا شعيب عليه السلام قد عني ضمن دعوته الإصلاحية بمشكلة انحراف ضمائر التجار والتطفيف في الكيل فقال قوله تعالى
أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم
وضمائر التجار إذا انحرفت نشأت عنها أزمات عامة مثل الغلاء والاحتكار والتضخم والربا...
وعالج لوط عليه الصلاة السلام مشكلة الشذوذ الجنسي فقال قوله تعالى
أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم بل أنتم قوم عادون
وتصدى يوسف عليه الصلاة والسلام لمعالجة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعرض لها الشعب المصري، واستطاع من خلال خطة اقتصادية محكمة أن يتجاوز العاصفة والأزمة الاقتصادية.
إنه من الخطأ الكبير أن يتجاهل الخطباء مشكلات الناس وقضايا المجتمع وينصب حديثهم في قضايا نظرية أو مسائل مكررة ملّ الناس من كثرة الحديث عنها، وهم يساهمون في ذلك من حيث لا يشعرون في تخدير الأمة واستمرار أزماتها وتخلفها.. فهم كالطبيب الذي يحدث المريض المصاب بالسرطان مثلا عن الصداع وتسوس الأسنان.
سادسا : مراعاة ظروف الناس وتقدير أحوالهم
إن الخطيب الناجح هو الذي يراعي ظروف الناس، ويدرك أن رواد المسجد فيهم المريض والكبير والضعيف وذو الحاجة...فلا يجعل من الخطبة سببا لتنفير الناس عن الخير...وهذا أصل عام في الخطاب والتعامل مع الآخرين سواءً في ميدان العبادة أم ميدان الخطبة كما جاء في الحديث الشريف
إذا أم أحدكم فليخفف فإن فيهم المريض والكبير وذا الحاجة
وقال صلى الله عليه وسلم
إني لأدخل في الصلاة وأريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز رحمة بأمه
ومن هنا جعل تقصير الخطبة من علامات فقه الخطيب وحكمته كما قال صلى الله عليه وسلم
إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة ، وإن من البيان لسحرا
رواه مسلم
فتقصير الخطبة مستحب شرعا ولكن كما قال النووي
يكون قصرها معتدلا ولا يبالغ بحيث يمحقها
وإنما الخطيب مثل الطبيب يصف للناس القدر الكافي من الدواء الذي يحصل به المقصود.
قال جابر بن سمرة رضي الله عنه
كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا
بل ذهب ابن حبان إلى وجوبه كما عنون لذلك في صحيحه 7/41
سابعا : الانطلاق من قاعدة الترغيب والرحمة بالناس
إن الخطيب الناجح هو الذي يدرك أن رسالته رسالة رحمة و هداية و تسامح وليست رسالة عنف وإكراه واستعلاء, فيخاطب الناس من هذا المنطلق ويترفق بهم في التوجيه عملا بقوله تعالى
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
وقوله تعالى
فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر
ولما أراد الله تعالى تكميل موسى عليه السلام أرسله لصحبة العبد الصالح الخضر لأنه جمع بين وصفين هما (العلم والرحمة)كما قال سبحانه تعالى في سورة الكهف
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدن علما
فأمره بصحبة هذا النبي الصالح لأنه جمع بين هذين الوصفين الكريمين وهما العلم والرحمة.
إن المبالغة في استخدام أسلوب الترهيب والتخويف بالنار واللعنة ينفر الناس من الدين، ويعطي الحاضرين انطباعا شديدا قاسيا عن الدين بخلاف أسلوب الترغيب والتشويق فإنه يحرك النفوس ويجعلها أقرب لتقبل التوجيه، حتى إن الجرجاني وغيره لما عرفوا الخطابة قالوا
ترغيب الناس فيما ينفعهم معاشا ومعاداً
فجعل حقيقة الخطابة هي الترغيب.
وعند التأمل في الخطاب النبوي نجد الغالب فيه هو الترغيب بذكر الأجر والثواب وفضائل الأعمال كما يدل عليه استعراض كتب السنة الشريفة .
ثامنا : البيان وحسن التعبير
من معالم الخطبة الناجحة وأسباب تأثيرها تميز الخطيب بحسن البيان، وجمال التعبير وسلامة الخطيب من اللحن وعيوب اللسان والصوت، فقد كان أهل الحي يذمون بذلك كما قال الصاحب بن عباد رحمه الله
يا أهل سارية السلام عليكـم ** قد قلّ في أرضيكم الخطباء
حتى غدا الفأفأء يخطب فيكـم ** ومن العجائب خاطب فأفأء
إن الله تعالى لما خاطب الناس بالقرآن الكريم, خاطبهم بلسان فصيح وعبارات جزلة، وألفاظ بليغة، حتى صار القرآن معجزا بلاغيا حتى اعترف بذلك خصوم القرآن ومنهم الوليد بن المغيرة فقال
والله إن لقوله لحلاوة، وإن عليه لطراوة، وإن أعلاه لمثمر، وأسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه
والطلاوة –بالضم والفتح- الحسن والرونق
وقد استحب الفقهاء أن تكون الخطبة فصيحة بليغة لأنها أقوى في التأثير، ولا يلقيها بالألفاظ المبتذلة ولا الوحشية التي لا يفهمها الناس، ولا يبالغ حتى يُغرب في الألفاظ فلا يفهمه الناس ولذا قال علي رضي الله عنه
حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله
رواه البخاري
ونحن لا نطالب الخطباء أن يصلوا إلى مستوى الجاحظ وابن قتيبة وواصل بن عطاء رحمهم الله الذي كان يتجنب حرف الراء في خطبه كلها!! ولكننا نريد قدراً وسطا على الأقل من البيان وجمال التعبير، وذلك يحصل بالقراءة في كتب الأدب والشعر والبلاغة فإنها تكسب لسان الخطيب فصاحة وجمالا.
تاسعا : الثقافة الواسعة المتنوعة
إن الخطيب يعرض على الناس عقله كما قال عبد الملك بن مروان، فإن كان قليل العلم ضعيف الثقافة لم يؤثر في الناس، واهتزت ثقافة الناس به فلا بد من العلم والمعرفة وإلا صار كالأعمى الذي يقود الآخرين، وفي الحديث الشريف
إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء
والعلم الذي يحتاج إليه الخطيب نوعان
1- علم بالشريعة والدين الذي ينطلق منه لهداية الناس.
2- علم بالحياة والأحياء وواقع الناس ، فهو كالطبيب الذي يجب أن يكون على دراية بالمريض حتى يحسن علاجه.
ويدخل في ذلك أنواع من العلوم والمعارف كعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم التاريخ حتى يساعده ذلك على حسن التوجيه كما قال الخطيب البغدادي في حق الفقيه المفتي يجب عليه أن يتعلق من كل علم بطرف
نقد واقع الخطباء
إن الخطباء في المساجد هم دعاة الإسلام وحماة الشريعة، ونواب النبي صلى الله عليه وسلم في توجيه أمته، ولهذا يكن لهم الجمهور الحب والاحترام والتقدير، ولكن ذلك لا يعني ادعاء العصمة لهم فهم بشر يصيبون ويخطئون ، وفي كثير منهم ألوان من القصور وأنواع من التعقيد وعدم التأثير.
ولهذا كان من حقهم علينا النصيحة والنقد الهادف لممارساتهم في الخطبة ، كما قال صلى الله عليه وسلم
الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله وأئمة المسلمين وعامتهم
رواه مسلم
وقد مارس النبي صلى الله عليه وسلم نقد الخطيب عمليا فقال لخطيب من الخطباء
بئس الخطيب أنت
لما قال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى
رواه النسائي برقم5530 وأبو داود برقم1099 وفي راوية أبي داود ولكن قل: ( ومن يعص الله ورسوله فقد غوى
ورواه مسلم
واختلف العلماء في سبب الذم هنا على أقوال
1- التشريك في الضمير لأنه يقتضي التسوية فأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما في الحديث الآخر
لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل ما شاء الله ثم شاء فلان
وهذا قول القاضي عياض وغيره رحمهم
2- الاختصار في مواطن البسط والإيضاح، فالخطبة يقصد بها الاتعاظ وهذا يقتضي الإيضاح واجتناب الرموز كما جاء في خطبة الحاجة، وأما ما ورد من استعماله في بعض الأحاديث فلأنه في مقام التعليم والأحكام، وهذا اختيار النووي في شرح مسلم 6/159.
3- أنه من الخصائص بذلك الخطيب دون غيره :(بئس الخطيب أنت) لما قال: (من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى)رواه النسائي برقم5530 وأبو داود برقم1099 وفي راوية أبي داود ولكن قل: ( ومن يعص الله ورسوله فقد غوى
ورواه مسلم
4- أنه واقعة عين لا عموم لها.
5- أنه بسبب الوقف والسكوت عنه (ومن يعصهما) ثم قال فقد غوى ، وبه قال يوسف الحنفي في المعتقد.
ولكن نقد الخطباء يجب أن ينطلق من دافع المحبة للمنصوح والرغبة في تكميله وليس من دافع العداوة والرغبة في تنقيصه ، وهذا أمر يرجع إلى نوايا القلوب التي لا يطلع عليها إلا علام الغيوب.
ومن الإنصاف أن نقرر بأن عدم انتفاع الناس بالخطب ليس بالضرورة أن يكون سببه قصور الخطباء، ولكن قد يكون بسبب موانع لدى بعض السامعين وضعف تركيزهم وقسوة قلوبهم كما قال الشاعر
وما قبلت نفسي من الخير لفظة ** وإن طال ما فاهت به الخطباء
والله أعلم
مع الشكر الجزيل لموقع علماء الشريعة
المتدور الاسباني
02-17-2012, 02:28 PM
الخاتمة
لاإله إلا الله الملك الحق المبين
لا إله إلا الله العدل اليقين
لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين
سبحانك إني كنت من الظالمين
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك و الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وإليه المصير
وهو على كل شيء قدير.
لا إله إلا الله إقرارا بربو بيتة
سبحان الله خضوعا لعظمته
اللهم يا نور السماوات و الأرض ، يا عماد السماوات والأرض ، يا جبار
السماوات والأرض ، يا ديان السماوات والأرض ، يا وارث السماوات والأرض
، يا مالك السماوات والأرض ، يا عظيم السماوات والأرض ، يا عالم
السماوات والأرض ، يا قيوم السماوات والأرض ، يا رحمن الدنيا
ورحيم
الآخرة .
اللهم إني أسألك ، أن لك الحمد ، لا إله إلا أنت الحنان
المنان ، بديع
السماوات و الأرض ، ذو الجلال و الإكرام ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
بسم الله أصبحنا و أمسينا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول
الله ، وأن الجنة حق ، والنار حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ،
و أن الله يبعث من في القبور . الحمد لله الذي لا يرجى إلا فضله ، ولا
رازق غيره .
الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض و لا في السماء وهو السميع البصير.
اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي . بركة تطهر بها قلبي، وتكشف بها
كربي ، وتغفر بها ذنبي ، وتصلح بها أمري ، وتغني بها فقري ، وتذهب بها
شري ، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي ، وتقضي بها ديني، وتجلو
> >>بها حزني ، وتجمع بها شملي ، وتبيض بها وجهي.
يا أرحم الراحمين
المتدور الاسباني
02-17-2012, 02:29 PM
اللهم إليك مددت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي. فأقبل توبتي، وأرحم ضعف
قوتي، وأغفر خطيئتي، وأقبل معذرتي، وأجعل لي من كل خير نصيبا ، والى
كل خير سبيلا برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم لا هادى لمن أضللت ، ولا معطى لما منعت ، ولا مانع لما أعطيت ،
ولا باسط لما قبضت ، ولا مقدم لما أخرت ، ولا مؤخر لما قدمت .
اللهم أنت الحليم فلا تعجل ، وأنت الجواد فلا تبخل ، وأنت العزيز فلا
تذل ، وأنت المنيع فلا ترام ، وأنت المجير فلا تضام ، و أنت
على كل شيء
قدير.
اللهم لا تحرم سعة رحمتك ، وسبوغ نعمتك ، وشمول عافيتك ، وجزيل عطائك
، و لا تمنع عنى مواهبك لسوء ما عندي ، ولا تجازني بقبيح عملي، ولا
تصرف وجهك الكريم عنى برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم لا تحرمني وأنا أدعوك … ولا تخيبني و أنا أرجوك
اللهم إني أسألك يا فارج الهم ، و يا كاشف الغم ، يا مجيب دعوة
المضطرين ، يا رحمن الدنيا ، يا رحيم الآخرة ، أرحمني برحمتك .
اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت ، وبك خاصمت وإليك حاكمت ،
فاغفر لى ما قدمت و ما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وأنت المقدم وأنت
المؤخر . لا إله إلا أنت الأول والأخر والظاهر و الباطن ، عليك توكلت
، وأنت رب العرش العظيم .
المتدور الاسباني
02-17-2012, 02:30 PM
اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها يا خير من زكاها ، أنت وليها و
مولاها
يا رب العالمين اللهم إني أسألك مسألة البائس الفقير- وأدعوك دعاء
المفتقر الذليل، لا تجعلني بدعائك رب شقيا ، وكن بي رءوفا رحيما يا
خير المئولين ، يا أكرم المعطين، يا رب العالمين .
اللهم رب جبريل وميكائيل و أسرافيل وعزرائيل، أعصمني من فتن الدنيا و
وفقني لما تحب و ترضى ، وثبتني بالقول الثابت في الحياة
الدنيا وفي
الآخرة – ولا تضلني بعد أن هديتني وكن لي عونا ومعينا ، وحافظا و
ناصرا.
آمين يا رب العالمين
اللهم أستر عورتي و أقبل عثرتي، و أحفظنى من بين يدي و من خلفي ، وعن
يميني و عن شمالي ، ومن فوقي ومن تحتي ، ولا تجعلني من الغافلين اللهم
إني أسألك الصبر عند القضاء ، و منازل الشهداء ، و عيش السعداء ، و
النصر على الأعداء ، و مرافقة الأنبياء، يا رب العالمين
امين يا ارحم الراحميين.اخواتي ارجو من كل من يقرا هذا الدعاء ان
يبلغه عنا و لو لاحد فقط و والله ان الله لا يضيع اجر المحسنين و
سيكون هذا الدعاء باذن الله حجة لنا يوم القيامة لا حجة علينا باذن الله تعالى
اسال الله ان يوفقنا لما يحبه و يرضاه و جزاكم الله كل خير
المتدور الاسباني
02-17-2012, 02:31 PM
اللهم انك عفوا كريما تحب العفوا فاعفوا عنا
انك على كل شى قدير واليك المصير
وصلى اللهم على سيدنا محمد فى الاولين والاحرين
يا ارحم الراحمين
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين
همسات مسلمة
02-17-2012, 06:14 PM
ما شاء الله مجموعة قيمة من الخُطب
جزاكم الله خيرا
وجعل عملكم خالصا لوجهه الكريم
ابتسامة
02-17-2012, 06:44 PM
اللهم بحق يوم الجمعه الكريم ان ترحمنا
وتهدينا الى ما هو خير ومفيد
يا ارحم الراحمين
اللهم انك عفوا كريما تحب العفوا فاعفوا عنا
انك على كل شى قدير واليك المصير
وصلى اللهم على سيدنا محمد فى الاولين والاحرين
يا ارحم الراحمين
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين
جزاك الله خير أخي على طرح الموضوع
لكن اريد التنبيه لأمر وهو قولك بحق يوم الجمعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
نسأل الله أن تكونوا بخير وعلى أفضل حال شيخنا الفاضل ..
نحتاج أن تجيبنا جزاك الله خيرا عن كم حكم بعض الأقوال ..
كقول ..
2/ يارب بحق هذا الأذان ( ثم ندعو بما شئنا )
3/ قول .. يارب بحق هذا الشهر الكريم ( يقصد رمضان )
أو هذا اليوم الكريم ( يقصد الجمعه )
4/ أو بحق رسولك الكريم .
الحلف بقول .. يمين الله / و حياة الله / وعزة الله
5/ قول خير يا طير ( بدون اعتقاد )
::
وياليت تدعو لي ياشيخ بارك الله فيك بالصحبة الطيبة و الزوج الصالح
جزاكم الله خير ورفع قدركم ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
وأسأل الله أن يرزقك الصحبة الطيبة والزوج الصالح الذي تَقَرّ به عينك ، عاجلا غير آجِل في عَفْو وفي عافية .
ما حكم قول ( بحق حبيبك المصطفى ) ؟
الجواب/
هذا من التوسّل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز التوسّل بِجاه النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الدعاء عبادة ، كما قال عليه الصلاة والسلام . والتوسّل يدخل في العبادات ، وليس هو من باب العادات ، والأصل في العبادات أنها توقيفية ، فلا يُعمل منها شيء ولا يُتقرّب إلى الله منها بشيء إلاّ بناء على دليل صحيح ، وليس لدينا دليل صحيح صريح في جواز التوسّل بِجاه النبي صلى الله عليه وسلم .كما أن مِن شَرط قبول العبادة أن تكون على السنة ، وليس لدينا في صحيح السنة ما يدلّ على جواز التوسّل .
والصحابة رضي الله عنهم لم يتوسّلوا بِجَاه النبي صلى الله عليه وسلم مع شدّة تعظيمهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومعرفتهم بِقَدْرِه ، ومع بلوغهم المرتبة القصوى في محبته صلى الله عليه وسلم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : السؤال بالمعظّم كَالسؤال بِحَقّ الأنبياء ، فهذا فيه نزاع وقد تقدم عن أبى حنيفة وأصحابه أنه لا يجوز ذلك ، ومن الناس مَن يُجَوِّز ذلك ، فنقول :
قول السائل لله تعالى : أسألك بِحَقّ فلان وفلان مِن الملائكة والأنبياء والصالحين وغيرهم ، أو بِجَاه فُلان ، أو بِحُرْمة فلان ؛ يقتضى أن هؤلاء لهم عند الله جَاه ، وهذا صحيح ، فإن هؤلاء لهم عند الله مَنْزِلة وجَاه وحُرمة يقتضى أن يَرفع الله درجاتهم ، ويُعَظِّم أقدارهم ، ويَقْبَل شفاعتهم إذا شفعوا ، مع أنه سبحانه قال : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ) ...
ولكن ليس نَفْس مُجرد قَدْرهم وجَاههم مما يقتضى إجابة دعائه إذا سأل الله بهم حتى يسأل الله بذلك ، بل جاههم ينفعه أيضا إذا اتّبعهم وأطاعهم فيما أمَرُوا به عن الله ، أو تأسّى بهم فيما سَـنُّوه للمؤمنين ، وينفعه أيضا إذا دعوا له وشفعوا فيه ، فأما إذا لم يكن منهم دعاء ولا شفاعة ، ولا مِنْه سبب يقتضى الإجابة لم يكن مُتَشَفِّعًا بِجَاههم ، ولم يكن سؤاله بجاههم نافِعًا له عند الله ، بل يكون قد سأل بأمْر أجنبي عنه ليس سببًا لِنفعه ، ولو قال الرجل لِمُطَاعٍ كبير :
أسألك بطاعة فلان لك ، وبحبِّك له على طاعتك ، وبِجَاهِه عندك الذي أوْجَبته طاعته لك ، لكان قد سأله بأمْر أجنبي لا تعلّق له به ، فكذلك إحسان الله إلى هؤلاء المقرَّبين ومحبته لهم وتعظيمه لأقدارهم مع عبادتهم له ، وطاعتهم إياه ؛ ليس في ذلك ما يُوجِب إجابة دعاء من يسأل بهم ، وإنما يوجب إجابة دعائه بسبب منه لطاعته لهم ، أو سبب منهم لشفاعتهم له ، فإذا انتفى هذا وهذا فلا سبب .
نعم ، لو سأل الله بإيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم ومحبته له وطاعته له واتِّباعه ، لكان قد سأله بسبب عظيم يقتضى إجابة الدعاء ، بل هذا أعظم الأسباب والوسائل . اهـ .
ومما يستدلّ به بعض أهل الأهواء حديث : توسّلوا بِجاهي فإن جاهي عند الله عظيم . وهو حديث موضوع مكذوب !
لا يصح في التوسّل به صلى الله عليه وسلم إلاَّّ حديث الأعمى
فقد روى الترمذي وابن ماجه النسائي في الكبرى عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافيني . قال : إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك . قال : فادعُه . قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه فيّ .
وفي رواية : فقال : يا رسول الله ادع الله أن يكشف لي عن بصري . قال : أو أدعك ؟ قال : يا رسول إنه شقّ علي ذهاب بصري . قال : فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك أن يكشف لي عن بصري شفعه فيّ وشفعني في نفسي ، فَرَجع وقد كشف له عن بصره .
وهذا ليس فيه دليل ولا مستمسك لمن يتوسّل بِجَاه النبي صلى الله عليه وسلم
بل فيه شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل ، فقد سأل الله عز وجل أن يُشَفِّع النبي صلى الله عليه وسلم فيه ، وذلك في حال حياته دون مماته . مع توجّه الداعي إلى الله وتعلّقه بالله دون مَن سِواه .
وقد عَمِي غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم ، مثل : كعب بن مالك وابن عباس وغيرهما ، ولم يُذكر عن واحد منهم أن فَعَل ما فعله الأعمى ؛ فَدَلّ على اختصاص ذلك بِحال حياة النبي صلى الله عليه وسلم دون ما بعد وفاته .
كما أن قوله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ) ليس فيه رائحة دليل لدعاء الأموات
ففي هذه الآية ضمير يدل على المقصود ، وهو ( أَنَّهُمْ ) وهو عائد على من ذُكروا قبل ذلك في الآيات ، وهم ( الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ )
كما أن الآية التي بعدها تُفيد أن ذلك في حال حياته دون موته ، فقد قال بعدها رب العزة سبحانه وتعالى : ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ )
وهذا في حال حياته صلى الله عليه وسلم إلى شخصه عليه الصلاة والسلام ، وأما بعد موته فإلى سنته عليه الصلاة والسلام .ثم إن حرف ( إِذ ) يدل هنا على الماضي لا على الحاضر ولا على المستقبل .
ثم إن من يستدلّ بهذه الآية على جواز التوسّل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، قد تَرَك ما أُمِر به من الاستغفار ابتداء ، كما في قوله تعالى في الآية نفسها : (فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ) ، فتَرَكُوا ما أُمِروا به إلى ما لم يُؤمروا به !
وخلاصة القول :
أنه لم يثبت خبر ولا أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه بل ولا عن أحد من التابعين في التوسّل الممنوع ، ولا في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، أو الاستغاثة به عليه الصلاة والسلام بعد وفاته .
وما صحّ من خبر فليس فيه التوسّل به صلى الله عليه وسلم ولا بِجاهِه ، ولا الاستغاثة به عليه الصلاة والسلام ، ولا طلب قضاء الحوائج ، أو كشف الكروب ، أو شفاء المرضى .
والله تعالى أعلم .
ما حُكم التوسّل بِجاه النبي صلى الله عليه وسلّم ، أو بِحقِّه ؟
لا يجوز هذا الدعاء ففيه اعتداء من جهتين :
الأولى : السؤال باليوم الفضيل ، إذ لا يَجوز السؤال باليوم ، وإنما لو قال : في هذا اليوم المبارك ، ونحوه جاز .
والثاني : السؤال بِجاهِ النبي صلى الله عليه وسلم
إذ لا يجوز التوسّل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن التوسّل بجاهه صلى الله عليه وسلم من بِدع الدعاء .
فإن الصحابة رضي الله عنهم لم يتوسّلوا بجاه النبي صلى الله عليه وسلم مع شدّة تعظيمهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومعرفتهم بقدره ، ومع بلوغهم المرتبة القصوى في محبته صلى الله عليه وسلم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
السؤال بالمعظّم كالسؤال بحق الأنبياء ، فهذا فيه نزاع وقد تقدم عن أبى حنيفة وأصحابه أنه لا يجوز ذلك ومن الناس من يجوز ذلك فنقول قول السائل لله تعالى أسألك بحق فلان وفلان من الملائكة والأنبياء والصالحين وغيرهم أو بجاه فلان أو بحرمة فلان يقتضى أن هؤلاء لهم عند الله جاه وهذا صحيح فإن هؤلاء لهم عند الله منزلة وجاه وحرمة يقتضى أن يرفع الله درجاتهم ويعظم أقدارهم ويقبل شفاعتهم إذا شفعوا ، مع أنه سبحانه قال : (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) ...
ولكن ليس نفس مجرد قدرهم وجاههم مما يقتضى إجابة دعائه إذا سأل الله بهم حتى يسأل الله بذلك ، بل جاههم ينفعه أيضا إذا اتبعهم وأطاعهم فيما أمروا به عن الله ، أو تأسّى بهم فيما سَنُّوه للمؤمنين ، وينفعه أيضا إذا دعوا له وشفعوا فيه ، فأما إذا لم يكن منهم دعاء ولا شفاعة ولا مِنْه سبب يقتضى الإجابة لم يكن متشفعا بجاههم ، ولم يكن سؤاله بجاههم نافعا له عند الله ، بل يكون قد سأل بأمر أجنبي عنه ليس سببا لنفعه ، ولو قال الرجل لِمُطَاعٍ كبير : أسألك بطاعة فلان لك وبحبِّك له على طاعتك وبجاهه عندك الذي أوجبته طاعته لك لكان قد سأله بأمر أجنبي لا تعلّق له به ، فكذلك إحسان الله إلى هؤلاء المقربين ومحبته لهم وتعظيمه لأقدارهم مع عبادتهم له وطاعتهم إياه ليس في ذلك ما يوجب إجابة دعاء من يسأل بهم ، وإنما يوجب إجابة دعائه بسبب منه لطاعته لهم ، أو سبب منهم لشفاعتهم له ، فإذا انتفى هذا وهذا فلا سبب .
نعم ، لو سأل الله بإيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم ومحبته له وطاعته له واتِّباعه لكان قد سأله بسبب عظيم يقتضى إجابة الدعاء ، بل هذا أعظم الأسباب والوسائل . اهـ .
ومما يَستدل به من يتوسّل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ما يُروى عنه عليه الصلاة والسلام : " إذا سألتم الله فاسألوه بِجاهِي ، فإن جاهي عند الله عريض " وهو حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا تجوز روايته ، ولا يَحِلّ تناقله إلا على سبيل التحذير منه .
يقول علامة الشام الشيخ جمال الدين القاسمي في تفسيره :
إن لَفظ ( الجاه ) الذي يُضيفونه إلى الأنبياء والأولياء عند التوسّل ، مفهومه العرفي هو السُّلْطة ، وإن شئت قلت نفاذ الكلمة عند من يُستَعمل عليه أو لديه ، فيُقال : فلان اغتصب مال فلان بِجاهِه ، ويُقال : فلان خلّص فُلاناً من عقوبة الذنب بِجاهِه ، لدى الأمير أو الوزير مثلا . فَزَعْمُ زاعِم أن لفلان جاهاً عند الله بهذا المعنى ، إشراك جَليّ لا خَفيّ . وقلّما يَخطر ببال أحد من المتوسِّلِين معنى اللفظ اللغوي ، وهو المنزلة والقَدْر . على أنه لا معنى للتوسّل بالقَدْر والمنزلة في نفسها ؛ لأنه ليست شيئا يَنْفَع . وإنما يكون لذلك معنى ، لو أُوِّلَتْ بِصِفة من صفات الله ، كالاجتباء والاصطفاء ، ولا علاقة لها بالدعاء ، ولا يُمكن لِمُتوسِّل أن يَقصدها في دعائه . اهـ .
ويُنظر لذلك : مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ( 1/356 ) و ( 27/82 ) ، وفتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( 1/153) والتوسل – أنواعه وأحكامه – ص 128 الألباني .
والله تعالى أعلم .
هل يجوز الحلف بصيغة ( و حياة الله )
الجواب/
الله سبحانه وتعالى هو الحي القيوم ، ففي آيات كثيرة جاء ذِكْر حياة الله تبارك وتعالى ، كقوله تعالى : (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) وقوله : (هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) .
هو الحي الذي لا يموت، وحياته أكمل حياة، قال عليه الصلاة والسلام : إن الله عز وجل لا يَنام ولا يَنبغي له أن يَنام . رواه مسلم .
ومثل هذا الحلف ما يقوله ابن القيم رحمه الله : وحياة ربِّــك ... فلا إشكال في ذلك ولا حــرج . وكذلك الحلِف بِـ " عِـزّةِ الله " أو بِـ " جَلال الله " .
أما الحلف أو الاستِحلاف بـ " خاطر الله " فهذا لا يَجوز ؛ لأن أسماء الله وصِفاته تَوقِيفِيَّة ، فلا يُثبَت له شيء إلا بِدليل ، ولم يَدلّ الدليل على إثبات ( الخاطر ) لله تبارك وتعالى .
والله تعالى أعلم
ما حُـكم قول " عَزّ الله " ؟
الجواب/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
كأنه يُقصد بها القسم بِعِزّة الله .
أي : إن الله عَزّ ليكونن كذا .
ويجوز الحلف بِصِفات الله عزّ وَجَلّ .
قال الإمام البخاري في صحيحه : باب الحلف بِعِزَّة الله وصِفاته وكَلماته . وقال ابن عباس : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أعوذ بِعِزَّتِك .
وعقد باب آخر قال فيه : ومَن حَلف بِعِزَّة الله وصِفاته .
وأما الإفادة بالألفاظ التي لا تجوز فهذا يطول .
وأحيلك على كتاب " مُعجم المناهي اللفظية " للشيخ العلامة بكر أبو زيد حفظه الله
وهو هنا :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=14&book=1453 (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=14&book=1453)
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2024